مجموع فتاوى ابن تيمية

الثاني والعشرونالمجلد في

)الصالةآتاب (

الصـــالة

يم بسم اهللا الرحمن الرح : سئل ـ رحمه اهللا

؟ أم ال . هل آانت الصالة على من قبلنا من األمم مثل ما هي علينا من الوجوب واألوقات واألفعال والهيئات

: فأجاب ـ رضي اهللا عنه

. آانت لهم صالة في هذه األوقات، لكن ليست مماثلة لصالتنا في األوقات والهيئات، وغيرهما، واهللا أعلم لم ه وس ه ( : وسئل عن رجل يفسق ويشرب الخمر ويصلي الصلوات الخمس، وقد قال صلى اهللا علي م تن آل صالة ل

. ) عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد صاحبها من اهللا إال بعدا

: فأجاب

لم، لكن الصالة تنهي عن الفحشاء والمنك ه وس ي صلى اهللا علي ا ذآر اهللا في هذا الحديث ليس بثابت عن النب ر آمه، وإن . حال، فالصالة ال تزيد صاحبها بعدا/وبكل . آتابه بل الذي يصلي خير من الذي ال يصلي، وأقرب إلي اهللا من

. آان فاسقا

لم . ليس لك من صالتك إال ما عقلت منها : لكن قال ابن عباس ه وس د لينصرف ( : وقد قال النبي صلى اهللا علي إن العبا . ) إال عشرها ( : ، حتى قال ) صالته، ولم يكتب له منها إال نصفها، إال ثلثها، إال ربعها من ا آم ي به فإن الصالة إذا أت

الي . أمر نهته عن الفحشاء والمنكر، وإذا لم تنهه دل على تضييعه لحقوقها، وإن آان مطيعا ال تع ن { : وقد ق ف م فخل . واهللا أعلم . وإضاعتها التفريط في واجباتها وإن آان يصليها . ] 59 : مريم [ اآلية } اعوا الصلاةبعدهم خلف أض

الي ه تع ن قول ئل ع كاري { : وس تم س الة وأن وا الص اء [ } ال تقرب و ] 43 : النس ر وصلي وه رب الخم ل إذا ش والرج

؟ ال سكران، هل تجوز صالته أم

: فأجاب

ا، ة وغيره ذه اآلي صالة السكران الذي ال يعلم ما يقول ال تجوز باتفاق، بل وال يجوز أن يمكن من دخول المسجد له . واهللا أعلم . فإن النهي عن قربان الصالة، وقربان مواضع الصالة

: وقال شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا

واجب وفعل من محرم قبل اإلسالم والتوبة في قاعدة ما ترك من: فصــل

د اإلسالم ه قضاؤه بع ه ال يجب علي اة والصيام ـ فإن افر األصلي من واجب ـ آالصالة والزآ ه الك ا ترآ دة م قاعادا، أو باإلجماع؛ ألنه لم يعتقد وجوبه، سواء آانت الرسالة قد بلغته أو لم تكن بلغته، وسواء آان آفره جحودا، أو عن

. جهال

دين، ا ـ آقضاء ال ة أداءه ي أوجبت الذم وال فرق في هذا بين الذمي والحربي، بخالف ما على الذمي من الحقوق الت . ورد األمانات والغصوب ـ فإن هذه ال تسقط باإلسالم؛ اللتزامه وجوبها قبل اإلسالم

ا ـن العب ـين، ال م زم وجـوب شيء للمسلم ـم يلت ه قضاء وأمـا الحـربي المحض، فل يس علي وق، فل ـن الحق دات وال م

ان ا آ دم م إن اإلسالم يه لم، ف شيء ال من حقوق اهللا ، وال من حقوق المسلمين، وإن آان يعاقب على ترآها لو لم يس . قبله

ا، د الرب وآذلك ما فعله الكافر من المحرمات في دين اإلسالم التي يستحلها في دينه ـ آالعقود والقبوض الفاسدة، آعقك ـ والميسر، وبيع الخمر والخنزير، والنكاح بال ولي وال شهود، وقبض مال المسلمين بالقهر، واالستيالء، ونحو ذلد ك العق ه تحريم ذل ه ب ر ل فإن ذلك المحرم يسقط حكمه باإلسالم، ويبقي في حقه بمنزلة ما لم يحرم، فإن اإلسالم يغف

ة من ع وا بمنزل ه عف ي حق بض، فيصير الفعل ف ه مجري والق ر محرم، فيجري في حق ا غي دا أو قبض قبض د عق ق . الصحيح في حق المسلمين؛ ولهذا ما تقابضوا فيه من العقود الفاسدة أقروا على ملكه إذا أسلموا أو تحاآموا إلينا

ه ال يجوز م يتقابضوه، فإن ا ل د وآذلك عقود النكاح التي انقضي سبب فسادها قبل الحكم، واإلسالم، بخالف م م بع له

الي . اإلسالم أن يقبضوا قبضا محرما، آما ال يعقدون عقدا محرما، وهذا مقرر في موضعه ه تع ذين { : لقول ا ال ا أيه يم ، فأمرهم بترك ما بق ] 278 : البقرة [ } آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن آنتم مؤمنين ي في الذمم من الربا، ول

. يأمرهم برد المقبوض

وأيما قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم، ( : ، وقال ) من أسلم على شيء فهو له ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلمي آانت في ) وأيما قسم أدرآه اإلسالم فهو على قسم اإلسالم اآحهم الت ى من ة، مع أن ، وأقر أهل الجاهلية عل الجاهلي

. آثيرا منها آان غير مباح في اإلسالم

. لكن ثم خالف شاذ في بعض صوره . وهذا آالمتفق عليه بين األئمة المشهورين

لم، ه وس م بسنة رسول اهللا صلى اهللا علي ه له لموا، فإن م أس وال المسلمين ث وأما ما استولي عليه أهل الحرب من أم . ر األئمة، وهو منصوص أحمد، وظاهر مذهبهواتفاق السلف، وجماهي

ذه ه في ه رهم علي ة أو صلح فنق ان أو ذم وأما التحاآم إلينا في مثل هذه الصورة، فإنها تكون إذا آانوا ذوي عهد بأم

. الصورة ـ أيضا ـ فهذا في الحقوق التي وجبت له باعتقاده في آفره، وإن آان سببها محرما في دين اإلسالم ده، فال يعاقب وأم م يعتق ه أو ل ا العقوبات، فإنه ال يعاقب على ما فعله قبل اإلسالم من محرم، سواء آان يعتقد تحريم

ه . على قتل نفس، وال ربا، وال سرقة، وال غير ذلك لمين، . سواء فعل ذلك بالمسلمين، أو بأهل دين ان بالمس ه إن آ فإنول فهو يعتقد إباحة ذلك منهم، وأما أهل دينه، ذا نق د هو الحظر؛ وله ا : فهم مباحون في دين اإلسالم، وإن اعتق إن م

دوا التحريم د اإلسالم، وإن اعتق ا بع اقبون عليه إنهم ال يع والهم، ف . سباه وغنمه الكفار بعضهم من نفوس بعض وأم . فمتي آان مباحا في دينه أو في دين اإلسالم زالت العقوبة

تأمن لكن إن آان محرما في ال ذا هو المس لمين، فه ده مع المس دينين ـ مثل أن يكون بينه وبين قوم عهد ـ فإن آان عه

ى ه عل دوا ب ا تع ى م اقبون عل وال، ويع وس واألم ن النف لمين م وه للمس ا أتلف ؤالء يضمنون م ذمي والمصالح، فه والم مع غير المسلمين مثل قضية وأما إن آان عهده . المسلمين، ويعاقبون على الزنا، وفي شرب الخمر خالف معروف

. المغيرة بن شعبة فيما ترآه المرتـــد من الواجبات: فصـــل

ردة فأما المرتد، فال يجب عليه قضاء ما ترآه في الردة من صالة وزآاة وصيام في المشهور، ولزمه ما ترآه قبل الوأما ما فعله . ويحكي ثالث روايات عن أحمد . رتينال يجب في الصو : يجب عليه القضاء، وقيل : وقيل . في المشهور . فإن آان في قبضة المسلمين، ضمن ما أتلفه من نفس ومال، وإن آان في طائفة ممتنعة ففيه روايات : من المحرمات

فيما ترآه المسلم من الواجبات: فصـــل

ذآر، أو وأما المسلم، إذا ترك الواجب قبل بلوغ الحجة، أو متأول ل، أو مس ال ا، مثل من ترك الوضوء من لحوم اإلبذه /صلي في أعطان ه قضاء ه ك، فهل يجب علي د إسالمه، ونحو ذل ه بع ا علي ا بوجوبه رك الصالة جهل ل، أو ت اإلب

. تارة تكون رواية منصوصة، وتارة تكون وجها : على قولين في المذهب ؟ الواجبات

ل بلوغه وأصلها أن حكم الخطاب بفروع ا القاضي ؟ الشريعة هل يثبت حكمه في حق المسلم قب ين ذآرهم ى وجه علوفيها وجه ثالث اختاره طائفة من األصحاب، وهو الفرق بين الخطاب الناسخ، والخطاب . أبو يعلي في مصنف مفرد

الدالئل الكثيرة أنه ال يجب القضاء وقد قرروه ب . فال يثبت النسخ إال بعد بلوغ الناسخ، بخالف الخطاب المبتدأ . المبتدأ . في هذه الصور آلها، وأنه ال يثبت حكم الخطاب إال بعد البالغ جملة، وتفصيال

التيمم، وال أمر عمر ة ب ولهذا لم يأمر النبي صلى اهللا عليه وسلم بالقضاء ألبي ذر لما مكث مدة ال يصلي مع الجناب

ن ياسر، وال أ ال األبيض من األسود، بن الخطاب في قضية عمار ب ه العق ين ل ى يتب ادة الصوم من أآل حت مر بإع . ونظائره متعددة في الشريعة

بل إذا عفي للكافر بعد اإلسالم عما ترآه من الواجبات لعدم االعتقاد ـ وإن آان اهللا قد فرضها عليه، وهو معذب على

ا دم اعتق ه ترآها ـ فألن يعفو للمسلم عما ترآه من الواجبات لع ر معذب اده، أو /د الوجوب، وهو غي رك الجته ى الت عليما . تقليده، أو جهله الذي يعذر به أولى وأحرى ا، ال س ان قبله ا آ وآما أن اإلسالم يجب ما آان قبله، فالتوبة تجب م

. توبة المعذور الذي بلغه النص، أو فهمه بعد أن لم يكن تمكن من سمعه وفهمه،وهذا ظاهر جدا إلى الغاية

ا . وآذلك ما فعله من العقود والقبوض التي لم يبلغه تحريمها لجهل يعذر به، أو تأويل ه فيه ولين حكم ى إحدى الق فعلر : فإذا عامل معاملة يعتقد جوازها بتأويل . هذا الحكم وأولى اح فاسد، أو غي ر، أو نك ا، أو ميسر، أو ثمن خم من رب

ذي ذلك، ثم تبين له الحق وتاب، أو تحاآم إ اح ال ى النك ر عل لينا، أو استفتانا، فإنه يقر على ما قبضه بهذه العقود، ويقة، أو ك، أو نكح الخامسة في عدة الرابع مضى مفسده، مثل أن يكون قد تزوج بال ولي أو بال شهود معتقدا جواز ذل

. قر عليهنكاح تحليل مختلف فيه، أو غير ذلك، فإنه وإن تبين له فيما بعد فساد النكاح، فإنه ي

م وال اد، ال في الحك نقض باالجته اد ال ي ى أن االجته ي عل أما إذا آان نكح باجتهاد وتبين له الفساد باجتهاد، فهذا مبن . في الفتيا ـ أيضا ـ فهذا مأخذ آخر

ره /وإنما الغرض هنا أنه لو تيقن التحريم بالنص القاطع ـ آتيقن من ا مضى آان آافرا صحة اإلسالم ـ فإنا نق ى م عل

اآحتهم . من عقد النكاح، ومن المقبوض في العقد الفاسد، إذا لم يكن المفسد قائما ى من د اإلسالم عل ار بع ر الكف آما يق . التي آانت محرمة في اإلسالم وأولى

رار ل . فإن فعل الواجبات وترك المحرمات باب واحد، آما تقدم في الكافر و واإلق إن العف أول ـ وهذا بين؛ ف لم المت لمس

. بعد الرجوع عن تأويله ـ أولى من العفو واإلقرار عن الكافر المتأول، لكن في هذا خالف في المذهب وغيره

ين رق ب م يف دا، ول ا واح اد وجعل المسلمين جنس ه، والنهي يقتضي الفس وشبهة المخالف نظره إلى أن هذا منهي عنره أول وغي ألة . المت ذه المس ر ه ل : ونظي وال، ه وس واألم ن النف دل م ل الع ى أه أولون عل ي المت ل البغ ه أه ا أتلف م

: على روايتين ؟ يضمنون

داهما ود : إح ل العق ن يجع ر م ذا نظي ه، وه ل في ذي ال تأوي بية ال ال العص اربين، وآقت م آالمح ال له منونه، جع يض . والقبوض المتأول فيها بمنزلة ما ال تأويل فيه

ه : ال يضمنونه، وعلى هذا اتفق السلف، آما قال الزهري : والثانية ة ـ وأصحاب رسول اهللا صلى اهللا علي وقعت الفتن

وهم في : أن آل دم أو مال أو فرج أصيب بتأويل القرآن فال ضمان فيه ـ وفي لفظ ـ /وسلم متوافرون ـ فأجمعوا ألحق . ذلك بأهل الجاهلية

أوال : وسلم أسامة دم الذي قتله بعد ما قال ولهذ لم يضمن النبي صلى اهللا عليه ه مت ه قتل ه إال اهللا ؛ ألن م ـ : ال إل أي أنهوإن استحلوا المحرم ـ لكن لما آانوا جاهلين متأولىن، آانوا بمنزلة أهل الجاهلية في عدم الضمان، وإن فارقوهم في

. ف الكافر؛ فإنه ال يغفر له الكفر الذي أخطأ فيهعفو اهللا ورحمته؛ ألن هذه األمة عفي لها عن الخطأ والنسيان، بخال

عدم عقاب المتأول في اآلخرة ال يمنع قتاله وجلده: فصـل

ه ه في دي، وحال د، واضح عن اد أو تقلي ل اجته وهذا الذي ذآرته فيما ترآه المسلم من واجب، أو فعله من محرم بتأوي . أحسن من حال الكافر المتأول

فإن التأويل ال يرفع عقوبة الدنيا مطلقا؛ إذ . أن أقاتل الباغي المتأول، وأجلد الشارب المتأول، ونحو ذلك وهذا ال يمنع

ه من واجب، وفي ا ترآ ا الكالم في قضاء م افر، وإنم ة الك ع عقوب الغرض بالعقوبة دفع فساد االعتداء، آما ال يرفذي وفي ضمان النفوس/ العقود والقبوض التي فعلها بتأويل، ل ال واألموال التي استحلها بتأويل، آما استحل أسامة قت

. ال إله إال اهللا ، وآذلك ال يعاقب على ما مضي إذا لم يكن فيه زجر عن المستقبل : قتله بعد ما قال

ع تقبل، ودف ذه مقصودها أداء الواجب في المس د الشارب، فه اغي، وجل ال الب تقبل، آقت دفع عن المس ة لل ا العقوب وأم . المحرم في المستقبل، وهذا ال آالم فيه، فإنه يشرع في مثل هذا عقوبة المتأول في بعض المواضع

ذه ه، فه ا فعل ى م ة عل ه، والعقوب ي حصلت في وق الت وإنما الغرض بما يتعلق بالماضي من قضاء واجبه، وترك الحق

ي يجب أن ادات هي الت وق، والعب ه من الحدود والحق ة ب ا من األمور المتعلق اال فيه أول أحسن ح لم المت يكون المس . الكافر المتأول وأولى

ان ا آ ب م ي تج ة الت ا، والتوب ه الخطاي ر مع ذي تغف ه اإلسالم ال ذور، ومع فالتوبة تجب ما قبلها، والمسلم المتأول مع

ة، والرجوع ر عن التوب ات تنفي ر قبلها، وفي إيجاب القضاء وإسقاط الحقوق وإقامة العقوب ر من التنفي ي الحق أآث إلبذلك للكافر، فإن أعالم اإلسالم وداللته أعظم من أعالم هذه الفروع، وأدلتها، والداعي إلي اإلسالم من سلطان الحجة

. والقدرة قد يكون أعظم من الداعي إلي هذه الفروع

ان مقتضى وهذا ال شبهة فيه عندي، وإن آان فه نزاع؛ فإني أعلم أنه لوال مضي السنة ار، لك بمثل ذلك في حق الكفه . هذا القياس عند أصحابه طرده في حق الكافر ـ أيضا وا من م يمنع وقد راعى أصحاب أبي حنيفة ذلك في النكاح، فل

. إال ما له مساغ في اإلسالم، والنزاع ال يهتك حرمة العلم والفقه بعد ظهور حجته

عل المحرم جهال؟هل يعفى عمن ترك الواجب أوف: فصــل

: ولكن النظر في فصلين

م : أحدهما ا عن طلب العل ال وإعراض ه، ولكن جه ذر في اد وال بجهل يع رك الواجب، أو فعل المحرم ال باعتق من تذان الة، فه را بالرس ا ال آف ه إعراض م يلتزم ذا، ول ذا، وتحريم ه الواجب عليه ـ مع تمكنه منه ـ أو أنه سمع إيجاب ه

ه نوعان ه وتحريم الم بوجوب يقعان آثيرا من ترك طلب العلم الواجب عليه، حتى ترك الواجب وفعل المحرم، غير عر عذر . أو بلغه الخطاب في ذلك، ولم يلتزم اتباعه، تعصبا لمذهبه أو اتباعا لهواه، فإن هذا ترك االعتقاد الواجب بغي

. آما ترك الكافر اإلسالم . شرعي

وااللتزام جميعا؛ لعدم النظر الموجب للتصديق، وقد /فقد يترك التصديق . د هو اإلقرار بالتصديق، وااللتزامفإن االعتقاالوجوب والتحريم ر ب اب وأق ذا إذا ت واه، فهل يكون حال ه ا له زم، اتباع ر وال ملت ر مق ه غي ه لكن يكون مصدقا بقلب

ه تصديقا والتزاما، بمنزلة الكافر إذا أسلم ألن التوب ا قبل ا أن اإلسالم يجب م د ؟ ة تجب ما قبلها، آم ذه الصورة أبع فهذا ي ه ذور، فعل أول المع ى المت د والقبض عل أول، وفسخ العق من التي قبلها، فإن من أوجب القضاء على التارك المت

. المذنب بترك االعتقاد الواجب أولى

ال . وأما على القول الذي قررناه وجزمنا بصحته، فهذا فيه نظر د يق زام، فال : ق تعلم، وااللت رك ال الم بت ذا عاص ظ ه . يلزم من العفو عن المخطئين في تأويله العفو عن هذا

دا : وقد يقال وهو أظهر في الدليل والقياس ليس هذا بأسوأ حال من الكافر المعاند الذي ترك استماع القرآن آبرا وحس

وا وهوي، أو سمعه وتدبره واستيقنت نفسه ا وعل ك ظلم ر : أنه حق من عند اهللا ، ولكن جحد ذل آحال فرعون، وأآث . أهل الكتاب، والمشرآين، الذين ال يكذبونك، ولكن الظالمين بآيات اهللا يجحدون

ال ه ( : والتوبة آاإلسالم، فإن الذي ق ان قبل ا آ دم م ال ) اإلسالم يه ذي ق ا ( : هو ال ان قبله ا آ دم م ة ته ك في ) التوب وذل

. من رواية عمرو بن العاص رواه أحمد ومسلم/ حديث واحد

ر و تنفي يئات، وألن في عدم العف ذهبن الس احي، والحسنات ي فإذا آان العفو عن الكافر ألجل ما وجد من اإلسالم المذا عن الدخول، لما يلزم الداخل فيه من اآلصار، واألغالل الموضوعة على لسان هذا النبي صلى اهللا لم، فه ه وس علي

يئات، وفي ا الس المعني موجود في التوبة عن الجهل والظلم، فإن االعتراف بالحق والرجوع إليه حسنة يمحو اهللا به . عدم العفو تنفير عظيم عن التوبة، وآصار ثقيلة وأغالل عظيمة على التائبين

لم ه وس ي صلى اهللا علي ي ذر عن النب لم عن أب ي صحيح مس د ثبت ف يئة ( : وق دل آل س ده التائب ب دل لعب إن اهللا يب

نات، . ] 70 : الفرقان [ } يبدل الله سيئاتهم حسنات { : ، على ظاهر قوله ) حسنة فإذا آانت تلك التي تاب منها صارت حسو عن اب لم يبق في حقه بعد التوبة سيئة أصال، فيصير ذلك القبض والعقد من باب المعف رك من ب ك الت ه، ويصير ذل

فإن النبي صلى اهللا . المعفو عنه، فال يجعل تارآا لواجب، وال فاعال لمحرم، وبهذا يحصل الجمع بين األدلة الشرعية . ) من نام عن صالة أو نسيها، فليصلها إذا ذآرها ( : عليه وسلم قال

ال يقضيه، وال : يقضيه، وقال بعضهم : فقال األآثرون/ ؟ يقضيه هل : واختلف الناس فيمن ترك الصالة والصوم عامدا

ؤخرون الصالة عن . يصح فعله بعد وقته آالحج وقد ثبت عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال عن األمراء الذين ي . ) فصلوا الصالة لوقتها، واجعلوا صالتكم معهم نافلة ( : وقتها

ا ودل الكتاب والسنة، وا ين من يترآه رق ب ت، والف د الوق . تفاق السلف على الفرق بين من يضيع الصالة فيصليها بع

ولو آانت بعد الوقت ال تصح بحال، لكان الجميع سواء، لكن المضيع لوقتها آان ملتزما لوجوبها، وإنما ضيع بعض ذا إن فأما من لم يعلم وجوبها عليه جهال وضال . حقوقها وهو الوقت، وأتي بالفعل ه، فه م يلتزم ال، أو علم اإليجاب ول

. آان آافرا، فهو مرتد، وفي وجوب القضاء عليه الخالف المتقدم لكن هذا شبيه بكفر النفاق

ه ل من فالكالم في هذا متصل بالكالم فيمن أقام الصالة وآتي الزآاة نفاقا أو رياء، فإن هذا يجزئه في الظاهر، وال يقبالهم { : اهللا تعاليفي الباطن، قال أحبط أعم ه ف د [ } ذلك بأنهم آرهوا ما أنزل الل ال ] 9 : محم ل { : ، وق نعهم أن تقب ا م وم

الة إال أتون الص وله وال ي ارهون منهم نفقاتهم إال أنهم آفروا بالله وبرس م آ ون إال وه الى وال ينفق م آس ة [ } وه : التوباعون . الذين هم يراؤون . الذين هم عن صلاتهم ساهون . فويل للمصلين { : ، وقال تعالي ] 54 ون الم اعون [ } ويمنع : الم . ] 142 : النساء [ } وإذا قاموا إلى الصالة قاموا آسالى يرآؤون الناس وال يذآرون الله إال قليال { : ال تعالي، وق ] 7ـ 4

ـرا اة قه ـذ الزآ ـه في الباطـن : وقـد اختلف أصحابنا في اإلمـام إذا أخ ـل تجـزئ ين ـ مع أنه ؟ ه ى وجه تعاد عل ا ال تس : منهـ

. ال تجزيه لعدم النية مع القدرة عليها : أحدهما

واألول أصح، . أن نية اإلمام تقوم مقام نية الممتنع؛ ألن اإلمام نائب المسلمين في أداء الحقوق الواجبة عليهم : والثاني

د ص م فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يأخذها منهم بإعطائهم إياها، وق ون وه م ينفق ا؛ ألنه رآن بنفي قبوله رح الق . فعلم أنه إن أنفق مع آراهة اإلنفاق، لم تقبل منه، آمن صلي رياء . آارهون

ادة : لكن لو تاب المنافق والمرائي اطن اإلع اب ؟ فهل تجب عليه في الب ك فيث ل ذل ه قب ا عمل ى م ه عل أو تنعطف توبت

. عليه، أو ال يعيد وال يثاب د رسول اهللا صلى اهللا أما ى عه اق عل اإلعادة فال تجب على المنافق قطعا؛ ألنه قد تاب من المنافقين جماعة عن النف

وا { : وقد قال تعالي . عليه وسلم ولم يأمر أحدا منهم باإلعادة إن يتوب له ف ن فض وما نقموا إال أن أغناهم الله ورسوله م . ] 74 : التوبة [ } ك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا واآلخرةي

افر ى الك ا ال يجب عل وأيضا، فالمنافق آافر في الباطن، فإذا آمن فقد غفر له ما قد سلف، فال يجب عليه القضاء، آم

. المعلن إذا أسلم

ففي الصحيحين أن ؟ فيشبه الكافر إذا عمل صالحا في آفره، ثم أسلم هل يثاب عليه : وأما ثوابه على ما تقدم مع التوبة . ) أسلمت على ما سلف لك من خير ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم قال لحكيم بن حزام

م وأما المرائي إذا تاب من الرياء مع آونه آان يعتقد الوجوب ألة من ل ا، وهي مس ، فهو شبيه بالمسألة التي نتكلم فيه

. يلتزم أداء الواجب ـ وإن لم يكن آافرا في الباطن ـ ففي إيجاب القضاء عليه تنفير عظيم عن التوبة

ال ن آسب الم الي من أي ا ـ وال يب د ال يصوم ـ أيض ة ال يصلي وال يزآي، وق دة طويل د يعيش م أمن : فإن الرجل قإذا . وال يضبط حدود النكاح والطالق، وغير ذلك ؟ أم من حرام ؟ لحال فهو في جاهلية، إال أنه منتسب إلي اإلسالم، ف

ا ع م رد جمي وال، / هداه اهللا وتاب عليه، فإن أوجب عليه قضاء جميع ما ترآه من الواجبات، وأمر ب اآتسبه من األمك والخروج عما يحبه من اإلبضاع إلي غير ذلك صارت ه من ذل ذ أحب إلي ر حينئ ان الكف ذابا، وآ ه ع التوبة في حق

. اإلسالم، الذي آان عليه، فإن توبته من الكفر رحمة، وتوبته وهو مسلم عذاب

ه، أو ذرة علي وأعرف طائفة من الصالحين من يتمني أن يكون آافرا ليسلم فيغفر له ما قد سلف؛ ألن التوبة عنده متعاس متعسرة على ما قد قيل المؤيس للن بيه ب له واعتقده من التوبة، ثم هذا منفر ألآثر أهل الفسوق عن التوبة، وهو ش

. من رحمة اهللا

ب وابين، ويح ب الت إن اهللا يح اب اهللا ، ف م أحب ذين ه ائبين ال ى الت ة عل الل عظيم ة، واألغ ار ثقيل ع اآلص ووض . قوامه، بعد اليأس منه واهللا أفرح بتوبة عبده من الواجد لماله بعد . المتطهرين

ات، لكون ه من المحرم ا فعل ات، وم ه من الواجب ا ترآ ه م فينبغي لهذا المقام أن يحرر، فإن آفر الكافر لم يسقط عنا، ا قبله الكافر آان معذورا، بمنزلة المجتهد فإنه ال يعذر بال خالف، وإنما غفر له ألن اإلسالم توبة، والتوبة تجب م

رك عمل وفعل والتوبة توبة من رار، وت رك تصديق وإق اهليتهم . ت م ـ أن يجعل حال هؤالء في ج فيشبه ـ واهللا أعل . آحال غيرهم

األحوال المانعة من وجوب القضاء للواجب والترك للمحرم: فصــل

اطن، وا : فاألحوال المانعة من وجوب القضاء للواجب والترك للمحرم ر الكفر الظاهر، والكفر الب ر األصلي، وآف لكف . الردة، والجهل الذي يعذر به لعدم بلوغ الخطاب، أو لمعارضة تأويل باجتهاد أو تقليد

ونهم وهم بالصالة لك وسئـل عن قوم منتسبين إلي المشائخ يتوبونهم عن قطع الطريق، وقتل النفس، والسرقة، وألزم

؟ الة أم اليصلون صالة عادة البادية، فهل تجب إقامة حدود الص

اهون . فويل للمصلين { : أما الصالة فقد قال اهللا تعالي : فأجـاب لاتهم س ن ص م ع ذين ه ون . ال راؤون ويمنع م ي ذين ه الدهم خل { : ، وقال تعالي ] 7ـ 4 : الماعون [ } الماعون ون فخلف من بع وف يلق هوات فس وا الش لاة واتبع اعوا الص ف أض

: ، فقد ذم اهللا ـ تعالي ـ في آتابه الذين يصلون إذا سهوا عن الصالة، وذلك على وجهين ] 59 : مريم [ } غيا

. أن يؤخرها عن وقتها : أحدهما

ي صلى اهللا . ة، والطمأنينة، والخشوع، وغير ذلكمن الطهار : أال يكمل واجباتها : الثاني آما ثبت في الصحيح أن النبى ( : عليه وسلم قـال رار ـ يترقب الشمس حت افق ـ ثالث م تلك صـالة المنافـق، تلك صـالة المنافـق، تلك صـالة المن

. ) إذا آانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعا ال يذآر اهللا فيها إال قليال

الي ال تع د ق افقين { : فجعل النبي صلى اهللا عليه وسلم صالة المنافقين التأخير، وقلة ذآر اسم اهللا ـ سبحانه ـ وق إن المنذآر اس وال ي رآؤون الن الى ي اموا آس الة ق يال ون يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الص ه إال قل : النساء [ } الل

يرا { : ، وقال ] 142 م نص د له ن تج ار ول ن الن موا . إن المنافقين في الدرك األسفل م لحوا واعتص ابوا وأص ذين ت إال ال . ] 146، 145 : النساء [ } ك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيمابالله وأخلصوا دينهم لله فأولـئ

الي ـ بحانه وتع ه ـ س ا قول ون { : وأم وف يلق هوات فس وا الش لاة واتبع اعوا الص ف أض دهم خل ن بع ف م فخل

وآانوا يصلـون، ولو : تأخيرها عن وقتها، وإضاعة حقـوقها، قـالوا : إضاعتها : ، فقد قال بعض السلف ] 59 : ريمم [ } غياال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي د صح عن النب رك ( : ترآوها لكانوا آفارا؛ فإنه ق ين الشرك إال ت د وب ين العب يس ب ل

ا و ( : ، وقال ) الصالة ر العهد الذي بينن د آف ا فق نهم الصالة، فمن ترآه د إذا آمل الصالة، ( : ، وفي الحديث ) بي إن العبوب، : وتقول . صعدت ولها برهان آبرهان الشمس ا يلف الث ا تلف آم ا، فإنه م يكمله ي، وإن ل ا حفظتن حفظك اهللا آم

. ) ويضرب بها وجه صاحبها، وتقول ضيعك اهللا آما ضيعتني

ا، ( : صلى اهللا عليه وسلم أنه قال وفي السنن عن النبي إن العبد لينصرف من صالته ولم يكتب له إال نصفها، إال ثلثه . ليس لك من صالتك إال ما عقلت منها : ، وقال ابن عباس ) إال عشرها ( : حتى قال ) إال ربعها، إال خمسها، إال سدسها

وع من الذي } واتبعوا الشهوات { : وقوله يشتغل به عن إقامة الصالة آما أمر اهللا تعالي رسوله صلى اهللا عليه وسلم بن

. آالرقص، والغناء وأمثال ذلك : أنواع الشهوات

ال : وفي الصحيحين وعليك ( : أن رجال دخل المسجد فصلي رآعتين، ثم أتي النبي صلى اهللا عليه وسلم فسلم عليه، فقم تصل فصل فإن /السالم، ارجع ال ) ك ل ه، فق لم علي اه فس م أت م ( : فرجع فصلي ث وعليك السالم، ارجع فصل فإنك ل

ال : فقال . مرتين أو ثالثا ) تصل ي في الصالة، فق ا يجزئن ي م ا، فعلمن إذا قمت ( : والذي بعثك بالحق ما أحسن غيرهم اسجد إلي الصالة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم ارآع حتى ا، ث تطمأن راآعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائم

. ) حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صالتك آلها

ر ونهي ( ، ) ال تقبل صالة من لم يقم صلبه في الرآوع والسجود ( : وفي السنن عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه قال عن نقي فطر اهللا : ورأى حذيفة رجال يصلي ال يتم الرآوع والسجود فقال . ) آنقر الغراب ر الفطرة الت ى غي لو مت مت عل

. رواه ابن خزيمة في صحيحه . لو مات هذا : عليها محمدا صلى اهللا عليه وسلم، أو قال

ه : بلوغ، وقال آخرإن الصبيان مأمورون بالصالة قبل ال : وسئـل عمن قال ال ل لم، فق ي صلى اهللا : ال نس ورد عن النبا لعشر ( : عليه وسلم أنه قال ه ) مروهم بالصالة لسبع، واضربوهم عليه م من م يفه ا هو أمر من اهللا، ول ذا م ال ه ، فق

. أفتونا مأجورين ؟ تنقيص، فهل يجب في ذلك شيء

: فأجاب

تكلم أراد أن اهللا ان الم م إن آ ا إن أراد أنه اني، وأم ع الث واب م يهم، فالص ا عل ه أوجبه ي أن الة، بمعن رهم بالص أمأمورون ع : م ي حق الصبيان، فالصواب م تحبة ف ا مس األمر، أو أنه اهم ب ر اهللا إي ا ألم أمرونهم به ال ي أي أن الرج . المتكلم

را من : وقول القائل يس أم ه ل ه أن د ما هو أمر من اهللا ، إذا أراد ب أمر الصبيان، فق ل هو أمر لمن ي اهللا للصبيان، ب

. واهللا أعلم . وإن أراد أن هذا ليس أمرا من اهللا ألحد، فهذا خطأ يجب عليه أن يرجع عنه، ويستغفر اهللا . أصاب

تاذ، أو ة أس ة أو خدم م من زرع أو حرث أو جناب ر وسئل عن أقوام يؤخرون صالة الليل إلي النهار؛ ألشغال له غي ؟ فهل يجوز لهم ذلك أم ال . ذلك

: فأجاب

ال يجـوز ألحـد أن يؤخر صالة النهار إلي الليل، وال يؤخر صالة الليل إلي النهار لشغل مـن األشغال، ال لحصـد وال

ك ـير ذل ـتاذ، وال غ ـة أس ب وال لخـدم ـو وال لع ة وال صيد وال له ة، وال نجاس ـة وال لجناب ـرث وال لصناع ل لح ، بوع الشمس، وال / المسلمون آلهـم متفقـون على أن عليـه أن ل طل ار، ويصلي الفجر قب يصـلي الظهر والعصر بالنه

غال ن األش ك م ر ذل و وال لغي ناعات، وال لله ـن الص ـة م ك لصناع رك ذل ه، وال . يت ع مملوآ ك أن يمن يس للمال ول . للمستأجر أن يمنع األجير من الصالة في وقتها

د ومن ه عن ل يجب قتل ه، ب ى تغيب الشمس، وجبت عقوبت ك حت ر ذل تاذ أو غي ة أس أخرها لصناعة أو صيد أو خدم

ال ذلك، وإن ق زم ب د غروب : جمهور العلماء بعد أن يستتاب فإن تاب والتزم أن يصلي في الوقت، أل ال أصلي إال بع . الشمس الشتغاله بالصناعة والصيد أو غير ذلك، فإنه يقتل

ه ( : ثبت في الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قالوقد ه ومال ر أهل ا وت ه صالة العصر، فكأنم . ) من فاتت

ه ( : وفي الصحيحين عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه قال د حبط عمل ه صالة العصر فق ي بكر . ) من فاتت وفي وصية أب . ا بالليل ال يقبله بالنهار، وحقا بالنهار ال يقبله بالليلإن هللا حق : الصديق لعمر بن الخطاب أنه قال

د المغرب، م صالها بع ار، ث اد الكف تغاله بجه دق الش وم الخن ان أخر صالة العصر ي لم آ والنبي صلى اهللا عليه وس

. ] 238 : البقرة [ } حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى { : فأنزل اهللا تعالي

لم ه وس ي صلى اهللا علي ال جمهور ) أن الصالة الوسطى صالة العصر ( : وقد ثبت في الصحيحين عن النب ذا ق ؛ فلهإن ذلك التأخير منسوخ بهذه اآلية، فلم يجوزوا تأخير الصالة حال القتال، بل أوجبوا عليه الصالة في الوقت : العلماء

. ي وأحمد في المشهور عنهحال القتال، وهذا مذهب مالك والشافع

ال ويصلي ة يشتغل بالقت ي حنيف أخير، ومذهب أب ين الت وعن أحمد رواية أخري أنه يخير حال القتال بين الصالة وبك ـ فال ال ونحو ذل اد ـ آصناعة أو زراعة أو صيد أو عمل من األعم ر الجه أخير الصالة لغي ا ت ت، وأم د الوق بع

الى يجوزه أحد من العلماء، بل ال تع لين { : قد ق ل للمص اهون . فوي لاتهم س ن ص م ع ذين ه اعون [ } ال ال ] 5، 4 : الم ، قا ا عن وقته ال بعضهم . طائفة من السلف هم الذين يؤخرونه ه، وإن : وق أمور ب ى الوجه الم ا عل ذين ال يؤدونه م ال ه

حرام باتفاق العلماء، فإن العلماء متفقون على أن تأخير صالة الليل إلى النهار صالها في الوقت فتأخيرها عن الوقت . وتأخير صالة النهار إلى الليل بمنزلة تأخير صيام شهر رمضان إلى شوال

ا : أصلى الظهر والعصر بالليل، فهو باتفاق العلماء بمنزلة من قال : فمن قال أفطر شهر رمضان وأصوم شوال، وإنملم . بالتأخير النائم والناسي يعذر ه وس ام عن صالة ( : آما قال النبي صلى اهللا علي ا /من ن أو نسيها،فليصلها إذا ذآره

. ) فإن ذلك وقتها ال آفارة لها إال ذلك

إن ه، ف فال يجوز تأخير الصالة عن وقتها لجنابة وال حدث وال نجاسة وال غير ذلك، بل يصلي في الوقت بحسب حاليمم وصلى آا تعماله، ت اء أو خاف الضرر باس اء أو . ن محدثا وقد عدم الم يمم ويصلي إذا عدم الم ذلك الجنب يت وآ

وآذلك العريان يصلي في الوقت عريانا، وال يؤخر الصالة حتى يصلي بعد . خاف الضرر باستعماله لمرض أو لبردوهكذا المريض يصلي . يزيلها فيصلي في الوقت بحسب حاله وآذلك إذا آان عليه نجاسة ال يقدر أن . الوقت في ثيابه

ن حصين ران ب لم لعم ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ا ق ت، آم م تستطع ( : على حسب حاله في الوق إن ل ا، ف صل قائمان ال ) فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب ب، إذا آ ى جن دا أو عل اء يصلي في الوقت قاع اق العلم المريض باتف ام ، ف قي

. يزيد في مرضه، وال يصلي بعد خروج الوقت قائما

ا أن صيام شهر رمضان واجب في رائض الصالة، آم د ف وهذا آله ألن فعل الصالة في وقتها فرض، والوقت أوآ

وقته، ليس ألحد أن يؤخره عن وقته، ولكن يجوز الجمع بين الظهر والعصر بعرفة، وبين المغرب والعشاء بمزدلفة، . ق المسلمينباتفا

عند آثير من العلماء للسفر والمرض، ونحو /وآذلك يجوز الجمع بين صالة المغرب والعشاء، وبين الظهر والعصر

. ذلك من األعذار

ن فر، وال لشغل م ال يجوز لمرض وال لس ار، ف ى النه ل إل أخير صالة اللي ل، وت ى اللي ار إل أخير صالة النه ا ت وأمر عذر : بل قال عمر بن الخطاب ـ رضي اهللا عنه ـ . اتفاق العلماءاألشغال، وال لصناعة ب الجمع بين صالتين من غي

ا . من الكبائر ان تجزئ المسافر في سفر القصر، . لكن المسافر يصلي رآعتين ليس عليه أن يصلي أربع ل الرآعت ب . باتفاق العلماء

ا : ومن قال ال إنه يجب على آل مسافر أن يصلي أربع ة من ق و بمنزل ى المسافر أن يصوم شهر : ، فه ه يجب عل إن

ى أن . فإن تاب، وإال قتل . رمضان، وآالهما ضالل، مخالف إلجماع المسلمين، يستتاب قائله ون عل والمسلمون متفق . المسافر إذا صلى الرباعية رآعتين، والفجر رآعتين والمغرب ثالثا، وأفطر شهر رمضان وقضاه أجزأه ذلك

ك، : وأما من صام في السفر شهر رمضان، أو صلى أربعا، ففيه نزاع مشهور بين العلماء ه ذل ال ال يجزئ منهم من ق

ؤخر ه أن ي لمين، والمسافر ل اق المس ؤخر الصالة باتف ه أن ي فالمريض له أن يؤخر الصوم باتفاق المسلمين، وليس ل . باتفاق المسلمين الصيام باتفاق المسلمين، وليس له أن يؤخر الصالة

الى ال تع ه ق د من الصوم في وقت ا أوآ ف { : وهذا مما يبين أن المحافظة على الصالة في وقته دهم خل ن بع ف م فخل

ة من السلف ] 59 : مريم [ } أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ال طائف و : ، ق ا، ول ا عن وقته ا إضاعتها تأخيره ترآوه . لكانوا آفارا

وا ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم م اجعل ا، ث ا فصلوا الصالة لوقته سيكون بعدي أمراء يؤخرون الصالة عن وقته

ة ال ) صالتكم معهم نافل ي ذر ق لم عن أب لم : ، رواه مس ه وس ال رسول اهللا صلى اهللا علي يكم ( : ق ان عل آيف بك إذا آصل الصالة لوقتها، فإن ( : قال ؟ فماذا تأمرني : قلت ) ؟ الصالة عن وقتها، وينسؤون الصالة عن وقتهاأمراء يؤخرون

ة ال . ) أدرآتها معهم فصل فإنها لك نافل لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ن الصامت عن النب ادة ب يكم ( : وعن عب سيكون علذه ا أمراء تشغلهم أشياء عن الصالة لوقتها حتى ي ا، فصلوا الصالة لوقته ال رجل ) ب وقته م : ، وق ال ؟ أصلى معه : ق

ال ) نعم ـ إن شئت ـ واجعلوها تطوعا ( ن مسعود ق د اهللا ب و داود، ورواه عب ال رسول اهللا صلى اهللا : رواه أحمد وأب قفما تأمرني إن أدرآني ذلك يارسول : قلت ) ؟ آيف بكم إذا آان عليكم أمراء يصلون الصالة لغير ميقاتها ( : عليه وسلم

. ) صل الصالة لوقتها، واجعل صالتك معهم نافلة ( : قال ؟ اهللا

ه يصلي في / ولهذا اتفق العلماء على أن الرجل إذا آان عريانا مثل أن تنكسر ـه فإن لبه القطاع ثياب بهم السفينة أو تسبالتيمم في الوقت باتفاق العلماء، وإن آان يجد الماء بعد الوقت، وآذلك الوقت عريانا، والمسافر إذا عدم الماء يصلي

رهم ة، وغي ة األربع اق األئم ه باتف ادة علي يمم وصلى، وال إع اء ت رد . الجنب المسافر إذا عدم الم ان الب ذلك إذا آ وآ . بعد الوقت باغتسال شديدا فخاف إن اغتسل أن يمرض فإنه يتيمم ويصلي في الوقت، وال يؤخر الصالة حتى يصلي

اء ( : وقد قال النبي صلى اهللا عليه وسلم إذا وجدت الم نين، ف اء عشر س م يجد الم و ل الصعيد الطيب طهور المسلم ول . ) فأمسسه بشرتك فإن ذلك خير

ان ا، وإن آ رآن داخل الصالة وخارجه رأ الق ا وآل ما يباح بالماء يباح بالتيمم، فإذا تيمم لصالة فريضة ق ومن . جنب

ا لم خاصة، آم ه وس امتنع عن الصالة بالتيمم، فإنه من جنس اليهود والنصاري، فإن التيمم ألمة محمد صلى اهللا عليثالث ( : قال النبي صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح اس ب ى الن ة، : فضلنا عل جعلت صفوفنا آصفوف المالئك

ي وجعلت لي األرض مسجدا، وجعلت تربته م تحل ألحد قبل ي ( : وفي لفظ . ) ا طهورا، وأحلت لي الغنائم ول جعلت ل . ) األرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدرآته الصالة فعنده مسجده وطهوره

ا ي ؟ وهل يتيمم لكل صالة أو يبطل بخروج الوقت ؟ وقد تنازع العلماء هل يتيمم قبل الوقت صلي أو يصلي ما شاء آم

اء / بالماء وال ينقضه ى استعمال الم وال في ؟ إال ما ينقض الوضوء أو القدرة عل ة، وأحد األق ي حنيف ذا مذهب أب وهالصعيد الطيب طهور المسلم ولو لم يجد الماء عشر سنين، ( : مذهب أحمد وغيره، فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال

. حديث حسن صحيح : قال الترمذي ) يرفإذا وجدت الماء فأمسسه بشرتك، فإن ذلك خ

وإذا آان عليه نجاسة وليس عنده ما يزيلها به، صلى في الوقت وعليه النجاسة، آما صلى عمر بن الخطاب وجرحه . يثعب دما، ولم يؤخر الصالة حتى خرج الوقت

ل ا، فقي ا : ومن لم يجد إال ثوبا نجس ل . يصلي عريان ه وي : وقي د يصلي في ل . عي ذا أصح : وقي د، وه ه وال يعي يصلي في

رة ه في الم در علي ذي يق م يفعل الواجب ال رتين، إال إذا ل د أن يصلي الفرض م أمر العب م ي إن اهللا ل أقوال العلماء، فئن م يطم األولي، مثل أن يصلي بال طمأنينة، فعليه أن يعيد الصالة، آما أمر النبي صلى اهللا عليه وسلم من صلى ول

. ) ارجع فصل فإنك لم تصل ( : وقال . يعيد الصالة أن

ة وآذلك من نسي الطهارة وصلى بال وضوء فعليه أن يعيد، آما أمر النبي صلى اهللا عليه وسلم من توضأ وترك لمع . في قدمه لم يمسها الماء أن يعيد الوضوء والصالة

، وقال النبي صلى اهللا ] 16 : التغابن [ } فاتقوا الله ما استطعتم { : لىفأما من فعل ما أمر به ـ بحسب قدرته ـ فقد قال تعا

د . ) إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ( : عليه وسلم ه إال بع ه ال يدرآ د من اء بعي ومن آان مستيقظا في الوقت والم . الوقت، فإنه يصلي في الوقت بالتيمم باتفاق العلماء

ت، ى يخرج الوق وآذلك إذا آان البرد شديدا، ويضره الماء البارد، وال يمكنه الذهاب إلى الحمام، أو تسخين الماء حت

ى يخرج . فإنه يصلي في الوقت بالتيمم ا االغتسال حت م يمكنهم ين ول ا جنب إذا آان ك سواء، ف رأة والرجل في ذل والم . الوقت، فإنهما يصليان في الوقت بالتيمم

ت، تيممت وصلت في الوقت د خروج الوق . والمرأة الحائض إذا انقطع دمها في الوقت، ولم يمكنها االغتسال إال بع

. ومن ظن أن الصالة بعد خروج الوقت بالماء خير من الصالة في الوقت بالتيمم فهو ضال جاهل

ون وإذا استيقظ آخر وقت الفجر، فإذا اغتسل طلعت الشمس، فجمهور الع ا يقول اء هن وع : لم د طل يغتسل ويصلي بعك ول اآلخر . الشمس، وهذا مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد، وأحد القولين في مذهب مال ال في الق يمم ـ : وق ل يت ب

آما تقدم في تلك المسائل؛ ألن الصالة في الوقت بالتيمم خير من الصالة بعده / أيضا هنا ـ ويصلي قبل طلوع الشمس لم . سلبالغ : والصحيح قول الجمهور؛ ألن الوقت في حق النائم هو من حين يستيقظ، آما قال النبي صلى اهللا عليه وس

ل ) من نام عن صالة أو نسيها فليصلها إذا ذآرها فإن ذلك وقتها ( ا قب تيقظ، وم ، فالوقت في حق النائم هو من حين يس . ذلك لم يكن وقتا في حقه

د صلى الصالة في وإذا آان آذلك، ا، فق د طلوعه فإذا استيقظ قبل طلوع الشمس فلم يمكنه االغتسال والصالة إال بع

وت ه أن يف يس ل وع الشمس، فل ل طل ه قب ي حق إن الوقت ف ي أول الوقت ف تيقظ ف ا، بخالف من اس م يفوته ا ول وقتهه، وآذلك من نسي صالة وذآرها فإنه ـ حينئذ ـ يغتسل ويصلي في أي وقت . الصالة ذا هو الوقت في حق ان، وه آ

ام اموا عن الصالة ع ا ن لم لم ه وس ي صلى اهللا علي تيقظ أصحاب النب ا اس وع الشمس، آم د طل فإذا لم يستيقظ إال بعام ويغتسل . خيبر، فإنه يصلي بالطهارة الكاملة دخل الحم ه ي ا، فإن ان جنب وإن أخرها إلى حين الزوال، فإذا قدر أنه آ

ي وإن أخرها إلى قري ل النب ب الزوال، وال يصلي هنا بالتيمم، ويستحب له أن ينتقل عن المكان الذي نام فيه، آما انتقه الشيطان ( : صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه عن المكان الذي ناموا فيه، وقال ان حضرنا في ذا مك ى . ) ه د نص عل وق

. ذلك أحمد وغيره،وإن صلى فيه جازت صالته

؟ يسمي قضاء أو أداء هذا : فإن قيل ادة في : قيل الى سمي فعل العب إن اهللا تع الفرق بين اللفظين هو فرق اصطالحي؛ ال أصل له في آالم اهللا ورسوله، ف

ة ال في الجمع ا ق أرض { : وقتها قضاء، آم ي ال روا ف لاة فانتش يت الص إذا قض ة [ } ف الى ] 10 : الجمع ـال تع إذا { : ، وق ف

ة العرب ] القضاء [ و . مع أن هذين يفعالن في الوقت ] 200 : البقرة [ } قضيتم مناسككم فاذآروا الله ال : في لغ هو إآمفمن فعل العبادة آاملة، . ، أي أآملهن وأتمهن ] 12 : فصلت [ } فقضاهن سبع سماوات { : الشيء وإتمامه، آما قال تعالى . فقد قضاها، وإن فعلها في وقتها

ا أداء د خروج الوقت . وقد اتفق العلماء ـ فيما أعلم ـ على أنه لو اعتقد بقاء وقت الصالة فنواه ه صلى بع ين أن م تب ث

. صحت صالته، ولو اعتقد خروجه فنواها قضاء ثم تبين له بقاء الوقت أجزأته صالته

ا وآل من ف ة تصح سواء نواه ا أداء أو قضاء، والجمع عل العبادة في الوقت الذي أمر به أجزأته صالته، سواء نواهأداء أو قضاء إذا أراد القضاء المذآور في القرآن، والنائم والناسي إذا صليا وقت الذآر واالنتباه فقد صليا في الوقت

ا الذي أمرا بالصالة فيه، وإن آانا قد صليا بعد خروج ال ذا . وقت المشروع لغيرهم ار ه ك قضاء باعتب فمن سمي ذلدر شرعا د خروج الوقت المق ادة بع ذه التسمية ال تضر وال /المعني، وآان في لغته أن القضاء فعل العب وم، فه للعم

. تنفع

ل و ى اللي ار إل ؤخر صالة النه ا، بحيث ي ل وبالجملة، فليس ألحد قط شغل يسقط عنه فعل الصالة في وقته صالة الليإلى النهار، بل البد من فعلها في الوقت، لكن يصلي ـ بحسب حاله ـ فما قـدر عليه من فرائضها فعله، ومـا عجز عنه

اء ر العلم ـد أآث ـل، عن ين صـالتي اللي ار وب ـع : سقط عنـه، ولكن يجوز الجمـع للعـذر بين صـالتي النه فيجـوز الجمه للمسافر إذا جد به السير عند مالك ة األخري عن ه، وال يجوز في الرواي روايتين عن والشافعي، وأحمد في إحدي ال

. وهو قول أبي حنيفة

ين أفضل من صالة إن صالة رآعت وفعل الصالة في وقتها أولي من الجمع إذا لم يكن عليه حرج، بخالف القصر فه صالت . أربع، عند جماهير العلماء ا فهل تجزئ ولين ؟ هفلو صلى المسافر أربع ى ق لم . عل ه وس والنبي صلى اهللا علي

. آان في جميع أسفاره يصلي رآعتين، ولم يصل في السفر أربعا قط، وال أبو بكر، وال عمر

. وسئل عن العمل الذي هللا بالنهار ال يقبله بالليل، والعمل الذي بالليل ال يقبله بالنهار

: فأجاب

ا صالة الظهر والعصر، ال يحل : له اهللا بالليل، وعمل الليل الذي ال يقبله اهللا بالنهاروأما عمل النهار الذي ال يقب فهمال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ه صالة ( : لإلنسان أن يؤخرهما إلى الليل؛ بل قد ثبت في الصحيح عن النب من فاتت

. ) من فاتته صالة العصر حبط عمله ( : قالوفي صحيح البخاري عنه أنه . ) العصر فكأنما وتر أهله وماله

إن ( : فأما من نام عن صالة أو نسيها، فقد قال صلى اهللا عليه وسلم ا ف يها فليصلها إذا ذآره ام عن صالة أو نس من ن . ) ذلك وقتها

ا د جمهور العلم ه القضاء عن ائر، وعلي د بعضهم ال يصح وأما من فوتها متعمدا فقد أتي آبيرة من أعظم الكب ء، وعن

اب، ه العق ع عن ه بحيث يرتف ا اهللا من ع الواجب، وال يقبله فعلها قضاء أصال، ومع القضاء عليه ال تبرأ ذمته من جمياج ويستوجب الثواب، بل يخفف عنه العذاب بما فعله من القضاء، ويبقي عليه إثم التفويت، وهو من الذنوب التي تحت

ة من عل ى مسقط آخر، بمنزل انإل ه حق رك اآلخر : ي دهما، وت الى . فعل أح ال تع لين { : ق ل للمص ن . فوي م ع ذين ه ال . ، وتأخيرها عن وقتها من السهو عنها باتفاق العلماء ] 5، 4 : الماعون [ } صلاتهم ساهون

اعوا { : وقال تعالى ف أض دهم خل ا فخلف من بع ون غي وف يلق هوات فس وا الش لاة واتبع ريم [ } الص ر ] 59 : م ال غي ، ق

ل لمن أضاعها وإن صالها، ومن / إضاعتها تأخيرها : واحد من السلف ر اهللا ـ سبحانه ـ أن الوي د أخب ا، فق عن وقتهك ف . آان له الويل لم يكن قد يقبل عمله، وإن آان له ذنوب أخر ل ذل م يتقب ثال لألمر في نفس العمل ل م يكن ممت إذا ل

ه ـ في وصيته لعمر . العمل و بكر الصديق ـ رضي اهللا عن ال أب ا : ق ار، وحق ه بالنه ل ال يقبل ا باللي م أن هللا حق واعل . بالنهار ال يقبله بالليل، وأنه ال يقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة، واهللا أعلم

؟ هللا ـ عن تارك الصالة من غير عذر، هل هو مسلم في تلك الحالوسئل ـ رحمه ا

: فأجاب

م أن اهللا أوجب : أما تارك الصالة م يعل لم ول اع، لكن إذا أس فهذا إن لم يكن معتقدا لوجوبها، فهو آافر بالنص واإلجمم أن اهللا : عليه الصالة، أو وجوب بعض أرآانها ه الوضوء، أو يصلي مثل أن يصلي بال وضوء، فال يعل أوجب علي

. مع الجنابة، فال يعلم أن اهللا أوجب عليه غسل الجنابة، فهذا ليس بكافر، إذا لم يعلم

ا ؟ هل يجب عليه القضاء : لكن إذا علم الوجوب ك وغيرهم د ومال ل . فيه قوالن للعلماء في مذهب أحم ه : قي يجب علياف د القضاء، وهو المشهور عن أصحاب الش ر من أصحاب أحم ل . عي، وآثي ه : وقي ذا هو /ال يجب علي القضاء، وه

. الظاهر

م، هل م عل النهي، ث م ب م يكن عل ل، ول اطن اإلب يمن صلى في مع وعن أحمد في هذا األصل روايتان منصوصتان فم . على روايتين ؟ يعيد م عل النهي، ث م ب م يكن عل د . ومن صلى ولم يتوضأ من لحوم اإلبل، ول ين ؟ هل يعي ى روايت عل

. منصوصتين

ي : وقيل عليه اإلعادة إذا ترك الصالة جاهال بوجوبها في دار اإلسالم دون دار الحرب، وهو المشهور من مذهب أبد ؟ فهل عليه اإلعادة : والصائم إذا فعل ما يفطر به جاهال بتحريم ذلك . حنيفة ولين في مذهب أحم ذلك من . على ق وآ

. عل محظورا في الحج جاهالف

ره ؟ أن حكم الخطاب، هل يثبت في حق المكلف قبل أن يبلغه : وأصل هذا د وغي ل . فيه ثالثة أقوال في مذهب أحم : قيواألظهر أنه ال يجب قضاء شيء من ذلك، وال يثبت الخطاب . يثبت المبتدأ دون الناسخ : وقيل . ال يثبت : وقيل . يثبتالىإال ه تع بالغ، لقول د ال غ { : بع ن بل ه وم ذرآم ب ام [ } ألن ه ] 19 : األنع وال { : ، وقول ث رس ى نبع ذبين حت ا مع ا آن } وم

ل { : ، ولقوله ] 15 : اإلسراء [ دد، ] 165 : النساء [ } لئال يكون للناس على الله حجة بعد الرس رآن متع ذا في الق ل ه ، ومث . بين ـ سبحانه ـ أنه ال يعاقب أحدا حتى يبلغه ما جاء به الرسول

م / ومـن علم أن محمدا رسـول اهللا فآمـن بذلك، ولم يعلم آثيرا مما ه إذا ل ه، فإن م يبلغ ا ل ى م ه اهللا عل جــاء بـه لم يعذب

ى وأحـرى يعذبه على ترك اإليمان بعد ا بالغ أول ـد ال ـرائطه إال بع ى بعض ش ه عل ه ال يعذب ـنة . لبلوغ، فإن ـذه س وه . رسـول اهللا صلى اهللا عليه وسلم المستفيضة عنه في أمثال ذلك

الى ه تع وا أن قول حابه ظن ن أص ة م حاح أن طائف ي الص ت ف د ثب ه ق ود { : فإن يط األس ن الخ يض م يط األب } الخ

ذا من ] 187 : البقرة [ ين ه ى يتب م يأآل حت بال، ث ه ح هو الحبل األبيض من الحبل األسود، فكان أحدهم يربط في رجل . أن المراد بياض النهار، وسواد الليل، ولم يأمرهم باإلعادة : هذا فبين النبي صلى اهللا عليه وسلم

أدرك الماء، وظن عمار أن التراب يصل إلى حيث يصل وآذلك عمر بن الخطاب وعمار أجنبا، فلم يصل عمر حتى

أمره م ي م يصل، ول ا ل دة جنب ي م و ذر بق ذلك أب نهم بالقضاء، وآ دا م أمر واح م ي ة ول رغ الداب ا تم رغ آم اء فتم الم . بالقضاء، بل أمره بالتيمم في المستقبل

ت ة قال ذلك المستحاض الة : وآ ي الص ديدة تمنعن ة ش تحاض حيض ي أس ن دم إن الة زم ا بالص وم، فأمره والص

. االستحاضة، ولم يأمرها بالقضاء

م السلمي في ن الحك ه / ولما حرم الكالم في الصالة تكلم معاوية ب ال ل التحريم، فق اهال ب د التحريم ج إن ( : الصالة بع . ، ولم يأمره بإعادة الصالة ) صالتنا هذه ال يصلح فيها شيء من آالم اآلدميين

أرض الحبشة ـ ول ة، وب ان بمك ل من آ ما زيد في صالة الحضر حين هاجر إلى المدينة، آان من آان بعيدا عنه ـ مث

. يصلون رآعتين، ولم يأمرهم النبي بإعادة الصالة

لمين، أرض الحبشة من المس ان ب ى من آ ر إل غ الخب م يبل ولما فرض شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، ول . ك الشهر، لم يأمرهم بإعادة الصيامحتى فات ذل

ى د صلى إل ل الهجرة ـ ق ة قب ى مك ة إل لم من المدين ه وس ي صلى اهللا علي ى النب وا إل ا ذهب وآان بعض األنصار ـ لمالكعبة معتقدا جواز ذلك قبل أن يؤمر باستقبال الكعبة، وآانوا ـ حينئذ ـ يستقبلون الشام، فلما ذآر ذلك للنبي صلى اهللا

. ه وسلم، أمره باستقبال الشام، ولم يأمره بإعادة ما آان صليعلي

الخلوق، ة، وهو متضمخ ب ه جب العمرة، وعلي وثبت عنه في الصحيحين أنه سئل ـ وهو بالجعرانة ـ عن رجل أحرم با آنت / انزع عنك جبتك، واغسل عنك أثر الخلوق، واصنع في ( : فلما نزل عليه الوحي قال له صانعا في عمرتك م

و . ) حجك دم ول ك ب ى ذل لم عل ه وس ي صلى اهللا علي أمره النب م ي وهذا قد فعل محظورا في الحج، وهو لبس الجبة، ول . فعل ذلك مع العلم للزمه دم

ا ) صل فإنك لم تصل ( : وثبت عنه في الصحيحين أنه قال لألعرابي المسيء في صالته رتين أو ثالث ال . م ذي : فق وال

ة ه الصالة المجزي ا صلى . بعثك بالحق ما أحسن غير هذا، فعلمني ما يجزيني في الصالة، فعلم ادة م أمره بإع م ي ولا، والتي . قبل ذلك و مخاطب به اق، فه ا ب ك الصالة؛ ألن وقته د تل ره أن يعي ا أم ذا، وإنم ر ه ا أحسن غي ه م مع قول

. صالها لم تبرأ بها الذمة، ووقت الصالة باق زمتهم الصالة أداء ال وم اق ل ون، والوقت ب اق مجن افر، أو طهرت حائض، أو أف لم آ غ صبي، أو أس و بل علوم أنه ل

يهم . قضاء م عل اء الوقت . وإذا آان بعد خروج الوقت فال إث ة في أثن م بوجوب الطمأنين ذا المسيء الجاهل إذا عل فه . فلهذا أمره بالطمأنينة في صالة تلك الوقت، دون ما قبلها فوجبت عليه الطمأنينة ـ حينئذ ـ ولم تجب عليه قبل ذلك؛

صل ( : وقوله أوال . وآذلك أمره لمن صلى خلف الصف أن يعيد، ولمن ترك لمعة من قدمه أن يعيد الوضوء والصالة

ادة تبين أن ما فعله لم يكن صالة، ولكن لم يعرف أنه آان جاهال بوجوب الطمأنينة، / ) فإنك لم تصل ره باإلع فلهذا أم . والذي بعثك بالحق ال أحسن غير هذا : ابتداء، ثم علمه إياها، لما قال

ل، فهذه نصوصه صلى اهللا عليه وسلم في محظورات الصالة والصيام والحج مع الجهل فيمن ترك واجباتها مع الجه

ه حين . اء الوقت وأما أمره لمن صلى خلف الصف أن يعيد، فذلك أنه لم يأت بالواجب مع بق فثبت الوجوب في حق . أمره النبي صلى اهللا عليه وسلم لبقاء وقت الوجوب، لم يأمره بذلك مع مضي الوقت

وأما أمره لمن ترك لمعة في رجله لم يصبها بالماء باإلعادة، فألنه آان ناسيا، فلم يفعل الواجب، آمن نسي الصالة،

ة . نة بشخص ال يمكن أن يكون في الوقت وبعدهوآان الوقت باقيا، فإنها قضية معي أعني أنه رأي في رجل رجل لمع . حديث جيد : وقال أحمد بن حنبل . لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الوضوء والصالة، رواه أبو داود

يس . ونحوه ) ويل لألعقاب من النار ( : وأما قوله ل الوضوء ل ادة شيء، فإنما يدل على وجوب تكمي ك أمر بإع في ذل

اعهم، أو أن ارفين، أو عن المشائخ الواصلين، أو عن بعض أتب د أن الصالة تسقط عن الع ا ـ يعتق ومن آان ـ أيضر / الشيخ يصلي عنهم، أو أن هللا عبادا أسقط ى الفق ر من المنتسبين إل ك في آثي ر من ذل عنهم الصالة، آما يوجد آثي

ائخ اع بعض المش د، وأتب وا،وإذا والزه الوجوب، وإال قوتل روا ب إن أق ة، ف اق األئم تتابون باتف ؤالء يس ة، فه والمعرفل رك قب ا ت ادة م ه إع م يكن علي نهم وصلى ل أصروا على جحد الوجوب حتى قتلوا، آانوا من المرتدين، ومن تاب م

. جاهلين للوجوبذلك في أظهر قولي العلماء، فإن هؤالء إما أن يكونوا مرتدين، وإما أن يكونوا مسلمين

إنهم مرتدون عن اإلسالم، فالمرتد إذا أسلم ال يقضي ما ترآه حال الردة عند جمهور العلماء، آما ال يقضي : فإن قيله، روايتين عن ر ال ي أظه د ف ة وأحم ي حنيف ك وأب ذهب مال اء، وم اق العلم ر باتف ال الكف رك ح ا ت لم م افر إذا أس الك

. شافعي واألول أظهرواألخري يقضي المرتد، آقول ال

يهم زل اهللا ف ه ـ أن ف { : فإن الذين ارتدوا على عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ـ آالحارث بن قيس، وطائفة مع آي، والذين خرجوا مع وآعبد اهللا بن أبي سرح . ، والتي بعدها ] 86 : آل عمران [ اآلية } يهدي الله قوما آفروا بعد إيمانهم

ثم إن ربك { : الكفار يوم بدر، وأنزل فيهم

ى . ] 110 : النحل [ } للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم فهؤالء عادوا إلأمر اإلسالم، وعبد اهللا م ي لم ول ه وس نهم / بن أبي سرح عاد إلى اإلسالم عام الفتح، وبايعه النبي صلى اهللا علي دا م أح

. بإعادة ما ترك حال الكفر في الردة، آما لم يكن يأمر سائر الكفار إذا أسلموا

ه اهللا، و م قتل يمن، ث ى اإلسالم، وقد ارتد في حياته خلق آثير اتبعوا األسود العنسي الذي تنبأ بصنعاء ال اد أولئك إل ع . ولم يؤمرا باإلعادة

ى اإلسالم، نهم إل ي م وتنبأ مسيلمة الكذاب، واتبعه خلق آثير، قاتلهم الصديق والصحابة بعد موته حتى أعادوا من بق

. ولم يأمر أحدا منهم بالقضاء، وآذلك سائر المرتدين بعد موته

رك من الصالة وآان أآثر البوادي قد ارتدوا ثم عادوا إلى ا ت نهم بقضاء م دا م الى . اإلسالم، ولم يأمر أح ه تع : وقول . ، يتناول آل آافر ] 38 : األنفال [ } قل للذين آفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف {

ن األظهر في حق هؤالء أنهم يستأنفون الصالة إن هؤالء لم يكونوا مرتدين، بل جهاال بالوجوب، وقد تقدم أ : وإن قيل

. فهذا حكم من ترآها غير معتقد لوجوبها . على الوجه المأمور، وال قضاء عليهم

: وأما من اعتقد وجوبها مع إصراره على الترك، فقد ذآر عليه المفرعون من الفقهاء فروعا ك والشافعي وأ / ورهم ـ مال د جمه ل عن ذا، فقي د أحدها ه قا . حم دا، أو فاس افرا مرت ل آ ل فهل يقت ى يقت وإذا صبر حت

روع . على قولين مشهورين ؟ آفساق المسلمين ل عن الصحابة، وهي ف م تنق روع ل حكيا روايتين عن أحمد، وهذه الفذا فاسدة، فإن آان مقرا بالصالة في الباطن، معتقدا لوجوبها، يمتنع أن يصر على ترآها حتى يقتل، وهو ال يصلي ه

م ه إن ل ال ل ا، ويق د وجوبه دا يعتق ال يعرف من بني آدم وعادتهم؛ ولهذا لم يقع هذا قط في اإلسالم، وال يعرف أن أح . تصل وإال قتلناك، وهو يصر على ترآها، مع إقراره بالوجوب، فهذا لم يقع قط في اإلسالم

اط م يكن في الب اق ومتي امتنع الرجل من الصالة حتى يقتل، ل افر باتف ذا آ ا، وه ا بفعله ا، وال ملتزم را بوجوبه ن مق

ه النصوص الصحيحة ذا، ودلت علي ر ه ار عن الصحابة بكف ا استفاضت اآلث ه . المسلمين، آم ه صلى اهللا علي آقولنهم ( : وقوله . ، رواه مسلم ) ليس بين العبد وبين الكفر إال ترك الصالة ( : وسلم ا وبي ا العهد الذي بينن الصالة فمن ترآه

. ) فقد آفر

ى : وقول عبد اهللا بن شقيق ان مصرا عل آان أصحاب محمد ال يرون شيئا من األعمال ترآه آفر إال الصالة، فمن آاد إن اعتق ا، ف را بوجوبه لما مق اد أن / ترآها حتى يموت ال يسجد هللا سجدة قط، فهذا ال يكون قط مس الوجوب، واعتق

ط، تارآها يستحق م يفعل ق القتل، هذا داع تام إلى فعلها، والداعي مع القدرة يوجب وجود المقدور، فإذا آان قادرا ولا أمور . علم أن الداعي في حقه لم يوجد د يعارضه أحيان ذا ق ل، لكن ه ى الفع واالعتقاد التام لعقاب التارك باعث عل

. توجب تأخيرها وترك بعض واجباتها، وتفويتها أحيانا

ر لما، لكن أآث ذا ال يكون مس رك، فه ذا اإلصرار والت ى ه فأما من آان مصرا على ترآها ال يصلي قط، ويموت عليهم ذين جاء ف م ال د، وه ا، وهؤالء تحت الوعي وا يحافظون عليه ارة، فهؤالء ليس ا ت ارة، ويترآونه اس يصلون ت الن

ال الحديث الذي في السنن حديث عبادة عن النبي صلى اهللا علي ه ق لم أن اد ( : ه وس ى العب بهن اهللا عل خمس صلوات آتد د عن ه عه م يكن ل يهن ل م يحافظ عل ة، ومن ل في إلىوم والليلة من حافظ عليهن آان له عهد عند اهللا أن يدخله الجن

. ) اهللا، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له

ا أمر اهللا ـ تع ا، آم ذي يصليها في مواقيته ا ال رك فالمحافظ عليه ا، أو يت ا عن وقته ا أحيان يس يؤخره ذي ل الى ـ وال . واجباتها، فهذا تحت مشيئة اهللا تعالى، وقد يكون لهذا نوافل يكمل بها فرائضه، آما جاء في الحديث

ه إ ( : ومن اعتذر بقوله ؟ وسئل عمن يؤمر بالصالة فيمتنع، وماذا يجب عليه وا ال إل ى يقول ال أمرت أن أقاتل الناس حت

وماذا يجب على األمراء ووالة األمور في حق من ؟ هل يكون له عذر في أنه ال يعاقب على ترك الصالة، أم ال ) اهللا ؟ وهل قيامهم في ذلك من أعظم الجهاد وأآبر أبواب البر ؟ تحت أيديهم إذا ترآوا الصالة

: فأجاب

حق العقوبة الغليظة باتفاق أئمة المسلمين، بل يجب عند جمهور الحمد هللا، من يمتنع عن الصالة المفروضة، فإنه يست

. األمة ـ آمالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم ـ أن يستتاب، فإن تاب وإال قتل

. بل تارك الصالة شر من السارق والزاني، وشارب الخمر وآآل الحشيشة

ذ ى الصغار ال لم ويجب على آل مطاع أن يأمر من يطيعه بالصالة، حت ه وس ي صلى اهللا علي ال النب وا، ق م يبلغ : ين ل . ) مروهم بالصالة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع (

أمر الصغير، ويعزر / م ي ر إذا ل ه يعاقب الكبي أمره بالصالة، فإن م ي د فل يم أو ول وك أو يت ومن آان عنده صغير ممل

ال الكبير على ذلك تعزيرا بليغا؛ أل ل والجم ان الخي ار، أو غلم ده ممإلىك آب ذلك من عن ه عصي اهللا ورسوله، وآ نع أمر جمي ه أن ي اء، فعلي اب، أو خدم، أو زوجة، أو سرية، أو إم دان والثي والبزاة، أو فراشون أو بابية يغسلون األب

ذا أن يكون من م يستحق ه ان عاصيا هللا ورسوله، ول ل، آ م يفع د هؤالء بالصالة، فإن ل ل من جن لمين، ب د المس جن . فإن التتار يتكلمون بالشهادتين، ومع هذا فقتالهم واجب بإجماع المسلمين . التتار

و ا، فل ه يجب قتاله ة، فإن ة المعلوم وآذلك آل طائفة ممتنعة عن شريعة واحدة من شرائع اإلسالم الظاهرة، أو الباطن

الوا نشهد وال نصلى قوتلوا حتى يصلوا، ول : قالوا الوا : و ق و ق وا، ول ى يزآ وا حت نزآي وال : نصلى وال نزآي، قوتلالوا . نصوم وال نحج، قوتلوا حتى يصوموا رمضان، ويحجوا البيت و ق ا، وال شرب : ول دع الرب ذا لكن ال ن نفعل ه

ك الخمر، وال الفواحش، وال نجاهد في سبيل اهللا، وال نضرب الجزية على اليهود والنصاري، ونحو ذ ى . ل وا حت قوتل . ] 39 : األنفال [ } وقاتلوهم حتى ال تكون فتنة ويكون الدين لله { : آما قال تعالى . يفعلوا ذلك

ن يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن آ { : وقد قال تعالى رب م أذنوا بح وا ف نتم مؤمنين فإن لم تفعلين / ] 279، 278 : البقرة [ } الله ورسوله دوا، فب لموا وصلوا وجاه د أس والربا آخر ما حرم اهللا، وآان أهل الطائف ق

. اهللا أنهم إذا لم ينتهوا عن الربا، آانوا ممن حارب اهللا ورسوله ي بكر و ال عمر ألب آيف : في الصحيحين أنه لما توفي رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وآفر من آفر من العرب، ق

ي رسول ( : وقد قال النبي صلى اهللا عليه وسلم ؟ تقاتل الناس ه إال اهللا، وأن أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إلا اهللا، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأم و بكر ) والهم إال بحقه ال أب ل : فق م يق ا ( : أل وني ) ؟ إال بحقه و منع واهللا، ل

فواهللا ما هو إال أن رأيت اهللا قد شرح : قال عمر . عقاال آانوا يؤدونه إلى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لقاتلتهم عليه . صدر أبي بكر للقتال، فعلمت أنه الحق

ال وفي الصحيح أن ال لم ذآر الخوارج فق ه وس ي صلى اهللا علي ر أحدآم صالته مع صالتهم، وصيامه مع ( : نب يحق

ة، صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن ال يجاوز حناجرهم يمرقون من اإلسالم آما يمرق السهم من الرمي . ) قيامةأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا عند اهللا لمن قتلهم يوم ال

رؤون ار، ويق م / فإذا آان الذين يقومون الليل، ويصومون النه الهم؛ ألنه لم بقت ه وس ي صلى اهللا علي رآن، أمر النب الق

ال وآهم، وأمث ون بباساق مل ا يعمل ذين ال يلتزمون شرائع اإلسالم، وإنم الطوائف ال فارقوا السنة والجماعة، فكيف ب . واهللا أعلم . ذلك

؟ رجل يأمره الناس بالصالة، ولم يصل، فما الذي يجب عليه وسئل عن

: فأجاب

. واهللا أعلم . إذا لم يصل فإنه يستتاب، فإن تاب، وإال قتل

؟ وسئل عمن ترك صالة واحدة عمدا بنية أنه يفعلها بعد خروج وقتها قضاء، فهل يكون فعله آبيرة من الكبائر

: فأجاب

ن الخطاب ـ الحمد هللا، نع ال عمر ب د ق ل ق ائر، ب دا من الكب ه عم ا في م تأخير الصالة عن غير وقتها الذي يجب فعلهائر : رضى اهللا عنه ـ ر عذر من الكب اس عن . الجمع بين الصالتين من غي ن عب ا عن اب د رواه الترمذي مرفوع وق

. ] غير عذر، فقد أتى بابا من أبواب الكبائر من جمع بين الصالتين من [ : قال/ النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه

ر : فإن الترمذي قال . ورفع هذا إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم وإن آان فيه نظر العمل على هذا عند أهل العلم، واألث . معروف، وأهل العلم ذآروا ذلك مقرين له، ال منكرين له

، وحبوط العمل ال يتوعد ] من فاتته صالة العصر، فقد حبط عمله [ : قالوفى الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم

طى الة الوس ا الص ا، فإنه ت غيره ن تفوي م م ت العصر أعظ ذلك تفوي ائر، وآ م الكب ن أعظ و م ا ه ى م ه إال عل به ا ا، فل ألجر المخصوصة باألمر بالمحافظة عليها، وهى التي فرضت على من آان قبلنا فضيعوها، فمن حافظ عليه

. مرتين، وهى التي لما فاتت سليمان فعل بالخيل ما فعل

ال ه ق ا ـ أن لم ـ أيض ه وس ه [ : وفى الصحيح عن النبي صلى اهللا علي ه ومال ر أهل ا وت ه صالة العصر فكأنم . ] من فاتت . ذي حبط عملهوالموتور أهله وماله يبقى مسلوبا ليس له ما ينتفع به من األهل والمال، وهو بمنزلة ال

ول اهون { : وأيضا، فإن اهللا تعالى يق لاتهم س ن ص م ع ذين ه لين ال ل للمص اعون [ } فوي ل لمن ] 5، 4 : الم ، فتوعد بالوي

الى ه تع ذلك قول ك، وآ د ذل ا وإن صالها بع ى يخرج وقته دهم خ { : يسهو عن الصالة حت ن بع ف م اعوا فخل ف أض لال ] 59 : مريم [ } الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ى : ، وقد سألوا ابن مسعود عن إضاعتها فق ا حت هو تأخيره

ول : ما آنا نرى ذلك إال ترآها، فقال : يخرج وقتها، فقالوا عن بعض لو ترآوها لكانوا آفارا، وقد آان ابن مسعود يقه . لكونهم آانوا يؤخرون الصالة عن وقتها ؟ ما فعل خلفكم : أمراء الكوفة في زمانه هوات { : وقول وا الش اول } واتبع يتن

أآول ات، ـ آالم ان المشتهى من جنس المحرم ا، سواء آ ا في وقته تهيه عن المحافظة عليه ا يش آل من استعمل مه المحرم، والمشروب المحرم، والمنكوح المحرم، والمسموع المحرم ـ أو آان من جنس المباحات لكن اإلسراف في

تانه، أو زه في بس ينهى عنه، أو غير ذلك، فمن اشتغل عن فعلها في الوقت بلعب أو لهو أو حديث مع أصحابه، أو تن . عمارة عقاره، أو سعى في تجارته، أو غير ذلك، فقد أضاع تلك الصالة، واتبع ما يشتهيه

الى ال تع د ق ك فأ { : وق ل ذل ن يفع ه وم ر الل ن ذآ ادآم ع ا أول والكم ول م أم ا تلهك وا ل ذين آمن ا ال ا أيه م ي ك ه ولئ

را ، ومن ألهاه ماله وولده عن فعل المكتوبة في وقتها، دخل في ] 9 : المنافقون [ } الخاسرون ـون خاس ك، فيكـ ال . ذل وقاء . يسبح له فيها بالغدو والآصال { : تعالى في ضد هؤالء رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذآر الله وإقام الصلاة وإيت

. ] 36،37 : النور [ } الزآاة

تغال فإذا آان ـ سبحانه ا مش ـ قد توعد بلقى الغى من يضيع الصالة عن وقتها ويتبع الشهوات، والمؤخر لها عن وقتهد . بما يشتهيه هو مضيع لها متبع لشهوته رة، ويؤي ى آبي د ال يكون إال عل ذا الوعي فدل ذلك على أنه من الكبائر، إذ ه

. جتناب الكبائرذلك جعله خاسرا، والخسران ال يكون بمجرد الصغائر المكفرة با

ك . . . وأيضا، فال ر ذل راءة أو غي رك الرآوع والسجود أو الق دا، وت ة عم أحدا من صلى بال طهارة، أو إلى غير القبل . متعمدا، أنه قد فعل بذلك آبيرة، بل قد يتورع في آفره إن لم يستحل ذلك، وأما إذا استحله فهو آافر بال ريب

ادم ومعلوم أن الوقت لل م المسافر الع ه إذا عل ين المسلمين أن زاع ب ه ال ن ا، فإن ذه الفروض وغيره صالة مقدم على ه

ذلك للماء أنه يجده بعد الوقت لم يجز له تأخير الصالة ليصليها بعد الوقت بوضوء، أو غسل؛ بل ذلك هو الفرض وآ . العاجز عن الرآوع والسجود والقراءة إذا استحله فهو آافر بال ريب

ه أن يصلى / ان الواجب علي راءة، آ ام الرآوع والسجود والق ومعلوم أنه إن علم أنه بعد الوقت يمكنه أن يصلى بإتم

. في الوقت إلمكانه

ه أحد : وأما قول بعض أصحابنا ه قبل م يقل ذا ل إنه ال يجوز تأخيرها عن وقتها إال لناو لجمعها أو مشتغل بشرطها، فهه من األصحاب، بل وال أحد ذا أشك في افعي، فه لمين، إال أن يكون بعض أصحاب الش ائر طوائف المس وال . من س

ر أن ى البئ ريب أنه ليس على عمومه وإطالقه بإجماع المسلمين، وإنما فيه صورة معروفة، آما إذا أمكن الواصل إلذه يضع حبال يستقى، وال يفرغ إال بعد الوقت، وإذا أمكن العريان أن يخيط له ثوبا و ت، ونحو ه ال يفرغ إال بعد الوق

اء . الصور ول جماعة علم د وأصحابه وخالف ق ك خالف المذهب المعروف عن أحم ه في ذل ذي قال ومع هذا، فال . المسلمين من الحنفية والمالكية وغيرهم

اع المسلمين و محجوج بإجم ك فه ال ذل افعي، ومن ق ك إال بعض أصحاب الش ى ذل ى أن وما أعلم من يوافقه عل عل

اء ه أن يطلب الم مجرد االشتغال بالشرط ال يبيح تأخير الصالة عن وقتها المحدود شرعا، فإنه لو دخل الوقت وأمكنه . وهو ال يجده إال بعد الوقت، لم يجز له التأخير باتفاق المسلمين، وإن آان مشتغال بالشرط و أمكن ان ل ذلك العري وآ

. وبا، وهو ال يصل إال بعد خروج الوقت،لم يجز له التأخير بال نزاعأن يذهب إلى قرية ليشترى له منها ث ذلك / ت، وآ ه أن يصلى في الوق ان علي ت، آ ى يخرج الوق ا حت م الفاتحة وهو ال يتعلمه ه تعل ذلك إذا أمكن واألمي آ

ذلك المستحاضة ا العاجز عن تعلم التكبير والتشهد إذا ضاق الوقت صلى بحسب اإلمكان، ولم ينتظر وآ ان دمه و آ ل . ينقطع بعد الوقت ، لم يجز لها أن تؤخر الصالة لتصلي بطهارة بعد الوقت ، بل تصلي في الوقت بحسب اإلمكان

وأما حيث جاز الجمع فالوقت واحد، والمؤخرليس بمؤخر عن الوقت الذي يجوز فعلها فيه، بل في أحد القولين أنه ال

. آأبى حنيفة ومالك : وآذلك القصر، وهو مذهب الجمهور . بكريحتاج الجمع إلى النية، آما قال أبو

را في الصالة، ال آثي ة، وال يعمل عم تدبر القبل ا فال يس وآذلك صالة الخوف تجب في الوقت، مع إمكان أن يؤخرهل السالم، ونحو ا يفعل وال يتخلف عن اإلمام برآعة، وال يفارق اإلمام قبل السالم، وال يقضى ما سبق به قب ك مم ذل . في صالة الخوف، وليس ذلك إال ألجل الوقت، وإال ففعلها بعد الوقت ـ ولو بالليل ـ ممكن على اإلآمال

ازع ا ن وآذلك من اشتبهت عليه القبلة، وأمكنه تأخير الصالة إلى أن يأتى مصرا، يعلم فيه القبلة لم يجز له ذلك، وإنم

دم / وهذا النزاع . ة، وال يتعلمها حتى يخرج الوقتمن نازع إذا أمكنه تعلم دالئل القبل ذي تق هو القول المحدث الشاذ الوع . ذآره ل الطل وأما النزاع المعروف بين األئمة في مثل ما إذا استيقظ النائم في آخر الوقت، ولم يمكنه أن يصلى قب

: رينعلى قولين مشهو ؟ أو يتوضأ ويصلى بعد الطلوع ؟ هل يصلى بتيمم : بوضوء

. قول مالك، مراعاة للوقت : األول

. قول األآثرين آأحمد والشافعي وأبى حنيفة : الثانى

ائم هو من إن الوقت في حق الن ذلك، ف يس آ ت، ول ى الوق وهذه المسألة هي التي توهم من توهم أن الشرط مقدم عليها فليصلها إذا ( : لم أنه قالآما ثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وس . حين يستيقظ من نام عن صالة أو نس

ا في . ) ذآرها، فإن ذلك وقتها فجعل الوقت الذي أوجب اهللا على العبد فيه هو وقت الذآر واالنتباه، وحينئذ، فمن فعلها رط وال مضيع له يس بمف ذا ل ت، وه ا في الوق د فعله ة فق ي . هذا الوقت بحسب ما يمكنه من الطهارة الواجب ال النب ق

. ) ليس في النوم تفريط؛ إنما التفريط في اليقظة ( : صلى اهللا عليه وسلم

ا، ان مضيعا مفرط دا آ بخالف المتنبه من أول الوقت فإنه مأمور أن يفعلها في ذلك الوقت، بحيث لو أخرها عنه عمت، وآان قد أخرها عن الوقت الذي أمر أن يفعل/فإذا اشتغل عنها بشرطها ها فيه، ولوال أنه مأمور بفعلها في ذلك الوق

ك، لجاز تأخيرها عن الوقت، إذا آان مشتغال بتحصيل ماء الطهارة، أو ثوب االستعارة، بالذهاب إلى مكانه ونحو ذلو . وهذا خالف إجماع المسلمين ت، فل تيقظ في الوق بل المستيقظ في آخر الوقت إنما عليه أن يتوضأ آما يتوضأ المس

. خرها ألنه يجد الماء عند الزوال ونحو ذلك، لم يجز له ذلكأ

آما يقتل إذا . أنا أصليها قضاء : وأيضا، فقد نص العلماء على أنه إذا جاء وقت الصالة ولم يصل، فإنه يقتل، وإن قالل أصلى بغير وضوء، أو إلى غير القبلة، وآل فرض من فرائض الصالة المجمع عليها إذا : قال ه يقت ترآه عمدا، فإن

. آما أنه يقتل بترك الصالة . بترآهة، : يقتل بضيق الثانية والرابعة، فاألمر آذلك، وآذلك إذا قلنا : فإن قلنا ى ـ وهو الصحيح ـ أو الثالث ل بضيق األول يقت

. على روايتين ؟ هل يقتل بترك صالة، أو بثالث : فإن ذلك مبنى على أنه

ا : بترك صالة وإذا قيل دها، أو يكفى ضيق وقته ي بع ين ؟ فهل يشترط وقت الت ى وجه ا وجه ثالث . عل وهو : وفيهرائض؛ ألن الوقت . الفرق بين صالتى الجمع وغيرها ة الف ت؛ بخالف بقي د الوق وال يعارض ما ذآرناه أنه يصح بع

ه أن ة، وي / إذا فات لم يمكن استدراآه، فال يمكن ا إال فائت ة يفعله ا التوب ي تمحوه ائر الت اب الكب أخير من ب م الت ى إث بق . ونحوها، وأما بقية الفرائض، فيمكن استدراآها بالقضاء

ل إن قي الهم، ف لم عن قت ه وس ي صلى اهللا علي ا، ونهى النب م : وأما األمراء الذين آانوا يؤخرون الصالة عن وقته إنه

ت، فال آالم، ى آخر الوق ل ـ وهو الصحيح ـ آانوا يؤخرون الصالة إل ي : وإن قي د أمر النب ا، فق انوا يفوتونه م آ إنها نهى عن . ) اجعلوا صالتكم معهم نافلة ( : وقال . صلى اهللا عليه وسلم األمة بالصالة في الوقت الهم، آم ونهى عن قت

. ئر في أثناء ذلك ما يقعقتال األئمة إذا استأثرو وظلموا الناس حقوقهم، واعتدوا عليهم، وإن آان يقع من الكبا

واع الفسق ـ بعض أن ومؤخرها عن وقتها فاسق، واألئمة ال يقاتلون بمجرد الفسق، وإن آان الواحد المقدور قد يقتل لرة اد آبي ال أعظم من فس اد القت اه؛ إذ فس م إي ة لفعله ل األئم ل، جاز أن يقات ه القت ا جاز في آالزنا، وغيره ـ فليس آلم

. مريرتكبها ولى األ

لم ه وس ي صلى اهللا علي ة تصلي خلف الفساق؛ ألن النب ى أن النافل ولهذا نص من نص من أصحاب أحمد وغيره علم ا خلفه د أمر بفعله ة فساق، وق ا، وهؤالء األئم أمر بالصالة خلـف األمراء الذين يؤخرون الصالة حتى يخرج وقته

. نافلة

. معروف عند الفقهاءوالمقصود أن الفسق بتفويت الصالة أمر

. الكبيرة تفويتها دائما، فإن ذلك إصرار على الصغيرة : لكن لو قال قائل

. قد تقدم ما يبين أن الوعيد يلحق بتفويت صالة واحدة : قيل له

. رةوأيضا، فإن اإلصرار هو العزم على العود، ومن أتى صغيرة وتاب منها ثم عاد إليها، لم يكن قد أتى آبي

م يكن ره، ل ى طول عم ة عل ذلك المداوم إن أراد ب ى ضابط، ف وأيضا، فمن اشترط المداومة على التفويت، محتاج إل . المذآورون من هذا الباب، وإن أراد مقدارا محدودا طولب بدليل عليه

. واهللا ـ سبحانه ـ أعلم . وأيضا، فالقتل بترك واحدة أبلغ من جعل ذلك آبيرة

؟ فهل تجب عليه اللعنة . وسئل عن مسلم تارك للصالة، ويصلى الجمعة

: فأجاب

د ـ أن افعي وأحم ك والش اء ـ آمال ور العلم د جمه لمين، والواجب عن اق المس ة باتف توجب العقوب ذا اس د هللا، ه الحم

ين ف ة المع ا لعن وم، وأم ه يمكن أن يستتاب، فإن تاب وإال قتل، ولعن تارك الصالة على وجه العم ا، ألن األولى ترآه . واهللا أعلم . يتوب

باب األذان واإلقامة ع أم ال ؟ هل هو فرض أم سنة . وسئل عن األذان ك ؟ وهل يستحب الترجي ان ـ آمال ع أو اثنت ر أرب وهل ؟ وهل التكبي

؟ وهل يقول قد قامت الصالة مرة أو مرتين ؟ اإلقامة شفع أو فرد

: فأجاب

ذا هو المشهور من الصحيح أن األذان فرض على الكفاية، فليس ألهل مدينة وال قرية أن يدعوا األذان واإلقامة، وه . مذهب أحمد وغيره

زاع مع : ثم من هؤالء من يقول . وقد أطلق طوائف من العلماء أنه سنة وا، والن ه قوتل ى ترآ د عل ه إذا اتفق أهل بل إن

ه . اللفظيهؤالء قريب من النزاع ه شرعا، ويعاقب تارآ ذم تارآ ا ي ى م فإن آثيرا من العلماء يطلق القول بالسنة عل . إنه واجب، نزاع لفظي، ولهذا نظائر متعددة : شرعا، فالنزاع بين هذا وبين من يقول

ذي ثبت فإن األذان هو شعا . وأما من زعم أنه سنة ال إثم على تارآيه وال عقوبة، فهذا القول خطأ/ ر دار اإلسالم، ال

إن م ينظر ف ان يصلى الصبح، ث ه، فك دار بترآ في الصحيح أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يعلق استحالل أهل الال . سمع مؤذنا لم يغر، وإال أغار درداء ق ي ال ي داود والنسائي عن أب سمعت رسول اهللا صلى اهللا : وفى السنن ألب

من ثالثة في قرية ال يؤذن، وال تقام فيهم الصالة، إال استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، ما [ : عليه وسلم يقولا { : وقد قال تعالى . ] فإن الذئب يأآل الشاة القاصية يطان أل زب الش ك ح ه أولئ ر الل استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذآ

. ] 19 : المجادلة [ } ب الشيطان هم الخاسرونإن حز

ي لم والسنن حديث أب وأما الترجيع وترآه، وتثنية التكبير وتربيعه، وتثنية اإلقامة وإفرادها، فقد ثبت في صحيح مسه محذورة الذي علمه النبي صلى اهللا عليه وسلم األذان عام فتح مكة، وآان األذان فيه وفى ول ه علم ة، ثبت أن ده بمك

آما في سنن ] أربعا [ وروى . آما في صحيح مسلم ] التكبير مرتين [ وروى في حديثه . ] الترجيع [ األذان واإلقامة، وفيه ال : وثبت في الصحيح عن أنس بن مالك قال . وفى حديثه أنه علمه اإلقامة شفعا . أبي داود وغيره اس، ق ر الن ا آث : لم

ه [ الال أن يشفع / تذاآروا إن يعلموا وقت الصالة بشىء يعرفون أمر ب ا، ف ارا، أو يضربوا ناقوس وروا ن ذآروا أن ي فا أري . ] إال اإلقامة [ : وفى رواية للبخارى . ] األذان، ويوتر اإلقامة د لم ن زي د اهللا ب ره، أن عب ي داود وغي وفى سنن أب

. اهللا عليه وسلم أن يلقيه على بالل، فألقاه عليه، وفيه التكبير أربعا، بال ترجيع األذان، وأمره النبي صلى

ي صلى اهللا ك عن النب ا ثبت في ذل م، وهو تسويغ آل م وإذا آان آذلك، فالصواب مذهب أهل الحديث، ومن وافقهك عليه وسلم، ال يكرهون شيئا من ذلك؛ إذ تنوع صفة األذان واإلقامة، آتنوع صفة ا راءات والتشهدات، ونحو ذل . لق

. وليس ألحد أن يكره ما سنه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ألمته

الى، ا سوغه اهللا تع ذا ونحوه مم وأما من بلغ به الحال إلى االختالف والتفرق حتى يوالي ويعادي ويقاتل على مثل هة ـ وال أحب . وآانوا شيعاآما يفعله بعض أهل المشرق، فهؤالء من الذين فرقوا دينهم، ه بعض األئم ا يقول وآذلك م

ة من رره ليحفظه، ومن آراه ه آ ه، وأن ط في نقل ذورة غل ا مح ع، وظنهم أن أب ة بعضهم للترجي تسميته ـ من آراهرون هؤالء يختارون إقامته، ويكرهون أذانه، وهؤالء يختا . خالفهم لشفع اإلقامة، مع أنهم يختارون أذان أبي محذورة

. والوسط أنه ال يكره ال هذا وال هذا . فكالهما قوالن متقابالن . إقامته/ أذانه، ويكرهون

ار ا يخت ذا آم ك بحضرته، فه ى ذل ه عل ه؛ لمداومت الل وإقامت ارون أذان ب وإن آان أحمد وغيره من أئمة الحديث يختان، : ومن تمام السنة في مثل هذا . بعض القراءات والتشهدات ونحو ذلك ذا في مك ارة، وه ذا ت أن يفعل هذا تارة، وه

ا وهذا في مكان؛ ألن هجر ما وردت به السنة، ومالزمة غيره، قد يفضى إلى أن يجعل السنة بدعة، والمستحب واجب . ويفضي ذلك إلى التفرق واالختالف، إذا فعل آخرون الوجه اآلخر

ل صالة الجماعة فيجب على المسلم أن يراعي القواعد الكلية، الت يما في مث . ي فيها االعتصام بالسنة والجماعة، الس

ك د في ذل ه من اعتم ة الفق ا؛ إذ من أئم وا السنة واتبعوه وأصح الناس طريقة في ذلك هم علماء الحديث، الذين عرفه، مع ا خالف ك السنة دون م أن على أحاديث ضعيفة، ومنهم من آان عمدته العمل الذي وجده ببلده، وجعل ذل م ب العل

. النبي صلى اهللا عليه وسلم قد وسع في ذلك، وآل سنة

ة : وربما جعل بعضهم أذان بالل وإقامته ما وجده في بلده ا بالمدين د . إما بالكوفة، وإما بالشام، وإم ؤذن بع م ي الل ل وب . قباء النبي صلى اهللا عليه وسلم إال قليال، وإنما أذن بالمدينة سعد القرظى مؤذن أهل

ي / والترجيع في األذان اختيار مالك والشافعي؛ لكن مالك يرى التكبير مرتين، والشافعي يراه أربعا، وترآه اختيار أب

. وأما أحمد، فعنده آالهما سنة وترآه أحب إليه؛ ألنه أذان بالل . حنيفة

ول ك يق د، وهو مع ذل ة والشافعي إ : واإلقامة يختار إفرادها مالك والشافعي وأحم و حنيف ة ـ أب نة، والثالث ا س ن تثنيته . وأحمد ـ يختارون تكرير لفظ اإلقامة، دون مالك، واهللا أعلم

: وقال شيخ اإلسالم

ه ع سنن رسول اهللا صلى اهللا علي ه جمي د ـ في اء الحديث ـ آأحم وأما األذان الذي هو شعار اإلسالم، فقد استعمل فقه . وإقامته، وأذان أبي محذورة، وإقامته وسلم، استحسن أذان بالل

. وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى اهللا عليه وسلم علم أبا محذورة األذان مرجعا وفى اإلقامة مشفوعة

د . أن بالال أمر أن يشفع األذان، ويوتر اإلقامة : وثبت في الصحيحين رجح أحم م يكن يرجع، ف أذان وفى السنن أنه ل

. أذان أبي محذورة، وبعده إلى أن مات/ بالل؛ ألنه الذي آان يفعل بحضرة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم دائما، قبل . واستحسن أذان أبي محذورة ولم يكرهه

ه ي صلى اهللا علي لم وهذا أصل مستمر له في جميع صفات العبادات أقوالها وأفعالها، يستحسن آلما ثبت عن النب وس

ع ين الجمي بعض، أو تسويته ب اره لل راءة . من غير آراهة لشيء منه مع علمه بذلك، واختي راءة بكل ق ا يجوز الق آمه : ثابتة، وإن آان قد اختار بعض القراءة مثل أنواع األذان واإلقامة، وأنواع التشهدات الثابتة عن النبي صلى اهللا علي

. ابن عباس، وغيرهموسلم آتشهد ابن مسعود، وأبى موسى، و

م يختلف : ومنها . منها آونه أصحها، وأشهرها : وأحبها إليه تشهد ابن مسعود؛ ألسباب متعددة اظ ل وظ األلف آونه محف . آون غالبها يوافق ألفاظه، فيقتضي أنه الذي آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يأمر به غالبا : ومنها . في حرف منه

. االستفتاح، واالستعاذة المأثورة، وأنه اختار بعضها وآذلك أنواع

ا د التسميع، ومنه د المشروع بع ع، وصفات التحمي د الرف دين في الصالة، ومحل وضعها بع وآذلك موضع رفع الي

. صفات الصالة على النبي صلى اهللا عليه وسلم وإن اختار بعضها . ه النبي صلى اهللا عليه وسلم من غير آراهةأنواع صالة الخوف، ويجوز آل ما فعل : ومنها/

. أنواع تكبيرات العيد، يجوز آل مأثور، وإن استحب بعضه : ومنها

ع : ومنها ار التربي بيع، وإن اخت يس، والتس ع، والتخم ى المشهور ـ التربي ائز يجوز ـ عل ى الجن ر عل ة . التكبي ا بقي وأم

. ضهالفقهاء فيختارون بعض ذلك، ويكرهون بع

ع [ فمنهم من يكره افعي : في األذان ] الترجي ه آالش ره ترآ نهم من يك ة، وم أبي حنيف ة . آ ره شفع اإلقام نهم من يك ومالد . آالشافعي ون في بعض ب ة، فصاروا يقتتل وع جاهلي ى ن اع إل د آل األمر باالتب ى ق ا، حت ره إفراده ومنهم من يك

إفراد المشرق على ذلك، حمية جاهلية، مع أن الال ب لم أمر ب ه وس ه رسول اهللا صلى اهللا علي د أمر ب الجميع حسن ق . وإن الضاللة ـ حق الضاللة ـ أن ينهى عما أمر به النبي صلى اهللا عليه وسلم . اإلقامة وأمر أبا محذورة بشفعها

؟ ت، أم يستقبل القبلة، أم الشرقهل السنة أن يستدير ويلتف ] الصالة خير من النوم [ : وسئل عن المؤذن إذا قال

: فأجاب/

ـن آلمات األذان ا م ة، آغيره تقبل القبل ا وهو مس ه في . ليس هـذا سنة عند أحد من العلماء، بل السنة أن يقوله وآقولة ـاال، : اإلقام ا وشم ا يمين ـإنه يلتفت به ة، ف اء إال الحيعل ك ـ العلم م يستثن ـ من ذل د قامت الصالة، ول وال يختص ق

ـه ـا يختص المشـرق والمغرب بجنس ـة م ال . المشرق بالكلمتين، وليس في األذان واإلقام ر من [ : فمن ق الصالة خي . آالهما إلى المشرق أو المغرب، فهو مبتدع خارج عن السنة في األذان، باتفاق العلماء ] النوم

فمن دار فقد فعل ما يسوغ فيه االجتهاد، ولكنه ـ مع . قولين مشهورينعلى ؟ هل يدور في المنارة : وقد تنازع العلماء

رتين ] الصالة خير من النوم [ : ذلك ـ إن دار لقوله د . لزمه أن يدور م ان أبع ا آ ه، وإن خص المشرق بهم ل ب وال قائ . واهللا أعلم . عن السنة، فتعين أن يقولهما مستقبل القبلة

: هللا وقال الشيخ ـ رحمه ا

ي م تأملت فوجدت النب ا راآب، ث د الغروب وأن ين الصالتين، فكنت أوال أؤذن عن لما ذهبت على البريد آنا نجمع ب

ك؛ /صلى اهللا عليه وسلم لما جمع ليلة جمع لم يؤذنوا للمغرب في طريقهم، بل أخر التأذين حتى نزل فصرت أفعل ذل . واألذان إعالم بوقت الصالةألنه في الجمع صار وقت الثانية وقتا لهما،

ا ه، ال : ولهذا قلن ذي تفعل في ا، واألذان للوقت ال ه وقته اموا عن صالة الفجر؛ ألن ا ن الل لم ا أذن ب ة، آم ؤذن للفائت ي

. الوقت الذي تجب فيه ال ا ا ق ل م أو ؟ لمؤذن وسئل عمن أحرم ودخل في الصالة وآانت نافلة، ثم سمع المؤذن فهل يقطع الصالة ويقول مث

؟ يتم صالته ويقول مثل ما يقول المؤذن

: فأجاب

ان خارج ا إذا آ اء، وأم د جمهور العلم ول عن ا يق ل م ول مث ا، وال يق إذا سمع المؤذن يؤذن وهو في صالة فإنه يتمهة المؤذن ؤذن؛ ألن موافق ول الم ا يق ل م ول مث ك، ويق ه يقطع ذل اء، فإن ة الصالة في قراءة أو ذآر أو دع ادة مؤقت عب

. يفوت وقتها، وهذه األذآار ال تفوت

ه من خطاب آدمي، / وإذا قطع المواالة فيها لسبب شرعي آان جائزا، مثل ما يقطع اج إلي المواالة فيها بكالم لما يحته ال يقطع ك، بخالف الصالة، فإن الوة، ونحو ذل وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وآذلك لو قطع المواالة بسجود ت

مواالتها بسبب آخر، آما لو سمع غيره يقرأ سجدة التالوة لم يسجد في الصالة عند جمهور العلماء، ومع هذا، ففى

. واهللا أعلم . هذا نزاع معروف

باب شروط الصالة

: قال ـ رحمه اهللا مواقيت الصالة: فصـــل

استعملوا في هذا الباب جميع النصوص الواردة عن النبي صلى وأما إذا ابتدؤوا الصالة بالمواقيت، ففقهاء الحديث قد . وأوقات االختيار . اهللا عليه وسلم في أوقات الجواز

ـر ظل آل شىء : ما بين طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس، ووقت الظهر : فوقت الفجر ى مصي زوال إل من ال

ى مغيب : الشمس ـ على ظاهر مذهب أحمد ـ ووقت المغرب إلى اصفرار : مثله سوى فىء الزوال، ووقت العصر إل . إلى منتصف الليل ـ على ظاهر مذهب أحمد : الشفق، ووقت العشاء

ن عمرو / وهذا ـ بعينه ـ قول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الذي . رواه مسلم في صحيحه عن عبد اهللا ب

ه في . ـ رضى اهللا عنهوروى ـ أيضا ـ من حديث أبي هريرة لم حديث من قول ه وس ي صلى اهللا علي يس عن النب ولة، من لم في المدين ه وس ي صلى اهللا علي ر وجه من فعل النب المواقيت الخمس أصح منه، وآذلك صح معناه من غي

. لوا غالب ذلكوجاء مفرقا في عدة أحاديث، وغالب الفقهاء إنما استعم . حديث أبي موسى وبريدة ـ رضى اهللا عنهما

ه ل شىء مثلي ى يصير ظل آ ا حت دخل وقته نهم أن العصر ال ي راق، المشهور ع ك . فأهل الع از ـ مال وأهل الحج . ليس للمغرب عندهم إال وقت واحد : وغيرهـ

في الجمع بين الصالتين: فصـــل

ي ال ين الصالتين ف ع ب ار من الجم نة واآلث ه الس ا جاءت ب ول بم ذلك نق ي حديث وآ ا ف فر والمطر والمرض، آم س . المستحاضة، وغير ذلك من األعذار

ووقت اضطرار، . وقت اختيار، وهو خمس مواقيت : ونقول بما دل عليه الكتاب والسنة واآلثار من أن الوقت وقتان

ا ـ . وهو ثالث مواقيت اس وغيرهم ن عب ن عوف واب رحمن ب د ال ا / ولهذا أمرت الصحابة ـ آعب ئض إذا طهرت الحذه . قبل الغروب أن تصلي الظهر والعصر، وإذا طهرت قبل الفجر أن تصلي المغرب والعشاء د موافق في ه وأحم

ار . المسائل لمالك ـ رحمه اهللا ه اآلث ا جاءت ب ه بم و . وزائد علي ك، وأب ك في ذل ه اهللا ـ هو دون مال والشافعي ـ رحم . حنيفة أصله في الجمع معروف

أخير وآذلك ة، إال حيث يكون في الت أوقات االستحباب، فإن أهل الحديث يستحبون الصالة في أول الوقت في الجمل

رقين، ين أو متف انوا مجتمع ا، سواء آ أخير الظهر في الحر مطلق نة، فيستحبون ت ه الس مصلحة راجحة آما جاءت ب . ويستحبون تأخير العشاء ما لم يشق

. وآل من الفقهاء يوافقهم في البعض أو األغلب . يحة التي ال دافع لهاوبكل ذلك جاءت السنن الصح

ولين ـ : يستحب التأخير إال في المغرب، والشافعي : فأبو حنيفة ى أحد الق ى في العشاء ـ عل ا حت ديم مطلق يستحب التق

عليه وسلم لهم باإلبراد، وآانوا وحتى في الحر، إذا آانوا مجتمعين، وحديث أبي ذر الصحيح فيه أمر النبي صلى اهللا . مجتمعين

: وقال شيخ اإلسالم ـ قدس اهللا روحه

قاعدة في أعداد رآعات الصلوات وأوقاتها: فصـــل

وما يدخل في ذلك من جمع وقصر

ذآروا في اب مواقيت الصالة [ جرت عادة آثير من العلماء المصنفين للعلم أن ي ا وأعد : ] ب م أوقاته ادها وأسماءها، ث . منهم من يذآر القصر والجمع في بابين مفترقين مع صالة أهل األعذار آالمريض، والخائف

ران صالة المسافر . وأما القصر فيفرده . ومنهم من يذآر الجمع في المواقيت إن سبب القصر هو السفر وحده، فق ف . بصالة الخائف والمريض مناسب

. ونحن نذآر في آل منهما فصال جامعا . بابه متعددة؛ الختصاص السفر بهفأس : وأما الجمع

وأما في السفر، . ثالث رباعية، وواحدة ثالثية وواحدة ثنائية، هذا في الحضر : فمعلوم أنها خمس صلوات : أما العدد/

ه أحد فقد سافر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قريبا من ثالثين سفرة، وآان يصل ل عن ي رآعتين في أسفاره، ولم ينقلمين من أهل العلم أنه صلى في السفر الفرض أربعا قط، حتى في حجة الوداع، وهي آخر أسفاره، آان يصلي بالمس

ع أصحابه، . رآعتين، رآعتين : بمنى الصلوات ه جمي وهذا من العلم العام المستفيض المتواتر الذي اتفق على نقله عن . علم عنهمومن أخذ ال

. والحديث الذي رواه الدارقطني عن عائشة أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يقصر في السفر وتتم ويفطر، وتصوم

. ولم يذآر هذا بعد قط . في اإلفطار، بخالف النقل المتواتر المستفيض . وإن آان صحيحا . باطل في اإلتمام

بس وآيف يكون والنبي صلى اهللا عل وك احت يه وسلم في أسفاره إنما آان يصلي الفرض إماما، لكن مرة في غزوة تبم و صلى به ه بعض الصالة، فل للطهارة ساعة فقدموا عبد الرحمن بن عوف، وأدرك النبي صلى اهللا عليه وسلم خلف

نته الم ه س ه؛ لمخالفت ى نقل م ودواعيهم عل ة أربعا في السفر، لكان هذا من أوآد ما تتوفر هممه ه الدائم ستمرة، وعادت . فلما لم ينقل ذلك أحد منهم علم قطعا أنه لم يفعل ذلك . آما نقلوا أنه جمع بين الصالتين أحيانا

يس بمسنون، وال : صالة السفر رآعتان، من خالف السنة آفر : ولهذا قال ابن عمر/ ين ل أي من اعتقد أن صالة رآعت

. مشروع، فقد آفر

ن الخطاب وآذلك قال ان، وصالة : عمر ب ان، وصالة األضحى رآعت ة رآعت ان، وصالة الجمع صالة السفر رآعت . الفطر رآعتان، تمام غير قصر على لسان نبيكم

ال . الصالة أول ما فرضت رآعتين، فأقرت صالة السفر، وأتمت صالة الحضر : وقالت عائشة ـ رضي اهللا عنها ـ ق

. أخرجاه في الصحيحين . تأولت، آما تأول عثمان : قال ؟ فما بال عائشة تتم : فقلت لعروة : الزهري

ي صلى اهللا . ) إن اهللا وضع عن المسافر الصوم، وشطر الصالة ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم هذا، ولما حج النبأنه دخل مكة يوم األحد، وخرج منها يوم عليه وسلم حجة الوداع، آان يقصر الصالة في مقامه بمكة، والمشاعر، مع

وداع اء، وطاف لل ة األربع الخميس إلى منى، وعرف يوم الجمعة وأقام بمنى إلى عشية الثالثاء، وبات بالمحصب ليلا . تلك الليلة وك عشرين يوم ام بتب ا يقصر الصالة، وأق ة تسعة عشر يوم وقام ـ أيضا ـ قبل ذلك في غزوة الفتح بمك

. الةيقصر الص ى إذا : وأما الحديث الذي يروى عن عائشة/ ة حت ى مك أنها اعتمرت مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من المدينة إل

ا عائشة ( : قال . يا رسول اهللا بأبى وأمى قصرت وأتممت، وأفطرت وصمت : قدمت مكة قالت ا عاب ! ) أحسنت ي ومأفطر وصمت : طنيوروى الدارق . رواه النسائي . علي رة رمضان ف لم في عم ه وس ي صلى اهللا علي خرجت مع النب

ه . إسناده حسن : وقال . وقصر وأتممت فهذا لو صح، لم يكن فيه دليل على أن النبي صلى اهللا عليه وسلم أتم، وإنما في : إذنه في اإلتمام، مع أن هذا الحديث على هذا الوجه ليس بصحيح، بل هو خطأ لوجوه

أنها : وقد ذآر ابن أخيها ـ وهو أعلم الناس بها ـ . أن صالة السفر رآعتان : أن الذي في الصحيحين عن عائشة : أحدها . فعلم أنه لم يكن معها فيه نص . إنما أتمت الصالة في السفر بتأويل تأولته، ال بنص آان معها

اق أهل . رمضان عمرة رمضان، وآانت صائمة أنها خرجت معتمرة معه في : أن في الحديث : الثانى وهذا آذب باتف

م يعتمر العلم، فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يعتمر في رمضان قط، وإنما آانت عمره آلها في شوال، وإذا آان ل . في رمضان، ولم يكن في عمره عليه صوم، بطل هذا الحديث

م يكن . إنما سافر في رمضان في غزوة بدر، وغزوة الفتح أن النبي صلى اهللا عليه وسلم : الثالث/ در، فل فأما غزوة ب

ذا . معه فيها أزواجه، وال آانت عائشة ا في ه وأما غزوة الفتح، فقد آان صام فيها في أول سفره، ثم أفطر، خالف م . الحديث المفتعل

. أن اعتمار عائشة معه فيه نظر : الرابع

شة لم تكن بالتي تصوم وتصلى طول سفرها إلى مكة، وتخالف فعله بغير إذنه، بل آانت تستفتيه قبل أن عائ : الخامس

. الفعل، فإن اإلقدام على مثل ذلك ال يجوز

فثبت بهذه السنة المتواترة أن صالة السفر رآعتان، آما أن صالة الحضر أربع، فإن عدد الرآعات إنما أخذ من فعل إن األصل أربع، وإنما : وسلم الذي سنه ألمته، وبطل قول من يقول من أصحاب أحمد والشافعي النبي صلى اهللا عليه . الرآعتان رخصة

ى، والقاضى، : وبنوا على هذا ول الخرق افعي، وهو ق ه الش ا قال أن القاصر يحتاج إلى نية القصر في أول الصالة آم

م، وهو ه جمهور أهل العل ره وغيرهما، بل الصواب ما قال ي بكر وغي ار أب ل : اختي ة، ب ى ني اج إل أن القصر ال يحتو ل ل دخول الحاضر، ب ك، وآانت السنة أن /دخول المسافر في صالته آ ه ذل ره ل ا لك وى المسافر أن يصلي أربع ن

. يصلي رآعتين، ونصوص اإلمام أحمد إنما تدل على هذا القول

روه ؟ هو محرم هل : وقد تنازع أهل العلم في التربيع في السفر رك األفضل ؟ أو مك ة ؟ أو هو أفضل ؟ أو ت ى أربع عل : أقوال

. قول أبى حنيفة، ورواية عن مالك : فاألول

. رواية عنه، وعن أحمد : والثانى

. رواية عن أحمد، وأصح قولى الشافعي : والثالث

ا محرم أو . يب فيهخطأ قطعا، ال ر [ الرابع ] و . قول له : والرابع ع إم ا المتوجه أن يكون التربي والثالث ضعيف، وإنم

ار ل إنك ار من فعل المحرم، ب يهم إنك ه عل مكروه؛ ألن طائفة من الصحابة آانوا يربعون، وآان اآلخرون ال ينكرون . من فعل المكروه

} كم جناح أن تقصروا من الصالة إن خفتم أن يفتنكم الذين آفرواوإذا ضربتم في األرض فليس علي { : وأما قوله تعالى

ق : ، فهنا علق القصر بسببين ] 101 : النساء [ روا؛ ألن القصر المطل ذين آف الضرب في األرض، والخوف من فتنة الا ا، وأرآانه ددها، وقصر عمله اول قصر ع ل اإل . يتن ببين مث ا شرع بالس ذا القصر إنم جود، فه الرآوع والس اء ب يم

. فالسفر يقتضي قصر العدد، والخوف يقتضي قصر األرآان . آل سبب له قصر/آالهما،

ا : ولو قيل ان وجيه ر قصر، لك ام غي ان تم ال . إن القصر المعلق هو قصر األرآان، فإن صالة السفر رآعت ذا ق : وله . ] 103 : النساء [ } ننتم فأقيموا الصالةفإذا اطمأ {

ام في ل اإلتم ه، ب فقد ظهر بهذا أن القصر ال يسوي بالجمع، فإنه سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وشرعته ألمتا اإل . السفر أضعف من الجمع في السفر ل فإن الجمع قد ثبت عنه أنه آان يفعله في السفر أحيانا وأم م ينق ه، فل ام في تم

ى جواز ون عل ع، متفق ام، وفي جواز الجم ون في جواز اإلتم إنهم مختلف عنه قط، وآالهما مختلف فيه بين األمة، فراد د . القصر وجواز اإلف فاره، وق ه في أس داوم علي ان ي لم آ ه وس ي صلى اهللا علي واترة أن النب فال يشبه بالسنة المت

. عله في سفره مرات متعددة،وقد تنازعت فيه األمةاتفقت األمة عليه، إلى أن ما ف

في أن الوقت في آتاب اهللا وسنة رسول اهللا نوعان: فصـــل

ة، ووقت حاجة : فاألصل في ذلك أن الوقت في آتاب اهللا وسنة رسول اهللا نوعان : وأما الوقت ار ورفاهي وقت اختي . وضرورة

. أما األول، فاألوقات خمسة/ ا الجمع والقصر، بخالف صالة الفجر وأم ان فيهم ا الثانى، فاألوقات ثالثة، فصالتا الليل، وصالتا النهار، وهما اللت

فإنه ليس فيها جمع وال قصر، لكل منهما وقت مختص، وقت الرفاهية واالختيار، والوقت مشترك بينهما عند الحاجة . ليل إلى نهار واالضطرار، لكن ال تؤخر صالة نهار إلى ليل، وال صالة

ا لم فيه ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ه ( : ولهذا وقع األمر بالمحافظة على الصالة الوسطى صالة العصر، وق من فاتت

وقد دل على هذا األصل أن اهللا في آتابه ذآر الوقوت . ) فكأنما وتر أهله وماله ( : وقال . ) صالة العصر فقد حبط عمله . ، وتارة خمسةتارة ثالثة

ه ى قول ة، فف ا الثالث ل { : أم ن اللي ا م ار وزلف ي النه الة طرف م الص ود [ } أق ه ] 114 : ه ى قول دلوك { : ، وف الة ل م الص أق وسبح { : ، وقوله ] 78 : اإلسراء [ } الشمس إلى غسق الليل

ة [ 49، 48 : الطور [ } ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم . حمد ربك حين تقوم ب ا أربع د ذآره ه : أما الخمس فق : في قولرون وله الحمد في السماوات والأر . فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون { ين تظه روم [ } ض وعشيا وح ، 17 : ال

ه ] 18 ل { : ، وقول اء اللي ن آن ا وم ل غروبه مس وقب وع الش ل طل ك قب د رب بح بحم ون وس ا يقول ى م بر عل بح فاص فس وسبح بحمد ربك { : ، وقوله ] 130 : طه [ } وأطراف النهار لعلك ترضى

روب ل الغ جود . قبل طلوع الشمس وقب ار الس بحه وأدب ل فس ن اللي ك ] 40، 39 : ق [ } وم ي فسرت ذل ، والسنة هي الت

. وبينته وأحكمته

: أنه آان يصلي الصلوات الخمس في خمس مواقيت : لنبي صلى اهللا عليه وسلموذلك أنه قد ثبت بالنقل المتواتر عن اا في حال مقامه بالمدينة، وفى غالب أسفاره حتى أنه في حجة الوداع ـ آخر أسفاره ـ آان يصلي آل صالة في وقته

ما رأيت رسول اهللا : ودرآعتين، وإنما جمع بين الظهر والعصر بعرفة، وبين العشائين بمزدلفة ؛ ولهذا قال ابن مسعة ا . صلى اهللا عليه وسلم صلى صالة لغير وقتها، إال المغرب ليلة جمع، والفجر بمزدلف ه غلس به ك ألن ال ذل ا ق وإنم

. تغليسا شديدا، وقد بين جابر في حديثه أنه صالها حين طلع الفجر

ة؛ أل ة ومزدلف ين الصالتين بعرف ى الجمع ب وداع دون ولهذا اتفق المسلمون عل اتين الصالتين في حجة ال ن جمع ه . غيرهما، مما صاله بالمسلمين بمنى أو بمكة هو من المنقول نقال عاما متواترا مستفيضا

ى وثبت عنه أنه بين مواقيت الصالة بفعله لمن سأله عن المواقيت بالمدينة، آما رواه مسلم في صحيحه من حديث أب

اس موسى، وحديث بريدة بن الح ن عب ابر، واب ا رواه ج لم في . صيب، وبين له جبريل المواقيت بمكة، آم وروى مست؛ /صحيحه المواقيت من آالم النبي ر، وهو أحسن أحاديث المواقي ن عم صلى اهللا عليه وسلم، من حديث عبد اهللا ب

: ألنه بيان بكالم النبي صلى اهللا عليه وسلم حيث قال

م تصفر الشمس، وقت الفجر ما لم تطلع الش ( ا ل مس، ووقت الظهر ما لم يصر ظل آل شىء مثله، ووقت العصر مل رة . ) ووقت المغرب ما لم يسقط نور الشفق، ووقت العشاء إلى نصف اللي ى هري ك من حديث أب د روى نحو ذل وق

ه . وعلى هذه األحاديث اعتمد اإلمام أحمد لكثرة اطالعه على السنن . مرفوعا، وفيه نظر ة، فبلغ ره من األئم ا غي وأم . بعض هذه األحاديث دون بعض، فاتبع ما بلغه، ومن اتبع ما بلغه فقد أحسن، وما على المحسنين من سبيل

ر حديث لم في غي ه وس م ( : وقال صلى اهللا علي ا، ث ا فصلوا الصالة لوقته ؤخرون الصالة عن وقته راء ي سيكون أم

ر حاجة، . ) اجعلوا صالتكم معهم نافلة فهذا دليل على أنه ال يجوز تأخير األولى إلى وقت الثانية وال يجوز الجمع لغيؤخروا الظهر ايتهم أن ي ار، ولكن غ فإن األمراء لم يكونوا يؤخرون صالة النهار إلى الليل، وال صالة الليل إلى النه

م وأما . إلى وقت العصر إلى االصفرار، أو يؤخروا المغرب إلى مغيب الشفق ل ل العشاء، فلو أخروها إلى نصف اللي . وتأخيرها إلى ما بعد ذلك لم يكن يفعله أحد، وال هو مما يفعله األمراء . يكن ذلك مكروها

أنه آان يجمع : وأما الثالث، فقد ثبت عنه في األحاديث الصحيحة من حديث ابن عمر وأنس بن مالك ومعاذ بن جبل/

ان بين الظهر والعصر، وبين ا ى، أو إذا آ ه السير في وقت األول ة إذا جد ب اء، يجمع في وقت الثاني لمغرب والعشاء الحديث، وأهل الحجاز . سائرا في وقتها ين الصالتين من فقه الجمع ب ائلون ب ه الق ا اتفق علي ا . وهذا مم ذلك م وآ

ا أنه آان في غزوة تبوك إذا ارتحل بعد أن تزيغ الشمس صلى الظه ( : روى عنه رواه أهل السنن ) ر والعصر جميعين الظهر ( : ورواه مسلم في صحيحه عن معاذ . من حديث معاذ وك ب أن النبي صلى اهللا عليه وسلم جمع في غزوة تب

ان عن . ) وبين المغرب والعشاء . والعصر ه روايت ا، وفي ازال في وقت الصالتين آالهم وإنما تنازعوا فيما إذا آان ن : أحمد

. ال يجمع لعدم السنة، والحاجة، وهو قول مالك، واختيار الخرقي : إحداهما

و داود : الثانية ا ـ رواه أب ك ـ أيض افعي؛ لحديث روي في ذل ول الش ع، وهو ق رو . يجم م ي ه ل ر أن د الب ن عب وذآر اب

اق ه جمع في حج ( : غيره، وثبت عنه ـ أيضا ـ باألحاديث الصحيحة وباالتف ين صالتي العشي، أن ة ب وداع بعرف ة الا : ، وثبت عنه في الصحيحين من حديث ابن عباس ) وبمزدلفة بين صالتي العشائين بعا، وثماني ة س ه صلى بالمدين : أن

ر والعصر اء/الظه رب والعش ه . والمغ لم عن ى صحيح مس ر : وف ين الظه لم ب ه وس ول اهللا صلى اهللا علي ع رس جمر خوف وال مطر والعصر، وبين المغر ة من غي اس . ب والعشاء بالمدين ن عب ل الب ذلك : قي ا أراد ب ال ؟ م أراد أال : ق

. وآذلك قال معاذ بن جبل . يحرج أمته

ة بنت جحش، ين الصالتين في حديث حمن الجمع ب ه أمر المستحاضة ب ة أن ه حديثين أو ثالث وروى أهل السنن عنى الجمع للخوف والمطر . للمطر ولغير مطروغيرها، فهذا الجمع بالمدينة اس عل ن عب ه اب ه ب د نب د . وق والجمع عن

ع الحرج ا هو سبب . المسير في السفر، يجمع في المقام وفى السفر لرف ع، آم يس السفر سبب للجم ه ل ذلك أن م ب فعلان في السفر يجمع للقصر، فإن قصر العدد دائر مع السفر وجودا وعدما، وأما الجمع فقد جمع في غير سف ر، وقد آ

. للمسير، ويجمع في مثل عرفة ومزدلفة، وال يجمع في سائر مواطن السفر، وأمر المستحاضة بالجمع

ال . فظهر بذلك أن الجمع هو لرفع الحرج، فإذا آان في التفريق حرج، جاز الجمع، وهو وقت العذر والحاجة ولهذا قن : الصحابة ن عوف واب رحمن ب د ال ل الغروب، صلت الظهر والعصر، وإذا آعب عمر في الحائض إذا طهرت قب

ك والشافعي ذلك أهل الجمع ـ آمال ذا يوافق . طهرت قبل الفجر، صلت المغرب والعشاء، وقال ب د ـ فه قاعدة [ وأحمـد الضـرورة ] الجمع انع / في أن الوقت مشترك بين صالتى الجمع عن د فمن أدرك آخـر الوقت الم . والم شترك، فق

. أدرك الصالتين آالهما

رهم ـ ال ـ من أصحابنا وغي ة : ومن ق ذين بمك وا الحجاج ال ى منع دما، حت ق بسفر القصر وجودا وع إن الجمع معلوغيرهم من الجمع بين صالتى العشى، وصالتى العشاء، فما أعلم لقولهم حجة تعتمد، بل خالف السنة المعلومة يقينا

ى . هللا عليه وسلمعن النبي صلى ا ؤخروا العصر إل ة أن ي فإنا قد علمنا أنه لم يأمر أحدا من الحجاج معه من أهل مكوقتها المختص، وال يعجلوا المغرب قبل الوصول إلى مزدلفة، فيصلوها إما بعرفة، وإما قريبا من المأزمين، هذا مما

ع أهل هو معلوم يقينا، وال قال هذا أحمد، بل آالمه ونصوصه تقتض ى أنه يجمع بين الصالتين ويؤخر المغرب جميد المقدسى ي محم ادات، وأب أبي الخطاب في العب الموسم، آما جاءت به السنة، وآما اختاره طوائف من أصحابه ـ آ

. وغيرهما

ا أن : ثم إما أن يقال ا ألجل المسير، وإم ا وإم ا مطلق ه إم ا، قصيره وطويل ال إن الجمع معلق بالسفر مطلق الجمع : يقرهم ن أصحابنا، وغي ه م ن يقول ه م ا يقول ة ألجل النسك، آم د، . بمزدلف ه بأصول أحم دى وأقيس واألول أصوب عن

ام ى؛ وألن األحك ونصوصه، فإنه قد نص على الجمع في الحضر لشغل، فإذا جد به السير في السفر القصير فهو أولر و فر، آالقصر والفط فر تختص بالس ة بالس حالمعلق ة، . المس ى الداب ل والقصير آالصالة عل ة بالطوي ا المتعلق وأم

اب / والمتيمم، وآأآل الميتة، وم . فهذه جاءت للحاجة، وآذلك يجوز في الحضر، والجمع هو من هذا الب ا جاز لعم إنمق . الحاجة ال لخصوص السفر؛ ولهذا آان ما تعلق بالسفر إنما هو رخصة قد يستغنى عنها ه وأما ما تعل بالحاجة، فإن

. واهللا أعلم . فاألول آفطر المسافر، والثانى آفطر المريض فهذا هذا . قد يكون ضرورة البد منها

ا ـ تبه معناه وم والجمع ـ وإن اش ة في العم الى : ومما يشبه هذه اآلي ه تع يكم { : قول يس عل ي األرض فل ربتم ف وإذا ضفإنه أباح القصر بشرطين الضرب في ] 101 : النساء [ } صروا من الصالة إن خفتم أن يفتنكم الذين آفرواجناح أن تق

. األرض، وخوف الكفار

يهم دد، أشكل عل اس أن القصر مجرد قصر الع ر من الن ال . ولهذا اعتقد آثي دع من ق ال يجوز قصر : فمن أهل البلصالة إال في حال الخوف، حتى روى الصحابة السنن المتواترة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم في القصر في سفر ا

ر : األمن، وقال ابن عمر د آف ان من خالف السنة فق ة . صالة السفر رآعت رد السنة المخالف إن من الخوارج من ي ف . لظاهر القرآن، مع علمه بأن الرسول سنها

ال حارثـ ن وهب وق ين : ة ب ـان ـ رآعت ـا آ ـن م لم ـ آم ه وس ن . صلينا مع رسـول اهللا صلى اهللا علي د اهللا ب ـال عب وق

ين، / صلينا خلف : مسعود رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بمنى رآعتين، وخلف أبى بكر رآعتين، وخلف عمر رآعته عجبت مم : فقال : وقال عمر ليعلى بن أمية لما سأله عن اآلية لم . ا عجبت من ه وس فسألت رسول اهللا صلى اهللا علي

. ) صدقة تصدق اهللا بها عليكم، فاقبلوا صدقته ( : فقال

ول . فأخبر النبي صلى اهللا عليه وسلم أن القصر في سفر األمن صدقة من اهللا، ولم يقل إنها مخالفة لظاهر القرآن : فنقدد، و ان هو القصر الكامل المطلق هو قصر الع ين، وقصر األرآ ة رآعت دد جعل الرباعي ان، فقصر الع قصر األرآ

. قصر القيام والرآوع والسجود آما في صالة الخوف الشديد، وصالة الخوف اليسير

رد أحد فالسفر سبب قصر العدد، والخوف سبب قصر األرآان، فإذا اجتمع األمران ـ قصر العدد واألرآان ـ وإن انفالة { : رد قصره ـ فقوله ـ سبحانه ـ ـ انف : السببين ن الص ذا ] 101 : النساء [ } أن تقصروا م ذا القصر، وه ق في ه ، مطل

وهى مفسرة له ال . القصر، وسنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم تفسر مجمل القرآن، وتبينه، وتدل عليه، وتعبر عنه . مخالفة لظاهره

ه ] 6 : المائدة [ } وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم { : ـ ما قرئ به في قوله ونظير هذا ـ أيضا دخل في ق ي ، من أن المسح مطل

ق، والسنة تثبت أن . والمسح بغير إسالة وهو المسح بال غسل / المسح بإسالة، وهو الغسل، القرآن أمر بمسح مطل فرآن، . ى الرجلين بإسالةالمسح في الرأس بغير إسالة، والمسح عل دبر الق فهي مفسرة له، ال مخالفة لظاهره، فينبغي ت

ومعرفة وجوهه، فإن أآثر ما يتوهم الناس أنه قد خولف ظاهره، وليس آذلك، وإنما له دالالت يعرفها من أعطاه اهللا . فهما في آتابه، ويستفيد بذلك خمس فوائد

. نتقرير األحكام بدالئل القرآ : أحدها

. بيان اتفاق الكتاب والسنة : والثانى

. بيان أن السنة مفسرة له، ال منافية له : والثالث

. بيان المعاني والبيان التي في القرآن : والرابع

. واهللا أعلم . اإلجماع موافق للكتاب والسنة : والخامس

؟ فهل هو األول أو الثانى ) عمال عند اهللا الصالة لوقتهاأفضل األ ( : وسئل عن قوله صلى اهللا عليه وسلم

: فأجاب/

تثناه الشارع ه أفضل من آخره، إال حيث اس ت، لكن أول ع الوق ي جمي ا ف م أول الوقت وآخره، واهللا يقبله الوقت يع . آالظهر في شدة الحر، وآالعشاء إذا لم يشق على المأمومين، واهللا أعلم

: اهللا وسئل ـ رحمه

؟ وآم أقل ما بين وقت المغرب ودخول العشاء من منازل القمر ؟ هل يشترط الليل إلى مطلع الشمس

: فأجاب

رة بالجدران أما وقت العشاء فهو مغيب الشفق األحمر، لكن في البناء يحتاط حتى يغيب األبيض، فإنه قد تستتر الحم

. ذا مذهب الجمهور ـ آمالك والشافعي وأحمده . فإذا غاب البياض تيقن مغيب األحمر

ازل : فالشفق عنده هو البياض، وأهل الحساب يقولون : وأما أبو حنيفة إن وقتها منزلتان، لكن هذا ال ينضبط، فإن المن . إنما تعرف بالكواآب، بعضها قريب من المنزلة الحقيقية، وبعضها بعيد من ذلك

ار فيكون وأيضا، فوقت العشاء في ال ع النه ل، / طول والقصر يتب ع اللي ا أن وقت الفجر يتب في الصيف أطول، آم

. فيكون في الشتاء أطول

. فقد غلط غلطا حسيا باتفاق الناس . ومن زعم أن حصة العشاء بقدر حصة الفجر في الشتاء، وفي الصيف

ا ر البخ تاء يكث ى الش رة، فف ع األبخ وار تتب ل وسبب غلطه أن األن ي الصيف تق ه أوال، وف ور في ر الن ل، فيظه ر باللياألبخرة بالليل، وفي الصيف يتكدر الجو بالنهار باألبخرة، ويصفو في الشتاء؛ ألن الشمس مزقت البخار، والمطر لبد

. الغبار

ابعين للشمس، ا ت ا، فيجب أن يكون أخر عنه ذا يت دمها، وه ذا يتق ان في وأيضا، فإن النورين تابعان للشمس، ه إذا آ ف . الشتاء طال زمن مغيبها، فيطول زمان الضوء التابع لها

وأما جعل هذه الحصة بقدر هذه الحصة، وأن الفجر في الصيف أطول، والعشاء في الشتاء أطول، وجعل الفجر تابعا

ذا للنهار ـ يطول في الصيف، ويقصر في الشتاء ـ وجعل الشفق تابعا لليل يقصر في الصيف ويطول تاء، فه في الش . واهللا أعلم . وال يتأخر ظهور السواد عن مغيب الشمس . قلب الحس والعقل والشرع

؟ هل التغليس أفضل أم اإلسفار : وسئل

: فأجاب

ي إن األحاديث الصحيحة المستفيضة عن النب أخير، ف م سبب يقتضى الت م يكن ث الحمد هللا، بل التغليس أفضل، إذا ل

ا ـ قالت صلى اهللا د : عليه وسلم تبين أنه آان يغلس بصالة الفجر، آما في الصحيحين عن عائشة ـ رضي اهللا عنه لقى رجعن إل م ي آان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن، ث

لم . بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس ا في الصحيحين عن والنبي صلى اهللا عليه وس ل، آم م يكن في مسجده قنادي ل

ا : أبى برزة األسلمي ة، وينصرف منه ى المائ ة إل أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يقرأ في الفجر بما بين الستين آيان فراغه من الصالة حين يعرف حين يعرف الرجل جليسه، وهذه القراءة هي نحو نصف جزء أو ثلث جزء، وآ

ان . ليسهالرجل ج ده، وآ اؤه الراشدون بع ذلك خلف الفجر، وآ ان يغلس ب وهكذا في الصحيح من غير هذا الوجه أنه آأخير الفجر والعصر أفضل / بعده أمراء يؤخرون الصالة عن وقتها، فنشأ في دولتهم فقهاء رأوا وا أن ت عادتهم فظن

. من تقديمها، وذلك غلط في السنة

د صححه ) أسفروا بالفجر، فإنه أعظم لألجر ( : ي عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قالواحتجوا بما رواه الترمذ ، وقر ي الصحيحين، وهى مشهورة مستفيضة، والخب ك ف ا؛ ألن تل م يقاومه ا ل ان معارض و آ ذا الحديث ل ذي، وه الترم

اء الواحد إذا خالف المشهور المستفيض آان شاذا، وقد يكون منسوخا؛ ألن التغلي ل الخلف ات، وفع ى م ه حت س هو فعل . الراشدين بعده

أسفروا ( : وقد تأول الطحاوي من أصحاب أبي حنيفة وغيره آأبى حفص البرمكي من أصحاب أحمد وغيرهما، قوله

. اإلسفار بالخروج منها، أي أطيلوا صالة الفجر حتى تخرجوا منها مسفرين : على أن المراد ) بالفجر

ال : المراد باإلسفار التبين، أي : وقيل ن مسعود ق : صلوها إذا تبين الفجر وانكشف ووضح؛ فإن في الصحيحين عن ابع، ة، وصالة المغرب بجم ا إال صالة الفجر بمزدلف ر وقته ما رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم صلى صالة لغي

ال . وصالة الفجر إنما صالها يومئذ بعد طلوع الفجر ابر ق لم عن ج وصلى صالة الفجر حين : هكذا في صحيح مسين وينكشف ويظهر . الفجر/ برق ى يتب وإنما مراد عبداهللا بن مسعود أنه آان يؤخر الفجر عن أول طلوع الفجر حت

. وذلك اليوم عجلها قبل

ا وبهذا تتفق معاني أحاديث النبي صلى اهللا عليه وسلم، وأما إذا أخرها لسبب يقت ه إنم يمم عادت ل المت أخير مث ضي التى الصالة در عل يؤخرها ليصلي آخر الوقت بوضوء، والمنفرد يؤخرها حتى يصلي آخر الوقت في جماعة، أو أن يقى الصالة في أول د عل ه فضيلة تزي ا يكون في ك مم دا، ونحو ذل در إال قاع ا، وفى أول الوقت ال يق آخر الوقت قائم

. واهللا أعلم . فضلالوقت، فالتأخير لذلك أ

؟ ) أسفروا بالفجر فإنه أعظم لألجر ( : عن قوله صلى اهللا عليه وسلم : وسئل

: فأجاب

ه حديث صحيح ) أسفروا بالفجر، فإنه أعظم لألجر ( : أما قوله صلى اهللا عليه وسلم ي . ، فإن د استفاض عن النب لكن قرفهن أحد صلى اهللا عليه وسلم أنه آان يغلس ا يع بالفجر، حتى آانت تنصرف نساء المؤمنات متلفعات بمروطهن م

: فلهذا فسروا ذلك الحديث بوجهين . من الغلس ه : أنه أراد اإلسفار بالخروج منها : أحدهما/ ي صلى اهللا علي إن النب ا مسفرين، ف ى تخرجوا منه أي أطيلوا القراءة حت

. لى مائة آية، نحو نصف حزبوسلم آان يقرأ فيها بالستين آية إ

ـان : والوجه الثانى لم آ ه وس ي صلى اهللا علي إن النب ة الظن، ف ر، فال يصلي مع غلب ين الفجر ويظه ـه أراد أن يتب أن . واهللا أعلم . يصلي بعـد التبين، إال يـوم مزدلفة فإنه قدمها ذلك اليوم على عادته

ا وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن رجل من أهل الق ى أدائه ك، وواظب عل د ذل اب بع م ت نتين، ث دة س رك الصالة م ة ت فهل . بل

؟ يجب عليه قضاء ما فاته منها أم ال

: فأجاب

ا أن يكون ه، وإم ه بوجوب د علم ه بع يا ل أما من ترك الصالة، أو فرضا من فرائضها، فإما أن يكون قد ترك ذلك ناس . د معه جواز التأخير، وإما أن يترآه عالما عمداجاهال بوجوبه، وإما أن يكون لعذر يعتق

ول نة رس ا بس ليها إذا ذآره ه أن يص ا الناسي للصالة، فعلي اق / فأم ه، باتف لم المستفيضة عن ه وس اهللا صلى اهللا علية لم . األئم ه وس ال صلى اهللا علي ا ( : ق لها إذا ذآره يها، فليص ن صالة أو نس ام ع ن ن ا إال . م ارة له كال آف د ) ذل وق

ا طلعت الشمس السنة : استفاض في الصحيح وغيره د م أنه نام هو وأصحابه عن صالة الفجر في السفر فصلوها بع . والفريضة بأذان وإقامة

فعليه أن يعيد الصالة بطهارة بال نزاع، حتى لو آان الناسي إماما آان : وآذلك من نسي طهارة الحدث، وصلى ناسيا

ه أن يع ي علي د ف افعي وأحم ك والش اء، آمال ور العلم د جمه وا عن م يعلم أمومين إذا ل ى الم ادة عل د الصالة، وال إع ي . آما جرى لعمر وعثمان ـ رضي اهللا عنهما . المنصوص المشهور عنه

ه، والشافعي في أح روايتين عن د وأما من نسى طهارة الخبث، فإنه ال إعادة عليه في مذهب مالك وأحمد في أصح ال

ه م علي يا فال إث ه ناس ا نهى عن قوليه؛ ألن هذا من باب فعل المنهى عنه، وتلك من باب ترك المأمور به، ومن فعل ميا . بالكتاب والسنة د . آما جاءت به السنة فيمن أآل في رمضان ناس ة والشافعي وأحم ي حنيف وطرد . وهو مذهب أب

ه ذلك فيمن تكلم في الصالة ناسيا، ومن تطيب ول روايتين عن / . بس ناسيا، آما هو مذهب الشافعي وأحمد في إحدى ال . وآذلك من فعل المحلوف عليه ناسيا آما هو أحد القولين عن الشافعي وأحمد

. مثل من نسى الماء في رحله وصلى بالتيمم، وأمثال ذلك ليس هذا موضع تفصيلها : وهنا مسائل تنازع العلماء فيها

ألة وأما من تر ذه المس ه، فه ة علي م أن الصالة واجب م يعل ك الصالة جاهال بوجوبها مثل من أسلم في دار الحرب، ول

: وجهان في مذهب أحمد . للفقهاء فيها ثالثة أقوال

. وهو قول الشافعي، وأحد الوجهين في مذهب أحمد . عليه اإلعادة مطلقا : أحدها

ل، . آها بدار اإلسالم دون دار الحرب عليه اإلعادة إذا تر : والثانى ة؛ ألن دار الحرب دار جه ى حنيف وهو مذهب أب . يعذر فيه، بخالف دار اإلسالم

. وهو الوجه الثانى في مذهب أحمد، وغيره . ال إعادة عليه مطلقا : والثالث

وال في مذهب المكلف قبل بلوغ ال/أن حكم الشارع، هل يثبت في حق : وأصل هذين الوجهين خطاب له، فيه ثالثة أق

: أحمد، وغيره

. يثبت مطلقا : أحدها

. ال يثبت مطلقا : والثانى

. يثبت حكم الخطاب المبتدأ دون الخطاب الناسخ، آقضية أهل قباء، وآالنزاع المعروف في الوآيل إذا عزل : والثالث . فهل يثبت حكم العزل في حقه قبل العلم

ه . وعلى هذا، لو ترك الطهارة الواجبة لعدم بلوغ النص ين ل مثل أن يأآل لحم اإلبل وال يتوضأ، ثم يبلغه النص، ويتب

ا مضى ادة م ه إع نص، فهل علي ا ؟ وجوب الوضوء، أو يصلي في أعطان اإلبل ثم يبلغه، ويتبين له ال والن هم ه ق في . روايتان عن أحمد

. ثم يتبين له وجوب الوضوء من مس الذآر ونظيره أن يمس ذآره ويصلي،

ذبين { : والصحيح في جميع هذه المسائل عدم وجوب اإلعادة؛ ألن اهللا عفا عن الخطأ والنسيان، وألنه قال ا مع ا آن وم

م يثبت . ] 15 : اإلسراء [ } حتى نبعث رسوال ين، ل م فمن لم يبلغه أمر الرسول في شيء مع ذا ل ه؛ وله ه علي م وجوب حكد واحد التمرغ ـ أن يعي ار ب ر، وصلى عم م يصل عم ا فل ا أجنب ارا ـ لم لم عمر وعم ه وس ي صلى اهللا علي أمر النب ي

أمر من أآل من الصحابة م ي ذلك ل ا ال يصلي، وآ منهما، وآذلك لم يأمر أبا ذر باإلعادة لما آان يجنب ويمكث أيامم حتى يتبين له الحبل األبيض م وغ النسخ له ن الحبل األسود بالقضاء، آما لم يأمر من صلى إلى بيت المقدس قبل بل

. بالقضاء

اب ى وجوب القضاء ] المستحاضة [ : ومن هذا الب ا، فف ا عدم وجوب الصالة عليه دة ال تصلى العتقاده إذا مكثت م : عليها قوالن

دهما ا : أح ادة عليه ك وغ . ال إع ل عن مال ا نق لم آم ه وس ى صلى اهللا علي ت للنب ي قال ره؛ ألن المستحاضة الت ى : ي إن

ا بقضاء صالة م يأمره حضت حيضة شديدة آبيرة منكرة منعتنى الصالة والصيام، أمرها بما يجب في المستقبل، ول . الماضى

غ وادى ـ من يبل ر الب ه وقد ثبت عندى بالنقل المتواتر أن في النساء والرجال بالبوادى ـ وغي م أن الصالة علي وال يعل

رة، : صلى، تقول : واجبة، بل إذا قيل للمرأة رأة الكبي ه ال يخاطب بالصالة إال الم حتى أآبر وأصير عجوزة، ظانة أنيهم / وفى أتباع الشيوخ . آالعجوز ونحوها يهم، فهؤالء ال يجب عل ة عل طوائف آثيرون ال يعلمون أن الصالة واجب

. آانوا آفارا، أو آانوا معذورين بالجهل : وات، سواء قيلفي الصحيح قضاء الصل

د ا بال وضوء، أو ال يعتق وآذلك من آان منافقا زنديقا يظهر اإلسالم ويبطن خالفه، وهو ال يصلي، أو يصلي أحياناء د جمهور العلم ه عن ه ال قضاء علي ه وصلى، فإن اب من نفاق د ال . وجوب الصالة، فإنه إذا ت د والمرت ان يعتق ذي آ

ك اء ـ آمال د جمهور العلم ردة عن ه حال ال وجوب الصالة، ثم ارتد عن اإلسالم، ثم عاد، ال يجب عليه قضاء ما ترآن د اهللا ب لم ـ آعب ه وس ي صلى اهللا علي وأبي حنيفة وأحمد في ظاهر مذهبه ـ فإن المرتدين الذين ارتدوا على عهد النب

دون . الكفر مدة ثم أسلموا، ولم يأمر أحدا منهم بقضاء ما ترآوهسعد بن أبى سرح، وغيره ـ مكثوا على ذلك المرت وآ . على عهد أبى بكر لم يؤمروا بقضاء صالة، وال غيرها

ة، وأما من آان عالما بوجوبها وترآها بال تأويل حتى خرج وقتها الموقت، فهذا يجب عليه القضاء عند األئمة األربع

رك الصوم وذهب طائفة ـ منهم ابن يمن ت الوا ف ذلك ق حزم وغيره ـ إلى أن فعلها بعد الوقت ال يصح من هؤالء، وآ . واهللا ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم . متعمدا

ننها ه، هل يصليها بس وهل تقضى في ؟ أم الفريضة وحدها ؟ وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن رجل عليه صلوات آثيرة فاتت

؟ سائر األوقات من ليل أو نهار

: فأجاب

ا ة الفوائت فقضاء السنن معه ا مع قل ل، وأم ا بالنواف ى من االشتغال عنه رة أول ى قضاء الفوائت الكثي المسارعة إلين، قضوا السنة . حسن ام حن ام هو وأصحابه عن الصالة ـ صالة الفجر ـ ع ا ن لم لم ه وس ي صلى اهللا علي فإن النب

ات؛ . دق قضى الفرائض بال سننولما فاتته الصالة يوم الخن . والفريضة ع األوق والفوائت المفروضة تقضى في جمي . واهللا أعلم . ) من أدرك رآعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس فليصل إليها أخرى ( : فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال

؟ أم القضاء ؟ أيما أفضل صالة النافلة : وسئل

: فأجاب

. قضاء واجب، فاالشتغال به أولى من االشتغال بالنوافل التي تشغل عنه إذا آان عليه

ذآرها إال وهو في فرض العصر في : وسئل شيخ اإلسالم م ي م ل لم، ث عن رجل صلى رآعتين من فرض الظهر فس ؟ فماذا يصنع . رآعتين منها في التحيات

: فأجاب

ى أن . ى الظهرإن آان مأمومـا، فإنه يتم العصر، ثم يقض وفى إعادة العصر قوالن للعلماء، فإن هذه المسألة مبنية علصالة الظهر بطلت بطول الفصل، والشروع في غيرها، فيكون بمنزلة من فاتته الظهر، ومن فاتته الظهر وحضرت

. ماءفيه قوالن للصحابة والعل ؟ جماعة العصر، فإنه يصلي العصر، ثم يصلي الظهر، ثم هل يعيد العصر

. يعيدها، وهو مذهب أبى حنيفة، ومالك، والمشهور في مذهب أحمد : أحدهما

ا . ال يعيد، وهو قول ابن عباس، ومذهب الشافعي، واختيار جدي : والثاني ان آم ومتى ذآر الفائتة في أثناء الصالة آآأبي . الحاضرة تجزئة عند جمهور العلماءلو ذآر قبل الشروع فيها، ولو لم يذآر الفائتة حتى فرغت الحاضرة، فإن

. واهللا أعلم . وأما مالك، فغالب ظني أن مذهبه أنها ال تصح . حنيفة والشافعي وأحمد

ة : عن رجل فاتته صالة العصر : وسئل ـ رحمه اهللا ـ د أقيمت، فهل يصلي الفائت ـد المغرب ق ى المسجد فوج فجاء إل ؟ قبل المغرب أم ال

: بفأجا

د المغرب ة، ولكن هل يعي اق األئم ه ؟ الحمد هللا رب العالمين، بل يصلي المغرب مع اإلمام، ثم يصلي العصر باتف في

. قوالن

. يعيد، وهو قول ابن عمر، ومالك، وأبي حنيفة، وأحمد في المشهور عنه : أحدهما

د ال يعيد المغرب، وهو قول ابن عباس، وقول الشاف : والثاني إن . عي، والقول اآلخر في مذهب أحم اني أصح، ف والث . واهللا أعلم . اهللا لم يوجب على العبد أن يصلي الصالة مرتين، إذا اتقى اهللا ما استطاع

ـو ال يسمع آالم : وسئل ـ رحمه اهللا ـ ه قضاء /عن رجل دخل الجامع والخطيب يخطب، وه ذآر أن علي ب، ف الخطي

؟ الوقت، فهل يجوز ذلك أم الصالة فقضاها في ذلك

: فأجاب

ت، إذا ك الوق ه أن يقضيها في ذل ة يسمع الخطيب أو ال يسمعه، فل ة وهو في الخطب الحمد هللا، إذا ذآر أن عليه فائتة ال اء؛ ألن النهي عن الصالة وقت الخطب د جمهور العلم ه عن ك واجب علي ل ذل أمكنه القضاء، وإدراك الجمعة، ب

ي عن الفريضة، والفائتة مفروضة في أصح قولي العلماء، بل ال يتناول تحية المسجد، فإن النبي صلى اهللا يتناول النه . ) إذا دخل أحدآم المسجد واإلمام يخطب فال يجلس حتى يصلي رآعتين ( : عليه وسلم قال

ه صلى اهللا لم وأيضا، فإن فعل الفائتة في وقت النهي ثابت في الصحيح؛ لقول ه وس ة من الفجر ( : علي من أدرك رآع

. ) قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الفجر

ة و حنيف ه أب وقد تنازع العلماء فيما إذا ذآر الفائتة عند قيامه إلى الصالة، هل يبدأ بالفائتة وإن فاتته الجمعة ـ آما يقولد و ول الشافعي وأحم ا يق ا ـ أو يصلي الجمعة ثم يصلي الفائتة ـ آم را ؟ غيرهم ة ظه ادة الجمع ه إع م هل علي ى ؟ ث عل

. قولين، هما روايتان عن أحمد

ل / أن الترتيب في قضاء الفوائت واجب في الصلوات : وأصل هذا القليلة، عند الجمهور آأبي حنيفة ومالك وأحمد، برة ة والكثي روايتين في القليل زاع في حد القل . يجب عنده في إحدى ال نهم ن ى وبي ذلك يجب قضاء الفوائت عل ل، وآ ي

. الفور عندهم، وآذلك عند الشافعي إذا ترآها عمدا في الصحيح عندهم بخالف الناسي

ا إال ( : واحتج الجمهور بقول النبي صلى اهللا عليه وسلم ارة له ا ال آف يها، فليصلها إذا ذآره ام عن صالة أو نس من ن . ) تهافإن ذلك وق ( : وفى لفظ . ) ذلك

د ؟ واختلف الموجبون للترتيب، هل يسقط بضيق الوقت ان عن أحم ا روايت ولين، هم ى ق ه . عل ه أن لكن أشهرهما عن

ك . يسقط الترتيب، آقول أبي حنيفة وأصحابه ول مال ذلك هل يسقط بالنسيان . واألخرى ال يسقط، آق زاع ؟ وآ ه ن في . نحو هذا

ذا الوقت هو وإذا آانت المسارعة إلى قض ل ه ك في مث أن فعل ذل اء الفائتة، وتقديمها على الحاضرة بهذه المزية، آ

. الواجب، وأما الشافعي فإذا آان يجوز تحية المسجد في هذا الوقت، فالفائتة أولى بالجواز، واهللا أعلم : وقال شيخ اإلسالم ـ رحمه الله

اللباس في الصالة في : فصــل

اء ] اللباس في الصالة [ في ذي يسميه الفقه ورة في الصالة [ : ، وهو أخذ الزينة عند آل مسجد، ال اب ستر الع إن . ] ب فا يستر في طائفة من الفقهاء ظنوا أن الذي يستر في الصالة هو الذي يستر عن أعين الناظرين وهو العورة، وأخذ م

وبهن ولا يبدين زينت { : الصالة من قوله ى جي رهن عل ربن بخم ا وليض ور [ } هن إلا ما ظهر منه ال ] 31 : الن م ق ا { : ث ول . ] 31 : النور [ اآلية } إلا لبعولتهن { ـ يعني الباطنة ـ } يبدين زينتهن

ال د : فق ي الصالة أن تب ا ف ة يجوز له ة الظاهرة، دون الباطن ى . ي الزين ة الظاهرة عل ي الزين ازعوا ف د تن والسلف ق

اب : قولين؛ فقال ابن مسعود ومن وافقه ه . هي الثي اس ومن وافق ن عب ال اب ل الكحل : وق دين، مث هي في الوجه واليا : يلفق . وعلى هذين القولين تنازع الفقهاء في النظر إلى المرأة األجنبية . والخاتم ى وجهه ر شهوة إل يجوز النظر لغي

إن آل : وقيل/ . ويديها، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي،وقول في مذهب أحمد د، ف ال يجوز، وهو ظاهر مذهب أحم . شيء منها عورة حتى ظفرها، وهو قول مالك

ر ظاهرة، : أن الله جعل الزينة زينتين : وحقيقة األمر ة غي ر زينة ظاهرة، وزين ا الظاهرة لغي داء زينته ا إب وجوز له

ديها، ا وي ري الرجل وجهه الزوج، وذوي المحارم، وآانوا قبل أن تنزل آية الحجاب آان النساء يخرجن بال جلباب يا م لم اره، ث ا إظه ه يجوز له ا؛ ألن ذ ـ يجوز النظر إليه وآان إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وآان ـ حينئ

ه ـ زل الل ه أن ة الحجاب بقول ن { : عز وجل ـ آي يهن م دنين عل ؤمنين ي اء الم ك ونس ك وبنات ل لأزواج ي ق ا النب ا أيه يع ] 95 : األحزاب [ } جلابيبهن أرخي الستر، ومن ، حجب النساء عن الرجال، وآان ذلك لما تزوج زينب بنت جحش، فالوا النساء ر ـ ق ؤمنين، : أن ينظرن، ولما اصطفي صفية بنت حيي بعد ذلك ـ عام خيب ا فهي من أمهات الم إن حجبه

. وإال فهي مما ملكت يمينه، فحجبها

بهن ـ يهن من جالبي دنين عل ؤمنين أن ي ه ونساء الم فلما أمر الله أال يسألن إال من وراء حجاب، وأمر أزواجه وبناتذي . الرداء، وتسميه العامة اإلزار : هو المالءة، وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره ] الجلباب [ و ر ال وهو اإلزار الكبي

ره . يغطي رأسها وسائر بدنها د وغي و عبي وق رأسها فال تظهر إال : وقد حكي أب ه من ف ا تدني ا،ومن جنسه /أنه عينهئال أن ا : وفي الصحيح . فكن النساء ينتقبن : النقاب اب ل لمحرمة ال تنتقب، وال تلبس القفازين، فإذا آن مأمورات بالجلب

ا ب، فم يعرفن، وهو ستر الوجه، أو ستر الوجه بالنقاب، آان الوجه واليدان من الزينة التي أمرت أال تظهرها لألجان . آر أول األمرينبقي يحل لألجانب النظر إال إلى الثياب الظاهرة، فابن مسعود ذآر آخر األمرين وابن عباس ذ

ا ] 31 : النور [ } أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن { : وعلى هذا فقوله ة لمملوآه ة الباطن دي الزين ا أن تب ى أن له دل عل . ، ي

ره : وفيه قوالن د وغي ن المسيب، ورجحه أحم ل . قيل المراد اإلماء، واإلماء الكتابيات، آما قاله اب وك : وقي هو الممل . الرجل، آما قاله ابن عباس وغيره، وهو الرواية األخري عن أحمد

ة ى مخاطب ا محتاجة إل فهذا يقتضي جواز نظر العبد إلى موالته، وقد جاءت بذلك أحاديث، وهذا ألجل الحاجة؛ ألنه

ذا عبدها، أآثر من حاجتها إلى رؤية الشاهد والمعامل والخاطب، فإذا جاز نظر أو لئك، فنظر العبد أولي،وليس في هيس . ما يوجب أن يكون محرما يسافر بها ا، فل آغير أولي اإلربة؛ فإنهم يجوز لهم النظر، وليسوا محارم يسافرون به

ا، وال و به ان ال يخل ا للحاجة، وإن آ دها ينظر إليه ل عب ا، ب وة به ا، وال الخل آل من جاز له النظر جاز له السفر بها . ) ال تسافر امرأة إال مع زوج، أو ذي محرم ( : فإنه لم يدخل في قوله اهللا تعالي/يسافر بها ه أن يتزوجه فإنه يجوز ل

ن ال اب ذا ق د؛ وله ى التأبي ه عل ا، والمحرم من تحرم علي ق أخته ا إذا طل إذا عتق، آما يجوز لزوج أختها أن يتزوجه . سفر المرأة مع عبدها ضيعة : عمر

ة فاآلية رخص ه إال ذوي المحارم، وذآر في اآلي يس في رهم، وحديث السفر ل ت في إبداء الزينة لذوي المحارم وغي

احتراز عن النساء : قال } أو نسائهن { : وقوله . نساءهن، أو ما ملكت أيمانهن، وغير أولي اإلربة، وهي ال تسافر معهمة للمسلمة . المشرآات ى فال تكون المشرآة قابل دخلن عل ات ي د آن النسوة اليهودي ام، لكن ق دخل معهن الحم ، وال ت

يس عائشة وغيرها، فيرين وجهها ويديها، بخالف الرجال، فيكون هذا في الزينة الظاهرة في حق النساء الذميات، ولان ذا آ اره؛ وله ا إظه ا يجوز له ة، ويكون الظهور والبطون بحسب م ا للذميات أن يطلعن على الزينة الباطن أقاربه

. تبدي لهن الباطنة، وللزوج خاصة ليست لألقارب

اطن ال الظاهر، ] 31 : النور [ } وليضربن بخمرهن على جيوبهن { : وقوله ، دليل على أنها تغطي العنق، فيكون من الب . ما فيه من القالدة وغيرها

في ستر العورة: فصـل

ال صلى اهللا فهذا ستر الن ا ق ساء عن الرجال، وستر الرجال عن الرجال، والنساء عن النساء في العورة الخاصة، آماحفظ عورتك إال عن ( : وآما قال ) ال ينظر الرجل إلى عورة الرجل، وال تنظر المرأة إلى عورة المرأة ( : عليه وسلم

ال ؟ بعضهم في بعض فإذا آان القوم : قلت . ) زوجتك أو ما ملكت يمينك ا ( : ق ا أحد فال يراه ، ) إن استطعت أال يرينهه ( : قال ؟ فإذا آان أحدنا خاليا : قلت وب واحد، . ) فالله أحق أن يستحيي من ى الرجل في ث ونهى أن يفضي الرجل إل

نهم مروهم بالصالة لسبع، و ( : والمرأة إلى المرأة في ثوب واحد، وقال عن األوالد وا بي اضربوهم عليها لعشر، وفرق . ، فنهى عن النظر واللمس لعورة النظير؛ لما في ذلك من القبح والفحش ) في المضاجع

وع ثالث ذان نوعان، وفي الصالة ن اح، فه و صلت وحدها . وأما الرجال مع النساء، فألجل شهوة النك رأة ل إن الم ف

يس آانت مأمورة باالختمار، وفي غير الصالة ي ه، فل جوز لها آشف رأسها في بيتها، فأخذ الزينة في الصالة لحق اللو ا، ول ة في /ألحد أن يطوف بالبيت عريان م أن أخذ الزين ان وحده، فعل و آ ا ول ل، وال يصلي عريان ان وحده باللي آ

. الصالة لم يكن ليحتجب عن الناس، فهذا نوع ، وهذا نوع

: ما يجوز إبداؤه في غير الصالة، وقد يبدي في الصالة ما يستره عن الرجال وحينئذ، فقد يستر المصلي في الصالة

ه . مثل المنكبين : فاألول ه من ى عاتق يس عل وب الواحد، ل فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل في الثمرأة الحرة تختمر في الصالة، آما ويجوز له آشف منكبيه للرجال خارج الصالة، وآذلك ال . فهذا لحق الصالة . شيء

لم ار ( : قال النبي صلى اهللا عليه وس ه صالة حائض إال بخم ل الل د ذوي ) ال يقب ا، وال عن د زوجه وهي ال تختمر عن . محارمها، فقد جاز لها إبداء الزينة الباطنة لهؤالء، وال يجوز لها في الصالة أن تكشف رأسها، لهؤالء وال لغيرهم

ل : ذلكوعكس ان قبي ا آ ولين ـ بخالف م ى أصح الق ك لألجانب ـ عل دي ذل ا أن تب يس له دمان، ل الوجه واليدان والق

وأما ستر ذلك في الصالة، فال يجب باتفاق المسلمين بل يجوز لها إبداؤهما في الصالة . النسخ، بل ال تبدي إال الثيابد . وهو إحدي الروايتين عن أحمدعند جمهور العلماء، آأبي حنيفة والشافعي وغيرهما، داؤه عن فكذلك القدم يجوز إب

ا { : قالت . فإن عائشة جعلته من الزينة الظاهرة . أبي حنيفة، وهو األقوي ر منه ا ظه ا م تهن إل دين زين ا يب ور [ } ول : النتخ [ : ، قالت ] 31 ق ] الف ر /حل اتم . جلينمن فضة تكون في أصابع ال ي ح ن أب ى أن النساء آن . رواه اب ل عل ذا دلي فه

يظهرن أقدامهن أوال، آما يظهرن الوجه واليدين، آن يرخين ذيولهن، فهي إذا مشت قد يظهر قدمها، ولم يكن يمشين ه حرج عظيم لمة قالت . في خفاف وأحذية، وتغطية هذا في الصالة في ابغ، يغ : وأم س وب س رأة في ث طي تصلي الم

. فهي إذا سجدت قد يبدو باطن القدم . ظهر قدميها

ا، ذي يسترها إذا آانت في بيته اب ال بس الجلب ا في الصالة أن تل يس عليه ه ل وبالجملة، قد ثبت بالنص واإلجماع أن

ل ا . وإنما ذلك إذا خرجت ا آن يمشين أوال قب دماها، آم داها وق ا وي ألمر وحينئذ، فتصلي في بيتها، وإن رؤي وجهه . بإدناء الجالبيب عليهن، فليست العورة في الصالة مرتبطة بعورة النظر، ال طردا وال عكسا

ل : وابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ لما قال م يق اب، ل ذا : الزينة الظاهرة هي الثي ل ه ا، ب ى ظفره ا عورة حت ا آله إنه

اظ الرسول، ] باب ستر العورة [ : ون ذلكقول أحمد، يعني أنها تشترط في الصالة، فإن الفقهاء يسم ذا من ألف يس ه ولالي ال تع ل ق و عورة، ب جد { : وال في الكتاب والسنة أن ما يستره المصلي فه ل مس د آ تكم عن ذوا زين ي آدم خ ا بن } ي

ي ، ونهى النبي صلى اهللا عليه وسلم أن يطوف بالبيت عري ] 31 : األعراف [ ا؛ فالصالة أول وسئل عن الصالة في . اناتزر ( : وقال في الثوب الواحد/ . ) ؟ أو لكلكم ثوبان ( : فقال . الثوب الواحد ان ضيقا ف ه، وإن آ التحف ب عا ف إن آان واس

. ونهى أن يصلي الرجل في ثوب واحد ليس على عاتقه منه شيء . ) به

ى : الصالة بستر العورة فهذا دليل على أنه يؤمر في ا عل إذا قلن ك، ف ى ذل ا للرجل النظر إل ره، وإن جوزن الفخذ وغيذا في جواز نظر : أحد القولين وهو إحدي الروايتين عن أحمد ورة، فه أن العورة هي السوأتان، وأن الفخذ ليست بع

ا عورة، أو الرجل إليها، ليس هو في الصالة والطواف، فال يجوز أن يصلي الرجل مكشوف الف ل هم خذين، سواء قيعا . وال يطوف عريانا . ال ان واس ه، وإن آ زر ب ان ضيقا ات ك، إن آ د من ذل بل عليه أن يصلي في ثوب واحد، والب

. التحف به، آما أنه لو صلى وحده في بيت آان عليه تغطية ذلك باتفاق العلماء

ك خالف، ومن وأما صالة الرجل بادي الفخذين، مع القدرة على اإل ذا ال يجوز، وال ينبغي أن يكون في ذل زار، فهره د وال غي ل أحم م يق ى : بني ذلك على الروايتين في العورة، آما فعله طائفة، فقد غلطوا، ول إن المصلي يصلي عل

. فهذا هذا ! ؟ آيف وأحمد يأمره بستر المنكبين فكيف يبيح له آشف الفخذ . هذه الحال اس، ال تجوز وقد اختلف ف/ ي وجوب ستر العورة، إذا آان الرجل خاليا، ولم يختلف في أنه في الصالة ال بد من اللب

الصالة عريانا مع قدرته على اللباس، باتفاق العلماء؛ ولهذا جوز أحمد وغيره للعراة أن يصلوا قعودا، ويكون إمامهم ن . وسطهم، بخالف خارج الصالة، وهذه الحرمة ال ألجل النظر ز ب وقد قال النبي صلى اهللا عليه وسلم في حديث به

اس ( : قال ؟ قلت يارسول الله، فإذا آان أحدنا خاليا : حكيم عن أبيه عن جده لما قال . ) فالله أحق أن يستحيي منه من الن . سبحانه فإذا آان هذا خارج الصالة، فهو في الصالة أحق أن يستحيي منه فتؤخذ الزينة لمناجاته ـ

ذا : ولهذا قال ابن عمر لغالمه نافع لما رآه يصلي حاسرا ال ؟ أرأيت لو خرجت إلى الناس آنت تخرج هك ال . ال : ق : ق

لم . فالله أحق من يتجمل له نا، : وفي الحديث الصحيح لما قيل له صلى اهللا عليه وس ه حس الرجل يحب أن يكون ثوب . ) إن الله جميل يحب الجمال ( : الفق . ونعله حسنا

وت، وهذا آما أمر المصلي بالطهارة والنظافة والطيب، فقد أمر النبي صلى اهللا عليه وسلم أن تتخذ المساجد في البي

رأة . وتنظف، وتطيب ذا أمرت . وعلى هذا، فيستتر في الصالة أبلغ مما يستتر الرجل من الرجل، والمرأة من الم ولهه / مرأة أن تختمر في الصالة، وأما وجهها ال ويداها وقدماها، فهي إنما نهيت عن إبداء ذلك لألجانب، لم تنه عن إبدائ

. للنساء، وال لذوي المحارم

بح آشف ا؛ ألجل الفحش، وق ي نهى عنه رأة، الت رأة مع الم فعلم أنه ليس من جنس عورة الرجل مع الرجل، والمذلكم أزآى { : ت الفاحشة، فكان النهى عن إبدائها نهيا عن مقدمات الفاحشة آما قال في اآليةالعورة؛ بل هذا من مقدما

ة ] 53 : األحزاب [ } ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن { : ، وقال في آية الحجاب ] 232 : البقرة [ } لكم ، فنهى عن هذا سدا للذريع . رة مطلقة ال في الصالة وال غيرها، فهذا هذاال أنه عو

ي صلى اهللا د النب وأمر المرأة في الصالة بتغطية يديها بعيد جدا، واليدان يسجدان آما يسجد الوجه، والنساء على عهت، ديها إذا عجنت وطحن رأة ي دي الم يهن، فتب عليه وسلم إنما آان لهن قمص، وآن يصنعن الصنائع، والقمص عل

دمان . ، ولو آان ستر اليدين في الصالة واجبا لبينه النبي صلى اهللا عليه وسلموخبزت ذلك الق ار . وآ ا أمر بالخم وإنمي صلى . فقط مع القميص، فكن يصلين بقمصهن وخمرهن وأما الـثوب التي آانت المرأة ترخيه وسألت عن ذلك النب

: وقول عمر بن أبي ربيعة . ) ذراع ال يزدن عليه ( : بدو سوقـهن، فقالإذن ت : فقلن ) شبرا ( : اهللا عليه وسلم، فقال

وعلى الغانيات جر الذيول** آتب القتل والقتال علينا

ال ذر، فق ده ( : فهذا آان إذا خرجن من البيوت؛ ولهذا سئل عن المرأة تجر ذيلها على المكان الق ا بع ره م ا . ) يطه وأمنها . م تكن تلبس ذلكفي نفس البيت، فل ك لستر السوق إذا خرجن، وهن ال يلبس آما أن الخفاف اتخذها النساء بعد ذل

دا الساق . إذن تبدو سوقهن : في البيوت؛ ولهذا قلن ين ب وق الكعب ان ف وب إذا آ ة الساق؛ ألن الث ان المقصود تغطي فك . عند المشي

د روي ا ( : وق زمن الحج اء يل روا النس ي ) لاع اء : يعن ن نس ت، وآ روج لزمت البي ي الخ ه ف ا تلبس ا م ن له م يك إذا ل

لم . المسلمين يصلين في بيوتهن ه وس ي صلى اهللا علي ال النب د ق ر ( : وق وتهن خي ه، وبي ه مساجد الل اء الل وا إم ال تمنعا ال . ولم يؤمرن مع القمص إال بالخمر، لم تؤمر بسراويل؛ ألن القميص يغني عنه ) لهن ا يغطي رجليه ؤمر بم م ت ول

ك، إذا . خف وال جورب، وال بما يغطي يديها ال بقفازين وال غير ذلك فدل على أنه ال يجب عليها في الصالة ستر ذلد روي . لم يكن عندها رجال أجانب م : وق ا وقميصها ل إذا وضعت خماره ة ف ة الباطن ى الزين ة ال تنظر إل أن المالئك

. ي في ذلك حديث عن خديجةينظر إليها ورو ه، / فهذا القدر للقميص، والخمار هو المأمور به لحق الصالة، آما يؤمر الرجل إذا صلى في ثوب واسع أن يلتحف ب

ام القميص وم مق ا يق . فيغطي عورته ومنكبيه، فالمنكبان في حقه آالرأس في حق المرأة، ألنه يصلي في قميص أو مازين وهو في اإلحرام ال يلبس بس القف رأة ال تنتقب وال تل ا أن الم ة، آم القميص والجب ه آ در ل ا يق ا . على بدنه م وأم

ل ره قي د، وغي والن في مذهب أحم ه آرأس الرجل، فال يغطي : رأسه فال يخمره، ووجه المرأة فيه ق ل . إن ه : وقي إنلم آيديه فال تغطي بالنقاب والبرقع ونحو ذلك، مما صنع على قدره، وهذا هو ه وس الصحيح؛ فإن النبي صلى اهللا علي

. لم ينه إال عن القفازين والنقاب

دي ا آي وآن النساء يدنين على وجوههن ما يسترها من الرجال، من غير وضع ما يجافيها عن الوجه، فعلم أن وجههدر الرجل، ويديها، وذلك أن المرأة آلها عورة آما تقدم، فلها أن تغطي وجهها ويديها، لكن ب اس المصنوع بق ر اللب غي

. والله ـ سبحانه وتعالي ـ أعلم . العضو، آما أن الرجل ال يلبس السراويل ويلبس اإلزار

؟ وسئل عن الصالة في النعل ونحوه

: فأجاب

ل هو مستحب؛ ل : أما الصالة في النعل ونحوه، مثل الجمجم، والمداس والزربول، وغير ذلك ا ثبت في فال يكره، ب مود ال يصلون في ( : وفي السنن عنه أنه قال . الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه آان يصلي في نعليه إن اليه

. فأمر بالصالة في النعال مخالفة لليهود . ) نعالهم فخالفوهم

. ستها، فال يصلي فيها حتى تطهروإذا علمت طهارتها لم تكره الصالة فيها باتفاق المسلمين، وأما إذا تيقن نجا

ر عذرة . لكن الصحيح أنه إذا دلك النعل باألرض طهر بذلك، آما جاءت به السنة، سواء آانت النجاسة عذرة، أو غيا بالسنة ا بالحجارة ثابت ه عنه ان إزالت ا آ بيلين، فلم ة الس و بمنزل ه، فه اة النجاسة ل فإن أسفل النعل محل تكرر مالق

. فكذلك هذا المتواترة،

وإذا شك في نجاسة أسفل الخف لم تكره الصالة فيه، ولو تيقن بعد الصالة أنه آان نجسا فال إعادة عليه في الصحيح، . وآذلك غيره آالبدن والثياب واألرض

؟ وسـئل عن لبس القباء في الصـالة، إذا أراد أن يدخل يديه في أآمامــه ، هل يكره أم ال

: جابفأ

ود، ابهة اليه ه من مش ا في روه؛ لم ل السدل المك الحمد لله، ال بأس بذلك، فإن الفقهاء ذآروا جواز ذلك، وليس هو مث . والله أعلم . فإن هذه اللبسة ليست من مالبس اليهود

؟ وسئل عن الفراء من جلود الوحوش، هل تجوز الصالة فيها

: فأجاب

د . ا جلد األرنب فتجوز الصالة فيه بال ريبالحمد لله، أم ه، وجل زاع، واألظهر جواز الصالة في ه ن ا الثعلب ففي وأم

. الضبع وآذلك آل جلد غير جلود السباع التي نهى النبي صلى اهللا عليه وسلم عن لبسها

؟ وسئل عن المرأة إذا ظهر شيء من شعرها في الصالة هل تبطل صالتها أم ال

: فأجاب

. إذا انكشف شيء يسير من شعرها وبدنها لم يكن عليها اإلعادة، عند أآثر العلماء، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد

. وإن انكشف شيء آثير، أعادت الصالة في الوقت، عند عامة العلماء ـ األئمة األربعة، وغيرهم ـ والله أعلم ؟ وظاهر قدمها مكشوف هل تصح صالتها وسئل عن المرأة إذا صلت

: فأجاب

. هذا فيه نزاع بين العلماء، ومذهب أبي حنيفة صالتها جائزة، وهو أحد القولين

: وقال ـ رحمه الله

] محبة الجمال [ في : فصـل

ه ق لم أن ه وس ه ( : الثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى اهللا علي ار أحد في قلب دخل الن ال يان ( : ، وفي رواية ) مثقال ذرة عن إيمان، وال يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من آبر ة من آ ال يدخل الجن

ال : فقال رجل ) في قلبه مثقال ذرة من آبر نا، فق ه حس نا، ونعل ه حس إن ( : يارسول الله، إن الرجل يحب أن يكون ثوب . ) الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس

ل من ) إن الله جميل يحب الجمال ( : فقوله قد أدرج فيه حسن الثياب التي هي المسؤول عنها، فعلم أن الله يحب الجمي

إن ( : ذي رواه الترمذي وهذا آقوله في الحديث ال . الناس، ويدخل في عمومه ـ بطريق الفحوي ـ الجميل من آل شيء . ) الله نظيف يحب النظافة

ا ( وقد ثبت عنه في الصحيح ل إال طيب ه طيب ال يقب ع، / ) إن الل ى استحباب التجمل في الجم ه عل ا يستدل ب ذا مم وه

ال : واألعياد، آما في الصحيحين اع في السوق فق ة تب و ا : أن عمر بن الخطاب رأي حل ه، ل ذه يارسول الل شتريت هال ؟ تلبسها ي اآلخرة ( : فق ه ف ذه من ال خالق ل بس ه ا يل ي . ) إنم ي السنن عن أب ا ف اب م ي حسن الثي ه ف ذا يوافق وه

ال : األحوص الجشمي ، قال ال ( : رآني النبي صلى اهللا عليه وسلم وعلى أطمار، فق ك من م ال : قلت ؟ ) هل ل م، ق : نع . ) فلتر نعمة الله عليك، وآرامته عليك ( : من آل ما آتاني الله، من اإلبل والشاء، قال : قلت ؟ ) من أي المال (

إن الله يحب أن يري أثر ( : قال رسول الله صلى اهللا عليه وسلم : وفيها عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال

ذا . ، وما في ذلك من شكره، وأنه يحب أن يشكر، وذلك لمحبة الجماللكن هذا لظهور نعمة الله ) نعمته على عبده وه

. . . . الحديث قد ضل قوم بما تأولوه، رأوه معارضا

الي ـ ه ـ تع ول الل ل؛ لق ه { : وآل مصنوع الرب جمي يء خلق ل ش ن آ ذي أحس د ] 7 : السجدة [ } ال فيحب آل شيء، وقوب، : قول بعض المشائخيستدلون ب ه /المحبة نار تحرق من القلب آل ما سوي مراد المحب رادة ل ا م ات آله . والمخلوق

ه، والنهى عن رة لل م يترآون الغي ا يصيب هؤالء أنه ل م وهؤالء يصرح أحدهم بإطالق الجمال في آل شيء، وأقون من الرضا بكل المنكر والبغض في الله، والجهاد في سبيله، وإقامة حدوده، وهم في ذلك متناقضون، إذ ال يتمكن

ا . موجود ه، وربم ن الل فإن المنكرات هي أمور مضرة لهم ولغيرهم، فيبقي أحدهم مع طبعه وذوقه وينسلخون عن ديى أو دخل أحدهم في االتحاد والحلول المطلق، وفيهم من يخص الحلول واالتحاد ببعض المخلوقات، آالمسيح، أو عل

. المشائخ والملوك والمردانغيرهما، أو

ة من النساء دين بحب الصور الجميل ل يت ك، ب فيقولون بحلوله في الصور الجميلة، ويعبدونها، ومنهم من ال يري ذلة ة المحرم ة الطبيعي بس المحب و، ويل األجانب، والمردان، وغير ذلك، ويري هذا من الجمال الذي يحبه الله، فحيبه ه

ل إن { ويجعل ما حرمه الله مما يقرب إليه بالمحبة الدينية، وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ق . ] 28 : األعراف [ } الله ال يأمر بالفحشاء

ال قد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن ا : واآلخرون قالوا لم ق ى ( : لنبي صلى اهللا عليه وس ه ال ينظر إل إن الل

امهم { : وقد قال ـ تعالي ـ عن المنافقين . ) صورآم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ك أجس تهم تعجب } وإذا رأيبل { : ، وقال تعالي ] 4 : المنافقون [ ا ق م أهلكن ا وآ ا ورئي ن أثاث م أحس رن ه ن ق ريم [ } هم م اث ] 74 : م ال من : ، واألث الم

ين أن . المنظر : والرئي . اللباس ونحوه واال، ليب ا، وأم انوا أحسن صورا، وأحسن أثاث بلهم آ فأخبر أن الذين أهلكهم قه أ ب ده وال يعب ع عن ك ال ينف ي صلى اهللا . ذل ال النب لموق ه وس ى ( : علي ي، وال لعجمي عل ى عجم ي عل ال فضل لعرب

. ) البذاذة من اإليمان ( : وفي السنن عنه أنه قال . ) عربي، وال ألبيض على أسود، وال ألسود على أبيض إال بالتقوي

دنيا، وحرم وأيضا ، فقد حرم علينا من لباس الحرير والذهب، وآنية الذهب والفضة، ما هو من أعظم الج ال في ال ممن جر ( : الله الفخر والخيالء، واللباس الذي فيه الفخر والخيالء، آإطالة الثياب، حتى ثبت في الصحيح عنه أنه قال

ه . ) ثوبه خيالء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ه صلى اهللا علي رة أن رسول الل ي هري ومثل ذلك ما في الصحيح عن أبه . ) ال ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ( : وسلم قـال ي صلى اهللا علي ن عمر أن النب وفي الصحيح عن اب . ) بينما رجل يجر إزاره من الخيالء، خسف به، فهو يتجلجل في األرض إلى يوم القيامة ( : وسلم قال

ه يا بني آدم قد أنزلنا علي { : وقال تعالي ات الل ن آي ك م ر ذل ك خي وى ذل اس التق ا ولب وءاتكم وريش واري س ا ي } كم لباس

ك ] 26 : األعراف [ ر من ذل الي . ، فأخبر أن لباس التقوي خي ال تع ر { : وق ام غي ي الخص و ف ة وه ي الحلي أ ف ن ينش أومين ارون ] 18 : الزخرف [ } مب ي حق ق الي ف ال تع ه { : ، وق ي زينت ه ف ى قوم رج عل الوا . ] 79 : القصص [ } فخ اب : ق بثي

: رأي رسول الله صلى اهللا عليه وسلم على ثوبين معصفرين، فقال : ولهذا ثبت عن عبد الله بن عمرو قال . األرجوان . ) أحرقهما ( : أغسلهما، قال : قلت . ) كفار، فال تلبسهماإن هذه من ثياب ال (

راء رة الحم ا جاء النهى عن الميث رة، آم ن الخطاب . ولهذا آره العلماء األحمر المشبع حم ال عمر ب ذه : وق دعوا ه

روجهم قل للمؤمن { : وقال تعالي . واآلثار في هـذا ونحوه آثيرة . البراقات للنساء وا ف ارهم ويحفظ ن أبص } ين يغضوا ملم ] 31، 30 : النور [ } وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون { : إلى قوله ه وس ي صلى اهللا علي ، وقال النب

ال ه ق د الل ن عب ر ب ال : في الحديث الصحيح عن جري أة، فق لم عن نظرة الفج ه وس ه صلى اهللا علي : سألت رسول الل . ) ياعلي، ال تتبع النظرة النظرة، فإنما لك األولي، وليست لك اآلخرة ( : وفي السنن أنه قال لعلي . ) اصرف بصرك (

ى ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا { : وقد قال تعالي ر وأبق } به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خي

ال ] 131 : طه [ ض جن { : ، وق يهم واخف زن عل نهم وال تح ا م ه أزواج ا ب ا متعن ى م ك إل دن عيني ؤمنينال تم ك للم } احاء { : ، وقال ] 88 : الحجر [ ن النس ه } زين للناس حب الشهوات م ى قول د { : إل وا عن ذين اتق م لل ن ذلك ر م ئكم بخي ل أؤنب ق

ه من ] 15، 14 : عمرانآل [ } ربهم جنات تجري من تحتها األنهار ا ذم ه لم الي ـ مع ذم ال تع ة ـ /، وقد ق ذه الزين : هوا ف { ذين آمن ي لل ل ه رزق ق ن ال ات م اده والطيب رج لعب ي أخ ه الت ة الل رم زين ن ح وم قل م ة ي دنيا خالص اة ال ي الحي

. ] 32 : األعراف [ } القيامة

ا : فنقول ل م ك، هو مث اعلم أن ما يصفه النبي صلى اهللا عليه وسلم من محبته لألجناس المحبوبة، وما يبغضه من ذل

ى ده عل ا يع ر م ك نظي ا أصل األمر والنهي، وذل بغض هم إن الحب وال ك، ف يأمر به من األفعال، وينهى عنه من ذله وبغضه األعمال الحسنة من الثواب، و ده وحب ه ووعده ووعي يتوعد به على األعمال السيئة من العقاب، فأمره ونهي

. . . . وثوابه وعقابه آل ذلك من

ر شعبها إن من أآب دين وفروعه، ف ا بأصول ال ر موضع لتعلقه وقد بسطنا الكالم على ما يتعلق بهذه القاعدة في غيه أهل . لملةفي فساق أهل ا ] مسألة األسماء واألحكام [ ا يقول وهل يجتمع في حق الشخص الواحد الثواب والعقاب، آم

ك ة ؟ السنة والجماعة، أم ال يجتمع ذل ه جمهور الخوارج والمعتزل ا يقول ا من . آم وهل يكون الشيء الواحد محبوبم من ؟ وجه، مبغوضا من وجه، محمودا من وجه، مذموما من وجه ك أهل العل ين، وقد تنازع في ذل اء والمتكلم الفقه

ان /والتعارض بين النصوص، إنما هو لتعارض المقتضي للحمد والذم من الصفات . وغيرهم ذا آ ذلك؛ وله ة ب القائم . هذا الجنس موجبا للفرقة والفتنة

ار، دوه في الن د، فخل م فأول مسألة فرقت بين األمة مسألة الفاسق الملي، فأدرجته الخوارج في نصوص الوعي لكن ل

يحكموا بكفره، فلو آان شيء خيرا محضا لم يوجب فرقة، ولو آان شرا محضا لم يخف أمره، لكن الجتماع األمرين . فيه أوجب الفتنة

ا ] مسألة القدر [ وآذلك ه عنه ي نهى الل ة الت ال الواقع ا : التي هي من جملة فروع هذا األصل فإنه اجتمع في األفع أنه

ة مبغوضة مرادة له ل ل ممقوت ه ب ة ل يئته؛ . كونها من الموجودات، وأنها غير محبوب دون مش ات ب أثبتوا وجود الكائن فرحمن ه يحب أن يعصي : ولهذا لما قال غيالن القدري لربيعة بن أبي عبد ال ه،أتري الل ة، نشدتك الل ه ؟ ياربيع ال ل فق

ه . رافكأنه ألقمه حج ؟ أفتري الله يعصي قسرا : ربيعة ول ل درة، : يق لبته اإلرادة والق ة المعاصي، فس ه عن محب نزهت . وجعلته مقهورا مقسورا

ه : وقال من عارض القدرية ا لل بل آل ما أراده فقد أحبه ورضيه، ولزمهم أن يكون الكفر والفسوق والعصيان محبوب

. مرضيا

م يرضه، إال إذا : فإنه لم يرده، وربما قالوا/ به من الحسنات يأمر بما ال يريد، وآل ما أمر : وقالوا أيضا ه ول ولم يحب . ولكن أمر به وطلبه : قالوا . وجد

روا ؟ هل يكون طلب وإرادة واستدعاء بال إرادة وال محبة وال رضي : فقيل لهم فأولئك . هذا جمع بين النقيضين، فتحي

ه من سلبوا الرب خلقه وقدرته وإرادته العا ره ونهي ا تضمنه أم ة وم ه الديني مة، وهؤالء سلبوه محبته ورضاه وإرادتوا أن . ذلك م يثبت ا، فهؤالء ل ا معاقب ا وإم ا مثاب ل إم ا، ب فكما أن األولين لم يثبتوا أن الشخص الواحد يكون مثابا معاقب

. د محبوب، وإما غير مراد وال محبوبالفعل الواحد يكون مرادا من وجه دون وجه، مرادا غير محبوب، بل إما مرا

ل، ل الفع درة واحدة تكون قب ه إال ق وا ل م يثبت وق، فأولئك ل وآما تفرقوا في صفات الخالق، تفرقوا في صفات المخلوا . وهؤالء لم يثبتوا له إال قدرة واحدة تكون مع الفعل ل، وهؤالء نف ا يكون الفع ي به ة الت درة الكوني وا الق أولئك نف

] مسألة تكليف ما ال يطاق [ رة الدينية التي بها يأمر الله العبد وينهاه، وهذا من أصول تفرقهم في القد

در نهم ـ تثبت . وانقسموا إلى قدرية مجوسية، تثبت األمر والنهي، وتنفي القضاء والق ة مشرآية ـ شر م ي قدري وإلك بعض ذل ا وإ . القضاء والقدر، وتكذب باألمر والنهي، أو ب ك تناقض ري ذل األمر، لكن ت ة إبليسية تصدق ب ي قدري ل

. شأن عامة ما تتعارض فيه األسباب والدالئل/ مخالفا للحق والحكمة، وهذا

تجد فريقا يقولون بهذا دون هذا، وفريقا بالعكس، أو األمرين، فاعتقدوا تناقضهما، فصاروا متحيرين، معرضين عن ارة التصديق بهما جميعا، ومتناق ذا ت ائل . ضين مع هذا تارة، ومع ه ادات، ومس ذا تجده في مسائل الكالم واالعتق وه

ك من ر ذل الي ـ وغي ه ـ تع ائل الصفات، وآالم الل اإلرادة والعبادات؛ آمسألة السماع الصوتي، ومسألة الكالم، ومس . المسائل

اثلين ين المتم ه ي . وأصل هذا آله هو العدل بالتسوية ب إن الل ول ف اب { : ق م الكت ا معه ات وأنزلن لنا بالبين لنا رس د أرس لقوقد بسطنا القول في ذلك، وبينا أن العدل جماع الدين والحق والخير آله . ] 25 : الحديد [ } والميزان ليقوم الناس بالقسط

ل من آل وجه والعدل الحقيقي قد . في غير موضع ه؛ لكون التماث ا العمل ب يكون متعذرا أو متعسرا، إما علمه، وإمي؛ ة المثل ه، وهي الطريق دل، وأقرب إلي ان أشبه بالع ا آ ك م غير متمكن، أو غير معلوم، فيكون الواجب في مثل ذل

. ] 152 : األنعام [ } كلف نفسا إال وسعهاوأوفوا الكيل والميزان بالقسط ال ن { : ولهذا قال ـ سبحانه ـ هل في ترك ذلك أجر أم : وسئل عن المتنزه عن األقمشة الثمينة مثل الحرير والكتان المتغالي في تحسينه وما ناسبها

. أفتونا مأجورين ؟ ال

: فأجاب

ه الحمد لله رب العالمين، أما ما حرمه الله و ى فعل ا يعاقب عل ه، آم ى ترآ د ثبت . رسوله آالحرير، فإنه يثاب عل وقال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي رة ( : عن النب ي اآلخ ه ف م يلبس دنيا، ل ي ال ر ف بس الحري ن يل ر . ) م ال عن الحري وق

. ) هذا حرام على ذآور أمتي حل إلناثها ( : والذهب

ترك فضولها، وهو ما ال يحتاج إليه لمصلحة دينه، آما أن اإلسراف في المباحات منهى فيثاب على : وأما المباحاتا { : عنه، آما قال تعالي ك قوام ان [ } والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وآان بين ذل الي عن ] 67 : الفرق ال تع ، وق

يم إن { : أصحاب النار ة [ } هم آانوا قبل ذلك مترفين وآانوا يصرون على الحنث العظ الي ] 46، 45 : الواقع ال ـ تع ، وقورا { :ـ ا محس د ملوم ط فتقع ل البس طها آ ك وال تبس الي ـ ] 29 : اإلسراء [ } وال تجعل يدك مغلولة إلى عنق ال ـ تع : ، وقه وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل وال تبذر تبذيرا إن المبذرين آانوا إخ { يطان لرب ان الش ياطين وآ وان الش

. ] 27، 26 : اإلسراء [ } آفورا

اح د المب رك فضولها هو من الزه دوان المحرم، وت ا . واإلسراف في المباحات هو مجاوزة الحد، وهو من الع وأمان والقطن، بس الكت اء، أو ل ز، أو شرب الم االمتناع من فعل المباحات مطلقا آالذي يمتنع من أآل اللحم، وأآل الخب

اد وال يلبس إال الصوف، ويمتنع من نكاح النساء، ويظن أن هذا من الزهد المستحب، فهذا جاهل ضال من جنس زهالي ـ . النصاري ه ـ تع ال الل ه ال يح { : ق دوا إن الل م وال تعت ه لك ل الل ا أح ات م وا طيب وا ال تحرم ذين آمن ا ال ا أيه ب ي

ون المعتدين وآلوا مما رزقكم ه مؤمن تم ب ذي أن ه ال وا الل ا واتق الال طيب دة [ } الله ح ة ] 88، 87 : المائ ذه اآلي ، نزلت ه . بسبب أن جماعة من الصحابة آانوا قد عزموا على ترك أآل الطيبات، آاللحم ونحوه، وترك النكاح

ول أحدهم ( : وسلم قالوفي الصحيحين عن أنس أن النبي صلى اهللا عليه ا فأصوم وال أفطر، : ما بال رجال يق ا أن أم

زوج . أما أنا فال آآل اللحم : أما أنا فأقوم وال أنام، ويقول اآلخر : ويقول اآلخر ام، وأت وم وأن ي أصوم وأفطر، وأق لكن . ) النساء، وآآل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني

ا في الشمس وفي صحيح البخاري أن / لم رأي رجال قائم ه وس ي صلى اهللا علي ال . النب ذا ( : فق الوا ) ؟ ماه و : ق ذا أب ه

لم ه وس ي صلى اهللا علي ال النب تكلم، ويصوم، فق وم، وال يستظل، وال ي روه أن يستظل، وأن ( : إسرائيل، نذر أن يق ما { : وقد قال تعالي . ) يتكلم، وأن يجلس، ويتم صومه ه إن ي كروا لل اآم واش ا رزقن ات م ن طيب وا م وا آل ذين آمن ا ال أيه

] 172 : البقرة [ } آنتم إياه تعبدون

ا يضره، وأمر بشكره، . فأمر باألآل من الطيبات، والشكر له، والطيب هو ما ينفع اإلنسان ث، وهو م وحرم الخبائال . لعمل بطاعته بفعل المأمور، وترك المحذوروهو ا ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي لم عن النب إن ( : وفي صحيح مس

ا ده عليه ا، ويشرب الشربة فيحم الي . ) الله ليرضي على العبد يأآل األآلة فيحمده عليه ال تع ات { : وق ن الطيب وا م آله من ] 51 : نونالمؤم [ } واعملوا صالحا ، فمن أآل من الطيبات ولم يشكر، ولم يعمل صالحا، آان معاقبا على ما ترآ

. الواجبات، ولم تحل له الطيبات

ليس على الذين آمنوا { : فإنه إنما أحلها لمن يستعين بها على طاعته، ال لمن يستعين بها على معصيته، آما قال تعاليوا وعملوا وا وآمن م اتق الحات ث وا الص وا وعمل وا وآمن ه الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتق نوا والل وا وأحس م اتق ث

ن وارزق أهله من { / : ، وقال الخليل ] 93 : المائدة [ } يحب المحسنين ال وم ر ق وم اآلخ ه والي الثمرات من آمن منهم بالل . ] 126 : البقرة [ } آفر فأمتعه قليال ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير

ل من يعطي ى المعاصي، مث ر، ولهذا ال يجوز أن يعان اإلنسان بالمباحات عل ه الخم ز واللحم لمن يشرب علي الخب

. ويستعين به على الفواحش

ا هو أفضل من ومن حرم الطيبات التي أحلها الله من الطعام واللباس والنكاح وغير ذلك، واعتقد أن ترك ذلك مطلقالي ـ فعله لمن يستعين به على طاعة الله، آان معتديا معاقبا على تحريمه ما أحل الله ورسوله، وعل ه ـ تع ده لل ى تعب

تم الواجب ا ال ي ات، وم ه من الواجب رط في بالرهبانية، ورغبته عن سنة رسول الله صلى اهللا عليه وسلم، وعلى ما ف . إال به، فهو واجب

ات، : وآذلك من أسرف في بعض العبادات ك عن بعض الواجب ى يضعفه ذل ل، حت ام اللي ة قي آسرد الصوم، ومداوم

ا، ( : للعقاب آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم لعبد الله بن عمروآان مستحقا إن لنفسك عليك حقا، وألهلك عليك حق . ) ولزوجك عليك حقا، فآت آل ذي حق حقه

زال / فما تقرب العبد . فأصل الدين، فعل الواجبات، وترك المحرمات ه، وال ي إلى الله بأفضل من أداء ما افترض علي

ه العبد ى يحب ل حت ه بالنواف ى الل ات . يتقرب إل ع الواجب ي ال تمن ل المستحبة الت درجات، : فالنواف ا ال ه به ع الل ا يرف ممه، ه علي ه فاعل ا يثيب الل ا مم ار به وترك فضول المباحات، وهو ما ال يحتاج إليها لفعل واجب وال مستحب مع اإليث

. م يكن محموداومن ترآها لمجرد البخل، ال للتقرب إلى الله ل

ا أباحه اول م و مخطئ ضال، ومن تن ومن امتنع عن نوع من األنواع التي أباحها الله على وجه التقرب بترآها، فهالي ه تع ك، وقول ى ذل ا عل ان مثاب ه، آ ألن { : الله من الطعام واللباس مظهرا لنعمة الله، مستعينا على طاعة الل م لتس ث

عن شكر النعيم، فيطالب العبد بأداء شكر نعمة الله على النعيم، فإن الله ـ سبحانه : أي ] 8 : التكاثر [ } عن النعيم يومئذ . ـ ال يعاقب على ما أباح، وإنما يعاقب على ترك مأمور، وفعل محذور

. وهذه القواعد الجامعة تبين المسائل المذآورة وغيرها

. فهو حرام على الرجال، إال في مواضع مستثناة ، فمن لبس ما حرم الله ورسوله فهو آثم : يروأما الحر

ومن تجمل بلبسه . وأما الكتان والقطن ونحوهما فمن ترآه مع الحاجة فهو جاهل ضال، ومن أسرف فيه فهو مذموم

ة ( : عليه وسلم قال فإن النبي صلى اهللا/ إظهارا لنعمة الله عليه، فهو مشكور على ذلك، إن الله إذا أنعم على عبد بنعمومن ترك لبس الرفيع من الثياب تواضعا لله ـ ال . ) إن الله جميل يحب الجمال ( : ، وقال ) أحب أن يري أثر نعمه عليه

. بخال، وال التزاما للترك مطلقا ـ فإن الله يثيبه على ذلك، ويكسوه من حلل الكرامة والمتخفض الخارج عن العادة؛ فإن السلف آانوا يكرهون . كره الشهرة من الثياب، وهو المترفع الخارج عن العادةوت

. وخيار األمور أوساطها . ) من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة ( : الشهرتين، المترفع والمتخفض ، وفي الحديث

ة الفاسدة، فمن حج والفعل الواحد في الظاهر يثاب اإلنسان ه مع الني ى فعل ة الصالحة ويعاقب عل على فعله مع النيال، . أجر المشي، وأجر اإليثار : ماشيا لقوته على المشي، وآثر بالنفقة آان مأجورا أجرين يا؛ بخال بالم ومن حج ماش

ه عن المشي، ولالستعانة بذلك على ومن حج راآبا؛ لضعف . إثم البخل، وإثم اإلضرار : إضرارا بنفسه، آان آثما إثمين . ومن حج راآبا يظلم الجمال، والحمال، آان آثما إثمين . راحته، ليتقوي بذلك على العبادة، آان مأجورا أجرين

ا . فمن ترك جميل الثياب؛ بخال بالمال، لم يكن له أجر : وآذلك اللباس ان آثم دا بتحريم المباحات، آ ه متعب . ومن ترآ

أجورا / لبس ومن ان م ان . جميل الثياب إظهارا لنعمة الله، واستعانة على طاعة الله ، آ را وخيالء، آ ومن لبسه فخ . فإن الله ال يحب آل مختال فخور . آثما

م من جر إزاره خيالء ( : ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية، آما في الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال لال : ، فقال أبو بكر ) ينظر الله يوم القيامة إليه ه، فق ك من ا ( : يارسول الله، إن طرف إزاري يسترخي إال أن أتعاهد ذل ي

بينما رجل يجر إزاره ( : وفي الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال . ) أبا بكر، إنك لست ممن يفعله خيال . ) به األرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامةخيالء، إذ خسف الله

ادهم م واعتق وع علمه وع بتن ا، تتن ائل ونحوه ذه المس ل صالة . فه ي آ ول ف أمور أن يق د م راط { : والعب ـا الص اهدنـــ

الي يهم وال الض وب عل الي ـ . ] 7، 6 : الفاتحة [ } نالمستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغض ه ـ سبحانه وتع والل . أعلم

وهل تباح ؟ وهل ينكر عليه لذلك ؟ وهل أجرته حرام ؟ هل يجوز للخياط خياطته للرجال : وسئل عن الحرير المحض

؟ وهل تجوز خياطته للنساء ؟ الخياطة بخيوط الحرير في غير الحرير : فأجاب/

ر حال الحرب، الحمد لله، ال يجوز خياطة الحرير لمن يلبس لباسا محرما مثل لبس الرجل للحرير المصمت في غيد . ولغير التداوي، فإن هذا من اإلعانة على اإلثم والعدوان ولين عن ى أصح الق وآذلك صنعة آنية الذهب والفضة، عل

تصوير الحيوان، وتصوير األوثان، والصلبان، وأمثال ذلك مما وآذلك صنعة آالت المالهي ، ومثل . جماهير العلماء . يكون فيه تصوير الشيء على صورة يحرم استعماله فيها

ث، ذا العمل المحرم خبي ى ه أخوذ عل ك، والعوض الم ر ونحو ذل ة المعاصي والكف ا أمكن وآذلك صنعة الخمر، وأم

ك ار ذل ائ . ويجب إنك ا ج ه لبس ن يلبس ه لم ا خياطت احوأم و مب د : زا، فه ه عن ان الرجل يمس اء، وإن آ ه للنس آخياطت . الخياطة، فإن هذا ليس من المحرم، ومثل ذلك صناعة الذهب والفضة لمن يستعمله استعماال مباحا

نة ه الس اءت ب ا ج ك مم م والسجاف، ونحو ذل اح العل ذلك يب ال، وآ اس الرج ي لب ر ف وط الحري تعمال خي ويجوز اس

ة بالرخصة فيه، ة مكفوف لم جب ه وس ي صلى اهللا علي ان للنب د آ ة، وق وهو ما آان موضع إصبعين، أو ثالثة، أو أربع . بحرير

ه صليب ذهب ه . وسئل ـ رحمه الله تعالي ـ عن خياط خاط للنصاري سير حرير في م في خياطت ه إث وهل ؟ فهل علي

؟ تكون أجرته حالال أم ال

: فأجاب

ه نعم، إذا أع ي صلى اهللا علي ذا لعن النب دوان؛ وله م والع ى اإلث ه أعان عل ا؛ ألن ان آثم ه آ ان الرجل على معصية الل . وسلم الخمر وعاصرها، ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه، وبائعها ومشتريها، وساقيها، وشاربها، وآآل ثمنها

ى شربها؛ ولهذا ينهى عن بيع السالح لمن يقاتل به قتاال وأآثر هؤالء آالعاصر والحامل والساقي إنما هم يعاونون عل

ر، : محرما ى الكف ة عل ى المعاصي، فكيف باإلعان ة عل ذا في اإلعان ان ه إذا آ ة، ف ال في الفتن آقتال المسلمين، والقت . وشعائر الكفر

ا ال يجـوز بي ـه صليبا، آم ا والصليب ال يجـوز عمله بأجـرة، وال غـير أجـرة، وال بيع ـها، آم ـع األصـنام، وال عمل

ال ه ق لم أن ه وس لى اهللا علي ي ص ن النب حيح ع ي الص ت ف ـتة ( : ثب ـر والمي ـع الخم رم بي ه ح إن اللـبه . وثبـت عـنه أنـه لعـن المصـورين . ) واألصنام/والخـنزير ـع . وأنـه آـان ال يـري في البيت صـورة إال قض فصان

. الله ورسولهالصلـيب ملعـون لعنه

ر، وأجرة صانع الصليب، وأجرة البغي، ال الخم ومن أخذ عوضا عن عين محرمة، أو نفع استوفاه، مثل أجرة حمذا العوض ال إن ه ه، ف ونحو ذلك فليتصدق بها، وليتب من ذلك العمل المحرم، وتكون صدقته بالعوض آفارة لما فعل

ه يجوز االنتفاع به؛ ألنه عوض خبيث، وال يعا د استوفي العوض، ويتصدق ب ى . د إلى صاحبه؛ ألنه ق ا نص عل آم . آما نص عليه اإلمام أحمد في مثل حامل الخمر، ونص عليه أصحاب مالك، وغيرهم . ذلك من نص من العلماء

اع ع المرعزي وشراؤه : وسئل عمن يتجر في األقب ع القب ه بي ه ؟ هل يجوز ل ا يج ؟ واالآتساء من ري مجراه من وم

وهل يجوز بيعه للجند والصبيان إذا آانوا دون ؟ أو يحرم عليه لكون القبع لبس الرجال دون النساء ؟ الحرير الصامت . إلى غير ذلك من المسائل ؟ أو لليهود والنصاري، أم ال ؟ البلوغ

: فأجاب

ر، ا حري ى الرجال؛ وألنه ه / أما أقباع الحرير، فيحرم لبسها عل ى الرجال، بسنة رسول الل ر حرام عل بس الحري ول

. وإن آان مبطنا بقطن أو آتان . صلى اهللا عليه وسلم وإجماع العلماء

وأما على النساء؛ فألن األقباع من لباس الرجال، وقد لعن النبي صلى اهللا عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال، . والمتشبهين من الرجال بالنساء

ا حرم : وأما لباس الحرير للصبيان الذين لم يبلغوا إن م ه ال يجوز، ف ا أن ففيه قوالن مشهوران للعلماء، لكن أظهرهم

غ ا إذا بل نين، ويضربه عليه غ سبع س أمره بالصالة إذا بل ه ي ه الصغير، فإن ه أن يمكن من على الرجل فعله حرم علي . عشرا، فكيف يحل له أن يلبسه المحرمات

ال ه، وق ر : وقد رأي عمر بن الخطاب على صبي للزبير ثوبا من حرير فمزق ن مسعود . ال تلبسوهم الحري ذلك اب وآ

. وما حرم لبسه لم تحل صنعته وال بيعه لمن يلبسه من أهل التحريم . مزق ثوب حرير آان على ابنه

ك وال فرق في ذلك بين الجند وغيرهم، فال يحل للرجل أن يكتسب بأن إن ذل ه لبسه، ف ر لمن يحرم علي يخيط الحريا واحش ونحوه اع . إعانة على اإلثم والعدوان، وهو مثل اإلعانة على الف ذلك ال يب ر لرجل يلبسه من أهل /وآ الحري

ي . التحريم، وأما بيع الحرير للنساء فيجوز اه النب ر أعطاه إي وآذلك إذا بيع لكافر، فإن عمر بن الخطاب أرسل بحري . اهللا عليه وسلم إلى رجل مشرك صلى

؟ هل طرح القباء على الكتفين من غير أن يدخل يديه في أآمامه مكروه : وسئل

: فأجاب

ذه اللبسة ليست لبسة روه؛ ألن ه ذا من السدل المك يس ه ك، ول روا جواز ذل د ذآ اء، وق اق الفقه ذلك، باتف أس ب ال ب

. اليهود

؟ سراويل إذا تعدي عن الكعب، هل يجوز وسئل عن طول ال

: فأجاب

ذلك اءت ب ا ج ين، آم ن الكعب فل م ك أس ل ذل ه أن يجع يس ل دي ل اس، إذا تع ائر اللب راويل وس يص والس ول القم طي نهى عن . ) اإلسبال في السراويل واإلزار والقميص ( : األحاديث الثابتة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم ، وقال يعن

. اإلسبال

ا الضابط ؟ وفي لبسهن الفراجي ؟ ما حكمها إذا آانت بالدائر والفرق : وسئل ـ رحمه الله ـ عن لبس الكوفية للنساء ومان ؟ في التشبه بالرجال في الملبوس هل هو بالنسبة إلى ما آان على عهد رسول الله صلى اهللا عليه وسلم، أو آل زم

؟ بحسبه

: فأجاب

رأة الالبسة اس الصبيان، والم الحمد لله، الكوفية التي بالفرق والدائر من غير أن تستر الشعر المسدول، هي من لبا أن . لذلك متشبهة بهم ا يقصد بعض البغاي المردان، آم وهذا النوع قد يكون أول من فعله من النساء قصدت التشبه ب

ي ين الكتف ة، تضفر شعرها ضفيرا واحدا مسدوال ب ردان في العمام تم، لتشبه الم ا السوالف، وأن تع ن، وأن ترخي له . ثم قد تفعل الحرة بعض ذلك، ال تقصد هذا، لكن هي في ذلك متشبهة بالرجال . والعذار والشعر

ا، بلعن المتشبهات من النساء بالرجال، لم في الصحاح وغيره ه وس ي صلى اهللا علي وقد استفاضت السنن عن النب

ة والمتش رجالت من : بهين من الرجال بالنساء، وفي رواي ين من الرجال، والمت ه لعن المخنث اء، وأمر بنفي / أن النسالنفي : وقالوا . وقد نص على نفيهم الشافعي وأحمد، وغيرهما . المخنثين لم ب جاءت سنة رسول الله صلى اهللا عليه وس

. في حد الزنا، وبنفي المخنثين

د ( : عنه أنه قالوفي صحيح مسلم ا بع م أرهم ي ل يالت، : صنفان من أهل النار من أمت ائالت مم ات، م آاسيات عارير، يضربون . على رؤوسهن مثل أسنمة البخت، ال يدخلن الجنة، وال يجدن ريحها ورجال معهم سياط مثل أذناب البق

. ) بها عباد الله

ين ! يا أم سلمة ( : فقالوفي السنن أنه مر بباب أم سلمة وهي تعتصب ه . ) لية ال ليت د فسر قول ات ( : وق ) آاسيات عاريذي يصف بشرتها، ق ال وب الرقي بأن تكتسي ما ال يسترها، فهي آاسية، وهي في الحقيقة عارية، مثل من تكتسي الث

ك ا يسترها، فال . أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها، مثل عجيزتها وساعدها، ونحو ذل رأة م ا آسوة الم وإنم . يبدي جسمها، وال حجم أعضائها لكونه آثيفا واسعا

اء، وعن تشبه النساء بالرجال، وأن لم عن تشبه الرجال بالنس ه وس ومن هنا، يظهر الضابط في نهيه صلى اهللا علي

ان األصل في ذلك ليس هو راجعا إلى مجرد ما يختاره الرجال والنساء ويشته ذلك، لك ان آ ونه، ويعتادونه، فإنه لو آوق / إذا اصطلح قوم على أن يلبس الرجال الخمـر التي ي تسدل من ف تغطي الرأس والوجـه والعنـق، والجـالبيب الت

ك ـ أن يكون ة المختصرة، ونحو ذل ائم واألقبي بس النساء العم الرؤوس حتى ال يظهر من البسها إال العينان، وأن تلدين { : فإن الله ـ تعالي ـ قال للنساء . وهذا خالف النص واإلجماع . هذا سائغا وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يب

اء الم { : ، وقـال ] 31 : النور [ اآلية } زينتهن إلا لبعولتهن ك ونس ك وبنات ابيبهن قل لأزواج ن جل يهن م دنين عل ؤمنين ي . ] 33 : األحزاب [ } ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى { : ، وقال ] 59 : األحـزاب [ اآليـة } ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين

م يجب فلو آان اللباس الفارق بين الرجا ارهم وشهوتهم، ل اده النساء أو الرجال باختي ل والنساء مستنده مجرد ما يعت

ي؛ ة األول رج الجاهلي رج ـ تب يهن التب م يحرم عل وب، ول ى الجي أن يدنين عليهن الجالبيب وال أن يضربن بالخمر علة ألن ذلك آان عادة ألولئك، وليس الضابط في ذلك لباسا معينا من جهة نص النبي صلى ا لم، أو من جه ه وس هللا علي

. إن ذلك هو الواجب، وغيره يحرم : عادة الرجال والنساء على عهده، بحيث يقال

فإن النساء على عهده آن يلبسن ثيابا طويالت الذيل، بحيث ينجر خلف المرأة إذا خرجت، والرجل مأمور بأن يشمر ي صلى اهللا ا نهي النب ه ذيله حتى ال يبلغ الكعبين؛ ولهذا لم ل ل لم الرجال عن إسبال اإلزار، وقي ه وس ؟ فالنساء : علي

. حديث صحيح : قال الترمذي . ) ذراعا ال يزدن عليه ( : تنكشف سوقهن، قال/إذن : ، قيل له ) يرخين شبرا ( : قال

ى م ه عل م مرت ب ه يطهر حتي إنه ألجل ذلك روي أنه رخص للمرأة إذا جرت ذيلها على مكان قذر ث ب، أن ان طي كه ر مالقات ذي يكث ل ال ة النع ل المجرور بمنزل ره، جع د وغي ذهب أحم ي م م ف ن أهل العل ة م ول طائف ك ق ذلك، وذل ب

. النجاسة، فيطهر بالجامد، آما يطهر السبيالن بالجامد لما تكرر مالقاتهما النجاسة

ا اب بحيث ال ثم إن هذا ليس معينا للستر، فلو لبست المرأة سراويل، أو خف ه الجلب دلي فوق الموق، وت عا صلبا آ واساس الرجال . يظهر حجم القدم، لكان هذا محصال للمقصود، بخالف الخف اللين الذي يبدي حجم القدم؛ فإن هذا من لب

. وآذلك المرأة لو لبست جبة وفروة لحاجتها إلى ذلك إلى دفع البرد، لم تنه عن ذلك

ظ الكسوة، : النساء يلبسن الفراء، قلنا لم يكن : فلو قال قائل ى غل ا إل فإن ذلك يتعلق بالحاجة، فالبالد الباردة يحتاج فيها يصلح ى م ود إل اء، يع اس الرجال والنس ين لب ارق ب ارة، فالف بالد الح ي ال ك ف ى ذل م يحتج إل ة، وإن ل ا مدفئ وآونه

ه الرجال، . للرجال، وما يصلح للنساء ه النساء وهو ما يناسب ما يؤمر ب ؤمر ب ا ت أمورات . وم تتار / فالنساء م باالسى الصفا ة، وال الصعود إل ع الصوت في األذان وال التلبي واالحتجاب، دون التبرج والظهور؛ ولهذا لم يشرع لها رف

. والمروة، وال التجرد في اإلحرام، آما يتجرد الرجل

اب الم بس الثي أمور أن يكشف رأسه، وأال يل إن الرجل م بس ف در أعضائه ـ فال يل ى ق ي تصنع عل ادة ـ وهي الت عته ه، رخص ل ورة، ويمشي في ا يستر الع ى م القميص، وال السراويل وال البرنس، وال الخف، لكن لما آان محتاجا إل

دال للحاجة العام . في آخر األمر إذا لم يجد إزارا أن يلبس سراويل، وإذا لم يجد نعلين أن يلبس خفين ك ب ة، وجعل ذلاس، ذا القي ة ه و حنيف ذا طرد أب ة إذا لبسه؛ وله ه الفدي إن علي رد، ف ه حاجة خاصة لمرض أو ب بخالف ما يحتاج إلي

. وخالفه األآثرون؛ للحديث الصحيح، وألجل الفرق بين هذا وهذا

ا تتار واالحتجاب، فال يشرع له أمورة باالس ا م اس؛ ألنه ك، لكن وأما المرأة، فإنها لم تنه عن شيء من اللب ضد ذل . منعت أن تنتقب، وأن تلبس القفازين؛ ألن ذلك لباس مصنوع على قدر العضو، وال حاجة بها إليه

فمن جعل وجهها آرأسه، . وقد تنازع الفقهاء هل وجهها آرأس الرجل، أو آيديه، على قولين في مذهب أحمد وغيره

. آما يجافي عن الرأس ما يظلل به . لوجهسدلت الثوب من فوق رأسها أن تجافيه عن ا/ أمرها إذا

ال دين ـ وهو الصحيح ـ ق ه آالي اب : ومن جعل ا نهيت عن االنتق ه عن ستر الوجه، وإنم م تن ا نهيت عن . هي ل آما . ففي معناه البرقع وما صنع لستر الوجه . القفازين، وذلك آما نهي الرجل عن القميص، والسراويل، ونحو ذلك فأم

ا تغطية ة، ونحوه الكمين، . الوجه بما يسدل من فوق الرأس، فهو مثل تغطيته عند النوم بالملحف دين ب ة الي ل تغطي ومث . وهي لم تنه عن ذلك

. فلو أراد الرجال أن ينتقبوا ويتبرقعوا ويدعوا النساء باديات الوجوه، لمنعوا من ذلك

ه صالة وآذلك المرأة أمرت أن تجتمع في الصالة، وال تجاف ل الل ي بين أعضائها، وأمرت أن تغطي رأسها، فال يقب

ة الشرع أمورة من جه ا م ى أنه حائض إال بخمار، ولو آانت في جوف بيت ال يراها أحد من األجانب، فدل ذلك علا بشر م يره ا، وإن ل ه عليه ا لل ه الرجل حق ؤمر ب الي . بستر ال ي ال تع د ق وتكن { : وق ي بي رن ف رج وق رجن تب ا تب ول

ر ( : ، وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم ] 33 : األحزاب [ } الجاهلية الأولى وتهن خي ه، وبي ه مساجد الل اء الل وا إم ال تمنعمن صالتها مخدعها، أفضل من صالتها في حجرتها، وصالتها في حجرتها أفضل / صالة إحداآن في ( : وقال . ) لهن

ا أفضل من صالتها ا، وصالتها في مسجد قومه في دارها، وصالتها في دارها أفضل من صالتها في مسجد قومه . وهذا آله لما في ذلك من االستتار واالحتجاب . ) معي

ع الضرر ة، ودف ا جعل في األصل للوقاي ا جعل األآل والش . ومعلوم أن المساآن من جنس المالبس، آالهم رب آم

رد، ا الحر والب ذلك المساآن يتقي به لجلب المنفعة، فاللباس يتقي اإلنسان به الحر والبرد، ويتقي به سالح العدو، وآر { : وقال تعالي . ويتقي بها العدو م س ل لك ا وجع يكم والله جعل لكم مما خلق ظالال وجعل لكم من الجبال أآنان ابيل تق

اجون ] 81 : النحل [ } الحر وسرابيل تقيكم بأسكم آذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ا يحت ذا الموضع م ، فذآر في ه . إليه لدفع ما قد يؤذيهم

ا ا يضرهم، فق دفع م ه ل ا يضطرون إلي ورة م ي أول الس ر ف ا { : لوذآ افع ومنه ا دفء ومن م فيه ا لك ام خلقه واألنع

ال بعض ] 5 : النحل [ } تأآلون ذا ق ؤذيهم؛ وله م، والحر ي رد يهلكه رد؛ ألن الب ه الب ، فذآر ما يستدفئون به، ويدفعون بدم في أول السورة، البرد بؤس، والحر أذي؛ ولهذا السبب لم يذآر في اآلية األ : العرب خري وقاية البرد، فإن ذلك تق

ال /وهو ذآر في أثناء السورة ما أتم به النعمة، وذآر يكم { : في أول السورة أصول النعم ؛ولهذا ق ه عل تم نعمت ذلك ي آ . } لعلكم تسلمون

به مقصود المساآن، اب تش ا أن مقصود الثي ا يسترهن ويحجبهن والمقصود هن ذا بم ي ه أمورات ف اء م إذا . والنس ف

. اختلف لباس الرجال والنساء مما آان أقرب إلى مقصود االستتار واالحتجاب، آان للنساء، وآان ضده للرجال

: وأصل هذا أن تعلم أن الشارع له مقصودان

. الفرق بين الرجال والنساء : أحدهما

ه االختالف . ساءاحتجاب الن : والثاني اد . فلو آان مقصوده مجرد الفرق، لحصل ذلك بأي وجه حصل ب دم فس د تق وقام ا من األحك ى آل منهم ذمي، ليترتب عل لم وال ين المس رق ب ار الف اس إظه ك أن المقصود باللب ذلك، بل أبلغ من ذل

. الظاهرة ما يناسبه

ا هو أخص . ى التميز بهومعلوم أن هذا يحصل بأي لباس، اصطلحت الطائفتان عل ك م د روعي في ذل ذا، فق ومع هلم ه وس ال صلى اهللا علي ا ق ره ـ آم ان أفضل من غي ا آ اس األبيض لم إن لب يكم بالبياض فليلبسه ( : من الفرق، ف عل

اس أهل اإلسالم الم /ـ لم يكن من ) وآفنوا فيه موتاآم . أحياؤآم يض، ولب ة األب اس أهل الذم صبوغ السنة أن يجعل لب . آالعسلي واألدآن، ونحو ذلك، بل األمر بالعكس

د من : وآذلك في الشعور وغيرها ل الب رق، ب ه مجرد الف يس المقصود ب اس الرجال والنساء ول فكيف األمر في لب

! ؟ رعاية جانب االحتجاب واالستتار

ن رق بي ا ـ وآذلك ـ أيضا ـ ليس المقصود مجرد حجب النساء وسترهن، دون الف رق ـ أيض ل الف ين الرجال، ب هن وب . مقصود، حتى لو قدر أن الصنفين اشترآوا فيما يستر ويحجب، بحيث يشتبه لباس الصنفين لنهوا عن ذلك

ك ونس { : والله ـ تعالي ـ قد بين هذا المقصود ـ أيضا ـ بقوله تعالي ك وبنات دنين يا أيها النبي قل لأزواج ؤمنين ي اء الم

ؤذين ا ي رفن فل ى أن يع ك أدن ابيبهن ذل ن جل يهن م ر ] 59 : األحزاب [ } عل ارق أم اس الف رفن باللب ونهن يع ، فجعل آ . مقصود

لم ه وس ه صلى اهللا علي به، بقول ظ التش ي بلف يغة النه اءت ص ذا ج ه ( : وله ن الل ال، لع اء بالرج ن النس بهات م المتش

م باسم . ) النساء/ لعن الله المخنثين من الرجال، والمترجالت من ( : وقال . ) والمتشبهين من الرجال بالنساء ق الحك فعل . ويكون آل صنف يتصف بصفة اآلخر . التشبه

الجحيم وبينا أن المشابهة في األمور الظاهرة وقد بسطنا هذه القاعدة في اقتضاء الصراط المستقيم، لمخالفة أصحاب

تورث تناسبا وتشابها في األخالق، واألعمال، ولهذا نهينا عن مشابهة الكفار، ومشابهة األعاجم، ومشابهة األعراب، وع ا في الحديث المرف ابهة الصنف اآلخر، آم نهم ( : ونهي آل من الرجال والنساء عن مش و م وم فه ، ) من تشبه بق

ى . ) وليس منا من تشبه بغيرنا ( ه إل والرجل المتشبه بالنساء يكتسب من أخالقهن بحسب تشبهه، حتى يفضي األمر ب . التخنث المحض، والتمكين من نفسه آأنه امرأة

رجال والمرأة المتشبهة بال . ولما آان الغناء مقدمة ذلك، وآان من عمل النساء، آانوا يسمون الرجال المغنين مخانيث

ى أن تظهر د يفضي ببعضهن إل ا ق روز ومشارآة الرجال م رج والب ا من التب تكتسب من أخالقهم، حتى يصير فيهافي ا ين ال م اء، وتفعل من األفع ى النس و الرجال عل بدنها آما يظهره الرجل، وتطلب أن تعلو على الرجال، آما تعل

. المشابهة الحياء والخفر المشروع للنساء وهذا القدر قد يحصل بمجرد

اس النساء اء، وأن يكون لب وإذا تبين أنه البد من أن يكون بين لباس الرجال والنساء فرق يتميز به الرجال عن النسبس /فيه من ه ل ان غالب اس إذا آ ين أن اللب اب وتب ذا الب ك ـ ظهر أصل ه ا يحصل مقصود ذل تتار واالحتجاب م االس

اء، الرجال، نهيت عنه المرأة، وإذا آان سات بالد أن يلبسها الرجال دون النس ادة بعض ال ي جرت ع را آالفراجي التان أستر، . والنهي عن مثل هذا بتغير العادات ا آ ه النساء بم ؤمر ب ذا ي ى نفس الستر، فه وأما ما آان الفرق عائدا إل

. والله أعلم . نه من الوجهينولو قدر أن الفرق يحصل بدون ذلك، فإذا اجتمع في اللباس قلة الستر، والمشابهة، نهي ع

روه . وسئل عن لبس النساء هذه العمائم التي على رؤوسهن ي تستحب للنساء ؟ هل هي حرام أو مك ائم الت ا العم ؟ وم ؟ وهل يجوز لهن لبس الخف

: فأجاب

ي الصحي ب، فف ه الحمد لله وحده، هذه العمائم التي تلبسها النساء حرام، بال ري لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ح عن النب

د ( : قال ا بع م أرهم ي ل ار من أمت ل : صنفان من أهل الن ى رؤوسهن مث يالت، عل ائالت مم ات م نساء آاسيات عاري . ) ورجال معهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها عباد الله . أسنمة البخت، ال يدخلن الجنة، وال يجدن ريحها

لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من ( : صح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال وأيضا، فقد/

ه صلى . ) لعن الله المتخنثين من الرجال والمترجالت من النساء ( : وفي لفظ . ) الرجال بالنساء ي داود أن وفي سنن أب . ) يا أم سلمة، لية، ال ليتين ( : اهللا عليه وسلم رأي أم سلمة تعتصب فقال

وما آان من لباس الرجال مثل العمامة والخف والقباء الذي للرجال، والثياب التي تبدي مقاطع خلقها، والثوب الرقيق

. لموالله أع . الذي ال يستر البشرة، وغير ذلك، فإن المرأة تنهي عنه، وعلي وليها آأبيها وزوجها أن ينهاها عن ذلك

ي يتشبهن بلبسها بالرجال أم ال : وسئل ار الت ك نص ؟ هل يجوز للنساء لبس العصائب الكب وهل ورد في تحريم ذل ؟ خاص، أم ال

: فأجاب

ه ـ عن . الحمد لله، أما لبس النساء العصائب الكبار، فهو حرام ه عن فقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة ـ رضي الل

د ( : صلى اهللا عليه وسلم أنه قالالنبي ى : صنفان من أمتي لم أرهما بع يالت، عل ائالت مم ات، م نساء آاسيات عاريا / رؤوسهن آأمثال أسنمة البخت، ال يدخلن ر يضربون . الجنة، وال يجدن ريحه اب البق ل أذن م سياط مث ورجال معه

وفي . ) يا أم سلمة، لية ال ليتين ( : وسلم قال ألم سلمة وهي تعتصب وفي السنن أن النبي صلى اهللا عليه . ) بها عباد الله . ) لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ( : الصحيح أنه قال

ار أن هؤالء من أهل الن لم ب ه وس م . والنصوص عامة وخاصة بتحريم ذلك، وقد أخبر النبي صلى اهللا علي ر به وأخب

. والله أعلم . قبل أن يكونوا

؟ عما إذا صلى في موضع نجس : وسئل

: فأجاب

. إذا صلى وبعض بدنه في موضع نجس، لم يمكنه الصالة إال فيه، فهو معذور، وتصح صالته

. وأما إن أمكنه الصالة في موضع طاهر، فليس له أن يصلي في الموضع النجس ؟ هل تكره الصالة في أي موضع من األرض : سئلو/

: فأجاب

نعم، ينهى عن الصالة في مواطن، فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه سئل عن الصالة في ال . ) ال تصلوا فيها ( : أعطان اإلبل، فقال نم فق ارك الغ ا صلوا في ( : وسئل عن الصالة في مب ال . ) ه ه ق : وفي السنن أن

ام ( رة والحم جد إال المقب ا مس ال . ) األرض آله ه ق لم أن ه وس لى اهللا علي ه ص حيح عن ي الص ود ( : وف ه اليه ن الل لع . يحذر ما صنعوا ) والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد

اآم إن من آان قبلكم آانوا يتخذون ( : وفي الصحيح عنه أنه قال إني أنه القبور مساجد، أال فال تتخذوا القبور مساجد ف

ره . أنه نهي عن الصالة بأرض الخسف : وفي السنن . ) عن ذلك ن ماجه وغي ه نهي عن الصالة في : وفي سنن اب أنذه الموا . المقبرة، والمجزرة، والمزبلة، وقارعة الطريق، والحمام، وظهر البيت الحرام : سبع مواطن ر وه ضع ـ غي

. وبعضهم يجعل النهي تعبدا . ظهر بيت الله الحرام ـ قد يعللها بعض الفقهاء بأنه مظنة النجاسة تارة تكون العلة مشابهة أهل الشرك آالصالة عند القبور، وتارة لكونها مأوي للشياطين . والصحيح أن عللها مختلفة/

. والله أعلم . آأعطان اإلبل، وتارة لغير ذلك

؟ وسئل عن الحمام إذا اضطر المسلم للصالة فيها، وخاف فوات الوقت هل يجوز ذلك أم ال

: فأجاب

اآن إن الصالة في األم ام، ف ه يغتسل، ويصلي بالحم ت، فإن إذا لم يمكنه أن يغتسل ويخرج ويصلي حتى يخرج الوقادة المنهي عنها في الوقت أولي من الصالة بعد الوقت في غير ه، وفي اإلع و حبس في الحش صلى في ذا ل ا؛ وله ه

ذلك . نزاع ه إال آ م يمكن ا، إذا ل ه االغتسال . والصحيح أنه ال إعادة عليه؛ ولهذا يصلي في الوقت عريان ا إن أمكن وأمه، ف ه ال والخروج للصالة خارج الحمام في الوقت، لم يجز له الصالة في الحمام، وآذلك لو أمكنه االغتسال في بيت إن

. والله أعلم . يصلي في الحمام إال لحاجة

؟ وسئل ـ رحمه الله ـ عن الصالة في الحمام

: فأجاب

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ي سعيد عن النب ره عن أب رة ( : في سنن أبي داود وغي ا مسجد إال المقب األرض آلهى يخرج فيصلي وأما إن . وقد صححه الحفاظ . ) والحمام وت الصالة حت ام أو يف ت، فهل يصلي في الحم ضاق الوق

. فال يصلح أن يصلي في الحمام . على قولين في مذهب أحمد، وغيره ؟ خارجها

تم م إن أحب أن ي ت، ويخرج يصلي، ث ي أول الوق ام أن يغتسل ف ى الحم اج إل ة، إن احت ن أصابته جناب ي لم وينبغا نهي تحريم، أو ال اغتساله بالسدر ونحوه، ع ا؛ إم ا منهي عنه ى أن الصالة فيه اء عل اد إلى الحمام، وجمهور العلم

. وإما نهي تنزيه آمذهب الشافعي، وغيره . تصح آالمشهور من مذهب أحمد، وغيره

؟ إذا خاف خروج الوقت أم ال . هل له أن يصلي في الحمام : وسئل

: فأجاب

ام، أو أما إذا ذهب إلى ه إال أن يصلي في الحم م يمكن ت، فل ام في الوق ام ليغتسل ويخرج ويصلي خارج الحم الحمام آالصالة في الحش، والمواضع إن الصالة في الحم تفوت الصالة، فالصالة في الحمام خير من تفويت الصالة، ف

. النجسة، ونحو ذلك

وت ى يف ه حت ه أن يخرج من م يمكن ت؛ ألن ومن آان في موضع نجس، ول وت الوق ه، وال يف ه يصلي في ت، فإن الوقى . مراعاة الوقت مقدمة على مراعاة جميع الواجبات ه الخروج حت م يمكن وأما إن آان يعلم أنه إذا ذهب إلى الحمام ل

اآن ر من الصالة في األم التيمم خي يخرج الوقت، فقد تقدمت هذه المسألة، واألظهر أنه يصلي بالتيمم، فإن الصالة ب . لتي نهي عنها، وعن الصالة بعد خروج الوقتا

؟ إنها بيوت الله أم ال : وهل يقال ؟ هل الصالة في البيع والكنائس جائزة مع وجود الصور أم ال : وسئل ـ رحمه الله

: فأجاب

ا ه، وإن آ ا بالل ر فيه وت يكف ة ليست بيوت الله، وإنما بيوت الله المساجد، بل هي بي البيوت بمنزل ا، ف ذآر فيه د ي ن ق . أهلها، وأهلها آفار، فهي بيوت عبادة الكفار

ا وهو . المنع مطلقا، وهو قول مالك : وأما الصالة فيها، ففيها ثالثة أقوال للعلماء في مذهب أحمد وغيره واإلذن مطلق

ن ال : والثالث . قول بعض أصحاب أحمد د وهو الصحيح المأثور عن عمر ب ره، وهو منصوص عن أحم خطاب وغيلم ه وس وغيره ـ أنه إن آان فيها صور لم يصل فيها، ألن المالئكة ال تدخل بيتا فيه صورة؛ وألن النبي صلى اهللا علي

. إنا آنا ال ندخل آنائسهم والصور فيها : لم يدخل الكعبة حتى محي ما فيها من الصور، وآذلك قال عمر

أرض الحبشة / المبني على القبر، ففي الصحيحين أنه ذآر وهي بمنزلة المسجد لم آنيسة ب ه وس . للنبي صلى اهللا عليك ( : وما فيها من الحسن والتصاوير، فقال ه تل أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا في

ه . إذا لم يكن فيها صور فقد صلى الصحابة في الكنيسةوأما . ) التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة والل . أعلم

؟ هل ما فعله بدعة أم ال : عمن يبسط سجادة في الجامع، ويصلي عليها : وسئل

: فأجاب

ن لف م نة الس ذه س ن ه م تك ك، فل لي ذل ري المص ث يتح جادة بحي ى الس الة عل ا الص المين، أم ه رب الع د لل الحم

انوا المها ل آ لم، ب ه وس ه صلى اهللا علي د رسول الل ى عه م بإحسان عل ابعين له جرين واألنصار، ومن بعدهم من التن مهدي . يصلون في مسجده على األرض، ال يتخذ أحدهم سجادة يختص بالصالة عليها رحمن ب وقد روي أن عبد ال

ال إنه عب : لما قدم المدينة بسط سجادة فأمر مالك بحبسه، فقيل له ا علمت أن بسط السجادة : د الرحمن بن مهدي فق أم . في مسجدنا بدعة

ي ال / وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري في حديث اعتكاف النب لم ق ه وس ه : صلى اهللا علي ا مع رسول الل اعتكفن

ال . . صلى اهللا عليه وسلم ه ق ذآر الحديث، وفي إني ر ( : ف ه ف ى معتكف ي من اعتكف فليرجع إل ة ورأيتن ذه الليل أيت هاء والطين : وفي آخره . ) أسجد في ماء وطين ر الم ه أث ه وأرنبت ى أنف . فلقد رأيت ـ يعني صبيحة إحدي وعشرين ـ عل

ان مسجده من جنس . فهذا بين أن سجوده آان على الطين ه المطر، فك زل من د النخل ين قوفا بجري وآان مسجده مس . األرض

ا ـ : ه الحصي آما في سنن أبي داود عن عبد الله بن الحارث قالوربما وضعوا في سألت ابن عمر ـ رضي الله عنهم

أتي بالحصي في : عن الحصي الذي آان في المسجد، فقال مطرنا ذات ليلة، فأصبحت األرض مبتلة، فجعل الرجل ي . ) ؟ ما أحسن هذا ( : قال . ثوبه فيبسطه تحته، فلما قضي رسول الله صلى اهللا عليه وسلم

رة وفي سنن أبي داود ـ أيضا ـ عن أبي بدر شجاع بن الوليد عن شريك عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هري

ا من المسجد ( : أراه قد رفعه إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم قال : قال أبو بدر ذي يخرجه ذا ) إن الحصاة تناشد ال ، ولهال في السنن والم ي ذر ق ند عن أب لم : س ه وس ه صلى اهللا علي ال رسول الل ى الصالة فال يمسح ( : ق ام أحدآم إل إذا ق

ال . ) الحصي فإن الرحمة تواجهه د ق ى : وفي لفظ في مسند أحم لم عن آل شيء حت ه وس ي صلى اهللا علي سألت النبه : د ـ أيضا ـ عن جابر قال وفي المسن . ) واحدة أو دع ( : الحصي، فقال/ سألته عن مسح ه صلي اهللا علي قال رسول الل

إن غلب أحدآم الشيطان فليمسح ( : وسلم ألن يمسك أحدآم يده عن الحصي خير له من مائة ناقة آلها سود الحدق، فال ـ في الرجل يسوي ا . ) واحدة لم ق ه وس ي صلى اهللا علي راب حيث وهذا آما في الصحيحين عن معيقيب أن النب لت

. ) إن آنت فاعال، فواحدة ( : يسجد ـ قال

م النبيصلى اهللا ره له فهذا بين أنهم آانوا يسجدون على التراب والحصي، فكان أحدهم يسوي بيده موضع سجوده، فك . عليه وسلم ذلك العبث، ورخص في المرة الواحدة للحاجة، وإن ترآها آان أحسن

م : الله عنه ـ قال وعن أنس بن مالك ـ رضي إذا ل لم في شدة الحر، ف ه وس ه صلى اهللا علي ا نصلي مع رسول الل آنأخرجه أصحاب الصحاح ـ آالبخاري ومسلم وأهل . يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من األرض بسط ثوبه، فسجد عليه

أن يب . السنن وغيرهم ه وفي هذا الحديث بيان أن أحدهم إنما آان يتقي شدة الحر ب إزاره وردائ ه المتصل، آ سط ثوب . وقميصه، فيسجد عليه

لم وأصحابه ه وس . وهذا بين أنهم لم يكونوا يصلون على سجادات، بل وال على حائل؛ ولهذا آان النبي صلى اهللا علي

ه ـ عن وتارة حفاة، آما في سنن أبي داود والمسند عن أبي سعيد الخدري ـ رضي اهللا / يصلون تارة في نعالهم، عنتم ( : قال . أنه صلى فخلع نعليه، فخلع الناس نعالهم، فلما انصرف : النبي صلى اهللا عليه وسلم الوا . ) ؟ لم خلع اك : ق رأين

ا، ( : قال . خلعت فخلعنا إن رأي خبث ه، ف ي أحدآم المسجد فليقلب نعلي فإن جبريل أتاني فأخبرني أن بهما خبثا، فإذا أت . ) باألرض ثم ليصل فيهمافليمسحه

ه إذا رأي ففي هذا بيان أن صالتهم في نعالهم، وأن ذلك آان يفعل في المسجد إذ لم يكن يوطأ بهما على مفارش، وأنا وقت الصالة، ووضع ى نزعهم بنعليه أذي، فإنه يمسحهما باألرض، ويصلي فيهما، وال يحتاج إلى غسلهما، وال إل

. ه آثير من الناسقدميه عليهما، آما يفعل

ا : وبهذا آله جاءت السنة، ففي الصحيحين والمسند عن أبي سلمة سعيد بن يزيد قال ي صلى اهللا : سألت أنس ان النب أآ . نعم : قال ؟ عليه وسلم يصلي في نعليه

إنهم ال يصلون في خالف ( : قال رسول الله صلى اهللا عليه وسلم : وفي سنن أبي داود عن شداد بن أوس قال ود ف وا اليه

نهم . ) نعالهم، وال خفافهم ذآر ع ا ي أتمون فيم د الصالة، وي ال عن فقد أمرنا بمخالفة ذلك، إذ هم ينزعون الخفاف والنعوى { : بموسي ـ عليه السالم ـ حيث قيل له وقت المناجاة دس ط الواد المق ك ب ا عن . ] 12 : طه [ } فاخلع نعليك إن فنهين

. وأمرنا أن نصلي في خفافنا ونعالنا، وإن آان بهما أذي، مسحناهما باألرض؛ لما تقدم/التشبه بهم،

إذا وطئ أحدآم بنعليه األذي، ( : ولما روي أبو داود ـ أيضا ـ عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى اهللا عليه وسلم قال ا . ) إذا وطئ األذي بخفيه، فطهورهما التراب ( : وفي لفظ قال . ) فإن التراب لهما طهور ه عنه وعن عائشة ـ رضي الل

. حديث عائشة حديث حسن : ـ عن رسول الله صلى اهللا عليه وسلم بمعناه، وقد قيل

ه البخاري في ا د خرج ل الن، وق ن عج د ب ة محم لم في وأما حديث أبي هريرة، فلفظه الثاني من رواي لشواهد، ومسه . المتابعات، ووثقه غير واحد ة، وعدم الشذوذ ـ يقتضي أن دده ـ مع عدم التهم ه، لكن تع واللفظ األول لم يسم راوي

ار ه هو مقتضي االعتب ه . حسن ـ أيضا ـ وهذا أصح قولي العلماء، ومع داللة السنة علي ذا محل تتكرر مالقات إن ه فه السنة مع للنجاسة، فأجزأ اإلزالة عنه واترت ب ا ت ا االستجمار باألحجار آم ه يجزئ فيهم بالجامد آالمخرجين، فإن

. القدرة على الماء، وقد أجمع المسلمون على جواز االستجمار

ي / يبين ذلك أن النبي صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه آانوا يصلون ا في السنن ألب اة، آم ارة حف الهم، وت ارة في نع ته، ن ماج ال داود واب ده ق ه، عن ج عيب، عن أبي ن ش رو ب ا، : عن عم لم حافي ه وس ه صلى اهللا علي ت رسول الل رأي

. والحجة في االنتعال ظاهرة . ومنتعال

لم : وأما في االحتفاء، ففي سنن أبي داود والنسائي عن عبد الله بن السائب قال ه وس ه صلى اهللا علي رأيت رسول اللال . عليه عن يسارهيصلي يوم الفتح، ووضع ن دم ق ه : وآذلك في سنن أبي داود حديث أبي سعيد المتق ا رسول الل بينم

ه، ووضعهما عن يساره ع نعلي لم يصلي بأصحابه، إذ خل ان في . صلى اهللا عليه وس ه آ ى أن دل عل ام الحديث ي وتمن السائب وآذلك حديث ابن السائب، فإن أصله قد رواه مسلم والنسائي . المسجد آما تقدم ه ب د الل ن ماجه عن عب واب

ال ر موسي : ق اء ذآ ى إذا ج ؤمنين حت ورة الم تفتح س ة فاس لم الصبح بمك ه وس ه صلى اهللا علي ا رسول الل صلى بنان في ذا آ ذلك، فه ن السائب حاضر ل ه ب د الل وهارون، أو ذآر موسي وعيسي، أخذت رسول الله سعلة فرآع وعب

راز المسجد الحرام، وقد وضع نعل ان االحت و آ يه في المسجد مع العلم بأن الناس يصلون ويطوفون بذلك الموضع، فل . من نجاسة أسفل النعل مستحبا، لكان النبي صلى اهللا عليه وسلم أحق الناس بفعل المستحب الذي فيه صيانة المسجد

لم عن / وأيضا، ففي سنن أبي داود عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة ه وس ه صلى اهللا علي رسول اللا ( : قال ه، أو ليصل فيهم ين رجلي ا ب دا، وليجعلهم ا أح ؤذ بهم ا ـ عن ) إذا صلى أحدآم فخلع نعليه، فال ي ه ـ أيض ، وفي

ال لم ق ه وس ه صلى اهللا علي ه عن ( : يوسف بن ماهك، عن أبي هريرة أن رسول الل إذا صلى أحدآم، فال يضع نعليه يمينه، وال ين رجلي د . ) عن يساره، تكون عن يمين غيره إال أال يكون عن يساره أحد، وليضعهما ب ذا الحديث ق وه

ل ه : قي ين رجلي ا ب ى أن يجعلهم ا عل د اتفق ديث األول ق و والح ه ه ين، لكن ناده ل ي إس ن ظن . ف راز م ان االحت و آ ول . نجاستهما مشروعا، لم يكن آذلك

اني . لصالة فيهماا : وأيضا، ففي األول اك مصل : وفي الث م يكن هن ة . وضعهما عن يساره إذا ل ا ذآر من آراه وم

ة األدب راز من النجاسة، لكن من جه ره البصاق عن . وضعهما عن يمينه أو عن يمين غيره، لم يكن لالحت ا آ آم . يمينه

ال ن األرت ق اب ب لم عن خب ه صل : وفي صحيح مس ى رسول الل لم شدة حر الرمضاء في شكونا إل ه وس ى اهللا علي

ا كنا . جباهن م يش ا فل ذلك . وأآفن يس آ لم، ول ي مس ادة ف ذه الزي ة أن ه د ظن طائف انوا . وق م آ ذه الشكوي أنه وسبب ها رد به ا، ويب ان يؤخره ا آ يسجدون على األرض فتسخن جباههم وأآفهم، وطلبوا منه أن يؤخر الصالة زيادة على م

م يفعل / ن بعض الفقهاء أنهم طلبوا منهفلم يفعل، وقد ظ ا فل ة ونحوه يهم من الحر من عمام ا يق ى م . أن يسجدوا عل : وهذه حجة ضعيفة لوجهين . وجعلوا ذلك حجة في وجوب مباشرة المصلي بالجبهة

ته من األرض، بسط وأنهم آانوا إذا لم يستطع أحدهم أن يمكن جبه ( : أنه تقدم حديث أنس المتفق على صحته : أحدهما

ال . والسجود على ما يتصل باإلنسان من آمه وذيله وطرف إزاره وردائه، فيه النزاع المشهور ) ثوبه وسجد عليه وقآان أصحاب رسول الله صلى اهللا عليه وسلم يسجدون وأيديهم في ثيابهم، ويسجد الرجل : هشام عن الحسن البصري

ي ه، رواه البيهق ى عمامت د . عل ال وق دة الحر، فق وب من ش ى الث اب السجود عل ي ب ذلك البخاري ف ال : استشهد ب وقه : الحسن داه في آم ال . آان القوم يسجدون على العمامة والقلنسوة، وي دم ق ا نصلي مع : وروي حديث أنس المتق آن

. النبي صلى اهللا عليه وسلم فيضع أحدنا الثوب من شدة الحر في مكان السجود

ه وأما افع . ما يروي عن عبادة بن الصامت أنه آان إذا قام إلى الصالة حسر العمامة عن جبهت ن عمر : وعن ن أن ابه . آان إذا سجد وعليه العمامة يرفعها حتى يضع جبهته باألرض رواه البيهقي ى ـ رضي الل وروي ـ أيضا ـ عن عل

ة عن ج : عنه ـ قال ار إذا آان أحدآم يصلي فليحسر العمام د االختي ذا هو السنة عن ه، فال ريب أن ه د . بهت دم / وق تق . وأنه رأي أثر الماء والطين على أنف النبي صلى اهللا عليه وسلم وأرنبته : حديث أبي سعيد الخدري في الصحيحين

ة رسو : وفي لفظ قال ى جبه ه صلى فصلي بنا رسول الله صلى اهللا عليه وسلم حتى رأيت أثر الماء والطين عل ل الل

اه ذا اللفظ . اهللا عليه وسلم وأرنبته تصديق رؤي د رواه البخاري به دي . وق ال الحمي ذا الحديث أال تمسح : وق يحتج بها د م ه بع ه وجبهت ي أرنبت اء ف لم رؤي الم ه وس ي صلى اهللا علي د الصالة؛ ألن النب ل تمسح بع ة في الصالة، ب الجبه

. صلي

ازعوا . حمد وغيره ـ مسح الجبهة في الصالة من التراب آره العلماء ـ آأ : قلت ونحوه الذي يعلق بها في السجود، وتند ان عن أحم ا روايت ولين، هم ى ق اء . في مسحه بعد الصالة عل د في مسح م ان عن أحم ا روايت ذين هم القولين الل آ

ك ادة الوضوء بالمنديل، وفي إزالة خلوف فم الصائم بعد الزوال بالسواك، ونحو ذل ر العب ا هو من أث ي . مم وعن أبه، ووضع : حميد الساعدي ه عن جنبي األرض، ويجافي يدي ه ب أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان إذا سجد مكن جبهت

ال . حديث حسن صحيح : يديه حذو منكبيه رواه أبو داود والترمذي وقال ر ق ن حج ل ب ه : وعن وائ رأيت رسول الل . ليه وسلم يسجد على األرض واضعا جبهته وأنفه في سجوده، رواه أحمدصلى اهللا ع

الحر ونحوه ـ / د الحاجة ـ آ اه، وعن انوا يباشرون األرض بالجب فاألحاديث واآلثار تدل على أنهم في حال االختيار آ

ك يتقون بما يتصل بهم من طرف ثوب وعمامة وقلنسوة؛ ولهذا آان أعدل األقوال في هذه المسألة أنه يرخص في ذل . عند الحاجة، ويكره السجود على العمامة ونحوها عند عدم الحاجة، وفي المسألة نزاع وتفصيل ليس هذا موضعه

د : الوجه الثاني نهم، فق ه منفصال ع أنه لو آان مطلوبهم منه السجود على الحائل، ألذن لهم في اتخاذ ما يسجدون علي

رة أخرجه أصحاب الصحيح : مرة، فقالت ميمونةثبت عنه أنه آان يصلي على الخ آان رسول الله يصلي على الخمند، ورواه الترمذي من : آالبخاري ومسلم، وأهل السنن الثالثة د في المس ن ماجه، ورواه أحم أبو داود والنسائي واب

ا أصابن : ولفظ أبي داود . حديث ابن عباس ان يصلي آان يصلي وأنا حذاءه، وأنا حائض، وربم ه إذا سجد، وآ ي ثوبه صلى : وفي صحيح مسلم والسنن األربعة والمسند عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت . على الخمرة قال رسول الل . ) إن حيضتك ليست في يدك ( : يارسول الله، إني حائض، فقال : ، فقلت ) ناوليني الخمرة من المسجد ( : اهللا عليه وسلم

ا، : وعن ميمونة قالت دانا وهي حائض، فيضع رأسه في حجره ى إح آان رسول الله صلى اهللا عليه وسلم يتكئ علد، والنسائي ولفظه . حائض، ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض /فيقرأ القرآن وهي : رواه أحم

. ج ينسج من خوص، آان يسجد عليهفهذا صالته على الخمرة وهي نس . ) فتبسطها وهي حائض (

ام صنعته فأآل : وأيضا، في الصحيحين عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى اهللا عليه وسلم لطعام : ، قال أنس ) قوموا فألصل لكم ( : منه ثم قال اء، فق بس، فنضحته بم ا ل د اسود من طول م ا ق ى حصير لن فقمت إل

ه صلى اهللا رسول الله ص لى اهللا عليه وسلم، فصففت أنا واليتيم من ورائه، والعجوز من ورائنا، فصلي لنا رسول الل . عليه وسلم رآعتين، ثم انصرف

ان : قال رجل من األنصار : وفي البخاري وسنن أبي داود عن أنس بن مالك قال ي رجل ضخم ـ وآ يارسول الله، إن

صل حتى أراك آيف تصلي فأقتدي بك، : عك، وصنع له طعاما ودعاه إلى بيته، وقالضخما ـ ال أستطيع أن أصلي م ذ : فقال ؟ ] الضحي [ أآان يصلي : فنضحوا له طرف حصير لهم، فقام فصلي رآعتين، قيل ألنس . لم أره صلى إال يومئ

ا، أن رسول الله صلى اهللا عليه وسلم آا : وفي سنن أبي داود عن أنس بن مالك ن يزور أم سليم، فتدرآه الصالة أحيانه صلى : ولمسلم عن أبي سعيد الخدري . فيصلي على بساط لها، وهو حصير تنضحه بالماء ى رسول الل أنه دخل عل

لمة عن عائشة قالت . فرأيته يصلي على حصير يسجد عليه/ : اهللا عليه وسلم قال ي س آنت : وفي الصحيحين عن أبام بسطتهما أنام بين يدي رسول الله صلى اهللا عليه وسلم ورجالي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي، فإذا ق

. والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح : قالت

ى : وعن عروة عن عائشة ة، عل ين القبل ه وب ا بين ان يصلي وهي معترضة فيم أن رسول الله صلى اهللا عليه وسلم آان يصلي وعائشة . جنازةفراش أهله، اعتراض ال لم آ ه وس ي صلى اهللا علي وفي لفظ عن عراك عن عروة أن النب

اب الصالة . معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه ا في ب تدلوا به ا للبخاري، اس اظ آله ذه األلف وها على الفرش، وذآر اللفظ األخير مرسال؛ ألنه في معني التفسير للمسند أن عروة م بم إنما سمع من عائشة، وهو أعل

. سمع منها

الخمرة والحصير ارش إذا آانت من جنس األرض، آ ى المف وال نزاع بين أهل العلم في جواز الصالة والسجود علام، ود األنع ن جل وطة م اع المبس نس األرض، آاألنط ن ج يس م ا ل ى م ك عل ة ذل ي آراه ازعوا ف ا تن وه، وإنم ونح

ا ـ وهو مذهب أهل الحديث وآالبسط والزراب ك ـ أيض ي المصبوغة من الصوف، وأآثر أهل العلم يرخصون في ذلإن . آالشافعي وأحمد، ومذهب أهل الكوفة آأبي حنيفة وغيرهم ا بحديث عائشة، ف ك أيض ى جواز ذل تدلوا عل وقد اس

. األرض، وإنما آان من أدم أو صوف/الفراش لم يكن من جنس

د . آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يصلي على الحصير، وعلي الفروة المدبوغة : شعبة قالوعن المغيرة بن رواه أحمرة ه عن المغي رازي . وأبو داود من حديث أبي عون محمد بن عبد الله بن سعيد الثقفي عن أبي اتم ال و ح ال أب د : ق عب

وفي . رواه أحمد وابن ماجه . عليه وسلم صلى على بساط أن النبي صلى اهللا : وعن ابن عباس . الله بن سعيد مجهول . ما أبالي لو صليت على خمر : تاريخ البخاري عن أبي الدرداء قال

نعهم أن يتخذوا م يم لم ل ه وس ي صلى اهللا علي م أن النب اع ـ عل وإذا ثبت جواز الصالة على ما يفرش ـ بالسنة واإلجم

نهم شيئا يسجدون عليه يتقون به الحر ان م بهم، وآ ، ولكن طلبوا منه تأخير الصالة زيادة على ما آان يؤخرها فلم يج . من يتقي الحر إما بشيء منفصل عنه، وإما بما يتصل به من طرف ثوبه

. ففي حديث الخمرة حجة لمن يتخذ السجادة، آما قد احتج بذلك بعضهم : فإن قيل

: الجواب عن ذلك من وجوه : قيل ا / أن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يكن يصلي على الخمرة : حدهاأ دائما، بل أحيانا، آأنه آان إذا اشتد الحر يتقي به

ذا . الحر، ونحو ذلك م يكن في ه ه، فل بدليل ما قد تقدم من حديث أبي سعيد أنه رأي أثر الماء والطين في جبهته وأنف . دائماحجة لمن يتخذ السجادة يصلي عليها

ا الحر، : والثاني قد ذآروا أنها آانت لموضع سجوده، لم تكن بمنزلة السجادة التي تسع جميع بدنه، آأنه آان يتقي به

وط، وهي ] الخمرة [ : قالوا . هكذا قال أهل الغريب آالحصير الصغير، تعمل من سعف النخل، وتنسج بالسيور والخيين من حر قدر ما يوضع عليه الوجه واألن ذلك لسترها الوجه والكعب ف، فإذا آبرت عن ذلك، فهي حصير؛ سميت ب

ال بعضهم . ألن خيوطها مستورة بسعفها : وقيل . تستره : ألنها تخمر وجه المصلي، أي : وقيل . األرض وبردها د ق وقعليه وسلم على الخمرة التي آان جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة بين يدي رسول الله صلى اهللا : في حديث ابن عباس

ا : قال . قاعدا عليها فاحترقت منها مثل موضع درهم ر من نوعه ى الكبي رة عل ذا . وهذا ظاهر في إطالق الخم لكن ه . الحديث ال تعلم صحته، والقعود عليها ال يدل على أنها طويلة بقدر ما يصلي عليها، فال يعارض ذلك ما ذآروه

إنه : آما يعلل بذلك من يصلي على السجادة، ويقول/ الخمرة لم تكن ألجل اتقاء النجاسة، أو االحتراز منهاأن : الثالث

د ثبت ه ق ه، فإن انما يفعل ذلك لالحتراز من نجاسة المسجد، أو نجاسة حصر المسجد وفرشه؛ لكثرة دوس العامة عليفي نعالهم، وأنه أمر بالصالة في النعال لمخالفة اليهود، أنه آان يصلي في نعليه، وأنه صلى بأصحابه في نعليه، وهم

د صرح في الحديث . وأنه أمر إذا آان بها أذي أن تدلك بالتراب، ويصلي بها ومعلوم أن النعال تصيب األرض، وق . بأنه يصلي فيها بعد ذلك الدلك، وإن أصابها أذي

: فإن المراتب أربع ؟ وبين األرض حائال ألجل النجاسةفمن تكون هذه شريعته وسنته، آيف يستحب أن يجعل بينه

ى سجادة ى األرض، لكن عل أما الغالة من الموسوسين، فإنهم ال يصلون على األرض، وال على ما يفرش للعامة عل

ى األرض . ونحوها د من الصالة عل ك أبع ي ؟ وهؤالء آيف يصلون في نعالهم، وذل ق الت د القت الطري ال ق إن النع فى األرض انوا ال يصلون عل إذا آ ي بعض المواضع، ف ك ف وي ذل د يق ل ق ة، ب ي النجاس ل أن تلق ا، واحتم وا فيه مشي ال الت ه إال وقت الصالة، فكيف بالنع ارة، وال يالقون ه الطه ك الموقف األصل في مباشرين لها بأقدامهم، مع أن ذل

ون ائم واآلدمي ا البه ي تمشي فيه ات، الت ة النجاسة تكررت مالقاتها للطرق ى ؟ ، وهي مظن ذا هؤالء إذا صلوا عل ولها / جنازة وضعوا أقدامهم املين للنجاسة، وال مباشرين له وا ح ئال يكون ال؛ ل ورع عن . على ظاهر النع نهم من يت وم

ى األرض روش عل ا، فيفرش ألحدهم مف ا معروف ة . ذلك، فإن في الصالة على ما في أسفله نجاسة خالف ذه المرتب وه . لمراتب عن السنةأبعد ا

. أن يصلي على الحصير ونحوها دون األرض وما يالقيها : الثانية

أن يصلي على األرض، وال يصلي في النعل الذي تكرر مالقاتها للطرقات، فإن طهارة ما يتحري األرض قد : الثالثة

. يكون طاهرا، واحتمال تنجيسه بعيد، بخالف أسفل النعل

ذه : الرابعة لم، فه ه وس ي صلى اهللا علي ذلك النب ا أمر ب أن يصلي في النعلين، وإذا وجد فيهما أذي دلكهما بالتراب آمه . المرتبة هي التي جاءت بها السنة ع أن يستحب أن يجعل بين ة، امتن ة الرابع فعلم أن من آانت سنته هي هذه المرتب

ه وضعها . النجاسة وبين األرض حائلا من سجادة وغيرها؛ ألجل االحتراز من فال يجوز حمل حديث الخمرة على أنك ى ذل ا عل اء النجاسة فبطل استداللهم به ذلك، وإذا . التق ه ل يج إلي ذا يستعمل إذا احت اء الحر، فه ا إذا آانت التق وأم

. استغني عنه لم يفعل

ا الصحابة، : الرابع لم به ه وس انوا / أن الخمرة لم يأمر النبي صلى اهللا علي ل آ رة، ب ه خم نهم يتخذ ل م يكن آل م ولان رخصة . يسجدون على التراب والحصى آما تقدم ه آ م أن ه، فعل رهم ب وه، وألم ولو آان ذلك مستحبا أو سنة، لفعل

ا . ألجل الحاجة إلى ما يدفع األذى عن المصلى ابهم ونحوه دفعون األذى بثي انوا ي م آ وم أن الصحابة . وه ومن المعلره . ده وبعده أفضل منافي عه ان . وأتبع للسنة، وأطوع ألم ا يقصده متخذو السجادات، لك ذلك م ان المقصود ب و آ فل

. الصحابة يفعلون ذلك

ا، وحصى : الوجه الخامس ان تراب ل آ ا، ب م يكن مفروش ى . أن المسجد ل لم عل ه وس ي صلى اهللا علي د صلى النب وق . ، ولم يصل هناك ال على خمرة، وال سجادة وال غيرهاالحصير، وفراش امرأته، ونحو ذلك

ـال : فإن قيل ه ق ه، فإن رة في بيت ى الخم رة ( : ففي حديث ميمونة وعائشة مـا يقتضى أنه آان يصلي عل اوليني الخم ن

. وأيضا، ففي حـديث ميمـونة المتقدم ما يشعـر بذلك . ) مـن المسجد دة ليفرشها على حصر المسجد، لم يكن له في هذا الفعل حجة في السنة، بل آانت البدعة في ذلك من اتخذ السجا : قيل

: منكرة من وجوه

ة / أن هؤالء يتقى أحدهم أن يصلي على األرض حذرا أن : أحدها ى األرض سنة ثابت تكون نجسة، مع أن الصالة عللم ه وس ال صلى اهللا علي د ق واتر، فق ورا ( : بالنقل المت ى األرض مسجدا وطه ه . جعلت ل ي أدرآت ا رجل من أمت فأيم

ذا . ) الصالة فعنده مسجده وطهوره ن . وال يشرع اتقاء الصالة عليها ألجل ه د ثبت في صحيح البخاري عن اب ل ق بيئا : عمر قال وا يرشون ش م يكون لم ول ك آانت الكالب تقبل وتدبر في مسجد رسول اهللا صلى اهللا عليه وس أو . من ذله من رأى . تبول، وتقبل، وتدبر، ولم يكونوا يرشون شيئا من ذلك : وفي سنن أبي داود . آما قال وهذا الحديث احتج ب

ولين في مذهب الشافعي ا هو أحد الق ك، آم ريح، ونحو ذل أن النجاسة إذا أصابت األرض فإنها تطهر بالشمس وال . وأحمد وغيرهما، وهو مذهب أبي حنيفة

واحتجوا ـ أيضا ـ بأن النبي صلى اهللا عليه وسلم أمر بدلك النعل النجس باألرض وجعل التراب لها طهورا، فإذا آان

ى ق األول د . طهورا في إزالة النجاسة عن غيره، فألن يكون طهورا في إزالة النجاسة عن نفسه بطري ول ق ذا الق وهول . باالستحالةإن النجاسة تطهر : يقول به من ال يقول ذلك، مع ق فإن أحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد تطهر ب

. هؤالء إن النجاسة ال تطهر باالستحالة

ك، وهو : وأما من قال إن النجاسة تطهر باالستحالة ـ آما هو إحدى الروايتين عن أحمد، وأحد القولين في مذهب مالرهم ـ / مذهب ة، وأهل الظاهر، وغي ول هؤالء أظهر أبي حنيف ى ق األمر عل ون . ف إنهم يقول نجس إذا : ف روث ال إن ال

. صار رمادا ونحوه، فهو طاهر، وما يقع في المالحة من دم وميتة ونحوهما إذا صار ملحا، فهو طاهر

الخطاب وثبت ذلك عن عمر بن . وقد اتفقوا جميعهم أن الخمر إذا استحالت بفعل اهللا ـ سبحانه ـ فصارت خال طهرت ة ى الخمر المنقلب ت، يقيسونها عل ان إذا انقلب أن الخمر . وغيره من الصحابة، فسائر األعي ذر ب ا يعت رق بينهم ومن ف

. فلما استحال خمرا نجس، فإذا استحال خال طهر . نجست باالستحالة فطهرت باالستحالة؛ ألن العصير آان طاهرا

فإن الطعام والشراب يتناوله الحيوان طاهرا . إنما نجست ـ أيضا ـ باالستحالة فإن جميع النجاسات . وهذا قول ضعيفا خلقت من تها إنم ول بنجاس د من يق ا ـ عن في حال الحياة ثم يموت فينجس، وآذلك الخنزير والكلب والسباع ـ أيض

. الماء والتراب الطاهرين

يهم { : رة، داخلة في قوله تعالىوأيضا، فإن هذا الخل والملح ونحوهما أعيان طيبة طاه رم عل ات ويح ويحل لهم الطيبا في : فللمحرم المنجس لها أن يقول . ] 157 : األعراف [ } الخبآئث ة في المنصوص، أو لكونه إنه حرمها، لكونها داخل

ان / لها،معنى الداخلة فيه، فكال األمرين منتف، فإن النص ال يتناو ا، ولكن آ ومعنى النص الذي هو الخبث منتف فيهول . أصلها نجسا، وهذا ال يضر، فإن اهللا يخرج الطيب من الخبيث، ويخرج الخبيث من الطيب ذا الق وال ريب أن ه

. أقوى في الحجة نصا وقياسا

إنه خالط التراب صديد الموتى : يقولون . لعتيقةفإن القائلين بنجاسة المقبرة ا . وعلى ما تقدم ذآره ينبنى طهارة المقابرا،وقد دل . ونحوه، واستحال عن ذلك، فينجسونه راب نجس وال، فال يكون الت وأما على قول االستحالة وغيره من األق

ه ان في ى النجار، وآ ا لبن ان حائط لم آ ه وس على ذلك ما ثبت في الصحيحين من أن مسجد رسول اهللا صلى اهللا عليو الخرب قب ت، وب ل فقطع ت، وبالنخ القبور فنبش لم ب ه وس ي صلى اهللا علي أمر النب ل، ف رب، ونخ رآين، وخ ر المش

أمر . فهذا آان مقبرة للمشرآين . . فسويت، وجعل قبلة للمسجد م ي ا أمر بنبشهم، ل لم لم ه وس ثم إن النبي صلى اهللا عليرة، وال راب المقب ره من ت ذرة بنقل التراب، الذي القاهم، وغي االحتراز من الع ذه . أمر ب ذا موضع بسط ه يس ه ول

وإن آان . المسألة، لكن الغرض التنبيه على أن ما عليه أآثر أهل الوسواس من توقى األرض وتنجيسها باطل بالنص . بعضه فيه نزاع، وبعضه باطل باإلجماع، أو غيره من األدلة الشرعية

ا يفرش أن هؤالء يفترش أحد : الوجه الثانى/ ك، مم هم السجادة على مصليات المسلمين من الحصر والبسط، ونحو ذل

ه . في المساجد، فيزدادون بدعة على بدعتهم ي صلى اهللا علي ل عن النب م ينق وهذا األمر لم يفعله أحد من السلف، ولالناس، ولعل أحدهم أن وسلم ما يكون شبهة لهم، فضال عن أن يكون دليال، بل يعللون أن هـذه الحصر يطـؤها عامـة

يئا من ه ش يكون قد رأى أو سمع أنه في بعض األوقات بال صبي، أو غيره على بعض حصر المسجد، أو رأى علي . ذرق الحمام، أو غيره، فيصير ذلك حجة في الوسواس

د رسول اهللا صلى اهللا عل ى عه لمون عل ه المس أ علي ازال يط التواتر أن المسجد الحرام م م ب د عل د وق لم وعه ه وس ي

خلفائه، وهناك من الحمام ما ليس بغيره، ويمر بالمطاف من الخلق ما ال يمر بمسجد من المساجد، فتكون هذه الشبهة وى ا أق ي ذآرتموه ل، وال . الت ى حائ اك عل اؤه وأصحابه يصلي هن لم وخلف ه وس ي صلى اهللا علي م يكن النب ه ل م إن ث

ين يستحب ذلك، فلو آان هذا مستحبا آما زع اؤه وأصحابه متفق لم وخلف ه وس ي صلى اهللا علي م يكن النب مه هؤالء، لل تحب األفض رك المس ى ت ه . عل لم وخلفائ ه وس لى اهللا علي ي ص ن النب ال م ن عم وع هللا وأحس ؤالء أط ون ه ويك

. وأصحابه، فإن هذا خالف ما ثبت في الكتاب والسنة واإلجماع

ول اهللا جد رس ؤون مس انوا يط د آ ا، فق لم وأيض ه وس ذا / صلى اهللا علي ام ه ع قي ه م لون في افهم، ويص الهم وخف بنعك وا . االحتمال، ولم يستحب لهم هذا االحتراز الذي ابتدعه هؤالء، فعلم خطؤهم في ذل أن يقول ا ب ون بينهم د يفرق : وق

ريح واالستحالة ال . دون الحصير . األرض تطهر بالشمس وال ا : فيق ا فإنم ان حق ذا إذا آ ة ه . هو من النجاسة المخفف : وذلك يظهر بالوجــه الثالث

فإن . وهو أن النجاسة ال يستحب البحث عما لم يظهر منها، وال االحتراز عما ليس عليه دليل ظاهر؛ الحتمال وجوده

ا، : آان قد قال طائفة من الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم ه مطلق راز عن المشكوك في ه يستحب االحت ول إن و ق فهاء . ضعيف ى صاحبه م ان، فسقط عل ه بمك وقد ثبت عن عمر بن الخطاب ـ رضي اهللا عنه ـ أنه مر هو وصاحب ل

ره، : فقال له عمر ؟ يا صاحب الميزاب أماؤك طاهر أم نجس : من ميزاب، فنادى صاحبه زاب، ال تخب ياصاحب المي : وهذا قد ينبني على أصل . السؤال ما لم يؤمر به فإن هذا ليس عليه فنهى عمر عن إخباره؛ ألنه تكلف من

م تجب د الصالة ل ا إال بع م به م يعل ه نجاسة ول ه أو ثياب و صلى وببدن وهو أن النجاسة إنما يثبت حكمها مع العلم، فلم ا ث ان علمه روايتين، وسواء آ وى ال د في أق ره، وأحم ك وغي اء، وهو مذهب مال عليه اإلعادة في أصح قولي العلم

ا / نسيها، أو جهلها ابتداء، لما تقدم من اء الصالة، لم ا في أثن م خلعهم أن النبي صلى اهللا عليه وسلم صلى في نعليه ثأخبره جبريل أن بهما أذى، ومضى في صالته، ولم يستأنفها، مع آون ذلك موجودا في أول الصالة، لكن لم يعلم به،

يدل على أنه مأمور به من اجتناب النجاسة مع . . . . ة، لكان عبثا أو مكروهافتكلفه للخلع في أثنائها، مع أنه لوال الحاج . العلم، ومظنة تدل على العفو عنها في حال عدم العلم بها

آنت مع : وقد روى أبو داود ـ أيضا ـ عن أم جحدر العامرية، أنها سألت عائشة عن دم الحيض يصيب الثوب، فقالت

لم، رسول اهللا صل ه وس ا أصبح رسول اهللا صلى اهللا علي اء، فلم ه آس ا فوق د ألقين ى اهللا عليه وسلم وعلينا شعارنا، وقال رجل س، فق م جل داة ث ة من دم، فقبض رسول اهللا : أخذ الكساء فلبسه، ثم خرج فصلى الغ ذه لمع ا رسول اهللا، ه يي ( : غالم، فقال صلى اهللا عليه وسلم ما يليها، فبعث بها إلي مصرورة في يد ا إل ا، وأرسلي به ، ) اغسلي هذا، وأجفيه

. فدعوت بقصعتي فغسلتها، ثم أجففتها فأعدتها إليه، فجاء رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم نصف النهار وهي عليه

ادة، وال ذآرت ه اإلع د، وأن علي ه يعي م أن ادة، وال ذآر له أمومين باإلع أمر الم م ي ذا الحديث ل ي ه ك عائشة، وف ذله . وظاهر هذا أنه لم يعد اب المنهي عن ه في الصالة، وب ه عن المخطئ / وألن النجاسة من باب المنهي عن و في معف

ا { : آما قال في دعاء الرسول والمؤمنين . والناسي ينا أو أخطأن ذنا إن نس رة [ } ربنا ال تؤاخ د ثبت في ] 286 : البق ، وق . أن اهللا استجاب هذا الدعاء : الصحيح من حديث أبي هريرة

ك وألن األدلة الشرعية دلت على أن الكالم ونحوه من مبطالت الصالة يعفى فيها عن الناسي والجاهل، وهو قول مالم . والشافعي وأحمد في إحدى الروايتين ن الحك ة ب السلمي وقد دل على ذلك حديث ذى اليدين ونحوه، وحديث معاوي

ل : لما شمت العاطس في الصالة، وحديث ابن مسعود المتفق عليه في التشهد لما آانوا يقولون أوال السالم على اهللا قبال ك، وق ذلك حديث : عباده، فنهاهم عن ذل ادة، وآ أمرهم باإلع م ي رهم بالتشهد المشهور، ول إن اهللا هو السالم، وأم . م ارحمني وارحم محمدا، وال ترحم معنا أحدا، وأمثال ذلكالله : األعرابى الذي قال في دعائه

ذا ا من ه فهذا ونحوه مما يبين أن األمور المنهي عنها في الصالة وغيرها يعفى فيها عن الناسي والمخطئ، ونحوهم

. الباب

ه ـ ا وظاهرا، فال حاجة ب ذ ـ عن السؤال عن وإذا آان آذلك، فإذا لم يكن عالما بالنجاسة صحت صالته باطن حينئره الصالة . أشياء إن أبديت ساءته، قد عفا اهللا عنها د / وهؤالء قد يبلغ الحال بأحدهم إلى أن يك ل ق ى سجادة، ب إال عل

ه امتناعه من المحرم ع من ا، فيمتن ا محرم ى غيره انوا ال . جعل الصالة عل ذين آ اب ال ابهة ألهل الكت ه مش ذا في وها يصلون إال في مساجدهم ذي ال يصلي إال فيم بيه بال ارش، ش ، فإن الذي ال يصلي إال على ما يصنع للصالة من المف . يصنع للصالة من األماآن

أمر الصالة، اء ب ة االعتن دين، ومن قل ة ال ك في قل رك ذل دون ت دين، فيع وأيضا، فقد يجعلون ذلك من شعائر أهل ال

لم، وأصحابه فيجعلون ما ابتدعوه من الهدي الذي ما أنزل به ه وس د صلى اهللا علي . من سلطان أآمل من هدى محمم . وربما تظاهر أحدهم بوضع السجادة على منكبه، وإظهار المسابح في يده، وجعله من شعار الدين والصالة د عل وق

دون ع بحون ويعق انوا يس عارهم، وآ ذا ش ن ه م يك حابه ل لم وأص ه وس لى اهللا علي ي ص واتر، أن النب ل المت ى بالنق لتنطقات ( : أصابعهم، آما جاء في الحديث د أحدهم التسبيح بحصى ) اعقدن باألصابع فإنهن مسؤوالت، مس ا عق وربم

ل أحد . أو نوى م يق ه أفضل من : والتسبيح بالمسابح من الناس من آرهه، ومنهم من رخص فيه، لكن ل إن التسبيح بم التسبيح باألصابع، وغيرها، وإذا آان هذا مستحب ه إن ل ذموم، فإن اس م ا يظهر فقصد إظهار ذلك والتميز به على الن

يكن رياء فهو تشبه بأهل الرياء، إذ آثير ممن يصنع هذا يظهر منه الرياء ولو آان رياء بأمر مشروع لكانت إحدى يس ـاء ل ـه ري الى . مشروعا/ المصيبتين، لكن ـال تع ـد ق م أحس { : وق وآم أيك اليبل ك [ } ن عمل ن . ] 2 : المل ال الفضيل ب ق

ا أخلصه وأصوبه : قالوا . أخلصه وأصوبه : عياض ـ رضي اهللا عنه ـ ي، م ال ؟ يا أبا عل ا : ق ان خالص إن العمل إذا آأن يكون هللا، والخالص . ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا آان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا

. والصواب أن يكون على السنة

ه، وهو العمل أمورا ب ه في العمل أن يكون مشروعا م وهذا الذي قاله الفضيل متفق عليه بين المسلمين، فإنه البد لادة فمن آان يرجو لقاء ربه فليعمل { : آما قال تعالى . والبد أن يقصد به وجه اهللا . الصالح رك بعب ا يش عملا صالحا وله : وآان عمر بن الخطاب ـ رضي اهللا عنه ـ يقول . ] 110 : الكهف [ } ربه أحدا ه صالحا، واجعل ى آل م اجعل عمل الله

لم وج { : ومنه قوله ـ تعالى ـ . لوجهك خالصا، وال تجعل ألحد فيه شيئا ن أس د بلى م ره عن ه أج ن فل و محس ه وه ه لل هون م يحزن يهم وال ه وف عل ه وال خ رة [ } رب الى ] 112 : البق ال تع و { : ، وق ه هللا وه لم وجه ن أس ا مم ن دين ن أحس وم

. ] 125 : النساء [ } واتخذ الله إبراهيم خليال محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا

ال لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ه ـ عن النب رة ـ رضي اهللا عن الى ـ ( : وفى صحيح مسلم عن أبي هري ول اهللا ـ تع ا : يق أنوفي السنن . ) ذي أشرك بهمن عمل عمال أشرك فيه غيري، فإني منه بريء، وهو آله لل . أغنى الشرآاء عن الشرك

ال ا رسول اهللا : عن العرباض بن سارية ق ا /وعظن ون، ووجلت منه ا العي لم موعظة ذرفت منه ه وس صلى اهللا عليا : القلوب فقال قائل د إلين اذا تعه ودع، فم ال ؟ يا رسول اهللا، آأنها موعظة م ه من ( : فق أوصيكم بالسمع والطاعة، فإن

ا وعضوا يعش منكم فسيرى اخ دي، تمسكوا به ديين من بع اء الراشدين المه يكم بسنتي وسنة الخلف را، فعل ا آثي تالفإن آل بدعة ضاللة . وإياآم ومحدثات األمور . عليها بالنواجذ ي صلى اهللا . ) ف وفي الصحيحين عن عائشة عن النب

و رد ( : وفي لفظ . ) من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ( : عليه وسلم أنه قال ا فه ه أمرن . ) من عمل عمال ليس علياب اهللا، ( : وفي صحيح مسلم عن جابر، أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم آان يقول في خطبته إن أحسن الحديث آت

. ) وخير الهدى هدي محمد، وشر األمور محدثاتها، وآل بدعة ضاللة

ذا وأما ما يفعله آثير من الناس من ى المسجد، فه ابهم إل ل ذه ا، قب ة، أو غيره وم الجمع ى المسجد ي ارش إل تقديم مف

ة ؟ وهل تصح صالته على ذلك المفروش . منهى عنه باتفاق المسلمين، بل محرم ه غصب بقع اء؛ ألن فيه قوالن للعلمان في المسجد بفرش ذلك المفروش فيها، ومنع غيره من المصلين الذين يسبقونه إلى المسجد . أن يصلي في ذلك المك

ي األرض المغصوبة و آالصالة ف ل ه ا، فه ره أن يصلي فيه ع غي ع من جد م ن المس ة م ي بقع ن صلى ف ى ؟ وم علاء / وفي الصالة في األرض . وجهين ع . المغصوبة قوالن للعلم ي يمن ره الصالة في المقاصير الت تند من آ ذا مس وه

. الصالة فيها عموم الناس

لم والمشروع ه وس ي صلى اهللا علي ا تصف ( : في المسجد أن الناس يتمون الصف األول، آما قال النب أال تصفون آمالوا ) ؟ المالئكة عند ربها ا : ق د ربه ة عن ال ؟ وآيف تصف المالئك األول، ويتراصون في ( : ق يتمون الصف األول، ف

ال . ) الصف م ( : وفي الصحيحين عنه أنه ق و يعل م يجدوا إال أن يستهموا ل م ل داء، والصف األول، ث ا في الن اس م الن . ) عليه الستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير الستبقوا إليه

ين د خالف الشريعة من وجه و، فق من : والمأمور به أن يسبق الرجل بنفسه إلى المسجد، فإذا قدم المفروش وتأخر ه

ومن جهة غصبه لطائفة من المسجد، ومنعه السابقين إلى المسجد أن يصلوا فيه، وأن . جهة تأخره وهو مأمور بالتقدمرا ( : وفي الحديث . يتموا الصف األول فاألول، ثم إنه يتخطى الناس إذا حضروا الذي يتخطى رقاب الناس، يتخذ جس

. ) اجلس فقد آذيت ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم للرجل ) إلى جهنم

: فيه قوالن ؟ ثم إذا فرش هذا فهل لمن سبق إلى المسجد أن يرفع ذلك ويصلي موضعه . ليس له ذلك؛ ألنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه : أحدهما/

دم، : والثاني ك الصف المق ذا السابق يستحق الصالة في ذل ـ وهو الصحيح ـ أن لغيره رفعه، والصالة مكانه؛ ألن هروش . ر بذلك أيضاوهو مأمو ك المف ع ذل ذا الحق إال برف تم . وهو ال يتمكن من فعل هذا المأمور واستيفاء ه ا ال ي وم

. المأمور إال به فهو مأمور به

لم ه وس من رأى ( : وأيضا، فذلك المفروش وضعه هناك على وجه الغصب، وذلك منكر، وقد قال النبي صلى اهللا عليلكن ينبغي أن يراعى . ) وذلك أضعف اإليمان . فإن لم يستطع، فبقلبه . بيده، فإن لم يستطع فبلسانه منكم منكرا فليغيره

. واهللا تعالى أعلم، والحمد هللا وحده . في ذلك أال يؤول إلى منكر أعظم منهى سجادة ( : وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن الحديث د اهللا ، فق ) أن النبي صلى اهللا عليه وسلم صلى عل د أورد شخص عن عب

لم ه وس ال : بن عمر عن عائشة عن النبي صلى اهللا علي ه توضأ وق ه ( : أن الخمرة فأتت ب ي ب ا عائشة، ائتين فصلى . ي . ) عليه

: فأجاب

ا /شيء يصنع من الخوص، : والخمرة ) أنه طلب الخمرة ( : لفظ الحديث ه حر األرض، وأذاه ه يتقي ب إن . فسجد علي ف

وأما اتخاذها آبيرة يصلي عليها يتقي بها النجاسة ونحوها، فلم يكن النبي صلى اهللا عليه وسلم . حديث الخمرة صحيحر راب والحصير، وغي ى الت ين، ويصلون عل اة ومنتعل يتخذ سجادة يصلي عليها، وال الصحابة، بل آانوا يصلون حف

. ذلك، من غير حائل

ال : نوقد ثبت عنه في الصحيحي ه، وق الفوهم ( : أنه آان يصلي في نعلي الهم، فخ ود ال يصلون في نع وصلى ) إن اليهالكم ( : مرة في نعليه وأصحابه في نعالهم فخلعهما في الصالة، فخلعوا، فقال تم نع م خلع ا لك الوا ) ؟ م اك خلعت : ق رأين

ا أذى إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما أذ ( : قال . فخلعنا ان فيهم إن آ ه، ف ى، فإذا أتى أحدآم المسجد فلينظر في نعلي . ) فليدلكهما بالتراب، فإن التراب لهما طهور

ى األرض، ا عل ل يطؤون به ا، ب الهم، وال يخلعونه ي نع لم وأصحابه يصلون ف ه وس ي صلى اهللا علي ان النب إذا آ ف

ى ها عل ا ويصلون فيها، فكيف يظن أنه آان يتخذ سجادة يفرش م يصلي عليه ره، ث م يكن أحد ؟ حصير، أو غي ذا ل فهيئا من . يفعله من الصحابة لم ش ه وس وينقل عن مالك أنه لما قدم بعض العلماء، وفرش في مسجد النبي صلى اهللا علي

. واهللا أعلم ! ؟ أما علمت أن هذا في مسجدنا بدعة : وقال . ذلك أمر بحبسه ه اهللا ا ـ رحم ك / ـ وسئل ـ أيض ر ذل ر موضعا من المسجد، بسجادة أو بساط أو غي وإذا ؟ هل هو حرام . عمن تحج

؟ صلى إنسان على شيء من ذلك بغير إذن مالكه هل يكره أم ال

: فأجاب

ك ر ذل ل حضوره، وال بساطا، وال غي ها قب يئا ال سجادة يفرش ره . ليس ألحد أن يتحجر من المسجد ش يس لغي أن ول . واهللا أعلم . في أصح قولي العلماء . يصلي عليها بغير إذنه، لكن يرفعها ويصلي مكانها

؟ فهل يجوز . وسئل عن دخول النصراني أو اليهودي في المسجد بإذن المسلم، أو بغير إذنه أو يتخذه طريقا

: فأجاب

. فإن هذا يمنع بال ريب ؟ افر طريقاليس للمسلم أن يتخذ المسجد طريقا، فكيف إذا اتخذه الك

: وأما إذا آان دخله ذمي لمصلحة، فهذا فيه قوالن للعلماء، هما روايتان عن أحمد/

. وهو مذهب مالك؛ ألن ذلك هو الذي استقر عليه عمل الصحابة . ال يجوز : أحدهما

. اط إذن المسلم وجهان، في مذهب أحمد، وغيرهوهو مذهب أبي حنيفة والشافعي، وفي اشتر . يجوز : والثاني

ة أم ال : وسئل د ؟ هل تصح الصالة في المسجد إذا آان فيه قبر، والناس تجتمع فيه لصالتي الجماعة والجمع وهل يمه ؟ القبر، أو يعمل عليه حاجز أو حائط

: فأجاب

ر؛ ألن ال ى قب ى مسجد عل ه ال يبن ة أن ال الحمد هللا، اتفق األئم لم ق ه وس ي صلى اهللا علي انوا ( : نب بلكم آ ان ق إن من آ

. ) يتخذون القبور مساجد، أال فال تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاآم عن ذلك . إما بتسوية القبر، وإما بنبشه إن آان جديدا : فإن آان المسجد قبل الدفن غير . وأنه ال يجوز دفن ميت في مسجد/

فإما أن يزال المسجد، وإما أن تزال صورة القبر، فالمسجد الذي على القبر ال يصلي : المسجد بني بعد القبروإن آان . فيه فرض، وال نفل، فإنه منهي عنه

ي ع ف اثهم، الجمي هم وأث ومهم وقماش ربهم ون م وش ارا وأآله يال ونه ين ل امع مقيم ي الج ازلين ف ة ن ن جماع ئل ع وس

رؤون الجامع، ويمنعون من وا بعض المقاصير يق م إن جماعة دخل ينزل عندهم من غير جنسهم، وحكروا الجامع، ث . أفتونا مأجورين ؟ فهل يجوز ذلك . القرآن احتسابا، فمنعهم بعض المجاورين وقال هذا موضعنا

: فأجاب

ي صلى اهللا الحمد هللا، ليس ألحد من الناس أن يختص بشيء من المسجد بحيث يمنع غيره منه دا د نهى النب ئما، بل ق

. عليه وسلم عن إيطان آإيطان البعير

ه للصالة، /معناه أن يتخذ الرجل مكانا من المسجد ال يصلي : قال العلماء ان بعين ة مك ه مالزم إال فيه، فإذا آان ليس لك، فكيف إذا هذا لو آان إنما يفعل فيها ما يبنى له المسجد من . آيف بمن يتحجر بقعة دائما ذآر ونحو ذل الصالة وال

ا ه دائم بن المساجد ل م ت إن ؟ اتخذ المسجد بمنزلة البيوت فيه أآله وشربه ونومه وسائر أحواله التي تشتمل على ما ل فان الرجل ان أهل الصفة؛ آ ا آ هذا يمنع باتفاق المسلمين، فإنما وقعت الرخصة في بعض ذلك لذوى الحاجة، مثل م

ل . إلى المدينة، وليس له مكان يأوى إليه، فيقيم بالصفة إلى أن يتيسر له أهل أو مكان يأوى إليهيأتى مهاجرا م ينتق . ثه ن عمر يبيت في المسجد، وهو عزب؛ . ومثل المسكينة التي آانت تأوى إلى المسجد، وآانت تقم ان اب ا آ ل م ومث

. ألنه لم يكن له بيت يأوي إليه حتى تزوج

فيجب الفرق بين األمر اليسير، . ا الباب علي بن أبي طالب، لما تقاول هو وفاطمة ذهب إلى المسجد فنام فيهومن هذال تتخذوا المسجد : وذوى الحاجات، وبين ما يصير عادة ويكثر، وما يكون لغير ذوي الحاجات؛ ولهذا قال ابن عباس

ه ! ؟ ف ما ذآر من األمورهذا، ولم يفعل فيه إال النوم، فكي . مبيتا ومقيال والعلماء قد تنازعوا في المعتكف هل ينبغي له إال لحاجة اذ ؟ أن يأآل في المسجد، أو في بيته، مع أنه مأمور بمالزمة المسجد، وأال يخرج من وا اتخ ة آره واألئم

. صلون فيها خاصةآانوا ي/المقاصير في المسجد، لما أحدثها بعض الملوك؛ ألجل الصالة خاصة، وأولئك إنما

ذا يجعل المسجد . فأما اتخاذها للسكنى والمبيت وحفظ القماش والمتاع فيها، فما علمت مسلما ترخص في ذلك إن ه فه، لمين، ال يختص أحد بشيء من بمنزلة الفنادق التي فيها مساآن متحجرة، والمسجد البد أن يكون مشترآا بين المس

م أو اعتكاف إال بمقدار لبثه للعمل م عل راءة أو ذآر أو تعل المشروع فيه، فمن سبق إلى بقعة من المسجد لصالة أو قام لم نهى أن يق ه وس ي صلى اهللا علي إن النب ونحو ذلك، فهو أحق به حتى يقضى ذلك العمل، ليس ألحد إقامته منه، ف

لم وإذا انتقض وضوؤه ثم عاد فهو أحق . الرجل من مجلسه، ولكن يوسع ويفسح بمكانه، فإن النبي صلى اهللا عليه وس . ) إذا قام الرجل عن مجلسه ثم عاد إليه فهو أحق به ( : سن ذلك، قال

اق المسلمين غ . وأما أن يختص بالمقام والسكنى فيه، آما يختص الناس بمساآنهم، فهذا من أعظم المنكرات باتف وأبل

ان يحتجر ما يكون من المقام في المسجد مقام المعت كف، آما آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يعتكف في المسجد، وآاب ه القب م في ون في المساجد، ويضربون له اس يعتكف ان الن له حصيرا فيعتكف فيه، وآان يعتكف في قبة، وآذلك آ

اف خاصة دة االعتك ذا م ا الب . فه جد إال لم ن المس رج م يس للمعتكف أن يخ رعية، ول ادة ش اف عب ه، واالعتك د منى / والمشروع له ى فعل المحظور، وعل ل يشتمل عل ا ب يس معتكف كنا ل ذي يتخذه س ى اهللا، وال أال يشتغل إال بقربة إل

ه المسجد من صالة ى ل ا بن ة م ك البقع وا في تل المنع من المشروع، فإن من آان بهذه الحال، منع الناس من أن يفعلذا وقراءة وذآر، آما في االستفتاء أن بعضهم يمن ه ه ذي فعل راء، وال ره من الق ة، آغي ع من يقرأ القرآن في تلك البقع

: الظالم منكر من وجوه

. اتخاذ المسجد مبيتا ومقيال وسكنا، آبيوت الخانات، والفنادق : أحدها

. منعه من يقرأ القرآن حيث يشرع : والثانى

أن أ : والثالث يس من منع بعض الناس دون بعض، فإن احتج ب ذا ل يهم، وه رؤون ألجل الوقف الموقوف عل ولئك يقف، رأه ألجل الوق ة ممن يق ى بالمعاون با، أول رآن محتس رأ الق ع؛ ألن من يق أهل الوقف، آان هذا العذر أقبح من المن

و وليس للواقف أن يغير دين اهللا، وليس بمجرد وقفه يصير ألهل الوقف في المسجد حق لم يكن لهم قبل ذلك؛ ولهذا لولو عين بقعة من المسجد . أراد الواقف أن يحتجر بقعة من المسجد ألجل وقفه بحيث يمنع غيره منها، لم يكن له ذلك

ذر أن يصلي . النذر/ لما أمر به من قراءة أو تعليم ونحو ذلك لم تتعين تلك البقعة، آما ال تتعين فى و ن فإن اإلنسان لة أهل ويعتكف في بقعة من المسجد لم تتعين د عام تلك البقعة، وآان له أن يصلي ويعتكف في سائر بقاع المسجد عن

. على وجهين في مذهب أحمد ؟ العلم، لكن هل عليه آفارة يمين

ذر ال ذر، وإال فالن دون الن وأما األئمة الثالثة، فال يوجبون ـ عليه آفارة ـ وهذا ألنه ال يجب بالنذر إال ما آان طاعة بلم يجعل ما ليس ب ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ا ق ان طاعة هللا، آم ا آ ه أن يوقف إال م : عبادة عبادة، والناذر ليس علي

. ) من نذر أن يطيع اهللا فليطعه، ومن نذر أن يعصي اهللا فال يعصه (

. ولهذا لو نذر حراما أو مكروها أو مباحا مستوى الطرفين، لم يكن عليه الوفاء به

. رة قوالن أوجبها في المشهور أحمد، ولم يوجبها الثالثةوفى الكفا

. وآذلك شرط الواقف والبائع وغيرهما

من اشترط شرطا ليس في ؟ ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في آتاب اهللا ( : آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلمألنه ليس ألحد أن يغير شريعته / وهذا آله . ) شرط اهللا أوثقآتاب اهللا فهو باطل وإن آان مائة شرط، آتاب اهللا أحق و

ذي شرع اهللا ا ال ام المساجد عن حكمه ر أحك ه اهللا، وال يغي أذن ب التي بعث بها رسوله، وال يبتدع في دين اهللا ما لم ي . واهللا أعلم . ورسوله

؟ ي أماآن الصالة، هل يجوز ذلك أم الوسئل ـ رحمه اهللا ـ عن النوم في المسجد، والكالم والمشي بالنعال ف

: فأجاب

. وأما اتخاذه مبيتا ومقيال فينهون عنه . أما النوم أحيانا للمحتاج مثل الغريب والفقير الذي ال مسكن له فجائز

ا و في المسجد أشد تحريم ا المحرم فه روه وآ . وأما الكالم الذي يحبه اهللا ورسوله في المسجد فحسن، وأم . ذلك المك

. ويكره فيه فضول المباح

لكن ينبغى للرجل . وأما المشي بالنعال فجائز، آما آان الصحابة يمشون بنعالهم في مسجد النبي صلى اهللا عليه وسلمدلكهما ا أذى، فلي ان بهم إن آ ه، ف لم فينظر في نعلي ه وس إذا أتى المسجد أن يفعل ما أمره به رسول اهللا صلى اهللا علي

. واهللا أعلم . بالتراب، فإن التراب لهما طهور

؟ هل هو جائز أم ال : وسئل عن السواك وتسريح اللحية في المسجد

: فأجاب

تاآون في المسجد، أما السـواك في المسجد فما علمت أحدا من العلماء آرهه، بل اآلثار تدل على أن السلف آانوا يسابه في المسجد، ويمتخط في ثيابه، باتفاق األئمة وبسنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ويجوز أن يبصق الرجل في ثي

اء د جمهور العلم ه ـ مع أن الوضوء . الثابتة عنه، بل يجوز التوضؤ في المسجد بال آراهة عن إذا جاز الوضوء في فره السو وإذا جاز البصاق واالمتخاط ! ؟ اكيكون فيه السواك، وتجوز الصالة فيه، والصالة يستاك عندها ـ فكيف يك

. فيه، فكيف يكره السواك

فإنما آرهه بعض الناس بناء على أن شعر اإلنسان المنفصل نجس، ويمنع أن يكون في المسجد شيء : وأما التسريحه طاهر . نجس، أو بناء على أنه آالقذاة عر اإلنسان المنفصل عن ى أن ش اء عل ي آم . وجمهور العلم ك، وأب ذهب مال

ي . حنيفة، وأحمد في ظاهر مذهبه، وأحد الوجهين في مذهب الشافعي ـ وهو الصحيح إن النب لم / ف ه وس صلى اهللا علي . حلق رأسه، وأعطى نصفه ألبى طلحة، ونصفه قسمه بين الناس

ام، إال يشارك النبي صلى اهللا عليه وسلم فيه أمته، بل األصل ] باب الطهارة والنجاسة [ و أنه أسوة لهم في جميع األحك

. ما قام فيه دليل يوجب اختصاصه به

ك اء ـ وهو ظاهر مذهب مال ولي العلم ل في أحد ق وأيضا، الصحيح الذي عليه الجمهور أن شعور الميتة طاهرة، بولين إذا سرح ى الق ر، وعل ى شعر الخنزي ع الشعور طاهرة حت روايتين ـ أن جمي د في إحدى ال شعره وجمع وأحم

. الشعر فلم يترك في المسجد فال بأس بذلك

ين ع في الع ي تق ذاة، الت . وأما ترك شعره في المسجد، فهذا يكره، وإن لم يكن نجسا، فإن المسجد يصان حتى عن الق . واهللا أعلم

ا وهل تغسل الموتى، وتدفن ؟ هل يجوز ذبحها في المسجد : وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن الضحايا ة فيه وهل يجوز ؟ األجنتنجاء في المسجد، والغسل ؟ تغيير وقفها من غير منفعة تعود عليها ا جزاء ؟ وهل يجوز االس م يجز، فم من / وإذا ل

الم سبه اه ع ه وإن أفت ه، ؟ يفعله، وال يأتمر بأمر اهللا وال ينتهى عما نهى عن ى األمر زجره ومنع ى ول وهل يجب عل ؟ ان عليهوإعادة الوقف إلى ما آ

: فأجاب

ة : ال يجوز أن يذبح في المسجد ا آراهي ا، إم ره الصالة فيه د آ ذبح ق دة لل ال ضحايا وال غيرها، آيف والمجزرة المعه ة تنزي ا آراهي ريم، وإم ا يجب ! ؟ تح جد م دم للمس ث ال ن تلوي ك م ي ذل زرة، وف ابها للمج جد مش ل المس ف يجع فكي

! ؟ تنزيهه

بيهها . ال صغير، وال آبير وال جنين، وال غيره : جوز أن يدفن في المسجد ميتوآذلك ال ي إن المساجد ال يجوز تش ف . بالمقابر

. وأما تغيير الوقف لغير مصلحة، فال يجوز، وال يجوز االستنجاء فيها

ه امتخاط أو بصاق إال . وأما الوضوء ففي آراهته في المسجد نزاع بين العلماء، واألرجح أنه ال يكره أن يحصل مع . في المسجد، فإن البصاق في المسجد خطيئة، وآفارتها دفنها، فكيف بالمخاط

ه ر، فإن اهين عن المنك المعروف والن رين ب ى اآلم رد عل ل ي ه ب ومن لم يأتمر بما أمره اهللا به، وينته عما نهى اهللا عن

. الواجبات، وترك المحرمات يعاقب العقوبة الشرعية التي توجب له وألمثاله أداء ا / وال تغسل الموتى في المسجد، وإذا أحدث في المسجد ما يضر بالمصلين أزيل ما يضرهم، وعمل بما يصلحهم، إم

. واهللا أعلم . إعادته إلى الصفة األولى، أو أصلح ؟ هل يجوز له البيات في المسجد : وسئل عمن يعلم الصبيان في المسجد

: فأجاب

يخهم ذلك توس ه، وآ ع الصبيان أصواتهم في ى رف ه، حت ؤذي المصلين في ه، وي ا يؤذي جد عم د هللا، يصان المس الحم . ال سيما إن آان وقت الصالة، فإن ذلك من عظيم المنكرات . لحصره، ونحو ذلك

بيت له، ونحو ذلك، إذا آان يبيت فإن آان لحاجة آالغريب الذي ال أهل له، والغريب الفقير الذي ال : وأما المبيت فيه

. فيه بقدر الحاجة، ثم ينتقل فال بأس، وأما من اتخذه مبيتا ومقيال، فال يجوز ذلك

رون الكالم، اب المسجد شهود يكث ى ب م عل ية، ث رة وعش ين بك رآن والتلق ه الق وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن مسجد يقرأ في ؟ أم الويقع التشويش على القراء، فهل يجوز ذلك

: فأجاب

ؤذى أهل المسجد د أن ي يس ألح د هللا، ل ا بنيت : الحم ك مم دعاء، ونحو ذل ذآر، أو ال راءة، أو ال أهل الصالة، أو الق

ي . المساجد له، فليس ألحد أن يفعل في المسجد، وال على بابه أو قريبا منـه مـا يشوش على هـؤالء بل قـد خـرج النبأيها الناس، آلكم يناجي ربه، فال يجهر ( : فقال . على أصحابـه وهم يصلـون، ويجهرون بالقراءةصلى اهللا عليه وسلم

راءة ره . ) بعضكم على بعض في الق ى المصلى، فكيف بغي د نهى المصلى أن يجهر عل ان ق إذا آ ا ! ؟ ف ومن فعل م . واهللا أعلم . يشوش به على أهل المسجد، أو فعل ما يفضى إلى ذلك، منع من ذلك

؟ وأن ترآه أوجب من فعله ؟ أو مكروه ؟ هل هو حالل أم حرام : وسئل عن السؤال في الجامع

: فأجاب

ه ضرورة وسأل في المسجد، ان ب إن آ الحمد هللا، أصل السؤال محرم في المسجد وخارج المسجد، إال لضرورة، فرا يضر ولم يؤذ أحدا بتخطيه رقاب الناس، وال غير تخط م يجهر جه ه، ول يه، ولم يكذب فيما يرويه، ويذآر من حال

. واهللا أعلم . الناس، مثل أن يسأل والخطيب يخطب، أو وهم يسمعون علما يشغلهم به، ونحو ذلك ـ جاز

: وقال شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا ] استقبال القبلة [ فى : فصـــل

الى ـ وأنه ال نزاع بين العلماء في ال اهللا ـ تع ه، ق ة ل / : الواجب من ذلك وأن النزاع بين القائلين بالجهة والعين ال حقيقر { جد الح طر المس ك ش ول وجه اها ف ة ترض ك قبل ماء فلنولين ي الس ك ف ب وجه رى تقل د ن وا ق تم فول ا آن ث م ام وحيه } جوهكم شطرهو ى قول وهكم { : إل وا وج تم فول ا آن ث م رام وحي جد الح طر المس ك ش ول وجه ت ف ث خرج ن حي وم

: نحوه، وتلقاؤه، آما قال : وشطره ] 150ـ 144 : البقرة [ } شطره

العيش شطر بني تميم صدور ** أقيمي أم زنباع أقيمي

ة ] الوجهة [ و ] 148 : البقرة [ } ولكل وجهة هو موليها { : وقال ا في عدة، وزن ة : أصلها . هي الجهة، آم دة، ووزن . وع . فالقبلة هي التي تستقبل، والوجهة هي التي يوليها

ه ] المسجد الحرام [ المسجد الحرام، و وهو ـ سبحانه ـ أمره بأن يولى وجهه شطر ا في قول ه، آم ال { : هو الحرم آل ف

ر المروي ] 28 : التوبة [ } يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هـذا ة ( : وليس ذلك مختصا بالكعبة، وهذا يحقق األث الكعبة األرض قبلة المسجد، والمسجد قبلة مكة، ومكة قبلة ي صلى ) الحرم، والحرم قبل د ثبت في الصحيحين عن النب وق

ال . ) هذه القبلة ( : اهللا عليه وسلم أنه صلى في قبلى الكعبة رآعتين، وقال تقبلوا ( : وثبت عنه في الصحيحين أنه ق ال تسوا رقوا، أو غرب ن ش تدبروها، ولك ول، وال تس ائط وال ب ة بغ ن ا . ) القبل ى ع ر فنه ول، وأم ائط أو ب ة بغ تقبال القبل س

تقبالها ن اس ى ع ي نه ة الت ي الصالة، فالقبل تقبالها ف ر المصلى /باس ي أم ة الت ي القبل ول ه ائط والب تدبارها بالغ واس . باستقبالها في الصالة

وهكذا قـال غـير واحـد . حـديث صحيح : قـال الترمذي ) مـا بين المشـرق والمغرب قبـلة ( : وقـال صلى اهللا عليه وسلم

رهم : مـن الصحابـة مثـل ر، وغي ن عم اس، واب وال يعرف عن أحد . عمـر، وعثمان، وعلى بن أبي طالب، وابن عبأخرو . من الصحابة في ذلك نزاع، وهكذا نص عليه أئمة المذاهب المتبوعة، وآالمهم في ذلك معروف د حكى مت وق

. د وغيرهالفقهاء في ذلك قولين في مذهب أحم

ك ذآر االختالف في مذهب مال ذلك ي ا، وآ ة ال اختالف فيه اب فوجدتها متفق ذا الب وقـد تأملت نصـوص أحمد في هـال ـن ق ل م ة، أو فرضـه : وأبي حنيفة والشافعي وهو عند التحقيق ليس بخالف، ب ـين الكعب ى ع د أن يصلي إل يجته

ة : ومن قال . استقبال عين الكعبة بحسب اجتهاده فقد أصاب تقبال القبل ة أو فرضه اس ة الكعب ى جه يجتهد أن يصلي إلا . وذلك أنهم متفقون على أن من شاهد الكعبة فإنه يصلي إليها . فقد أصاب ومتفقون على أنه آلما قرب المصلون إليه

. وهذا شأن آل ما يستقبل . آان صفهم أقصر من البعيدين عنها

و زاد فالصف القـريب منها ال ة، ول ـبة / يزيد طوله على قدر الكعب ر الكع ى غي د مصليا إل ان الزائ ذي . لك والصف الـبلون . خلفـه يكون أطول مـنه وهلم جـرا ـا يستق ـدر م ـية بق ـانت منحن ـد، آ فـإذا آـانت الصفوف تحت سقائف المسج

ا ـ فـإذا بعـد الناس ع . الكعـبة وهـم يصلون إليها، وإلى جهتها ـ أيضا ـم مصلون إليه نها آانوا مصلين إلى جهتها، وهان الصف . أيضا ـين، وإن آ ـاتفاق المسلم ولو آان الصف طـويال يزيـد طولـه على قـدر الكعـبة، صـحت صـالتهم ب

ا يزي . مستـقيما حيـث لم يشاهـدوهـا ى ومـن المعلـوم أنــه لو سار مـن الصفـوف على خـط مستـقيم إليها، لكان م د عل

. قدرها خارجا عن مسافتها

. فمـن توهم أن الفرض أن يقصد المصلي الصالة في مكان لو سار على خط مستقيم وصـل إلى عين الكعبة فقد أخطأول ذا الق ومن فسر وجوب الصالة إلى العين بهذا وأوجب هذا فقـد أخطأ، وإن آان هذا قـد قاله قائل من المجتهدين فه

الف نص ا أ خ ة خط اع األم ل وإجم لف، ب اع الس نة وإجم اب والس ى صحة صالة الصف . لكت ة عل ة متفق إن األم ف . المستطيل الذي يزيد طوله على سمت الكعبة بأضعاف مضاعفة وإن آان الصف مستقيما ال انحناء فيه وال تقوس

ر : فـإن قيل ه في الق اج إلي ا يحت تقبلوا الهالل أو مع البعد ال يحتاج إلى االنحناء والتقوس آم اس إذا اس ا أن الن ب، آم

تقبلوه م يس اع، / الشمس أو جبال من الجبال فإنهم يستقبلونه مع آثرتهم وتفرقهم، ولو آان قريبا ل ة واالجتم إال مع القلل االن : قيل د ق ا زاد البع ل آلم اء، ال ريب أنه ليس االنحناء والتقوس في البعد بقدر االنحناء والتقوس في القرب، ب حن

د من ذا فالب ة، ولكن مع ه ى الكعب ذي يل ا الصف ال وآلما قرب آثر االنحناء، حتى يكون أعظم الناس انحناء وتقوسا؛ لكن ه لوصل إليه التقوس واالنحناء في البعد إذا آان المقصود أن يكون بينه وبينها خط مستقيم، بحيث لو مشى إلي

اء من آل واحد : يكون التقوس شيئا يسيرا جدا، آما قيل ان االنحن ام ـ آ ثال في الش إنه إذا قدر الصف ميال ـ وهو م . إن مثل هذا التقوس اليسير يعفى عنه : بقدر شعيرة، فإن هذا ذآره بعض من نص وجوب استقبال العين، وقال

ا : فيقال له ى قولن ذ : فهذا معن ل ه و عن وجوب تحري مث ة، وهو العف تقبال الجه اء، إن الواجب اس ا التقوس واالنحن

ه أن . فصار النزاع لفظيا ال حقيقة له يس علي ان ل ا، وإن آ ى عينه ل إل و مص ا فه ى جهته فالمقصود أن من صلى إلا وظاهرا : وال يقال لمن صلى آذلك . يتحرى مثل هذا ة باطن تقبل القبل ذا مس ل ه ه، ب و عن اطن معف إنه مخطئ في الب

هذا لما بنى أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مساجد األمصار آان في بعضها ما لو وهذا هو الذي أمـر به؛ ول . خرج منـه خـط مستقيم إلى الكعبة لكان منحرفا، وآانت صالة المسلمين فيه جائزة باتفاق المسلمين

ه : وبهـذا يظهـر حقيقة قول من قال/ ى خـط إن من قرب منها أو من مسجد النبي صلى اهللا علي لم ال تكون إال عل وس

أ ـال . مستقيم؛ ألنـه ال يقـر على خط ان : فيق و آ أ ل ا تكون خط أ وإنم ـون خط ـة تك ذه القبل ل ه ـدوا أن مث ـؤالء اعتق هاب دم نصوص الكت د تق ل ق ذلك، ب ـر آ يس األم ـنها، ول ه وبي ين وسـط أنف تقيم ب تقبال خط مس الفرض أن يتحرى اس

. والسنة بخالف ذلك ا وظاهرا، . إذا وقف الناس يوم العاشر خطأ، أجزأهم : ظير هذا قول بعضهمون فالصواب أن ذلك هـو يوم عرفة باطن

اس، وإذا تهله الن ـون هـالال إذا اس ا يك وال خطأ في ذلك، بل يوم عرفة هو اليوم الذي يعرف فيه الناس، والهـالل إنما : في الهـالل مشهورطـلع ولم يستهلـوه فليس بهـالل، مع أن النزاع ه، أو لم م يستهل ب ع وإن ل ا يطل هل هو اسم لم

. وفيه قوالن معروفان في مذهب أحمد وغيره، بخالف النزاع في استقبال الكعبة ؟ يستهل به

د ل فالب ويدل على ذلك أنه لو قيل بأن على اإلنسان أن يتحرى أن يكون بين وسط أنفه وجبهته وبينها خط مستقيم، قيذلك ال م م ب ق العل وم أن طري يال، ومعل ه دل م ب ى العل د نصب عل يئا إال وق ن طريق يعلم بها ذلك فإن الله لم يوجب ش

لجميع المسلمين، فال / ووجوب استقبال القبلة عام . يعرفه إال خاصة الناس مع اختالفهم فيه، ومع آثرة الخطأ في ذلك . ويلة صعبة مخوفة، مع تعذر العلم بذلك أو تعسره في أغلب األحواليكون العلم الواجب خفيا ال يعلم إال بطريق ط

م الجدي والقطب، دليل المشهور له ك، وال ولهذا، آان الذين سلكوا هذه الطريق يتكلمون بال علم مع اختالفهم في ذل

ول ى : فمنهم من يق ة أوجه . القطب هو الجدي، وهو آوآب خف أ من ثالث ذا خط إن القطب ل : وه يس هو الجدي، فول . والجدي ليس بكوآب خفى؛ بل آوآب نير، والقطب ليس ـ أيضا ـ آوآبا ى، : ومنهم من يق الجدي هو آوآب خف

دور : وجمهورهم يقولون . وهو خطأ دور أو ال ي يط ؟ القطب آوآب خفى، ويحكون قولين في القطب هل ي ذا تخل . وهر عن موضعه فإن القطب الذي هو مرآز الحرآة ال يت ا أن قطب الرحى ال يتغي اك . غير عن موضعه، آم ولكن هن

. آوآب صغير خفى قريب منه

ب، دور بال ري دور، فالكواآب ت ذا ي ى القطب، وه ه أقرب الكواآب إل ار آون وهذا إذا سمي قطبا آان تسميته باعتبك، ولين في ذل ة ق دليل ومدار الحرآة الذي هو قطبها ال يدور بال ريب، فحكاي ذا، وال ذا وه ين ه ز ب م يمي آالم من ل

إن القطب إذا آانت . الظاهر هو الجدي ا، ف ات، ال في جميعه ا يكون في بعض األوق ين إنم ى الع ه عل واالستدالل ب

يمين /الشمس في وسط السماء عند تناهي قصر الظالل، يكون القطب محاذيا للرآن الشامي من البيت الذي يكون عنال المستقبل للباب، ذا يق رآن؛ وله ى ال ذا القطب ـ آأهل حران ونحوهم ـ آانت صالتهم إل ا له ده محاذي ان بل فمن آ . أعدل القبل قبلتهم

ا ذا الخط، فكلم دهم عن ه در بع يال بق ة المشرق قل ى جه ون إل إنهم يميل ومن آان بلده غربي هؤالء ـ آأهل الشام ـ ف

بالد بعدوا ازدادوا في االنحراف، ومن آان شرقي هؤ ك ال الء ـ آأهل العراق ـ آانت قبلته بالعكس؛ ولهذا آان أهل تلا أو رة القف ين األذن اليسرى ونق ا ب ون م يجعلون القطب وما قرب منه خلف أقفائهم، وأهل الشام يميلون قليال، فيجعل

ك خلف األذن اليمن ون ذل وم أن خلف األذن اليسرى بحسب قرب البلد وبعده عن هؤالء، وأهل العراق يجعل ى، ومعلات نعش، ه، وال الجدي، وال بن النبي صلى اهللا عليه وسلم والصحابة لم يأمروا أحدا بمراعاة القطب، وال ما قرب من

. وال غير ذلك

ليس في الحديث ذآر الجدي، : ولهذا أنكر اإلمام أحمد على من أمر بمراعاة ذلك وأمر أال تعتبر القبلة بالجدي، وقالان الصحابة . المشرق والمغرب قبلة، وهو آما قال ولكن ما بين تحبا، لك ا أو مس ذلك واجب ة ب د القبل فإنه لو آان تحدي

ك ين ذل د . أعلم بذلك، وإليه أسبق، ولكان النبي صلى اهللا عليه وسلم ب ه، فكيف وق يئا إال بين دين ش دع من ال م ي ه ل فإنن ى ع ة، ونه رب قبل رق والمغ ين المش ا ب أن م ول صرح ب ائط أو ب تدبارها بغ ة واس تقبال القبل اق ؟ اس وم باتف ومعل

ه أعم من / ل المنهى عن تقيم، ب المسلمين أن المنهى عنه من ذلك ليس هو أن يكون بين المتخلى وبين الكعبة خط مس . يتناوله األمر وإن آان النهى قد يتناول ما ال . ذلك، وهو أمر باستقبال القبلة في حال، آما نهى عن استقبالها في حال

. ) ما بين المشرق والمغرب قبلة ( : لكن هذا يوافق قوله

رق واالختالف إن . وأيضا، فإن تعليق الدين بذلك يفضى إلى تنازع األمة واختالفها في دينها، والله قد نهى عن التف فذر أو متعسر . لكوإنما هم فيه مقلدون لمن قرب ذ . جماهير الناس ال يعلمون ذلك تحديدا ذا متع ل . فالتحديد في ه ومث

ا إذا ا هو خطأ، وبم ك بم رهم يتكلمون في ذل ك تجد أآث ة ذل دعون الحساب ومعرف هذا ال ترد به الشريعة، والذين يم . طولبوا بدليله رجعوا إلى مقدمات غير معلومة، وأخبار من ال يوثق بخبره اء ه ك من الفقه والذين ذآروا بعض ذل

م ت ر من المواضيع، ث لقوه عن هؤالء، ولم يحكموه، فصار مرجع أتباع هؤالء وهؤالء إلى تقليد يتضمن خطأ في آثياس ى يصير الن ك، حت دعى اآلخر ضد ذل ه اآلخر، وي ا عين يدعى هذا أن هذه القبلة التي عينها هي الصواب دون م

. أحزابا وفرقا، وآل ذلك مما نهى الله عنه ورسوله

ي وسبب ك البداعة الت اختلفوا في تل ه، ف ه الل أذن ب م ي ذلك أنهم أدخلوا في دينهم ما ليس منه، وشرعوا من الدين ما لا رعوها؛ ألنه ر / ش وع الفج اب، أو طل الل بالحس وع اله وا طل دون أن يعلم ذين يري ف ال ا يختل ا، آم ابط له ال ض

دين الواسع بالحساب، وهو أمر ال يقوم عليه دليل حسابى مطرد، بل ذلك مت ف، فهؤالء أعرضوا عن ال اقض مختل نه بمن خرج عن ذلك يفعل الل م والحذق، آ دع، مع دعواهم العل واع من الجهل والب دخلوا في أن واألدلة الشرعية ف

. المشروع إلى البدع، وتنطع في الدين

: ى اهللا عليه وسلم أنه قالوقد ثبت في الصحيح ـ صحيح مسلم ـ عن األحنف بن قيس، عن ابن مسعود، عن النبي صلك المتنطعون ( ال ) هل ه ق إن الل و داود وأيضا، ف د وأب ا، ورواه ـ أيضا ـ أحم ا ثالث جد { : قاله طر المس ك ش ول وجه ف

ا { : ، وقال ] 149 : البقرة [ } الحرام و موليه رة [ } ولكل وجهة ه تقبلها : ، أي ] 148 : البق ه . مس ي صلى اهللا علي ال النب وقمن صلى صالتنا، واستقبل قبلتنا، وأآل ذبيحتنا، ذلك المسلم، له ما لنا، ( : وقال . والقبلة ما يستقبل . ) هذه القبلة ( : وسلم

. ) وعليه ما علينا

ة وأجمع المسلمون على أنه يجب على المصلى استقبال القبلة في ة الوجه . الجمل ة، وتولي تقبال للقبل ه االس أمور ب فالمتقبال ه مس ة الوجه من شرطه أن يكون وسط وجه تقبال وتولي ا ـ آوسط / شطر المسجد الحرام، فينظر هل االس له

ك م ؟ األنف وما يحاذيه من الجبهة والذقن ونحو ذل ه وإن ل ه وجه تقبله إذا وجه إلي ا يس تقبال لم أو يكون الشخص مس . فهذا أصل المسألة ؟ اذه بوسط وجههيح

ا ك مم ال ذل ول، وأمث ومعلوم أن الناس قد سن لهم أن يستقبلوا الخطيب بوجوههم ونهوا عن استقبال القبلة بغائط أو ب . لم يشترط فيه أن يكون االستقبال بوسط الوجه والبدن، بل لو آان منحرفا انحرافا يسيرا لم يقدح ذلك في االستقبال

ه الشرع ا دل علي تقبال هن ة والعرف، واالس ى حده في اللغ واالسم إن آان له حد في الشرع رجع إليه، وإال رجع إلا إذا ) ما بين المشرق والمغرب قبلة ( : وأما الشارع فقال . واللغة والعرف ام ونحوهم ومعلوم أن من آان بالمدينة والش

تقيم جعل المشرق عن يساره والمغرب عن يمينه فه ه خط مس و مستقبل للكعبة ببدنه، بحيث يمكن أن يخرج من وجهه وصدره تقبال بالوجه أعم . إلى الكعبة، ومن صدره وبطنه، لكن قد ال يكون ذلك الخط من وسط وجه م أن االس فعل

. والله أعلم . من أن يختص بوسطه فقط

ر ارة والصالة والصيام والحج وغي ك القلب أم اللسان وسئل عن النية في الطه ك، فهل محل ذل وهل يجب أن ؟ ذلال ؟ إن لم يفعل ذلك بطلت صالته، أو غيرها : أو قال أحد من المسلمين ؟ نجهر بالنية أو يستحب ذلك إن صالة : أو ق

ردا . الجاهر أفضل من صالة الخافت ا أو منف ان أو مأموم ا آ ا واجب أم ال ؟ إمام تلفظ به ال أحد من ؟ وهل ال أو قة، فهل يستحب ؟ إن لم يتلفظ بالنية بطلت صالته : األئمة األربعة أو غيرهم من أئمة المسلمين ر واجب وإذا آانت غي

وإذا أصر على الجهر بها ؟ وما السنة التي آان عليها رسول الله صلى اهللا عليه وسلم والخلفاء الراشدون ؟ التلفظ بها ه ؟ ع، فهل هو مبتدع مخالف لشريعة اإلسالم أم ال معتقدا أن ذلك مشرو م ينت ك إذا ل ى ذل ر عل ؟ وهل يستحق التعزي . وابسطوا لنا الجواب

: فأجاب

اة والحج : المسلمين في جميع العبادات/ الحمد لله، محل النية القلب دون اللسان، باتفاق أئمة ارة والزآ الصالة والطه

اللفظ، . هاد، وغير ذلكوالصيام والعتق والج ولو تكلم بلسانه بخالف ما نوى في قلبه آان االعتبار بما نوى بقلبه، ال ب . ولو تكلم بلسانه ولم تحصل النية في قلبه لم يجزئ ذلك باتفاق أئمة المسلمين

ر، أى : فإن النية هي من جنس القصد؛ ولهذا تقول العرب ه بخي واك الل ر : ن و . قصدك بخي ه وق ي صلى اهللا علي ل النب

لم ه ( : وس ى الل ه إل وله، فهجرت ه ورس ى الل ه إل ت هجرت ن آان وى؛ فم ا ن رئ م ل ام ا لك ات، وإنم ال بالني ا األعم إنملم ) ورسوله، ومن آانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه ه وس راده صلى اهللا علي م

. األئمة األربعة، وغيرهم : ي القلب؛ دون اللسان باتفاق أئمة المسلمينالنية التي ف : بالنية

ا يس، فسمى : وسبب الحديث يدل على ذلك، فإن سببه أن رجال هاجر من مكة إلى المدينة؛ ليتزوج امرأة يقال له أم ق . ذا آان نيته في قلبهوه . فخطب النبي صلى اهللا عليه وسلم على المنبر، وذآر هذا الحديث . مهاجر أم قيس

ه دا أن والجهر بالنية ال يجب وال يستحب باتفاق المسلمين، بل الجاهر بالنية مبتدع مخالف للشريعة، إذا فعل ذلك معتق

ه، ال / من الشرع فهو جاهل ضال، يستحق التعزير، وإال العقوبة على ذلك، إذا أصر ان ل ه والبي د تعريف ك بع على ذلل سيما إذا آذى من إل م يق ك، ول ى ذل غ عل ر البلي ى جانبه برفع صوته، أو آرر ذلك مرة بعد مرة، فإنه يستحق التعزي . إن صالة الجاهر بالنية أفضل من صالة الخافت بها، سواء آان إماما أو مأموما، أو منفردا : أحد من المسلمين

ة وأما التلفظ بها سرا فال يجب ـ أيضا ـ عند األئمة األربعة، وس ل أحد من األئم تلفظ : ائر أئمة المسلمين، ولم يق إن ال . بالنية واجب، ال في طهارة وال في صالة، وال صيام، وال حج

انه ا، وال : وال يجب على المصلى أن يقول بلس ا وال مأموم ر، وال العصر، وال إمام أصلي الصبح، وال أصلي الظه

. ذلك، بل يكفي أن تكون نيته في قلبه، والله يعلم ما في القلوبفرضا وال نفال، وال غير : يقول بلسانه

. وآذلك نية الغسل من الجنابة والوضوء، يكفي فيه نية القلب

. أنا صائم غدا، باتفاق األئمة، بل يكفيه نية قلبه : وآذلك نية الصيام في رمضان، ال يجب على أحد أن يقول

دا من رمضان ـ وهو ممن يصوم والنية تتبع العلم، فمن عل لم أن غ م ما يريد أن يفعله فالبد أن ينويه، فإذا علم المس . أن ينوي الصيام، فإذا علم أن غدا العيد لم ينو الصيام تلك الليلة/ رمضان ـ فالبد

د أن يص : وآذلك الصالة ه يري م أن لي صالة الفجر، أو فإذا علم أن الصالة القائمة صالة الفجر، أو الظهر ـ وهو يعل . الظهر ـ فإنه إنما ينوي تلك الصالة، ال يمكنه أن يعلم أنها الفجر، وينوي الظهر

ا ضروريا، إذا اد اتباع م واالعتق ع العل ة تتب ك، والني وي ذل د أن ين وآذلك إذا علم أنه يصلي إماما أو مأموما، فإنه الب

ك الصالة صالة . آان يعلم ما يريد أن يفعله، فالبد أن ينويه م أن تل د عل فإذا آان يعلم أنه يريد أن يصلي الظهر ـ وق . الظهر ـ امتنع أن يقصد غيرها، ولو اعتقد أن الوقت قد خرج أجزأته صالته، باتفاق األئمة

. ولو اعتقد أنه خرج فنوى الصالة بعد الوقت، فتبين أنها في الوقت، أجزأته الصالة باتفاق األئمة

ا وإذا آا رأة، صحت صالته بخالف م ا رجال، وآانت ام ازة آانت ـ فظنه ن قصده أن يصلي على الجنازة ـ أي جنم . نوى ا ل ه هن ره، فإن وإذا آان مقصوده أال يصلي إال على ما يعتقده فالنا، وصلى على من يعتقد أنه فالن، فتبين غي

. يقصد الصالة على ذلك الحاضر

ا في مذهب الشافعي والمقصود هنا أن التلفظ با أخرين خرج وجه لنية ال يجب عند أحد من األئمة، ولكن بعض المتال ذا : بوجوب ذلك، وغلطه جماهير أصحاب الشافعي، وآان غلطه أن الشافعي ق ا، فظن ه د من النطق في أوله الب

الوا يعهم، وق ا أ : الغالط أن الشافعي أراد النطق بالنية، فغلطه أصحاب الشافعي جم ة إنم التكبير، ال بالني . راد النطق ب . هذا فيه قوالن معروفان للفقهاء ؟ ولكن التلفظ بها هل هو مستحب، أم ال

الوا د، وق ة والشافعي وأحم ى حنيف ره من أصحاب أب ك من ذآ ا ذآر ذل ا، آم ا : منهم من استحب التلفظ به تلفظ به ال

. حج، وغير ذلكأوآد، واستحبوا التلفظ بها في الصالة والصيام وال

ومنهم من لم يستحب التلفظ بها، آما قال ذلك من قاله من أصحاب مالك، وأحمد، وغيرهما وهذا هو المنصوص عن . ال : قال ؟ تقول قبل التكبير شيئا : مالك، وأحمد، سئل

يئا، ول ر ش ل التكبي ول قب ن يق م يك لم ل ه وس ي صلى اهللا علي إن النب و الصواب ف ذا ه ي وه ة، ال ف تلفظ بالني ن ي م يك

الطهارة، وال في الصالة، وال في الصيام، وال في الحج، وال غيرها من العبادات، وال خلفاؤه، وال أمر أحدا أن يتلفظ ر ( : بالنية، بل قال لمن علمه الصالة ا في ) آب ا ـ قالت /آم ه عنه ان رسول اهللا : الصحيح عن عائشة ـ رضي الل آ

ة، وال صلى اهللا ع ر بني ل التكبي تلفظ قب م ي المين ول ه رب الع د لل راءة بالحم التكبير، والق تفتح الصالة ب لم يس ه وس لي . ولو آان ذلك مستحبا، لفعله النبي صلى اهللا عليه وسلم ولعظمه المسلمون . غيرها، وال علم ذلك أحدا من المسلمين

لم وآذلك في الحج إنما آان يستفتح اإلحرام بالتلبي ة، وشرع للمسلمين أن يلبوا في أول الحج، وقال صلى اهللا عليه وس

ر باعة بنت الزبي ولي ( : لض ترطي، فق تني : حجي واش ي حيث حبس ك، ومحل م لبي ك الله د ) لبي ترط بع ا أن تش فأمره . التلبية

يئا ة ش ل التلبي ول قب م يشرع ألحد أن يق ول . ول د العمر : ال يق ي أري م إن ول الله رة، وال يق : ة والحج، وال الحج والعم

ا : نويتهما جميعا، وال يقول : فيسره لي وتقبله مني، وال يقول ادات آله ك من العب ر ذل ول . أحرمت لله، وال غي وال يق . قبل التلبية شيئا، بل جعل التلبية في الحج آالتكبير في الصالة

ا فالن أهل ب : وآان هو وأصحابه يقولون ا جميع العمرة، أو أهل بهم ال . الحج، أهل ب ا يق ر للصالة، واإلهالل : آم آب

. يفعله بعد التلبية؛ ال قبلها/ينوي ما يريد أن ) لبيك حجا وعمرة ( : رفع الصوت بالتلبية، وآان يقول في تلبيته

ي وجميع ما أحدثه الناس من التلفظ بالنية قبل التكبير، وقبل التلبية، وف دع الت ي الطهارة، وسائر العبادات فهي من البم يشرعها . لم يشرعها رسول الله صلى اهللا عليه وسلم ي ل ادات الت ادات المشروعة من الزي ا يحدث في العب وآل م

ا ا، ففعله ى ترآه ادات عل داوم في العب لم ي ه وس ان صلى اهللا علي ل آ لم فهي بدعة، ب ه وس رسول الله صلى اهللا علي : مة عليها بدعة وضاللة من وجهينوالمداو

م من حيث اعتقاد المعتقد أن ذلك مشروع مستحب، أي يكون فعله خير من ترآه، مع أن النبي صلى اهللا عليه وسلم ل . يكن يفعله البتة، فيبقى حقيقة هذا القول، إنما فعلناه أآمل وأفضل مما فعله رسول الله صلى اهللا عليه وسلم

ه السائل : مالك بن أنس عن اإلحرام قبل الميقات، فقالوقد سأل رجل ال ل ة، فق ك : أخاف عليك الفتن ة في ذل ؟ أي فتن

ال . عز وجل -وإنما زيادة أميال في طاعة الله م : ق ة أعظم من أن تظن في نفسك أنك خصصت بفضل ل وأي فتن . يفعله رسول الله صلى اهللا عليه وسلم

فأي من ظن أن سنة أفضل من سنتي، فرغب عما ) من رغب عن سنتي فليس مني ( : حين أنه قالوقد ثبت في الصحي

د /سنيته معتقدا ر الهدي هدي محم أن ما رغب فيه أفضل مما رغب عنه فليس مني؛ ألن خير الكالم آالم اهللا، وخي . يخطب بذلك يوم الجمعة صلى اهللا عليه وسلم، آما في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه آان

ل ضال : فمن قال ون، ب و مفت الى ـ . إن هدي غير محمد صلى اهللا عليه وسلم أفضل من هدي محمد، فه ه ـ تع ال الل ق

ة أو { : إجاللا له وتثبيت حجته على الناس آافة ـ يبهم فتن يم فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تص ذاب أل يبهم ع } يص . وجيع : أي ] 63 : النور [

وأنه ال أفضل . وهو صلى اهللا عليه وسلم قد أمر المسلمين باتباعه، وأن يعتقدوا وجوب ما أوجبه، واستحباب ما أحبه

ك ه وس . من ذل ي صلى اهللا علي لم عن النب ي صحيح مس ره، وف د عصى أم ذا، فق د ه م يعتق ال فمن ل ه ق ك ( : لم أن هلن مسعود . ، قالها ثالثا ) المتنطعون ن آعب، واب نة : أي المشددون في غير موضع التشديد، وقال أبى ب اقتصاد في س

. خير من اجتهاد في بدعة

م ) نعمت البدعة هذه ( : وال يحتج محتج بجمع التراويح، ويقول ا ل ه فإنها بدعة في اللغة؛ لكونهم فعلوا م وا يفعلون يكونذه، وهي سنة من الشريعة ل ه لم مث ه وس ه صلى اهللا علي ود والنصارى من . في حياة رسول الل ذا إخراج اليه وهك

ك /جزيرة العرب، ومصر األمصار آالكوفة ر ذل ديوان، وغي . والبصرة، وجمع القرآن في مصحف واحد، وفرض اله فقيام رمضان سنه رسول الله صلى اهللا عليه وسل م ألمته، وصلى بهم جماعة عدة ليال، وآانوا على عهد رسول الل

ا مات صلى يهم، فلم ئال يفترض عل صلى اهللا عليه وسلم يصلون جماعة وفرادى، لكن لم يداوم على جماعة واحدة ل . اهللا عليه وسلم استقرت الشريعة

أمر عمر فلما آان عمر ـ رضي الله عنه ـ جمعهم على إمام واحد، والذي جمعه ا ب اس عليه م أبي بن آعب، جمع الن

يكم بسنتي وسنة ( : بن الخطاب ـ رضي اهللا عنه ـ وعمر هو من الخلفاء الراشدين حيث يقول صلى اهللا عليه وسلم عل . يعني األضراس؛ ألنه أعظم في القوة ) الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ

ر ( : ن ابن عمر أنه قالوفي صحيح مسلم ع رآعتين ) صالة السفر رآعتان، فمن خالف السنة آف د أن ال أي من اعتق ف

. في السفر ال تجزئ المسافر آفر

ذا : والوجه الثاني إن ه ادات، ف لم في العب ه وس ه صلى اهللا علي من حيث المداومة على خالف ما داوم عليه رسول اللدين، بدعة باتفاق األئمة، وإن ظن ة في العي دمين من األذان واإلقام الظان أن في زيادته خيرا آما أحدثه بعض المتق

د استحب . لو صلى عقيب السعي رآعتين قياسا على رآعتي الطواف/ فنهوا عن ذلك، وآرهه أئمة المسلمين، آما وقفي الحاج إذا دخل المسجد واستحب بعض المتأخرين من أصحاب أحمد . ذلك بعض المتأخرين من أصحاب الشافعي

ي ا فعل النب الطواف، آم تفتح المحرم ب ا السنة أن يس ة والسنة، وإنم الفوا األئم ة المسجد، فخ الحرام أن يستفتح بتحية ذا إذا صلى تحي ه دون الطواف، فه د الصالة في ذي يري يم ال ا دخل المسجد ؛ بخالف المق لم لم ه وس صلى اهللا علي

. المسجد فحسن

ة، وفي الجمل يهم النعم ة، فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم قد أآمل الله له وألمته الدين، وأتم به صلى اهللا عليه وسلم عل . فمن جعل عمال واجبا مما لم يوجبه الله ورسوله، أو لم يكرهه الله ورسوله، فهو غالط

ن إ ه ورسوله، وال دي ذا فجماع أئمة الدين أنه ال حرام إال ما حرمه الل ه ورسوله، ومن خرج عن ه ا شرعه الل ال مو من ه ورسوله، فه م يحرم الل ا ل وهذا فقد دخل في حرب من الله، فمن شرع من الدين ما لم يأذن به الله، وحرم ما من السور، حيث ام، واألعراف وغيرهم ه في سورة األنع م الل ذين ذمه الفين لرسوله، ال ة، المخ ن أهل الجاهلي دي

. فحرموا ما لم يحرمه الله، وأحلوا ما حرمه الله، فذمهم الله وعابهم على ذلك . لدين ما لم يأذن به اللهشرعوا من ا

واالستحباب، والتحليل، والكراهية، والتحريم، /اإليجاب، : فلهذا آان دين المؤمنين بالله ورسوله، أن األحكام الخمسةه ال يؤخذ إال عن رسول الله صلى اهللا ع ه الل ا أحل ه ورسوله، وال حالل إال م ه الل ا أوجب لم؛ فال واجب إال م ليه وس

. ورسوله

وا { : فمن ذلك ما اتفق عليه أئمة الدين، ومنه ما تنازعوا فيه، فردوه إلى الله ورسوله، آما قال تعالي ذين آمن ا ال يا أيهون بالل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ه وأولي األمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن آنتم تؤمن

] 59 : النساء [ } واليوم اآلخر ذلك خير وأحسن تأويال

ال، وال فمن تكلم بجهل، وبما يخالف األئمة، فإنه ينهي عن ه من الجه ا يفعل بأمثال ى اإلصرار، آم ذلك، ويؤدب علال بعض السلف . يقتدي في خالف الشريعة بأحد من أئمة الضاللة، وإن آان مشهورا عنه العلم ا ق ى : آم ال تنظر إل

. والحمد لله . والله أعلم . عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك ه ناوي ئل عمن يخرج من بيت ارة، أو الصالة وس ارة أو . ا الطه د فعل الطه ذه عن ر ه ة غي د ني ى تجدي اج إل هل يحت

؟ بالنية سنة أم ال / وهل التلفظ ؟ الصالة أو ال

: فأجاب

وي حين الصالة ه للصالة، هل ين ال ؟ الحمد لله رب العالمين، سئل اإلمام أحمد عن رجل يخرج من بيت وى : فق د ن قذا قال أآابر أصحابه ـ آالخرقي وغيره ـ يجزئه تقديم النية على التكبير من حين يدخل وقت الصالة، حين خرج؛ وله

. فإن النية ال يجب التلفظ بها باتفاق العلماء . وإذا آان مستحضرا للنية إلى حين الصالة أجزأ ذلك، باتفاق العلماء

الصالة، وإذا علم أنه يصلي الظهر نوى الظهر، فمتى علم ما ومعلوم في العادة أن من آبر في الصالة البد أن يقصدادر والن . يريد فعله نواه بالضرورة، ولكن إذا لم يعلم أو نسي شذت عنه النية، وهذا ن ة، في استحبابه ق تلفظ بالني وال

ل : دقلت ألحم : قال أبو داود . والمنصوص عنه أنه ال يستحب التلفظ بالنية . في مذهب أحمد وغيره ول المصلي قب يق . ال : قال ؟ التكبير شيئا

ا ذآر الشافعي ؟ هل يجب أن تكون النية مقارنة للتكبير : وسئل ر، آم ا للتكبي والمسؤول أن يوضح لنا آيفية مقارنته

؟ وهذا يعسر . بمقارنتها التكبير/ أنه ال تصح الصالة إال

: فأجاب

: بير، فللعلماء فيه قوالن مشهورانأما مقارنتها التك

. . . . ال يجب : أحدهما

ا يصلون : والمقارنة المشروطة اس إنم ة الن ل عام ه، ب قد تفسر بوقوع التكبير عقيب النية، وهذا ممكن ال صعوبة في . هكذا، وهذا أمر ضروري، لو آلفوا ترآه لعجزوا عنه

ا مع آخره وقد تفسر بانبساط آخر النية ه، وآخره ا مع أول ه . على آخر التكبير، بحيث يكون أوله ذا ال يصح؛ ألن وه

. يقتضي عزوب آمال النية في أول الصالة، وخلو أول الصالة عن النية الواجبة

. وقد تفسر بحضور جميع النية مع جميع آخر التكبير، وهذا تنازعوا في إمكانه

و متعسر، إن هذا : فمن العلماء من قال ه، فه ل بإمكان و قي ه، ول غير ممكن، وال مقدور للبشر عليه، فضال عن وجوب . في سقط بالحرج

ى ه مشغوال بمعن ر ويتصوره، في آون قلب دبر التكبي ه أن يت ر ينبغي ل ه، أن المكب وأيضا، فمما يبطل هذا والذي قبل

من الشروط، والشروط تتقدم العبادات، ويستمر حكمها التكبير، ال بما يشغله عن ذلك من استحضار النية؛ وألن النية . والله أعلم . إلى آخرها، آالطهارة

ل . في الدخول في العبادات من الصالة، وغيرها ] النية [ وسئل عن ول القائ ل ق نويت : هل تفتقر إلى نطق اللسان، مث

؟ أصوم، نويت أصلي، هل هو واجب أم ال

: فأجاب

ك من ر ذل ارات، وغي اة والكف يمم، والصالة والصيام والحج والزآ الحمد لله، نية الطهارة من وضوء أو غسل أو تانه . العبادات ال تفتقر إلى نطق اللسان، باتفاق أئمة اإلسالم و لفظ بلس اقهم، فل ا القلب دون اللسان باتف ة محله ل الني ب

ار ان االعتب ه، آ ي قلب وى ف ا ن ا بخالف م ا، إال أن بعض غلط ك خالف ي ذل د ف ذآر أح م ي ظ، ول ا لف وي، ال بم ا ن بم . متأخري أصحاب الشافعي ـ رحمه الله ـ خرج وجها في ذلك، وغلطه فيه أئمة أصحابه

د من النطق : وآان سبب غلطه أن الشافعي قال ا /إن الصالة الب ذلك . في أوله ر الواجب في : وأراد الشافعي ب التكبي

. ا، فظن هذا الغالط أن الشافعي أراد النطق بالنية، فغلطه أصحاب الشافعي جميعهمأوله

. هذا فيه قوالن معروفان للفقهاء ؟ هل يستحب التلفظ بالنية سرا أم ال : ولكن تنازع العلماء

ك و . يستحب التلفظ بها؛ لكونه أوآد : فقال طائفة من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد قالت طائفة من أصحاب مالا د وغيرهم ن : وأحم لم، وال ع ه وس ه صلى اهللا علي ول الل ن رس ل ع م تنق ة ل ك بدع ا؛ ألن ذل تلفظ به تحب ال ال يس

ان و آ أصحابه، وال أمر النبي صلى اهللا عليه وسلم أحدا من أمته أن يتلفظ بالنية، وال علم ذلك أحدا من المسلمين، ول . ا، لم يهمله النبي صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه، مع أن األمة مبتالة به آل يوم وليلةهذا مشهورا مشروع

ه بدعة دين؛ فألن ه . وهذا القول أصح األقوال، بل التلفظ بالنية نقص في العقل والدين؛ أما في ال ل؛ فألن ا في العق وأم

ول ا في ق ذا ا : بمنزلة من يريد يأآل طعام دي في ه ة فأضعها في فمي نويت بوضع ي ه لقم د آخذ من ي أري اء أن إلنت، / نويت أصلي فريضة هذه الصالة المفروضة على : فأمضغها ثم أبلعها ألشبع، مثل القائل الذي يقول حاضر الوق

ه . أربع رآعات في جماعة، أداء لله تعالي ا يفعل د م م العب ي عل م، فمت غ العل ة بلي ك أن الني ل؛ وذل فهذا آله حمق وجه . ن قد نواه ضرورة، فال يتصور مع وجود العلم بالعقل أن يفعل بال نية؛ وال يمكن مع عدم العلم أن تحصل نيةآا

ا ؤدب تأديب ه أن ي ه ينبغي ل ك، فإن اد ذل ل من اعت يس بمشروع، ب ا ل ة وتكريره ى أن الجهر بالني وقد اتفق األئمة علع صو اس برف ذاء الن د جاء الحديث بمنعه عن ذلك التعبد بالبدع، وإي ه ق ه، فال ( : ته؛ ألن اجي رب م ين اس، آلك ا الن أيه

ول ؟ فكيف حال من يشوش على الناس بكالمه بغير قراءة ) يجهرن بعضكم على بعض بالقراءة نويت أصلي، : بل يق . أصلي فريضة آذا وآذا، في وقت آذا وآذا، من األفعال التي لم يشرعها رسول الله صلى اهللا عليه وسلم

لم : وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل قيل له ال . ال يجوز الجهر بالنية في الصالة وال أمر به النبي صلى اهللا عليه وس : فق

ا ه . صحيح أنه ما فعله النبي صلى اهللا عليه وسلم، وال أمر به، لكن ما نهي عنه، وال تبطل صالة من جهر به م إن ثا /سيئة، واحتج بالتراويح لنا بدعة حسنة، وبدعة : قال ا، وال نهي عنه ا جمعه لم م ه وس ه صلى اهللا علي . أن رسول الل

اس ؟ وهل تسمي سنن الخلفاء الراشدين بدعة ؟ فهل هو آما قال . وأن عمر الذي جمع الناس عليها، وأمر بها وهل يقة في الصالة، : وقوله ؟ على سننهم ما سنه غيرهم فهل لها أصل في ما يقوله، ويفعله وال تبطل صالة من جهر بالني

؟ فهل يأثم المنكر عليه أم ال . وغيرها

: فأجاب

ل م يق لمين، ل ين المس ه ب ذا متفق علي الحمد لله، الجهر بالنية في الصالة من البدع السيئة، ليس من البدع الحسنة، وهفمن قال ذلك، فقد خالف سنة الرسول صلى اهللا عليه وسلم، إن الجهر بالنية مستحب، وال هو بدعة حسنة، : أحد منهم

. وقائل هذا يستتاب، فإن تاب، وإال عوقب بما يستحقه . وإجماع األئمة األربعة، وغيرهم

إن . على قولين ؟ هل يستحب أم ال . وإنما تنازع الناس في نفس التلفظ بها سرا ا، ف والصواب أنه ال يستحب التلفظ بهي صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه لم يكونوا يتلفظون بها ال سرا وال جهرا، والعبادات التي شرعها النبي صلى اهللا النب

. عليه وسلم ألمته ليس ألحد تغييرها، وال إحداث بدعة في ها

دين، : وليس ألحد أن يقول اس األذان في العي ا أحدث بعض الن ل م نة، مث دع الحس ذا من الب ه إن مثل ه ذي أحدث والن ك / مروان ب م بإحسان ـ ذل ابعون له أنكر الصحابة ـ والت م، ف يس من . الحك ه ل ه؛ ألن ان األذان ذآر الل ذا، وإن آ ه

ة : وآذلك لما أحدث الناس اجتماعا راتبا غير الشرعي . السنة ة، أول رجب أو أول ليل مثل االجتماع على صالة معين . ن، فأنكر ذلك علماء المسلمينجمعة فيه ، وليلة النصف من شعبا

ى يهم المسلمون، وأخذوا عل ك عل ر الصلوات الخمس، ألنكر ذل ا غي اس صالة سادسة يجتمعون عليه ولو أحدث ن

. أيديهم

، فإن رسول الله صلى اهللا عليه وسلم سنه ألمته، وصلى بهم جماعة عدة ليال، وآانوا على عهده ] قيام رمضان [ وأما يهم يصلون جم ئال تفرض عل ى جماعة واحدة؛ ل داوموا عل م ي ه . اعة، وفرادي، لكن ل ي صلى اهللا علي ا مات النب فلم

ذي جمع ن آعب، ال ي ب ـام واحد، وهو أب ى إم م عل وسلم استقرت الشريعة، فلما آان عمر ـ رضي الله عنه ـ جمعه . الناس عليها بأمر عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه

لم وعمر ـ رضي ه وس ول صلى اهللا علي اء ( : الله عنه ـ هو من الخلفاء الراشدين ـ حيث يق يكم بسنتي وسنة الخلف عل

. يعني األضراس؛ ألنها أعظم في القوة ) عضوا عليها بالنواجذ . الراشدين المهديين من بعدي

ا : وهذا الذي فعله هو سنة، لكنه قال ه في بدعة في الل /نعمت البدعة هذه، فإنه وا يفعلون م يكون ا ل وا م ونهم فعل ة؛ لك غ . حياة رسول الله صلى اهللا عليه وسلم، يعني من االجتماع على مثل هذه، وهي سنة من الشريعة

ك ه مل م يبلغ ذي ل بالد ال ة، وآل ال يمن واليمام وهكذا إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وهي الحجاز وال

رآن في مصحف واحد، وفرض : رب، ومصر األمصار فارس والروم من جزيرة الع ة والبصرة، وجمع الق آالكوفاء ا سنه الخلف الديوان، واألذان األول يوم الجمعة، واستنابة من يصلي بالناس يوم العيد خارج المصر، ونحو ذلك مم

. وإن آان في اللغة يسمي بدعة . الراشدون؛ ألنهم سنوه بأمر الله ورسوله، فهو سنة

ه صلى اهللا ا رسول الل وأما الجهر بالنية، وتكريرها، فبدعة سيئة ليست مستحبة باتفاق المسلمين؛ ألنها لم يكن يفعله . عليه وسلم وال خلفاؤه الراشدون

ه ال ل م يرجع، وق رة ول ه م روا علي ة وأنك الجهر بالني ه ب ي حوالي وسئل عن رجل إذا صلى يشوش على الصفوف الت

له، ويجب : فقال . من دين الله، وأنت مخالف فيه السنة/ ذا الذي تفعله ما هو ه : إنسان ه رس هذا دين الله الذي بعث بام ا خلف اإلم ه صلى اهللا . على آل مسلم أن يفعل هذا، وآذلك تالوة القرآن يجهر به ان يفعل رسول الل ذا آ فهل هك

ة اء المسلمين عليه وسلم، أو أحد من الصحابة، أو أحد من األئم ة، أو من علم ه ؟ األربع م يكن رسول الل ان ل إذا آ فه يهم وهو يعمل ذا إل ى من ينسب ه ؟ صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه والعلماء يعملون هذا في الصالة، فماذا يجب عل

ه رين علي ول للمنك دين، ويق ه من ال ى أن آل يعمل في : فهل يحل للمسلم أن يعينه بكلمة واحدة إذا عمل هذا ونسبه إل ؟ وهل هم مصيبون في ذلك أم ال ؟ دينه ما يشتهي وإنكارآم على جهل

: فأجاب

لم، ه وس ه صلى اهللا علي ه رسول الل لمين، وال فعل الحمد لله، الجهر بلفظ النية ليس مشروعا عند أحد من علماء المسه وال فعله أحد من خلفائه وأصحابه، وسلف األمة وأئمتها، ومن ادعي أن ذلك دين الله، وأنه واجب، فإنه يجب تعريف

الشريعة، واستتابته من هذا القول، فإن أصر على ذلك قتل، بل النية الواجبة في العبادات آالوضوء والغسل والصالة . والصيام والزآاة وغير ذلك محلها القلب باتفاق أئمة المسلمين

الء هي القصد واإلرادة، والق ] النية [ و اق العق ه . صد واإلرادة محلهما القلب دون اللسان باتف ه صحت نيت وى بقلب و ن فل

ي / عند األئمة األربعة، ه، ويفت دي ب د من يقت ك خالف عن وسائر أئمة المسلمين من األولين واآلخرين، وليس في ذلا واجب : بقوله، ولكن بعض المتأخرين من أتباع األئمة زعم أن اللفظ بالنية واجب، ولم يقل ذا، . إن الجهر به ومع ه

م سنة رسول د من يعل ن اإلسالم عن فهذا القول خطأ صريح مخالف إلجماع المسلمين، ولما علم باالضطرار من ديابعون م . الله صلى اهللا عليه وسلم، وسنة خلفائه، وآيف آان يصلي الصحابة والت م ل م أنه ك يعل م ذل إن آل من يعل ف

د ثبت في يكونوا يتلفظون ل ق ه ألحد من الصحابة، ب ذلك، وال علم لم ب ه وس ي صلى اهللا علي رهم النب بالنية، وال أمإذا قمت إلى الصالة، فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من ( : الصحيحين وغيرهما، أنه قال لألعرابي المسيء في صالته

ال . ) القرآن ـه ق لم أن ه وس ـه صلى اهللا علي ا ( : وفي السـنن عن ـير، وتحليله ـريمها التكب ـور، وتح اح الصـالة الطه مفتأن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يفتتح الصالة بالتكبير، : وفي صحيح مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ . ) التسليم

اهللا عليه وسلم والصحابة وقد ثبت بالنقل المتواتر وإجماع المسلمين أن النبي صلى . والقراءة بالحمد لله رب العالمين . آانوا يفتتحون الصالة بالتكبير

ولم ينقل مسلم ال عن النبي صلى اهللا عليه وسلم، وال عن أحد من الصحابة أنه قد تلفظ قبل التكبير بلفظ النية، ال سرا

ى ذلك، لو/ ومن المعلوم أن الهمم والدواعي متوفرة على نقل . وال جهرا، وال أنه أمر بذلك ع عل ه يمتن ك، وأن آان ذل . أهل التواتر عادة وشرعا آتمان نقل ذلك، فإذا لم ينقله أحد علم قطعا أنه لم يكن

فاستحبه طائفة من أصحاب ؟ هل هو مستحب مع النية التي في القلب : ولهذا يتنازع الفقهاء المتأخرون في اللفظ بالنية

د افعي، وأحم ة، والش ي حنيف الوا . أب د : ق ك وأحم ن أصحاب مال ة م تحبه طائف م يس ة، ول ا للني م تحقيق د، وأت ه أوآ ألن . وغيرهما، وهو المنصوص عن أحمد وغيره، بل رأوا أنه بدعة مكروهة

ا : قالوا ين آل م د ب لو أنه آان مستحبا لفعله رسول الله صلى اهللا عليه وسلم، أو ألمر به، فإنه صلى اهللا عليه وسلم ق

ى رب إل ال يق ه ق ي الصحيح أن ه ف ت عن د ثب ه، وق ذ صفتها إال عن ي ال تؤخ يما الصالة الت ه، ال س ا ( : الل صلوا آم . ) رأيتموني أصلي

دين : قال هؤالء ادات، آمن زاد في العي ة في العب ادات المحدث ائر الزي ة س فزيادة هذا وأمثاله في صفة الصالة بمنزل

. عي صالة رآعتين على المروة، وأمثال ذلكاألذان واإلقامة، ومن زاد في الس

ه : فإن قول القائل . وأيضا، فإن التلفظ بالنية فاسد في العقل : قالوا ذا : أنوي أن أفعل آذا وآذا، بمنزلة قول وي آآل ه أنتق / الطعام ي يس ا، ألشبع، وأنوي ألبس هذا الثوب ألستتر، وأمثال ذلك من النيات الموجودة في القلب الت بح النطق به

أرض { : وقد قال الله تعالي ي ال ا ف ماوات وم ي الس ة ] 16 : الحجرات [ } أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما ف ال طائف وقوبهم، : الوا، ق ] 9 : اإلنسان [ } إنما نطعمكم لوجه الله { : من السلف في قوله ه من قل ه الل ا علم نتهم، وإنم وه بألس م يقول ل

. فأخبر به عنهم

. فيه نزاع بين المتأخرين ؟ وأما التلفظ بها سرا فهل يكره أو يستحب . وبالجملة، فالبد من النية في القلب بال نزاع

. ذلك تكريرها أشد وأشدوأما الجهر بها، فهو مكروه منهي عنه، غير مشروع باتفاق المسلمين، وآ

اق ا باتف ة، وال يكرره نهم أن يجهر بلفظ الني وسواء في ذلك اإلمام والمأموم والمنفرد، فكل هؤالء ال يشرع ألحد مي صلى اهللا ا خرج النب م يشرع، آم المسلمين، بل ينهون عن ذلك، بل جهر المنفرد بالقراءة إذا آان فيه أذي لغيره ل

. ) أيها الناس، آلكم يناجي ربه، فال يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ( : وهم يصلون فقال عليه وسلم على أصحابه

ا ر أحيان ن إذا جه لمين، لك اق المس ة باتف ه المخافت نة ل أموم، فالس ا الم ام إذا /وأم أس، آاإلم ال ب ذآر، ف ن ال يء م بشه : قتادة أسمعهم أحيانا اآلية في صالة السر، فقد ثبت في الصحيح عن أبي لم أن أنه أخبر عن النبي صلى اهللا عليه وس

دعاء . آان في صالة الظهر والعصر يسمعهم اآلية أحيانا أمومين، من جهر ب وثبت في الصحيح أن من الصحابة المك لم ذل ه وس ي صلى اهللا علي ى فعل . حين افتتاح الصالة، وعند رفع رأسه من الرآوع، ولم ينكر النب ومن أصر عل

. ء من البدع وتحسينها، فإنه ينبغي أن يعزر تعزيرا يردعه، وأمثاله عن مثل ذلكشي

ه، عوقب م ينت إن ل رف، ف ه يع ـأ، فإن لم الباطل خط وال يحل ألحد أن . ومن نسب إلى رسول الله صلى اهللا عليه وس . دين ما ليس منهيتكلم في الدين بال علم وال يعين من تكلم في الدين بال علم، أو أدخل في ال

ل اإلصرار : وأما قول القائل آل يعمل في دينه الذي يشتهي، فهي آلمة عظيمة يجب أن يستتاب منها، وإال عوقب، ب

واه، تهيه ويه على مثل هذه الكلمة يوجب القتل، فليس ألحد أن يعمل في الدين إال ما شـرعه الله ورسوله، دون ما يشالي ه تع ال الل ن وم { : ق دى م ر ه واه بغي ع ه ن اتب ل مم الي ] 50 : القصص [ } ن أض ال تع لون { : ، وق را ليض وإن آثي

ه { ، ] 119 : األنعام [ } بأهوائهم بغير علم بيل الل ن س لك ع ال ] 26 : ص [ } ولا تتبع الهوى فيض واء { : ، وق وا أه وال تتبعبيل واء الس ن س لوا ع را وض دة [ } قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا آثي الي ] 77 : المائ ال تع ه { : ، وق ذ إله ن اتخ ت م أرأي

ان [ } تحسب أن أآثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا آالأنعام بل هم أضل سبيلاهواه أفأنت تكون عليه وآيلا أم : الفرقدو { : ، وقال تعالي ] 44، 43 م ال يج نهم ث جر بي ا ش وك فيم ى يحكم ون حت ك ال يؤمن ا فال ورب ا مم هم حرج ي أنفس ا ف

. ] 65 : النساء [ } قضيت ويسلموا تسليما

ه ( : وقد روي عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ا جئت ب ا لم واه تبع . ) والذي نفسي بيده، ال يؤمن أحدآم حتى يكون هالي ال تع ذين ي { : ق ى ال ر إل م ت ى أل اآموا إل دون أن يتح ك يري ن قبل زل م ا أن ك وم زل إلي ا أن وا بم م آمن ون أنه زعم

ى م تعالوا إالطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضالال بعيدا وإذا قيل له ه وإل زل الل ا أن لى مأم لهم شرآاء شرعوا لهم من الدين { : ، وقال تعالي ] 61، 60 : النساء [ } الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا

الي ] 21 : الشوري [ } ما لم يأذن به الله ال تع ه { : وق ذر ب ه لتن رج من درك ح ي ص ن ف ال يك ك ف زل إلي اب أن المص آتيال اء قل ه أولي ن دون وا م م وال تتبع ن ربك يكم م ذآرون وذآرى للمؤمنين اتبعوا ما أنزل إل ا ت ، ] 3ـ 1 : األعراف [ } م

الي ال تع يهن { : وق ن ف أرض وم ماوات وال دت الس واءهم لفس ق أه ع الح و اتب ون [ } ول ي ] 71 : المؤمن ذا ف ال ه ، وأمث . القرآن آثير

. ه أعلموالل . فتبين أن على العبد أن يتبع الحق الذي بعث الله به رسوله، وال يجعل دينه تبعا لهـواه

ه : فقال أحدهما ] النية [ وسئل عن رجلين تنازعا في ال تدخل الصالة إال بالنية، واستدل على ذلك بقوله صلى اهللا علي

. تجوز بال نية، أفتونا مأجورين : وقال اآلخر ) لكل امرئ ما نوي ( : وسلم

: فأجاب

ة، اق المسلمين الحمد لله، الصالة ال تجوز إال بني ة القلب باتف ه . وهي القصد واإلرادة . لكن محل الني وى بقلب إن ن فه ا قصد بقلب ار بم واه . خالف ما نطق بلسانه، آان االعتب ا ن تكلم بم اء هل يستحب أن ي ازع العلم ولين ؟ وتن ى ق . عل

ة، واتفقوا على أنه ال يستحب الجهر بالنية، وال تكرير التكلم بها، بل ذلك منه تكلم بالني م ي و ل ة، ول ي عنه باتفاق األئم . ولم يخالف إال بعض شذوذ المتأخرين . صحت صالته عند األئمة األربعة، وغيرهم

. ) نية المرء أبلغ من عمله ( : وسئل ـ رحمه الله ـ عن قوله صلى اهللا عليه وسلم

: فأجاب

: مرفوعا، وبيانه من وجوه هذا الكالم قاله غير واحد، وبعضهم يذآره

اب والسنة . أن النية المجردة من العمل، يثاب عليها، والعمل المجرد عن النية ال يثاب عليه : أحدها فإنه قد ثبت بالكتر . واتفاق األئمة أن من عمل األعمال الصالحة بغير إخالص لله، لم يقبل منه ذلك وقد ثبت في الصحيحين ـ من غي

. ) من هم بحسنة فلم يعملها آتبت له حسنة ( : ن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قالوجه ـ ع

ي . أن من نوى الخير، وعمل منه مقدوره، وعجز عن إآماله، آان له أجر عامل : الثاني آما في الصحيحين عن النبال ه ق ا سرتم مسير ( : صلى اهللا عليه وسلم أن ة لرجاال م م إن بالمدين انوا معك ا، إال آ تم وادي الوا . ) ا، وال قطع م : ق وه

ي . ) وهم بالمدينة، حبسهم العذر ( : قال ؟ بالمدينة اري، عن النب ة األنم ي آبش صلى اهللا / وقد صحح الترمذي حديث أبه بطاعة ( : أنه ذآر أربعة رجال : عليه وسلم و يعمل في ا، فه ا وعلم ه رجل آتاه الله مال م . الل ا ول ه علم اه الل ورجل آت

ورجل آتاه الله مالا . فهما في األجر سواء : قال . لو أن لي مثل ما لفالن لعملت فيه مثل ما يعمل فالن : يؤته مالا، فقالال . ولم يؤته علما، فهو يعمل فيه بمعصية الله ا، فق ي : ورجل لم يؤته الله مالا وال علم و أن ل الن لعملت ل ا لف ل م مث

. ) فهما في الوزر سواء : قال . فيه مثل ما يعمل فالن

ال ر أن ( : عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ق ه، من غي ل أجور من اتبع ه من األجر مث ان ل ى هدى، آ ا إل من دعه ل أوزار من اتبع نقص من ينقص من أجورهم شيء، ومن دعا إلى ضاللة، آان عليه من الوزر مث ر أن ي ، من غي

ال . ) أوزارهم شيء ه ق ه أن ه وهو ( : وفي الصحيحين عن ان يعمل ا آ ه من العمل م افر، آتب ل د أو س إذا مرض العب . ، وشواهد هذا آثيرة ) صحيح مقيم

ك خبثت جن : الثالث ة أن القلب ملك البدن، واألعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث المل وده، والني

. عمل الملك، بخالف األعمال الظاهرة فإنها عمل الجنود

آتوبة المجبوب عن الزنا، وآتوبة المقطوع اللسان عن / أن توبة العاجز عن المعصية تصح عند أهل السنة، : الرابع . وأصل التوبة عزم القلب، وهذا حاصل مع العجز . القذف، وغيره

ذا . يدخلها فساد، بخالف األعمال الظاهرةأن النية ال : الخامس ه، وه فإن النية أصلها حب الله ورسوله، وإرادة وجه

م . هو بنفسه محبوب لله ورسوله، مرضي لله ورسوله ا، ل لم منه م تس ا ل رة، وم ات آثي دخلها آف ال الظاهرة ت واألعمال بعض السلف . دن المجردةتكن مقبولة؛ ولهذا آانت أعمال القلب المجردة أفضل من أعمال الب ا ق وة المؤمن : آم ق

. في قلبه، وضعفه في جسمه، وقوة المنافق في جسمه، وضعفه في قلبه، وتفصيل هذا يطول

. والله أعلم

ه ه فقي أنكر علي رة، ف ه في آل تكبي ع يدي م رف ه، ث وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل حنفي صلى في جماعة، وأسر نيتديت : قال لهالجماعة، و ذهبك اهت . هذا ال يجـوز في مذهبك وأنت مبتدع فيه، وأنت مذبذب، ال بإمامك اقتديت، وال بم

؟ فهل ما فعله نقص في صالته ومخالفة للسنة وإلمامه أم ال

: فأجاب

ت ة ال يجب وال يس إن الجهر بالني ي الحمد لله، أما الذي أنكر عليه إسراره بالنية، فهو جاهل؛ ف حب، ال في مذهب أبو مخطئ، /حنيفة، وال ة فه ة، ومن جهر بالني ه ال يشرع الجهر بالني ى أن أحد من أئمة المسلمين، بل آلهم متفقون عل

ه وى بقلب مخالف للسنة باتفاق أئمة الدين، بل مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وسائر أئمة المسلمين أنه إذا نال عند أبي حنيفة، وال عند أحد من : ال سرا وال جهرا ـ آانت صحيحة، وال يجب التكلم بالنيةولم يتكلم بلسانه بالنية ـ

ة أصحابه، ه بقي األئمة، حتى أن بعض متأخري أصحاب الشافعي لما ذآر وجها مخرجا أن اللفظ بالنية واجب، غلط . لنيةإنما أوجب الشافعي النطق في أول الصالة بالتكبير، ال با : وقالوا

ل د وأصحابه، ب ك وأصحابه، وأحم ذلك مال ة ال يجب، وآ وأما أبو حنيفة وأصحابه، فلم يتنازعوا في أن النطق بالني

: على قولين ؟ هل يستحب التلفظ بالنية سرا : تنازع العلماء

د افعي وأحم ة والش ي حنيف ن أصحاب أب ة م ال طائف ا : فق ر به ة، ال الجه تلفظ بالني تحب ال تلفظ، وال يس ، وال يجب ال . الجهر

رهم اق : وقال طائفة من أصحاب مالك وأحمد وغي ا ال يجب باتف را، آم را وال جه ة، ال س تلفظ بالني ل ال يستحب ال ب

و ول ه ذا الق را، وه را وال جه ة، ال س ون بالني وا يتلفظ م يكون لم وأصحابه ل ه وس ي صلى اهللا علي ة؛ ألن النب األئم . ءت به السنةالصواب الذي جا

ا، ولكن وأما رفع اليدين في آل تكبيرة حتى في السجود، فليست هي السنة التي آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يفعله

. األمة متفقة على أنه يرفع اليدين مع تكبيرة االفتتاح

ة اء الكوف ر فقه ه أآث م يعرف وع، فل دال من الرآ وع، واالعت د الرآ ا عن ة، آ . وأما رفعهم ي حنيف إبراهيم النخعي، وأبوأما أآثر فقهاء األمصار، وعلماء اآلثار، فإنهم عـرفـوا ذلك ـ لما إنـه استفاضت بـه السـنة عـن . والثوري، وغيرهم

روايتين د، وهو إحدى ال ي عبي ل، وإسحاق، وأب ن حنب د ب افعي، وأحم النبي صلى اهللا عليه وسلم ـ آاألوزاعي، والش . عن مالك

ره ن عمر وغي تح : فإنه قد ثبت في الصحيحين، من حديث اب ه إذا افت ع يدي ان يرف لم آ ه وس ي صلى اهللا علي أن النب

ذا عن ين السجدتين، وثبت ه ذلك ب الصالة، وإذا رآع وإذا رفع رأسه من الرآوع، وال يفعل ذلك في السجود، وال آن ال ك ب اعدي النبي صلى اهللا عليه وسلم في الصحيح من حديث مال د الس ي حمي ن حجر، وأب ل ب في : حويرث، ووائ

ي ب، وأب عشرة من أصحاب النبي صلى اهللا عليه وسلم ـ أحدهم أبو قتادة ـ وهو معروف من حديث علي بن أبي طاللم ه وس ا ـ إذا رأى من . هريرة، وعدد آثير من الصحابة عن النبي صلى اهللا علي ن عمر ـ رضي اهللا عنهم ان اب وآ

. له بكل إشارة عشر حسنات : وقال عقبة بن عامر . وال يرفع يديه في الصالة، حصبهيصلي

ه ع يدي م يكن يرف بلغهم السنة . والكوفيون حجتهم أن عبد اهللا بن مسعود ـ رضي اهللا عنه ـ ل ل أن ت ذورون قب م مع وهلكن قد حفظ الـرفع . ليعلم أهل الكوفة السـنةفإن عبد اهللا بن مسعود هو الفقيه الذي بعثه عمر ابن الخطاب . الصحيحة

وابن مسعود لم يصرح بأن النبي صلى . عن النبي صلى اهللا عليه وسلم آثير من الصحابة ـ رضوان اهللا تعالي عليهم رة ذهل، و . اهللا عليه وسلم لم يرفع إال أول مرة، لكنهم رأوه يصلي وال يرفع، إال أول م د ي د ينسي، وق د واإلنسان ق ق

ون أول اإلسالم م . خفي على ابن مسعود التطبيق في الصالة، فكان يصلي، وإذا رآع طبق بين يديه، آما آانوا يفعل ثن مسعود م يحفظه اب ذا ل واقض . إن التطبيق نسخ بعد ذلك، وأمروا بالرآب، وه يس من ن ه ل ازع في ع المتن إن الرف ف

. أفضل وأحسنالصالة، بل يجوز أن يصلي بال رفع وإذا رفع آان

وي ره أق ذهب غي ائل أن م ي بعض المس د، ورأي ف افعي أو أحم ك أو الش ة أو مال ي حنيف ا ألب ان الرجل متبع وإذا آى اهللا الحق، وأحب إل ي ب ذا أول ل ه زاع، ب ه بال ن ه، وال عدالت ك في دين دح ذل م يق فاتبعه، آان قد أحسن في ذلك، ول

ك أو ورسوله صلى اهللا عليه وسلم ممن يتعصب ل لم، آمن يتعصب لمال ه وس ي صلى اهللا علي ر النب ين، غي واحد معذي ام ال ول اإلم ذي ينبغي اتباعه، دون ق ين هو الصواب ال ذا المع ول ه الشافعي أو أحمد أو أبي حنيفة، ويري أن ق

. خالفه

ه من هؤالء فإنه متي اعتقد أنه يجب على النا . فمن فعل هذا، آان جاهلا ضالا، بل قد يكون آافرا س اتباع واحد بعينال . فإن تاب، وإال قتل . األئمة دون اإلمام اآلخر، فإنه يجب أن يستتاب ا يق ة م ل غاي ه يسوغ أو ينبغي أو يجب : ب إن

. على العامي أن يقلد واحدا ال بعينه، من غير تعيين زيد وال عمرو

. ن أو فالن، فهذا ال يقوله مسلمإنه يجب على العامة تقليد فال : وأما أن يقول قائل

ك و محسن في ذل نة، فه ه موافق للس ذا . ومن آان مواليا لألئمة، محبا لهم، يقلد آل واحد منهم فيما يظهر له أن ل ه بؤمنين، . مذبذب على وجه الذم : وال يقال لمثل هذا . أحسن حاال من غيره وإنما المذبذب المذموم الذي ال يكون مع الم

افقين ي حق المن الي ف ال تع ا ق ه، آم افرين بوج أتي الك ه، وي ؤمنين بوج أتي الم ل ي ار، ب ع الكف افقين { : وال م إن المند ومن ي { : إلى قوله . } يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصالة قاموا آسالى يرآؤون الناس ن تج ضلل الله فل

ر : مثل المنافق آمثل الشاة العائرة بين الغنمين ( : ، وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم ] 143، 142 : النساء [ } له سبيلا تعي . ) إلى هؤالء مرة، وإلي هؤالء مرة

م / عليه وسلم، وقال فيفهؤالء المنافقون المذبذبون، هم الذين ذمهم اهللا ورسوله صلى اهللا افقون { : حقه اءك المن إذا ج

اذبون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين ل افقون [ } ك الى في ] 1 : المن ال تع ، وقذب ألم ت { : حقهم ى الك ون عل نهم ويحلف ا م نكم ول م م ا ه يهم م ه عل ب الل ا غض وا قوم ذين تول ى ال ون ر إل م يعلم } وه

، مثل من ، فهؤالء المنافقون الذين يتولون اليهود الذين غضب اهللا عليهم، ما هم من اليهود، وال هم منا ] 14 : المجادلة [ افر ظاهرا . أظهر اإلسالم من اليهود والنصاري والتتر، وغيرهم، وقلبه مع طائفته فال هو مؤمن محض، وال هو آ

افقين، وباطنا، فهؤالء هم المذبذبون الذين ذمهم اهللا ورسوله، وأوجب على عباده أن يكونوا مؤمنين، ال آفارا، وال من . طون لله، ويمنعون للهبل يحبون لله، ويبغضون لله، ويع

و { : قال اهللا ـ تعالي ـ ن يت ه يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض وم نكم فإن لهم م

ول إنما وليكم ا { : إلى قوله } منهم ن يت ون وم م راآع اة وه ون الزآ لله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصالة ويؤتا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا ي { : ، وقال تعالي ] 56ـ 51 : المائدة [ } الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون

لا تجد { : ، وقال تعالي ] 1 : الممتحنة [ اآلية، } عدوي وعدوآم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد آفروا بما جاءآم من الحقوانهم أو قوما يؤمنون بالله والي اءهم أو إخ اءهم أو أبن انوا آب و آ وله ول ه ورس اد الل ن ح يرتهم وم الآخر يوادون م عش

ين { : ، وقال تعالـي ] 22 : المجادلـة [ } أولئك آتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه لحوا ب وة فأص ون إخ ا المؤمن إنم . ] 10 : الحجرات [ } أخويكم

مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، آمثل الجسد ( : وفي الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

ال . ) إذا اشتكي منه عضو، تداعي له سائر الجسد بالحمي والسهر ه ق لم أن ه وس ه صلى اهللا علي : وفي الصحيحين عنال . وشيك بين أصابعه ) المؤمن للمؤمن آالبنيان يشد بعضه بعضا ( ه ق لم أن ه وس : وفي الصحيحين عنه صلى اهللا عليال . ) المسلم أخو المسلم ال يسلمه وال يظلمه ( ه ق ده، ال ( : وفي الصحيحين أن ذي نفسي بي ى يحب وال ؤمن أحدآم حت ي

ابوا ( : وقال . ) ألخيه من الخير ما يحب لنفسه ى تح وا حت وا، وال تؤمن ى تؤمن ة حت دخلون الجن . والذي نفسي بيده، ال ت . ) أفشوا السالم بينكم ؟ أال أخبرآم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم

تالف، ونه اع واالئ ؤمنين باالجتم الي وقد أمر اهللا ـ تعالي ـ الم ال تع راق واالختالف فق ذين { : اهم عن االفت ا ال ا أيه ي

ه جميع ل الل موا بحب لمون واعتص تم مس وتن إال وأن ه وال تم ق تقات ه ح وا الل وا آمنوا اتق ه } ا وال تفرق ى قول م { : إل لعلك : ، قال ابن عباس ـ رضي اهللا عنهماـ ] 106ـ 102 : آل عمران [ } يوم تبيض وجوه وتسود وجوه { : إلى قوله } تهتدون

. تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة

لصحابة آانوا مؤتلفين متفقين، وإن تنازعوا في فأئمة الدين هم على منهاج الصحابة ـ رضوان اهللا عليهم أجمعين ـ وا . بعض فروع الشريعة في الطهارة أو الصالة أو الحج أو الطالق أو الفرائض أو غير ذلك فإجماعهم حجة قاطعة

اقين، ه من الصحابة دون الب ة من تعصب لواحد بعين و بمنزل اقين، فه ة دون الب ه من األئم ومن تعصب لواحد بعين

ة وجمهور الصحابة آالرافضي ال اء الثالث ي دون الخلف ي ـ . ذي يتعصب لعل ان وعل دح في عثم ذي يق وآالخارجي الذمومون، خارجون . رضي اهللا عنهما م م اع ـ أنه فهذه طرق أهل البدع واألهواء الذين ثبت ـ بالكتاب والسنة واإلجم

ه شبه . عن الشريعة والمنهاج الذي بعث اهللا به رسوله صلى اهللا عليه وسلم ه، ففي ة بعين فمن تعصب لواحد من األئم . من هؤالء، سواء تعصب لمالك أو الشافعي أو أبي حنيفة أو أحمد أو غيرهم

ا، و اهللا در اآلخرين، فيكون جاهال ظالم دين، وبق ثم غاية المتعصب لواحد منهم، أن يكون جاهال بقدره في العلم وال

وحملها الإنسان إنه آان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين { : قال تعالي . والظلم يأمر بالعلم والعدل، وينهي عن الجهلا فورا رحوالمنافقات والمشرآين والمشرآات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وآان الله غ ى آخر السورة } يم إل

. ] 73، 72 : األحزاب [

ين /وهذا أبو يوسف ومحمد، أتبع الناس ألبي حنيفة وأعلمهم بقوله، ا تب اد تحصى، لم وهما قد خالفاه في مسائل ال تك

ا ان إلمامهم ك ـ معظم ذبان . لهما من السنة والحجة ما وجب عليهما اتباعه، وهما ـ مع ذل ا مذب ال فيهم و ال يق ل أب ، بذب زال . حنيفة وغيره من األئمة يقول القول ثم تتبين له الحجة في خالفه فيقول بها، وال يقال له مذب إن اإلنسان الي ف

د زاده اهللا هدي . فإذا تبين له من العلم ما آان خافيا عليه، اتبعه . يطلب العلم واإليمان ذا مهت ل ه . وليس هذا مذبذبا، ب . ] 114 : طه [ } وقل رب زدني علما { : وقد قال تعالي

فالواجب على آل مؤمن مواالة المؤمنين، وعلماء المؤمنين، وأن يقصد الحق ويتبعه حيث وجده، ويعلم أن من اجتهد

ه ور ل اده، وخطؤه مغف ؤمنين أن . منهم فأصاب فله أجران، ومن اجتهد منهم فأخطأ، فله أجر الجته ي الم وا وعل يتبعع ) إنما جعل اإلمام ليؤتم به ( : فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال . إمامهم إذا فعل ما يسوغ وسواء رفع يديه أو لم يرف

د ام دون . يديه، ال يقدح ذلك في صالتهم، وال يبطلها، ال عند أبي حنيفة وال الشافعي وال مالك وال أحم ع اإلم و رف ولات دون بعض . دون اإلمام، لم يقدح ذلك في صالة واحد منهما المأموم، أو المأموم ولو رفع الرجل في بعض األوق

وليس ألحد أن يتخذ قول بعض العلماء شعارا يوجب اتباعه، وينهي عن غيره مما جاءت به . لم يقدح ذلك في صالتهه ث/ فقد . السنة، بل آل ما جاءت به السنة فهو واسع مثل األذان واإلقامة ي صلى اهللا علي بت في الصحيحين عن النب

ة وتر اإلقام الال أن يشفع األذان، وي ه في الصحيحين . وسلم أنه أمر ب فعا : وثبت عن ة ش ا محذورة اإلقام م أب ه عل أند أحسن . شفعا، آاألذان و مخطئ ضال . فمن شفع اإلقامة فقد أحسن ومن أفردها، فق ذا، فه ذا دون ه . ومن أوجب ه

. والي من يفعل هذا دون هذا ـ بمجرد ذلك ـ فهو مخطئ ضالومن

وبالد الشرق من أسباب تسليط اهللا التتر عليها آثرة التفرق والفتن بينهم في المذاهب وغيرها، حتى تجد المنتسب إلى مذهبه على والمنتسب إلى أبي حنيفة يتعصب ل . الشافعي يتعصب لمذهبه على مذهب أبي حنيفة حتى يخرج عن الدين

دين ذا . مذهب الشافعي وغيره حتى يخرج عن ال ذا أو ه ى مذهب ه ه عل د يتعصب لمذهب ى أحم وفي . والمنتسب إلذا ذا أو ه ى ه ه عل ك يتعصب لمذهب ى مال ذي نهي اهللا . المغرب تجد المنتسب إل رق واالختالف ال ذا من التف وآل ه

. ورسوله عنه

متبعين الظن، وما تهوي األنفس، المتبعين ألهوائهم بغير هدي من اهللا، مستحقون وآل هؤالء المتعصبين بالباطل، الا لبسطه . للذم والعقاب ذه الفتي اب واسع ال تحتمل ه ذا ب دين، . وه تالف من أصول ال إن االعتصام بالجماعة واالئ ف

رع دح في األصل بحفظ الف و . والفرع المتنازع فيه من الفروع الخفية، فكيف يق ون من وجمه ر المتعصبين ال يعرفاء والشيوخ /الكتاب ات عن بعض العلم والسنة إال ما شاء اهللا، بل يتمسكون بأحاديث ضعيفة، أو آراء فاسدة أو حكاي

ل . قد تكون صدقا، وقد تكون آذبا ر مصدق، عن قائ ل غي يس صاحبها معصوما يتمسكون بنق وإن آانت صدقا، فلوه في غير معصوم، ويدعون النقل المص م ودون ات من أهل العل ات األثب ه الثق ا نقل ل المعصوم وهو م دق عن القائ

. الكتب الصحاح، عن النبي صلى اهللا عليه وسلم

وحي، فإن الناقلين لذلك، مصدقون باتفاق أئمة الدين، والمنقول عنه معصوم ال ينطق عن الهوي، إن هو إال وحي يجر { : قال تعالي . ق طاعته واتباعهقد أوجب اهللا ـ تعالي ـ على جميع الخل ا ش وك فيم فال وربك ال يؤمنون حتى يحكم

ليما الي ] 65 : النساء [ } بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تس ال تع ذر ال { : ، وق الفون فليح ذين يخ . ] 63 : النور [ } عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم

ة ل، والهدي والني ول والعم ه ويرضاه من الق ا يحب ؤمنين ـ لم م . و اهللا ـ تعالي ـ يوفقنا ـ وسائر إخواننا الم . و اهللا أعل

. والحمد لله وحده . اهللا أآبر، يكرر التكبير مرات عديدة والناس وقوف خلفه : سئل عن إمام شافعي يقولو

: فأجاب

ة اإلسالم، ائر أئم افعي، وس د الش ه عن ا ـ منهي عن ة ـ أيض الحمد لله، تكرير اللفظ بالنية، والتكبير، والجهر بلفظ النية . ج عن إجماع المسلمين، ويجب نهيه عن ذلكوإن اعتقد ذلك دينا، فقد خر . وفاعل ذلك مسيء وإن عزل عن اإلمام

ة : فإن في سنن أبي داود . إذا لم ينته، آان له وجه ه في القبل . أن النبي صلى اهللا عليه وسلم أمر بعزل إمام ألجل بزاقه أن يقتصر يس ل لم يصلي، ل ه وس ي صلى اهللا علي ان النب ا آ ه أن يصلي، آم ام علي ه فإن اإلم ا يقتصر علي ى م عل

. و اهللا أعلم . المنفرد بل ينهي عن التطويل والتقصير، فكيف إذا أصر على ما ينهي عنه اإلمام والمأموم والمنفرد

. وسئل عن رجل إذا صلى بالليل ينوي، ويقول أصلي نصيب الليل

: فأجاب

ة ا هذه العبارة ـ أصلي نصيب الليل ـ لم تنقل عن سلف األم ه، سواء آانت . ، وأئمته وي الصالة لل والمشروع أن ينل، ونحو : فإن تلفظ بها، وقال . بالليل أو النهار، وليس عليه أن يتلفظ بالنية ام اللي ل، أو أصلي قي أصلي لله صالة اللي

. و اهللا أعلم . ولم يستحب ذلك، بل االقتداء بالسنة أولى . ذلك، جاز

داء وسئل عن رج ل أدرك مع الجماعة رآعة، فلما سلم اإلمام قام ليتم صالته فجاء آخر فصلي معه، فهل يجوز االقت ؟ بهذا المأموم

: فأجاب

اء، إذا ر العلم ول أآث ائز، وهو ق ذا ج ل ه أما األول، ففي صالته قوالن في مذهب أحمد وغيره، لكن الصحيح أن مث

: االئتمام ولم ينو اإلمام اإلمامة، ففيه قوالن/فإن نوى المأموم . قد نوي االئتمام آان اإلمام قد نوي اإلمامة، والمؤتم

. تصح آقول الشافعي، ومالك وغيرهما، وهو رواية عن أحمد : أحدهما

د : والثاني د . ال تصح، وهو المشهور عن أحم ردا بع ا في أول الصالة، وصار منف ان مؤتم ك الرجل آ ك أن ذل وذلد . الم اإلمامس فإذا ائتم به ذلك الرجل، صار المنفرد إماما، آما صار النبي صلى اهللا عليه وسلم إماما بابن عباس، بع

ة . أن آان منفردا ره من األئم د وغي وإن . وهذا يصح في النفل آما جاء في هذا الحديث، آما هو منصوص عن أحمل . آان قد ذآر في مذهبه قول بأنه ال يجوز . وأما في الفرض، فنزاع مشهور، والصحيح جواز ذلك في الفرض والنف

ا محذورا أصال، بخالف رد إمام فإن اإلمام التزم باإلمامة أآثر مما آان يلزمه في حال االنفراد، فليس بمصير المنف . و اهللا أعلم . األول

باب صفة الصالة

ى صالة ه اهللا ـ عن رجل مشي إل ال سئل ـ رحم اس، وق ه بعض الن ك علي أنكر ذل ة مستعجال، ف ى : الجمع امش عل

ر { : قد قال تعالي : فرد ذلك الرجل وقال . رسلك ى ذآ عوا إل ة فاس وم الجمع ن ي لاة م ودي للص وا إذا ن ذين آمن يا أيها ال ؟ فما الصواب ] 9 : الجمعة [ } الله : أجابف

ال . ليس المراد بالسعي المأمور به العدو ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي د ثبت في الصحيح عن النب إذا أقيمت ( فإنه قأتموا اتكم ف ا ف تم فصلوا وم ا أدرآ : وروي ) الصالة فال تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فم

الي : األئمةولكن قال . ) فاقضوا ( ال تع ا ق ل، آم تى { : السعي في آتاب اهللا هو العمل والفع عيكم لش ل [ } إن س ، ] 4 : الليالي ال تع كورا { : وق عيهم مش ان س ك آ ؤمن فأولئ و م عيها وه ا س عى له رة وس ن أراد اآلخ ال ] 19 : اإلسراء [ } وم ، وق

وله { : ، وقال تعالي ] 205 : البقرة [ } وإذا تولى سعى في األرض ليفسد فيها { : تعالي إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسعى ثم { : ، وقال عن فرعون ] 33 : المائدة [ } ويسعون في األرض فسادا ن ] 22 : النازعات [ } أدبر يس رأ عمر ب د ق ، وق

. فالسعي المأمور به إلى الجمعة هو المضي إليها، والذهاب إليها ) فامضوا إلى ذآر اهللا ( : الخطاب

ردون أحد ] السعي [ ولفظ إنهم يف وعين، ف ا لن ه في األصل اسم جنس، ومن شأن أهل العرف، إذا آان االسم عام نوعيا في لفظ النوع اآلخر، آم ا ب ام [ : باسم، ويبقي االسم العام مختص ارب ] ذوي األرح ع األق م جمي ه يع من يرث : ، فإن

ه وال تعصيب رض ل ن ال ف اء ذوو . بفرض وتعصيب، وم ي عرف الفقه رض والعصبة، صار ف ز ذو الف ا مي فلم

. األرحام مختصا بمن ال فرض له وال تعصيب فلما خص بعض األعمال بالوجوب وبعض . يعم ما وجب ولزم من األفعال والعقود، وما لم يلزم ] الجائز [ ذلك لفظ وآ

. العقود باللزوم، بقي اسم الجائز في عرفهم مختصا بالنوع اآلخر

ذ، ] الخمر [ وآذلك اسم ر العنب باسم النبي ا يصنع من غي رد م صار اسم الخمر في هو عام لكل شراب، لكن لما أفذلك اب والسنة مختص ب اء أن اسم الخمر في الكت ة من العلم ى ظن طائف ب، حت ا بعصير العن د . العرف مختص وق

. تواترت األحاديث عن النبي صلى اهللا عليه وسلم بعمومه، ونظائر هذا آثيرة

ام . عي من هذا البابوبسبب هذا االشتراك الحادث، غلط آثير من الناس في فهم الخطاب بلفظ الس فإنه في األصل عوعين باسم المشي، فيبقي لفظ السعي . في آل ذهاب ومضي، وهو السعي المأمور به في القرآن وقد يخص أحد الن

ال لم حيث ق ه وس إذا أقيمت الصالة فال ( : مختصا بالنوع اآلخر، وهذا هو السعي الذي نهي عنه النبي صلى اهللا عليلو قرأتها فاسعوا لعدوت : ويقول ) فامضوا ( : وقد روي أن عمر آان يقرأ . ) تسعون، وأتوها وأنتم تمشون تأتوها وأنتم

. حتى يكون آذا وهذا ـ إن صح عنه ـ فيكون قد اعتقد أن لفظ السعي هو الخاص

ذا . لميلينالسعي بين الصفا والمروة، فإنه إنما يهرول في بطن الوادي بين ا : ومما يشبه هذا . ثم لفظ السعي يخص بهار أن بعضه سعي خاص ه باعتب ذا آأن و اهللا . وقد يجعل لفظ السعي عاما لجميع الطواف بين الصفا والمروة، لكن ه

. أعلم

وسئل عن أقوام يبتدرون السواري قبل الناس، وقبل تكميل الصفوف ويتخذون لهم مواضع دون الصف، فهل يجوز ؟ عن الصف األولالتأخر

: فأجاب

ال ا ( : قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ق د ربه ة عن ا تصف المالئك الوا ) ؟ أال تصفون آم ا : ق ي

ا د ربه ة عن ال ؟ رسول اهللا، آيف تصف المالئك األول، ويتراصون في الصف ( : ق ه في . ) يسدون األول ف وثبت عنه ( : نه قالالصحيح أ ه الستهموا علي م يجدوا إال أن يستهموا علي م ل داء، والصف األول، ث ا في الن . ) لو يعلم الناس م

ي الصحيح ه ف ت عن ا ( : وثب رها آخره ا وش ال أوله ر صفوف الرج ا . ) خي ي فيه ي ينبغ نن، الت ن الس ك م ال ذل وأمث . للمصلين أن يتموا الصف األول، ثم الثاني

جاء أول الناس، وصف في غير األول، فقد خالف الشريعة، وإذا ضم إلى ذلك إساءة الصالة، أو فضول الكالم، فمن

دود ن الح رج ع رائع، وخ يم الش رك تعظ د ت ه ـ فق جد عن ا يصان المس ك ـ مم و ذل ه، ونح ه، أو محرم أو مكروهاهللا، استحق العقوبة البليغة التي تحمله وأمثاله وإن لم يعتقد نقص ما فعله، ويلتزم اتباع أمر . المشروعة من طاعة اهللا

. و اهللا أعلم . على أداء ما أمر اهللا به، وترك ما نهي اهللا عنه ذا في األسواق، أم ؟ وسئل عن المصلين إذا لم يسووا صفوفهم، بل آل إنسان يصلي منفردا وهل تجوز صالتهم هك ؟ ال

: فأجاب

ه . منفردا خلف الصف، بل على الناس أن يصلوا مصطفينليس ألحد أن يصلي ي صلى اهللا علي وفي السنن عن النبيهم أن . ) ال صالة لفذ خلف الصف ( : وسلم أنه قال ل عل ى تتصل الصفوف، ب وال يصح لهم أن يصلوا في السوق حت

. يقاربوا الصفوف، ويسدوا األول فاألول

. واهللا أعلم

ه : يخ اإلسالم أحمد بن تيمية ـ رحمه اهللا ـ وسئل ش ا اختلف في ة األفضلية مم ادة من جه ى الطالب للعب عما يشتبه عل : وأيما أفضل ؟ ترك الجهر بالبسملة، أو الجهر بها : أيما أفضل في صالة الجهر : األئمة من المسائل التي أذآرها وهي

ا بحسب المصلحة المداومة على القنوت في صالة الفجر، أم تر ه أحيان ه، أم فعل وتر ؟ آ ذلك في ال ا أفضل ؟ وآ : وأيمة ذه األزمن ا أفضل مع ؟ طول الصالة ومناسبة أبعاضها في الكمية والكيفية، أو تخفيفها بحسب ما اعتادوه في ه وأيم

ا بحسب الحاجة : قصر الصالة في السفر ه أحيان ع، أم فعل ة الجم ل آ ؟ مداوم ام اللي ام وهل قي نة، أم قي ه بدعة أم س له ه آل ام وإفطار بعضها ؟ بعضه أفضل من قيام ذلك سرد الصوم أفضل، أم صوم بعض األي وفي المواصلة ـ ؟ وآ

ا أفضل ؟ وهل لبس الخشن وأآله دائما أفضل، أم ال ؟ أيضا ا : وأيم أم فعل ؟ فعل السنن الرواتب في السفر، أم ترآهوإذا لم يجد ماء أو ؟ الصوم في السفر أم الفطر : وأيما أفضل ؟ التطوع بالنوافل في السفروآذلك . البعض دون البعض

ك، ال ذل رد، وأمث يمم أم ال / تعذر عليه استعماله لمرض، أو يخاف منه الضرر من شدة الب يمم ؟ فهل يت وم الت وهل يقاء هالل رمضان ؟ مقام الوضوء فيما ذآر أم ال ا ؟ الصوم أم الفطر : وأيما أفضل في إغم ر بينهم أم يستحب ؟ أم يخي

ه وسكناته، ؟ فعل أحدهما ه وحرآات ه وأقوال ه وأحوال ع أفعال لم في جمي ه وس وهل ما واظب عليه النبي صلى اهللا عليوفي شأنه آله من العبادات والعادات، هل المواظبة على ذلك آله سنة في حق آل واحد من األمة، أم يختلف بحسب

. أفتونا مأجورين ؟ ف المراتب والراتبيناختال

: فأجاب

: الحمد لله، هذه المسائل التي يقع فيها النزاع ـ مما يتعلق بصفات العبادات ـ أربعة أقسام

م : منها ما ثبت عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه سن آل واحد من األمرين، واتفقت األمة على أن من فعل أحدهما لازعون في األفضل . م بذلكيأث د يتن ي اتفق . لكن ق لم الت ه وس ي صلى اهللا علي ة عن النب راءات الثابت ة الق وهو بمنزل

الناس على جواز القراءة بأي قراءة شاء منها، آالقراءة المشهورة بين المسلمين، فهذه يقرأ المسلم بما شاء منها، وإن . اختار بعضها لسبب من األسباب

لم ومن هذا ه وس ة /الباب االستفتاحات المنقولة عن النبي صلى اهللا علي واع األدعي ل، وأن ام اللي ا في قي ان يقوله ه آ أن

اق . التي آان يدعو بها في صالته في آخر التشهد ائغة باتف ا س لم آله فهذه األنواع الثابتة عن النبي صلى اهللا عليه وس . عله ولم يأمر بهالمسلمين، لكن ما أمر به من ذلك أفضل لنا مما ف

اللهم إني أعوذ بك من عذاب : إذا قعد أحدآم في التشهد فليستعذ بالله من أربع؛ يقول ( : وقد ثبت في الصحيح أنه قال

ه . ) جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال دعاء بقول : فالدعاء بهذا أفضل من الي الله ( دم، وأنت المؤخر، . م اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به من أنت المق

وهذا ـ أيضا ـ قد صح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه آان يقوله في آخر صالته، لكن األول أمر . ) ال إله إال أنت . به

د و أوآ ه، فه ه وما تنازع العلماء في وجوب اء في وجوب ازع العلم م يتن ه ول أمر ب م ي ا ل ان . مم ذي آ دعاء ال ذلك ال وآار { : يكرره آثيرا آقوله ذاب الن ا ع نة وقن رة حس ي اآلخ نة وف رة [ } ربنا آتنا في الدنيا حس يس ] 102 : البق ا ل د مم ، أوآ

. آذلك

ازعون ما اتفق الع : القسم الثاني ه، لكن يتن م علي ه صحيحة، وال إث لماء على أنه إذا فعل آال من األمرين آانت عبادتومسألة القنوت في الفجر والوتر، والجهر بالبسملة، وصفة . في األفضل، وفيما آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يفعله

اب ذا الب ى أن من جهر بالبس . االستعاذة ونحوها، من ه ون عل إنهم متفق ت، صحت . ملة، صحت صالته ف ومن خافوتر . ومن لم يقنت فيها، صحت صالته . وعلي أن من قنت في الفجر، صحت صالته . صالته وت في ال ذلك القن . وآ

ا ال تجب ى أن قراءته ورهم عل راءة البسملة، وجمه ازعوا في وجوب ق ا تن ا ـ في استحباب . وإنم ازعوا ـ أيض وتن . على أن قراءتها مستحبةوجمهورهم . قراءتها

ا د وجوبه أموم يعتق أو يمس . وتنازعوا فيما إذا ترك اإلمام ما يعتقد المأموم وجوبه، مثل أن يترك قراءة البسملة والمك رى أن . ذآره وال يتوضأ، والمأموم يرى وجوب الوضوء من ذل أموم ي ة المدبوغة، والم ود الميت أو يصلي في جل

أموم . أو يحتجم وال يتوضأ والمأموم يرى الوضوء من الحجامة . الدباغ ال يطهر والصحيح المقطوع به أن صالة المه لم أن صحيحة خلف إمامه، وإن آان إمامه مخطئا في نفس األمر؛ لما ثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وس

. ) هموإن أخطؤوا، فلكم وعلي . يصلون لكم، فإن أصابوا، فلكم ولهم ( : قال

ه وتر، قنت مع ده / سواء . وآذلك إذا اقتدى المأموم بمن يقنت في الفجر أو ال وع، أو بع ل الرآ ان ال . قنت قب وإن آ . يقنت معه

ال . ولو آان اإلمام يرى استحباب شيء، والمأمومون ال يستحبونه، فترآه ألجل االتفاق واالئتالف، آان قد أحسن مث

: لماء فيه ثالثة أقوالذلك الوتر فإن للع

. آقول من قاله من أهل العراق . أنه ال يكون إال بثالث متصلة، آالمغرب : أحدها

. أنه ال يكون إال رآعة مفصولة عما قبلها، آقول من قال ذلك من أهل الحجاز : والثاني

ث د وغي : والثال افعي وأحم ذهب الش اهر م و ظ ا ه ائزان، آم رين ج و الصحيح أن األم ا، وه ؤالء . رهم ان ه وإن آى . يختارون فصله عما قبله وافقهم عل المغرب، ف وتر آ أمومون أن يصلي ال ار الم فلو آان اإلمام يرى الفصل، فاخت

لم لعائشة ه وس ة، ( : ذلك تأليفا لقلوبهم، آان قد أحسن، آما قال النبي صلى اهللا علي د بجاهلي وال أن قومك حديثو عه له لنقضت ا ا يخرجون من ه، وباب اس من دخل الن رك األفضل ) لكعبة، وأللصقتها باألرض، ولجعلت لها بابين، بابا ي فت

. عنده؛ لئال ينفر الناس

ا ـسن، وإنم ـد أح ـان ق م، آ العكس ووافقه تحبونه أو ب وم ال يس أم بق ملة، ف ر بالبس رى الجه ـل ي ـان رج و آ ذلك ل وآ . ا اعتقدوه من السنةتنازعـوا في األفضل، فهو بحسب م

ه، ى وجه النسخ ل ه عل م ترآ م يقنت إال شهرا، ث لم ل ه وس ي صلى اهللا علي دت أن النب وطائفة من أهل العراق اعتق

ـازال . فاعتقدوا أن القنوت في المكتوبات منسوخ لم م ه وس ي صلى اهللا علي دوا أن النب ة من أهل الحجاز اعتق وطائفدنيا ـارق ال ى ف د . يقنـت حت ان يقنت بع ه آ د أن ان يعتق نهم من آ وع، وم ل الرآ ان يقنت قب ه آ د أن نهم من اعتق م م ث

وآثير من أئمة أهل الحجاز، وهو الذي ثبت . الذي عليه جمهور أهل الحديث ] القول الثالث [ والصـواب هو . الرآــوعى رعل دعو عل هرا ي لم قنت ش ه وس ه صلى اهللا علي ا؛ أن ي الصحيحين وغيرهم ـذا ف رك هــ م ت وان وعصية ث وذآ

د ( : القنــوت، ثم إنه بعد ذلك بمدة ـ بعد خيبر، وبعد إسالم أبي هريرة ـ قنــت، وآان يقــول في قنوتـه ج الولي اللهم، أنؤمنين ـين من الم ام، والمستضعفـ ن هش يهم سنين . بن الوليد، وسلمة ب ا عل ى مضر، واجعله ـك عل م اشدد وطأتـ الله

ة . ) فآسني يوس ـرة الثاني ـذه المـ م يقنت ه وت، ل د نسخ القن ان ق و آ ي . فل ه قنت ف ـه في الصحيح أن ـت عن د ثب وق . المغـرب، وفي العشـاء اآلخرة

وت ال في الفجر /وأآثر قنوته . وفي السنن أنه آان يقنت في الصلوات الخمس ى القن آان في الفجر، ولم يكن يداوم عل

اآم : في الصحيحين عن أنس أنه قال وال غيرها، بل قد ثبت ذي رواه الح د الرآوع إال شهرا، فالحديث ال لم يقنت بعال ل : وغيره من حديث الربيع بن أنس عن أنس أنه ق وت قب ياقه القن ه في س ا قال دنيا، إنم ارق ال ى ف ازال يقنت حت م

بيع بن أنس ليس من رجال الصحيح، فكيف وهذا الحديث لو عارض الحديث الصحيح لم يلتفت إليه، فإن الر . الرآوع . وهو لم يعارضه، وإنما معناه أنه آان يطيل القيام في الفجر دائما، قبل الرآوع

وآل من تأمل . وأما أنه آان يدعو في الفجر دائما قبل الرآوع أو بعده بدعاء يسمع منه أو ال يسمع، فهذا باطل قطعا

ه األحاديث الصحيحة، علم هذا بالض وا قنوت ا أهمل ابعون، ولم ه الصحابة والت ا، لنقل ان واقع و آ رورة، وعلم أن هذا لره ا يشرع نظي ه، وإنم ذي ال يشرع بعين ه ال وا قنوت م نقل ين، . الراتب المشروع لنا، مع أنه اءه ألولئك المعين إن دع ف

ره ا يشرع نظي ل إنم لمين، ب اق المس دعو في . وعلي أولئك المعينين، ليس بمشروع باتف وازل ي د الن شرع أن يقنت عنا حارب النصاري ان عمر يقنت لم ذا آ ا من الصلوات، وهك ار في الفجر، وفي غيره للمؤمنين، ويدعو على الكف

. إلى آخره . . . اللهم العن آفرة أهل الكتاب : بدعائه الذي فيه

يهم دعو عل ا، قنت ي دعاء وي . وآذلك على ـ رضي اهللا عنه ـ لما حارب قوم ة بال د آل نازل دعو عن نبغي للقانت أن يك ان ذل افرين المحاربين آ يهم من الك دعو عل ؤمنين، ومن ي م من الم دعو له المناسب لتلك النازلة، وإذا سمي من ي

. حسنا

ه : قيل : وأما قنوت الوتر، فللعلماء فيه ثالثة أقوال ي صلى اهللا علي م يثبت عن النب ه ل ه ال يستحب بحال؛ ألن لم أن وسي صلى : وقيل . قنت في الوتر ره؛ وألن في السنن أن النب بل يستحب في جميع السنة، آما ينقل عن ابن مسعود وغي

وتر وت ال ل . اهللا عليه وسلم علم الحسن بن على ـ رضي اهللا عنهما ـ دعاء يدعو به في قن ل يقنت في النصف : وقي ب . ب يفعلآما آان أبي ابن آع . األخير من رمضان

ه ه، ومن شاء ترآ ر الرجل . وحقيقة األمر أن قنوت الوتر من جنس الدعاء السائغ في الصالة، من شاء فعل ا يخي آم . أن يوتر بثالث، أو خمس، أو سبع، وآما يخير إذا أوتر بثالث، إن شاء فصل، وإن شاء وصل

ع الشهر، . وآذلك يخير في دعاء القنوت إن شاء فعله، وإن شاء ترآه إن قنت في جمي وإذا صلى بهم قيام رمضان ف

. وإن لم يقنت بحال فقد أحسن . وإن قنت في النصف األخير، فقد أحسن . فقد أحسن

لم ال ه وس ان هو صلى اهللا علي ل آ ا، ب ددا معين ه ع لم في ه وس آما أن نفس قيام رمضان لم يوقت النبي صلى اهللا علين آعب، . لى ثالث عشرة رآعة، لكن آان يطيل الرآعاتيزيد في رمضان وال غيره ع ي ب ى أب فلما جمعهم عمر عل

ى . آان يصلي بهم عشرين رآعة، ثم يوتر بثالث ك أخف عل ات؛ ألن ذل ا زاد من الرآع در م راءة بق وآان يخف القوتر ة، وي أربعين رآع ثالث، وآخرون المأمومين من تطويل الرآعة الواحدة، ثم آان طائفة من السلف يقومون ب ون ب

. فكيفما قام في رمضان من هذه الوجوه، فقد أحسن . قاموا بست وثالثين، وأوتروا بثالث، وهذا آله سائغ

دها ام بعشر رآعات وثالث بع ام، فالقي . واألفضل يختلف باختالف أحوال المصلين، فإن آان فيهم احتمال لطول القيلم يص ه وس ام آما آان النبي صلى اهللا علي ه، فالقي انوا ال يحتملون ره هو األفضل، وإن آ لي لنفسه في رمضان وغي

ر المسلمين ه أآث ذي يعمل ب ين . بعشرين هو األفضل، وهو ال ين األربع ين العشر وب ه وسط ب أربعين . فإن ام ب وإن ق . وقد نص على ذلك غير واحد من األئمة، آأحمد وغيره . وغيرها، جاز ذلك وال يكره شيء من ذلك

إذا د أخطأ، ف ه، فق نقص من ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد موقت عن النبي صلى اهللا عليه وسلم ال يزاد فيه وال ي

وقد . السعة في نفس عدد القيام، فكيف الظن بزيادة القيام ألجل دعاء القنوت أو ترآه، آل ذلك سائغ حسن/ آانت هذه . بادة، وقد ال ينشط فيكون األفضل في حقه تخفيفهاينشط الرجل فيكون األفضل في حقه تطويل الع

ام خفف . وآانت صالة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم معتدلة إذا أطال القيام أطال الرآوع والسجود، وإذا خفف القي

. هكذا آان يفعل في المكتوبات، وقيام الليل، وصالة الكسوف، وغير ذلك . الرآوع والسجود

: على ثالثة أقوال ؟ أو آالهما سواء ؟ أم آثرة الرآوع والسجود ؟ هل األفضل طول القيام : لناسوقد تنازع ا

ام، . أصحها أن آليهما سواء فإن القيام اختص بالقراءة، وهي أفضل من الذآر والدعاء، والسجود نفسه أفضل من القيه فينبغي أنه إذا طول القيام، أن يطيل الرآوع والسجود، وه ي صلى اهللا علي ه النب ذي أجاب ب وت ال ذا هو طول القن

ام، . ) طول القنوت ( : فقال ؟ أي الصالة أفضل : وسلم لما قيل له ان في حال القي ادة، سواء آ فإن القنوت هو إدامة العبالي ال تع اجدا { : أو الرآوع، أو السجود، آما ق ل س اء اللي ت آن و قان ن ه ا أم ا في حال ] 9 : الزمر [ } وقائم فسماه قانت . سجوده، آما سماه قانتا في حال قيامه

ا البسملة را، أو ال : وأم ا س ل يقرؤه ا، ب ان ال يجهر به يهم من آ ا وف ي الصحابة من يجهر به ان ف ه آ فال ريب أن

د تكون السنة والذين آانوا يجهرون بها، أآثرهم آان يجهر بها تارة، و . يقرؤها ذآر ق يخافت بها أخري؛ وهذا ألن الر د جه اس ق ن عب ي الصحيح أن اب د ثبت ف ه ق أمومين، فإن يم الم ل تعل ه لمصلحة راجحة مث ه، ويجهر ب ة ب المخافت

. بالفاتحة على الجنازة، ليعلمهم أنها سنة

: وتنازع العلماء في القراءة على الجنازة على ثالث أقوال . تحب بحال، آما هو مذهب أبي حنيفة ومالكال تس : قيل

. آما يقوله من يقوله من أصحاب الشافعي، وأحمد . بل يجب فيها القراءة بالفاتحة : وقيل

. وهذا هو الصواب . بل قراءة الفاتحة فيها سنة، وإن لم يقرأ بل دعا بال قراءة، جاز : وقيل

الي جدك، : ان يقولوثبت في الصحيح أن عمر بن الخطاب آ ارك اسمك، وتع دك، وتب اهللا أآبر، سبحانك اللهم وبحميم؛ . وال إله غيرك يجهر بذلك مرات آثيرة ه للتعل ة، لكن جهر ب يس بسنة راتب ذلك ل ى أن الجهر ب واتفق العلماء علتعاذة يجهر أحيانا بالتعوذ، فإذا آان من الصحابة من جهر / ولذلك نقل عن بعض الصحابة أنه آان تفتاح واالس باالس

. مع إقرار الصحابة له على ذلك، فالجهر بالبسملة أولي أن يكون آذلك وأن يشرع الجهر بها أحيانا لمصلحة راجحة

لكن ال نزاع بين أهل العلم بالحديث أن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يجهر باالستفتاح، وال باالستعاذة،بل قد ثبت في ول : رة قال لهالصحيح أن أبا هري اذا تق ال ؟ يا رسول اهللا، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، م ول ( : ق د : أق م بع الله

دنس، وب األبيض من ال بيني وبين خطاياي، آما بعدت بين المشرق والمغـرب، اللهم نقني من خطاياي آما ينقي الث . ) اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد

ة من ا آي تعاذة؛ ألنه وى من الجهر باالس وفي السنن عنه أنه آان يستعيذ في الصالة قبل القراءة، والجهر بالبسملة أق

ك . وإن آانوا قد تنازعوا في وجوب االستفتاح، واالستعاذة . آتاب اهللا ـ تعالي ـ وقد تنازع العلماء في وجوبها وفي ذل . لنزاع في ذلك أضعف من النزاع في وجوب البسملةلكن ا . قوالن في مذهب أحمد وغيره

يس ا، ول ان يجهر به ه آ والقائلون بوجوبها من العلماء، أفضل وأآثر، لكن لم يثبت عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أن

ا الجهر آله الجهر، واألحاديث الصريحة ب ل موضوعة / في الصحاح وال السنن حديث صحيح صريح ب . ضعيفة بال ؟ هل في ذلك شيء صحيح : ا صنف الدارقطني مصنفا في ذلك، قيل لهولهذا لم ه : فق ي صلى اهللا علي ا عن النب أم

. وسلم فال، وأما عن الصحابة، فمنه صحيح، ومنه ضعيف

ك، ولم اء يعلمون ذل ان الخلف ك، ولك ون ذل ان الصحابة ينقل ا، لك ا ولو آـان النبي صلى اهللا عليه وسلم يجهر بها دائمي اء بن م خلف اء الراشـدون ث ان الخلف آان الناس يحتاجـون أن يسألوا أنس بن مالك بعد انقضاء عصر الخلفاء، ولما آنته ـ ينكرون دائن بس م أهل الم م أعل ة ـ وه ـل المدين أميـة وبني العباس آلهم متفقـين على ترك الجهـر، ولما آـان أه

. لصحيحة تدل على أنها آية من آتاب اهللا، وليست من الفاتحة، وال غيرهاقراءتها بالكلية سرا، وجهرا، واألحاديث ا

ة من ؟ أو ليست من القرآن إال في سورة النمل ؟ هل هي آية، أو بعض آية من آل سورة : وقد تنازع العلماء أو هي آيوال ؟ آتاب اهللا حيث آتبت في المصاحف، وليست من السور ة أق ى ثالث ول ا . عل ه : لثالث والق وال، وب هو أوسط األق

ي . فإن آتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من آتاب اهللا . تجتمع األدلة ونهم فصلوها عن السورة الت وآال . بعدها دليل على أنها ليست منها لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ا سورة ( : وقد ثبت في الصحيح أن النب ى آنف نزلت عل

الوحي ( وثبت في الصحيح / . ) إلى آخرها } بسم اهللا الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر { : فقرأ ك ب أنه أول ما جاء الملم . م بالقلم الذي عل . اقرأ وربك الأآرم . خلق الإنسان من علق . اقرأ باسم ربك الذي خلق { : قال } علم الإنسان ما لم يعل

ال . ) بسم الله الرحمن الرحيم ( ، فهذا أول ما نزل، ولم ينزل قبل ذلك ] 5-1 : العلق [ ه ق سورة ( : وثبت عنه في السنن أن . وهي ثالثون آية بدون البسملة . } يده الملك تبارك الذي ب { : من القرآن ثالثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي

ي، ونصفها ( : وثبت عنه في الصحيح أنه قال دي نصفين، نصفها ل ين عب ي وب يقول الله ـ تعالي ـ قسمت الصالة بين

أل ا س دي م دي، ولعب د . لعب ال العب إذا ق المين { : ف ه رب الع د لل ه } الحم ال الل دي : ، ق دني عب ال . حم إذا ق ـن { : ف الرحماك { : فإذا قال . مجدني عبدي : ، قال الله } مـالك يوم الدين { : فإذا قال . أثني على عبدي : ، قال الله } الرحيم د وإي إياك نعب

تعين ال } نس دي نصفين : ق ين عب ي وب ة بين ذه االي أل . ه ا س دي م د . ولعب ال العب إذا ق تقيم { : ف راط المس ـا الص . اهدنـــ . ) هؤالء لعبدي ولعبدي ما سأل : ، قال الله } صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضالين

ذا . حديث صحيح صريح/ فاتحة، ولم يعارضهفهذا الحديث صحيح صريح في أنها ليست من ال وأجود ما يري في ه

رأ . الباب من الحديث إنما يدل على أنه يقرأ بها في أول الفاتحة، ال يدل على أنها منها نهم من يق راء م ان الق ذا آ ولها، . بها في أول السورة، ومنهم من ال يقرأ بها ي باألفضل فدل على أن آال األمرين سائغ، لكن من قرأ به د أت ان ق . آ

. وآذلك من آرر قراءتها في أول آل سورة آان أحسن ممن ترك قراءتها؛ ألنه قرأ ما آتبته الصحابة في المصاحف ا ال فلو قدر أنهم آتبوها على وجه التبرك، لكان ينبغي أن تقرأ على وجه التبرك، وإال فكيف يكتبون في المصحف م

أمين، وال أسماء السور وال يشرع قراءته، وهم قد جردوا ا وا الت م يكتب م ل ى أنه رآن، حت يس من الق ا ل لمصحف عمآمين، فكيف يكتبون ما ال يشرع أن : مع أن السنة للمصلي أن يقول عقب الفاتحة . التخميس، والتعشير، وال غير ذلك

ين ؟ يقوله، وهم لم يكتبوا ما يشرع أن يقوله المصلي من غير القرآن ا من فإذا جمع ب ى أنه ة الشرعية، دلت عل األدل . آتاب الله، وليست من السورة

دا م أسمع أح ان فل ي بكر وعمر وعثم والحديث الصحيح عن أنس ليس فيه نفي قراءة النبي صلى اهللا عليه وسلم وأب

رحيم ببسم الله ا ( فلم يكونوا يجهرون : أو } بسم بله برحمن برحيم { منهم يقرأ ة من روي ) لرحمن ال وا : ورواي م يكون فلم، / في ) بسم الله الرحمن الرحيم ( يذآرون أول قراءة وال آخرها إنما تدل على نفي الجهر، ألن أنسا لم ينف إال ما عل

ال . وهو ال يعلم ما آان يقوله النبي صلى اهللا عليه وسلم سرا ي صلى اهللا علي : وال يمكن أن يق م يكن إن النب لم ل ه وسالقراءة ر ب ل يصل التكبي ه . يسكت، ب ال ل رة ق ا هري ي الصحيحين أن أب د ثبت ف ه ق ر : فإن ين التكبي أرأيت سكوتك ب

. ؟ والقراءة، ماذا تقول

اب : ومن تأول حديث أنس على نفي قراءتها سرا، فهو مقابل لقول من قال انوا يفتتحون بفاتحة الكت مراد أنس أنهم آان الحجاج . ل غيرها من السور، وهذا ـ أيضا ـ ضعيف قب د آ ه، وق اس يفعلون فإن هذا من العلم العام الذي ما زال الن

ك أحد وال سئل ازع في ذل بن يوسف وغيره من األمراء الذين صلى خلفهم أنس يقرؤون الفاتحة قبل السورة، ولم ينلم وصاحبيه، ومن روي وال يحتاج أن يروي أ . عن ذلك أحد ال أنس وال غيره ه وس نس هذا عن النبي صلى اهللا علي

ات الصحيحة؛ ه توافق الرواي عن أنس أنه شك هل آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يقرأ البسملة أو ال يقرؤها، فروايت . ألن أنسا لم يكن يعلم هل قرأها سرا أم ال، وإنما نفى الجهر

فعل الرواتب في السفر، فإنه من شاء فعلها، ومن شاء : أنه يجوز فيه األمران ومن هذا الباب الذي اتفق العلماء على

ا ـ أفضل . ترآها، باتفاق األئمة د / والصالة التي يجوز فعلها وترآها، قد يكون فعلها ـ أحيان ا، وق لحاجة اإلنسان إليهم يكن يكون ترآها أفضل إذا آان مشتغلا عن النافلة بما هو أفضل منها، لكن النب لم في السفر ل ه وس ي صلى اهللا علي

ان يصلي من الرواتب إال رآعتي الفجر والوتر، ولما نام عن الفجر صلى السنة والفريضة بعدما طلعت الشمس، وآه ثابت في ذا آل ة، وه ا المكتوب ه ال يصلي عليه ر أن ا، غي وتر عليه ه، وي يصلي على راحلته قبل أي وجه توجهت ب

. الصحيح

. الة قبل الظهر وبعدها، وبعد المغرب، فلم ينقل أحد عنه أنه فعل ذلك في السفرفأما الص

ياء بأحاديث . فمنهم من لم يوقت في ذلك شيئا . وقد تنازع العلماء في السنن الرواتب مع الفريضة ومنهم من وقت أشتا قب ل ضعيفة، بل أحاديث يعلم أهل العلم بالحديث أنها موضوعة، آمن يوقت س ا قب دها، وأربع ا بع ر، وأربع ل الظه

. العصر، وأربعا قبل العشاء، وأربعا بعدها ونحو ذلك

ة ي الصحيح ثالث د ثبت ف ا عارضها، وق ث الصحيحة دون م ي األحادي ا ثبت ف ول بم اب الق ذا الب ي ه والصواب فلم ر ( : حديث ابن عمر قال : أحاديث ه وس ـدها، حفظت عن رسول الله صلى اهللا علي ين بع ر، ورآعت ل الظه ين قب آعت

ه ) ورآعتين قبل الفجر/ورآعتين بعد المغرب، ورآعتين بعد العشاء، ه صلى اهللا علي ان رسول الل ، وحديث عائشة آذا في ر، وهك ن عم لم، آحديث اب ائره في صحيح مس ا ـ وس وسلم يصلي قبل الظهر أربعا ـ وهو في الصحيح أيض

. الترمذي صلي قبل الظهر رآعتينالصحيح وفي رواية صححها

ال ر ( : وحديث أم حبيبة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ق ا غي ة تطوع ي عشرة رآع ة اثنت وم وليل من صلى في يد ( : وقد جاء في السنن تفسيرها . ) فريضة، بنى الله له بيتا في الجنة ين بع دها، ورآعت أربعا قبل الظهر، ورآعتين بع

ل الفجر ين قب اء، ورآعت ه في ) المغرب، ورآعتين بعد العش ه رغب بقول ه أن ذا الحديث الصحيح في ي عشرة : فه ثنت . رآعة

وآان يقوم من الليل . وفي الحديثين الصحيحين أنه آان يصلي مع المكتوبة إما عشر رآعات، وإما اثنتي عشرة رآعة

ة ة، أو ثالث عشرة رآع ين ف . إحدى عشرة رآع ة نحو أربع وم والليل ي الي ة ف ان مجموع صالة الفريضة والنافل كال . رآعة، آان يوتر صالة النهار بالمغرب، ويوتر صالة الليل بوتر الليل ه ق ين آل ( : وقد ثبت عنه في الصحيح أن ب

. هية أن يتخذها الناس سنةآرا ) في الثالثة لمن شاء : أذانين صالة، بين آل أذانين صالة، بين آل أذانين صالة، وقال

اهم راهم وال ينه ين، وهو ي ان . ) وثبت في الصحيح أن أصحابه آانوا يصلون بين أذان المغرب وإقامتها رآعت إذا آ فى؛ ألن السنة ق األول ين أذاني العصر والعشاء بطري ين أذاني المغرب مشروعا، فألن يكون مشروعا ب التطوع ب

اق األئ رب باتف ل المغ ةتعجي اء . م ل العش رب، وقب ل المغ ل العصر، وقب ى أن الصالة قب ك عل دل ذل ن التطوع : ف م . المشروع، وليس هو من السنن الراتبة التي قدرها بقوله، وال داوم عليها بفعله

ه ا فاتت ي الظهر لم ك رآعت ومن ظن أنه آان له سنة يصليها قبل العصر قضاها بعد العصر، فقد غلط، وإنما آانت تل

. قضاها بعد العصر، وما يفعل بعد الظهر فهو قبل العصر، ولم يقض بعد العصر إال الرآعتين بعد الظهر ذآر ] التطوع المشروع [ و ائر التطوعات من ال ك، هو آس آالصالة بين األذانين، وآالصالة وقت الضحى، ونحو ذل

ا والقراءة والدعاء مما قد يكون مستحبا لمن ال يشتغل عنه بما ه بم تحبا لمن اشتغل عن هو أفضل منه، وال يكون مسلم . هو أفضل منه والمداومة على القليل أفضل من آثير ال يداوم عليه؛ ولهذا آان عمل رسول الله صلى اهللا عليه وس

. ديمة

، وإن آسل خففها، الليل ال يترآها، فإن نشط أطالها/ واستحب األئمة أن يكون للرجل عـدد مـن الرآعات يقوم بها منار ل صلى في النه ام عن صالة اللي لم إذا ن ه وس ي صلى اهللا علي ان النب ا آ وإذا نام عنها صلى بدلها من النهار، آم

رأه من ( : اثنتي عشرة رآعة، وقال ا ق ه آأنم ر، آتب ل ى صالة الظه ين صالة الفجر إل ا ب من نام عن حزبه فقرأه م . ) الليل

نته ] صالة الضحى [ ومـن هـذا الباب م بس اق أهل العل ا باتف داوم عليه م يكن ي ـن . فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم ل وم

ط د غل ه، فق ين علي ـانتا واجبت ي الضحى آ اء أن رآعت ـن الفقه م م ه . زع ذي يذآرون ديث ال ي ( : والح ن عل الث ه ثه أن حديث مو ) الوتر، والفجر، ورآعتا الضحى : فريضة، ولكم تطوع ضوع بل ثبت في حديث صحيح ال معارض ل

ل، فيصلي : النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يصلي وقت الضحى لسبب عارض ال ألجل الوقت ام من اللي ل أن ين مث . اثنتي عشرة رآعة، ومثل أن يقدم من سفر وقت الضحى، فيدخل المسجد فيصلي فيه . من النهار

، وآان من األمراء من يصليها ] صالة الفتح [ رآعات، وهذه الصالة آانوا يسمونها ومثل ما صلى لما فتح مكة ثماني

م . فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم إنما صالها لما فتح مكة . إذا فتح مصرا ل، ل ام اللي ولو آان سببها مجرد الوقت آقية تح مك ان . يختص بف ذا آ د ثب /وله رة ـ من الصحابة من ال يصلي الضحى، لكن ق ي هري ت في الصحيحين عن أب

ل أن : أوصاني خليلي بثالث ( : رضي الله عنه ـ قال ر قب ي الضحى، وأن أوت ام من آل شهر، ورآعت ة أي صيام ثالث . ) ورآعتي الضحى آل يوم ( : وفي رواية لمسلم . ) أنام

. يصبح على آل سالمى من أحدآم صدقة ( : وسلم قال رسول الله صلى اهللا عليه : وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قالالمعروف صدقة . وآل تكبيرة صدقة . وآل تهليلة صدقة . وآل تحميدة صدقة . فكل تسبيحة صدقة ونهي عن . وأمر ب

بي خرج الن : وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال . ) ويجزي من ذلك رآعتان يرآعهما من الضحى . المنكر صدقة . ) صالة األوابين إذا رمضت الفصال من الضحى ( : صلى اهللا عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال

. وهذه األحاديث الصحيحة وأمثالها، تبين أن الصالة وقت الضحى حسنة محبوبة

ترك المداومة اقتداء بالنبي صلى اهللا فهل األفضل المداومة عليها آما في حديث أبي هريرة أو األفضل : بقي أن يقالى صالة : واألشبه أن يقال . هذا مما تنازعوا فيه ؟ عليه وسلم ة عل اه عن المداوم ل، أغن من آان مداوما على قيام اللي

. الضحى، آما آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يفعل، ومن آان ينام عن قيام الليل، فصالة الضحى بدل عن قيام الليل

ل، وإال فمن . وفي حديث أبي هريرة أنه أوصاه أن يوتر قبل أن ينام ام اللي ه قي م يكن عادت وهذا إنما يوصى به من لا ثبت في الحديث الصحيح عن ه، آم آانت عادته قيام الليل، وهو يستيقظ غالبا من الليل، فالوتر آخر الليل أفضل ل

ه من خشي أال ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم وتر أول وتر آخره . يستيقظ آخر الليل فلي تيقظ آخره فلي . ومن طمع أن يسك أفضل ل مشهودة، وذل ه سئل ) فإن صالة آخر اللي لم أن ه وس ي صلى اهللا علي د ثبت في الصحيح عن النب أي : وق

. ) قيام الليل ( : فقال ؟ الصالة أفضل بعد المكتوبة

بي صلى اهللا عليه وسلم فيهما قد ثبت عن الن: فصــل

ث م الثال د : والقس م حرم أح رين، لكن بعض أهل العل ه سن األم ه أن لم في ه وس ي صلى اهللا علي د ثبت عن النب ا ق مه . النوعين، أو آرهه؛ لكونه لم يبلغه، أو تأول الحديث تأويال ضعيفا والصواب في مثل هذا أن آل ما سنه رسول الل

. ألمته، فهو مسنون، ال ينهى عن شيء منه، وإن آان بعضه أفضل من ذلكصلى اهللا عليه وسلم

ه : فمن ذلك أنواع التشهدات ن مسعود، وثبت عن لم تشهد اب ه وس فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى اهللا علي . ن عباسوثبت عنه في صحيح مسلم تشهد اب . مسلم تشهد أبي موسى، وألفاظه قريبة من ألفاظه/ في صحيح

ى . وفي السنن تشهد ابن عمر، وعائشة، وجابر وثبت في الموطأ وغيره أن عمر بن الخطاب علم المسلمين تشهدا عل

ان الصواب ـ ذا آ ه إال وهو مشروع، فله ه علي يعلمهم تشهدا يقرون منبر النبي صلى اهللا عليه وسلم، ولم يكن عمر له عند األئمة المحققين ـ أن التشهد بكل م ة في ائز، ال آراه ذه ج ال . ن ه ن مسعود : ومن ق اظ تشهد اب ان بألف إن اإلتي

. واجب آما قاله بعض أصحاب أحمد، فقد أخطأ

ة، وثبت في : ومن ذلك األذان واإلقامة وتر اإلقام ر أن يشفع األذان وي ا أم فإنه قد ثبت في الصحيح عن أنس أن باللة الصحيح أنه علم أبا محذورة األ ى اإلقام ع في األذان، وثن ه . ذان واإلقامة، فرج ر في أول ه آب ه أن وفي بعض طرق

لم . أربعا، آما في السنن د . وفي بعضها أنه آبر مرتين، آما في صحيح مس ذي رواه عب الل ال وفي السنن أن أذان بة، فكل واحد من أذان ب ة لإلقام ألذان، وال تثني ع ل ه ترجي يس في نة، فسواء رجع الله بن زيد ل ي محذورة س الل وأب

. المؤذن في األذان، أو لم يرجع، وسواء أفرد اإلقامة، أو ثناها، فقد أحسن، واتبع السنة ة : إن الترجيع واجب، البد منه، أو أنه مكروه منهي عنه، فكالهما مخطئ، وآذلك من قال : ومن قال/ راد اإلقام إن إف

ى . أخطأمكروه، أو تثنيتها مكروه، فقد راءات عل ار بعض الق اد، آاختي ذا من مسائل االجته ار أحدهما فه ا اختي وأم . بعض، واختيار بعض التشهدات على بعض

واع ] صالة الخوف [ ومن هذا الباب أنواع ذلك أن لم، وآ ه وس قاء [ التي صالها رسول الله صلى اهللا علي ه . ] االستس فإن

ال صال ي مسجده ب رة ف قون استسقي م انوا يستس ين، وآ م رآعت ى الصحراء فصلي به رة خرج إل قاء، وم ة االستس . بالدعاء بال صالة، آما فعل ذلك خلفاؤه، فكل ذلك حسن جائز

فإن األئمة األربعة اتفقوا على جواز األمرين، وذهب طائفة من : ومن هذا الباب الصوم والفطر للمسافر في رمضان

ه ال ى أن ه السلف والخلف إل م يجزئ و صام ل ه ل م في الصوم في السفر . يجوز إال الفطر، وأن وا أن اإلذن له وزعمم . والصحيح ما عليه األئمة ) ليس من البر الصيام في السفر ( : منسوخ بقوله ه له افي إذن ا ين ذا الحديث م وليس في ه

ائز . ئزا مباحافإنه نفي أن يكون من البر، ولم ينف أن يكون جا . في الصيام في السفر وع الج والفرض يسقط بفعل الن . المباح إذا أتي بالمأمور به

ه / الح، أو صام وأضحي للشمس، فإن ش نفسه بأآل الم و صام وعط والمراد به آونه في السفر ليس من البر، آما ل

. ليس من صام بأبر ممن لم يصم : معناه : ولهذا قال سفيان بن عيينة . ليس من البر الصيام في الشمس : يقال

م . فإنه آخر األمرين من النبي صلى اهللا عليه وسلم . ففي هذا ما دل على أن الفطر أفضل فإنه صام أوال في السفر؛ ثدا . أفطر فيه ذا الوجه معتق ى ه دع ضال وإذا صام عل ذا مبت دين، ه ومن آان يظن أن الصوم في السفر نقص في ال

. يه، وتحريم الفطر، فقد أمر طائفة من السلف والخلف باإلعادةوجوب الصوم عل

إنني رجل أآثر الصوم، أفأصوم : وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أن حمزة بن عمرو سأله فقالال ؟ في السفر أس ( : فق إذا فعل الرجل في السفر أيسر ا . ) إن أفطرت فحسن، وإن صمت فال ب ه من ف رين علي ألم

أما إذا آان الصوم في السفر أشق . فإن الله يريد بنا اليسر، وال يريد بنا العسر . تعجيل الصوم أو تأخيره، فقد أحسنال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ند عن النب إن في المس أخير أفضل، ف ه يحب أن يؤخذ ( : عليه من تأخيره، فالت إن الل

ره في صحيحه ) ؤتي معصيته برخصه، آما يكره أن ت ا غي ة، وإم ن خزيم ا اب ذه الصحاح . وأخرجه بعضهم إم وه . مرتبتها دون مرتبة صحيحي البخاري ومسلم

وأما صوم يوم الغيم إذا حال دون منظر الهالل غيم، أو قتر ليلة الثالثين من شعبان، فكان في الصحابة من يصومه /

ق التحري احتياطا، وآان منهم من يفطر، ولم نعلم أحدا منهم أوجب صومه، بل الذين صاموه إنما صاموه على طرير، ن عم ه ب د الل ة، وعب ي، ومعاوي ر، وعل ن عم ل ع ا نق ك، آم ي ذل نهم صريحة ف ة ع ار المنقول اط، واآلث واالحتي

. وعائشة، وغيرهم

نهم من نهى عن صومه نهي تحريم أو ت : والعلماء متنازعون فيه على أقوال ه من م ك من يقول ول ذل ا يق ه، آم نزيد . أصحاب مالك والشافعي وأحمد ة من أصحاب أحم ك طائف ول ذل ا يق ه آم نهم من يوجب ه . وم نهم من يشرع في وم

ان يصومه ه آ د، فإن األمرين بمنزلة اإلمساك إذا غم مطلع الفجر، وهذا مذهب أبي حنيفة، وهو المنصوص عن أحمه على طريق االحتياط اتباعا ال بن عمر وغيره، ال على طريق اإليجاب، آسائر ما يشك في وجوبه، فإنه يستحب فعل

. احتياطا من غير وجوب

د ك عن ه من رمضان أجزأه ذل ين أن ال، فتب وإذا صامه الرجل بنية معلقة بأن ينوي إن آان من رمضان أجزأه وإال فه، . وغيره أآثر العلماء،وهو مذهب أبي حنيفة، وأصح الروايتين عن أحمد د فعل ا يري م م فإن النية تتبع العلم، فمن عل

م / . نواه بغير اختياره، وأما إذا لم يعلم الشيء فيمتنع أن يقصده م يعل ا من ل فال يتصور أن يقصد صوم رمضان جزم . أنه من رمضان

ين الصالتين ن . وقد يدخل في هذا الباب القصر في السفر، والجمع ب ه س ذي مضت ب ه وال ة رسول اهللا صلى اهللا علي

. وسلم أنه آان يقصر في السفر، فال يصلي الرباعية في السفر إال رآعتين، وآذلك الشيخان بعده أبو بكر ثم عمر

ة، والجمع وما آان يجمع في السفر بين الصالتين إال أحيانا عند الحاجة، لم يكن جمعه آقصره، بل القصر سنة راتبط فمـن ن . رخصة عارضة ذا غل اء، فه . قل عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ربع في السفر الظهر أو العصر أو العش

ا قالت . فإن هذا لم ينقله عنه أحد ال بإسناد صحيح، وال ضعيف ديثا عن عائشة أنه اس ح ان : ولكن روي بعض الن آال رسول الله صلى اهللا عليه وسلم في السفر يقصر، وتتم، ويفطر، وتصوم ا عائشة ( : فسألته عن ذلك، فق ) أحسنت ي

روه أحد م ي ذا ل تم، وه ا . فتوهم بعض العلماء أنه هو آان الذي يقصر في السفر وي ونفس الحديث المروي في فعلهه م يصل مع لم يصلي إال آصالته، ول ه وس ي صلى اهللا علي باطل، ولم تكن عائشة وال أحد غيرها ممن آان مع النب

انوا يصلون أحد أربعا ق ع المسلمين آ ل جمي رهم، ب ط ال بعرفة وال بمزدلفة وال غيرهما، ال من أهل مكة وال من غيان / معه رآعتين، وآان يقيم بمنى أيام الموسم يصلي بالناس رآعتين، وآذلك بعده أبو بكر، ثم عمر ن عف ان ب م عثم ث

نهم من في أول خالفته، ثم صلى بعد ذلك أربعا ألمور رآها تقتضي ذلك، ف ه، وم نهم من وافق اختلف الناس عليه، فم . خالفه

ر . ولم يجمع النبي صلى اهللا عليه وسلم في حجة الوداع إال بعرفة وبمزدلفة خاصة ه السير في غي لكنه آان إذا جد ب

ى وقت العصر فصالهما ا ذلك من أسفاره، أخر المغرب إلى بعد العشاء، ثم صالهما جميعا، ثم أخر الظهر إل جميعوه . ذلك الجمع حيث . ولهذا آان الصحيح من قولي العلماء أن القصر في السفر يجوز، سواء نوي القصر أو لم ين وآ

ة لم بعرف ه وس ي صلى اهللا علي ا صلوا خلف النب يجوز له سواء نواه مع الصالة األولى، أو لم ينوه، فإن الصحابة لمأمرهم م ي ين، ل م العصر رآعت ين، ث ه الظهر رآعت انوا يعلمون أن ع، وال آ ووا الجم أن ين اح صالة الظهر ب د افتت عن

ه، ال رد عن رهم أن ينف ة، وال غي ه ال من أهل مك دا خلف ك، وال أمر أح ر سفرته تل ك في غي م يفعل ذل يجمع؛ ألنه ل . بتربيع الصالتين، وال بتأخير صالة العصر، بل صلوها معه

وا أن فعل آل صالة . السفر، واتفقوا أنه األفضل إال قولا شاذا لبعضهم وقد اتفق العلماء على جواز القصر في واتفق

. في وقتها في السفر أفضل إذا لم يكن هناك سبب يوجب الجمع، إال قولا شاذا لبعضهم احتاج إليه، جمع فإذا . وأمـا الجمـع فسـببه الحاجـة والعـذر . والقصر سـببه السفـر خاصة، ال يجـوز في غـير السفـر/

إن المقصود . في السفر القصير، والطويل باب، ف وآذلك الجمع للمطر ونحوه، وللمرض ونحوه، ولغير ذلك من األس . به رفع الحرج عن األمة، ولم يرد عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه جمع في السفر وهو نازل إال في حديث واحد

د في ؟ هل يجوز الجمع للمسافر النازل : ك والشافعي وأحمدآمال . ولهذا تنازع المجوزون للجمع ك وأحم ه مال فمنع من . إحدى الروايتين عنه، وجوزه الشافعي وأحمد في الرواية األخري، ومنع أبو حنيفة الجمع إال بعرفة ومزدلفة

. ر األمة جواز األمور الثالثةفإن مذهب األئمة األربعة وجمهو . ومن هذا الباب التمتع واإلفراد والقران في الحج

ه من أهل الحديث اس ومن وافق ن عب ول اب و ق ع، وه ه ال يجوز إال التمت ى أن ة من السلف والخلف إل وذهب طائف

. وآان طائفة من بني أمية ومن اتبعهم ينهون عن المتعة، ويعاقبون من تمتع . والشيعة

لم وقد تنازع العلماء في حج النبي صلى اهللا عليه ة أفضل : وس ازعوا أي الثالث رن، وتن رد أو ق ه، أو أف ع في ؟ هل تمتم يحرم . فطائفة من أصحاب أحمد تظن أنه تمتع تمتعا حل فيه من إحرامه العمرة، ول وطائفة أخرى تظن أنه أحرم ب

رة رد الحج واعتمر / . بالحج حتى طاف وسعي للعم ه أف افعي، تظن أن ك والش ة من أصحاب مال ك وطائف . عقيب ذله سعيين ه طوافين، وسعي في ا طاف في رن قران ه ق ه أحرم . وطائفة من أصحاب أبي حنيفة تظن أن ة تظن أن وطائف

ى . مطلقا بهم إل ة، ومن نس ات الصحابة متفق ة رواي ل عام يهم ـ ب ه عل وآل ذلك خطأ لم تروه الصحابة ـ رضوان اللإن . االختالف في ذلك فلعدم فهمه أحكامهم ى الحج، ف العمرة إل ع ب لم تمت ه وس ي صلى اهللا علي وا أن النب الصحابة نقل

ا . هكذا الذي نقله عامة الصحابة ه أهل بهم رة والحج، وأن ين العم رن ب ه ق رهم، أن ر واحد من هؤالء وغي ل غي ونقم يعتمر م ل ل د الحج، ب م يعتمر بع ه ل د جميعا، آما نقلوا أنه اعتمر مع حجته، مع اتفاقهم على أن ه من أصحابه بع ع

. الحج إال عائشة؛ ألجل حيضتها

ا ] المتمتع [ ولفظ في الكتاب والسنة وآالم الصحابة اسم لمن جمع بين العمرة والحج في أشهر الحج، سواء أحرم بهمع الخ ذا هو التمت رة، وه ه من العم د تحلل الحج بع اص في جميعا، أو أحرم بالعمرة، ثم أدخل عليها الحج، أو أحرم ب

د ذا ق قه، وه م يس عرف المتأخرين، وأحرم بالحج بعد قضاء العمرة قبل التحلل منها لكونه ساق الهدي، أو مع آونه ل . ال يدخل في التمتع الخاص، بل هو قارن : وقد يقولون . يسمونه متمتعا التمتع الخاص، وقارنا

ه ا، جاء مصرحا ب ل . صحيحة /في أحاديث وما ذآرته من أن القران يسمونه تمتع ع نق ه تمت وا أن ذين نقل وهؤالء ال

ا ة حل فيه ع متع م يتمت بعضهم أنه أفرد الحج، فإنه أفرد أعمال الحج، ولم يحل من إحرامه ألجل سوقه الهدي، فهو ل . من إحرامه، فلهذا صار آالمفرد من هذا الوجه

ي صلى اهللا وأما األفضل لمن قدم في أشهر الحج ولم يسق الهدي، فالتح ا أمر النب ه آم لل من إحرامه بعمرة أفضل ل

التمتع . عليه وسلم أصحابه في حجة الوداع ه أفضل، . فإنه أمر آل من لم يسق الهدي ب القران ل دي، ف ومن ساق الهام . ومن اعتمر في سفرة، وحج في سفرة . آما فعل النبي صلى اهللا عليه وسلم ل أشهر الحج، وأق ى أو اعتمر قب حت

. يحج، فهذا اإلفراد له أفضل من التمتع والقران، باتفاق األئمة األربعة

ى : فهو مما تنازع العلماء فيه : وأما القسم الرابع دل إال عل ه اآلخر، والسنة ال ت فأوجب أحدهم شيئا أو استحبه وحرم . الثالثة المتقدمة، فالسنة قد سوغت األمرين وأما . أحد القولين لم تسوغهما جميعا، فهذا هو أشكل األقسام األربعة

رأ حال : قيل . فإن للعلماء فيه ثالثة أقوال . وهذا مثل تنازعهم في قراءة الفاتحة خلف اإلمام حال الجهر ه أن يق يس ل للك وأحمد، والخلف،وهذا مذهب ما/جهر اإلمام إذا آان يسمع، ال بالفاتحة، وال غيرها، وهذا قول الجمهور من السلف

راءة أفضل : وقيل . وأبي حنيفة وغيرهم، وأحد قولي الشافعي ران، والق ذا عن األوزاعي، . بل يجوز األم روي ه ويرهم ل . وأهل الشام، والليث بن سعد، وهو اختيار طائفة من أصحاب أحمد، وغي ول : وقي ة، وهو الق راءة واجب ل الق ب

. اآلخر للشافعي

ال وقول الجمهور هو ا ه ـ سبحانه ـ ق إن الل ون { : لصحيح، ف م ترحم توا لعلك ه وأنص تمعوا ل رآن فاس رىء الق } وإذا ق ، ] 204 : األعراف [

ي صلى اهللا . أجمع الناس على أنها نزلت في الصالة : قال أحمد ي موسى عن النب وقد ثبت في الصحيح من حديث أب

وا . وإذا قرأ فأنصتوا . إنما جعل اإلمام ليؤتم به، فإذا آبر فكبروا ( : وسلم أنه قال عليه روا وارآع . وإذا آبر ورآع فكبا، . الحديث إلى آخره ) فإن اإلمام يرآع قبلكم، ويرفع قبلكم، فتلك بتلك رة ـ أيض ي هري وروي هذا اللفظ من حديث أب

ة فقد أمر : وذآر مسلم أنه ثابت الله ورسوله باإلنصات لإلمام إذا قرأ، وجعل النبي صلى اهللا عليه وسلم ذلك من جمله . االئتمام به ى . فمن لم ينصت له، لم يكن قد ائتم ب أموم عل ؤمن الم ذا ي أموم، وله ام يجهر ألجل الم وم أن اإلم ومعل

رى . مقدمة على مصلحة ما يؤمر به المنفرد ومصلحة متابعة اإلمام . فإذا لم يستمع لقراءته، ضاع جهره . دعائه أال تر إذا وجده ساجدا،آل /أنه لو أدرك اإلمام في وتر من صالته فعل آما يفعل، فيتشهد عقيب الوتر، د التكبي ويسجد بع

راءة ! ذلك ألجل المتابعة،فكيف ال يستمع لقراءته ل ؟ مع أنه باالستماع يحصل له مصلحة الق ه مث إن المستمع ل أجر ف . القارئ

راءة ه أجر الق ه يحصل ل وال أن ر، فل ى الفاتحة إذا جه ا زاد عل ه فيم رأ مع ه ال يق ى أن ومما يبين هذا اتفاقهم آلهم على بإنصاته له، لكانت قراءته لنفسه أفضل من استماعه لإلمام، وإذا آان يحصل له باإلنصات أجر القارئ، لم يحتج إل

ام لكون قراءته، فال يكون فيها منفعة ، بل فيها مضرة شغلته عن االستماع المأمور به، وقد تنازعوا إذا لم يسمع اإلمرأ أو يسكت ه أن يق ى ل ك، هل األول ه، أو نحو ذل أموم، أو طرش د الم ة، أو لبع والصحيح أن ؟ الصالة صالة مخافت

ا مقصود ال ه األولى له أن يقرأ في هذه المواضع؛ ألنه ال يستمع قراءة يحصل له به رأ لنفسه، حصل ل إذا ق راءة، ف قأجر القراءة وإال بقي ساآتا ال قارئا وال مستمعا، ومن سكت غير مستمع وال قارئ في الصالة، لم يكن مأمورا بذلك،

. آالقراءة، والتسبيح، والدعاء، أو االستماع للذآر : وال محمودا، بل جميع أفعال الصالة البد فيها من ذآر الله تعالي

ل د : وإذا قي ه عن ع ل ه، وأرف ه، وأصلح لقلب ع ل ه، وأنف ل ل ه أآم ه لنفس راءة، فقراءت ه فرض الق ل عن ام يحم أن اإلم ب . ال يؤمر به إال حال الجهر، فأما حال المخافتة، فليس فيه صوت مسموع، حتى ينصت له /ربه،واإلنصات

د الفجر، والعصر فعل الصالة التي لها سبب، مثل تحية المس : ومن هذا الباب ك، . جد بع اء من يستحب ذل فمن العلم

ه . ومنهم من يكرهه آراهة تحريم أو تنزيه ا أن تكره ك، . والسنة إما أن تستحبه، وإم ول من استحب ذل والصحيح قذه . وهو مذهب الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين، اختارها طائفة من أصحابه فإن أحاديث النهي عن الصالة في ه

ه ل قول ات مث ى تغرب الشمس ( : األوق د العصر حت ع الشمس، وال صالة بع ى تطل د الفجر حت وم ) ال صالة بع عمه ا قضاء الفوائت بقول لمين، وخص منه اق المس ائز باتف ا صالة الجن ة من ( : مخصوص، خص منه من أدرك رآع

. ) الصبح قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح

م يصليا وقد ثبت عن ا ا، ل ذين رآهم رجلين الل لنبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قضي رآعتي الظهر بعد العصر، وقال للة ( : بعد الفجر في مسجد الخيف ا نافل ا لكم م، فإنه د ) إذا صليتما في رحالكما، ثم أتيتما مسجد جماعة، فصليا معه ، وق

ال ذا ( : ق اف به دا ط وا أح اف، ال تمنع د من ي عب ا بن ار ي ل أو نه ن لي اء م اعة ش ة س ه أي ت، وصلى في ذا . ) البي فه . المنصوص يبين أن ذلك العموم خرجت منه صورة

ه صورة، فال يجوز ) إذا دخل أحدآم المسجد، فال يجلس حتى يصلي رآعتين ( : أما قوله/ م يخص من ام ل فهو أمر ع

. وم المخصوصتخصيصه بعموم مخصوص، بل العموم المحفوظ أولى من العم

إذا ( : وأيضا، فإن الصالة واإلمام على المنبر، أشد من الصالة بعد الفجر والعصر، وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال

ذلك ) دخل أحدآم المسجد واإلمام يخطب، فال يجلس حتى يصلي رآعتين ذا النهي، فك فلما أمر بالرآعتين في وقت هك ) ال تتحروا بصالتكم ( : وألن أحاديث النهي في بعضها . في وقت ذلك النهي، وأولي ، فنهى عن التحري للصالة ذل

. إن النهي فيها نهي تنزيه ال تحريم : وألن من العلماء من قال . الوقت

ـان سـ ا آ دا ومـن السلف مـن جـوز التطـوع بعد العصر مطلقا، واحتجوا بحديث عائشة؛ ألن النهي عـن الصـالة إنما سبب . للذريعة إلى التشبه بالكفار وما آان منهيا عنه للذريعة، فـإنه يفعـل ألجـل المصلحة الراجحة آالصالة التي له

ـة ـاتت المصلح ـي، . تفوت بفوات السبب، فإن لم تفعـل فـيه، وإال ف ـه وقت النه ى فعل ـاج إل ـق ال يحت والتطوع المطلـدة، بخالف فـإن اإلنسان ال يستغرق الليل وال ـه مفس ه في نهار بالصـالة، فلم يكن في النهي تفويت مصلحة، وفي فعل

وت ه سبب يف ذي ل أخير : التطوع ال ان ت ا الطواف مع إمك ه إذا جاز رآعت م إن تالوة، وصالة الكسوف، ث / آسجدة ال . الطواف، فما يفوت أولي أن يجوز

ي وطائفة من أصحابنا يجوزون قضاء السنن الرواتب دون لم قضي رآعت ه وس ي صلى اهللا علي ا، لكون النب غيره

ا : الظهر، وروي عنه أنه رخص في قضاء رآعتي الفجر، فيقال ا، فم ان تأخيره إذا جاز قضاء السنة الراتبة مع إمكذا يفوت آالكسوف وسجود التالوة وتحية المسجد أولي أن يجوز، بل قد ثبت بالحديث الصحيح قضاء الفريضة في ه

ا في غزوة الوقت، ام عنه ا ن لم قضاء الفجر لم ه وس مع أنه قد يستحب تأخير قضائها، آما أخر النبي صلى اهللا عليه الشيطان ( : وقال . خيبر ذا واد حضرنا في أخيره ) إن ه ا ال يمكن وال يستحب ت أخيره، فم ا يمكن ت إذا جاز فعل م ف . وبسط هذه المسائل ال يمكن في هذا الجواب . أولي

في األفضل في قيام الليل وصيام النهار: فصــل

ه ه فعل لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ال . وأما قيام الليل وصيام النهار فاألفضل في ذلك ما ثبت في الصحيح عن النب : وقان يص ( ام سدسه، وأفضل الصيام صيام داود، آ ه، وين وم ثلث ل، ويق ام نصف اللي ان ين ام داود؛ آ وم أفضل القيام قي

ال /وقد ثبت ) يوما، ويفطر يوما، وال يفر إذا القى ن عمرو ق ومن : في الصحاح أن عبد الله ب ار، وألق ألصومن النهين ـ أي ( : فقال له النبي صلى اهللا عليه وسلم . الليل، وألقرأن القرآن آل يوم ه الع ال تفعل فإنك إذا فعلت ذلك هجمت ل

دهر غارت ـ ونفهت له النفس ـ أي ي الحسنة بعشر ) سئمت ـ ولكن صم من آل شهر ثالثة أيام، فذلك صيامك ال يعنا ( : فما زال يزايده، حتى قال . إني أطيق أفضل من ذلك : فقال . أمثالها ا وأفطر يوم ال ) صم يوم ق أفضل : ق ي أطي ان

ال ) القرآن في آل شهر اقرأ ( في القراءة : وقال له ) ال أفضل من ذلك ( : من ذلك، قال ى ق ده حت ا زال يزاي رأ ( : ، فم اقإن لنفسك عليك حقا، وألهلك عليك حقا، ولزوجك عليك حقا، ( : وذآر له أن أفضل القيام قيام داود، وقال له ) في سبع

فس وتمنع من فعل ما فبين له صلى اهللا عليه وسلم أن المداومة على هذا العمل تغير البدن والن ) فآت آل ذي حق حقه . هو آجر من ذلك من القيام لحق النفس واألهل والزوج

م يكن . وأفضل الجهاد والعمل الصالح، ما آان أطوع للرب، وأنفع للعبد ه، ل ع من ا هو أنف ه مم فإذا آان يضره ويمنع

ام، : ال اآلخر أما أنا فأصوم ال أفطر، وق : ذلك صالحا، وقد ثبت في الصحيح أن رجالا قال أحدهم أقوم ال أن ا ف ا أن أملم : أما أنا فال آآل اللحم ،وقال اآلخر : وقال اآلخر ال رجال ( / : أما أنا فال أتزوج النساء، فقال صلى اهللا عليه وس ا ب م

يس يقول أحدهم آيت وآيت، لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، وآآل اللحم، فمن رغب عن سنتي فلنته ) يمن ا عن س فبين صلى اهللا عليه وسلم أن مثل هذا الزهد الفاسد، والعبادة الفاسدة ليست من سنته، فمن رغب فيه

. فرآها خيرا من سنته، فليس منه

ده من : وقد قال أبي بن آعب ا فاقشعر جل ه خالي ى السبيل والسنة ذآر الل د عل عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما من عبه خشية ال ى السبيل والسنة ذآر الل له، إال تحاتت عنه خطاياه، آما يتحات الورق اليابس عن الشجر، وما من عبد عل

اد في خالف ر من اجته خاليا، ففاضت عيناه من خشية الله، إال لم تمسه النار أبدا، وإن اقتصادا في سبيل وسنة خينتهم سبيل وسنة، فاحرصوا أن تكون أعمالكم إن آانت اجتها اء وس اج األنبي ى منه د . دا أو اقتصادا عل ال عب ذلك ق وآ

. اقتصاد في سنة، خير من اجتهاد في بدعة : الله بن مسعود

رأوه . وقد تنازع العلماء في سرد الصوم إذا أفطر يومي العيدين، وأيام منى فاستحب ذلك طائفة من الفقهاء والعباد، فوا صوم شطر . أفضل من صوم يوم، وفطر يوم ة، وجعل ائغا بال آراه وه س ل جعل روه أفضل، ب وطائفة أخرى لم ي

ول / : والقول الثالث . الدهر أفضل منه، وحملوا ما ورد في ترك صوم الدهر على من صام أيام النهى وهو الصواب قه . من جعل ذلك ترآا لألولى، أو آره ذلك ن فإن األحاديث الصحيحة عن النبي صلى اهللا علي ه ب د الل ه لعب لم آنهي وس

. وغيرها صريحة في أن هذا ليس بمشروع ) من صام الدهر فال صام، وال أفطر ( : عمرو عن ذلك، وقوله

ط، ام فق ه صوم خمسة أي راد ب دهر ال ي إن صوم ال ط، ف د غل ام الخمسة، فق ومن حمل ذلك على أن المراد صوم األيدهر، وال يجوز أن ينهي عن صوم ولو أفطر . وتلك الخمسة صومها محرم غيرها فلم ينه عنها لكون ذلك صوما لل

نهم : أآثر من ثالثمائة يوم، والمراد خمسة، بل مثال هذا مثال من قال ه خمسة م . ائتني بكل من في الجامع، وأراد بذا إنم : وأيضا، فإنه علل ذلك بأنك إذا فعلت ذلك نفس، وه ه ال ا يكون في سرد الصوم، ال هجمت له العين، ونفهت ل

. في صوم الخمسة

ال دهر، فق دهر فال صام وال أفطر ( : وأيضا، فإن في الصحيح أن سائال سأله عن صوم ال ال . ) من صام ال فمن : قددت أني طوقت و ( : فمن يصوم يوما، ويفطر يومين، فقال : قال ) ! ؟ ومن يطيق ذلك ( : يصوم يومين ويفطر يوما، فقال

فسألوه عن صوم الدهر، ثم عن صوم ثلثيه، ثم ) ذلك أفضل الصوم : فمن يصوم يوما ويفطر يوما، فقال : ، فقال ) ذلك . عن صوم ثلثه، ثم عن صوم شطره

دهر ( : وأما قوله/ دل صيام ال ه ) صيام ثالثة أيام من آل شهر يع ه ( : ،وقول تا من شوال، من صام رمضان وأتبع س

دهر بتضعيف ) الحسنة بعشر أمثالها . فكأنما صام الدهر ه أجر صيام ال ذا يحصل ل ونحو ذلك، فمراده أن من فعل ه . األجر، من غير حصول المفسدة، فإذا صام ثالثة أيام من آل شهر، حصل له أجر صوم الدهر بدون شهر رمضان

المجمو تا من شوال، حصل ب ان وإذا صام رمضان وس اس أن يكون استغراق الزم ان القي دهر، وآ ع أجر صوم الا راجح، وهو إضاعة م لم ال ه وس بالصوم عبادة، لوال ما في ذلك من المعارض الراجح، وقد بين النبي صلى اهللا عليهو أولي من الصوم، وحصول المفسدة راجحة فيكون قد فوت مصلحة راجحة واجبة أو مستحبة، مع حصول مفسدة

. ى مصلحة الصومراجحة عل

ادة، ) من صام الدهر فال صام وال أفطر ( : وقد بين صلى اهللا عليه وسلم حكمة النهي، فقال ه ع ه يصير الصيام ل فإن . آصيام الليل، فال ينتفع بهذا الصوم، وال يكون صام، وال هو ـ أيضا ـ أفطر

وال ومـن نقـل عـن الصحابة أنه سـرد الصوم، فقد ذهب إلى أح ع . د هذه األق وم جمي ان يق ه آ ه أن ل عن ذلك من نق وآ

ك ضعيف ول من ذل را من المنق نة، مع أن آثي ذا س . الليل دائما، أو أنه يصلي الصبح بوضوء العشاء اآلخرة، آذا آنكم / أنتم : وقال عبد الله بن مسعود ألصحابه را م ا . أآثر صوما وصالة من أصحاب محمد، وهم آانوا خي ا : لواق م ي ل

. ألنهم آانوا أزهد في الدنيا، وأرغب في اآلخرة : قال ؟ أبا عبد الرحمن

ل ول القائ ى يق ان يصوم حت د آ ه، ق لم يفعل ه وس ي صلى اهللا علي ان النب د آ ذا ق ام، فه ال : فأما سرد الصوم بعض الع . ال يصوم : ويفطر حتى يقول القائل . يفطر

ه السنن . ليالي جميعهاوآذلك قيام بعض ال د . آالعشر األخير من رمضان، أو قيام غيرها أحيانا، فهذا مما جاءت ب وق

أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان إذا دخل العشر األخير من رمضان شد : آان الصحابة يفعلونه، فثبت في الصحيح . المئزر، وأيقظ أهله، وأحيا ليله آله

ام ب ه ق نن أن ي الس بح وف ى أص ة حت ة ليل يم { : آي ز الحك ت العزي ك أن م فإن ر له ادك وإن تغف إنهم عب ذبهم ف } إن تع

ة ] 118 : المائدة [ اس، وليل ابن عب ، ولكن غالب قيامه آان جوف الليل، وآان يصلي بمن حضر عنده، آما صلى ليلة بوا من بابن مسعود، وليلة بحذيف ران، ويرآع نح البقرة والنساء وآل عم ة بن اليمان، وقد آان أحيانا يقرأ في الرآعة بوا من رآوعه، ) سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم ( : قيامه، يقول في رآوعه ول /ويرفع نح د، ( : يق ي الحم لرب

ول ) لربي الحمد ه يق وا من قيام ي األع ( : ويسجد نح ي سبحان رب ي األعل ي، سبحان رب وا من سجوده ) ل ويجلس نح . ويسجد ) رب اغفر لي، رب اغفر لي ( : يقول

ه ر أن ى السحر، وأخب م إال في الوصال إل م يرخص له ه أصحابه، ول وأما الوصال في الصيام، فقد ثبت أنه نهي عن

نه . ليس آأحدهم نهم وقد آان طائفة من المجتهدين في العبادة يواصلون، م م من يبقي شهرا ال يأآل وال يشرب، ومه صلى . ولكن آثير من هؤالء ندم على ما فعل، وظهر ذلك في بعضهم . من يبقي شهرين وأآثر وأقل فإن رسول الل

. اهللا عليه وسلم أعلم الخلق بطريق الله، وأنصح الخلق لعباد الله، وأفضل الخلق، وأطوعهم له، وأتبعهم لسنته

أثيرات ـ واألح ا ت وال التي تحصل عن أعمال فيها مخالفة السنة، أحوال غير محمودة ـ وإن آان فيها مكاشفات، وفيهر ق غي األموال المكسوبة بطري ر مشروعة آ ادات غي فمن آان خبيرا بهذا الباب، علم أن األحوال الحاصلة عن عب

ق الشرعية، وإال آانت فإن لم يتدارك الله . شرعي، والملك الحاصل بطريق غير شرعي عبده بتوبة، يتبع بها الطريه خطؤه ورا ل ا مغف دا مخطئ د يكون مجته م ق ه، ث ببا لضرر يحصل ل ور س ك األم ورا . تل ا مغف ذنبا ذنب ون م د يك وق

ك األحوال، ا /لحسنات ماحيـة، وقـد يكـون مبتلى بمصائب تكفـر عنـه، وقـد يعاقب بسلب تل رك م ى ت وإذا أصر على بدعة أمر ا إل قا أو داعي وإن . به من السنة، وفعل ما نهى عنه، فقد يعاقب بسلب فعل الواجبات، حتى قد يصير فاس

ى . أصر على الكبائر، فقد يخاف عليه أن يسلب اإليمان ر، حت ى آبي زال تخرج اإلنسان من صغير إل فإن البدع ال تممن آان لهم أحوال من المكاشفات والتأثيرات، وقد عرفنا من تخرجه إلى اإللحاد والزندقة، آما وقع هذا لغير واحد

. هذا ما ليس هذا موضع ذآره

ون : قال الزهري . ومن تخلف عنها، غرق . من رآبها، نجا : فالسنة مثال سفينة نوح ا يقول : آان من مضي من علمائن، أعان به الكفار أو الفجار أو استعمله في غير ذلك االعتصام بالسنة نجاة وعامة من تجد له حاال من مكاشفة أو تأثير

. من معصية، فإنما ذاك نتيجة عبادات غير شرعية، آمن اآتسب أموالا محرمة فال يكاد ينفقها إال في معصية الله

ا أن األول وهذا الثاني يتضمن األول، آ . نوع في األقوال واالعتقادات، ونوع في األفعال والعبادات : والبدع نوعان م . يدعو إلى الثاني

ـن القسم األول والمنتسبون . فالمنتسبون إلى العلم والنظر وما يتبع ذلك يخاف عليهم إذا لم يعتصموا بالكتاب والسنة م

اب م يعتصموا بالكت يهم إذا ل ك، يخاف عل ـع ذل ـا يتب اني /إلى العبادة والنظـر واإلرادة وم ـن القسم الث ـنة م ـد . والس وقيهم \ { : مـرنا الله أن نقـول في آل صـالةأ وب عل ر المغض يهم غي ت عل ذين أنعم اهدنــــا الصراط المستقيم صراط ال

. آمين ] 7، 6 : الفاتحة [ } وال الضالين

ود مغضوب عل ( : وصح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ة ) يهم، والنصاري ضالون اليه ن عيين فيان ب ال س : قه شبه من النصاري . من فسد من العلماء، ففيه شبه من اليهود : آانوا يقولون اد، ففي ان السلف . ومن فسد من العب وآ

ه فعل فطالب العلم . احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون : يقولون إن لم يقترن بطلب . ما يجب عليه، وترك ما يحرم عليه من االعتصام بالكتاب والسنة، وإال وقع في الضالل

ي الضالل وا ف نة، وإال وقع اب والس يهم االعتصام بالكت م الواجب عل إرادتهم طلب العل رن ب م يقت وأهل اإلرادة إن ل

وإذا اعتصم بالعبادة الشرعية من غير . الواجب، آان غاوياوالبغي، ولو اعتصم رجل بالعلم الشرعي من غير عمل ب . والضالل سمة النصاري، والبغي سمة اليهود، مع أن آال من األمتين فيها الضالل والبغي . علم بالواجب آان ضاال

ق، ينتهون اء ولهذا تجد من انحرف عن الشريعة في األمر والنهي من أهل اإلرادة والعبادة والسلوك والطري ى الفن إل . الذي ال يميزون فيه بين المأمور والمحظور، فيكونون فيه متبعين أهواءهم

ه عن التوآل / وإنما الفناء الشرعي أن يفني بعبادة الله عن عبادة ما سواه، وبطاعته عن طاعة ما سواه وبالتوآل علي

ذا هو إخالص الدين لله وعبادته وحده ال على ما سواه، وبسؤاله عن سؤال ما سواه، وبخوفه عن خوف ما سواه، وه . شريك له، وهو دين اإلسالم الذي أرسل الله به الرسل، وأنزل به الكتب

م والنظر والكالم والبحث، ينتهي ات من أهل العل ر والنفي واإلثب وتجد ـ أيضا ـ من انحرف عن الشريعة من الجب

ى الحق، وأولئك يصدقون أمرهم إلى الشك والحيرة، آما ينتهي األولون إل ات، فهؤالء ال يصدقون ب الشطح والطامارف ا وظاهرا، من المع ا أمر باطن بالباطل، وإنما يتحقق الدين بتصديق الرسول في آل ما أخبر، وطاعته في آل م

. واألحوال القلبية، وفي األقوال واألعمال الظاهرة

ا ا مطلق ود السهر الشرعي، والجوع الشرعي، ومن عظم مطلق السهر والجوع، وأمر بهم ل المحم و مخطئ، ب ، فهادات ك من العب ر ذل ه أو درسه أو غي م أو نظر في . فالسهر الشرعي آما تقدم من صالة أو ذآر أو قراءة أو آتابة عل

ول اء يق ول : واألفضل يتنوع بتنوع الناس، فبعض العلم ة، وبعض الشيوخ يق ة الحديث أفضل من صالة النافل : آتابول ذا : رآعتان أصليهما بالليل حيث ال يراني أحد أفضل من آتابة مائة حديث،وآخر من األئمة يق ل األفضل فعل ه ب

م يكون ا يكون جنسه أفضل، ث ال م ا / وهذا، واألفضل يتنوع بتنوع أحوال الناس، فمن األعم ا أو منهي ارة مرجوح تم الصالة فإنها أفضل من قراءة القرآن، . آالصالة . عنه دعاء، ث وقراءة القرآن أفضل من الذآر، والذآر أفضل من ال

ا ة ـ منهي عنه راءة أو ذآر أو . في أوقات النهي ـ آما بعد الفجر والعصر ووقت الخطب ا بق ذ ـ إم واالشتغال ـ حينئ . دعاء أو استماع أفضل من ذلك

دون قراءة القرآن، وآذلك الدعاء . لسجود هو المشروعوآذلك قراءة القرآن أفضل من الذآر، ثم الذآر في الرآوع وا

ل المفضول دون ى العم ه عل ون الشخص يصلح دين د يك ذآر، وق راءة وال روع دون الق و المش ر الصالة ه ي آخ ف . األفضل، فيكون أفضل في حقه، آما أن الحج في حق النساء أفضل من الجهاد

ة، ومنهم من يكون الذآر أنفع له من القراءة، ومنهم من يكون اجتهاده ومن الناس من تكون القراءة أنفع له من الصال

ذا . في الدعاء لكمال ضرورته أفضل له من ذآر هو فيه غافل ارة ه ه، وت ذا أفضل ل ارة ه والشخص الواحد يكون ته ومعرفة حال آل شخص شخصا، وبيان األفضل له، ال يمكن ذآره في آتاب، بل البد من هداي . أفضل له ة يهدي الل

. بها عبده إلى ما هو أصلح، وما صدق الله عبد إال صنع له

ل : وفي الصحيح ام من اللي ان إذا ق لم آ ه وس ول / أن النبي صلى اهللا علي ل وإسرافيل، ( : يق ل وميكائي م رب جبري اللهه . يختلفون فاطر السموات واألرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما آانوا فيه ا اختلف في اهدني لم

. ) من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم

هدي الرسول في مأآله ومشربه وملبسه: فصــل

تهاه، . وأما األآل واللباس، فخير الهدي هدي محمدصلي اهللا عليه وسلم وآان خلقه في األآل أنه يأآل ما تيسر إذا اشرد موجودا، ه وال ي م، أآل ز ولح ان إن حضر خب ودا، فك ه . وال يتكلف مفق م، أآل ز ولح ة وخب وإن . وإن حضر فاآه

ارد، . حضر تمر وحده أو خبز وحده، أآله وإن حضر حلو أو عسل طعمه ـ أيضا ـ وآان أحب الشراب إليه الحلو البه من : قولفلم يكن إذا حضر لونان من الطعام ي . وآان يأآل القثاء بالرطب ا في ام لم ال آآل لونين، وال يمتنع من طع

. اللذة والحالوة

ه . وآان ـ أحيانا ـ يمضي الشهران والثالثة ال يوقد في بيته نار، وال يأآلون إال التمر والماء ى بطن ربط عل وأحيانا، يه، /لى وأآل ع . الحجر من الجوع، وآان ال يعيب طعاما، فإن اشتهاه أآله، وإال ترآه امتنع من أآل مائدته لحم ضب ف

. ) إنه ليس بحرام، ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه ( : وقال

وآذلك اللباس، آان يلبس القميص والعمامة، ويلبس اإلزار والرداء ويلبس الجبة

يمن لبس في السفر جبة صوف، وآان . والفروج، وآان يلبس من القطن والصوف، وغير ذلك يلبس مما يجلب من الك . وغيرها، وغالب ذلك مصنوع من القطن، وآانوا يلبسون من قباطي مصر، وهي منسوجة من الكتان فسنته في ذل

. وهذا يتنوع بتنوع األمصار . تقتضي أن يلبس الرجل ويطعم مما يسره اهللا ببلده، من الطعام واللباس

ـأنزل وقـد آـان اجتمع طائفـة من أصحابه على اء، ف زوج النس ـن ت ـتناع م ي االم االمتناع من أآل اللحم ونحوه، وعله ال يح { : اهللا تعالى دوا إن الل م وال تعت ه لك ل الل ا أح ات م وا طيب وا ال تحرم ذين آمن ا ال ا أيه ا ي وا مم دين وآل ب المعت ، ] 88، 87 : المائـدة [ } الله حالال طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون رزقكم

وقال . أما أنا، فأقوم ال أنام : وقال اآلخر . أمـا أنا، فأصوم ال أفطر : وفي الصحيحين عنه أنه بلغه أن رجاال قال أحدهم

ـم : وقـال اآلخر . ج النساءأما أنا فال أتزو : اآلخر ـال آآل اللح ا، ف ـال . أمـا أن ام، ( : فق ـوم وأن ي أصوم وأفطر، وأق لكن

الى ) وأتزوج النساء، وآآـل اللحم، فمـن رغب عـن سنتي فليس مني ن { : ، وقـد قال اهللا تع وا م وا آل ذين آمن ا ال ا أيه يدون طيبات ما رزقناآم اه تعب تم إي ه إن آن كروا لل رة [ } واش ه ] 172 : البق ات، والشكر صلى اهللا علي ـر بأآل الطيب فأم

ا مضيعا لحق اهللا ان مفرط م يشكر آ ديا، ومن ل ان معت ي . وسلم، فمن حرم الطيبات آ لم عـن النب ـح مس وفي صحيال ه ق لم أن ه وس ده إن ( : صلى اهللا علي ربة فيحم ا، ويشرب الش ده عليه ة فيحم ل األآل د أن يأآ ـن العب اهللا ليرضى ع

. ) الطاعم الشاآر، بمنزلة الصائم الصابر ( : وفي الترمذي وغيره عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال . ) عليها

دل الطر لم هي أع ه وس ا رسول اهللا صلى اهللا علي ان عليه ي آ ة الت ذه الطريق افه ى . ق وأقومه ا إل واالنحراف عنه : وجهين

ه { : قوم يسرفون في تناول الشهوات، مع إعراضهم عن القيام بالواجبات، وقد قال تعالى وآلوا واشربوا وال تسرفوا إن

وف فخلف من بع { : ، وقال تعالى ] 31 : األعراف [ } ال يحب المسرفين هوات فس وا الش لاة واتبع دهم خلف أضاعوا الص . ] 59 : مريم [ } يلقون غيا

ة في اإلسالم الي ـ وال رهباني م يشرعها اهللا ـ تع الى . وقوم يحرمون الطيبات، ويبتدعون رهبانية، ل ال تع د ق ال { : وق

، ] 87 : المائدة [ } حل الله لكم وال تعتدوا إن الله ال يحب المعتدينتحرموا طيبات ما أ

. ] 51 : المؤمنون [ } يا أيها الرسل آلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم { : وقال تعالى

ؤمنين ( : الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال وفي الى /إن اهللا أمر الم ال تع لين، فق ه المرس ا أمر ب ا { : بم يرة [ } ا رزقناآميا أيها الذين آمنوا آلوا من طيبات م { : ، وقال تعالى } أيها الرسل آلوا من الطيبات واعملوا صالحا : البق

يارب، يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، : ثم ذآر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء . ] 172ب، وآل طيب حالل . وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأني يستجاب لذلك ات، . وآل حالل طي ا الطيب إن اهللا أحل لن ف

. ائث، لكن جهة طيبه، آونه نافعا لذيذاوحرم علينا الخب

ات يهم طيب نهم ـ حرم عل م م ه ـ بظل اب فإن ا، بخالف أهل الكت و اهللا حرم علينا آل ما يضرنا، وأباح لنا آل ما ينفعناس ات، والن يئا من الطيب ا ش م يحرم علين لم ل ه وس د صلى اهللا علي م، ومحم أحلت لهم، فحرم عليهم طيبات عقوبة له

ان صلى تتنوع ا آ ال م ر األعم أحوالهم في الطعام واللباس والجوع والشبع، والشخص الواحد يتنوع حاله، ولكن خيد يكون أشدهما يس آل شديد فاضال، وال . اهللا عليه وسلم أطوع، ولصاحبه أنفع، وقد يكون ذلك أيسر العملين، وق فل

أم ا ي ديد، فإنم أمر ش ا ب ل الشرع إذا أمرن ير مفضوال، ب نفسآل يس ذيب ال ة، ال لمجرد تع ه من المنفع ا في ه لم . ر بو { : آالجهاد الذي قال فيه تعالي ا آتب عليكم القتال وهو آره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحب

. ] 216 : البقرة [ } شيئا وهو شر لكم ى ( : والحج هو الجهاد الصغير؛ ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم لعائشة ـ رضي اهللا عنها ـ في العمرة / أجرك عل

ه وال { : وقال تعالى في الجهاد ) قدر نصبك بيل الل ي س ة ف ب وال مخمص أ وال نص يبهم ظم أنهم ال يص ك ب ؤون ذل يطه ال الح إن الل ل ص ه عم م ب ب له يال إال آت نين موطئا يغيظ الكفار وال ينالون من عدو ن ر المحس يع أج ة [ } يض : التوب

210 [ .

ا وأما مجرد تعذيب النفس والبدن من غير منفعة راجحة، فليس هذا م ا عم ا، ونهان ا ينفعن ا اهللا بم شروعا لنا، بل أمرنلم في الحديث الصحيح . يضرنا ه وس وا معسرين ( : وقد قال صلى اهللا علي م تبعث تم ميسرين ول ا بعث اذ ) إنم ال لمع وق

دين أحد هذا الدين يسر، ( : ،وقال ) يسرا وال تعسرا، وبشرا وال تنفرا ( : وأبي موسى لما بعثهما إلى اليمن اد ال ن يش ولأحب الدين إلى ( : وروي عنه أنه قال ) إال غلبه، فاستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا

. ) اهللا الحنيفية السمحة

ك رد أو جوع، ونحو ذل ك حر أو ب ر ذل اد والحج أو غي ه . فاإلنسان إذا أصابه في الجه د علي ا يحم و مم ال اهللا فه ، ق . ] 81 : التوبة [ } وقالوا ال تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو آانوا يفقهون { : تعالى

لم ارات ( : وآذلك قال صلى اهللا عليه وس ى المساجد، وانتظ / إسباغ الوضوء : الكف ا إل رة الخط اره، وآث ى المك ار عل . ) الصالة بعد الصالة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط

اس ا يظن بعض الن ك مم وأما مجرد بروز اإلنسان للحر والبرد بال منفعة شرعية، واحتفاؤه وآشف رأسه، ونحو ذل

د ثبت في بل . أنه من مجاهدة النفس، فهذا إذا لم يكن فيه منفعة لإلنسان، وطاعة صلى اهللا عليه وسلم، فال خير فيه قذر أن : قالوا ) ؟ ما هذا ( : الصحيح أن النبي صلى اهللا عليه وسلم رأي رجال قائما في الشمس، فقال و إسرائيل، ن هذا أب

. ) مروه فليجلس، وليستظل، وليتكلم، وليتم صومه ( : فقال . يقوم في الشمس، وال يستظل، وال يتكلم، ويصوم

ال ولهذا نهي عن الصمت لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ه النب ا قال وم ( : الدائم، بل المشروع م ؤمن ب اهللا والي ان ي من آ . فالتكلم بالخير خير من السكوت عنه، والسكوت عن الشر خير من التكلم به . ) اآلخر، فليقل خيرا أو ليصمت

واألفضل لإلمام أن يتحرى صالة رسول اهللا؟: فصـــل

ذا هو المشروع واألفضل لإلم ل ه ام أن يتحرى صالة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم التي آان يصليها بأصحابه، ب

ن الحويرث وصاحبه /الذي يأمر به األئمة، ك ب ال لمال ا ( : آما ثبت عنه في الصحيح أنه ق إذا حضرت الصالة، فأذن . ) وأقيما، وليؤمكما أحدآما، وصلوا آما رأيتموني أصلي

ثبت عنه في الصحيح أنه آان يقرأ في الفجر بما بين الستين آية إلى مائة آية، وهذا بالتقريب نحو ثلث جزء، إلى وقد

رأ سورة ارك، ويق ل، وتب م تنزي رأ أل اف، ويق رأ بق رأ بطوال المفصل، يق ان يق ين، فك ة ثالث نصف جزء، من تجزئ . المؤمنين، ويقرأ الصافات، ونحو ذلك

ظهر بأقل من ذلك بنحو ثالثين آية، ويقرأ في العصر بأقل من ذلك، ويقرأ في المغرب بأقل من ذلك، وآان يقرأ في ال

ل قصار المفصل رة بنحو . مث اء اآلخ ي العش حاها { : وف مس وض ى { و ] 1 : الشمس [ } والش ل إذا يغش ل [ } واللي ، ] 1 : اللي . ونحوهما

األعراف [ ـ يطيل الصالة، ويقرأ بأآثر من ذلك، حتي يقرأ في المغرب وآان ـ أحيانا ا ] ب رأ فيه الطور [ ويق رأ ] ب ، ويق . ] بالمرسالت [ فيها

ف، ورة يوس ود، وس ورة ه ر بس ي الفج رأ ف ان يق ر آ رة، وعم ورة البق ر بس ي الفج رة ف رأ م ر الصديق ق و بك وأب

إني ألدخل في الصالة ( : صلى اهللا عليه وسلم/ آما قال . ي السفر، أو لغير ذلكوأحيانا، يخفف إما لكونه ف . ونحوهماسورة [ ، حتي روي عنه أنه قرأ في الفجر ) وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي، فأخفف لما أعلم من وجد أمه به

. رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمفينبغي لإلمام أن يتحرى االقتداء ب ] سورة الزلزلة [ و ] التكوير

ا، رهم عنه ا ينف وإذا آان المأمومون لم يعتادوا لصالته، وربما نفروا عنها درجهم إليها شيئا بعد شيء، فال يبدؤهم بمك اروا ذل در المشروع، إال أن يخت ى الق ل عل ه في . بل يتبع السنة بحسب اإلمكان، وليس لإلمام أن يطي ا ثبت عن آم

ر، وذا الحاجة ( : نه قال صلى اهللا عليه وسلمالصحيح أ قيم والكبي اه في ) من أم الناس فليخفف بهم، فإن منهم الس أخرجوآـان يطيل الرآوع والسجـود، . ) إذا أم أحـدآم الناس فليخفف، وإذا صلى لنفسه فليطول مـا شاء ( : وقال . الصحيحينل : حآما ثبت عنـه في الصحي . واالعتـدالين ول القائ ي يق د نسي، وإذا : أنـه آان إذا رفـع رأسـه من الرآوع يقوم حت ق

. قد نسي : رفع رأسه من السجود يقعـد، حتي يقـول القائل

وع نحو عشر ي الرآ ر يسبح ف ان عم ز بصالته وآ د العزي ن عب ر ب به صالة عم ك ش ن مال ي السنن أن أنس ب وفلم . يحاتتسبيحات، وفي السجود نحو عشر تسب ه وس فينبغي لإلمام أن يفعل ـ في الغالب ـ ما آان النبي صلى اهللا علي

من ذلك، أو يقصر عن ذلك فعل ذلك، آما آان النبي صلى /وإذا اقتضت المصلحة أن يطيل أآثر . يفعله في الغالب

. اهللا عليه وسلم أحيانا يزيد على ذلك، وأحيانا ينقص عن ذلك

جديث في الوضوء عند آل حدث ورد: فصــــل

أصبح رسول اهللا صلى اهللا عليه : وأما الوضوء عند آل حدث، ففيه حديث بالل المعروف عن بريدة بن حصيب، قالال الال فق دعا ب لم ف ة ( : وس ى الجن بقتني إل م س الل، ب ا ب امي، دخلت ؟ ي ط إال سمعت خشخشتك أم ة ق ا دخلت الجن فم

ذا القصر : شخشتك أمامي، فأتيت على قصر مربع مشرف من ذهب، فقلت البارحة الجنة فسمعت خ الوا ؟ لمن ه : فقي، فقلت ذا القصر : لرجل عرب ي، لمن ه ا عرب الوا ؟ أن ريش : فق ذا : قلت . لرجل من ق ريش، لمن ه ا رجل من ق أن

يا رسول : لعمر بن الخطاب فقال بالل : فقالوا ؟ أنا محمد، لمن هذا القصر : لرجل من أمة محمد، فقلت : فقالوا ؟ القصرلم ه وس دها، فرأيت أن صلى اهللا علي ا أصابني حدث قط إال توضأت عن ين، و م اهللا ، ما أذنت قط إال صليت رآعت

. هذا حديث حسن صحيح : قال الترمذي . ) عليك بهما ( : على رآعتين، فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

ال /يقتضي استحباب الوضوء عند آل حدث، وال يعارض ذلكوهذا اس ق ن عب ا : الحديث الذي في الصحيح عن اب آنال ؟ أال تتوضأ : عند النبي صلى اهللا عليه وسلم، فجاء من الغائط فأتي بطعام، فقيل له ل، فأتوضأ : ق م أص ذا ) ل إن ه ف

دا استحب الوضوء لألآل ينفي وجوب الوضوء، وينفي أن يكون مأمورا بالوضوء م أح م نعل ل، ول ألجل مجرد األآل األآل دين قب ره أو يستحب : إال إذا آان جنبا، وتنازع العلماء في غسل الي ان عن ؟ هل يك ا روايت ولين، هم ى ق عل

. أحمد

لم ه وس ي صلى اهللا علي ال للنب ه ق لمان أن وراة : فمن استحب ذلك، احتج بحديث س رأت في الت ام ق ة الطع أن من برآل، : ومن آرهه قال . الوضوء قبله والوضوء بعده ل األآ وا يتوضؤون قب ألن هذا خالف سنة المسلمين، فإنهم لم يكون

. وإنما آان هذا من فعل اليهود فيكره التشبه بهم

لم يحب آان هذا في أول اإلسالم لما آان النبي : وأما حديث سلمان، فقد ضعفه بعضهم، وقد يقال ه وس صلى اهللا عليذا صام عاشوراء ك، وله د ذل رق بع م ف موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء؛ ولهذا آان يسدل شعره موافقة، ث

. يعني مع العاشر؛ ألجل مخالفة اليهود ) لئن عشت إلى قابل ألصومن التاسع ( : لما قدم المدينة، ثم إنه قال قبل موته

ا واظب عليه النبي صلى اهللا عليه وسلم في عبادته وعادتهفيم: فصـــل

ه هل هي سنة أم ه وعادت لم في عبادت ه وس وأما سؤال السائل عن المواظبة على ما واظب عليه النبي صلى اهللا عليع رسو : فيقال ؟ تختلف باختالف أحوال الراتبين ا أن نطي ه هو طاعة اهللا ورسوله، فعلين أمورون ب ل اهللا الذي نحن م

الى ال تع ه، فق ين موضعا من آتاب ن { : صلى اهللا عليه وسلم فيما أمرنا به، فإن اهللا قد ذآر طاعته في أآثر من ثالث م . ] 64 : النساء [ } وما أرسلنا من رسول إال ليطاع بإذن الله { : ، وقال ] 80 : النساء [ } يطع الرسول فقد أطاع الله

ه ه بقول ن أطاع عادة لم د أوجب الس ين { : وق ن النبي يهم م ه عل م الل ذين أنع ع ال ـئك م ول فأول ه والرس ع الل ن يط وم

. ] 69 : النساء [ } والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولـئك رفيقا

ار { : وعلق السعادة والشقاوة بطاعته ومعصيته في قوله ا األنه ن تحته ري م ات تج ه جن وله يدخل ه ورس ع الل ن يط ومدو د ح وله ويتع ه ورس ص الل ن يع يم وم وز العظ ك الف ا وذل دين فيه ين خال ذاب مه ه ع ا ول دا فيه ارا خال ه ن } ده يدخل

. ] 14، 13 : النساء [

فقد رشد، ومن يعصهما فإنه ال يضر إال نفسه، /من يطع اهللا ،ورسوله، ( : وآان صلى اهللا عليه وسلم يقول في خطبتهه السالم وجميع الرسل دعوا إلى عبادة اهللا ) ولن يضر اهللا شيئا وح علي ال ن أن { : وتقواه وخشيته وإلي طاعتهم، آما ق

ائزون { : ، وقال تعالى ] 3 : نوح [ } اعبدوا الله واتقوه وأطيعون م الف } ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك ه . ] 108 : الشعراء [ } فاتقوا الله وأطيعون { : وقال آل من نوح والنبيين ، ] 52 : النور [

ك سبب رك ذل ا أن ت وطاعة الرسول فيما أمرنا به هو األصل الذي على آل مسلم أن يعتمده، وهو سبب السعادة، آم

اء أن الشقاوة وطاعته في أمره أولي بنا من موافقته في فعل لم يأمرنا بموا ازع العلم فقته فيه باتفاق المسلمين، ولم يتنه ا ب ذي أمرن ن اهللا ال . أمره أوآد من فعله، فإن فعله قد يكون مختصا به، وقد يكون مستحبا، وأما أمره لنا فهو من دي

ر وقوله ـ لما ص ) صلوا آما رأيتموني أصلي ( : ومن أفعاله ما قد علم أنه أمرنا أن نفعل مثله، آقوله لى بهم على المنب . ) خذوا عني مناسككم ( : وقوله ـ لمـا حـج ـ ) إنما فعلت هذا لتأتموا بـي، ولتعلمـوا صالتي ( :ـ

ا ه، آم وأيضا، فقد ثبت بالكتاب والسنة أن ما فعله على وجه العادة فهو مباح لنا، إال أن يقوم دليل على اختصاصه ب

ا { : قال ـ سبحانه وتعالي ـ ي أزواج أدعي رج ف ؤمنين ح ئهم فلما قضى زيد منها وطرا زوجناآها لكي لا يكون على المرا نهن وط وا م زاب [ } إذا قض زوج ] 37 : األح ه أن يت اح ل ي أزواج /، فأب ؤمنين ف ن الم رج ع ع الح ه ليرف رأة دعي ام

. عيائهم، فعلم أن ما فعله آان لنا مباحا أن نفعلهأد

ك { : ولما خصــه ببعض األحــكام قــــال ة ل تنكحها خالص ي أن يس ي إن أراد النب ها للنب ت نفس ة إن وهب رأة مؤمن وامورا من دون المؤمنين قد علمنا ما ف ه غف ان الل رضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وآ

يس ألحد أن ] 50 : األحزاب [ } رحيما ؤمنين، فل ه من دون الم ك خالص ل ين أن ذل ة ب نكح الموهوب ه أن ي ، فلما أحل ل . غيره صلى اهللا عليه وسلم ينكح امرأة بال مهر

لم : وفي صحيح مسلم ه وس ل الصائم : أن رجال سأل رسول اهللا صلى اهللا علي ه ؟ أيقب ال ل لمة ـ ( : فق ذه ـ ألم س ) سل ه

ا : فأخبرتهم أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يفعل ذلك، فقال دم من ذنبك وم ا تق ك م ر اهللا ل د غف ا رسول اهللا ، ق ي . ) أما و اهللا إنني ألتقاآم صلى اهللا عليه وسلم، وأخشاآم له ( : فقال له . خرتأ

فلما أجابه صلى اهللا عليه وسلم بفعله، دل ذلك على أنه يباح لألمة ما أبيح له؛ ولهذا آان جمهور علماء األمة على أن . ما لم يقم دليل على اختصاصه بذلكاهللا إذا أمره بأمر، أو نهاه عن شيء، آانت أمته أسوة له في ذلك،

ل : فمن خصائصه/ ذا مث ده، وه ي بع ما آان من خصائص نبوته ورسالته، فهذا ليس ألحد أن يقتدي به فيه، فإنه ال نب

ذا ألحد يس ه ه، ول ل آل من أمر بقتل ي يقت ره، حت ة أم م جه آونه يطاع في آل ما يأمر به، وينهي عنه، وإن لم يعلذا جعل اهللا طاعتهم بعده، فوالة األ ره؛ وله أمروا بخالف أم م ي راء يطاعون إذا ل اء واألم في ضمن . مور من العلم

الى . طاعته نكم { : قال اهللا تع ر م ي األم ول وأول وا الرس ه وأطيع وا الل ال . ] 59 : النساء [ } أطيع ول { : فق وا الرس وأطيعا } ي األمر منكموأول ة، وأم ه، فال يطاعون استقالال، وال طاعة مطلق ة لطاعت ؛ ألن أولي األمر يطاعون طاعة تابع

ه { : ، فقال تعالى ] 80 : النساء [ } من يطع الرسول فقد أطاع الله { : الرسول، فيطاع طاعة مطلقة مستقلة، فإنه وا الل أطيعه طاعة اهللا ـ ال تكون . } أطيعوا الرسولو ره ـ وطاعت ة أم م جه م نعل ه، وإن ل ا أن نطيع ان علين فإذا أمرنا الرسول آ

. طاعته بمعصية اهللا قط، بخالف غيره

ذا موضع تفصيله يس ه ا ل ه، م رم ب ه، ويك ك . وقد ذآر الناس من خصائصه فيما يجب عليه، ويحرم علي وبعض ذلذي يقسم، . ليه، وبعضه متنازع فيهمتفق ع نهم، وهو ال وقد آان صلى اهللا عليه وسلم إمام األمة، وهو الذي يقضي بي

ه في آل داء ب م فاالقت ذي يصلي به وهو الذي يغزو بهم، وهو الذي يقيم الحدود، وهو الذي يستوفي الحقوق، وهو الدي ام الصالة والحج يقت ة، فإم ك المرتب ه ف / مرتبة بحسب تل يم ب ذي يق ك، وال ه في ذل دي ب ر الغزو يقت ك، وأمي ي ذل

. والذي يقضي أو يفتي يقتدي به في ذلك . الحدود يقتدي به في ذلك

ا ا : وقد تنازع الناس في أمور فعله ة فعله د أن صلى ؟ هل هي من خصائصه أم لألم ا، بع ه في الصالة إمام آدخولا أن . اتلبالناس غيره، وآترآه الصالة على الغال والق ك السبب ـ أمكنن ا ذل د علمن ال لسبب ـ وق إذا فعل فع وأيضا، ف

مثل نزوله في مكان في : نقتدي به فيه، فأما إذا لم نعلم السبب، أو آان السبب أمرا اتفاقيا، فهذا مما يتنازع فيه الناسنفس موافقته في الفعل : ؤالء يقولونفمن العلماء من يستحب أن ينزل حيث نزل، آما آان ابن عمر يفعل، وه . سفره

ه اه لقصد التشبه ب ول . هو حسن، وإن آان فعله هو اتفاقا، ونحن فعلن اء من يق ة إذا : ومن العلم ا تستحب المتابع إنماجرين ر المه ان أآث ذا آ م يقصده؛ وله ا ل ا أن نقصد م م يشرع لن ا ل فعلنــاه على الوجه الذي فعله، فأما إذا فعله اتفاق

. واألنصار ال يفعلون، آما آان ابن عمر يفعل

ره، ال وع وغي ك الن م ذل وأيضا، فاالقتداء به، يكون تارة في نوع الفعل، وتارة في جنسه فإنه قد يفعل الفعل لمعني يع . لمعنى يخصه، فيكون المشروع هو األمر العام

م التأسي هل هو مخصوص /تهفإن ذلك آان لحاج . مثال ذلك احتجامه صلى اهللا عليه وسلم إلي إخراج الدم الفاسد، ثه . ومعلوم أن التأسي هو المشروع ؟ بالحجامة أو المقصود إخراج الدم على الوجه النافع فإذا آان البلد حارا يخرج في

ان إخراجه بالفصد هو الدم إلى الجلد، آانت الحجامة هي المصلحة وإن آان البلد باردا يغور فيه الدم إلى العروق آ . المصلحة

ل الشعر : وآذلك إدهانه صلى اهللا عليه وسلم ا ؟ هل المقصود خصوص الدهن، أو المقصود ترجي د رطب ان البل إن آ ف

م ودهم، يكون المشروع في حقه ؤذي شعورهم وجل دهن ي دهن، وال يهم عن ال ذي يغن وأهله يغتسلون بالماء الحار ال . معلوم أن الثاني هو األشبهترجيل الشعر بما هو أصلح لهم، و

ه أن يقصد خصوص ده، فهل التأسي ب ك من قوت بل ز الشعير، ونحو ذل وآذلك لما آان يأآل الرطب والتمر وخبر اتون الب ل يقت الرطب والتمر والشعير، حتي يفعل ذلك من يكون في بالد ال ينبت فيها التمر، وال يقتاتون الشعير، ب

ان آل . وم أن الثاني هو المشروع أو الرز أو غير ذلك، ومعل ا فتحوا األمصار آ ك أن الصحابة لم ى ذل دليل عل والاني هو ذا الث ان ه و آ ة ولباسها، ول وات المدين ر أن يقصد أق ده من غي اس بل منهم يأآل من قوت بلده، ويلبس من لب

. األفضل في حقهم، لكانوا أولي باختيار األفضل وتهم : في صدقة الفطر وعلي هذا يبنى نزاع العلماء/ إذا لم يكن أهل البلد يقتاتون التمر والشعير، فهل يخرجون من ق

ك لم فرض ذل ه وس إن في الصحيحين عن ؟ آالبر والرز، أو يخرجون من التمر والشعير؛ ألن النبي صلى اهللا علي فى آل فرض رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم صدقة الفطر صاعا من تم : ابن عمر أنه قال ر، أو صاعا من شعير عل

د، . صغير أو آبير ذآر أو أنثى، حر أو عبد، من المسلمين ان عن أحم ا روايت وهذه المسألة فيها قوالن للعلماء، وهمه ارة بقول ك في الكف ا ذآر اهللا ذل ا { : وأآثر العلماء على أنه يخرج من قوت بلده، وهذا هو الصحيح آم ط م ن أوس م

. ] 89 : المائدة [ } ن أهليكمتطعمو

دي د أن يرت ل أح دون،فهل األفضل لك أتزرون ويرت انوا ي م آ ي أصحابه، أنه ه وعل ب علي اب أن الغال ذا الب ن ه ومرداء ؟ ويأتزر ولو مع القميص ا ؟ أو األفضل أن يلبس مع القميص السراويل من غير حاجة إلى اإلزار وال ذا ـ أيض ه

. زع فيه العلماء، والثاني أظهر وهذا باب واسعـ مما تنا

: وهذا النوع ليس مخصوصا بفعله وفعل أصحابه، بل وبكثير مما أمرهم به ونهاهم عنه، وهذا سمته طائفة من الناسا وفي غ . ] تنقيح المناط [ ا، وهو أن يكون الحكم قد ثبت في عين معينة، وليس مخصوصا بها، بل الحكم ثابت فيه يره

. ] مناط الحكم [ فيحتاج أن يعرف ال / أرة وقعت في سمن فق ا ( : مثال ذلك أنه قد ثبت في الصحيح أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم سئل عن ف ألقوه

ا هو ) وما حولها، وآلوا سمنكم م ثابت فيم ل الحك فإنه متفق على أن الحكم ليس مختصا بتلك الفأرة، وذلك السمن، بأرة وقعت في ؟ م منهما، فبقي المناط الذي علق به الحكم ما هوأع فطائفة من أهل العلم يزعمون أن الحكم مختص بف

ذرة، وال ينجسون الزيت ول والع ب، والب ه الكل ع في سمن، فينجسون ما آان آذلك مطلقا، وال ينجسون السمن إذا وق . ونحوه إذا وقعت فيه الفأرة وهذا القول خطأ قطعا

ة اس حج ون القي ى آ ا عل ذا مبني يس ه وز . ول و أن يج اط، وه ريج المن و تخ ه ه زاع في ون الن ذي يك اس ال إن القي ف

اج ره، احت اختصاص مورد النص بالحكم، فإذا جاز اختصاصه، وجاز أن يكون الحكم مشترآا بين مورد النص وغيه معتبر القياس إلى أن يعلم أن المشترك بين األصل والفرع هو منا ا في قول ذهب ( : ط الحكم، آم ذهب بال وا ال ال تبيع

ح وا المل ل، وال تبيع ثال بمث وا الشعير بالشعير إال م ل، وال تبيع ثال بمث إال مثال بمثل، وال تبيعوا الفضة بالفضة إال مى م ) بالملح إال مثال بمثل ذه األصناف، أمكن أن يكون النهي لمعن ل ه ى فلما نهى عن التفاضل في مث شترك، ولمعن

. مختص

ك القضية ذلك /ولما سئل عن فأرة وقعت في سمن، فأجاب عن تل ا، وآ ا به يس مختص م ل اء أن الحك ة، وال خف المعينة، أو يصوم : سائر قضايا األعيان، آاألعرابي الذي قال له ق رقب أمره أن يعت ي في رمضان، ف ى أهل إني وقعت عل

اق المسلمين . ناشهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكي ي باتف ره . فإن الحكم ليس مخصوصا بذلك األعراب لكن هل أم

. هذا مما تنازع فيه العلماء ؟ بذلك لكونه أفطر، أو جامع في رمضان، أو أفطر فيه بالجماع، أو أفطر بالجنس األعلي

ة، واغسل عنك ( : قالف . وآذلك لما سأله سائل عمن أحرم بالعمرة وعليه جبة، وهو متضمخ بالخلوق انزع عنك الجبؤمر المحرم . ) أثر الخلوق واصنع في عمرتك ما آنت صانعا في حجتك ي ي ا، حت فهل أمره بغسل الخلوق لكونه طيب

ان ؟ بغسل آل طيب آان عليه، أو لكونه خلوقا لرجل وق للرجل سواء آ وقد نهي أن يتزعفر الرجل، فينهي عن الخل . محرممحرما أو غير

ول ى أن : وآذلك لما عتقت بريرة فخيرها، فاختارت نفسها عند من يق وا عل إن المسلمين اتفق دا، ف ان عب ا آ إن زوجه

اقص ر إذا عتقت تحت الحر ؟ الحكم ال يختص بها، لكن هل التخيير لكونها عتقت تحت عبد فكملت تحت ن ؟ وال تخيدا أو الحكم لكونها ملكت نفسها فتخير، سواء را أو عب زوج ح ه ؟ آان ال ازعوا في ا تن ذا مم اب واسع، وهو . ه ذا ب وه

ذا / متناول لكل حكم تعلق بعين معينة، مع العلم بأنه ال يختص بها فيحتاج أن يعرف المناط الــذي يتعلق به الحكم،وهة وأصحا و حنيف ان أب ذا آ ا؛ وله به يستعملونه في المواضع النوع يسميه بعض الناس قياسا، وبعضهم ال يسميه قياس

. التي ال يستعملون فيها القياس

. والصواب أن هذا ليس من القياس الذي يمكن فيه النزاع، آما أن تحقيق المناط ليس مما يقبل النزاع باتفاق العلماء

. االجتهاد هي جماع ] تخريج المناط [ و ] تنقيح المناط [ و ] تحقيق المناط [ وهذه األنواع الثالثة

ك : فاألول وت ذل م ثب ى أن يعل ين إل ى المع م عل اج في الحك أن يعمل بالنص واإلجماع، فإن الحكم معلق بوصف يحتين آل ا، وممن نرضي من الشهداء، ولكن ال يمكن تعي ا بإشهاد ذوي عدل من م أن اهللا أمرن ا يعل ه، آم الوصف في

دل المرضيين أم ال شاهد، فيحتاج أن يعلم في الشهود المعينين هل م من ذوي الع زوجين ؟ ه ا أمر اهللا بعشرة ال وآمولم يمكن تعيين آل زوج فيحتاج ) للنساء رزقهن وآسوتهن بالمعروف ( : بالمعروف، وقال النبي صلى اهللا عليه وسلما ع : أن ينظر في األعيان ثم من الفقهاء من يقول درة بالشرع، والصواب م ة الزوجة مق ك إن نفق ه الجمهور أن ذل لي

. ) خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ( : مردود إلى العرف آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم لهند اجر، ويبقى النظر في تسليمه إلى هذا ] 34 : اإلسراء [ } وال تقربوا مال اليتيم إال بالتي هي أحسن { : وآما قال تعالى/ الت

ه ؟ هل هو من التي هي أحسن أم ال . بجزء من الربح ذلك قول اآين { : وآ راء والمس دقات للفق ا الص ة [ } إنم ، ] 60 : التوبرآن أم ال ذآورين في الق راء المساآين الم ين هل هو من الفق ا ؟ يبقى هذا الشخص المع ا حرم اهللا الخمر والرب وآم

ه ال ؟ هل هو خمر أم ال : يبقى الكالم في الشراب المعين عموما الء بأن ل العق ه المسلمون، ب وهذا النوع مما اتفق عليي جوامع د أوت لم ق ه وس يمكن أن ينص الشارع على حكم آل شخص، إنما يتكلم بكالم عام، وآان نبينا صلى اهللا علي

. الكلم

م ال يختص ] قيح المناطتن [ الذي يسمونه : وأما النوع الثاني ا أن الحك د علمن ة، لكن ق ان معين بأن ينص على حكم أعيه ى نوعه، ولكن ا نص عل ين هن ل المع نص، ب ى ال اقهم عل اس، التف اب القي بها، فالصواب في مثل هذا أنه ليس من ب

أر . ذلك السمن يحتاج إلى أن يعرف نوعه، ومسألة الفأرة في السمن، فإن الحكم ليس مخصوصا بتلك الفأرة، و وال بفواب ه، ال أن الج من، فأجاب ي س أرة وقعت ف لم عن ف ه وس ي صلى اهللا علي أل النب ائل س ن الس منها، ولك ة وس المدين

ي يكون . يختص به، وال بسؤاله لم حت ه وس ي صلى اهللا علي آما أجاب غيره ولفظ الفأرة والسمن ليست من آالم النبو : األعرابي/ م السائل الذي أخبر بما وقع له، آما قال لههو الذي علق الحكم بها، بل من آال إنه وقع على امرأته، ول

ا : وقع على سريته، لكان األمر آذلك، وآما قال له اآلخر و وطئه ا، ول ر، فوثبت عليه ا في القم رأيت بياض خلخاله . بدون ذلك، آان الحكم آذلك

ع في السمن : فالصواب في هذا ما عليه األئمة المشهورون ه اهللا، إذا وق ذي حرم ق بالخبيث ال أن الحكم في ذلك معل

فإذا علقنا الحكم بهذا المعني، آنا قد اتبعنا آتاب . ونحوه من المائعات؛ ألن اهللا أباح لنا الطيبات، وحرم علينا الخبائث . لنبي صلى اهللا عليه وسلمفإذا وقع الخبيث في الطيب، ألقي الخبيث وما حوله، وأآل الطيب، آما أمر ا . اهللا

لم في ه وس النبي صلى اهللا علي داء ب ذا ألن االقت وليس هذا الجواب موضع بسط مثل هذه المسائل، ولكن نبهنا على ه

م، وأحق . أفعاله يتعلق بهذا ة والعل ه والحكم وحينئذ، هذا مما يتعلق باجتهاد الناس، واستداللهم وما يؤتيهم اهللا من الفق . حق من علق األحكام بالمعاني، التي علقها بها الشارعالناس بال

وا أن ؟ هل يستفاد ذلك من خطاب الشارع أو من المعاني القياسية : وهذا موضع تفاوت فيه الناس وتنازعوا فقوم زعم

اس ى القي اج إل ل تحت ارع، ب ا خطاب الش اد ال يتناوله ال العب ام أفع ر أحك ع أحك . أآث وا أن جمي وم زعم ة وق ا ثابت امهاهر، م بالظ ي تعلقه رفوا ف النص، وأس ه /ب اب وتنبيه وي الخط روا فح ي أنك الي . حت ه تع آ أف { : آقول ل لهم ال تق } ف

روا : وقالوا ] 23 : اإلسراء [ تم، وأنك ه النهي عن الضرب والش م من أفيف، ال يفه إن هذا ال يدل إال على النهي عن الته ] تنقيح المناط [ دل علي ا ال ت ر . وادعوا في األلفاظ من الظهور م ة النص غي ارة، لكون دالل اس ت دمون القي وم يق وق

ر . تامة، أو لكونه خبر الواحد وأقوام يعارضون بين النص والقياس ويقدمون النص ويتناقضون، ونحن قد بينا في غيالصحيحة العقلية والشرعية وال تتناقض داللة القياس هذا الموضع أن األدلة الصحيحة ال تتناقض، فال تتناقض األدلة

. إذا آانت صحيحة، وداللة الخطاب إذا آانت صحيحة

ه الرسل، ب، وأرسل ب ه الكت زل اهللا ب ذي أن دل ال ذا هو الع اثلين، وه ين المتم ة التسوية ب اس الصحيح حقيق إن القي ف . ين بحكمين مختلفين، وال يحرم الشيء ويحل نظيرهوالرسول ال يأمر بخالف العدل، وال يحكم في شيئين متماثل

اس : وقد تأملنا عامة المواضع التي قيل دنا . إن القياس فيها عارض النص، وأن حكم النص فيها على خالف القي فوج

ا ما خصه الشارع بحكم عن نظائره، فإنما خصه به الختصاصه بوصف أوجب اختصاصه بالحكم، آما خص العراي . الحاجة إلى البيع، والحاجة توجب االنتقال إلى البدل عند تعذر األصل/ يعها بمثلها خرصا؛ لتعذر الكيل معبجواز ب

ول ذلك ق د الحاجة، وآ ذآي عن ام الم فالخرص ـ عند الحاجة ـ قام مقام الكيل، آما يقوم التراب مقام الماء، والميتة مق

ذه القرض أو اإلجارة أو القراض أو الم : من قال ه أن ه اس، إن أراد ب ساقاة أو المزارعة ونحو ذلك، على خالف القيد صدق ا، فق يس مثله اس، . األفعال اختصت بصفات أوجبت أن يكون حكمها مخالفا لحكم ما ل ذا هو مقتضي القي وه

ا ه من هو دون األنبي زه عن ذا خطأ، ين ين، فه ين مختلف ء صلوات اهللا وإن أراد أن الفعلين المتماثلين حكم فيهما بحكم . عليهم

الوا ذين ق اس ال ا { : ولكن هذه األقيسة المعارضة هي الفاسدة، آقي رم الرب ع وح ه البي ل الل ا وأح ل الرب ع مث ا البي } إنم

رة [ الوا ] 275 : البق ذين ق اس ال ل اهللا ( : ، وقي ا قت أآلون م تم، وال ت ا قتل أآلون م الى ) ؟ أت ال تع ة، وق ون الميت وإن { : يعن . ] 121 : األنعام [ } الشياطين ليوحون إلى أوليآئهم ليجادلوآم وإن أطعتموهم إنكم لمشرآون

ا الخطاب ولعل من رزقه اهللا فهما، وآتاه من لدنه علما، يجد عامة األحكام التي تعلم دل عليه بقياس شرعي صحيح ي

. ما يدل عليه الخطاب الشرعي هو موافق للعدل الذي هو مطلوب القياس الصحيح/ الشرعي، آما أن غاية

د ى نظر خاص، واستهداء من اهللا ، و اهللا ق اج إل وإذا آان األمر آذلك، فالكالم في أعيان أحوال الرجل السالك يحتيهم وال { : آل صالةأمر العبد أن يقول في وب عل ر المغض يهم غي ت عل ذين أنعم اهدنــــا الصراط المستقيم صراط ال

. ] 7، 6 : الفاتحة [ } الضالين

ديقين ين والص ن النبي يهم م م اهللا عل ذين أنع ن ال ير م دعاء؛ ليص ذا ال ق ه ي تحقي د ف د أن يجته ي العب هداء فعل والش . والصالحين، وحسن أولئك رفيقا : وقال شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا

العبادات التي جاءت على وجوه متنوعة: فصــل

ك : قد تقدم القول في مواضع ع تل ى جمي أن العبادات التي فعلها النبي صلى اهللا عليه وسلم على أنواع يشرع فعلها علل األنـواع، ال يكـره منها ش ل وآخره، ومث وتر أول اللي ـيء، وذلك مثـل أنـواع التشهدات، وأنـواع االستفتاح، ومثل ال

ع ل الترجي د، ومث الجهر بالقراءة في قيام الليل والمخافتة، وأنواع القراءات التي أنزل القرآن عليها، والتكبير في العي . في األذان وترآه، ومثل إفراد اإلقامة وتثنيتها

: ي جواب مسائل الزرعية وغيرها أن ما اختلف فيه العلماء وأراد اإلنسان أن يحتاط فيه فهو نوعانوقد بسطنا ف

؟ أيهما أفضل : ما اتفقوا فيه على جواز األمرين، ولكن تنازعوا : أحدهما ل . رين، مثل الحج ما تنازعوا فيه في جواز أحدهما، وآثير مما تنازعوا فيه قد جاءت السنة فيه باألم : والثاني/ ال : قي

ي . بل ذلك واجب، والصحيح أن آليهما جائز : وال تجوز المتعة، وقيل : يجوز فسخ الحج إلى العمرة، بل قيل إن النب فم ده ول اء بع د حج الخلف ة، وق ين الثالث رهم ب ان خي د آ صلى اهللا عليه وسلم أمر الصحابة في حجة الوداع بالفسخ، وق

ا بسط ي موضعه يفسخوا، آم ل . ف ي السفر قي ذلك الصوم ف ه : وآ ذي علي ل يجب الفطر، والصحيح ال ال يجوز، ب . الجمهور جواز األمرين

نهم ال أحد . إن الصوم أفضل : ثم قال آثير م ا ق ه ال يجوز : والصحيح أن الفطر أفضل إال لمصلحة راجحة، وم إن

. اضعالفطر، آما يظنه بعض الجهال، وهذا مبسوط في مو

ه من الكالم في تفتاح ـ ف ة وصالة الخوف، واالس األذان، واإلقام ى وجوه ـ آ والمقصود هنا أن ما جاءت به السنة عل : مقامين

ه : أحدهما ذا آل ره في ه د وغي ذا هو الصواب، وهو مذهب أحم ة، وه ا بال آراه ك الوجوه آله ومن . في جـواز تل

ع . ض تلك الوجوه؛ لظنه أن السنـة لـم تـأت به، أو أنه منسوخالعلماء من قد يكره، أو يحرم بع آما آره طائفة الترجيألذان / إنما قاله ألبي : في األذان، وقالوا ا ل ذا هو . محذورة تلقينا لإلسالم ال تعليم ه من األذان وه ه جعل والصواب أن

. هم على ذلك بمكة وغيرهاالذي فهمه أبو محـذورة، وقـد عمل بذلك هو وولده والمسلمون يقرون

ا، ة ترجيعه ره طائف ع، وآ ه ترجي يس في الل الثابت ل إن أذان ب ا ـ ف ط ـ أيض ع، وهو غل وآره طائفة األذان بال ترجي . وآره طائفة صالة الخوف إال على حديث ابن عمر، وآره آخرون ما أمر به هؤالء

. هة لشيء منه، بل هو جائز، وهذا مبسوط في مواضعوالصواب في هذا آله أن آل ما جاءت به السنة فال آرا

واع متنوعة . المقام الثاني : والمقصود هنا هو لم من أن ل . وهو أن ما فعله النبي صلى اهللا عليه وس إن بعض : وإن قي

ارة أفضل من ذا ت ارة، وه ذا ت لم في أن يفعل ه ه وس النبي صلى اهللا علي داء ب واع أفضل، فاالقت زوم أحد تلك األن لا رسول اهللا أرأيت سكوتك : قلت : ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال . األمرين، وهجر اآلخر، وهذا مثل االستفتاح ي

م ( : أقول : قال ؟ بين التكبير والقراءة ماذا تقول ين المشرق والمغرب، الله ا بعدت ب اي، آم ين خطاي ي وب اللهم بعد بينرد نقني من خطاياي آما ينقي ال اء والب الثلج والم اي ب م اغسلني من خطاي دنس، الله م يخرج ) ثوب األبيض من ال ول

يئا إال تفتاح ش ه /البخاري في االس ك بقول ه صريح في ذل ة، فإن تفتاح في المكتوب ى االس وي الحجج عل ذا، وهو أق : هرا، و ؟ أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ول س ه حديث سمرة،وحديث وهذا سؤال عن السكوت، ال عن الق يشهد ل . أبي بن آعب، أنه آان له سكتتان

: وأيضا، فللناس في الصالة أقوال

. أنه ال سكوت فيها آقول مالك، وال يستحب عنده استفتاح، وال استعاذة، وال سكوت لقراءة اإلمام : أحدها

. حنيفة، ألن هذا الحديث يدل على هذه السكتة آقول أبي : أنه ليس فيها إال سكوت واحد لالستفتاح : والثاني

وروي . لكن روي فيه أنه يسكت إذا فرغ من القراءة، وهو الصحيح . أن فيها سكتتين، آما في حديث السنن : والثالث

. يستحب ثالث سكتات : إذا فرغ من الفاتحة، فقال طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد

والصحيح أنه ال يستحب إال . أصحاب الشافعي وطائفة من أصحاب أحمد ليقرأ المأموم الفاتحةوسكتـة الفاتحـة جعلها د / سكتتان، فليس في الحديث إال ذلك، وإحدي الروايتـين غلط، وإال آانت ثالثا، ه . وهذا هو المنصوص عن أحم وأن

. فصل بينها وبين الرآوعال يستحب إال سكتتان، والثانية عند الفراغ من القراءة لالستراحة، وال

ة، والجمهور ال يستحبون أن يسكت و حنيف ك وأب ا ال يستحبه مال وأما السكوت عقيب الفاتحة، فال يستحبه أحمد، آما، . اإلمام ليقرأ المأموم ل هي منهي عنه وذلك أن قراءة المأموم عندهم إذا جهر اإلمام ليست بواجبة، وال مستحبة، ب

ام فاستماعه أفضل ؟ ا قرأ مع اإلماموهل تبطل الصالة إذ راءة اإلم ان يسمع ق فيه وجهان في مذهب أحمد، فهو إذا آين ه ب ه، فجمع دل عن قراءت راءة، واالستماع ب ه مقصود الق ى الفاتحة، فيحصل ل من قراءته، آاستماعه لما زاد عل

ام إال أن االستماع والقراءة جمع بين البدل والمبدل؛ ولهذا لم يستحب أحمد وجمهور أ صحابه قراءته في سكتات اإلم . يسكت سكوتا بليغا يتسع لالستفتاح والقراءة

أمر : وأما إن ضاق عنهما، فقوله وقول أآثر أصحابه روايتين ي ل هو في إحدي ال راءة، ب ي من الق تفتاح أول إن االس

ه أفضل من باالستفتاح مع جهر اإلمام، فإذا آان اإلمام ممن يسكت عقيب الفاتحة سكوت القراءة في راءة، ف ا يتسع للقال ل يق ن ه راءة، لك دم الق د : ع ه ق رآن؛ لكون ن الق ا م ا أو بغيره ي وجوبه تالف ف ة أفضل لالخ ه بالفاتح راءة في الق

رأ / ومقتضى نصوص أحمد وأآثر أصحابه أن . هذا فيه نزاع ؟ استمعها ه ال يستحب أن يق ا أفضل، فإن القراءة بغيرها إذا جهر بها مع استم ام هو فيم راءة خلف اإلم وا الق ذين آره ة السلف ال ا وعام ة . اعه قراءته ر األئم م يكن أآث ول

ى النهي . وآان الذي يقرأ حال الجهر قليال . يسكت عقب الفاتحة سكوتا طويال اب والسنة، وعل ه بالكت وهذا منهي عن . عنه جمهور السلف والخلف، وفي بطالن الصالة بذلك نزاع

ـره بالفاتحة : ومـن العلماء مـن يقـول النزاع من . يقـرأ حال جه زاع، ف ي بطالن صـالته أيضا ن ا فف رأ به م يق وإن ل

اب والسنة الصحيحة، م الكت ف، ومعه م جمهور السلف والخل ام ه راءة مع اإلم ذين ينهون عن الق الطرفين، لكن الوقـولـه في حـديث . فحـديثهم قـد ضعفـه األئمـة، ورواه أبو داود . والذين أوجبوها على المأموم في حـال الجهـر هكذا

صححه أحمد وإسحاق ومسلم بن الحجاج وغيرهم، وعلله البخاري بأنـه اختلف فيـه، ) وإذا قرأ فأنصتوا ( : أبي موسيا هو . وجوه بخالف ذلك الحديث، فإنه لم يخـرج في الصحيح، وضعفه ثابت من . وليس ذلك بقادح في صحته وإنم

ام سكوتا يتسع م يسكت اإلم و ل قول عبادة بن الصامت، بل يفعـل في سكـوته ما يشرع من االستفتاح واالستعاذة، ول : فيه ثالث روايات ؟ لذلك، أو لم يدرك سكوته، فهل يستفتح ويستعيذ مع جهر اإلمام

تفتاحه / نيستفتح ويستعيذ مع جهر اإلمام وإن لم يقرأ؛ أل : إحداها مقصود القراءة حصل باالستماع، وهو ال يسمع اس

. واستعاذته إذ آان اإلمام يفعل ذلك سرا

. يستفتح وال يستعيذ؛ ألن االستعاذة تراد للقراءة، وهو ال يقرأ، وأما االستفتاح فهو تابع لتكبيرة االفتتاح : والثانية

ا أظن ـ ال يستفتح وال يستعيذ، وهو أصح : والثالثة ة ـ فيم و حنيف ذا أب افعي، وآ ك والش اء، آمال ر العلم ، وهو قول أآثك ع من ذل ذا يمن راءة، فك وع من الق ه ممن ك؛ وألن ر ذل تكلم بغي تماع، فال ي ر من . ألنه مأمور باإلنصات واالس وآثي

تما : العلماء من أصحاب أحمد وغيرهم يقول د سقطت باالس ة، وق راءة واجب د منعه أولى؛ ألن الق ع؛ لكن مذهب أحمى . ليس منعه من القراءة أوآد ا عل را، وإن اختلف في وجوبه را وال جه فإن القراءة عنده ال تجب على المأموم ال س

. وفي مذهبه في ذلك قوالن مشهوران . المأموم، فقد اختلف في وجوب االستفتاح واالستعاذة

ان ل ا واجب د الجهر أنهم دل وهو ومن حجة من يأمر بهما عن ا ب ه جعل منه راءة فإن دل، بخالف الق ا ب م يجعل عنهمام راءة اإلم تماع ق ر باس رأ، واألم ن يق ا م ر به ا أم تعاذة إنم ب، واالس يس بواج ك ل ن الصحيح أن ذل تماع، لك االس

اهير /واإلنصات له مذآور في القرآن، وفي السنة الصحيحة، وهو ول جم ى الفاتحة، وهو ق ا زاد عل إجماع األمة فيمذاق أصحابه ا ن ح ة م اره طائف افعي، واخت ولي الش د ق و أح ا، وه ة وغيره ي الفاتح رهم ف ن الصحابة وغي : لسلف م

ة ه عام ان علي ا آ آالرازي، وأبي محمد بن عبد السالم، فإن القراءة مع جهر اإلمام منكر مخالف للكتاب والسنة، ومر . الصحابة أموم الق د استحبوا للم ة من أصحاب أحم ام ولكن طائف رأ . اءة في سكتات اإلم نهم من استحب أن يق وم

ام أن . بالفاتحة وإن جهر، وهو اختيار جدي ره، واستحب بعضهم لإلم نهم األوزاعي وغي ة م ك طائف آما استحب ذلام؛ وبسط راءة إذا جهر اإلم ه ال يستحب الق ذا السكوت، فإن يسكت عقب الفاتحة ليقرأ من خلفه، وأحمد لم يستحب ه

. وضع آ خرهذا له م

دهم ـ . والمقصود هنا أن سكوت االستفتاح ثبت بهذا الحديث الصحيح ومع هذا، فعامة العلماء ـ من الصحابة ومن بعم ( : يستحبون االستفتاح بغيره آما يستحب جمهورهم االستفتاح بقوله ذا ) سبحانك الله ر ه ك في غي ا سبب ذل د بين وق

. على بعض هو ألجل ما اختص به الفاضل، ال ألجل إسنادهالموضع، وهو أن فضل بعض الذآر

ان ا آ والذآر ثالثة أنواع أفضله ما آان ثناء على اهللا ، ثم ما آان إنشاء من العبد، أو اعترافا بما يجب لله عليه، ثم م . دعاء من العبد

األول/ ل : ف ة، ومث ن الفاتح ل النصف األول م م وبحم ( : مث بحانك الله ه س دك، وال إل الي ج مك، وتع ارك اس دك، وتب

. ، ومثل التسبيح في الرآوع والسجود ) غيرك

ه : والثاني ل قول ذي فطر السموات واألرض ( : مث ه في الرآوع والسجود ) وجهت وجهي لل ل قول ك ( : ، ومث م ل الله . وآما في حديث على الذي رواه مسلم ) رآعت ولك سجدت

ث ه : والثال ل قول اي ( : مث ين خطاي ي وب د بين م بع جود ) الله وع والس ي الرآ ه ف ل دعائ ن . ومث ة م ذا أوجب طائف وله

وحكي في ذلك عن أحمد روايتان، واختار ابن بطة وغيره وجوب . أصحاب أحمد ما آان ثناء، آما أوجبوا االستفتاح . ذلك، وهذا لبسطه موضع آخر

م، والمقصود هنا أن النوع ا تفتاح بوجهت، أو سبحانك الله ل االس لمفضول مثل االستفتاح الذي رواه أبو هريرة، ومث

د عند من يفضل اآلخر، فعله ـ أحيانا ـ أفضل من المداومة على نوع، وهجر نوع، وذلك أن أفضل الهدي هدي محمخير الكالم آالم اهللا، وخير الهدي هدي ( : آما ثبت في الصحيح أنه آان يقول في خطبة الجمعة . صلى اهللا عليه وسلم

فإن حديث أبي هريرة يدل على أنه آان يستفتح . ولم يكن يداوم على استفتاح واحد قطعا . ) محمد صلى اهللا عليه وسلمه لم يقل هذا أحد من العلماء ـ فيما عل : آان يداوم عليه، فكانت المداومة عليه أفضل، قلنا : فإن قيل/ . بهذا مناه ـ فعلم أن

. لم يكن يداوم عليه

ا . يعلمها الناس ) بسبحانك اللهم وبحمدك ( : وأيضا، فقد آان عمر يجهر ولوال أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يقولهل في جهر ج . وأقره المسلمون . في الفريضة، ما فعل ذلك عمر ذلك قي تعاذة، وآ ماعة وآما آان بعضهم يجهر باالس

اس : منهم بالبسملة ن عب ا جهر اب تفتاح، وآم تعاذة واالس إنه آان لتعليم الناس قراءتها، آما جهر من جهر منهم باالسذلك، ا ـ ب ه يستحب الجهر ـ أحيان د أن بقراءة الفاتحة في صالة الجنازة؛ ولهذا آان الصواب هو المنصوص عن أحم

ك ألن فيستحب الجهر بالبسملة ـ أحيانا ـ ونص قوم ة، فظن القاضي أن ذل ا إذا صلى بالمدين ان يجهر به ه آ على أنا التشيع، د ظهر به ان ق ا حج آ ا؛ ألن القاضي لم م يجهر به ى من ل ا، وينكرون عل أهل المدينة شيعة يجهرون به

. واستولى عليها وعلى أهل مكة العبيديون المصريون، وقطعوا الحج من العراق مدة وإنما حج القاضي من الشام

ا هو والصواب أن أحمد لم يأمر بالجهر لذلك، بل ألن أهل المدينة على عهده آانوا اليقرؤون بها سرا وال جهرا، آمة ا في الجمل ه يستحب قراءته . مذهب مالك، فأراد أن يجهر بها آما جهر بها من جهر من الصحابة تعليما للسنة، وأن

أليفهم /ال يقنتون وقد استحب أحمد ـ أيضا ـ لمن صلى بقوم ام أال يقنت لت الوتر، وأرادوا من اإلم رك . ب د استحب ت فقل القاضي ق تعلي ذا يواف أليفهم، وه أليفهم، . األفضل لت ر لت ارون الجه أمومون يخت ان الم ا إذا آ ر به تحب الجه فيس

. ويستحب ـ أيضا ـ إذا آان فيه إظهار السنة، وهم يتعلمون السنة منه وال ينكرونه عليه

ة : وهذا آله يرجع إلى أصل جامع وهو أن المفضول قد يصير فاضال لمصلحة راجحة، وإذا آان المحرم آأآل الميت . قد يصير واجبا للمصلحة الراجحة، ودفع الضرر، فألن يصير المفضول فاضال لمصلحة راجحة أولي

ذآر جنسها أفضل من جنس ال : وآذلك يقال في أجناس العبادات آالصالة راءة، وال ات . ق ا في أوق ا منهي عنه م إنه ث

ة ة ومزدلف دعاء في مشاعر الحج بعرف ذلك ال النهي، فالقراءة والذآر والدعاء في ذلك الوقت أفضل من الصالة، وآال . ومني والصفا والمروة أفضل من القراءة ـ أيضا ـ بالنص واإلجماع ي نهيت ( : فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم ق إن

ك، ) أن اقرأ القرآن راآعا وساجدا اه عن ذل وهذا في الصحيح من حديث ابن عباس، ومن حديث على ـ أيضا ـ أنه نه . . . فيه وجهان في مذهب أحمد، فالنهي عن الصالة والقراءة في المشاعر الفضيلة ؟ ولو قرأ هل تبطل صالته

رك الصالة وقت النهي فإن الطهارة شرط في الصالة، وال يشترط له الطهارة ذلك ت ادة تشرع، وآ ان عب ، ولكل مكد، ؟ وأما الطواف فهل تكره فيه القراءة . مشروع في آل زمان ان عن أحم ا روايت اء، وهم والن مشهوران للعلم فيه ق

. والرخصة مذهب الشافعي، بل هو يستحب فيه القراءة، وال يستحب الجهر بها، ولألخري مصنف

ذا م ان ه ذآر وإذا آ واع ال ي أن اع، فكيف ف النص واإلجم ى بعض ب ي ثبت فضل بعضها عل ادات الت اس العب ن أجنفاألصل ـ بال ريب ـ هدي النبي صلى اهللا عليه وسلم، وقد ثبت أنه آان يستفتح بهذا االستفتاح ! ؟ السيما فيما فيه نزاع

. غيره أحياناالذي في حديث أبي هريرة، فاألفضل أن يستفتح به أحيانا، ويستفتح ب

. وأيضا، فلكل استفتاح حاجة ليست لغيره، فيأخذ المؤمن بحظه من آل ذآر

دل ] 1 : اإلخالص [ } قل هو الله أحد { : آما في . وأيضا، فقد يحتاج اإلنسان إلى المفضول، وال يكفيه الفاضل ا تع ، فإنهفإن ما في القرآن من . ما يعدل ثواب ثلث القرآن في القدر، ال في الصفةثلث القرآن، أي يحصل لصاحبها من األجر

ه ي عن د { /األمر والنهي والقصص والوعد والوعيد ال يغن ه أح و الل ل ه ا } ق ا من جنس أجره يس أجره ان . ول وإن آي الفاضل أفضل، فقد يحتاج إلى المفضول حيث ال } قل هو الله أحد { جنس أجر ه . يغن ى رجل اج اإلنسان إل ا يحت آم

. حيث ال تغني عنها عينه

وآذلك المخلوقات لكل مخلوق حكمة خلق ألجلها، فكذلك العبادات، فجميع ما شرعه الرسول له حكمة ومقصود ينتفع ل . به مقصوده فال يهمل ما شرعه من المستحبات ه وم : وإن قي و في زمان ره أفضل فه ه أفضل من إن جنس غي كان

اؤه . غيره ره وهو دع تفتاح أفضل من غي ذا االس ا به اؤه فيه ان دع والصلوات التي آان يدعو فيها بهذا االستفتاح، آدعو بالطهارة والتنقية من الذنوب والتبعيد عنها من جنس االستغفار في السحر، وآاستغفاره عقب الصالة، وقد آان ي

. دال بعد التحميد، فكان يفتتح به القيام تارة، ويختم به القيام ـ أيضابمثل هذا الدعاء في آخر قيام االعت

ويستحب للمصلي بالليل أن يستفتح بها . وقد روي عنه في االستفتاح أنواع وعامتها في قيام الليل، آما ذآر ذلك أحمدا ـ آلها، وهذا أفضل من أن يداوم على نوع ويهجر غيره، فإن هذا هدي النبي صلى اهللا : عليه وسلم، لكن يقال ـ أيض

آمن . أنفع/ هدي النبي صلى اهللا عليه وسلم هو أفضل، ومن الناس من ال يصلح له األفضل، بل يكون فعله للمفضولا ا فيحضر له ينتفع بالدعاء دون الذآر، أو بالذآر دون القراءة، أو بالقراءة دون صالة التطوع، فالعبادة التي ينتفع به

ائع . رغب فيها ويحبها، أفضل من عبادة يفعلها مع الغفلة وعدم الرغبةقلبه وي تهيه اإلنسان وهو ج ذي يش : آالغذاء ال . هو أنفع له من غذاء ال يشتهيه، أو يأآله وهو غير جائع

ذآر : فكذلك يقال هنا ك ال ه ذل ه وفهم ه وشهود قلب ع لمحبت ا ون . قد تكون مداومته على النوع المفضول أنف : حن إذا قلن

بته . التنوع في هذه األذآار أفضل، فهو ـ أيضا ـ تفضيل لجنس التنوع اس لمناس بعض الن ع ل د يكون أنف والمفضول قا ارة يكون أفضل مطلق له، آما قد يكون جنسه في الشرع أفضل في بعض األمكنة واألزمنة واألحوال، فالمفضول ت

د ينتفعون . ون أفضل لبعض الناس؛ ألن انتفاعه به أتموقد يك . في حق جميع الناس، آما تقدم وهذه حال أآثر الناس ق . بالمفضول لمناسبته ألحوالهم الناقصة ما ال ينتفعون بالفاضل الذي ال يصلون إلى أن يكونوا من أهله

صالة الخوف: فصـل

ع ] صالة الخوف [ وآذلك ان أتب د يكون إذا صلى مرة على وجه، ومرة على وجه، آ رك آخر، وق من حفظ وجه وت

. أفضل في وقت لمناسبة حاله حال ذلك الوقت، وربما آان بعض الذآر والدعاء في بعض األوقات أفضل/ على وجهه، وفي حال يكون د أفضل ل ه بالتوحي راره لل آذلك، فقد يكون في حال يكون االستغفار أنفع له، وفي حال يكون إق

إن اهللا ـ سبحانه ـ . وتكبيره أفضل له تسبيحه وتحميده وتهليله والذين يستحبون بعض المشروع ويكرهون بعضه، ففإن بسبب النزاع تظهر آل طائفة من السنة ما . يقيم طائفة تقول هذا وطائفة تقول هذا، وطائفة تقول هذا، ويتنازعون

را ؟ قالت به وترآته األخري، آالمختلفين في البسملة، هل تجب ويجهر بها را وجه اج أولئك ؟ أم تكره قراءتها س يحتا ليست من ى أنه أن يظهروا ما يدل على أنها من القرآن آية مفردة تبعا للسور، ويحتاج أولئك أن يظهروا ما يدل عل

. السور، وال تجب قراءتها، وآال القولين حق

ا آل من ا ] اقرأ [ وسورة ذين هي أول ما نزل من القرآن، وقد احتج به ه من الحق، فال ا مع ا حجة لم ائفتين، وفيه لطرأ : ليست من السور،قالوا : قالوا ره أن يق ل أم ا، ب أمره بقراءته م ي لم ل ه وس ي صلى اهللا علي ي النب ا أت ل لم : إن جبري

. الصحيحين من حديث عائشةولو آانت هي أول السورة ألمره بها، وهذا ثابت في ] 1 : العلق [ } باسم ربك الذي خلق { ه ] 1 : العلق [ } اقرأ باسم ربك الذي خلق { : قد قال : والذين قالوا بقراءتها قالوا رأ باسم رب ارئ أن يق ذا أمر لكل ق . ، فه

اه اذآر اسم اهللا إذا فع / اذبح بسم اهللا ، : فإذا قيل ال وآل بسم اهللا ، وارآب بسم اهللا ، فمعن ا ق ك فلم م { : لت ذل رأ باس اقبسم اهللا ، وهذا أولي من ذآر اسم ربه عند الذبح واألآل : آان أمرا للقارئ أن يذآر اسم اهللا ، فيقول ] 1 : العلق [ } ربك

. والشرب

ر : وهو إذا قال . وهنا قد أمر باالستعاذة ـ أيضا ـ عند القراءة ذآر اسم بسم اهللا الرحمن ال ه ف ا أمر ب ل م د امتث حيم، فقربه إذا قرأ، وإنما لم يذآرها جبريل ابتداء؛ ألنه بعد لم يتعلم شيئا من القرآن، لكن علمه هذا وأمره فيه بذآر اسم ربه

ال ه ق لم أن ا ثبت في صحيح مس رحيم، آم رحمن ال ز ( : إذا قرأ، فكان بعد هذا إذا قرأ السورة، يقرأ بسم اهللا ال د أن ل قوثر . بسم اهللا الرحمن الرحيم { : ثم قرأ ) علي آنفا سورة اك الك ر . إنا أعطين ك وانح ل لرب أبتر . فص و ال انئك ه [ } إن ش . ] سورة الكوثر

م ولكن هذه تدل على أنها تبع للقرآن المقصود؛ لما فيها من ذآر اهللا؛ ولهذا آتبت في المصاحف مفردة عن السورة ل

ة ي الكتاب ردت ف ذا أف ره، فله ره، والمقصود غي ا لغي زل تبع ن أن ي المصاحف، لك وب ف رآن مكت ي ق ا، فه ط به تخلرآن ا من الق م يجعله ا، ول والتالوة، ففي الكتابة تكتب مفردة، وفي التالوة آان النبي صلى اهللا عليه وسلم ال يجهر به

د ي الح روض ف هالمف الي ( : يث الصحيح بقول ول اهللا تع دي نصفين / قسمت الصالة : يق ين عب ي وب ي، : بين نصفها لالرحمـن { : حمدني عبدي، فإذا قال : ، قال اهللا } الحمد لله رب العالمين { : ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد

. إلى آخر الحديث ) . . . مجدني عبدي : ، قال } مـالك يوم الدين { : لى عبدي، فإذا قالأثني ع : ، قال } الرحيم

را، ا في الصالة س رأ به ه يق وهذا قول جمهور العلماء في البسملة أنها آية من القرآن مفردة وليست من السورة، وأنالقرآن المق به ب ر، وال تش رآن وتهج ن الق ال تخرج م ن ف وه، لك ن بعض الوج تعاذة م به االس ر، وهي تش صود فتجه

. والفاتحة سبع آيات باالتفاق . االستعاذة ليست بقرآن، ولم تكتب في المصاحف وإنما فيه األمر باالستعاذة، وهذا قرآنيم { : وقد ثبت ذلك بقوله رآن العظ اني والق ي . ] 87 : الحجر [ } ولقد آتيناك سبعا من المث د ثبت في الصحيح عن النب وق

. ) فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ( : صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

ابعة : وقد آان آثير من السلف يقول ة الس ا، ويجعل اآلي ا منه البسملة آية منها، ويقرؤها، وآثير من السلف ال يجعلهما دل على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وآال القولين حق، فهي منها من وجه، وليست منها من آ } أنعمت عليهم {

ة . وجه، والفاتحة سبع آيات ابعة . من وجه تكون البسملة منها، فتكون آي ة الس ا فاآلي ت { ومن وجه ال تكون منه أنعم . ؛ ألن البسملة أنزلت تبعا للسور } عليهم

زل في أواخر السور، وآتبت في والمقصود/ م تن ا ل أن يبتدأ القرآن بذآر اسم اهللا ، فهي أنزلت في أول السورة تبع

ا سورة ( : ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم . المصاحف مفردة لكن تبعا لما بعدها، ال لما قبلها ى آنف ) قد أنزلت عل . ] سورة الكوثر [ } . إن شانئك هو الأبتر . فصل لربك وانحر . أعطيناك الكوثربسم اهللا الرحمن الرحيم إنا { : وقرأ

ة } بسم اهللا الرحمن الرحيم { وفي السنن آان النبي صلى اهللا عليه وسلم ال يعلم فصل السورة حتى ينزل عليه فمن جه

ال بسم اهللا آونها تابعة للسورة تجع ائر األفع ا يفعل س رآن . ل منها، ومن جهة آون المقصود أن يقرأ بسم اهللا آم والقلم ه وس ين ( : المقصود غيرها لم تكن آية من السورة؛ ولهذا قال النبي صلى اهللا علي رآن ثالث م سورة من الق ي ألعل إن

. ) } الملك تبارك الذي بيده { : آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي

ين ا ب ه آالم اهللا ، فال يفصلون به رآن آل والقراء منهم من يفصل بها بين السورتين، ومنهم من ال يفصل؛ لكون القه . السورتين، آمن سمي إذا أآل، ثم أآل أنواعا من الطعام ذا أحسن لمتابعت ومنهم من يسمي في أول آل سورة، وه

. فالتسمية عنده أفضل . فع طعام، ووضع طعاملخط المصحف، وهو بمنزلة ر ذا . وآذلك من ذبح شاة بعد شاة فالتسمية على آل شاة أفضل/ رآن، وله وأما تالوتها في أول الفاتحة فهو ابتداء بها للق

ه ة فرض ال تصح الصالة إال ب ي أول الفاتحة واجب ا ف د، هل قراءته الم أحم ين ؟ اختلف آ ى روايت ر عن . عل ه وذآال د يق ا من الفاتحة، وق ى أنه ي عل د يبتن ا ق م وجوبه الوجوب، ث ي ب تفتاح، فالبسملة أول تعاذة واالس روايتان في االسل ا، ب ا لوجوبه ا تبع ر به ذا ال يجعل الجه تفتاح؛ وله تعاذة واالس ا يوجب االس ة، آم م تكن من الفاتح ا وإن ل بوجوبه

دا عن يوجبها ويستحب المخافتة بها، ولو آانت من الفات بعض الفاتحة دون بعض بعي حة من آل وجه، لكان الجهر بل م يق ك صفة، ول : األصول، فإذا جعلت منها من وجه دون وجه، اتفقت األدلة واألصول، وأعطي آل شيء من ذل

. إنها من القرآن في أول الفاتحة، ولو آقول من لم يجعلها من القرآن في حال إال في سورة النمل

المتواتر هو األمر الوجودي، وهو : إنها من القرآن في قراءة دون قراءة، لتواتر هذه القراءات، فيقال : ئفةوقد قال طاما سمعوه من القرآن من الصحابة، وبلغوه عن الرسول، والقرآن في زمانه لم يكتب، وال آان ترتيب السور على هذا

ان لجماعة من الوجه أمرا واجبا، مأمورا به من عند اهللا ، بل األ ذا آ لمين؛ وله ار المس ى اختي ك إل مر مفوض في ذلرأهم . اصطالح اآلخر/ الصحابة لكل منهم اصطالح في ترتيب سوره غير د أق ا، ق ذين ال يقرؤونه ذ، فيكون ال وحينئ

دل عل . الرسول ولم يبسمل، وأولئك أقرأهم وبسمل ا فهذا يدل على جواز األمرين، وإن آان أحدهما أفضل ال ي ى أنها والنهي في أحد الحرفين ليست من القرآن، وأنه نهي عن قراءتها، فإن هذا جمع بين النقيضين، آيف يسوغ قراءته

إن ( ، ومثل ) من تحتها ( بل هذا يدل على جواز األمرين آالحروف التي ثبتت في قراءة دون قراءة مثل ؟ عن قراءتها . ذلك، ويجوز حذفه، آالهما جائز في شرعهفالرسول يجوز إثبات ) اهللا هو الغني

إنها واجبة على قراءة من أثبتها أو مكروهة على قراءة من لم يثبتها فقد غلط، بل : وبهذا يتبين أن من قال من الفقهاءرك : ومن قرأ بإحدي القراءات ال يقال . القرآن يدل على جواز األمرين رأ إنه آلما قرأ يجب أن يقرأ بها، ومن ت ا ق م

ين أن من . إن قراءة أولئك مكروهة، بل آل ذلك جائز باالتفاق : به غيره ال يقول ذا يتب يئا، وبه وم ش وإن رجح آل قالقطع، ة ال تثبت إال ب ى أن القرآني اء عل ا بن أ من أثبته أنكر آونها من القرآن بالكلية إال في سورة النمل، وقطع بخط

. ال تنفي إال بالقطع ـ أيضاو : فهو مخطئ في ذلك، ويقال له

من أثبتها يقطع بأنها ثابتة، ويقطع بخطأ من نفاها، بل التحقيق أن آون الشيء قطعيا أو غير قطعي، أمر : ثم يقال لها أفضل / إضافي، والقراءات راءة به رين، ولكن الق ى جواز األم ذا، . تدل عل اء يجوزون ه ول جمهور العلم ذا ق وها ويرجحون قراءته ة لغيره ا تابع رآن؛ ألنه ن الق ا م ا عن غيره م . ا، ويخفونه المين . و اهللا أعل ه رب الع د لل . والحم

. وحسبنا اهللا ونعم الوآيل . وآله وصحبه وسلم . وصلي اهللا على سيدنا محمد

: وقال شيخ اإلسالم ازع ] قاعدة [ ا تن ي حصل فيه ادات الظاهرة الت رأي في صفات العب ة وال ة في الرواي ين األم ل األذان، والجهر : ب مث

. بالبسملة، والقنوت في الفجر، والتسليم في الصالة، ورفع األيدي فيها، ووضع األآف فوق األآف

ا . ومثل التمتع، واإلفراد، والقران في الحج، ونحو ذلك فإن التنازع في هذه العبادات الظاهرة، والشعائر أوجب أنواع : ن الفساد الذي يكرهه اهللا ورسوله، وعباده المؤمنونم

ذي سنه رسول اهللا : أحدها ه اهللا ورسوله، وال ذي يحب األمر المشروع المسنون ال رهم ب جهل آثير من الناس، أو أآث . صلى اهللا عليه وسلم ألمته، والذي أمرهم باتباعه

ى ظلم آثير من األمة أو أآثرهم بعضهم لبع : الثاني ه، وبغضهم عل ض، وبغيهم عليهم، تارة بنهيهم عما لم ينه اهللا عن

ه وافقتهم ل دم م لتهم، لع وقهم، وص ن حق ا أوجب اهللا م رك م ارة بت ه، وت م يبغضهم اهللا علي ن ل ذي /م ه ال ي الوج علويترآون يؤثرونه، حتى يقدمون في المواالة والمحبة وإعطاء األموال والواليات من يكون مؤخرا عند اهللا ورسوله،

. من يكون مقدما عند اهللا ورسوله لذلك

ى . اتباع الظن وما تهوى األنفس، حتى يصير آثير منهم مدينا باتباع األهواء في هذه األمور المشروعة : الثالث وحتواء الخارجين عن السنة والجماعة ا في أهل األه واء من جنس م دة من األه ة والمتعب : يصير في آثير من المتفقه

ه . آالخوارج، والروافض، والمعتزلة، ونحوهم الى في آتاب ال تع ه إن { : وقد ق بيل الل ن س لك ع وى فيض ع اله ا تتب ول

اب وم الحس وا ي ا نس ال في ] 26 : ص [ } الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بم ه ، وق واء { : آتاب وا أه وال تتبع . ] 77 : المائدة [ } قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا آثيرا وضلوا عن سواء السبيل

ه، ويحب بعضا : الرابع بغض بعضا، ويعادي التفرق واالختالف المخالف لالجتماع واالئتالف حتى يصير بعضهم ي

وببعضهم إلى االقتتال . يواليه على غير ذات اهللا ، وحتى يفضي األمر ببعضهم إلى الطعن، واللعن، والهمز، واللمزوباأليدي والسالح، وببعضهم إلى المهاجرة والمقاطعة حتى ال يصلي بعضهم خلف بعض، وهذا آله من أعظم األمور

. التي حرمها اهللا ورسوله ق { : ن أعظم األمور التي أوجبها اهللا ورسوله، قال اهللا تعاليواالجتماع واالئتالف م/ ه ح وا الل وا اتق ذين آمن ا ال ا أيه ي

وا ا وال تفرق ه جميع ل الل موا بحب لمون واعتص تم مس وتن إال وأن ه وال تم ه } تقات ى قول وا وال ت { : إل ذين تفرق وا آال كونود وه وتس يض وج وم تب يم ي ذاب عظ م ع ـئك له ات وأول اءهم البين ا ج د م وه واختلفوا من بع ران [ } وج -102 : آل عم

. أهل البدعة والفرقةتبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه : ، قال ابن عباس ] 106

ه، ومن وآثير من هؤالء يصير من أهل البدعة بخروجه عن السنة التي شرعها رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ألمتيع { : أهل الفرقة بالفرقة المخالفة للجماعة التي أمر اهللا بها ورسوله، قال تعالى انوا ش نهم وآ وا دي ت إن الذين فرق ا لس

يء ي ش نهم ف ام [ } م الى ] 159 : األنع ال تع ات { : ، وق اءتهم البين ا ج د م ن بع وه م ذين أوت ه إال ال ف في ا اختل } ومن { : ، وقال تعالى ] 213 : البقرة [ ا م اب إل وا الكت ذين أوت ه وما تفرق ال دوا الل ا ليعب روا إل ا أم ة وم اءتهم البين ا ج د م بع

الى ] 5، 4 : البينة [ } مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزآاة وذلك دين القيمة ال تع د { : ، وق دين عن إن النهم الله ا بي م بغي اءهم العل ا ج د م ن بع اب إال م ران [ } اإلسالم وما اختلف الذين أوتوا الكت الى ] 19 : آل عم ال تع : ، وق

الى ] 17 : الجاثية [ } لم بغيا بينهموآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم الع { وا { : ، وقال تع ا اختلف فمة وم القيام نهم ي ك يقضي بي م إن رب اءهم العل ونس [ } حتى ج الى ] 93 : ي ال تع نكم { : ، وق لحوا ذات بي ه وأص اتقوا الل } ف

ال [ ال ] 1 : األنف ويكم { : ، وق ين أخ لحوا ب وة فأص ون إخ ا المؤمن ال ] 10 : الحجرات [ } إنم دقة أو { : ، وق ر بص ن أم إال م . ] 114 : النساء [ } معروف أو إصالح بين الناس

يم ذا األصل العظ و : وه ا عظمت وه م أصول اإلسالم، ومم ن أعظ و م رق، ه ا، وأال يتف ل اهللا جميع االعتصام بحب

. وصية اهللا ـ تعالي ـ به في آتابه

واطن لم في م ه وس ي صلى اهللا علي ه وصية النب ومما عظم ذمه لمن ترآه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به د ( : عامة وخاصة، مثل قول إن ي يكم بالجماعة ف ى الجماعة عل ه ) اهللا عل إن الشيطان مع الواحد وهو من ( : ، وقول ف

ة ( : ، وقوله ) االثنين أبعد ع ربق د خل د شبر فق ارق الجماعة قي ه من ف من رأي من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه ه ) اإلسالم من عنق ئكم بأفضل من درجة الصالة والصيام والصدقة ( : ، وقول المعروف والنهي عن أال أنب واألمر ب

ول ( : قال . بلي يا رسول اهللا : قالوا ) ؟ المنكر ة، ال أق ين هي الحالق ق الشعر، : صالح ذات البين، فإن فساد ذات الب تحل . ) ولكن تحلق الدين

ه بالس ( : وقوله اعتكم، فاضربوا عنق رق جم د أن يف نكم يري ان من جاءآم وأمرآم على رجل واحد م ا من آ , ) يف آائنم ( : وقوله يهم /يصلون لك م وعل م، وإن أخطؤوا فلك م وله إن أصابوا فلك ه ) ف ى ثالث ( : ، وقول ة عل ذه األم تفترق ه س

ة : ، قيل ) وسبعين فرقة، منها واحدة ناجية، واثنتان وسبعون في النار ة الناجي ال ؟ ومن الفرق د اهللا ( : ق هي الجماعة، ي . ) لجماعةعلى ا

ـا، . وباب الفساد الذي وقع في هذه األمــة، بل وفي غيرهــا، هو التفــرق واالختالف ـها وعلمائهـ فإنه وقع بين أمرائـ

يم ه عل ا اهللا ب ك م ذي . من ملوآها ومشايخها، وغيرهم من ذل ـاده ال ـه الجتهـ ـورا لصاحبـ ك مغفـ ان بعـض ذل وإن آن ـول اإلسالم يغفر فيه خطؤه، أو لحس ـه من أعظم أصـ م أن رعايتـ ـك، لكن يعل ر ذل ـه، أو لغي ة، أو توبتـ اته الماحي

ر من السنن ذآرون في آثي ـنة والجماعة وي ـة بالسـ ذه األمـ ـذاب من ه ـل العـ ولهذا آان امتياز أهل النجــاة عن أهـإن وآان األصل الثالث بعد الكتاب والسنة . واآلثار في ذلك ما يطول ذآره اع، ف ه هو اإلجم الذي يجب تقديم العمل ب

. اهللا ال يجمع هذه األمة على ضاللة

ا : النوع الخامس ل وفي بعض م ون، ب ه متفق هو شك آثير من الناس وطعنهم في آثير مما أهل السنة والجماعة عليم ور ة نقله ك من جه ون، وذل ل متفق ائر أهل المل ه س ا علي ل وبعض م ارة عليه أهل اإلسالم، ب تهم ت ة . واي ومن جه

. تنازعهم ورأيهم أخري ول / ذآره، حيث يق ه ب ي { : أما األول، فقد علم اهللا الذآر الذي أنزله على رسوله، وأمر أزواج نبي ى ف ا يتل رن م واذآ

آما عصم . من التحريف ما وقع فيما أنزل قبله، حفظه من أن يقع فيه ] 34 : األحزاب [ } بيوتكن من آيات الله والحكمةهذه األمة أن تجتمع على ضاللة، فعصم حروف التنزيل أن يغير، وحفظ تأويله أن يضل فيه أهل الهدي المتمسكون ا دا أو خطأ، بم ا من الكذب عم يس فيه ا ل لم عم بالسنة والجماعة، وحفظ ـ أيضا ـ سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وس

رهم، أقامه م م غي ا ال يعل ك م ن علماء أهل الحديث وحفاظه، الذين فحصوا عنها وعن نقلتها ورواتها، وعلموا من ذلذا ي ه باب يطول وصفها ف أ؛ ألس ن الخط ا معصوما م ا إجماع القبول منه وه ب ا تلق ى م ين عل ى صاروا مجتمع حت

ا . الموضع ا م ا عموم ل وعامته ة، ب اء األم ائر علم ا وس م خصوص ه، أو وعلموا ه زاد في دين عن أن ي ه ال صانوا بين ا ب ا م ادير رآعاته ة إال الصلوات الخمس، وأن مق وم والليل يهم في الي م يفرض عل ه ل وا أن ا علم ه، مثلم ينقص منق، يهم من الصوم إال شهر رمضان، ومن الحج إال حج البيت العتي م يفرض عل الثنائي والثالثي والرباعي، وأنه ل

. ها المعروفة، إلى نحو ذلكومن الزآاة إال فرائض

زعم من م بكذب من ي لم؛ لعلمه ه وس ي صلى اهللا علي ه عن النب د يأثرون ا ق وعلموا آذب أهل الجهل والضاللة فيمي ى / الرافضة أن النب ه نص عل م آخرين أن ا، وزع ا جلي ا قاطع ة نص ي بالخالف ى عل لم نص عل ه وس صلى اهللا علي

. العباس

ا وعلموا أآاذيب الرا ة، آم ا حقيق يس له ى ول ا عن عل ي يروونه ل الغزوات الت فضة والناصبة ـ التي يأثرونها في مثازي رسول اهللا وا مجموع مغ ال ـ حيث علم ر والبط دة في سيرة عنت اذيبهم الزائ ل أآ ة مث ذبون الطرقي ا المك يرويه

المسلمين وال العدو في شيء من مغازي صلى اهللا عليه وسلم، وأن القتال فيها آان في تسعة مغاز فقط، ولم يكن عدة . القتال عشرين ألفا

ة في اإلرجاء ونحوه، ر من الكرامي ا آثي ي يرويه ة ونحوه، واألحاديث الت ن معاوي د ب ة ليزي ومثل الفضائل المروي

حاديث التي واألحاديث التي يرويها آثير من النساك في صلوات أيام األسبوع، وفي صلوات أيام األشهر الثالثة، واألوب، ه الث ه، وتمزيق ردة عن ردائ يروونها في استماع النبي صلى اهللا عليه وسلم هو وأصحابه، وتواجده، وسقوط البة اإلسراء، ه ليل تماعهم لمناجات ار، واس ع الكف ال أهل الصفة م ى السماء، وقت ه إل ل لبعضه، وصعوده ب وأخذ جبري

ه واألحاديث المأثورة في نزول الرب إلى األرض لم ل ه وس ي صلى اهللا علي يوم عرفة، وصبيحة مزدلفة، ورؤية النبفإن المكذوب من ذلك ال يحصيه أحد إال . في األرض بعين رأسه، وأمثال هذه األحاديث المكذوبة التي يطول وصفها

الذي ال يحدث الموروث عن النبي صلى اهللا عليه وسلم/ اهللا تعالي؛ ألن الكذب يحدث شيئا فشيئا ليس بمنزلة الصدق . بعده، وإنما يكون موجودا في زمنه صلى اهللا عليه وسلم، وهو محفوظ محروس بنقل خلفاء الرسول، وورثة األنبياء

: وآان من الدالئل على انتفاء هذه األمور المكذوبة وغيرها وجوه

دل أن مـا توفرت همم الخلـق ودواعيهم على نقلـه وإشاعتـه يمتنع في : أحدها ه ي ل ب دد القلي انفراد الع العادة آتمانه، ف

على آذبهم، آما يعلم آذب من خرج يوم الجمعة وأخـبر بحادثة آبيرة في الجامع مثل سقوط الخطيب وقتله، وإمساك ان ـد واالثن ذلك إال الواح ـبر ب م يخ ـمة . أقوام في المسجد، إذا ل ـالدا عظي ر أن في الطـرقات ب ـن أخب ـذب م م آ ويعل

ـادن ذهب وفضـة وأ مما آثـيرين، ولم يخبر بذلك السيارة، وإنما انفرد به الواحد واالثنان، ويعلم آـذب مـن أخبر بمعان ـد واالثن ذلك إال الواح ر ب م يخب اس، ول ه الن ان يعلم ا بمك ل . متيسرة لمن أراده ار العق ـرة فباعتب ك آثي ـال ذل وأمث

. من األمور التي مضت سنة اهللا بظهورها وانتشارها، لو آانت موجودةوقياسه وضربه األمثال، يعلم آـذب مـا ينقل

واترة، ذب، من األمور المت ى الك ه عل م ال يتواطؤون في اده أنه ا مضت سنة اهللا في عب م ـ أيضا ـ صدق م ا يعل آمة والت المستفيض ور، د . والمنق ذه األم ل ه ي مث ان، ف دق والبي ى الص م عل اهير األم ل جم إن اهللا جب ذب / ونف الك

ا في الكذب غرض م يكن له والكتمان، آما جبلهم على األآل والشرب واللباس، فالنفس بطبعها تختار الصدق، إذا ل . راجح وتختار األخبار بهذه األمور العظيمة دون آتمانها

ع ا يق تفهام عم ؤث . والناس يستخبر بعضهم بعضا، ويميلون إلى االستخبار واالس ه من ي ر أن يصدقه، وآل شخص ل

نهم . ويبين له دون أن يكذبه ويكتمه ع م ا يق رة ال تنضبط، آم ي آدم في قضايا آثي والكذب والكتمان يقع آثيرا في بني أنفسهم إال ابهم إال الصحة، وعل ى أنس يس الغالب عل ك، لكن ل ا ونحو ذل ا وعري الزنا وقتل النفوس والموت جوع

و ور المت ا أن األم الغرض هن اء، ف م البق م ل م أنه اذة يعل ار الش ذب، واألخب ى الك ا عل ؤوا فيه م يتواط م ل م أنه اترة يعل . يتواطؤوا فيها على الكتمان

يهم الصدق، : الوجه الثاني أن دين األمة يوجب عليهم تبليغ الدين، وإظهاره وبيانه، ويحرم عليهم آتمانه، ويوجب عل

ا يجب ان م ى آتم ي ويحرم عليهم الكذب، فتواطؤهم عل بح األمور الت ا من أق ى الكذب وآالهم واطئهم عل ه، آت بيان . تحرم في دين األمة، وذلك باعث موجب الصدق والبيان

ى : الثالث ا للكذب عل اره وعظيم مجانبته أنه قد علم من عدل سلف األمة ودينها وعظيم رغبتها في تبليغ الدين وإظه

ا يوجب أعظم ال / الرسول لم م ه وس ا صلى اهللا علي وا م ه، وال آتم وه عن ا نقل ذبوا فيم م يك أنهم ل وم الضرورية، ب عل . أمرهم بتبليغه، وهذه العادة الحاجية الخاصة الدينية لهم غير العادة العامة المشترآة بين جنس البشر

من تعظيمهم أن العلماء الخاصة يعلمون من نصوص رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم الموجبة عليهم التبليغ، و : الرابع

ر، ن عم ى اب درداء إل ي ال اذ، وأب ي، ومع ن مسعود، وأب ل اب اء، ومث ألمر اهللا ورسوله، ومن دين آحادهم ـ مثل الخلفي . وابن عباس، وابن عمرو، وغيرهم دين الت يعلمون علما يقينا ـ ال يتخالجه ريب ـ امتناع هؤالء من آتمان قواعد ال . امتناعهم من الكذب على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يجب تبليغها إلى العامة، آما يعلمون

ك : ويعلم ـ أيضا ـ أهل الحديث مثل أحوال المشاهير بمعرفة ذلك مثل الزهري وقتادة ويحيي ابن أبي آثير، ومثل مال

ذب، وام اعهم من الك ا امتن اعهم عن والثوري وشعبة وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وغيرهم أمورا يعلمون معه تنك أسباب يطول شرحها م في ذل آتمان تبليغ هذه األمور العظيمة التي تأبي أحوالهم آتمانها، لو آانت موجودة، وله

. وإنما الغرض التنبيه على ما وقع من الشبهة لبعض الناس من أهل األهواء . وليس الغرض هنا تقرير ذلك وم هذا الذي ذآرتموه معارض بأمر األذا : قالوا/ ن واإلقامة، فإنه آان يفعل على عهد النبي صلى اهللا عليه وسلم آل ي

وداع من . خمس مرات، ومع هذا فقد وقع االختالف في صفته وآذلك الجهر بالبسملة، والقنوت في الفجر، وحجة الز ا الشبهة والن ي وقعت فيه ذه األمور الت روا نحو ه ا، وذآ د بعض أعظم وقائعه، وقد وقع االختالف في نقله اع عن

. الناس، وجعلوا هذا معارضا لما تقدم ليسوغوا أن يكون من أمور الدين ما لم ينقل، بل آتم ألهواء وأغراض

وأما جهة الرأي والتنازع، فإن تنازع العلماء واختالفهم في صفات العبادات، بل وفي غير ذلك من أمور الدين صار ين : غيرهم، وقالواشبهة لكثير من أهل األهواء من الرافضة و ان { : إن دين اهللا واحد، والحق ال يكون في جهت و آ ول . ] 82 : النساء [ } من عند غير الله لوجدوا فيه اختالفا آثيرا

نهم ب رون ع ة، ويعب نة والجماع ل الس ه أه ا علي ق فيم اء الح ى انتف ل عل تالف، دلي رق واالخ ذا التف ارة فه ارات ت عب

ا من ذا مانع وا ه ا جعل واء لم يسمونهم الجمهور، وتارة يسمونهم الحشوية، وتارة يسمونهم العامة، ثم صار أهل األه . آون الحق فيما عليه أهل السنة والجماعة، آل ينتحل سبيال من سبل الشيطان

د اهللا وأصل من وضع . فالرافضة تنتحل النقل عن أهل البيت لما ال وجود له/ ذلك لهم زنادقة، مثل رئيسهم األول عب

ع م ومن ه ظل ة، وأن بن سبأ، الذي ابتدع لهم الرفض، ووضع لهم أن النبي صلى اهللا عليه وسلم نص على علي بالخالفة : حقه، وقال اب الزندق رفض ب ان ال ذا آ دم اإلسالم؛ وله ى ه ذلك التوسل إل ة ب ان معصوما، وغرض الزنادق ه آ إنا ماعيلية واإللح ة والنصيرية واإلس ن القرامط يهم ـ م ورهم، أو زاد عل بعض أم ذ ب ن أخ فة وم ابئة المتفلس د، فالص

رفض، اب التشيع وال والحاآمية وغيرهم ـ إنما يدخلون إلى الزندقة والكفر بالكتاب والرسول، وشرائع اإلسالم من با ذآر من وتطعن في آثير مما ي . والمعتزلة ونحوهم تنتحل القياس والعقل ك بم نقله أهل السنة والجماعة، ويعللون ذل

وه ون بعض هؤالء . االختالف ونح ا، فيك ي أهله ا، وف باب الطعن فيه ة من أس اب المل ك بعض أرب ا جعل ذل وربم . المتعصبين ببعض هذه األمور الصغار ساعيا في هدم قواعد اإلسالم الكبار

ذه المسائلفيما يزيل اإلختالف والتفرق في ه: فصـل

و ا ه ذآر م ك، ون ق زوال ذل ذآر طري نحن ن ـاد، ف ن الفسـ رق م ذا االختالف والتف ي ه ـا حصل ف ين بعض م إذا تبالمدلول عليهما بكتاب اهللا، / ] السنة والجماعة [ الواجب في الدين في هذه المنازعات، وذلك ببيان األصلين اللذين هما

ا تض اب اهللا وم ـع آت ـه إذا اتبــ الح، وزال فإنـ دي والف ا، حصل اله ه جميع وله، واالعتصام بحبل اع رس ن اتب منه م . الضالل والشقاء

ا ى م اع عل ديم اإلجم يهم تق ذا يجب عل ق، وله وم الخل أما األصل األول ـ وهو الجماعة وبدأنا به ألنه أعرف عند عم

: يظنونه من معاني الكتاب والسنة ـ فنقول

ا عامة هذه التنازعات إنم ا هي في أمور مستحبات ومكروهات، ال في واجبات ومحرمات، فإن الرجل إذا حج متمتعك، ولكن بعض ي األفضل من ذل ازعوا ف لمين، وإن تن اء المس ة علم د عام ا عن ه مجزئ ان حج ا آ ردا أو قارن أو مف

ومن الناصبة من يحرم الخارجين عن الجماعة يوجب أو يمنع ذلك، فمن الشيعة من يوجب المتعة ويحرم ما عداها، . المتعة وال يبيحها بحال

وسواء ربع التكبير . وآذلك األذان سواء رجع فيه أو لم يرجع، فإنه أذان صحيح عند جميع سلف األمة، وعامة خلفها

ة . في أوله أو ثناه ه الحيعل ه بعض الشيعة، فأوجب ل بحي [ وإنما يخالف في ذلك بعض شواذ المتفقهة، آما خالف فياء اإلسالم، إال ] على خير العمل ة علم ـد عام ـه عن ام صحـت إقامت وآذلك اإلقامة يصح فيها اإلفراد والتثنيـة بأيها أق

. ما تنازع فيه شذوذ الناس/

ـكره . وآذلك الجهر بالبسملة والمخافتة آالهما جائز ال يبطل الصالة اء من يستحب أحدهما، أو ي وإن آان من العلمإنهم اآل اء، ف د عوام العلم ائزة عن خر، أو يختار أال يقرأ بها، فالمنازعة بينهم في المستحب، وإال فالصالة بأحدهما ج

ان أم ال ا واجب د ؟ وإن تنازعوا بالجهر والمخافتة في موضعهما، هل هم ك وأحم زاع معروف في مذهب مال ه ن وفي . لمخافتة بقرآن الفجر، والجهر بقراءة صالة الظهروغيرهما، فهذا في الجهر الطويل بالقدر الكثير، مثل ا

فقد ثبت . وما أعلم أحدا قال به . فأما الجهر بالشيء اليسير، أو المخافتة به، فمما ال ينبغي ألحد أن يبطل الصالة بذلك

وفي صحيح البخاري . في الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه آان في صالة المخافتة يسمعهم اآلية أحياناة : عن رفاعة بن رافع الزرقي قال ال . آنا نصلي وراء النبي صلى اهللا عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الرآع سمع ( : ق

تكلم ( : ربنا ولك الحمد حمدا آثيرا طيبا مبارآا فيه، فلما انصرف قال : ، قال رجل وراءه ) اهللا لمن حمده ال ) ؟ من الم : ق . ) رأيت بضعة وثالثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول ( : ا، قالأن

ومعلوم أن المستحب للمأموم المخافتة . الراوي/ ومعلوم أنه لوال جهره بها، لما سمعه النبي صلى اهللا عليه وسلم، والتفتاح دعاء االس ر ب ان يجه ه آ ي الصحيح عن عمر أن ذلك ثبت ف ك، وآ ل ذل بحا ( بمث ارك س دك، وتب م وبحم نك الله

ان . وهذا فعله بين المهاجرين واألنصار . ) اسمك، وتعالي جدك، وال إله غيرك ذلك آ ة، وآ والسنة الراتبة فيه المخافتال . من الصحابة من يجهر باالستعاذة وا : وفي الصحيح عن ابن عباس أنه جهر بقراءة الفاتحة على الجنازة، وق لتعلم

. ولهذا نظائرأنها السنة،

ابن ا آ م يكن يجهر به نهم من ل ر ونحوه، وم ابن الزبي وأيضا، فال نزاع أنه آان من الصحابة من يجهر بالبسملة، آك ا، وإن . مسعود وغيره، وتكلم الصحابة في ذلك، ولم يبطل أحد منهم صالة أحد في ذل ه نزاع م في م أعل ا ل ذا مم وه

. ألة أخرىتنازعوا في وجوب قراءتها فتلك مس

امتهم ه، وإال فع ه أو فعل ه، وسجود السهو لترآ تحبابه أو آراهيت ي اس نهم ف زاع بي ا الن ي الفجر إنم وت ف ذلك القن وآمتفقون على صحة صالة من ترك القنوت، وأنه ليس بواجب، وآذلك مـن فعله إذ هـو تطويل يسير لالعتدال، ودعاء

/ د من مؤذني رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قد أمره النبي صلى اهللا عليه وسلماألذان، فإذا آان آل واح . اهللا في هذاـرآن أذن اهللا بأحد النوعين، صار ذلك مثل تعليمـه القـرآن لعمـر بحـرف، ولهشام بن حكيم بحـرف آخـر، وآـالهما ق

. أن يقرأ به

ذلك وآذلك الترجيع في األذان هو ثابت في أذان أبي محذورة، وهو محذو ف من أذان بالل الذي رووه في السنن، وآ

رهم، وعن ا عن أآث ة به ة من الصحابة، وصحت المخافت ا عن طائف ا صح الجهر به ة به الجهر بالبسملة والمخافت . بعضهم األمران جميعا

ا، م يكن يجهر به ه ل ذي في الصحاح والسنن، يقتضي أن ه وأما المأثور عن النبي صلى اهللا عليه وسلم، فال ا علي آم

ا، ة، ال شبهة فيه ة بين ك دالل ى ذل عمل أآثر الصحابة وأمته، ففي الصحيح حديث أنس وعائشة وأبي هريرة، يدل علث أخر نن أحادي ي الس ا، : وف ره به ر جه ه ذآ ديث في نن ح ي الصحاح والس يس ف ره، ول ل وغي ن مغف ديث اب ل ح مث

ا واألحاديث المصرحة بالجهر عنه آلها ضعيفة عند أهل العل دواوين منه م يخرجوا في أمهات ال ذا ل م بالحديث، وله . شيئا، ولكن في الصحاح والسنن أحاديث محتملة

ا : وقد روي الطبراني بإسناد حسن عن ابن عباس ه لم ة، وأن ان بمك أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يجهر بها إذ آع /داود في الناسخ والمنسوخ، وهذا ورواه أبو . هاجر إلى المدينة ترك الجهر بها حتي مات إن الغالب . يناسب الواق ف

ر البصريين، ذلك أآث ا، وآ وا يجهرون به م يكون ة، فل ام والكوف على أهل مكة آان الجهر بها، وأما أهل المدينة والشا بع . وبعضهم آان يجهر بها؛ ولهذا سألوا أنسا عن ذلك ان يجهر به لم آ ان، ولعل النبي صلى اهللا عليه وس ض األحي

. أو جهرا خفيفا إذا آان ذلك محفوظا، وإذا آان في نفس آتب الحديث أنه فعل هذا مرة، وهذا مرة زالت الشبهة

لم . وأما القنوت، فأمره بين ال شبهة فيه عند التأمـل التــام ه وس ي صلى اهللا علي : فإنـــه قد ثبت في الصحاح عن النبـه في . يدعــــو على رعل وذآوان وعصية أنه قنت في الفجر مــرة ه ثبت عنــ ه؛ ألن خا ل ثم ترآه ولم يكن ترآه نس

دعو للمسلمين : الصحاح ك ي ؤمنين، : أنه قنت بعد ذل ام، والمستضعفين من الم ن هش لمة ب د، وس ن الولي د ب ل الولي مث . وسائر الصلوات قنوت استنصار ويدعو على مضر، وثبت عنه أنه قنت أيضا ـ في المغرب والعشاء،

وت د أن القن رك نسخ، فاعتق ه ت ه ترآ وفيين أن اء من الك د بعض العلم ه، لكن اعتق ول ثابت عن ة منق ي الجمل ذا ف فه

دنيا ارق ال ي ف ه حت ازع في وت المتن ه . منسوخ، واعتقد بعضهم من المكيين أنه مازال يقنت في الفجر القن ذي علي وال . ث، أنه قنت لسبب، وترآه لزوال السببأهل المعرفة بالحدي

ه / م ترآ فالقنـوت مـن السنن العوارض ال الرواتب؛ ألنه ثبت أنه ترآـه لما زال العارض، ثم عـاد إليه مرة أخرى، ث

وثبت في الصحاح أنه لم يقنت بعد الرآوع إال شهرا، هكذا ثبت عن أنس وغيره، ولم ينقل أحد قط . لما زال العارضأنه قنت القنوت المتنازع فيه، ال قبل الرآوع وال بعده، وال في آتب الصحاح والسنن شيء من ذلك، بل قد أنكر عنه

. ذلك الصحابة آابن عمر، وأبي مالك األشجعي وغيرهما

ه دعاء -قطعا -ومن المعلوم ه في ه أن الرسول صلى اهللا عليه وسلم لو آان آل يوم يقنت قنوتا يجهر به، لكان ل ينقلاؤه ل دع ي أن ينق القنوت الراتب أول وتر، ف وت ال بعض الصحابة، فإنهم نقلوا ما آان يقوله في القنوت العارض، وقن

ذا . فيه لم، وه ه وس ي صلى اهللا علي فإذا آان الذي نستحبه إنما يدعو فيه لقنوت الوتر، علم أنه ليس فيه شيء عن النبل مما يعلم باليقين القطعي، آما يعلم عدم وا نق م أهمل النص على هذا وأمثاله، فإنه من الممتنع أن يكون الصحابة آله

. فإنه مما يعلم بطالنه قطعا . ذلك

ه، وازل، ودعاء عمر في وت الن ارض، قن وت الع ا هو القن ي، وغيرهم ر، وعل ل عم وآذلك المأثور عن الصحابة مثه . إلخ ) اللهم عذب آفرة أهل الكتاب ( : وهو قوله د قتال ى عن ذلك دعاء عل ه للنصاري، وآ د قتل ه عن ا ب يقتضي أنه دع

يس : أنس/والحديث الذي فيه عن . لبعض أهل القبلة ه ل ناده، وأن دنيا مع ضعف في إس ارق ال أنه لم يزل يقنت حتي ف . في السنن، إنما فيه القنوت قبل الرآوع

ل الرآوع لم يقنت رسول اهللا صل : وفي الصحاح عن أنس أنه قال وت قب ى اهللا عليه وسلم بعد الرآوع إال شهرا والقن

اه في د بين ا ق ام، آم ارة يكون في القي هو القيام الطويل إذ لفظ القنوت معناه دوام الطاعة، فتارة يكون في السجود وت . غير هذا الموضع

ة األ وا من جه ا أت اس ـ فإنم ر من الن ى آثي وداع ـ وإن اشتبهت عل اظ المشترآة حيث سمعوا بعض وأما حجة ال لفرة : إنه أفرد الحج، ويقول بعضهم : وهؤالء ـ أيضا ـ يقولون . إنه تمتع بالعمرة إلى الحج : الصحابة يقول إنه قرن العم

د ساق . إلى الحج، وال خالف في ذلك ان ق ه آ فإنهم لم يختلفوا أن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يحل من إحرامه، وأنا اله دي ونحره يوم النحر، وأنه لم يعتمر بعد الحجة في ذلك العام، ال هو وال أحد من أصحابه، إال عائشة أمر أخاه

رة واحدة، روة إال م م يطف بالصفا والم ه ل أن يعمرها من التنعيم أدني الحل وآذلك األحاديث الصحيحة عنه فيها أن . مع طوافه األول

ول /قوا، ل أنه أفرد أعمال الحج لم يقرنفالذين نقلوا أنه أفرد الحج صد وهم من يق ارن : بها عمل العمرة، آما يت إن الق

ويسعي سعيين، ولم يتمتع تمتعا حل به من إحرامه آما يفعله المتمتع الذي لم يسق الهدي، بل قد أمر . يطوف طوافينرتهم جميع أصحابه الذين لم يسوقوا الهدي أن يحلوا من إحرامهم، ويجعلوها عمر . ا . ة، ويهلوا بالحج بعد قضاء عم

. هـ

: وقال الشيخ ـ رحمه اهللا

أنواع االستفتاح للصالة: فصــل

ان ا آ ه م ى اهللا، ويلي اء عل ان ثن ا آ ا م رآن ـ أعاله د الق ا بع أنواع االستفتاح للصالة ثالثة ـ وهي أنواع األذآار مطلق . ثالث ما آان دعاء للعبدخبرا من العبد عن عبادة اهللا، وال

را عن اهللا ان خب ا آ ار م اء، وأفضل األخب ا إنش ار، وإم ر عن . فإن الكالم إما إخب ار عن اهللا أفضل من الخب واإلخب

ر عن ] سورة اإلخالص [ } قل هو بله أحد { ولهذا آانت . غيره، ومن اإلنشاءات ، تعدل ثلث القرآن؛ ألنها تتضمن الخبذه ذه السورة، وه ذآر من جنس ه ان من ال ا آ اهللا، وآانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن؛ ألنها خبر عن اهللا، فم

ن الحويرث . اآليـة، فهو أفضل األنواع ك ب ا في حديث مال ذآر المحض، آم د ال رب هو بع من شغله ( : والسؤال لل . ) ذآري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين

ه عز وجل /والنصف . نصفا ثناء، ونصفا دعاء : ولهذا آانت الفاتحة نصفين ذي لل دم، وهو ال ذلك . الثاني هو المق وآ

نها ( : في حديث الشفاعة الصحيح قال ي، ال أحس ا عل د يفتحه ي بمحام د رب اجدا، فأحم ه س ي خررت ل إذا رأيت رب فه في السؤال ) تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفعأي محمد، ارفع رأسك، وقل : اآلن، فيقول فبدأ بالحمد لله، حتي أذن ل

. فسأل

ال ( : وفي صحيح البخاري عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ه إال اهللا وحده ال شريك : من تعار من الليل فق ال إلد ل . له دير، والحم ى آل شيء ق ي له الملك وله الحمد، وهو عل ر ل م اغف ر، الله ه، وسبحان اهللا، واهللا أآب ا . ل إن دع ف

ي ( : وقال ) استجيب دعاؤه، وإن توضأ وصلي قبلت صالته ه إال اهللا وحده ال : أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبل ال إل : وقال في آخره . وجلعز -ولهذا آان التشهد ثناء على اهللا ) شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على آل شيء قدير

. ) ثم ليتخير من المسألة ما شاء (

دعاء، وفي حديث ى ال اء عل دم الثن ل ق ل التشهد ب ود قب دعاء في القع واألدعية الشرعية هي بعد التشهد ولم يشرع الو داود عن فضالة فروي اإلمام أحمد وال . ) عجل هذا ( : الذي دعا قبل الثناء قال النبي صلى اهللا عليه وسلم ترمذي وأب

ي : بن عبيد قال م يصل عل ي صلى / سمع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، رجال يدعو في صالته لم يحمد اهللا ول النبدأ ( : -أو لغيره -، ثم دعاه فقال له ) اهللا عليه وسلم، فقال رسول اهللا صلىاهللا عليه وسلم عجل هذا إذا صلى أحدآم فليب

. ) به، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى اهللا عليه وسلم، ثم يدعو بعد ذلك بما شاءبتحميد ر

زاع، وإن . والذآر المشروع باتفاق المسلمين في الرآوع والسجود، واالعتدال ه ن وأما الدعاء في الفرض ففي آراهيته ف ـأمور ب ذآر م إن ال الي آان الصحيح أنه ال يكره ولكن الذآر أفضل، ف ه تع ا بقول يم { : يهم ك العظ م رب بح باس } فس

أعلى { ، و ] 74 : الواقعة [ ي [ } سبح اسم ربك ال لم ] 1 : األعل ه وس ي صلى اهللا علي ال النب وعكم ( : ، ق ا في رآ ، ) اجعلوه . ) اجعلوها في سجودآم ( : والثانية

دعاء فقمن أن يستجاب ( : اهللا عليه وسلم فأما قوله صلى دوا في ال أما الرآوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهة من ) لكم ، ففيه األمر في الرآوع بالتعظيم، وأمره بالدعاء في السجود بيان منه أن الدعاء في السجود أحق باإلجاب

، فهو أمر بأن يكون ) أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ( : ما قالآ ) فقمن أن يستجاب لكم ( : الرآوع؛ ولهذا قال . الدعاء في السجود

أمور أال يس من شرط الم ه ل أمر بالصفة ال بالموصوف، أو أمر بالصفة والموصوف، وإن آان التسبيح أفضل، فإن

ذآر دعاء م /يكون غيره أفضل ه منه؛ ألن الدعاء هو بحسب مطلوب العبد، لم ي ا أمر بالفاتحة، بقول ه آم ا أمر ب : عينوم ] 6 : الفاتحة [ } اهدنــــا الصراط المستقيم { ا، فمعل دعاء واجب ان جنس ال ، والدعاء الواجب ال يكون إال معينا، وإن آ

ي صلى اهللا . أن الدعاء جائز في نفس الصالة، وخارج الصالة لم آانت في وأآثر األدعية المنقولة عن النب ه وس علير : آخر الصالة، آما في الحديث المروي عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه ذآر ل اآلخر ودب دعاء جوف اللي أن أجوب ال

. الصالة

و أجوب دعو في الغالب ـ فه لم ي ه وس ي صلى اهللا علي ان النب ا آ فعلم أن الدعاء دبر الصالة ـ السيما قبل السالم آم . ة؛ ألنه دعاء بعد إآمال العبادةسائر أحوال الصال

ه ( : وأما السجود فإنما ذآره والرآوع، ألنه قال وا في وع، فعظم ا الرآ اجدا؛ أم ا أو س رآن راآع رأ الق ي نهيت أن اق إن

م ا ) الرب، وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لك الين، ذآر م ذين الح راءة في ه ا نهي عن الق فلمدعاء يكو التعظيم، والسجود بال ة . ن بدال مشروعا لمن أراد، فخص الرآوع ب ام الثالث ذآر، : فجمع األقس راءة، وال الق

. والدعاء

أفضل الكالم ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال/ ومما يبين فضل الذآر على المسألة، ما ثبت في صحيح مسلم عنولهذا أمر بالذآر من عجز عن ) سبحان اهللا والحمد لله، وال إله إال اهللا، واهللا أآبر : ـ بعد القرآن أربع وهن من القرآن

القراءة في الصالة؛ ألن االعتدال مشروع فيه التحميد بالسنة المتواترة وإجماع المسلمين، وهو الذي آان النبي صلى د التحمي دعو بع ا ي ان أحيان ه في آل صالة، وآ لم يفعل ه اهللا عليه وس اي ( : د بقول ين خطاي ي وب م باعد بين أخر ) الله ف

ه د بقول ا ـ بالحم اء والمجد، وأمر ـ أيض د والثن ال ( : السؤال عن الحم إذا ق ده : ف وا . سمع اهللا لمن حم ك : فقول ا ول ربن . وما داوم عليه وقدمه وأمر به أفضل مما آان يفعله أحيانا، ويؤخره، ولم يأمر به ) الحمد

ده ى عب وع السؤال أضافه إل ى نفسه، ون رب إل ال . وأيضا، فنوع الثناء أضافه ال د ( : فق ال العب ه رب { : إذا ق د لل الحم

ال } وم الدينمـالك ي { : وإذا قال . أثني على عبدي : قال } الرحمـن الرحيم { : حمدني عبدي، فإذا قال : قال اهللا } العالمين قدي نصفين : قال } إياك نعبد وإياك نستعين { : فإذا قال . مجدني عبدي : اهللا ين عب ي وب ا سأل، . هذه اآلية، بين دي م ولعب

. ) ما سأل هؤالء لعبدي، ولعبدي : قال . إلى آخر السورة } اهدنــــا الصراط المستقيم { : فإذا قال

ك وأيضا، فجماهير العلماء على إيجاب الثناء، فيوجبون التشهد األخير، وآذلك التشهد األول، يجب مع الذآر عند مالر، /وأحمد، فإذا ترآه ذلك التكبي ره، وآ د وغي د أحم عمدا، بطلت صالته، وتسبيح الرآوع والسجود آذلك ـ أيضا ـ عن

ا تكبير االنتقال، ف مذهب مالك م ا، وم ه مطلق د مشهور عن اد الصالة، ومذهب أحم دا أع ا عم ك ثالث ن ترك من ذليذآره أصحاب أحمد في مسائل الخالف أن إيجاب هذه األذآار من مفردات أحمد عن الثالثة فذلك ألن أصحاب مالك

يظن من يظن أ ك، ف ذه من ذل اد، وه دهم ال يسمون هذه سننا، والسنة عندهم قد تكون واجبة إذا ترآها أع ن السنة عن . تكون إال لما يجوز ترآه، وليس آذلك

وأما الدعاء، فلم يجب منه دعاء مفرد أصال، بل ما وجب من الفاتحة وجب بعد الثناء وآذلك من أوجب أن يدعو بعد

فإنما أوجبه . التشهد بالدعاء المأمور به هناك، هو االستعاذة من عذاب جهنم، والقبر، وفتنة المحيا والممات، والدجال . بعد التشهد الذي هو ثناء، وهو قول طاووس ووجه في مذهب أحمد

اء ة . وأيضا، فالدعاء لم يشرع مجردا، لم يشرع إال مع الثن د شرع مجردا بال آراه اء، فق ا الثن و اقتصر في . وأم فل

ال ان مشروعا ب بيح، آ ى التس وع والسجود عل ي الرآ اء، وف ى الثن دال عل ى االعت ك عل ي ذل و اقتصر ف ة، ول آراه . الدعاء، لم يكن مشروعا، وفي بطالن الصالة نزاع

ه . ال إله إال اهللا . الذآر/أفضل ( : وأيضا، فالثناء يتضمن مقصود الدعاء، آما في الحديث د لل إن ) وأفضل الدعاء الحم ف : غ من ذآر المطلوب آما قيلثناء الداعي على المدعو بما يتضمن حصول مطلوبه، قد يكون أبل

آفاه من تعرضه الثناء ** إذا أثني عليـك المرء يوما

د، . ) أسألك بأن لك الحمد، أنت اهللا المنان، بديع السموات واألرض ( : ولهذا يقول في الدعاء المأثور فسأله بأن له الحم

. لمطلوبفعلم بأن االعتراف بكونه مستحقا للحمد، هو سبب في حصول ا

راحمين { : وهذا آقول أيوب ـ عليه السالم ـ م ال اء [ } مسني الضر وأنت أرح ه ] 83 : األنبي ه : ، فقول ذا أحسن من قول : ه . ) اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ( : وفي دعاء ليلة القدر الذي روته عائشة . ارحمني

ال إله إال اهللا الحليم العظيم، ال ( : أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يقول عند الكرب : ين عن ابن عباسوفي الصحيح

. ) إله إال اهللا رب العرش العظيم، ال إله إال اهللا رب السموات السبع، ورب األرض رب العرش الكريم

ار ومما يبين فضل الثناء على الدعاء، أن الثناء المشروع ي تلزمه، إذ الكف د ال يس دعاء فق ا ال ه، وأم ان بالل ستلزم اإليمفيعطيهم، آما أخبر اهللا بذلك في القرآن في غير موضع فإن سؤال الرزق والعافية ونحو ذلك من األدعية /يسألون اهللا

ه م وبحمدك وت ( : المشروعة، هو مما يدعو به المؤمن والكافر؛ بخالف الثناء آقول الي سبحانك الله ارك اسمك، وتع به ( و ) جدك، وال إله غيرك ة اهللا وبرآات ي ورحم ا النب ذا ال ) التحيات لله والصلوات والطيبات السالم عليك أيه إن ه ف

ا ( : يثني به إال المؤمن، وآذلك قوله ا وملء م ا بينهم د، ملء السموات وملء األرض، وملء م اللهم ربنا ولك الحمه . ) شئت من شيء بعد أن اهللا خالق السموات واألرض، وأن إقرارهم ب ار، آ ه الكف ر ب اء يق د يكون بعض الثن لكن ق

. يجيب المضطر إذا دعاه، ونحو ذلك

ى اهللا ه عل ون ب ون . لكن المشرآون لم يكن لهم ثناء مشروع يثن انوا يقول تهم آ ي في تلبي ك، إال : حت لبيك ال شريك لا . شريكا هو لك، تملكه وما ملك م إال م اء، الله ادتهم ثن وآذلك النصارى ثناؤهم فيه الشرك، وأما اليهود فليس في عب

ان اء أهل اإليم ك من ثن اء، وذل ك . يكون مأثورا عن األنبي دهم شيء من ذل ان عن ذلك النصارى، إن آ ا . وآ ا م وأماء عل رة شرعه من ثنائه، فهو يتضمن اإليمان، واألدلة الدالة على فضل جنس الثن دعاء آثي ره أن . ى جنس ال ل أم مث

د م يسأل العب يلة، ث ه الوس م يسأل ل لم ث ه وس يقال عند سماع المؤذن مثل ما يقول، ثم يصلي على النبي صلى اهللا عليم لإلنسان / فقدم الثناء علي . بعد ذلك دعاء لرسوله، ث م ال ى اهللا، ث اء عل ه الثن دم في ه ق . الدعاء، وهكذا بعد التشهد، فإن

إن الصالة أفضل من . آذلك هنا مع أني ال أعلم في هذا نزاعا بين العلماء، ولكن المفضول قد يكون أحيانا أفضلو فه أفضل . والقرآن أفضل من الذآر، والذآر أفضل من الدعاء . قراءة القرآن ه حال يكون في د يعرض ل والمفضول ق

هي على الصالة، وإما لحال مخصوص، وهذا مبسوط في موضع ألسباب متعددة، إما مطلقا آفضيلة القراءة وقت الن . آخر

الي . والمقصود هنا أن جنس الثناء أفضل من السؤال ال تع ا ق ا ( : آم ه أفضل م ألتي أعطيت من شغله ذآري عن مس

ي صلى اهللا ) أعطي السائلين لم وقراءة القرآن أفضل منهما، آما في حديث الترمذي عن أبي سعيد عن النب ه وس علي، قال ) من شغله قراءة القرآن عن ذآري ومسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين : يقول اهللا ـ عز وجل ـ ( : أنه قال . حسن غريب : الترمذي

ه ان مطلوب د من اهللا، وإن آ و مري راده، فه ه وم ة مقصوده حصول مطلوب ائل غاي ار، ألن الس ي االعتب ين ف ذا ب وه

. ه، مثل أن يطلب منه إعانته على ذآره وشكره، وحسن عبادته، فهو يريد منه هذا األمر المحبوب للهمحبوبا لل ه / ه وعبادت ة اهللا ومحبت ذا معرف المطلوب به ذا . وأما المثني، فهو ذاآر لنفس محبوب الحق من أسمائه وصفاته ف وه

ق ا الخل ق له ي خل ة الت ره، وهو الغاي الي . مطلوب لنفسه ال لغي ال تع ا ق دون { : آم ا ليعب إنس إل ن وال ت الج ا خلق } ومتعين { : ولهذا قال في الفاتحة . ، والسؤال وسيلة إلى هذا ] 56 : الذاريات [ ه } إياك نعبد وإياك نس دم قول د { : فق اك نعب ؛ } إي

ه ألنه المقصود لنفسه، ى قول تعين { : عل اك نس ك } وإي ى ذل يلة إل ه وس ى . ؛ ألن ول عل ة في القصد والق والمقاصد مقدم . الوسائل، ثم مقصود السائل من الدعاء يحصل لهذا العابد المثني مع اشتغاله بأشرف القسمين

رة، ع مض ة ودف ب منفع ن جل ه م اج إلي و محت ا ه ا بم ان مهتم إذا آ داعي، ف ا ال رزق والنصر وأم ى ال ه إل آحاجتة . الضروري، آان اشتغاله بهذا نفسه صارفا له عن غيره دعاء من معرف ه بال د يحصل ل ا اهللا ـ سبحانه ـ فق إذا دع ف

ك . اهللا ال بعض السلف . ومحبته، والثناء عليه، والعبودية له، واالفتقار إليه ما هو أفضل وأنفع من مطلوبه ذل ا ق : آمال بعضهم . قد بورك لك في حاجة آثرت فيها قرع باب سيدك يا ابن آدم ل ادعوه، : وق ى اهللا حاجة ف ي إل ه ليكون ل إن

. فيفتح لي من باب معرفته ما أحب معه أال يعجل لي قضاءها؛ لئال ينصرف قلبي عن الدعاء

م والسائل إذا حصل سؤاله برد، فإنه لم يكن مراده إال سؤاله، وإذا حصل أعرض عن اهللا ، فهذا حال الكفار الذين ذمهأ { : اهللا في القرآن آقوله ر آ ره م ه ض دعنا وإذا مس اإلنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قآئما فلما آشفنا عن م ي ن ل

ا { : ، وقال تعالى ] 12 : يونس [ } إلى ضر مسه ئن أنجان قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لاآرين ن الش ونن م ـذه لنك ن ه رآون . م تم تش م أن رب ث ل آ ن آ ا وم يكم منه ه ينج ل الل ام [ } ق ال ] 63،64 : األنع ، وق

دع { : تعالى ان ي ا آ ي م ه نس ة من ه نعم م إذا خول ه ث ه وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إلي ل لل ل وجع ن قب ه م و إلي . ] 8 : الزمر [ } ا إنك من أصحاب النارأندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليل

ل { : فقوله ـ سبحانه ـ إن } نسي ما آان يدعو إليه من قب ا، ف ي طلبه ه، وهو الحاجة الت دعو اهللا إلي ان ي ا آ ، أي نسي م

ديره نسي . دعاءه آان إليها، أي توجهه إليها، وقصده، فهي الغاية التي آان يقصدها ان تق ا مصدرية، آ وإذا آانت مه { : آما قال تعالي في اآلية األخري . آونه يدعو اهللا إلى حاجته . } فلما آشفنا عنه ضره مر آأن لم يدعنا إلى ضر مس

ا ذآور، بخالف م ر م ى غي دا عل ه عائ دير نسي لكن على هذا، يبقي الضمير في إلي إن التق ذي ف ي ال إذا جعلت بمعنة ي حرف الغاي ان سبب الحاجة، وإل ذي آ اءه اهللا ال الي في . حاجته الذي دعاني إليها من قبل، فنسي دع ال تع ا ق آم

دع { : اآلية األخري ه ت ر الل اعة أغي تكم الس ادقين قل أرأيتكم إن أتاآم عذاب الله أو أت تم ص دعون . ون إن آن اه ت ل إي به / ، فقد ] 41، 40 : األنعام [ } فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشرآون دعون إلي ا ي أخبر تعالي أنه يكشف م

. وهي الشدة التي دعوا إليها

ه من عبادة اهللا وإخالصه له آما أمره، إما قياما بالواجب فقط، فيكون من األبرار، وأما المؤمن فالبد بعد قضاء حاجتذنوب . أو بالواجب والمستحب فيكون من المقربين د . ومن ترك بعض ما أمر به بعد قضاء حاجته فهو من أهل ال وق

ا هو إما شرآا في الربوبية، . يكون ذلك من الشرك األصغر الذي يبتلي به غالب الخلق ة، آم ا شرآا في األلوهي وإم . مبسوط في موضعه

م ال يعلمون ر، وه ا هو من الشرك األآب اس بم ر من الن ه آثي فالسائل مقصوده . وقد يبتلي في أماآن الجهل وزمان

دوم . وإن حصل له ما هو محبوب الرب من إنابته إليه ومحبته وتوبته . سؤاله د ي العرض، وق ذا ب ه ال واألغلب أ . فه نه . يدوم إال أن يكون ذلك المحبوب للرب هو سؤاله، مثل أن يسأل اهللا التوبة واإلعانة على ذآره وشكره وحسن عبادت

ا { : فهنا مطلوبه محبوب للرب؛ ولهذا ذم اهللا من لم يطلب إال الدنيا في قوله دنيا وم ي ال من الناس من يقول ربنا آتنا ف . ] 200 : البقـرة [ } في اآلخرة من خالقله

ع ذا أرف ا، فه تم . وأما المثني، فنفس ثنائه محبوب للرب، وحصول مقصود السائل يحصل ضمنا وتبع ا ي ذا إنم لكن هه ره / لمن يخلص إيمان اءه وذآ ده وثن ائلين رز . فصار يحب اهللا، ويحب حم ه من مطالب الس ى قلب ك أحب إل ا وذل ق

. ونصرا

اء أفضل ان جنس الثن رآن . وأما من آان اهتمامه بهذا أآثر، فهذا يكون انتفاعه بالدعاء أآثر وإن آ راءة الق ا أن ق آمفهو خير له بحسب حاله، . وقد يكون بعض الناس لنقص حاله انتفاعه بالذآر والدعاء أآمل . أفضل من الذآر والدعاء . ال أفضل في نفس األمر

د . والمقصود هنا بيان ما شرعه اهللا لعباده مطلقا عاما م يجب عن دعاء، ل ولهذا ما آان من أذآار الصالة من جنس ال

. عامة العلماء

ذي هو . وأما الثناء آدعاء االستفتاح وغيره، فاختلفوا في وجوبه ذآر ال فذهب طائفة من أصحاب أحمد إلى وجوب اله التسبيح في . تيار ابن بطة وغيره، وذآر هذا رواية عن أحمدثناء آاالستفتاح، وهو اخ ا وجب في المشهور عن آم

. الرآوع والسجود والتسميع والتحميد وتكبيرة االنتقال، فهذان نوعان ظهر فضل أحدهما على اآلخر

ه الي، آقول ادة اهللا تع ان بعب ار اإلنس و إخب ا، فه ط بينهم وع المتوس ا الن ماوات وجه { : وأم ر الس ذي فط ي لل ت وجهه ] 79 : األنعام [ } واألرض المين { : ، وقول ه رب الع اتي لل اي ومم كي ومحي التي ونس ام [ } إن ص ه ] 162 : األنع : ، وقول

ت، وبك أسلمت ( ك ) لك سجدت ولك عبدت، وبك آمن ذ . ونحو ذل ه إنشاء / ا فه اء، فإن دعاء، ودون الثن أفضل من الد، لكن جنس وب العب ا مقصوده مطل و أفضل مم وب الحق، فه وإخبار بما يحبه اهللا، ويأمر به العبد، فمقصوده محب

ع ( : آما روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال . الثناء أفضل منه أفضل الكالم بعد القرآن أربذي هو ذآر اهللا أفضل من ) سبحان اهللا، والحمد اهللا، وال إله إال اهللا، واهللا أآبر : ن من القرآنوه ذا الكالم ال فجعل ه

ال . جميع الكالم بعد القرآن ه : وآذلك قال للرجل الذي ق ي فعل ا يجزين ي م رآن فعلمن يئا من الق : ال أستطيع أن آخذ ش . فجعل ذلك بدال عن القرآن ) له إال اهللا واهللا أآبرسبحان اهللا والحمد اهللا وال إ (

سورة اإلخالص أفضل من سورة الكافرون: فصـل

وهذه أمر بأن يقال . ما هو صفة الرب : وتلك أمر بأن يقال } قل يا أيها الكافرون { أفضل من } قل هو الله أحد { وسورة

ه في الحديث الصحيح ما هو إنشاء خبر ك الصنف، آقول : عن توحيد العبد، وآان النبي صلى اهللا عليه وسلم يقدم ذلك ( يهن، ول وم السموات واألرض ومن ف د أنت قي اللهم لك الحمد أنت رب السموات واألرض ومن فيهن، ولك الحم

ق، دك ح ق، ووع ك الح ق وقول ت الح يهن، أن ن ف موات واألرض وم ور الس ت ن د أن ار الحم ق والن ة ح والجنت، وبك خاصمت، وإليك /حق، ت، وإليك أنب ت، وعليك توآل والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمن

. ) حاآمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي ال إله إال أنت

د فـقدم ما هو خـبر عـن . فهذا الذآر تضمن األنواع الثالثة ر عن توحي ا هو خب اهللا واليـوم اآلخر ورسوله، ثم ذآر مـز . العبد وإيمانــه، ثــم ختــم بالسؤال ـادة اهللا عـ ق عبـ وهذا ألن خبر اإلنسان عن نفسه سلوك يشهد فيه نفسه، وتحقي

ـرد . وجـل الي ـ وأمــا الثنـاء المحض، فهو ال يشهد فيه إال اهللا عــز وجـل بأسمائه وصفاته، وما جـ ه ذآر اهللا ـ تع فيد { ولـهذا فضـلت سـورة . أفضل مما جرد فيه الخلق ـ أيضا ا صفة } قل هو الله أح رآن؛ ألنه دل ثلث الق ، وجعلت تع

دخول في . الرحمن وذآره محضا لم تشب بذآر غيره، لكن في ابتداء السلوك البد من ذآر اإلنشاء ولهذا آان مبتدأ السبحان اهللا : أشهد أن ال إله إال اهللا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بخالف حال العبادة المحضة، فإنه يقول : ماإلسال

ا في . والحمد لله وال إله إال اهللا واهللا أآبر ذا جعلت رآن لما، وهو األصل واألساس، وله ا يصير مس فإن الشهادة بهه الخطب ـ في خطب الصالة ـ وهي التشهد ده ورسوله : يختم بقول دا عب ه إال اهللا وأشهد أن محم وفي . أشهد أن ال إل

. خطبة ابن مسعود، والخطب المشروعة، خطبة الجمعة وغيرها . الحاجة/آخطبة -الخطب خارج

. ) آل خطبة ليس فيها تشهد، فهي آاليد الجذماء ( : وفي السنن عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

نهم ر م د : والذين أوجبوا ذآر النبي صلى اهللا عليه وسلم في الخطبة آأصحاب الشافعي وأحمد قال آثي يجب مع الحم . وهو اختيار جدي أبي البرآات . يجب ذآره، إما بالصالة، وإما بالتشهد : الصالة عليه، وقال بعضهم

ن . ديثوالصواب أن ذآره بالتشهد هو الواجب، لداللة هذا الح ه، وأي ه دعاء ل ه، والصالة علي ان ب وألن الشهادة إيم

. هذا من هذا والتشهد في الصالة البد فيه من الشهادة له في األول واآلخر، وأما الصالة عليه، فشرعت مع الدعاء

ة خطاب مع فتشهد الصالة ثناء على الحق، شرع فيه التشهد، والخ . وأما التشهد، فهو مشروع في الخطب والثناء طبه التشهد ا، فشرع في ادة وفعله ه اإلعالم بوقت العب ا الصالة . الناس، شرع فيها التشهد، واألذان ذآر اهللا يقصد ب وأم

ه ال في ذا ( : عليه، فإنما جاءت اآلثار بأنها تكون مع الدعاء، آحديث الذي ق ه ) عجل ه إن الصالة . وأمثال ه من / ف عليه في جنس الدعاء، وهو أولي ب دم السالم علي ا ق ره، آم دعاء لغي ى ال المؤمنين من أنفسهم، فيكون الدعاء له مقدما عل

د دم في الخطب الحم دين فق ال أسرار ال ين آم ا يب ذا مم التشهد على السالم على غيره، حتي على المصلي نفسه، فهره . } بد وإياك نستعينإياك نع { : على التشهد، آما قدم في الفاتحة الحمد على التوحيد بقوله ي داود وغي فإن في سنن أب

. فالحمد لله له االبتداء ) آل أمر ذي بال ال يبدأ فيه بالحمد لله، فهو أجذم ( : عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

ذلك الصال ه، وآ د لل ا بالحم لم يفتتحه ه وس د ولهذا آانت خطب النبي صلى اهللا علي تح بالحم ا تفت تح بسورة . ة إنم فتفتة . الحمد عند المسلمين آلهم الجهر بكلم تح ب لم، وتفت د [ إذ هي السنة المتواترة عن النبي صلى اهللا عليه وس د ] الحم عن

. المسلمين جمهورهم

ارئ اه ب : وإذا آانت البسملة مقصودة عند جمهورهم، فهي وسيلة؛ إذ قول الق رأ بسم اهللا، معن ارئ، . سم اهللا أق ا ق أو أنه، زل، والخروج من ل، والشرب، ودخول المن د األآ ا، فيسمي اهللا عن ال آله اح األعم ولهذا شرعت التسمية في افتت

راءة عمل . ودخول المسجد، والخروج منه، وغير ذلك من األفعال د فالصالة والق ذبح من شعائر التوحي وهي عند ال . ميةمن األعمال، فافتتحت بالتس

ردة في أول / ة مف ا آي ا الصحابة، لكنه ا آتبه ولهذا إنما أنزلها اهللا في أول آل سورة، وهي من القرآن حيث آتبت آم

د يلة، والحم ة ووس ا آانت تابع ا، فلم اء فيه ي للعلم السورة، وليست من السورة، وهذا القول أعدل األقوال الثالثة، التيلة مقصود لنفسه، والتسمية ألجله، جهر ب ن، وأخفي الوس دل . المقصود وأعل ه ت اء، وعلي ول جمهور العلم ا هو ق آم

ا . األحاديث الصحيحة لم اليجهر به ه وس ي صلى اهللا علي أال تري أنه باتفاق المسلمين، وهي السنة المتواترة عن النب . في الخطب، بل يفتتح الخطبة بالحمد، وإن لم تكن الخطبة قرآنا

ذآرها م ي ة ولهذا ل رب، وخطب د وال ين العب لم في الحديث الصحيح حديث قسمة الصالة ب ه وس ي صلى اهللا علي النب

اء اق العلم واترة، واتف د بالسنة المت د . الجمعة تفتتح بالحم وال، في مذهب أحم ة أق ا ثالث قاء، ففيه ة االستس ا خطب وأم . وغيره

. أنها تفتتح بالحمد لله آالجمعة : أحدها

. بالتكبير آالعيد : والثاني

باالستغفار ألنه أخص باالستسقاء، وخطبة العيد قد ذآر عبد اهللا بن عقبة أنها تفتتح بالتكبير، وأخذ بذلك من : والثالثد وال / أخذ ة عي د، ال خطب ر الحم ه بغي تح خطبت به من الفقهاء، لكن لم ينقل أحد عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه افت

. ) آل أمر ذي بال ال يبدأ فيه بالحمد فهو أجذم ( : وقد قال صلى اهللا عليه وسلم . غير ذلكاستسقاء، وال

ا عارضة د، . وقد آان يخطب خطب الحج، وغير خطب الحج، خطب ر الحم ة بغي تح خطب ه افت ه أن ل أحد عن م ينق ولة ه : فالذي البد منه في الخطب د يتبع ه، والتشهد، والحم د لل ات الحم ذه هي الباقي ر، وه ه التكبي بيح، والتشهد يتبع التس

. ] 65 : غافر [ } فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين { : وقال تعالي . الصالحات

أنواع االستفتاح للصالة :فصـــل

تفت : إذا تبين هذا األصل واع االس ل فأفضل أن اء محضا، مث ان ثن ا آ ارك اسمك، ( : اح م دك، وتب م وبحم سبحانك اللهه من ) اهللا أآبر آبيرا، والحمد لله آثيرا، وسبحان اهللا بكرة وأصيلا ( : وقوله ) وتعالى جدك وال إله غيرك ولكن ذاك في

ه تضمن ذآر ذا، فإن يس في ه ا ل ات الصالحات [ الثناء م ي هي أ ] الباقي ه الت رآن، وتضمن قول د الق : فضل الكالم بعن الخطاب . وهما من القرآن أيضا . ) تبارك اسمك، وتعالى جدك ( ان عمر ب ه وآ تفتحون ب ولهذا آان أآثر السلف يس

. يجهر به يعلمه الناس ذي فطر السم ( : آقوله . وهو الخبر عن عبادة العبد : وبعده النوع الثاني/ خ وجهت وجهي لل وهو ) . وات واألرض، إل

ك . يتضمن الدعاء، وإن استفتح العبد بهذا بعد ذلك، فقد جمع بين األنواع الثالثة وهو أفضل االستفتاحات ا جاء ذل آم، وهكذا ] اإلفصاح [ من أصحاب أحمد، صاحب -الوزير-في حديث مصرحا به، وهو اختيار أبي يوسف، وابن هبيرة

. أستفتح أنا ين المشرق والمغرب . اللهم باعد بيني وبين خطاياي ( : ده النوع الثالث آقولهوبع خ . . . آما باعدت ب ذا ذآر ) إل ، وهك

والترتيب هنا . وهذا أفضل من الدعاء . ) لك رآعت، ولك سجدت ( : الرآوع والسجود، والتسبيح فيهما، أفضل من قوله

. إن الدعاء فيهما أفضل من التسبيح، آما قيل مثل ذلك في االستفتاح : أعلم أحدا قال فإني لم -فيما أعلم-متفق عليه

تفتاح : فإن قلت لم في اس ه وس ي صلى اهللا علي هذا الترتيب عكس األسانيد، فإنه ليس في الصحيحين حديث عن النبسبحانك ( وحديث . في صحيح مسلم ) وجهت وجهي ( : وقوله . ) اللهم باعد بيني وبين خطاياي ( الفريضة إال هذا الدعاء

. ) وجهت وجهي ( : وآذلك قوله . وقد تكلم فيه، وقد روي أن هذا آان في قيام الليل . في السنن ) اللهم ى اآلخر، : قلت/ آون هذا مما بلغنا من طريق أصح من هذا، فهذا ليس في صفة الذآر نفسه فضيلة توجب فضله عل . كنه طريق لعلمنا به، والفضيلة آانت ثابتة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم، وفي زمنه قبل أن يبلغنا األمرل

ارك اسمك م وبحمدك وتب وقد ثبت في الصحيح عن عمر بن الخطاب ـ رضي اهللا عنه ـ أنه آان يجهر بسبحانك الله

ذا من ا ره المسلمون وتعالى جدك وال إله غيرك، يعلمه الناس، فلوال أن ه ر، ويق ذا عم م يفعل ه لسنن المشروعة، ل . عليه

ا تفتح بكل م ل يس ا، ب وحديث أبي هريرة دليل على أن االستفتاح ال يختص بسبحانك اللهم، ووجهت وجهي وغيرهم

. روي، لكن فضل بعض األنواع على بعض، يكون بدليل آخر، آما قدمنا

خ . . . سبحانك اللهم ( : وأيضا، فإن قوله ا في ) إل رآن، آم د الق ي هي أفضل الكالم بع ات الصالحات الت يتضمن الباقيرآن ( : صحيح مسلم عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ع، وهن من الق رآن أرب د الق سبحان اهللا، : أفضل الكالم بع

. ) والحمد لله، وال إله إال اهللا، واهللا أآبر

حي ي ص ا، فف ئل وأيض لم س ه وس لى اهللا علي ول اهللا ص لم أن رس الم أفضل / : ح مس ال ؟ أي الك ا اصطفى اهللا ( : ق م . فهذه الكلمة هي أول ما في االستفتاح، وهي أفضل الكالم ) سبحان اهللا وبحمده : لمالئكته

ه . وأيضا، فالله قد أمر بالتسبيح بحمده، وعبر بذلك عن الصالة وم وس { : بقول ين تق ك ح د رب ، ] 48 : الطور [ } بح بحم

ول المصلي : وقد قال طائفة من المفسرين آالضحاك في تفسير هذه اآلية . فكان ابتداء االمتثال بهذا الذآر أولي : هو قي ى معن د بسطت الكالم عل رك، وق ه غي ة في سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، وال إل ذه الكلم ه

ات ا ـ سبحانه : غير هذا الموضع، وبينت أنها تشتمل على التنزيه والتحميد والتعظيم بصفات البقاء واإلثب ه آله وأفعال . وبحمده

ر في التكبير في األذان، والتكبي د، وحيث يقصد اإلعالن، آ اع العب ة، وحال ارتف اآن العالي التكبير مشروع في األم

اآن األعياد، والتكب ة، والتسبيح في األم ر إذا رآب الداب روة، والتكبي ر إذا رقي الصفا والم ير إذا عال شرفا، والتكبيا، ( : المنخفضة، وحيث ما نزل العبد، آما في السنن عن جابر قال ا آبرن لم إذا علون ه وس ي صلى اهللا علي آنا مع النب

. ) وإذا هبطنا سبحنا فوضعت الصالة على ذلك د/ ا والحم هم بعض اد بعض ة العب رب، ومخاطب ات ال ن مناج ال م ر ذي ب ل أم اح آ د . مفت ة بالحم هادة مقرون والش

ول المؤذن . وبالتكبير، فهي في األذان، وفي الخطب خاتمة الثناء، فتذآر بعد التكبير اس بق م يخاطب الن ى : ث حي علاس بق . الصالة، حي على الفالح م يخاطب الن ذآر في الخطب، ث د : ولوت ا بع ر من . أم م يتخي ذآر في التشهد، ث وت

. الدعاء أعجبه إليه، فالحمد والتوحيد مقدم في خطاب الخلق للخالق، والحمد له االبتداء

ال ه عطس، وق د، فإن ه بالحم ا أنطق ه السالم ـ أول م ق آدم ـ علي ا خل إن اهللا لم ال اهللا : ف المين، فق ه رب الع د لل : الحمد يرحمك ربك، ه الحم ـقرآن، والتشهد هو . وآان أول ما نطق ب تح اهللا أم ال ه افت ـمة، وب ا سمع من اهللا الرح وأول م

. } إياك نعبد { وآخـر ما للرب } الحمد لله { فأول الفاتحـة . الخاتمة

ذا هو فإن يتضمن إلهية الرب . والخطب فيها التشهد بعد الفاتحة . وآذلك التشهد ود، ه ، وهو أن يكون الرب هو المعباء [ } لو آان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا { الغاية التي ينتهي إليها أعمال العباد، و د ] 22 : األنبي د؛ ألن الحم دم الحم ، لكن ق

ق ة . يكون من اهللا، ويكون من الخل اق في الجن ان في { فـ : وهو ب و آ دتا ل ه لفس ا الل ة إل ا آله ونس [ } هم بخالف ] 10 : ي

م . العبادة ا يلهمه ة، آم فإن العبادة إنما تكون في الدنيا بالسجود ونحوه، وتوحيده وذآره باق في الجنة يلهمه أهل الجن . النفس

القيام واإلحرام، والرب تعالى يحمد نفسه، وهذه األذآار هي من جنس األقوال ليست من العبادات العملية آالسجود و/

ه تم ب ه، ويخ تح ب د يف ة، والحم د اهللا . وال يعبد نفسه فالحمد أوسع العلوم اإللهي وفي . فالسنة لمن أآل وشرب أن يحما، ويشرب ( : صحيح مسلم عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ده عليه ة فيحم د يأآل األآل إن اهللا ليرضى عن العب

الى ] 75 : الزمر [ } وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين { : ، وقال تعالى ) الشربة فيحمده عليها ال تع : ، وقالمين { ه رب الع د لل وا والحم ذين ظلم وم ال ر الق ع داب ا [ } فقط ال ] 45 : ماألنع ه رب { : ، وق د لل واهم أن الحم ر دع وآخ

. ] 10 : يونس [ } العالمين الدعاء المفروض في الصالة دائما هو سؤال الهداية: فصـــل

د ا هو ال ل الرآعات فرضها ونفله ذي يتكرر بتكرر الصلوات، ب دعاء الراتب ال ه من ال ذي وإنما فرض علي عاء اليهم \ { : تتضمنه أم القرآن، وهو قوله تعالى وب عل ر المغض يهم غي ت عل ذين أنعم اهدنــــا الصراط المستقيم صراط ال

ة الصراط ا ] 7، 6الفاتحة [ } وال الضالين تقيم، ؛ ألن آل عبد فهو مضطر دائما إلى مقصود هذا الدعاء، وهو هداي لمسا من المغضوب فإنه ال نجاة من العذاب إال بهذه الهداية، وال وصول إلى السعادة إال به، فمن فاته هذا الهدي، فهو إم

. عليهم، أو من الضالين ه { : وهذا االهتداء ال يحصل إال بهدى اهللا/ د ل ن تج دا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فل ا مرش ، ] 17 : الكهف [ } ولي

داء ذا االهت ر في حصول ه د ال يفتق د . وهذه اآلية مما يبين به فساد مذهب القدرية الذين يزعمون أن العب ل آل عب بدهم م يخص اهللا المؤمن عن افر، ول ين المؤمن والك دهم ب رق عن ه الطاعة والمعصية، ال ف ا يحصل ب عندهم فمعه م

. به االهتداء، والكالم عليهم مبسوط في موضع آخربهدي حصل

ول ان فال : والمقصود هنا أن آل عبد فهو مفتقر دائما إلى حصول هذه الهداية وأما سؤال من يق ى اإليم داهم إل د ه فقه . وجواب من يجيب بأن المطلوب دوام الهدي . حاجة إلى الهدي ا أمر ب إن فكالم من لم يعرف حال اإلنسان، وم ؛ ف

ى الصراط المستقيم حقيقته أن تفعل آل وقت ما أمرت به في ذلك الوقت من علم وعمل، وال تفعل ما نهيت عنه، وإلم المفصل واإلرادة المفصلة، ال . أن يحصل له إرادة جازمة لفعل المأمور، وآراهة جازمة لترك المحذور ذا العل وه

ه يتصور أن يحصل للعبد في وقت واحد، بل آل وقت ا يهدي ب وم واإلرادات م ه من العل يحتاج أن يجعل اهللا في قلب . في ذلك الوقت

ولكن هذا الهدي المجمل ال . نعم حصل له هدي مجمل، بأن القرآن حق، ودين اإلسالم حق والرسول حق، ونحو ذلك

ي يحار ات الت ر م /يغنيه إن لم يحصل هدي مفصل في آل ما يأتيه ويذره من الجزئي ق، في آثي ول الخل ر عق ا أآث نه . ويغلب الهوى والشهوات أآثر الخلق، لغلبة الشبهات والشهوات على النفوس

م مفصل . واإلنسان خلق ظلوما جهولا ى عل ا إل اج دائم واه من الشر، فيحت ا يه ى م ه إل م، وميل ه عدم العل فاألصل في

وإعطائه ومنعه، وآل ما يقوله ويعمله يحتاج يزول به جهله، وعدل في محبته وبغضه ورضاه وغضبه وفعله وترآها . فيه إلى عدل ينافي ظلمه م م ه من الجهل والظل ان في دل المفصل، وإال آ العلم المفصل والع ه ب فإن لم يمن اهللا علي

. ا لك فتحا مبيناإنا فتحن { : وقد قال اهللا تعالى لنبيه بعد صلح الحديبية وبيعة الرضوان . يخرج به عن الصراط المستقيمت راطا مس ديك ص ك ويه ه علي تم نعمت زا . قيماليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وي را عزي ه نص رك الل } وينص

. ] 3 - 1 : الفتح [

. صراطا مستقيما، فإذا آان هذا حاله فكيف بحال غيرهفأخبر أنه فعل هذا؛ ليهديه فحاجته . قد فسر بالقرآن، واإلسالم، وطريق العبودية، فكل هذا حق، فهو موصوف بهذا وبغيره ] الصراط المستقيم [ و

ه إن اهللا يرزق إ . إلى هذه الهداية ضرورية في سعادته ونجاته، بخالف الحاجة إلى الرزق والنصر، ف ه ف ذا انقطع رزقمات، والموت البد منه، فإن آان من أهل الهداية، آان سعيدا بعد الموت، وآان الموت موصال له إلى السعادة الدائمة

. األبدية، فيكون رحمة في حقه ان الق . وآذلك النصر إذا قدر أنه قهر وغلب، حتى قتل/ ل من فإذا آان من أهل الهداية واالستقامة، مات شهيدا، وآ ت

ا . تمام نعمة اهللا عليه ذا . فتبين أن حاجة العباد إلى الهدي أعظم من حاجتهم إلى الرزق والنصر، بل ال نسبة بينهم فله . آان هذا الدعاء هو المفروض عليهم

ين، ان من المتق تقيم آ ه إذا هدي الصراط المس رزق والنصر؛ ألن ن ي { وأيضا، فإن هذا الدعاء يتضمن ال ه وم ق الل ت

وآلين، ] 3، 2 : الطالق [ } ويرزقه من حيث لا يحتسب . يجعل له مخرجا ان من المت و { ، وآ ه فه ى الل ل عل ن يتوآ ومان ممن ينصر اهللا ورسوله، ] 3 : الطالق [ } حسبه إن الله بالغ أمره د ، وآ ان من جن ومن ينصر اهللا ينصره اهللا، وآ

. فالهدي التام يتضمن حصول أعظم ما يحصل به الرزق والنصر . اهللا، وجند اهللا هم الغالبون

د ى العب ذا فرض عل ه آل مضرة، فله دفع ب ة، وين ه آل منفع . فتبين أن هذا الدعاء هو الجامع لكل مطلوب يحصل با من الكالم أعظم من فضل الرآوع وهذا مما يبين أن غير الفاتحة ى غيره ا أصال، وأن فضلها عل وم مقامه ال يق

. فإذا تعينت األفعال فهذا أولى . والسجود على سائر أفعال الخضوع

. والحمد لله رب العالمين، وصلى اهللا على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ؟ وما قول العلماء في ذلك ؟ اجب أو مستحبهل هو و : وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن استفتاح الصالة

: فأجاب

د افعي وأحم ة والش أبي حنيف ة، آ ور األئم د جمه نون عن ر مس ب التكبي تفتاح عق ث . االس ي األحادي ك ف ت ذل ا ثب آم

ال . مثل حديث أبي هريرة المتفق عليه في الصحيحين : الصحيحة ين ال : قلت : ق ا رسول اهللا أرأيت سكوتك ب ر ي تكبيين . وذآر الدعاء ) . . . أقول اللهم باعد بيني ( : قال ؟ والقراءة ما تقول ان يسكت ب لم آ ه وس فبين أن النبي صلى اهللا علي

. التكبير والقراءة سكوتا يدعو فيه

الي سبحانك اللهم وبحمدك ( : وقد جاء في صفته أنواع، وغالبها في قيام الليل، فمن استفتح بقوله ، وتبارك اسمك، وتعد ) جدك، وال إله غيرك ذلك، وق ة ب ان يجهر في الصالة المكتوب فقد أحسن، فإنه قد ثبت في صحيح مسلم أن عمر آ

. روي ذلك في السنن مرفوعا إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم لم فإنه قد ثبت . إلخ فقد أحسن ) . . . وجهت وجهي ( : ومن استفتح بقوله/ ه وس ي صلى اهللا علي لم أن النب في صحيح مس

تفتح . آان يستفتح به، وروي أن ذلك آان في الفرض ا، فاس ل، ومن جمع بينهم ام اللي ـ : وروي أنه في قي سبحانك ( ب . وقد روي في ذلك حديث مرفوع . ، فقد أحسن ) وجهت وجهي ( و . إلى آخره ) اللهم وبحمدك

د اختيار أب : واألول اني . ي حنيفة وأحم ار الشافعي : والث ة، ومن : والثالث . اختي ي حنيف ة من أصحاب أب ار طائف اختي

. وآل ذلك حسن بمنزلة أنواع التشهدات، وبمنزلة القراءات السبع التي يقرأ اإلنسان منها بما اختار . أصحاب أحمد

افعي، وهو المشهور عن . بوأما آونه واجبا، فمذهب الجمهور أنه مستحب، وليس بواج ة والش ي حنيف ول أب وهو ق . واهللا أعلم . أحمد، وفي مذهبه قول آخر يذآره بعضهم رواية عنه أن االستفتاح واجب

؟ وسئل عن رجل يؤم الناس، وبعد تكبيرة اإلحرام يجهر بالتعوذ، ثم يسمي ويقرأ، ويفعل ذلك في آل صالة

: فأجاب/

ان إذا فعل ذلك أح ا آ دة، وآم تفتاح م دعاء االس ن الخطاب يجهر ب يانا للتعليم ونحوه، فال بأس بذلك، آما آان عمر بوأما المداومة على الجهر بذلك، فبدعة مخالفة لسنة رسول اهللا صلى . ابن عمر وأبو هريرة يجهران باالستعاذة أحيانا

لم فإنهم لم يكونوا يجه . اهللا عليه وسلم وخلفائه الراشدين رون بذلك دائما، بل لم ينقل أحد عن النبي صلى اهللا عليه وس

. واهللا أعلم . أنه جهر باالستعاذة

: وقـال شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا صفة الصالة: فصــل

رآن، وفي فأما صفة الصالة ومن شعائرها مسألة البسملة، فإن الناس اضطربوا فيها نفيا وإثباتا، في آونها آية من الق . قراءتها، وصنفت من الطرفين مصنفات يظهر في بعض آالمها نوع جهل وظلم، مع أن الخطب فيها يسير

ا ا عنه ذي نهين ة واالختالف ال ا، فمن شعائر الفرق ذه المسائل ونحوه رجيح . وأما التعصب له ذلك هو ت داعي ل إذ ال

ار /ن أخف مسائل الخالف جدا، لوال ما يدعو الشعائر المفترقة بين األمة، وإال فهذه المسائل م ه الشيطان من إظه إلي . شعار الفرقة

وا أن الصحابة أودعوا . ليست من القرآن، إال في سورة النمل : فأما آونها آية من القرآن، فقالت طائفة آمالك والتزم

ة من أصحاب أحم رك، وحكي طائف ى سبيل التب د المصحف ما ليس من آالم اهللا عل ا اعتق ه، وربم ة عن ذا رواي د ه . بعضهم أنه مذهبه

رآن إال : وقالت طائفة منهم الشافعي يس من الق ما آتبوها في المصحف بقلم المصحف مع تجريدهم للمصحف، عما ل

. وهي من السورة، مع أدلة أخري

رآن، آتابتها ف : وتوسط أآثر فقهاء الحديث آأحمد ومحققي أصحاب أبي حنيفة فقالوا ا من الق ي المصحف تقتضي أنهردة أنزلت في أول آل ة مف للعلم بأنهم لم يكتبوا فيه ما ليس بقرآن، لكن ال يقتضي ذلك أنها من السورة، بل تكون آي

اس ن عب ال اب زل : سورة، آما آتبها الصحابة سطرا مفصولا، آما ق ى ين ان ال يعرف فصل السورة حت م اهللا { : آ بسرحيم الرحم ه . } ن ال اب اهللا في أول آل سورة، آتبت في ة من آت د هؤالء هي آي ذا هو . وليست من السور . فعن وه

ر موضع د في غي ارك، . المنصوص عن أحم ن المب د اهللا ب ول عب ك، وهو ق ل صريح بخالف ذل ه نق م يوجد عن ول . وهو أوسط األقوال وأعدلها . وغيره

. آمالك واألوزاعي . طائفة ال تقرؤها ال سرا وال جهرا . وتها في الصالةوآذلك األمر في تال/

. وطائفة تقرؤها جهرا، آأصحاب ابن جريج والشافعي

اهير ن جم ل ع ا نق را، آم ا س رأي يقرؤونه ل ال اء أه ع فقه ديث، م اء الح اهير فقه طة جم ة المتوس ة الثالث والطائفه الصحابة، مع أن أحمد يستعمل ما ى إن روي عن الصحابة في هذا الباب، فيستحب الجهر بها لمصلحة راجحة، حت

. نص على أن من صلى بالمدينة يجهر بها، فقال بعض أصحابه؛ ألنهم آانوا ينكرون على من يجهر بها

صلحة ويستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات؛ ألن مصلحة التأليف في الدين أعظم من م ن ا أنكر اب وب، وآم أليف القل ه من ت فعل مثل هذا، آما ترك النبي صلى اهللا عليه وسلم تغيير بناء البيت لما في إبقائ

. الخالف شر : وقال . مسعود على عثمان إتمام الصالة في السفر ثم صلى خلفه متما

ا وهذا، وإن آان وجها حسنا، فمقصود أحمد أن أهل المدينة آانوا ال نة، آم ا س ين أن قراءته ا ليب يقرؤونها فيجهر بها / لتعلموا أنها سنة، وآما جهر عمر : جهر ابن عباس بقراءة أم الكتاب على الجنازة، وقال رة، وآم باالستفتاح غير م

. آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يجهر باآلية أحيانا، في صالة الظهر والعصر

ا جهر ولهذا نقل عن أآثر من روي ا، آم عنه الجهر بها من الصحابة المخافتة، فكأنهم جهروا إلظاهر أنهم يقرؤونهواالعتدال في آل شيء، استعمال اآلثار على وجهها، فإن آون النبي صلى اهللا عليه وسلم . بعضهم باالستعاذة ـ أيضا

وقد ثبت عن غير واحد منهم نفيه عن النبي . ايجهر بها دائما ـ وأآثر الصحابة لم ينقلوا ذلك، ولم يفعلوه ـ ممتنع قطع

د ثبت ه ق صلى اهللا عليه وسلم، ولم يعارض ذلك خبر ثابت إال وهو محتمل، وآون الجهر بها ال يشرع بحال ـ مع أنة يشرع راره، مع أن الجهر في صالة المخافت روه، وإق ى فعل المك عن غير واحد من الصحابة ـ نسبة للصحابة إل

. قدملعارض، آما ت

لم، ه وس ي صلى اهللا علي ى النب وع بعضها إل وآراهة قراءتها مع ما في قراءتها من اآلثار الثابتة عن الصحابة المرفاب ا إذا قرئت في أول آت ه، مع أنه ا في ه م زل مع السورة، في ا آانت تن ا في المصحف وأنه وآون الصحابة آتبته

ة ال ذي هو سليمان، فقراءتها في أول آتاب اهللا في غاي تالف، والتوسط ال دال واالئ ا االعت ار فيه ة اآلث بة، فمتابع مناس . أفضل األمور

لم ه وس ي صلى اهللا علي ا، وهي الصالة / ثم مقدار الصالة يختار فيها فقهاء الحديث صالة النب ا غالب ان يفعله ي آ الت

ا الرآوع ل فيه ود، ويطي ام والقع ا القي ين الرآوع والسجود، المعتدلة المتقاربة، التي يخفف فيه والسجود، ويسوي بى . وبين االعتدال منهما ين الستين إل ا ب راءة في الفجر بم لم، مع آون الق آما ثبت ذلك عن النبي صلى اهللا عليه وس

ذه الصالة د يخفف عن ه المائة، وفي الظهر نحو الثالثين آية، وفي العصر والعشاء على النصف من ذلك، مع أنه قا ق ارض آم لملع ه وس ي صلى اهللا علي اء الصبي ( : ال النب مع بك ا، فأس د أن أطيله ا أري ي الصالة وأن ي ألدخل ف إن

. ) فأخفف، لما أعلم من وجد أمه به

ي وليين، وه ولي الط رب بط ي المغ لم ف ه وس ي صلى اهللا علي رأ النب ا ق ارض آم ك لع ى ذل ا عل د يطيله ه ق ا أن آمة . األعراف ة الرآع ي ويستحب إطال ين، ويحذف ف ي األولي د ف ة، ويستحب أن يم ى الثاني ي من آل صالة عل األول

. األخريين، آما رواه سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى اهللا عليه وسلم وعامة فقهاء الحديث على هذا

اء عل ا، بن ا خفيف ه يشرع ومن الفقهاء من ال يستحب أن يمد االعتدال عن الرآوع والسجود، ومنهم من يراه رآن ى أنام في . تابعا ألجل الفصل، ال أنه مقصود د اإلم نهم من يستحب أال يزي ين، وم رآعتين األولي ين ال ومنهم من يسوي ب . إلى أقوال أخر قالوها . تسبيح الرآوع والسجود على ثالث

رأ : وسئل عن حديث نعيم المجمر قال/ رة، فق ي هري م { : آنت وراء أب رحيم بس رحمن ال اب، } اهللا ال أم الكت رأ ب م ق ، ث

ده : فلما سلم، قال . اهللا أآبر : آمين، ويقول آلما سجد : آمين، وقال الناس : قال . } وال الضالين { حتى بلغ ذي نفسي بي والليمان يجهر ب ن س ان المعتمر ب لم وآ ل إني ألشبهكم صالة برسول اهللا صلى اهللا عليه وس رحيم قب رحمن ال بسم اهللا ال

ال أنس : ما آلو أن أقتدي بصالة أبي، وقال أبي : فاتحة الكتاب، وبعدها، ويقول س، وق دي بصالة أن ا : ما آلو أن أقت ما د اهللا . آلو أن أقتدي بصالة النبي صلى اهللا عليه وسلم، فهذا حديث ثابت في الجهر به و عب اآم أب أن رواة : ذآر الح

ي بكر : فهل يحمل ما قاله أنس وهو . حديث عن آخرهم ثقاتهذا ال لم وأب ه وس صليت خلف رسول اهللا صلى اهللا عليألة ؟ وعمر وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يذآر بسم اهللا الرحمن الرحيم، على عدم السماع ذه المس ق في ه ا التحقي وم

؟ والصواب

: فأجاب

و الحمد هللا رب العالمين، أما حد ي الجهر فه لم في / يث أنس في نف د رواه مس ه ق ل، فإن ذا التأوي صريح ال يحتمل هد هللا : صحيحه فقال فيه تفتحون بالحم انوا يس ان، فك ي بكر وعمر وعثم لم، وأب ه وس صليت خلف النبي صلى اهللا علي

ذا ا م رب العالمين، ال يذآرون بسم اهللا الرحمن الرحيم، في أول قراءة، وال في آخرها، وه لنفي ال يجوز إال مع العل . بذلك، اليجوز بمجرد آونه لم يسمع مع إمكان الجهر بال سماع

صليت خلف النبي صلى اهللا عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا : واللفظ اآلخر الذي في صحيح مسلم

ه، يصلي ببسم اهللا الرحمن الرحيم، فهذا نفي فيه ا : منهم يجهر، أو قال م يجز تأويل ذا اللفظ ل لسماع، ولو لم يرو إال ه : بأن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يقرأ جهرا، وال يسمع أنس لوجوه

ة آون : أحدها أن أنسا إنما روى هذا ليبين لهم ما آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يفعله، إذ ال غرض للناس في معرف

م يكن أنس سمع أو لم يسمع، إال ليستدلو ك ل ي ذل ى نف ا عل ا بعدم سماعه على عدم المسموع، فلو لم يكن ما ذآره دليل . أنس ليروي شيئا ال فائدة لهم فيه، وال آانوا يروون مثل هذا الذي ال يفيدهم

ا، ل : يدرك، فإذا قال/ أن مثل هذا اللفظ صار دالا في العرف على عدم ما لم : الثاني ا رأين ا سمعنا، أو م أنه أن م ا ش م

ادة . يسمعه ويراه، آان مقصوده بذلك نفي وجوده، وذآر نفي اإلدراك دليل على ذلك ا جرت الع ل فيم ومعلوم أنه دلي . بإدراآه

لم : وهذا يظهر بالوجه الثالث وهو ه وس أن أنسا آان يخدم النبي صلى اهللا عليه وسلم من حين قدم النبي صلى اهللا علي

ي صلى اهللا المدينة إلى أن ما ان حين حج النب فرا وآ ت، وآان يدخل على نسائه قبل الحجاب، ويصحبه حضرا وسي صلى اهللا ة أال يسمع النب عليه وسلم تحت ناقته يسيل عليه لعابها أفيمكن مع هذا القرب الخاص، والصحبة الطويل

. لعادةعليه وسلم يجهر بها، مع آونه يجهر بها هذا مما يعلم بالضرورة بطالنه في ا

انوا م آ دتهم أنه ان يمكن مع طول م ات، وال آ ي بكر وعمر والي ولى ألب ان، وت ثم إنه صحب أبا بكر وعمر وعثمي . يجهرون، وهو ال يسمع ذلك، فتبين أن هذا تحريف ال تأويل لو لم يرو إال هذا اللفظ، فيكف واآلخر صريح في نف

الحمد لله { يفتتحون الصالة بـ : وآال الروايتين ينفي تأويل من تأول قوله . وهو يفضل هذه الرواية األخري ؟ الذآر بهارحيم { ال يذآرون } الحمد لله رب العالمين { يفتتحون بـ : أنه أراد السورة، فإن قوله } رب العالمين رحمن ال } بسم اهللا ال

ا / ي آخرها، صريح أنه في قصد االفتتاح باآلية، ال بسورة الفاتحة في أول قراءة، وال ف ي أوله رحمن { الت م اهللا ال بس . إذ لو آان مقصوده ذلك لتناقض حديثاه } الرحيم

ا ي ام، آم ه الخاص والع ذي يعرف علمون وأيضا، فإن افتتاح الصالة بالفاتحة قبل السورة، هو من العلم الظاهر العام ال

أن الرآوع قبل السجود وجميع األئمة غير النبي صلى اهللا عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان يفعلون هذا، ليس في ع ه، وجمي ا يسأل عن ذا مم يس ه ك، ول نقل مثل هذا فائدة، وال هذا مما يحتاج فيه إلى نقل أنس، وهم قد سألوه عن ذل

ي اء بن وش، وخلف راء األمصار والجي ن أم ة م ون األئم انوا يفتتح ه أنس آ ن أدرآ رهم مم ر وغي ي الزبي ة، وبن أميك . فكيف يظن أن أنسا قصد تعريفهم بهذا، وأنهم سألوه عنه . بالفاتحة، ولم يشتبه هذا على أحد، وال شك وإنما مثل ذل

ـول : مثل أن يقال انو : فكانوا يصلون الظهر أربعا، والعصر أربعا، والمغرب ثالثا، أو يق ـرون في العشاءين فك ا يجه . فكانوا يجهرون في األوليين، دون األخيرتين : والفجـر، ويخافتـون في صـالتي الظهرين، أو يقول

ا ـ ي الصحيح ـ أيض ذي ف ل حديث أنس حديث عائشة ال تح الصـالة : ومث ان يفت لم آ ه وس ي صلى اهللا علي أن النب

الحمد لله رب العالمين الرحمـن { يفتـح القـراءة بـ : لمين إلى آخـره، وقـد رويبالتكبـير، والقـراءة بالحمـد هللا رب العادين وم ال ك ي رحيم مال ة [ } ال ي إرادة ] 3-1 : الفاتح ذا صريح ف ي / ، وه ديث أنس نف ي ح يس ف ذا، ل ع ه ن م ة، لك اآلي . رون ببسم اهللا الرحمن الرحيم، وهذا إنما نفي هنا الجهرفكانوا ال يجه : لقراءتها سرا؛ ألنه روي

م يسمع مع ] ال يذآرون [ وأما اللفظ اآلخر ه إذا ل ر، فإن ك موجود في الجه ه وذل م بانتفائ ه العل ا يمكن فهو إنما ينفي م

. القرب، علم أنهم لم يجهروا

را؛ وأما آون اإلمام لم يقرأها، فهذا ال يمكن إدراآه إال إذا راءة س ا الق لم يكن له بين التكبير والقراءة سكتة يمكن فيهره . ولهذا استدل بحديث أنس على عدم القراءة ك وغي د ثبت في الصحيحين من . من لم ير هناك سكوتا، آمال لكن ق

ذا : أقول ( : قال ؟ أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، ماذا تقول : يا رسول اهللا : حديث أبي هريرة أنه قال ذا وآ ى ) آ إله . أنه آان يسكت قبل القراءة : وفي السنن من حديث عمران وأبي وغيرهما . آخره ان ل تعيذ، وإذا آ ان يس وفيها أنه آ

ا هو في ا إنم راءة به اح الق اره بافتت ذآر، وإخب سكوت لم يمكن أنسا أن ينفي قراءتها في ذلك السكوت، فيكون نفيه للال الجهر، و رة، فيصلح أن يق ي هري ا في حديث أب را يسمي سكوتا، آم م : آما أن اإلمساك عن الجهر مع الذآر س ل

. يقرأها، ولم يذآرها، أي جهرا، فإن لفظ السكوت، ولفظ نفي الذآر والقراءة مدلولهما هنا واحد ل/ ن مغف د اهللا ب ديث عب ذا ح د ه نن . ويؤي ي الس ذي ف ه يجه : ال ه سمع ابن الأن ه، وق أنكر علي ا ف اك : ر به ي، إي ا بن ي

ذا ا، فه وا يجهرون به م يكون ان فل ي بكر وعمر وعثم والحدث، وذآر أنه صلى خلف النبي صلى اهللا عليه وسلم وأب . مطابق لحديث أنس، وحديث عائشة اللذين في الصحيح

لم يجهر وأيضا، فمن المعلوم أن الجهر بها مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله ه وس ي صلى اهللا علي ان النب و آ ، فل

ان ذا الواحد واالثن بها آالجهر بسائر الفاتحة، لم يكن في العادة وال في الشرع ترك نقل ذلك، بل لو انفرد بنقل مثل هه ذب في ى الك التواطؤ عل ه، آ ادة والشرع آتمان ع الع ا تمن ذبهما؛ إذ التواطؤ فيم ذب دعوي . لقطع بك ذا بك ل ه ويمث

. افضة في النص على علي في الخالفة، وأمثال ذلكالر

أبي داود وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ليس في الجهر بها حديث صريح، ولم يرو أهل السنن المشهورة آاوردي، والترمذي والنسائي شيئا من ذلك، وإنما يوجد الجهر بها صريحا في أحاديث موضوعة، يرويها الثعلبي والم

ل حديث . مثالهما في التفسيروأ ل يحتجون بمث ره، ب ين الموضوع وغي زون ب ذين ال يمي اء ال أو في بعض آتب الفقه . الحميرا

ك الحديث / وأعجب من ذلك أن من أفاضل الفقهاء من لم يعز في آتابه حديثا إلى البخاري إال حديثا في البسملة، وذل

اب ليس في البخاري، ومن هذا مبلغ علمه في ذا الب ا من جمع ه اب، أو يرويه ذا الب الحديث آيف يكون حالهم في ها الوا . آالدارقطني، والخطيب، وغيرهم ئلوا عن صحتها ق ا روي، وإذا س وا م إنهم جمع م : ف ال . بموجب علمه ا ق آم

ال ؟ صحيح هل فيها شيء : وسـئل أن يجمع أحـاديث الجهـر بها فجمعها، فقيـل له . الدارقطني لما دخل مصر ا : فق أم . عن النبي صلى اهللا عليه وسلم فال، وأما عن الصحابة فمنه صحيح، ومنه ضعيف

د رواه الشافعي ـ رضي اهللا وسئل أبو بكر الخطيب عن مثل ذلك، فذآر حديثين حديث معاوية لما صلى بالمدينة، وق

ي عبد اهللا بن عثمان بن خثيم، أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبرن : حدثنا عبد المجيد، عن ابن جريج قال : عنه ـ قال رحيم { صلى معاوية بالمدينة فجهر فيها بأم القرآن، فقرأ : أخبره أن أنس بن مالك قال رحمن ال م اهللا ال رآن، } بس ألم الق

ك الصالة، فل ى قضى تل ر حين يهوي حت م يكب دها، ول ي بع ك من ولم يقرأ بها للسورة الت اداه من سمع ذل لم ن ا س مرأ ؟ يا معاوية، أسرقت الصالة أم نسيت : المهاجرين من آل مكان ك ق د ذل ا صلى بع رحيم { فلم رحمن ال م اهللا ال } بس

. للسورة التي بعد أم القرآن، وآبر حين يهوي ساجدا ة حدثني ا : أنبأنا إبراهيم بن محمد قال : وقال الشافعي/ ه أن معاوي ن رفاعة عن أبي د اب ن عبي بن خثيم عن إسماعيل ب

، ولم يكبر إذا خفض، وإذا رفع فناداه المهاجرون حين سلم } بسم اهللا الرحمن الرحيم { قدم المدينة فصلي بهم، ولم يقرأ ي بن سليم، عن عبد اهللا بن عثمان بن خثيم، أنبأنا يحي : وقال الشافعي . وذآره ؟ سرقت الصالة ؟ أي معاوية : واألنصار

اه، ال ل معن ه، أو مث اجرين واألنصار بمثل ة والمه ه، عن جده، عن معاوي عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبييخالفه وأحسب هذا اإلسناد أحفظ من اإلسناد األول، وهو في آتاب إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن جده،

. آما يأتي بيانه . وذآر الخطيب أنه أقوي ما يحتج به، وليس بحجة . عن معاوية

ا يس في الجهر حديث صحيح، وال صريح، فضال أن يكون فيه ه ل ى أن ين عل ة بالحديث متفق فإذا آان أهل المعرفع أن يكون آ ا يمتن ا، آم ان يجهر به لم آ ه وس ي صلى اهللا علي ع أن النب واترة، امتن ار مستفيضة أو مت ان يجهر أخب

. باالستفتاح والتعوذ ثم ال ينقل

ا : فإن قيل يس منقول ك ـ ل م هو ـ مع ذل ه، ث ى نقل دواعي عل م وال وافر الهم هذا معارض بترك الجهر بها، فإنه مما تتبل وقع فيه بالتواتر، بل قد تنازع فيه العلماء، آما أن ترك الجهر بتقدير ثبوته آان يداوم عليه، ثم لم ينقل نقلا قاطعا،

. النزاع : الجواب عن هذا من وجوه : قيل/

ا األمور : أحدها ة، فأم ه شرعا، هو األمور الوجودي ادة، ويجب نقل أن الذي تتوافر الهمم والدواعي على نقله في العل : هذا قالواالعدمية، فال خبر لها، وال ينقل منها إال ما ظن وجوده، أو احتيج إلى معرفته، فينقل للحاجة؛ ول لو نقل ناق

ادة في رآن، أو زي ادة في الق ت، أو زي ر حج البي ا غي افتراض صالة سادسة، أو زيادة على صـوم رمضان، أو حجه ا بكذب ك، لقطعن ـو ذل ـاة، ونح رائض الزآ ات الصـالة، أو ف ادة . رآع ـاطعا ع ـلا ق ه نق ان، لوجب نقل و آ ذا ل إن ه ف

دواعي وشرعا، وإن عدم النقل يدل ع م وال وافر الهم لى أنه لم ينقل نقلا قاطعا عادة وشرعا، بل يستدل بعدم نقله مع ت

. في العادة والشرع على نقله، أنه لم يكن

وا : وقد مثل الناس ذلك بما لو نقل ناقل ا اقتتل ة، أو أن قوم م يصل الجمع ر، ول أن الخطيب يوم الجمعة سقط من المنبا في المسجد بالسيوف، ف ذا مم ك؛ ألن ه ذبهم في ذل ا آ اس، علمن إنه إذا نقل هذا الواحد واالثنان والثالثة دون بقية الن

ة . تتوافر الهمم والدواعي على نقله في العادة ره من األمور العدمي ال وال غي يوضح . وإن آانوا ال ينقلون عدم االقتتتعاذة، واستدلت ا ذلك أنهم لم ينقلوا الجهر باالستفتاح واالس ا عام ل نقل م ينق ان ل ذلك، وإن آ ره ب ى عدم جه ة عل األم

ذلك ره بالبسملة . عـدم الجهـر ب م عدم جه ذلك، يعل ره ب م عدم جه ذي يعل الطريق ال ذا . فب ا / وبه يحصل الجواب عمرك ن ع ت ا يمتن ى نقله ا يورده بعض المتكلمين على هذا األصل، وهو آون األمور التي تتوافر الهمم والدواعي عل . قله

وت، . فإنهم عارضوا أحاديث الجهر والقنوت واألذان واإلقامة ا القن ذا، وأم ذا وه فأما األذان واإلقامة، فقد نقل فعل ه . وأما الجهر، فإن الخبر عنه أمر وجودي، ولم ينقل فيدخل في القاعدة . فإنه قنت تارة وترك تارة

فلما انقرض عصر الخلفاء الراشدين وصار بعض األئمة . ج إلى نقلها، نقلتأن األمور العدمية لما احتي : الوجه الثاني

ا رك الجهر به م أنس ت روي له أنس، ف ا الصحابة آ اس بقاي ا مع . يجهر بها آابن الزبير ونحوه، سأل بعض الن وأمى الس م يحتج إل ا، فل اء من يجهر به ؤال عن األمور وجود الخلفاء، فكانت السنة ظاهرة مشهورة ولم يكن في الخلف

. العدمية حتى ينقل

ا صحيحا صريحا، : الثالث ل نقل م ينق أن نفي الجهر قد نقل نقلا صحيحا صريحا في حديث أبي هريرة، والجهر بها ل . مع أن العادة والشرع يقتضي أن األمور الوجودية أحق بالنقل الصحيح الصريح من األمور العدمية

ل / دبرها، وآان عالما باألدلة القطعية، قطعوهـذه الوجـوه من ت ا، ب ـر به م يكن يجه لم ل بأن النبي صلى اهللا عليه وس

ا ـ ول ـ أيض ا يق ة من غيره ة القعطي ة األدل درب في معرف م يت ه حديث صحيح : ومن ل يس في ا ل ان الجهر به إذا آـوها صريح، فكيف يمكن بعد هذا أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يجهر بها، ل أهمل ـنة، ب ـذه الس ولم تنقل األمـة ه

ـوها ـل ؟ وضيع ـل ناق ة أن ينق ـذه إال بمثاب ر : وهل ه يهم من يجه ان ف ا آ تعاذة، آم تفتاح واالس ـر باالس ان يجه ه آ أنتعاذة، ؟ بالبسملة تفتاح واالس ا ومـع هـذا فنحـن نعلم باالضطرار أن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يكن يجهر باالس آم

ان يجهر . آان يجهر بالفاتحة ا آ م يكن يجهر بالبسملة، آم لم ل ه وس ي صلى اهللا علي م باالضطرار أن النب آذلك نعلو داود في ا روى أب ك، آم رك ذل م ت ديما ث ا ق ان يجهر به ه آ ا، أو أن ا أحيان ان يجهر به ه آ بالفاتحة، ولكن يمكن أن

ان يجهر : معجمه عن ابن عباسمراسيله عن سعيد بن جبير، ورواه الطبراني في لم، آ ه وس أن النبي صلى اهللا علي . بها بمكة، فكان المشرآون إذا سمعوها، سبوا الرحمن، فترك الجهر، فما جهر بها حتى مات فهذا محتمل

ا : وأما الجهـر العارض، فمثل ما في الصحيح أنه آان يجهر باآلية أحيانا، ومثل جهر بعض الصحابة خلفه بقوله ربن

الي جدك : ولك الحمد حمدا آثيرا طيبا مبارآا فيه، ومثل جهر عمر بقوله ارك اسمك وتع م وبحمدك وتب سبحانك اللهوا / وال إله غيرك، ومثل جهر ابن عمر وأبي ازة ليعلم ى الجن القراءة عل اس ب ن عب ل جهر اب تعاذة، ومث هريرة باالس

نة، ال ألن جهر من جهر : ويمكن أن يقال . أنها سنة ا س وا أن قراءته ذا الوجه؛ ليعرف ى ه ان عل ا من الصحابة، آ به . الجهر بها سنة

ا ان آونه ك، ال لبي ان ذل ومـن تدبر عامـة اآلثار الثابتـة في هـذا الباب، علم أنها آيـة من آتاب اهللا، وأنهم قرؤوهـا لبي

ال مـن الفاتحـة، وأن الجهر بها سنة، مثل ما ذآر ابن وهب في ج ـه ق ن : امع م عـن اب ـل العل ـن أه ـال م ي رج أخبرنـراءة تح الق ـان يفت ـه آ ر، أن ن عم ـذا الحـديث عـن اب ر ه عباس، وأبي هريرة، وزيد ابن أسلم، وابن شهاب مثله بغي

. ببسم اهللا الرحمن الرحيم

ال : قال ابن شهاب ا، ق إن اهللا أنزله رآن، ف ة من الق ا آي ذلك أنه د ب ان : يري ا مضى من وآ ك فيم ون ذل ه يفعل أهل الفقن عمر افع، عن اب ان إذا صلى : الزمان، وحديث ابن عمر معروف من حديث حماد بن زيد، عن أيوب، عن ن ه آ أن

فهذا } سم اهللا الرحمن الرحيمب { : ، قال } غير المغضوب عليهم وال الضالين { : فإذا قال } بسم اهللا الرحمن الرحيم { جهر بـ ا ا، إنم ار في قراءته الذي ذآره ابن شهاب الزهري هو أعلم أهل زمانه بالسنة يبين حقيقة الحال، فإن العمدة في اآلث

ره ـ رضي اهللا . هي عن ابن عباس، وأبي هريرة وابن عمر ذلك غي ك، وآ رة في ذل ي هري وقد عرف حقيقة حال أب . نعنهم أجمعي

ة ولهذا آان العلماء بالحديث ممن يروي الجهر بها ليس معه حديث صريح؛ لعلمه بأن تلك أحاديث موضوعة مكذوبي ر عن أب يم المجم ى حديث نع ادهم عل ل اعتم ل، مث على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وإنما يتمسك بلفظ محتم

. إنه عمدتهم في هذه المسألة وال حجة فيه : رفين بالحديث يقولونفإن العا . وقد رواه النسائي . هريرة المتقدم

ا ى الجهر به ذا عل ة ه ا من دالل إن في صحيح . فإن في صحيح مسلم عن أبي هريرة أظهر داللة على نفي قراءته فال ه ق لم أن ول اهللا ( : مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى اهللا عليه وس ي و : يق دي نصفين قسمت الصالة بين ين عب : بالمين { : نصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد ه رب الع ال اهللا } الحمد لل دي : ، ق دني عب إذا . حم ف

ال : ، قال } مالك يوم الدين { : فإذا قال . أثنى علي عبدي : ، قال } الرحمـن الرحيم { : قال دي ـ أو ق ي : مجدني عب فوض إلا سأل : ، قال } إياك نعبد وإياك نستعين { : فإذا قال . عبدي دي م دي ولعب ين عب ي وب ة بين ذه اآلي ال . فه إذا ق ـا { : ف اهدنـــ

الين الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب يهم وال الض ال } عل ا : ، ق دي م دي، ولعب فهؤالء لعب . ) سأل

ال ه ق ذاب ـ أن ليمان ـ وهو آ ن س ـال : وقـد روى عبـد اهللا بن زيـاد ب ـإذا ق ه ف ال : في أول رحيم، ق رحمن ال بسم اهللا ال

ذ /ذآرني عبدي ر الك ا آث ادة، وإنم ذه الزي رى ولهذا اتفق أهل العلم على آذب ه ر؛ ألن الشيعة ت ب في أحاديث الجهة السنة الجهر، وهم أآذب الطوائف، فوضعوا في ذلك أحاديث لبسوا بها على الناس دينهم؛ ولهذا يوجد في آالم أئمديم ذآرون تق ا ي رك الجهر بالبسملة، آم ين، وت من الكوفيين آسفيان الثوري أنهم يذآرون من السنة المسح على الخف

. و ذلك؛ ألن هذا آان من شعار الرافضةأبي بكر وعمر ونح

ا صار : ولهذا ذهب أبو على بن أبي هريرة أحـد األئمة من أصحاب الشافعي إلى ترك الجهر بها، قال ألن الجهر بهمن شعار المخالفين، آما ذهب من ذهب من أصحاب الشافعي إلى تسنمة القبور؛ ألن التسطيح صار من شعار أهل

. البدع

ا فحدي راءة مطلق ي الق ث أبي هريرة دليل على أنها ليست من القراءة الواجبة، وال من القراءة المقسومة، وهو على نفرأ . أظهر من داللة حديث نعيم المجمر على الجهر ه ق يم المجمر أن رحيم { : فإن في حديث نع رحمن ال م اهللا ال م } بس ث

: وحديث أبي هريرة الذي في مسلم يصدق ذلك، فإنه قال . ى أنها ليست من القرآن عندهموهذا دليل عل . قرأ أم القرآنرآن، فهي خداج، فهي خداج ( : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أم الق ا ب رأ فيه م يق ـه ) من صلى صالة ل ال ل ، فق

فـي نفسك يا فارسي، فإني سمعت رسول اهللا / اقــرأ بها : يا أبا هـريـرة، أنـا أحيـانا أآون وراء اإلمـام، فـقـال : رجـلوهذا صريح في أن أم . الحديث ) قسمت الصالة بيني وبين عبدي نصفين : قال اهللا تعالي ( : صلى اهللا عليه وسلم يقول

و ة ق ا مع دالل ي ذآره ي صلى القرآن التي يجب قراءتها في الصالة عند أبي هريرة، هي القراءة المقسومة الت ل النبا . اهللا عليه وسلم على ذلك رأ به ا ـ ق رأ به ان ق رة ـ وإن آ و هري وذلك ينفي وجوب قراءتها عند أبي هريرة فيكون أب

. استحبابا ال وجوبا

ة المشهورين، رهم من األئم ة، وغي ة األربع والجهر بها ـ مع آونها ليست من الفاتحة ـ قول لم يقل به أحد من األئملكن هي من الفاتحة، وإيجاب قراءتها ـ مع المخافتة بها ـ قول طائفة من أهل الحديث، وهو إحدي . م به قائالوال أعل

ى . الروايتين عن أحمد ة عل ول ال تشرع المداوم ذا الق ي ه ا ـ وعل ا استحبابا ال وجوب ا قرأه رة إنم و هري وإذا آان أبا الجهر بهاـ آان جهره بها أولي أن يثبت دليلا ع رفهم استحباب قراءته ا جهر . لى أنه ليع ا مشروعة، آم وأن قراءته

ك ازة، ونحو ذل ى الجن اب عل راءة فاتحة الكت اس بق ن عب ر اب ا جه تفتاح، وآم ر باالس رة قصد . عم و هري ون أب ويكذي في ا ا لحديث أنس ال ذا مخالف ذ، فال يكون ه ا ـ وحينئ م يجهر به ة، وإن ل رأ في الجمل ا تق ريفهم أنه لصحيح، تع

يس صريحا . وحديث عائشة الذي في الصحيح، وغير ذلك إن لفظه ل ا، ف ه جهر به هذا، إن آان الحديث داال على أن : بذلك من وجهين

و } بسم اهللا الرحمن الرحيم { قرأ : أنه قال : أحدهما/ را، ويك ا س ن ثم قرأ أم القرآن، ولفظ القراءة محتمل أن يكون قرأه

ارئ . نعيم علم ذلك بقربه منه ي الق ا، . فإن قراءة السر إذا قويت، يسمعها من يل ره بقراءته رة أخب ا هري ويمكن أن أبرتين وقد أخبر أبو قتادة بأن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم آان يقرأ في األوليين بفاتحة الكتاب، وسورة، وفي األخي

ا، فضال بفاتحة الكتاب، وهي قراءة سر، آيف وق د بين في الحديث أنها ليست من الفاتحة، فأراد بذلك وجوب قراءته . فإن النزاع في الثاني أضعف ؟ عن آون الجهر بها سنة

ي ألشبهكم : أنه لم يخبر عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قرأها قبل أم الكتاب، وإنما قال في آخر الصالة : الثاني إنلم صـالة برسـول اهللا صل ه وس ان . ى اهللا علي ا آ ـذا ونحوه مم ع، وه ر في الخفض والرف ه أمن وآب وفي الحديث أن

يترآه األئمة، فيكون أشبههم برسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من هذه الوجوه التي فيها مـا فعله رسـول اهللا صلى اهللا ان أشبههم بصالة رسول اهللا صل زم إذا آ م، وال يل ـوه ه لم، وترآ ل عليه وس لم أن تكون صـالته مث ه وس ى اهللا علي

ان أولئك ال . صـالته، مـن آل وجـه ـريرة، وآ ي ه ـد أب ة عن ا بالكلي ولعل قراءتها مع الجهـر، أمثـل من ترك قراءتهره ان غي لم، وإن آ ه وس يقرؤونها أصـال، فيكـون قراءتها ـ مع الجهر ـ أشـبه عنـده بصـالة رسول اهللا صلى اهللا علي

. ي ذلكينازع ف ا دون : وأما حـديث المعتمر بن سليمان عـن أبيه، فيعلم أولا/ ـه فيم أن تصحيح الحاآم وحـده وتوثيقه وحـده ال يوثق ب

ى خـالفه . فكيف في مثل هذا الموضع الذي يعارض فيه بتوثيق الحاآم . هـذا م في الصحيح عل ! ؟ وقـد اتفق أهـل العلـه ومن له أدني خبرة في ال ـد ثبت في الصحيح خالف ا ق اآم م ـوثيق الح م . حديث وأهله، ال يعارض بت ـل العل ـإن أه ف

ـح اب التصحي ـح في ب ـذي . متفقون على أن الحاآم فيـه مـن التساهـل والتسام ى أن تصحيحه دون تصحيح الترم حتـة، بل تصحيحه ! ؟ والدارقطني وأمثالهما بال نزاع، فكيف بتصحيح البخاري ومسلم ن خزيم ي بكر ب دون تصحيح أب

اره ـد المقدسي في مخت وأبي حاتم بن حبان البستي، وأمثالهما، بل تصحيح الحافظ أبي عبـد اهللا محمـد بن عبـد الواحد من يعرف الحـديث ب، عن اآم بال ري اب الح وتحسين . خـير من تصحيح الحاآم، فكتابه في هذا الباب خير من آت

ا موضوعة ال أصل الترمذي ـ أحيانا ـ اآم أحاديث يجزم بأنه ا يصحح الح را م يكون مثل تصحيحه أو أرجح، وآثيه عـن أنس هو . لها، فهذا، هذا ران بالبسملة، لكن نقل ا يجه ا آان ر، أنهم ه معتم ليمان التيمي وابن والمعروف عن س

ال المنكر، آيف وأصحاب أنس الثقات األثبات يروون عنـه خـالف ذلك، حتى أن ـذا ق ادة عن ه أنت : شعبة سأل قت . وأخبره باللفظ الصريح المنافي للجهر . نعم : قال ؟ سمعت أنسا يذآر ذلك

ع ة الصحة، وأرف ادة أحفظ أهل / ونقل شعبة عن قتادة ما سمعه من أنس في غاي ه؛ إذ قت د أهل درجات الصحيح عن

اس . و الغاية عندهموآذلك إتقان شعبة وضبطه ه . زمانه، أو من أحفظهم وهذا مما يرد به قول من زعم أن بعض النيستفتحون الصالة بالحمد هللا رب العالمين، ففهم : روي حديث أنس بالمعني الذي فهمه، وأنه لم يكن في لفظه إال قوله

د ـن هو أبع ـوله إال م ول ال يق ذا الق إن ه ده، ف رواه من عن ا، ف ي قراءته ك نف رواة من ذل رواة بعض ال ا ب اس علم النل ي ال تحتم ة الت ي الغاي بط ف ة والض ن العدال أنهم م ل، وب ل التأوي ي ال تقب ريحة الت تهم الص اظ رواي ديث، وألف الح

. المجازفة، أو أنه مكابر صاحب هوى يتبع هواه، ويدع موجب العلم والدليل

وه عن أنس وأن : ثم يقال ه، وأب ذا مجمل هب أن المعتمر أخذ صالته عن أبي لم، فه ه وس ي صلى اهللا علي س عن النبومحتمل؛ إذ ليس يمكن أن يثبت آل حكم جزئي من أحكام الصالة بمثل هذا اإلسناد المجمل؛ ألنـه مـن المعلوم أن مع

ـل ل مفصل ال مجم ـرقة حق الضـبط، إال بنق رة متف ال آثي . طول الزمان وتعدد اإلسناد، ال تضبط الجزئيات في أفعـيرهم، أخذوا صالتهم عـن وإال فم ليمان، واألعمش، وغ ي س ن أب ـن المعلوم أن مثـل منصور بن المعتمر، وحماد ب

ن عود، واب ن مس ـن اب ـذوها ع م أخ ا، وه ـود ونحوهم ة واألس ـن علقم ـذها ع راهيم أخ ـه، وإب ي وذوي راهيم النخع إبو . ذلك اإلسـناد/أجل رجالا من وهـذا اإلسناد . مسعـود عـن النبي صلى اهللا عليه وسلم نهم أب وهـؤالء أخـذ الصـالة ع

ـة اء الكوف ـؤالء هي صـالة . حنيفة والثوري وابن أبي ليلي، وأمثالهم مـن فقه ـل نفس صـالة ه ـل يجـوز أن يجع فها ؟ رسـول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بهـذا اإلسناد، حتى في موارد النزاع ـذا، آ ن هؤالء ال يجهرون، وال فـإن جـاز ه

. يرفعـون أيديهم، إال في تكبيرة االفتتاح، ويسفرون بالفجر، وأنواع ذلك مما عليه الكوفيون

ونظير هذه، احتجاج بعضهم على الجهر بأن أهل مكة من أصحاب ابن جريج، آانوا يجهرون، وأنهم أخذوا صالتهم و بكر عن عن ابن جريج، وهو أخذها عن عطاء، وعطاء عن ي بكر الصديق، وأب ر عن أب ن الزبي ابن الزبير، واب

ا عن . النبي صلى اهللا عليه وسلم ألة وغيره ذه المس ه في ه ا أخذ الفق ه ـ أول م وال ريب أن الشافعي ـ رضي اهللا عنانيد ال . أصحاب ابن جريج ذه األس ل ه د الزنجي، لكن مث ن خال لم ب داح، ومس ـم الق ن سال ا آسعيد اب ة اليثبت به مجمل

. أحكام مفصلة تنازع الناس فيها

انوا ذين آ ابعيهم ال ابعين، وت ل أن الصحابة والت ه ال يستريب عاق ولئن جاز ذلك، ليكونن مالك أرجح من هؤالء، فإنة والبصرة ة ومك ك ع . بالمدينة، أجل قدرا، وأعلم بالسنة، وأتبع لها ممن آان بالكوف د احتج أصحاب مال رك وق ى ت ل

و / هذا : الجهر بالعمل المستمر بالمدينة، فقالوا م أب لم، ث ه وس المحراب الذي آان يصلي فيه رسول اهللا صلى اهللا علي

م جرا ة، وهل م األئم ان، ث م عثم م . بكر، ثم عمر، ث واتر، آله ل مت لم نق ه وس م لصالة رسول اهللا صلى اهللا علي ونقلهوسلم، ثم صالة خلفائه، وآانوا أشد محافظة على السنة، وأشد إنكارا على من شهدوا صالة رسول اهللا صلى اهللا عليه

م اء آله خالفها من غيرهم، فيمتنع أن يغيروا صالة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وهذا العمل يقترن به عمل الخلفع هؤالء غرض با ر السنة من بني أمية، وبني العباس، فإنهم آلهم لم يكونوا يجهرون، وليس لجمي ى تغيي اق عل إلطب

وآهم اء المسلمين ومل في مثل هذا، وال يمكن أن األئمة آلهم أقرتهم على خالف السنة، بل نحن نعلم ضرورة أن خلف . ال يبدلون سنة ال تتعلق بأمر ملكهم، وما يتعلق بذلك من األهواء، وليست هذه المسألة مما للملوك فيها غرض

لم أن الجزم بكون وهذه الحجة إذا احتج بها ا لمحتج، لم تكن دون تلك، بل نحن نعلم أنها أقوي منها، فإنه ال يشك مس

لم، ه وس صالة التابعين بالمدينة أشبه بصالة الصحابة بها، والصحابة بها أشبه صالة بصالة رسول اهللا صلى اهللا عليلم؛ أقرب من الجزم بكون صالة شخص أو شخصين أشبه بصالة آخر، حتى ينتهي ذلك إ ه وس لى النبي صلى اهللا علي

ة ر أهل المدين ى أن عمل غي ة /ولهذا لم يذهب ذاهب ـ قط ـ إل وزع في عمل أهل المدين ا تن اعهم حجة، وإنم أو إجم . نزاعا ال يقصر عن عمل غيرهم، وإجماع غيرهم، إن لم يزد عليه ؟ هل هو حجة أم ال : وإجماعهم

ا صحيحا فتبين دفع ذلك العمل عن سليمان الت ول نقل م يكن المنق و ل ة، ل يمي، وابن جريج، وأمثالهما بعمل أهل المدين

صريحا عن أنس يخالف ذلك، فكيف واألمر في رواية أنس أظهر وأشهر وأصح وأثبت من أن يعارض بهذا الحديث . المجمل الذي لم يثبت، وإنما صححه مثل الحاآم، وأمثاله

ا ـ يظهر ضع راءة ومثل هذا ـ أيض رك ق ه ت أنكروا علي ة، ف ه صلى بالصحابة بالمدين ه أن ذي في ة ال ف حديث معاوي

ال . البسملة في أول الفاتحة وأول السورة حتى عاد يعمل ذلك دارقطني ق ات، : فإن هذا الحديث ـ وإن آان ال ناده ثق إسـه ن : وقال الخطيب ك عن ـل ذل ا نق ألة، آم ـذه المس ه في ه د علي ا يعتم م هو أجود م ذا الحديث يعل ـدسي ـ فه صر المق

: ضعفه من وجوه

. أنه يروى عن أنس ـ أيضا ـ الرواية الصحيحة الصريحة المستفيضة الذي يرد هذا : أحدها

يم : الثاني نادا / أن مدار ذلك الحديث على عبد اهللا بن عثمان بن خث ه إس د اضطربوا في روايت ة، وق د ضعفه طائف وق . تقدم وذلك يبين أنه غير محفوظومتنا، آما

. أنه ليس فيه إسناد متصل السماع، بل فيه من الضعفة واالضطراب ما ال يؤمن معه االنقطاع أو سوء الحفظ : الثالث

م أن أنسا آان مقيما بالبصرة، ومعاوية لما قدم المدينة لم يذآر أحد علمناه أن أنسا آان معه، بل الظاهر أن : الرابع ه ل

. يكن معه

م : الخامس وافر الهم ا تت ان بالبصرة، وهي مم ا أنس وآ راوي له ة، وال ا آانت بالمدين أن هذه القضية بتقدير وقوعهل . والدواعي على نقلها ك، ب نهم ذل ل أحد م م ينق ة، ل ومن المعلوم أن أصحاب أنس المعروفين بصحبته، وأهل المدين

. يض ذلك، والناقل ليس من هؤالء وال من هؤالءالمنقول عن أنس وأهل المدينة نق

د أهل : السادس ره عن ا من أم أن معاوية لو آان رجع إلى الجهر في أول الفاتحة والسورة، لكان هذا ـ أيضا ـ معروفالجهر بل الشاميون آلهم ـ خلفاؤهم وعلماؤهم ـ آان مذهبهم ترك . الشام الذين صحبوه، ولم ينقل هذا أحد عن معاوية

الم، . بها؛ بل األوزاعي مذهبه فيها مذهب مالك ال يقرؤها سرا وال جهرا دبرها الع ا، إذا ت ذه الوجوه وأمثاله قطع /فهيس بصحيح، ه من وجه ل ه بلغ ذي حدث ب ه، وأن ال ر عن وجه ا مغي ه، وإم ة ل بأن حديث معاوية إما باطل ال حقيق

. فحصلت اآلفة من انقطاع إسناده

س، وعن أهل : وقيل هذا الحديث لو آان تقوم به الحجة، لكان شاذا؛ ألنه خالف ما رواه الناس الثقات األثبات عن أنم يكن من سوء حفظ المدينة، وأهل الشام، ومن شرط الحديث الثابت أال يكون شاذا وال معلال، وهذا شاذ معلل، إن ل

. بعض رواته

رآن، وأن والعمدة التي اعتمدها المصنفون في ال م الق ا في المصحف بقل ا هو آتابته ا، إنم ا ووجوب قراءته جهر به . الصحابة جردوا القرآن عما ليس منه

ه : والذين نازعوهم، دفعوا هذه الحجة بال حق، آقولهم د . القرآن ال يثبت إال بقاطع، ولو آان هذا قاطعا لكفر مخالف وق

يره هذا المسلك، وادعوا أنهم يقطعون بخطأ الشافعي في آونه جعل البسملة من سلك أبو بكر بن الطيب الباقالني وغا ا، فيجب القطع بنفي آونه واتر هن التواتر، وال ت القرآن، معتمدين على هذه الحجة، وأنه ال يجوز إثبات القرآن إال ب

. من القرآن

م ل يقطع : والتحقيق أن هذه الحجة مقابلة بمثلها، فيقال له ا بكو/ ب تم بنفي آونه ا قطع ت، آم رآن حيث آتب ا من الق نهة . ليست منه ع الثق ة يرف ة وآي ين آي ق ب إن التفري رآن، ف وحين ق ين الل ا ب أن م ومثل هذا النقل المتواتر عن الصحابة ب

وا المصاحف ذين آتب م باالضطرار أن الصحابة ال وحي المصحف آالم اهللا، ونحن نعل بكون القرآن المكتوب بين ليس نقلوا ا ل ه م إلينا أن ما آتبوه بين لوحي المصحف آالم اهللا الذي أنزله على نبيه صلى اهللا عليه وسلم، لم يكتبوا في

. من آالم اهللا

م : فإن قال المنازع ل له افي، قي روا الن ت، فكف رآن حيث آتب أن البسملة من الق ه إذا : إن قطعتم ب ذا يعارض حكم وه . ، فكفروا منازعكمقطعتم بنفي آونها من القرآن

ا يس آل م وقد اتفقت األمة على نفي التكفير في هذا الباب، مع دعوي آثير من الطائفتين القطع بمذهبه؛ وذلك ألنه لدها، يجب أن يكون آان قطعيا عند شخص يجب أن يكون قطعيا عند غيره، وليس آل ما ادعت طائفة أنه قطعي عن

ه قطعيا في نفس األمر، بل قد يقع ط في سمعه وفهم ا يغل ر محل القطع، آم الغلط في دعوي المدعي القطع في غيال ذ، فيق رآن : ونقله، وغير ذلك من أحواله، آما قد يغلط الحس الظاهر في مواضع، وحينئ ا من الق وال في آونه األق

. طرفان، ووسط : ثالثة ا إنها ليست من القرآن إال ف : قول من يقول : الطرف األول/ ة، وآم ة من الحنفي ك، وطائف ال مال ي سورة النمل، آما ق

. مدعيا أنه مذهبه، أو ناقلا لذلك رواية عنه . قاله بعض أصحاب أحمد

افعي، ومن : قول من يقول : والطرف المقابل له إنها من آل سورة آية أو بعض آية، آما هو المشهور من مذهب الشا وقد نقل عن الشافعي أ . وافقه ا به ا في السور تبرآ تفتح به ا يس ر الفاتحة، وإنم ا . نها ليست من أوائل السور غي وأم

. آونها من الفاتحة، فلم يثبت عنه فيه دليل

ذلك : والقول الوسط أنها من القرآن حيث آتبت، وأنها مع ذلك ليست من السور، بل آتبت آية في أول آل سورة، وآي أول آل ردة ف ة منف ي آي ه سورة تتل لم حين أنزلت علي ه وس ي صلى اهللا علي ا النب ا تاله اك { سورة، آم ا أعطين إن

ر ( : آما ثبت ذلك في صحيح مسلم، آما في قوله } الكوثر ى غف ة شفعت لرجل حت إن سورة من القرآن هي ثالثون آيك ارك، رواه أهل السنن، وحسنه ال ) له، وهي سورة تبارك الذي بيده المل ن المب د اهللا ب ول عب ول ق ذا الق ذي، وه ترم

. وهو المنصوص الصريح عن أحمد بن حنبل

ده، ة عن ي حنيف ألة، / وذآر أبو بكر الرازي أن هذا مقتضي مذهب أب ذه المس ول في ه ائر من حقق الق ول س وهو قك د ذل اس وتوسط فيها جمع من مقتضي األدلة، وآتابتها سطرا مفصولا عن السورة، ويؤي ن عب ول اب ان رسول : ق آم . اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم اهللا الرحمن الرحيم رواه أبو داود، وهؤالء له

. في الفاتحة قوالن، هما روايتان عن أحمد

. أنها من الفاتحة دون غيرها، تجب قراءتها حيث تجب قراءة الفاتحة : أحدهما اني وا ي أول : لث ا ف ي أول الفاتحة، آقراءته ا ف ك، وأن قراءته ي ذل ا ف ين الفاتحة وغيره رق ب ـ وهو األصح ـ ال ف

ه ول، ال تخالف ذا الق ة . السور، واألحاديث الصحيحة توافق ه ا في الصالة ثالث ا ـ في قراءته ذ، الخالف ـ أيض وحينئ : أقوال

ى أنها واجبة وجوب الفاتحة، آمذه : أحدها اء عل ب الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين، وطائفة من أهل الحديث، بن . أنها من الفاتحة

. قراءتها مكروهة سرا وجهرا، آما هو المشهور من مذهب مالك : قول من يقول : والثاني

ث ول الثال ذهب : والق ذا م تحبة، وه ل مس ائزة، ب ا ج هو / أن قراءته ي المش د ف ة وأحم ي حنيف ـهأب ـل . ر عن ر أه وأآث

ى إحـدي ـذا عل ـدين أن ه ـرين معتق ين األم ر ب ا، ويخي رك قراءته ا وت الحديث، وطائفة من هؤالء يسوي بين قراءته . القـراءتين، وذلك على القـراءة األخرى

: على ثالثة أقوال ؟ ثم مع قراءتها، هل يسن الجهر أو ال يسن

. لشافعي، ومن وافقهآقول ا . يسن الجهر بها : قيل

. ال يسن الجهر بها، آما هو قول الجمهور من أهل الحديث والرأي، وفقهاء األمصار : وقيل

. آما يروي عن إسحاق، وهو قول ابن حزم وغيره . يخير بينهما : وقيل

ه لمصلحة راجحة د يشرع الجهر ب ه ق ا ال يجهر ب ذا، فالصواب أن م يم فيشرع لإلم . ومع ه ل تعل ا ـ لمث ام ـ أحيانأليف . المأمومين، ويسوغ للمصلين أن يجهروا بالكلمات اليسيرة أحيانا رك اإلنسان األفضل لت ويسوغ ـ أيضا ـ أن يت

ى قواعد اء البيت عل لم بن ه وس ي صلى اهللا علي رك النب ا ت ا يصلح آم ر، عم القلوب، واجتماع الكلمة خوفا من التنفيذلك، إبراهيم؛ لكون قري رهم ب ة، وخشي تنفي تالف، / ش آانوا حديثي عهد بالجاهلي اع واالئ ورأي أن مصلحة االجتم

. مقدمة على مصلحة البناء على قواعد إبراهيم

ال ك، فق ه، في ذل ل ل ه فقي ان، وأنكر علي ذا نص . ـ الخالف شر : وقال ابن مسعود ـ لما أآمل الصالة خلف عثم ولهى ره عل د وغي ة آأحم ائز األئم ى الج دول عن األفضل إل ه الع ا في ك مم ر ذل وتر، وغي ي وصل ال ك بالبسملة، وف ذل

. واهللا أعلم . المفضول، مراعاة ائتالف المأمومين، أو لتعريفهم السنة، وأمثال ذلك ؟ رينهل هي آية من أول آل سورة أفتونا مأجو ] بسم اهللا الرحمن الرحيم [ وسئل ـ أيضا ـ رحمه اهللا ـ عن

: فأجاب

ه رآن في قول ا من الق ى أنه رحيم { : الحمد اهللا، اتفق المسلمون عل رحمن ال ه ال م الل ه بس ليمان وإن ن س ه م : النمل [ } إن

: ، وتنازعوا فيها في أوائل السور حيث آتبت على ثالثة أقوال ] 30

ة عن أنها ليست من ال : أحدها ذا رواي ة، ويحكي ه قرآن، وإنما آتبت تبرآا بها، وهذا مذهب مالك، وطائفة من الحنفي . أحمد وال يصح عنه، وإن آان قولا في مذهبه

. أنها من آل سورة، إما آية، وإما بعض آية، وهذا مذهب الشافعي ـ رضي اهللا عنه : والثاني

ة : والثالث رآن حيث آتبت آي ا من الق اب اهللا من أول آل سورة، وليست من السورة أنه ن . من آت ذا مذهب اب وه

ا / المبارك، وأحمد ه ـ وغيرهم ل ـ رضي اهللا عن ده . بن حنب ة عن ي حنيف ه مقتضي مذهب أب رازي أن ذا . وذآر ال وه . أعدل األقوال

فصولة عما قبلها وما بعدها تدل على فإن آتابتها في المصحف بقلم القرآن، تدل على أنها من القرآن وآتابتها مفردة م

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي إن سورة من ( : أنها ليست من السورة، ويدل على ذلك ما رواه أهل السنن عن النبإن في ) } تبارك بذي بيده بملك { وهي . القرآن ثالثين آية، شفعت لرجل، حتى غفر له ك، ف افي ذل ذا ال ين الصحيح وه

ال اءة فق لم أغفي إغف ه وس ا سورة ( : أن النبي صلى اهللا علي ى آنف د نزلت عل رأ . لق رحيم { وق رحمن ال م اهللا ال ا . بس إن

رأ في ؛ ألن ذلك لم يذآر فيه أنها من السورة، بل فيه أنها تقرأ في أول السورة، وهذا سنة، فإنها ) } أعطيناك الكوثر تق . أول آل سورة، وإن لم تكن من السورة

زل : ومثله حديث ابن عباس ى تن رحمن { آان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال يعرف فصل الصورة حت م اهللا ال بس

ك تبارك الذي ب { رواه أبو داود، ففيه أنها نزلت للفصل، وليس فيه أنها آية منها، و } الرحيم ده المل دون } ي ة ب ون آي ثالثهل هي آية : وألن العادين آليات القرآن لم يعد أحد منهم البسملة من السورة، لكن هؤالء تنازعوا في الفاتحة . البسملة

: على قولين، هما روايتان عن أحمد ؟ منها دون غيرها ذهب طائ : أحدهما / ذا م ا، وه ا من الفاتحة دون غيره د، واحتج هؤالء أنه ي عبي ول أب ه ق ة من أهل الحديث، أظن ف

وعلي قول هؤالء، تجب قراءتها في الصالة، وهؤالء يوجبون قراءتها . باآلثار التي رويت في أن البسملة من الفاتحة . وإن لم يجهروا بها

ي صلى اهللا أنها ليست من الفاتحة، آما أنها ليست من غيرها، وهذا أظهر فإنه قد ثب : والثاني ت في الصحيح عن النب

ا : يقول اهللا تعالي ( : عليه وسلم أنه قال دي م ه، ولعب ي، ونصفها ل دي نصفين، نصفها ل ين عب قسمت الصالة بيني وبول اهللا } الرحيمالرحمـن { : يقول العبد . حمدني عبدي : ، يقول اهللا } الحمد لله رب العالمين { : سأل، يقول العبد ي : ، يق أثن

دي : ، يقول اهللا } مالك يوم الدين { : يقول العبد . علي عبدي د . مجدني عب ول العب تعين { : يق اك نس د وإي اك نعب ول } إي ، يقد : اهللا ول العب ا سأل، يق دي م دي نصفين، ولعب تقيم \ { : فهذه اآلية بيني وبين عب راط المس ـا الص ا } اهدنـــ ى آخره . ، إل

. فلو آانت من الفاتحة، لذآرها آما ذآر غيرها . ) فهؤالء لعبدي، ولعبدي ما سأل : يقول اهللا

ل من ي في تفسيره، ومث ل الثعلب ذآره مث معان، ف ن س وقد روي ذآرها في حديث موضوع، رواه عبد اهللا بن زياد برب . أحاديث الجهر، وأنها آلها ضعيفة، أو موضوعة جمع ان لل د / ولو آانت منها، لما آ ات ونصف، وللعب ثالث آي

ال . ثالث ونصف دي ( : وظاهر الحديث أن القسمة وقعت على اآليات، فإنه ق ع، . ) فهؤالء لعب ى جم وهؤالء إشارة إلا، ومن } المستقيماهدنــــا الصراط \ { : فعلم أن من قوله ة منه د البسملة آي ول من ال يع إلى آخرها، ثالث آيات على ق

. عدها آية منها، جعل هذا آيتين

ا من السور في ين غيره ا وب رق بينه ا، فال ف وأيضا، فإن الفاتحة سورة من سور القرآن، والبسملة مكتوبة في أوله . مثل ذلك، وهذا من أظهر وجوه االعتبار

ا و رى الجهر به ذا مذهب من ي ات السورة، وه ائر آي ى س ا تتل را، آم ا، لتليت في الصالة جه أيضا، فلو آانت منه

ا : آالشافعي وطائفة من المكيين والبصريين، فإنهم قالوا د : إنها آية من الفاتحة يجهر به ات الفاتحة، واعتم ائر آي آسلم على آثار منقولة بعضها عن الصحابة، وبعضها عن ا ه وس ي صلى اهللا علي ابن . لنب أثور عن الصحابة، آ ا الم فأم

و ضعيف، أو موضوع، . الزبير ونحوه، ففيه صحيح، وفيه ضعيف لم، فه ه وس وأما المأثور عن النبي صلى اهللا علي . آما ذآر ذلك حفاظ الحديث آالدارقطني، وغيره

روي . صلى اهللا عليه وسلم في الجهر بها حديثا واحدا/ ولهذا لم يرو أهل السنن والمسانيد المعروفة عن النبي ا ي وإنم

ـل : أمثال هـذه األحاديث من ال يميز من أهل التفسير ـن أه اب م ـذا الب ـن صنف في ه الثعلبي ونحوه، وآبعض م آاء ره بن د وغي ـر عن أحم ـول بالجه ـد حكى الق ى إحدى الحـديث، آما يذآره طائفة من الفقهاء في آتب الفقـه، وق عل

. الروايتين عنه من أنها مـن الفاتحـة، فيجهـر بها آما يجهر بسائر الفاتحة، وليس هذا مذهبه، بل يخافت بها عنده

ا وإن قال هي من الفاتحة لكن يجهر بها عنده لمصلحة راجحة، مثل أن يكون المصلون ال يقرؤونها بحال، فيجهر بها ليعلمهم أن قراءتها سنة، آما جهر ابن تفتاح، وآم ن الخطاب باالس عباس بالفاتحة على الجنازة، وآما جهر عمر ب

ال اب، وق لم : نقل عن أبي هريرة أنه قرأ بها، ثم قرأ بأم الكت ه وس ا أشبهكم صالة برسول اهللا صلى اهللا علي رواه . أن . وهو أجود ما احتجوا به . النسائي

يجهر بها إذا آان المأمومون ينكرون على من لم يجهر بها، وأمثال وآذلك فسر بعض أصحاب أحمد خالفه، أنه آان

ة . فإن الجهر بها والمخافتة سنة، فلو جهر بها المخافت، صحت صالته بال ريب . ذلك أبي حنيف اء ـ آ وجمهور العلم

ا د وغيرهم ة وأحم أبي حنيف نهم من ال ومالك وأحمد واألوزاعي ـ ال يرون الجهر، لكن منهم من يقرؤها سرا، آ ، وم . يقرؤها سرا وال جهرا، آمالك

انوا ال يجهرون ببسم اهللا / ا بكر وعمر آ لم وأب وحجة الجمهور ما ثبت في الصحيح من أن النبي صلى اهللا عليه وس

. الرحمن الرحيم، وفي لفظ ال يذآرون بسم اهللا الرحمن الرحيم في أول قراءة، وال آخرها والله أعلم

؟ هل من يلحن في الفاتحة تصح صالته أم ال : وسئل

: فأجاب

أما اللحن في الفاتحة الذي ال يحيل المعني، فتصح صالة صاحبه، إماما أو منفردا، مثل

. ونحو ذلك } الضالين { و } رب العالمين { : أن يقول

دال . ربالحمد اهللا رب، ورب، و : وأما ما قرئ به مثل الم، أو بكسر ال د اهللا، بضم ال ل . ومثل الحمد اهللا، والحم ومث . عليهم، وعليهم، وعليهم، وأمثـال ذلك، فهذا ال يعد لحنا

يهم { : إذا علم صاحبه معناه مثل أن يقول : وأما اللحن الذي يحيل المعني ت عل ذين أنعم م أن } صراط ال ذا ، وهو يعل ه

. واهللا أعلم . وإن لم يعلم أنه يحيل المعني واعتقد أن هذا ضمير المخاطب، ففيه نزاع . ضمير المتكلم، ال تصح صالتهه : وإذا وقف على شيء يطلع في المصحف ؟ إلخ . . . وسئل عمن يقرأ القرآن وما عنده أحد يسأله عن اللحن هل يلحق

؟ إثم أم ال

: فأجاب ا إال إ ف اهللا نفس ه، وال يكل كل علي ا يش ى المصحف فيم ع إل ان، ورج رأه بحسب اإلمك رآن ق راءة الق ى ق اج إل ن احت

ه مفسدة م يكن في ا، إذا ل ط أحيان ا يعرض من الغل راءة؛ ألجل م ه من الق ه وينتهي ب وسعها، وال يترك ما يحتاج إلي . واهللا أعلم . راجحة

؟ صالته وسئل عما إذا نصب المخفوض في

: فأجاب

. وإن آان جاهلا، لم تبطل على أحد الوجهين . إن آان عالما، بطلت صالته؛ ألنه متالعب في صالته

ات ـ مع : وسئل عن رجل يصلي بقوم وهو يقرأ بقراءة الشيخ أبي عمرو اختالف الرواي فهل إذا قرأ لورش أو لنافع ب

؟ أو تنقص صالته أو تردحمله قراءته ألبي عمرو ـ يأثم،

: فأجاب

ين، وسواء . يجوز أن يقرأ بعض القرآن بحرف أبي عمرو، وبعضه بحرف نافع ة أو رآعت وسواء آان ذلك في رآع . واهللا أعلم . آان خارج الصالة أو داخلها

ام جميع : وسئل األعراف أو باألنع ا في المغرب، أو في صالة هل روي عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه صلى ب

؟ غيرها، وإن آان قد رواه أحمد، هل هو صحيح أم ال

: فأجاب

رأ : الحمد هللا، نعم ثبت في الصحيح رة أخري ق ك، وم ى ذل داوم عل م يكن ي أنه صلى في المغرب باألعراف، ولكن ل . أعلمواهللا . فيها بالمرسالت، ومرة أخري قرأ فيها بالطور، وهذا آله في الصحيح

؟ وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن رفع األيدي بعد الرآوع، هل يبطل الصالة أم ال

: فأجاب

ذا ة المسلمين يستحبون ه ر أئم ي . الحمد هللا، ال يبطل الصالة باتفاق األئمة، بل أآث ه السنة عن النب ا استفاضت ب آم

ادة من حديث ابن عمر، ومالك بن الحوير . صلى اهللا عليه وسلم ي قت اعدي، وأب د الس ي حمي ر، وأب ن حج ث، ووائل ب . األنصاري، في عشرة من الصحابة، وحديث علي، وأبي هريرة، وغيرهم

ـال ـة ق و حنيف ه، وأب روايتين عن : وهو مستحب عند جمهور العلماء، وهو مذهب الشافعي وأحمد، ومالك في إحدى ال

. واهللا أعلم . التهإنه يبطل ص : إنه ال يستحب، ولم يقل

لم ه وس لى اهللا علي ي ص ول النب ن ق ئل ع د ( : وس ك الج د من ع ذا الج م ) وال ينف الخفض أو بالض و ب ل ه ا ؟ وه أفتون . مأجورين

: فأجاب/

ي الخفض : الحمد هللا، أما األول ة . فب ا الثاني ه م : والمعني . فبالضم : وأم ه : نك جده أن صاحب الجد ال ينفع أي ال ينجيال ] الجد [ و . ويخلصه منك جده، وإنما ينجيه اإليمان والعمل الصالح ين صلى اهللا . هو الغني، وهو العظمة، وهو الم ب

ه : عليه وسلم ه إيمان ه من عذاب ا ينجي م يخلصه من اهللا وإنم ك، ول م ينجه ذل ال ل دنيا رئاسة وم أنه من آان له في الع ذا الجد منك الجد ( : صلى اهللا عليه وسلم قال وتقواه، فإنه ) اللهم ال مانع لما أعطيت، وال معطي لما منعت، وال ينف

: فبين في هذا الحديث أصلين عظيمين

. توحيد الربوبية، وهو أال معطي لما منع اهللا، وال مانع لما أعطه، وال يتوآل إال عليه، وال يسأل إال هو : أحدهما توحيد اإللهية، وهو بيان ما ينفع، وما ال ينفع، وأنه ليس آل من أعطي مالا أو دنيا أو رئاسة، آان ذلك نافعا : ثانيوال

ان إال من يحب دنيا من يحب، ومن ال يحب، وال يعطي اإليم ال . له عند اهللا منجيا له من عذابه، فإن اهللا يعطي ال قي . إذا ما ابتلاه ربه فأآرمه ونعمه فيقول ربي أآرمن فأما الإنسان { : تعالي وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربدرت : ، يقول ] 17 - 15 : الفجر [ } آلا . أهانن ل ما آل من وسعت عليه أآرمته، وال آل من ق ه، ب د أهنت ه أآون ق علي

ى الضراء، فمن رزق الشكر ان آل قضاء يقضيه اهللا /هذا ابتالء ليشكر العبد على السراء، ويصبر عل والصبر، آه، ( : خيرا له، آما في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال را ل ال يقضي اهللا للمؤمن من قضاء إال آان خي

. ) وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له . من، إن أصابته سراء، شكر فكان خيرا لهوليس ذلك ألحد إال للمؤ

. أن يعبد اهللا، وال يشرك به شيئا، فيطيعه، ويطيع رسله، ويفعل ما يحبه ويرضاه : وتوحيد اإللهية

ه وأ : وأما توحيد الربوبية ه وأوجب د اهللا، فيدخل ما قدره وقضاه، وإن لم يكن مما أمر ب أن يعب أمور ب د م رضاه، والعبتعين { : ويفعل ما أمر به، وهو توحيد اإللهية ويستعين اهللا على ذلك، وهو توحيد له، فيقول اك نس واهللا . } إياك نعبد وإي

. أعلم

؟ لك أم الهل يكره ذ : وسئل ـ رحمه اهللا ـ إذا أراد إنسان أن يسجد في الصالة يتأخر خطوتين

: فأجاب

. إال إذا آان الموضع ضيقا، فيتأخر ليتمكن من السجود . وأما التأخر حين السجود فليس بسنة، وال ينبغي فعل ذلك

؟ وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن الصالة، واتقاء األرض بوضع رآبتيه قبل يديه، أو يديه قبل رآبتيه

: فأجاب

ه . إن شاء المصلي، يضع رآبتيه قبل يديه . ائزة باتفاق العلماءأما الصالة بكليهما، فج . وإن شاء، وضع يديه ثم رآبتي . ولكن تنازعوا في األفضل . وصالته صحيحة في الحالتين باتفاق العلماء

. األول آما هو مذهب أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد في إحدى الروايتين : فقيل

ة األخري الثاني، آ : وقيل د في الرواي ك، وأحم ي . ما هو مذهب مال ا حديث في السنن عن النب د روي بكل منهم وق

ه : ففي السنن عنه . صلى اهللا عليه وسلم م رآبتي ه ث ع يدي ع رف ه، وإذا رف م يدي ه ث وفي . أنه آان إذا صلى وضع رآبتيه إذا سجد أحدآم، فال يبرك بروك ( : سنن أبي داود وغيره أنه قال م رآبتي ه ث د روي ضد ) الجمل، ولكن يضع يدي وق

. واهللا أعلم . إنه منسوخ : ذلك، وقيل

أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، وأال أآف ( : وسئل ـ رحمه اهللا ـ عما يروى عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ا هو الكفت ؟ فما هو الكف ) شعراوأال أآفت لي ثوبا، وال ( وفي رواية . ) لي ثوبا، وال شعرا وهل ضفر الشعر ؟ وم

؟ من الكفت

: فأجاب

وب من السجود، وينهى الرجل أن يصلي وشعره : الجمع والضم، والكف : الكفت ع الشعر والث ه، وهو من قريب من . مغروز في رأسه، أو معقوص

؛ ألن المكتوف ) يصلي وهو معقوص آمثل الذي يصلي وهو مكتوف مثل الذي ( : وفيه عن النبي صلى اهللا عليه وسلم

. واهللا أعلم . ال يسجد ثوبه، والمعقوص ال يسجد شعره، وأما الضفر مع إرساله، فليس من الكفت

ه ك ل ام، فهل يجوز ذل ك اإلم م يفعل ذل ؟ وسئل عن رجـل يصلي مأموما، ويجلس بين الرآعات جلسة االستراحة ول ؟ هل يكون منقصا ألجره؛ ألجل آونه لم يتابع اإلمام في سرعة اإلمام : زوإذا جا

: فأجاب

ر ك من آب جلسة االستراحة، قد ثبت في الصحيح أن النبي صلى اهللا عليه وسلم جلسها، لكن تردد العلماء هل فعل ذل

. السن للحاجة، أو فعل ذلك؛ ألنه من سنة الصالة

. ستحبها، آقول الشافعي، وأحمد في إحدى الروايتينا : فمن قال بالثاني

ومن فعلها لم ينكر . لم يستحبها إال عند الحاجة، آقول أبي حنيفة ومالك، وأحمد في الرواية األخرى : ومن قال باألولول باستحباب ذا . هاعليه، وإن آان مأموما؛ لكون التأخر بمقدار ما ليس هو من التخلف المنهي عنه عند من يق وهل ه

ام؛ ؟ إال فعل في محل اجتهاد ة اإلم ى موافق ادرة إل ده، والمب ذه السنة عن د تعارض فعل ه ه ق ى من / فإن ك أول إن ذل فه مستحب، أو رى أن أموم ي أموم، والم ه الم ل أن يكمل ام من التشهد األول قب التخلف، لكنه يسير، فصار مثل ما إذا ق

؟ الدعاء، هل يسلم أو يتمهمثل أن يسلم وقد بقي عليه يسير من

. واهللا أعلم . ومثل هذه المسائل هي من مسائل االجتهاد، واألقوي أن متابعة اإلمام أولي من التخلف، لفعل مستحب

وهل فعله النبي ؟ هل هو مندوب إليه : وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن رفع اليدين بعد القيام من الجلسة بعد الرآعتين األوليين ؟ اهللا عليه وسلم، أو أحد من الصحابة صلى

: فأجاب

روايتين عن لم، وهو إحدى ال ه وس المين بسنة رسول اهللا صلى اهللا علي نعم، هو مندوب إليه عند محققي العلماء الع

رهم افعي وغي ة من أصحابه، وأصحاب الش ول طائف د، وق ي . أحم لم ف ه وس ي صلى اهللا علي ك عن النب د ثبت ذل وقافع . والسنن الصحاح ي داود، والنسائي عن ن ي البخاري، وسنن أب ر : فف ان إذا دخل في الصالة آب ن عمر آ أن ابك . سمع اهللا لمن حمده رفع يديه : وإذا قال . وإذا رآع رفع يديه . ورفع يديه ع ذل ه ورف ع يدي رآعتين رف ام من ال وإذا ق . إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم/ ابن عمر

ه حذو : ن على بن أبي طالب عن النبي صلى اهللا عليه وسلموع ع يدي ر ورف ة، آب أنه آان إذا قام إلى الصالة المكتوب

ه ك إذا قضي قراءت ل ذل ه في . منكبيه، ويصنع مث ع يدي وع، وال يرف ع من الرآ ع، ويصنعه إذا رف وإذا أراد أن يرآع . شيء من صالته وهو قاعد رآعتين، رف ن وإذا قام من ال ذا لفظه، واب و داود، وه د وأب ر رواه أحم ذلك وآب ه آ يدي

ه . حديث حسن صحيح : ماجه، والترمذي، وقال ي صلى اهللا علي ه ذآر صفة صالة النب اعدي أن د الس ي حمي وعن أبام ر . إذا قام من السجدتين، آبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، آما صنع حين افتتح الصالة : وسلم وفيه واه اإلم

. أحمد، وأبو داود، وابن ماجه والنسائي، والترمذي، وصححه

ا، فضلا عن أن ا مقاوم فهذه أحاديث صحيحة ثابتة، مع ما في ذلك من اآلثار، وليس لها ما يصلح أن يكون معارض . واهللا أعلم . يكون راجحا

لم ه وس ه صلى اهللا علي ى آل الل ( : وسئل شيخ اإلسالم عن قول ا صليت عل د، آم ي آل محم د، وعل ى محم م صل عل ه

ي ( : وقوله . الحديث ) إبراهيم، إنك حميد مجيد راهيم، وعل ى إب اللهم صل على محمد، وعلي آل محمد، آما صليت عل ؟ وما الحكم في ذآر اآلل دون إبراهيم ؟ هل الحديثان في الصحة سواء ) آل إبراهيم

: فأجاب

ال : ، هذا الحديث في الصحاح من أربعة أوجهالحمد هللا ي ق ي ليل ن أب رحمن ب د ال ن : أشهرها حديث عب ي آعب ب لقين

قد عرفنا آيف نسلم عليك، فكيف : خرج علينا رسـول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فقلنا ؟ أال أهدي لك هـدية : عجرة فقالم اللهم صل على : قولوا ( : قال ؟ نصلي عليك د، الله محمد، وعلي آل محمد آما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجي

ارك ـ وفي لفظ ـ د : ب د مجي راهيم إنك حمي ى آل إب ا بارآت عل د آم ي آل محم د وعل ى محم ارك عل رواه أهل ) وبام أح ه، واإلم ن ماج ائي، واب ذي والنس ي داود والترم لم، وأب اري ومس انيد؛ آالبخ نن، والمس ي الصحاح، والس د ف م

. مسنده، وغيرهم

ه ال في ذي ق ة إال أن الترم ظ الجماع ذا لف ي داود : وه ة ألب ك رواي ه، وذل ذآر آل م ي ي الموضعين ل راهيم، ف ى إب علال ) آما صليت على آل إبراهيم ( : وفي رواية . والنسائي راهيم ( : ، وق ى إب ا بارآت عل ، ذآر لفظ اآلل في األول، ) آم

. في اآلخرولفظ إبراهيم

الوا م ق ا رسول اهللا، آيف نصلي عليك : وفي الصحيحين والسنن الثالثة عن أبي حميد الساعدي أنه ال ؟ ي وا ( : ق : قوله، اللهم صل على محمد وعلي أزواجه وذريته، آما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلي أزواجه وذريت

ا : هذا هو اللفظ المشهور، وقد روي فيه ) يد مجيدآما بارآت على آل إبراهيم، إنك حم راهيم، وآم آما صليت على إبيا رسول : قلنا : بارآت على إبراهيم بدون لفظ اآلل في الموضعين، وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال

ى آل اللهم صل على مح : قولوا ( : قال ؟ اهللا، هذا السالم عليك، فكيف الصالة عليك ا صليت عل مد عبدك ورسولك، آم . ) إبراهيم، وبارك على محمد وعلي آل محمد، آما بارآت على آل إبراهيم

ن : وفي صحيح مسلم عن أبي مسعود األنصاري قال لم، ونحن في مجلس سعد ب ه وس أتانا رسول اهللا صلى اهللا علي

ال ؟ فكيف نصلي عليك أمرنا اهللا أن نصلي عليك، : عبادة فقال له بشير بن سعد ه : ق فسكت رسول اهللا صلى اهللا عليال رسول اهللا م ق أله، ث م يس ه ل ا أن لم / وسلم حتى تمنين ه وس وا ( : صلى اهللا علي ي آل : قول د وعل ى محم م صل عل الله

ين إنك محمد، آما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلي آل محمد، آما بارآت على آل إبراهيم في العالمتم ي داود والنسائي والترمذي بلفظ ) حميد مجيد، والسالم آما علم د وأب ك وأحم لم؛ آمال ر مس ا ـ غي د رواه ـ أيض وق

راهيم ( : وفي بعض طرقه . آخر ى إب ا بارآت عل راهيم، وآم ذآر ) آما صليت على إب م ي ة . ) اآلل ( ل ا ( : وفي رواي آم : فهذه األحاديث التي في الصحاح، لم أجد فيها وال فيما نقل لفظ . ) ت على آل إبراهيمصليت على إبراهيم، وآما بارآ

راهيم ( : وفي بعضها لفظ ) آل إبراهيم ( : ، بل المشهور في أآثر األحاديث والطرق لفظ ) إبراهيم وآل إبراهيم ( د ) إب وق . ) إبراهيم ( : آلخر لفظوفي ا ) آل إبراهيم ( : يجيء في أحد الموضعين لفظ

في حديث رواه البيهقي عن يحيي بن السباق، عن رجل من بني الحارث، عن ) إبراهيم، وآل إبراهيم ( : وقد روي لفظ

ل ( : ابن مسعود عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال د، : إذا تشهد أحدآم في الصالة فليق ى محم م صل عل اللهي آل م دوعل ت . حم ليت وبارآ ا ص دا آم م محم د، وارح ى محم ارك عل د، وب ي آل محم د وعل ى محم ارك عل وب

ن ) وترحمت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنك حميد مجيد وهذا إسناده ضعيف لكن رواه ابن ماجه في سننه عن ابال ا ق نوا/ إذا صليتم : مسعود موقوف لم فأحس ه وس ى رسول اهللا صلى اهللا علي ك عل درون لعل ذل إنكم ال ت الصالة، فال : فقولوا له : يعرض عليه، قال ا، ق وا ( : فعلمن لين، : قول يد المرس ى س ك، وبرآاتك عل م اجعل صلواتك، ورحمت الله

ة ر، ورسول الرحم د الخي ر، وقائ ام الخي ولك، إم دك ورس د عب ين محم اتم النبي ين وخ ام المتق ا . وإم ه مقام م ابعث اللهراهيم . ا يغبطه به األولون واآلخرونمحمود راهيم وآل إب ى إب ا صليت عل د آم ي آل محم د وعل اللهم صل على محم

د د مجي راهيم إنك حمي راهيم وآل إب وال . ) إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلي آل محمد آما بارآت على إبا بارآت ( د بإسناد ثابت يحضرني إسناد هذا األثر، ولم يبلغني إلى الساعة حديث مسن راهيم، وآم ى إب آما صليت عل

رة أن ) على إبراهيم وآل إبراهيم ي هري ي داود عن أب ، بل أحاديث السنن توافق أحاديث الصحيحين، آما في سنن أبل ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم قال ى الل : من سره أن يكتال بالمكيال األوفي إذا صلى علينا أهل البيت فليق م صل عل ه

د د مجي رواه ) محمد النبي، وعلي أزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، آما صليت على آل إبراهيم، إنك حميم : تقولون ( : قال . يعني في الصالة ؟ يا رسول اهللا، آيف نصلي عليك : قلنا : الشافعي في مسنده عن أبي هريرة قال الله

ى صل على محمد وعلي آل ا بارآت عل د، آم ي آل محم د وعل ى محم ارك عل راهيم، وب ى إب ا صليت عل محمد، آم . ) إبراهيم، ثم تسلمون علي

اظ / ا بألف ا ويعمله ومن المتأخرين من سلك في بعض هذه األدعية واألذآار التي آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يقوله

ال متنوعة ـ ورويت بألفاظ متنوعة ـ طريقة محدثة بأن ج ا يق مع بين تلك األلفاظ، واستحب ذلك، ورأي ذلك أفضل م . فيها

ـال ـه ق ه ـ أن ي دعاء : مثالـه الحديث الذي في الصحيحين عن أبي بكر الصـديق ـ رضي اهللا عن ا رسول اهللا، علمن ي

ذنوب إ : قل ( : قال . أدعو به في صالتي ر ال رة من اللهم إني ظلمت نفسي ظلما آثيرا، وال يغف ي مغف اغفر ل ت، ف ال أنرحيم ور ال د روي . ) عندك، وارحمني إنك أنت الغف را ( ق را ( وروي ) آثي ل ) آبي ذا القائ ول ه ول : ، فيق : يستحب أن يق

را ( را، آبي ذلك إذا روي . ) آثي د ( : وآ ي آل محم د وعل ى محم م صل عل ي ( : وروي ) الله د وعل ى محم م صل عل الله . وهذه طريقة محدثة لم يسبق إليها أحد من األئمة المعروفين . وأمثال ذلك ) أزواجه وذريته

ال ذا : وطرد هذه الطريقة أن يذآر التشهد بجميع هذه األلفاظ المأثورة، وأن يق أثورة، وه اظ الم ع األلف تفتاح بجمي االس

. عملوا بخالفه، فهو بدعة في الشرع، فاسد في العقلمع أنه خالف عمل المسلمين لم يستحبه أحد من أئمتهم، بل ل : أما األول/ رآن مث اظ الق دوا [ و ] باعدوا [ ، و ] يعلمون [ و ] تعلمون [ : فألن تنوع ألفاظ الذآر والدعاء آتنوع ألف و ] بعم [ م [ و ] أرجلك ه ال يستحب للق ] أرجلك ى أن ون عل لمين متفق وم أن المس دبرا ومعل ادة وت ارئ عب ي الصالة، والق ارئ ف

تحن بحفظه للحروف، ات ليم راء بعض األوق خارج الصالة، أن يجمع بين هذه الحروف، إنما يفعل الجمع بعض الق . وتمييزه للقراءات، وقد تكلم الناس في هذا

ك الحروف، وإذا وأما الجمع في آل القراءة المشروعة المأمور بها، فغير مشروع باتفاق المسلمين، بل ين تل ر ب يخي

ارة ال ت ار إذا ق را ( : قرأ بهذه تارة وبهذه تارة، آان حسنا، آذلك األذآ ا آثي ارة ) ظلم را ( : ، وت ا آبي نا ) ظلم ان حس . ، آه ( : ، وتارة ) علي آل محمد ( : آذلك إذا قال تارة ي أزواجه وذريت نا ) عل ان حس ه في الت . ، آ ا أن ارة آم شهد إذا تشهد ت

تفتاح ارة باس تفتح ت تفتاح إذا اس نا، وفي االس ان حس بتشهد ابن مسعود، وتارة بتشهد ابن عباس، وتارة بتشهد عمر آ

. عمر، وتارة باستفتاح علي، وتارة باستفتاح أبي هريرة، ونحو ذلك آان حسنا

ى جواز ا ره ـ عل افعي وغي اء ـ آالش ا بالحديث وقد احتج غير واحد من العلم أثورة في التشهدات ونحوه واع الم ألناقرؤوا ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال/ الذي في الصحاح عن ا شاف آاف ف أنزل القرآن على سبعة أحرف آله

ي أن يرخص في : قالوا ) بما تيسر دعاء أول ذآر وال فإذا آان القرآن قد رخص في قراءته سبعة أحرف، فغيره من الإن . قال على عدة أحرفأن ي ا، ف ومعلوم أن المشروع في ذلك أن يقرأ أحدها، أو هذا تارة وهذا تارة، ال الجمع بينهم

. النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يجمع بين هذه األلفاظ في آن واحد، بل قال هذا تارة، وهذا تارة، إذا آان قد قالهما

أنه قالهما، أو يمكن أنه رخص فيهما، ويمكن أن أحد الراويين حفظ اللفظ وأما إذا اختلفت الرواية في لفظ، فقد يمكنه ل قول را ( : دون اآلخر، وهذا يجيء في مث را ( ، ) آبي ه . ) آثي ل قول ا مث د ( : وأم ي آل محم ه في األخري ) وعل : ، وقول

اس ، فال ريب أنه قال هذا تارة، وهذا تارة؛ وله ) وعلي أزواجه وذريته ( ذا احتج من احتج بذلك على تفسير اآلل، وللن : في ذلك قوالن مشهوران

د : أحدهما ذا هو المنصوص عن الشافعي وأحم وا الصدقة، وه ذين حرم ه ال م أهل بيت ي تحريم . أنه ذا، فف ي ه وعل

: الصدقة على أزواجه وآونهم من أهل بيته روايتان عن أحمد

. وهو قول زيد بن أرقم الذي رواه مسلم في صحيحه عنهلسن من أهل بيته، : إحداهما ذا الحديث : والثانية/ ه؛ له ال . هن من أهل بيت ه ق ه ( : فإن ي أزواجه وذريت ه ) وعل نكم { : وقول ذهب ع ه لي د الل ا يري إنم

راهيم . ] 33 : باألحزا [ } الرجس أهل البيت ويطهرآم تطهيرا ه في قصة إب ل { : وقول يكم أه ه عل ه وبرآات ت الل رحما في اآلل، . وقد دخلت سارة . ] 73 : هود [ } البيت إنه حميد مجيد ى دخوله دل عل ه، ف وط من آل رأة ل تثني ام ه اس وألن

ه في وحديث الكساء يدل على أن عليا وفاطمة و ا أن قول رهم، آم حسنا وحسينا أحق بالدخول في أهل البيت من غيى ) هو مسجدي هذا ( : المسجد المؤسس على التقوي ا ـ مؤسس عل اء ـ أيض ذلك، وأن مسجد قب ه أحق ب ى أن ، يدل عل

ا دل علي ه، آم ه وأهل بيت ا أن أزواجه داخالت في آل ياقها، وآم ة وس زول اآلي ة التقوي، آما دل عليه ن زول اآلي ه ندليل الصدقة . وسياقها ه، ب وإلى آل دخلون في م واليهن ال ي ان م ه أصح، وإن آ وقد تبين أن دخول أزواجه في آل بيت

وعلي هذا القول، فآل المطلب هل هم من آله ومن أهل . على بريرة موالة عائشة، ونهيه عنها أبا رافع مولي العباس : لى روايتين عن أحمدع ؟ بيته الذين تحرم عليهم الصدقة

. أنهم منهم، وهو قول الشافعي : إحداهما

. ليسوا منهم، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك : والثانية

اني ول الث ه : والق اء من أمت ه أو األتقي م أمت د ه ذا . أن آل محم ك إن صح/ وه ك مال ة من . روي عن مال ه طائف وقال

د يح . أصحاب أحمد، وغيرهم ذه وق ام ه ا روي الخالل، وتم ك بم ى ذل ال : تجون عل د فق ه سئل عن آل محم آل ( : أن . وهذا الحديث موضوع ال أصل له ) مؤمن تقي

ي ( : وآان يقول أحيانا ) وعلي آل محمد ( : والمقصود هنا أن النبي صلى اهللا عليه وسلم ثبت عنه أنه قال ـ أحيانا ـ وعل

. وأما من جمع بينهما، فقد خالف السنة . فمن قال أحدهما، أو هذا تارة وهذا تارة، فقد أحسن ) أزواجه وذريته

ول . ثم إنه فاسد من جهة العقل ـ أيضا ا يق فإن أحد اللفظين بدل عن اآلخر، فال يجمع بين البدل والمبدل، ومن تدبر م . وفهمه، علم ذلك

إن الله اصطفي { : آل فالن إذا أطلق في الكتـاب والسنة، دخل فيـه فـالن، آما في قولـهلفظ : وأما الحكم في ذلك فيقال

المين ى الع ران عل ران [ } آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عم ه ] 33 : آل عم حر { : ، وقول اهم بس وط نجين ا آل ل : القمر [ } إلذاب { : ، وقوله ] 34 د الع ون أش وا آل فرع اعة أدخل وم الس وم تق يا وي افر [ } النار يعرضون عليها غدوا وعش ، ] 46 : غ

. ) اللهم صل على آل أبي أوفي ( : ، ومنه قوله صلى اهللا عليه وسلم ] 130 : الصافات [ } سلام على إل ياسين { : وقوله

يهم، ] 73 : هود [ } رحمت الله وبرآاته عليكم أهل البيت { : آقوله تعالي ) أهل البيت ( : وآذلك لفظ ، فإن إبراهيم داخل ف

ه ذلك قول ره ( : وآ ن س ل ا / م ا أه لى علين ي إذا ص ال األوف ال بالمكي ل أن يكت ت فليق د : لبي ى محم ل عل م ص اللهاب، : أصله أول، تحرآت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، فقيل ) اآلل ( الحديث، وسبب ذلك أن لفظ ) النبي ه ب آل، ومثله، فإنه قال ما ال . أصله أهل فقلبت الهاء ألفا، فقد غلط : ومن قال . وفي األفعال قال وعاد، ونحو ذلك . وناب ل علي دلي

. وادعي القلب الشاذ بغير حجة، مع مخالفته لألصل

ر، : وأيضا، فإن لفظ األهل يضيفونه إلى الجماد، وإلى غير المعظم، آما يقولون أهل البيت، وأهل المدينة، وأهل الفقيكين و . وأهل المس ه، فيك ره، أو يسوس ؤول غي أنه أن ي ى معظم من ش ا يضاف إل ا اآلل، فإنم هوأم ه إلي ه . ن مآل ومن

ي من يسوسه، . وهي السياسة : اإليالة ه، ونفسه هي أول وأول ه، ويرجع إلي ؤول إلي ه، وي م من يؤول فآل الشخص ههو مختص به، بل يتناوله ويتناول من يؤوله، فلهذا جاء في : فلهذا آان لفظ آل فالن متناولا له، وال يقال . ويؤول إليهراهيم ( : أآثر األلفاظ ى آل إب راهيم ( : وجاء في بعضها ) آما صليت على آل إبراهيم، وآما بارآت عل ه ) إب نفسه، ألن

ا . إنما يحصل لهم ذلك تبعا . هو األصل في الصالة والزآاة، وسائر أهل بيته ذا تنبيه ذا، وه وجاء في بعضها ذآر ه . على هذين

علي محمد وآل محمد، فذآر هنا محمدا وآل محمد، وذآر /ي آل محمد، وباركصل على محمد وعل : فلم قيل : فإن قيل . ) آل إبراهيم، أو إبراهيم ( : هناك لفظ

ر : قيل ام الخب ي مق راهيم، فف ى إب ا الصالة عل دعاء، وأم ألن الصالة على محمد وعلي آله ذآرت في مقام الطلب وال

ه ي آل ( : والقصة؛ إذ قول د وعل ي محم دعل ة ) محم ة طلبي ه . ، جمل راهيم ( : وقول ى آل إب ة ) صليت عل ة خبري . ، جمل . والجملة الطلبية إذا بسطت، آان مناسبا؛ ألن المطلوب يزيد بزيادة الطلب، وينقص بنقصانه

ي، وأما الخبر، فهو خبر عن أمر قد وقع وانقضي، ال يحتمل الزيادة والنقصان، فلم يمكن في زيادة اللفظ ز ادة المعن ي

راهيم أخري؛ ألن آال ارة، وبلفظ إب راهيم ت ذا جاء بلفظ آل إب فكان اإليجاز فيه واالختصار أآمل وأتم وأحسن؛ ولهي راهيم الت ى إب م أن الصالة عل د عل ي وقعت ومضت، إذ ق ه اآلخر، وهو الصالة الت دل علي اللفظين يدل على ما ي

دا مع . على آل إبراهيم، صالة على إبراهيموقعت، هي الصالة على آل إبراهيم، والصالة اللفظين واح فكان المراد ب . اإليجاز واالختصار

د، إذ هو طلب ) صل اهللا على محمد ( : وأما في الطلب، فلو قيل ى آل محم ى الصالة عل دل عل ا ي ذا م ، لم يكن في ه

ه في / صل علي : ودعاء ينشأ بهذا اللفظ ليس خبرا عن أمر قد وقع واستقر، ولو قيل ا يصلي علي ان إنم آل محمد، لك . على محمد وعلي آل محمد، فإنه يحصل بذلك الصالة عليه بخصوصه، وبالصالة على آله : فقيل . العموم

ذا : ثم إن قيل إنه داخل في آله مع االقتران، آما هو داخل مع اإلطالق، فقد صلى عليه مرتين خصوصا وعموما، وه . العام المعطوف على الخاص يتناول الخاص : قول من يقول ينشأ على

. إنه لم يدخل ولم يضر؛ فإن الصالة عليه خصوصا تغني : ولو قيل

ى وأيضا، ففي ذلك بيان أن الصالة على سائر اآلل إنما طلبت تبعا له، وأنه هو األصل الذي بسببه طلبت الصالة عل

، يشعر بفضيلة إبراهيم، ألن المشبه ) آما صليت على إبراهيم ( : المشهور، وهو أن قولهآله، وهذا يتم بجواب السؤال . دون المشبه به، وقد أجاب الناس عن ذلك بأجوبة ضعيفة

ا ( : ، آالم منقطع، وقوله ) صل على محمد ( : التشبيه عائد إلى الصالة على األول فقط، فقوله : فقيل وعلي آل محمد آمه ) ليت على إبراهيمص ا ال يليق بعلم ذا باطل عن الشافعي قطع افعي، وه ي عن الش ه العمران ذا نقل ، آالم مبتدأ، وه

. فإن هذا آالم رآيك في غاية البعد، وفيه من جهة العربية بحوث ال تليق بهذا الموضع . وفصاحته

والنبي : يجوز أن يكونا متماثلين، قال صاحب هذا القول : قول من منع آون المشبه به أعلي من المشبه، وقال : الثاني

ا ضعيف؛ ذا أيض اثالن في الصالة، وه ا متم ر الصالة، وهم صلى اهللا عليه وسلم يفضل على إبراهيم من وجوه غير د أن أخب ه فإن الصالة من اهللا من أعلي المراتب، أو أعالها، ومحمد أفضل الخلق فيها، فكيف وقد أمر اهللا بها بع أن

رة ال . ومالئكته يصلون عليه ة آثي ر، واألدل وأيضا، فاهللا ومالئكته يصلون على معلم الخير، وهو أفضل معلمي الخي . يتسع لها هذا الجواب

ى : قول من قال : الثالث ا صلى عل آل إبراهيم فيهم األنبياء الذين ليس مثلهم في آل محمد، فإذا طلب من الصالة مثلم

ألهل بيته من ذلك ما يليق بهم، فإنهم دون األنبياء، وبقيت الزيادة لمحمد صلى اهللا عليه وسلم، فحصل هؤالء، حصل . له بذلك من الصالة عليه مزية ليست إلبراهيم، وال لغيره، وهذا الجواب أحسن مما تقدم

ي طلحة عن ا : وأحسن منـه أن يقال ن أب ى ب ا روي عل ـه محمد هـو مـن آل إبراهيم، آم اس في قول ن عب ه { : ب إن الل

راهيم : قال ابن عباس . ] 33 : آل عمران [ } اصطفي آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين . محمد من آل إبا فإنه إذا دخل غيره من األنبياء في آل إبراهيم، فهو أحق بالدخول فيهم، . وهذا بين ى آل : فيكون قولن ا صليت عل آم

راهيم / ة آل إب ين من ذري الي . إبراهيم، متناولا للصالة عليه، وعلي سائر النبي ال تع د ق وة { : وق ه النب ي ذريت ا ف وجعلندر م ] 27 : العنكبوت [ } والكتاب ا بق ائر ، ثم أمرنا أن نصلي على محمد، وعلي آل محمد خصوص ه مع س ا صلينا علي

. آل إبراهيم عموما، ثم ألهل بيته من ذلك ما يليق بهم، والباقي له، فيطلب له من الصالة هذا األمر العظيم

ره راهيم وغي ا إلب ه أعظم مم ه ب ل . ومعلوم أن هذا أمر عظيم، يحصل ل ا هو مث دعاء إنم وب بال ان المطل ه إذا آ فإنره المشبه به، وله نصيب وافر من راهيم وغي ا إلب ر مم ه من المشبه وحده أآث وب، صار ل . المشبه، وله أآثر المطل

ى آل من ذا من فضله عل ه، فظهر به ه من المشبه ب ا ل ك م ى ذل وإن آان جملة المطلوب مثل المشبه، وانضاف إلا جزي رسو ا أفضل م ه النبيين ما هو الالئق به صلى اهللا عليه وسلم تسليما آثيرا، وجزاه عن م صل . لا عن أمت الله

ا د آم ي آل محم د وعل ى محم ارك عل د، وب د مجي راهيم إنك حمي ى آل إب ا صليت عل د آم على محمد وعلي آل محم . بارآت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد

عن النبي وهل روي ؟ وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن الصالة على النبي صلى اهللا عليه وسلم هل األفضل فيها سرا أم جهرا

ال ه ق لم أن ي ( : صلى اهللا عليه وس ه ؟ أم ال ) ازعجوا أعضاءآم بالصالة عل اس أن ن عب روي عن اب ذي ي والحديث ال . أفتونا مأجورين ؟ أمرهم بالجهر ليسمع من لم يسمع

: فأجاب

ع . وآذلك الحديث اآلخر . أما الحديث المذآور، فهو آذب موضوع، باتفاق أهل العلم روى في رف ا ي ائر م ذلك س وآ

الصوت بالصالة عليه، مثل األحاديث التي يرويها الباعة لتنفيق السلع، أو يرويها السؤال من قصاص وغيرهم لجمع . الناس وجبايتهم، ونحو ذلك

الوا ه حين ق لم أمت ه وس ي صلى اهللا علي م النب ا عل ا السال : والصالة عليه هي دعاء من األدعية، آم د علمن ك، ق م علي

ال وا ( : فكيف الصالة عليك فق د : قول راهيم إنك حمي ى آل إب ا صليت عل د، آم ي آل محم د وعل ى محم م صل عل اللهد . مجيد د مجي راهيم إنك حمي ى آل إب ا بارآت عل د، آم ي آل محم اه في الصحيحين ) وبارك على محمد وعل . أخرج

ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه { : قال تعالى/ ناك سبب يشرع له الجهروالسنة في الدعاء آله المخافتة، إال أن يكون هذآر . ] 3 : مريم [ } إذ نادى ربه نداء خفيا { : ، وقال تعالى عن زآريا ] 55 : األعراف [ } ال يحب المعتدين بل السنة في الال { : ل تعالىآله ذلك، آما قا : األعراف [ } واذآر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو واآلص

وا يرفعون أصواتهم . ] 205 ه في سفر، فجعل وفي الصحيحين أن أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم آانوا معدعون ( : اهللا عليه وسلمفقال النبي صلى ا ت ا، وإنم م، وال غائب دعون أص إنكم ال ت ى أنفسكم، ف وا عل اس، أربع ا الن أيه

ا . ) سميعا قريبا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدآم من عنق راحلته دعاء، مم ه وال اه في الصالة علي وهذا الذي ذآرنع صوته اتفق عليه العلماء، فكلهم يأمرون العبد إذا دع دعو، ال يرف ا ي لم آم ا أن يصلي على النبي صلى اهللا عليه وس

ى ان خارج الصالة، حت ازة، أو آ بالصالة عليه أآثر من الدعاء، سواء آان في صالة، آالصالة التامة، وصالة الجندعو لم، وي ه وس ي صلى اهللا علي ى النب ذلك عقيب التلبية، فإنه يرفع صوته بالتلبية، ثم عقيب ذلك يصلي عل را، وآ س

. بين تكبيرات العيد إذا ذآر اهللا، وصلى على النبي صلى اهللا عليه وسلم، فإنه وإن جهر بالتكبير، ال يجهر بذلك

م يستحب ه ل ه، فإن ذآر فيصلي علي وآذلك لو اقتصر على الصالة عليه صلى اهللا عليه وسلم خارج الصالة مثل أن ي

. ائل ذلك مخطئ مخالف لما عليه علماء المسلمينالصوت بذلك، فق/ أحد من أهل العلم رفع

روه أو ذا مك ع، فه ي الجم اء ف دام بعض الخطب ؤذنين ق ه بعض الم ذي يفعل ع الصوت بالصالة أو الرضا ال ا رف وأم . واهللا أعلم . يسكت : يصلي عليه سرا، ومنهم من يقول : محرم، باتفاق األمة، لكن منهم من يقول

د ( : وسئل عمن يقول ى محم ارك عل ى ال يبقي من صالتك شيء وب اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد حت

ى لم عل وعلى آل محمد حتى ال يبقى من برآاتك شيء، وارحم محمدا وآل محمد حتى ال يبقى من رحمتك شيء، وس . أفتونا مأجورين ) محمد وعلى آل محمد حتى ال يبقى من سالمك شيء

: فأجاب

حتى ال يبقى من صالتك شيء، ورحمتك شيء ـ : وقول القائل . الحمد هللا، ليس هذا الدعاء مأثورا عن أحد من السلف

ه . إن أراد به أن ينفد ما عند اهللا من ذلك ـ فهذا جاهل ه معطي فإن ما عند اهللا من الخير ال نفاد له ـ وإن أراد أنه بدعائ . فإن دعاءه ليس هو السبب الممكن من ذلك . أيضا ـ جهلجميع ما يمكن أن يعطاه، فهذا ـ

ال نهم من ق لم م ه وس ا فرض واجب في : وسئل عن أقوام حصل بينهم آالم في الصالة على النبي صلى اهللا علي إنه

ا من فروض الصالة، وم : وقال بعضهم . آل وقت، ومن ال يصلي عليه يأثم ة؛ ألنه ا هي فرض في الصـالة المكتوب ؟ عدا ذلك فغير فرض؛ لكن موعود الذي يصلي عليه بكل مرة عشرة

: فأجاب

ي ا، ومذهب أب ة في الصالة، وال تجب في غيره ا واجب روايتين أنه د في إحدى ال الحمد هللا، مذهب الشافعي وأحم

ال م من هؤالء من ق ا ال تجب في الصالة، ث ة األخرى أنه رة، تج : حنيفة، ومالك وأحمد في الرواي ب في العمر م . واهللا أعلم . تجب في المجلس الذي يذآر فيه، والمسألة مبسوطة في غير هذا الموضع : ومنهم من قال

را، صلى اهللا . من صلى علي مرة، صلى اهللا عليه عشرا ( : وسئل عن قوله صلى اهللا عليه وسلم ى عش ومن صلى عل

رة ومن صلى على مائة، صلى اهللا . عليه مائة ه ألف م و دخل . علي ه حسرات ول ي، يبقي في قلب م يصل عل ومن ل ؟ إذا صلى العبد على الرسول صلى اهللا عليه وسلم يصلي اهللا على ذلك العبد أم ال . ) الجنة

: فأجاب

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ى مر ( : الحمد هللا رب العالمين، ثبت في الصحيح عن النب ة، صلى اهللا من صلى عل

ان ( : وفي السنن عنه أنه قال . ) عليه عشرا ي، إال آ ه عل م يصلوا في ه، ول ذآروا اهللا في م ي ما اجتمع قوم في مجلس فل . واهللا أعلم . النغص والحسرة : والترة . ) عليهم ترة يوم القيامة

؟ اللهم صل على فالن : يه وسلم، بأن يقالهل يجوز أن يصلى على غير النبي صلى اهللا عل : وسئـل

: فأجاب

اء ازع العلم د تن لم : الحمد هللا، ق ه وس ي صلى اهللا علي ر النب ى غي لم أن يصلي عل ه وس ي صلى اهللا علي ر النب هل لغي

: على قولين ؟ مفردا

. المنع، وهو المنقول عن مالك، والشافعي، واختيار جدي أبي برآات : أحدهمار أصحابه : والثاني ار أآث د، واختي ادر : أنه يجوز وهو المنصوص عن أحم د الق ل، والشيخ عب ن عقي . آالقاضي، واب

. صلى اهللا عليك : واحتجوا بما روي عن علي أنه قال لعمر

ى رسول اهللا صلى : واحتج األولون بقول ابن عباس لم ال أعلم الصالة تنبغي من أحد على أحد، إال عل ه وس . اهللا عليروه منهي ذا مك وهذا الذي قاله ابن عباس، قاله لما ظهرت الشيعة، وصارت تظهر الصالة على علي دون غيره، فه

. عنه، آما قال ابن عباس

يس دعاء، ول وع من ال ذا ن ر الرسـول، فه وأمـا مـا نقل عـن علي، فإذا لم يكن على وجه الغلو وجعل ذلك شعارا لغيي صلى ] 34 : األحزاب [ } هو الذي يصلي عليكم وملائكته { : اب والسنة ما يمنع منه، وقد قال تعالىفي الكت ، وقال النب

م يحدث / إن المالئكة تصلي على أحدآم ما دام ( : اهللا عليه وسلم وفي حديث قبض . ) في مصاله الذي صلى فيه ما ل . ) اهللا عليك وعلى جسد آنت تعمرينهصلى ( : الروح

ه ره آقول ى غي لم يصلي عل ي أوفى ( : وال نزاع بين العلماء أن النبي صلى اهللا عليه وس ى آل أب م صل عل ه ) الله وأن

. واهللا أعلم . ) اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ( : يصلي على غيره تبعا له، آقوله

: رحمه اهللا وقال شيخ اإلسالم ـ المنصوص أحمد أنه ال يدعو إال باألدعية المشروعة؟: فصـــل

قلت : المنصوص المشهور عن اإلمام أحمد، أنه ال يدعو في الصالة إال باألدعية المشروعة المأثورة، آما قال األثرمر : قال ؟ بماذا أدعو بعد التشهد : ألحمد ه . بما جاء في الخب لم أو : قلت ل ه وس ال رسول اهللا صلى اهللا علي يس ق م ( : ل ث

. هذا معنى آالم أحمد . ما في الخبر : فعاودته، فقال . يتخير مما جاء في الخبر : قال ؟ ) ليتخير من الدعاء ما شاء

ه : قلت ه { : وقد بينت بعض أصل ذلك، لقول ة إن رعا وخفي م تض وا ربك دين ادع ب المعت ، وأن ] 55 : األعراف [ } ال يحاظ، / الدعاء ليس آله جائزا، بل فيه عدوان محرم، والمشروع رة األلف ارة في آث ال عدوان فيه، وأن العدوان يكون ت

ال ا ق ي أسألك القصر األ : وتارة في المعاني، آما قد فسر الصحابة ذلك؛ إذ قال هذا البنه لم م إن ين الله بيض عن يمأي : فقال . أسألك الجنة وقصورها، وأنهارها، وأعوذ بك من النار، وسالسلها وأغاللها : الجنة إذا دخلتها، وقال اآلخر

وم ( : بني، سل اهللا الجنة، وتعوذ به من النار، فقد سمعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول سيكون في هذه األمة قد . ) لطهوريعتدون في الدعاء وا د . واالعتداء يكون في العبادة وفي الزه ول أحم إن : وق ر، حسن، ف ا جاء في الخب بم

. الالم في الدعاء للدعاء الذي يحبه اهللا، ليس لجنس الدعاء، فإن من الدعاء ما يحرم

. ية حسناءدارا، وجار : ما جاز من الدعاء خارج الصالة، جاز في الصالة، مثل سؤاله : فإن قيل دوان : ومن قال : قيل ال ؟ إن مثل هذا مشروع خارج الصالة، وأن مثل هذه األلفاظ ليست من الع ذ، فيق دعاء : وحينئ ال

ل يكون تحبا، ب م يشرعه ال يكون مس ا ل ـارع فم ا يتلقى من الش إن االستحباب إنم المستحب هو الدعاء المشروع، فه شرع من الدين ما لم يأذن به اهللا م أن ه مستحب، أو عل م أن م يعل دعاء ل ا ب دين، لكن إذا دع ، فإن الدعاء من أعظم ال

ذلك م تبطل صالته ب ر مستحب، ل يس من جنس آالم . جائز غي دعاء ل ين، وال ا تبطل بكالم اآلدمي إن الصالة إنم فذا من بعض ا /اآلدميين، بل هو ل ه د وجد مث ه، وق م يشرع ل اء ل ي آما لو أثني على اهللا بثن د النب ى عه لصحابة عل

ه من األجر ه في ا ل ي م ومن . صلى اهللا عليه وسلم، ولم ينكر عليه آونه أثني ثناء لم يشرع له في ذلك المكان، بل نف . فالدعاء خمسة أقسام . الدعاء ما يكون مكروها وال تبطل به الصالة، ومنه ما تبطل به الصالة

تحب و الواجب والمس رع ه ذي يش ل الصالة و . ال تحب، وال يبط ال يس اح، ف ا المب ا، . أم ره وال يبطله روه يك والمك

ول . والمحرم يبطلها؛ ألنه من الكالم . آااللتفات في الصالة، وآما لو تشهد في القيام، أو قرأ في القعود ق ق وهذا تحقياد . حب غير المشروعفإنه لم يبطل الصالة بالدعاء غير المأثور، لكنه لم يستحبه؛ إذ ال يست . أحمد وبين أن التخيير ع

د، ظ واح دعاء بلف لم ال ه وس ي صلى اهللا علي د النب م يقي اه، إذ ل نص وبمعن ظ ال ون بلف روع يك روع، والمش ى المش إل . آالقراءة

ى التوق . ولهذا لما آانت صالة الجنازة مقصودها الدعاء، لم يوقت فيها وقتا ت، ولما آان الذآر أفضل، آان أقرب إل ي

. آاألذان والتلبية، ونحو ذلك

ه نظر ه، ففي ى أمر دين ا يرجع إل ار، وبم ا ورد في األخب ه اهللا ـ إال بم ذآر إال . فأما قول الجد ـ رحم م ي د ل إن أحم فا . فالدعاء بمصالح الدنيا جائز، فإنه مشروع/وأيضا، . األخبار دوان، آم والدعاء ببعض أمور الدين قد يكون من الع

ه : فاألجود أن يقال . آر عن الصحابة، وآما لو سأل منازل األنبياءذ ا وردت ب إال بالدعاء المشروع المسنون، وهو م . األخبار، وما آان في معناه؛ ألن ذلك لم يوجب علينا التعبد بلفظه، آالقرآن

ه فأم . وآذلك التكبير ونحوه . ونحن منعنا من ترجمة القرآن؛ ألن لفظه مقصود ظ، لكن آره ا الدعاء، فلم يوقت فيه لف

: فالمراتب ثالثة . أحمد بغير العربية

اللفظ العجمي م ب ه . القراءة، والذآر، والدعاء باللفظ المنصوص، ثم باللفظ العربي في معنى المنصوص، ث ذا آره فهدل . أحمد في الصالة اب الب رأي يجو . وفي البطالن به خالف، وهو من ب ع من وأهل ال زون ـ مع تشددهم في المن

ه الصالة ـ يجوزون . الكالم في الصالة وا ب ر، وأبطل يس في الخب رآن، أو ل يس في الق ذي ل دعاء ال وا ال ى آره حت . الترجمة بالعجمية، فلم يجعل بالعربية عبادة، وجوزوا التكبير بكل لفظ يدل على التعظيم

ة، وفي دعاء فهم توسعوا في إبدال القرآن بالعجمي ه في ال م يتوسعوا مثل ار، ول ره من األذآ ذآر بغي دال ال د . إب وأحم

ال : بالعكس/ وغيره من األئمة ر ( : الدعاء عندهم أوسع، وهذا هو الصواب؛ ألن النبي صلى اهللا عليه وسلم ق م ليتخي ثمعينا، آما وقت لهم الذآر، فكيف ولم يوقت في دعاء الجنازة شيئا، ولم يوقت ألصحابه دعاء ) من الدعاء أعجبه إليه

يقيد ما أطلقه الرسول صلى اهللا عليه وسلم من الدعاء، ويطلق ما قيده من الذآر، مع أن الذآر أفضل من الدعاء، آما ؟ قررناه في غير هذا الموضع

. ولهذا توجب األذآار العلمية ما لم يجب من الثنائية

ر ( : الكلمات الباقيات الصالحات ولهذا آان أفضل الكالم بعد القرآن، ) سبحان اهللا، والحمد هللا، وال إله إال اهللا، واهللا أآب

رآن ( : فأمر النبي صلى اهللا عليه وسلم بهذه الكلمات لمن عجز عن القرآن، وقال ان ) هن أفضل الكالم بعد الق ذا آ ولهالى جدك، ( : أفضل االستفتاحات في الصالة، ما تضمنت ذلك، وهو قوله سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتع

. لما قد بيناه في غير هذا الموضع ) وال إله غيرك

ين ة، يب ك مقتضي لإلجاب رآن، وذل د الق وذآرنا أن هذا ثناء، فهو أفضل من الدعاء، وهو ثناء بمعني أفضل الكالم بعلم ق : ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي أمامة قال ه وس ل، ( / : ال رسول اهللا صلى اهللا علي ار من اللي من تع

دير : فقال ى آل شيء ق د، وهو عل ه الحم د هللا وسبحان اهللا، واهللا . ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، له الملك، ول الحمر أن ) أآبر، وال حول وال قوة إال باهللا، ودعا استجيب له، وإن توضأ قبلت صالته د أخب ذه الكلمات الخمس، إذا فق ه

ك د ذل ول صالته، إذا توضـأ بع اح . افتتح بها المستيقظ من الليل آالمه، آان ذلك سببا إلجابة دعائه، ولقب فيكون افتته ه . الصالة بذلك سببا لقبولها، وما فيها من الدعاء، أو حمد اهللا والثناء عليه قبل دعائ ي صلى اهللا علي ذلك أمر النب ول

. ) آبر فاحمد اهللا، واثن عليه، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ( : لك في حديث المسيء فقالوسلم بذ

د ( : وأيضا، ففي أحاديث أخر من أحاديث االفتتاح أنه آان يقول را، الحم ر آبي اهللا أآبر آبيرا، اهللا أآبر آبيرا، اهللا أآب . وهذا معناها ) ثيراهللا آثيرا، الحمد هللا آثيرا، الحمد هللا آ

رات هي من جنس ك التكبي ن مسعود، وتل ك عن اب ل ذل ا نق د، آم د الزوائ رات العي ين تكبي تحبة ب ا مس ا، فإنه وأيض

. تكبيرات االفتتاح

ال ا ق را، أو آم را، ويسبح عش د عش را، ويحم . وأيضا، ففي الحديث اآلخـر من أحاديث االستفتاح، أنه آان يكبر عشموسى وغيره على معني تشهد ابن /وافق معاني األحاديث الكثيرة على معنى هذا االفتتاح، آتوافق معنى تشهد أبي فت

وإذا آان الذآر الواحد قـد جاءت عامـة األذآار بمعناه، آان أرجح مما لم يجئ فيه إال حديث واحد؛ ألنه يدل . مسعود . لمعاني، وما آثر قصده واختياره له آان مقدما على ما لم يكثرعلى آثرة قصد النبي صلى اهللا عليه وسلم لتلك ا

ا ات ـ أيض ر الصلوات المكتوب ذه الكلمات مشروعة في دب ذلك األحاديث الصحيحة، . ويؤيد ذلك أن ه ا جاءت ب آم

لم ه وس ا صلى اهللا علي م، . فتكون هي من الفواتح والخواتم التي أوتيها نبين واتح الكل ي ف ه أوت ه فإن ه، وخواتم وجوامع . صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم تسليما

؟ هل الدعاء عقيب الفرائض، أم السنن، أم بعد التشهد في الصالة : وسئل ـ رحمه اهللا

: فأجاب

ل السالم ي التشهد قب دعو ف ا، أن ي أمر به ا وي لم يفعله ه وس ي صلى اهللا علي ان النب ي آ نة الت ي . الس ه ف ا ثبت عن آم

ر، وأعوذ بك من ( : الصحيح أنه آان يقول بعد التشهد اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القب . ) فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال

د ا . وفي الصحيح ـ أيضا ـ أنه أمر بهذا الدعاء بعد التشهد / ول بع ان يق ه آ ذلك في الصحيح أن ل السالم وآ : لتشهد قبدم، وأنت المؤخر، ( اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المق

ال . يا رسول اهللا، علمني دعاء أدعو به في صالتي : وفي الصحيح أن أبا بكر قال ) ال إله إال أنت ل ( : فق ي : ق م إن الله . ) ا آثيرا، وال يغفر الذنوب إال أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيمظلمت نفسي ظلم

دعو في سجوده ان ي ل السالم، وآ د التشهد وقب دعو بع ان . وفي الصحيح أحاديث غير هذه، أنه آان ي ة آ وفي رواي

دعون . يدعو إذا رفع رأسه من الرآوع، وآان يدعو في افتتاح الصالة أمومون ي ان هو والم ه آ ه أن ل أحد عن م يق ول . واهللا أعلم . بعد السالم، بل آان يذآر اهللا بالتهليل والتحميد والتسبيح والتكبير، آما جاء في األحاديث الصحيحة

ال ن ق ـئل عم ول : وس ما، وال يق عين اس عة والتس دعاء إال بالتس ـوز ال و : ال يج ان، وال يق ا من ان، ي ا حن ل : لي ا دلي ي

؟ الحائرين، فهل له أن يقول ذلك : فأجاب/

ى اء عل إن جمهور العلم ره، ف ن حزم وغي د اب أبي محم أخرين آ الحمد هللا، هذا القول وإن آان قد قاله طائفة من المت : خالفه، وعلي ذلك مضي سلف األمة وأئمتها، وهو الصواب لوجوه

د أن التسعة والتسعين اسما : أحدها ا عن لم، وأشهر م ه وس ي صلى اهللا علي ا حديث صحيح عن النب لم يرد في تعيينه

ون اظ أهل الحديث يقول زة، وحف ي حم ذه : الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أب هوقد . رواه ابن ماجه . الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث، وفيها حديث ثان أضعف من هذا

. روي في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف

ل ا دلي ى تعيينه م عل م يق رآن، وإذا ل وهذا القائل الذي حصر أسماء اهللا في تسعة وتسعين، لم يمكنه استخراجها من القال ن أن يق م يمك ه ل ول ب ه ال : يجب الق ا؛ ألن ا دون غيره دعاء به وز ال ي يج ي الت ن ه أمور م ز الم ى تميي بيل إل س

ل . فكل اسم يجهل حاله، يمكن أن يكون من المأمور، ويمكن أن يكون من المحظور . المحظور دعوا إال : وإن قي ال ت . هذا أآثر من تسعة وتسعين : باسم له ذآر في الكتاب والسنة، قيل

ك الحديث، أنه إذا قيل تعيينها على ما في حديث الترم : الوجه الثاني ذي مثال، ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذل

ول آدم ] الرب [ / مثل اسم ا { : ، فإنه ليس في حديث الترمذي، وأآثر الدعاء المشروع إنما هو بهذا االسم، آق ا ظلمن ربننا وح ] 23 : األعراف [ } أنفس ول ن ك { : ، وق وذ ب ي أع ال رب إن م ق ه عل ي ب يس ل ا ل ألك م ود [ } أن أس ول ] 47 : ه ، وقي { : ، وقول موسى ] 41 : إبراهيم [ } ربنا اغفر لي ولوالدي { : إبراهيم اغفر ل ت نفسي ف ي ظلم ال رب إن : القصص [ } ق

ول المسيح ] 16 ماء ربن { : ، وق ن الس دة م ا مآئ زل علين دة [ } ا أن ك ] 114 : المائ ال ذل ك . ، وأمث ذآر عن مال ه ي ى إن حت . يا رب، ألنه دعاء النبيين، وغيرهم، آما ذآر اهللا في القرآن : يا سيدي، بل يقال : وغيره، أنهم آرهوا أن يقال

ذي ] المنان [ وآذلك اسم دعو ففي الحديث ال ا ي لم سمع داعي ه وس ي صلى اهللا علي ي : رواه أهل السنن أن النب م إن الله

ي ال النب وم، فق ا قي ا حي ي رام، ي ا ذا الجالل واإلآ ديع السموات واألرض، ي ان، ب أسألك بأن لك الملك، أنت اهللا المنه أجاب، وإذا ( : صلى اهللا عليه وسلم ذي إذا دعي ب ه أعطى لقد دعا اهللا باسمه األعظم ال ول من ) سئل ب ذا رد لق وه

. زعم أنه ال يمكن في أسمائه المنان

يا دليل الحائرين، دلني على طريق الصادقين، واجعلني من : وقد قال اإلمام أحمد ـ رضي اهللا عنه ـ لرجل ودعه، قل اء : وقد أنكر طائفة من أهل الكالم . عبادك الصالحين ي الوف ر، وأب ل، أن يكون من أسمائه آالقاضي أبي بك ن عقي اب

دليل في األصل هو /الدليل؛ ألنهم ظنوا أن الدليل هو ور؛ ألن ال ه الجمه ا علي ا، والصواب م ي يستدل به ة الت الدالل . المعرف للمدلول، ولو آان الدليل ما يستدل به، فالعبد يستدل به ـ أيضا ـ فهو دليل من الوجهين جميعا

ذا االسم في . ) إن اهللا وتر يحب الوتر ( : صحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قالوأيضا، فقد ثبت في ال وليس ه

ال ه ق ال ( : هذه التسعة والتسعين، وثبت عنه في الصحيح أن ل يحب الجم ا ) إن اهللا جمي يس هو فيه وفي الترمذي . ولال وليس ه ) إن اهللا نظيف يحب النظافة ( : وغيره أنه قال ه ق ه أن ا، وفي الصحيح عن ل إال ( : ذا فيه إن اهللا طيب ال يقب

. وتتبع هذا يطول . وليس هذا فيها ) طيبا

رحمن . اهللا ( : ولفظ التسعة والتسعين المشهورة عند الناس في الترمذي رحيم . ال ك . ال دوس . المل . المؤمن . السالم . القيمن ز . المه ارالج . العزي ر . ب الق . المتكب ارئ . الخ ور . الب ار . المص ار . الغف اب . القه رزاق . الوه اح . ال يم . الفت . العلم . البصير . السميع . المذل . المعز . الرافع . الخافض . الباسط . القابض دل . الحك ر . اللطيف . الع يم . الخبي . العظيم . الحلودود . الحكيم . الواسع . المجيب . الرقيب . الكريم . الجليل . الحسيب . المقيت . الحفيظ . الكبير . العلي . شكورال . الغفور . الدئ . المحصي . الحميد . الولي . المتين/ . القوي . الوآيل . الحق . الشهيد . الباعث . المجيد د . المب ي . المعي . مميت ال . المحيوم . الحي روي الواحد ـ الصمد . الماجد . الواجد . القي ادر . األحد ـ وي در . الق دم . المقت . اآلخر . األول . المؤخر . المقرؤوف . العفو . المنتقم . التواب . البر . المتعالي . الوالي . الباطن . الظاهر رام . ال ك ذو الجالل واإلآ ك المل . المقسط . مالانع . المعطي . المغني . الغني . الجامع افع . الضار . الم ور . الن ادي . الن ديع . اله اقي . الب وارث . الب يد . ال . الصبور . الرش

. ) الذي ليس آمثله شيء وهو السميع البصير

ه السبوح، : ومن أسمائه التي ليست في هذه التسعة والتسعين، اسمه لم أن ه وس ي صلى اهللا علي وفي الحديث عن النبول ) الشافي ( واسمه . ) سبوح قدوس ( : آان يقول ان يق ه آ اس، واشف ( : آما ثبت في الصحيح أن اس رب الن أذهب الب

ل . ) أنت الشافي، ال شافي إال أنت شفاء ال يغادر سقما راحمين، وخ : وآذلك أسماؤه المضافة مث افرين، أرحم ال ر الغ يا ك مم ر ذل وب، وغي ه، ومقلب القل ورب العالمين، ومالك يوم الدين، وأحسن الخالقين، وجامع الناس ليوم ال ريب في

. ثبت في الكتاب والسنة، وثبت في الدعاء بها بإجماع المسلمين، وليس من هذه التسعة والتسعين

دي : الوجه الثالث ره، وهو ح ه الخطابي وغي ال ما احتج ب ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ن مسعود عن النب ا ( : ث اب ماللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل : هم وال حزن فقال/أصاب عبدا قط

تأث ك، أو اس ه في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في آتابك، أو علمته أحدا من خلق رت بي، وذهاب غمي وهمي، إال فاء صدري، وجالء حزن في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، وش

ا ه فرح ه مكان ه وأبدل ه وغم الوا ) أذهب اهللا هم تعلمهن : ق ال ن ول اهللا، أف ا رس ال ؟ ي معهن أن ( : ق ن س ي لم ى ينبغ بل . بو حاتم ابن حبان في صحيحهرواه اإلمام أحمد في المسند، وأ ) يتعلمهن

ما من ( : فهذا يدل على أن له أسماء استأثر بها، وذلك يدل على أن قوله : قال الخطابي وغيره إن هللا تسعة وتسعين اسة ل ) أحصاها دخل الجن ول القائ ا يق ة، آم م : ، أن في أسمائه تسعة وتسعين من أحصاها دخل الجن ي ألف دره إن ل

. دقة، وإن آان ماله أآثر من ذلكأعددتها للص

ا، ] 180 : األعراف [ } ولله األسماء الحسنى فادعوه بها { : واهللا في القرآن قال دعى بأسمائه الحسني مطلق أمر أن ي ، ف . مواهللا أعل . ليست أسماؤه الحسنى إال تسعة وتسعين اسما، والحديث قد سلم معناه : ولم يقل

؟ يا اهللا، يا رحمن : إذا دعا العبد ال يقول : وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن رجل قال

: فأجاب

ول ه يق ا رب ن : الحمد لله، ال خالف بين المسلمين أن العبد إذا دع وم باالضطرار من دي ذا معل ن، وه ا رحم ا اهللا، ي ي

، وآان ] 110 : اإلسراء [ } لله أو ادعوا الرحمـن أيا ما تدعوا فله األسماء الحسنيقل ادعوا ا { : اإلسالم، آما قال تعاليدعو : فقال المشرآون ) يا اهللا يارحمن ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم يقول في دعائه محمد ينهانا أن ندعو إلهين، وهو ي

أي المدعو إله واحد، وإن } قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمـن أيا ما تدعوا فله األسماء الحسني { : إلهين، فقال اهللا تعاليالي ال تع ا ق ماؤه، آم ددت أس مآئ { : تع ي أس دون ف ذين يلح ا وذروا ال ادعوه به ني ف ماء الحس ه األس : األعراف [ } هولل

180 [ .

. واهللا أعلم . يا اهللا يا رحمن، فإنه يستتاب، فإن تاب، وإال قتل : ومن أنكر أن يقال دك ( وسئل عن امرأة سمعت في الحديث / دك، ناصيتي بي ن عب دك، واب ي عب م إن ذا ) الله ى ه داومت عل ى آخره ف إل

؟ إني أمتك، بنت أمتك، إلى آخره، فأبت إال المداومة على اللفظ، فهل هي مصيبة أم الاللهم : قولي : اللفظ، فقيل لها

: فأجاب

ه : وإن آان قولها . اللهم إني أمتك، بنت عبدك، ابن امتك، فهو أولي وأحسن : بل ينبغي لها أن تقول عبدك ابن عبدك ل . مخرج في العربية، آلفظ الزوج، واهللا أعلم

؟ ما يقبل اهللا دعاء ملحونا : ل عن رجل دعا دعاء ملحونا، فقال له رجلوسئ

: فأجاب

دعاء دين ب ه ال ا ل ا اهللا مخلص ا من دع ه السلف، وأم ان علي ا آ من قال هذا القول فهو آثم مخالف للكتاب والسنة، ولم

ا، والكالم / جائز سمعه م اهللا، وأجاب دعاءه سواء آان معربا أو ملحون داعي إذا ل ل ينبغي لل ه، ب ذآور ال أصل ل المره تكلف : تكن عادته اإلعراب أال يتكلف اإلعراب، قال بعض السلف ا يك إذا جاء اإلعراب، ذهب الخشوع، وهذا آم

. السجع في الدعاء، فإذا وقع بغير تكلف فال بأس به، فإن أصل الدعاء من القلب، واللسان تابع للقلب

ه، ال يحضره ومن جعل همته ف تح علي ه دعاء يف ي الدعاء تقويم لسانه، أضعف توجه قلبه، ولهذا يدعو المضطر بقلبه ذا أمر يجده آل مؤمن في قلب م قصد . قبل ذلك، وه ة، واهللا ـ سبحانه ـ يعل ر العربي ة، وبغي دعاء يجوز بالعربي وال

. ختالف اللغات، على تنوع الحاجاتالداعي، ومراده، وإن لم يقوم لسانه، فإنه يعلم ضجيج األصوات، با

: وقال ـ رحمه اهللا في المختار من السالم في الصالة ذات األرآان: فصــل

وأما السالم من الصالة، فالمختار عند مالك ومــن تبــعه من أهل المدينــة تســليمة واحدة في جميع الصالة، فرضها . فعلية، أو على رآن واحدونفلها، المشتملة على األرآان ال

. تسليمتان، في جميع ذلك، ووافقهم الشافعي : وعند أهل الكوفة/

ا : والمختار في المشهور عن أحمد ليمتان، وأم ا تس لم منه ام ورآوع وسجود يس ى قي تملة عل ة المش أن الصالة الكاملر : الصالة برآن واحد، آصالة الجنائز، وسجود التالوة، وسجود الشكر ا جاءت أآث فالمختار فيها تسليمة واحدة، آم

. اآلثار بذلك

رد ليم المف رد بالتس ي المف رآن الفعل ي . فالخروج من األرآان الفعلية المتعددة بالتسليم المتعدد، ومن ال إن صالة النب فا ى صلى اهللا عليه وسلم آانت معتدلة، فما طولها أعطي آل جزء منها حظه من الطول، وما خففه أدخل التخفيف عل

. عامة أجزائها

يكم، : السالم علكيم ورحمة اهللا، أسألك الفوز بالجنة، وعن شماله : إذا سلم عن يمينه يقول : وسئل عن رجل السالم عل ؟ فإن آان مكروها، فما الدليل على آراهته ؟ أسألك النجاة من النار، فهل هذا مكروه أم ال

: فأجاب

ذا ! مد لله، نعمالح إن ه لم، وال استحبه أحد من / يكره هذا؛ ألن هذا بدعة، ف ه وس ه رسول اهللا صلى اهللا علي م يفعل ل

يس اآلخر، ول العلماء، وهو إحداث دعاء في الصالة في غير محله، يفصل بأحدهما بين التسليمتين، ويصل التسليمة بسمع اهللا لمن حمده، أسألك الفوز بالجنة، ربنا ولك الحمد، أسألك : ألحد فصل الصفة المشروعة بمثل هذا، آما لو قال

. واهللا أعلم . النجاة من النار، وأمثال ذلك باب الذآر بعد الصالة ر ( : وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن حديث عقبة بن عامر، قال المعوذات دب أمرني رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أن أقرأ بال ) ل صالةآ ة ق ل : وعن أبي أمام ا رسول اهللا : قي دعاء أسمع ! ي ال ؟ أي ال ر الصلوات ( : ق ر، ودب ل األخي جوف اللي

ال . ) المكتوبة ده فق لم أخذ بي ه وس ل؛ أن رسول اهللا صلى اهللا علي ك، فال ( : وعن معاذ بن جب ي ألحب اذ، واهللا إن ا مع يى أن ) اللهم أعني على ذآرك وشكرك وحسن عبادتك : تدعن في دبر آل صالة أن تقول دل عل ذه األحاديث ت فهل ه

. أفتونا وابسطوا القول في ذلك مأجورين ؟ الدعاء بعد الخروج من الصالة سنة

: فأجاب

ي صلى اهللا علي ى أن النب دل عل اند ت لم الحمد لله رب العالمين، األحاديث المعروفة في الصحاح والسنن والمس ه وسآان يدعو في دبر صالته قبل الخروج منها، وآان يأمر أصحابه بذلك ويعلمهم ذلك، ولم ينقل أحد أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان إذا صلى بالناس يدعو بعد الخروج من الصالة هو والمأمومون جميعا ال في الفجر، وال في العصر،

يستقبل أصحابه، ويذآر اهللا ويعلمهم ذآر اهللا عقيب الخروج / نه آانوال في غيرهما من الصلوات، بل قد ثبت عنه أ . من الصالة

ول ا، ويق اذا الجالل ( : ففي الصحيح أنه آان قبل أن ينصرف يستغفر ثالث م أنت السالم ومنك السالم، تبارآت ي الله

ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، له الملك وله ( : وفي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة أنه آان يقول . ) واإلآرامع ذا الجد منك الجد ا منعت وال ينف ا أعطيت وال معطي لم انع لم وفي . ) الحمد وهو على آل شيء قدير، اللهم ال م

ال شريك ال إله إال اهللا وحده ( : الصحيح من حديث ابن الزبير أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يهلل بهؤالء الكلماته اه، ل د إال إي ه إال اهللا، وال نعب ه، ال إل وة إال بالل دير، ال حول وال ق ى آل شيء ق د، وهو عل ه الحم له، له الملك، ول

افرون ره الك ن . ) النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، ال إله إال اهللا مخلصين له الدين، ولو آ وفي الصحيح عن اباس أص : عباس ع الن لم أن رف ه وس ي صلى اهللا علي د النب ى عه ان عل ذآر آ ـرف انقضاء : وفي لفظ . واتهم بال ا نع آن

. صالته بالتكبير

: واألذآار التي آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يعلمها المسلمين عقيب الصالة أنواع ال ( : فتلك تسع وتسعون ويقول تمام المائة . ثينأنه يسبح ثالثا وثالثين، ويحمد ثالثا وثالثين، ويكبر ثالثا وثال : أحدها/

. رواه مسلم في صحيحه . ) إله إال اهللا وحده ال شريك له، له الملك وله الحمد وهو على آل شيء قدير

. وقد رواه مسلم ) ال إله إال اهللا ( يقولها خمسا وعشرين، ويضم إليها : والثاني : ثة ثالثا وثالثين، وهذا على وجهينالثال : يقول : والثالث

. أن يقول آل واحدة ثالثا وثالثين : أحدهما

. أن يقول آل واحدة إحدي عشرة مرة، والثالث والثالثون في الحديث المتفق عليه في الصحيحين : والثاني

. يكبر أربعا وثالثين ليتم مائة : والخامس

ك مناسب؛ . ثة عشرا عشراالثال : يقول : والسادس لم، وذل ه وس فهذا هو الذي مضت به سنة رسول اهللا صلى اهللا علي

. فدعاؤه له، ومسألته إياه، وهو يناجيه أولي به من مسألته ودعائه بعد انصرافه عنه . ألن المصلي يناجي ربه ا ـ / إن الصالة هو : وأما الذآر بعد االنصراف، فكما قالت عائشة ـ رضي اهللا عنه د صقالها، ف رآة بع ل مسح الم مث

الي ال اهللا تع د ق رآة، وق ة مسح الم ك بمنزل د ذل ذآر بع ت { : نور، فهي تصقل القلب آما تصقل المرآة، ثم ال إذا فرغ فب ك فارغ ى رب ب وإل رح [ } فانص ل ] 8، 7 : الش ا : ، قي ي العب دنيا فانصب ف غال ال ن أش ك إذا فرغت م ى رب دة، وإل

ال . وهذا أشهر القولين . فارغب ون فق م يلعب ون : وخرج شريح القاضي على قوم من الحاآة يوم عيد وه م تلعب ا لك ؟ مك فارغب { : وتال قوله تعالي ؟ أو بهذا أمر الفارغ : إنا تفرغنا، قال : قالوا ى رب ذا ويناسب . } فإذا فرغت فانصب وإل ه

ا { : قوله تعالي ه } يا أيها المزمل قم الليل إلا قليل ي قول ار { : إل ي النه ك ف ا إن ل وم قيل ا وأق د وطئ ي أش ل ه ئة اللي إن ناشد : وناشئة الليل في أصح القولين . تكون فارغا ، أي ذهابا ومجيئا، وبالليل ] 7، 1 : المزمل [ } سبحا طويلا إنما تكون بعر : النوم، يقال ب، وزوال أث ا يشغل القل دم م نشأ إذا قام بعد النوم؛ فإذا قام بعد النوم، آانت مواطأة قلبه للسانه أشد لع

. } وأقوم { : حرآة النهار بالنوم، وآان قوله

م } وإلى ربك فارغب { في الدعاء، } فانصب { من الصالة، } غتفإذا فر { : وقد قيل ان صحيحا أو ل وهذا القول سواء آره ا أم يكن، فإنه يمنع الدعاء في آخر الصالة، السيما والنبي صلى اهللا عليه وسلم هو المأمور بهذا، فالبد أن يمتثل م

. اهللا به ل الخروج من الصالة ودعاؤه في الصالة المنقول/ ان قب ا آ ا، إنم ال ألصحابه في . عنه في الصحاح وغيره د ق وق

نم، ومن عذاب : إذا تشهد أحدآم، فليستعذ بالله من أربع؛ يقول ( : الحديث الصحيح اللهم إني أعوذ بك من عذاب جه . ) القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال

ه ( : ابن مسعود الصحيح لما ذآر التشهد قال وفي حديث ه إلي دعاء أعجب ا ) ثم ليتخير من ال د روت عائشة وغيره ، وق

. دعاءه في صالته بالليل، وأنه آان قبل الخروج من الصالة

ا ذآر التشهد : فقول من قال ن مسعود لم ال في حديث اب : إذا فرغت من الصالة فانصب في الدعاء، يشبه قول من قد د فاقع ادة سواء آانت من . فإذا فعلت ذلك، فقد قضيت صالتك، فإن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقع ذه الزي وه

ة ره من أئم ك من ذآ ول ذل ا يق ن مسعود، آم آالم النبي صلى اهللا عليه وسلم، أو من آالم من أدرجها في حديث ابه الحديث، ففيها أن قائل ذلك جعل ذلك قضاء للصالة، فه : كذا جعله هذا المفسر فراغا من الصالة، مع أن تفسير قول

ه : أي } فإذا فرغت فانصب { إن قول ول ضعيف؛ ف ه : فرغت من الصالة ق د ب ارغ إن أري ق، وألن الف إذا فرغت مطل . ليس آذلكأشغال الدنيا بالصالة، ف/ الفارغ من العبادة، فالدعاء أيضا عبادة، وإن أريد به الفراغ من

د ثبت يوضح ذلك أنه ال نزاع بين المسلمين أن الصالة يدعي فيها، آما آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يدعو فيها، فق

تفتاح اء االس ي دع ول ف ان يق ه آ ي الصحيح أن ه ف رق ( : عن ين المش دت ب ا باع اي آم ين خطاي ي وب د بين م باع اللها ي اي آم ي من خطاي م نقن ثلج والمغرب، الله اء وال اي بالم لني من خطاي م اغس دنس، الله وب األبيض من ال ي الث نق

اغفر ( : وأنه آان يقول ) والبرد اللهم أنت الملك ال إله إال أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فد ه ال يه ت، واصرف لي ذنوبي جميعا، فإنه ال يغفر الذنوب إال أنت، واهدني ألحسن األخالق، فإن نها إال أن ي ألحس

. ) عني سيئها فإنه ال يصرف عني سيئها إال أنت

ان وثبت عنه في الصحيح أنه آان يدعو إذا رفع رأسه من الرآوع، وثبت عنه الدعاء في الرآوع والسجود، سواء آ

دعاء آخر الصالة ه ال ا بكر الصد . في النفل أو في الفرض، وتواتر عن ه ـ وفي الصحيحين أن أب يق ـ رضي اهللا عنذنوب : قل ( : يا رسول اهللا، علمني دعاء أدعو به في صالتي فقال : قال اللهم إني ظلمت نفسي ظلما آثيرا، وال يغفر ال

يما ) إال أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم فإذا آان الدعاء مشروعا في الصالة السإذا فرغت من الصالة فانصب في الدعاء، والذي فرغ منه هو نظير الذي أمر به، فهو في / : يف يقولفي آخرها، فك

وي : ثم إنه لم يقل مسلم . الصالة آان ناصبا في الدعاء، ال فارغا د وأق د الخروج من الصالة يكون أوآ إن الدعاء بعه ان قول دعا } فانصب { : منه في الصالة، ثم لو آ ه في ال ى قول م يحتج إل ك فارغب { : ء، ل ى رب م أن } وإل د عل ه ق ؛ فإن

. الدعاء إنما يكون لله

ا في : فعلم أنه أمره بشيئين ره آم ى غي ه ال إل ى رب ه إل أن يجتهد في العبادة عند فراغه من أشغاله، وأن تكون رغبتتعين { : وقوله . } فانصب { : ، موافق لقوله } إياك نعبد { : فقوله } إياك نعبد وإياك نستعين { : قوله ه } وإياك نس : ، موافق لقول

ـه { : ، وقوله ] 123 : هود [ } فاعبده وتوآل عليه { : ، ومثله قوله } وإلى ربك فارغب { ي ال إل و رب ت ه ه توآل و علي إال هاب ه مت ه السالم ـ ] 30 : الرعد [ } وإلي ول شعيب ـ علي ه أنيب { : ، وق ت وإلي ه توآل ذي ] 10 : الشوري [ } علي ه ال ، ومن

إليك، وأفضل من سألك ورغب اللهم اجعلني من أوجه من توجه إليك، وأقرب من تقرب ( : يروي عند دخول المسجدرآن نوعان : ، واألثر اآلخر ) إليك ذآور في الق ك أن دعاء اهللا الم ل، وذل اء والعم ادة، ودعاء : وإليك الرغب دعاء عب

ام { : ، يجمع نوعي دعاء اهللا، قال تعالي } فانصب وإلى ربك فارغب { : مسألة ورغبة، فقوله دعوه وأنه لما ق ه ي د الل عبه { : ، وقال تعالي ] 19 : الجن [ } آادوا يكونون عليه لبدا } ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند رب

. ، ونظائره آثيرة ] 117 : المؤمنون [ اآلية ه ] دبر الصالة [ فظ وأما ل/ ي آخر جزء من ه . ، فقد يراد به آخر جزء منه، وقد يراد به ما يل ر اإلنسان، فإن ا في دب آم

ك ] العقب [ آخر جزء منه، ومثله لفظ ي ذل ا يل ه م راد ب د ي . قد يراد به الجزء المؤخر من الشيء، آعقب اإلنسان، وقراد ا، فالدعاء المذآور في دبر الصالة إما أن ي ي آخره ا يل ه م راد ب ث، أو ي ة األحادي ا ليوافق بقي ه آخر جزء منه ب

ويكون ذلك ما بعد التشهد آما سمي ذلك قضاء للصالة وفراغا منها حيث لم يبق إال السالم المنافي للصالة، بحيث لو وبكل . ا أو مجمالفعله عمدا في الصالة بطلت صالته، وال تبطل سائر األذآار المشروعة في الصالة، أو يكون مطلق

ك، وال يجوز أن يشرع سنة ل ذل أثورة آانت قب ة الم ة األدعي د السالم؛ ألن عام حال، فال يجوز أن يخص به ما بع . بلفظ مجمل يخالف السنة المتواترة باأللفاظ الصريحة

: والناس لهم في هذه فيما بعد السالم ثالثة أحوال

م منهم من ال يرى قعود اإلمام مستقب روي عن السلف أنه ا ي تهم م ل المأمـوم ال بذآر وال دعــاء وال غير ذلك، وحج

وا أن م يعلم ه، ول ه من مكان ك يوجب قيام وا أن ذل د السالم، فظن ة بع تقبال القبل تديم اس ام أن يس انوا يكرهون لإلم آه من / لمقصود، انصرافه مستقبل المأمومين بوجهه آما آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يفعل يحصل هذا ا ذا يفعل وه

. يفعله من أصحاب مالك

راه في نهم من ي ك في الصلوات الخمس، وم رى ذل ومنهم من يرى دعاء اإلمام والمأموم بعد السالم، ثم منهم من ينة، ذلك س يس مع هؤالء ب رهم، ول د، وغي صالة الفجر والعصر، آما ذآر ذلك من ذآره من أصحاب الشافعي وأحم

ه : التمسك بلفظ مجمل، أو بقياس، آقول بعضهم وإنما غايتهم يس بوقت صالة، فيستحب في د الفجر والعصر ل ما بعاج . الدعاء واترة ال يحت ل المت ة الصحيحة، ب لم الثابت ه وس ومن المعلوم أن ما تقدمت به سنة رسول اهللا صلى اهللا علي

. فيه إلى مجمل، وال إلى قياس

مرني رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر آل صالة، فهذا بعد الخروج أ : وأما قول عقبة بن عامر . منها

دعاء أسمع : قيل : وأما حديث أبي أمامة ا رسول اهللا أي ال ال ؟ ي ة ( : ق ر الصلوات المكتوب ر، ودب ل األخي ، ) جوف اللي

ده، لكن : وإن قيل . ما قبل السالمفهذا يجب أال يخص ما بعد السالم، بل البد أن يتناول ا بع أنه يعم ما قبل السالم ومذلك ال يستلزم أن يكون دعاء اإلمام والمأموم جميعا بعد السالم سنة، آما ال يلزم مثل ذلك قبل السالم، بل إذا دعا آل

اذ . واحد وحده بعد السالم، فهذا ال يخالف السنة لم لمع ه وس ل وآذلك قوله صلى اهللا علي ن جب ر ( / : ب دعن في دب ال ت

ى ذآرك، وشكرك، وحسن عبادتك : آل صالة أن تقول ي عل م أعن ل السالم ) الله ا قب اول م ده ـ . ، يتن ا بع اول م ويتنى . أيضا ـ آما تقدم ه إل د بعث ا، وق لم يصلي إمام فإن معاذا آان يصلي إماما بقومه، آما آان النبي صلى اهللا عليه وس

ول اليمن مع ان يق وت، لك دعاء القن ك، آ ى ذل ين عل أموم مجتمع ا : لما لهم، فلو آان هذا مشروعا لإلمام والم م أعن الله . على ذآرك وشكرك، فلما ذآره بصيغة اإلفراد، علم أنه ال يشرع لإلمام والمأموم ذلك بصيغة الجمع

ال ن عازب ق راء ب ا إذا صل : ومما يوضح ذلك ما في الصحيح عن الب لم، آن ه وس ينا خلف رسول اهللا صلى اهللا علي

وم تجمع ( : فسمعته يقول : أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، قال ادك، أو ي وم تبعث عب رب قني عذابك ي . ، فهذا فيه دعاؤه صلى اهللا عليه وسلم بصيغة اإلفراد، آما في حديث معاذ، وآالهما إمام ) عبادك

في : ن يستقبل المأمومين، وأنه ال يدعو بصيغة الجمع، وقد ذآر حديث معاذ بعض من صنف في األحكامأنه آا : وفيه

ي رة أن النب ي هري ة، عن أب لم، والسنن الثالث ا في مس ث، آم ائر األحادي ة لس ل السالم، موافق األدعية في الصالة قبع إذا فرغ أحدآم من التشهد األخير، ( : صلى اهللا عليه وسلم قال ه من أرب نم، ومن عذاب : فليتعوذ بالل من عذاب جه

. ) القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم آان يعلمهم هذا الدعاء آما يعلمهم السورة من : وفي مسلم وغيره عن ابن عباس/

ات، اللهم إني أعوذ ب ( : القرآن، يقول ا والمم ة المحي ك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتن . ) وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال

اللهم إني أسألك : أتشهد، ثم أقول : قال ؟ ما تقول في الصالة : وفي السنن أنه قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لرجل

لم الجنة، وأعوذ بك من النار، أ ه وس دن ( : ما واهللا ما أحسن دندنتك، وال دندنة معاذ، فقال صلى اهللا علي ا ندن ، ) حولهمه ا قال . رواه أبو داود وأبو حاتم في صحيحه، وظاهر هذا أن دندنتهما ـ أيضا ـ بعد التشهد في الصالة، ليكون نظير م

ول ف ان يق لم آ ه وس ر، ( : ي صالته وعن شداد بن أوس أن رسول اهللا صلى اهللا علي ات في األم ي أسألك الثب م إن اللها ر م انا صادقا، وأسألك من خي والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولس

. رواه النسائي ) تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم

اللهم إني أعوذ ( : أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يدعو في الصالة : ا ـوفي الصحيحين عن عائشة ـ رضي اهللا عنهي أعوذ بك من . بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات م إن الله

رم /ما أآثر ما تستعيذ : فقال له قائل ) المغرم والمأثم ا رسول اهللا من المغ ال ي ذب، ( : ، ق إن الرجل إذا غرم حدث فك . ) ووعد فأخلف

ي صلى . والظاهر أن هذا يدل على أنه آان بعد التشهد : قال المصنف في األحكام اس أن النب ن عب يدل عليه حديث اب

قبر، وأعوذ بك من اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب ال ( : اهللا عليه وسلم آان يقول بعد التشهدان . ) فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ه آ ذي في الصحيحين أن اس ال ن عب دم حديث اب وقد تق

دبر . وحديث أبي هريرة وأنه يقال بعد التشهد . يعلمهم هذا الدعاء، آما يعلمهم السورة من القرآن وقد روي في لفظ الة، ما رواه البخاري وغيره ان الكتاب م الغلم م المعل عن سعد بن أبي وقاص، أنه آان يعلم بنيه هؤالء الكلمات، آما يعل

اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من ( : إن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم آان يتعوذ بهن دبر الصالة : ويقول . ) دنيا، وأعوذ بك من عذاب القبرالجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة ال

ر، ( : وفي النسائي عن أبي بكرة أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يقول في دبر الصــالة اللهم إني أعوذ بك من الكف

ا ـ قالت . ) والفقر، وعذاب القبر ى : وفي النسائي ـ أيضا ـ عن عائشة ـ رضي اهللا عنه ود /دخلت عل رأة من اليه . امبلي، إنا لنقرض منه الجلود والثوب، فخرج رسول اهللا صلى : فقالت . آذبت : إن عذاب القبر من البول، فقلت : فقالت

ال ذا ( : اهللا عليه وسلم إلى الصالة وقد ارتفعت أصواتنا، فق ا ه ال ) م ت، ق ا قال ه بم د ) صدقت ( : فأخبرت ا صلى بع فم . ) اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، أجرني من حر النار، وعذاب القبر ( : ةيومئذ، إال قال في دبر الصال

دم : ] األحكام [ قال المصنف في والظاهر أن المراد بدبر الصالة في األحاديث الثالثة قبل السالم توفيقا بينه وبين ما تق

صحيح، فإن هذا الحديث في الصحيح من حديث عائشة ـ وهذا الذي قاله : قلت . من حديث ابن عباس، وأبي هريرة

أعاذك اهللا من عذاب القبر، فسألت عائشة ـ : رضي اهللا عنها ـ أن يهودية دخلت عليها فذآرت عذاب القبر، فقالت لها ال ر حق ( : رضي اهللا عنها ـ رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن عذاب القبر، فق م عذاب القب ا : ائشة قالت ع . ) نع فم

ر وذ من عذاب القب د صلى صالة إال تع لم بع اب يوافق . رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وس ذا الب واألحاديث في ه . واهللا أعلم . بعضها بعضا وتبين ما تقدم

ماعة من وربما في الج ؟ وسئل عن جماعة يسبحون اهللا، ويحمدونه، ويكبرونه عقب الصالة، هل ذلك سنة أم مكروه

؟ يثقل بالتطويل من غير ضرورة

: فأجاب

وليس لمن . ومن أراد أن يقوم قبل ذلك فله ذلك، وال ينكر عليه . التسبيح والتكبير عقب الصالة مستحب، ليس بواجبة، وال ل عن القبل ام، أي ينتق ى ينصرف اإلم وم حت أموم أال يق ينبغي أراد فعل المستحب أن يترآه، ولكن ينبغي للم

اللهم أنت السالم، ومنك السالم، تبارآت ( : لإلمام أن يقعد بعد السالم مستقبل القبلة إال مقدار ما يستغفر ثالثا، ويقول . وإذا انتقل اإلمام فمن أراد أن يقوم قام، ومن أحب أن يقعد يذآر اهللا فعل ذلك . ) يا ذا الجالل واإلآرام

: مد بن تيمية ـ رحمه اللهوقال شيخ اإلسالم أح

في عد التسبيح باألصابع: فصــل

لم للنساء ه وس إنهن مسؤوالت ( : وعد التسبيح باألصابع سنة آما قال النبي صلى اهللا علي دن باألصابع ف سبحن واعقان من الصحابة ـ رضي اهللا . وأما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك، فحسن . ) مستنطقات ك، وآ نهم ـ من يفعل ذل ع

ان يسبح رة آ ا هري ك، وروي أن أب ى ذل ا عل وقد رأى النبي صلى اهللا عليه وسلم أم المؤمنين تسبح بالحصى، وأقره . به

ه ه، وإذا أحسنت في م يكره نهم من ل ه، وم اس من آره وأما التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز، ونحوه، فمن النه آالسوار النية، فهو حسن غير مكروه، و أما اتخاذه من غير حاجة، أو إظهاره للناس ـ مثل تعليقة في العنق، أو جعل

ر حاجة رائين من غي ابهة الم راءاة ومش ة الم اس، أو مظن اء للن ا ري ذا إم ك ـ فه د، أو نحو ذل األول محرم، . في اليادات المختصة آالصالة رآن من والثاني أقل أحواله الكراهة؛ فإن مراءاة الناس في العب راءة الق ذآر وق والصيام وال

اعون { : تعالي/أعظم الذنوب، قال اهللا ون الم راؤون ويمنع م ي ذين ه اهون ال لاتهم س ن ص م ع ذين ه } فويل للمصلين الاعون [ الي ] 7، 4 : الم ال تع ادع { : ، وق افقين يخ الي إن المن اموا آس الة ق ى الص اموا إل ادعهم وإذا ق و خ ه وه ون الل

. ] 142 : النساء [ } يرآؤون الناس وال يذآرون الله إال قليلا

ه ا ل ده مخلص م يعب ه ل ول فأما المرائي بالفرائض، فكل أحد يعلم قبح حاله، وأن اهللا يعاقبه لكون الي يق دين، واهللا تع : ال . ] 5 : البينة [ } ذلك دين القيمةوما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزآاة و {

الص إنا أنزلنا إليك الك { : وقال تعالي دين الخ ه ال ا لل دين أل ه ال ذا في ] 3، 2الزمر [ } تاب بالحق فاعبد الله مخلصا ل فه . القرآن آثير

ط، بحيث ه فق وط عمل ه بحب وأما المرائي بنوافل الصالة والصوم والذآر وقراءة القرآن، فال يظن الظان أنه يكتفي في

ادات مختصة، وال يكون ال له و ر اهللا؛ إذ هي عب ادة غي ال عليه، بل هو مستحق للذم والعقاب، على قصده شهرة عبذا في ة، فه التعليم واإلمام د، آ ع العب ه نف تصح إال من مسلم، وال يجوز إيقاعها على غير وجه التقرب، بخالف ما في

. واهللا أعلم . االستئجار عليه نزاع بين العلماء

ه ؟ قراءة آية الكرسي دبر آل صالة في جماعة، هل هي مستحبة أم ال وسئل عن ي صلى اهللا علي ان فعل النب ا آ وم ؟ ) دبر آل صالة ( : وقوله ؟ وسلم في الصالة

: فأجاب

روه أحد من أهل الكتب م ي ذا ل ه ضعيف؛ وله الحمد لله، قد روي في قراءة آية الكرسي عقيب الصالة حديث، لكن

اؤه يجهرون . معتمد عليها، فال يمكن أن يثبت به حكم شرعيال لم وأصحابه وخلف ه وس ي صلى اهللا علي م يكن النب ولة بعد الصالة بقراءة آية الكرسي، وال غيرها من القرآن، فجهر اإلمام والمأموم بذلك، والمداومة عليها، بدعة مكروه

ة أن يحدث آخر ك إحداث شعار، بمنزل إن ذل ا، أو خواتيم بال ريب، ف راءة الفاتحة دائم أمومين بق ام والم جهر اإلمب ين عقي ى صالة رآعت ا ـ عل أموم ـ دائم ام والم اع اإلم ة اجتم ر، أو بمنزل ر الحش د، أو آخ رة، أو أول الحدي البق

. الفريضة، ونحو ذلك مما ال ريب أنه من البدع

المأمومين، فهذا ال بأس به؛ إذ قراءتها عمل صالح، وليس في وأما إذا قرأ اإلمام آية الكرسي في نفسه، أو قرأها أحد . اإلسالم، آما لو آان له ورد من القرآن والدعاء والذآر عقيب الصالة/ ذلك تغيير لشعائر

ي ب الصالة، فف ذآر عقي ن ال لم م ه وس ي صلى اهللا علي ي الصحيح عن النب ال ف ي فضائل األعم ت ف ذي ثب ا ال وأم

د، ( : ة بن شعبة أنه آان يقول، دبر آل صالةالصحيح عن المغير ه الحم ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، له الملك، ول . ) وهو على آل شيء قدير، اللهم ال مانع لما أعطيت، وال معطي لما منعت، وال ينفع ذا الجد منك الجد

د، وهو ال ( : وفي الصحيح ـ أيضا ـ عن ابن الزبير؛ أنه آان يقول ه الحم ك، ول ه المل ه، ل إله إال اهللا وحده ال شريك ل

على آل شيء قدير، ال إله إال اهللا، وال نعبد إال إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، ال إله إال اهللا مخلصين افرون ره الك و آ دين، ول ه ال ال . ) ل ه ق ي الصحيح أن ل صالة ثالث ( : وثبت ف ر آ ن سبح دب ا م د ثالث ين، وحم ا وثالث

ه : وثالثين، وآبر ثالثا وثالثين ـ وذلك تسعة وتسعون ـ وقال تمام المائة ك ول ه المل ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، ل . ) الحمد وهو على آل شيء قدير، غفرت ذنوبه وإن آانت مثل زبد البحر

ول آل واحد عشر، آل واحد خمسة وع : وقد روي في الصحيحين أنه يقول شرين، ويزيد فيها التهليل، وروي أنه يق

ين ا وثالث ر أربع ه يكب رة، وروي أن ع . ويروي أحد عشر م اس، أن رف ن عب ذآر حين ينصرف /وعن اب الصوت بالذلك إذا : الناس من المكتوبة، آان على عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، قال ابن عباس م إذا انصرفوا ب آنت أعل

التكبير : وفي لفظ . معتهس ي . ما آنت أعرف انقضاء صالة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إال ب ار الت ذه هي األذآ فه . جاءت بها السنة في أدبار الصالة

ه : وسئل ـ رحمه اهللا ـ عمن يقول ا شرعه رسول اهللا صلى اهللا علي ر م ار غي يئا من األذآ أنا أعتقد أن من أحدث ش

ه و ه ودليل ه وإمام لم نبي ه وس و ارتضى أن يكون رسول اهللا صلى اهللا علي سلم وصح عنه، أنه قد أساء وأخطأ، إذ لالآتفى بما صح عنه من األذآار، فعدوله إلى رأيه واختراعه جهل، وتزيين من الشيطان، وخالف للسنة؛ إذ الرسول

ه وشرعه ا علي را، إال دلن رك خي م يت دنيا صلى اهللا عليه وسلم ل ر ال ه خي دليل إعطائ را؛ ب ه خي دخر اهللا عن م ي ا، ول لن ؟ واآلخرة؛ إذ هو أآرم الخلق على اهللا فهل األمر آذلك أم ال

: فأجاب

ادات ن أفضل العب دعوات م ار وال ب أن األذآ ه، ال ري د لل ى . الحم اع، ال عل ى التوقيف واالتب ا عل ادات مبناه والعب

ى سبيل فاألد . واالبتداع/الهوي الكها عل دعاء، وس ذآر وال عية واألذآار النبوية، هي أفضل ما يتحراه المتحري من الد يكون . والفوائد والنتائج التي تحصل ال يعبر عنه لسان، وال يحيط به إنسان . أمان وسالمة ار ق وما سواها من األذآ

. آثر الناس، وهي جملة يطول تفصيلهامحرما، وقد يكون مكروها، وقد يكون فيه شرك مما ال يهتدي إليه أ

ا ا آم اس عليه ة يواظب الن ادة راتب ا عب ر المسنون ويجعله ة غي وليس ألحد أن يسن للناس نوعا من األذآار واألدعير أن ا من غي ه المرء أحيان دعو ب ا ي ه، بخالف م أذن اهللا ب م ي ن ل يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداع دي

اس س ه للن ك، يجعل ه ذل ون في د يك ن ق ه، لك زم بتحريم ز الج م يج ا، ل ي محرم ه يتضمن معن م أن م يعل ذا إذا ل نة، فه . وهذا آما أن اإلنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت، فهذا وأمثاله قريب . واإلنسان ال يشعر به

ا ذا مم ر شرعي، فه ر غي تنان ذآ ر شرعي، واس اذ ورد غي ا اتخ هوأم رعية . ينهى عن ة الش ي األدعي ذا، فف ع ه وم

ة ار المحدث ا من األذآ ى غيره ا إل دل عنه واألذآار الشرعية غاية المطالب الصحيحة، ونهاية المقاصد العلية، وال يع . المبتدعة إال جاهل أو مفرط أو متعد

لى إمام لم يدع عقيب صالة العصر هل ومن أنكر ع ؟ وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن الدعاء عقيب الصالة هل هو سنة أم ال

؟ هو مصيب أم مخطئ

: فأجاب

اس ه بعض الن ا يفعل الحمد لله، لم يكن النبي صلى اهللا عليه وسلم يدعو هو والمأمومون عقيب الصلوات الخمس، آمك ومن نقل عن الش . وال نقل ذلك عن أحد، وال استحب ذلك أحد من األئمة . عقيب الفجر والعصر افعي أنه استحب ذل

. فقد غلط عليه، ولفظه الموجود في آتبه ينافي ذلك، وآذلك أحمد وغيره من األئمة لم يستحبوا ذلك

الوا . ولكن طائفة من أصحاب أحمد وأبي حنيفة وغيرهما استحبوا الدعاء بعد الفجر والعصر اتين الصالتين : ق ألن ه . الةال صالة بعدهما، فتعوض بالدعاء عن الص

رك ى أن من ت ون عل م متفق واستحب طائفة أخري من أصحاب الشافعي وغيره الدعاء عقيب الصلوات الخمس وآله

ه، ال أمر إيجاب وال أمر . ومن أنكر عليه فهو مخطئ باتفاق العلماء/ الدعاء لم ينكر عليه، أمورا ب يس م ذا ل فإن هفإن المداومة على ما لم . أحق باإلنكار منه، بل الفاعل أحق باإلنكاروالمنكر على التارك . استحباب، في هذا الموطن

دعاء ى ال و داوم عل ا ل يكن النبي صلى اهللا عليه وسلم يداوم عليه في الصلوات الخمس ليس مشروعا، بل مكروه، آمي، أو في الصلوات الخمس، أو داو ة األول وت في الرآع ى القن ى الجهر قبل الدخول في الصلوات، أو داوم عل م عل

روه ه مك ك، فإن ي صلى اهللا . باالستفتاح في آل صالة، ونحو ذل ه النب د فعل وت في الصلوات الخمس ق ان القن وإن آك، لم بنحو ذل ه وس ي صلى اهللا علي عليه وسلم أحيانا، وقد آان عمر يجهر باالستفتاح أحيانا، وجهر رجل خلف النب

. ا تشرع المداومة عليهفأقره عليه، فليس آل ما يشرع فعله أحيان

ك ى ذل داوم عل ذي ي نة، آال ا للس ذا مخالف د ه م يع ارض، ل ر ع ب الصالة ألم ا عقي أموم أحيان ام والم ا اإلم و دع . ولذلك د . واألحاديث الصحيحة تدل على أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يدعو دبر الصالة قبل السالم، ويأمر ب ا ق آم

ذا الموضع؛ بسطنا الكالم على ذل ر ه ازع في غي ه حجة للمن ا يظن أن في ث، وم ك من األحادي ا في ذل ك، وذآرنا مذي . وذلك ألن المصلي يناجي ربه، فإذا سلم انصرف عن مناجاته ه هو ال ه حال مناجات ومعلوم أن سؤال السائل لرب

ي آما أن من آان يخاطب ملكا أو غيره فإن سؤال . بعد انصرافه/ يناسب، دون سؤاله ه، أول ى مخاطبت ل عل ه وهو مقب . من سؤاله له بعد انصرافه

ك ؟ هل هو مكروه : عن هذا الذى يفعله الناس بعد آل صالة من الدعاء : وسئل ؟ وهل ورد عن أحد من السلف فعل ذلدعاء ه، ويشتغلون بال ان يقول لم آ ه وس ى صلى اهللا علي ذى صح أن النب ذآر ال فهل األفضل ؟ ويترآون ـ أيضا ـ ال

ان ؟ االشتغال بالذآر الوارد عن النبى صلى اهللا عليه وسلم أو هذا الدعاء لم آ ه وس ى صلى اهللا علي وهل صح أن النب ؟ يرفع يديه ويمسح وجهه أم ال

: فأجاب

ة، إنم د الصالة المكتوب ك بع لم من ذل ه وس ى صلى اهللا علي ل عن النب ذى نق المين، ال ه رب الع د لل ذآر الحم و ال ا ه

ى الصحيح ا ف ل م ا، مث اند، وغيره نن والمس ب الس ى الصحاح، وآت ى ف ار الت روف؛ آاألذآ ل أن : المع ان قب ه آ أنول م يق ا، ث رام ( : ينصرف من الصالة يستغفر ثالث اذا الجالل واإلآ م أنت السالم ومنك السالم تبارآت ي وفى ) اللهى آل ( : الصحيح أنه آان يقول دبر آل صالة مكتوبة د، وهو عل ه الحم ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، له الملك، ول

. ) وال ينفع ذا الجد منك الجد . اللهم ال مانع لما أعطيت، وال معطى لما منعت/شىء قدير،

د، ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، ( : وفى الصحيح أنه آان يهلل هؤالء الكلمات فى دبر المكتوبة ه الحم ك، ول له الملاء . وهو على آل شىء قدير ه الثن ه الفضل، ول ال حول وال قوة إال بالله ال إله إال اهللا، وال نعبد إال إياه، له النعمة، ول

. ) الحسن، ال إله إال اهللا مخلصين له الدين، ولو آره الكافرون

ه وفى الصحيح أن رفع الصوت بالتكبير عقيب انصراف الناس من المكتوبة، آان على عهد رسول اهللا صلى اهللا علي

من سبح دبر ( : وفى الصحيح أنه قال . وسلم، وأنهم آانوا يعرفون انقضاء صالة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بذلكة ام المائ ال تم ه إال اهللا : آل صالة ثالثا وثالثين، وحمد ثالثا وثالثين، وآبر ثالثا وثالثين فتلك تسع وتسعون وق ال إل

د البحر ل زب و آانت مث ه ول دير، غفرت ذنوب وفى ) وحده ال شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على آل شىء ق . ، وفى السنن أنواع أخر ) سبحان اهللا، والحمد هللا، واهللا أآبر، ثالثا وثالثين ( : الصحيح ـ أيضا ـ أنه يقول

: والمأثور ستة أنواع

. فالمجموع ثالثون : هذه الكلمات عشرا عشرا : أنه يقول : أحدها/

. أن يقول آل واحدة إحدى عشر، فالمجموع ثالث وثالثون : والثانى

. أن يقول آل واحدة ثالثا وثالثين، فالمجموع تسع وتسعون : والثالث

. ة أن يختم ذلك بالتوحيد التام، فالمجموع مائ : والرابع

. أن يقول آل واحد من الكلمات األربع خمسا وعشرين،فالمجموعة مائة : والسادس

. وأما قراءة آية الكرسى، فقد رويت بإسناد ال يمكن أن يثبت به سنة

لم، ولكن نق ه وس ه وأما دعاء اإلمام والمأمومين جميعا عقيب الصالة، فلم ينقل هذا أحد عن النبى صلى اهللا علي ل عنر آل صالة ول دب اذا أن يق ه أمر مع ك ( : أن ى ذآرك وشكرك وحسن عبادت ى عل م أعن ك ) الله ر . ونحو ذل ظ دب ولفه . الصالة قد يراد به آخر جزء من الصالة ا فى قول د انقضائها، آم ا بع ه م راد ب د ي آما يراد بدبر الشئ مؤخره، وق

الى جود { : تع ار الس ث ] 40 : ق [ } وأدب رين، وبعض األحادي وع األم ه مجم راد ب د ي ك / ، وق ع ذل ن تتب ا لم يفسر بعض : وبالجملة، فهنا شيئان . وتدبره

ا من الصلوات، ودعاء المصلى وحده، : أحدهما دعاء المصلى صالة االستخارة، وغيره رد، آ دعاء المصلى المنف

. إماما آان أو مأموما

انى اء اإلم : والث اب دع ى أعق ه ف م يفعل لم ل ه وس ى صلى اهللا علي ب أن النب انى ال ري ذا الث ا، فه أمومين جميع ام والموا المكتوبات، آما آان يفعل األذآار المأثورة عنه، إذ لو فعل ذلك لنقله عنه أصحابه، ثم التابعون، ثم العلماء، آما نقل

: على أقوال ما هو دون ذلك؛ ولهذا آان العلماء المتأخرون فى هذا الدعاء

رهم، د، وغي ك وأحم ة، ومال ى حنيف منهم من يستحب ذلك عقيب الفجر والعصر، آما ذآر ذلك طائفة من أصحاب أب . ولم يكن معهم فى ذلك سنة يحتجون بها، وإنما احتجوا بكون هاتين الصالتين ال صالة بعدهما

ال ا، وق ه، : ومنهم من استحبه أدبار الصلوات آله يم ال يجهر ب ة من أصحاب . إال إذا قصد التعل ك طائف ا ذآر ذل آم

ى الشافعى، وغيرهم، وليس معهم فى ذلك سنة، إال مجرد آون الدعاء مشروعا، وهو عقب الصلوات يكون أقرب إلل الخروج، مشروع مسنون . اإلجابة / وهذا الذى ذآروه قد اعتبره الشـارع فى صلب الصالة، فالدعاء فى آخرهـا قبا واجب،وأوجبوا بالس دعاء فى آخره ى أن ال نة المتواترة،وباتفاق المسلمين، بل قد ذهب طائفة من السلف والخلف إل

من عذاب : إذا تشهد أحدآم فليستعذ بالله من أربع ( : الدعاء الذى أمر به النبى صلى اهللا عليه وسلم آخر الصالة بقولهدجال جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا وا ة المسيح ال ات، ومن فتن لم ) لمم ان طاووس . رواه مس ره، وآ وغي

ن مسعود ذلك فى حديث اب ر من ( : يأمر من لم يدع به أن يعيد الصالة، وهو قول بعض أصحاب أحمد، وآ م ليتخي ث . ثيرةوفى حديث عائشة وغيرها، أنه آان يدعو فى هذا الموطن، واألحاديث بذلك آ . ) الدعاء أعجبه إليه

دعاء . والمناسبة االعتبارية فيه ظاهرة ه، فال اجى رب فإن المصلى يناجى ربه، فما دام فى الصالة لم ينصرف، فإنه ينه، ودعاء اة ل م يكن موطن مناج اة اهللا، ل ا هو موطن . حينئذ مناسب لحاله، أما إذا انصرف إلى الناس من مناج وإنم

ه فى الصالة ذآر له، وثناء عليه، فالمناجاة وال ال والتوجه إلي اء . دعاء حين اإلقب ك فالثن ا حال االنصراف من ذل أم . والذآر أولى

ذه ال يستحبون ل ه ة تقاب نهم طائف نة، فم ه الس رد ب م ت ا ل دعاء م وآما أن من العلماء من استحب عقب الصالة من ال

د ي ل ق أثور، ب ذآر الم ك، وينهون القعود المشروع بعد الصالة، وال يستعملون ال ه، فهؤالء مفرطون / كرهون ذل عن . بالنهى عن المشروع، وأولئك مجاوزون األمر بغير المشروع، والدين إنما هو األمر بالمشروع دون غير المشروع

ه ه بيدي ا مسحه وجه رة صحيحة، وأم ه أحاديث آثي وأما رفع النبى صلى اهللا عليه وسلم يديه فى الدعاء، فقد جاء في

. واهللا أعلم . يه إال حديث، أو حديثان، ال يقوم بهما حجةفليس عنه ف

؟ هل دعاء اإلمام والمأموم عقيب صالة الفرض جائز، أم ال : وسئل

: فأجاب

لم، ه وس الحمد لله، أما دعاء اإلمام والمأمومين جميعا عقيب الصالة، فهو بدعة لم يكن على عهد النبى صلى اهللا علي . فإن المصلى يناجى ربه، فإذا دعا حال مناجاته له آان مناسبا . آان دعاؤه فى صلب الصالة بل إنما

أثور عن ذآر الم ا المسنون عقب الصالة هو ال ر مناسب، وإنم ه، فغي ه وخطاب وأما الدعاء بعد انصرافه من مناجات

ال ( : نبى صلى اهللا عليه وسلم يقول عقب الصالةالنبى صلى اهللا عليه وسلم من التهليل، والتحميد، والتكبير آما آان الت، وال معطى / إله إال اهللا وحده ال شريك له، له الملك، ا أعطي انع لم وله الحمد، وهو على آل شىء قدير، اللهم ال م . ) لما منعت، وال ينفع ذا الجد منك الجد

ذلك من سبح دبر الصالة ثالثا ( : وقد ثبت فى الصحيح أنه قال ين، ف ا وثالث ر ثالث ين، وآب ا وثالث د ثالث وثالثين، وحم

دير، : تسعة وتسعون، وقال تمام المائة ى آل شىء ق د، وهو عل ه الحم ك، ول ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، له المل . واهللا أعلم . فهذا ونحوه هو المسنون عقب الصالة . أو آما قال ) حطت خطاياه

م وسئل عن ول له ذآر يق القرآن : رجل ينكر على أهل ال م يفتتحون ب ذآر بدعة، وه رآم فى ال ذآر بدعة وجه ذا ال ه

ويختتمون، ثم يدعون للمسلمين األحياء واألموات، ويجمعون التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة، ويصلون ؟ تصفيق، ويبطل الذآر فى وقت عمل السماععلى النبى صلى اهللا عليه وسلم، والمنكر يعمل السماع مرات بال

: فأجاب

ات ى األوق ادات ف ات والعب ن أفضل القرب و م ل صالح وه دعاء عم ه، وال تماع آتاب ذآر اهللا، واس اع ل ى . االجتم فف

ذآرو ( : النبى صلى اهللا عليه وسلم أنه قال/ الصحيح عن وم ي روا بق إذا م ياحين فى األرض، ف ن اهللا، إن لله مالئكة سا فى . ) وجدناهم يسبحونك ويحمدونك ( وذآر الحديث، وفيه ) تنادوا هلموا إلى حاجتكم ذا أحيان لكن ينبغى أن يكون ه

ه بعض األوقات، واألمكنة، فال يجعل سنة راتبة يحافظ عليها إال ما سن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم المداومة علي . مس فى الجماعات، ومن الجمعات، واألعياد، ونحو ذلكمن الصلوات الخ : فى الجماعات

ل، ا من اللي ار وزلف دعاء، طرفى النه ذآر، أو ال راءة، أو ال ه من الصالة، أو الق ى أوراد ل وأما محافظة اإلنسان عل

ه ى وجه وغير ذلك، فهذا سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم والصالحين من عباد اهللا قديما وحديثا، فما سن عمل علذلك ات، فعل آ اع آالمكتوب ان . االجتم ا آ ذلك، آم ل آ راد من األوراد، عم ه االنف ى وج ه عل ة علي ا سن المداوم وم

اقون يستمعون رأ، والب أمرون أحدهم يق ا، ي نهم ـ يجتمعون أحيان ن الخطاب . الصحابة ـ رضى اهللا ع ان عمر ب وآول يا أبا موسى ذآرنا ربنا، فيقرأ وهم يست : يقول ؤمن ساعة، وصلى : معون، وآان من الصحابة من يق ا ن اجلسوا بن

ارئ يهم ق ى الصحابة من أهل الصفة، وف النبى صلى اهللا عليه وسلم بأصحابه التطوع فى جماعة مرات، وخرج عل

. يقرأ، فجلس معهم يستمع ين، واقشعرار ا / ب، ودمع الع ذا أفضل األحوال وما يحصل عند السماع والذآر المشروع من وجل القل لجسوم، فه

. التى نطق بها الكتاب والسنة

ان د آ ا ق ه، آم م علي م يل ه، ل ا علي وأما االضطراب الشديد، والغشى والموت والصيحات، فهذا إن آان صاحبه مغلوبتمكن أفض . فإن منشأه قوة الوارد على القلب مع ضعف القلب . يكون فى التابعين ومن بعدهم وة، وال ا هو والق ل، آم

. حال النبى صلى اهللا عليه وسلم والصحابة، وأما السكون، قسوة وجفاء، فهذا مذموم ال خير فيه

وأما ما ذآر من السماع، فالمشروع الذى تصلح به القلوب، ويكون وسيلتها إلى ربها بصلة ما بينه وبينها، هو سماع ال ) ليس منا من لم يتغن بالقرآن ( : قال صلى اهللا عليه وسلمآتاب اهللا الذى هو سماع خيار هذه األمة، السيما وقد : وق

ذا السماع . وهو السماع الممدوح فى الكتاب والسنة ) زينوا القرآن بأصواتكم ( ا من ه ة حظ ا نسى بعض األم لكن لمه اهللا من الذى ذآروا به، ألقى بينهم العداوة والبغضاء، فأحدث قوم سماع القصائد والتصفيق وا ا ذم لغناء مضاهاة لم

وقابلهم قوم قست قلوبهم عن ذآر اهللا، وما نزل من الحق، وقست . المكاء والتصدية، والمشابهة لما ابتدعه النصارىود ى اليه ه اهللا عل ا عاب ة . قلوبهم فهى آالحجارة أو أشد قسوة مضاهاة لم ذه األم ار ه ه خي ا علي دين الوسط هو م وال

. واهللا أعلم . قديما وحديثا

دعون ويكشفون م ي رآن، ث يئا من الق رؤون ش وسئل ـ رحمه اهللا ـ عن عوام فقراء، يجتمعون فى مسجد يذآرون، ويقالى، ى اهللا تع رؤوسهم ويبكون ويتضرعون، وليس قصدهم من ذلك رياء وال سمعة، بل يفعلونه على وجه التقرب إل

؟ فهل يجوز ذلك أم ال

: فأجاب

ات ة ـ آاالجتماع ادة راتب ك ع ذ ذل م يتخ تحب إذا ل ن مس دعاء حس ذآر وال راءة وال ى الق اع عل ه، االجتم د لل الحمه . المشروعة ـ وال اقترن به بدعة منكرة ادة، فإن ه عب ى أن يما إذا اتخذ عل روه، الس ك، فمك رأس مع ذل وأما آشف ال

. أعلم واهللا . حينئذ يكون منكرا، وال يجوز التعبد بذلك

قفنا ] يس [ حيطاننا، ] تبارك [ بابنا، ] بسم هللا [ : وسئل عن رجل إذا صلى ذآر فى جوفه ال رجل . س ر، أعوذ : فق ذا آف ه ؟ وإذا لم يجب عليه، فما حكم هذا القول ؟ فهل يجب على ما قال هذا المنكر رد . من هذا القول/ بالله

: فأجاب

ا الحمد ل ات، فيتقى به ذه الكلم ه التحصن والتحرز به له رب العالمين، ليس هذا آفر، فإن هذا الدعاء وأمثاله يقصد ب

. من الشر آما يتقى ساآن البيت بالبيت من الشر والحر والبرد والعدو

يى ابن زآريا فى وهذا آما جاء فى الحديث المعروف عن النبى صلى اهللا عليه وسلم فى الكلمات الخمس التى قام يحذلك : بنى إسرائىل قال دو، فك ه من الع أوصيكم بذآر اهللا، فإن مثل ذلك مثل رجل طلبه العدو فدخل حصنا، فامتنع ب

ال ا ق ه من الشيطان بالحصن . ذآر اهللا، هو حصن ابن آدم من الشيطان، أو آم اع اإلنسان ب فشبه ذآر اهللا فى امتن . الذى يمتنع به من العدو

ا . لحصن له باب وسقف وحيطانوا ة ولباس ره تسمى جن ال . ونحو هذا، أن األعمال الصالحة من ذآر اهللا وغي ا ق آم

الوا ) خذوا جنتكم ( : وآما قال فى الحديث . ، فى أشهر القولين ] 26 : األعراف [ } ولباس التقوى ذلك خير { : تعالى ا : ، ق يال ؟ من عدو حضر رسول اهللا، ار ( : ق تكم من الن ر : ال، ولكن جن ه إال اهللا، واهللا أآب ه، وال إل د لل ) سبحان اهللا، والحم

ومثل هذا آثير . وفوقوا سهام الدعاء قبل سهام القسى . السابرى/ فتدرعوا جنن التقوى، قبل جنن : ومنه قول الخطيب . وجنة، ونحو ذلك يسمى سورا وحيطانا ودرعا

دعاء من أفضل إن ال أثورة؛ ف ة الم ولكن هذا الدعاء المسؤول عنه ليس بمأثور، والمشروع لإلنسان أن يدعو باألدعيره من ك فى غي العبادات، وقد نهانا اهللا عن االعتداء فيه، فينبغى لنا أن نتبع فيه ما شرع، وسن، آما أنه ينبغى لنا ذل

ه العبادات، والذى يعدل ه أال يفوت ان من أحزاب بعض المشائخ ـ األحسن ل ره ـ وإن آ عن الدعاء المشروع إلى غيا ذلك، وإن قاله ى ليست آ ة الت األآمل األفضل، وهى األدعية النبوية، فإنها أفضل وأآمل باتفاق المسلمين من األدعي

. بعض الشيوخ، فكيف يكون فى عين األدعية ما هو خطأ أو إثم أو غير ذلك

بعض المشايخ ـ ا ل ان حزب لم ـ وإن آ ه وس ى صلى اهللا علي أثور عن النب ومن أشد الناس عيبا من يتخذ حزبا ليس بم . واهللا أعلم . ويدع األحزاب النبوية التى آان يقولها سيد بنى آدم، وإمام الخلق، وحجة اهللا على عباده

باب ما يكره فى الصالة

: هللا روحه وقال شيخ اإلسالم ـ قدس ا : فى بيان ما أمر اهللا به ورسوله من إقام الصالة وإتمامها والطمأنينة فيها: فصـــل

ا إذا { : وقال تعالى . } وأقيموا الصالة وآتوا الزآاة { : قال اهللا تعالى ـ فى غير موضع من آتابه ـ ق هلوع ان خل إن الإنسالى ] 22 - 19 : المعارج [ } ه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلينمس ذين { : ، وقال تع ون ال ح المؤمن د أفل ق

م ا هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين ه افظون إل روجهم ح م لف ذين ه اعلون وال اة ف للزآك ه ك فأولئ ى وراء ذل ن ابتغ اتهم على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فم م لأمان ذين ه ادون وال م الع

الة { : ، وقال تعالى ] 9 - 1 : المؤمنون [ } م راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون وعهده بر والص تعينوا بالص واسهوات فخلف من بعد { : ، وقال تعالى ] 45 : البقرة [ } وإنها لكبيرة إال على الخاشعين هم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الش

ا ون غي ريم [ } فسوف يلق الى ] 59 : م ال تع ا { : ، وق ؤمنين آتاب ى الم ت عل الة آان الة إن الص أقيموا الص أننتم ف إذا اطم فانتين { : ، وقال تعالى ] 103 : النساء [ } موقوتا ه ق وا لل طى وقوم الة الوس لوات والص رة [ } حافظوا على الص . ] 238 : البق

. وسيأتى بيان الداللة فى هذه اآليات

ن ائى، واب ذى، والنس و داود والترم لم فى الصحيحين وأخرج أصحاب السنن ـ أب د أخرج البخارى ومس ماجه ـ وقه ـ : وأصحاب المسانيد رة ـ رضى اهللا عن ى هري ك من أصول اإلسالم عن أب ر ذل د وغي أن رسول اهللا : آمسند أحم

لم ه وس رد رسول اهللا صلى . صلى اهللا عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل، ثم جاء فسلم على النبى صلى اهللا علي فه . ) ع فصل، فإنك لم تصلارج ( : وقال . اهللا عليه وسلم عليه السالم لم علي م س ان صلى، ث . فرجع الرجل فصلى آما آ

م تصل ( : ، ثم قال ) وعليك السالم ( : فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ك ثالث ) ارجع فصل، فإنك ل ى فعل ذل ، حتى : فقال الرجل . مرات ذا، فعلمن ر ه ا أحسن غي ال . والذى بعثك بالحق م ا ( : ق رأ م م اق ر، ث ى الصالة فكب إذا قمت إل

تيسر معك من القرآن، ثم ارآع حتى تطمئن راآعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس م ( : وفى رواية للبخارى . ) حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذلك فى صالتك آلها ى الصالة فأسبغ الوضوء، ث إذا قمت إل

م است ا، ث قبل القبلة فكبر واقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم ارآع حتى تطمئن راآعا، ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائمى تستوى /اسجد حتى تطمئن ساجدا، ع حت م ارف ئن ساجدا، ث ثم ارفع حتى تستوى وتطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطم

. ) قائما، ثم افعل ذلك فى صالتك آلها

ه ) ثم ارآع حتى تطمئن راآعا، ثم ارفع حتى تستوى قائما ( : لهوفى رواية ه مثل ة . وباقي ذا، ( : وفى رواي وإذا فعلت ه . ) وما انتقصت من هذا فإنما انتقصته من صالتك . فقد تمت صالتك

ه : ل فيهفذآر الحديث وقا . . . أن رجال دخل المسجد : وعن رفاعة بن رافع ـ رضى اهللا عنه ـ فقال النبى صلى اهللا علي

د اهللا ـ عز وجل ـ ( : وسلم ر ويحم م يكب ى يتوضأ، فيضع الوضوء مواضعه، ث اس حت إنه ال تتم صالة ألحد من النول : ويثنى عليه، ويقرأ بما شاء من القرآن ثم يقول م يق ا، ث ئن راآع ى يطم ع : اهللا أآبر، ثم يرآع حت م يرف ر، ث اهللا أآب

ول : تى يستوى قائما، ثم يسجد حتى يطمئن ساجدا، ثم يقولرأسه ح : اهللا أآبر، ثم يرفع رأسه حتى يستوى قاعدا ثم يقد تمت صالته . اهللا أآبر، ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله، ثم يرفع رأسه فيكبر ك فق ة ) فإذا فعل ذل ا ال ( : وفى رواي إنه

ا أ رفقين، ويمسح برأسه تتم صالة أحدآم حتى يسبغ الوضوء، آم ى الم ه إل ه ويدي مر اهللا ـ عز وجل ـ فيغسل وجه

ال ـ . ورجليه إلى الكعبين م : ثم يكبر اهللا ويحمده، ثم يقرأ مـن القــرآن ما أذن له وتيسر ـ وذآر نحو اللفظ األول، وق ثال ا ق ه ـ وربم ئن مفاصله وتس : يكبر، فيسجد، فيمكن وجه ى تطم ه ـ من األرض، حت ر فيستوى /ترخى،جبهت م يكب ث

ال ـ م ق رغ، ث ى : قاعدا على مقعدته ويقيم صلبه ـ فوصف الصالة هكذا أربع رآعات حتى ف تم صالة ألحدآم حت ال ت . والروايتان لفظ أبى داود . حديث حسن : وقال . أبو داود والنسائى وابن ماجه والترمذى : رواه أهل السنن ) يفعل ذلك

رأ ( : قال : ثة لهوفى رواية ثال ا شاء اهللا أن تق إذا رآعت، . إذا قمت فتوجهت إلى القبلة فكبر، ثم اقرأ بأم القرآن، وبم ف

ى فخذك اليسرى ( : وقال . ) فضع راحتك على رآبتيك وامدد ظهرك ) إذا سجدت فمكن لسجودك، فإذا رفعت فاقعد علرآن إذا أنت قمت فى ص ( : ، وفى رواية أخرى قال ا تيسر عليك من الق رأ م م اق ال ) التك فكبر اهللا ـ عز وجل ـ ث وق

رغ من ( : فيه ى تف ك حت ل ذل م إذا قمت فمث م تشهد، ث فإذا جلست فى وسط الصالة فاطمئن وافترش فخذك اليسرى ثر ( : وفى رواية أخرى قال ) صالتك م آب أتم، ث ان معك . فتوضأ آما أمرك اهللا، ثم تشهد ف إن آ ه، وإال ف اقرأ ب رآن ف ق

. ) وإن انتقصت منه شيئا انتقصت من صالتك ( : وقال فيه . ) فاحمد اهللا ـ عز وجل ـ وآبره وهلله

د الصالة ان مقتضاه . فالنبى صلى اهللا عليه وسلم أمر ذلك المسىء فى صالته بأن يعي ق آ وأمر اهللا ورسوله إذا أطل . وأمره المطلق على اإليجاب . صالة بالطمأنينة آما أمره بالرآوع والسجودإذا قام إلى ال/ الوجوب، وأمره

ه ال ل م تصل ( : وأيضا، ق ك ل ا إال إذا انتفى شىء من ) فإن ه األول صالة، والعمل ال يكون منفي ى أن يكون عمل فنف

. ء شىء من المستحبات التى ليست بواجبةفأما إذا فعل آما أوجبه اهللا ـ عز وجل ـ فإنه ال يصح نفيه النتفا . واجباته

ه : وأما ما يقوله بعض الناس ه ) ال صالة لجار المسجد إال فى المسجد ( : إن هذا نفى للكمال، آقول ال ل م هو : ، فيق نعل وأما الثانى، فباطل، . فأما األول فحق ؟ لنفى الكمال، لكن لنفى آمال الواجبات أو لنفى آمال المستحبات ال يوجد مث

! ؟ فإن الشىء إذا آملت واجباته، فكيف يصح نفيه . ذلك فى آالم اهللا ـ عز وجل ـ وال فى آالم رسوله قط، وليس بحق

. وأيضا، فلو جاز لجاز نفى صالة عامة األولين واآلخرين؛ ألن آمال المستحبات من أندر األمور

ك ال { : آقوله تعالى . اب والسنة، فإنما هو النتفاء بعض واجباتهوعلى هذا، فما جاء من نفى األعمال فى الكت ال ورب فيت ويس ا قض ا مم هم حرج ي أنفس دوا ف م ال يج نهم ث جر بي ليما يؤمنون حتى يحكموك فيما ش ، ] 65 : النساء [ } لموا تس

ا أولئ { : عالىوقوله ت ك وم د ذل المؤمنين ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بع ور [ } ك ب : النول { : ، وقوله تعالى ] 47 ه ورس وا بالل ذين آمن ون ال ا المؤمن ابوا إنم م يرت م ل ة } ه ث ه ] 15 : الحجرات [ اآلي ا { : ، وقول إنم

ى يس ذهبوا حت م ي امع ل ر ج ى أم ه عل انوا مع وله وإذا آ ه ورس وا بالل ذين آمن ة } تأذنوهالمؤمنون ال ور [ اآلي ، ] 62 : الن . ثيرةونظائر ذلك آ

ك لم : ومن ذل ه وس ه صلى اهللا علي ه ( : قول ة ل ان لمن ال أمان اب ( ، و ) ال إيم ال صالة إال ( ، و ) ال صالة إال بفاتحة الكت . ) بوضوء

ه : فهذا اللفظ قد قيل : ) ال صالة لجار المسجد إال فى المسجد ( : وأما قوله ى صلى اهللا علي ه ال يحفظ عن النب لم إن . وس

أنه رواه بإسناد آلهم ثقات، وبكل حال فهو مأثور عن على ـ رضى اهللا عنه ـ ولكن نظيره : وذآر عبد الحق اإلشبيلى . ) من سمع النداء ثم لم يجب من غير عذر فال صالة له ( : فى السنن عن النبى صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

ا ثبت فى الصحيح : مؤذن المنادى، والصالة فى جماعة وال ريب أن هذا يقتضى أن إجابة ال ات، آم أن : من الواجب

ى / : ابن أم مكتوم قال د ال يالئمن ى قائ دار، ول ة أن أصلى فى . يا رسول اهللا، إنى رجل شاسع ال ى رخص فهل تجد لال : قال ) ؟ هل تسمع النداء ( : قال ؟ بيتى م، ق ك رخصة ( : نع ا أجد ل ه، ) م ذا الواجب فهل يعاقب علي رك ه ، لكن إذا ت

ا : ويثاب على ما فعله من الصالة، أم يقال م يفعله ه ل ا آأن ه إعادته اء ؟ إن الصالة باطلة علي ين العلم زاع ب ه ن ذا في . هلم ه وس ه صلى اهللا علي ذا قول ى ه ا انتقصت م ( : وعل ذا فإنم ا انتقصت من ه د تمت صالتك، وم ذا فق ن إذا فعلت ه

. ) صالتك

تقص د ان ك ق بعض ذل ارك ل إن الت فقد بين أن الكمال الذى نفى هو هذا التمام الذى ذآره النبى صلى اهللا عليه وسلم؛ ف

. ) فإذا فعل هذا فقد تمت صالته ( : وآذلك قوله فى الحديث اآلخر . من صالته بعض ما أوجبه اهللا فيها

ذا المسىء . الصالة أنه أمره بأن يعيد : ويؤيد هذا ل ه ؤمر مث ذا ي ادة؛ وله أمره باإلع م ي تحبا ل روك مس ان المت و آ ولال ا ناقصة، فهل يق د وفعله م يع و ل ذا، لكن ل لم ه ه وس دمها، : باإلعادة، آما أمـر النبى صلى اهللا علي ا آع إن وجوده

ات إنه يثاب على ما فعله، ويعاقب على م : أو يقال ؟ بحـيث يعاقب على ترآها ا ترآه، بحيث يجبر ما ترآه من الواجبال . هذا فيه نزاع ؟ بما فعله من التطوع بى ق يم الض ن حك ن ماجه عن أنس ب و داود واب ا روى أب : والثانى أظهـر؛ لم

: فقال فنسبنى، فانتسبت له، : رجل من زياد ـ أو ابن زياد ـ فأتى المدينة، فلقى أبا هريرة ـ رضى اهللا عنه ـ قال / خافال : بلى يرحمك اهللا ـ قال يونس : قلت : قال ؟ يا فتى، أال أحدثك حديثا : فأحسبه ذآره عن النبى صلى اهللا عليه وسلم ـ ق

الهم الصالة ( ة من أعم وم القيام ه ي اس ب ا يحاسب الن ال . ) إن أول م م ( : ق و أعل ه، وه ا عز وجل لمالئكت ول ربن : يقانظروا، هل : فإن آانت تامة آتبت له تامة، وإن آان انتقص منها شيئا قال ؟ عبدى، أتمها أم نقصها انظروا فى صالةرة . ) أتموها من تطوعه، ثم تؤخذ األعمال على ذلكم : فإن آان له تطوع قال ؟ لعبدى من تطوع وفى لفظ عن أبى هري

ال ه ـ ق ه : ـ رضى اهللا عن ال رسول اهللا صلى اهللا علي لم ق ه ( : وس ة من عمل وم القيام د ي ه العب ا يحاسب ب : إن أول مانظروا، : فإن انتقص من فريضته شيئا قال الرب . صالته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر

حديث ( : مذى وقالرواه التر ) فكمل به ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر أعماله على هذا ؟ هل لعبدى من تطوع . ) حسن

ى ذا المعن لم به ه وس ى صلى اهللا علي وروى ـ أيضا ـ أبو داود وابن ماجه عن تميم الدارى ـ رضى اهللا عنه ـ عن النب

. ) ثم الزآاة مثل ذلك، ثم تؤخذ األعمال على حسب ذلك ( : قال

ال ـول اهللا : وأيضا، فعن أبى مسعود البدرى ـ رضى اهللا عنه ـ ق ـال رسـ لم /قـ ه وس ال تجزئ صالة ( : صلى اهللا عليذا . ] حديث حسن صحيح [ : رواه أهل الســنن األربعة، وقال الترمذى ) الرجل حتى يقيم ظهره فى الرآوع والسجود فه

إيجاب االعتدال فهذا يدل على . صريح فى أنه ال تجزئ الصالة حتى يعتدل الرجل من الرآوع وينتصب من السجود . فى الرآوع والسجود

ذا الحديث نص صريح فى ك أن ه ا؛ وذل بها وتالزمه ة ـ فهى تناس ألة الطمأنين م تكن هى مس ألة ـ وإن ل وهذه المس

. فإذا وجب االعتدال إلتمام الرآوع والسجود، فالطمأنينة فيهما أوجب . وجوب االعتدال

ه ك أن قول ى ا ( : وذل ره ف يم ظه وع والسجوديق ا : أى ) لرآ ه منهم ه رأس د رفع ام . عن ن تم ون م ر تك ة الظه إن إقام فالرآوع والسجود؛ ألنه إذا رآع آان الرآوع من حين ينحنى إلى أن يعود فيعتدل، ويكون السجود من حين الخرور

ا الرآوع والسجود . من القيام أو القعود إلى حين يعود فيعتدل ال فالخفض والرفع هما طرف ذا ق ا؛ فله يم ( : وتمامهم يق . ) صلبه فى الرآوع والسجود

دم ر ( : ويبين ذلك أن وجوب هذا من االعتدالين آوجوب إتمام الرآوع والسجود، وهذا آقوله فى الحديث المتق م يكب ث

يم صلب /فيسجد، ه ويق ى مقعدت دا عل أخبر أن . ) هفيمكن وجهه حتى تطمئن مفاصله وتسترخى، ثم يكبر فيستوى قاع ف . إقامة الصلب فى الرفع من السجود ال فى حال الخفض

ود ال فى الرآوع والسجود والقع ة؛ لكن ق : والحديثان المتقدمان بين فيهما وجوب هذين االعتدالين ووجوب الطمأنين

ا ( ع من ا . ) حتى تطمئن راآعا، وحتى تطمئن ساجدا، وحتى تطمئن جالس ال فى الرف ا، ( : لرآوع وق دل قائم ى تعت حت . ؛ ألن القائم يعتدل ويستوى، وذلك مستلزم للطمأنينة ) وحتى تستوى قائما

ا . وأما الراآع والساجد فليسا منتصبين وذلك الجالس ال يوصف بتمام االعتدال واالستواء؛ فإنه قد يكون فيه انحناء إم

ورك ـ وإ د الت يما عن قين ـ وال س ى أحد الش توية إل ر مس ة غي ا منحني ى يجلس عليه ه؛ ألن أعضاءه الت ى أمام ا إل م . ) حتى تطمئن قائما ( : أنه صلى اهللا عليه وسلم قال فى الرفع من الرآوع : ومعتدلة، مع أنه قد روى ابن ماجه

ايعناه وصلينا خلفه، فلمح خرجنا حتى قدمنا على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فب : وعن على بن شيبان الحنفى قال

صلبه فى الرآوع والسجود ـ فلما قضى النبى صلى اهللا عليه وسلم الصالة : بمؤخر عينه رجال ال يقيم صالته ـ يعنى

يم صلبه فى الرآوع والسجود / يا معشر المسلمين، ال صالة ( : قال ن ماجه ) لمن ال يق د واب ام أحم وفى . رواه اإلمام أح ة لإلم درواي ال : م لم ق ه وس ول اهللا صلى اهللا علي ه ( : أن رس ين رآوع لبه ب يم ص ل ال يق ى رج ر اهللا إل ال ينظ

. ) وسجوده

رهم اء من أصحابنا وغي ة من العلم ان طائف اه، وإن آ ا بين وع، آم وهذا يبين أن إقامة الصلب هى االعتدال فى الرآدل فسروا ذلك بنفس الطمأنينة، واحتجوا بهذا الحديث ع ه ي اه فإن ا ذآرن ى م دالين، وعل ى االعت ك وحده، ال عل ى ذل ل

. عليهما

أسوأ الناس ( : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : وروى اإلمام أحمد فى المسند عن أبى قتادة ـ رضى اهللا عنه ـ قال ا وال سجودها ( : قال ؟ يا رسول اهللا، آيف يسرق من صالته : قالوا . ) سرقة الذى يسرق من صالته تم رآوعه أو ) ال ي

ردد فى اللفظ ظاهره ) ال يقيم صلبه فى الرآوع والسجود ( : قال ذا الت ى المقصود من اللفظين واحد، : ، وه أن المعن . آما فى نظائر ذلك . وإنما شك فى اللفظ

ال ه ـ ق بل ـ رضى اهللا عن ن ش رحمن ب د ال ر الغراب نهى رسو : وأيضا، فعن عب لم عن نق ه وس ل اهللا صلى اهللا علي

. أخرجه أبو داود والنسائى وابن ماجه . وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان فى المسجد، آما يوطن البعير ائم فى الصالة، فنهى عن / ابهة البه ا مش ه يجمعه اس ـ ألن ـة األجن ة ـ وإن آانت مختلف وإنما جمع بين األفعال الثالث

رين، مش ر الغراب أشد من ذينك األم ان نق ر، وإن آ ابهة فعل الغراب، وعما يشبه فعل السبع، وعما يشبه فعل البعيال . لما فيه من أحاديث أخر لم ق ه وس ى صلى اهللا علي : وفى الصحيحين عن قتادة عن أنس ـ رضى اهللا عنه ـ عن النب

ين فى حديث آخر ) ه انبساط الكلباعتدلوا فى الرآوع والسجود، واليبسطن أحدآم ذراعي ( د ب ه من ( : ، ال سيما وق أن . ، واهللا ـ تعالى ـ أخبر فى آتابه أنه لن يقبل عمل المنافقين ) صالة المنافقين

ال ى ( : فروى مسلم فى صحيحه عن أنس بن مالك عن النبى صلى اهللا عليه وسلم أنه ق افق، يمهل حت ك صالة المن تل

افق يضيع وقت الصالة ) س بين قرنى شيطان قام فنقر أربعا، ال يذآر اهللا فيها إال قليالإذا آانت الشم ، فأخبر أن المن . المفروضة، ويضيع فعلها وينقرها، فدل ذلك على ذم هذا وهذا، وإن آان آالهما تارآا للواجب

ذا الحديث حجة . والنفاق آله حرام . اقوذلك حجة واضحة فى أن نقر الصالة غير جائز، وأنه من فعل من فيه نف وه

ه الى . مستقلة بنفسها، وهو مفسر لحديث قبل ال اهللا تع ى { : وق اموا إل ادعهم وإذا ق و خ ه وه ادعون الل افقين يخ إن المنذآرون الل اس وال ي رآؤون الن الى ي اموا آس الة ق يالالص اء [ } ه إال قل ى ] 142 : النس ر ف ن ينق ديد لم د ش ذا وعي ، وه

. فال يتم رآوعه وسجوده باالعتدال والطمأنينة/ صالته،

ذاء قوت ا أن الغ وب، آم وت القل إن الصالة ق ال، ف لم من أحسن األمث ه وس ى صلى اهللا علي والمثل الذى ضربه النبة تقيت الجسد، فإذا آان الجسد ال يتغ ذى باليسير من األآل، فالقلب ال يقتات بالنقر فى الصالة، بل البد من صالة تام

. القلوب

ك : وأما ما يرويه طوائف من العامة . أن عمر بن الخطاب ـ رضى اهللا عنه ـ رأى رجال ينقر فى صالته فنهاه عن ذلم لو نقر الخطاب من هذه نقرة لم يدخل النار، فسكت عنه : فقال ذآره أحد من أهل العل م ي عمر، فهذا ال أصل له، ول

م فى . فيما بلغنى، ال فى الصحيح وال فى الضعيف ك، وه ر من ذل روا أآث د نق افقين ق إن المن ه؛ ف والكذب ظاهر علي . الدرك األسفل من النار

ة صلى رسول اهللا صلى اهللا عليه وس : وأيضا، فعن أبى عبد اهللا األشعرى الشامى قال م جلس فى طائف لم بأصحابه، ث

ه لم ينظر إلي ه وس ر فى سجوده، ورسول اهللا صلى اهللا علي ال . منهم، فدخل رجل فقام يصلى، فجعل يرآع وينق : فقة ؟ ترون هذا ( ر الغراب الرم ا ينق تم . لو مات مات على غير ملة محمد، ينقر صالته آم ذى يصلى وال ي ل ال ا مث إنم

اب / سجوده آالجائع ال يأآل إال تمرة أو تمرتين، رآوعه وينقر فى ل لألعق ال تغنيان عنه شيئا، فأسبغوا الوضوء، ويو صالح . ) من النار، وأتموا الرآوع والسجود ال أب د اهللا األشعرى : ق ى عب ذا الحديث : فقلت ألب ال ؟ من حدثك به : ق

فيان خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، : أمراء األجناد ى س ن أب د ب ن حسنة ويزي رحبيل ب ون . وش : آل هؤالء يقول

. رواه أبو بكر بن خزيمة فى صحيحه بكماله، وروى ابن ماجه بعضه . سمعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

ه ـ رأى رجال ال وأيضا، ففى صحيح البخارى عن أبى وائل، عن زيد بن وهب، أن حذيفة بن اليمان ـ رضى اهللا عنة . يتم رآوعه وال سجوده ه حذيف ال ل ى : فلما قضى صالته دعاه، وق ر الفطرة الت ى غي ت عل ت م و م ا صليت، ول م

ل . فطر اهللا عليها محمدا صلى اهللا عليه وسلم ى وائ ا صليت : ولفظ أب ال . م و : وأحسبه ق ر سنة / ل ى غي مت مت عل . محمد صلى اهللا عليه وسلم

رك بعض وهذا الذ د ت د أن يكون ق ه الب ا، فإن رك آليهم دال، أو ت رك االعت ة، أو ت ى لم يتم صالته إنما ترك الطمأنين

ه مع ذلك، إذ نقر الغراب والفصل بين السجدتين بحد السيف، والهبوط من الرآوع إلى السجود ال يمكن أن ينقص منومع هذا . رآوع وسجود، لكنه لم يتمه : يأتى بما قد يقال لهوهذا الرجل آان . إنه رآوع أو سجود : اإلتيان بما قد يقال

ال ) ما صليت ( : قال له حذيفة م ق و ( : فنفى عنه الصالة، ث دا / ل ا محم ى فطر اهللا عليه ر الفطرة الت ى غي مت مت علدين والشريعة، ل : وآالهما المراد به هنا ) على غير السنة ( و ) صلى اهللا عليه وسلم ه فعل المستحبات؛ ال راد ب يس الم

لم من المستحبات . فإن هذا ال يوجب هذا الذم والتهديد ه وس . فال يكاد أحد يموت على آل ما فعله النبى صلى اهللا علييراد ] السنة [ وإن آان بعض الناس اصطلحوا على أن لفظ . فى آالمهم هو الدين والشريعة ] الفطرة والسنة [ وألن لفظ

لم به ه وس ه صلى اهللا علي ا فى قول ك، آم ا ذل راد به د ي يكم صيام رمضان، ( : ما ليس بفرض، إذ ق إن اهللا فرض علآما فى الصحيح عن ابن مسعود . فهى تتناول ما سنه من الواجبات أعظم مما سنه من التطوعات . ) وسننت لكم قيامه

عليه وسلم سنن الهدى، وإن هذه الصلوات فى جماعة من سنن إن اهللا شرع لنبيكم صلى اهللا : ـ رضى اهللا عنه ـ قال الهدى، وإنكم لو صليتم فى بيوتكم، آما يصلى هذا المتخلف فى بيته، لترآتم سنة نبيكم، ولو ترآتم سنة نبيكم لضللتم،

اق وم النف لم . ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إال منافق معل ه وس ه صلى اهللا علي ه قول ي ( : ومن اء عل كم بسنتى وسنة الخلف . ) الراشدين المهديين من بعدى، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ

الى فى ال تع ا، فق ا المضيعين له وألن اهللا ـ سبحانه وتعالى ـ أمر فى آتابه بإقامة الصالة،وذم المصلين الساهين عنه

الة { : غير موضع وا الص ا } وأقيم ك ـ : وإقامته ن مال يأتى فى حديث أنس ب ا س ان، آم ا بحسب اإلمك تتضمن إتمامهوا الرآوع والسجود ( : ، وفى رواية ) أقيموا الرآوع والسجود، فإنى أراآم من بعد ظهرى ( : رضى اهللا عنه ـ قال ) أتم

. وسيأتى تقرير داللة ذلك

وإذا ضربتم في األرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من { : قالأنه ـ سبحانه وتعالى ـ : والدليل على ذلك من القرآنروا ذين آف نكم ال ذا ] 101 : النساء [ } الصالة إن خفتم أن يفت اح اهللا القصر من عددها، والقصر من صفتها؛ وله ، فأب

إن اهللا وضع عن ( : يبيح قصر العدد فقط، آما قال النبى صلى اهللا عليه وسلم : السفرف . علقه بشرطين السفر والخوفة ) المسافر الصوم وشطر الصالة ى اتفقت األم ه، الت واترة عن لم المت ه وس ؛ ولهذا آانت سنة رسول اهللا صلى اهللا علي

و بكر وال عمر ـ ولم يصلها . أنه آان يصلى الرباعية فى السفر رآعتين : على نقلها عنه ط، وال أب ا ق فى السفر أربعاد رة، وال فى الجه ام . رضى اهللا عنهما ـ ال فى الحج وال فى العم ال اهللا فى تم ا ق يح قصر صفتها، آم والخوف يب

م وإذا آنت فيهم فأقمت لهم الصالة فلتقم طآئفة منهم معك وليأ { : الكالم ن ورآئك وا م جدوا فليكون إذا س لحتهم ف خذوا أسذآر صالة الخوف وهى ] 102 : النساء [ } ولتأت طآئفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ، ف

أنهم آانوا يصلون خلفه، فإذا قام إلى الثانية فارقوه وأتموا / : وآان فيها . و فى جهة القبلةصالة ذات الرقاع، إذ آان العدم { : آما قال . ألنفسهم الرآعة الثانية، ثم ذهبوا إلى مصاف أصحابهم ن ورآئك وا م م } سجدوا فليكون ، فجعل السجود له

. ، فعلم أنهم يفعلونه } ولتأت طآئفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك { : خاصة، فعلم أنهم يفعلونه منفردين، ثم قال

ة ام، ويتمون ألنفسهم رآع . وفى هذه الصالة تفريق المأمومين ومفارقة األولين لإلمام، وقيام اآلخرين قبل سالم اإلمالة فإذا قضيتم الصال { : ثم قال تعالى أقيموا الص أننتم ف إذا اطم وبكم ف ى جن ودا وعل ا وقع ه قيام اذآروا الل : النساء [ } ة ف

ذى أباحه الخوف والسفر . ، فأمرهم بعد األمن بإقامة الصالة ] 103 م . وذلك يتضمن اإلتمام وترك القصر منها ال فعل . من األمر بإتمامها بحسب اإلمكانأن األمر باإلقامة يتض

الة { : وأما قوله فى صالة الخوف م الص ام فى حال الخوف } فأقمت له ة وإتم ك إقام رآعتين فى السفر . فتل ا أن ال آم

ال ه ـ ق ن الخطاب ـ رضى اهللا عن ا ثبت فى الصحيح عن عمر ب ام، آم ة وإتم ان وصالة : إقام صالة السفر رآعتلم ال ه وس ا رواه . جمعة رآعتان، وصالة الفطر رآعتان، تمام غير قصر، على لسان نبيكم صلى اهللا علي ين م ذا يب وه

ال ة ق ن أمي ى ب ه ـ : مسلم وأهل السنن عن يعل ن الخطاب ـ رضى اهللا عن وم، : قلت لعمر ب اس الصالة الي إقصار النتم أ { : وإنما قال اهللا ـ عز وجل ـ روا إن خف ذين آف نكم ال وم } ن يفت ك الي د ذهب ذل ال ؟ وق ه، : فق ا عجبت من عجبت مم

إن المتعجب ظن . ) صدقة تصدق اهللا بها عليكم، فاقبلوا صدقته ( : فذآرت ذلك لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فقال ف . عان، آل نوع له شرطأن القصر مطلقا مشروط بعدم األمن، فبينت السنة أن القصر نو

واب، وإن اس، ليست مقصورة فى األجر والث ذلك أمر الن ه ب ة؛ ألن وثبتت السنة أن الصالة مشروعة فى السفر تام

. آانت مقصورة فى الصفة والعمل، إذ المصلى يؤمر باإلطالة تارة، ويؤمر باالقتصار تارة

ال الى ق إن اهللا تع أ { : وأيضا، ف إذا اطم ا ف ا موقوت ؤمنين آتاب ى الم ت عل الة آان الة إن الص أقيموا الص اء [ } ننتم ف : النسإن التوقيت : والمفروض . قد فسره السلف بالمفروض وفسروه بما له وقت : ، والموقوت ] 103 در المحدد، ف هو المق

اظ متقا رض ألف د والف دير والتحدي ةوالتق ـوتة . رب ددة مفروضة موق درة مح ك يوجب أن الصالة مق ى . وذل ك ف وذلة أن . زمانها، وأفعالها، وآما أن زمانها محـدود، فأفعالها أولى أن تكون محدودة موقوت ـددها؛ ب دير ع اول تق وهو يتن

ـالثا،وبعضها اثن ها ثـ فر، وبعض ى الس ين ف ى الحضر واثنت ا ف ها أربع ل بعض ا، وجع ه خمس ى الحضر جعل ين ف تولهذا يجوز عند العذر الجمع المتضمن لنوع من التقديم والتأخير فى الزمان،آما يجوز ـ . وتقدير عملها أيضا . والسفر

در . ومـن صفتها، بحسب ما جاءت به الشريعة/ أيضا ـ القصر من عددها وذلك ـ أيضا ـ مقدر عند العذر، آما هو مقيس ل ذا فل ذر؛ وله ر الع د غي ار، عن ى النه ل إل ل، أو صالة اللي ى اللي ار إل ؤخر صالة النه ين الصالتين أن ي امع ب لج

ل : وصالتى النهار ذين ينقصون من . المغرب والعشاء : الظهر والعصر، وصالتى اللي ذلك أصحاب األعذار ال وآاء داء واالنته ام محدود باالنتصاب، . عددها وصفتها، وهو موقوت محدود، والبد أن تكون األفعال محدودة االبت فالقي

. بحيث لو خرج عن حد المنتصب إلى حد المنحنى الراآع باختياره، لم يكن قد أتى بحد القيام

ومن المعلوم أن ذآر القيام ـ الذى هو القراءة ـ أفضل من ذآر الرآوع والسجود، ولكن نفس عمل الرآوع والسجود ة . فسهأفضل من عمل القيام؛ ولهذا آان عبادة بن ك من األدل ر ذل ولم يصح فى شرعنا إال لله بوجه من الوجوه، وغي

. المذآورة فى غير هذا الموضع

ى األرض، : فالساجد . وإذا آان آذلك، فمن المعلوم أن هذه األفعال مقدرة محدودة بقدر التمكن منها ه أن يصل إل عليوهو من حين انحنائه أخذ فى السجود، سواء سجد من قيام أو من وهو غاية التمكن، ليس له غاية دون ذلك إال لعذر،

ود، ال . قعود ام أو قع إن / فينبغى أن يكون ابتداء السجود مقدرا بذلك، بحيث يسجد من قي اء، ف يكون سجوده من انحن . تينومتى وجب ذلك وجب االعتدال فى الرآوع وبين السجد . ذلك يمنع آونه مقدرا محدودا بحسب اإلمكان

. وأيضا، ففى ذلك إتمام الرآوع والسجود

م يكن . وأيضا، فأفعال الصالة إذا آانت مقدرة وجب أن يكون لها قدر، وذلك هو الطمأنينة فإن من نقر نقر الغراب ل

دائم ال للشىء ال ذا يق يس : لفعله قدر أصال، فإن قدر الشىء ومقداره فيه زيادة على أصل وجوده؛ وله إن ل در، ف ه ق ل . القدر ال يكون ألدنى حرآة، بل لحرآة ذات امتداد

ائم : وأيضا، فإن الله ـ عز وجل ـ أمرنا بإقامتها، واإلقامة د : أن تجعل قائمة، والشىء الق دل، فال ب تقيم المعت هو المس

تقرار . أن تكون أفعال الصالة مستقرة معتدلة وت أبعاضها واس إن . هاوذلك إنما يكون بثب ة، ف ذا يتضمن الطمأنين وه . من نقر نقر الغراب لم يقم السجود، وال يتم سجوده إذا لم يثبت ولم يستقر، وآذلك الراآع

ال ا ـ ق ه عنهم ك ـ رضي الل ن مال ه صلى اهللا : يبين ذلك ما جاء في الصحيحين عن قتادة، عن أنس ب ال رسول الل ق

هيب عن /وأخرجاه من حديث . ) كم؛ فإن تسوية الصف من تمام الصالةسووا صفوف ( : عليه وسلم ن ص ز ب د العزي عبلم : أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال ه وس م من خلف ( : قال رسول الله صلى اهللا علي إني أراآ وا الصفوف، ف أتم

ال وروى البخاري من حديث حم . ) أقيموا الصفوف ( : ، وفي لفظ ) ظهري ا : يد عن أنس، ق ل علين أقيمت الصالة، فأقبوآان أحدنا يلصق . ) أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراآم من وراء ظهري ( : رسول الله صلى اهللا عليه وسلم، فقال

. ) منكبه بمنكب صاحبه، وبدنه ببدنهن االستواء واالعتدال بالكلية حتى يكون رأس فإذا آان تقويم الصف وتعديله من تمامها وإقامتها، بحيث لو خرجوا ع

هذا عند النصف األسفل من هذا، لم يكونوا مصطفين، ولكانوا يؤمرون باإلعادة وهم بذلك أولى من الذي صلى خلف يم صلبه ديلها، بحيث ال يق ا وتع ويم أفعاله الصف وحده، فأمره النبي صلى اهللا عليه وسلم أن يعيد صالته، فكيف بتق

. ع والسجودفي الرآو

ه ويدل على ذلك ـ وهو دليل مستقل في المسألة ـ ما أخرجاه في الصحيحين عن شعبة عن قتادة عن أنس ـ رضي اللة ( : عنه ـ عن النبي صلى اهللا عليه وسلم، قال من : أقيموا الرآوع والسجود، فوالله إني ألراآم من بعدي ـ وفي رواي

ه سمع . ) بعد ظهري ـ إذا رآعتم وسجدتم ه ـ أن ه عن ادة، عن أنس ـ رضي الل وفي رواية للبخاري عن همام، عن قتول لم يق ه وس ي صلى اهللا علي وع ( : النب وا الرآ ري إذا /أتم د ظه ن بع م م ي ألراآ ده، إن ى بي ذي نفس جود، فوال والس

ه ورواه مسلم من حديث هشام الدستوائي، وابن أبي . ) مارآعتم وإذا ما سجدتم عروبة عن قتادة عن أنس ـ رضي اللال لم ق ه وس ه صلى اهللا علي ي الل ه ـ أن نب ة ( : عن ي عروب ن أب ظ اب جود ـ ولف وع والس وا الرآ وع : أتم وا الرآ أقيم

. ) والسجود، فإني أراآم ـ وذآره

. فهذا يبين أن إقامة الرآوع والسجود توجب إتمامهما، آما في اللفظ اآلخر

ي اء ف أتون باالنحن انوا ي م آ وم أنه ا؛ إذ من المعل ة الرآوع والسجود يتضمن السكون فيهم م بإقام أمره له ا، ف وأيضه ال يجب الجملة؛ بل األمر باإلقامة يقتضي ـ أيضا ـ االعتدال فيهما، وإتمام طرفيهما، وفي هذا رد على من زعم أن

. ومن المعلوم أنه لم يكن يمكنهم االنصراف قبله . الرفع فيهما، وذلك أن هذا أمر للمأمومين خلفهانتين { : وأيضا، فقوله تعالى رة [ } حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى وقوموا لله ق القنوت في ] 238 : البق أمر بالى دوام الطاعة لله ـ عز وجل ـ سواء آ : القيام لله، والقنوت : ان في حال االنتصاب، أو في حال السجود، آما قال تع

ات { : وقال تعالى ] 9 : الزمر [ } أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه { فالصالحات قانتوله { : وقال ] 34 : النساء [ } فظ اللهحافظات للغيب بما ح ه ورس نكن لل ال ] 31 : األحزاب [ } ومن يقنت م ن { : وق ه م ول

. ] 26 : الروم [ } في السماوات والأرض آل له قانتون

إما أن يكون أمرا بإقامة الصالة مطلقا، آما في ] 238 : البقرة [ } موا لله قانتينوقو { : فإذا آان ذلك آذلك، فقوله تعالىالقيام : فيعم أفعالها، ويقتضي الدوام في أفعالها، وإما أن يكون المراد به ] 135 : النساء [ } آونوا قوامين بالقسط { : قوله

وازل، المخالف للقعود، فهذا ي عم ما قبل الرآوع وما بعده، ويقتضي الطول، وهو القنوت المتضمن للدعاء، آقنوت الن . وقنوت الفجر عند من يستحب المداومة عليه

. وإذا ثبت وجوب هذا ثبت وجوب الطمأنينة في سائر األفعال بطريق األولى

ى الصالة، : لويقوي الوجه األول حديث زيد بن أرقم الذي في الصحيحين عنه قا ه إل ى جنب آان أحدنا يكلم الرجل إل

انوا يتكلمون في الصالة . فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكالم : قال . } وقوموا لله قانتين { : فنزلت م آ ر أنه . حيث أخبالقنو ك األمر ب ع الصالة، فاقتضى ذل ع الصالة، ومعلوم أن السكوت عن خطاب اآلدميين واجب في جمي ت في جمي

ارك اد ت ة العب ودل األمر بالقنوت على السكوت عن مخاطبة الناس؛ ألن القنوت هو دوام الطاعة، فالمشتغل بمخاطبلم / لالشتغال ه وس ي صلى اهللا علي بالصالة التي هي عبادة الله وطاعته، فال يكون مداوما على طاعته؛ ولهذا قال النب

ة ) إن في الصالة لشغال ( : ن آان يردلما سلم عليه ولم يرد، بعد أ ، فأخبر أن في الصالة ما يشغل المصلي عن مخاطبالناس، وهذا هو القنوت فيها، وهو دوام الطاعة، ولهذا جاز عند جمهور العلماء تنبيه الناسي بما هو مشروع فيها من

. القراءة والتسبيح؛ ألن ذلك ال يشغله عنها، وال ينافي القنوت فيها

ال بحانه ـ ق ه ـ س ا، فإن ا { : وأيض م ل م وه د ربه بحوا بحم جدا وس روا س ا خ روا به ذين إذا ذآ ا ال ؤمن بآياتن ا ي إنم . ربهفأخبر أنه ال يكون مؤمنا إال من سجد إذا ذآر باآليات وسبح بحمد ] 15 : السجدة [ } يستكبرون

ك د أوجب خرورهم سجدا، . ومعلوم أن قراءة القرآن في الصالة هي تذآير باآليات، ولذلك وجب السجود مع ذل وق

ال ذا ق ة، وله ذا يقتضي وجوب الطمأنين وأوجب تسبيحهم بحمد ربهم، وذلك يقتضي وجوب التسبيح في السجود، وه . ر الطمأنينة الواجبة مقدار التسبيح الواجب عندهمإن مقدا : طائفة من العلماء، من أصحاب أحمد وغيرهم

ى األرض، : والثاني أن الخرور هو السقوط والوقوع، وهذا إنما يقال فيما يثبت ويسكن ال فيما ال يوجد منه سكون عل . بوت واالستقرارهو الث : والوجوب في األصل ] 36 : الحج [ } فإذا وجبت جنوبها { : الله/ ولهذا قال

} فسبح باسم ربك العظيم { : لما نزلت : وأيضا، فعن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ قال

وها في اجعل ( : قال } سبح اسم ربك الأعلى { : ولما نزلت . ) اجعلوها في رآوعكم ( : قال رسول الله صلى اهللا عليه وسلم

. فأمر النبي بجعل هذين التسبيحين في الرآوع والسجود، وأمره على الوجوب . ) رواه أبو داود، وابن ماجه ) سجودآم . وذلك يقتضي وجوب رآوع وسجود تبعا لهذا التسبيح، وذلك هو الطمأنينة

ول يخالف ظ : ثم إن من الفقهاء من قد يقول ذا الق يس بواجب، وه دل التسبيح ل ا ي إن ظاهرهم اب والسنة، ف اهر الكت

. على وجوب الفعل والقول جميعا، فإذا دل دليل على عدم وجوب القول، لم يمنع وجوب الفعل

روب { : وأما من يقول بوجوب التسبيح؛ فيستدل لذلك بقوله تعالى ل الغ مس وقب وع الش : ق [ } وسبح بحمد ربك قبل طلال . ] 39 ه ـ ق ه عن ي ـ رضي الل ه البجل ا : وهذا أمر بالصالة آلها، آما ثبت في الصحيحين، عن جرير بن عبد الل آن

ذا القمر ( : فقال . إلى القمر ليلة البدر/ جلوسا عند النبي صلى اهللا عليه وسلم إذ نظر رون ه ا ت م، آم إنكم سترون ربكرأ . ) فإن استطعتم أال تغلبوا على صالة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلواال تضارون في رؤيته، م ق بح { : ث وس

. } بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب

ا ه لم ا أن بيح، آم ى وجوب التس ك عل د دل ذل ا في وإذا آان الله ـ عز وجل ـ قد سمى الصالة تسبيحا، فق سماها قيامالى . ، دل على وجوب القيام ] 2 : المزمل [ } قم الليل إلا قليلا { : قوله تعالى ه تع ا في قول ا سماها قرآن رآن { : وآذلك لم وق

ى وجوب الرآوع دل على وجوب القرآن فيها، ولما سماها رآوعا وسجودا في مواضع دل عل ] 78 : اإلسراء [ } الفجر . والسجود فيها

ال فتكون من األبعاض ذه األفع إذا وجدت ه ا، ف ة له ال الزم ذه األفع ى أن ه ل عل وذلك أن تسميتها بهذه األفعال دلي

: آما في قوله تعالى . فيسمونه رقبة ورأسا ووجها، ونحو ذلك . الالزمة، آما أنهم يسمون اإلنسان بأبعاضه الالزمة لهةفت { ر رقب اء [ } حري را ] 92 : النس ون أم بيح ال يصلح أن يك ر بالتس ان األم بيح لك دون التس ود الصالة ب از وج و ج ول

. بالصالة، فإن اللفظ حينئذ ال يكون داال على معناه، وال على ما يستلزم معناه

ذ تثنى المصلين ال وم اإلنسان واس الى وأيضا، فإن الله ـ عز وجل ـ ذم عم ال تع ون، ق ى صالتهم دائم م عل إن { : ين هذين لين ال ا المص ا إل ر منوع ه الخي ا وإذا مس ر جزوع ه الش ا إذا مس ق هلوع ان خل ون الإنس لاتهم دائم ى ص م عل } ه

دائم والسلف من الصحابة ومن ] 23 - 19 : المعارج [ بعدهم قد فسروا الدائم على الصالة بالمحافظ على أوقاتها، وبالون { : واآلية تعم هذا وهذا، فإنه قال . على أفعالها باإلقبال عليها ه، } على صلاتهم دائم ديم ل ى الفعل هو الم دائم عل وال

ه : ةفإذا آان هذا فيما يفعل في األوقات المتفرق . الذي يفعله دائما ارة ويترآ ه ت وم، بحيث ال يفعل ه آل ي وهو أن يفعلوذلك . أخرى، وسمى ذلك دواما عليه، فالدوام على الفعل الواحد المتصل أولى أن يكون دواما، وأن تتناول اآلية ذلك

فتارك إدامة . يدل على وجوب إدامة أفعالها؛ ألن الله ـ عز وجل ـ ذم عموم اإلنسان واستثنى المداوم على هذه الصفة . أفعالها يكون مذموما من الشارع، والشارع ال يذم إال على ترك واجب، أو فعل محرم

ون { : وأيضا، فإنه سبحانه وتعالى ـ قال ارج [ } إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائم ى ] 23، 22 : المع ك عل دل ذل ف

ذموم أن المصلي قد يكو دائم م ذا يوجب . ن دائما على صالته، وقد ال يكون دائما عليها، وأن المصلي الذي ليس ب وهى وجوب . ذم من ال يديم أفعالها المتصلة والمنفصلة دل عل ه ي ة، فإن ذلك هو نفس الطمأنين ا ف وإذا وجب دوام أفعاله

الخفض ـ وهو نقر الغراب ـ لم يكن ذلك دواما، إدامة الرآوع والسجود وغيرهما، ولو آان المجزئ أقل مما ذآر من . والسجود، وهما أصل أفعال الصالة/ولم يجب الدوام على الرآوع

. فعلم أنه آما تجب الصالة يجب الدوام عليها، المتضمن للطمأنينة والسكينة في أفعالها

. ] 45 : البقرة [ } الصالة وإنها لكبيرة إال على الخاشعينواستعينوا بالصبر و { : وأيضا، فقد قال الله تعالى

وما جعلنا القبلة التي آنت عليها إال لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب { : وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين، آقوله تعالى

ى عق هعل دى الل ذين ه ى ال رة إال عل ت لكبي ه وإن آان رة [ } بي الى ] 143 : البق ه تع ا { : وقول رآين م ى المش ر عل ه آب في . ] 13 : الشورى [ } تدعوهم إليه

ذم فقد دل آتاب الله ـ عز وجل ـ على من آبر عليه ما يحبه الله، و ك، وال ه ذل دين، مسخوط من أنه مذموم بذلك في ال

وب ى وج ك عل ذمومين، دل ذل عين م ر الخاش ان غي رم، وإذا آ ل مح ب، أو فع رك واج ون إال لت خط ال يك أو الس . الخشوع

الى ه تع ي قول ذآور ف وم أن الخشوع الم ن المعل ا لك { : فم الة وإنه بر والص تعينوا بالص عينواس ى الخاش رة إال عل } بي

و ] 45 : البقرة [ ى، إذ ل راد الخشوع خارج الصالة لفسد المعن ان الم و آ ه ل البد أن يتضمن الخشوع في الصالة؛ فإنم يخشع / إن الصالة : قيل ى من ل ر عل ا ال تكب ان يقتضي أنه ا، آ م يخشع فيه ا، ول لكبيرة إال على من خشع خارجه

. وقد انتفى مدلول اآلية، فثبت أن الخشوع واجب في الصالة . كبر على من خشع فيهافيها، وت

م { : ويـدل على وجوب الخشوع فيها ـ أيضا ـ قوله تعالى ذين ه عون وال لاتهم خاش ي ص م ف ذين ه ون ال قد أفلح المؤمنت أيم عن اللغو معرضون وال ا ملك م أو م ى أزواجه ا عل افظون إل روجهم ح م لف ذين ه اعلون وال انهم ذين هم للزآاة ف

اتهم م لأمان ذين ه ادون وال م الع ك ه ك فأولئ ى وراء ذل ى فإنهم غير ملومين فمن ابتغ م عل ذين ه ون وال دهم راع وعهدون ون [ } صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خال ر ـ سبحانه . ] 11-1 : المؤمن أخب

ذه . قتضي أنه ال يرثها غيرهموتعالى ـ أن هؤالء هم الذين يرثون فردوس الجنة، وذلك ي ى وجوب ه ذا عل د دل ه وقات، دون ال بفعل الواجب ة تن دونها؛ ألن الجن ورث ب ردوس ت ة الف الخصال؛ إذ لو آان فيها ما هو مستحب لكانت جن

وإذا آان الخشوع في الصالة واجبا، فالخشوع يتضمن . المستحبات، ولهذا لم يذآر في هذه الخصال إال ما هو واجب . السكينة والتواضع جميعا

ي صالته ث ف ال يعب ث رأي رج ه ـ حي ه عن ر ـ رضي الل ديث عم ه ح ال . ومن عت : فق ذا لخش ب ه ع قل و خش ل

الى . وخضعت/لسكنت : أي . جوارحه ال تع اء ا { : وق ا الم ا عليه إذا أنزلن عة ف أرض خاش رى ال ك ت ه أن ن آيات زت وم هتو . ] 39 : فصلت [ } وربت اع : فأخبر أنها بعد الخشوع تهتز، واالهتزاز حرآة، وتربو، والرب م أن الخشوع . االرتف فعل

. فيه سكون وانخفاض

ك أسلمت ( : ولهذا آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يقول في حال رآوعه ت، ول ك رآعت، وبك آمن م ل ك . الله خشع لي وعصبي ي وعقل لم في صحيحه ) سمعي وبصري ومخ وع؛ ألن . رواه مس فوصف نفسه بالخشوع في حال الرآ

ة . الراآع ساآن متواضع ي . وبذلك فسرت اآلي ن أب ى ب والبي عن عل ه تفسير ال ال ل ذي يق ي التفسير المشهور، ال ففر طلحة، عن ابن عباس ـ رضي اهللا عنهما ـ وقد رواه المصنفون في ا ن جري د ب ذر، ومحم لتفسير، آأبي بكر بن المن

ي طلحة عن ن أب ي ب ي صالح عن عل الطبري، وغيرهما من حديث أبي صالح عبد الله بن صالح عن معاوية بن أبالى ه تع اس ـ قول ن عب عون { : اب لاتهم خاش ي ص م ف ذين ه ون [ } ال ول ] 2 : المؤمن اآنون ( : يق ائفون س ي ) خ ، ورووا ف

د وري، عن منصور، عن مجاه فيان الث ره من حديث س ال } خاشعون { : التفاسير المسندة آتفسير ابن المنذر وغي : قب، : وآذلك قال الزهري ومن حديث هشام عن مغيرة عن إبراهيم النخعي، قال : قال . ) السكون فيها ( الخشوع في القل

د : عن الحسن/وروي . الرهبة لله : الخشوع : لضحاكقال ا . ساآنون : وقال خائفون، وروي ابن المنذر من حديث أبي عبنان و س دثنا أب عودي ح دثنا المس ري، ح رحمن المقب ة : ال ذه اآلي ي ه ال ف ه ق عون { : أن لاتهم خاش ي ص م ف ذين ه } ال

. ن يلين آنفه للمرء المسلم، وأال تلتفت في صالتكالخشوع في القلب، وأ : قال ] 2 : المؤمنون [

ادة دثنا سعيد عن قت ه، عن روح، ح ن راهوي ي { : وفي تفسير ابن المنذر ـ أيضا ـ ما في تفسير إسحاق ب م ف ذين ه الة معمر بن المثنى في وعن أبي عبيد . الخشوع في القلب، والخوف وغض البصر في الصالة : قال } صلاتهم خاشعون

اب [ وقد روى اإلمام أحمد في . ال تطمح أبصارهم وال يلتفتون : أي } في صلاتهم خاشعون { : ] مختار القرآن [ : آتابه آتذر ـ أيضا ] الناسخ والمنسوخ ن المن ـ في التفسير ?من حديث ابن سيرين، ورواه إسحاق بن راهويه في التفسير، واب

ى : الذي له، رواه من حديث الثوري، حدثني خالد عن ابن سيرين، قال ع بصره إل لم يرف آان النبي صلى اهللا عليه وسن سيرين : قال سفيان . محل سجوده : السماء فأمر بالخشوع، فرمى ببصره نحو مسجده أي ره عن اب أن : وحدثني غي

ون [ } ؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعونقد أفلح الم { نزلت في ذلك : هذه اآلية ال ] 2، 1 : المؤمن هو سكون المرء : قومنه خشوع البصر وخفضه وسكون ] الخشوع في القلب [ : ، وقال قتادة ] خائفون [ وقال الحسن : قال معمر . في صالته

الى ه تع ات، آقول ي الجه ه ف ول { : ضد تقليب ن فت ون م ارهم يخرج عا أبص ر خش يء نك ى ش داع إل دع ال وم ي نهم ي عر وم عس ذا ي افرون ه ول الك داع يق ى ال ين إل ر مهطع راد منتش أنهم ج داث آ ر [ } الأج الى ] 8 -6 : القم ه تع وم { : ، وقول ي

} اليوم الذي آانوا يوعدونيخرجون من الأجداث سراعا آأنهم إلى نصب يوفضون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلكتين وصف أجسادهم بالحرآة السريعة، ، وفي هاتين اآلي } خشعا أبصارهم { : ، وفي القراءة األخرى ] 44، 43 : المعارج [

الى ه تع ذين { : حيث لم يصف بالخشوع إال أبصارهم، بخالف آية الصالة، فإنه وصف بالخشوع جملة المصلين بقول الالى . ] 45 : البقرة [ } شعينوإنها لكبيرة إال على الخا { : ، وقوله تعالى ] 2 : المؤمنون [ } هم في صلاتهم خاشعون : وقال تع

ك . ] 43، 42 : القلم [ } يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة { : ومن ذلرحمن وخشعت الأ { : خشوع األصوات، آقوله تعالى الى ] 108 : طه [ } صوات لل ال تع : ، وهو انخفاضها وسكونها، وق

ا { رون وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل وتراهم يعرضون عليه ذل ينظ ن ال عين م خاشن { : ، وقال تعالى ] 45، 44 : الشورى [ } يمن طرف خف قى م ة تس وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامي

ب، . ، وهذا يكون يوم القيامة ] 5 - 2 : الغاشية [ } عين آنية ولين بال ري ذا هو الصواب من الق ال في القسم /وه ا ق آمة { : اآلخر ة عالي ي جن ية ف عيها راض ة لس ذ ناعم وه يومئ ية [ } وج الى ] 10 - 8 : الغاش ال تع حق { : ، وق ه إس ا ل ووهبن

ا دون بأمرن ة يه اهم أئم الحين وجعلن ا ص ا جعلن ة وآل وب نافل اء ويعق لاة وإيت ام الص رات وإق ل الخي يهم فع ا إل وأوحين . ] 73، 72 : األنبياء [ } الزآاة وآانوا لنا عابدين

م يخشع في سجوده ر الغراب ل ر نق . وإذا آان الخشوع في الصالة واجبا، وهو متضمن للسكون والخشوع، فمن نق

ا وآذلك ة بعينه م يسكن؛ ألن السكون هو الطمأنين نخفض ل ل أن ي م . من لم يرفع رأسه من الرآوع ويستقر قب فمن لذي ا عاصيا، وهو ال ان آثم م يخشع آ يطمئن لم يسكن، ومن لم يسكن لم يخشع في رآوعه وال في سجوده، ومن ل

. بيناه

ى السماء، أن النبي صلى اهللا : ويدل على وجوب الخشوع في الصالة ع بصره إل ذي يرف ه آال عليه وسلم توعد تارآيقال رسول الله صلى اهللا عليه : فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال . فإنه حرآته ورفعه، وهو ضد حال الخاشع

تخطفن أبصارهم فقال لينتهن عن ذلك أ . فاشتد قوله في ذلك ؟ مابال أقوام يرفعون أبصارهم في صالتهم ( : وسلم . ) و لى : وعن جابر بن سمرة قال اس يصلون رافعي أبصارهم إل ه ن لم المسجد، وفي ه وس ه صلى اهللا علي دخل رسول الل

. ) لينتهين رجال يشخصون أبصارهم إلى السماء، أو ال ترجع إليهم أبصارهم ( : فقال . السماء

. وآالهما في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه . األول في البخاري، والثاني في مسلم

ة : وقال محمد بن سيرين ذه اآلي ح { : آان رسول الله صلى اهللا عليه وسلم يرفع بصره في الصالة، فلما نزلت ه د أفل قد . جاوز بصره موضع سجودهلم يكن ي ] 2، 1 : المؤمنون [ } المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ام أحم رواه اإلم

لم . ] آتاب الناسخ والمنسوخ [ في ه وس ي صلى اهللا علي ه النب افي الخشوع، حرم ى السماء ين ع البصر إل ان رف ا آ فلم . وتوعد عليه

ا روى البخ نقص الصالة، آم ان ي ذا آ ه؛ فله نقص الخشوع وال ينافي و داود وأما االلتفات لغير حاجة، فهو ي اري وأب

؟ سألت رسول الله صلى اهللا عليه وسلم عن التفات الرجل في الصالة : والنسائي عن عائشة ـ رضي اهللا عنها ـ قالت د ( : فقال ي ذر ـ . ) هو اختالس يختلسه الشيطان من صالة العب ي األحوص، عن أب و داود والنسائي عن أب وروى أب

ال ال ر : رضي الله عنه ـ ق ه ق م يلتفت ( : سول الل ا ل د، وهو في صالته، م ى العب بال عل ه مق زال الل إذا التفت . ال ي ف . ) انصرف عنه

ي : وأما لحاجة فال بأس به، آما روى أبو داود عن سهل بن الحنظلية قال وب الصالة ـ يعن صالة الصبح ـ فجعل : ث

ى الشعب صلى اهللا عليه وسلم يصلي، وهو يلتفت /رسول الله و داود . إل ال أب ى الشعب من : ق ا إل ان أرسل فارس وآوفتحه الباب لعائشة، ونزوله . وهذا آحمله أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، من زينب بنت رسول الله . الليل يحرس

ا أراد أن ه لم أخره في صالة الكسوف، وإمساآه الشيطان وخنق م، وت يقطع صالته، من المنبر لما صلى بهم يعلمهاء بالتصفيق، ره النس ه، وأم دي المصلي ومقاتلت ين ي ار ب رد الم ره ب ي الصالة، وأم رب ف ة والعق ل الحي ره بقت وأم

افي ث المن ن العب ت م ة آان ر حاج ت لغي و آان ة، ول ل لحاج ي تفع ال الت ن األفع ك م ر ذل ي الصالة، وغي ارته ف وإش . للخشوع المنهي عنه في الصالة

ال ويـدل على ذلك ه ـ ق ه عن مرة ـ رضي الل ن س ابر ب ه : ـ أيضا ـ ما رواه تميم الطائي عن ج ا رسول الل دخل علين

ال ا ( : صلى اهللا عليه وسلم، والناس رافعوا أيديهم ـ قال الراوي ـ وهو زهير بن معاوية ـ وأراه قال في الصالة ـ فق مورووا ـ أيضا ـ . رواه مسلم وأبو داود والنسائي ) سكنوا في الصـالةلي أراآم رافعي أيديكم آأنها أذناب خيل شمس، ا

ه ه صلى اهللا علي ا إذا صلينا خلف رسول الل ال آن عن عبيد اهللا ابن القبطية عن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قا ب ( : فلما صلى قال . وسلم فسلم أحـدنا أشار بيده من عن يمينه، ومن عن يساره اب م ا أذن ده، آأنه ومئ بي ال أحدآم ي

ه : أن يقول/خيل شمس، إنما يكفي أحدآم ـ أو أال يكفي أحدآم ـ ه من عن يمين ى أخي لم عل هكذا ـ وأشار بأصبعه ـ يسه من عن ( : وفي رواية قال . ) ومن عن شماله أما يكفي أحدآم ـ أو أحدهم ـ أن يضع يده علي فخذه، ثم يسلم على أخي

دينا : ولفظ مسلم . ) ومن عن شمالهيمينه، ا بأي لمنا قلن ا إذا س لم، وآن ه وس ه صلى اهللا علي السالم : صلينا مع رسول اللال . عليكم أنكم ( : فنظر إلينا رسول الله صلى اهللا عليه وسلم فق ا ش مس ؟ م ل ش اب خي ا أذن ديكم، آأنه إذا ؟ تشيرون بأي

. ) به وال يؤمئ بيدهسلم أحدآم فليلتفت إلى صاح

ا، والسكون ال يكون إال فقد أمر رسول الله صلى اهللا عليه وسلم بالسكون في الصالة، وهذا يقتضي السكون فيها آلها، وأحق . بالطمأنينة ه من الخشوع فيه الى ب فمن لم يطمئن لم يسكن فيها، وأمره بالسكون فيها موافق لما أمر الله تع

. ا هم أهل الحديثالناس باتباع هذ

ك ى ذل ه عل ه، وحمل ع من ومن ظن أن نهيه عن رفع األيدي هو النهي عن رفعها إلى منكبه حين الرآوع وحين الرفيهم لم عل ى المس ديهم إل ل، أشاروا بأي فقد غلط؛ فإن الحديث جاء مفسرا بأنهم آانوا إذا سلموا في الصالة سالم التحلي

. من عن اليمين ومن عن الشمال

ه ] الشمس [ و ) ؟ شمس/ مالي أراآم رافعي أيديكم آأنها أذناب خيل ( : ويبين ذلك قوله ول ل ذي تق جمع شموس، وهو ال . العامة الشموص، وهو الذي يحرك ذنبه ذات اليمين وذات الشمال، وهي حرآة ال سكون فيها

اق المسلمين وأما رفع األيدي عند الرآوع وعند الرفع بمثل رفعه ذلك مشروع باتف تفتاح، ف د االس فكيف يكون . ا عن

؟ الحديث نهيا عنه

د ) اسكنوا في الصالة ( : وقوله ى جنب عب ع إل ذا الرف رون ه وا ي يتضمن ذلك؛ ولهذا صلى بعض األئمة الذين لم يكونإن آنت أطير في أول مرة، فأنا أطير في ( : فقال ) ؟ أتريد أن تطير ( : الله بن المبارك، فرفع ابن المبارك يديه، فقال له

. وهذا نقض لما ذآره من المعنى ) الثانية، وإال فال

ك ه، وال يكون ذل ا عن ع فال يكون نهي ذا الرف وأيضا، فقد تواترت السنن عن النبي صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه بهد تعارضا و ق ل ل ا، ب ديث معارض ث ه . الح و فأحادي د ل ر الواح ى الخب ديمها عل واترة، ويجب تق رة مت ع آثي ذا الرف

ه . عارضها، وهذا الرفع فيه سكون ال ) اسكنوا في الصالة ( : فقول ائر أفع تفتاح وآس ع االس ع، آرف ذا الرف افي ه ال ينك يقتضي وجوب / يقتضي السكون في آل ) اسكنوا ( : الصالة، بل قوله السكون في بعض من أبعاض الصالة، وذل

. الرآوع والسجود واالعتدالين

ا ي منتهاه االت الت ا في االنتق ذا يسكن فيه ان؛ وله فبين هذا أن السكون مشروع في جميع أفعال الصالة بحسب اإلمكا لم في المشي إليه ه وس ي صلى اهللا علي . إلى الحرآة؛ فإن السكون فيها يكون بحرآة معتدلة ال سريعة، آما أمر النب

ا وهي ة فيه ا، فكيف بالحرآ ة إليه ال ؟ حرآ ا ( : فق يكم السكينة، فم ا وعل ا تسعون، وائتوه تم الصالة فال تأتوه إذا أتي . ) أدرآتم فصلوا، وما فاتكم فاقضوا

ال ه ـ ق ه عن ه : وهذا ـ أيضا ـ دليل مستقل في المسألة، فعن أبي هريرة ـ رضي الل ه صلى اهللا علي سمعت رسول الل

اتكم ( : وسلم يقول ا ف تم فصلوا، وم ا أدرآ يكم السكينة، فم إذا أقيمت الصالة فال تأتوها تسعون، وائتوها تمشون، وعلراهيم . رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه ) فاقضوا ب، وإب ي ذئ ن أب قال أبو داود ـ وآذلك قال الترمذي ـ واب

ة عن الزهري . ) وما فاتكم فأتموا ( : عن الزهري بن سعد، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة . ) فاقضوا ( : وقال ابن عييني ة عن األعرج عن أب ي ربيع ن أب قال محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وجعفر اب

ي /، وروى أبو داود عن أبي ) فأتموا ( : ، وابن مسعود عن النبي صلى اهللا عليه وسلم ) فأتموا ( : هريرة رة، عن النب هريبقكم ( : صلى اهللا عليه وسلم قال ا س تم، واقضوا م ا أدرآ و داود . ) ائتوا الصالة وعليكم السكينة، فصلوا م ال أب ذا : ق وآ

ه ـ ه عن رة ـ رضي الل ي هري يرين عن أب ن س يقض ( : قال اب رة، . ) ول ي هري ع عن أب و راف ال أب ذلك ق و ذر ـ وآ وأب . اختلف عنه ) فأتموا، واقضوا ( : رضي الله عنه ـ روى عنه

ذي هو إسراع في فإذا آان النبي صلى اهللا عليه وسلم قد أمر بالسكينة حال الذهاب إلى الصالة، ونهي عن السعي ال

تعجال، فعلم أن الراآع والساجد ذلك، لكونه سببا للصالة ـ فالصالة أحق أن يؤمر فيها بالسكينة، وينهي فيها عن االس ذي ة ال د سماع اإلقام ره بالسكينة بع د أم يما وق مأمور بالسكينة، منهي عن االستعجال بطريق األولى واألحرى، السأمره وات بعض الصالة، ف ى ف ك إل ا بصالة تطوع، وإن أفضى ذل اه أن يشتغل عنه ا، ونه ذهاب إليه يوجب عليه ال

ا بالسكينة وأن يصلي ما فاته م ذا يقتضي شدة النهي . نفردا بعد سالم اإلمام، وجعل ذلك مقدما على اإلسراع إليه وه ؟ عن االستعجال إليها، فكيف فيها

ال ال : يبين ذلك ما روى أبو داود عن أبي ثمامة الحناط، عن آعب بن عجرة ق لم ق ه وس إن رسول اهللا صلى اهللا علي

ه في صالة إذا توضأ أحدآم فأحسن وضوءه ( ه، فإن اه صلى اهللا . ) ، ثم خرج عامدا إلى المسجد فال يشبكن يدي د نه فقردا، فكيف يكون حال المصلي /عليه وسلم في مشيه إلى الصالة عما ه منف نهاه عنه في الصالة من الكالم والعمل ل

ة في المشي، ؟ نفسه في ذلك المشي وغير ذلك ه بعض فإذا آان منهيا عن السرعة والعجل أمورا بالسكينة، وإن فات م . الصالة مع اإلمام حتى يصلي قاضيا له، فأولى أن يكون مأمورا بالسكينة فيها

ال : ويدل على ذلك ا، فق ة والمشي مطلق ي { : أن الله ـ عز وجل ـ أمر في آتابه بالسكينة والقصد في الحرآ د ف واقص

وتك ن ص ض م يك واغض ان [ } مش الى ] 19 : لقم ال تع ا وإذا { : وق أرض هون ى ال ون عل ذين يمش رحمن ال اد ال وعبلاما الوا س اهلون ق اطبهم الج ان [ } خ ره . ] 63 : الفرق ال الحسن وغي ار ( : ق كينة ووق م ) بس رحمن ه اد ال أخبر أن عب ، ف

ة فإذ . هؤالء ال العبادي ة، فكيف األفع م ؟ ا آان مأمورا بالسكينة والوقار في األفعال العادية التي هي من جنس الحرآ ثجود الرآوع والس كون، آ نس الس ن ج ا م و فيه ا ه ف بم الرفع ؟ آي ال؛ آ ي االنتق كينة ف ة تقتضي الس ذه األدل إن ه ف

ي هي الم . والخفض والنهوض واالنحطاط ال الت ا نفس األفع الرآوع نفسه، والسجود نفسه، وأم ال، آ قصود باالنتقى والقيام والقعود أنفسهما ـ وهذه هي من نفسها سكون ـ فمن لم يسكن فيها لم يأت بها، وإنما هو بمنزلة من أهوى إل

. القعود ولم يأت به، آمن مد يده إلى الطعام، ولم يأآل منه، أو وضعه على فيه ولم يطعمه

اب وأيضا، فإن الله الى /ـ تعالى ـ أوجب الرآوع والسجود في الكت ه تع اع لقول ا { : والسنة، وهو واجب باإلجم ا أيه يتطيعون { : ، وقوله تعالى ] 77 : الحج [ } الذين آمنوا ارآعوا واسجدوا ا يس جود فل ى الس دعون إل يوم يكشف عن ساق وي

فما لهم لا { : ، وقوله تعالى ] 43، 42 : القلم [ } شعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد آانوا يدعون إلى السجود وهم سالمونخاروا { : ، وقوله تعالى ] 21، 20 : االنشقاق [ } يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ذين إذا ذآ ا ال ؤمن بآياتن ا ي إنم

رب { : ، وقوله تعالى ] 15 : السجدة [ } بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ق [ } واسجد واقت ] 19 : العلوم والج { : وقوله تعالى ر والنج مس والقم جر ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والش ال والش ب

. ] 18 : الحج [ } والدواب وآثير من الناس وآثير حق عليه العذاب

ه فدل على أ ذاب، وقول ه الع د حق علي اس، ق ه من الن ا { : ن الذي ال يسجد لل ا طويل بحه ليل ه وس جد ل ل فاس ن اللي } ومالى ] 26 : اإلنسان [ ه تع اجدين { : ، وقول ن الس ن م ك وآ د رب بح بحم الى ] 98 : الحجر [ } فس ه تع م { : ، وقول ل له وإذا قي

ون ا يرآع وا ل الى ] 48 : المرسالت [ } ارآع ه تع الة { : ، وقول ون الص ذين يقيم وا ال ذين آمن وله وال ه ورس يكم الل ا ول إنم . ] 55 : المائدة [ } ويؤتون الزآاة وهم راآعون

ه وإذا النبي صلى اهللا علي آان الله ـ عز وجل ـ قد فرض الرآوع والسجود لله في آتابه، آما فرض أصل الصالة، ف

ه، ر عن ه، وتعب دل علي ه، وت اب وتبين نته تفسر الكت اال /وسلم هو المبين للناس ما نزل إليهم، وس ه إذا خرج امتث وفعلأتي في آل . هألمر أو تفسيرا لمجمل، آان حكمه حكم ما امتثله وفسر ان ي ا آ لم لم ه وس ه صلى اهللا علي ا أن ذا آم وه

جود، وع والس ن الرآ ه م ه ب ر الل ا أم ه لم اال من ذا امتث ان ه ا، وآ ا واجب ان آالهم د وسجودين آ وع واح ة برآ رآع

ة السجود نته في آيفي ى س ان يصلي الفريضة والن . وتفسيرا لما أجمل ذآره في القرآن، وآذلك المرجع إل د آ ة وق افلد . والناس يصلون على عهده، ولم يصل قط إال باالعتدال عن الرآوع والسجود، وبالطمأنينة في أفعال الصالة آلها ق

دال عن الرآوع . نقل ذلك آل من نقل صالة الفريضة والنافلة م يصل قط إال باالعت ده، ول ى عه اس يصلون عل والنة ذلك آانت صالة أصحاب . والسجود وبالطمأنين ده وآ ى عه ذه . ه عل ة في ه ذا يقتضي وجوب السكون والطمأنين وه

. وهو سجودان مع آل رآوع . األفعال، آما يقتضي وجوب عددها

و ك؛ إذ ل ى وجوب ذل ة عل وى األدل وأيضا، فإن مداومته على ذلك في آل صالة آل يوم، مع آثرة الصلوات، من أقه آان غير واجب لترآه ولو مرة، ليبين الجواز، ه ـ جواز . أو ليبين جواز ترآه بقول ه وال بفعل ين ـ ال بقول م يب ا ل فلم

. ترك ذلك مع مداومته عليه، آان ذلك دليال على وجوبه

إذا حضرت ( : أنه قال لمالك بن الحويرث وصاحبه / : وأيضا، فقد ثبت عنه صلى اهللا عليه وسلم في صحيح البخاري . فأمرهم أن يصلوا آما رأوه يصلي ) صلوا آما رأيتموني أصلي ( و ) ؤمكما أآبرآماالصالة فأذنا وأقيما، ولي

م، وال معارض لم يصلي له ه وس ي صلى اهللا علي ان النب ا آ اس آم وذلك يقتضي أنه يجب على اإلمام أن يصلي بالن

. لذلك وال مخصص؛ فإن اإلمام يجب عليه ما ال يجب على المأموم والمنفرد

ال وقد ث ه ق ن سعد أن ه صلى اهللا : بت عن النبي صلى اهللا عليه وسلم في الصحيحين عن سهل ب د رأيت رسول الل لقى سجد في رى حت زل القهق م رجع فن ر، ث عليه وسلم قام على المنبر وآبر، وآبر الناس معه وراءه، وهو على المنب

ال . أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صالته، ثم أقبل على الناس أتموا ( : فق ذا لت ا صنعت ه اس، إنم ا الن ا أيه يأتينا عقبة بن عامر األنصاري أبا مسعود، : وفي سنن أبي داود والنسائي عن سالم البراد قال . ) بي، ولتعلموا صالتي

ر، ف . حدثنا عن صالة رسول الله صلى اهللا عليه وسلم : فقلنا له دينا في المسجد، فكب ين أي ام ب ه فق ا رآع وضع يدي لمال م ق ه، ث ى استقر آل شيء من ه لمن : على رآبتيه، وجعل أصابعه أسفل من ذلك، وجافى بين مرفقيه، حت سمع الل

ى استقر آل / حمده، فقام حتى استقر آل شيء منه ثم آبر وسجد ووضع آفيه على األرض، ثم جافى بين مرفقيه حتى استقر آل ش ع رأسه فجلس حت م رف ه، ث ذه شيء من ل ه ع رآعات مث م صلى أرب ا ـ ث ك ـ أيض ه، ففعل ذل يء من

. هكذا رأينا رسول الله صلى اهللا عليه وسلم يصلي : ثم قال . الرآعة، فصلى صالته

ين ئن أنكر . وهذا إجماع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فإنهم آانوا ال يصلون إال مطمئن وإذا رأي بعضهم من ال يطمة في الصالة، . وال ينكر واحد منهم على المنكر لذلك . عليه ونهاه ى وجوب السكون والطمأنين نهم عل اع م وهذا إجم . ولو آان ذلك غير واجب لكانوا يترآونه أحيانا آما آانوا يترآون ما ليس بواجب . قوال وفعال

ة العرب ال يكون إال إذا سكن حين انحنا ى األرض، وأيضا، فإن الرآوع والسجود في لغ ه عل ه وحين وضع وجه ئ

ة . فأما مجرد الخفض والرفع عنه، فال يسمى ذلك رآوعا، وال سجودا ى اللغ . ومن سماه رآوعا وسجودا فقد غلط علال ى يق ر، وحت ثال لألم ه ممت ى يكون فاعل ذا : فهو مطالب بدليل من اللغة على أن هذا يسمى راآعا وساجدا، حت إن ه

به يحصل االمتثال فيه بفعل ما يتناوله االسم فإن هذا ال يصح حتى يعلم أن مجرد هذا يسمى في اللغة األمر المطالب ة العرب، وإذا . رآوعا وسجودا وهذا مما ال سبيل إليه، وال دليل عليه فقائل ذلك قائل بغير علم في آتاب الله وفي لغ

وم، /ثلا باالتفاق؛ ألن الوجوب معلوم، وفعللم يكن ممت ؟ هل هذا ساجد أو ليس بساجد : حصل الشك يس بمعل الواجب ل . آمن يتيقن وجوب صالة أو زآاة عليه، ويشك في فعلها

ال بال : وهذا أصل ينبغي معرفته؛ فإنه يحسم مادة المنازع الذي يقول ه ق ة، فإن ا في اللغ إن هذا يسمى ساجدا وراآع

ة م وال حج دليل انقط . عل ب بال ول وإذا طول ن يق ة لم ت الحج وع : ع، وآان جود والرآ ه إال بالس راءة ذمت م ب ا نعل م . المعروفين

ان ] الرآوع والسجود [ لو وجد استعمال لفظ : ثم يقال ة لك اة الوجه لألرض بال طمأنين ة العرب بمجرد مالق في لغ

ام ـ ه بالرغ ازع المعفر خده ساجدا، ولكان الراغم أنفه ـ وهو الذي لصق أنف د المن يما عن اجدا، ال س راب ـ س وهو التوم . يحصل السجود بوضع األنف دون الجبهة من غير طمأنينة : الذي يقول األنف سجودا، ومعل فيكون نقر األرض ب

ال ان يق ذلك لك أن هذا ليس من لغة القوم، آما أنه ليس من لغتهم تسمية نقرة الغراب ونحوها سجودا، ولو آان ذلك آ

. ساجدا : ضع وجهه على األرض، ليمص شيئا على األرض، أو يعضه أو ينقله ونحو ذلكللذى يؤمنين ال في أول سورة الم ا، فق : وأيضا، فإن الله أوجب المحافظة واإلدامة على الصالة، وذم إضاعتها والسهو عنه

م قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاش { عون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزآاة فاعلون والذين هك فأو لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابت ادون غى وراء ذل م الع ك ه لئ

ذه ] 9 - 1 : المؤمنون [ } والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون ان أن ه ، وقد سبق بيال . الخصال واجبة ائل ق ذلك في سورة سأل س ق هلو { : وآ ان خل ر إن الإنس ه الخي ا وإذا مس ر جزوع ه الش ا إذا مس ع

وم لل ق معل والهم ح ي أم دقون منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين ف ذين يص روم وال ائل والمح سا بيوم الدين و روجهم ح م لف ذين ه أمون وال ر م م غي ذاب ربه فقون إن ع م مش ذاب ربه ى الذين هم من ع ا عل فظون إل

ولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأارج [ } راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون ا . ] 34-19 : المع ه إال م ذم اإلنسان آل ف

الى فمن لم يكن متصفا بم . استثناه ه تع ا في قول ذموما، آم ان م تثناه آ ذين { : ا اس ا ال ر إل ي خس ان لف ر إن الإنس والعصالى ] سورة العصر [ } آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ال تع ف { : ، وق دهم خل ن بع ف م فخل

فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم { : ، وقال تعالى ] 59 : مريم [ } أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيااهون اعون [ } س الى ] 5، 4 : الم ال تع لوات والص { : ، وق ى الص افظوا عل انتينح ه ق وا لل طى وقوم رة [ } الة الوس : البق

238 [ . رك الوقت / ل أن يت اهر مصليا، مث ي الظ ان ف ات الصالة، وإن آ ن واجب يئا م رك ش ن ت ات تقتضي ذم م ذه اآلي وه

ن . الواجب، أو يترك تكميل الشرائط واألرآان من األعمال الظاهرة والباطنة، وبذلك فسرها السلف د ب ففي تفسير عبادة دثنا روح، عن سعيد، عن قت د ـ ح ذر في تفسيره من حديث عب ن المن ره عن اب د ـ وذآ ى { : حمي م عل ذين ه وال

ا . ] 9 : المؤمنون [ } صلواتهم يحافظون ذر في تفسيره من . على وضوئها ومواقيتها ورآوعه ن المن و بكر ب وروى أبلاتهم { إن الله أآثر ذآر الصالة في القرآن : قيل لعبد الله : أبي عبد الرحمن، عن عبد الله قالحديث الذين هم على صعون { ، ] 32 : المعارج [ } دائمون لاتهم خاش ي ص م ف ون [ } الذين ه ى ص { و ] 2 : المؤمن م عل ذين ه افظون وال } لواتهم يح

رك : ذلك على مواقيتها فقالوا : فقال عبد الله ] 9 : المؤمنون [ رحمن إال الت د ال ا عب ا أب ك ي رى ذل ا ن ال . ما آن ا : ق ترآهه : وروى سعيد بن منصور . آفر ول الل م وال { : حدثنا أبو معاوية، حدثنا األعمش، عن مسلم، عن مسروق في ق ذين ه

ر : قال . ما آنا نرى ذلك يا أبا عبد الرحمن، إال الترك : على مواقيتها، فقالوا : قال } على صلواتهم يحافظون . ترآها آفاهون { : وروى من حديث سعيد بن أبي مريم لاتهم س ن ص م ع ذين ه اعون [ } ال ا ، بتضييع ميقا ] 5 : الم وروى عن . ته

ائل { المكتوبة، والتي في } والذين هم على صلواتهم يحافظون { : أبي ثور عن ابن جريج في قوله أل س ، . التطوع : } س . وهذا قول ضعيف

القدر المشروع لإلمام: فصــل

ة عن فهي صالة رسول الله : وأما القدر المشروع لإلمام صلى اهللا عليه وسلم، آما في صحيح البخاري عن أبي قالب . ) إذا حضرت الصالة فليؤذن لكم أحدآم، وليؤمكم أآبرآم، ثم صلوا آما رأيتمونى أصلي ( : مالك بن الحويرث أنه قال

ـ أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آا : ففي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة : ] القيام [ وأما رأ في الفجر ب رآن { ن يق ق والق

ا ـ : أي . ونحوها، وآانت صالته بعد إلى تخفيف } المجيد لم ـ أيض يجعل صالته بعد الفجر خفيفة، آما في صحيح مسـ : عنه قال رأ في الظهر ب ل إذا يغشى { آان رسول الله صلى اهللا عليه وسلم يق ك، وفي ، وفي العصر نح } واللي و ذل

ال . الصبح أطول من ذلك رزة األسلمي ق ي ب لم يصلي : وفي الصحيحين عن أب ه وس ه صلى اهللا علي ان رسول الل آة ه في أقصى المدين ى رحل دنا إل الهجير ـ التي تدعونها األولى ـ لحين تدحض الشمس، ويصلي العصر ثم يرجع أح

راوي ال في : والشمس حية ـ قال ال ا ق ة ونسيت م دعونها العتم ي ت اء، الت ؤخر العش ان يستحب أن ي / . المغرب ـ وآا رأ فيه ان يق داة حين يعرف الرجل جليسه، وآ ل من صالة الغ ان ينفت دها، وآ ا والحديث بع وم قبله ره الن وآان يك

. ) بالستين إلى المائة

ه : وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال لم في الظهر والعصـر حزرنا قيام رسول الل ه وس . صلى اهللا عليين من . ] الم السجدة [ قـدر ثالثين آية، قدر : فحزرنا قيامـه في الرآعتين األوليين من الظهر ـه في األولي ا قيام وحزرن

ك . العصر على قدر اآلخرتين من الظهر ى النصف من ذل ه في اآلخرتين من العصر عل لم . وحزرنا قيام رواه مس

ي وقاص : وفي الصحيحين وغيرهما عن جابر بن سمرة قال . ) وأبو داود والنسائي ن أب كاك : قال عمر لسعد ب د ش لقـه من . أما أنا فأمد في األوليين وأحذف في األخـريين : قال ؟ الناس في آل شيء حتى في الصالة وال آلو ما اقتـديت بي . إسـحاق? ذاك الظـن بـك يـا أبا : قال . مصـالة رسول الله صلى اهللا عليه وسل ا ـ عـن أب لم ـ أيض وفي صحيح مس

م : سـعيد ـ رضي الله عنـه ـ قـال م يتوضأ، ث ه، ث لقـد آانت صالة الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضى حاجتال و . يأتي ورسول الله صلى اهللا عليه وسلم في الرآعة األولى مما يطيلها ل ق ي وائ : في صحيح مسلم ـ أيضا ـ عن أب

ا غ، فقلن أوجز وأبل و آنت تنفست : خطبنا عمار بن ياسر يوما، ف د أبلغت وأوجزت، فل ا اليقظان، لق ا أب ال . ي ي : فق إنأطيلوا /إن طول صالة الرجل وقصر ( : سمعت رسول الله صلى اهللا عليه وسلم يقول الصالة خطبته مئنة من فقهه، ف

. ) واقصروا الخطبة، إن من البيان سحرا

لم الصلوات : وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قال ه وس . آنت أصلي مع النبي صلى اهللا علي . وسطا : أي . فكانت صالته قصدا

ـة؛ ـه األئم ـر ب ذي أم ـن التخفيف ال ـو م ه ه ـنه ألمت ذي س المرجع في وفعله ال ـن األمور اإلضافية، ف إذ التخفيف م

ال . مـقداره إلى السنة ـه ـ ق ه عن ابر ـ رضي الل ي : وذلك آما خرجاه في الصحيحين عن ج اذ يصلي مع النب ان مع آال ثم يرجع فيصلي بقومـه ـ فأخبر النبي صلى اهللا عليه وسلم ـ وق : صلى اهللا عليه وسلم، ثم يرجع فيؤمنا ـ وقال مـرة

رة : مرة رأ البق وم . العشاء؛ فصلى معاذ مع النبي صلى اهللا عليه وسلم، ثم جـاء يـؤم قومه ـ فق ـن الق اعتزل رجـل م فا : فقال . فأتى النبي صلى اهللا عليه وسلم . ما نافقت : فقال . نافقت : فقيـل . فصلى م يرجع فيؤمن إن معاذا يصلي معك، ث

ال يارسـول الله، إنما رة، فق رأ سـورة البق ا، فق ه جاء يؤمن دينا، وإن ا ( : نحن أصحاب نواضح ونعمل بأي ان أنت ي أفتـة للبخاري عـن . } والليل إذا يغشى { ، } سبح اسم ربك الأعلى { : قال أبو الزبير . ) اقرأ بكذا، اقرأ بكذا ؟ معاذ وفي رواي

اذا : ه عنه ـ قال جابر ـ رضي الل ـق مع ال في / أقبـل رجـل بناضحين، وقد جنح الليل، فوافـ ـوه، فق يصلي ـ وذآر نحـره ـشى ( : آخ ل إذا يغ حاها، واللي مس وض ى، والش ـك األعل م ربـ ـبح اس ليت بس ـوال ص لي وراءك . فل ـه يص فإنـ

ي مسعود . ) الضعـيف والكــبير وذو الحاجة ـن أب ـحين عـ ـال وفي الصحي ه ـ قــ ه عن ى : ـ رضي الل ـل إل ـاء رجـ جــال لم فقـ ه وس ا رأيت : رسول الله صلى اهللا علي ا، فم ل بن ا يطي الن، مم ي ألتاخـر عـن صالة الصبح من أجل ف إن

أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم أم الناس فليوجز، ( : قال . رسول الله غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذفليخفف، فإن فيهم ( : وفي رواية . ) فإن فيهم الضعيف والكبير ( : وفي رواية . ) فإن وراءه الكبير والضعيف وذا الحاجة

. ) المريض والضعيف وذا الحاجة

ى الصالة، و ( : وفي صحيح البخاري من حديث أبي قتادة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال د إني ألقوم إل ا أري أن . ) أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز، آراهية أن أشق على أمه

فقد أخرجا في الصحيحين عن شريك بن عبد الله ابن أبي نمر عن أنس بن مالك : ] مقدار بقية األرآان مع القيام [ وأما

لم ماصليت وراء إمام قط أخف صالة وال أ ( : ـ رضي الله عنه ـ قال ه وس ي صلى اهللا علي م صالة من النب وفي . ) ته ( : رواية عن شريك عنه تن أم ة أن تفت ف، مخاف ا من حديث . ) وإن آان ليسمع بكاء الصبي فيخف ا فيهم د /وأخرج عب

ا : العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال وجز الصالة ويكمله . آان النبي صلى اهللا عليه وسلم ي . يوجز الصالة ويتم : وفي لفظ

ال لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ه ـ عن النب ه عن ي ألدخل في ( : وأخرجا ـ أيضا ـ عن أبي قتادة عن أنس ـ رضي الل إن

ه ه من بكائ د أم م من شدة وج ا أعل رواه ) الصالة وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز من صالتي، مماء الصبي مع : حديث ثابت عن أنس ـ رضي الله عنه قال مسلم من لم يسمع بك ه وس ه صلى اهللا علي ان رسول الل آ

. أمه، وهو في الصالة، فيقرأ بالسورة الخفيفة، أو بالسورة القصيرة

ال ه ـ ق ه عن م من رسول ال : وروى مسلم ـ أيضا ـ عن أنس ـ رضي الل ا صليت خلف أحد أوجز صالة وال أت ه م لة . صلى اهللا عليه وسلم ي بكر متقارب د في . وآانت صالته متقاربة، وصالة أب ه ـ م ه عن ان عمر ـ رضي الل ا آ فلم

وعن قتادة عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى اهللا عليه وسلم آان من أخف الناس صالة . صالة الصبح . في تمام

أنه صلى اهللا عليه : يريد ) ما صليت وراء إمام قط أخف وال أتم صالة من رسول الله ( : فقول أنس ـ رضي الله عنه ـ ان أخف لم آ ة صالة /وس م األئم ة صالة، وأت بها . األئم دال صالته وتناس ذا العت ا في اللفظ اآلخر . وه وآانت ( : آمة ر ) صالته معتدل ظ اآلخ ي اللف ة ( : وف ت صالته متقارب ة لتخ ) وآان م صالة إلطال ون أت ا، وتك ا وقعوده ف قيامه في

ين ذا ب ك؛ وله اقض ذل م لن ام ـ هو أخف وهو أت و أراد أن يكون نفس الفعل الواحد ـ آالقي ا وسجودها، ول رآوعهوبين أن عمر بن الخطاب مد في صالة الصبح، . وهو قراءة سورة قصيرة . التخفيف الذي آان يفعله إذا بكى الصبي

. القراءة، فإن عمر ـ رضي الله عنه ـ آان يقرأ في الفجر بسورة يونس، وسورة هود، وسورة يوسفوإنما مد في

ال : والذي يبين ذلك ه ـ ق ا صليت خلف رجل أوجز : ما رواه أبو داود في سننه عن أنس بن مالك ـ رضي الله عن مال وآان رسول ا . صالة من رسول الله صلى اهللا عليه وسلم في تمام لم إذا ق ه وس ه صلى اهللا علي ه لمن ( : لل سمع الل

ول ) حمده ى نق ر ويسجد : قام حت م يكب م، ث د أوه ول . ق ى نق ين السجدتين حت د ب ان يقع م : وآ د أوه ا في . ق ا أخرج آمه صلى ا : الصحيحين عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال ه إني ال آلو أن أصلي بكم آما آان رسول الل هللا علي

ا : قال ثابت . وسلم يصلي بنا ع رأسه من الرآوع انتصب قائم فكان أنس يصنع شيئا ال أراآم تصنعـونه، آان إذا رفا صالة : شعبة عن ثابت قال/ وللبخاري من حديث . قد نسي : حتى يقول القائل ه ـ ينعت لن ه عن قال أنس ـ رضي الل

. قد نسي : وآان يصلي، فإذا رفع رأسه من الرآوع قام حتى يقول القائل : رسول الله صلى اهللا عليه وسلم ـ

ا، والتي آانت ا ويكمله ان يوجزه ي آ لم الت ه وس ي صلى اهللا علي فهذه أحاديث أنس الصحيحة تصرح أن صالة النبل ول القائ ى يق ا من الرآوع حت ين : أخف الصالة وأتمها أنه صلى اهللا عليه وسلم آان يقوم فيه د ب د نسي، ويقع ه ق إن

واترة . قد نسي : السجدتين حتى يقول القائل اق المسلمين والسنة المت أن : وإذا آان في هذا يفعل ذلك، فمن المعلوم باتفول اء يق ر من العلم ل آثي دالين، ب ذين : الرآوع والسجود ال ينقصان عن هذين االعت ال يشرع وال يجوز أن يجعل ه

. لرآوع والسجود، بل ينقصان عن الرآوع والسجوداالعتدالين بقدر ا

در : وفي الصحيحين من حديث شعبة عن الحكم قال ن األشعث، وسماه غن ن اب غلب على الكوفة رجل ـ قد سماه زمام مطر بن ناجية ـ فأمر أبا عبيدة بن عبد الله أن يصلي بالناس فكان يصلي، فإذا رفع رأسه من الرآوع : في رواية ق

اء والمجد، ال ( : قدر ما أقول اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء األرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثني : قال الحكم . ) مانع لما أعطيت، وال معطي لما منعت، وال ينفع ذا الجد منك الجد ن أب رحمن ب د ال ك لعب ذآرت ذل / ف

لم : زب يقولسمعت البراء بن عا : قال . ليلى ه وس ه صلى اهللا علي ع . آانت صالة رسول الل ه ورآوعه، وإذا رف قيامرة : قال شعبة . قريبا من السواء : رأسه من الرآوع وسجوده وما بين السجدتين ن م ه لعمرو ب ال . فذآرت د رأيت : فق ق

ذا م تكن صالته هك ى، فل ي ليل ن أب رحمن ب د ال ظ مطر عن شعبة . عب لم : ولف ه وس ي صلى اهللا علي ان رآوع النب آا من السواء ود ـ قريب ام والقع وهو في الصحيح . وسجوده وبين السجدتين، وإذا رفع رأسه من الرآوع ـ ما خال القي

د صلى اهللا : والسنن من حديث هالل بن أبي حميد عن ابن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال رمقت الصالة مع محمين . عليه وسلم ا ب فوجدت قيامه، فرآوعه، فاعتداله بعد رآوعه، فسجدته، فجلسته بين السجدتين، فسجدته، فجلسته م

. قريبا من السواء : التسليم واالنصراف

ه صلى اهللا ه ـ أن رسول الل ه عن ي سعيد الخدري ـ رضي الل و داود والنسائي عن أب لم وأب ويشهد لهذا ما رواه مسد ملء السموات وملء ( : ول حين يرفع رأسه من الرآوععليه وسلم آان يق ك الحم ا ل م ربن سمع الله لمن حمده، الله

ت، وال : األرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وآلنا لك عبد ا أعطي انع لم ال م . ) معطي لما منعت، وال ينفع ذا الجد منك الجد

وأما ما ذآره بعض المصنفين من الفقهاء . خبر مبتدأ محذوف/ وهو . هكذا هو في الحديث ) أحق ما قال العبد ( : وقوله

. فهو تحريف بال نزاع بين أهل العلم بالحديث والسنة، ليس له أصل في األثر ) حق ما قال العبد ( : والصوفية من قولهبيل، ومعناه ـ أيضا ـ فاسد؛ فإن العبد يقول ا ول الحق ويهدى الس و يق الى ـ فه لحق والباطل، وأما الرب ـ سبحانه وتع

. ] 84 : ص [ } قال فالحق والحق أقول { : آما قال تعالى

. وأيضا، فليست الصالة مبنية إال على الثناء على الله ـ عز وجل

ع : رضي الله عنهما ـ وروى مسلم ـ وغيره ـ عن عطاء، عن ابن عباس ـ ان إذا رف لم آ ه وس أن النبي صلى اهللا علي

اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء األرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء ( : رأسه من الرآوع قالد ك عب ا ل د، وآلن ال العب ا م : بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما ق ت، وال معطي لم ا أعطي انع لم ع ذا ال م نعت، وال ينف

. ) الجد منك الجد

ال ي أوفي ق ن أب ه ب د الل ره ـ عن عب لم ـ وغي ع رأسه من : وروى مس لم إذا رف ه وس ه صلى اهللا علي ان رسول الل آا شئت من شيء ( : الرآوع يقول د ملء السموات وملء األرض، وملء م ك الحم ا ل م ربن سمع الله لمن حمده، الله

ذا وفي . ) بعد د ه ه : رواية أخرى لمسلم زاد بع ول / أن ان يق وب ( : آ ا ينقى الث ا آم ذنوب والخطاي ي من ال م طهرن الله . ) األبيض من الدنس

ا : فإن قيل ى نقله نهم ـ عل ه ع ي اتفق الصحابة ـ رضي الل لم الت ه وس فإذا آانت هذه صالة رسول الله صلى اهللا علي

ى وقد نقلها أهل الصحاح . عنه ك عل ي ذل دين، فكيف خف والسنن والمسانيد من هذه الوجوه وغيرها، والصالة عمود الة ال المقارب ين السجدتين من األفع ود ب دال من الرآوع والقع طائفة من فقهاء العراق وغيرهم، حتى لم يجعلوا االعت

د ربنا لك ( : للرآوع والسجود، وال استحبوا في ذلك ذآرا أآثر من التحميد بقول ال ) الحم ة ق ى إن بعض المتفقه : ، حت ! ؟ إذا طال ذلك طوال آثيرا بطلت صالته

راء ووالة الحرب : سبب ذلك وغيره : قيل لمين األم اد . أن الذي مضت به السنة أن الصالة يصليها بالمس والي الجه ف

اس آان هو أمير الصالة على عهد النبي صلى اهللا عليه وسلم وخلفائه الر . اشدين وما بعد ذلك إلى أثناء دولة بني العبي صلى اهللا والخليفة هو الذي يصلي بالناس الصلوات الخمس والجمعة، ال يعرف المسلمون غير ذلك، وقد أخبر النب

ال ى ق راء، حت ر األم ده من تغي ا سيكون بع لم بم ا، ( : عليه وس ؤخرون الصالة عن وقته راء ي سيكون من بعدي أمة فصلوا ا م نافل ا ) لصالة لوقتها، واجعلوا صالتكم معه ان من هؤالء من يؤخره ى يضيع الوقت /، فك ا حت عن وقته

المشروع فيها، آما أن بعضهم آان ال يتم التكبير، أي ال يجهر بالتكبير في انتقاالت الرآوع وغيره، ومنهم من ال يتم اس ال وآان هذا يشيع في الناس فيربو في ذلك الصغ . االعتدالين را من خاصة الن ى إن آثي ير، ويهرم فيه الكبير، حت

ك . يظن السنة إال ذلك ة . فإذا جاء أمراء أحيوا السنة عرف ذل ادة عن عكرم ا رواه البخاري في صحيحه عن قت آمتك أمك، سنة أبي ثكل : فقال . إنه ألحمق : فقلت البن عباس . صليت خلف شيخ بمكة، فكبر اثنتين وعشرين تكبيرة : قال

. القاسم صلى اهللا عليه وسلم

ال ة ق ي بشر عن عكرم ة أب ي رواي ام وإذا وضع، : وف ع، وإذا ق ل خفض ورف ي آ ر ف ام يكب د المق ال عن ت رج رأيام أن ذلك اإل : وهذا يعني به . ال أم لك ؟ أو ليس تلك صالة رسول الله صلى اهللا عليه وسلم : فأخبرت ابن عباس فقال م

ى يعرف . آان يجهر بالتكبير ا حت م يكن إمام اس ل ن عب ك، واب ون ذل ة ال يفعل فكان األئمة الذين يصلي خلفهم عكرما أن ذا آم ى أحد وه ره عل تبه أم م يكن يش ر فل ا نفس التكبي اس، وأم ذلك منه، فأنكر ذلك عكرمة حتى أخبره ابن عب

ذه هي السنة عامة األئمة المتأخرين ال يجهرون بالتكبير، بل يف اس أن ه ر الن يظن أآث ك المؤذن ونحوه ف وال . عل ذله / خالف بين أهل العلم أن هذه ليست هي السنة، بل هم متفقون على ما ثبت عندهم بالتواتر عن النبي صلى اهللا علي

ذل . وسلم أن المؤذن وغيره من المأمومين ال يجهرون بالتكبير دائما ي صلى آما أن بالال لم يكن يجهر ب ك خلف النبا بكر أن أب ـجوا لجوازه ب د احت ذا ق ان، فه اهللا عليه وسلم، لكن إذا احتيج إلى ذلك، لضعف صوت اإلمام، أو بعد المكاء ازع الفقه الصديق ـ رضي الله عنه ـ آان يسمع الناس التكبير خلف النبي صلى اهللا عليه وسلم في مرضه، حتى تن

؟ يبطل صالته أم ال في جهر المأموم لغير حاجة، هل

ال خير ق ن الش ه ب د الل ن عب ي : ومثل ذلك ما أخرجاه في الصحيحين والسنن عن مطرف ب ن أب ى ب صليت خلف علر رآعتين آب ر، وإذا نهض من ال ع رأسه آب ر، وإذا رف ان إذا سجد آب ا قضى . طالب أنا وعمران بن حصين فك فلم

ال : الفق . الصالة أخذ عمران بن حصين بيدي لم، أو ق ه وس د صلى اهللا علي ا : قد ذآرني هذا صالة محم د صلى بن لق . ولهذا لما جهر بالتكبير سمعه عمران ومطرف، آما سمعه غيرهما . صالة محمد صلى اهللا عليه وسلم

ه ـ ه عن رة ـ رضي الل ي هري ر في : ومثل هذا ما في الصحيحين والسنن ـ أيضا ـ عن أب ان يكب ه آ آل صالة من أن

حين يقوم من الجلوس من /يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر : المكتوبة وغيرهابها : يفعل ذلك في آل رآعة حتى يفرغ من الصالة، ثم يقول حين ينصرف : الثنتين ربكم ش ي ألق والذي نفسي بيده، إن

. لم، إن آانت هذه لصالته حتى فارق الدنيابصالة رسول الله صلى اهللا عليه وس

ين مروان ه وب ان يعاقب بين ة آ إن معاوي وهذا آان يفعله أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ لما آان أميرا على المدينة، ف

م ب . بن الحكم في إمارة المدينة، فيولي هذا تارة ويولي هذا تارة ا وآان مروان يستخلف، وآان أبو هريرة يصلي به م . هو أشبه بصالة صلى اهللا عليه وسلم من صالة مروان وغيره من أمراء المدينة

آما أخرجه البخاري من حديث الزهري . ما آان من النوافل، مثل قيام رمضان : يعني ) في المكتوبة وغيرها ( : وقوله

ر في آل صالة من أن أبا هريرة ـ رضي : عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وأبي سلمة ان يكب ه ـ آ اهللا عنول ول : المكتوبة وغيرها في رمضان وغيره، فيكبر حين يقوم، ويكبر حين يرآع، ثم يق م يق ده، ث ه لمن حم : سمع الل

. وذآر نحوه . ربنا لك الحمد

ث يحيى بن أبي آثير عن وآان الناس قد اعتادوا ما يفعله غيره، فلم يعرفوا ذلك حتى سألوه، آما رواه مسلم من حديلمة ع ووضع / : أبي س ا رف ر في الصالة آلم ان يكب ه ـ آ ه عن رة ـ رضي الل ا هري ذا : فقلت . أن أب رة، ماه ا هري ا أب يانوا يسمونه : وهذا آله معناه . إنها لصالة رسول الله صلى اهللا عليه وسلم : قال ؟ التكبير ذا آ جهر اإلمام بالتكبير؛ وله . لتكبير لما فيه من إتمامه برفع الصوت، وفعله في آل خفض ورفعإتمام ا

م : قال ] باب التكبير عند النهوض من الرآعتين [ أن البخاري ذآر في : يبين ذلك ر في نهضته، ث وآان ابن الزبير يكب

و سعي : قال . روى البخاري من حديث فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث ا أب ع صلى لن التكبير حين رف د، فجهر برآعتين ام من ال ع، وحين ق ال . رأسه من السجود، وحين سجد وحين رف ه : وق ه صلى اهللا علي ذا رأيت رسول الل هك

ه : قال : ثم أردفه البخاري بحديث مطرف . وسلم ي طالب ـ رضي الل صليت أنا وعمران بن حصين خلف على بن أبدي عنه ـ فكان إذا سجد آبر، وإذ ال . ا رفع آبر، وإذا نهض من الرآعتين آبر، فلما سلم أخذ عمران بن حصين بي : فق

. لقد ذآرني هذا صالة محمدصلى اهللا عليه وسلم : لقد صلى بنا هذا صالة محمد صلى اهللا عليه وسلم، أو قال

ا ـ . ن مما يخفى على أحد فلم يك : فهذا يبين أن الكالم إنما هو في الجهر بالتكبير، وأما أصل التكبير ذا ـ أيض يس ه ولة، . فال يصح لهم نفيه عن األئمة ؟ هل يفعله اإلمام أم ال يفعله/ مما يجهل، آما ال يصح نفي القراءة في صالة المخافت

. ونفي التسبيح في الرآوع والسجود، ونفي القراءة في الرآعتين اآلخرتين ونحو ذلك

زى عن ولهذا اسـتدل بعض مـن آ ن أب رحمن ب د ال ن عب ـعيد ب ـا روى عـن س ه، بم ـر ب ـان ال يتـم التكـبير، وال يجهر . وآان ال يتم التكبير . أنه صلى مع رسول الله صلى اهللا عليه وسلم : أبيه اريخ الكبي . رواه أبو داود والبخاري في الت

ي صلى . هذا عندنا باطل : وقد حكى أبو داود الطيالسي أنه قال وهذا إن آان محفوظا فلعل ابن أبزى صلى خلف النبتم . اهللا عليه وسلم في مؤخر المسجد وآان النبي صلى اهللا عليه وسلم صوته ضعيفا، فلم يسمع تكبيره، فاعتقد أنه لم ي

ك ه بخالف ذل واترة عن ر، وإال فاألحاديث المت ذ . التكبي ع ه ه، وم اذا ال يتلفت إلي ان ش ا آ و خالفه را من فل إن آثي ا فالفقهاء المتأخرين يعتقدون أن إتمام التكبير هو نفس فعله ولو سرا، وأن علي بن أبي طالب وأبا هريرة وغيرهما من

ون أن الصالة : والزم هذا . األئمة إنما أفادوا الناس نفس فعل التكبير في االنتقاالت انوا يعرف ا آ أن عامة المسلمين م . رفعهاال يكبر في خفضها وال

ك وال ي ذل وهذا غلط بال ريب وال نزاع بين من يعرف آيف آانت األحوال، ولو آان المراد التكبير سرا لم يصح نف

د / إثباته؛ فإن المأموم رون عن انوا يكب ة آ ا؛ ألن األئم ة ترآ ر بالكلي رك التكبي ه، وال يسمى ت ك من إمام ال يعرف ذلذل يس آ االت، ول اح دون االنتق ا االفتت ي جميعه ان ف ام وخفضه آ ع اإلم ين أن رف ة تب ل األحاديث المروي نة، ب ك الس

ر : ألحمد بن حنبل : قلت : وقد قال إسحاق بن منصور . التكبير ال ؟ ما الذي نقصوا من التكبي ى السجود : ق إذا انحط إل . من الرآوع، وإذا أراد أن يسجد السجدة الثانية من آل رآعة

ود وهو فقد بين اإلم ام ومن القع ر في الخفض من القي ل نقصوا التكبي ر، ب ام أحمد أن األئمة لم يكونوا يتمون التكبي

ه ام، ألن رة اإلم ى أن يسمع تكبي آذلك ـ والله أعلم ـ ألن الخفض يشاهد باألبصار، فظنوا لذلك أن المأموم ال يحتاج إله يرى رآوعه ويرى سجوده، بخالف الرفع من الرآوع والسجود، م رفع اج أن يعل ام، فيحت رى اإلم فإن المأموم ال ي

. بتكبيره

أنه صلى خلف النبي صلى اهللا عليه وسلم فلم يتم التكبير، وآان : ويدل على صحة ما قاله أحمد، من حديث ابن أبزىن عب . ال يكبر إذا خفض ن هكذا رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة، عن الحسن ابن عمران، عن سعيد ب رحمن ب د ال . أبزى، عن أبيه

ك . السلف ما آانوا يكبرون في الخفض والرفع/ وقد ظن أبو عمر ابن عبد البر ـ آما ظن غيره ـ أن هؤالء وجعل ذل

أنه آان يكبر إذا : حجة على أنه ليس بواجب؛ ألنهم ال يقرون األمة على ترك واجب، حتى إنه قد روي عن ابن عمر . ال يحكى أحمد عن ابن عمر إال ما صح عنده إن شاء اهللا : قال أبو عمر . ، وأما التطوع فالصلى وحده في الفرض

ه : وأما رواية مالك عن نافع عن ابن عمر : قال ى أن ا عل دل ظاهره ع، في ا خفض ورف ر في الصالة آلم أنه آان يكب

. آذلك آان يفعل إماما وغير إمام

د . يب فيهمـا روى مـالك ال ر : قلت . والذي ذآره أحمد ال يخالف ذلك، ولكن غلط ابن عبد البر فيما فهم من آالم أحمفإن آالمه إنما آان في التكبير دبر الصالة أيام العيد األآبر، لم يكن التكبير في الصالة، ولهذا فرق أحمد بين الفرض

ال ل، فق ل : والنف ي الفرض دون النف ر ف ى أن يكب م . أحب إل ين ول ر الصالة ب ي تكبي ون ف ره يفرق د وال غي يكن أحمه واجب في الفرض : الفرض والنفل، بل ظاهر مذهبه ا أن ل . أن تكبير الصالة واجب في النفل، آم هو سنة : وإن قي

. فأما التفريق بينهما فليس قوال له وال لغيره . هو سنة في النفل : في الفرض قيل

. فهو مشهور عنه/ مر في تكبيره دبر الصالة إذا آان منفردا،وأما الذي ذآره عن ابن ع

لمة . وهي مسألة نزاع بين العلماء مشهورة ي س رة ـ رضي اهللا : وقد قال ابن عبد البر، لما ذآر حديث أب ا هري إن أبال ا انصرف، ق ي ألشبهكم صالة برسو : عنه ـ آان يصلي لهم، فيكبر آلما خفض ورفع، فلم ل اهللا صلى اهللا واهللا إن

إن الناس لم يكونوا آلهم يفعلون ذلك، ويدل عليه ما رواه ابن أبي ذئب في موطئه عن : فقال ابن عبد البر . عليه وسلمال ه ق ه ـ أن رة ـ رضي اهللا عن ي هري ن، : سعيد بن سمعان، عن أب لم يفعله ه وس ان رسول اهللا صلى اهللا علي ثالث آ

ر آان إذا قا : وترآهن الناس ان يكب م إلى الصالة رفع يديه مدا، وآان يقف قبل القراءة هنيهة يسأل اهللا من فضله، وآر، ومن : قلت . آلما رفع وخفض ن وال يوجب التكبي ى دي هذه الثالثة ترآها طائفة من األئمة والفقهاء ممن ال يرفع إل

. نتقالال يستحب االستفتاح واالستعاذة، ومن ال يجهر من األئمة بتكبير اال

ال م : ق ل العل ن أه وم م ال ق د ق ي : وق نة إال ف يس بس عار للصالة، ول ام وش ات اإلم ذان بحرآ و إي ا ه ر إنم إن التكبين ى ب ن شهاب عن عل ذا الحديث وحديث اب الجماعة، أما من صلى وحده فال بأس عليه أال يكبر؛ ولهذا ذآر مالك ه

ي آان رسول اهللا صلى اهللا عليه و : حسين قال ى لق ك صالته حت زل تل سلم، يكبر في الصالة آلما خفض ورفع، فلم تا في الصالة / : وحديث ابن عمر وجابر ـ رضي اهللا عنهم ـ . اهللا عز وجل ا ورفع ا خفض ان . أنهما آانا يكبران آلم فك

. الةفذآر مالك هذه األحاديث آلها ليبين لك أن التكبير من سنن الص : قال . جابر يعلمهم ذلك

د . ما ذآره مالك، فكما ذآره : قلت وأما ما ذآره ابن عبد البر من الخالف، فلم أجده ذآر لذلك أصال، إال ما ذآره أحمره من : عن علماء المسلمين ا آ م ـ ألجل م ره ـ واهللا أعل ك وغي أن التكبير مشروع في الصلوات، وإنما ذآر ذلك مال

روي ابن وهب، أخبرني عياض بن عبد اهللا الفهري، : وقد قال ابن عبد البر . ون التكبيرفعل األئمة الذين آانوا ال يتما : أن عبد اهللا بن عمر آان يقول دي فيه ع األي ر ورف ول . لكل شيء زينة، وزينة الصالة التكبي ن عمر يق ان اب وإذا آ

. ن عمرهذا ال يظنه عاقل باب ؟ ذلك، فكيف يظن به أنه ال يكبر إذا صلى وحده

ر د الب ن عب ال اب رهم : ق ادة وغي ز وقت د العزي ن عب ر ب ن الخطاب وعم ر ب د روي عن عم ون : وق انوا ال يتم م آ أنهر : عن أبي هريرة : وروي عن أبي سلمة . وذآر ذلك ـ أيضا ـ عن القاسم وسالم وسعيد بن جبير . التكبير ان يكب ه آ أن

ع : قال . ة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمإنها لصال : ويقول . هذا التكبير وهذا يدل على أن التكبير في آل خفض ورفى / آان الناس قد ترآوه، وفي ترك الناس دهم عل ى أن األمر محمول عن دل عل له من غير نكير من واحد منهم، ما ي

. اإلباحة

ام ال يمكن أن يعلم إال ترك الجهر به، فأما ترك اإلمام التكب : قلت م يصل اإلم ه، إن ل دعي ترآ ير سرا فال يجوز أن ي

ه : إلى فعله فهذا لم يقله أحد من األئمة، ولم يقل أحد إنهم آانوا يترآون في آل خفض ورفع، بل قالوا انوا ال يتمون . آه : ال ينقصونه، ونقصه : ] ال يتمونه [ ومعنى دم من آالم ا تق ه في حال الخفض آم ع وهو ن . عدم فعل رك رف قص بت

. الصوت به، أو نقص له بترك ذلك في بعض المواضع

ي : وقد روى ابن عبد البر عن أنس بن مالك ـ رضي اهللا عنه ـ قال صلىت خلف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وأبا روي عن وهذا معارض : قال . بكر وعمر وعثمان ـ رضي اهللا عنهم ـ فكلهم آان يكبر إذا رفع رأسه وإذا خفض لم

ال . أنه آان ال يتم التكبير : عمر ز عن الزهري ق د العزي ن عب ز : قلت : وروي عن سعيد اب د العزي ن عب ا : لعمر ب م . تلك صالة األول، وأبى أن يقبل مني : فقال ؟ منعك أن تتم التكبير ـ وهذا عاملك عبد العزيز يتمه

ا، وإنما خفي على عمر بن عبد العزي : قلت ز وعلى هؤالء الجهر بالتكبير، آما خفي ذلك على طوائف من أهل زمانن

. أول من نقص التكبير زياد : قال . أبي شيبة، أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم/ وقبله ما ذآره ابن

ره ويكون زياد قد سن ذلك حين تر . زياد آان أميرا في زمن عمر، فيمكن أن يكون ذلك صحيحا : قلت وروي . آه غيه : عن األسود بن يزيد عن أبي موسى األشعري قال لقد ذآرنا على صالة آنا نصلىها مع رسول اهللا صلى اهللا علي

. إما نسيناها، وإما ترآناها عمدا، وآان يكبر آلما رفع وآلما وضع وآلما سجد : وسلم

راء ه أم ك عـن رسـول اهللا ومعلوم أن األمراء بالعراق الذين شاهدوا ما علي بلغهم خـالف ذل م ي ة، ول م أئم د، وه البلك هو من أصل ـوا أن ذل ك، فظن ر ذل ون غي دين ال يعرف م وال صلى اهللا عليه وسلم، رأوا من شاهدوهم من أهل العل

ان األ . وحصل بذلك نقصان في وقت الصالة وفعلها . السنة ة فاعتقدوا أن تأخـير الصالة أفضل مـن تقديمها؛ آما آ ئملم، . يفعلون ذلك وآذلك عـدم إتمام التكبير وغير ذلك من األمور الناقصة عما آان عليه رسول اهللا صلى اهللا عليه وس

ده ى عه انوا عل ذين آ راء ال يهم : حتى آان ابن مسعود يتأول في بعض األم الى ف ال اهللا تع ذين ق م من الخلف ال : أنها فخلف من بعدهم خلف أض { ون غي وف يلق هوات فس ريم [ } اعوا الصلاة واتبعوا الش ول ] 59 : م ان يق م إذا : فك آيف بك

د : فقيل . ترآت السنة : شيء، قيل/لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، إذا ترك فيها ا عب ا أب ك ي ي ذل متد اهللا . ذهب علماؤآم، وقلت فقهاؤآم، والتمست الدنيا بعمل اآلخرة، وتفقه لغير الدينذلك إذا : فقال ؟ الرحمن وآان عب

دجال : بن مسعود يقول أيضا رأة : أنا من غير الدجال أخوف عليكم من ال ا رجل أو ام رائكم، فأيم أمور تكون من آب . أدرك ذلك الزمان فالسمت األول، فالسمت األول

ى : ومن هذا الباب ذي بن ذا هو ال ه ـ وعمر ه ن عم أن عمر بن عبد العزيز لما تولى إمارة المدينة في خالفة الوليد ب

ن ? الحجرة النبوية إذ ذاك ـ صلى خلفه أنس بن مالك ـ رضي اهللا عنه و داود والنسائي عن أنس ب ا رواه أب ال م ـ فقلم أشبه صالة برسول اهللا صلى اهللا ما صليت وراء أحد بعد رسول اهللا صل : مالك ـ رضي اهللا عنه ـ ه وس ى اهللا علي

بيحات، وفي سجوده عشر : قال . عليه وسلم من هذا الفتي ـ يعني عمر بن عبد العزيز فحزرنا في رآوعه عشر تسبيحات ة األمصار . تس راء بقي ن أم نة م ى الس ة عل ر محافظ انوا أآث ا آ ع أن أمراءه ة، م ي المدين ان ف ذا آ إن . وه فذا، األمص لم أو نحو ه ه وس ا آانت تساس بسنة رسول اهللا صلى اهللا علي ار آانت تساس برأي الملوك، والمدينة إنم

إن . ولكن آانوا قد غيروا ـ أيضا ـ بعض السنة ط، ف د غل ز فق د العزي ن عب ة عمر ب ان في خالف ذا آ ومن اعتقد أن ه . لعزيز، بل مات قبل ذلك بسنتيناهللا عنه ـ لم يدرك خالفة عمر بن عبد ا/ أنس بن مالك ـ رضي

ن د اهللا ب د اهللا عن عب ن عب ن ماجه عن عون ب ي داود والترمذي واب وهذا يوافق الحديث المشهور الذي في سنن أب

ي : إذا رآع أحدآم فليقل ثالث مرات ( : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : مسعود ـ رضي اهللا عنه ـ قال سبحان رباه : ذلك أدناه ـ وإذا سجد فليقل العظيم ـ و ك أدن ا ـ وذل ى ثالث و داود . ) سبحان ربي األعل ال أب م : ق ذا مرسل، عون ل ه

م : وقال الترمذي . وآذلك قال البخاري في تاريخه . يدرك عبد اهللا بن مسعود د اهللا ل ن عب ليس إسناده بمتصل، عون بإنما تلقاه من علماء أهل : وقيل . لمشهورين، وهو من أهل بيت عبد اهللايدرك ابن مسعود، عون هو من علماء الكوفة ا

ثالث . بيته ون في ال ى : فلهذا تمسك الفقهاء بهذا الحديث في التسبيحات لما له من الشواهد، حتى صاروا يقول ا أدن إنه . وذلك يدل على أن أعاله أآثر من هذا . الكمال أو أدنى الرآوع

ـد ـ رضي اهللا : من الفقهاء فقول من يقول ى ثالث تسبيحات من أصل الشافعي وأحم إن السنة لإلمام أن يقتصر عل

ى : عنهما ـ وغـيرهم، هـو من جنس قول من يقول ؤخر الصالة إل وع، أو أن ي د الرآ دال بع من السنة أال يطيل االعت

ك و ذل ت، أو نح ر الوق إن . آخ م أصل يرج /ف يس معه ذا ل الوا ه ذين ق ث ال ل األحادي ال، ب نة أص ن الس ه م ون إلي عه ه صلى اهللا علي ين أن ا، تب انيد وغيره المستفيضة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم، الثابتة في الصحاح والسنن والمس

ي . وسلم آان يسبح في أغلب صالته أآثر من ذلك، آما تقدم داللة األحاديث عليه ا سمعوا أن النب الوه لم ذا ق ولكن هال صلى اهللا لم ق ه وس اء ( : علي ا ش ول م ه فليط ف، وإذا صلى لنفس اس فليخف دآم الن دار ) إذا أم أح وا مق م يعرف ، ول

درا للمستحب، ) ؟ أفتان أنت يا معاذ ( : التطويل، وال علموا التطويل الذي نهى عنه لما قال لمعاذ رأيهم ق ، فجعلوا هذا به اهللا ومن المعلوم أن مقدار الصالة ـ واجب م يكل ذي ل م ال ذا من العل ها ومستحبها ـ ال يرجع فيه إلى غير السنة، فإن ه

ذلك . ورسوله إلى آراء العباد وم خمس صلوات، وآ لمين في آل ي ان يصلي بالمس لم آ ه وس ي صلى اهللا علي إذ النبا سنه رسول اهللا صلى اهللا م، فيجب البحث عم داء به لم، وال ينبغي أن خلفاؤه الراشدون الذين أمرنا باالقت ه وس علي

يوضع فيه حكم بالرأي، وإنما يكون اجتهاد الرأي فيما لم تمض به سنة عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، ال يجوز . أن يعمد إلى شيء مضت به سنة فيرد بالرأي والقياس

ا يستخفه أن التخفيف أمر نسبي إضافي، ليس له حد في اللغة وال في العر : ومما يبين هذا ف؛ إذ قد يستطيل هؤالء م

ادات، وال في آل / هؤالء ويستخف ادير العب اس ومق هؤالء ما يستطيله هؤالء، فهو أمر يختلف باختالف عادات الن . من العبادات التي ليست شرعية

ين أن أ : فعلم أن الواجب على المسلم ذا يتب ه أن يرجع في مقدار التخفيف والتطويل إلى السنة، وبه ره صلى اهللا علي م

ال . وسلم بالتخفيف ال ينافي أمره بالتطويل ـ أيضا ا ق ذي في الصحيح لم إن طول صالة الرجل : في حديث عمار الة أطيلوا الصالة واقصروا الخطب ه، ف ة من فقه إن . ) وقصر خطبته مئن ا؛ ف اة بينهم التخفيف وال مناف رهم ب اك أم وهن

رة في اإلطالة هنا بالنسبة إ راءة البق ه من ق ة في زمان ا فعل بعض األئم ى م اك بالنسبة إل لى الخطبة، والتخفيف هن . ) فإذا صلى أحدآم لنفسه فليطول ما شاء ( : العشاء اآلخرة؛ ولهذا قال

أمومين اة الم ام؛ ألجل مراع ة، بخالف اإلم إن . فبين أن المنفرد ليس لطول صالته حد تكون به الصالة خفيف ه ف خلف

ا أمومين أو بعضهم عارض، آم ة إذا عرض للم ا عن اإلطال السقيم والكبير وذا الحاجة؛ ولهذا مضت السنة بتخفيفهد ( : قال صلى اهللا عليه وسلم م من وج ا أعل أخفف لم اء الصبي، ف ا، فأسمع بك د أن أطيله ا أري إني ألدخل الصالة وأن

. لم فيما تقدم من حديث ابن مسعودوبذلك علل النبي صلى اهللا عليه وس . ) أمه إذا صلى أحدآم بالناس ( : وآذلك في الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي اهللا عنه ـ أن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال /

ر وذا الحاجة ا شاء . فليخفف؛ فإن فيهم الضعيف والكبي ة . ) وإذا صلى لنفسه فليطول م قيم ( وفي رواي يهم الس إن ف ف . ) لشيخ الكبير وذا الحاجةوا

ولهذا آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يقصرها أحيانا عما آان يفعل غالبا، آما روي مسلم في صحيحه عن عمرو بن الخنس { : آأني أسمع صوت النبي صلى اهللا عليه وسلم يقرأ في صالة الغداة : حريث ـ رضي اهللا عنه ـ قال م ب فلا أقس

ة . ] 16، 15 : التكوير [ } الجوار الكنس فاره بسورة الزلزل ان يطول . وروي أنه قرأ في صالة الفجر في بعض أس وآا ـ اس ـ رضي اهللا عنهم ن عب رأ : أحيانا، حتى ثبت في الصحيح عن اب : أن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يق

ا سمعت من رسول اهللا صلى اهللا : التفق } والمرسلات عرفا { يا بني، لقد أذآرتني بقراءتك هذه السورة، إنها آلخر مال . عليه وسلم يقرأ بها في المغرب ه ق ه أن سمعت رسول اهللا : وفي الصحيحين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبي

: قال لي زيد بن ثابت : مروان بن الحكم قالوفي البخاري والسنن عن . صلى اهللا عليه وسلم يقرأ بالطور في المغربولي رب بط ي المغ رأ ف لم يق ه وس لى اهللا علي ول اهللا ص ت رس د رأي ل، وق ار المفص رب بقص ي المغ رأ ف ك تق مال

. األعراف : قال ؟ ما طولي الطوليين : قلت : قال ؟ الطوليين ا . فهذه األحاديث من أصح األحاديث/ ه آ ارة وقد ثبت فيها أن الطور، وت ارة ب األعراف وت ارة ب رأ في المغرب ت ن يق

فكيف تكون . بالمرسالت، مع اتفاق الفقهاء على أن القراءة في المغرب سنتها أن تكون أقصر من القراءة في الفجر ؟ القراءة في الفجر وغيرها

ال : ومن هذا الباب راهيم النخعي ق ان : ما روي وآيع عن منصور عن إب ل آ ن مسعود يطي د اهللا ب ن عب دة ب و عبي أب

العيب على من عاب عمل رسول اهللا صلى اهللا : قال أبو محمد ابن حزم . القيام بقدر الرآوع فكانوا يعيبون ذلك عليه

. عليه وسلم وعول على من ال حجة فيه

لم قد تقدم فعل أبي عبيدة الذي في الصحيح، وموافقته لفعل رسول اهللا صلى : قلت ه وس ابوا . اهللا علي ذين ع وهؤالء الم من وا من الصحابة، وال عرف أنه م يكون ن األشعث، ل ة اب عليه آانوا من أهل الكوفة الذين في زمن الحجاج وفتن

وإن آان قد يكون فيهم من أدرك ابن مسعود، فابن ابن مسعود لم يكن هو اإلمام الراتب في زمنه، بل . أعيان التابعين . لراتب آان غيره، وابن ابن مسعود أقرب إلى متابعة أبيه من هؤالء المجهوليناإلمام ا

التي اعتادوها وإن خالفت السنة النبوية، ولكن /فهؤالء الذين أنكروا على أبي عبيدة، إنما أنكروا عليه لمخالفته العادة

. ليس هذا اإلنكار من الفقهاء

ن يبين ذلك أن أجل فقيه أخذ عنه إبراهي دة ب و عبي ا أب م النخعي هو علقمة وتوفي قبل فتنة ابن األشعث التي صلى فيهارة . عبد اهللا ن األشعث آانت في إم ة اب د، وفتن ارة يزي ل إم فإن علقمة توفي سنة إحدي ـ أو اثنتين ـ وستين في أوائ

. قيل في مسروق ونحوه وقيل فيهما آما . إنه توفي قبل السبعين أيضا : وآذلك مسروق، قيل . عبد الملك

ذا فتبين أن أآابر الفقهاء من أصحاب عبد اللهبن مسعود لم يكونوا هم الذين أنكروا ذلك، مع أن من الناس إذا سمع هم . اإلطالق صرفه إلى إبراهيم النخعي ك، وه روا ذل ه أنك راهيم وأمثال ة يظن أن إب وقد عرفت أن المشهور أن علقم

. فقد تبين أن األمر ليس آذلك . لعلم عن عبد اهللا ونحوهرأوا ذلك، وهم أخذوا ا ؟ وسئل شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا عن رجل ال يطمئن في صالته

: فأجاب

د، افعي، وأحم ك، والش ة اإلسالم؛ آمال ل جمهور أئم ة، ب اق األئم ا مسيء باتف ة، وتارآه الطمأنينة في الصالة واجبحنيفة، وأبو حنيفة، ومحمد، ال يخالفون في أن تارك ذلك مسيء غير محسن، بل وإسحاق، وأبي يوسف صاحب أبي

. هو آثم عاص، تارك للواجب

ة رك الطمأنين ى من ت ادة عل ون اإلع رهم يوجب ا في الصحيحين . وغي ادة م ل وجوب اإلع ي : ودلي أن رجال صلى فلم . المسجد رآعتين، ثم جاء فسلم على النبي صلى اهللا عليه وسلم ه وس ارجع فصل، فإنك ( : فقال النبي صلى اهللا علي

ال . والذي بعثك بالحق، ما أحسن غير هذا : ، مرتين أو ثالثا ـ فقال ) لم تصل إذا ( : فعلمني ما يجزئني في صالتي، فقم قمت إلى الصالة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم ارآع حتى تطمئن راآعا، ثم ارفع ح ا، ث دل قائم ى تعت ت

اهال، ومع . ) اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذلك في صالتك آلها فهذا آان رجال جد / هذا فأمره النبي ة فق رك الطمأنين ذلك أن من ت ين ب م يصل، فتب ه ل ره أن صلى اهللا عليه وسلم أن يعيد الصالة، وأخب

. ومن يعص اهللا ورسوله فله عذاب أليم . م يصل، فقد أمره اهللا ورسوله باإلعادةأخبر اهللا ورسوله أنه ل

لبه في الرآوع والسجود ( : وفي السنن عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال يم ص ل اهللا صالة رجل ال يق ي ) ال يقب يعنع من السجود ع من الرآوع وإذا رف ه ـ رأى وفي الصحيح أن ح . يقيم صلبه إذا رف ان ـ رضي اهللا عن ن اليم ة ب ذيف

و مت : منذ آذا وآذا، فقال : قال ؟ منذ آم تصلي هذه الصالة : رجال ال يقيم صلبه في الرآوع والسجود، فقال أما إنك ل . ) لمت على غير الفطرة التي فطر اهللا عليها محمدا صلى اهللا عليه وسلم

: صحيحه مرفوعا إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم، وأنه قال لمن نقر في الصالة وقد روى هذا المعنى ابن خزيمة في

لم ( ذا ) أما إنك لو مت على هذا مت على غير الفطرة التي فطر اهللا عليها محمدا صلى اهللا عليه وس ال . أو نحو ه : وق . ) فما تغني عنه مثل الذي يصلي وال يتم رآوعه وسجوده، مثل الذي يأآل لقمة أو لقمتين، (

ال ه ق لم أن افق، يرقب الشمس ( : وفي صحيح مسلم عن النبي صلى اهللا عليه وس ك صالة المن افق، تل ك صالة المن تل

ي ين قرن يال / حتى إذا آانت ب ا إال قل ذآر اهللا فيه ا ال ي ر أربع ام فنق اب . ) شيطان ق ل الكت ك من دالئ ا في ذل د آتبن وق . الموضع، ما يطول ذآره هنا واهللا أعلموالسنة في غير هذا

ى ه عل ذي يستعين ب ا ال ارة، فم وسئل ـ رحمه اهللا عمن يحصل له الحضور في الصالة تارة، ويحصل له الوسواس تي الصالة ة للصالة ؟ دوام الحضور ف ك الوساوس مبطل ون تل ل تك ا أم ال ؟ وه ر ؟ أو منقصة له ول عم ي ق ي : وف إن

. ؟ هل آان ذلك يشغله عن حاله في جمعيته أو ال . ا في الصالةألجهز جيشي وأن

: فأجاب

ن ال اب ا ق نقص األجر، آم ل ي م، ب اق أهل العل يال باتف ان قل الحمد هللا رب العالمين، الوسواس ال يبطل الصالة إذا آ . ليس لك من صالتك إال ما عقلت منها : عباس

ا إال نصفها، إال ( : عليه وسلم أنه قالوفي السنن عن النبي صلى اهللا إن العبد لينصرف من صالته، ولم يكتب له منه

. ) ثلثها، إال ربعها، إال خمسها، إال سدسها، إال سبعها، إال ثمنها، إال تسعها، إال عشرها ي صل : ويقال/ ا في السنن عن النب رائض، آم ه إن النوافل شرعت لجبر النقص الحاصل في الف لم أن ه وس ى اهللا علي

ل ( : قال ا، وإال قي إن أآمله ه الصالة، ف د من عمل ه العب ه : أول ما يحاسب علي ان ل إن آ ه من تطوع، ف انظروا هل ل . وهذا اإلآمال يتناول ما نقص مطلقا . ) تطوع أآملت به الفريضة، ثم يصنع بسائر أعماله

ة فقد قال طائفة ـ منهم أبو عبد اهللا بن حامد، وأبو حامد الغزالي وغيرهما وأما الوسواس الذي يكون غالبا على الصال

ه :ـ ي صلى اهللا علي ه ـ أن النب رة ـ رضي اهللا عن ي هري إنه يوجب اإلعادة أيضا، لما أخرجاه في الصحيحين عن أبال لم ق إذا ق ( : وس أذين، ف ى ال يسمع الت ه ضراط حت يطان، ول ر الش ؤذن أدب وب إذا أذن الم إذا ث ل، ف أذين أقب ضي الت

ذآر، : بالصالة أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، فيقول اذآر آذا، اذآر آذا، لما لم يكن يي صلى . ) حتى يظل الرجل ال يدري آم صلى، فإذا وجد أحدآم ذلك فليسجد سجدتين قبل أن يسلم د صح عن النب وق

. ولم يفرق بين القليل والكثير . ) الصالة مع الوسواس مطلقا ( : اهللا عليه وسلم

ه ـ عن ان ـ رضي اهللا عن وال ريب أن الوسواس آلما قل في الصالة آان أآمل، آما في الصحيحين من حديث عثما /إن من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى رآعتين لم يحدث ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ه فيهم ر ل نفسه، غف

ه، ( : وآذلك في الصحيح أنه قال . ) ما تقدم من ذنبه ا بوجه ل عليهم ين يقب م صلى رآعت من توضأ فأحسن الوضوء، ث . ) وقلبه غفر له ما تقدم من ذنبه

ائر : وما زال في المصلين من هو آذلك، آما قال سعد بن معاذ ـ رضي اهللا عنه ـ و آنت في س في ثالث خصال، ل

أحوالي أآون فيهن آنت أنا أنا؛ إذا آنت في الصالة ال أحدث نفسي بغير ما أنا فيه؛ وإذا سمعت من رسول صلى اهللا ا ان . عليه وسلم حديثا ال يقع في قلبي ريب أنه الحق، وإذا آنت في جنازة لم أحدث نفسي بغير ما تقول، ويقال له وآ

ر . ة منه وقام الناس، وهو في الصالة لم يشعرمسلمة بن بشار يصلي في المسجد، فانهدم طائف وآان عبد اهللا بن الزبيع رأسه د . ـ رضي اهللا عنه ـ يسجد، فأتى المنجنيق فأخذ طائفة من ثوبه وهو في الصالة ال يرف ن عب امر ب الوا لع وق

الوا ؟ أو شيء أحب إلي من الصالة أحدث به نفسي : أتحدث نفسك بشيء في الصالة فقال : القيس نا : ق ا لنحدث أنفس إنك : في الصالة، فقال الوا ؟ أبالجنة والحور ونحو ذل ال : فق ا، فق ا وأموالن ألن تختلف األسنة في أحب : ال، ولكن بأهلين

. وأمثال هذا متعدد . إلي

. قوة المقتضي، وضعف الشاغل : والذي يعين على ذلك شيئان

الى، /في أن يعقل ما يقوله ويفعله، ويتدبرفاجتهاد العبد : أما األول القراءة والذآر والدعاء، ويستحضر أنه مناج هللا تعأن تعبد اهللا آأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، : واإلحسان . آأنه يراه، فإن المصلي إذا آان قائما فإنما يناجي ربهان ثم آلما ذاق العبد حالوة الصالة آان انجذابه إليها أ وة اإليم ذا يكون بحسب ق ان . وآد، وه ة لإليم واألسباب المقويول لم يق ه وس ي صلى اهللا علي ي في ( : آثيرة؛ ولهذا آان النب رة عين ب، وجعلت ق اآم النساء والطي ى من دني حبب إل

ابالل بالصالة ( : وفي حديث آخر أنه قال . ) الصالة ا ي ل . ) أرحن م يق ا : ول ا منه ر آخر . أرحن يس بمستكمل ( : وفي أث ل . وهذا باب واسع . ، أو آالم يقارب هذا ) لإليمان من لم يزل مهموما حتى يقوم إلى الصالة

ر اره، وغي ه، والتصديق بأخب ه ورجائ ه، وخوف دين ل يته، وإخالص ال ه وخش ة اهللا ومحبت فإن ما في القلب من معرفة ذلك، مما يتباين الناس فيه، ويتفاضلون ا، ومعرف رآن، وفهم دبرا للق د ت ا ازداد العب ك آلم وي ذل تفاضال عظيما، ويق

الى ـ ى أن يكون ـ تع ه، بحيث يجد اضطراره إل تغاله ب ه واش ه في عبادت ره إلي ه، وتفق بأسماء اهللا وصفاته وعظمتأن يكون اهللا ه إال ب ه ال صالح ل ى األآل والشرب، فإن تغاثه أعظم من اضطراره إل وده ومس ذي معب وده ال هو معب

ر اهللا فسد /يطمئن إليه، ويأنس به، ويلتذ بذآره، ويستريح به، وال حصول لهذا إال بإعانة اهللا، ومتى آان ه غي للقلب إله ا من أ وال منج ه، وال ملج وهلك هالآا ال صالح معه، ومتي لم يعنه اهللا على ذلك لم يصلحه، وال حول وال قوة إال ب

. إال إليه

رآن، ولهذا ير ة في الق وى أن اهللا أنزل مائة آتاب وأربعة آتب، جمع علمها في الكتب األربعة، وجمع الكتب األربعه اب في قول د { : وجمع علم القرآن في المفصل، وجمع علم المفصل في فاتحة الكتاب، وجمع علم فاتحة الكت اك نعب إي

ه { : ونظير ذلك قوله . } وإياك نستعين ل علي ده وتوآ ه ] 123 : هود [ } فاعب اب { : ، وقول ه مت ت وإلي ه توآل : الرعد [ } عليه ] 30 ى الل { : ، وقول ل عل ن يتوآ ب وم ا يحتس ث ل ن حي ه م ا ويرزق ه مخرج ل ل ه يجع ق الل ن يت بهوم و حس } ه فه

دون { : ، وقد قال تعالى ] 3، 2 : الطالق [ ا ليعب إنس إل ذاريات [ } وما خلقت الجن وال ي صلى اهللا ] 65 : ال ال النب ذا ق ، ولهه . ) رأس األمر اإلسالم، وعموده الصالة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل اهللا ( : عليه وسلم ل ال يحتمل ذا طوي وبسط ه

. هذا الموضع

ي دبر الجواذب الت ه، وت ا ال يعني ا يشغل القلب من تفكر اإلنسان فيم ع م اد في دف و االجته ارض، فه وأما زوال العرة الشبهات والشهوات، رة الوسواس بحسب آث إن آث به، ف د بحس تجذب القلب عن مقصود الصالة، وهذا في آل عب

. محبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها، والمكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعهاوتعليق القلب بال د / والوساوس إما من قبيل الحب، من أن يخطر بالقلب ما قد آان أو من قبيل الطلب، وهو أن يخطر في القلب ما يري

ال الصحابة ومن الوساوس ما يكون من خواطر الكفر والنفاق، فيتألم لها قلب الم . أن يفعله ا ق ديدا، آم ا ش : ؤمن تألمال ه، فق ـم ب ه من أن يتكل ـدتموه ( : يارسول اهللا إن أحدنا ليجد في نفسه ما ألن يخـر من السـماء أحب إلي الوا ) ؟ أوج : ق

ا : وفي لفظ . ) ذلك صريح اإليمان ( : قال . نعم ه، فق ذي رد ( : لإن أحدنا ليجد في نفسه ما يتعاظم أن يتكلم ب د هللا ال الحم . ) آيده إلى الوسوسة

د : قال آثير من العلماء ة آي ان غاي ذي آ د هللا ال ان، والحم ه، هو صريح اإليم رار القلب من فكراهة ذلك وبغضه، وف

ذب، والوسواس يعرض لكل من الشيطان الوسوسة، فإن شيطان الجن إذا غلب وسوس، وشيطان اإلنس إذا غلب آذآر توجه إلى ه من ال ا هو في الزم م د أن يثبت ويصبر، وي ك، فينبغي للعب ه من ذل د ل ره، الب اللهتعالى بذآر أو غي

عيفا { والصالة، وال يضجر، فإنه بمالزمة ذلك ينصرف عنه آيد الشيطان، ان ض يطان آ د الش ، ] 76 : النساء [ } إن آيالى ـ بقلبه جاء من الوسواس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، آلما وآلما أراد العبد توجها إلى اهللا تع

ون : أراد العبد يسير إلى اهللا تعالى ـ أراد قطع الطريق عليه؛ ولهذا قيل لبعض السلف ود والنصارى يقول / ال : إن اليه . رض للسالكين طويل موضعهوتفاصيل ما يع . صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخراب : نوسوس، فقال

فذاك ألن عمر . إني ألجهز جيشي، وأنا في الصالة : وأما ما يروى عن عمر بن الخطاب ـ رضي اهللا عنه ـ من قوله

اد ر الجه و أمي ؤمنين فه ر الم اد، وهو أمي أمورا بالجه ذي . آان م ة المصلي ال ذلك من بعض الوجوه بمنزل فصار باد يصلي صالة الخوف حال مع أمور بالجه اينة العدو، إما حال القتال، وإما غير حال القتال، فهو مأمور بالصالة، وم

را { : فعليه أن يؤدي الواجبين بحسب اإلمكان، وقد قال تعالى ه آثي روا الل اثبتوا واذآ ة ف تم فئ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيال [ } حونلعلكم تفل ه . ] 54 : األنف در أن إذا ق ن، ف ه حال األم اد ال تكون آطمأنينت ة القلب حال الجه وم أن طمأنين ومعل

ذا تخفف صالة الخوف عن ه؛ وله د وطاعت ان العب ال إيم ذا في آم دح ه م يق اد ل نقص من الصالة شيء ألجل الجهال ولما ذآر ـ سبحانه وتعالى ـ صالة الخوف . صالة األمن ى { : ق ت عل الة آان الة إن الص أقيموا الص أننتم ف إذا اطم ف

. ، فاإلقامة المأمور بها حال الطمأنينة ال يؤمر بها حال الخوف ] 103 : النساء [ } المؤمنين آتابا موقوتا

ا وي إيم إذا ق ك، ف اوتون في ذل ا، ومع هذا، فالناس متف دبره لألمور به ان حاضر القلب في الصالة، مع ت د آ ن العبدبيره جيشه في / وعمر قد ه مع ت ه أن يكون ل ضرب اهللا الحق على لسانه وقلبه، وهو المحدث الملهم، فال ينكر لمثل

وى، وال ريب أن صالة رسول ك يكون أق الصالة من الحضور ما ليس لغيره، لكن ال ريب أن حضوره مع عدم ذل

ا حال اهللا صلى اهللا عليه وسلم حال أمنه آانت أآمل من صالته حال الخوف في األفعال الظاهرة، فإذا آان اهللا قد عف . الخوف عن بعض الواجبات الظاهرة، فكيف بالباطنة

م ا ل يس بواجب، أو فيم ا ل ره فيم يس آتفك ه ل د يضيق وقت ه ق وبالجملة، فتفكر المصلي في الصالة في أمر يجب علي

ه يضق واردات علي ة وال ام األم ك الحال، وهو إم دبير الجيش إال في تل ه التفكر في ت وقته، وقد يكون عمر لم يمكنذآره خارج الصالة، ومن . آثيرة اال ي ومثل هذا يعرض لكل أحد بحسب مرتبته، واإلنسان دائما يذآر في الصالة م

ال ذلك ما يكون من الشيطان، آما يذآر أن بعض السلف ذآر له ر م فصل، : جل أنه دفن ماال وقد نسي موضعه، فق قعلمت أن الشيطان ال يدعه في الصالة حتى يذآره بما يشغله، : قال ؟ من أين علمت ذلك : فقام فصلى، فذآره، فقيل له

أمور، و . وال أهم عنده من ذآر موضع الدفن ة الم ال فعل بقي ال الحضور، مع آم د في آم د الكيس يجته ال لكن العب . حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم

ا حد المبطل للصالة ه ؟ وسئل عن وسواس الرجل في صالته، وم روه من ا حد المك ه شيء في ؟ وم اح من وهل يب

لم ؟ وما حد اإلخالص في الصالة ؟ وهل يعذب الرجل في شيء منه ؟ الصالة ه وس ي صلى اهللا علي ول النب يس ( : وق ل . ؟ ) صالته إال ما عقل منهاألحدآم من

: فأجاب

: الحمد هللا، الوسواس نوعان

ذا : أحدهما ال يمنع ما يؤمر به من تدبر الكلم الطيب، والعمل الصالح الذي في الصالة، بل يكون بمنزلة الخواطر، فه

ه صالته األو اني ال يبطل الصالة؛ لكن من سلمت صالته منه فهو أفضل ممن لم تسلم من ربين، والث ل شبه حال المق . شبه حال المقتصدين

و : وأما الثاني ا روى أب فهو ما منع الفهم وشهود القلب، بحيث يصير الرجل غافال، فهذا ال ريب أنه يمنع الثواب، آم

ه إن الرجل لينصرف من صالته، ول ( : داود في سننه عن عمار بن ياسر عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال م يكتب ل، فأخبر صلى اهللا عليه وسلم أنه ) إال عشرها ( : ، حتى قال ) إال ربعها، إال خمسها، إال سدسها/منها إال نصفها، إال ثلثها،

. قد ال يكتب له منها إال العشر

ادة : وقال ابن عباس ه ت ؟ ليس لك من صالتك إال ما عقلت منها، ولكن هل يبطل الصالة ويوجب اإلع ه . فصيل في فإنإن ا، ف واب ناقص ان الث ادة، وإن آ م تجب اإلع ل من الحضور، والغالب الحضور، ل ة في الصالة أق إن آانت الغفلى ة عل ا إن غلبت الغفل ر بعضه بسجدتي السهو، وأم ا يجب أن السهو ال يبطل الصالة، وإنم واترت ب النصوص قد ت

: الحضور، ففيه للعلماء قوالن

بيه ال تص : أحدهما و ش ح الصالة في الباطن، وإن صحت في الظاهر، آحقن الدم؛ ألن مقصود الصالة لم يحصل، فه . صالة المرائي، فإنه باالتفاق ال يبرأ بها في الباطن، وهذا قول أبي عبد اهللا بن حامد وأبي حامد الغزالي وغيرهما

ان ال أجر : والثاني ادة، وإن آ ه اإلع ول تبرأ الذمة، فال تجب علي دع ق م ي ذي ل ة صوم ال واب، بمنزل ا، وال ث ه فيه ل

ة، . الزور والعمل به، فليس له من صيامه إال الجوع والعطش ره من األئم د، وغي ام أحم أثور عن اإلم ذا هو الم وهر بالصالة / إذا أذن المؤذن ( : واستدلوا بما في الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى اهللا عليه وسلم، أنه قال أدب

إذا قضي التثويب ر، ف وب بالصالة أدب إذا ث ل، ف أذين أقب إذا قضي الت أذين، ف الشيطان وله ضراط، حتى ال يسمع التإذا : أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول م صلى، ف دري آ اذآر آذا، اذآر آذا، ما لم يكن يذآر، حتى يظل ال ي

م فقد أخب . ) وجد أحدآم ذلك فليسجد سجدتين دري آ ى ال ي أمور حت ذآره ب لم أن الشيطان ي ه وس ر النبي صلى اهللا علي . صلى، وأمره بسجدتين للسهو، ولم يأمره باإلعادة، ولم يفرق بين القليل والكثير

ى دل عل واب مشروط بالحضور، ال ت ى أن األجر والث وهذا القول أشبه وأعدل؛ فإن النصوص واآلثار إنما دلت عل

. ال باطنا وال ظاهرا، واهللا أعلموجوب اإلعادة،

؟ وسئل ـ رحمه اهللا عما إذا أحدث المصلي قبل السالم

: فأجاب

. إذا أحدث المصلي قبل السالم بطلت، مكتوبة آانت أو غير مكتوبة

؟ وسئل عن رجل ضحك في الصالة، فهل تبطل صالته أم ال

: فأجاب

ل الص ال يبط م ف ا التبس ك أم ور آمال د الجمه وؤه عن تقض وض ل، وال ين ا تبط ي الصالة فإنه ه ف ا إذا قهق الة، وأم

إن مذهب والشافعي وأحمد؛ لكن يستحب له أن يتوضأ في أقوى الوجهين، لكونه أذنب ذنبا، وللخروج من الخالف، ف . أبي حنيفة ينتقض وضوؤه، واهللا أعلم

ك في الصالة وسئل ـ رحمه اهللا عن النحنحة، والسعال، وال ا أشبه ذل ين، وم ذلك أم ال : نفخ، واألن وأي ؟ فهل تبطل ب ؟ وإيش الدليل على ذلك ؟ وفي أي مذهب ؟ شيء الذي تبطل الصالة به من هذا أو غيره

: فأجاب

يصلح فيها شيء إن صالتنا هذه ال ( : الحمد هللا رب العالمين، األصل في هذا الباب أن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال

وا في الصالة ( : وقال . ) من آالم اآلدميين ا أحدث أال تكلم اء، ومم م ) إن اهللا يحدث من أمره ما يش ن أرق د ب ال زي : قه المسلمون . فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكالم ذر . وهذا مما اتفق علي ن المن ال اب ى أن من : ق م عل وأجمع أهل العل

ه في صالة، وأن تكلم في صالته م أن د من يعل عامدا وهو ال يريد إصالح شيء من أمرها أن صالته فاسدة، والعام . الكالم محرم

د : قلت زاع في مذهب أحم وقد تنازع العلماء في الناسي والجاهل والمكره والمتكلم لمصلحة الصالة، وفي ذلك آله ن

: ث درجاتإذا عرف ذلك فاللفظ على ثال/ . وغيره من العلماء

. يد، ودم، وفم، وخذ : أن يدل على معنى بالوضع إما بنفسه، وإما مع لفظ غيره، آفى، وعن، فهذا الكالم مثل : أحدها

. أن يدل على معنى بالطبع آالتأوه، واألنين، والبكاء، ونحو ذلك : الثاني

ه في صالته، وذآر أصحابه . حةأال يدل على معنى ال بالطبع وال بالوضع، آالنحن : الثالث فهذا القسم آان أحمد يفعل : فصارت األقوال فيها ثالثة . تبطل، ففعل ذلك لضرورة فوجهان : فإن قلنا . عنه روايتين في بطالن الصالة بالنحنحة

. أنها ال تبطل بحال، وهو قول أبي يوسف، وإحدى الروايتين عن مالك؛ بل ظاهر مذهبه : أحدها

. تبطل بكل حال، وهو قول الشافعي وأحد القولين في مذهب أحمد ومالك : والثاني

إن فعله لتحسين الصوت : إن فعله لعذر لم تبطل وإال بطلت، وهو قول أبي حنيفة ومحمد، وغيرهما، وقالوا : والثالث

الوا / وإصالحه، را فرخص ف : لم تبطل، ق ك آثي ى ذل دعو إل ه للحاجة ألن الحاجة ت ال . ي ا ق ه يتضمن : ومن أبطله إنا لم إنم ه وس حرفين، وليس من جنس أذآار الصالة، فأشبه القهقهة، والقول األول أصح، وذلك أن النبي صلى اهللا علي

ال ين ( : حرم التكلم في الصالة، وق ا شيء من آالم اآلدمي ه ال يصلح فيه اول ) إن ي تتن اظ الت ك من األلف ال ذل ، وأمثى، وال . كالمال ى معن اظ عل ا من األلف دل بنفسها، وال مع غيره والنحنحة ال تدخل في مسمي الكالم أصال، فإنها ال ت

. يسمى فاعلها متكلما، وإنما يفهم مراده بقرينة، فصارت آاإلشارة

: وأما القهقهة ونحوها ففيها جوابان

. أن تدل على معنى بالطبع : أحدهما

. يدل على ذلك أن القهقهة تبطل باإلجماع، ذآره ابن المنذر . أنا ال نسلم أن تلك أبطلت ألجل آونها آالما : والثاني

افي الخشوع الواجب في : وهذه األنواع فيها نزاع، بل قد يقال إن القهقهة فيها أصوات عالية تنافي حال الصالة، وتن

ا . حرف معهالصالة، فهي آالصوت العالي الممتد، الذي ال ا من االستخفاف بالصالة والتالعب به إن فيه وأيضا، فذلك ا /مـا يناقض مقصودها، فأبطلت ل ه متكلم يس مجرد . ال لكون ا، ول ه آالم ى آون اج إل ك ال يحت ل ذل ا بمث وبطالنه

ال ه ـ ق ي ـ رضي اهللا عن د روي عن عل ا، وق ه : الصوت آالم ي من رسول اهللا صلى اهللا علي ان ل لم مدخالن آ وس . بالليل والنهار، وآنت إذا دخلت عليه وهو يصلي يتنحنح لي رواه اإلمام أحمد، وابن ماجه، والنسائي بمعناه

: وأما النوع الثاني وهو ما يدل على المعنى طبعا ال وضعا فمنه النفخ، وفيه عن مالك وأحمد روايتان أيضا

. النخعي، وابن سيرين، وغيرهما من السلف، وقول أبي يوسف وإسحاق ال تبطل، وهو قول إبراهيم : إحداهما

. أنها تبطل، وهو قول أبي حنيفة، ومحمد، والثوري والشافعي، وعلى هذا فالمبطل فيه ما أبان حرفين : والثانية

. إن حكمه حكم الكالم، وإن لم يبن حرفين : وقد قيل عن أحمد

ال واحتجوا لهذا القول بما ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي م ( : روي عن أم سلمة عن النب د تكل خ في الصالة فق ) من نف

رواه الخالل؛ لكن مثل هذا الحديث ال يصح مرفوعا، فال يعتمد عليه، لكن حكى أحمد هذا اللفظ عن ابن عباس، وفي . رواه سعيد في سننه . النفخ في الصالة آالم : لفظ عنه

ا في النحنحة، /وألنه تضمن حرفين، وليس هذا من جنس أذآار : قالوا ول، آم الصالة، فأشبه القهقهة، والحجة مع الق

وم ه عم ـال يتناول لم، ف ه وس والنزاع، آالنزاع، فإن هذا ال يسمي آالما في اللغة التي خاطبنـا بهـا النبي صلى اهللا عليور، النهي عن الكالم في الصالة، ولو حلف ال يتكلم لم ذه األم ل ه ر بمث م يب تكلمن ل يحنث بهذه األمور، ولو حلف لي

ى أحوال ة عل ا مجرد األصوات الدال ل، فأم ة وضعية، تعرف بالعق ى، دالل ى المعن والكالم البد فيه من لفظ دال علالصالة، المصوتين، فهو داللة طبعية حسية، فهو وإن شارك الكالم المطلق في الداللة فليس آل ما دل منهيا عنه في

ي صلى آاإلشارة فإنها تدل وتقوم مقام العبارة، بل تدل بقصد المشير، وهي تسمى آالما، ومع هذا ال تبطل، فإن النبه ذلك إذا قصد التنبي م، وآ دل ويفه اهللا عليه وسلم آان إذا سلموا عليه رد عليهم باإلشارة، فعلم أنه لم ينه عن آل ما ي

. عليه النصوصبالقرآن والتسبيح جاز، آما دلت

ا دل م تبطل، فكيف بم ذا ل ام المستمع ومع ه ومع هذا، فلما آان مشروعا في الصالة لم يبطل، فإذا آان قد قصد إفهإذا رآه ه، ومن سكوته، ف ك من حرآت م ذل ا يعل بالطبع، وهو لم يقصد به إفهام أحد، ولكن المستمع يعلم منه حاله، آم

م علم حاله، وإنما امتاز هذا بأنه من نوع الصوت، هذا لو لم يرد به سنة، فكيف يرتعش أو يضطرب أو يدمع أو يبتسصلى اهللا عليه وسلم آان في صالة الكسوف، فجعل ينفخ، فلما انصرف / وفي المسند عن المغيرة بن شعبة، أن النبي

ي د . ) إن النار أدنيت مني حتى نفخت حـرها عـن وجهي : قـال ـند وسـنن أب ن عمرو أن وفي المس د اهللا ب اود عن عبال خ في آخر سجوده، فق دني أال ! أف أف أف، رب ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم في صالة آسوف الشمس نف م تع أل

ا . ) ! ؟ تعذبهم وأنا فيهم ه خوف ل تحريم الكالم، أو فعل ه قب ه فعل ى أن وقد أجاب بعض أصحابنا عن هذا بأنه محمول عل : آالتأوه واألنين عنده، والجوابان ضعيفان . فإن ذلك ال يبطل عندنا، نص عليه أحمد : قالوا . ن النارمن اهللا، أو م

ان : أما األول راهيم آ راهيم، وإب ه إب وم مات ابن لم ي ه وس فإن صالة الكسوف آانت في آخر حياة النبي صلى اهللا علي

أن أرسل إليه المغيرة، وذلك بعد صلح الحديبية، فإنه بعد الحديبية من مارية القبطية، ومارية أهداها له المقوقس، بعدى من اء عل أرسل رسله إلى الملوك، ومعلوم أن الكالم حرم قبل هذا باتفاق المسلمين، السيما وقد أنكر جمهور العلم

ل ال بمث رة شهدها، فكيف يجوز أن يق ا هري ذا في صالة زعم أن قصة ذي اليدين آانت قبل تحريم الكالم؛ ألن أب ه . الشمس آسفت بعد حجة الوداع، قبل موته بقليل : الكسوف، بل قد قيل

نفخ اإلنسان في ا ي ؤذي من خارج، آم ا ي دفع م خ ل ذا نف ه، وه ا عن وجه خ حره ه نف وأما آونه من الخشية، ففيه أن

. س هذا ذاكونفخ الخشية من نوع البكاء واألنين، ولي . أو ينفخ في التراب/ المصباح ليطفئه،

ى . وأما السعال والعطاس والتثاؤب والبكاء ـ الذي يمكن دفعه ـ والتأوه واألنين، فهذه األشياء هي آالنفخ دل عل فإنها تال ا ق أفيف آم نفخ يشبه الت ذه، إذ ال آ { : المعنى طبعا، وهي أولى بأال تبطل، فإن النفخ أشبه بالكالم من ه ل لهم ال تق ف

ا تبطل، إذ ] 23 : اإلسراء [ } أف روا أنه ه، ذآ أبي الخطاب ومتبعي ، لكن الذين ذآروا هذه األمور من أصحاب أحمد آ . أبان حرفين، ولم يذآروا خالفا

زاع في ا أن الن ك موهم ثم منهم من ذآر نصه في النحنحة، ومنهم من ذآر الرواية األخري عنه في النفخ، فصار ذل

ين ال . إن هذه تبطل، والنفخ ال يبطل : آذلك، بل ال يجوز أن يقال ذلك فقط، وليس أوه واألن ول في الت و يوسف يق وأب . يبطل مطلقا على أصله، وهو أصح األقوال في هذه المسألة

ال نفخ ق ه للصحيح : ومالك مع االختالف عنه في النحنحة وال ين ال يقطع صالة المريض، وأآره وال ريب أن . األن . األنين من غير حاجة مكروه، ولكنه لم يره مبطال

ذه / وأما الشافعي، فجرى على أصله الذي وافقه عليه آثير من متأخري أصحاب أحمد، وهو أن ما أبان حرفين من ه

دخول وه ب إن اإلبطال إن أثبت ها األصوات آان آالما مبطال، وهو أشد األقوال في هذه المسألة، وأبعدها عن الحجة، ففي مسمى الكالم في لفظ رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فمن المعلوم الضروري أن هذه ال تدخل في مسمى الكالم، ال ا ق وإن آان بالقياس لم يصح ذلك، فإن في الكالم يقصد المتكلم معاني يعبر عنها بلفظه، وذلك يشغل المصلي، آم

و زاد في ) غالإن في الصالة لش ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم ه ل وم أن التنفس ومعل ة آ وأما هذه األصوات فهي طبيعيات التنفس على قدر الحاجة لم تبطل صالته، وإنما تفارق التنفس بأن فيها صوتا، وإبطال الصالة بمجرد الصوت إثب

. حكم بال أصل، وال نظير

ا فا دم، وأيض ا تق نفخ، آم ا بالشك، وأيضا، فقد جاءت أحاديث بالنحنحة وال ين، فال يجوز إبطاله لصالة صحيحة بيقل ذي ال دلي م بالشك ال ات حك ذا إثب ل ه در المشترك، ب دعى من الق ونحن ال نعلم أن العلة في تحريم الكالم، هو ما يـة أن صـالته ال ي حنيف معه، وهذا النزاع إذا فعل ذلك لغـير خشـية اهللا، فـإن فعـل ذلك لخشـية اهللا فمـذهب أحمـد وأب

ان من جنس ذآر اهللا ان من خشية اهللا آ تبطل، ومذهب الشافعي أنها تبطل؛ ألنه آالم، واألول أصح، فإن هذا إذا آه أواه، / ودعائه، فإنه آالم راهيم بأن د مدح اهللا إب يقتضي الرهبة من اهللا والرغبة إليه، وهذا خوف اهللا في الصالة، وق

م تبطل صالته، ول . وقد فسر بالذي يتأوه من خشية اهللا ة ل ار أو سأل الجن أن استجار من الن ك ب ى ذل و صرح بمعن . بخالف األنين والتأوه في المرض والمصيبة، فإنه لو صرح بمعناه آان آالما مبطال

ال : وفي الصحيحين أن عائشة قالت للنبي صلى اهللا عليه وسلم اء، ق ه مرو ( : إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البك

ي { : وآان عمر يسمع ـ نشيجه من وراء الصفوف لما قرأ ) فليصل، إنكن ألنتن صواحب يوسف إنما أشكو بثي وحزند : والنشيج . ] 86 : يوسف [ } إلى الله و عبي ا فسره أب اء، آم ع الصوت بالبك ك . رف ره مال ر، ذآ وظ عن عم ذا محف وه

. ا النزاع فيما إذا لم يكن مغلوباوأحمد، وغيرهما، وهذ

د ه اليبطل، وهو منصوص أحم د الجمهور أن اؤب، فالصحيح عن اء وتث فأما ما يغلب عليه المصلي من عطاس وبك : وآالم الناسي فيه روايتان عن أحمد . إنه يبطل، وإن آان معذورا، آالناسي : وغيره، وقد قال بعض أصحابه

. أبي حنيفة أنه يبطلوهو مذهب : أحدهماه : والثاني ادة ال يمكن وهو مذهب مالك والشافعي أنه ال يبطل، وهذا أظهر، وهذا أولى من الناسي، ألن هذه أمور معت

. ) التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدآم فليكظم ما استطاع ( : دفعها، وقد ثبت أن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال

لم وأيضا، فق ه وس ي صلى اهللا علي م السلمي، فنهى النب ن الحك ة ب د ثبت حديث الذي عطس في الصالة وشمته معاويي ال . معاوية عن الكالم في الصالة؛ ولم يقل للعاطس شيئا ة الت وال المحدث والقول بأن العطاس يبطل تكليف من األق

. أصل لها عن السلف ـ رضي اهللا عنهم

د، وأن األظهر وقد تبين أن هذه األص ك وأحم وات الحلقية التي ال تدل بالوضع، فيها نزاع في مذهب أبي حنيفة ومالا أن العمل اليسير ال يبطل، فالصوت اليسير ال . فيها جميعا أنها ال تبطل ات، وآم إن األصوات من جنس الحرآ ف

افي الصالة، ك ين ة العمل اليسير، وذل ه بمنزل ة، فإن افي مقصود الصالة يبطل، بخالف صوت القهقه ة تن ل القهقه ب . أآثر؛ ولهذا ال تجوز فيها بحال، بخالف العمل الكثير، فإنه يرخص فيه للضرورة، واهللا أعلم

؟ وسئل عما إذا قرأ القرآن، ويعد في الصالة بسبحة، هل تبطل صالته أم ال

: فأجاب

] 1 : اإلخالص [ } قل هو الله أحد { : ر السورة الواحدة، مثل قولهإن آان المراد بهذا السؤال أن يعد اآليات، أو يعد تكرا

. بالسبحة فهذا ال بأس به، وإن أريد بالسؤال شيء آخر، فليبينه، واهللا أعلم

اس في الصالة أن يجهر بالسالم أوال : وسئل ه من هو جاهل ؟ هل لإلنسان إذا دخل المسجد والن رد علي خشية أن ي . بالسالم

: فأجاب

ي صلى الحمد هللا، إن آان المصلي يحسن الرد باإلشارة، فإذا سلم عليه فال بأس، آما آان الصحابة يسلمون على النبا يقطع صالته، أو ه فيم تكلم فال ينبغي إدخال د ي ل ق رد ب م يحسن ال اهللا عليه وسلم، وهو يرد عليهم باإلشارة، وإن ل

. عليه، واهللا أعلميترك به الرد الواجب

؟ هل هو في النهي آغيره مثل اإلمام والمنفرد أم ال : وسئل عن المرور بين يدي المأموم

: فأجاب

. المنهي عنه إنما هو بين يدي اإلمام والمنفرد، واستدلوا بحديث ابن عباس ـ رضي اهللا عنهما ـ واهللا أعلم