اد وبحث إعدريلث الحمي جمعة خليفة أحمد بن ثالغوصرات لما جمعية ا

Pearl and Diving

Embed Size (px)

DESCRIPTION

Arabic pearl diving book from the UAE in the arabic language.

Citation preview

Page 1: Pearl and Diving

إعداد وبحثجمعية اإلمارات للغوصجمعة خليفة أحمد بن ثالث الحميري

Page 2: Pearl and Diving

رقم اإليداع )415 - 2011م(

حقوق الطبع محفوظة لدى المؤلف

Page 3: Pearl and Diving

صاحب السمو الشيخ

خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيانرئيــــــس الدولة

Page 4: Pearl and Diving

صاحب السمو الشيخ

محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة - رئيس مجلس الوزراء - حاكم دبي

Page 5: Pearl and Diving

رحلة الغوص واللؤلؤ2011

إعداد وبحث جمعة خليفة أحمد بن ثالث الحميري

التدقيق واإلشراف الفني زيـد العتيبي

تصميم الغالف جمعة خليفة بن ثالث

متابعة وتنفيذ إبراهيم نوري الزعبي

Page 6: Pearl and Diving

رحلة الغوص واللؤلؤ

Page 7: Pearl and Diving

عالقة أهل الخليج العربي بالبحر قديمة قدم التاريخ، وقد عكست هذه العالقة كثيرا من صور الكفاح والصمود، وتعددت

الغربة والسفر، مع الصبر والرضا، مع رهبة التحدي والخطر، مع الخليجي، مع البحر حكايات اإلنسان على صفحات هذا

الوداع وفرحة اللقاء. عاشوا ذلك كله، وكان شعارهم: العمل من أجل الحياة، والحياة من أجل العمل... ما ضعفوا.. وما

استكانوا.. بل كانوا قلبا إلى قلب، ويدا على يد.. وكانت حبات العرق على جباههم السمراء أوسمة عز وفخار.

ويجلبون ويتاجرون، والبضائع الركاب ينقلون موانئه؛ على بسفنهم يطوفون العربي الخليج ألبناء البحر كان هكذا

المياه إلى البالد إذا شحت األمطار، ويمارسون صيد األسماك، وينقلون مواد البناء كالصخور البحرية، كل ذلك باإلضافة

؛ حيث وحـد الحياة االقتصادية واالجتماعية بارز في تطور الذي اشتهروا به، والذي كان له دور اللؤلؤ إلى الغوص على

الفكر االقتصادي الخليجي، ووحد لغة التعامل المالي . كما أوجد الغوص نظاما اجتماعيا موحدا .

ومن هنا يأتي اهتمام أبناء اإلمارات العربية المتحدة في التأريخ لرحالت الغوص على اللؤلؤ؛ وألن التأريخ أمانة ورسالة

فقد حرص مؤلف كتاب »رحلة الغوص واللؤلؤ«، جمعة بن ثالث على أن يضمن كتابه كل ما يخص الرحلة األكثر شهرة

وصعوبة، بل وخطورة أيضا، وتحول كتابه هذا إلى كتاب في أدب الرحالت ؛ فقد كانت رسالته واضحة وهي إحياء هذا

التراث العظيم واالعتزاز به، وإطالع الجيل الجديد من أبناء اإلمارات على حقبة من الزمان كان أجدادهم فيها مثاال يحتذى،

في الكفاح والصمود والتحدي.... وألن إحياء تراث األجداد مسؤولية مجتمعية؛ فقد حرصت جمعية اإلمارات للغوص على

أبناء اإلمارات، لعل اهلل- سبحانه- ييسر للمخلصين من أبناء بين الوعي التي تنشر المخلصة الجهود تشجيع كافة

من فيها سبحانه- اهلل- أودعه بما زاخرة اللؤلؤ ومصايد موجودا، زال ما فالبحر ؛ العظيمة المهنة هذه إحياء الوطن

فإذا العريق، بالماضي العظيم الحاضر ربط على الحريصة لوطنها، المحبة األيدي بين هو ها الغوص وتراث خيرات،

أضيف إلى كل ذلك وسائل التكنولوجيا الحديثة، فربما بعث هذا التراث من جديد، وأصبح أكثر تقدما وتطورا وازدهارا.

فرج بن بطي المحيربي

رئيس مجلس اإلدارة

جمعية اإلمارات للغوص

Page 8: Pearl and Diving

رحلة الغوص واللؤلؤ

Page 9: Pearl and Diving

في إطار جهود متواصلة تبذلها مؤسسات المجتمع المختلفة من أجل تعزيز الهوية الوطنية والمحافظة على التراث

الوطني لدولة اإلمارات لألجيال القادمة، وتزامنا مع احتفاالت الدولة باليوم الوطني األربعين، يسعدنا أن نقدم إليكم

اإلصدار الرابع الذي يحمل عنوان »رحلة الغوص واللؤلؤ« بالتعاون بين »جمعية اإلمارات للغوص« وبين »هيئة المعرفة

والتنمية البشرية«.

منذ أربعين عاما، انطلقت دولة اإلمارات العربية المتحدة في رحلتها نحو الوحدة والتميز، وكانت رحالت الغوص

حينها تســـتهدف تأمين مســـتلزمات الحياة للناس في ذلك الوقت، فبينما كانت ســـفن الغوص تعود محملة

باللؤلؤ أبحرت ســـفينة دولتنا بدعم ال محدود من المؤسســـين األوائل الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل

رفعتها ومواصلة رحلتها نحو العال، ونحو دولة فتية شعارها »الوحدة والتميز«، لتكون دولتنا اليوم نموذجا في

وحدتها وتآلف شعبها ومثاال على الطموح من أجل األفضل.

إن هذا الجهد المشترك »رحلة الغوص واللؤلؤ« لمؤلفه جمعة بن ثالث يسعى إلى حفظ التراث اإلماراتي وتعزيز

الهوية الوطنية وترسيخهما في عقول وقلوب األجيال الجديدة، وهو اإلصدار الرابع بالتعاون مع جمعية اإلمارات

للغوص، حيث أطلقنا في العام 2008 »معجم المصطلحات البحرية«، وذلك بمناســــبة اليوم الوطني السابع

والثالثين لدولة اإلمارات، كما شــــهد اليوم الوطني الثامن والثالثون إطالق »موســــوعة الحياة البحرية«، وأطلقنا

في اليوم الوطني التاسع والثالثين موسوعة »رجال الغوص واللؤلؤ« وجميعها للمؤلف جمعة بن ثالث.

محملة رجوعها لحظة إلى السفينة انطالق لحظة منذ كاملة الغوص لرحلة تفصيليا رصدا اإلصدار هذا يقدم وإذ

والطالبات، الطلبة أبنائنا مستوى على اإلصدارات هذه مثل من اإلستفادة تحقيق في أملنا عن نعرب فإننا باللؤلؤ،

وكافة المهتمين والمعنيين بالتراث اإلماراتي.

الدكتور/ عبداهلل الكرم

رئيس مجلس المديرين

مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية

حكومة دبي

Page 10: Pearl and Diving

14

مقدمة:

لقـــد كانـــت حقبة األربعينات مفترق طرق بين ما كان عليه أهل الخليـــج العربي وما أصبحوا عليه حتى مطلع

الخمســـينات. وتتفـــق آراء كثير من الدارســـين والمعاصرين لمرحلة الغوص على اللؤلـــؤ في منطقة الخليج

العربي، على أن الســـبب الرئيس ألفول ممارســـة عملية الغوص الفعلية، وتوقف نبض الحياة فيه، يرجع إلى

ظهـــور البترول الذي أدى إلى اضمحالل حركة الغوص وتدهور تجارة اللؤلؤ، ومع منطقية تلك اآلراء فإن واقع

المرحلـــة التي ظهر فيها البتـــرول في دول الخليج العربي يثبت أن متغيرات دولية ســـاهمت أيضا وبقوة في

القضاء على مورد أهل الخليج وشـــريان حياتهم، فالبترول كان بمثابة البلســـم الذي أعاد البسمة إلى شفاه

النـــاس بعـــد فترة عناء مضنية، فكان الســـبب فـــي تحول الناس إليـــه، مفضلين العمل به علـــى اللؤلؤ نظرا

للمشـــقة القصـــوى التي يجلبها العمل في الغـــوص والبحر فضال عن المخاطرة بالحيـــاة، وأرى وفق قناعتي

الخاصة أن البترول، وإن كان له أكبر األثر في اضمحالل هذا النشـــاط إال أنه لم يقض على تجارة اللؤلؤ نهائيا،

ولم يكن الســـبب المباشـــر والرئيس في صد أهل الخليج عن ممارسة االتجار به. والدليل على ذلك أن لؤلؤة

الخليج ما تزال تحتفظ بشهرتها في المزادات العالمية، ولها أسواقها الهامة، ومتداولوها، وممارسوها، ومن

يقتنونها سواء هنا في منطقة الخليج العربي، أو في العالم قاطبة.

وكانـــت مهنـــة الغوص لصيد اللؤلؤ مـــن أعماق بحر الخليج العربـــي من أقدم وأبرز وأهـــم المهن االقتصادية

ألهـــل الخليـــج العربي الذين كانوا ينتجـــون نصف محصول العالم مـــن اللؤلؤ، بأرباح تقدر بحوالي تســـعين

مليـــون روبيـــة، ومما يذكر أن عائـــدات الغوص في القطيف بالســـعودية كانت تقدر بأربعة ماليين وســـتمئة

ألـــف روبيـــة هندية، وهو مبلغ طائل بالنســـبة لذلك الوقت، وهذه الثروة التي كان الســـكان يحصلون عليها،

أســـالت لعاب األوروبيين فحاولوا في فترات عديدة أن يحصلوا على امتياز صيد اللؤلؤ في الخليج باســـتخدام

الوســـائل الحديثة في الغوص، لكن محاوالتهم تلك باءت بالفشـــل، بســـبب معارضة األهالي والسلطات

المهيمنـــة على مياه الخليج العربي فـــي ذلك الوقت. وال يعرف المؤرخون تاريخا محـــددا لبداية تلك المهنة

في منطقة الخليج العربي، لكنهم اســـتنتجوا أنها بدأت مع العصور القديمة األولى من حضارة دلمون في

البحرين، والتي ترجع إلى أكثر من أربعة آالف سنة، حيث أثبتت اللقى األثرية، واالكتشافات المحلية واألجنبية،

أن أقدم المؤشـــرات على ممارســـة مهنة الغوص في منطقة الخليج العربي، ترجع إلى ما جاء في أســـطورة

البطل الســـومري جلجامش في رحلته للبحث عن الخلود، وذلك عندما وضع ذلك البطل األســـطوري فطاما

علـــى أنفه، وحجرا يتدلى من قدميه ؛ ليصل بســـرعة إلى قاع البحر، بحثـــا عن زهرة الخلود، والفطام والمثقال

الحجري، من أدوات غوص البحرينيين والخليجيين بشـــكل عام، مما يثبت أن ما جاء في أســـطورة الســـومري

Page 11: Pearl and Diving

15

جلجامش، كان مقتبسا من حياة مهنة الغوص في دلمون البحرين وفي كامل منطقة الخليج العربي.

وقد ارتبط أهل الخليج العربي بالبحر ارتباطا قويا ووثيقا؛ ألنه شـــكل لهم المصدر الرئيس لرزقهم وعيشـــهم

صيـــدا، وغوصـــا، وتجارة، ونقال، لكن مهنة الغوص تصدرت ذلك االرتبـــاط القوي الوثيق على مدى ردح طويل

من الزمن، وســـيطرت على ما ســـواها من المهن في كامل مناطق الخليج العربي، وكما أن النفط هو ثروة

العصـــر بالنســـبة لمنطقـــة الخليج العربي فـــإن اللؤلؤ كان ثروة العصـــر المنصرم بالنســـبة لمنطقة الخليج

العربي، ولذلك ال غرابة أن كانت مهنة الغوص الستخراج وصيد اللؤلؤ، هي المهنة األهم واألبرز في منطقة

الخليج العربي، في مرحلة ما قبل اكتشاف واستثمار النفط، حيث كان ما يقارب من 85% من إجمالي سكان

إمارة أبوظبي مثال يعملون في مهنة الغوص، أو في تجارة اللؤلؤ، وفي مرحلة ما قبل اندالع الحرب العالمية

الثانيـــة كان قطـــاع مهنـــة الغوص لصيـــد اللؤلؤ وتجـــارة اللؤلؤ يســـاهم بحوالي 95% مـــن إجمالي الدخل

القومي إلمارة أبوظبي، وكان الدخل السنوي من صيد وتجارة اللؤلؤ يقدر بأكثر من عشرين مليون روبية.

أما ســـفن الغوص، فقد قدر عددها على مســـتوى إمارات الدولة في ذلك الوقت بحوالي ألفي سفينة، بينما

قدر عدد الرجال البحارة الذين كانوا يعملون على متنها بحوالي عشرين ألف رجل.

ولم تسلم المنطقة إبان حقبة األربعينات من نكسات وتغيرات وأحداث، لم تقض على مورد رزق أهل الخليج

العربي فحســـب، بل قصمت ظهور رجال أشـــاوس وأخيار وأحالت حياتهم إلى جحيم، بعد أن تكالبت عليهم

تصاريـــف الدهـــر من كل حـــدب وصوب، فقد شـــهدت تلك الفترة عنفـــوان ازدهار نوع غريب مـــن اللؤلؤ أطلق

عليه )اللؤلؤ الياباني( أو اللؤلؤ الصناعي كما يحلو للبعض تســـميته، واستطاع في فترة سريعة أن يسحب

البســـاط من تحت أقدام لؤلؤ الخليج الطبيعي، بل أغرق أســـواق العالم وبأســـعار تنافســـية رخيصة وخيالية،

أفقدت لؤلؤ الخليج قيمته، وأثرت في حركة تداوله، خاصة في ســـوق الهند الكبير الذي ال يوجد ألهل الخليج

منفذ ترويج لبضائعهم غيره في تلك الفترة.. كما تزامنت تلك الحقبة مع واقع وأحداث الحرب العالمية الثانية

التـــي أرخت ظاللهـــا الكئيبة على المنطقـــة، وأثرت على بيع اللؤلـــؤ في العالم، حيـــن كان العمود الفقري

القتصاد الخليج في الثالثينات وما بعدها لفترة من الزمن، وهذا بطبيعة الحال ما دعا كثيرا من الدراسات إلى

اعتبـــار موضوع الحرب من األســـباب التي أثرت على انحســـار قيمة اللؤلؤ، وعزت إليـــه أفول وهج الغوص في

تلك المرحلة، واألهم من كل تلك األسباب وفق قناعتي الخاصة أيضا إعالن استقالل الهند.

ذلك الحدث – رغم أن بعض الرواة والمعاصرين ال يعدونه مبررا للقضاء على لؤلؤ الخليج بالصورة القاتمة – إال أنه

كان له كبير األثر على كســـاد تجارة اللؤلؤ الطبيعي، ويؤيدني في هذا الرأي الذين لسعوا في نار الحرب، وتضررت

مصالحهم، يقدرون شدة وقع ذلك الحدث على تجارتهم وما آلت إليه حياتهم نتيجتها.

Page 12: Pearl and Diving

16

اللؤلؤ في كتابات الرحالة األوروبيين:

فـــي محاولتنـــا هذه لبيـــان أن منطقة الخليـــج هي المكان الـــذي عرف بإنتاج اللؤلـــؤ والتجارة فيـــه منذ القدم،

نتعـــرض لكتابات فئـــة أخرى في فترة متقدمة، وهي فترة شـــهدت ازدهارا لهذه المهنـــة في المنطقة وأصبح

اللؤلؤ– خاللها – الســـلعة األولى التي تشـــكل المصدر الرئيس لموارد الدول التي تقع على الخليج العربي.

كتـــاب هـــذه الفئة هـــم الرحالـــة األوروبيـــون الذيـــن زاروا المنطقة في القـــرون الثالثـــة األخيرة. وخالفـــا للرحالة

المســـلمين الذين وردنا ما ســـجلوه من معلومات عن اللؤلؤ، نجد أن معظم الرحالة من األوربيين لم تحفل

كتاباتهـــم بالكثيـــر عن هذه المهنة – عدا القليل منهـــم – بالرغم من أن الزمن الذي قاموا فيه برحالتهم كان

حديثـــا، مقارنـــة بالرحالة العرب، ورغم أنـــه من المفترض أن تكون هذه المهنة قد شـــهدت توســـعا كبيرا في

الوقت الذي جاؤوا فيه. والواقع أنه ليس كل من كتب عن مشاهداته في رحلته للجزيرة العربية قد وصل إلى

الخليـــج العربي، فقد كان االهتمام منصبا في مناطق معينة مـــن الجزيرة العربية، هي مناطق الحجاز ومكة؛

حيث كانت هذه المناطق – إضافة إلى شـــهرتها بســـبب وجود المقدســـات الدينية للمســـلمين فيها – تمر

بأحـــداث سياســـية هامة، مثـــل الحركة الوهابيـــة، والثورات التي قامت فـــي هذه األجزاء وغيرهـــا. ومن ثم فإن

الرحالة الذين تجولوا في الخليج – )جنوب شرقي الجزيرة العربية( جاء اهتمامهم بهذه المنطقة متأخرا.

ومـــع ذلـــك فلم تحفل مدوناتهم بوصف لهذه المهنة مثلما وصفها به الرحالة العرب. وقد يكون ذلك راجعا

الختالف الهدف من الرحلة لكل من الفئتين. ومع ذلك سنحاول إيراد بعض ما أورده هؤالء الرحالة، وهو ال يعد

في أغلبه إشارات لوجود اللؤلؤ في المنطقة. وقليل منهم من اهتم بالتفاصيل.

أصبح الخليج محط أنظار الدول األوربية بعد أن أصبح مفصال مهما في طريق التجارة الدولية عبر القارات، فبعد

أن تمكن البرتغاليون من عبور المحيط الهندي– مســـتفيدين من خبرة المالحين العرب، ومعرفتهم بالطرق

البحرية المؤدية إلى القارة اآلســـيوية – اتجهت أنظار الدول االستعمارية إلى منطقة الخليج، باعتبارها نقطة

التقاء هامة لطرق التجارة بين القارات.

كما كانت البالد التي تطل على شواطئ الخليج محط أنظار هذه الدول كأسواق تجارية لمنتجاتهم. وكان

للشـــركات األوروبية الممثلة لمنافســـات هذه الدول على المنطقة محاوالت للفوز بنصيب في تجارة الخليج

العربي.

ففـــي أحدث كتاب يتحدث عن تاريخ المنطقة السياســـي واالجتماعي واالقتصادي والذي نشـــر عام 1993م،

واعتمـــد مؤلفه – كما يذكر – على وثائق الشـــركة الهولندية الشـــرقية، التي يرجـــع تاريخها إلى عام 1600م،

نجد بعض المعلومات القليلة عن الغوص وتجارة اللؤلؤ. ورغم أن هذه المعلومات مقتضبة وقليلة، إال أنها

Page 13: Pearl and Diving

17

تعتبـــر مهمـــة، خاصة في تلك الفترة التي ال يوجد فيها كثير من المراجـــع والمصادر التي تتحدث عنها. فمثال:

أشـــارت هذه الوثائق إلى أن اقتصاد هرمز كان معتمدا على الرســـوم المفروضة علـــى تجارة الترانزيت، وعلى

بيع رخص الغوص.

وأشـــارت هذه الوثائق إلى أن البنادقة – نســـبة إلى البندقية – لعبوا دورا هاما في تصدير اللؤلؤ، وأنه في عام

1644م كان جزء من تجارة البحرين في أيدي هؤالء البنادقة، وأنه في الثالثينات من القرن الســـابع عشـــر منح

أحد البنادقة – وكان يقيم في بندر عباس– الهولنديين أول المعلومات الهامة عن اللؤلؤ في الخليج العربي.

وتذكر هذه المعلومات أنه فيما يتعلق بالنقد فقد كانت نسبة األرباح من وراء صيد اللؤلؤ كبيرة. ولكن يبدو

أنـــه لم يكن صيـــد اللؤلؤ خالل الفترة التاريخية التـــي يعالجها الكتاب مصدرا مهما للدخـــل، بصورة عامة، ما

عدا لعدد من الحكام، وأصحاب الحوانيت، وتجار الجملة. وكانت المخاطر على ما يبدو – كما تقول الوثائق–

كبيـــرة ؛ ألنهـــم غالبا ما كانوا يخرجون من البحر، دون أن يجدوا شـــيئا رغم أن تكاليـــف الغوص كانت ضخمة.

وقد ذكر مرقب هولندي في نهاية القرن السابع عشر أن الغوص على اللؤلؤ كان قليال. وفي مكان آخر تشير

المعلومات والوثائق إلى أن الهولنديين حاولوا إدخال تجارة اللؤلؤ، ولكنهم لم يوفقوا، بســـبب الوســـائل

المتبعة في ممارسة هذه التجارة.

ج. ج. لوريمر )دليل الخليج(:

قام لوريمر بوضع هذا الكتاب الذي يعتبر من المراجع الهامة عن منطقة الخليج العربي، ليس فقط في مجال

الغـــوص وتجارة اللؤلؤ، بل في كل ما يتعلق بمنطقة الخليج – من النواحي السياســـية واإلدارية والجغرافية

والتاريخيـــة واالقتصادية والثقافية وغيرها– وهذا المرجع يتكون من ســـتة أجزاء ضخمة، كل جزء منها يختص

بجانـــب مـــن الجوانب. وقد قـــام ج.ج. لوريمر بوضع هذا المرجـــع في عام 1908م بتكليف مـــن حكومة الهند،

وطبـــع فـــي بومباي في عـــام 1928م، وقد ترجم إلى العربية، والنســـخة المشـــار إليها من الترجمـــة العربية –

وهي ترجمة منقحة – قام بها قسم الترجمة بديوان أمير دولة قطر. ويأتي على رأس قائمة المصادر األجنبية

المهمة في موضوع الغوص على اللؤلؤ وتجارته الكتاب الوثائقي الشامل )دليل الخليج( من إعداد لوريمر.

فمـــن المتعارف عليه بين المؤرخين أن الكتاب بقســـميه التاريخي والجغرافي وأجزائه العشـــرة يعتبر من أبرز

المصادر التاريخية والجغرافية في تاريخ الخليج والجزيرة العربية في العصر الحديث.

ويرجع الســـبب في ذلك إلى أن الكتاب ال يعد مؤلفا لالطالع العام فقط، وإنما كان من المؤلفات الرسمية

والســـرية التي اعتمدت بشكل كبير على ســـجالت األجهزة البريطانية ذات العالقة بالموضوعات المكتوب

Page 14: Pearl and Diving

18

عنهـــا، والتي أعـــدت، كحال الكثير مـــن المؤلفات الحكوميـــة البريطانية األخـــرى؛ لخدمة األجهـــزة البريطانية

الرســـمية وغير الرســـمية علـــى مختلف الصعد فـــي الداخل وفي الخـــارج. ويأتي ذكر موضـــوع الغوص على

اللؤلـــؤ وتجارته فـــي دليل الخليج في عدد من المواضيع المتفرقة في القســـم الجغرافـــي، إضافة إلى ماورد

مركزا في الجزء السادس من القسم التاريخي )المترجم( في الصفحات من 3189 إلى 3293.

أما الشق اآلخر من هذه الكتابات والمؤلفات فكانت عبارة عن دراسات متخصصة قام بها باحثون، اتبعوا فيها

أســـس البحث العلمي، من حيث التحليل والمناهج، وتحديد األهـــداف. كما أنها لم تتناول الغوص بالصورة

العامة التي أشـــرنا إليها؛ حيث اهتم كل منها بجانب من جوانب هذا النشـــاط. ومعظم هذه الدراسات تمت

في الفترة األخيرة، حيث انتشر الوعي بأهمية التراث، وضرورة معرفته والمحافظة عليه ودراسته.

Page 15: Pearl and Diving

19

اللؤلؤ في القرآن الكريم

احتل اللؤلؤ مكانة مرموقة على مدى آالف الســـنين، وذكر اللؤلؤ في كافة الكتب السماوية، واعتبر مقياسا

للغنى والجاه؛ فقد وردت العديد من اآليات القرآنية التي ذكر فيها اللؤلؤ وهي:

نهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير الحات جنات تجري من تحتها ال قال تعالى: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الص

سورة الحج اآلية 23

جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير :قال تعالى

سورة فاطر اآلية 33

كنون قال تعالى: ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ م

سورة الطور اآلية 24

يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان :قال تعالى

سورة الرحمن اآلية 22

كأمثال اللؤلؤ المكنون :قال تعالى

سورة الواقعة اآلية 23

نثورا خلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا م قال تعالى: ويطوف عليهم ولدان م

سورة اإلنسان اآلية 19

قال تعالى: وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا

من فضله ولعلكم تشكرون

)والحلية هنا هي اللؤلؤ( سورة فاطر اآلية 12

Page 16: Pearl and Diving

الـبـاب األول

Page 17: Pearl and Diving

االستعداد لرحلة الغوص

Page 18: Pearl and Diving

22

االستعداد لرحلة الغوص على اللؤلؤ:

قبـــل أن يبدأ موســـم الغـــوص على اللؤلؤ في شـــهر يونيو من كل عام، تبدأ االســـتعدادات فـــي دول الخليج

العربـــي ؛ لركـــوب البحر للغوص. حيث تبدأ هذه االســـتعدادات بإصـــدار )النوخذة( أمره إلـــى )المجدمي( وهو

المراقب على السفينة والبحارة لجمع البحارة المسجلين لديه، حيث يقوم )المجدمي( بدوره بإبالغ )السيوب(

بالحضور إلى )النوخذة( في موعد محدد، ذلك دون حضور الغواصين.

Page 19: Pearl and Diving

23

وعندمـــا يلتقـــي )النوخذة( )بالســـيوب( يصدر أمره بإعـــداد الســـفينة وتجهيزها لرحلة الغـــوص المقبلة. وفي

اليوم التالي يتوجه البحارة برئاســـة )المجدمي( إلى )الســـيف( وهو ســـاحل البحر ويتجمعون حول السفينة،

ثـــم يقومون بإزالة )الدعون( عن الســـفينة والتي غطيت بها بعد آخر رحلة لهـــا ؛ لحمايتها ووقايتها من حرارة

الشمس، بعدها تنظيف السفينة وخدمتها وصيانتها من قبل )القالف( حيث يقوم بتفقد ألواحها، وصيانتها،

وسد الفتحات بين ألواح السفينة ؛ لمنع تسرب المياه.

وإذا انتهى البحارة من جميع األعمال الخاصة بالسفينة بدأت عملية طالء السفينة )بالشونة( وتتألف الشونة

مـــن )ودك( و)النـــورة( حيث يتم خلطها وإذابتها على النار وعند نهاية )التشـــوين( تصدح النهمة ويبدأ الغناء،

وبعد االنتهاء من عملية التشوين يغتسل البحارة بالماء.

Page 20: Pearl and Diving

24

ثم تبدأ بعد ذلك عملية سحب السفينة إلى البحر من قبل البحارة ؛ وذلك اعتمادا على قوة سواعدهم ومن

خـــالل )الـــدوار(، وهو بكرة من حديد، ويضعون )الدوار( فوق )تخت( قاعدة من الخشـــب، ويضعون خشـــبا على

جانبـــي )الدوار( ويربطون الســـفينة بالحبال، وتلـــف هذه الحبال بالدوار، ويردد البحـــارة وهم يقومون بعملهم

هذا أغاني تساعدهم على العمل.

ويستمر الغناء حتى تصل السفينة إلى الماء، ثم تستقر السفينة في البحر لمدة يوم أو يومين حتى تثبت

ألواحها فإذا ثبتت قام البحارة )بنزح( الماء من داخلها إلى أن تطفو السفينة على السطح.

بعد ذلك يقوم البحارة بتجهيز الســـفينة بـــاألدوات الالزمة لها وللرحلة، فيضعون )فنطاســـا( أو )تانكي( وهو

عبـــارة عـــن خـــزان للماء العـــذب، كما يحملـــون معهـــم )الدقـــل( و)الفرمن( وهـــي األدوات التي تحمل شـــراع

السفينة.

Page 21: Pearl and Diving

25

و)السيوب( هم الذين يقومون بخدمة السفينة لمدة عشرين يوما أو شهر تقريبا حتى تكون السفينة معدة

للرحلة. فإذا انتهي البحارة من تجهيز السفينة لرحلة الغوص، يقوم )المجدمي( بإبالغ النوخذة بأن السفينة

أصبحت جاهزة للرحلة، فيطلب النوخذة قدوم البحارة إليه الســـتالم )أسالفهم(، والسلف مصروف البحار وقت

غيابه، والبحارة يأخذون ســـلفا متفاوتة، فالغواص يأخذ مثال مئة روبية، والســـيب يأخذ ثمانين روبية؛ وذلك ألن

الغواص يقوم بشـــراء األدوات الالزمة لعملية الغوص من الســـوق، وبعد أن يتســـلم كل من البحارة سلفته

الخاصة به، يقوم بتجهيز أسرته التي سيتركها أشهرا )بالماچلة( أي المؤونة.

Page 22: Pearl and Diving

26

وإذا انتهـــى البحـــارة من تجهيز حاجياتهـــم التي يعدونها لرحلة الغوص على اللؤلـــؤ يقومون بإبالغ النوخذة

بذلك، والذي بدوره يطلب منهم حمل )الماچلة( وهي مؤونة الرحلة ويحملها في الســـفينة، وهي عبارة عن

أرز وسمن وسكر وشاي وبن وخالفه. بعد ذلك يذهب البحارة إلى المقهى يتسامرون عن الغوص وعن كثرة

المحار هذا العام، حيث تتسم أحاديث البحارة بالتفاؤل بصيد وفير، ويكون البحارة في انتظار موعد )الدشة(.

وفي اليوم المحدد )للدشـــة( يتوجه كل بحار إلى ســـفينته، وعندما يكتمل عدد البحارة يحضر النوخذة. وهذا

اليوم يكون أشـــبه بالعيد حيث يتجمع األطفال والنساء على ساحل البحر ملوحين ومودعين، وترفع األعالم

على السفن، وتقرع الطبول وترتفع األصوات باألهازيج. وهذه األثناء يأمر النوخذة البحارة بأن )يكسوا الشراع(

فيبادر البحارة على الفور بإخراج الشراع من )القمارة( وهو المخزن الموجود داخل السفينة.

Page 23: Pearl and Diving

27

ويكســـون الشـــراع في الفرمن ويربطونه فـــي حبال يقال لها )الدرور( ثم يأمر النوخـــذة برفع )األنجر( أو )الباورة(

وهي مرساة السفينة، وعندها يردد البحارة بعض األهازيج البحرية.

ويســـتمر البحارة في شـــل النهمات البحرية والتصفيق حتى يرتفع الشـــراع إلى أعلى الدقـــل وإذا كانت الرياح

قادمة أي تهب من خلف السفينة يقول النوخذة هات )اليوش( إلى الخلف ؛ حتى يكون الشراع في منتصف

الســـفينة. وإذا كان الهـــواء مقابال للســـفينة أي فـــي مواجهتها يقـــول النوخذة: )اســـتعمل( ويعني أن يربط

الشـــراع الســـفلي األمامي )اليوش( في الدســـتور، فإذا ربط يقول النوخذة )أنسع الدستور( أي حركه إلى أمام

الســـفينة من أعلى ؛ ليأخذ طرف الشـــراع معه، ثم تجري الســـفينة. ثم بعد ذلك يقول )السكوني( وهو قائد

الدفة )السكان( )أسند على المطلع( مثال وهو نجم يهتدون به في البحر في أسفارهم.

Page 24: Pearl and Diving

28

وتحمل السفينة في أسفارها )الديرة( وهي عبارة عن بوصلة مبين عليها مغيب ومطلع 14 نجما يستدل بها

البحـــارة علـــى المواقع التي يقصدونها في البحر، أي مبين على هذه البوصلة المكان الذي يطلع فيه النجم،

والمكان الذي يغيب فيه النجم.

كمـــا يســـتخدم أهـــل البحـــر )النالية( وهـــي خريطـــة بحرية يهتـــدون بها علـــى مســـالك البحـــر والموانئ كما

يســـتخدمون أيضـــا كتـــاب )النـــوري( حيث يحملـــه المســـافرون بحـــرا لقياس خطـــوط الطـــول ودوائرالعرض،

ولمعرفة مستوى واتجاه السفينة.

وإذا استمرت السفينة في سيرها لمدة ساعة أو ساعتين وذلك حسب سرعة السفينة وربما تستغرق السفينة

مـــدة أطول في ســـيرها حتى يقول النوخذة )ارم البلـــد( لقياس عمق البحر، و)البلد( هـــو عبارة عن قطعة من

الرصـــاص بطرفها حبـــل طويل يعلم بعالمـــات من الصوف والجلد والخشـــب والخيوط البيضـــاء، وبين كل

عالمة وأخرى )باع( وهو امتداد يدي الرجل مع الصدر باالستقامة، أي حوالي مترين.

Page 25: Pearl and Diving

29

وبعـــد ذلـــك يتم قيـــاس عمق البحـــر ويتعرفون علـــى موقعهم في وســـط البحر، فيقـــول النوخـــذة : أين صدر

الســـفينة ؟ أي مقدمتها، فيرد الســـكوني : في المطلع مثال، أو في أي اتجاه آخر حســـب خط ســـير الســـفينة ؛

وذلك حتى يتأكد النوخذة من المجرى الذي يريد أن يسلكه.

Page 26: Pearl and Diving

الـبـاب الثاني

Page 27: Pearl and Diving

طاقم سفينة الغوص

ووظائفهم

Page 28: Pearl and Diving

32

طاقم سفينة الغوص ووظائفهم :

عندمـــا نتحدث عن وظائف البحارة على ســـفينة الغـــوص على اللؤلؤ في الماضي، فإننـــا نعني بها وظائف

البحـــارة فـــي مرحلة الغوص الكبير، أو الغوص )العود( التي تســـتمر أربعة أشـــهر متتالية تبدأ مع مطلع شـــهر

مايو أيار، وتنتهي في الثامن والعشـــرين من شـــهر سبتمبر، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل بالنهار، والذي

تبدأ فيه درجة حرارة مياه البحر بالتدني لتصبح باردة، وكانت هذه الوظائف كما يلي:

السردال:

السردال كلمة فارسية، أو أوردية، وتعني القائد، أو الزعيم، أما في لغة أهل البحر في منطقة الخليج العربي،

فالســـردال يعني أمير الغـــوص، أو أمهر النواخذة، وأكثرهم خبرة ودراية بشـــؤون المالحـــة، والفلك، والهيرات،

وهو قائد أســـطول ســـفن الغوص )الســـنيار( الذي يعين من قبل حاكم اإلمارة، وهو الذي تكون سفينته في

المقدمة ومن سفينته تنطلق إشارة الخروج إلى رحلة الغوص، ومن سفينته أيضا تنطلق إشارة )القفال( في

حدود الثامن والعشرين من شهر سبتمبر، وبعد حلول رياح السابعة المعروفة لدى أهل البحر، يحمل السردال

عادة مدفعا قديما على متن سفينته؛ ليطلق منه إشارة )القفال( أي العودة إلى الديار في الوقت الذي يقرره

هو، ثم يرفع العلم، وينشر الشراع فتتبعه سفن أسطول الغوص )السنيار(.

الـنـوخذة:

نوخذة مصطلح مركب من كلمتين فارسيتين:

)نـــوك( التـــي تعني بالعربية )ســـفينة( و )خـــدي( التي تعنـــي بالعربيـــة )رب( وبذلك يكـــون مصطلح نوخذة

يعني )رب( السفينة أو قبطان السفينة، كما تستخدم كلمة النوخذة في البر، فيقال نوخذة البر للتعبير عن

الممول، أو الطواش الذي يكون مقره في البر ال في البحر.

Page 29: Pearl and Diving

33

أما نوخذة البحر فهو الربان المسؤول عن سفينة الغوص، وأمنها، وأمانها، وسالمتها وسالمة من على متنها،

مهمته الرئيسة توجيه السفينة، وقيادتها بخبرة ودراية تجنبها كافة أشكال المخاطر المحتملة، ولذلك يجب

أن يكون النوخذة خبيرا بالعلوم والشؤون المالحية والبحرية والفلكية.

ولذلك فإن النوخذة هو قائد السفينة المطاع الذي يمتلك كل القرارات المتعلقة بسفينته وما عليها، ومن

عليها، وهو القائد المطلق الذي يمسك بيديه كل قرارات الحل والربط، وهو القائد الذي يتقاضى في نهاية

موسم الغوص ثالثة أسهم من إجمالي محصول السفينة من اللؤلؤ.

Page 30: Pearl and Diving

34

الـجـعدي :

وهو مســـاعد الربان في قيادة ســـفينة الغوص، وهو الشـــخص الخبير العارف بشـــؤون المغاصات والهيرات

البحريـــة، ولذلـــك فهـــو بمثابة مستشـــار النوخذة لشـــؤون الهيرات والمغاصـــات، ويحل محـــل النوخذة، وهو

مساعد الربان في السفينة أي نائبا عن الربان، كما يجب أن يكون عارفا بأمور الغوص والمغاصات.

وللجعدي نصيب في أرباح اللؤلؤ، يتفق عليه عند وضع شروط القسمة، وتكون في الغالب ثالثة أسهم.

المـجدمي:

م بيـــن البحارة إليه، رئيـــس البحارة المســـؤول عن العمل في الســـفينة، وهو أيضا مســـاعد النوخـــذة، والمقد

والمســـؤول عن حفظ وصيانة معدات ولوازم الســـفينة، وتزويد الســـفينة بالطعام، ومياه الشـــرب، والمواد

التموينية. وهذه الوظيفة ال توجد إال في السفن الكبيرة فقط.

Page 31: Pearl and Diving

35

الـغـواص:

هو الشـــخص الذي يغوص إلى قاع مياه البحر لجمع المحار؛ فيجلب الخير لنفســـه ولغيره، ولذلك فهو يحتل

مكانة مرموقة بين الناس في المجتمع، وتكون له ثالثة أســـهم من إجمالي محصول الســـفينة من اللؤلؤ،

وال يقـــوم بـــأي عمل على متن الســـفينة، ويكون محل منامـــه وإقامته في المكان األفضل من الســـفينة، أي

فـــي مؤخرتها )التفر( حيث يقيم النوخذة، والغواص يتناول طعامه مع النوخذة، لكن الخدمات األخرى تقدم

للنوخذة أوال ثم للغواص.

وكان بعـــض الغواصيـــن المهـــرة يلقبـــون بـ )غواص هب ريـــح( وهذا اللقـــب كان يطلق علـــى الغواص الذي

يســـتطيع أن يغطـــس فـــي اليوم الواحد 50 غطســـة، وفـــي لغة أهل البحر تســـمى الغطســـة الواحدة )تبة(

وتســـمى الغطسات العشـــر )الفصلة( وقد جرت العادة أن يقوم الغواص بالصعود إلى ظهر السفينة بعد

كل )فصلة( ليأخذ قســـطا مـــن الراحة، ثم يعود للغوص مرة أخرى، وهكذا مـــن الفجر وحتى الغروب وإلى أن

ينتهي موسم الغوص.

Page 32: Pearl and Diving

36

الـسيب:

هـــو الرجـــل القـــوي المفتول العضـــالت، اليقظ الحذر الشـــديد االنتباه الـــذي ال يغمض له جفـــن عندما يكون

الغواص يعمل تحت سطح الماء، وهو الرجل الذي يجلس عند حافة السفينة وهو يمسك بطرف حبل اليدا

المتصـــل مع الغواص الذي يعمل تحت ســـطح الماء في األعماق؛ الســـتقبال إشـــاراته التي يقوم بإرســـالها

بواســـطة هز الحبل بطريقة متعارف عليها، وعلى هذا األســـاس فالســـيب هو الرجل المســـؤول المباشر عن

أمن وســـالمة حياة الغواص؛ ألن أي خطأ أو هفوة بســـيطة يرتكبها بدءا من اللحظة التي ينزل فيها الغواص

البحر، وحتى لحظة عودته إلى السطح، قد تكلف الغواص حياته.

وجمع الســـيب الســـيوب، ومهمتهم ســـحب الغاصة من قاع البحر، وفق إشـــارات متعارف عليها بينهم وبين

الغاصة، كما أن السيوب، إضافة إلى ذلك، مكلفون بمختلف أنواع الخدمة، مثل التجديف أو رفع المرساة.

Page 33: Pearl and Diving

37

الرضيف )الرضيفة(:

وهم الصبية الذين ال تزيد أعمارهم عن الرابعة عشرة، ويقومون بمساعدة السيوب في أعمالهم، ويتدربون

على أعمال الغوص.

Page 34: Pearl and Diving

38

التباب )التبابة(:

وهم الصغار الذين لم يتجاوزوا العاشـــرة من عمرهم، ويقومون بخدمة البحارة على ظهر الســـفينة كإحضار

الماء، وصب القهوة، وتجفيف المالبس وغيرها من األعمال؛ وذلك حتى يتدربوا على ركوب البحر.

الجالس أو الجالليس:

جرت العادة أن يأخذ نواخذة الســـفن الكبيرة فقط حوالي ســـبعة بحارة كاحتياط، ويكون هؤالء البحارة زيادة

عن عدد البحارة الفعلي الذي يحتاجه العمل على متن الســـفينة، ويطلق على هؤالء البحارة االحتياط اســـم:

)الجالســـة(، وهم غالبا يحلون محل السيب المريض، أو محل الســـيب الذي يكون مشغوال بعمل آخر، كأداء

الصـــالة، فيتابعـــون عمل الســـيب مع الغـــواص الذي يعمل فـــي األعماق تحت ســـطح الماء، كمـــا يقومون

بأعمال أخرى، كالتجديف، وفلق المحار )الفليج( والجالس مثل التباب يشـــتغل مقابل طعامه وشـــرابه، إضافة

إلى إكرامية، أو هدية تقدم له في نهاية موسم الغوص.

Page 35: Pearl and Diving

39

العـزال:

وهو ليس من الطاقم األساســـي للسفينة، ولكنه يشترك في الرحلة على حسابه الخاص؛ فيدفع مبلغا من

المـــال للنوخذة نظير متابعته لرحلة الســـفينة، وله ســـيب خاص به يدفع له أجره، وهو يعتزل باقي الســـفينة

ومن هنا جاءت هذه التسمية.

النـهام:

وهو المغني والمنشـــد المحترف ويعتبر عضوا هاما ضمن طاقم ســـفينة الغوص، ويتولى النوخذا اختياره

بنفســـه ويجزل له العطاء، ويعتبر ما ينشـــده مع الطاقم بمساعدة أدواته الموسيقية البسيطة بمثابة ترويح

وإضفـــاء البهجـــة والحماس على العامليـــن ؛ مما يعينهم على تحمل عناء وجهد ومشـــقة الحياة القاســـية

الطويلة في البحر.

الـسكوني:

وهو سائق السفينة الذي يجلس على السكان )عجلة القيادة( وعلى الديره وهي )البوصلة(. ويجب أن يكون

الســـكوني على درجة من المهارة في شـــؤون البحر، وأحيانا يعمل السكوني في مهمة الغوص إلى القاع

عند الحاجة إلى ذلك.

Page 36: Pearl and Diving

40

الطباخ:

هو الشخص الذي يقوم بإعداد وجبة العشاء والشاي والقهوة خالل رحلة الغوص.

راعي الشيرة:

هو من البحارة الذي ال يســـتغني عنهم معظم ربابنة الســـفن، وبخاصة الســـفن الكبيرة منها، فراعي الشيرة

بحـــار ذو خبرة ودراية بعملية تخليص )الباروة( مرســـاة الســـفينة مـــن القاع في حال إعاقتها بـــأي عائق مرجاني

وغيره. ولذلك يكون )راعي الشيرة( على أهبة االستعداد للقيام بهذا العمل ليال أو نهارا متى حدث ذلك.

البدء بعملية الغوص:

ينـــزل الغواص إلى البحر ممكســـا بحبلي )الديين والزيبن( وعند اســـتعداده للغوص يضـــع رجله اليمنى في

حلقة صنعت خصيصا من الحبال تقع مباشرة فوق الحجر الذي يساعده على النزول إلى قاع البحر، كما يضع

رجله اليســـرى داخل شـــبكة الديين ثـــم يضع )الفطام( وهو عبارة عن مشـــبك مصنوع من عظام الســـالحف

مهمته غلق األنف.

Page 37: Pearl and Diving

41

بعد هذا االســـتعداد، يأخذ الغواص نفســـا طويال ثم يغمض عينيه، ويرخي حبل الحجر المعلق في المجداف

فيجـــره الحجر بصـــورة عمودية إلى القاع، كما يرخي في نفس الوقت حبل )اليـــدا( ورجله بداخل )الديين( عند

وصوله إلى القاع يفتح عينيه ويسحب رجله اليمنى من حلقة الحجر؛ ليعطي )السيب( مجاال لجره إلى سطح

البحـــر، ثم يخرج رجله من الديين ويعلقه حول رقبته ويطرد، حســـب تعبير الغواصين، أي يشـــرع في الســـباحة

والتقاط ما يمكن أن يراه أو يجده من محار يضعه في الديين.

بعـــد بضـــع دقائق حين يحس الغـــواص بالحاجة للتنفس يتوقف عن الســـباحة و)ينبر( أي يجـــر )حبل اليدا( جرة

قوية، يكون بموجبها قد أعطى بذلك إشارة إلى السيب في أعلى السفينة لجره إلى سطح السفينة.

Page 38: Pearl and Diving

الـبـاب الثالث

Page 39: Pearl and Diving

أدوات الغوص على اللؤلؤ

Page 40: Pearl and Diving

44

األدوات المستخدمة في الغوص:

بعـــد أن يقـــوم النوخـــذة بتوزيع )القواض أو الســـلف( علـــى البحارة الذين ســـيركبون البحر، يباشـــر كل منهم

االستعداد للرحلة، وتجهيز متطلباتها عن طريق شراء األدوات، والمالبس الالزمة لعملية الغوص.

األدوات المستعملة في الغوص على اللؤلؤ نوعان:

أوال: األدوات التي يحتاجها الغواصون أنفسهم في عملية الغوص على اللؤلؤ وهي كاآلتي:

الحجر أو الحصاة:

وهو عبارة عن قطعة من الرصاص أو الصخر الثقيل العادي، ويتراوح وزنها بين خمسة وثمانية أرطال، وفائدة

هـــذا الحجر أنه يســـاعد الغواص علـــى الوصول إلى قـــاع البحر بســـرعة وخصوصا في المغاصـــات العميقة،

وذلك اعتمادا على ثقل الحجر في جذب الغواص لألسفل.

Page 41: Pearl and Diving

45

الـديين:

وهـــو عبـــارة عن كيس أو ســـلة مشـــبكة مصنوعة من الحبـــال أو الخيوط، والدييـــن بمثابة وعـــاء للمحار الذي

يجمعه الغواص من قاع البحر، ويعلق الغواص الديين في رقبته في حبل يسمى )اليـدا(.

Page 42: Pearl and Diving

46

الفـطام:

عبـــارة عن قطعة مـــن العظام يضعها الغواص على أنفه؛ لســـده أثناء عملية الغوص؛ وذلك لمنع تســـرب

الماء إليه ومعادلة الضغط في القاع.

الشـمشول:

وهـــو عبارة عن )ســـروال( أســـود قصير يرتديـــه الغواص أثناء عمليـــة الغوص، وكان يصنع مـــن قماش خفيف

أسود اللون بشكل عام، أو أزرق اللون، أو أخضر اللون.

Page 43: Pearl and Diving

47

لباس الغواص:

وهـــو عبارة عن بدله من القمـــاش الخفيف، ولونه أبيض، ويرتديه الغواص ليقي به نفســـه من خطر )الدول(

وهو قنديل البحر.

Page 44: Pearl and Diving

48

الـيـدا:

هـــو بمثابـــة حبل النجـــاة للغواص يبلـــغ طوله نحو 70 متـــرا حيث يربط بـــه )الديين(. ويمســـك الغواص بأحد

طرفيه وينزل إلى قاع البحر، أما الطرف الثاني لهذا الحبل فيكون بيد السيب على ظهر السفينة، فإذا انتهي

الغـــواص مـــن التقـــاط المحار ووضعـــه في الديين يقوم الغواص )بهز( اليدا فيســـرع الســـيب فـــي جذبه إلى

سطح الماء.

Page 45: Pearl and Diving

49

الـخـبط:

هـــو عبارة عن قطعـــة من الجلد يلف بها الغواص أصابعـــه؛ لتقيه من الصخور الحادة واألشـــواك البحرية عند

قيامه بالتقاط المحار وجمعه من قاع البحر.

Page 46: Pearl and Diving

50

الـزيبن:

هو عبارة عن حبل طويل يربط طرفه في الحجر الذي يساعد الغواص على النزول بسرعة إلى قاع البحر، فيقوم

الســــيب بســــحب الحجر ورفعه. والســــيب ال يلتزم ســــوي بإحضار الزيبن فقط أما باقي األدوات المستعملة في

عمليــــة الغوص فالغواص هو الذي يلتزم بإحضارهــــا. والزيبن هو حبل يصنع من ألياف النخيل، وتعقد بطرفه

كتلة الرصاص، أو حجر يسمى )الصف( الذي يستخدمه الغواص لسرعة النزول إلى قاع البحر، ويسحبه السيب

إلى األعلى فور وصول الغواص إلى القاع، ويصل طوله إلى خمسين مترا تقريبا، حيث يقوم الغواص بوضع

إصبع قدمه الكبير في حلقة معقودة فيه تسمى )أنعال( ثم يقذف بنفسه في الماء، ويساعده ثقل الحجر.

حبل القلطة:

هـــو عبارة عن حبل قصير مربوط إلى أحد مجاديف الســـفينة، يمســـك الغواص به بعـــد نزوله إلى البحر؛ لكي

يظل على اتصال بالسفينة ريثما يستكمل استعداداته للغوص، فال يبتعد عنها بسبب التيارات البحرية.

المـفلـقة:

سكينة معكوفة الرأس، تستعمل لفلق المحار واستخراج اللؤلؤ من داخله.

Page 47: Pearl and Diving

51

البلـد:

كرة رصاصية ثقيلة الوزن مربوطة بحبل خاص بها عالمات، أو عقد تفصل بين العالمة واألخرى، أو بين العقدة

واألخرى مسافة باع واحد، وكان البلد يستعمل لقياس عمق المياه، ولمعرفة قاع البحر في منطقة الهير.

الطرطور:

غطاء لرأس الغواص، يصنع من القماش السميك مزود بفتحتين مقابلتين للعينين، يلبسه الغواص برأسه

عندما ينزل إلى قاع البحر؛ لحماية وجهه من قنديل البحر )الدول( ومن الحيوانات البحرية األخرى المؤذية.

العاروك:

كيـــس من الخيـــش، له فتحة من أعاله، يضع الغواص فيه بعض الزاد والحاجـــات الخاصة به ويعلق في أعلى

السفينة.

Page 48: Pearl and Diving

الباب الرابع

Page 49: Pearl and Diving

مواسم الغوص على اللؤلؤ

Page 50: Pearl and Diving

54

مواسم الغوص على اللؤلؤ

لقد كان للغوص على اللؤلؤ أوقات وأسماء محددة، وهي عبارة عن أربعة أنواع:

الخانجية:

يبـــدأ هـــذا الغوص بعد انتهاء فصل الشـــتاء، أي في شـــهر أبريل، حيـــث ال تزال مياه البحر باردة، ويســـمى أيضا

)غوص البرد( ويســـتمر هذا الغوص حتى شـــهر مايو، وتســـتغرق مدة هذا النوع حوالي أســـبوعين أو أكثر، وال

تتجاوز أيامه األربعين يوما. وطريقة الغوص فيه تســـمى في بعض دول الخليج العربية )دوغية(، أي الغوص

12 )تبة( ثم يستريحون مقدار ثالث تبات.

وكان العمـــل فـــي هذا النوع من الغوص قاصرا على المغاصات القريبة وفي المياه الضحلة، وال يذهب إليه

ســـوى عدد قليل من الســـفن، وقد كانت برودة مـــاء البحر تدفع الغواصين إلى التنـــاوب في عملية الغوص.

ويســـمى غوص الخانجية أيضا الغوص الصغير وبعضهم يســـميه )الصيفية( وهـــذا الغوص كان يتم عادة

قبل موسم الغوص الكبير مباشرة، أي خالل الفترة الواقعة بين 1/5 و 1/6 أي أنه يتم في طقس بارد نسبيا.

Page 51: Pearl and Diving

55

يســـتمر موســـم الخانجية حوالي 35 يوما، بعدها يقفلون راجعين وتعود الســـفن إلى البالد. ويبدأ المجتمع

باالســـتعداد للموســـم الرئيس. ولقد كانت تجري لهذا الموسم اســـتعدادات ضخمة من قبل السكان، منها

ما يتصل بعمليات التمويل وإعداد أو شـــراء ســـفن جديدة، ومنها ما يتصل باختيار البحارة أو قوة العمل التي

ستشـــارك في الموسم، باإلضافة إلى اســـتعدادات البحارة وأسرهم لقضاء هذا الموسم الطويل بعيدا عن

البالد.

الغوص الكبير )العود(:

وهو الغوص الكبير أو الرئيس، كما ذكرنا من شهر مايو وحتى شهر سبتمبر، وفي هذا الغوص تتوجه جميع

سفن الغوص الكبيرة والصغيرة إلى المغاصات البعيدة. )الغوص العود(، أو الغوص الكبير يستمر حوالي

أربعة أشـــهر وعشـــرة أيام متتالية، بدءا من أول شـــهر مايو، وحتى الثامن والعشـــرين من شهر سبتمبر إضافة

إلى عشرة أيام من شهر أكتوبر.

Page 52: Pearl and Diving

56

غوص الردة:

الردة تعني العودة، والعودة هنا نعني بها العودة إلى البحر، ويبدأ هذا النوع من الغوص بعد نهاية موسم

الغوص الكبير مباشرة، أي في شهر أكتوبر تقريبا، حيث يكون البحر باردا، والتستغرق مدته أكثر من شهر.

الرديدة:

وهـــي تصغيـــر الـــردة، أي العودة مـــرة أخرى وأليام معـــدودة بعـــد عودتهم من غـــوص الردة مباشـــرة، ويكون

الغوص في األماكن القريبة؛ حيث يكون الجو باردا.

ومرحلـــة غـــوص الرديدة أقصـــر من مرحلـــة غوص الـــردة، وتقع الفتـــرة من 1/11/ وحتـــى 1/12، وعدد ســـفنها،

أو باألحـــرى مراكبهـــا الصغيـــرة أقـــل أيضـــا، بـــل قليلـــة جـــدا، وعـــدد الغواصين والبحـــارة قليل جـــدا أيضـــا، وتتم

قريبـــا مـــن الســـاحل، وغـــوص الرديـــدة يخضـــع للقانون ذاتـــه فـــي مرحلتي غـــوص الخانجيـــة، وغـــوص الردة.

Page 53: Pearl and Diving

57

غوص القحة:

كان الغواصون يقومون بمرحلتي غوص الردة والرديدة اللتين يطلق عليهما البحارة اسم )القحة( في نهاية

فصل الصيف بعد مرحلة الغوص الكبير، أي في موســـم البرد، والقحة أو الكحة يقصد بها المغاص القريب

مـــن اليابســـة، مما يعنـــي أن غوص القحة ال يتم في عـــرض البحر، بل قريبا من الديار واألهـــل، وكانت المرحلة

الواحـــدة منهمـــا تســـتمر حوالي ثالثة أســـابيع، أو شـــهر واحد تقريبـــا، وذلك عندمـــا يضطر بعـــض الغواصين

للحصـــول علـــى المزيد من األموال؛ الســـتكمال ســـداد ديونهم التي لـــم يتمكنوا من تســـديدها بعد مرحلة

الغوص الكبير، وكان البحارة في مرحلتي القحة أي غوص الردة والرديدة يقتسمون األرباح بالتساوي.

Page 54: Pearl and Diving

الباب الخامس

Page 55: Pearl and Diving

السلفوتوزيع األرباح

Page 56: Pearl and Diving

60

توزيع األرباح على بحارة السفينة

بعـــد أن يتم بيع الآللئ الناتجة عـــن رحلة الغوص على اللؤلؤ وجمع أثمانها، وقبل أن تبدأ عملية توزيع األرباح

على بحارة الســـفينة، يتم خصم حصة السفينة وهي الخمس من حاصل الرحلة، واقتطاع مصاريف الطعام

والشراب خالل الرحلة بعدها يتم توزيع األرباح العائدة من الرحلة كاآلتي:

النوخذة: يحصل على ثالثة أسهم من األرباح.

الغواص: يحصل على ثالثة أسهم من األرباح.

السيب: يحصل على سهمين من األرباح.

السكوني: يحصل على سهم ونصف من األرباح.

الرضيف: يحصل على سهم واحد من األرباح.

الـنهـام: يحصل على سهم واحد من األرباح.

الطبـاخ: يحصل على سهم واحد من عائد األرباح.

التبـــاب: ليـــس لـــه أي نصيب مـــن محصول الرحلـــة، وإنما يكـــون نصيبه مما يحصـــل عليه مـــن النوخذة أو

الطواويش أو البحارة، ومما يحصل عليه أيضا من صغار الآللئ التي تبقى في المحار بعد فتحه وإهماله من

قبل البحارة.

ضريبة الحكومة: تحصل الحكومة على ثالثة أسهم من األرباح.

مالحظة: يختلف توزيع األرباح في بعض دول الخليج العربي.

لف: نظام الس

إذا أراد شخص تسيير رحلة غوص فالبد له من أموال تمويل تلك الرحلة، وذلك من أجل توفير األسس اإلنتاجية

القتصاديات صيد اللؤلؤ )األداة أو وسيلة النقل وهي السفينة وقوة العمل والمواد التموينية( التي ال يمكن

تســـيير رحلـــة غوص مـــن دونها. لذلك فإن نظام الســـلف برز إلى الوجـــود نتيجة عدة عوامـــل اقتصادية. ولقد

ـــلف( حســـب اللهجة المحلية – أهم األســـس المالية كان النظام المالي الذي يرتكز على )االقتراض( أو )الس

في اقتصاديات الغوص. وتزدهر عمليات االقتراض مع بداية كل موســـم للغوص. حيث يتوجه النوخذة إلى

الطـــواش، أو تاجـــر اللؤلؤ؛ لكي يقترض منه رأس المال الذي ســـيمول به الرحلـــة. وليس بإمكان كل طواش

تقديم القروض الضخمة للنواخذة. لذلك برزت فئة كبار تجار اللؤلؤ؛ لكي تحتكر تلك العملية. وبذلك تكون

قد فرضت سيطرتها على النظام اإلنتاجي السائد.

Page 57: Pearl and Diving

61

وباإلضافـــة إلـــى عمليات التمويل وتقديم رؤوس األموال إلى النواخذة فإنهم يحتكرون عمليات الشـــراء في

الســـوق المحلية لتجارة اللؤلؤ. وبعضهم قد توســـعت أعماله إلى خارج حدود التجارة المحلية؛ لكي يتحكم

في التجارة اإلقليمية في هذا المجال.

وفـــي هـــذا المجال نجد أن هناك تقســـيما للعمل أو للتخصصـــات فهناك من التجار من تقوم تجارته أساســـا

على تقديم القروض، وبعضهم اشتهر باحتكار عمليات شراء اللؤلؤ من السوق المحلية.

وبعـــد أن يقـــوم النوخـــذة بتوفير األمـــوال الالزمة لتســـيير رحلة الغوص، فإنـــه يقوم بتجهيز الســـفينة، ويقدم

القروض بدوره إلى البحارة الذين ســـيقع اختياره عليهم للعمل معه، وبعد انتهاء الموســـم فإن نشاطا ماليا

معاكســـا يحـــدث؛ حيث يقـــوم النوخذة بإعـــادة القرض الذي حصل عليه فـــي البداية بعد أن بـــاع المحصول،

والذي يكون من نصيب الممول األساســـي نفســـه؛ حيث تكون له األولوية في الشـــراء إال في الحالة التي ال

يناســـب فيها الســـعر الذي يقدمه التاجر للؤلؤ المعروض، عند ذلك فإن للنوخـــذة الحرية في البيع لغيره من

التجار. كذلك يقوم البحارة برد المبالغ التي قدمها لهم النوخذة في شـــكل قرض قبل وخالل الموســـم من

حصتهـــم من األرباح، فكما أن القروض أو رؤوس األموال في البداية تأخذ مســـارا تنازليا من التاجر إلى النوخذة

وإلـــى البحـــارة، فإنها بعـــد انتهاء الموســـم تأخذا مســـارا تصاعديا من العمـــال إلى النوخذة وإلـــى الطواش،

وهكذا تتكرر العملية في كل موسم.

الكالطـة:

والكالطـــة في لغة أهل البحر في منطقة الخليج العربي تعني عملية توزيع وتقســـيم حاصل بيع اللؤلؤ، أو

تقســـيم الحاصل نفسه، أي تقســـيم مجموع الآللئ التي تم الحصول عليها، واصطيادها، وذلك بعد نهاية

رحلة الغوص، والقفال والعودة إلى البالد.

ويكون تقسيم )الحاصلة( أو األرباح وفق الشروط الخاصة التي تم االتفاق عليها عند بدء رحلة الغوص، أو وفق

الشروط المعترف بها، والمتعارف عليها في كل مناطق الخليج العربي.

1( تستخرج حصة مالك السفينة، أو الممول، والتي تساوي خمس المحصول، كما يلي:

85000÷5=17000 روبية.

2( 85000–17000 = 68000 المتبقي.

3( نطرح مصاريف الطعام والشراب خالل الرحلة:

68000 – 9062 = 58938 روبية صافي الربح.

Page 58: Pearl and Diving

62

4( ولما كان عدد الغاصة ) 25 ( غواصا، وحصة الغواص الواحد ثالثة أسهم، فتكون حصة الغواصين:

25 × 3 = 75 سهما.

نضيف إليها حصة الربان التي تساوي ثالثة أسهم:

75 + 3 = 78 سهما.

ولما كان لدينا ) 29 ( سيبا، حصة السيب الواحد منهم تساوي سهمين فقط.

29 × 2 = 58 سهما.

ولما كان هنالك رضيفان وحصة الرضيف الواحد تساوي سهما واحدا فقط:

58 + 2 = 60 سهما.

ثم نقوم بجمع األسهم:

78 + 60 = 138 سهما.

أي أن هنالك ) 138 ( سهما يجب أن توزع بين القبطان، والغاصة، والسيوب، والرضيفة كما يلي:

يجب أن نعرف قيمة السهم الواحد بالروبية، وذلك كما يلي:

58938 ÷ 138 = 427 روبية قيمة السهم الواحد.

وعلى هذا األساس، تكون حصة النوخذة:

427 × 3 = 1271 روبية.

وحصة الغواص الواحد:

427 × 3 = 1271 روبية.

وحصة السيب الواحد:

427 × 2 = 854 روبية.

وحصة الرضيف الواحد:

427 × 1 = 427 روبية.

أما فيما يتعلق بـ )كالطة الشيوخ( فهي الحصة التي كان الشيوخ يتلقونها من تجار اللؤلؤ وممولي عمليات

الغوص عن كل سفينة بغض النظر عن ناتج أرباحها، أو خسائرها.

Page 59: Pearl and Diving

63

نظام الخماميس:

يتبـــع بعض الغواويص نظاما آخر يطلق عليه نظام )الخماميس( ومفردها )خماس( هؤالء يكونون شـــراكة

بينهم، وقد يقترضون مبلغا بســـيطا من المال في بداية المواســـم من أحد الممولين أو نواخذهم إذا كانت

لديهم القدرة على التمويل، وفي نهاية كل طرشـــة يتحاســـب الخماميس في حاصل مبيعاتهم من اللؤلؤ

بعـــد أن يخصمـــوا مـــن مصاريف الســـفينة تكلفـــة الدهان واإلصـــالح وغيره باإلضافـــة إلى )الماچلـــة(، والمبلغ

المقتـــرض مـــع فوائده على مبلـــغ الخمس المختص نصفه لصاحب الســـفينة، والنصف اآلخـــر لتوزيعه على

الغاصـــة. وتكون المحاســـبة فـــي الصافي على أســـاس ثالث حصص للغيـــص، ومثلها للنوخـــذة، وحصتان

للسيب وحصة واحدة للرضيف، غير إن غاصة الخماميس يتحملون قيمة ومصاريف مرساة السفينة وحبالها.

نظام غـواص العزال:

العزال هو غيص مستقل بإحدى سفن الغوص حسب النظام التالي:

1– يتفق مع سيب يعمل معه.

2– يعزل المحار )األصداف( التي يجنيها من قاع المغاص، ويقوم بفلقها )أي فتحها( هو والسيب الذي معه.

3– يتصرف هو والسيب بمحصولهما من اللؤلؤ ويبيعانه لحسابهما.

4– يشترك مع بقية بحارة السفينة في مصاريف الماجلة والمصاريف األخرى.

5– يدفع نصف خمس إيراده لصاحب السفينة التي يعمل عليها أو نوخذاها.

6– يتحاسب مع السيب التابع له في الباقي على أساس ثالث حصص للغيص وحصتين للسيب.

نظام الخانجية:

ال يوجـــد حســـب هذين النظامين أي ارتباط بين ما يقوم بحارة الغوص به مـــن حيث األجور أو الدين أو االلتزام،

فهـــم أحرار في عملهم وفي معاملتهم وارتباطهم بمن يذهبون معـــه للغوص أثناء فترة هذين النظامين،

كمـــا أن حصتهـــم مـــن الدخـــل تكون خاصـــة بهم، ال يحـــق لنوخذاهـــم األصلـــي أو ممولهم لموســـم فصل

الغوص الرســـمي أن يتعرض لها. والعمل في هاتين الفترتين ال يتطلب ســـلفات أو تســـقام أو خرجية. فهو

عمـــل مشـــترك وقتي ينتهي بانتهـــاء فترته، فالنوخذة أو الممـــول لهذه الفترة يخصم جميـــع المصاريف بما

فيهـــا مصاريـــف )الماچلة( أي الغذاء، وحصته هـــو أي الخمس من الدخل العام، ويقســـم الباقي بين الغاصة

والسيوب وبقية المساعدين بموجب الطريقة المتبعة لتوزيع الحصص بالنسبة لنظام السلف اآلنف الذكر.

Page 60: Pearl and Diving

64

نظام البروة:

يعتبر هذا النظام من أنظمة الغوص القديمة المتبعة والمتعارف عليها بين ذوى الشأن، وقد أقرته الحكومة

وأصدرت به قانونا ملزما. وخالصته هو أنه إذا حدث وتوقف نوخذة الغوص الســـلفي عن متابعة عمله نهائيا

أو مؤقتا في موســـم من مواسم الغوص، فإنه يتوجب عليه أن يعطي البحار المدين له )بـروة( تسمح للبحار

المذكور أن يركب الغوص مع نوخذة آخر، وتخول نواخذة الغوص اســـتقطابه بين بحارتهم شـــريطة اقتطاع

الربع من دخله، ودفعه إلى النوخذة األصلي في نهاية الموسم.

فلق المحار :

إن طريقة فلق المحار الذي يجنيه البحارة تتلخص في أنه كان يخلط قبل فلقه؛ حتى إذا وجدوا لؤلؤة ال يعرف

الغـــواص الـــذي جناها. فاللؤلؤ الـــذي يتم جنيه يكون ملكا عاما للســـفينة ومن عليهـــا، وبعد بيع المحصول

توزع األرباح على الجميع كل حسب حصته.

Page 61: Pearl and Diving

65

فإذا تصادف وجود محار كثير في الهير؛ فإن الكميات التي قام الغواصون بجمعها منه تكون كبيرة ومكومة

على سطح السفينة، وتشكل وزنا زائدا قد ال تحتمله السفينة؛ لذلك فإن النوخذة يقرر أن يقوم البحارة بالفلق

بـــدال مـــن الغوص حتى ولـــو كان النهار مازال فـــي منتصفه. )فيهلـــزون( أي يتوقفون عن الغـــوص بناء على

أوامر النوخذة. ويبدأ الغاصة بالفلق بواســـطة أداة تســـمى )المفلقة( حتى المساء، وعند ذلك يتوقفون عن

العمـــل. أمـــا في الحال التي تكـــون فيها كمية المحـــار المجموع ال تؤثر فـــي حمولة الســـفينة؛ فإنهم إما أن

يضعوها في أكياس أو يلقوا بها في الخن.

وتبـــدأ عملية الفلق العادية منذ شـــروق شـــمس كل يوم. حيث تكلف مجموعة من البحـــارة بإخراج المحار من

الخن، اثنان ينزالن إلى جوف الخن واثنان يتناوالن المحار منهما، ويقومان بإلقائه على ســـطح الســـفينة في

الجهتين اليمنى واليسرى؛ وينقسم بحارة السفينة إلى مجموعات كل مجموعة توكل إليها فلق كمية من

المحـــار؛ وبعـــد أن تتجمع كل مجموعة حول كومـــة من المحار من مقدمة الســـفينة )الصدر( وحتى مؤخرتها

)التفر( يأمرهم النوخذة قائال: اطلبوا )اهلل(. أي ادعوا )اهلل( بالتوفيق. ويكون كل بحار مزودا بأداة الفلق الخاصة

به )المفلقة( ويبدؤون بتنفيذ أمر النوخذة بالفلق.

Page 62: Pearl and Diving

66

في بعض األحيان يجد أحد البحارة حصباة أو دانة، والذي يجدها يســـارع بالركض بها إلى النوخذة الذي يكون

مراقبا لمجريات األحداث، فيالحظ ما يحصل بسرعة؛ فينهض من مكانه مالقيا البحار الذي يسأل النوخذة قبل

أن يخبـــره مـــا بحوزته عن البشـــارة. فيرد عليـــه النوخذة كذا وكذا. وفـــي أغلب األحيان يعطيـــه مبلغا من المال

و”بشـــتا” مكافـــأة له، على الرغم من أن الحظ يتدخـــل كثيرا في هذا الموضـــوع. إال أن النوخذة يفرح بحصوله

علـــى لؤلؤة ثمينة؛ ألن ذلك يعنـــي حصولهم على أرباح أكثر. وفي أغلب األحوال فإن الســـفينة التي يحدث

فيها ذلك تعود إلى البالد من أجل بيع اللؤلؤة.

بعـــد بيع اللؤلؤة تعود الســـفينة إلى مغاصات اللؤلـــؤ بعد راحة قصيرة؛ إذ ال يمكن ألي ســـفينة أن تتخلف أو

تعود قبل نهاية الموسم، وإال حدثت تمردات كثيرة على السفن األخرى.

ومن ضمن األحداث والمالبسات التي تصاحب عملية فلق المحار كان لجوء بعض البحارة إلى سرقة اللؤلؤ،

خصوصا إذا عثر أحدهم على لؤلؤة ثمينة. مع ذلك فإن حاالت السرقة نادرة جدا؛ نتيجة المراقبة المستمرة من

قبل النوخذة والحراس المراقبين لعملية الفلق، أيضا نتيجة قوة المعتقدات الدينية واإلســـالمية في نفوس

البحـــارة والتـــي تحرم الســـرقة. أما محاوالت الســـرقة التي كانت تحـــدث فقد كان يلجأ فيها الســـارق إلى وضع

Page 63: Pearl and Diving

67

اللؤلؤة في فمه أو يقوم ببلعها؛ ألنه ال يوجد مكان لكي يخفيها فيه، ولكي ال يالحظه المراقبون أيضا.

وكان البحـــارة يبلغـــون عن الســـارق في الحال عند مالحظتهـــم له؛ ألنه بفعلته تلك يحرمهـــم من األرباح التي

ســـتعود عليهـــم في حالـــة بيعها. ومن األمـــور الطريفة أنهـــم بعد قيامهم بضـــرب البحار )الســـارق( يقومون

بسقيه الحلول؛ حتى تخرج اللؤلؤة من جوفه.

وال تعود الســـفينة إال بعد تفتيش حاجاتهم حتى مضارب الكحل يفرغون محتوياتها؛ إذ قد تخبأ اللؤلؤة في

الكحل. وإذا سرق البحار عندهم فإن عقابه يكون شديدا حيث يعلق من رجليه على الدقل )الصارية(، ويضرب

ضربا مبرحا من قبل الجميع، ويمنع من المشاركة في فلق المحار في القادم.

Page 64: Pearl and Diving

الباب السادس

Page 65: Pearl and Diving

القفال

Page 66: Pearl and Diving

70

الـقفال:

عندما ينتهي موســـم الغوص الكبير، ويحين موعد العودة إلى الديار فيما كان يعرف بـ القفال بعد أن تهب

ريـــاح الســـابعة المعروفة لدى أهل البحـــر، يعود البحارة إلى أهلهـــم في عيد مميز، وقبل الشـــروع في العودة

إلـــى البر، تتجمع ســـفن الســـنيار حول الســـفينة األولى القائدة التي هي ســـفينة الســـردال، ويعلـــن نوخذاها

السردال أو أمير الغوص انتهاء موسم الغوص، وحلول القفال، وذلك بإطالق إشارة متعارف عليها، كطلقة

من ســـالح ناري، أو رفع العلم على الســـارية، أو رفع الشـــراع، ثم تقفل سفن السنيار عائدة نحو الشاطئ، حيث

تكون مجموعة من السفن في استقبال العائدين، وعلى متن السفن التي تصل تباعا، يؤدي بعض البحارة

فنـــون الغناء والرقص البحري، فرحين بعودتهم إلى أهلهم وذويهم بعد طول انتظار، ومرير معاناة، وتحفل

مناطـــق الخليج العربي بكثيـــر من األهازيج واألغنيـــات المتوارثة المتعلقة بموعد بدء موســـم الغوص على

اللؤلؤ )الركبة أو الدشة( وموعد نهايته القفال.

Page 67: Pearl and Diving

71

وعندما تعود الســـفن إلى البر، يقوم البحارة بســـحبها إلى الشـــاطئ لتنظيفها، وإصالحها، وصيانتها، وبعد

أن ينتهي )القالف( الذي هو نجار السفن من أعمال الصيانة واإلصالح، يقوم البحارة بدهن السفينة بالكامل؛

وذلك لحمايتها، وإلعدادها لموسم الغوص التالي.

كان القفال يوم عيد لدى الســـكان. وحتى أنه يعتبر العيد الكبير بالنســـبة لهم، فرحة بعودة األهل سالمين

من الرحلة الخطرة الطويلة.

لذلك نجد أن النســـاء يقمن بترتيبات متعددة اســـتعدادا لذلك اليوم الموعود. من ترتيب وتنظيف البيوت،

وإعداد مواد الزينة المختلفة التي سوف يستخدمنها، وخياطة المالبس للزوج ولألسرة وألنفسهن. وترتيبات

خاصـــة بإعـــداد بعض األكالت المفضلة.. إلخ من االســـتعدادات التي تنهمك بها النســـاء في األيام العشـــرة

التي تسبق موعد القفال.

Page 68: Pearl and Diving

72

فبعد أن يبدأ الطقس بالتحســـن بعد خروج فصل الصيف، ويطيب الهواء بهبوب رياح السهيلي، ويبرد الجو.

يتوقع األهالي عودة الغواصين فتتجه النساء إلى ترتيباتهن الخاصة )بالقفال(.

وتشكل السفن التي تعمل في الغوص في كل بلد من البلدان التي تعتمد على نشاط البحث عن اللؤلؤ

أسطوال من السفن، يرفع علم البلد الذي يتبع له. ولكل أسطول – أمير أو سردال – يكون مسؤوال عن وحدات

هذا األسطول، وهو الذي يصدر إشارة العودة للسفن.

Page 69: Pearl and Diving

73

الــتبراة:

يصادف أحيانا أن يكون )الهير تبرة(. والتبراة تعني أن الهير مليء بالمحار الذي يكثر فيه اللؤلؤ بأنـواعه الجيدة

خصوصـــا ما يســـمى )حصابي(، فإذا انتشـــر الخبر بين الســـفن أن الهيـــر الفالني )تبراة( اجتمعـــت كلها عليه،

ويصل التزاحم إلى أشـــده لدرجة أن )الخرب( أي حبال الســـفن المختلفة تتشـــابك نتيجة التزاحم والمنافســـة

الشديدة، وقد تحدث أحيانا بعض المعارك الجانبية بين بحارة السفن المتجاورة نتيجة ذلك، ويتم مسح ذلك

الهير في مدة وجيزة نتيجة الغوص المستمر والمنافسة الشديدة.

وتقضي السفن بضعة أيام على ذلك الهير وعندما يقل المحار )يسانون( أي ينتقلون إلى هير آخـر.. وهكذا،

فإذا كانت سرعة الرياح مناسبة رفعوا األشرعة. وأما إذا كان الجو ساكنا؛ فإن النوخذة يأمر باستخدام المجاديف

وقـــد تطـــول فترة التجديف إلى ســـاعات، وأحيانـــا قد تمتد إلى يـــوم كامل؛ وذلك حتى تهب الريـــاح مرة أخرى،

لذلك فإن الهير الواحد ال يخلو من سفن عـدة يغوص بحارتها في أعماقه.

فإذا هبت الرياح – أي تغير اتجاهها أو زادت ســـرعتها – فإن الســـفن تســـرع إلى البنادر القريبة منها، وتترك الهير

حتى ولو كان تبراة. فإذا هدأت الرياح عادوا مرة أخرى. وهنا تبرز ميزة النوخذة الماهر الذي يستطيع العودة إلى

الهير نفســـه دون صعوبة وأسرع من اآلخرين. فتقوم بقية السفن بمالحقته خاصة إذا كان الهير من الهيرات

البعيدة أو المجهولة والتي تقع في منطقة ال يكثر التردد عليها.

Page 70: Pearl and Diving

الباب السابع

Page 71: Pearl and Diving

أنـواع المحار واللؤلؤ

Page 72: Pearl and Diving

76

أنواع المحار:

توجـــد فـــي مياه الخليج العربي أنواع كثيرة من المحار، وتعرف بأســـماء محـــددة، وتختلف من نوع آلخر، وذلك

حســـب الحجم والشـــكل. فالغواص يجد المحار في القاع إما متفرقا بالتقاطه واحدة تلو األخرى بيده ويضعه

في )الديين( المعلق على رقبته، أو أنه يجد المحار على شـــكل مجموعة من المحار ملتصقة بعضها ببعض

فيقوم الغواص بقطع المجموعة بكاملها ووضعها في الديين.

Page 73: Pearl and Diving

77

إن منظـــر المحـــار عندما يخرج مـــن البحر يكون ملوثا، حيث تلتصق به أعشـــاب وأحجار شـــعب مرجانية، كما أن

ملمســـه يكون مدببا وخشـــنا؛ لذا نجد أن الغواص يســـتخدم )الخبط( ليغطي أصابعه لحمايتها من األحجار

الحادة واألشواك.

كمـــا أنه من المحـــال أن يميز الغواص بين محارة بها لؤلؤ وأخرى ليس بهـــا، وفي بعض األحيان يوجد اللؤلؤ

في المحار الصغير، وال يوجد في الكبير، ونســـبة وجود اللؤلؤ في المحار واحد في األلف، أي أن كل ألف محارة

قـــد يعثـــر فيها على لؤلـــؤة واحدة. وفي ذلـــك خير دليل على المشـــاق التـــي كان يبذلها أهـــل البحر من أجل

الحصول على لقمة العيش.

Page 74: Pearl and Diving

78

ويتكون المحار من صدفتين مطبقتين على بعضهما بعضا ومن أنواعه:

1- الصديفي والمصقولة: وهذا النوع من المحار يمتاز بكبر حجمه.

2- العيسرين: وهذا النوع من المحار صغير الحجم.

3- الزنيـة: ويمتاز هذا النوع من المحار بشكله المستطيل، ولونه األسود.

4- الفصمة: وهذا النوع من المحار من الحجم المتوسط.

5- الخالوف: يمتاز هذا النوع من المحار بشكله المختلف عن باقي أنواع المحار لذا سمي خالوفا.

Page 75: Pearl and Diving

79

أجزاء المحارة من الداخل والخارج

وجميـــع هذه األنواع تحتوي على )الخـــرط( وهو الحيوان الهالمي الذي يكون لؤلـــؤة داخل المحارة، وهو من

األكالت الطيبـــة والغاليـــة الثمن فـــي بعض الدول األوروبيـــة، وأما فـــي البحرين ومنطقة الخليج فليســـت له

قيمة من هذه الناحية؛ حيث إنه يلقى في البحر؛ ليأكله السمك بعد االنتهاء من فحصه، واستخراج ما به من

اللؤلؤ، وفي بعض األحيان يأكله البحارة أثناء وجودهم في البحر في حالة ندرة السمك.

ويتكون )خرط( المحارة من عدة أجزاء هي:

1- الشارب: وهو ما يحيط بالخرط من الداخل على شكل نصف دائرة تقريبا، ويطلق عليه أحيانا اسم الذيل.

Page 76: Pearl and Diving

80

2- اللوينـة: وهـــو الجزء الذي يقع بعد الشـــارب ويســـمى اللحمة، وعادة ما تكون أغلـــب الآللئ مختبئة تحت

اللوينة فيقوم فاحص المحارة بقلب اللوينة؛ الستخراج تلك الآللئ.

3- العمـر: وهـــو اللحمة الثانية داخل المحارة، وهي أشـــد لحم المحارة صالبة وعـــادة يحفرها فاحص المحارة؛

ليعد منها )الفلس( الذي يضع داخله اللؤلؤ الذي يجده أثناء فتح المحار وفحصه.

4- الكرش: وهو مجمع األوساخ في الخرط، وأحيانا يوجد بداخله بعض الآللئ الصغيرة.

5- الديـد: وهو الثدي ويقع بجانب )الكرش( في الخرط.

6- الغـب: وهو من أجزاء خرط المحارة.

7- الـعرج: وهو ما يمسك المحارة في قاع البحر كجذور الشجرة.

8- الخنصر: من أجزاء المحارة، وهو المكان الذي يتم فتح المحارة منه.

9- الشخـر: وهو طرف المحارة من أعلى، ويكون على شكل ذباذيب.

10- الزرن: وهو طرف المحارة من الخارج، وإذا فتحت المحارة يسمى القسم الواحد )دست(، والدست العميق

يسمى )جدر( وغير العميق يسمى )صحن(.

Page 77: Pearl and Diving

81

أنـواع اللـؤلـؤ:

عـــرف اللؤلـــؤ من العصور القديمة، وعلى التقريب من خمســـة آالف ســـنة، أما مناطق صيده فعلى الســـاحل

العربي من الخليج العربي، أي ســـاحل اإلمارات والبحرين واإلحساء وقطر والكويت. ويوجد اللؤلؤ كذلك في

سريالنكا وبعض جزر جنوب شرق آسيا. واللؤلؤ الذي يستخرج من المحار ال يكون في الغالب كامل االستدارة،

كما أن ألوانه متعددة فمنه األبيض واألحمر والبني والســـماوي، وأغلـــى هذه األنواع اللؤلؤ األبيض والكامل

االســـتدارة. ويمتاز اللؤلؤ المســـتخرج من مغاصات البحرين بالجودة أكثر من غيره، حيث يمتاز بصفائه ونقائه؛

وذلك يعود لوجود ينابيع المياه العذبة في وسط البحر. وللؤلؤ عدة تسميات لدى أهل البحر ومنها )حصباة(

أو )دانه(. ويقسم اللؤلؤ ويصنف من حيث الجودة والجمال، ومن حيث الحجم واللون.

Page 78: Pearl and Diving

82

أوال: أنواع اللؤلؤ من حيث الجودة والجمال:

الـجـيون:

من أجمل الآللئ وأثمنها نظرا لصفائها واستدارتها الكاملة، كما أنها ذات لون أبيض مشرب بحمرة خفيفة.

Page 79: Pearl and Diving

83

الـقـولوه:

وهي لؤلؤة غير كاملة االستدارة على الرغم من أنها من الآللئ الجيدة.

Page 80: Pearl and Diving

84

شرينــة أو شرين:

وهي لفظة فارسية تعني الجميل.

Page 81: Pearl and Diving

85

الـبوكة:

وهي من الآللئ ذات األحجام الصغيرة جدا كما أنها غير كاملة االستدارة.

الـناعم أو الناعمة:

وهي من الآللئ الجميلة كاملة االستدارة، غير أنها ذات أحجام صغيرة.

الـخشن:

هذا النوع من اللؤلؤ له صفات الجيون نفسها، إال أنه أصغر منه حجما.

Page 82: Pearl and Diving

86

الـفـص:

هي لؤلؤة تلتصق في جانب من جوانب المحارة وتحتاج إلى مهارة فائقة لتخليصها من المحارة.

Page 83: Pearl and Diving

87

ثانيا: أنوع اللؤلؤ من حيث الحجم:

يتم فرز اللؤلؤ عن طريق استخدام )الطوس( لغربلة الآللئ؛ وذلك لمعرفة أحجامها.

الـرأس:

هـــي الآللـــئ الكبيرة التـــي تحتجز بالطاســـة األولـــى ذات الثقوب الكبيـــرة، وغالبـــا ما تكون هـــذه الآللئ من

)الحصابي( وهي الآللئ ذات األحجام الكبيرة.

Page 84: Pearl and Diving

88

البـطن:

وهي الآللئ التي تحتجز بالطاسة الثانية، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الحجم بعد الرأس.

الـذيل:

وهي الآللئ التي تستقر في الطاسة الثالثة أثناء غربلة الآللئ، أي أنها تأتي بعد البطن من حيث الحجم.

Page 85: Pearl and Diving

89

السحتيت:

هي آللئ ذات أحجام صغيرة جدا، وتستقر في الطاسة الخامسة والسادسة.

الخشرة أو المخشر:

هي الآللئ التي تنفذ من جميع الطوس، وال تستقر في أي طاسه عند إجراء عملية غربلة الآللئ.

Page 86: Pearl and Diving

90

ثـالثا – أنوع اللؤلؤ من حيث اللون:

للؤلؤ المســـتخرج من المحار ألـــوان كثيرة تؤثر في نقائه وجماله، كما يكون لهـــا دور كبير في تقييم أثمانه،

ومن ألوان اللؤلؤ:

النباتي:

وهـــي الآللـــئ ذات اللون األبيض المشـــرب بحمـــرة خفيفة، وقد أطلق هذا االســـم على هذا النـــوع من الآللئ

نسبة إلى حبات السكر النباتي.

Page 87: Pearl and Diving

91

القالبي:

هي الآللئ ذات اللون األبيض الممتزج بألوان أخرى وسميت )قالبيا( لتقلب لونها.

Page 88: Pearl and Diving

92

السماوي:

وهي الآللئ ذات اللون السماوي، نسبة لزرقة السماء الصافية.

Page 89: Pearl and Diving

93

الـوردي:

وهي الآللئ ذات اللون الوردي نسبة إلى لون الوردة.

Page 90: Pearl and Diving

94

البصلي:

وهي الآللئ ذات اللون األبيض غير الناصع، ويشبه لونها لون البصل.

السنقباسي:

هي لفظه هندية تشير إلى اللون األزرق الفاتح.

Page 91: Pearl and Diving

95

األشقر:

أو شقرا وهي الآللئ ذات اللون األصفر الفاتح.

األخضر:

أو الخضرا وهو من أردأ ألوان اللؤلؤ الذي يميل إلى اللون األخضر.

Page 92: Pearl and Diving

96

رابـعـا – أنواع اللؤلؤ من حيث الشكل:

تتخذ الآللئ في تكوينها أشكاال عدة ومن أهم هذه األشكال:

الـقولوه:

وهي لؤلؤة كاملة االستدارة.

البيضي:

لؤلؤ بيضاوي، أي يشبه البيضة في شكله.

التنبوك:

لؤلؤ مخروطي الشكل.

الكاووكي:

إذا كان اللؤلؤ ذا استطالة في قبته.

الطبلي:

وهي اللؤلؤة التي تشبه في تكوينها الطبل.

Page 93: Pearl and Diving

97

الربياني:

وهي من الآللئ التي تشبه الربيان في شكلها.

أم عوينة:

وهي الآللئ التي لها جانب بارز يشبه العين.

العدسي:

وهي اللؤلؤة التي تشبه حبات العدس.

خامسا – أنواع أخرى:

هناك أنواع أخرى من اللؤلؤ غير تلك التي ذكرناها وهي:

مجهولة:

من أنواع اللؤلؤ سميت مجهولة؛ ألنه يصعب تصنيفها ضمن أصناف اللؤلؤ.

الخاكة:

من أنواع اللؤلؤ ذات حجم صغير جدا.

Page 94: Pearl and Diving

98

أشكال اللؤلؤ وتسميته:شرح شكلهااسم اللؤلوة

لؤلؤ لونه أزرق معتم.أسماني

لؤلؤة تشبه البطن، ولكن أعلى منها.أقعري

إذا كانت اللؤلؤة بارزة من المحارةأم عوينة

ذات نوعية جيدة، ولكن شكلها غير منتظم.بدلة بيضاء

لؤلؤة من النوع الجيد.بدلة حمراء

شكل من أشكال اللؤلؤ، وهو المتبقي في الطاسة الثانية.البطن

آللئ صغيرة جدا.بوكة

ناعم ومعتم وله أشكال وألوان مختلفة.تالبوكة

هي اللؤلؤة التي لها قاعدة تجلس عليها.جالس

لؤلؤة تشبه الضرسجامشاهي

نوع من اللؤلؤ يكون على شكل الحصباة من النوع الصغيرجرست

أجود أنواع اللؤلؤ.جيون

هي اللؤلؤة التي تلي الدانة في الحجم والجودة.الحصباة

آللئ دقيقة جدا أصغر من البوكة.خاكة

أردأ أنواع اللؤلؤ.الخشرة

هي اللؤلؤة الكبيرة في الحجم والعظيمة في القيمة.الدانة

هما اللؤلؤتان المتشابهتان في اللون والوزن.دانة حوري

معتمة نوعا مع شامة زرقاء، وهي مستديرة أو زيتونية الشكل، ولها نتوء بارز حاد أحيانا.سجني

هو اللؤلؤ الذي له قاعدة على شكل طبل.طبلي

هو اللؤلؤ الذي يكون على شكل حبات العدس.عدسي

Page 95: Pearl and Diving

99

لؤلؤه قاصرة التكوين ويختلف شكلها عن غيرها.فاضح

لؤلؤة من نوع الحجم الكبير والتي تميزت وتفردت.الفريدة

هي اللؤلؤة الالصقة بالمحارة.فص

من أنواع اللؤلؤ.قوقلي

تسمية لنوع من اللؤلؤ غير كامل االستدارة. قولوه

اسم من أنواع اللؤلؤكاووكي

من الدرجة الرابعة، غير منتظمة الشكلكمبياتي

هي اللؤلؤة التي تسرب إليها ماء البحر.مبحورة

لؤلؤة بها قشور تزال منها بعد إخراجها من المحارة.مجهولة

من الدرجة الثالثة، غير منتظمة الشكل.مغز أبيض

غير منتظم الشكل.مغز أزرق

لؤلؤ لونه أزرق باهت.ميان

لؤلؤة تشبه حبة الحمص.النخي

نوع من اللؤلؤ النادر.نور

لؤلؤة ليست تامة االستدارة. نيم شرين

لؤلؤة أشبه بالبطن، لها حفرة وسطها صغيرة. وهي أيضا لؤلؤة على شكل فقاعة.نيمور

هو اللؤلؤ الذي تكون حباته صغيرة وكاملة االستدارة.اليكة

ذات شكل شبه مستدير على شكل أزرار.يكة بطن

مستديرة صافية البياض.يكة بيضاء

لؤلؤة شكلها مكور وهي من النوع النادر.يكة حمراء

مستديرة ولكنها مصفرة.يكة نباتي

Page 96: Pearl and Diving

100

ألـوان اللؤلؤ:

يعتبر اللون من أهم المعايير المهمة في اللؤلؤ؛ حيث تبرز األلوان في الجودة.

وأهم هذه األلوان:

أدهــــس:

هو كل ما كان لونه ترابيا فاتحا، يقال عنه: أدهس.

أسماتي:

هو كل ما يميل إلى الزرقة، وغير المع.

أثـمـدي:

هو اللؤلؤ الذي يشبه لونه لون الكحل.

Page 97: Pearl and Diving

101

توليف:

هو ذو األلوان المتعددة، وهو رديء.

سنجباسي أو سنقباسي:

نوع من اللؤلؤ شديد الزرقة، بنفسجي.

سـماوي:

هو اللؤلؤ الذي يشبه لون السماء.

نـباتي:

أي بلون حبات السكر.

خضرة:

لؤلؤ لونه أخضر، وهو من النوع الرديء.

Page 98: Pearl and Diving

الباب الثامن

Page 99: Pearl and Diving

الطواش وتسعيرة

اللؤلؤ

Page 100: Pearl and Diving

104

الطواش:

الطـــواش هـــو تاجر اللؤلؤ الذي يقـــوم بعمليات عرض اللؤلـــؤ وبيعه بعد جمعه وفـــرزه، وذلك بعد نهاية

موســـم الغـــوص، وفي بعـــض الحاالت يكون الطـــواش مالكا لســـفينة الغوص، وهذا يشـــير إلى أن هذا

الطـــواش مـــن كبار تجـــار اللؤلؤ، وفي بعـــض الحاالت يقوم الطواش بمرافقة ســـفينة الغـــوص بـدءا من

اليوم األول لموســـم الغوص، لكنه غالبا يلحق بســـفينة الغوص بعد بـدء موســـم الغوص الكبير بشهر

واحد تقريبا، وكان العديد من الطواشين يصطحبون معهم أوالدهم خالل موسم الغوص، وبعد نهايته

)القفال( عندما يقومون بعرض اللؤلؤ في أسواق اللؤلؤ في بلدة )دارين( في اإلحساء في السعودية، أو

في بومباي على سبيل المثال؛ وذلك لتعليمهم هذه المهنة وأسرارها منذ الصغر، ومن أبرز البلدان التي

عرفها تاجر اإلمارات قديما: الهند وزنجبار وممباسة والصومال وعـدن وجزيرة سقطرة إلى جانب دول الخليج

العربي الحالية.

ومع أن تاجر اللؤلؤ )الطواش( كان يعيش في بحبوحة تميزه عن بقية البحارة، إال أنه كان يتعرض لبعض

المعاناة والمشقة بسبب طبيعة الحياة والعمل في عرض البحر في فصل الصيف الحار والرطب، ولكنه

كان أسعد حاال، وأريح باال من الغواص؛ ومن جميع البحارة اآلخرين العاملين على متن سفينة الغوص؛ ألن

ســـفينة الطواش التي تكون عادة بحجم سفينة الغوص ال تحمل على متنها أكثر من ستة عشر شخصا

بين ربان، وبحار وطباخ، وصاحب الســـفينة، كما أن مجاديفها محدودة العدد، خالفا لســـفينة الغوص التي

يبلـــغ عدد مجاديفها ما يقارب عدد الســـيوب على متنها، بل وتتميز بنظافتهـــا وترتيبها، وتكون )فنتها( أي

مؤخرتها المســـطحة مفروشـــة بالســـجاد الذي تحيط به الوسائد الفاخرة، ويســـتعمل هذا المسطح الذي

تبلغ مســـاحته حوالي ثلث سطح الســـفينة كمجلس ومنام، أضف إلى ذلك أن سفينة الغوص ال تحتوي

علـــى دورة ميـــاه، ولذلك يقوم بحارتها بالنزول إلـــى البحر لقضاء حاجتهم، بينما يوجد على متن ســـفينة

الطواش دورة مياه خاصة بالطواش وصاحب السفينة، وأخرى خاصة ببقية البحارة.

ويطلق على من يعملون في تجارة اللؤلؤ طواويش أو طواشة – مفردها طواش – وهم الذين يقومون

بشـــراء اللؤلـــؤ فـــي البحر قبـــل أن تنتهي رحلة الغـــوص، أو في البـــر بعد انتهـــاء الرحلة، ثـــم يقومون ببيع

مـــا حصلوا عليـــه إلى كبار التجار، وهنـــاك طواويش كبار وآخـــرون صغار، فالكبار منهم يذهبون بســـفنهم

التـــي يملكونهـــا إلى مراكب الغوص فـــي البحر للحصول على اللؤلؤ. ويقوم بعـــض منهم ببيع المؤن

للغواصيـــن والبحارة، وقـــد عرفت مناطق اســـتخراج اللؤلؤ في البحرين وقطر والكويت أســـماء مشـــهورة

عملـــوا في التجـــارة من أبناء ورجـــال هذه المناطـــق، وطائفة الطواويـــش تعتبر من الطبقـــات الميزة في

Page 101: Pearl and Diving

105

المجتمع لوضعها االقتصادي، وبحكم هذا الوضع أيضا يتمتعون بنفوذ واسع في المجتمع، وإلى جانب

الوطنييـــن مـــن أبناء المنطقة فقد وجد طواشـــون من جنســـيات أخـــرى مختلفة تعمل في هـــذا المجال،

وكثيرا ما يسافر هؤالء الطواشون إلى مراكز تجارة اللؤلؤ في الهند وأوروبا لبيع ما لديهم من محصول.

والحيـــاة في ســـفن الطواويش حياة منعمـــة مترفة، وفيما يلي وصف لها كما أورده الشـــمالن: الحياة في

ســـفن الطواشين مريحة جدا على عكس ســـفن الغوص حيث الشقاء والبؤس، ويمتازون عنهم باألكل

الطيب؛ حيث يوجد طباخ، وينهلون من الماء النظيف البارد؛ ألن ســـفنهم تحتوي على برمة لتبريد الماء،

ويشـــربون الشـــاي والقهوة في أوقـــات كثيرة كما يشـــاءون، وبعضهم يحمل معه عنـــزة للحصول على

الحليـــب، ويقيم الطواشـــون والئم يدعـــون لها النواخـــذة، وكذلك يوزعـــون الذبائح علـــى أصحابهم من

الغواصين.

والطـــواش عادة ما يكـــون مرتبطا بعدد من الغواصين الذين يقوم بتمويلهم لرحلة الغوص، وفي حالة

أن يكون النوخذة ربان الســـفينة مرتبطا مع الطواش فإنه يكون ملتزما بحفظ اللؤلؤ لبيعه له دون غيره،

وفي العادة يلحق الطواشـــون ســـفن الغوص بعد فترة من بداية العمل؛ إلعطاء الفرصة لتتجمع كمية

مناسبة من المحصول، ويقومون قبل لحاقهم بسفن الغوص بالوقوف على أسعار اللؤلؤ في السوق،

وبعض هؤالء الطواويش يصحب أوالده الصغار معه بالمركب؛ لتدربيهم على العمل منذ الصغر.

Page 102: Pearl and Diving

106

برنامج عمل طواويش البحر:

مع أن الطواويش يستيقظون مبكرا، إال أنهم ال يباشرون عملهم المعتاد بزيارة الغواويص لشراء محصولهم

من اللؤلؤ إال بعد أن ينتهي الغواويص من فلق المحار، وجمع ما أمكن الحصول عليه من لؤلؤ فيه.

يظــــل الطواويــــش، منتظرين بشــــوق وتلهف ســــاعة انفضاض حلقات الفلق لكي يســــارعوا للتوجــــه إليهم في

القوارب الملحقة بســــفنهم، والتي يطلق عليها اســــم )قلوص( ومفردها )قلص( وهي تسير بالتجديف من قبل

بحارة أشداء يتراوح عددهم بين ست وثمانية أشخاص لكل قلص. ومن أبدع ما يسمعه المرء أهازيجهم الجميلة

أثناء تجديفهم، تلك األهازيج التي اعتادوا عليها في بالدهم، والتي كانت تشجعهم على التجديف بقوة؛ لكي

يوصلــــوا قاربهم إلى إحدى ســــفن الغوص قبل وصول قارب منافس لهم من قــــوارب الطواويش اآلخرين، فكل

طواش يســــعى ليسبق غريمه في زيادة أكبر عدد من الغواويص، والعرف المتبع آنذاك هو أنه إذا وصل طواش

إلى سفينة غواص قبل غريمة أصبح صاحب الحق المطلق بالتعامل مع ذلك الغواص، فال يجوز لطواش آخر أن

)يطابق( سفينة ذلك الغواص أو يصعد إليها ما دام الطواش األول ما زال يباشر تعامله مع تلك السفينة.

Page 103: Pearl and Diving

107

وإذا الحظ طواش طواشـــا آخر مكث مدة طويلة لدى غواص ما، أدرك بالبديهة أن الغواص المشـــار إليه ال بد

أن لديـــه لؤلـــؤة ممتازة نادرة أو كمية كبيـــرة من الآللئ، عندها يأمر بحارته بالتوقف عـــن التجديف تاركا قلصه

منســـابا مع التيار وهو في حالة انتظار لمغادرة غريمه ســـفينة ذلك الغواص؛ لكي يندفع إليها بسرعة فائقة

قبـــل غيـــره ويصادف أحيانا أن يكون عـــدد المتربصين أكثر من واحد، ربما ثالثة أو أربعـــة كل واحد منهم قد أمر

بحارتـــه بالتوقف عـــن التجديف، وترك قلصه ســـابحا بالقرب من موقع الغواص المذكور، أنه لمشـــهد عجيب

يشد المشاهد إليه ومتابعة ما سيجري بين هؤالء المتربصين عند مغادرة الطواش األول سفينة الغواص.

طريقة شراء اللـؤلـؤ في البحر:

يجـــوب ) الطواويـــش ( بســـفنهم مغاصـــات اللؤلـــؤ، ويتنقلون بين ســـفن الغـــوص، وعلى ذلك فإن ســـفن

الطواويش تكون بالقرب من سفن الغوص وتتابعها أينما تكون.

كما أن الطواويش كانوا يترددون كثيرا على سفن الغوص بحثا عن اللؤلؤ.

فإذا وصل الطواش إلى إحدى سفن الغوص وصعد على ظهرها، ألقى التحية على البحارة، وجلس بالقرب

مـــن النوخـــذة الذي يقدم للضيف القهـــوة. وعندما يقول الطواش للنوخذة: )عندك( فـــإذا كان لدى النوخذة

لؤلؤ رد عليه باإليجاب.

Page 104: Pearl and Diving

108

بعـــد ذلك يقوم النوخذة بفتح الصندوق الخشـــبي الموجود فيه اللؤلؤ )البشـــتختة( ليخـــرج من داخلها صررا

من القماش األحمر أو األسود، حيث يقوم النوخذة بفتح هذه الصرر الموجود فيها اللؤلؤ، ويضعها بين يدي

الطواش الذي يقوم بدوره باستخدام الميزان الذي يحمله معه لمعرفة وزنها، ثم يشاهدها من خالل )منظار(

أو عدسات مكبرة؛ للتدقيق في الآللئ التي بين يديه.

Page 105: Pearl and Diving

109

ثـــم يضع الطواش هـــذه الآللئ في )مناخل( أو غرابيل مصنوعة من النحاس فيها ثقوب تتدرج في اتســـاعها

وتستخدم هذه )الطوس( لفرز الآللئ لمعرفة أحجامها ما بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة.

وبعد انتهاء الطواش من هذه األعمال، يتم االتفاق على البيع أو الشراء، حيث يقول الطواش للنوخذة: )حـد(

أي حدد المبلغ الذي ستبيع به، فيرد عليه النوخذة بقوله: )سوم(.

Page 106: Pearl and Diving

110

وتكون عملية المساومة على النحو اآلتي:

الطواش: )30000( ثالثين ألف روبية.

النوخذة: ال )يافالن( هذه )حصباة( قيمتها أكبر بكثير من المبلغ الذي ذكرته.

الطواش: )40000( أربعين ألف روبية.

النوخذة: ال )يابوفالن( هذه )جيون( وإذا اشتريت منا ربحت، ونحن نقول )ربي ارزقني وارزق مني(.

الطواش: )50000( خمسين ألف روبية.

وعندهـــا يقـــول النوخـــذة مخاطبا البحـــارة: إش قلتـــوا ياعيال أي مـــا رأيكم، نبيع علـــى فالن، فيرد عليـــة البحارة

بقولهـــم: نعـــم يانوخذة بيـــع، اهلل يفتح عليه. وعندما يقـــول النوخذة للطواش: نصيبك يـــا بوفالن اهلل يفتح

عليك.

وإذا باعوا اللؤلؤ على الطواش يشترطون عليه )إفالقة( أي مكافأة للبحار الذي قام بفلق المحارة التي وجدت

فيها )الحصباة( التي اشتراها )الطواش(.

وقد تكون هذه المكافأة عبارة عن مئة روبية أو )بشت( أو خروف أو بندقية أو غيرها من المكافآت.

ويقبـــل الطـــواش هذا الشـــرط بصدر رحـــب، ثم يأمـــر بحارته إلحضـــار المبلغ المتفـــق عليه من ســـفينته؛ وقبل

مغـــادرة الطواش ســـفينة الغوص يقول له البحـــارة: اهلل يوفقك، فيرد عليهم الطـــواش بقوله: اهلل يرزقكم

حتى نشـــتري منكم مرة ثانية. ثم يعود الطواش إلى ســـفينته مسرور الخاطر مستخدما قاربا صغيرا لالنتقال

يسمى ) القلص(.

تسعيرة اللؤلؤ الطبيعي:

يقوم األوروبيون بحســـاب تســـعيرة اللؤلؤ الطبيعي بأخـــذ مربع الوزن بالقمحـــة ) grai( مضروبا فى معامل،

والقمحة تســـاوي ربع قيراط أي تســـاوي 0,05 جرام، والمعامل يتغير تبعا لنوعية اللؤلؤ فمثال لؤلؤة طبيعية

تزن 40 قمحة يمكن أن يكون سعرها من 4800 فرانك فرنسي إلى 80 فرانكا معتمدا على نوعيتها، واختالف

قيمـــة المعامـــل المقدر لها، وعليـــه فإنه يكون بين 0,5 حيـــث إن مربع الوزن يكـــون )40x40=1600(. وطبعا

يتغير المعامل بتغير العملة األوروبية المستخدمة في التسعيرة. فمثال تلك اللؤلؤة يكون ثمنها 400 جنيه

إسترليني، وعليه يكون المعامل قد حسب بـ 0,25 أما عندما يكون سعر اللؤلؤة 80 جنيها استرلينيا فيصبح

المعامل المقدر لها هو 0,05.

Page 107: Pearl and Diving

111

ويحـــدد المعامـــل بعالقة معقـــدة، وهي مزيج مـــن العوامل التالية المحـــددة للؤلؤة، وهي الشـــكل واللون

والبريق واألصل، وتعتمد تسعيرة اللؤلؤة على الجهة التي ستصدر إليها ومن ثم ستباع فيها، حيث أنه على

سبيل المثال، اللؤلؤة البيضاء المعتمة ال يمكن أن تباع في فرنسا وهي محببة ومطلوبة في أسواق الدول

اإلسكندنافية.

واستنادا على تلك القاعدة، فإن الآللئ الطبيعية ذات األلوان الرصاصي واألسود أو البني المنتجة من المكسيك

أو بنما أو هايتي يكون ســــعرها محســــوبا بالوزن فقط، وال تســــعر أو تثمن بمعامل، فمــثال لؤلـــؤة طبيعــية تـــزن

41,20 قمحة ) 10,30 قيراطا( يكون سعرها 3296 فرنكا فرنسيا أي أن سعر القمحة يكون 80 فرانكا.

كانـــت المنامة )عاصمـــة البحرين( هي المحطـــة النهائية لكل لؤلـــؤة جمعت من منطقـــة الخليج العربي؛

حيـــث تفرز وتوزن وتثمن وتباع وتشـــترى في البحرين قبل تصديرها إلـــى بومباي الميناء البحري الهندي، ومن

هناك تجد طريقها إلى األسواق األوروبية خاصة أسواق باريس ولندن.

يعشـــق التجار البغداديون الآللئ البيضاء؛ حيث تصدر إلى أســـواق العراق. بينما تفضل شعوب الهند وتركيا

الآللئ الصفراء أما الآللئ الرديئة وغير المنتظمة فتجد طريقها إلى إيران. وكان شـــعب البحرين في الســـابق

يســـتخدم الآللـــئ الصفراء جدا المســـماة بالخاكـــة – تراب اللؤلؤ– كـــدواء للعيون بعد طحنهـــا ومزجها في

الكحل وهذه العادة متوارثة منذ قرون قديمة.

Page 108: Pearl and Diving

112

عملية فـرز الآللئ:

يتم فرز محصول اللؤلؤ في أوعية أو طوس مخرومة ذات أقطار ثابتة بســـبعة عيون. الخرم وهذه الطوس أو

األوعية مصنوعة من النحاس وهي أساسا مستخدمة في عملية فرز اللؤلؤ في جزيرة سريالنكا والهند، وعادة

في دول الخليج العربي هناك خمس طاسات مركبة فوق بعضها كالتالي:

القطر بالبوصةاسم الطاسة

0,18الرأس

0,15بطن

0,13رأس الذيل

0,11حدرية الذيل

أقل من 0,11خامسة

وبعض تجار اللؤلؤ يستعملون طوسا مختلفة الخروم ليست بالضرورة مشابهة للتي سبق ذكرها.

يقوم النوخذة بوزن وتسجيل أوصاف كل لؤلؤة من الحصاد اليومي للغوص، وفي هذه الحالة يقوم بعزل

الدانـــات والآللـــئ األخرى الثمينة؛ حيث يقوم ببيعها بمعيار حســـابي آخر يعتمد على الوزن والنوع ويســـمى

بالچـاو. وفي موســـم الغوص، يقوم الطواش بزيارة الســـفن الرابضة في )الهيرات( اللؤلؤ، حيث يجلب معه

بعـــض الـــزاد ويقدمه لنوخذة الســـفينة والـــذي غالبا ما يكـــون من أهله أو مـــن أصدقائه وهنا يقـــوم النوخذة

بعرض المحصول من اللؤلؤ للبيع، وتعقد عملية البيع بوضع يدي النوخذة والطواش تحت قطعة قماش،

وبإشـــراف غواص واحد، وطبعـــا عملية البيع هنا مبنية علـــى الغمز والهمز، أي لغة الرمـــوز، وهي حيلة تجارية

تنتقص فيها حقوق طاقم السفينة.

والچـاو عبارة عن وحدة الوزن بالمثقال المربع مضروبا في 300 والتحليل الجبري له.

330x 2ج = و

حيث )ج( هي الچـاو، )و( هي الوزن بالمثقال.

وتجـــدر المالحظـــة هنا بأن أربعة أنواع من الچاو، الچاو البحريني )=150قمحـــة( = 2 چـاو بومباي ) 74 = قمحة (.

وهناك الچاو القطري )16=قمحة ( وچـاو بونة )68,75= قمحة (.

وبعـــد حســـاب الچـاو للؤلؤة وتصنيفها حســـب النوعيـــة، فإنه يضرب عدد الچــــاو بقيمة الچـاو لهـــذه اللؤلؤة

فتكون القيمة الكلية للؤلؤة مقدرة بالروبية الهندية الخاصة بدول الخليج.

Page 109: Pearl and Diving

113

وتوزن الآللئ بواسطة أوزان خاصة من العقيق أو النحاس، وهناك مقياسان لحساب الوزن.

1– المقياس اإليراني:

وفية تحدد أوزان الآللئ الصغيرة كالخاكة والسحتيت عموما.

حقائق التحويالت:

مثقال مشهد = 3 مثقال البحرين = 6 مثقال بومباي وحسابه 200 محمدي )للرأس(، و 100 محمدي = 1 تومان

) للبطن ( و 25 محمدي ) الذيل (.

Page 110: Pearl and Diving

114

مثال:

هنـــاك كميـــة من الآللـــئ موزعة كالتالـــي: في الـــرأس = 4 مثقاالت، فـــي البطن 10مثقاالت وفـــي الذيل 26

مثقاال، احسب قيمة الآللئ ؟ الحل: علما بإن سعر التومان )100 محمدي( يساوي 600 روبية.

الحل:

الرأس = 4×200 محمدي = 800

البطن = 10×100 محمدي = 1000

الذيل = 26×25 محمدي = 650

المجموع = 2450 محمدي = 5و24 تومان

إذا قيمة كمية الآللئ 5 و24 × 14700 روبية ) أربعة آالف وسبعمئة روبية (

2– المقياس الهندي

وفيه تحدد أوزان الدانات والحصابي أو الآللئ الجيدة عموما.

حقائق التحويالت:

16 وسواسي = 1 بادم

16 بادم = 1 دوكرة

100 مزور = 1 دوكرة

25 و 6 دوكرة = 1 آنه

25 دوكرة = 4 آنات = 1 دان

100 دوكرة = 16 آنة = 4 دان = 1 رتي

2400 دوكرة = 24 رتي = مثقال

Page 111: Pearl and Diving

115

مثال:

لؤلؤة وزنها 6 رتي و2 آنة، احسب أعداد الچـاو وقيمة الدانة ؟ إذا علمت بأن قيمة الچـاو تساوي 120 روبية.

الحل:

1– تحويل اآلنات إلى رتي

2 آنة = 16 / 2 رتي = 1250و 0 رتي

المجموع = 6 + 125و 0 = 125و 6 رتي.

2– تحويل الرتي إلى مثاقيل

24 رتي = 1 مثقال

إذا 125 و 6÷ 24 = 255 و0 مثقال

3– حساب عـدد الچـاو

) 255 و0 ( × 330 = 458 و21 چاو

4– قيمة الدانة

عـدد الچـاو × 120 روبية

إذا 458 و 21 × 120= 2579 روبية.

Page 112: Pearl and Diving

116

حسبة أوزان اللؤلؤ:

هناك ثالثة أسس لمعرفة ثمن كل لؤلؤة على حدة:

1– أما عن الكتب التي تشير وتذكر هذا الموضوع فهي أن التجار قد حددوا قياس ثقوب كل طاسة بالبوصات،

فطاسة رأس قطر فتحاتها )18% من البوصة(، وطاسة بطن ) 15% من البوصة (، والطاسة ذيل ) 13% من

البوصة (، والطاسة الرابعة ) 11% من البوصة تقريبا (.

وهـــذه الطاســـات تعتبر بمثابة المصافـــي والغرابيل أو المكاييل التي يعرف بواســـطتها تجـــار اللؤلؤ أحجام

الآللئ؛ لتحديد أوزانها وأثمانها.

2– الــوزن: تحســـب أوزان اللؤلـــؤ بالمثاقيل، وتقدر أثمانه حســـب أســـعار العملـــة التي يتم التـــداول بها في

الســـوق، كما يعتبر القياس وحدة تقدير لثمن اللؤلؤة التي قيســـت بغيرها مـــن الآللئ ذات الحجم الكبير أو

الوزن األعلى.

Page 113: Pearl and Diving

117

ومـــن الجدير باإلشـــارة أن نذكر أن تجار اللؤلـــؤ قد تعارفوا على مصطلحات لتقديـــر أوزان اللؤلؤ، وتحديد أثمان

هذه األوزان، وفيما يلي قائمة باألوزان المتعارف عليها بين تجار اللؤلؤ وهي:

1– المثقال: ويعادل ) 66 ( حبة ) وحدة وزن (.

2– الدوكرة: ويعادل ) 16 ( بدام ) وحدة وزن (.

3– الچــو: ويعادل ) 100 ( دوكرة.

4– الحبـة: وتطلق حبة القمحة التي يتألف من أعدادها المثقال.

5– الـرتي: وحدة وزن، ) 24 ( رتي تعادل مثقاال واحدا.

6– آنــه: وهي أصغر فكة في العملة وتعادل الفلس.

7– بــدام: ويعادل ) – 1 ( من الدوكرة.

8– بــاية: وحدة وزن للؤلؤ الصغير الحجم.

9– مـزور: ويعادل ) – 1( من الدوكرة.

)صورة من العقيق الذي يستخدم في أوزان اللؤلؤ(

ويالحـــظ على هـــذه األوزان أن بعضها خصص للؤلؤ الكبيـــر الحجم أمثال، الحصبـــاة، والمجهولة وذلك مثل

)الچــــو، الدوكرة (.. وأن بعض هذه األوزان للؤلؤ المتوســـط الحجم ) كرتـــي، والمثقال (.. ثم تأتي بقية األوزان

للؤلؤ الصغير الحجم.

Page 114: Pearl and Diving

118

تاريخ تجارة اللؤلؤ وتسويقه:

مما تقدم ذكره يتبين لنا أن تاريخ صيد اللؤلؤ في دولة اإلمارات العربية المتحدة كان مرتبطا بمهنة الغوص،

ومهنة الغوص قد عرفها إنسان اإلمارات منذ أن وجد في هذه البقعة من األرض، وبجوار بحر الخليج الذي منحه

اهلل لهذا اإلنســـان يســـتخرج منه رزقه.فمنذ أن عرف اإلنســـان هذا البحر أخذ يجوبه مالحة وتجارة وغوصا، وما زال

ملتصقا به هواية وتراثا وذكريات على أرض هذه الدولة.

وإذا كانت مهنة الغوص محورها األساســـي هو البحث عن اللؤلؤ؛ لالستفادة منه في تحسين معيشته في

الوقت الماضي عن طريق االتجار به وتسويقه، فإن ذلك لم يكن منظما كسلعة هامة تؤثر على دخل األفراد

والحكومات إال في عصر متأخر، إذ تتفق المصادر التاريخية التي اهتمت بالكتابة عن الخليج العربي أن االتجار

باللؤلـــؤ كان قائما على مهنة الغوص، وقد ظهر بشـــكل واضح إبان اكتشـــاف رأس الرجـــاء الصالح المؤدي

إلى المحيط الهندي عبر خليج عمان، أيام الغزو البرتغالي للمنطقة، ثم دخول السفن التجارية البخارية لبحر

الخليـــج العربـــي أيام االســـتعمار البريطاني عبر مضيق هرمز الـــذي من خالله أبحرت كثير من الســـفن التجارية

اإلماراتيـــة قاصدة دول جنوب آســـيا لألســـفار، ونقل البضائع بين هـــذه الدول، وخاصة الهند وجزيرة ســـريالنكا،

ثـــم امتدت التجارة إلى شـــرق أفريقيـــا، وخاصة تجارة اللؤلؤ التـــي أخذت بعدا اقتصاديا على مســـتوى العالم،

شـــكل الخليـــج العربي قاعدة انطالقه ال ســـيما بعـــد إحكام االســـتعمار البريطاني قبضته علـــى دول الخليج،

وقيامه بإنشـــاء المعاهدات واالتفاقيات بين دوله وإماراته بمثابة القوانين والقيود التي تنظم حركة التجارة

والمالحة في حوض الخليج العربي والعالم الخارجي آنذاك.

ولم يتجاهل االستعمار أهمية الخليج كمصدر من مصادر الثروة االقتصادية، خاصة صيد اللؤلؤ وتجارته، فأخذ

في إنشـــاء الشـــركات التجارية لهذا الغرض، وســـعى في جعل بعـــض المناطق التي كان يحتلها في آســـيا

وأفريقيا أســـواقا عالمية لتجارة اللؤلؤ مثل الهند وســـريالنكا وإيران وباكســـتان والبحرين ودبي، وفي الوقت

نفسه تعتبر هذه البلدان موانئ يصدر منها اللؤلؤ عبر قارات العالم.

Page 115: Pearl and Diving

119

عناصر تتحكم في قيمة اللؤلؤة:

الحجم:

يتخذ تجار اللؤلؤ ) الطواويش ( مجموعة )طوس( وهي أواني مخرومة، ولكل إناء حجم خاص للثقوب وهي

)7( طوس، توضع فوق بعضها ابتداء من األكبر أو األوسع ثقوب في األعلى، إلى األضيق ثقوب في األسفل،

وكل لؤلؤة تبقى في الطاسة وال تنفذ من ثقوبها عند رفع الطاسة األولى مثال، ويتحدد حجمها بحجم ثقب

تلك الطاســـة، واللؤلؤ الذي يبقي في الطاسة األولى يســـمى)رأس( وهو األكبر واألجود. أما الذي يبقى في

الطاسة الثانية فيسمى )بطن(، واللؤلؤ الذي يبقى في الطاسة الثالثة يسمى )الذيل(.

وفي محاولة لقياس فتحات )الطوس( وجد أن فتحات الطاسة األولى عبارة عن )18% من البوصة( تقريبا، وفتحات

الطاسة الثانية عبارة عن )15%( من البوصة( تقريبا، والثالثة)13% من البوصة( والرابعة )11% من البوصة(.

الوزن:

عرف )الطواويش( أوزانا للؤلؤ حددت ثمنه، وساعدتهم في عمليات البيع والشراء حسب أسعار العملة التي

كانت متداولة آنذاك، ومن أهم األوزان: المثقال، الدوكرة، الچو، الحبة، الرتي، اآلنة، بدام، باية، مزور.

Page 116: Pearl and Diving

120

الصنف:

مـــن حيـــث نوعه وشـــكله ولونه وخصائصـــه الظاهـــرة كالملمـــس واللمعان وذلـــك يؤثر في تحديـــد الثمن

بطبيعة الحال.

االستدارة:

كلما كانت اللؤلؤه كاملة االستدارة أو أقرب لذلك كانت أجود وأغلى سعرا.

Page 117: Pearl and Diving

121

اللون:

يعد صفاء اللون أحد أهم محددات الســـعر، واللؤلؤة األقرب للون األبيض المشـــرب بالقليل من الحمرة هي

األغلى سعرا، واألكثر طلبا.

Page 118: Pearl and Diving

122

أوضاع اللؤلؤ قبل التسويق:

اللؤلؤ في فترة الصيد:

مـــا إن يبدأ موســـم الغوص وتشـــرع الســـفن في اإلبحار باتجـــاه المغاصات )الهيـــرات( المعروفة لـــدى الربابنة

)النواخـــذة( والتـــي تكثر فيها األصـــداف والمحار، حتى تأخذ كل ســـفينة غوص مكانها من هـــذه المغاصات،

ومـــن ثم تبدأ عمليـــات الصيد بنزول الغواصين إلى أعمـــاق البحر، وقد تتراوح أعمـــاق المغاصات التي يرتادها

الغواصـــون بيـــن ) 8( قامـــات كحد أدنـــى و ) 14 ( قامة كحد أقصى، ومـــن المعلوم أن أجـــود اللؤلؤ ما كانت

مصايده من أعماق بعيدة.

Page 119: Pearl and Diving

123

وتكـــون فتـــرة جمع المحار بواســـطة الغواصين طيلة اليوم؛ ممـــا يؤدي إلى تراكم المحصـــول وزيادة كمية

المحار؛ فيختار لها وقتا من بعد صالة الفجر حتى شـــروق الشـــمس؛ وذلك لفتح المحصول من المحار، ويكون

ذلك تحت إشراف النوخذة، وتنظم عملية فلق المحار على النحو التالي:

1- يقوم الجالليس والمفرد )جالس( بعملية فلق المحار للبحث عن اللؤلؤ.

2- يتولى النوخذة شؤون الآللئ التي يتم استخراجها من المحار؛ وذلك بتسجيل أوزانها وأوصافها، واللؤلؤة

الكبيرة تسجل باسم واجدها.

3- يحتفظ بنسبة معينة من أكوام المحار التي تجمع سواء أكانت مفتوحة أو التي لم تفلق بعد، وذلك في

حدود 3% أو 4% من المجموع الكلي.

4- التخلص من المحارات األخرى بإعادتها إلى البحر، خاصة المحار الصغير منها حتى وإن لم يفتح.

Page 120: Pearl and Diving

124

وفـــي فترة الغـــوص هذه يجمع كل غواص أثناء نزوله إلى العمق ويســـمى في لهجة أهـــل الغوص )التبة(.

عـــددا مـــن المحار يتراوح بين 20–40 محارة، مع العلم أنه في كل غطســـة يمكث تحـــت الماء فترة تتراوح بين

40–80 ثانية، وقد تصل عدد الغطسات في اليوم الواحد إلى )30( غطسة، هذا في حالة اعتدال البحر، أما إذا

حدثت ظروف غير مالئمة نتيجة تغير الطقس فإن الغطسات تنخفض إلى ) 10( أو ) 15( غطسة.

وقد يحدث أن يجد أحد البحارة أثناء فتح المحار لؤلؤة من النوع الممتاز ذات الحجم الكبير، فإن مثل هذا البحار

يحصل على مكافأة من النوخذة، وتسجل هذه اللؤلؤة باسمه؛ ليحصل على نصيب أوفر عند بيعها.

Page 121: Pearl and Diving

125

أثـمـان الآللئ:

تعارف تجار الغوص على أن يتم تقييم أثمان الآللئ على أسس ثالثة هي: الصنف، والحجم، والوزن.

Page 122: Pearl and Diving

126

ويراعى في كيفية التصنيف خصائص مختلفة، مثل النوع، والشـــكل، واللون، والصفاء، والبهاء، ورطوبة أو

نعومة الملمس.

وعـــن طريـــق تلك الخصائص يميز ذوو الخبرة من تجار اللؤلؤ بين أنـــواع اللؤلؤ ويحددون صنفه. أما من ناحية

الحجم، فيتم قياسه قياسا حسيا، وذلك بتفريغ اللؤلؤ في ثالثة من الغرابيل الواحد تلو اآلخر، وتكون الغرابيل

متدرجة في اتســـاع ثقوبها، وتتم عملية التفريغ تنازليا، بدءا بالغرباالن الكبير الثقوب، فاألصغر، ثم يوضع ما

لم يمسكه الغرباالن األوالن من اللؤلؤ في الغربال الصغير الثقوب.

وهكذا تجري العمليات، فما بقى في الغربال األول، فهو من حجم الآللئ الكبيرة، ويسمى ذلك الصنف من

ناحية الحجم )رأســـا(. وما أمســـكه الغربال الثاني فهو من نوع الآللئ المتوســـطة الحجم، ويســـمى )بطنا(.

ومـــا يبقى في الغربـــال الثالث فهو من حجم الآللئ الصغيرة، ويســـمى )ســـحتيتا(. ويبدو أن اســـتخدام تلك

المقاييـــس لمزيـــد من الدقة، وفي المراحـــل التي يلزم فيها التصنيف والتثمين، وإال فال يعني اســـتخدام تلك

المقاييـــس عنـــد الغاصـــة أنهم ال يعرفـــون الحجم إال بهـــا، حيث إن كثيـــرا من هـــؤالء الغاصة والبحـــارة كانوا

يعرفون أحجام اللؤلؤ من خالل النظر إليها ألول مرة، ولذلك فقد كانوا يعيشون حالة ترقب وانتظار عند فلق

المحار، فيرفعون أصواتهم مسرورين إذا عثروا على أحد تلك األحجام الكبيرة من اللؤلؤ قائلين: رأس، بينما قد

تنخفض النبرة عند الحجم األقل قائلين: بطن، أو غير ذلك، وهكذا.

Page 123: Pearl and Diving

127

وبعد تقييم الآللئ من ناحية الحجم، تأتي مرحلة أخرى دقيقة لتقييمها، وهي التحديد بالوزن.

وكانت الوحدة المســـتعملة آنذاك، في وزن اللؤلؤ حين تداوله في األســـواق الخليجية، هي التشاو أو الروبية

الهنديـــة. وكانـــت للتجـــار العرب والهنود طريقة متداولة لتيســـير حســـاب التشـــاو بالوزن، مســـتعينين بذلك

بجداول حسابية بعدد من اللغات الرئيسة المتداولة في األسواق.

وبعد تحديد مقدار التشاو للؤلؤة، تحدد األسعار بهذه الطريقة تقريبا، ويستفيد منه المتداولون للبيع والشراء

تقدير الحدين األدنى واألعلى للسعر، ويبقى ما بينهما معتمدا على جودة اللؤلؤ،وظروف البائع والمشتري،

ومهارة كل منهما في البيع أو الشراء.

الطريقة المتبعة لتثمين اللؤلؤ قبل شرائه:

يفرش المشـــتري ) الدســـتة ( التي أحضرها معه أمام الجميع. والدستة عبارة عن قطعة قماش، حمراء مربعة

الشكل قياسها نحو متر مربع، لف بداخلها المعدات الالزمة لتثمين اللؤلؤ.

Page 124: Pearl and Diving

128

المعدات التي تستخدم في تقييم اللؤلؤ:

1- طقـــم مناخل نحاســـية ) يقال لها طوس (، متدرجة الثقوب من كبيرة إلـــى أصغر وأصغر عددها5 طوس،

يطلـــق عليهـــا الرأس والبطـــن ورأس الذيـــل والرابعة والخامســـة. أما بالنســـبة للبحرين واإلمـــارات فيصل عدد

الطوس المستخدمة فيها إلى 7.

Page 125: Pearl and Diving

129

2- ميزان نحاسي حساس صغير سعة مثقالين – لوزن الدانات والحصابي مع األوزان الخاصة به وهي: مثقال

ويقسم إلى 24 رتي، والرتي يساوي 16 آنة.

3- ميزان نحاســـي أكبر من األول ســـعة 10 مثاقيل لوزن بقية اللؤلؤ من فئة األحجام الوســـطى، والناعم مع

األوزان الخاصة به وهي المثقال ومضاعفاته وفروعه.

Page 126: Pearl and Diving

130

4- مغرفة نحاسية خاصة لغرف اللؤلؤ وكبه في المناخل والموازين.

5- كتاب أو قاموس يترجم ويحول األوزان إلى ) أچوا (.

Page 127: Pearl and Diving

131

بعد فرش الدســـتة، يســـلم البائع للمشـــتري صرة اللؤلؤ التي اصطلح على تســـميتها باســـم )التبابة( والتي

تحتوي على اللؤلؤ المراد بيعه.

Page 128: Pearl and Diving

الباب التاسع

Page 129: Pearl and Diving

أشهر طواشين اللؤلؤ في دولة اإلمارات

العربية المتحدة

Page 130: Pearl and Diving

134

من أبوظبي:

خلف بن عبد اهلل العتيبة وابنه أحمد.

الشيخ حامد بن بطي القبيسي.

سالم بن ياعد القبيسي.

على بن سعيد المهندي.

سعيد بن سالم بن ياعد القبيسي.

من دبي:

محمد بن أحمد بن دلموك

مصبح بن زعل بن حمودة وابنه سالم

محمد بن عبيد بن مدية

حميد البسطي

جمعة بن عبد اهلل األملح

محمد مطر بن عبيد لبدور

أبناء الغرير

أوالد ثاني بن خلف بالرقاد

رحمة بن عبد اهلل الشامسي

عبد اهلل بن أحمد بن دسمال

محمد بن عبيد الطاير

من الشارقة:

عبيد بن عيسى النابودة

خالد بن إبراهيم المناعي

حميد بن چـامل

عبد اهلل النومان

محمد بن بطي

Page 131: Pearl and Diving

135

محمد بن أحمد المناعي

عبد اهلل الجويعد

إرحمه بن عبد اهلل بن إرحمه

إبراهيم محمد المدفع

عبد الرحمن بن حسن المدفع

عبد اهلل بن سلطان المطوع

سلطان بن عبد اهلل العويس

عبد اهلل بن سلطان العويس

علي بن عبد اهلل العويس

راشد محمد الجروان

ماجد بن محمد العويس

رحمة بن عبد اهلل الشامسي

الشيخ مجرن بن سلطان.

طواشي إمارة عجمان:

ناصر بن عبيد بن لوتاه

سيف بن راشد الحمراني

جمعة بن سلطان المهيري

أحمد بن عبد اهلل لوتاه

عائلة بوشهاب

عائلة المــعي

عائلة الـشيبة

محمد بن سالم بوخميس

من أم القيوين

شيوخ أم القيوين

محمد بن علي المعال

Page 132: Pearl and Diving

136

عبد العزيز بن إبراهيم

عبد اهلل بن راشد آل علي

سيف بن سلطان بن صفوان

من رأس الخيمة:

بن مفتول

بن درويش

علي بن سعيد الشامسي

من جزيرة زعاب

جاسم بن دلم

آل جـــبر.

Page 133: Pearl and Diving

137

أشهر أسماء سفن الغوص ومالكها في دبي.

أسماء نواخذة الغوص وبعض من عمل في البحر في منطقة ديرة بدبي في أواخر الخمسينات:

أحمد بن حبروت.

ربيع بن محمد البدور.

بدر بن جمعة – نوخذا البدور.

خليفة بن مطر وربيع بوحبل.

عيال عيسى بن ثاني آل ثاني – سفينة العمارة والسالمي وقرهود ولديهم بوم عود للماء والنوخذا – السويد.

حمد بن سلطان )عيال ناصر( نوخذا في سفينة الجن.

سلطان بن محمد السويدي نوخذا في سفينة )األسد(.

خليفة بن ناصر – مالك ونوخذا لسفينة )الحمر( عيال ناصر.

عبداهلل بن كريشان من نوخذة البحر وعمل في صيد السمك.

دهام بن خميس – )األسد العود(.

علي محمد الجالف – مالك ونوخذا سفينة )الشرص(.

مسعود بن جمعة )األسد(.

بيات محمد بن مسحوتة – مالك سفينة البطين ونوخذة.

سيف بن ميزر.

سالم بن صبيح.

علي بن عمران.

حميد بن بشر.

صقر بن سلطان – في جالبوت الدبوس.

عبيد بن ميزر.

سلطان بن توية

بطي بن عزير.

ناصر بن عبيد بن جمعة.

Page 134: Pearl and Diving

138

بوهناد.

بوحبل.

)الغرير(– سبت ولد باروت – سيف بن معصم.

)الصانع (– العبد يهويل وعبيد بن جمعة الدرمكي وأخاه محمد.

)بن حمودة(– سعيد بن بخيت.

)البند( عبيد محمد بو أرضية.

)ابوجسيم( والنوخذة / خليفة بن مطر بن مزينة.

)الرياض( مالك ونوخذة.

راشد رقيدا نوخذا– صمعا.

جمعان الخالفي – سبوك الخالفي.

بن خريطان– نوخذا ومالك صمعاء.

سعيد بن سالمين – مالك ونوخذا ومالك لجالبوت.

محمد بن يعروف – مالك ونوخذا صمعا.

أحمد وسعيد بن طوق مالك تشاله مزر ماء لسفن الغوص.

سعيد وجابر وخليفة وأحمد بو الذيب – صمعا.

سعيد بن مطر بن مزينة ولديه سمبوك غوص.

أسماء الغاصة والبحارة في منطقة ديرة:

إسماعيل بن حبروش.

كداش بن خميس.

سعيد بن عيد.

سلمان أبو داوود.

جمعة بن حبروش.

ربيع الدبوس.

فاضل مرزوق الدرعي.

محمد راشد المرزوقي.

Page 135: Pearl and Diving

139

عبيد مراح المهيري.

ابراهيم زعيتر.

عبيد باليوحة.

ربيع بن سعيد بن سهيل.

خليفة الحليان.

عيد الميدور.

خلفان محمد الجالف.

سالم بن عيد علي.

مبارك البعير البسطي.

خميس القصيمي.

بالل بن يدعوة.

حارب بن خميس.

حمد ابو الشوك.

محمد بن سليمان.

عبيد بن بشر.

سعيد بن ثاني.

سالم بن ثاني.

غانم بن سلطان.

عبد اهلل بن توية.

جمعة الخيل.

محمد بن سلطان.

عبيد امباو.

حمد بن ثاني.

سعيد بن سالم بن هزيم.

غلوم كافر.

المال أحمد المدني.

دويش محمد علي المعمري - غواص

جمعة بن عبداهلل بن سعيد - غواص

Page 136: Pearl and Diving

140

سالم مبارك.

سلطان محمد الجالف.

راشد محمد جاسم.

بالل خميس بالل.

إسماعيل بن ربيع بو دبوي و أخاه ثاني بن ربيع.

راشد خليفة عبيد.

مبارك مسعود سالم.

خميس سعيد ولد باك.

سرور خميس جوهر.

راشد المعصم.

محمد المعصم.

جمعة المعصم.

راشد إسماعيل.

عبيد بن خايف.

جمعة ثاني القريشي.

جمعة محمد الدقل.

علي محمد الدقل.

علي محمد الخييلى.

درويش شعبان جمعة.

راشد بن نصيف.

خميس بن نصيف.

الخصواني.

سالم مبارك ولد ناصر.

موسى المشرخ.

علي خيري.

إبراهيم محمد بوزعيتر.

Page 137: Pearl and Diving

141

خليفة جمعة الحامض.

أحمد سالم بلبلم.

أحمد عيسى الفالسي.

خميس بن سالم.

ربيع العود.

عبيد مبارك محمد.

سعيد نصيب الملقب بـ )صمباخ(.

بالل بن حاس.

سليمان الدحيل.

علي مراماة.

أحمد بن راشد المهيري.

صقر بن قطامي السويدي.

عبدالرحمن بن قطامي.

عبيد رمضان الشيبه وأخاه الماس.

سياه بيشك.

عنتر بن خميس.

نصيب مونس.

سعيد بو حديبة.

ربيع بن سعد.

أبوعليان.

خليل الساحر.

سالم حميد القبيلي.

جعفر السيد العطار.

تريم بن حميد المطروشي.

مبارك خميس جوهر.

علي العطار.

Page 138: Pearl and Diving

142

جميل سعيد زايد.

سالم غابش مبارك.

خميس النوبي سعيد.

غانم سالم المر.

حسن علي فرحان.

حميد يوسف.

عبدالرحمن مجالد.

سعيد بشير أحمد.

فرج عبداهلل حسن.

عزير مبارك.

الحاي مبارك.

بالل مبارك درويش كفيني.

خميس نصيب عبداهلل.

حسين بوحشيشة.

ثاني بالل ريحان.

راشد خدام.

جمعة بن خلفان بن كريشان.

جمعة عبداهلل بن سعيد.

درويش محمد علي.

علي بن محمد المعمري.

محمد الهومي.

عبيد بياحة.

سالم مبارك الصالقي.

عيد بن فرحان.

علي فرحان.

عبيد بن سلوم.

Page 139: Pearl and Diving

143

عبيد بن حنظول.

سعيد الغرير.

محمد الــرم.

عيد غانم.

علي بو الهال.

جمعة بوكراع.

سلطان العجال.

خليفة بن عجيل الخطيبي.

راشد بن عجيل.

حسن بن شعبان.

علي بن شهدور.

حميد بن وليد الملقب بـ )مقيص(.

أشهر أسماء سفن الغوص ومالكها في دبي بمنطقة ديرة.

عيال ناصر – النواخذة:

دهام بن خميس: سطان بن محمد السويدي – هزيم بن محمد – مسعود بن جمعة – حمد بن سيف.

طويسان: ناصر بن سلطان السويدي وخليفة الشاعر وهو نوخذة سفينة طويسان.

سمساح )تمساح(: محمد بن سلطان السويدي.

منصور: محمد بن سلطان.

األسد الصغير: محمد بن سلطان.

األسد العود )الكبير(: تم شراؤه من الشيخ أحمد بن راشد المعال والنوخذة إدهام بن خميس.

البرزة: ناصر بن سلطان السويدي.

أبوالغزوز.

النمر: لصاحبها سيف بالذيب وحميد بالذيب.

العمارة والسالمي والقرهود: ألصحابها عيال عيسى بن ثاني والنوخذة عيال عيسى وبن سلوم.

المريد: لصاحبها علي بالقيزي، والنوخذة محمد بن مصبح بالقيزي.

Page 140: Pearl and Diving

144

سكة الخيل: لصاحبها الشيخ حشر بن راشد آل مكتوم، ويعتبر أطول سمبوك.

القصر: لصاحبها حشر بن راشد آل مكتوم والنوخذة بطي بن حشر، وهي سفينة تشبه سفينة األسد الصغير

التي يملكها عيال ناصر.

المعدي: لصاحبها – بن مدية والنوخذة أبو الصحون.

القرهود: بن مدية والنواخذة راشد بن عبداهلل وأخوه جمعة بن عبد اهلل.

بادي: بن مدية.

سلطان. بن الباز: لخليفة الحبتور والنوخذا – خليفة

هزاع: لصاحبها البدور والنوخذا: جمعة بن عبداهلل األملح وربيع بن محمد البدور وخليفة بن مطر.

الفيل الصغير: لصاحبها بن حمودة.

الفيل الكبير: لصاحبها بن حمودة ونوخذا: مصبح بن حمودة وعبيد بن سيف.

البطحة: لصاحبها الغرير والنوخذة: أبوحبل.

عناد: لصاحبها الشيخ سعيد بن بطي والنوخذة: يمعان العود.

البنـد: لصاحبهـــا محمد بن دلموك والنوخذة: طرقات وتعتبر من أضخم الســـفن، ويتـــراوح طاقمها من 140

إلى 160 شخصا.

جواد: لصاحبها الشيخ راشد بن بطي والنوخذة: مال اهلل.

نادر: لصاحبها الخالفي والنوخذة جمعة الخالفي.

الفرس: لصاحبها الشيخ سهيل بن بطي.

الرياض: لصاحبها بن مزين والنوخذة خليفة بن مزين.

كــاتــر: لصاحبها محمد الفطيم والنوخذة محمد بن ماجد الفطيم.

الـشـرص: لصاحبها علي الجالف وهو نوخذاها.

أبـونـاقــة: لصاحبها عبد المحسن الصايغ أبوعيشة، والنوخذة الرحومي.

أبـونـاقـة: عبد المحسن الصايغ، والنوخذة سيف بن معصم.

الـبـطين: لصاحبها بيات بن مسحوتة، والنوخذة بيات بن محمد.

اللنش: لصاحبها بن دعفوس.

حـــرايج )حرائق(: لصاحبها سعيد الدليل، والنوخذة سعيد بن محمد.

جــهنـم: لصاحبها سعيد الدليل والنوخذة سعيد بن ثاني.

Page 141: Pearl and Diving

145

الجسمي: لصاحبها بن بخيت.

حــلــوم: لصاحبها أبوست.

الكــويــتي: لصاحبها مطر بن مصبح، من منطقة الراس.

مــفـرح: لصاحبها بن غيث، من منطقة الشندغة.

المطروشــي: لصاحبها المطروشي.

الصــانـع: بن كريشان، والنوخذة خلفان وعبداهلل.

سفينة هزاع:

إسم المالك: البدور.

إسم القبطان: جمعة بن عبداهلل بن عفيرا )األملح(.

إسم مساعد القبطان: ربيع بن محمد البدور.

المصدر: جمعية عيال ناصر للفنون والتراث الشعبي، دبي.

Page 142: Pearl and Diving

146

سوق البــنـيان:

وربمـــا يطلـــق عليهم البانيان، وهم مجموعـــة من التجار الهنود المقيمين في الخليـــج أو المترددين عليه من

الهنـــد بصفـــة مســـتمرة، ولم تكن تجـــارة البنيان قاصـــرة على تجارة اللؤلؤ فحســـب، بل كان لهم نشـــاطات

تجارية متعددة، ومعامالت تجارية مختلفة في مختلف أنحاء الخليج سواء مع أهالي المنطقة وتجارها، أو مع

أمثالهم من التجار األجانب.

Page 143: Pearl and Diving

147

فبالنســـبة لتجارة اللؤلؤ فقد كان البنيان، ســـواء المقيمون منهم إقامة شبه دائمة في الخليج، أو القادمون

منهم من الهند خصيصا لهذا الغرض التجاري، يقومون بشراء اللؤلؤ الخليجي، المتنوع األشكال واألحجام،

ثم يعرضونها على التجار والمستهلكين في األسواق العالمية؛ فيحصلون بذلك على أرباح وفيرة. وعموما،

ورغـــم تلك األرباح الكبيـــرة، فلم يحاول البنيان احتكار أســـواق اللؤلؤ، في الخليج، كمـــا أنهم لم يكونوا ممن

يتعاملون مباشرة مع مستخرجي اللؤلؤ، كما يفعل غالبية الطواشين أو الممولين وغيرهم من تجار اللؤلؤ

المحليين، بل كان البنيان أشبه ما يكونون بحلقة الوصل التجارية في تجارة اللؤلؤ، وهي الحلقة التي تصل

في كثير من األحيان بين أولئك التجار المحليين، والتجار واألسواق العالمية المختلفة.

سوق البانيان في دبي:

ســـوق البانيان ســـمي بهذا االســـم نســـبة للتجار الهنود مـــن طائفة الهنـــدوس الذين عرفوا باســـم )البانيان(

وهـــم الذين أقاموا تجارة هذه الســـوق وتأســـيس تجارتها، وإقامـــة محالتها في مباني ودكاكين الشـــيوخ في

هـــذه الســـوق في أعلى تلـــك المنازل؛ ليكونوا بالقرب مـــن محالتهم وبضائعهم النفيســـة من لؤلؤ وذهب

وعمالت نقدية، فغلبت هذه التســـمية على هذه الســـوق نســـبة لهـــم، وللهنود تاريخ طويـــل في المنطقة؛

حيث كانت الحكومة البريطانية المســـتعمرة للهند تنفي الثوار وأحـــرار الهند إلى المناطق البعيدة، فكانت

ســـواحل الخليـــج إحـــدى أماكن نفي هـــؤالء الهنود، الذيـــن ارتبطت أســـماؤهم العائلية في تاريـــخ المنطقة

كأقدم جاليات غير عربية في المنطقة.

يمتد سوق البانيان من الثلث األخير لسوق المسقفة إلى الفرضة، حيث مبنى الديوان القديم ومكتب سمو

الحاكـــم فـــي الفرضة، وهو يشـــتمل على العديد من المحالت التـــي ترتكز غالبيتها وأنشـــطتها التجارية في

السوق على ركيزتين أساسيتين هما: تجارة الذهب والصرافة باإلضافة لتجارة األقمشة المجلوبة من األسواق

الهندية.

ومن أشـــهر التجار في هذا الســـوق هو )مكنمل بنشـــولي( الذي قدم إلى المنطقة عام 1942 ميالدية، حيث

ســـكن عند والده وعمل معه في محله في ســـوق الشـــارقة، حيث كان والده من تجار اللؤلؤ المعروفين في

ســـوق الشـــارقة، باإلضافة إلى عمله في تجارة المواد التموينية والغذائية مثل العيش )الرز(، وكان من ماركة

)رنكون( الواردة من بورما، والسكر والبهارات مثل الكركم والبزار والفلفل وغيرها من مواد غذائية، وبقي مع

والـــده مدة عام تقريبا. وبعدها انتقل إلى دبي وعمل في محل شـــقيقه )برمانند جيتانند( في بردبي بســـوق

البانيـــان وقد كان محله هذا لبيع وشـــراء الذهـــب، وكان صرافا لتبديل العملة، ويعتبـــر أخوه أول من فتح محال

Page 144: Pearl and Diving

148

للصرافـــة فـــي المنطقة بأســـرها، وليس في دبي فقـــط. وكان ذلك في عام 1944 ميالديـــة، حيث كان أخوه

يشتري المصوغات الذهبية من األهالي ممن يبيع مصوغاته لحاجته للمال، وكانت تباع بأثمان زهيدة، ومن

ثـــم قـــام أخوه بإذابتها وصبها في ســـبائك، ثـــم يبعثها إلى الهند فتبـــاع بضعف أثمانها، حيـــث تباع )التولة(

بسبعة أو ثمانية أضعافها المشتراة في أسواق دبي واإلمارات، وكانت تجارة الذهب رائجة آنذاك، وأحد مصادر

دخـــل الهنـــد الكبيرة. وكانت الصرافة تقـــوم بالمتاجرة بالعمـــالت المحلية آنذاك؛ حيث تقوم باســـتبدالها أو

شرائها وبيعها بفارق السعر المتعارف عليه في حينها وكانت العمالت المتداولة وقتئذ هي الروبية الهندية

والريال الفرنســـي المعروف بـ )ريال تيراماريزا( باإلضافة إلى عملة عمان والســـعودية، وهي قليلة االستعمال،

وبعـــد الحرب العالمية الثانيـــة بدأت بعض العمالت العالمية تدخل أســـواق المنطقة مثل الدوالر األمريكي،

والجنيـــة اإلســـترليني والعمـــالت األوروبية األخرى، وزادت بيـــن عامي 1955 – 1960 بســـبب تنامي التجارة بين

أمريكا وأوربا ودول شرق آسيا المتعاملين بالدوالر ودول المنطقة وخاصة دبي.

كانت منطقة الخليج العربي تتعامل بصورة كبيرة بالعملة الهندية التي تعتبر عملتها الرســـمية والرئيسة،

وكانـــت هـــي الروبيـــة التي لها تقســـيمات معروفة وهي: نصـــف روبية وربـــع روبية. والروبية تتكون من ســـت

عشـــرة آنه، وكانت الروبية المســـتخدمة في الهند ومنطقة الخليج هي نفســـها. وقد قام )مورارجي ديســـاي(

وزيـــر الماليـــة واالقتصـــاد الهندي آنـــذاك بإصـــدار روبية خاصـــة لمنطقـــة الخليج العربـــي وفصلها عـــن الروبية

المستخدمة في الهند، حيث كانت روبية الخليج العربي أكثر قيمة من الروبية المستخدمة في الهند بنسبة

10 – 15 في المئة وتزيد وتقل حســـب الظروف االقتصادية والسياســـية وغيرها في الهند والخليج العربي، حيث

يقال للنسبة المئوية )تكة( فيقال الروبية أكثر بتسع تكات أو خمس عشرة تكة وهكذا.

وبعد الحرب العالمية الثانية انكســـر والده وخســـر في تجارة األقمشة في الشـــارقة؛ فقام بإغالق محله هناك،

وانتقل إلى دبي؛ حيث قام بالمتاجرة باللؤلؤ، وكانت تربطه عالقة صداقة بكثير من التجار الذي كان يتعامل

معهم مثل رحمة الشامســـي، وعلي بن ســـلطان العويس وولده ســـلطان الذين كانوا كبار تجار اللؤلؤ في

المنطقـــة، وكان رحمـــة الشامســـي من أكبـــر تجار وداللـــي اللؤلؤ، وكانـــت كلمته واحدة ومســـموعة، وكان

النوخـــذة والطواويـــش يأتون إليـــه بحصيلتهم من اللؤلـــؤ ويعرضونها عليـــه أوال، فيقـــوم بمعاينتها ووزنها

وفصلها حسب أوزانها وأحجامها ومثاقيلها، ومن ثم يضع ثمنا لها، ويقول لصاحبها خذها لتاجر آخر، وسمها

أي )قيمهـــا( عنده وشـــف الســـعر والعـــرض الذي يرضيـــك، وبعده بع على من شـــئت، وكثيرا مـــا يرجعون إليه،

ألنه أفضل من يضع ســـعرا ويزيد فيه عن غيره من التجار، وكان رحمه اهلل أيضا يقوم بتقســـيم الحصص بين

الممول والنوخذة والغاصة، وبقية العاملين على ظهر السفينة، وكان الكل يقبل قسمته.

Page 145: Pearl and Diving

149

الـدالل:

اشـــتهرت وظيفـــة الـــدالل في تجـــارة اللؤلؤ في عصـــور متقدمة، وأصبحت هـــذه المهنة مقتصـــرة على رجال

معينين ليســـوا تجارا، وإنما يمارســـون هذه المهنة كمصدر رزق لهم. ومهنة الـــدالل ال تقل أهمية عن التجارة

لصلتهـــا الوثيقة بالبيع والشـــراء؛ ولتعرض صاحبها للمكســـب والخســـارة، فكأنها بهذا الوصـــف تحتاج إلى

الـــذكاء والفطنة، كما تعتمد على أســـاليب العرض بصـــورة فنية دقيقة تقرب وجهـــات النظر بين الطرفين

المتبايعيـــن، إلـــى جانـــب اتصاف )الدالل( بحـــس مرهف، وذوق وبعد نظر للشـــيء الذي يقـــوم بالداللة عليه،

ولهذا ال تظهر هذه المهنة إال مع الشـــيء الثمين، كبيع اللؤلؤ، أو بيع الســـيارات، أو تحويل العمالت، أو إبرام

عقـــود لصفقات تجارية أو مشـــاريع عقارية في الخـــارج أو الداخل تصل قيمتها في بعـــض األحيان إلى ماليين

الدراهم.

Page 146: Pearl and Diving

150

إن الدالل ليس تاجرا، وإنما يهمه ارتفاع سعر السلعة التي يدلل عليها؛ لترتفع بذلك عمولته التي سيحصل

عليها من البائع والمشتري.

والدالل في تجارة اللؤلؤ تكون مهمته التوســـط بين الطواش وبين التاجر أثناء بيع وشـــراء اللؤلؤ، خاصة إذا

كان اللؤلؤ من النوع الجيد والكبير الحجم، واختلف كل من الطواش والتاجر على تحديد الثمن، فيكون دور

) الدالل ( الســـعي لتقريب وجهات النظر وتقليل فجوة الخالف، وحســـم األمر بتحديد الثمن المعين من قبله

بما يرضي الطرفين، وقد يقف )الدالل( في صف التاجر كمؤيد للســـعر الذي يطرحه لشـــراء اللؤلؤ المعروض

للبيع؛ نظرا اللتزام التاجر له بعمولة كبيرة.

وال تقتصـــر مهمـــة الـــدالل بين الطواش والتاجـــر، بل تمتد إلى نوخـــذة الغوص وإمكانية عـــرض الخدمة عليه

فـــي بيع اللؤلؤ الذي بحوزتـــه مقابل عمولة يقدمها النوخذة لهذا الدالل بعـــد البيع، ويمكن للدالل أن يقوم

برحالت سفر تجارية؛ لعرض أو شراء اللؤلؤ لحساب تاجر معين حسب التفويض المعقود بينهما مسبقا.

Page 147: Pearl and Diving

151

المشكالت التي كانت تتعرض لها تجارة اللؤلؤ في اإلمارات العربية المتحدة:

فـــي عـــام 1905 ميالدية بلغت قيمـــة محصول اللؤلؤ في اإلمارات حوالي ) 8 ماليين ( روبية، وحســـبما تشـــير

إليـــه إحصائيات حجم التصدير اآلنفه الذكر، فإن الميزان التجاري في تســـويق اللؤلؤ كان متذبذبا لعدة فترات

في الوقت الذي يتتابع في سنوات صعوده، يأتي في فترة من فترات ازدهاره فينخفض المحصول إلى قيمة

متدنيـــة للغايـــة، وتعزو المصادر التاريخية هـــذا االنخفاض الملحوظ في تجارة اللؤلؤ في مثل هذه الســـنوات

إلى عدة مشكالت وقفت في وجه النمو التجاري لهذه السلعة من أهمها ما يلي:

1- الغـــارات المتكـــررة فيما بين القبائل على بعضهم بعضا مما يقلل من عدد الغواصين، وســـفن الغوص

في الموسم؛ نتيجة ما تحدثه من أضرار لدى الطرفين.

2- التوســـع فـــي النفوذ من جانب ســـلطة اإلمـــارة بتحريض إما من دول االســـتعمار أو أطماع الـــدول المجاورة

في بســـط نفوذها على اإلمارات الصغيرة؛ مما تســـتدعي حالة التوتر إلى االســـتنفار الدائم من قبل رجال

اإلمارة لحماية الحاكم ورعاياه، وهذا ما يجعل موســـم الغوص قليل المحصول؛ النشـــغال معظم رجاله

في الحروب الدفاعية عن بلدانهم وإماراتهم.

3- تدخـــل ســـلطة اإلمارة في حمالت الغوص بمنـــع بعضهم من مزاولة هذه المهنة مـــن باب العقوبة التي

يصدرها الحاكم بين لحظة وأخرى تجاه المواقف الطارئة.

4- فـــرض الضرائـــب على محصول اللؤلؤ على كل ســـفينة غوص من قبل الحاكم يعرض ســـعر اللؤلؤ إلى

الكساد، فيتراجع التاجر عن الشراء؛ مما يقلل من نسبة األرباح في هذا المحصول، وقلة الطلب عليه.

5- هـــروب بعـــض الغاصة، الســـيما الماهرون منهم نتيجة لما يتعرضون له من أســـاليب القســـوة من جانب

النواخذة، وهذا ما يعرض المحصول إلى االهتزاز والتذبذب خالل موسم الغوص.

6- عدم وجود قوانين تنظم صيد اللؤلؤ من المغاصات مما أباح للتدخل األجنبي الفرصة لفرض االتفاقيات

والقيـــود والتحكم فـــي صيد اللؤلؤ، ومعاقبـــة المخالفين مـــن أي إمارة؛ بمنعهم مـــن الغوص حتى ولو

رفض حاكم اإلمارة ذلك المنع أو عدم الدخول في تلك االتفاقية.

7- تتابـــع المحـــاوالت مـــن قبل الشـــركات األجنبية ألخـــذ االمتياز مـــن حكام اإلمـــارات لصيد اللؤلؤ فـــي الخليج

ومغاصـــات اإلمارات لحســـاب هذه الشـــركات، ممـــا أدى إلى اســـتنزاف المحار من مواقعـــه بكميات كبيرة،

تراكمـــت فيما بعد، مشـــكلة كســـادا ذريعا تســـبب في انخفاض حجـــم المحصول المباع مـــن اللؤلؤ عبر

سنوات متعددة.

Page 148: Pearl and Diving

152

8- تعـــرض ميـــاه الخليـــج العربـــي للتنقيـــب والحفريات إبان ظهـــور النفط في دولـــة اإلمارات خاصـــة في عقد

الثالثينات من القرن التاسع عشر، مما أدى إلى موت كثير من المحار وأثر في نموه، وبالتالي خلت معظم

المغاصات من وجود المحار، أو أدى ذلك إلى تحرك هذا المحار إلى أعماق بعيدة المنال فيما بعد.

9- مـــع بدايـــة عـــام 1912 ميالديـــة تمت زراعة اللؤلـــؤ صناعيا فـــي اليابان؛ ممـــا أثر في العـــرض والطلب على

اللؤلـــؤ الطبيعـــي، وبالتالي انتشـــار اللؤلؤ الصناعي في األســـواق وبأســـعار رخيصة أغنت عن اســـتخدام

اللؤلـــؤ الطبيعي، ومـــع هذا التاريخ بدأت مهنة الغـــوص تأخذ في األفول، وفي أقل مـــن عقدين من بداية

القرن التاســـع عشـــر تقريبا أصبحت كميات اللؤلؤ الطبيعي يكسد ســـوقها، وتقل أرباحها خاصة وأنه مع

بداية 1930 أخذت أســـعار العمالت في االنخفاض؛ الرتفاع الجنية اإلســـترليني مما أثر في أسعار بيع اللؤلؤ

الطبيعـــي إلى أدنى مســـتوى في األســـواق، وتم التوقف عـــن تصدير هذه البضاعة لـــدى كثير من موانئ

الخليج العربي.

ولذلك لم يكد عقد الثالثينات من القرن التاســـع عشـــر ينتهي حتى انتهت مواســـم الغوص تماما، واختفت

هـــذه الحرفـــة مـــن المزاولة، وتوجـــه معظم أهل اإلمـــارات إلى حـــرف أخرى كالســـفر، ونقل البضائـــع، وتصدير

األســـماك إلى الدول المجاورة، ثم االشـــتغال فـــي أعمال النفط في البلدان التي اســـتخرج فيهـــا مبكرا، حتى

قيام االتحاد عام 1971م.

كيف يتكون اللؤلؤ:

يتكون اللؤلؤ من إفرازات عرق اللؤلؤ التي يفرزها حيوان المحار الرخوي الذي يعيش داخل صدفتين بمصراعين،

يفتحهما ويغلقهما بقوة عضالت إرادية، ومن الشائع بين البشر أن اللؤلؤ ال يتكون إال في البحار المالحة، لكن

الحقيقة العلمية أثبتت أن اللؤلؤ قد يتكون في المياه العذبة أيضا، أي في األنهار، وهذا ما ذكره القرآن الكريم

قبل قرون عديدة في قوله تعالى:

وما يس���������������������توي البحران هذا عذب فرات س���������������������ائغ ش���������������������رابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبس���������������������ونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم

تشكرون)سورة فاطر –12(

مما يعني أن اللؤلؤ )الحلية( يستخرج من مياه البحر المالحة، ومياه األنهار العذبة على حد سواء، وفي قوله تعالى:

بان )21( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان مرج البحرين يلتقيان )19( بينهما برزخ ل يبغيان )20( فبأي آلء ربكما تكذ)سورة الرحمن 19–23(

Page 149: Pearl and Diving

153

ممــــا يعنــــي أن اللؤلــــؤ والمرجان يعيشــــان في ميــــاه البحــــر المالحة، وفــــي المياه العذبــــة، وهذا مــــا أثبته العلم

المعاصر، وأثبتته التجارب واالكتشاف العلمية الحديثة، حيث استخراج اللؤلؤ من البحار التالية:

الخليــــج العربــــي، وجزر ســــيالن، وبعض شــــواطئ الهند، والبحــــر األحمر، واليابان، واســــتراليا، وأرخبيل ســــولو في

شمال بورنيو، وبعض جزر المحيط الهندي، كما استخرج اللؤلؤ من أنهار تشيكوسلوفاكيا السابقة، وبريطانيا،

وكنــــدا، والصيــــن، واليابان، وأمريكا الشــــمالية، لكن كانت آللــــئ المياه المالحة التي يوجــــد فيها عيون وينابيع

ميــــاه عذبة هــــي األفضل؛ ولذلك فإن آللئ البحرين تعتبــــر األجود؛ ألن في مياه البحرين عيــــون وينابيع ماء عذب

داخل مياه البحر.

واللؤلــــؤ الممتاز المكتمــــل المتكامل يوجد في المياه العميقة ال في الميــــاه الضحلة، وفي هذا الصدد يقول

خبــــراء الغــــوص عن اللؤلــــؤ في الخليج العربــــي: إن أكبر، وأثقل، وأكمل اللؤلؤ، وأشــــده بياضا هــــو ذلك اللؤلؤ

المستخرج من أعماق المياه العميقة، بينما تنتج المياه الضحلة أنواعا من اللؤلؤ أخف وزنا وأقل بياضا.

حفلــــت مدونات التراث العربي ومصــــادره القديمة بآراء مختلفة حول تكون اللؤلؤ، وأبرز هذه اآلراء– وهو اعتقاد

شــــائع تناقله النــــاس – أن اللؤلؤ يتكون من نقطة نــــدى أو مطر، حيث ترتفع المحارة ليال إلى الســــطح؛ لتلتقط

تلك النقاط المتساقطة من المطر أو الندى، وهي التي تصبح حبة اللؤلؤ.

يقول أرســــطو في ذلك: إن المطر يقع على ســــاحل البحر الفارسي في فصل الربيع، فيخرج حيوان صغير الجثة

من البحر إلى ســــطحه، فيفتح أذنيه كالسفطين؛ فيتلقف بهما المطر الواقع في ذلك المكان واألوان قطرات،

فــــإذا أحس بوقوعها وهو كالعطشــــان، التقــــف منها، فإذا روي ضم عليها ضما شــــديدا، خوفــــا عليها أن تختلط

بشــــيء مــــن البحر، ثم ينزل إلى قاع البحر كما كان، ويقيم فيــــه إلى أن ينضح ذلك الماء، وينعقد لؤلؤا كبيرا أو

صغيرا، وذلك بحسب صفاء القطرات وكبرها.

ويختلــــف رأي ابــــن بطوطــــة في ذلك عن بقيــــة اآلراء، فقد أورد )أن الصــــدف عندما يفتح توجد فــــي أجوافها قطع

لحم، تقطع بحديدة، فإذا باشرت الهواء جمدت فصارت جواهر.

ومــــن تلــــك اآلراء مــــا كان يــــرى أن اللؤلؤ يتولــــد في الصدف، وأنــــه يتكون فيه كمــــا يتكون البيض فــــي الحيوان

البياض.

أمــــا اآلراء العلميــــة لكيفية تكون اللؤلؤ، فقد جاءت في فترات تاريخية مختلفــــة فيرى بعضها أن تكوين اللؤلؤ

في المحارة ليس أمرا عاديا، أو دليال على الصحة، بل هو على العكس – حادث غير عادي، وحالة مرضية. وسبب

تكوينها ثابت ال يختلف، وهو عادة ما يكون بســــبب تســــرب حشــــرة طفيلية صغيرة جدا، هي يرقة بيضاء كروية

غير شفافة – دودة شريطية – وهذه الدودة من فصيلة التترارهنكس.

Page 150: Pearl and Diving

154

وعندما تدخل جســـم المحار يحيط بها كيس يكون أحيانا مكونا من أنســـجة متالحمة، وفي أحوال أخرى من

غالف مطاطي، وفي بعض المناطق قلما تخلو المحارة من هذه األكياس أو الحويصالت. وقد وجد أن إحداها

تحتـــوي علـــى خمس وأربعين حويصلة. يتكون اللؤلؤ عادة في إحدى هـــذه الحويصالت من المادة اللؤلؤية

التـــي تفرزهـــا الجـــدران الداخلية للحويصالت، وتترســـب حول اليرقـــة الطفيلية في مركـــز الحويصلة. في كل

مئـــة حويصلة تنتج لؤلؤة واحدة فقط، هي دائما من الســـائل المخاطي. وقد أمكن التحقق من أن التركيب

الكيميائي للؤلؤ يشـــبه الخطوط الصدفية في المحارة، وهي أيضـــا ناتجة عن مواد مخاطية. ومع ذلك فإن

كل الآللئ ليست آللئ حويصالت، فبعضها ناشئ عن أسباب أخرى غير اإلصابة بالطفيليات.

نظريات تكون اللؤلؤ الطبيعي والمستزرع:

منذ األزل انجذب اإلنســـان إلى ســـحر اللؤلـــؤ وجماله، وحاول وضع التفســـيرات الخيالية والكثيـــر من الخرافات

في أصل تكوين الآللئ، واعتقد إنســـان دلمون القديم بـــأن أصلها المطر. وفي عام 1554م اعتقد روديليت

بـــأن اللؤلـــؤ مصدره تحجر المحارة، بينما ظن أنســـلموس ديبـــوت في عام 1600م بأن اللؤلؤ منشـــأه الزيادة

في ســـائل المحار. وذكر ريدي في عام 1671م بأن التراب الذي يدخل إلى المحارة يســـبب اللؤلؤ، بينما اعتقد

ســـانديوس بـــأن اللؤلؤ يتكون من بيض المحار الميـــت، وفي عام 1717م صرح العالم الفرنســـي بومو بأن

نظرية ديبوت هي الصحيحة.

Page 151: Pearl and Diving

155

وفـــي عـــام 1825م قـــام إدوارد هـــوم بقطع اللؤلـــؤة إلى نصفين ووجـــد جزءا المعا يشـــبه البيضة واســـتنتج

بـــأن منشـــأ اللؤلؤة بيضـــة، المحـــارة الميتة التي لـــم تطرح إلى الماء. واكتشـــاف فـــون بير عـــام 1830م بأن

بيضـــة الطفيل هـــي التي تكون لب اللؤلؤة ومن بعـــده اعتقد الكثير من الباحثين بـــأن الطفيليات أو بيض

الطفيليات، أو نويات عضوية هي التي تشكل لب الآللئ.

وفي الوقت نفســـه، اكتشـــف الكثير من العلماء تلك الظاهرة، ووضعوا أصول النظرية التي صرح بها ريدي

عام 1671م، وعليه هدأ النزاع القائم بين مؤيدي النظريتين، نظرية التراب ونظرية الطفيليات.

جـــاء بعـــد ذلك لويس بوتان عام 1904م وصرح بأن اللؤلؤ يتكون عندمـــا يدخل الطفيل إلى داخل المحارة،

فإنه يتحوصل في البرنس ويموت، مما يكون جزءا خاصا في البرنس ينفصل بعد ذلك مكونا اللؤلؤة.

Page 152: Pearl and Diving

156

وجـــاء العالم الياباني ميشـــاكوا في عام 1907م وقال بـــأن نتائج تجاربه أثبتت بأن اللؤلؤة تنشـــأ من الخاليا

اللؤلؤيـــة الحية في منطقة البرنس، التي تتهيج بواســـطة الجســـم الغريب الداخل إلـــى المحارة، مما يكون

كيســـا يتحوصل الجســـم الغريب بداخله. وفي عام 1913م أكد العالم الفيدرس ما أثبته العالم ميشـــاكوا،

وقام بتجارب مختبريه.

بالرغم من وجود عدة نظريات ذكرت أسباب تكون اللؤلؤ عبر األزمنة، إال أن القليل من تجارب استزراع اللؤلؤ

قـــد تـــم القيام بها. وأول من قام بتجـــارب فعلية في إنتاج آللئ نصف كروية هـــم الصينيون حيث حاولوا، في

القرن الثاني عشـــر، وضع أجســـام غريبة وأشـــكال تشبه اإلله بوذا بين الصدفة وغشـــاء البرنس لصدف الماء

العذب Cristaria plicata، وهذا الصدف قام بفرز طبقة نقرسية على تلك األشكال البوذية.

والمكـــون الرئيـــس لعـــرق اللؤلؤ الـــذي يكـــون اللؤلـــؤ )Aragonite( هو أحد أشـــكال كربونات الكالســـيوم.

يحتـــوي عرق اللؤلؤ أيضا على كمية صغيرة من مادة الكونكوليـــن، وهي المادة العضوية للقرنيات، وهي

المكـــون الرئيـــس للصدفة الخارجية للحلزون أو الرخوية. والخاليا العصاريـــة لصدفة الحلزون توجد في طيات

الجـــدار المبطـــن للمحـــارة أو الصدفة. عندما تدخل ذرة أو جســـم في هذه الطيات المبطنـــة للجدار فإن الخاليا

المتصلة بهذا الجســـم الغريب تبني طبقات لؤلؤية تقل أو تكثر حوله. وإذا ما استطاع هذا الجسم الدخول

في العمق، فإن كيسا أو حويصلة من األنسجة تتكون أوال حوله، ويحدث البناء اللؤلؤي في هذه الحويصلة

أو الكيـــس. وإذا لـــم يتعرض هذا الكيس ألي ضغوط تشـــويهية فإن اللؤلؤة التي تتطـــور في الداخل تكون

كرويـــة، أو لؤلؤيـــة. حويصالت اللؤلؤ التي تســـكن النســـيج العضلـــي يعتقد أنها ذات أشـــكال غير منتظمة

وتسمى )بارك( أي غير منسقة أو منظمة الشكل، أما إذا كان الجسيم بين الصدفة وثنايا الجدار المبطن فإن

.)Blistre( الخاليا العصارية للصدفة تكون لؤلؤا ويسمى

Page 153: Pearl and Diving

157

اللؤلؤ المزروع:

تجمع اآلراء الذاكرة ألســـباب انهيار صناعة الغوص واســـتخراج اللؤلؤ في الخليج العربي على أن الســـبب هو

ظهور اللؤلؤ المزروع المســـمى اصطالحا )اللؤلؤ الصناعي( )Cultured pearl(، ثم تأتي بعد ذلك األســـباب

األخرى، مثل الركود االقتصادي بسبب الحرب، وظهور النفط فيما بعد.

لكن ظهور اللؤلؤ المزروع كان سابقا لهذه األسباب؛ فكان السبب الرئيس لتدهور تجارة اللؤلؤ في الخليج.

حيث كانت أسعاره أرخص، مما وجه لطمة قوية ألسعار اللؤلؤ الطبيعي، فعانت تجارته من تدني األسعار.

واللؤلؤ المزروع الذي أدى إلى انهيار تجارة اللؤلؤ الطبيعي في الخليج ظهر في اليابان. ولكن هذا االكتشاف

لم يكن جديدا تماما كما راج وشاع أنه ظهر في اليابان ألول مرة؛ فقد عرفت الصين هذا االكتشاف منذ القرن

الثالـــث عشـــر، إذ مـــارس الصينيون– لمئات الســـنين – زراعـــة اللؤلؤ في الميـــاه العذبة، حيث تفتـــح الصدفة،

وتدخل فيها ذرات من الطين، أو قطع الخشـــب الرقيقة، أو عظام أو حديدة، ثم يرجعون الصدفة إلى مكانها

لمدة ثالث سنوات في انتظار نضوج اللؤلؤ.

Page 154: Pearl and Diving

158

ولكن شـــيوع هذا االكتشـــاف جاء على يد اليابانيين، بعد أن طوروه، وقاموا بأبحاث مكثفة أدت إلى تأسيس

هذه الصناعة الجديدة في تســـعينات القرن الماضي وذلك على يد )ميكيموتو كواشـــي( الذي قام بتجارب

عديدة، توصل بعدها إلى إدخال جسم من أم اللؤلؤ في نسيج الحلزون، وكانت النتيجة باهرة.

واللؤلـــؤ المـــزروع هو لؤلؤ طبيعي، ولكنه جـــاء نتيجة لعمل مدبر بتدخل اإلنســـان، وكلمة صناعي تعطي

االنطباع بأنه يتكون من مواد مصنعة تشـــبه اللؤلؤ، أو تعطي صفات اللؤلؤ كاللون واالســـتدارة... إلخ. ومع

ذلك فإن اللؤلؤ الطبيعي يظل ذا قيمة أكبر منه، رغم أنه – أي الصناعي – استزرع بواسطة رخويات المحار.

وقــــد أشــــار )فاليبــــرز( الذي كان بالكويت في عــــام 1939 أن اللؤلؤ المزروع الممتاز ال يســــتطيع أكثــــر التجار خبرة

تمييزه عن األصلي – الطبيعي – ولم يكن بإمكان أي تاجر – على الرغم من الخبرة الطويلة في معرفة اللؤلؤ

– من أن يميز بين لؤلؤة طبيعية وأخرى مزروعة، دون أن يلجأ إلى فحص شامل دقيق للغاية، بل إلى أنواع من

التحقيق، التي كانت غالبا ما تتلف الحبة التي يجري فحصها قبل أن يصل التاجر إلى نتيجة موثوق بها.

قـــام العالـــم الســـويدي كارل فون لينـــن )عالم تصنيف األحيـــاء( بتجارب ناجحـــة في اســـتزراع اللؤلؤ في عام

1761م، وكتب هذا العالم بأنه في مدة خمس سنوات كان باستطاعته إنتاج لؤلؤ في أي محار يكون النقرس.

وبقيت طريقة هذا العالم ســـرية في محاولة منه لبيع طريقته في إنتاج الآللئ إلى الحكومية الســـويدية. إال

أن طريقته تعتبر محاولة فاشـــلة وقد قام ببيعها إلى شـــخص ألماني يدعى )بوغى(، والمراسالت التي كان

Page 155: Pearl and Diving

159

لهـــا عالقة بطريقة اســـتزراع اللؤلؤ بواســـطة العالم )لينن( أصبحت معروفة للعامـــة في عام 1859م، وهي

تســـتند إلـــى إقامة ثقب محفور فـــي خارج صدفة المحارة، ومـــن خالل هذا الثقب يمرر ســـلك فضي معلق في

طرفه جزء من الجير.

وهذا الجزء ينفصل بعد ذلك في منطقة البرنس، ويستقر هناك وبمرور خمس سنوات تتكون لؤلؤة نصف

دائريـــة، وذكر العالم لينن أن المحارة لها القدرة على ســـد الثقب بعـــد ذلك، على كل حال، تنتج طريقة لينن

آللئ غير كيسية كما يعتقد بعض العلماء.

Page 156: Pearl and Diving

160

تاريخ استزراع اللؤلؤ في اليابان:

الكثير من علماء اليابان من بينهم )منيرو كوري وكيشـــينوي وساســـكي( وكذلـــك األخوين )فوجيتا( كانت

لديهـــم رغبات أكاديمية في دراســـة أساســـيات وأوجه إنتاج الآللئ لســـنوات طويلة، إال أنـــه لم يكن باإلمكان

إنتاج آللئ مستزرعة بصورة اقتصادية إال بنهاية عام 1890م.

ومن المؤسف أنه ال يمكن الحديث بصورة موضوعية عمن قام بإنتاج أول لؤلؤة مستزرعة دائرية في اليابان

نتيجة لألحقاد بين العلماء بالرغم من أن اسم )ميكاموتو( ما يزال يتالزم ويقترن باللؤلؤ المستزرع.

)تاتيســـوى ميســـي( المولود فـــي 16 مارس 1880م في وتاكانـــوا في والية ميا اليابانيـــة، والمتوفى في 13

أغسطس 1924م، كان يعمل بالنجارة، ومحبا للؤلؤ وبعد رجوع أبيه بالتبني من رحلته إلى استراليا. – بالرغم

مـــن عـــدم وجود تدريب عملي لمهارته – إال أنه قام بإنتاج أول لؤلؤة مســـتديرة مســـتزرعة في منزله في جزيرة

وتاكانوا، هذا ما يستدل به من المعلومات المتوفرة في تقرير 1949.

زراعــة اللــؤلـؤ

إن الفكرة التي راودت الياباني )ميكوموتو( والتي بدأت في 28 سبتمبر سنة 1859م لزراعة اللؤلؤ الصناعي

أو الزراعـــي لـــم تؤت ثمارها إال في عام 1912م. وبعد أن مضت ســـنوات كان خوض التجارب قد أدى إلى نجاح

ســـاحق، هذا النجاح أدى إلى القضاء على حضارة الغوص في الخليج، وهكذا استمر اليابانيون على نهجهم

محافظين على أسرار زراعة اللؤلؤ التي ظلت حكرا عليهم.

واللؤلـــؤ الزراعي من جهـــة، وظهور البترول من جهة أخرى كانا عاملين مهمين في اندثار حضارة الغوص في

الخليـــج، إن أبناء الخليج اليوم يســـألون – لماذا انتهت صناعة الغوص؟ ولمـــاذا اندثرت تلك الحضارة؟ أليس

اإلنتاج كان العمود الفقري لالقتصاد على سواحل الخليج؟ ولماذا أصبح اللؤلؤ غير مرغوب فيه في منطقتنا؟

وإذا كان كذلـــك فهـــو على نطاق محدود جـــدا، وهل نحن فعـــال تخلفنا بحيث لم نســـتطع مواكبة التقنيات

الجديدة لزراعة اللؤلؤ كما تفعل كثير من الدول في أســـتراليا واليابان وأمريكا وغيرها في أماكن كثيرة وفي

جزر متفرقة من العالم. ولعلنا طبقنا المثل الذي ظهر في عصر البترول: ) وش لك بالبحر وأهواله، وأرزاق اهلل

علـــى الســـيف ( وإذا كنا قـــد خلدنا إلى الدعة والراحة في فترة ما بعد البترول، وهو ما يســـمى عصر الطفرة، إال

أننـــا يمكن أن نـــزرع لؤلؤا ذا جودة عاليـــة، خصوصا أن أجدادنا كانوا يملكون أســـرار اللؤلؤ وأســـرار البحر، فهل

علينا حمل رسالة الغوص، وإكمال مسيرة البحث عن اللؤلؤ وإن كان زراعيا؟ إن موروثنا تركناه برحيل أجدادنا،

بينما اليابانيون حافظوا عليه، واعتبروه إرثا عريقا، وبه اكتسحوا العالم.

Page 157: Pearl and Diving

161

وبمـــا أن دول العالم األخرى نافســـت اليابان كما في اســـتراليا مثـــال، إذ قاموا بأبحاث كثيـــرة إلنتاج لؤلؤ زراعي

كبيـــر ذي جودة عالية، وفي الوقت نفســـه تفادوا عيوب التجربة اليابانية فـــي تلفيات المحار، إذ إنهم يتركون

الصدفـــة ) المحـــار ( مزروعة لمدة ســـنتين، وينظف المكان كل أســـبوع مـــرة واحدة إلزالـــة العوالق والطحالب

وغيرها من الكائنات اإلســـفنجية التي يزخر بها البحر، وهم بعد ذلك استطاعوا أن ينتجوا آللئ عالية الجودة،

إذ يوضـــع فـــي العقد الواحد 25 لؤلـــؤة تقدر قيمتها بـ ) 350,000( ثالثمئة وخمســـين ألـــف دوالر أمريكي، وإن

اآلالف من هذه العقود تباع في دول أوروبا وأمريكا، ويبدو أنه ال يوجد من يغامر في وضع أسس جديدة لمزرعة

بحرية لزراعة اللؤلؤ الصناعي، فمشروع مثل هذا ال بد أن يكون ذات يوم على ضفاف الخليج.

إن زراعـــة اللؤلـــؤ قضت على مهنة الغوص فـــي دول الخليج العربي؛ نظرا لتوفر اللؤلـــؤ الزراعي الذي ينافس

اللؤلـــؤ الطبيعـــي في الجـــودة، وبالتالي كثر العـــرض على الطلب فانخفضت أســـعار اللؤلـــؤ، ولم يتمكن

أهالي المنطقة من االســـتمرار في هذه المهنة لعدم معرفتهم بأسرار زراعة اللؤلؤ، والذي ليس صعبا علينا.

ويعتقد قديما أن اللؤلؤ يتكون من قطرات المطر، وكما ذكر المســـعودي في كتاب )مروج الذهب(: )ذكرنا

كيفيـــة تكون اللؤلؤ، واختـــالف آراء الناس في تكونه وفمنهم من ذهب إلى أن ذلك من المطر، ومنهم من

ذهب إلى أن ذلك من غير المطر، وصفة صدف اللؤلؤ العتيق منه، والحديث الذي يسمى بالمحار، والمعروف

بالبلبل، واللحم الذي في الصدف والشـــحم، وهو حيوان يفزع على ما فيه من اللؤلؤ والدر خوفا من الغاصة

كخـــوف المـــرأة على ولدها( من جســـم غريب أو ذرة رمل أو ما شـــابه ذلك تدخل إلى المحـــارة فيتأذى الحيوان

الرخو الذي يســـكن داخل الصدفة؛ فيدافع عن نفســـه بأن يفرز مادة لؤلؤية؛ مادة تجعل ذلك الجسم الغريب

أملس ناعما مستديرا تقريبا حتى ال يؤذيه حيث يكسوه بطبقات من إفرازه فتكون من جراء ذلك اللؤلؤة.

وبرزت فكرة زراعة اللؤلؤ بقيام الياباني )ميكوموتو( سنة 1859م، باستخدام هذه المعلومات، فقام بوضع

جســـم غريب داخل المحارة فيقوم الحيوان فيها بالدفاع عن نفسه ويتكون اللؤلؤ، وبدأ عهد اللؤلؤ الزراعي

وأنشئت مزارع للمحار، وتم عمل األبحاث إلنتاج نوعيات جيدة من الآللئ في أقصر وقت ممكن، حيث إنه في

الطبيعـــة تلزم خمســـة أعوام كي تكون الرخوية لؤلؤة، في حين يمكن بفضـــل التقنية الجديدة أن نحصل

على النتيجة نفســـها في عامين أو ثالثة أعوام، كما يمكن بواســـطة التقنيات الجديدة القيام بتلقيح المحار

الصغيـــر للحصـــول على الآللئ الفخمـــة. كما تم إنتاج المحـــار اللؤلؤي في مزارع اللؤلـــؤ؛ حيث إن كل محارة

تنتج ماليين البويضات، فالمحار يبيض على امتداد العام.

Page 158: Pearl and Diving

162

مشروع استنبات اللؤلؤ برأس الخيمة:

نجحـــت شـــركة اإلمارات واليابـــان لزراعة وتجارة اللؤلـــؤ، بإنتاج اللؤلؤ المســـتنبت بمحار اللؤلـــؤ ألول مرة على

مســـتوى دولة اإلمـــارات العربية المتحدة، والخليج العربي والوطن العربي. ويعـــد اإلنتاج التجريبي األول ثمرة

لجهود جلب الخبرة من اليابان على مدى الخمس سنوات الماضية. وقد عرف في الماضي بأن شعوب دول

الخليج كانت تعتمد على صيد اللؤلؤ الطبيعي حتى تمكن اليابانيون من إنتاج اللؤلؤ المستزرع، وانحسرت

تجارة اللؤلؤ الطبيعي؛ مما تســـبب بكســـاد كبير. وقد استطعنا جلب خبراء يابانيين، وأسسنا معهم شراكة

اســـتراتيجية للبحـــث فـــي إمكانية زراعة اللؤلؤ على شـــواطئ اإلمـــارات، حيث تكللت جهودنـــا بنجاح باهر من

حيث نوعية المنتج، وحجمه، ولونه، وسرعة تكونه وتم تسويق ما تم إنتاجه، حيث تم تسويق جزء منه على

شـــكل مجوهرات قام بتصميمها مصممون إماراتيون، بيعت لعاشـــقي اللؤلؤ في اإلمارات وغيرها من دول

الخليج، وبيعت كميات أخرى لتجار لؤلؤ من اليابان والهند وروســـيا. مما يبشـــر بتوسع على مستوى أكبر في

المســـتقبل، نســـتطيع من خالله إدخال الدولة كأحد أهم منتجي اللؤلؤ على مســـتوى العالم بعد انقطاع

دام أكثر من ستين سنة.

اللؤلؤ:

يصنـــف اللؤلـــؤ بأنـــه مـــن المجوهـــرات كاأللمـــاس واألحجـــار الكريمـــة األخـــرى، إال أن اللؤلؤ يختلف عـــن باقي

المجوهـــرات، فـــي كونـــه الوحيد الذي ينتجه حيـــوان حي وهي محارة اللؤلـــؤ. وقد عرف اللؤلـــؤ باعتباره ملك

المجوهرات، اقتنته العائالت المالكة في العصور الوســـطى، وال زالت تقتنيه، ويقدم في مناســـبات عديدة،

ويدخـــل في تصنيع المجوهرات األخرى كالذهب والفضة واأللمـــاس. كما تدخل مكونات اللؤلؤ في األدوية

الشعبية والحديثة، ومستحضرات التجميل العالمية. ويعتبر اللؤلؤ من المجوهرات التي يمكن استخدامها

مباشـــرة بعد اســـتخراجها، وال تحتاج إلـــى تقطيع أو تصنيع أو حتى صقل. في الماضـــي اعتمدت تجارة اللؤلؤ

الطبيعي العالمية على اللؤلؤ المتوفر بكميات كبيرة ويصاد في الخليج العربي؛ وذلك ألن الخليج العربي

يمثـــل البيئـــة البحرية المثالية لهذا المنتج. كما تمثل ضحالة عمق مياه الخليـــج التي ال تتعدى الـ 20 مترا في

معظم مناطق الخليج، ودرجة الحرارة والملوحة وحركة التيار المعتدلة للمياه، بيئة مناسبة جدا لمحار اللؤلؤ.

وقـــد ظهـــرت زراعة اللؤلؤ تجاريا في القرن الرابع عشـــر بالصيـــن، إال أن اليابانيين هم من قامـــوا بإيجاد المهارة

التكنولوجيـــة العالية المتقنة إلنتاج اللؤلؤ بكميـــات تجارية في عام 1893. واليوم نالحظ أن معظم اللؤلؤ

المتواجد في األسواق يعد مستزرعا.

Page 159: Pearl and Diving

163

أســــاليب زراعــــة اللؤلــــؤ تختلف من محــــارة ألخرى، إال أن التقنيــــة في زرع النواة فــــي المحارة هي واحــــدة. وفي حالة

اللؤلؤ الطبيعي، يتكون اللؤلؤ بشــــكل عشــــوائي، فعند دخول جســــم غريب مثل الحبيبات الرملية الخشــــنة أو

كائن دقيق، يتأذى هذا الحيوان الرخو من التصاق هذا الكائن الغريب به؛ فيدافع عن نفسه للوقاية من هذا األلم

بــــأن يفــــرز طبقات من األرجونايت تعرف باســــم عرق اللؤلؤ حول هذا الكائن الضئيل، فيبــــدو أملس وناعما ومائال

لالستدارة لكي ال يؤلمه، وتكون اللؤلؤة على شكل كروي عندما ال تكون المادة المهيجة ملتصقة بالمحار.

تكون اللؤلؤ الطبيعي:

ويســـتمر الحيـــوان البحري بإفراز الطبقات اللؤلؤيـــة فتتكون اللؤلؤة التي يعتمد شـــكلها وجودتها على قدر

قـــوة إفراز الحيوان، وبواســـطة اإلفرازات أيضـــا يصبح داخل المحارة المعا أملس، وهذا الســـطح الالمع هو الذي

يســـاعد علـــى تكون اللؤلـــؤة فيعطيها الضوء الالزم. ويعد اللؤلؤ المســـتزرع هو لؤلـــؤ بالفعل، حيث تنمو

اللؤلـــؤة بنفس نمـــو اللؤلؤ الطبيعي، الفرق الوحيـــد بين اللؤلؤ الطبيعي واللؤلؤ المســـتزرع هو أن المثير

لاللتهاب )الخرزة أو النواة( موضوعة عن طريق اإلنسان إلثارة الحيوان، وتكون اللؤلؤ على الخرزة أو النواة.

الطريقة العلمية الستنبات اللؤلؤ:

وتصنـــع الخـــرزة أو النواة من صدف أمهـــات المحار المتواجدة في ميـــاه األنهار العذبة، مثل نهر المسيســـيبي

في الواليات المتحدة األمريكية. وتتم عملية زراعة المحارة بفتحها ما يقارب )3–2 ســـم( وإدخال خرزة من عرق

اللؤلـــؤ إلى جيب الصدفة، ثم تغطى بقطعـــة لحمية بحجم المليمتر مأخوذة من محارة أخرى تتم التضحية

بهـــا، وبعد إتمـــام هذه المرحلة يوضع المحار في ســـالل عمودية مدالة على عمق خمســـة أمتـــار تقريبا، وتتم

مراقبتهـــا يوميا على مدى شـــهر؛ للتحقق من أن الحيوان قد قبل التلقيح فعال. فـــي اإلنتاج التجريبي األول في

دولة اإلمارات، نجحنا بالتلقيح لعدد 25,000 محارة، وتبين أن 1–2 % من المحار يموت، و 5–10 % ترفض فيها

التلقيح وال تنتج، و65–85 % تنتج اللؤلؤ بنوعيات وألوان مختلفة.

نشأة فكرة المشروع:

فـــي بدايـــة عـــام 2002 التقت رغبتي كل من عائلة الســـويدي في بلـــدة الرمس بإمـــارة رأس الخيمة في دولة

اإلمارات العربية المتحدة، وعائلة إيمورا في مدينة توبا في محافظة ميي باليابان، باالتفاق على إجراء دراســـة

حول إمكانية زراعة محار اللؤلؤ وإنتاج اللؤلؤ. وتم تجميع عينات من محار اللؤلؤ من شواطئ الدولة وأخذها

Page 160: Pearl and Diving

164

إلـــى اليابـــان إلجراء دراســـات مختبريـــة عليها، حيث كانت نتيجة الدراســـة المختبرية مشـــجعة جـــدا، وتفيد بأن

الحيوان قادر على إنتاج نوعية ممتازة من اللؤلؤ المســـتزرع، وأن القدرات الطبيعية للحيوان أفضل بكثير من

المحار المتواجد حاليا في اليابان. وأوصت الدراســـة بإجراء اســـتزراع للمحار، وبالفعل قمنا بطرح الفكرة على

حكومة رأس الخيمة ووزارة البيئة والمياه، وحصلنا على دعم وتشـــجيع إلجراء الدراســـات، حيث قمنا بإنشـــاء

شركة اإلمارات واليابان لزراعة وتجارة اللؤلؤ، بمشاركة يابانية. وبعد الحصول على اإلنتاج التجريبي األول، تم

توســـيع طاقـــة إنتاج المزرعة المتواجدة حاليـــا من 25,000محارة إلى 100,000 محـــارة على أن ترفع الحقا إلى

300,000 محارة.

مستقبل المشروع:

عرف الخليج العربي في الماضي بكونه مركزا مهما لتجمع ســـفن الغوص على اللؤلؤ، وتجمع تجار اللؤلؤ

لعقـــد صفقـــات البيع والشـــراء، وتحديد القيمة لمنتج الموســـم من اللؤلؤ. واليوم تزخـــر بعض المواقع في

الخليـــج العربـــي بهيـــرات تجمع ماليين من محـــار اللؤلؤ، ونحن على يقيـــن بأن مثل هذه المواقـــع مثالية جدا

لمـــزارع إنتاجيـــة للؤلـــؤ. وعليه فإن شـــركة اإلمـــارات واليابـــان لزراعة وتجـــارة اللؤلؤ تتفاوض مـــع مجموعة من

المستثمرين في دول مجلس التعاون للخليج العربي في منح فرص للتوسع في إنتاج اللؤلؤ بكميات أكبر،

والدخول كمنافس في سوق اللؤلؤ العالمي، وعلى أمل أن يتحول الخليج العربي إلى أحد المراكز المهمة

لزراعـــة وتجـــارة اللؤلؤ وجذب صانعـــي المجوهرات من كافة أنحـــاء العالم، كبديل اســـتراتيجي لمركز هونج

كونـــج الحالـــي، أضف إلى ذلك تحول المشـــروع إلى مركـــز ثقافي علمي، من خالل المتاحـــف ومراكز البحث

العلمـــي ومحميـــات البيئة. كما نعمل حاليا على إعداد دراســـة مشـــروع ســـياحي يحوي مغاصـــا لهواة صيد

المحـــار المســـتزرع عن طريق الغطس الحر في الهيرات، وغوص الســـكوبا لألعمـــاق. متطلعين إلى التعاون

بشكل إيجابي مع شركاء استراتيجيين يشاركوننا الرؤية والرسالة لهذا المشروع.

أول ثـــالث آللئ مســـتنبته أنتجت في المشـــروع التجريبي برأس الخيمة تحت إشـــراف فريـــق ياباني علمي في

.2005/6/4

Page 161: Pearl and Diving

165

صور اللؤلؤ المستزرع في إمارة رأس الخيمة:

Page 162: Pearl and Diving

الباب العاشر

Page 163: Pearl and Diving

الكائنات البحرية الخطرة في الغوص

Page 164: Pearl and Diving

168

مميزات الغواص عن بقية طاقم سفينة الغوص.

نظرا لخطورة عمل الغيص فإنه يمتاز عن السيب بمميزات معروفة وهي:

1- يأخذ الغيص ثالثة أســـهم من حاصل األرباح شأنه شـــأن النوخذة الربان في حين أن السيب يأخذ سهمين

فقط.

2- الغيـــص ال يعمـــل فـــي الســـفينة مطلقا، عليه أن يغـــوص فقط. العمل كله على الســـيب منـــذ أن ينزلوا

الســـفينة من اليابســـة إلى البحر؛ فالســـيب يعمل فيها حتـــى يخرجوا إلى الغوص. وهنـــاك يعمل في جر

السفينة بواسطة المجاديف من هير إلى آخر باإلضافة إلى عمله في سحب الغيص.

وعندما تصل الســـفينة إلى اليابســـة أثناء القفال يعمل الســـيب فيها حتى ترفع الســـفينة إلى اليابســـة

ثانية، وهكذا يعمل الســـيب، أما الغيص فال يعمل زيادة في إكرامه وتقديره، فإذا وصلوا البر ينزل الغيص

حاال إلى بيته ويترك السفينة.

3- في موســـم الغوص يكون مكان الغيص مؤخرة الســـفينة ) التفر ( وهو المكان المفضل في السفينة،

ومحل إقامة النوخذة. الغيص يكون هناك كما أنه يأكل مع الغاصة في )التفر(. والخدمات في السفينة

تقدم أوال للنوخذة ثم للغيص.

4- الغيص يتمتع بمنزلة رفيعة لدى الناس عامة، خاصة إذا كان غيصا ممتازا، تكون له قيمة أكبر.

وفي بلدان الخليج العربي يهتمون بالغيص اهتماما كبيرا.

وقد ذكر ســـيف مرزوق الشـــمالن في كتابه الجزء األول صفحة 391 إن بعض النسوة في البحرين ال يرتدين

الحجـــاب علـــى الســـيب؛ ألنه ليـــس بذي أهميـــة كبيرة لديهـــن، ويرتديـــن الحجـــاب على الغيـــص لرجولته

وشجاعته، وهذا العمل من جانبهن وفي ذلك الوقت له مغزاه الكبير وتأثيره.

Page 165: Pearl and Diving

169

الچيلة ) كيل المحار (

كثيـــر من نواخذة الغـــوص في البحرين وقطـــر واإلمارات يكيلون المحـــار؛ ليعرفوا الكميـــة التي حصل عليها

الغاصـــة كل يوم. والـــذي يكيل المحار يصيح بأعلى صوته فالن جمع كمية كبيـــرة، وفالن جمع كمية قليلة.

وبعض النواخذة القساة يأمرون المسؤول عن كيل المحار بأن يقول للغيص الذي حصل على كمية كبيرة:

بيض اهلل وجهه، والذي حصل على كمية قليلة: سود اهلل وجهه ! !

في هذا العمل ضرر كبير، وكبير على الغاصة المساكين وخاصة الذين يتأثرون وما أكثرهم.

فواحدهم إذا ســـمع هذا القول البشع تجزع نفســـه، وتجده يجهد نفسه كل اإلجهاد، كي يحصل على كمية

كبيـــرة من المحار، حتى ال يقال عنه ســـود اهلل وجهه كأنه مجرم ! ! وفـــات النواخذة أن الرزق في المحارة واحد،

وليست العبرة في كثرة المحار. ولكن قاتل اهلل الطمع واالستبداد.

ر ) مس الجن ( ماهو الض

ـــر كلمة تطلق على مس الجن لإلنســـان. فيقولون: فالن مضرور، ونظرا لوحشـــة قـــاع البحر، ولعمق مائه الض

رأي مس الجن؛ فـــي بعض المغاصات في ميـــاه البحرين وقطر واإلمارات؛ فإن عددا من الغاصة يصابون بالض

فيخرجـــون من قـــاع البحر وهم يصيحون كالحيوان، وبعضهم يتشـــنج جســـمه ويكون كاللـــوح ويظهر الزبد

على فمه؛ فيمســـكون به ويصعدونه إلى ســـطح الســـفينة، ويدثرونه ثم يقرأ أحدهم عيه بعض ســـور القرآن

الكريـــم. وفـــي عدد من الســـفن الكبيرة فـــي البحرين وقطر واإلمارات يكـــون بها – )مطوع( رجـــل دين لقراءة

ر في آخر موســـم الغوص وخاصة بعد القـــرآن الكريم علـــى المضرور، ويقولون إنه تكثر حـــاالت اإلصابة بالض

طلوع نجم سهيل.

زد على ذلك أنه يتخيل لبعض الغاصة أنهم يشـــاهدون أشـــياء موحشـــة في قاع البحر؛ فيفزعون ويصابون

بالضر.

وذكر ســـيف مرزوق الشـــمالن في الجزء الثاني من كتابه تاريخ الغوص على اللؤلؤ: إن في الكويت ال يحدث

الضر للغاصة، والســـبب أن مياه مغاصات الكويت ليســـت عميقة عمق البحرين وقطر واإلمارات وال موحشة

ر وحشـــتها. ومع هذا حدثت حاالت فردية نادرة وعلى فترات متباعدة. مع مقابلة األشـــخاص الذين أصيبوا بالض

أثنـــاء الغـــوص في قاع البحر. وهناك من يقـــول إن بعض الغاصة يجعلون أنفســـهم مضرورين؛ كي يرتاحوا

من عناء الغوص.

Page 166: Pearl and Diving

170

ـــر فـــي موســـم الغوص؛ ألنهـــم يغوصـــون في األعماق حســـب كان الغواصـــون أكثـــر الفئـــات تعرضـــا للض

تفســـيرهم؛ فيلمسون أحد الجان المتشكلين على هيئة ســـمكة أو صخرة..إلخ فيلتبس الغواص، ويخرج من

القاع وقد تيبست يده ولسانه فال يستطيع الكالم. فيقوم أحد البحارة بالقراءة عليه بآيات من القرآن الكريم؛

حتى يشـــفى، وبعضهم يشـــتد المرض عليه فيعالجونه باألدوية الشعبية المتوفرة لديهم، فإذا لم يتحسن

يتم كيه بالنار، فإذا لم ينفع هذا وال ذاك يقومون برفع ) النوف ( – العلم األســـود – فتأتي التشـــالة وتعود به

إلى البالد.

ونتيجـــة إليمانهـــم الشـــديد بتلك المعتقدات فلقد اشـــتهرت من بينهم أســـماء لشـــياطين ومردة وأســـماء

لبعـــض الهيرات المســـكونة التي يكثر بها عدد الغاصة الملتبســـين بالجان، ووصل األمـــر إلى إلقاء التهمة

على بعض السفن بأنها مسكونة.

وكان )بودرياه( أحد أشهر مردة الجن التي يخشاها الغواصون، ويقول بعضهم إنه يسكن قاع الهيرات ويخرج

مـــن وراء الحشـــائش للغاصة فيتضررون. وبحســـب معلوماتهم فإن الحشـــائش الموجودة فـــي قاع الهيرات

كانت المكان المفضل لسكن الشياطين بالذات.

وهناك من يقول )بودرياه( كان يقوم بزيارة الســـفينة التي تكون راســـية بمفردها على أحد الهيرات، أو تســـير

منفردة وال ترافق الســـنيار بين الهيرات. فيقوم بودرياه بالجلوس على )الدستور( صارية السفينة وينادي على

البحارة. ولم يقم أحد اإلخباريين بوصف المارد؛ فهم يستشعرون الخوف حتى من ذكر الجان.

كذلك كانت الســـمكة المسكونة من أشهر األســـباب التي تصيب البحارة بالضر حيث يلمسونها دون علم

بأنها جنية فيتجمدون ويخرجون وهم مشـــلولين تقريبا. والظاهر أنها سمكة مسمومة تلدغ الغواصين عند

لمسهم إياها؛ فتصيبهم بشلل مؤقت نتيجة قوة سمها.

أما بالنســـبة للهيرات المســـكونة فلقد اشـــتهر هير )أزهرا( بذلـــك، فقد كانت تكثر إصابـــات الغواصين بالضر

أثناء غوصهم فيه – وفي الواقع فإن هير أزهرا من الهيرات العميقة يصل إلى 13، 14، 15 باعا – كذلك كان

هيـــر )بولثامة( وهو من الهيرات الممتازة، لكن كانت تكثـــر فيه اإلصابات بالضر، وفي البداية يصيب الغاصة

ثم يلحق بالسيوب فإذا رأوا أن الضر قد زاد بينهم فإنهم يهربون منه؛ حيث تقلع السفينة مشرعة من المكان.

مع العلم إن هير )بولثامة( من أشد الهيرات عمقا حيث يصل عمقه إلى 23 باعا هذا باإلضافة إلى كونه من

الهيرات البعيدة جدا؛ فالسفن تعبر المياه العميقة حتى تتمكن من الوصول إليه.

Page 167: Pearl and Diving

171

وباإلضافة إلى الهيرات التي كان يعتقد أنها مســـكونة، كانت هناك سفن تشتهر بأنها مسكونة أيضا؛ وقد

بلغـــت شـــهرة إحداها إلى درجة أن أطلق عليها اســـم األرواح، وهـــي جالبوت وكانت ملـــك ماجد الخليفي من

دولـــة قطر واســـمها )النابند( ويقولون إنه ال يمر موســـم دون أن يموت أحد أفراد طاقمهـــا، نتيجة األرواح التي

تسكنها.

إال أن أشـــهر حكايـــة حول الجان وكانت تســـكن الخيال الشـــعبي ويتداولهـــا البحارة حكاية )الجنيـــة أم المنز(.

تقـــول الحكاية: إن أحد الغواصين نزل إلى قاع البحر؛ لكي يلتقط المحار فوجد جنية على هيئة امرأة جالســـة

تحـــت حشـــائش البحر التي يلتصق بهـــا المحار. وقالت له: لـــن أدعك تغوص أنت وزمـــالؤك حتى تعودوا إلى

البـــالد وتحضـــروا المنـــز لطفلـــي. نبر )خرج( الغـــواص وأخبر زمـــالءه بأن في القـــاع جنية ترفض أن تســـمح لهم

بالغـــوص في الهير حتى يجلبوا لطفلها المنز، خاف )اليزوه( وهرعوا إلى النوخذة وضغطوا عليه حتى وافق

على العودة إلى البالد، وتلبية رغبة الجنية.

عـــادت الســـفينة إلى البالد وذهب اليزوه إلى الســـوق، واشـــتروا )المنـــز( ووضعوا فيه حصيرا بـــدال من الفراش

وربطوه بحبال. وعادوا به إلى الهير الذي تسكنه الجنية، وكأن هناك من يقودهم إلى المكان الذي توعدتهم

فيـــه تلك الجنية. وجهز الغاصة أنفســـهم وعلقوا الديايين في رقابهم وأمســـكوا بحبالهـــم، ونزلوا إلى القاع

والمنز معهم. فوجدوا الجنية جالسة وطفلها في حضنها.

وعندمـــا أنزلوا )المنز( حملت وليدها ووضعته في وســـط )المنز( والغواصيـــن حواليها يجمعون المحار وهم

يراقبونهـــا. وبعد ذلك نبروا إلى الســـطح وركبوا ســـفينتهم. وقالـــوا اآلن ارتحنا وتخلصنا من ســـحرها. ورفعت

السفينة شراعها وابتعدت عن المكان.

Page 168: Pearl and Diving

172

مـخاطر الغوص:

يتعـــرض الغواصـــون في قـــاع البحر أثناء جمـــع المحار إلى عدة أخطـــار قد يودي بعضهـــا بحياتهم، ومن هذه

المخاطر:

1- سـمكة الدجاجة: ســـمكة سامة لها أشـــواك تضرب بها. وطول الدجاجة نحو شـــبر، والكبيرة طولها نحو

ذراع، ولونهـــا بني فيه بعض االســـوداد واالحمـــرار، وعليها نقط خفيفة. وعندما تكون في قعر البحر تشـــبه

الدجاجة وتسمى في بعض إمارات الدولة بديك البحر، ولها زعانف كالجناح وفمها كفم السمكة. وإذا ما

خرجت من البحر تكون أشبه شيء بالسمكة العادية.

في جسم سمكة الدجاجة أشواك سامة تضرب بها. أما الديك فيهجم على الغيص.

إذا رأى اإلنســـان ســـمكة الدجاجة وهي ملقاة على ســـطح الســـفينة ال يصدق أن رآها في البحر أنها هي حيث

يختلف شكلها اختالفا كبيرا عنها في البحر.

Page 169: Pearl and Diving

173

2- الـدول: حيوان هالمي مســـتدير لـــه زعانف طويلة تســـمى عقوص. ولونـــه يميل إلى الحمـــرة، ولونه في

الغالب أبيض وجسم الدول شفاف أشبه شئ بقطعة الجلي المعروفة. وأشد أنواع الدول األزرق ويسمى

)لويفي( وضربته شديدة كالحريق، ويعالجون ضربة الدول بالمريس مريس التمر.

بعض الدول تكون ضربته شــــديدة حيث تحدث قروحا في الجسم. يسير الدول سيرا بطيئا والتيار هو الذي يدفعه،

وفــــي بعــــض الســــنين يكثر الدول وفــــي بعضها يقل أو ينعدم وينشــــط في فصــــل الصيف ويتكاثــــر. وأحيانا يأتي

الغواصون إلى الهيرات للغوص دون أن يشاهدوا دوال واحدا، ولكن سرعان ما يرون العديد منه يمر عليهم زرافات.

يتقي الغاصة شـــر لســـعة الدول بلباس أسود أو أبيض خفيف يلبسونه عندما يوجد الدول ويسمى اللباس )

لباس الغوص (.

وقيل الكثر من الشعر عن الدول ومنها هذه األبيات:

انـغوصـــه نـــوازي والبحر ما دول والمـــاية شـرا الحـنا

يوم يانا السم في عقــوصـه الســـــــنـه آزم بيـــمـــــــــحـنا

)صورة لحيوان الدول(

Page 170: Pearl and Diving

174

األحياء البحرية التي تستعمل السم بهدف الحماية والهجوم.

هنـــاك بعض األحياء البحرية تحتوي أجســـامها على غدد تفرز الســـم في حالة الهجـــوم أو الدفاع عن النفس،

وتخزن المادة الســـامة في بعض األســـماك كبسوالت خاصة بالجسم، وعند البعض اآلخر في قاعدة األسنان

أو فـــي قاعدة األشـــعة الخشـــنة للزعنفـــة الظهرية، وفي جميـــع الحاالت يصل الســـم بعد حـــدوث الوخزة من

السمكة بواسطة قناة أو أخدود إلى المصاب للجسم، حيث يحدث االلتهاب بسرعة يؤدي أحيانا إلى الموت.

تالحظ األحياء البحرية الســـامة في الخليج العربي ضمن أنواع البوليبوس الهيدروبيولوجي وقناديل وقنافذ

البحر والقراميط والرخويات والثعابين البحرية.

تشير البحوث إلى أن غالبية الحيوانات الالحشوية تعتبر خطرة، وينتمي إليها المرجانات واألكتينوم وغيرها،

وتحتوي أجسام الحيوانات الالحشوية على شكل كبسولة )الكيس السلكي( تحتوي على شعرة منطوية

حلزونية وعند تهيجها تنفض هذه الشعرة، وتخرق جلد الفريسة وتدخل إلى جسمها سم الكبسولة.

Page 171: Pearl and Diving

175

المورينا أو الناچـوت:

يسبب المورينا خطرا حقيقيا على حياة الغواصين والسباحين... والمورينا سمك غير عادي، ذو جسم طويل

شريطي الشكل، ملون بألوان مبرقشة.

األسماك ذات اللحم السام:

دلت البحوث على أن بعض األســـماك المفضلة، والتي تعتبر من األسماك ذات القيمة التجارية في منطقة

معينة قد تكون سامة في مناطق أخرى من العالم، ولم تظهر أسباب لهذه الظاهرة الغريبة بصورة قاطعة

حتى اآلن... إال أن هناك بعض التفسيرات العلمية لهذه الظاهرة يمكن إيضاحها في األسباب التالية:

1- تتحول األسماك التجارية إلى الحالة السامة عندما تتناول غذاء يحتوي على مواد سامة تتجمع في بعض

أجزاء جسم السمكة.

2- قد تصبح بعض أجزاء الجســـم )الكبد - الجهاز التناســـلي( ســـامة بصورة مؤقتة؛ نتيجة لبعض العمليات

الفسيولوجية بالجسم والتي تحدث في فترات معينة.

Page 172: Pearl and Diving

176

ويعتقد أن األسماك المصادة من المياه االستوائية قد تصبح سامة نتيجة لظروف الحفظ غير الصحيحة؛ بما

يؤدي إلى سرعة فساد السمك بسبب درجة الحرارة العالية.. ويعيش بالخليج العربي بعض األنواع السمكية

التي تنتمي إلى عائلة )فقل أو أعنزة( البطن شوكات حيث تظل طول السنة على الحالة السامة حتى ولو

كانت من األســـماك الطازجة تماما... ويسمي الصيادون في بعض البلدان هذه السمكة بسمكة )البالون(

حيث إنها تنتفخ كالبالون طبقا البتالعها كميات من الماء أو الهواء عند الشعور بالخطر،

أو عند رفعها من الماء، وتحتوي هذه األســـماك على الســـم، وتتجمع الســـموم أساســـا في األغطية الجلدية

وغالف الغشـــاء المخاطي وكبد الســـمكة، وعند انتقال هذا السم إلى القناة الهضمية لإلنسان يسبب ألما

حادا وتشنجا ويؤدي إلى شلل الجهاز العصبي، وعادة ما يؤدي إلى الموت.

Page 173: Pearl and Diving

177

سمكة اليري أو الثعبان ذو الشوارب:

الجســـم مســـتطيل ثعباني الشـــكل، توجد علـــى البوز أربعـــة أزواج من الشـــوارب ومن هنا جاءت التســـمية،

تشاهد شوكة واضحة أمام كل من الزعانف الظهرية والصدرية.

األسماك صغيرة الحجم، ولكنها ذات خطورة على حياة السباحين والصيادين بسبب وجود األشواك، ويراعى

عند صيد هذا النوع من الســـمك بالســـنارة عدم رفع السمكة المصادة منها أو لمسها، ويجب التخلص منها

فورا بقطع الخيط والســـنارة، تتصف هذه الســـمكة بالحيوية الكبيرة والحركة الشديدة القوية عند رفعها من

الماء.

تعيش ســـمكة الثعبان في المياه العكرة وغير الصافية وتوجد على شكل مجموعات، وتعتبر من األسماك

المنقرضة في دولة اإلمارات العربية المتحدة.

Page 174: Pearl and Diving

178

أسماك الباراكودا )الجـــد(:

تعتبر أســـماك الباركودا من األســـماك المفترسة التي تنتشـــر بالبحار والمحيطات، وتحتل المرتبة الثانية بين

األحياء البحرية بالنســـبة لمدى خطورتها، ولها ســـمعة سيئة بين هواة الســـباحة والغطس، وهذه السمكة

مزودة بفكين قويين وأسنان كبيرة طويلة نابية الشكل عادة.

وخالفـــا لآلثار نصـــف الدائرية التي تنتج عن عضـــه الجرجور فإن الباراكـــودا يترك على المصـــاب جروحا عميقة،

والباراكـــودا ال يطـــوف حول الفريســـة؛ بل يتبعها انتظارا للحظة المناســـبة للهجوم، وبهـــدف طرد الباراكودا

بعيدا يجب القيام بحركة مفاجئة باتجاهه، ثم الخروج فورا من البحر، وأخذ الحيطة والحذر، ومراقبته جيدا حيث

ربما يناور للهجوم مرة أخرى.

يصل طول الباراكودا أحيانا كثيرة إلى المترين. وال يجوز استخدام البندقية في صيده؛ حيث تستطيع سمكة

الباراكودا المجروحة إلحاق الضرر البالغ بالســـباح، وفي حالة حدوث الجروح ينبغي معالجتها كما سبق شرحه

بالنسبة لليراير )سمكة القرش(.

اليريور الرمادي:

لـــون الظهر رمادي، يميـــل لألبيض على البطن، لون جميـــع الزعانف رمادي يصبح فاتحـــا على أطرف الزعانف

الصدرية والبطنية والشرجية، أما الجزء الخلفي للزعنفة الذيلية فهو قاتم اللون، األسنان على الفك العلوي

مثلثية الشكل، وعلى الفك السفلي ضيقة قائمة الزوايا، الزعنفة الصدرية طويلة، أقصى طول لهذا النوع

يبلغ 2,3 متر.

Page 175: Pearl and Diving

179

الرخويات:

تعتبر الرخويات سامة رغم أن هواة جمع القواقع يعشقونها؛ لجمال زخارفها وألوانها الزاهية وروعة صدفتها.

تعيش الرخويات عادة تحت الصخور، وبين الشعب المرجانية، وبين المرجانيات وتزحف على الرمل.

الجهاز الســـام في المخروط عبارة عن غدة ســـامة وكيس يحتوي على المادة السامة. والقناة التي يجري بها

الســـم إلى الفريســـة عن طريق الجهاز النابـــي الذي يقوم بمهمة الوخز، بعد حـــدوث الوخزة يتقلص الكيس

والقناة ويصل السم تحت الضغط إلى اإلسنان المجوفة التي تشبه )الحربة(.

Page 176: Pearl and Diving

180

أهم المخاطر التي يتعرض لها الغواص

قنديل البحر )الدول(:

يطلق الغواصون وأهل البحر في منطقة الخليج العربي على قنديل البحر )الدول( ويعتبرونه عدوهم األوسع

انتشـــارا في البحر واألعماق، ومع أن حجمه ال يتجاور حجم كف اليد الواحدة، إال أنه يتسبب في التهابات وحروق

جلدية مؤلمة جدا. وقنديل البحر حيوان بحري هالمي، يشـــبه قطعة حلوى الجيلي، مســـتدير له زعانف طويلة

تشبه خيوط الحرير األبيض تسمى بالمصطلح العامي )عقوص(، ومن أخطر أنواع القناديل نوع )اللويفي(.

كان الغواصـــون في زمن الغـــوص لصيد اللؤلؤ يعالجون إصابات حروق قنديل البحر )الدول( بالرماد والملح،

أو بمعجـــون التمـــر؛ حيث يقوم البحارة بإعداد قـــرص من معجون التمر والملح والكركم، ثم يســـخنون قرص

المعجون على صفيح ســـاخن، ثم يضعون قرص المعجون مكان اإلصابة، وتجدر اإلشـــارة إلى أن هذا القرص

يصلح لمعالجة بعض أنواع القروح.

الـرماي:

وهو نوع من قواقع البحر الصغيرة الحجم، ســـوداء اللون، مزودة بأشـــواك غليظة تضرب بها الغواص إذا مد

يده إليها، فتسبب له آالما مبرحة ال تسكن إال إذا حك الغواص يده المصابة.

)صورة لحيوان الرماي(- تصوير – جمعة بن ثالث – 2011

Page 177: Pearl and Diving

181

فـرس البحر )أبو زيزي(:

وهو ســـمكة صغيرة الحجم، يبلغ طولها في حوض الخليج العربي حوالي ثالثة ســـنتيمترات، وجهها يشبه

وجـــه الحصان، وفمها مدبب ودقيـــق، يطلق عليها أهل البحر في منطقة الخليج العربي اســـم )بوزيزي(؛ ألنها

تصدر صوتا خفيفا يشـــبه األزيز عندما تدخل في معركة ما للدفاع عن نفســـها، وألنها تعتقد أن الغواص أحد

أعدائها؛ فإنها تبادر إلى مهاجمته بنقر عينيه وأذنيه، فتصيبه بأضرار بالغه أحيانا.

Page 178: Pearl and Diving

182

اللـخمـة:

وهي ســـمكة مستديرة الشكل، مزودة بذيل طويل مزود بشـــوكة في منتصفه. وإذا صادفت هذه السمكة

غواصا في األعماق وبدا لها أنه يتحرش بها بادرت إلى ضربه بذيلها المزود بشـــوكة ســـامة، تســـمم الغواص

الذي يصاب بما يشبه صعقة التيار الكهربائي، وتعالج هذه اإلصابة عادة بالكي بالنار.

وإذا كانـــت اللخمـــة كبيرة الحجم؛ فإنها تتســـبب بموت الغـــواص، أما إذا كانت صغيرة الحجـــم، فإن إصابتها

تعالج بكمادات الرماد الحار، والملح والتدليك المستمر.

واللخمـــة أنواع: منهـــا اللخمة الرقطة، وأم ســـعيفة، واللخمة الســـوداء التي ترافق بعض األســـماك الكبيرة،

وهي من األســـماك الخطيرة، وذات شـــوكة مؤذية في مؤخرة ذيلها وشوكتها رمحية يسهل دخولها ولكن

خروجهـــا صعـــب فقد يمزق اللحم الذي دخلت فيه، وهي ال تهاجم إال إذا حوصرت وشـــعرت بالخطر فإنها ترفع

ذيلها كالعقرب.

Page 179: Pearl and Diving

183

خطر سكرة األعماق:

فـــي أعماق البحر، وبســـبب ضغـــط كتله الماء الضاغطـــة على رأس الغـــواص، يصبح الغـــواص في األعماق

أقـــل اتزانا مما هو عليه فوق ســـطح الماء، فإذا كان هذا الغواص حديـــث العهد بالغوص، وقليل الخبرة، فإنه

يتعرض لما يســـمى بســـكرة األعماق التـــي قد تودي بحياته وهو تحـــت الماء، أعزل إال مـــن الفطام، والخبط،

والشمشـــول، دون وســـائل الغـــوص الحديثة التي يوجـــد فيها وســـائل االتصال التي تســـاعد الغواص على

االتصال برفاقه العاملين على متن السفينة فوق سطح البحر إذا شعر أنه يقترب من أي خطر كان.

مخاطر ضعف الرؤية في األعماق:

وفـــي زمن الغوص على اللؤلؤ حيث كان الغواص يعتمد على قدراتـــه البدنية، وعلى أدوات غوص تقليدية

قديمة، كان الغواص في ذلك الزمن يعتمد على عينيه المجردتين لرؤية األشياء في األعماق.

وبســـبب ضعف الرؤية في األعماق، كان الغواص فيما مضى يعرض نفســـه لمخاطر كثيرة ومختلفة كنا قد

ذكرناها آنفا، كأســـماك القرش، واللخمة، وبقية األســـماك الخطرة الســـامة، وذلك عندما يقترب منها حذرا أو

منتبها؛ ألنه بطبيعة الحال لم يتمكن من رؤيتها جيدا.

مخاطر حبال الغوص:

ونعني بحبال الغوص، أو حبال الغواص حبلي: اليدا والزيبن.

وحبـــل اليـــدا، أو األيدة، هو الحبل الذي يصل الغواص الذي يعمل تحت ســـطح الماء في قاع البحر، بالســـيب

الذي يعمل على متن سفينة الغوص فوق سطح الماء، والذي يقوم بمراقبة الغواص وسحبه فوق السطح،

ويصل طول هذا الحبل إلى ثمانين مترا تقريبا، ويكون طرفه األول بيد الســـيب؛ الســـتقبال إشـــارات الغواص

المتعارف عليها، وطرفه الثاني مع الغواص في األعماق، مربوطا إلى قوس الديين.

أما حبل الزيبن، فهو الحبل الذي يصنع من ألياف النخيل، والذي تعقد بطرفة كتلة الرصاص، أو حجر المثقال

الذي يستخدمه الغواص لسرعة النزول إلى قاع البحر، والذي يسحبه السيب إلى األعلى فور وصول الغواص

إلى القاع، ويصل طوله إلى أربعين مترا تقريبا. وخطورة هذين الحبلين بالنسبة للغواص تكمن في احتمال

التفـــاف أحدهما، أو كليهما حول رقبته أثناء نزوله الســـريع إلى األعماق بواســـطة الثقـــل، أو في األعماق، في

اللحظة التي يقوم فيها الســـيب بسحب الحبل بســـرعة وقوة إلى األعلى، مما يعني موت الغواص اختناقا

تحت سطح الماء، أو انقطاع حبل اليدا من السيب أثناء وجود الغواص في األعماق تحت سطح البحر.

Page 180: Pearl and Diving

184

مخاطر خطأ السيب

ســـبق أن قلنا أن الســـيب رجل قوي يقظ حـــذر، وأن عليه مســـؤولية عظيمة تتمثل فـــي المحافظة على حياة

الغواص أثناء وجوده في أعماق الخليج؛ فهفوة بسيطة، أو خطأ صغير قد يؤدي إلى هالك الغواص.

وإضافة إلى قوة الجســـدية والعضلية، وإضافة إلى يقظته وحذره البالغ، فإن الســـيب يتمتع بخبرة عالية في

مجال الضغط البحري الواقع على رأس وأذني الغواص؛ ولذلك فهو- أي السيب – ال يقوم بسحب الغواص

بسرعة بالغة دفعة واحدة من األعماق إلى السطح عندما يكون الغواص تحت سطح الماء، على عمق يزيد

عن عشـــرة أمتار، بل يقوم بســـحبه على مراحل متدرجة، تتفاوت حســـب األعماق التي يعمـــل الغواص فيها،

وحسب الزمن الذي يقضيه الغواص تحت الماء دون تنفس. وبسبب دقة وأهمية عمل السيب، يكون عادة

عدد رجال السيب على متن سفينة الغوص، أكثر من عدد رجال الغوص.

األمراض التي تصيب الغواصين والسيوب:

1- الطنـان: مرض يصيب الغاصة في أذانهم؛ فيحدث ألما وطنينا فال يســـتطيع الغيص أن يغوص، وعندما

يجهد الغيص نفسه وفي قاع البحر، تنفجر أذنه؛ فيخرج الدم، وأحيانا يكون دما كثيرا، وبعد ذلك تبرأ وأحيانا ال

يستطيع الغيص بعد ذلك أن يغوص ويتأذى من أذنه حيث يصبح سيبا.

2- الــصرع: يصاب بعض الغاصة بالصرع من جراء ما يشـــاهده في قاع البحر من مناظر موحشـــة مفزعة، وال

ســـيما في البحار العميقة. ويكون في بعض السفن الكبيرة )مطوع( أي قارئ القرآن الكريم والتعاويذ على

المصروع. وداء الصرع معروف شديد الخطورة.

3- السـمط: مـــرض جلدي يصيـــب الغاصـــة لمكوثهم الطويل فـــي البحر فتتـــأذى جلودهـــم، ويظهر عليها

الطفح والقروح كقروح الجدري؛ فيتعب الغاصة منها.

إن بعـــض الغاصة يكون الســـمط حـــول أعينهم؛ فيؤثر عليهـــا حتى أن بعضهم يضعف بصره؛ فيمســـكهم

أصحابهم عند خروجهم من البحر إلى السفينة؛ لئال يقعوا على المجاديف ونحوها.

ويعالـــج الســـمط بوضـــع )الجفت( وهو عبارة عن الشـــب )حجـــر الزجاج( وقشـــور الرمان والقرط مســـحوقة مع

بعضها ناعمة، ويضعها الغيص على جسمه بعد مزجها مع القليل من الماء الحلو قبيل النوم ليال.

4- حشــوه: تصيـــب الغواص في الصدر حشـــرجة من جراء الغوص وهذه تصيـــب الغاصة فقط، وإذا أصابت

الغيص فإنه ال يستطيع أن يغوص. ويعالج الحشو باألدوية الشعبية، وال سيما بالحلبة.

5- الكحة والسعال: يصاب أكثر من في السفينة بكحة وسعال شديدين.

Page 181: Pearl and Diving

185

6- الجروح والصدمات: أحيانا تكون الســـفن قريبة مـــن بعضها البعض، والجميع يغوصون، خاصة إذا كانوا

علـــى )تبـــراة( صغيرة فتراهم يزدحمون عليها. وكم من غيص أصيب بجروح في رأســـه من جراء حجر غيص آخر

أصابه وهو خارج إلى سطح البحر، فيخرج والدم ينزف من رأسه. وكم من غيص ضربه أسفل السفينة فجرحه.

وكـــم مـــن غيص اشـــتبك حبله )اإليـــدة( حبل اإلنقاذ مع حبـــل غيص آخر؛ فيتعب الســـيب كثيرا في جـــره أحيانا

ويكون هناك الخطر على الغيص إذا لم يسعف في الحال. كذلك السفن تصطدم ببعضها وتتكسر بعض

أجزائهـــا. وتكـــون هناك معركة حامية بين الســـفن ومن في الســـفن، وهذه المعركة على حســـاب الغيص؛

حيث هو الذي يصاب بأضرار جسيمة، وكأن األضرار واألخطار األخرى لم تكفه فأصيب بهذه أيضا.

7- الشاقة: مرض يصيب الغاصة؛ فيحدث ألما شديدا بالجبهة ولهم طريقتهم في عالج الشاقة. وهناك مرض

معروف عند العرب قديما اسمه قريب من الشاقة هو مرض )الشقيقة( وهو ألم يحدث في منتصف الرأس.

أمراض رحلة الغوص

تكثـــر أمراض رحلـــة الغوص؛ والســـبب انعدام الخضـــراوات والفواكه على متن ســـفينة الغـــوص، حيث كان

الغواصون بشكل خاص، وبقية رجال البحر بشكل عام يتعرضون للعديد من األمراض أهمها:

1- أمراض نقص المناعة، واألنفلونزا، والزكام الناجمة عن عدم تناول الخضراوات والفواكه، ونقص فيتامين

)ث( والذي يؤدي إلى تساقط األسنان، وكانت مؤخرة سفينة الغوص تعج بهؤالء المرضى.

2- أمراض المعدة الناجمة عن تلوث األطعمة، والتي كانت تعالج بخلطة من األعشاب الطبيعية المطبوخة،

ومن أشهرها خلطة )الحلول(.

3- أمـــراض الصـــداع الناجمة عن: الحرارة والرطوبة والتعب والضغط البحري تحت ســـطح الماء، والتي كانت

تعالج بخلطة الحلول أيضا.

4- مرض التسمط الناجم عن التعرض للحرارة، والرطوبة، وطول فترة البقاء تحت سطح مياه البحر المالحة،

والـــذي كان يســـبب احمرار جلد الغواص، وتشـــققه، وإصابتـــه بااللتهابات المختلفة فيما يشـــبه حروق الدرجة

الثالثة؛ بســـبب تعرضه ألشـــعة الشـــمس الحارقة، وكان مرض التســـمط يعالج بخليط من الجفـــت، والدباغ،

والقـــرط، والهليهلي، والكركم وغيرها من األعشـــاب. والقرط هو نوع من أنواع األشـــجار المحلية، يطحن ثم

يعجن طحينه بالماء، ثم يمزج بالمواد األخرى في طاســـة تســـمى )أكعبـــة أو قبعة( مصنوعة من غالف جوز

الهنـــد، وبعـــد حوالي 24 ســـاعة يتحول المزيـــج إلى مرهم يطلى به جســـد الغواص أو البحـــار، وكانت عملية

الدهن هذه تسمى )دباغ أو دباغة( فيقال: ادبغوا على الغيص أي قوموا بطالء جسده بالخليط.

Page 182: Pearl and Diving

186

العالج في رحلة الغوص:

مـــن خـــالل ما تقـــدم يتضح بأن رحلة الغـــوص كانت من الرحالت الشـــاقة التـــي يتعرض أصحابهـــا للكثير من

المخاطر أثناء العمل.

وكذلك فإن البحارة والغاصة بحكم اإلجهاد وســـوء التغذية أحيانا، وقلة النظافة كانوا أيضا معرضين لكثير

من األمراض المختلفة.

إن من أهم األمراض التي تصيب الجهاز التنفسي الناشئة عن االنتفاخ الرئوي، وأمراض الضغط، مثل النزيف

الدموي. كما رأينا كيف كانوا في كثير من األحوال عرضة لإلصابة بالصمم الناتج عن الضغط الشـــديد على

طبلة األذن.

ورغـــم تلـــك األخطـــار فقـــد كان العالج الطبـــي عند البحـــارة والغواصيـــن في رحلـــة الغوص ال يتعـــدى الطرق

واألســـاليب الشـــعبية المكتســـبة بالخبـــرة، والمتوارثـــة جيال بعـــد جيل. فلم يكـــن هناك مســـتحضرات طبية

كيميائية، وال تشـــخيص طبي للمرض، وكان ذلك أمرا طبيعيا؛ لبعد أهل الرحلة عن مراكز العالج من ناحية،

ولعدم معرفتهم بطرق العالج الحديثة من ناحية أخرى؛ وكذلك فقد كانوا يفضلون ما اعتادوا عليه من طرق

بدائيـــة لعـــالج مرضاهم في عـــرض البحر، مطبقين بذلك المثل العربي الذي يقول )اســـأل مجرب، وال تســـأل

طبيب(.

فكانـــوا، مثـــال، يعمدون إلى اســـتخدام المســـهل فـــي كثير من األحيـــان لقناعتهم بـــأن )المعدة بيـــت الداء،

والحمية رأس الدواء(، ويطلقون على المسهل )الحلول(؛ ألنه يحل المعدة.

Page 183: Pearl and Diving

187

وحيـــن يصـــاب أحدهم بتشـــقق الجلد من مـــاء البحر وكثـــرة المكوث فيـــه، وما ينتـــج عنه من ظهـــور البثور أو

الدمامـــل؛ فإنهم يســـتخدمون بعض األمـــالح القلوية والنباتية، التـــي يحضرونها معهم لمثـــل هذه الحاالت

الخاصة، مثل )الجفت( و )القرط( الذي يخلط ببعض الماء، وتدهن به مواضع اإلصابة.

)صورة عشبة القرط التي كان يتداوا بها الغاصه والسيوب أثناء رحلة الغوص(. 2011

Page 184: Pearl and Diving

188

اآلثار الصحية للغوص:

تركت مهنة الغوص آثارا صحية سيئة على العاملين فيه، يعود بعضها لطبيعة حياة البحارة والعاملين في

رحلـــة الغـــوص، والبعض اآلخر كان نتيجـــة لما يتعرض له العاملون في الغوص مـــن مخاطر عند مزاولة هذه

المهنة.

فأمـــا ما نشـــأ عن طبيعة حيـــاة الغوص ونظامهـــا، فيتلخـــص بالضعف العـــام، والهزال عنـــد العاملين بهذه

المهنة. وكان ذلك يزداد سوءا يوما بعد يوم حتى يصل ذروته في المعاناة الصحية في آخر أيام الرحلة.

ويرجع السبب في ذلك إلى الجهد اليومي الشاق الذي كان العاملون يبذلونه في رحلة الغوص، في الوقت

الـــذي كان غذاؤهـــم فيه محدودا علـــى وجبات خفيفة في النهار، ووجبة واحدة دســـمة في المســـاء، إال أنها ال

تقابل وال تعوض مقدار الجهد المبذول طوال النهار.

وكان أكثـــر من يعاني مـــن ذلك النظام الغذائي المحدود هم الغواصون، الذين كانت طبيعة عملهم في

أعمـــاق البحـــر تفرض عليهم أن يقتصر طعام الواحد منهم في النهار على كمية محدودة من التمر، وشـــيء

قليل من القهوة والشـــاي. وكذلك كان من المعاناة الصحية في رحلة الغوص أن الغذاء والشـــراب المقدم

إلـــى العامليـــن، عالوة على قلته مقابل ذلك الجهد المبذول من البحارة، كان خاليا في الغالب من الشـــروط

الصحية من حيث النظافة، ناهيك عن أن هؤالء العاملين كانوا كثيرا ما يضطرون إلى أن يشـــربوا الماء حارا

وكـــدرا، إلى غيـــر ذلك من األمور التـــي تزيد من معاناتهم، والتـــي كانت آثارها تنعكس ســـلبا على صحتهم،

وهنـــاك معاناة أخرى على ظهر الســـفينة في رحلة الغوص، تتمثل في ضيق المكان على ســـطح الســـفينة

وخاصة أثناء النوم؛ حيث كان الواحد منهم يضطر أن ينام مالصقا لآلخر على فراشه، الذي إن وجد، فهو عبارة

عن قطعة من نسيج من الحبال الخشبية وجادر قطني خفيف.

ومن ال يتوفر له فراش كان ينام على المحار اليابس الخشن، ذي الرائحة الكريهة. وبالرغم من ذلك كله، فقد

بـــدا أن العمـــل المرهق والمتواصل للبحـــارة والغواصين طوال اليوم، والذي كان يتراوح ما بين اثنتي عشـــرة

ســـاعة إلى ســـت عشرة ســـاعة في اليوم، كان ينســـي هؤالء معاناتهم وماهم فيه من مشقة، وما إن يحين

موعد النوم حتى تراهم وقد غطوا في سبات عميق وهذا يدل على مقدار تلك المعاناة عند هؤالء.

أمـــا الجانب الثاني مـــن اآلثار الصحية للغوص، فكان متمثال في اإلصابـــات التي كان العاملون في الغوص،

وخاصة الغواصون منهم، يتعرضون لها أثناء قيامهم بأعمالهم في داخل البحر.

وقـــد تنوعت اإلصابات من حيـــث الخطورة باختالف مســـبباتها، فمثال كانت اإلصابات التي تنتج عن أســـماك

القرش ذوات األســـنان الحادة من أشد اإلصابات الخطرة. فأسنان القرش تشبه المنشار، وإذا ما تمكن القرش

Page 185: Pearl and Diving

189

مـــن الغـــواص فإنه غالبا ما يؤدي إلى بتر أحـــد أطراف الغواص. بل إن هناك بعض الحـــاالت التي تمكن فيها

ســـمك القرش مـــن أن يقطع الغـــواص نصفين. ومن األســـماك الضـــارة بالغواصين ســـمكة اللخمة، وهي

سمكة مستديرة لها ذيل طويل كالسوط، وبها شوكة سامة.

وكان الغواصون يخشـــون من هذه الســـمكة كثيـــرا؛ ألنها أحيانا تعتلي ظهر الغواص وهو مشـــغول بجمع

المحار، فإذا ما كانت لخمة كبيرة وجثمت على ظهره، فغالبا ما يكون معرضا للموت، وإن نجا الغواص من

الموت، فلن يخلو من إصابات مختلفة، مثل النفر الذي يشبه آثار الجدري.

ومـــن األســـماك المؤذيـــة للغواصين أثناء الغوص، ســـمكة تعرف باســـم )الدجاجة(. ويتـــراوح طولها ما بين

الشـــبر والذراع، وعندما تكون في البحر فهي أشـــبه ما تكون بالدجاجة العادية الجالسة على بيضها، أما خارج

البحر، فهي تشبه في شكلها األسماك المعتادة.

وأخطر ما في الدجاجة، شـــوكتها الســـامة التي كانت تضرب بها، وتشبه في ضربتها لسعة العقرب؛ ولذلك

فالمصـــاب منهـــا يعالـــج بنفس العالجـــات المعتـــادة عندهم للســـعة العقرب، وأحيانـــا كانت تـــزداد خطورة

اإلصابة من الدجاجة إذا ما انكســـرت الشـــوكة في جســـم المصاب، يؤدي األمر، في كثير من األحيان، إلى أن

يشل الجسم المصاب، خاصة إذا ما كانت ضربتها قوية.

ومـــن الحيوانـــات البحرية الخطـــرة على الغواصين حيوان يســـمى )الدول(، وهو حيوان بحـــري هالمي يطفو

على ســـطح الماء، وال يهتدي إلى جهة معينة في ســـيره، وإنما تتقاذفه األمواج من موقع آلخر. وحجم الدول،

عادة، قدر كف اإلنسان وتتصل فيه خيوط طويلة، بمقدار ذراع.

وإذا المس جزء من هذا الدول جســـم اإلنســـان ســـبب له جروحا محرقة، بل إنه كان في بعض األحيان يتســـبب

في إعاقة العضو الذي يالمسه.

وإضافـــة إلى ذلك، فقد كانت توجد بعض الحيوانات البحرية األكثر خطورة على الغواصين مثل )اللويفي(،

وهو شـــبيه بالدول، على شـــكل دائري بحجم الدرهم، لونه أزرق غامق ينشـــط في فصل الصيف، ومالمســـته

لجســـم اإلنسان تتســـبب بحروق تشبه ضرب السياط، إال أن آالمها تزول تدريجيا بعد حوالي ساعتين من ذلك،

خاصة إذا تم تكميد تلك الحروق.

ومن الجوانب األخرى لألخطار الصحية على الغواصين، ماكانوا يتعرضون له من أمراض؛ نتيجة للغوص في

أعمـــاق البحـــر. فمن نماذج العلل التي يتعرض لها الغواصون من جـــراء الغوص في األعماق: آالم األذن الذي

يعرف عندهم بـ )الطنان(، ويعود السبب في آالم األذن عندهم إلى الضغط الشديد الذي تتعرض له األذنان

عند الغوص.

Page 186: Pearl and Diving

190

وذكر أحد الشعراء هذه األبيات في مرض الطنان فقال:

طنـــــــــــان فيـــه يضـــرب ورأس الغـــوص شـــــــــدات وتكــــــليف

عـــن يجيســـك بـــرد لحصـــــــــان أخيرلك اتشاورها على السيف

من بعد ما كنت اتغوص خيران صابتك يالشــــــاعر محـــــــــاذيف

وكثيرا ما كان الطنين يتطور إلى انفجار في طبلة األذن عند الغواص، وحينئذ يصبح عاجزا عن مواصلة عمله

كغواص؛ فيتحول تلقائيا إلى سيب.

ومـــن أمراض الغوص المشـــهورة، مـــا كان يعرف عندهم بـ )الســـمط( وهـــو مرض جلدي يصيـــب الغواصين

لطول بقائهم في الماء، ويؤدي إلى تلف الجلد وظهور الطفح والقروح عليه، وهي قروح تشبه قروح الجدري.

ويـــزداد الســـمط خطورة إذا ما وصل إلى المناطق القريبة من العين؛ حيـــث يؤدي إلى ضعف البصر، وفقدانه

تدريجيا فيما بعد؛ ولذلك لم يكن مستغربا أن يتميز العاملون بالغوص، بين أفراد مجتمعهم، بضعف البصر

وعمق األصوات.

ومن األمراض الجلدية األخرى التي يتعرض لها البحارة ما عرف عندهم بـ )أم زليغ(، وهو مرض جلدي ينشـــأ عن

تأثر الجلد من الحرارة والرطوبة، ويصيب األجزاء الحساسة من الجسم وخاصة مابين الفخذين، وكان أكثر من

يتعرض له هم السيوب الذين يبذلون جهدا كبيرا على ظهر السفن في الجو الحار والرطب.

ومـــن مفاجـــآت الماء التي قد يتعـــرض الغواصون لها في البحر ما تعارفوا على تســـميته بـ )الماية(، وهو تيار

مائي في الطبقات الســـفلى من البحر، وإذا ما كان التيار شـــديدا فإنهم يقولون: الماية حامية أي التيار شديد

وقوي. وخطر التيار على الغواصين يأتي من عدة وجوه، فقد كان الغواص يحتاج إلى جهد مضاعف للغوص

في حالة وجود التيار، هذا من جانب، وكذلك كان على الســـيب أن يضاعف جهده لســـحب الغواص في حالة

غوصه في منطقة التيارات من جانب آخر. وعالوة على ذلك فقد كان الغواص يتعرض لبعض اآلالم الصدرية

نتيجة ســـحبه بقوة. وتســـمى هذه اآلالم عندهـــم )الملع(، كما أن عملية الســـحب بقوة قد تـــؤدي أحيانا إلى

اصطدام الغواص في السفينة فيصاب بإصابة بالغة تزيد من تدهور حالته الصحية.

ومن اآلثار الصحية التي تنتج عن الغوص كذلك ما يعرف عند الغاصة بـ )العاف(. والعاف طبقة باردة جدا في

أعماق البحر، تأتي بعد طبقة المياه الســـطحية الدافئة، ويفاجأ الغواصون بها حين يغوصون؛ فتسبب لهم

آالما شـــديدة، وتزيد مـــن ضعفهم وهزالهم المتراكم في رحلة الغوص، كما أن العاف يكون ســـببا في كثير

من األحيان إلى أمراض الصدر، التي تزداد سوءا لعدم معرفتهم بأساليب العالج الحديثة.

ولم يكن خطر الغوص على الغواصين قاصرا على األمراض الجسدية، بل إن ذلك تجاوز إلى األمراض والعلل

Page 187: Pearl and Diving

191

النفســـية. فقد كان بعض الغاصة يتأثرون بما يشـــاهدونه في قعر البحر من مناظر موحشـــة ومفزعة، خاصة

كلما ازداد العمق، وكثيرا ما أدى ذلك إلى إصابة بعضهم بحاالت من الصرع.

وإضافـــة إلـــى ذلك كانت هناك بعض األمـــراض واآلثار الصحية األخـــرى التي يتعرض لهـــا العاملون في رحلة

الغـــوص، ممـــا ال يتســـع المقـــام للمزيـــد من البســـط فيها، ولكـــن ال بد من اإلشـــارة إلـــى أن أثر تلـــك األمراض

واإلصابات التي تنتج عن رحلة الغوص لم يكن قاصرا على المصاب وحده، بل إن المجتمع بأســـرة كان يتأثر

بتلـــك العلل وآثارها. فـــإن معظم تلك األمراض الصدرية والجلدية التي يصاب بها البحارة والغواصون كانت

ســـريعا ما تنتشـــر بالعدوى من المصاب إلى زمالئه على ظهر الســـفينة؛ نتيجة لالختالط من جانب، والنعدام

أبســـط ســـبل الوقاية الصحية من جانب آخر. وحين يعود هؤالء من رحلة الغوص فإن كثيرا من تلك األمراض

تنتقل إلى من يكون بانتظارهم من األهل، وهكذا.

أما األمراض األخرى، مثل عيبان األطراف أو شللها أو بترها، فأثرها بالطبع لم يكن قاصرا، أيضا، على من يصاب

بها، بل إن المجتمع سيتأثر بوجود هؤالء المعاقين الذين كانوا يحتاجون إلى رعاية خاصة من أفراد أسرهم؛

مما كان يضعف من مسؤولية رب األسرة ويزيده فوق العناء عناء.

Page 188: Pearl and Diving

الباب الحادي عشر

Page 189: Pearl and Diving

مصطلحاتالغوص واللؤلؤ

Page 190: Pearl and Diving

194

التبراة:

الهير المليء بالمحار الغني باللؤلؤ.

الحـد:

من مغاصات اللؤلؤ القليلة العمق.

الرداد:

هو باقي المحار الذي لم يفلق.

السيفية:

من مغاصات اللؤلؤ.

الـعميرة:

من مغاصات اللؤلؤ الغنية بالمحار.

اللجــة:

من مغاصات اللؤلؤ العميقة القريبة من جزيرة صير أبونعير.

أم الدلخ:

من مغاصات اللؤلؤ المتعكرة المياه من شدة التيارات البحرية.

أم الشيف:

من أكبر مغاصات اللؤلؤ في دولة اإلمارات العربية المتحدة وأشهرها.

أم الـقـرم:

من مغاصات اللؤلؤ.

Page 191: Pearl and Diving

195

أم الفلـق:

من مغاصات اللؤلؤ.

أم الكركم:

من مغاصات اللؤلؤ.

أم النمل:

من مغاصات اللؤلؤ.

إمخمل:

مجموعة الآلليء جمعت في قطعة قماش لونه أحمر.

Page 192: Pearl and Diving

196

آنـة:

وحدة وزن من أوزان اللؤلؤ.

أيـدا أو يـدا:

هو الحبل الذي يمسكه الغواص بيده عندما ينزل إلى قاع البحر.

أثمدي:

إذا كان اللؤلؤ لونه أثمدي صار اسمه أثمديا.

Page 193: Pearl and Diving

197

النهام:

هو شـــخص متخصص في إنشـــاد األغاني المصاحبة للعمل على ظهر الســـفينة، ووجوده في الســـفينة له

أهمية خاصة بالنســـبة للبحارة، وربان الســـفينة على حد ســـواء، خاصة إذا كان من محبي الطرب. وبالنســـبة

للبحـــارة فـــإن وجوده معهم ومشـــاركته بالغناء تعنـــي الكثير لهم، ويقـــوم النهام أيضا بأداء أغاني الســـمر

للترفيـــه عـــن البحارة في أوقات الفراغ ؛ ولذلك فإن لهذه الوظيفة أهمية خاصة في ســـفينة الغوص؛ ولذلك

االعتبار فإنه يأخذ نصيبا مقررا في األرباح يقدر بسهم ونصف. ويكرم النوخذا المشهورين منهم بإجزال العطاء

لهم.

ويصاحب النهام ســـفن الســـفر أو التنقل أيضا، ويوجد في السفن الكبيرة التي تعمل في الغوص أكثر من

نهام.

بالسـال:

من مغاصات اللؤلؤ.

بـــاية:

وحدة وزن اللؤلؤ الصغير الحجم.

بـدام:

وحدة وزن اللؤلؤ، و)البدام( يعادل ) 1( من الدوكرة.

Page 194: Pearl and Diving

198

بدلة:

نوع من الآللئ.

بــروة:

البروة عبارة عن ورقة تعطى للغواص أو )السيب( من قبل النوخذة بأنه حر التصرف في الذهاب مع أي نوخذة

آخر، ويذكر في )البروة( مبلغ الدين الذي على الغواص.

بـزمة:

صدف يشبه المحار يعلق بالصخور، وبداخله حيوان صغير.

Page 195: Pearl and Diving

199

بشتختة:

صندوق صغير مصنوع من الخشـــب يحفظ فيه اللؤلؤ وأدوات الطواش، ومقسم إلى خمسة أقسام بينهما

فواصل خشبية؛ طوس، ميزان، مقارف، كتاب اللؤلؤ، أوزان أحجار عقيق وغيره.

Page 196: Pearl and Diving

200

بطـن:

البطن حجم من أحجام اللؤلؤ، وشكل من أشكاله.

بلبزم:

من مغاصات اللؤلؤ التي يكثر فيها محار )البزم(؛ لذا سمي بهذا االسم.

بلخوص:

من المغاصات المشهورة في إمارة دبي، وتكثر األسماك في هذا المغاص.

Page 197: Pearl and Diving

201

بالضلوع:

من مغاصات اللؤلؤ المشهورة بسمكة الضلع، وأطلق عليه هذا االسم )بالضلوع(.

بالقرب: )جربة الماء(.

من مغاصات اللؤلؤ، واشتهر بكثرة التيارات البحرية.

بلفناييل:

من مغاصات اللؤلؤ، اشـــتهر بهذا االســـم؛ لعثور أحـد الغواصين على مجموعة من )الفانييل( في قاع البحر،

والسبب يرجع إلى غـرق إحـدى سفن الغوص قبل سنتين في هذا المكان إثر عاصفة قوية.

بلـقطير:

من المناطق الساحلية البحرية القريبة من ميناء جبل علي.

بن عـذبي:

من مغاصات اللؤلؤ.

تباب:

هو من الصغار الذين لم يتجاوز عمرهم عشـــر ســـنوات، يقومون بخدمة البحارة على ظهر الســـفينة كإحضار

المـــاء، وصب القهـــوة، وتجفيف المالبس وغيرهـــا من األعمال؛ وذلـــك حتى يتدربوا على ركـــوب البحر، وهذا

خالل موسم الغوص.

تبابـة:

كيس من القماش يوضع به اللؤلؤ بعد عدة أيام من جمعه.

تـبـراة:

التبراة، هي المنطقة التي يوجـد فيها محار فيه لؤلؤ.

Page 198: Pearl and Diving

202

تـبــة:

إذا غاص الغواص مرة واحدة يقال عنها: )تبة(، والجمع )تبات(.

تسكام:

هـــو العربـــون أو المقدمـــة النقديـــة أو العينيـــة، كالطعام مثـــال، التي يدفعها تاجـــر اللؤلؤ إلى ربـــان المركب

والبحارة والغواصين والسيوب قبل المباشرة برحلة الغوص.

تلبوكة:

ا، أي توجـد به فقاعات سمي )تلبوكة(. التبلوكة لون من ألوان اللؤلؤ، فإذا كان لونه فقاعي

تنــبول:

من أنواع اللؤلؤ.

جالـس:

نوع من أنواع اللؤلؤ، فإذا كانت اللؤلؤة ذات قاعدة تجلس عليها، سميت بهذا االسم.

جـعـدي:

الجعدي هو الشخص المستأجر الذي يحل محل النوخذا في السفينة، ويدير شؤونها.

جليعة:

من مغاصات اللؤلؤ في دولة الكويت.

جـــدر:

هو الجزء الشديد التقعر من غالف محارة اللؤلؤ.

Page 199: Pearl and Diving

203

جـفـعـه:

سلة على شكل حقيبة صنعت من خوص النخلة تحفظ بداخلها مفالق المحار وذلك خوفا من ضياعها.

جيون:

الجيون تلفظ باإلنجليزية )G.One( وهو أحسن أنواع اللؤلؤ وأكبره وأكمله.

چـو:

وحــدة وزن من أوزان اللؤلؤ.

Page 200: Pearl and Diving

204

حـدادي:

غناء بحرى يعتمد في إيقاعاته على بعض القطع الحديدية.

حصـاة الغوص:

هـــي عبـــارة عن قطعة من الحجر الثقيل يتراوح وزنها بين خمســـة أرطال، أو أكثر، وفائدة هذا الحجر أنه يســـاعد

الغواص على الوصول إلى قاع البحر بســـرعة، وخصوصا في المغاصات العميقة ؛ وذلك اعتمادا على ثقل

الحجر في جـذب الغواص لألسفل.

حـلـج:

من مغاصات اللؤلؤ.

خاكة:

أردأ أنواع اللؤلؤ.

Page 201: Pearl and Diving

205

خـانجية:

من مواسم الغوص، يأتي في آخـر فصل الربيع، أي بعد موسم المجني، وذلك في شهر أبريل، ويستمر إلى

بـدء موسم الغوص الكبير.

خــبط:

قفازات جلدية ســـميكة يضعها الغواص في أصابعه؛ لحمايتها من الصخور واألشـــواك البحرية، عندما يقوم

بقطع المحار الملتصق في قاع البحر أو الهير.

خــداع أو خدعة:

موضعان عن يمين سفن الغوص ويسارها تجاه مؤخرتها، وهما عبارة عن غرف صغيرة من الخشب في عنبر

السفينة تستخدم لتخزين ما يزيد من محار.

خـرجـية:

الخرجية هو )التسقام( أي المقدمة المالية أو العينية، التي يدفعها النوخذة للغواص سلفا.

Page 202: Pearl and Diving

206

خـــرط:

لحم محار اللؤلؤ بعدما يقطع من الصدفة وينظف، ويكون جاهزا للطبخ.

خـريس:

من مغاصات اللؤلؤ.

خـريس الطير:

من مغاصات اللؤلؤ.

خريس أم الخشاش:

من مغاصات اللؤلؤ العميقة.

خريس داس:

من مغاصات اللؤلؤ القريبة من جزيرة داس.

Page 203: Pearl and Diving

207

خلوية:

ا في بيع اللؤلؤ لحسابه الخاص. هي من سفن الغوص التي يكون مالكها هو ربان السفينة، ويكون حـر

دانــة:

الدانة، اللؤلؤة الكبيرة، وتكون غالية الثمن.

دبـــاغ:

هي عملية يقوم بها الغواصون عندما يدبغون جلودهم بمادة تتكون من عشبة القرط والجفت وأعشاب

أخرى تعالج حروق الشمس.

دستـة:

الدســـتة، هي أدوات الطـــواش التي تتكون من صندوق )البشـــتختة( ومجموعة )الطـــوس( التي يصنف بها

اللؤلؤ، ودفتر أوزان اللؤلؤ، والعدسات، والميزان وغيره.

Page 204: Pearl and Diving

208

دوكـرة:

وحــدة وزن من أوزان اللؤلؤ.

رادي:

المبلغ الذي يضاف على سلفة الغواص التي اقترضها قبل الذهاب للغوص.

راس:

نوع من اللؤلؤ، يتمسك )بالطاسة( األولى عند )الغربلة(.

رتـي:

وزن من أوزان اللؤلؤ.

رداد:

هو باقي المحار الذي لم يفلق.

ردة:

فترة من فترات موسم الغوص على اللؤلؤ تكون بعد الغوص الكبير.

رديــدة:

الرديدة، هي فترة غوص بعد )الردة( ومدتها من أسبوع إلى عشرة أيام.

رضيف:

والجمـــع )رضيفة(، وهم مجموعة من الصبية الذين ال تزيد أعمارهم عن أربعة عشـــر عاما، ويقومون بالخدمة

الخفيفة، والتدرب على أعمال الغوص، وأحيانا يقومون مقام )السيب(.

Page 205: Pearl and Diving

209

رعــاف:

مرض يصيب أنف الغواصين من كثرة الغوص.

زرن:

الطرف األعلى من محار اللؤلؤ.

زني أو زنية:

نوع من المحار، مستطيل الشكل، لونه أسود، حجمه أكبر من حجم محار اللؤلؤ.

زهري:

لون من ألوان اللؤلؤ

سجني:

اللؤلؤ بيضاوي الشكل.

سردال:

هو القائد، وعند أهل البحر ) الســـردال(، وهو البحار الذي يقود أســـطول الغوص، وهو الســـنيار إلى مغاصات

اللؤلؤ.

Page 206: Pearl and Diving

210

سريدان:

مكان الطبخ في السفينة:

سطح:

مصطلح بحري يستخدمه الغواصون، ويطلق على عـدد من مغاصات اللؤلؤ ومنها )سطح بن لوتاه وسطح

الرازبوت وسطح البتيل(.

سنقباسي:

نوع من اللؤلؤ يكون لـونه أزرق فاتحا.

شــارب:

هو ما يحيط )يخرط( المحارة، أي جسمها من الداخل.

Page 207: Pearl and Diving

211

شاربية:

تسمية لصنف من أصناف اللؤلؤ غير الجيد.

شخر:

من أسماء طرف المحارة العلوي.

شـرين:

نوع من اللؤلؤ، يميل لونه إلى األصفر الفاتح، والتسمية فارسية األصل.

شمشول:

سروال أسود يلبسه الغواص عند نزوله إلى البحر.

شيف:

نوع من الشـــجر يصل ارتفاعه إلى قامة الرجل، وهو على شـــكل األشجار الموجودة على اليابسة، ويوجد في

بعض المغاصات.

صلصلة:

محـــار لونه أحمر، يوجد في الهيرات أو مغاصات اللؤلؤ، وهناك أحـد المغاصات المشـــهورة في دولة اإلمارات

ويطلق عليه اسم )أم الصلصل(؛ وذلك لكثرة محار الصلصل فيه.

طـاسـة:

طاســـة، والجمـــع )طـــوس(، وهي طاســـات بها ثقـــوب تســـتخدم لتصفيـــة اللؤلؤ حســـب أحجامه مـــن قبل

الطواش.

طبلي:

صنف من اللؤلؤ، له قاعدة تشبه الطبل يقال عنه )طبيلي(.

Page 208: Pearl and Diving

212

طـواش:

الطواش، هو تاجـر اللؤلؤ الذي يبيع ويشـــتري، والطواش ينقســـم إلى قســـمين: طواش البحر، وطواش البر،

طواش البحر: هو تاجر اللؤلؤ الذي يدور بمركبه بين مراكب الغوص؛ ليشـــتري عن ظهر ســـفينة الغوص، أما

طواش البر فيشتري وهو في المدينة.

طـواشة:

هي تجارة اللؤلؤ.

Page 209: Pearl and Diving

213

ظهر دلما:

من مغاصات اللؤلؤ المشهورة القليلة العمق.

ظهر ديينة:

من مغاصات اللؤلؤ القريبة من جزيرة ديينة.

عارض الجد:

من مغاصات اللؤلؤ التي اشتهرت بأسماك الجد )البركودا(، الذي كان يخيف الغواصين من كثرة أعداده.

عاروك:

كيس يعلقه الغواص برقبته؛ ليجمع به المحار في قاع البحر.

عـالقة:

هي اللؤلؤة العالقة بداخل المحارة.

عـدسي:

نوع من اللؤلؤ الصغير يكون على شكل حبة العدس.

عـزال:

هو الغواص الذي يذهب مع مجموعة غواصين، إال أنه يغوص لحسابه الخاص، وله سيب خاص به.

عيسرينة:

نوع من فصيلة المحار، إال أنه أصغر من المحار.

غـيــص:

هو الغواص الذي يغوص على اللؤلؤ.

Page 210: Pearl and Diving

214

فـالت:

هو المحار الذي يوجد بكثرة في قاع البحر أو على الصخور، إال أنه غير ملتصق بالصخور.

فــايز:

من مغاصات اللؤلؤ المشهورة.

فـجـري:

نوع من الغناء وحدوات البحارة المعروفة.

فساقـة:

نوع من المحار الذي يلتصق بمحار اللؤلؤ.

فطــام:

الفطام، عظم يصنع من عظام الســـلحفاة أو ضلوف الماعـز، فيه شق يكبس على جانبي أنف الغواص عند

غوصه في قاع البحر.

Page 211: Pearl and Diving

215

فك النهم:

من مغاصات اللؤلؤ العميقة.

فـلس:

اإلناء الذي يجمع فيه اللؤلؤ أثناء فلق المحار.

فليــج:

الفليج، هي عملية فلق المحار واستخراج اللؤلؤ، وهذه العملية يقوم بها الجالسة.

Page 212: Pearl and Diving

216

قبعـة:

القبعة، إناء يســـتخرج به الماء العذب من فنطاس الســـفينة، وكان يصنع من ثمرة جوز الهند، بعد اســـتخراج

لبها، وفي حالة جلب الماء من الفنطاس؛ الستخدامه في المطبخ، يستعمل دلو صغير من الجلد أو سطل؛

حتى يجلب كمية من الماء أكثر من تلك التي تجلب بالقبعة.

Page 213: Pearl and Diving

217

قحة أم القيوين:

من المغاصات القريبة من مدينة أم القيوين، وعمقها من ستة إلى سبعة أبواع.

قحـة دبي:

تقع قـرب مدينة دبي، يصل عمقها إلى عشرة أبواع.

قحة رأس الخيمة:

من المغاصات القريبة من مدينة رأس الخيمة، عمقها يصل إلى سبعة أبواع.

قحـمـة:

مصطلح يستخدمه غواصو اللؤلؤ، ومعناه أن الغواص قد غاص عشر مرات.

قحة:

المغاص القريب من البلد.

قـرعـة:

مصطلح يستخدمه نواخذة الغوص، وتعني ما جمع من اللؤلؤ لمدة أسبوع واحـد، أو خمسة أيام.

قـفـال:

أي انتهاء موسم الغوص وعودة السفن والغواصين إلى البالد.

قالطـة:

القالطة، هي حصة البحار النقدية.

Page 214: Pearl and Diving

218

قـواض:

هي المقدمة النقدية أو العينية قبل المباشرة برحلة الغوص.

كرش المحارة:

هو جـزء من أجـزاء )الخرط( في محارة اللؤلؤ.

كشتبان:

الكشتبان، هو )الخبط( الذي يضعه الغواص على أطراف أصابعه؛ لحمايتها من الصخور والمحار.

لبـس:

هـــو لبس الغواص، وهو مكون من قميص وســـروال قصيـــر أبيض اللون، يغطي جســـمه، ويقيه من حيوان

الدول.

لـجـة:

من مغاصات اللؤلؤ العميقة.

مـصيجيلـة:

من مغاصات اللؤلؤ القريبة من منطقة جبل علي الساحلية.

مجدمي:

هو رئيس البحارة، وهو الذي يتلقى األوامر من النوخذة، ويأمر البحارة بتنفيذها تحت إشرافه.

مـد أو مدوا:

تطلق هذه العبارة على الفرد أو الجماعة التي ذهبت إلى رحلة الغوص.

Page 215: Pearl and Diving

219

مصقول:

المصقول، هو المحار الذي يكون خارج صدفته، ولونه أبيض، ويكون نظيفا، والســـبب يرجع إلى قنفذ البحر،

وهو الشيت الذي يظل الصقا دائما بالمحار.

معبطه:

حبل من حبال الغوص به ثالثة رؤوس، يربط أحدها بحبل الزيبن، واثنان بالحصاة.

مفلقة:

هي مفلقة محار اللؤلؤ.

Page 216: Pearl and Diving

220

نـوخــذة:

النوخذة، هو ربان السفينة وقائدها، وقد يكون مالك السفينة في الوقت نفسه.

نيم شيرين:

من أنواع اللؤلؤ، وهي لفظة فارسية، وهو اللؤلؤ األبيض غير مكتمل االستدارة.

Page 217: Pearl and Diving

221

نيوة آدم:

من مغاصات اللؤلؤ القريبة من مملكة البحرين.

نيوة أرحمة:

من مغاصات اللؤلؤ القريبة من دولة قطر.

نيـوة الفريحات:

من مغاصات اللؤلؤ المشهورة التي يصل عمقها إلى عشرة أبواع.

نـيوة أم العرشان:

من مغاصات اللؤلؤ، يكثر بها المرجان الذي يطلق عليه اسم )عرشان(.

نـيوة بن حاسوم:

من مغاصات اللؤلؤ التي يصل عمقها إلى تسعة أبواع تقريبا.

نـيوة بن حنضول:

من مغاصات اللؤلؤ المشهورة بكثرة محار اللؤلؤ، ويصل عمقها إلى عشرة أبواع.

Page 218: Pearl and Diving

222

نيوة حشف:

من مغاصات اللؤلؤ.

نـيوة راس غراب:

من مغاصات اللؤلؤ القريبة من الشاطئ.

هــد:

مصطلح يطلق على الغواص عندما يسحبه الحجر من رجله إلى القاع.

هــير:

هو مغاص اللؤلؤ، وهو عبارة عن منطقة ضحلة وسط المياه العميقة.

وسواسي:

وزن من أوزان اللؤلؤ ومعايرته.

وكــر:

الوكر، هو انحراف الســـفينة الراســـية عـــن مجرى التيار بفعل معاكســـة الريح للتيار. وفي هـــذه الحالة ال يكون

للســـفينة اتجاه معين. الوكر ال يهم غير ســـفن الغوص؛ ألنه يؤذي الغائص في جانب من جانبي الســـفينة؛

حيث يخرج الغائص في أثناء جره بواســـطة الســـيب من الجهة الثانية للســـفينة، مما يضطره إلى الغطس

للمرور من تحت السفينة ليخرج من الجهة التي غطس منها في أثناء الغوص.

Page 219: Pearl and Diving

223

ولـيد:

هو التباب، أي الغواص الحدث الذي يساعد البحارة والغواصين.

Page 220: Pearl and Diving

الباب الثاني عشر

Page 221: Pearl and Diving

اإلصدارات التراثية في ذكرى اليوم الوطني

نموذج مشرق للشراكة بين هيئة المعرفة والتنمية البشرية

وجمعية اإلمارات للغوص

Page 222: Pearl and Diving

226

اإلصدارات:

كتاب معجم المصطلحات البحرية :

تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، أطلقت هيئة

المعرفة والتنمية البشـــرية وجمعية اإلمارات للغوص أول معجم إماراتي للمصطلحات البحرية ويهدف إلى

تشكيل حلقة وصل بين األجيال الحالية بتراثهم، باإلضافة إلى كونه مادة ثقافية وتعليمية مساندة لمناهج

التربية الوطنية في المدارس الحكومية بدبي.

Page 223: Pearl and Diving

227

جـــاء إطالق هـــذا المعجم خالل فعالية تعليمية تراثيـــة، تزامنت مع احتفاالت الدولة باليـــوم الوطني للدولة،

وحضرهـــا الدكتور عبداهلل الكرم رئيس مجلس المديرين، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشـــرية وفرج بن

بطـــي المحيربي رئيس مجلس إدارة جمعية اإلمارات للغوص، وطلبة ومعلمين بمدارس حكومية في دبي،

وتضمنت الفعالية التي أقيمت بقرية الغوص والتراث في منطقة الشندغة سلسلة من الفعاليات التراثية

التعليمية التي شارك فيها طلبة مدارس حكومية في دبي. ويعد المعجم باكورة التعاون بين هيئة المعرفة

والتنمية البشـــرية في دبي وجمعية اإلمارات للغوص، فهي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية، والمحافظة

على التراث البيئي، وغرســـه في نفوس األجيال الناشئة.وسوف يستفيد طلبة 79 مدرسة حكومية في دبي

مـــن المعجم الذي يهدف إلى نشـــر الوعي بين فئات المجتمع حول أهمية التـــراث والثقافة الوطنية اللذين

يشكالن أساسا للتنمية المجتمعية.

Page 224: Pearl and Diving

228

وسـيلة إيـجـابية:

فـــي ســـياق متصل، ذكـــرت فاطمـــة المري، الرئيـــس التنفيـــذي لمؤسســـة التعليم المدرســـي فـــي دبي: إن

المؤسسة تسعى من خالل االستعانة بمعجم المصطلحات البحرية كمادة مساندة لمنهج التربية الوطنية

في المدارس الحكومية إلى تدعيم األنشـــطة اإلثرائية للطلبة، مشيرة إلى أن تدريس المعجم في المدارس

ســـيكون وســـيلة إيجابية لتدعيم الهوية الوطنية لدى الطلبة، وغرس المفاهيم البيئية في نفوس األجيال

الناشـــئة؛ لتحقيق التنمية المســـتدامة. ولفتت المري إلى أنه سيتم خالل الفترة المقبلة تدريب مجموعة من

المعلمـــات في المـــدارس الحكومية بالتعاون مع فريـــق المعجم من جمعية اإلمـــارات للغوص على كيفية

االستعانة به كمادة مساندة لمناهج التربية الوطنية. وأكدت الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي

على حرص هيئة المعرفة والتنمية البشـــرية من خالل مؤسســـة التعليم المدرسي على بناء شراكات فاعلة

مع مختلف المؤسسات المجتمعية بما يعود بالنفع على المسيرة المعرفية والتعليمية في دبي والدولة.

قصة البداية:

يحكــــي جمعــــة خليفــــة بن ثالث عن تجربة ســــت ســــنوات مضــــت في إعــــداد المعجم: فــــي ذلك الوقــــت أثارت

حفيظتــــي تســــاؤالت طلبة المــــدارس والجامعات عــــن مصطلحات بحرية؛ لتقفــــز الفكرة إلى عقلــــي مقررا بدء

العمــــل في إعداد معجم شــــامل للمصطلحــــات البحرية؛ يســــتفيد منه كل باحث عن معلومــــة وعلوم وثقافة

وطنية.

ويكمل: كنا نفتقر في ذلك الوقت إلى أداة توثيقية للمصطلحات البحرية، وكنت أطمح إلى أن يستفيد كل

طالــــب فــــي المدارس الحكومية من المعجم من خالل دمجه مع المنهج الدراســــي لمــــادة التربية الوطنية في

إطار األنشطة اإلثرائية الالصفية.

ويؤكد: تبنت هيئة المعرفة والتنمية البشرية فكرة معجم المصطلحات البحرية بمجرد طرحها عليها، مع توفير

الدعم المعنوي والمادي إلنجاز المعجم، وتوزيعه على كافة المدارس والدوائر والهيئات الحكومية في دبي.

في الوقت الذي دعا فيه بن ثالث طلبة المدارس الحكومية إلى االســــتفادة من المعجم؛ لخلق جســــر التواصل

بين الماضي والحاضر، شــــدد على أن كافة القطاعات كانت – وما تزال – تحاول تعزيز الهوية الوطنية، إلى أن

استطعنا من خالل المعجم الذي يجسد اللغة العربية، واألصالة اإلماراتية، والبيئة البحرية أن نجعل الهوية بين

أيدي كل طالب وباحث عن التراث والثقافة والوطنية.

Page 225: Pearl and Diving

229

كادر:

قـــال فرج بن بطي المحيربي رئيـــس مجلس إدارة جمعية اإلمارات للغوص: أن ثمـــة تعاونا متواصال بين هيئة

المعرفـــة والتنميـــة البشـــرية والجمعية؛ لربـــط األجيال الناشـــئة بماضيهـــم وتوعيتهم بتراث الوطن، مشـــيرا

إلـــى أن دورات تدريبيـــة دورية تركز على رياضة الغوص اســـتفاد منها طلبة المـــدارس الحكومية خالل ملتقى

المعرفة الذي نظمته الهيئة من خالل مؤسسة التعليم المدرسي في دبي.

وأكـــد علـــى أن معجم المصطلحـــات البحرية الذي يتألف مـــن 270 صفحة تغطي كافـــة المصطلحات ذات

الصلـــة بالتـــراث البحـــري والغـــوص مدعومـــة بصـــور حية ســـيكون وســـيلة علمية؛ لتشـــجيع طلبـــة المدارس

الحكومية على الغوص في تراثهم بما يعزز الهوية الوطنية.

والجديـــر بالذكـــر أن المحيربي غواص لؤلؤ إماراتي قديـــم، بدأ رحلة الغوص وهو في العاشـــرة من عمره، وما

يزال يقوم برحالت الغوص على اللؤلؤ، ويروج لهذا التراث بين الشباب اإلماراتي والعالم.

معجم المصطلحات البحرية ينشر ثقافة حفظ التراث في مختلف مدارس الدولة.

برعاية الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم.

فاطمة المري: قمنا بتدريب المعلمات على كيفية االستعانة بالمعجم كمادة مساندة للتربية الوطنية.

جمعة بن ثالث: حرص المدارس على االستفادة من المعجم مكافأة أعتز بها.

طالبات: استفدنا من المعجم في فهم المواد الدراسية، وتعزيز ثقافتنا التراثية.

من أعماق البحر، خرجت فكرته من دبي؛ لتنتشر على مستوى إمارات الدولة، وتنشر ثقافة حفظ التراث البحري

بين طلبة المدارس الحكومية.

إنــــه معجم المصطلحــــات البحرية الذي أطلقته )هيئة المعرفة والتنمية البشــــرية( و )جمعيــــة اإلمارات للغوص(

برعاية ودعم ال محدودين من ســــمو الشــــيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون في

دبــــي؛ ليكون أول معجــــم إماراتي للمصطلحات البحرية، اســــتفاد منه طلبة المدارس الحكومية في دراســــتهم

لمــــادة التربيــــة الوطنيــــة. وتكمن أهمية المعجم فــــي كونه يرصد بيــــن صفحاته تفاصيل حياة أنــــواع فريدة من

الكائنــــات البحريــــة، إضافة إلى دوره في نشــــر الوعــــي بين فئات المجتمع حــــول أهمية التــــراث والثقافة الوطنية

اللذيــــن يشــــكالن أساســــا للتنميــــة المجتمعية تماشــــيا مع خطة دبــــي االســــتراتيجية 2015م. وفيمــــا تبنت هيئة

المعرفــــة والتنمية البشــــرية إنتــــاج المعجم الذي يجســــد عصارة جهد مؤلفــــه وفريق العمل مــــن جمعية اإلمارات

للغوص، فإن معجم المصطلحات البحرية حظي بأهمية خاصة ليس على مستوى الدوائر الحكومية المحلية

في دبي فحسب، وإنما على مستوى مختلف إمارات الدولة التي تعاونت في سبيل نشر التجربة.

Page 226: Pearl and Diving

230

كتاب رجال الغوص واللؤلؤ:

تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، طرحت هيئة

المعرفة والتنمية البشرية وجمعية اإلمارات للغوص خالل احتفاالت اليوم الوطني الثامن والثالثون لدولة

اإلمـــارات العربية المتحدة، ثاني إصدارتها المعرفية الرامية إلى تعزيـــز الهوية الوطنية، وتوثيق التراث البحري

في دولة اإلمارات العربية المتحدة.

Page 227: Pearl and Diving

231

ويرصد اإلصدار الثاني الذي يأتي تحت عنوان ))رجال الغوص واللؤلؤ(( لمؤلفه جمعه بن ثالث تاريخ الغوص

وصيد اللؤلؤ على مدار ســـنوات طويلة مضت، حيث تم من خالل الموســـوعة رصد أســـماء نواخذة الغوص

والســـفن في مختلف إمارات الدولة، والذين صنعوا تاريخ تلك المهنة التي كانت مصدر رزق للعديد من األسر

في ذلك الوقت.

كانت هيئة المعرفة والتنمية البشرية وجمعية اإلمارات للغوص، قد أطلقتا موسوعة )معجم المصطلحات

البحرية( وهذا المعجم يعد األول من نوعه على مســـتوى الدولة؛ وذلك بهدف تعزيز الهوية الوطنية وحفظ

التراث البحري.

وقـــد تخلل حفل اإلطـــالق، الذي تزامن مع احتفـــاالت اليوم الوطني لالتحاد، سلســـلة مـــن الفعاليات التراثية

التعليمية التي تستهدف طلبة المدارس.

وقـــد اعتبر فرج بن بطي المحيربي رئيس مجلس إدارة جمعية اإلمارات للغوص أن إصدار كتاب )رجال الغوص

واللؤلؤ( هو تعبير عن العالقة الوطيدة التي تربط بين البحر وأبناء دولة اإلمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى

أنهم نهلوا منه المعرفة، وعرفوا أسراره، واستعانوا بمكوناته؛ لتصبح عونا لهم في احتمال مصاعب الحياة،

فاستخرجوا اللؤلؤ، وجابوا البحار، ونشطوا في التجارة البحرية.

ودعا المحيربي إلى االستفادة من محتويات الموسوعة التي تجسد عمال متكامال لتوثيق التراث البحري في

دولة اإلمارات العربية المتحدة.

Page 228: Pearl and Diving

232

كتاب األسماك والحياة البحرية:

أطلقت هيئة المعرفة والتنمية البشـــرية وجمعية اإلمارات للغـــوص ثالث إصداراتها المعرفية التراثية الرامية

إلـــى تعزيز الهوية الوطنية، وتوثيق التراث البحري في دولة اإلمارات العربية المتحدة في إطار احتفاالت هيئة

المعرفة والتنمية البشـــرية باليوم الوطني التاســـع والثالثين للدولة، والتي اســـتمرت على مدى يومين في

مبنى الهيئة وساحات مدينة دبي األكاديمية.

والجدير بالذكر أن كتاب )األسماك والحياة البحرية( لمؤلفه الباحث اإلماراتي جمعة بن ثالث يستعرض أنواع

األســـماك المنتشرة في منطقة الخليج العربي، وبحر عمان، ويشير إلى مواطن تواجدها، ويعرض ألسمائها

المحلية، ويقارنها مع غيرها من المسميات في دول الجوار، كما يتناول المؤلف مواسم صيد تلك األسماك،

والالفـــت في هذا اإلصـــدار جودة الصور الداعمة والتي التقطها المؤلف بنفســـه بالتعـــاون مع بعض أعضاء

Page 229: Pearl and Diving

233

جمعيـــة اإلمارات للغوص فـــي جهد فريد من نوعه يوثق لصناعة تربية األســـماك وصيدهـــا الذي يرتبط بتراث

اإلماراتييـــن ويعـــود بهم إلى أيـــام خلت كأن الصيد واألســـماك حاضر في كل بيت وكل مناســـبة، ويســـعى

المؤلـــف ومـــن ورائه هيئة المعرفة وجمعية اإلمـــارات للغوص لربط أبناء الوطن بهذا التـــراث الزاخر، وتوثيقه

على خير صورة؛ ليبقى إرثا لألجيال القادمة.

وكانت هيئة المعرفة وجمعية اإلمارات للغوص قد أطلقتا موسوعة )معجم المصطلحات البحرية( وكتاب

)رجـــال الغوص واللؤلؤ(. هذه اإلصدارات تعد األولى من نوعها على مســـتوى الدولـــة حيث تهدف إلى تعزيز

الهوية الوطنية وحفظ التراث البحري.

من جانبه، اعتبر فرج بن بطي المحيربي؛ رئيس مجلس إدارة جمعية اإلمارات للغوص أن إصدار كتاب )األسماك

والحيـــاة البحرية( هو تعبيـــر عن العالقة الوطيدة التي تربـــط بين البحر وأبناء دولة اإلمـــارات العربية المتحدة،

مشـــيرا إلـــى أن البحر كان ومـــا زال يمثل ألبناء اإلمارات مصـــدر رزق، وطريقا وصلهم بالعالم الخارجي وســـهل

تجارتهم.

وعبر جمعة بن ثالث، مدير قسم التراث في جمعية اإلمارات للغوص ومؤلف الكتاب أن هدفه هو تأريخ التراث

البحري، والتوثيق له؛ ليظل مرجعا للجيل اإلماراتي الجديد في ظل المتغيرات الكبيرة التي يعيشـــها شـــبابنا

حاليا، والتي أدت إلى عزوفهم عن البحر، وبالتالي إلى اندثار الحرف والمفردات البحرية.

وكان اليـــوم األول مـــن احتفـــاالت الهيئـــة قد شـــهد باإلضافة إلى إطـــالق الكتـــاب معرضا لألســـماك والحياة

البحريـــة، وعروضا لأللعاب الشـــعبية والفقرات الفلكلورية، ومعرضا لرســـم األطفـــال، باإلضافة إلى العروض

الجوية واألمسيات الشعرية وغيرها من الفقرات التراثية، التي تهدف إلى ترسيخ مفهوم حب الوطن وإحياء

التراث اإلماراتي وتنمية الروح اإلبداعية، إلى جانب إتاحة الفرصة لألطفال للتعبير عن حبهم لإلمارات.

Page 230: Pearl and Diving

234

الـمـراجع:

تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي – الجزء األول

سيف مرزوق الشمالن – 1975م.

تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي – الجزء الثاني.

سيف مرزوق الشمالن – 1989م.

الغوص والطواشة – راشد الزياني – 1998م.

موسوعة الغوص واللؤلؤ في مجتمع اإلمارات والخليج العربي قبل النفط.

مصطفى عزت هبرة – 2004م

كتاب اللؤلؤ – د. عبد اهلل يوسف الغنيم – 1998م.

األحياء المائية الخطرة بالخليج العربي – الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية مراقبة الثروة السمكية.

االحتفاالت الجماعية وبعض األشكال الثقافية المصاحبة في مجتمع الغوص.

د. كلثم غانم الغانم.

الكويت واللؤلؤ- علي أحمد الشرقاوي – إبراهيم الشرقاوي – 1998م.

مواقع صيد اللؤلؤ وتجارته. د. راشد سالم تريس القمزي – 2001م.

الموسوعة الخليجية في اللؤلؤ والمحار – شاكر خمدن – 2004م.

مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية - النهام

الصادق محمد سليمان.

مالمح من تاريخ اللؤلؤ في الخليج – علي إبراهيم الدرورة – 2002م.

قطر والبحر – إبراهيم فؤاد أحمد – 2002م.

الغوص واللؤلؤ في دولة اإلمارات العربية المتحدة.

جمعة خليفة بن ثالث 2006.

خارطة مغاصات اللؤلؤ في دولة اإلمارات العربية المتحدة.

جمعة خليفة بن ثالث – 2006.

الغوص واللؤلؤ في الخليج.

د. عمر بن صالح بن سليمان العمري – 1997م.

مصطفى الفردان – بعض المقتنيات – اللؤلؤ.2007 – 2011.

Page 231: Pearl and Diving

235

الـــرواة:

إبراهيم عبيد الجالف – صانع سفن.

أحمد بن ماجد – راوي – دبي.

أحمد بن مليح الشامسي – من أشهر الغاصة – دبي.

بالل بوزبر – نهام - دبي

ثاني بن حمد العايل – دبي.

جمعة عبد اهلل بن كدفور – راوي – دبي.

حسن إبراهيم الفردان – طواش لؤلؤ - دبي

حميد الشحي – أم القيوين.

خليفة بن فاضل – راوي – دبي.

خميس بوزوره – غيص- دبي

راشد بن ثاني المهيري – راوي وعمل في مهنة الغوص – دبي.

راشد بن درويش المزروعي – راوي – دبي.

راشد بن علي بن شفيا – نوخذة سفينة غوص وطواش – دبي.

سالم جمعة الروم- سيب- دبي.

سالمين جمعة بالعبيدة – وعمل سكوني في سفن السفر- راوي - دبي

سعيد بن سيف بن حويرب- غيص – دبي.

سعيد بن محمد بن ثالث – راوي.

سلطان خلفان بن غافان- باحث في التراث البحري - أم القيوين.

سلطان راشد الشحصي – الفجيرة.

سلطان محمد عيسى اليديوي- سيب- دبي.

سيف الزبادي – راوي – وعمل في مهنة الغوص - أم القيوين

سيف محمد بالقيزي – من أشهر صناع السفن الخشبية في دبي.

سيف محمد بن مليح الشامسي – راوي – دبي.

عبد اهلل الشرهان – رأس الخيمة – نوخذة في سفن السفر البحرية.

عبد اهلل جاسم – رأس الخيمة – نوخذة بحر - وراوي.

Page 232: Pearl and Diving

236

عبد اهلل بن جرش – دبي – غواص.

عبد اهلل بن سلطان بوميد – غواص.

عبيد بن سعيد الطاير- راوي - دبي

عبيد خليفة بن ثالث – نوخذة - راوي.

عتيق بن خميس بن عابد المهيري – عمل في مهنة الغوص – سيب.

عثمان النغاج – غواص – ونهام- رأس الخيمة.

علي الخضر – نوخذا – راوي – أم القيوين.

علي بن درويش – راوي – دبي.

عمر سيف المزروعي – راوي – دبي.

فاضل بن سالم الهاملي- راوي - وعمل في مهنة الغوص- دبي.

فرج بن بطي المحيربي – نوخذة- ويعمل في مهنة الغوص في الوقت الحاضر، ورئيس مجلس إدارة جمعية

اإلمارات للغوص.

الماس تيسير- راوي- دبي.

محمد المزروعي – رأس الخيمة.

محمد الجالف – راوي.

محمد بن سعيد الطاير- راوي ومارس مهنة الغوص – دبي.

محمد بوحميد المهيري- راوي – دبي.

محمد سيف المعصم – راوي – دبي.

المرحوم/ عيسى اليديوي- ومارس مهنة الغوص – دبي.

المرحوم/جمعة بن حميد آل على – الشارقة.

مصبح محمد المهيري – نوخذة – دبي.

مطر بن راشد الجميري – مارس مهنة الغوص وعمل جالس – دبي.

ناصر الكاس – رئيس مجلس إدارة جمعية بن ماجد للفنون الشعبية. والتجديف - رأس الخيمة – راوي.

حسين البادي - باحث

درويش محمد المعمري - غواص - جمعية عيال ناصر للفنون والتراث الشعبي.

جمعة بن عبداهلل بن سعيد - غواص - جمعية عيال ناصر للفنون والتراث الشعبي.

Page 233: Pearl and Diving

237

المــتـعـاونون:

علي بن ثالث - مصور

إياد الموسى – متابعة - هيئة المعرفة والتنمية البشرية.

وسيم حواري – متابعة واشراف – هيئة المعرفة والتنمية البشرية

طارق علي– متابعة وتنفيذ – هيئة المعرفة والتنمية البشرية.

زيد العتيبي – مطبعة سويس – دبي.

مصطفى الفردان – خبير لؤلؤ وطواش – دبي.

محمد مشعل – متابعة وتنفيذ - هيئة المعرفة والتنمية والبشرية.

مسعود راشد السويدي.

للحصول على نسخة من هذا الكتاب يرجى التواصل مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية

على ارقام االتصال الموضحة على الغالف.

Page 234: Pearl and Diving
Page 235: Pearl and Diving

240

المحتويات

الباب األول / االستعداد لرحلة الغوص

الباب الثاني / طـاقم سـفينة الـغـوص ووظائفهم

الباب الثالث / أدوات الغوص على اللؤلؤ

الباب الرابع / مواسم الغوص على اللؤلؤ

الباب الخامس / السلف وتوزيع األرباح

الباب السادس / القفال

الباب السابع / أنـواع المحار واللؤلؤ

الباب الثامن / الطواش وتسعيرة اللؤلؤ

الباب التاسع / أشهر طواشين اللؤلؤ في دولة اإلمارات العربية المتحدة

الباب العاشر / الحيوانات الخطرة في الغوص

الباب الحادي عشر / مصطلحات الغوص واللؤلؤ

الباب الثاني عشر / التعاون بين هيئة المعرفة وجمعية اإلمارات للغوص

مؤلف الكتاب

20

30

52

68

74

102

132

166

224

Page 236: Pearl and Diving

هيئة المعرفة والتنمية البشريةدبي، اإلمارات العربية المتحدة

هاتف: 3640000 4 971+فاكس: 3640001 4 971+

[email protected]

رحلة الغوص واللؤلؤ