مشوس األنوار ومعادن األسرار على صالة القطب األكرب موالنا عبد السالم بن مشيش رضي اهللا عنه وقدس اهللا سره

هذا التأليف للعارف باهللا سيدي حممد املرون رضي اهللا عنه

ون نسخ هذا الكتاب الدكتور حممد بن حممد املهدي التمسماين تلميذ العارف باهللا سيدي حممد املر املقـدمة احلمد هللا الواحد األحد، الفرد الصمد، املتفرد جبمال ملكوته، املتوحد جبالل ؛ 5؛ &5#&#

جربوته، تواضع كل شيء لعظمته، وذل كل شيء لعزته، خضع كل شيء لملكه، واستسلم كل شيء أ أسرارهم حلمل أعباء معرفته، لقدرته، مأل قلوب أوليائه مبحبته، واختص أرواحهم بشهود عظمته، وهي

فسبحان من اصطفاهم حلضرته، واختصهم مبحبته، وفضلهم على كافة عباده بعد رسله وأنبيائه، فهم .الغياث للخلق، والدائرون مع احلق باحلق

طهر سيدنا حممد عقد الوجود، والوسيلة العظمى يف و صول اخلري إىل كل والصالة والسالم على الطاهر امل

رسلني، فضله اهللا على مجيع موجود، بذرة الوجود، ومطلع مشس السعود، قطب رحى النبيني، ونقطة دائرة امل

خلقه، وخصه جبزيل فضله وعطائه، صلى اهللا عليه وعلى آله مصابيح الدجى، وأصحابه مفاتيح اهلدى، .كا فيه جزيال مجيال دائما بدوام ملك اهللاوسلم تسليما كثريا طيبا مبار

غريات الدعوة إىل التصوف وحتميته إننا يف عصر غلبت عليه الشهوات وطغت فيه املاديات وأسرته امل

ا وامتلكته النزوات واحتضنته امللذات وحاطت به املوبقات فانقلب عصرا ماديا شهوانيا غافال فاسقا متمرد شيطانيا استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر اهللا قـلما يوجد فيه من ميتثل أحكام اهللا عز وجل قلبا وقالبا

وينصاع هلا ظاهرا وباطنا ويضبط نفسه وأنفاسه على مقتضاها خفية وعالنية، لذا فقد أصبح من الواجب حتم على كل من أراد السالمة والنجاة ك

يفما كان انتسابه وارتباطه وتكوينه وثقافته ومستواه وآفاقه أن وامليكون التصوف قرينا له وقريبا منه ومزدوجا ألنه الدواء الناجع لكل األمراض الظاهرة والباطنة النفسية والقلبية العقلية والسلوكية وخصوصا أمراض العصر اليت فشت وذاعت وانتشرت وساحت وباتت مشكلة

وداء عضاال، ومن مث كان التصوف مطالبا به كل من أراد أن يذكر أو أراد شكورا ألنه احلل لكل معقدة معضلة واملصحح لكل عمل قليب أو بدين والسد املنيع يف مواجهة مجيع اآلفات وكل التيارات الضارة، وهو

ه الراقية يستطيع حتدي تلك التيارات اهلدامة اجلارفة وحده فقط حبيويته وروحانيته العالية وتشوفاته وتوجهاتواحلد من انتشارها وشيوعها وهو وحده فقط يستطيع مصادمة أعدى عاديات القلب اإلنساين والقضاء عليها، فال املوعظة وحدها بدون حال صويف وبيئة وتربية صوفية تستطيع وقف تيارات الشهوات وحل

ا، و ال اخلطبة وحدها جمردة عن التخلق واإلحساس والذوق والشعور الصويف تستطيع حل معضلة مشكالجشع التيارات املادية، وال الكلمة وحدها وهي مبعزل عن اخلشية والتبتل واالستقامة والتقوى والورع تستطيع

الكتابة يف التصوف وإظهار كتبه معاجلة اإلقالع عن التمرد والفسوف والفجور والعصيان، ومن هنا فإن ومؤلفاته وإلقاء دروسه وخطبه ووعظه وإرشاده ونشر مقاالته باتت واجبة وضرورية إلنقاذ الناس مما يضرهم ويـرديهم ويعوقهم عما خلقوا من أجله، إذ التصوف أمر فطري يف اإلنسان ونـزعة أصيلة فيه وهذا يقتضي

حياء هذه الفطرة وإمناءها وإيقاظ هذه النزعة ورعايتها حىت نستطيع معاجلة جل األمراض بكل إحلاح إعضالت، فالدواء النافع لكل داء يكمن يف التصوف وبدونه ال نستطيع معاجلة أي

واآلفات واملصائب وامل

.داءيريد بأن مييتك عنك وحيييك ماذا تعين كلمة التصوف التصوف هو اسرتسال النفس مع اهللا تعاىل على ما

به، وحيصل مبراقبة األحوال ولزوم األدب واالنقياد للحق وبالدخول يف كل خلق سين واخلروج من كل خلق ا وحكمتها وأساسها وروحها وقوامها. دين التصوف هو . التصوف هو لباب الشريعة وخالصتها ومثر

لقليب الصحيح الذوقي الشعوري الصويف وشتان ما بني اإلميان العقلي الطريق الوحيد الكتساب اإلميان االنظري االستداليل وبني اإلميان القليب الذوقي الشعوري الذي هو مقام اإلحسان املفسر بأن تعبد اهللا كأنك

ث عن تراه فإن مل تكن تراه فإنه يراك، وال سبيل للوصول إىل هذا املقام إال بالتصوف الذي هو البحالكمال والوصول إليه ومعرفة املصادر واملوارد واحلدود والقيود والبدايات والنهايات والغايات واملراتب

واملنازل والرتقيات واملقامات كلها دنياها وعلياها، فهو يريك أحوال النفس يف اخلري والشر، ويريك كيفية ا، ويريك كيفية تطهريها م ا وآفا ن الصفات املذمومة والرذائل اخلسيسة اليت ورد الشرع تنقيتها من عيو

ا، ويريك كيفية االتصاف بالصفات احملمودة اليت طلب الشرع حتصيلها، ويريك كيفية السلوك باجتناوالسري إىل اهللا تعاىل، وإذا كان األمر هكذا واحلال أن كل واحد ال خيلو من عيب أو مرض فالتصوف

وعلى كل من أراد العافية درءا للمفاسد وجلبا للمصاحل ومن مث قال اإلمام الشاذيل واجب على كل عاقل ) .من مل يتغلغل يف علمنا مات مصرا على الكبائر وهو ال يشعر(رضي اهللا عنه

وارثون للعلم الصـوفية رضي اهللا عنهم هم الصفوة من بين آدم بعد األنبياء والرسل عليهم السالم، وهم القتفون آثاره السالكون طريقه، مجعوا بني العلم والعمل واحلال واملقال، واجتهدوا

النبوي واهلدي احملمدي امل

م، وصربوا على مشاق السري ووعثاء السفر وكابدوا وحشة الطريق وعوائقه يف جهاد أنفسهم وختليص سريرهم وظفروا بالقرب من معبودهم فـفتح بصائرهم ونـور سرائرهم وصعابه وأخطاره حىت وصلوا إىل مقصود

وخصهم بعلوم عالية وأحوال شريفة ومقامات رفيعة، وصفاهم من أكدار البشرية، ووفقهم للقيام بآداب زمان العبودية وأشهدهم جماري أحكام الربوبية، فكانوا حبق ينابيع علم يف كل مكان، وأعالم هدي يف كل

ومحاة الدين وأنصاره وأعوانه يف كل أوان، ينشرون نور اهللا يف األرض ويربون الناس ظاهرا وباطنا على احلق، رضية،

ا النفوس املطمئنة الراضية امل ينزعون منهم النفوس األمارة بالسوء اخلبيثة الرديئة، ويزرعون مكا

م من حالة دنيا يف القبائح إىل حا م الذين ورثوا عن رسول وينقلو لة عليا يف الصالح، وال غرو يف هذا ألذيبها، فمفاتيح هذه الرتبية وأصوهلا ) ص(اهللا تربية النفوس وتزكيتها وتصفيتها وتطهريها وتأديبها و

م وهي وحدها القادرة على إجياد اإلنسان يف كماالته كلها إجي اد وقواعدها إمنا هي يف أيديهم وخاصة اإلنسان الذي يقوم بفرائض العبودية هللا إجياد اإلنسان الذي يقدم أعظم العطاء يف باب التعامل مع الناس حيث يقوم بذلك جمتمع كله أدب وكله تراحم وكله عطف ولطف ومودة وكله إيثار، وإذ ثبت أن الصوفية

رشدون الصادقون الدالون على اهللا هم الوارثون لإلرث النبوي وهم العالمون العارفون الدعاة امل

خلصون امل

باحلال واملقال البصريون بأحوال العامل وأحوال الناس فيجب االستجابة إىل طريقتهم واالنضمام إىل صفهم واتبع سبيل من أناب {: وشد عضدهم وتكثري سوادهم والكينونة معهم استجابة لقول اهللا عز وجل

، وإن مل يستجب )]2[(}*ياأيـها الذين آمنوا اتـقوا الله وكونوا مع الصادقني {: ، وقوله تعاىل)]1[(}إيل را كاحلجارة أو أشد م فسيبقى بعيدا عن اإلرث النبوي وبعيدا من اهللا تعاىل وسيبقى متحج اإلنسان لدعو

زعمه، وإذ كان األمر هكذا فإنه جيب علينا صحبة هؤالء القوم ذوي قسوة ولو كان فقيها عالما على حد اهلمم العلية والرتبية النبوية السنية وجيب علينا التلمذة على يد مشاخيهم ومربيهم ومرشديهم أهل النزاهة

م واستظهار والتصفية، وإن تعذر العثور عليهم فال مناص من العكوف على قراءة كتبهم واستيعاب مقاالكالمهم مع تكثري الصالة على رائدهم وفرطهم السيد الكامل عني األعيان ومنـور األكوان سيدنا حممد

ألنه إذا مل يكن باإلمكان صحبة نفوسهم فال أقل من صحبة أنفاسهم من خالل كالمهم يف كتبهم ) ص(ا يعثر عليهم وحني العثور عليهم ال تغين كتبهم عن صحبتهم من حيث مع صحة النـية وحسن القصد ريثم

.إن علمهم علم أذواق ال علم أوراق أوالئك الذين هداهم اهللا وأولئك هم أولوا األلبابالشيخ موالي عبد السالم بن مشيش قدس اهللا سره من أقطاب الصوفية وأعالمها ومشاخيها وأفذاذها العامل

صون، والعلم املوهوب العارف والواصل الكامل، النجم الذي ال يدرك، والبحر الذي ال ينزف، ذو السر امل

املكنون، كعبة العلم املنيف، ونبعة النسب الشريف، سيدنا وموالنا عبد السالم بن مشيش رضي اهللا عنه م وتعمق فيها فنال من ذلك كان يعتمد العمل الصاحل وسلوك املنهاج الواضح طريق له تغلغل يف علوم القو

احلظ األوفر والنصيب األكرب، وهو رضي اهللا عنه شيخ أيب احلسن الشاذيل مؤسس الطريقة الشاذلية املنتشرة يا أبا احلسن ال تنقل قدميك : (يف العامل اإلسالمي، ومن وصاياه أليب احلسن الشاذيل رضي اهللا عنهما قوله

س إال حيث تأمن غالبا من معصية اهللا، وال تصحب إال من تستعني به إال حيث ترجو ثواب اهللا، وال جتلومن كالمه له رضي اهللا عنهما ) . على طاعة اهللا، وال تصطفي لنفسك إال من تزداد به يقينا وقليل ما هم

هم ارمحين من ذكرهم وجنين ألل : أهللا أهللا والناس نـزه لسانك عن ذكرهم وقلبك عن التماثل من قبلهم وقل(، وكالمه رضي ) من شرهم واغنين خبريك عن خريهم وتـولين باخلصوصية من بينهم إنك على كل شيء قدير

الشيخ موالي عبد السالم رمحه اهللا هو صاحب الصالة الرائعة . اهللا عنه ونفعنا به كله من هذا القبيللعزيزة املثال النادرة النظري اليت كادت أن تكون إعجازا، عجز الواصفون عن املعروفة بالصالة املشيشية ا

ا وإفراد بدائعها وروائعها، مل يأت الزمان مبثلها، وماذا عسى أن يقال فيها حدث حصر جزئيات كماالاخلري والربكة وعظيمة عن البحر وال حرج فيهي جديرة بأن تكتب مباء الذهب بل بسواد العيون وهي كثرية

القدر واملرتبة وهلا مقام خاص وعظيم عند الصوفية رضي اهللا تعاىل عنهم، وعنها يقول العارف باهللا سيدي الصالة املشيشية فيها التجريد والتفريد والتوجه واالنسالخ من الشوائب : (حممد املرون رضي اهللا عنه ما يلي

ن صاحبها كان له قلب مفرد فيه توحيد جمرد وغرق يف حبر الوحدة، وهلا أل) والتعلقات الدنيوية واألخروية

ذه الصالة يف وسط املغارة أربعة عشر سنة فأين أنت من هذه الصالة وأين أزجار وتصريفات فاعتكف ا الحت . هذه الصالة منك ا جبميع شروطها وآدا من خصائص الصالة املشيشية أنه من داوم على قراء

صطفني عليه األنوار واألسرار وحمقت عنه احلجب واألستار وطوت له املسافات واملشقات وجعلته من امل

احلضرة النبوية ... األخيار الذين أحبهم اهللا وأحبهم الرسول وكان حمبوبا عند أهل الديوان احليني والنائمنيذه الصالة املشيشية العظيمة اليت شاعت وذ اعت يف كل العوامل ومل يأت الزمان مبثلها ال شرقا وال خصت

. الصالة املشيشية حارت فيها عقول العارفني يف شرحها وتفسريها. غربا وعجز عن شرحها الفحول الكبارتفاسري املشيشية عديدة ومتنوعة فهناك تفسري من حضرة الذات، وتفسري من حضرة الصفات، وتفسري من

)]. 3[(}قد علم كل أناس مشربـهم {: قال اهللا تعاىل. اخل... وتفسري من حضرة األفعال حضرة األمساء،املشيشية جامعة مانعة، أي . أفضل صالة يف الدنيا هي الصالة املشيشية، املشيشية هي سيدة الصلوات

ما زال العارفون إىل اآلن ) . الوحدة وأغرقين يف عني حبر (مجعت املعاين واألسرار حىت قال صاحبها ا إىل يوم القيامة امها ما زالوا خيدمو ا فخد املشيشية فيها . يستمدون من أنوار املشيشية وأسرارها وكراما

ا أتت بإذن من سيد الوجود الصلوات تستمد من : مجعت املشيشية أسرار الصلوات... القبول ألاملغرب مليء باألسرار وهو حمل األسرار والكتم وهو أشرف . ة إىل املشيشيةاملشيشية، والصلوات مضطر

).دول العامل اإلسالمي، وموالي عبد السالم بن مشيش رضي اهللا عنه هو سلطان سالطني أولياء املغربمبانيها شـراح املشيشية الصالة املشيشية تعرض حلل معانيها كثري من أفاضل الشراح فغاصوا حبار

واستخرجوا درر معانيها، وممن تـوىل شرحها وتفسريها وتـبيينها وإيضاحها مخسة عشر من كبار الصوفية ، وسيدي عبد احلميد ) هـ 1416املتوىف عام (سيدي حممد املرون : وأعالمها وشيوخها ومربيها هم

، وسيدي ) هـ 1327تويف عام (الكبري الكتاين ، وسيدي حممد بن عبد ) مل نقف على ترمجته(الشيمي ، وسيدي أمحد ) هـ 1261تويف عام (، وسيدي حممد احلراق ) هـ 1284تويف عام (أبو بكر البناين

، وسيدي ) هـ 1180تويف عام (، وسيدي حممد املعطي بن الصاحل ) هـ 1224تويف عام (بن عجيبة ) هـ 1146تويف عام (د بن عبد الوهاب الوزير ، وسيدي أمح) هـ 1162تويف عام (مصطفى البكري

، ) هـ 1131تويف عام (، وسيدي عبد العزيز الدباغ ) هـ 1144تويف عام (، وسيدي ابن زكري ، ) هـ 1023تويف عام (، وسيدي احلسن الزيايت ) هـ 1036تويف عام (وسيدي عبد الرمحـن الفاسي

رضي ) هـ 882تويف عام (ي أبو املواهب الشاذيل ، وسيد) هـ 963تويف عام (وسيدي حممد اخلرويب

م هؤالء . هؤالء السادات تفضل اهللا عليهم فأغرقهم يف عني حبر الوحدة. اهللا تعاىل عنهم ونفعنا بربكاالرجال األخيار، العارفون الكبار، من أولياء اهللا عز وجل وخاصته وأهله وصفوته، تفانوا يف حمبته

م خرطنا اهللا يف سلكهم واستمسكوا بروا م وأعجوبة عصرهم وخنبة أوا بط حضرته فكانوا مشوس زمام وأماتنا على حمبتهم آمني، وقد أبانوا رضي اهللا عنهم يف شروحهم وأفاض علينا من سيب فيضهم وبركا

صوا يف حبار ألفاظها، للصالة املشيشية ما أبانوا، وأفادوا فيها وأجادوا، أبانوا معناها، وحققوا مبناها، غاا وكنوز مضامينها، أبدوا فيها أسرارا لطيفة، ومعارف ساطعة شريفة، ذكروا فيها واستخرجوا درر دالالعيون مسائل التصوف وحقائقه ومبادئه وأسراره، ذكروا فيها حكما رائعة ووصايا نافعة وتأييدات منعشة

لكوت، وحبار وآدابا للنفس وأساليب تزكيتهلك وامل

ا وإنابتها للحق وأسباب رجوعها، ذكروا فيها رياض امل

ا، وأسرار األرواح وغرائبها، فكانت حبق ا، ومعاين القلوب وجماال العزة واجلربوت، وميادين النفوس ومساراا أفكار قدوسية وأسرار جربوتية، ف هي مع صغر حجمها شروح، مواهب لدنية وأسرارا ربانية نطقت

وعلمناه من لدنا {عظيمة قل نظريها وعز مثيلها اكتظت حمررا وازدخرت أسرارا استمدت علومها من حبر مصادر علمها ، فلم تكن)]5[(}واتـقوا الله ويـعلمكم الله {، واستهامت معارفها من موارد )]4[(}علما

سطورا على طروس أو كتبا على رفوف، بل مواهب لدنية وأسرار ربانية، وكل ما أظهروه من تلك املواهب ر ال حد له، أولئك {واألسرار ما هو إال كرشحات من سواحل بل ال آخر له أو قطرات من شواطىء

)].6[(}هلم مغفرة وأجر عظيم الذين امتحن الله قـلوبـهم للتـقوى الصوفية رضي اهللا تعاىل عنهم اهتمام خاص وعناية فائقة بالصالة ) ص(من مزايا الصالة على رسول اهللا

وذلك لما هلا من أسرار كثرية وأنوار كبرية وبركات عظيمة ومزايا خمتلفة وفضائل ) ص(على رسول اهللا والتفاين يف حبه يصل العبد إىل ربه ألنه ) ص(بتكثري الصالة على رسول اهللا متنوعة وفوائد متعددة إذ

بفضل الصالة على سيد الوجود فإن اهللا حيملنا على سبيل سيد الوجود إىل . باب اهللا عز وجل ) ص(فضل علينا مبعرفة احلضرة اإللـهية، وبفضل املداومة واملواظبة على الصالة على سيد الوجود فإن اهللا تعاىل يت

ا من موارد الفضل، أللهم اجعلنا ممن يصلي على ا من موارد اجلهل ونكرع سيد الوجود معرفة نسلم سيدنا حممد صالة تليق بك منك إليه كما هو أهله بتكثري الصالة على سيد الوجود يكتسب العبد حمبته

وحمبته عليه السالم ترتتب عنها ) وم القيامة أكثرهم علي صالةأوىل الناس يب ي(ففي احلديث الشريف ) ص(وحمبة اهللا تعاىل )] 7[(}قل إن كنتم حتبون الله فاتبعوين حيببكم الله {: حمبة اهللا عز وجل، قال عز وجل

هللا مسعه وبصره ويده ورجله ومؤيدا وناصرا للعبد جتعله من أوليائه وخاصته وجتذبه إىل قربه وحضرته فيكون افإذا أحببتهة كنت مسعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر «له وجميبا طلبه وسؤله ففي احلديث القدسي

ا وإن سألين أعطيته ولئن استعاذين ألعيذنه ا ورجله اليت ميشي .»ة ويده اليت يبطش من صلى علي صالة «ظى العبد بصالة اهللا عليه ففي احلديث الشريف بتكثري الصالة على سيد الوجود حي

هو الذي {: قال تعاىل. ، وصالة اهللا على العبد خترجه من الظلمات إىل النور»واحدة صلى اهللا عليه عشراقال اإلمام الفاكهاين رضي اهللا عنه )]. 8([}يصلي عليكم ومالئكته ليخرجكم من الظلمات إىل النور

أميا أحب : وغاية مطلوب األولني واآلخرين صالة واحدة من اهللا تعاىل وأىن هلم بذلك بل لو قيل للعاقل(إليك أن تكون أعمال مجيع اخلالئق يف صحيفتك، أو صالة من اهللا عليك لما اختار غري الصالة من اهللا

صلي عليه ربنا سبحانه ومجيع مالئكته على الدوام واالستمرار يعين إذا داوم العبد تعاىل فما ظنك مبن ي) أو يغفل عن ذلك) ص(فكيف حيسن باملؤمن أن ال يكثر من الصالة عليه ) ص(على الصالة على النيب

ة والتسليم وقد حبب يل أن أذكر لك يا أخي مجلة من فوائد الصال: (قال اإلمام الشعراين رضي اهللا عنه. تشويقا لك، لعل اهللا تعاىل أن يرزقك حمبته اخلالصة، ويصري شغلك يف أكثر أوقاتك ) ص(على رسول اهللا

دي ثواب كل عمل عملته يف صحيفة رسول اهللا ، كما أشار إليه )ص(الصالة والتسليم عليه، وتصري ): ص(أعمايل، فقال له النيب خرب كعب بن عجرة أين أجعل لك صاليت كلها، أي أجعل لك ثواب مجيع

، فمن ذلك وهو أمهها صالة اهللا وسالمه ومالئكته ورسله »إذن يكفيك اهللا تعاىل هم دنـياك وآخرتك «على من صلى وسلم عليه، ومنها تكفري اخلطايا وتزكية األعمال ورفع الدرجات، ومنها مغفرة الذنوب،

لها، ومنها كتابة قرياط من األجر مثل جبل أحد، والكيل باملكيال األوىف، ومنها واستغفار الصالة عليه لقائ ن جعل صالته كلها عليه كما تقدم، ومنها حمو اخلطايا وفضلها على عتق

كفاية أمر الدنيا واآلخرة مل

وب الشفاعة، ومنها ا يوم القيامة، ووج) ص(الرقاب، ومنها النجاة من سائر األهوال وشهادة رسول اهللا رضا اهللا ورمحته واألمان من سخطه والدخول حتت ظلل العرش، ومنها رجحان امليزان يف اآلخرة وورود احلوض واألمان من العطش، ومنها العتق من النار، واجلواز على الصراط كالربق اخلاطف، ورؤية املقعد

قرب من اجلنة قبل املوت، ومنها كثرة األزواج يف ا على أكثر من امل اجلنة واملقام الكرمي، ومنها رجحا

ا زكاة وطهرة ينمو املال بربكتها، ومنها أنه تقضى له بكل صالة مائة عشرين غزوة وقيامها مقامها، ومنها أا عالمة على أن صاحبها من ا عبادة وأحب األعمال إىل اهللا تعاىل، ومنها أ حاجة بل أكثر، ومنها أ

ا تزين اجملالس )ص(نة، ومنها أن املالئكة تصلي على صاحبها ما دام يصلي على النيب أهل الس ، ومنها أا مظان اخلري، ومنها أن فاعلها أوىل الناس به ا يلتمس يوم ) ص(وتنفي الفقر وضيق العيش، ومنها أ

ا، وكذلك من ا وبثوا ا تقرب إىل اهللا القيامة، ومنها أنه ينتفع هو وولده أهديت يف صحيفته، ومنها أا تنصر )ص(عز وجل وإىل رسوله ا نور لصاحبها يف قربه ويوم حشره على الصراط، ومنها أ ، ومنها أ

ا توجب حمبة املؤمنني فال يكره صاحبها إال منافق على األعداء وتطهر القلب من النفاق والصدأ، ومنها أا تقلل من اغتياب ) ص(النفاق، ومنها رؤية النيب صاهر يف املنام وإن أكثر منها يف اليقظة، ومنها أ

صاحبها، وهي من أبرك األعمال وأفضلها وأكثرها نفعا يف الدنيا واآلخرة وغري ذلك من األجور اليت ال ا م ا فالزم يا أخي عليها فإ ).ن أفضل ذخائر األعمالحتصى، وقد رغبتك بذكر بعض ثوا

الصالة على سيد الوجود من أفضل األعمال وأجل القربات وهي معراج الوصول إىل اهللا تعاىل ولذلك ا العارفون باهللا تعاىل كأصحاب الشرح واملشروح ـ أعين شراح املشيشية وصاحبها رضي اهللا تعاىل تقرب

.عنهم املذكورة يف هذه املقدمةروح السبعة عشر وتراجم الشراح، وزجره موالي عبد السالم بن مشيش رضي اهللا عنه وذكر وضع الش

بعض فضائل زيارة موالي عبد السالم، وقصيدة دالية لسيدي أمحد بن عجيبة رضي اهللا عنه، وكلمة .وضع هذا كله يف كتاب واحد: لسيدي يوسف النبهاين رضي اهللا عنه

ا، وشغفا وهياما مبعانيها، مجع العارف خدمة للصالة املشيشي ة املباركة، وحبا وتفانيا يف االنشغال بقراءباهللا سيدي حممد املرون رضي اهللا عنه هذه الشروح السبعة عشر وتراجم الشراح وزجر موالي عبد السالم

دالية لسيدي أمحد بن عجيبة بن مشيش رضي اهللا عنه وبعض فضائل زيارة موالي عبد السالم وقصيدة ه يف كتاب واحد جامع رضي اهللا عنه وكلمة لسيدي يوسف النبهاين رضي اهللا عنه، مجع ذلك كله وضمة يف واحدة شاسعة فـيحاء ناضرة، ورياض مزهرة مونقة حىت يكون القارىء وهو بني هذه الشروح النـري

ملكوتية، يستـنشق من تدفق غبيق معانيها الذكية أرج احلياة السرمدية عاطرة، وجنان روحية قدوسية أخذ سيدي حممد املرون قدس اهللا سره هذه النفائس ووضعهم . الصافية، فـيحىي حياة سعيدة مطمئنة طيبة

اول وضما لألصول والفروع ورجاء أن بني دفيت هذا الكتاب تقريبا للفائدة وترغيبا يف اإلطالع وتسهيال للتنيقع به اإلمتاع ويعم به االنتفاع، فاختالف أساليب الشرح وتنوع عبارات اإليضاح وتعدد طرق اإلفصاح

وسيجد الكتاب إنكارا وردا من بعض من علم . تزيد املعىن تبيانا واملضمون إشراقا واملفعوم استقرارا ورسوخا

شيئا وغابت عنه أشياء وسيكون إنكارا ملا مل حييطوا به علما وردا لما مل يدركوه ومل يتصوروه، قال اهللا على أن هذا الكتاب سيجد إقباال وترحيبا )]. 9[(}وإذ مل يـهتدوا به فسيـقولون هذا إفك قدمي {: تعاىل

عاند ال ومسرة واحتضانا من كل نصف قليل الوعظ يكفيه وامل

مسرتشد مستبصر مستـهد منصف إذ امل

يرتوي ولو سقيته من ماء البحر مبا فيه، هذا واهللا املسؤول أن ينفع به كافة األمة، ويزيل به عن صدور د وال حساب، وأن املؤمنني كل غمة، وأن جيزل لسيدي حممد املرون رضي اهللا عنه جزيل الثواب، بال ع

يغفر لنا ولوالدينا وألشياخنا وجلميع املسلمني واملسلمات واملؤمنني واملؤمنات األحياء منهم واألموات آمني، .والصالة والسالم على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار، واحلمد هللا رب العاملني

دي حممد املرون رضي اهللا عنه عن شيخه موالي عبد سند الطريق أخذ العارف باهللا الكامل احملقق سيالرمحـن بن موالي الطيب بن موالي العريب الدرقاوي، عن سيدي علي املساري، عن موالي الطيب بن

)].10[(موالي العريب الدرقاوي، عن سيدي أمحد الوارثي، عن شيخ الشيوخ موالي العريب الدرقاويد العارف باهللا سيدي حممد املرون رضي )] 11[(يبعد وفاة موالي عبد الرمحـن الدرقاو رضي اهللا عنه جد

اهللا عنه العقد مع سيدي أمحد اخلمسي رضي اهللا عنه الذي أخذ عن موالي الطاهر التسويل رضي اهللا عنه، رضي اهللا عنه، عن سيدي )] 12[(عن سيدي اخلضر الشجعي رضي اهللا عنه، عن سيدي حممد احلراق

عريب الدرقاوي رضي اهللا عنه، عن سيدي علي اجلمل رضي اهللا عنه، عن سيدي العريب بن عبد وموالي الرضي اهللا عنه، عن سيدي قاسم اخلصاصي رضي )] 13[(اهللا رضي اهللا عنه، عن سيدي أمحد بن عبد اهللا

اهللا رضي)] 14[(اهللا عنه، عن سيدي حممد بن عبد اهللا رضي اهللا عنه، عن سيدي عبد الرمحـن الفاسيرضي اهللا عنه، عن سيدي عبد الرمحـن اجملذوب رضي اهللا عنه، )] 15[(عنه، عن سيدي يوسف الفاسي

عن سيدي علي الدوار رضي اهللا عنه، عن سيدي إبراهيم أفحام رضي اهللا عنه، عن سيدي أمحد ري رضي رضي اهللا عنه، عن سيدي أمحد احلضرمي رضي اهللا عنه، عن سيدي حيىي القاد)] 16[(زروق

اهللا عنه، عن سيدي علي بن وفا رضي اهللا عنه، عن سيدي حممد حبر الصفا رضي اهللا عنه، عن سيدي داود الباخلي رضي اهللا عنه، عن سيدي أمحد بن عطاء اهللا رضي اهللا عنه، عن سيدي أيب العباس املرسي

سيدي وموالي عبد رضي اهللا عنه، عن سيدي أيب احلسن الشاذيل رضي اهللا عنه، عن القطب األكربالسالم بن مشيش رضي اهللا عنه، عن سيدي عبد الرمحـن املدين رضي اهللا عنه، عن سيدي تقي الدين الفقري رضي اهللا عنه، عن سيدي فخر الدين رضي اهللا عنه، عن سيدي نور الدين رضي اهللا عنه، عن

عن سيدي زين الدين القزويين سيدي تاج الدين رضي اهللا عنه، عن سيدي مشس الدين رضي اهللا عنه، البصري رضي اهللا عنه، عن سيدي أمحد املرواين رضي اهللا عنه، )] 17[(رضي اهللا عنه، عن سيدي إبراهيم

عن سيدي سعيد رضي اهللا عنه، عن سيدي سعد رضي اهللا عنه، عن سيدي فتح السعود رضي اهللا عنه، مد جابر رضي اهللا عنه، عن سيدي احلسن عن سيدي سعيد الغزواين رضي اهللا عنه، عن سيدي أيب حم

السبط رضي اهللا عنه، عن سيدي علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه، عن سيد الوجود سيد األولني ).ص(واآلخرين موالنا حممد

1996هذه املقدمة كتبه السيد أمحد املرابط والدكتور حممد بن حممد املهدي التمسماين الرباط يوليوز نـزلت شيشية أللهم صل على من منه انشقت األسرار وانـفلقت األنـوار وفيه ارتـقت احلقائق وتـ م الصالة امل

لكوت بزهر مجاله علوم آدم فأعجز اخلالئق وله تضاءلت الفهوم فـلم يدركه منا سابق وال الحق فرياض امل

مونقة وحياض اجلبـروت بفيض أنـواره متدفـقة وال شيء إال وهو به منوط إذ لوال الواسطة لذهب كما قيل وسوط صالة تليق بك منك إليه كما هو أهله

م أللهم إنه سرك اجلامع الدال عليك وحجابك األعظ . امل

ا من موارد اجلهل . القائم لك بني يدذيك أللهم أحلقين بنسبه وحققين حبسبه وعرفين إياه معرفة أسلم ا من موارد الفضل وامحلين على سبيله إىل حضرتك محال حمفوفا بنصرتك واقذف يب على البا طل وأكرع

ال أرى وال فأدمغه وزج يب يف حبار األحدية وانشلين من أوحال التوحيد وأغرقين يف عني حبر الوحدة حىتا واجعل احلجاب األعظم حياة روحي وروحه سر حقيقيت وحقيقته ج امع أمسع وال أجد وال أحس إال

عواملي بتحقيق احلق األول يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن امسع ندائي مبا مسعت به نداء عبدك زكرياء وانصرين بك لك وأيدين بك لك وامجع بيين وبينك وحل بـيين وبني غريك أهللا أهللا أهللا إن الذي فرض عليك

◌ 180ن ه و ى ي { ، )]18[(}ح خ د ذ ر ز س ش ص ض { القرآن لرادك إىل معاد 181 ◌182 {)]19.[( زجر الصالة املشيشية املنسوب لصاحبها أي القطب األكرب ابن مشيش رضي اهللا عنه وقدس ؛ 5&#

سره، يستحب قراءته بعد الصالة املشيشية تكثريا للثوابلديك، وحمبتك له، وحمبته إليك أن تصلي عليه وعلى آله وضاعف أللهم يا رب جباهه عندك، ومكانته

أللهم حمبيت فيه وعرفين حبقه ورتبته ووفقين التباعه والقيام بأدبه وسننه، وامجعين عليه ومتعين برؤيته وأسعدين يذ اخلطاب، وهيين للتلقي مبكاملته وارفع عين العوائق والعالئق والوسائط واحلجب، وشنف مسعي معه بلذ

منه وأهلين خلدمته واجعل صاليت عليه نورا فائزا كامال طاهرا مطهرا كامال ماحيا كل ظلم وظلمة وشك وشرك وإفك وكفر ووزر وإصر وغفلة وشهوة، واجعلها سببا للتمحيص ومرقى ألنال أعلى مراتب اإلخالص

ربانية لغريك حىت أصلح حلضرتك وأكون من أهل خصوصيتك متمسكا والتخصيص حىت ال تبقى فهي ا من حضرته العالية يف كل وقت وحني، يا أهللا يا نور يا حي يا معني، ) ص(بأدبه باحلبل املتني مستمد

ن ه و ى {أللهم صل على سيدمنا حممد عبدك ورسولك النيب األمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، )].20[(} 182◌ 181◌ 180ي

:كلمة سيدي يوسف النبهاين رضي اهللا عنه قال سيدي يوسف النبهاين نفعنا اهللا به؛ 5&#هذه صالة سيدي عبد السالم بن مشيش وهي من أفضل الصيغ املشهورة ذات الفضل العظيم، قال (

خ حممد بن عالء الدين البابلي رمحه اهللا وشيخنا عيسى أجازين شيخنا الشي: الشهاب أمحد النخلي املكيال بن حممد الثعاليب رمحه اهللا بقراءة الصالة املشهورة املنسوبة للشيخ اإلمام القطب العارف باهللا تعاىل والد

ا وموالنا عليه ذي الطريقة السنية املستقيمة واألحوال السنية العظيمة شريف النسب وأصيل احلسب سيدناألكابر، وممن أخذ عنه الشيخ الشيخ السيد الشريف عبد السالم بن مشيش احلسين املغريب شيخ الشيوخ

م أمجعني آمني، وأمرين أن أقرأها بعد صالة القطب أبو احلسن علي بن عبد اهللا الشاذيل نفعنا اهللا به وتقرأ ثالث مرات بعد الصبح وبعد املغرب وبعد الصبح مرة وبعد صالة املغرب مرة، ورأيت يف بعض التعاليق

دد اإللـهي والفتح ا حيصل امل ا من األسرار واألنوار ما ال يلم حقيقته إال اهللا تعاىل وبقراء العشاء، ويف قراء

الرباين ومل يزل قارئها بصدق وإخالص مشروح الصدر ميسر األمر حمفوظا حبفظ اهللا تعاىل من مجيع اآلفات مؤيدا بتأييد اهللا العظيم يف مجيع أموره والبليات واألمراض الظاهرة والباطنة منصورا على مجيع األعداء

حمفوظا بعني عناية اهللا الكرمي الوهاب وعناية رسوله صلى اهللا تعاىل عليه وعلى اآلل واألصحاب وتظهر داومة عليها مع الصدق واإلخالص والت

ا بامل )]).21[(} 52( ) ' × % $ £ ! " { قوى فائد

ترمجة سيدي حممد املرون رضي اهللا عنه الشريف احلسين، العارف احملقق، اإلمام اجلامعي، فريد ؛ 5&#ولد رضي اهللا . عصره، سيدي حممد بن أمحد بن حممد العروسي املرون، قدس اهللا سره ونفعنا بربكاته آمني

الزم مع أبيه الزاوية القادرية . هجرية مبدينة تطوان 1322ربيع األول عام عنه فجر ليلة اثين عشر من أثناء طفولته ومراهقته، وكان يطلب من الشيخ موالي عبد القادر اجليالين رضي اهللا عنه أن يتفضل اهللا

، وذات يوم التقى مبوالي عبد القادر اجليالين يقظة الذي قال له ك هو مفتاح: عليه بشيخ حي مريب

توجه سيدي حممد املرون إىل موالي عبد السالم رضي اهللا عنه حيث . موالي عبد السالم بن مشيش، مث أرسله أهل الديوان إىل الشيخ موالي عبد )ص(اعتكف مدة عنده، مث التقى ألول مرة بسيد الوجود

مجعني، وكان عمره آنذاك الرمحـن بن موالي الطيب بن سيدنا وموالنا العريب الدرقاوي رضي اهللا عنهم أعندما التقى سيدي حممد املرون األول مرة مع الشيخ موالي عبد الرمحـن الدرقاوي وجد . مثانية عشر سنة

عنده عددا كبريا من العلماء والفقراء، فأشرب موالي عبد الرمحـن تلميذه سيدي حممد املرون كؤوس الشاي يقرأ وال يكتب، فبفضل مدد موالي عبد الرمحـن حفظ سيدي حممد كان سيدي حممد املرون أميا ال . كلها

أخربين سيدي حممد املرون بأن املادة الكربى أتته من موالي عبد . القرآن كله حفظا جيدا يف سلكة واحدة .الرمحـن الدرقاوي، وعندما كنت أزور سيدي حممد أرى دائما صورة موالي عبد الرمحـن أمام عينيه ال تفارقه

اية غرينا(كان الشيخ موالي عبد الرمحـن حيب تلميذه سيدي حممد حبا كبريا وكان يقول له ) بدايتنا فقط بقي سيدي حممد مع شيخه غوث زمانه موالي عبد الرمحـن حوايل عشرة سنة وهذه املدة كانت مملوءة .

كابدات، قال اهللا تعاىلجاهدات وامل

فينا لنـهديـنـهم سبـلنا وإن الله لمع المحسنني والذين جاهدوا{: بامل*{)]22.[( هذا تاريخ نشأيت وذرييت وأحوايل منذ أخرجين اهللا هلذا الوجود(قال سيدي حممد املرون نفعنا اهللا بربكاته

محد املرون الشريف حممد بن أ 1322من ربيع النبوي مبدينة تطوان عام 12ليلة اخلميس عند الفجر احلمد هللا الذي أهلمين وأيقظين من غفالت اجلهل إىل يقظات تعلم العلوم واملعارف فخرجت هاربا . العلمي

بنفسي يف طلب العلم من مدينة شفشاون إىل قبيلة بين زروال فتفضل علي اهللا مبالقاة سيدي عبد الرمحـن ببين زروال، ومدين مبا كنت طالبه من اهللا ومن رسوله فألقى الدرقاوي مبدشر الزاوية السفلية بولد بن جامع

علي ما ال يتصور يف العقل وأمرين بقراءة القرآن ونبدأ السلكة من الرأس فشرعت فيها بالرباع واملصنفات، ايتها شرعت يف دراسة العلوم كتفسري القرآن والبخاري ومسلم وغريه من التفاسري وشرح فلما وصلت إىل سيدي خليل عشر العبادة وابن عاشر وقرأت الشمائل جلسوس وبنيس وقرأت علوم التوحيد وقرأت علوم

فلما . أنا نستمد من الشيخ كل عام 1340التصوف وعلوم القوم، هذه األحوال كلها دارت يف عام احلمد ... العقلتويف رمحه اهللا جددت العهد على سيدي أمحد اخلمسي وصرت أستمد منه ما ال يتصور يف

هللا الذي هدانا هلذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا اهللا للدخول يف زمرة املؤذنني يوم األحد أول من شهر احلمد هللا الذي عرفين بزوجيت يف عامل اخليال وعرفت . 1357ربيع النبوي يف مسجد الباشا بتطوان عام

ا ا فتزوجت ا وسري ا وصفا ذا أخربين ملك امسها وصور رغما على أنفي ذلك تقدير العزيز العليم، ا ... اصرب على ما فيها من الصعوبات: اإلهلام ناداين جهرا وقال يل رجب عام 22فتزوجت

1356.(... د سيدي حممد املرون النسبة مع الشيخ الكامل سيدي أمحد بعد وفاة موالي عبد الرمحـن رضي اهللا عنه جد

أخربين سيدي حممد املرون بأنه كان ببين أمحد والشيخ سيدي أمحد اخلمسي كان . سي رضي اهللا عنهاخلم فسأله سيدي حممد املرون أسئلة بفاس فرأى سيدي املرون رؤية مضمنها أن سيدي اخلمسي أتى إليه

حممد بعد مدة أتى سيدي أمحد اخلمسي جبسده إىل سيدي. عديدة والشيخ سيدي أمحد اخلمسي جييبه .املرون فكانت نفس األسئلة واألجوبة، وكان هذا أول لقاء بينهما يف عامل األشباح

وقعت لسيدي حممد املرون مع شيخه سيدي أمحد اخلمسي رضي اهللا عنهما كرامات كبرية وتفضالت :عديدة

اخلمسي مصباحا ـ منها ذات يوم من الساعة العاشرة صباحا إىل الساعة الواحدة زواال أعطى سيدي أمحد مه على اجلميع .مضيئا كبريا لتلميذه سيدي حممد املرون وقد

ـ يوم واحد قبل وفاة الشيخ سيدي أمحد اخلمسي غطى رمحه اهللا تلميذيه سيدي حممد املرون وسيدي ابن : وقال هلما) ان آمناهذا مقام إبراهيم ومن دخله ك: (حساين رضي اهللا عنهما، غطامها بسلهامه وقال هلما

.أنتما يف مقام اجلنيد رضي اهللا عنه، )]23[(}مقام إبـراهيم ومن دخله كان آمنا {: سألت سيدي حممد املرون رضي اهللا عنه عن قوله تعاىل

.معناه آمنا من السلب والعطب والعني والتابعة واجلن وإذاية املخلوقني وسوء اخلامتة: فقالانظر (ثالثة أيام بعد وفاة سيدي أمحد اخلمسي حصل لسيدي حممد املرون الفتح الذي حيصل للعارفني ـ

) .موضوع الفتح عند ترمجة سيدي عبد العزيز الدباغ رضي اهللا عنه .اخل... ـ

) .هنيئا لسيدي أمحد اخلمسي وهنيئا لنا به: (كان سيدي حممد املرون رضي اهللا عنه يقول يلفقد أعطى كل ما ميلك لشيخه، وبعد : يدي حممد املرون شيخه سيدي أمحد اخلمسي حيا وميتاخدم س

املنتسب إىل اهللا إذا رأيته أراد أن : (قال سيدي علي اجلمل رضي اهللا عنه. وفاة الشيخ خدم عائلة الشيخكون إال بعد اخلسارة الكامل ال ي ينزع لك شيئا فاعلم أنه أراد أن يعطيك شيئا أعظم منه ألن الربح

معناه الربح املعنوي ال يكون إال بعد اخلسارة احلسية، ويف هذا املعىن قال سيدي حممد املرون رضي ) الكاملةريد أن يعطي كل ما ميلكه ـ أي نفسه وماله ـ لشيخه وإال فلن يعطيه الشيخ الوالية: (اهللا عنه

. جيب على امل

ذين الشرطني يلتقي السلكان فيضيء املصباحاملريد يؤثر حبسه والشيخ يؤ ) .ثر مبعناه، وذاكرة، ال شغل له إال نصح الناس وإرشادهم ألنه مأذون من األولياء،

كان رضي اهللا عنه مفتوحا عليه يف امل

) .عليك قل وال حرج : (قال له سيدي أمحد اخلمسي رضي اهللا عنهد بناء زاوية اإلمام دعى رضي اهللا عنه الناس إىل اهللا وله عدة تالميذ خصوصا بغمارة وذلك أنه جد

ذاكرة والعلم اللدين، وظل البوزيدي رضي اهللا عنه اليت امتألت باملريدين والفقراء حيث جمالس الذكر وامل

.سيدي حممد املرون يشرف أكثر من عشرين سنة على هذه الزاوية اليت تقع يف بوسالمة بغمارةآخر درجة يف حفظ : (ان رمحه اهللا يسأل األطفال هل حيفظون القرآن والعقائد واألحكام وكان يقولك

) .القرآن هي حفظ مخسة عشر حزب من سورة يس إىل سورة الناساخللق عيال اهللا وأحب اخللق «): ص(كان رضي اهللا عنه يسعى يف مصاحل اآلخرين ويردد مرارا قول النيب

يعاجل األمراض احلسية بالدواء احلسي أي األعشاب، : كان رمحه اهللا يداوي الناس. »م لعيالهإىل اهللا أنفعه .ويعاجل األمراض املعنوية بالدواء املعنوي

سيدي أمحد اخلمسي رضي اهللا عنه كان أكرم املخلوقات يف زمانه وأعطى يد الكرم إىل تلميذه سيدي . اخل... مرة رجع إىل داره بدون جالبة وبدون عمامة وبدون حذاء حممد املرون رضي اهللا عنه الذي كم من

كان رضي اهللا عنه يقرض الناس ويف احلقيقة . األلوف من اجلالبات والسراويل والقشابات أعطاها للناس .كم من مرة تكلف مبصاريف العقائق واجلنائز. يعطيهم

والعشاء على اهللا، زمانه كله كان يصوم االثنني الفطور على اهللا والغذاء على اهللا: الشيخ مدة حياتهاجلوع يهتم به من هو : (، وكان يقول) اجلوع دأبنا وحالتنا وسريتنا: (كان رضي اهللا عنه يقول. واخلميس

) .مشغول ببطنه .قضى الشيخ جل عصره مؤذنا جبامع الباشا بتطوان وكان يقوم بتنظيف ذلك املسجد

:ون كثرية ومقاماته كبرية عاليةمناقب سيدي حممد املر ـ عندما كان يف السن الرابعة من عمره زار مع أبيه ضريح سيدي هدي رضي اهللا عنه ببين عروس، فقال

.رد البال من ولدك فإن أمره انتهى إىل العرش: مقدم سيدي هدي ألب الشيخ

ضي اهللا عنهم أمجعني، كان بزرهون فقال ـ موالي إبراهيم بن الشيخ سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين ر .خليفة موالي إدريس األكرب) أي سيدي حممد املرون(هذا : ألصحاب تطوان

أي سيدي حممد : (ـ سيدي الفقيه حممد األزرق أحد األولياء رضي اهللا عنه قال أمام املأل بأن العروسي .نةهو سيد املرضيني وعشري سيدنا موسى عليه السالم يف اجل) املرون

ـ أخربين سيدي حممد املرون بأن الشيخ سيدي أمحد اخلمسي تفضل اهللا عليه باملقام العيسوي مث باملقام مث أخربين سيدي . املوسوي مث باملقام احملمدي، ومات رضي اهللا عنه يف املقام اإلبراهيمي واملقام اخلضري

.فعنا اهللا بربكاتهحممد املرون بأنه ورث مجيع مقامات الشيخ سيدي أمحد اخلمسي ن :ـ مسعت الشيخ سيدي حممد املرون رضي اهللا عنه يردد مرارا قول الشيخ سيدي حممد احلراق رضي اهللا عنه

فأنا فريد عصري قولوا يل بشرى هنيا

ومبصاحل الفرد احملمدي معناه انفرد عن مجيع املخلوقات، انفرد جبميع العلوم: وكان رضي اهللا عنه يقول الناس، الفرد احملمدي انفرد بالسخاء والكرم أو تقول انفرد باألسرار واألنوار واملواهب واملنحات

.اخل... والتفضالتوكنا نسمع منه كل وقت علوما )] 24[(}وقل رب زدين علما{: كان رضي اهللا عنه يردد كثريا قوله تعاىل

ا عندما : الشيخ رضي اهللا عنه لديه الفتح الكبري. مل نسمعها منه من قبل جديدة طرية قريبة العهد بر .ها حنن فتأيت إليه: يتكلم فإن االستشهادات تقول لهفرأيت يف هذه الليلة يف عامل املرائي واخليال أحتدث مع أناس على شكل : (قال رضي اهللا عنه ونفعنا بربكاته

وعبد الواحد وعبد الرمحـن وعبد الصمد فأخذوا بيدي وساروا بين آدم ومل أعرفهم سوى أصحايب عبد اهللاثوا معي يف غوامش املعاين فسارت األقفال تنفتح عن قليب ولساين وفكريت وعقلي وأشرب هذه املعاين يتحدم وأحتلى وأتعشق بكالمهم حىت ظهر يل ما كان خمزونا مكنونا يف قليب من واملفاهم وأنا أتلذذ مبذاكر

رت عقوهلم ... العلوم واملعارف واملفاهم اخل فصرت أحتدث معهم يف الغوامض واحلقائق واألسرار حىت أباهللا عليكم أحكي لكم ما من اهللا به علي يف سابق علمه وأزله ملا : وعجزوا عن اجلواب، فقلت هلم

احلضرة اإللـهية بأين جنيد يف زماين أخرجين إىل هذا الوجود بعد العدم فوجدت نفسي يف البادية فبشرتينانتهت السياحات يف البوادي الرجوع إىل : وقالوا يل. اخل... وأنا جالس بني يدي الشيخ يف مقام إبراهيم

تطوان فتعجبت من ذلك فسارت األقدار تنتقل يب شيئا فشيئا إىل أن وصل اإلبان ملالقات العارفني باهللا ا مدة من السنني وأنا أستفيد منهم ما ال يـتصور يف العقل من املواهب فمنحوين بصحبتهم يقظة ومنام

والتفضالت واملنحات والعطايات ما ال يـتصور يف األذهان وال يف العقول اخلاوية، هذه العلوم كلها إشارات لي مع يف تطوان رغما على أنفي ومجع مش)] 25[(ومغيبات تعجز عن فهمها اخلاص والعام، فسجنوين

الزوجة وهيأ اهللا األسباب من حيث ال أحتسب وأنا ال أستعد هلا فتعجبت من ذلك فقلت سبحان من أين ا ما يربز هذا ومل أدر حقيقة هذا التسخري اإللـهي الذي هيأ اهللا هذه األسباب كلها ففتح يل بابا أشاهد

ة يف العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك يف هذا الوجود من عني الوجود فصرت أتقلب كل يوم وليل ).اخل... واملشارب

القلب يقرأ العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك واملشارب واحلقائق والدقائق : (يقول كان رضي اهللا عنه، وكان رضي )والرقائق، أي عني القلب ترى أنوارهم، وشعاع تلك األنوار يصعد إىل العقل وخيرج إىل اللسان

، معناه يعرف أمساءهم ويسمع )]26[(}النيب أوىل بالمؤمنني من أنـفسهم {: نه يقول يف قوله تعاىلاهللا عباب اجلنة يف سدرة املنتهى، قال : (كالمهم ويرى صورهم ويراقبهم وحيرسهم، وكان رضي اهللا عنه يقول

، وكان )جهنم يف األرض السابعة، وباب )]27[(} 15ژ ء آ 14عع ؟ = 13؛ چ : 9{ : تعاىلاملساجد أتوا من الكعبة، والكعبة أتت من بيت العز الذي هو يف السماء الدنيا، : (رضي اهللا عنه يقول

وبيت العز أتى من بيت النور الذي هو يف السماء الرابعة، وبيت النور أتى من البيت املعمور الذي هو يف كل يوم مجعة يصلي سيدنا : (، وكان رضي اهللا عنه يقول)من العرشالسماء السابعة، والبيت املعمور أتى

سيدنا جربيل هو املؤذن، وسيدنا . جربيل وسيدنا ميكائيل عليهما السالم يف بيت النور بالسماء الرابعة، وكان رضي اهللا عنه يقول يف قول سيدي أيب احلسن الششرتي رضي اهللا )ميكائيل هو اإلمام واخلطيب

:عنهراري والشمس والقمر سبع هم الد

مع جنوم أخر وجنم مث ساري ، والقمر إشارة إىل )ص(سبع هم الدراري إشارة إىل األقطاب السبعة، والشمس إشارة إىل سيدنا حممد

أخر إشارة إىل باقي أهل الغوث احملمدي، وجنم مث ساري إشارة إىل سيدنا اخلضر عليه السالم، وجنوم .اخل... الديوان أي األوتاد واألبدال والنقباء والنجباء واألجراس

:كان رضي اهللا عنه يقول يف قول سيدي ابن الفارض رضي اهللا عنها من قبل أن خيلق الكرم مدامة شربنا على ذكر احلبيب سكرنا

ا العارفو دامة أو اخلمرة األزلية يشرم ال بأفواههم مث تسري هذه اخلمرة األزلية إىل القلب امل ن باهللا من آذا

مفتاح القلب مها األذنان، ومن القلب يطلع الشعاع إىل الرأس وخيرج إىل . مث اجلنان مث إىل حضرة الرمحـنقائق والدقائق املدامة أو اخلمرة األزلية معناها العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك واملشارب واحل. اللسان

.اخل... والرقائق والتعشقات والتشوفات والتذوقاتم : (كان رضي اهللا عنه يقول ألحد تالمذته أنا زرت مجيع أولياء املغرب وعندما جئت إيل فكأمنا زر

).زياريت طوت لك ما سواها: (، مث قال له)كلهمريت الروحانية يف عامل امللكوت فإنك طفل وتضيع إذا مل تر صو : (قال رضي اهللا عنه ألحد تالمذته

صورة الشيخ يف عامل ). كسوة خضراء وسلهام أخضر أي حلة اجلنة: صوريت الروحانية: (، مث قال له)وقتك .امللكوت ليست هي صورته يف عامل اجلربوت، فكل مقام له صورة خاصة به والتلون حبسب املقام

ات له شيخ ومل تظهر نتيجة بعد موته فليبحث عن شيخ آخر، وأما من من م: (كان رضي اهللا عنه يقولالنتيجة . مات شيخه وظهرت النتيجة بعد موته فليبق على العهد إىل يوم الدين وال يبدله ألن الشيخ يراقبه

ك يل يف إذا أتى علي يوم ال أزداد فيه علما يقربين إىل اهللا تعاىل فال بور ) (ص(معناها قول سيد الوجود الشيخ ينصر مريده يف الدنيا واآلخرة، وميده بالعلوم واملعارف واألنوار واألسرار ). طلوع مشس ذلك اليوم ).ألن األسالك متصلة

: ، وكان رضي اهللا عنه يقول)من أراد القرب من اهللا فليصحب شيخا جالليا: (كان رضي اهللا عنه يقوليكون مع اخلبيثني والظاملني، ومن كان مع الطيبني يصعب عليه الرتقي ألنه من أراد الرتقي فـعليه أن(

أال ترى إىل موالي عبد السالم بن مشيش قال . حيسنون إىل الويل فيسلبونه: باإلحسان متلك كل إنسانقال . سبين عرو : أي املستقر؟ قال سيدي عبد الرمحـن: لشيخه سيدي عبد الرمحـن املديين رضي اهللا عنهما

م أقبح املخلوقات وأخبثهم : ملاذا؟ فقال شيخه: موالي عبد السالم لو : مث قال له) يف ذلك الزمان(ألويف هذا املعىن يقول موالي عبد السالم بن مشيش ). رأيت قبيلة أخبث من بين عروس ألرسلتك إليها

رب من شرهم فإن خريه(رضي اهللا عنه م يصيبك يف قلبك وشرهم اهرب من خري الناس أكثر من أن

ر من أن تصاب يف قلبك، ولعدو تصل به إىل ربك خري من يصبك يف بدنك وألن تصاب يف بدنك خيـ ).حبيب يقطعك عن ربك

سألته مرة كيف أنت يا سيدي؟وربك {: ، وقال احلق جل جالله)]28[(} 23! } ) ص({ « { : كما يريد اهللا قال تعاىل: قال يل

قال اإلمام أبو احلسن . عليك بالقرآن وارتح : ، مث قال يل)]29[(}خيلق ما يشاء وخيتار ما كان هلم اخليـرة ).الشيخ من دلك على الراحة ال من دلك على التعب: (الشاذيل رضي اهللا عنه

واه، واخلمول نعمة : ( وكان يقولكان رضي اهللا عنه يطلب من اهللا اخلفاء والسرت الظهور نقمة والنفس فيما : فيما بينه وبني اهللا، وعبد الظهور: عبد اخلفاء. الويل املخفي تبقى مقاماته تامة كاملة. والنفس تأباه

).بينه وبني اهللا وبني العباد وهنا أخذ العباد قسمة من درجته .ال يعرفكم إال القليل: قلت لهكل كنز عليه . سر اهللا خمفي وليس بظاهر. ذا من فضل اهللا علينا ألنه إذا أحب اهللا عبدا أخفاهه: قال يل

إن اهللا تعاىل يقول (قال سيدي أمحد بن عبد اهللا رضي اهللا عنه . عزائم وطالسم والعارف باهللا أعظم الكنوز ). عليكأمل أمخل ذكرك عن اخللق فضال ورمحة مين: لعبده غدا يوم القيامة

.لن يطبع أحد من كتيب يف حيايت: من كراماته رضي اهللا عنه أنه قال يل :ترك سيدي حممد املرون نفعنا اهللا به كتبا عديدة

.ـ شروح املشيشية .ـ النرباس .ـ رسائل

.ـ كتاب األشواق واألذواقطلع .ـ امل

واعلم أن مرتبة اإلنسان الكامل من العامل : (ةقال سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه يف الفتوحات املكي، ومرتبة الكمل من )ص(مرتبة النفس الناطقة من اإلنسان فهو الكامل الذي ال أكمل منه وهو حممد

األناسي النازلني عن درجة هذا الكمال هو الغاية من العامل منزلة القوى الروحانية من اإلنسان وهم األنبياء هم، ومنزلة من نزل يف الكمال عن درجة هؤالء من العامل منزلة القوى احلسية من صلوات اهللا وسالمه علي

اإلنسان وهم الورثة رضي اهللا عنهم، وما بقي ممن هو على صورة اإلنسان يف الشكل هو من مجلة احليوان عرف يا ويل منزلتك فا: (وقال أيضا). فهم مبنزلة الروح احليواين يف اإلنسان الذي يعطي النمو واإلحساس

روحها ونفسها الناطقة، هل أنت من قواها أو من حمال قواها، ) ص(من هذه الصورة اإلنسانية اليت حممد وما أنت من قواها هل بصرها أم مسعها أم مشها أم ملسها أم طعمها فإين واهللا قد علمت أي قوة أنا من

علي اجلمل الذي هو شيخ موالي العريب الدرقاوي ، وقال سيدي )قوى هذه الصورة هللا احلمد على ذلكاعلم أنه كان شيخ شيخنا سيدي (» اليواقيت احلسان يف تصرف معاين اإلنسان«رضي اهللا عنهما يف كتابه

أمحد اليماين نفعنا اهللا به من أهل التجريد ظاهرا وباطنا، أما باطنا فال إشكال، وأما ظاهرا فكانت حقيقته نا سيدي العريب نفعنا اهللا به كان من أهل التجريد أيضا ظاهرا وباطنا، أما باطنا فال إشكال، يف يده، وشيخ

وأما ظاهرا فكانت يف لسانه، وأنا عبد من اهللا علي من بركة معرفة هؤالء الرجال ساداتنا أهل املخفية شرفنا يب بن سيدي العارف باهللا تعاىل سيدي اهللا بذكرهم، ولكن سيدي منهم وسندي وأستاذي هو سيدي العر

أمحد بن عبد اهللا نفعنا اهللا باجلميع أخذت عنه التجريد ظاهرا وباطنا، أما باطنا فال إشكال وأما ظاهرا ففي أربعة جوارح يف لساين ويف رأسي ويف رجلي ويف ظهري هذه أربعة حقائق، ومعي رجل آخر أخي يف الشيخ

يب التجريد ظاهرا وباطنا، باطنا ال إشكال وظاهرا أخذ منه حقيقة يف عينه أخذ على شيخنا سيدي العر قلبه : أخربين الشيخ سيدي حممد املرون نفعنا اهللا بربكاته بأنه روحاين من أربع جهات). وهو يتصرف اآلن .وطبيعته وعينه ويده

مارس 12املوافق هجرية 1416شوال عام 22تويف رضي اهللا عنه مبدينة تطوان يوم الثالثاء .ميالدية 1996

هذه الرتمجة كتبها أحد تالمذة سيدي حممد املرون قدس اهللا سره وهو الدكتور حممد بن حممد املهدي التمسماين شرح الصالة املشيشية للعارف باهللا الكبري سيدي حممد املرون رضي اهللا عنه املتوىف عام

:هجرية تنبيـه 1416دس اهللا سره ثالث شروح على الصالة املشيشية، اختار منها رضي اهللا عنه شرحه لسيدي حممد املرون ق

.هذا وأدجمه يف هذا الكتاب

بسم اهللا الرمحـن الرحيم وصلى اهللا بذاته وسلم بأمسائه وبارك بصفاته على أشرف املخلوقني وإمام املرسلني عد فهذا شرح تصلية قطب الزمان وحبر العرفان شريف النسب سيدنا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني، وب

.وأصيل احلسب سيدنا وموالنا عبد السالم بن مشيش قدس اهللا سرهملا أراد اهللا سبحانه أن خيرج ابن مشيش رضي اهللا عنه من اجلذبة ومن أصنافها أهلمه أن يبحث عن شيخ

ل إىل الديار املقدسة فالتـقى أوال بالشيخ تقي الدين العراقي رضي اهللا عنه الرتبية فشد رحلته إىل أن وصولقنه بداية مث التقى بالشيخ سيدي عبد الرمحـن املدين رضي اهللا عنه امللقب بالزيات املدفون يف مدشر تارغة

ب ضريح سيدي أمحد جبان) كلم 50مدشر تارغة يقع جنوب شرق مدينة تطوان ويبعد عن تطوان حبوايل (أخذ ابن مشيش عن . الغزال وسيدي عبد الرمحـن املغريب رضي اهللا عنهما ومقام اإلمام املدين بينهما مهمول

ها أنت وربك ونبيك يقظة ال : اإلمام املدين الطريقة والوسيلة والقطبانية فقال له اإلمام املدين قدس اهللا سره: يا رسول اهللا قلت يف ليلة اإلسراء لربك عند انصرافك من حضرته: شمناما، ويف هذا الوقت قال ابن مشي

: يا رب لكل قادم حتفة، وأنا يا رسول اهللا ما حتفيت عند انصرايف من حضرتك؟ فقال يا ابن مشيش قل .أللهم صل على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار وفيه ارتقت احلقائق

أللهم اهللا جبميع أمسائه كله وقد ارتفع البـعد ووقع االتصال بال انفصال مع احلضرة النبوية واحلضرة كأنه دعى

.اإللـهية صـل

معناه أللهم أعط سيدنا حممد أفضل ما سألك لنـفسه، وأعط سيدنا حممدا أفضل ما سألك له أحد من .سؤول له إىل يوم القيامةخلقك، وأعط سيدنا حممدا ما أنت م

نه يـغبطه به األولون واآلخرون: أو تقول .أللهم ابـعثه مقاما حممودا تـزلف به قـربه وتقر به عيـ .أللهم أعطه الفضل والفضيلة والشرف والوسيلة والدرجة الرفيعة واملنزلة الشاخمة: أو تقول .أعط سيدنا حممدا الوسيلة وبـلغه مأموله واجعله أول شافع وأول مشفعاللهم : أو تقولقربني : أو تقول

ته وارفع يف أهل عليني درجته ويف أعلى امل .منزلته أللهم عظم بـرهانه وثـقل ميزانه وأبلج حجته وأظهر ملته وأجزل ثـوابه وأضىء نوره أللهم ارفع درجت: أو تقول ه وأكرم مقامه وثـقل ميزانه وأبلج حج

.وأدم كرامته وأحلق به من ذريته وأهل بيته ما تقر به عينه

: أو تقول ته وبـني برهانه وأبلج حج .فضيلته وتقبل شفاعته يف أمته أللهم عظم شأنه وبـني .هذه بعض معاين الصالة على سيد الوجود منقولة من كتاب دالئل اخلريات لإلمام اجلزويل رضي اهللا عنه

الصالة : إذا صليت على النيب مرة واحدة صلى عليك اهللا عشر مرات} فاذكروين أذكركم {: قال اهللا تعاىلاخل، وأما سيد الوجود فإنه يدعو مع من ... ضى والعطايا واملنحات والتفضالت واألنوارمن اهللا معناها الر

.اخل... يصلي عليه باملغفرة والرمحة: الصالة على سيد الوجود درجات بعضها فوق بعض، قال الشيخ موالي العريب الدرقاوي رضي اهللا عنه

ولو مل يصل عليه بلسانه، وإذا كان ) ص(لصالة على صاحبها وال شك أن املتمسك بالسنة ال تفوته ا(على سنته وصلى عليه بلسانه فذلك نور على نور، وال شك أن املتمسك بسنته حقا يصلي عليه بكليته،

ري من كثري واملنهمك الذي ال يبايل بالسنة إمنا يصلي عليه بلسانه فقط دون جوارحه وعمل قليل يف سنة خ ).يف بدعة فافهم فـهمنا اهللا وإياك

ذه الصالة إىل عامل األنوار أللهم صل على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار معناه توجه كوين : األحدية الصمدية حني نظر اهللا نظرة اجلمال يف صفاء بياض نوره فقبض قبضة من نوره فقال هلا

ذه التصلية ومساها بأسامي عديدةحممدا نبيا ر تارة مساها الصالة : ؤوفا عطوفا ممجدا، هلذا املوطن أشار الذاتية، وتارة مساها صالة السر، وتارة مساها الصالة الفيضية الكربى، وتارة مساها الشجرة األصلية، وتارة

فردة، وتارة مساها الصالة األحدية، وتارة مساها الصالة مساها صالة النور الذايت، وتارة مساها الصالة املنالعيبية، وتارة مساها الصالة األمنوذجية، وتارة مساها الصالة القامسية، فهذه التصليات كلها ترجع إىل أصل

اىل واحد وهي القبضة املمدية فصار هذا النور عمودا على صورة األمحدية وهي هذه القبضة تسبح اهللا تعسبحان اهللا وحبمده سبحان اهللا العظيم واحلق يتجلى عليها مبا هو أهله، فلما أراد : سبعة ألف عام وتقول

ا واحدا، اهللا أن يظهر حكمته وقدرته وإرادته أن يربز هذه العوامل مائة ألف عامل، الدنيا وما فيها يـعد عامل

ا واحدا، انسلخت من هذه القبضة هذه العوامل كلها فقسم هذا النور فتفرع منه واآلخرة وما فيها يـعد عامل

.ما كان وما يكون على مقتضى حكمتهاعلم أن احلق تعاىل ملا : (قال سيدي صدر الدين القونوي تلميذ سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنهما

ها يف حقيقة تكون له كاملرآة أوجد جتلى لذاته بذاته وشاهد مجيع صفاته وكماالته يف ذاته وأراد أن يشاهداحلقيقة احملمدية اليت هي مجيع أهل النوع اإلنساين يف احلضرة العلمية فوجدت حقائق العامل كلها بوجودها

ا وجودا إمجاال مث أوجدهم فيها وجودا تفصيليا فصارت أعيانا ثابتة، فأعيان العامل يف العلم والعني وكماالوقال سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه يف كتابه عنقاء )). ص(احلقيقة احملمدية إمنا حصلت بواسطة

وملا تعلقت إرادة احلق سبحانه بإجياد خلقه وتقدس رزقه برزت احلقيقة احملمدية من األنوار : (مغربه موارد األلطاف الصمدية واحلضرة األحدية وذلك ملا جتلى لنفسه بنفسه يف مساء األوصاف وسأل ذاته بذات

يف إجياد اجلهات واألكياف فتلقى ذلك السؤال منه إليه بالقبول واإلسعاف فكان املسؤول والسائل والداعي نيل والنائل وكمن فيه كمون تنزيه وحضر يف حضرة علمه فوجد احلقيقة احملمدية على صورة

جيب وامل

وامل

را وفجرها ارا مث سلح العامل منها فكانت عليه مساء مدرارا حكمه فسلخها من ليل ذاته فكانت عيونا وأوذلك أنه سبحانه اقتطع من نور ذاته قطعة مل تكن فيه متصلة فتكون منه عند القطع منفصلة ولكن ملا فطره سبحانه على الصورة فطر ما كان مث جنسا جيمعها ضرورة فكان قطع هذا النور املنزل املثل من ذلك

لباري منـزه يف نفسه يف قيام الفصل به والوصل أو اإلضافة باإلنسان إىل جنسه فهو قطع مثلي اجلنس واأنه سبحانه ملا قطع ... أبدي أحدي على معىن أزيل فكان حلضرة ذلك املعىن بابا وعلى وجهها حجاباى النشأة اليت ال تنجلي القطعة املذكورة مضاهية للصورة أنشأ منها سيدنا حممد عليه الصالة والسالم عل

ا إال أحكامها مث اقتطع العامل كله تفصيال على تلك الصورة وأقامه منهرقا على أعالمها وال يظهر من صفاا كانت ثوبا على تلك احلقيقة احملمدية النورانية غري تلك النشأة املذكورة إال الصورة اآلدمية اإلنسانية فإ

حكم الرقة والصفاء فتشكل بشكله فبذلك مل خيرج يف العامل غريه على مثله فصار ثوبا يشبه املاء واهلواء يفنسخة من احلق باألعالم وكان آدم ) ص(حضرة األجناس إليه يرجع اجلماد والناطق واحلساس فكان حممد

د سر نسخة منه على التمام وكنا حنن نسخة منهما وانتهت األقالم غري أن يف نسختنا من كتاب آدم وحممرسلون وغري املرسلني والعارفون والوارثون من سائر األمم واملؤمنون منا

شريف ومعىن لطيف، أما النبيون امل

فنسخة من آدم ووسط حممد عليهما السالم على أتقن مثال، وأما املؤمنون من سائر األمم فنسخة من آدم شمال فنسخة من طينة آدم ال غري فال سبيل يف حضرة اجلالل، وأما أهل الشقاوة وال) ص(وظاهر حممد

).هلم إىل غري ذلك فحقق أيها الطالب هذه النسخ تعش سعيدا وتكن يف ذاتح فردا وحيداستخرج منها العوامل الكلية الالهوتية والناسوتية وامللكوتية واجلربوتية وعلى

أللهم صل على قـبضتك الذاتية امل

.لمآله وصحبه وس

أما علمت أن اهللا خلق : أللهم صل على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار قدم األسرار قبل األنوارالشجرة فيها سر اهللا ومن بعد انفلقت من هذه الشجرة الثمار مث خلق اهللا اإلنسان فيه سر اهللا وانفلقت

وعلمناه من لدنا {: ب واحلقائق اللدنية لقوله تعاىلمنه العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك واملشار ذا القياس)] 30[(}علما :قدم األسرار قبل األنوار تأدبا ألجل هذا أشار البوصريي بقوله. وقس

ا ومن علومك علم اللوح والقلم فإن من وجودك يف الدنيا وضرروى ابن . انت األسرار واألنوار، ولوال سيدنا حممد ما كانت الدنيا واآلخرةما ك) ص(لوال سيدنا حممد

إن اختذت : إن ربك يقول: فقال) ص(هبط جربيل على النيب : (عساكر عن سلمان رضي اهللا عنه قالم إبراهيم خليال فقد اختذتك حبيبا، وما خلقت خلقا أكرم علي منك ولقد خلقت الدنيا وأهلها ألعرفه

: أتاين جربيل فقال(وروى الديلمي عن ابن عباس رفـعه ) كرامتك ومنزلتك عندي، ولوالك ما خلقت الدنيا ).لوالك ما خلقت اجلنة ولوالك ما خلقت النار: إن اهللا تعاىل يقول

إلـه أنه ملا فتح آدم عينيه حني كانت ذاته طينا فنظر يف سرادقات العرش وجد مكتوبا ال ) ص(من أسراره عندما يصلي العبد على سيد الوجود فإن العرش يـهتـز ويضطرب شوقا وحمبة ألن . إال اهللا حممد رسول اهللا

.اسم سيد الوجود مكتوب على ساق العرشأنه كان نبيا وآدم لمنجدل يف طينته معناه أن طينة آدم ملقية على وجه األرض مدة أربعني ) ص(من أسراره

تصب عليه سحائب اجلالل إال عاما واحدا صب عليه اجلمال هذا كله قبل أن ينفخ يف آدم الروح، سنة .»كنت نبيئا وآدم بني الروح واجلسد«): ص(قال

من أسراره أن احلق جل جالله جتلى عليه وهو يف عامل األنوار بالتجليات واملواهب والتفضالت واملنحات العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك واملشارب واحلقائق والدقائق والرقائق والتعشقات والعطايا والفيوضات و

والتذوقات والتشوقات واملقامات واملراتب واملنازل واالرتقاء واالختصاص واملزايات اليت ال يصفها الواصفون اية ألبديتهإىل أبد األ) ص(فأمده اهللا باألمداد الظاهرة والباطنة كلها تستمد من أمداده .بد ال

.ومن أسراره أنه ملا استقر هذا النور يف بطن آمنة خرج منها نور فأضاء مصانع الشام وقصورههذه الوقائع من أسراره وقس . ومن أسراره قضية الفيل ويبس وادي ساوة وغور حبرية طربية وتغوير الشهب

.ذا القياس

األنوار عبارة عما ظهر من كثائف التجليات واألسرار عبارة : قال سيدي أمحد بن عجيبة رضي اهللا عنها أثرها. األسرار أرق من األنوار. عما بطن فيها من املعاين اللطيفة .األسرار للذات واألنوار للصفات أل

الظاهرة ) ص(قسم من هذه األقسام خلق اهللا صورته : وانفلقت األنوار معناه انقسم هذا النور على أقسامملا استقر نوره يف بطن ) ص(باطنة وعلومه الظاهرة والباطنة ونبوته ورسالته قبل وجوده ومصداق هذا أنه وال

سلسلة خرجت من ظهره ) كان على ملة سيدنا إبراهيم(أمه رأى عبد املطلب يف حمرابه وهو يصلي .وصعدت إىل السماء إىل العرش ونصفها هبط إىل البهموت

يا : قلت: (بكر الضغاين عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد اهللا رضي اهللا عنه قال أخرج احلافظ أبويا جابر إن اهللا تعاىل : رسول اهللا بأيب أنت وأمي أخربين عن أول شيء خلقه اهللا تعاىل قبل األشياء؟ قال

يدور بالقدرة حيث قد خلق نور نبيك من نوره أي خلق نورا وأضافه إىل نفسه تشريفا فجعل ذلك النور شاء اهللا ومل يكن يف ذلك الوقت لوح وال قلم وال جنة وال نار وال ملك وال مساء وال أرض وال مشس وال قمر وال جين وال إنسي فلما أراد اهللا أن خيلق اخللق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق من اجلزء األول

سم اجلزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من األول محلة العرش القلم ومن الثاين اللوح ومن الثالث العرش، مث قومن الثاين الكرسي ومن الثالث باقي املالئكة، مث قسم اجلزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من األول نور أبصار

م وهي املعرفة باهللا ومن الثالث نور ألسنتهم وهو التوحيد ال إلـه إال اهللا حممد املؤمنني ومن الثاين نور قلو ).رسول اهللا

من أول القبضة النورانية إىل يوم القيامة حني ترجع هذه األنوار إىل ) ص(العوامل كلها تستمد من أمداده ) ص(اهللا جل جالله مد سيدنا حممدا . أصلها األصلي وهي القبضة احملمدية هنا الرجوع إىل األصل أصل

الصفات وبأنوار الذات وبأنوار أمسائه التسعة والتسعني اليت تدور بأنوار األفعال وبأنوار األمساء وبأنوارا يف ذوات سيد الوجود الظاهرة والباطنة والعوامل كلها يقلبها كيف شاء ألنه خليفة اهللا يف أرضه ألن بدورا

العلوية والسفلية، أما العوامل اهللا تستـر فيه ومجع فيه األنوار واألسرار فاألنوار واألسرار هي اليت تسيـر علمت يا أخي أن نور الشمس ذرة من اخلردل من نور العرش ونور العرش ذرة من أنوار احلجب، واحلجب ذرة من أنوار أرض السمسما، وأما نور القمر وأنوار الكواكب السبعة فمثل هذه األنوار مقتبسة من أنوار

فعال ونور القمر مستمد من نور األمساء ونور الشمس مستمد نور الكواكب مستمد من نور األ: احلضرة

من نور الصفات ونور العرش مستمد من نور الذات اإللـهية، فهذه األنوار كلها مستمدة من تلك القبضة .احملمدية األمحدية الصمدية

.ألنوار واألسراراالنفالق هي الوالدة حبروفها ولفظها، فهذا يسمى عامل ا: أي تفرعت) وانفلقت األنوار(سار هذا النور ينتقل ويتطور من عامل الغيب إىل عامل السر إىل عامل األنوار إىل عامل اهليللة إىل عامل الذرية يوم ألست بربكم إىل عامل اهلول إىل عامل اهلوية إىل عامل الالهوت إىل عامل الناسوت إىل عامل اجلربوت إىل

لك .عامل امللكوت إىل عامل امل

ذا القياس لك يسمى أيضا عامل احلكمة أو عامل الظهور أو عامل الشهادة أو عامل التشريع وقس .عامل امل

لك أغيار وأكدار .عامل اجلربوت كله أسرار، وعامل امللكوت أنوار، وعامل امل

جهة وأنوار الفرق واجلمع وأنوار أي انفلقت أنوار التلوين والتمكني وأنوار التوجه واملوا) وانفلقت األنوار(السرت والتجلي وأنوار احملو واإلثبات وأنوار الغيبة واحلضور وأنوار السكر والصحو وأنوار اخلوف والرجاء وأنوار القبض والبسط وأنوار اهليبة واألنس وأنوار الفقر إىل اهللا والغىن باهللا وأنوار العز والذل وأنوار احلس

أو تقول انفلقت أنوار العلوم وأنوار املعارف وأنوار املفاهم وأنوار املدارك وأنوار املشارب . اخل... واملعىنوأنوار احلقائق وأنوار الدقائق وأنوار الرقائق وأنوار التعشقات وأنوار التشوقات وأنوار التذوقات وأنوار القرب

ة ونور الفكرة ونور العلم ونور الروح ونور العقل أو تقول انفلقت األنوار أي نور اهلم . اخل.. وأنوار الوصال... ونور القلب ونور النفس املطمئنة ونور الذات ونور القوة املدركة ونور القوة احلافظة ونور القوة املصورة

أو . اخل... أو تقول انفلقت أنوار الدليل والربهان وأنوار الكشف والعيان وأنوار التوحيد وأنوار التجلي. اخلأو تقول انفلقت نور التوفيق ونور التأييد . اخل... قول انفلقت أنوار األبصار وأنوار البصائر وأنوار السرائرت

. اخل... ونور القوة ونور الفتح ونور السكينة والوقار ونور احلنانة والشفقة ونور الرمحة ونور احملبة ونور الصربأو تقول انفلقت . اخل... ل األوامر ونور اجتناب النواهيأو تقول انفلقت نور الداللة على اهللا ونور امتثا

.أنوار املهابة واجلاللة والعظمة واألنوار الباطنية: قال الشيخ ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه. اخل... أي انفلقت نور العقل ونور اإلميان) وانفلقت األنوار(به كل شيء ما مل يقم مانع، فبنور العقل تصل إىل العقل نور يدرك به أمور خمصوصة ولإلميان نور يدرك (

معرفة األلوهة وما جيب هلا ويستحيل وما جيوز منها فال يستحيل وال جيب، وبنور اإلميان يدرك العقل معرفة ).الذات وما نسب احلق إىل نفسه من النعوت

ألنوار اليت هي السبحات، وأنوار أي انفلقت أنوار املعاين اجملردة عن املواد، وأنوار ا) وانفلقت األنوار(األرواح وهي أنوار روح القدس اجلامع، وأنوار الرياح وهي أنوار عنصرية، وأنوار الطبيعة، وأنوار األمساء، عية من جانب

وأنوار املولدات واألمهات والعلل واألسباب على مراتبها، ونور الوقت، ونور الوقاية، وأنوار املانظر شرح هذه األنوار يف الباب السادس ومائتني من كتاب الفتوحات (يعة، ونور احلقيقة احلق، ونور الشر

).املكية للشيخ ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنهختتلف باختالف ) ص(اعلم أن أنواره : قال سيدي عبد احلق بن سبعني رضي اهللا عنه) وانفلقت األنوار(

ا، ومن حيث األقل ا ومضافا ا تنقص متعلقا واألكثر واألشد واألضعف، هذا بالنظر إىل نوع النوع ال أا أنوار إال بأمر يلحقها يف نفس األمر فمن ذلك نور عزته، مث نور الغاية اإلنسانية . أو تضعف من حيث إ

ور الرتكيب مث مث نور اإلدراك مث نور النبوة مث نور النشأة مث نور السابقة مث نور التشريف مث نور التدلل مث ننور املولد مث نور اخللقة مث نور الرتبية مث نور االنتقال مث نور النهاية مث نور التضمن مث نور العادة مث نور التسخري مث نور األتباع مث نور اللواحق مث نور اجلاه مث نور اخلطابة مث نور املقايسة مث نور التفضيل مث نور

كشف مث نور التزكية مث نور املكانة الكربى مث نور االنفراد مث نور الذكر اإلحاطة مث نور احلصر مث نور ال. والعالمة مث نور العالنية مث نور اخلصوصية يف أول حاله مث نور اخلري احملض مث نور اللواء مث نور العبودية

).رسائل ابن سبعني: انظر شرح هذه األنوار يف كتاب(و ى { : ني األنوار ما قاله اإلمام القشريي رضي اهللا عنه يف قوله تعاىلاألنوار متعددة ومتنوعة، فمن بـ

، والنور الذي من قبله سبحانه نور اللوائح بتحقيق العلم مث نور اللوامع ببيان الفهم مث )]31[(}ي ظهور الذات مث أنوار الصمدية نور احملاضرة بزائد اليقني مث نور املكاشفة بتجلي الصفات مث نور املشاهدة ب

.حبقائق التوحيدانشقت أسرار الذات وانفلقت أنوار الصفات، : أللهم صل على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار

انشقت أسرار التفريد وانفلقت أنوار : انشقت أسرار األحدية وانفلقت أنوار الواحدية، أو تقول: أو تقولانشقت أسرار االتصال وانفلقت : انشقت أسرار البقاء وانفلقت أنوار الفناء، أو تقول: د، أو تقولالتوحي

انشقت أسرار املقامات : انشقت أسرار الكمال وانفلقت أنوار اجلمال، أو تقول: أنوار الوصال، أو تقولانشقت أسرار : أنوار األوراد، أو تقولانشقت أسرار الواردات وانفلقت : وانفلقت أنوار األحوار، أو تقول

انشقت : املعارف وانفلقت أنوار األعمال، أو تقول انشقت أسرار الوحي وانفلقت أنوار اإلهلام، أو تقول

: انشقت أسرار الشهود وانفلقت أنوار املشاهدة، أو تقول: أسرار املسامرة وانفلقت أنوار احلادثة، أو تقولانشقت أسرار االشتياق وانفلقت أنوار الشوق، أو : كور وانفلقت أنوار الذكر، أو تقولانشقت أسرار املذ

انشقت أسرار االجتباء وانفلقت أنوار : انشقت أسرار االهتداء وانفلقت أنوار االقتداء، أو تقول: تقولحبني، أو ت: االصطفاء، أو تقول

انشقت أسرار العارفني : قولانشقت أسرار احملبوبني وانفلقت أنوار املريدين، أو تقول

انشقت أسرار الواصلني وانفلقت أنوار السالكني، أو تقول انشقت أسرار : وانفلقت أنوار امل

: انشقت األسرار القدسية وانفلقت األنوار اإللـهية، أو تقول: اإلجياد وانفلقت أنوار اإلمداد، أو تقول .ة وانفلقت األنوار الرمحايةانشقت األسرار اجلربوتي

أللهم صل وسلم على من جعلته : (قال سيدي حممد الفاسي الشاذيل رضي اهللا عنه يف صالته الياقوتية انشقت خزائن األسرار وانفلقت : ، أو تقول)سببا النشقاق أسرارك اجلربوتية وانفالق أنوارك الرمحانية

انشقت علوم األسرار : انشقت أسرار اجلربوت وانفلقت أنوار امللكوت، أو تقول: أو تقولمعارف األنوار، .وانفلقت علوم األنوار

اإلنسان إذا دخل يف الغيب واتصف به أدرك ما فيه من : (قال الشيخ ابن عريب احلامتي قدس اهللا سره وعلوم األسرار ... يتعلق به منافع الكون كلها علوم األنوار ال من علوم األسرار، وعلوم األنوار هو كل ما

).خفيت عن أبصار الناظرين وهي غيب الغيب فصار الغيب على هذا فيه ما يدرك به وفيه ما ال يدركانفلق الصبح إذا ظهرت أعالمه فإذا طلعت الشمس انفلقت وظهرت للوجود، كذلك : انفلقت معناه

رب ون انشقت وانفلقت منهم ألوف التالميذ والفقراء، كذلك األغصان تنشق العلماء العاملون والشيوخ امل

ذا القياس . وتنفلق منها مثارها، كذلك مؤلفو الكتب انشقت وانفلقت منهم األلوف من الكتب وقس : أو تقولألجل هذا أشار بقوله انشقت األسرار أي من حبر اجلربوت وانفلقت األنوار من حبر امللكوت،

انشقت األسرار من حبر : انشقت األسرار من حبر احلقيقة وانفلقت األنوار من حبر الشريعة، أو تقولذا القياس االنشقاق بداية ألهل البداية وهم علماء . اإلحسان وانفلقت األنوار من حبر اإلميان وقس اية ألهل النهاية وهم العارفون باهللا علماء األذواق واألشواق، الظاهر أهل األوراق، وأما االنفالق فهو

لك، وأما علماء الباطن فهم يف وسط القصر فشتان ما بني هناك وهنا ألن علماء الظاهر حراس يف باب امل

لك، فعلماء الظاهر يستدلون على اهللا بالدليل والربهان، وأما علماء على منصة اإلجالل والتشريف مع امل

دليل هلم وال برهان إمنا استدالهلم بالشهود والعيان، لذلك أشار اإلمام احلراق رضي اهللا عنه الباطن فال :بقوله

فهو الكل دائما ما أجله فـتـراه يف كل شيء تراه إمنا الصب من يعيش موله فافن فيه صبابة وهياما ك مقام اإلسالم له انشقاق وانفالق، كذلك مقام اإلميان له انشقاق مقام التوبة له انشقاق وانفالق، كذل

وانفالق، كذلك مقام اإلحسان له انشقاق وانفالق، كذلك القرآن له انشقاق وانفالق، كذلك العلوم هلا ذا القياس فشرحها يطول .انشقاق وانفالق، كذلك علوم التصوف هلا انشقاق وانفالق، وقس

ق أي الحت وظهرت وانبجست وانفجرت من منابع التجليات من حضرة األفعال إىل وفيه ارتقت احلقائحضرة األمساء إىل حضرة الصفات إىل حضرة الذات العالية، فاهللا يتجلى حلضرة الذات فتستمد منها لك وحضرة

حضرة الصفات مث تستمد منها حضرة األمساء مث تستمد منها حضرة األفعال وهي حضرة امل

ول والصحابة والتابعني وحضرة الشيوخ، فمن هذه احلضرات تتفرق األمداد اإللـهية، واعلم أن األمداد الرساحلسية واملعنوية كلها خترج من حضرة الرسول ومن ورث سره كابن مشيش وما يليه من العارفني بيدهم احلل

.والعقد من الفرش إىل العرشاجتمعت األنوار واألسرار واحلقائق والدقائق والرقائق واألفعال ) ص(دنا حممد وفيه ارتقت احلقائق أي يف سي

واألمساء والصفات والذات فأعطى سيدنا حممد العارفني أعطى لكل واحد منهم ما يستحقه على قدر .مهته

ة من مقام األمساء، األمداد تنقسم حبسب املقامات واهلمم، فأمداد للعامة من مقام األفعال، وأمداد للخاص الذات عني . وأمداد خلاصة اخلاصة من مقام الصفات، وأمداد خلاصة خاصة اخلاصة من مقام الذات

الصفات، والصفات عني الذات إال أن الذات تسرتت يف الصفات، فأهل البداية مظهرهم الصفات وأهل فات فهم حمجوبون عن شهود الذات ألن أهل البداية ال يشاهدون إال مظهر الص. النهاية مظهرهم الذات

شهود الذات شرطه خراب الذات وإذا مل خترب ذاتك وصفاتك ال ترى ذاتا وال صفات وال أمساء وال .أفعاال إمنا أنت مشغول بنفسك وفلسك وأهل جنسك وما بني البطن والفرج

.وفيه ارتقت احلقائق معناه جتلى عليه اهللا بعلوم الظاهر والباطن

جرابني؛ فأما الواحد فبثثته فيكم، وأما اآلخر فلو بثثته ) ص(محلت عن النيب : (أبو هريرة رضي اهللا عنه قالإن جبانيب علما لو أبثه لكم لفرقتم ما بني الرأس : (وقال سيدنا علي كرم اهللا وجهه). لقطع مين هذا البلعوم

أنا أول من يعبد : جبانيب علما لو أبثه لكم لقلتمإن : (وقال حذيفة بن اليمان رضي اهللا عنه). واجلسد ).إن جبانيب علما لو أبثه لكم لقلتم رحم اهللا قاتل سلمان: (وقال سلمان الفارسي رضي اهللا عنه). الوثن

ا فمنها علوم احلسن البصري، ومنها علوم زين العابدين، ومنها : تـوورثت هذه العلوم عن أعالمها وأقطاوم جعفر الصادق، ومنها علوم موسى الكاظم، ومنها علوم معروف الكرخي، ومنها علوم اجلنيد إىل أن عل

وصلت إىل ابن مشيش إىل الشاذيل إىل موالي العريب الدرقاوي واإلمام البوزيدي سيدي أمحد بن عجيبة .وسيدي حممد احلراق

سيدنا حممد مد من كان قبله من األنبياء والرسل هذه العلوم املسطرة هنا مشتقة من األمداد احملمدية، ف يقني .ومد من بـعده من العارفني والكمصل والصد

أومن كان {: كل ما ذكرناه من العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك واملشارب هي أنوار وأسرار، قال تعاىل ناه : ، وقال تعاىل) 1(} وجعلنا له نورا ميشي به يف الناس كمن {) باجلهل) [(32[(}ميتا فأحيـيـ

ومن مل جيعل الله له نورا فما له من {: إىل أن قال)] 33[(}الله نور السماوات واألرض {لو كان . معىن النور معرفة اهللا)] 35[(}ه من يشاء نور على نور يـهدي الله لنور {: ، وقال)]34[(}نور

علم الظاهر يغين عن علوم الباطن وعلوم اإلشارة الستغىن سيدنا حممد عن سيدنا جربيل والستغىن سيدنا ح خ د ذ ر ز س ش { : موسى بعلمه عن سيدنا اخلضر حني اضطر وقال لسيدنا اخلضر

{)]36)]. الباطن يـغين صاحبه عن علم الظاهر، بينما علم الظاهر ال يغين صاحبه عن علوم معىن هذا أن علم

منها إبراهيمية، ومنها : تنقسم علوم الباطن إىل أقسام. الباطن إذ علم الباطن من العلوم كالروح من اجلسد .خضرية، ومنها موسوية، ومنها عيسوية، ومنها حممدية

، وأما سيدنا حممد فعلمه اهللا األمساء )]37[(}آدم األمساء كلهاوعلم {: قال احلق جل جالله سميات

.وامل

سميات فهي من علوم الباطن وعلوم اإلشارة وعلوم أما علوم األمساء فهي علوم الظاهر، وأما علوم امل

استمد صاحب هذه التصلية الرموز وعلوم التلويح وعلوم الفهم عن اهللا وعلوم اإلهلام، ومن هذه العلوم .اخل.. أللهم صل على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار وفيه ارتقت احلقائق: وقال

فلما فرغ من األسرار واألنوار تكلم على علوم احلقائق والدقائق والرقائق اليت هي من وراء العقول، ال تنال ي يف عامل الغيب مطوية ال يطلع عليه ملك مقرب وال نيب مرسل، قال بالدراسة أو بالتعليم من املعلم بل ه

إن هللا من .(سلوين قبل أن تفقدوين عن علم ال يعلمه جربيل وميكائيل: (سيدنا علي كرم اهللا وجههقذفها اهللا يف قلوب العارفني العلوم املخزونة املكنونة اليت مل يطلع عليها ملك مقرب وال نيب مرسل وإمنا ي

غلظ واهللا مث واهللا ال يصل واصل إىل كسيدنا علي ومن أخذ عليه من العارفني لذلك أقسم بالقسم امل

وظيف أو مقام أو منصب أو جاه أو حالة أو معرفة أو علم أو حكمة أو والية إال بإذن أهل الوقت وأهل .قد من الفرش إىل العرشالتصريف هم الذين بيدهم احلل والع

وقال . فشرحها يطول)] 38[(}فـتـلقى آدم من ربه كلمات {أشار اهللا جل جالله بقوله يف علوم احلقائق حارت العقول يف مجع هذه الكلمات وما فيها من املعاين )] 39[(} = ؛ چ : 9 8{ : تعاىل

وألجل هذه احلقائق أشار اهللا . ت املتجليات فينا واحلقائقواإلشارات واألحكام والشرائع واملناسك والصفاالروح معناه هنا هي احلقائق )] 40[(}يـلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده {: تعاىل بقوله

ه يـؤتيه من ذلك فضل الل {: ، وقال)]41[(}يـؤيت احلكمة من يشاء {: والدقائق، وقال تعاىل .ومل خيصص ال من ناحية العلم واملعرفة أو من ناحية الشرف واجلاه أو من ناحية اخلدمة)] 42[(}يشاء

سيد الوجود هو منبع احلقائق والدقائق . أي وفيه اجتمعت علوم األولني واآلخرين: وفيه ارتقت احلقائق أي صعدت وتوسعت ألنه قبل : ارتقت. اء إىل العرشأي صعدت من األرض إىل السم: ارتقت. والرقائق

سيد الوجود له علم األولني واآلخرين، وأما باقي األنبياء فعلمهم . سيد الوجود مل تكن هذه العلوم احملمديةحمدود من علوم احلقائق علوم احلفر لبشر احلايف وعلوم اجلفر جلعفر الصادق كلها مطروزة بعلوم احلقائق،

.ومنها علوم التصوف كلها حقائق ودقائق ورقائق، مث شرع الشيخ رضي اهللا عنه يتكلم يف علوم آدم{ : وتنزلت علوم آدم فأعجز اخلالئق معناه كان هذا اخلطاب يف عامل الظهور حني قال احلق جل جالله

من برز يف الوجود فكل )]. 43[(} - ، * + 30( ) ' × % $ £ ! " } ) ص({ » « هللا ـ پ ف علمه اهللا ) ص(منذ خلق اهللا الدنيا إىل أن تقوم الساعة إال وآدم على بصرية منه، فما بالك بسيدنا حممد

سميات وأطلعه اهللا على ما كان وما يكون يف عامل الظهور ويف عامل البطون ويف عامل اخلفاء ويف األمساء وامل

هو األول واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم {: ال اهللا تعاىلق. عامل الغيب ويف عامل السر ، هنا )]45[(} 9( ) * ' × 8% $ £ 7! " 6} ) ص({ 5» « ف { : ، وقال)]44[(}*

األمساء فسيدنا حممد علمه علوم األولني واآلخرين، فإذا كان سيدنا آدم أعجز املالئكة بعلمه وهو علوميراقب هذه العوامل كلها واحدا بعد ) ص(أعجز مائة ألف عامل ومدهم باألمداد احلسية واملعنوية وهو ) ص(

، يقسم األمداد احلسية واملعنوية يف الدنيا واآلخرة ألنه »اهللا يعطي وأنا أقسم«): ص(قال . واحد وحيرسها .مجيع خلقه ميدهم مبا حيتاجون إليه منذ خلقهم اهللا إىل يوم القيامة عليه السالم خليفة اهللا يف

ئ { : فأعجز اخلالئق هذا التعجيز متواتر يف كل وقت، أما يف عصر آدم فكان مع املالئكة حىت قال تعاىلفصنع .. )].47[(}إين دعوت قـومي ليال ونـهارا{: ، وأما يف عصر سيدنا نوح فقال)]46[(}ا ب

الفلك فأعجزهم بالسفينة وركب فيها هو ومن آمن به وغرق كل من كفر به مث أعجز سيدنا إبراهيم النمرود كوين بـردا وسالما على {: فبنوا له بنيانا وألقوه يف النار فقال اهللا لتلك النار)] 48[(وقومه يف حتطيم اآلهلة

مث بعد . مث قضية سيدنا موسى مع فرعون والسحرة فظهر عجز السحرة. فأعجزهم اهللا)] 49[(}إبـراهيم مث قضية سيدنا عيسى . ذلك توجه فرعون وجنوده إىل موسى وقومه فغرق فرعون ومن معه وكانوا مائة ألف

مه فأعجز وبعثته ونبوته ورسالته وعلو ) ص(مث والدة سيدنا حممد . يف محله ووالدته ورفعه فأعجز الكل .اخلالئق

ا دون غريه وتنزلت علوم آدم فأعجز اخلالئق عن فهم ما أودعه اهللا فيه من العلوم واملعارف اليت خصه اهللا من غري واسطة وال تعليم، من هنا حارت عقول علماء الظاهر وقامت احلروب واستمرت املعارك بني علماء

زمن قدمي إىل اآلن وال زال علماء الظاهر يعرتضون على أهل الظاهر وعلماء الباطن وال زالت مستمرة منذم ولعرفوا أهل اهللا م لو كانوا عرفوا أنفسهم لعرفوا ر اهللا مبا يف وسعهم وهم عاجزون عن معرفة أنفسهم أل

م وقال يف حقهم اليت يف فإنـها ال تـعمى األبصار ولكن تـعمى القلوب {: ولكن اهللا أخربنا )].50[(}الصدور

وله تضاءلت الفهوم فلم يدركه منا سابق وال الحق وله تضاءلت الفهوم فجميع املخلوقات منه وإليه منه خرجت وظهرت وانبزغت والحت وأشرقت العلوم احلديثة والقدمية وإليه يرجع الفضل لسيدنا حممد فهو

عراب بالباب من أنكر هذا مات على سوء اخلامتة واهللا على ما نقول أصل املوجودات احلسية واملعنوية، األ .وكيل

عقول املخلوقات وعلومهم ومعارفهم ومفامههم كلها عجزت واضمحلت ): فلم يدركه منا سابق وال الحق( ).ص(وتقاصرت وتالشت عن إدراك علوم سيدنا حممد

ثين أرى كل مديح يف النيب مقصرا عليه وأكثـر وإن بالغ امل

عليه فما مقدار ما ميدح الورى إذا اهللا أثىن بالذي هو أهله :قال اإلمام البوصريي رضي اهللا عنه

ا ومن علومك علم اللوح والقلم فإن من جودك الدنيا وضروأخالقه هل يستطيع خملوق أن حيصي مشائل سيد الوجود ) ص(فإذا كان علم اللوح والقلم من علومه

:وعلومه وذاته وصفاته لذلك أشار البوصريي بقوله استماعا إن عز منها اجتالء فـتـنـزه يف ذاته ومعانيه

ميليها عليك اإلنشاد واإلنشاء وامإل◌ السمع من حماسن ، ألجل هذا صلى )]51[(}*عظيم وإنك لعلى خلق {: اهللا جل جالله أثىن على سيدنا حممد وقال

ا أحد من ا أحد منذ خلق اهللا الدنيا ومل يظفر ذه التصلية اليت مل يصل ابن مشيش قدس اهللا سره املخلوقات حىت عجز يف تفسريها الفطاحل من العلماء من القرن السادس اهلجرء إىل اآلن ففي هذه

ا التصلية سر من أسرار اهللا إال أن فيها التجريد والتفريد رد البال أيها القارىء ألجل هذا ختلوا عن قراءودراستها وشرحها خوفا من الفاقة اليت عاش فيها صاحب هذه التصلية رضي اهللا عنه كان مغموسا يف

ال وجود له يف هذا الزهد والورع ال يرى يف هذه العوامل إال اهللا حيا وباقيا ويرى ما سوى اهللا هالكا مفقودا ).وله تضاءلت الفهوم فلم يدركه منا سابق وال الحق. الوجود كل شيء هالك إال وجهه

غصت جلة املعارف طلبا للوقوف على عني احلقيقة احملمدية : (قال سيدي أبو يزيد البسطامي رضي اهللا عنهحرتقت كما حترتق الشعرة إذا ألقيت فإذا بيين وبينها ألف حجاب من نور لو دنوت من احلجاب األول ال

عرج بروحي فخرقت امللكوت فما مررت بروح نيب إال سلمت عليه : (وقال). يف النار فتأخرت القهقرى

ا السالم غري روح حممد فإنه كان حول روحه ألف حجاب من نور كادت أن حترتق عند أول ) ص(وأقرأ ).حملةمعناه وله ردت ورجعت وتوجهت إليه األسرار ) منا سابق وال الحقوله تضاءلت الفهوم فلم يدركه (

واألنوار واملعجزات والكرامات واحلقائق واملفاهم واملدارك واملشارب واهلمم والعقول واألفكار واألرواح فيها هذه الصفات كلها غيب مغيب مستور حمجوب مطلسم مضمضم مبهم، حارت : والعلوم واملعارف

عقول العلماء ودهشوا، فهذه الصفات تسمع وال ترى، قال سيدنا عمر رضي اهللا عنه ألويس القرين رضي هل أنتم : (يا أويس ملاذا تأخرت عن القدوم إىل مبايعة رسول اهللا والنظر يف وجهه؟ فقال أويس: اهللا عنه

أيتم نوره الحرتقتم، وأما أنا فال أفارقه إال عند رأيتم رسول اهللا؟ واهللا ما رأيتموه إال كالسيد يف غمده ولو ر ، فصارت هذه الرؤيا متواترة إىل اآلن يف وقتنا، هؤالء الرجال ال حيجب عنهم رسول اهللا طرفة عني )حاجته

ال يقظة وال مناما واهللا على ما نقول وكيل، وكذلك سيدنا اخلضر ال حيجب عنهم إال عند احلاجة، جب عنهم كذلك والروحانيون كذلك ألن أهل الفتح ال حيجب عنهم من الفرش إىل العرش واملالئكة ال حت

.إىل ما يعلم علمه إال اهللا ترى ما ال يرى للناظرين قلوب العارفني هلا عيون

الكاتبني تغيب عن الكرام وألسنة بأسرار تناجي إىل ملكوت رب العاملني وأجنحة تطري بغري ريش وأما احملجوبون فهم منغمسون يف عيون الغني وعيون البـني وعيون اللونني والبحرين والربزخني والشهوتني

واجلهتني والفتنتني والغفلتني هنا طاشت عقول العامة وتسلط عليهم الدهش وخاضوا حبور الفحش واشتغلوا .باملادة فتسلط عليهم البـعد من اهللا

، معناه وله توجهت املطالب واملقاصد والرجاءات )فلم يدركه منا سابق وال الحقوله تضاءلت الفهوم (واالجتاهات إىل هذا الرسول العظيم إذ هو باب اهللا الذي ما مث وصول إال من بابه ألجل هذا توجهت إليه

ن مهتهم كلها مغموسة يف حضرة األنظار والعقول الساملة واهلمم العالية ألن مهم العارفني داركة، فالعارفو إن يل صورة تقابل كل إميان إميان فإن فارقته صوريت «: قال عليه الصالة والسالم. الرسول يستمدون منه

ويف . »إن يل صورة تقابل كل إميان إميان فإن فارقته صوريت لسلب من حينه«ويف رواية . »لكفر من حينهومن معجزاته أن خلق . »ميان إميان فإن فارقته صوريت الرتد من حينهإن يل صورة تقابل كل إ«رواية أخرى

اهللا له صورا حسية وصورا معنوية، فالصور احلسية تقابل عامل احلس والصور املعنوية تقابل عامل املعىن فصوره منها املالئكة واألنبياء والرسل صورة سيدنا حممد الباطنة النورانية خلق اهللا. مألت العوامل بأسرها) ص(

واألفراد واألغواث واألقطاب واألوتاد واألبدال والبدالء ورجال الغيب والنقباء والنجباء واألجراس وباقي .األولياء

األولياء الكمل شيوخ الطريقة حيرسون تالميذهم بالنظر واهلمة والتصريف، فإذا كان الشيخ حيرس تالميذه .بسيد الوجود حيرس أهل حمبته أين ما كانوا وتعينوا ألن له التصريف يف مجيع العوامل بأسرهافما بالك

امللكوت بزهر مجاله مونقة ـ رياض مجع روضة وهو حمل النزهة واالستجمام، رياض وبساتني فرياضاه واملناظر اخلالبة وحدائق فيها ما تشتهيه األنفس وتلذ األعني من أنواع األزهار والثمار والفواكه واملي

والطيور وهي على األغصان تغرد جبميع أغانيها وتسبح اهللا حباهلا ومقاهلا، فهذه الرياض احلسية لعلماء فيه ما تشتهيه األنفس وتلذ األعني من ) ص(الظاهر، وأما الرياض املعنوية لعلماء الباطن فسيدنا حممد

ملدارك واملشارب واحلقائق والدقائق والرقائق والعلوم اللدنية اليت ال تدرك بالبصر العلوم واملعارف واملفاهم وا .وال باالجتهاد وال بالدراسة وال بالتعليم إمنا هي هبة من اهللا لعباده ألهل اخلصوص

لكوت، والعوامل كلها تقتطف منه ما سبق هلا يف األزل وكلها تست لك وامل

مد من سيد الوجود هو رياض امل

هذا البستان معناه حضرة الرسول هذا هو البستان إمنا هذه إشارة صوفية فهذا اصطالح ما بني مذهب الصوفية ألن اصطالح الصوفية رضي اهللا عنهم فيما بينهم واصطالح الفقهاء فيما بينهم واصطالح احملدثني

ذا القياس إذ كل فن له فيما بينهم واصطالح النحويني فيما بينهم واصطالح املؤرخني فيما ب ينهم وقس .اصطالحه اخلاص به وشتان ما بني مصطلحات العارفني ومصطلحات غريهم

لكوت وعامل اجلربوتلك وعامل امل

.ـ عامل امل

لك .من األرض إىل السماء الدنيا: عامل امل

لكوت الثالثة إىل السماء الرابعة إىل السماء من السماء الدنيا إىل السماء الثانية إىل السماء: عامل امل

.اخلامسة إىل السماء السادسة إىل السماء السابعة إىل سدرة املنتهى .من سدرة املنتهى إىل الكرسي إىل العرش: عامل اجلربوت

لك وامللكوت مونقة ـ تابع الشيخ موالي عبد السالم بن مشيش ثناءه علىسيد الوجود فذكر أن رياض امل

لك بزهرضيء املنري قد أضاءت أنواره املتدفقة الساطعة الالمعة الرباقة عوامل امل

مجاله الزاهر املشعشع امل

لك وامللكوت رياض وبساتني تقتطف منها األنبياء والرسل والصديقون وامللكوت واجلربوت ففي عامل امل

قربون والعارفون، فاملاء واحد والزهر ألوان الرياض )]. 52[(}عع = ؛ چ : 9 8 7 6 5 4 3 {وامل

احلسية فيها مناظر خالبة وفيها استجمام وراحة وألوان وفواكه وأطعمة ومشروبات وهم يف ظل ظليل بستان العارفني، هذه الرياض جتين منه العوامل ) ص(وصف ابن مشيش سيد الوجود بالرياض ألنه . يتمتعون

.من العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك واملشارب واحلكم واحملبات والقرب والوصالالعلوية والسفلية لك يف معناه قال رسول اهللا

ما بني «: ، وقال»ما بـني بـييت ومنربي روضة من رياض اجلنة«): ص(ـ رياض امل

: وما رياض اجلنة؟ قال: ، قالوا»اجلنة فارتـعواإذا مررمت برياض «: ، وقال»قربي ومنربي روضة من رياض اجلنةعائد املريض «: ، وقال»من زار أخاه يف اهللا خاض يف رياض اجلنة حىت يرجع«: ، وقال»حلق الذكر «

.»إمنا القرب روضة من رياض اجلنة أو حفرة من حفر النار«: ، وقال»ميشي يف مغرفة اجلنة حىت يرجعلكـ من رياض االكعبة والروضة النبوية وبيت املقدس وقرب موالي عبد السالم بن مشيش وقرب موالي : مل

.بوعزة وقرب موالي إدريس األزهر وقبور العارفني رضي اهللا عنهم أمجعنيـ أما رياض امللكوت فهي جمامع املالئكة وحلقها وفيها تسرتيح املالئكة واألولياء والصاحلون، أو تقول

.مللكوت هي مقامات األنبياء ومقامات الرسل ومقامات األولياءرياض ا .اخل... أي مبدد مجاله حميطة ومجاله هي األنوار والعلوم واملعارف واملفاهم) بزهر مجاله مونقة(ـ

هو : وحياض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة احلياض مجع حوض وهو حمل اجتماع املاء وإن شئت قلتا وال يكرتث ) ص( ار ومنابع املاء والسيول من السماء واحلالة هذه ال يشعر كالبحر الذي تصب فيه األ

ا ولو أمسكت السماء ماءها واألرض منابعها مل تنقص منه مقدار أمنلة ولو اجتمع أهل األرض على ائة ألف عامل ولو كشف عن االغرتاف منه مل تنقص منه مقدار أمنلة، كذلك سيد الوجود يغرف من حبره م

بصرك وبصريتك لرأيت هذه األمداد تعم مجيع العوامل العلوية والعوامل السفلية وكلها تستمد من أمداده ذه األمداد يرتقى العبد من طور إىل طور ومن حال إىل حال ومن مقام إىل مقام ومن مكانة إىل )ص( ، و

كل يوم وكل أسبوع وكل شهر وكل عام وهو يف الزيادة والرتقي مكانة ومن درجة إىل أعلى درجة كل ساعة و ما أرادت مهة سالك أن تقف عندما كشف هلا إال : (لذلك ذال ابن عطاء اهللا رضي اهللا عنه يف حكمه

).الذي تطلب أمامك: ونادته هواتف احلقيقة

ار واملواهب والتفضالت واملنحات ليست حياض املاء وإمنا هي حياض األسرار واألنو ) حياض اجلربوت(أي تزداد نورا وإشعاعا وإشراقا ) بفيض أنواره. (والعطايات والكرامات واإلنعامات واملراتب واملنازل

النور احلسي له حد وأما النور املعنوي فليس : أي كثرية غزيرة غري حمدودة) متدفقة). (ص(بفيضانات أنواره .قوة ومناعة له حد ألنه يزداد كل يوم

التدفق معناه االنصباب بشدة شيئا فشيئا أي منصبة انصبابا قويا مثل املطر القوي الشديد العزير ) متدفقة(ار احملمدية املمتلئة واملتدفقة منها حياض ار وهذا تشبيه لقوة األ الذي متتلىء وتتدفق منه األودية واأل

ا رياض امللكوت عامل امللك وعامل : واعلم أن هذه اجلمل تشري إىل ثالث عوامل. اجلربوت واملزهرة امللكوت وعامل اجلربوت وكل عامل من هذه العوامل أفضل وأعظم مما قبله، أو تقول النور األول والنور الثاين

ب والنور الثالث وكل نور من هذه األنوار أفضل وأعظم مما قبله، فبحر اجلربوت مملوء مباء الغيب ومنه تنصذا البحر هو سيدنا حممد وتتدفق العلوم واملعارف واحلكم واملواهب واألمداد احلسية واملعنوية واملوكل

.وخادمه سيدنا جربيل وخدامه الروحانيون) ص( .حياض اجلربوت يصب بعضها يف بعض ومن هذه احلياض يستمد العارفون باهللا رضي اهللا عنهم

ياض تفيض أنوار سر سيد الوجود، سره الظاهر والباطن الباهر املتدفق كأمواج البحار، قال يف هذه احل :اإلمام البوصريي رضي اهللا عنه

فهو حبر مل تعيه األعباء وسع العاملني علما وحلما :مث قال

فضل النيب استعاره الفضالء كل فضل يف العاملني فمن :مث قال فهو البحر واألنام إضاء س بالنيب يف الفضل خلقا ال تق حبر الشرائع واحلقائق واألسرار واألنوار والكرامات واملعجزات الباهرة ويف حبره غرق األولون ) ص(فهو

ذه واآلخرون وغاص يف جلاجه الغواصون والغطاسون وجاؤوا باجلواهر واليواقيت والدرر والآلىلء واملرجان فهاألعراض احلسية للعلماء احلسيني والفنـيني احلسيني واحلكماء احلسيني اغرتفوا هذه األنواع بآالت علمية، وأما العارفون باهللا فاغرتفوا من هذا البحر الزاهر علوم الظاهر وعلوم الباطن واملقامات واملنازل واملراتب

ا وألبسهم عليه الصالة والسالم حلال منها حلة األفعال وحلة والدرجات على أصنافها وأشكاهلا وألوااألمساء وحلة الصفات وحلة الذات وأدخلهم يف رياض األنوار واألسرار فغرقوا يف حبار التوحيد والتفريد

راعي والتجريد وحبر الوحدة، منهم سيدنا علي واحلسن السبط واحلسن البصري وسفيان الثوري وشيبان الواجلنيد والشبلي والغزايل وابن عريب احلامتي وأبو يزيد البسطامي والسيوطي والشعراين وموالي عبد القادر اجليالين وموالي عبد السالم بن مشيش وموالي العريب والبوزيدي وسيدي أمحد بن عجيبة واحلراق وسيدي

ذه احملجة البيضاء، مث أثىن الشيخ ابن أمحد اخلمسي هؤالء الرجال كلهم رضي اهللا عنهم من هنا سلكوا ه :.مشيش على سيد الوجود مبا هو أهله فقال

وأنه ) ص(أصل وجود كل شيء وكل كائن متعلق ومتصل به ) ص(وال شيء إال وهو به منوط معناه أنه .احمليط بإحاطة معامل األزلية يف البطون والظهور) ص(

، ففي كل شيء تـرى اهللا تعاىل وترى )ص(هرها فيه نور سيدنا حممد باطن األشياء فيها سر اهللا تعاىل، وظاناه وجعلنا {: قال تعاىل. أي يف كل شيء ترى سر اهللا وترى النور احملمدي) ص(النيب أومن كان ميتا فأحيـيـ

أي من النور ) 1(} له نورا ميشي} ر اهللافأحيـيناه أي بس )] 53[(}له نورا ميشي به يف الناس كمن .احملمدي

باطن اإلنسان هو سر اهللا الذي هو القلب الذي هو بيت الرب، وظاهر اإلنسان هو النور احملمدي الذي .اخل... هو العلم واملعرفة والعقل والذكاء والفهم واإلهلام ونور البصر

وقد (قال الشيخ موالي العريب الدرقاوي رضي اهللا عنه ): ص( يف كل شيء ترى اهللا تعاىل وترى النيب إذ كنت ال نرى يف 1182أكرمين ريب سبحانه يف ابتداء أمري يف حال شبايب وحنن إذ ذاك بفاس عام

نفسي وال يف كل شيء إال اهللا تعاىل لكن بنفس ما نرى اهللا تعاىل نرى النيب صلى اهللا تعاىل عليه وآله وسلم ).ما نراه صلى اهللا تعاىل عليه وآله وسلم نرى اهللا تعاىل وبنفس

نعمة اإلجياد هي سر اهللا ونعمة اإلمداد هو . نعمة اإلجياد ونعمة اإلمداد: نعمتان يتقلب فيهما اإلنسان: هذه نعمة اإلجياد، وأنا أقسم: اهللا يعطي. »اهللا يعطي وأنا أقسم«): ص(قال رسول اهللا . النور احملمدي

.ذه نعمة اإلمدادهيؤها: نعمة اإلجياد .تيسري األشياء كلها و .اخل... التوفيق والتأييد والرضى والتسليم واحلضور واملراقبة: نعمة اإلمداد

ا وأوراقها ومثارها وأزهارها ا هذا سر اهللا، وىما . الشجرة هلا أصلها وأغصا من أصل الشجرة إىل أغصاقال سيدي حممد بن سليمان اجلزويل رضي اهللا عنه يف كتابه . اق والثمار واألزهارالنور احملمدي فهي األور

أللهم صل على من تـفتـقت من نوره األزهار، أللهم صل على من طابت بربكته الثمار، (دالئل اخلريات شجار، أللهم صل على من فاضت من نوره مجيع أللهم صل على من اخضرت من بقية وضوئه األ

.هذا الوضوء كان يف األزل: قـوله أللهم صل على من اخضرت من بقية وضوئه األشجار:. األنوارسيد الوجود حميط باملالئكة . وال شيء إال وهو به منوط أي علم احلياة هو به منوط أي حميط به وحمفوف

كل واحد وما يستحق، : سيد الوجود ميد مجيع العوامل. بالبشر باحليوانات بكل شيء، حميط جبميع العوامل .ميد العارفني وخيص كل واحد منهم خبصوصية خاصة به: ميد أهل احلس باحلس وميد أهل املعىن باملعىن

شيخ يثين على من هو الواسطة بني وال شيء إال وهو به منوط وحموط وحميط يف صعود وهبوط مث شرع الاخلالق واملخلوقات يف كل صعود وهبوط من اخلضرة اإللـهية إىل سدرة املنتهى ومن سدرة املنتهى إىل حضرة الرسول فأخذت هنا الوسائط تتعدد يف هذا السياق، تارة تكون الشريعة بابا واحلقيقة إيابا وتارة تكون

.احلقيقة بابا والشريعة إيابابينما حنن جلوس عند رسول اهللا ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض : حديث عمر بن اخلطاب(

فإنه جربيل : الثياب شديد سواد الشعر ال يرى عليه أثر السفر وال يعرفه منا أحد، إىل أن قال سيد الوجودففي موطن آخر حني قال سيدنا أما احلقيقة باب. هنا الشريعة باب واحلقيقة إياب) أتاكم يعلمكم دينكم

يا رسول اهللا من يلقي علي الوحي يف سدرة املنتهى هل من حضرة األفعال أو من حضرة األمساء أو : جربيلمن حضرة الصفات أو من حضرة الذات أو من حضرة اإلطالق أو من حضرة التقييد أو من حضرة

من حضرة القدس أو من حضرة املستوى، فقال الناسوت أو من حضرة الالهوت أو من حضرة اهلول أو يا جربيل إذا حان وقت إلقاء الوحي فإذا انتهى الوحي أقسم بامسي على هذ احلجاب الذي : سيد الوجود

يا أيها احلجاب ارتفع حبق ال إلـه إال اهللا وحبق : بينك وبني هذا اإللقاء، فلما أخذ الوحي وانتهى قال جربيلاهللا فارتفع احلجاب فوجد سيد الوجود جالسا على منصة اإلجالل أي منصة الشرف والعظمة حممد رسوليا رسول اهللا أمنك وإليك، ففي هذا املوطن أي يف سدرة املنتهى تكون احلقيقة بابا والشريعة : فقال جربيل

ذا القياس األنبياء والرسل والصحابة والتابعني وتابع التا .بعني إىل ما حنن فيهإيابا، وقس

هل يعلم الشيخ اسم : قصة أيب احلسن الشاذيل مع شيخه موالي عبد السالم حني قال الشاذيل يف نفسه هنا : يا أبا احلسن ليس الشأن من يعلم إمنا الشأن من يكون عني االسم: اهللا األعظم؟ فقال ولد الشيخ

.احلقيقة باب البن مشيش والشريعة إياب للشاذيليا أيها الغافل املغفل تنفي الوسائط . حذف الوسائط اختالل ذ لوال الواسطة لذهب كما قيل املوسوطإ

فلما أراد اهللا تعليمه ! أما علمت أن سيد الوجود كان أميا ال يكتب وال يقرأ وال علمه معلم أو حكيم؟: يا حممد اقرأ، فقال عليه الصالة والسالم: أرسل إليه سيدنا جربيل وهو يف غار حراء فدخل عليه فقال له

ارا : ، فقال جربيل)مرات 3(» ما أنا بقارىء« يا حممد اقرأ باسم ربك، فأخذ جربيل يلقنه ويعلمه ليال ووينزل عليه بالوحي والتلقني فهذا مفتاح الوسائط جلميع املخلوقات منه تفرعت الوسائط ال بد من الواسط

:يك وخيرجك من العدم إىل الوجود ألن اجلهل عدم والعلم حياةليعلمك ويهد ضللت عن الصراط املستقيم إذا رمت العلوم من غري شيخ

تصري ضاال من توقي احلكيم وتلتبس األمور عليك حىت ؟ وهل يتعلم التلميذ من غري يا أيها األبله هل رأيت مولودا ولد من بطن أمه ورمته أيرتىب من غري مريب

معلم؟ أي نوع من أنواع التعليم ال بد من أن حيتاج إىل املعلم املاهر، هل رأيت تلميذا دخل املدرسة وعلم نفسه بنفسه أو ال بد من املعلم؟ فإذا كان كل علم ال بد فيه من واسطة املعلم ـ ال سيما العلوم الفاخرة

والطب واهلندسة ـ فما بالك بعلوم الباطن اليت هي تصفية النفوس من أوساخ الطبيعة، تصفية كامليكانيك أمراض الذات وأمراض القلب وكالمها : األمراض تنقسم إىل قسمني. النفوس من الرذائل والتحلي بالفضائل

سوله وعلى أهل اهللا، أما حيتاج إىل الطبيب وهي الواسطة ومن نفى الواسطة كان معرتضا على اهللا وعلى ر .علمت أن القرآن كله وسائط ولكن من قل علمه كثر اعرتاضه

ملا فرغ الشيخ موالي عبد السالم من الواسطة أخذ يصلي ويثين على سيد الوجود مبا هو أهله فأهلمه اهللا ضة احملمدية بالشوق واالشتياق طلب من التوجه إىل الديار املقدسة املعظمة عند اهللا فلما وصل إىل الرو

أللهم صل : قل يا ابن مشيش: حضرة الرسول القطبانية والتجريد والتفريد فقال له عليه الصالة والسالماخل وأخذ يلقنها له حرفا إىل آخرها ... على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار وفيها ارتقت احلقائق

ذه كل قطحب خصه سيد الوجود بصالته إال اجلزويل لقنه مجيع التصليات . الصالة املشيشية فخصه أللهم صل على سيدنا حممد عدد ما (والدليل على هذا هاته التصليات اليت جندها يف كتاب دالئل اخلريات

ى سيدنا حممد عدد ما كان وما يكون وعدد ما يف علم اهللا صالة دائمة بدوام ملك اهللا، أللهم صل علأظلم عليه الليل وأضاء عليه النهار، أللهم صل على سيدنا حممد وعلى آل سيدنا حممد حىت ال يـبـقى من الصالة شيء وارحم سيدنا حممدا وآل سيدنا حممد حىت ال يبقى من الرمحة شيء وبارك على سيدنا حممد

لى آل سيدنا حممد حىت ال يبقى من الربكة شيء وسلم على سيدنا حممد وعلى آل سيدنا حممد حىت ال وعفطالع يا أخي شرح دالئل اخلريات شرح اإلمام املهدي الوزاين وشرح اإلمام ) يبقى من السالم شيء

.قصريك وتفريطكالسهيلي فإن جهلت شرحهما فلتبك على نفسك على ما فاتك منهما لكثرة تالصالة املشيشية فيها التجريد والتفريد والتوجه واالنسالخ من الشوائب والتعلقات الدنيوية واألخروية ألن

ذه صاحبها كان له قلب مفرد فيه توحيد جمرد وغرق يف حبر الوحدة، وهلا أزجار وتصريفات فاعتكف .هذه الصالة وأين هذه الصالة منك الصالة يف وسط املغارة أربعة عشر سنة فأين أنت من

ا الحت عليه األنوار واألسرار ا جبميع شروطها وآدا من خصائص الصالة املشيشية أنه من داوم على قراءصطفني األخيار الذين أحبهم

وحمقت عنه احلجب واألستار وطوت له املسافات واملشقات وجعلته من املل وكان حمبوبا عند أهل الديوان احليني والنائمني وفتحوا له باب اجملاهدة واملكابدة اهللا وأحبهم الرسو

م ومذهبهم ألن الصويف من تصفت ظواهره وبواطنه والتخلي والتحلي اليت هي شعار الصوفية وسري .لسفليةوأشرقت عليه األنوار واألسرار وظهر فيه سر اهللا واستمدت منه العوامل العلوية وا

ذه الصالة املشيشية العظيمة اليت شاعت وذاعت يف كل العوامل ومل يأت الزمان احلضرة النبوية خصت .مبثلها ال شرقا وال غربا وعجز عن شرحها الفحول الكبار

هناك تفاسري املشيشية عديدة ومتنوعة، ف. الصالة املشيشية حارت فيها عقول العارفني يف شرحها وتفسريهاتفسري من حضرة الذات وتفسري من حضرة الصفات وتفسري من حضرة األمساء وتفسري من حضرة

)].54[(}قد علم كل أناس مشربـهم {: قال اهللا تعاىل. اخل... األفعالأي املشيشية جامعة مانعة . أفضل صالة يف الدنيا هي الصالة املشيشية، املشيشية هي سيدة الصلوات

ما زال العارفون إىل اآلن ). وأغرقين يف عني حبر الوحدة: (مجعت املعاين واألسرار حىت قال صاحبهاا إىل يوم القيامة امها ما زالوا خيدمو ا، فخد .يستمدون من أنوار املشيشية وأسرارها وكراما

ا أتت بإذن من سيد الوجود، األشياء يـ األشياء تـعرض على . لزمها اإلذن والضأمناملشيشية فيها القبول ألسيد الوجود فإن قبلها تبقى تدور يف العامل وإال ينسيها اهللا من قلوب الناس ومن عقوهلم، ما يـقبل يدور

.وما ال يـقبل يـنسى .يشيةالصلوات تستمد من املشيشية والصلوات مضطرة إىل املش. مجعت املشيشية أسرار الصلوات

املغرب مليء باألسرار وهو حمل األسرار والكتم وهو أشرف دول العامل اإلسالمي وموالي عبد السالم بن .مشيش رضي اهللا عنه هو سلطان سالطني أولياء املغرب

لك وعرف . »من عرف نفسه عرف ربه«): ص(قال من عرف نفسه عرف ربه وإذا عرف ربه عرف عامل امل

ا جل الناسما فيه من آي إذا عرف العبد نفسه وطهرها من اخلبائث . ات اهللا الباهرة اليت عجز عن مشاهدلك وارتقت إىل عامل امللكوت مث ترتقي إىل عامل اجلربوت مث

والرذائل وتصفت وتزكت جالت يف عامل امل

ألنوار مث إىل عامل األسرار مث إىل ترتقي إىل عامل الناسوت مث ترتقي إىل عامل الالهوت مث ترتقي إىل عامل اعامل القرب مث إىل عامل الوصال هنا قاب قوسني هنا مسمى عامل األنوار واألسرار، ألجل هذا صلى ابن

ذه التصلية اليت تناسب هذا املوطن وقال اللهم صل على من منه انشقت األسرار : (مشيش رضي اهللا عنه ).وفيه ارتقت احلقائق وانفلقت األنوار

الصلوات على أب األنوار صلى : (قال أحد تالمذة سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنهمقسم اقتصروا على ذكر أوصابه صلى اهللا تعاىل عليه وسلم الظاهرة : اهللا تعاىل عليه وسلم على نوعني

الباطنة، فمن القسم األول عامة األولياء وهي ) ص(ه املشاهدة خلاصة الناس وعامتهم، وقسم ذكروا أوصافالطريقة املسلوكة عند العامة واخلاصة، ومن الثاين خاصتهم وعمدهم وأكابرهم وكان شيخ املشايخ أبا الفتوح موالنا عبد السالم هو أول من ابتكر هذا النوع من الصلوات املشتملة على ذكر الشمائل احملمدية

).الرجالوتبعه أكامل كل من وصل إىل هذا املقام احملمدي واجلناب العاطر األمحدي خصه سيد الوجود بتصليته فانظر بعني

الصالة اإلبراهيمية والصالة املشيشية وصالة طب القلوب : بصريتك كم من صالة متنوعة يف هذا الوجود... الربية وصالة حبر األنوار والصالة السرية وصالة روح األرواح والصالة القامسية والصالة األحدية والصالة

ياأيـها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا {ذكر صاحب روح البيان عند آية . اخل األلوف من الصلواتواعلم أن الصلوات متنوعة إىل أربعة آالف، ويف رواية إىل اثين عشر ألف على ما نقل )]. (55[(}تسليما

الشيخ سعد الدين حممد احلمدي قدس سره كل منها خمتار مجاعة أهل املشرق واملغرب حبسب ما عن ).وجدوه رابطة املناسبة بينهم وبينه عليه الصالة والسالم وفهموا فيه اخلواص واملنافع

ا ومعانيها وأسرارها وأنوارها: الصلوات تنوعت وتعددت كل صالة هلا عدد . كل صالة هلا شكلها ولو .من الذات أو الصفات أو األمساء أو األفعال: كل صالة وأصلها. تصاريفها

:الصلوات عديدة ومتنوعة منها :ـ صالة سيدنا علي كرم اهللا وجهه

ا شقيـها وس( سموكات وجبار القلوب على فطردحوات وبارىء امل

عيدها اجعل شرائف اللهم داحي املصلواتك ونـوامي بركاتك ورأفة حتننك على سيدنا حممد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلق واخلامت لما سبق

امغ جليشات األباطيل كما محل فاضطلع بأمرك بطاعتك مس علي احلق باحلق والدتـوفزا يف مرضاتك واعيا وامل

ه به هديت لوحيك حافظا لعهدك ماضيا على نـفاذ أمرك حىت أورى قـبسا لقابس آالء اهللا تصل بأهله أسباب كام ومنريات اإلسالم فهو القلوب بعد خوضات الفنت واإلمث وأبـهج موضحات األعالم ونائرات األح

خزون وشهيدك يوم الدين وبعيثك نعمة ورسولك باحلق رمحة أمون وخازن علمك امل

أللهم افسح . أمينك امل

ر مكدرات من فـوز حلول وجزيل له يف عدنك واجزه مضاعفات اخلري من فضلك مهنئات له غيـثوابك امل

علولك أللهم أعل على بناء الناس بنائه وأكرم مثواه لديك ونـزله وأمتم له نوره واجزه من ابتعاث . عطائك امل

قالة ذا منطق عدل وخطة فصل ).وبـرهان عظيمله مقبول الشهادة ومرضي امل

:ـ صالة عبد اهللا بن مسعود رضي اهللا عنه فأحسنوا الصالة عليه ) ص(إذا صليتم على رسول اهللا : كان عبد اهللا بن مسعود يقول: قال اإلمام الشعراين

رس : (لعل ذلك يـعرض عليه وقولوالني وإمام املتقني أللهم اجعل صلواتك ورمحتك وبركاتك على سيد امل

أللهم ابـعثه املقام احملمود الذي يغبطه به . وخامت النبيني عبدك ورسولك إمام اخلري وقائد اخلري ورسول الرمحة ).األولون واآلخرون

:ـ صالة احلسن البصري رضي اهللا عنه وذريته وأهل بـيته وأصهاره وأنصاره وأشياعه أللهم صل على حممد وعلى آله وأصحابه وأوالده وأزواجه(

من أراد أن يشرب بالكأس : كان احلسن البصري يقول). وحمبيه وأمته وعلينا معهم أمجعني يا أرحم الرامحني .األوىف من حوض املصطفى فليقل هذه الصالة

:ـ صالة اإلمام الشافعي رضي اهللا عنه حممد بعدد من صلى عليه وصل على حممد بعدد من مل يصل عليه وصل على حممد كما أللهم صل على (

).أمرت بالصالة عليه وصل على حممد كما حتب أن يصلى عليه وصل على حممد كما تـنبغي الصالة عليه :درية رضي اهللا عنهـ صالة موالي عبد القادر اجليالين مؤسس الطريقة القا أللهم صل بأفضل ما حتب وأكمل ما تريد على إمام أهل التوحيد، ولسان أهل التفريد والتمجيد، سيدنا (

كل وموالنا وسندنا وأوالنا حممد سيد السادات والعبيد، وعلى آله الكرام البـررة وصحبه ووارثيه وحزبه و اية وال حتديد، وسلم تسليما كثريا إىل يوم الدين ).منسوب إىل جنابه اجمليد، من غري

:ـ صالة سيدي مرتضى الزبيدي رضي اهللا عنه ا عليه يف كل وقت حيب أن يصلى عليه( أللهم .أللهم صل على سيدنا حممد بكل صالة حتب أن يصلى

سلم على سيدنا حممد بكل سالم حتب أن يسلم به عليه يف كل وقت حيب أن يسلم به عليه صالة وسالما دائمني بدوامك عدد ما علمت وزنة ما علمت وملء ما علمت ومداد كلماتك وأضعاف أضعاف

).ل ذلك وعلى آله وصحبه وإخوانهأللهم لك احلمد ولك الشكر كذلك على ذلك يف ك. ذلك :ـ صالة الفتح للشيخ ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه ر اللهم صل على سيدنا حممد وعلى آل سيدنا حممد عرش استواء جتلياتك، وكنه هوية تـنـزالتك، النو (

ا األزهر، والسر األبـهر، والفر لكوت، وأستجلي ا عجائب امل د اجلامع، والوتر الواسع، صالة أشاهد

ا عن عالقة ناسوت البـهموت، يا الهوت كل ا غيوث الرمحوت، وأرتاض عرائس اجلربوت، وأستمطر ).ناسوت يا أهللا

:براهيم الدسوقي رضي اهللا عنهـ صالة سيدي إ ار أللهم صل على الذات احملمدية، اللطيفة األحدية، مشس مساء األسرار، ومظهر األنوار، ومركز مد (

قل عثـريت وأذهب حزين اجلالل، وقطب ملك اجلمال، أللهم بسره لديك وبسريه إليك آمن خويف وأ، وال جتعلين مفتونا بنـفسي حمجوبا حبسي ، وارزقين الفناء عين واكشف يل وحرصي وكن يل وخذين إليك مين

).عن كل سر مكتوم يا حي يا قيوماء الدين النقشبندي :مؤسس الطريقة النقشبندية رضي اهللا عنه ـ صالة سيدي حممد

قلني أللهم إنا نسألك أن تصلي على سيدنا حممد نرباس األنبياء ونـري األولياء وزبرقان األصفياء ويوح الثـ ( ).وضياء اخلافقني

:قة الشاذليةـ صالة اإلمام أيب احلسن الشاذيل رضي اهللا عنه، مؤسس الطري خلوقات (

أللهم اجعل أفضل الصلوات وأمسى البـركات وأزكى التحيات يف مجيع األوقات على أشرف امل

رات سيدنا وموالنا حممد أكمل أهل األرض والسمـوات، وسلم عليه يا ربـنا أزكى التحيات يف مجيع احلض ).واللحظات

:ـ صالة سيدي حممد وفا الشاذيل رضي اهللا عنه أللهم صل على أمحد أمرك وحممد خلقك وأسعد كونك، أسألك أللهم به، وبه أسألك أن تصلي عليه (

ية، ومجيع مراتبه العقلية والعلمية، صالة متصلة ال صالة ذاتية خاصة به عامة يف مجيع ألواحه احلرف ية واإلمسميكن انفصاهلا بسلب وال بغري ذلك بل يستحيل عقال ونقال وعلى آله وأصحابه األمهات اجلوامع، واخلزائن

).املوانع، وسلم تسليما كثريا :اهللا عنه ـ صالة سيدي حممد احلنفي الشاذيل رضي أللهم صل على حممد النيب األمي وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما علمت وزنة ما علمت وملء ما (

).علمت :ـ صالة سيدي أيب املواهب الشاذيل رضي اهللا عنه ا أللهم صل على سيدنا وموالنا حممد النيب األمي وعلى آله ( وأصحابه وأزواجه وذريته صالة تشرح

ا ا كسري وتـغين ا أمري وجترب ا عقدة من لساين صدري وتيسر ا قـربي وحتل ).فـقري وتـنـور ـ الصالة العظيمية لسيدي أمحد بن إدريس رضي اهللا عنه صاحب الطريقة اإلدريسية اليت هي فرع من

:الطريقة الشاذليةأللهم إين أسألك بنور وجه اهللا العظيم الذي مأل أركان عرش اهللا العظيم وقامت به عوامل اهللا العظيم أن (

تصلي على موالنا حممد ذي القدر العظيم وعلى آل نيب اهللا العظيم بقدر عظمة ذات اهللا العظيم يف كل فس عدد ما يف علم اهللا العظيم صالة دائمة بدوام اهللا العظيم تـعظيما حلقك يا موالنا يا ذا اخللق لمحة ونـ

العظيم وسلم عليه وعلى آله مثل ذلك وامجع بيين وبينه كما مجعت بـني الروح والنـفس ظاهرا وباطنا يقظة ).وحا لذايت من مجيع الوجوه يف الدنيا قبل اآلخرة يا عظيمومناما واجعله يا رب ر

:ـ صالة تثبيت اإلميان هذه الصالة قال عنها ). أللهم صل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه عدد كل حرف جرى به القلم (

ا على النيب : القطب احلداد رضي اهللا عنه أن يتكلم أو املغرب قبلبعد صالة ) ص(أن من صلى أستغفر اهللا الذي ال إلـه إال هو احلي القيوم الذي ال ميوت أبدا وأتوب «: ينشغل بشيء أربع مرات وقال

.مات يقينا على اإلميان» إليه رب اغفر يل :ـ صالة سيدي حممد احلراق رضي اهللا عنه

العريب ـ الدرقاوي ـ رضي اهللا عنه أهلمين ريب هذه ملا خرجت إىل زيارة الشيخ موالي: قال رضي اهللا عنهأللهم صل على سيدنا حممد الفاتح بك ما أغلق على غريه من معرفتك : (ونصها) ص(الصالة على النيب

).وعلى آله وصحبه وسلم :ـ صالة سيدي فتح اهللا البناين رضي اهللا عنه واجلاه، سيدنا ونبينا وموالنا حممد رسول اهللا، وعلى آله وأصحابه ذوي أللهم صل وسلم على عظيم القدر(

).القدر الرفيع عند اهللا، يف كل حملة ونفس عدد ما وسعه علم اهللا، والطف باملسلمني أمجعني مبنك يا أهللاحلقائق يف الصالة على أشرف ـ صالة سيدي حممد بن احلبيب رضي اهللا عنه، وهذه الصالة مسماة بكنز ا

:اخلالئقأللهم صل وسلم بأنواع كماالتك يف مجيع جتلياتك على سيدنا وموالنا حممد أول األنوار الفائضة من (

حبور عظمة الذات، املتحقق يف عالمي البطون والظهور مبعاين األمساء والصفات، فهو أول حامد ومتعبد مد يف عالمي األرواح واألشباح جلميع املوجودات، وعلى آله وأصحابه صالة بأنواع العبادا

ت والقربات، وامل

رائي واليـقظات، وتـعرفـنا بك وبه يف مجيع املراتب واحلضرات تكشف لنا النقاب عن وجهه الكرمي يف امل

).»ثالثا«كات والسكنات واللحظات واخلطرات ، والطف بنا يا موالنا جباهه يف احلر »مرة« :ـ صالة جوهرة الكمال لسيدي أمحد التيجاين رضي اهللا عنه أللهم صل وسلم على عني الرمحة الربانية والياقوتة املتحققة اخلاطئة مبركز الفهوم واملعاين ونور األكوان (

الرباين البـرق األسطع مبزون األرباح املالئة لكل متعرض من البحور واألواين املتكونة اآلدمي صاحب احلقأللهم صل وسلم على عني احلق اليت تتجلى . ونورك الالمع الذي مألت به كونك احلائط بأمكنة املكاين

ل وسلم على طلعة احلق باحلق أللهم ص . منها عروش احلقائق عني املعارف األقوم صراطك التام األسقما إياه ).الكنز األعظم إفاضتك منك إليك إحاطة النور املطلسم صلى اهللا عليه وعلى آله صالة تعرفنا

منها أن املرة الواحدة تعدل تسبيح العامل ثالث مرات، ومنها أن من قرأها سبعا : هذه الصالة هلا خواصلفاء األربعة ما دام يذكرها، ومنها أن من الزمها أزيد من سبع مرات حيبه واخل) ص(فأكثر حيضره روح النيب

حمبة خاصة وال ميوت حىت يكون من األولياء، ومنها أن من داوم عليها سبعا عند النوم على ) ص(النيب هدية مين إليك يا هذه : ، ومنهاأن من قـرأها اثـين عشرة مرة وقال)ص(طهارة كاملة وفراش طاهر يرى النيب

.يف روضته وكأمنا زار مجيع األنبياء واألولياء) ص(رسول اهللا فكأمنا زار النيب :ـ الصالة األمنوذجية وهي لسيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنه تك، وصورة هيكله اجلسماين أللهم صل على سيدنا وموالنا أمحد، الذي جعلت امسه متحدا بامسك ونـع (

من أنية على صورة أمنوذج حقيقة خلق اهللا سيدنا آدم على صورته، وفجرت عنصر موضخوع مادة حمموله ).ه وسلمأنا اهللا، بل حىت إذا جاءه مل جيده شيئا ووجد اهللا عنده، وآله وصحب

والذي ال حيلف بغريه ومن عنت وجوه األنبياء : (قال سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنهوالرسل جبالل هيبته وخرت خضعانا أنوار مالئكة امللكوت لقهر عزيز سطوته إن قارىء األمنوذجية له

سببها وله من النظرات احملمدية كل يوم ألجل إدمانه مكانة عند موالنا رسول اهللا ال تـنال بسبب إال با ال ينال جبد وال تشمري .قراء حىت رأيتك جتتيب وختص من

ختتاره بلطائف األمناح ويسقيه كأسا خاصا من كؤوس التخصيص والتشريف اإللـهي وحيضره موالنا رسول اهللا عند موته

وت ك عند رؤية أثره يوم التغابن ومل يـزل بني كل مقبل على اهللا تعاىل وبني نبيه سر االجتبائي ما تنحل حبـهذه الصالة األمنوذجية الكتانية اليت الواحدة منها بثمان مائة من دالئل : (وقال). خاص ال يطلع عليه غريه

ني وهي عندهم بستمائة ألف من اخلريات، والواحدة منها بتسع مائة ألف من صالة الفاتح املنسوبة للبكريغريها وعليه فمن قرأ األمنوذجية كان عند اهللا وال عربة باملنتقد كمن قرأ مخسمائة وأربعني ألف مليون من

وقد : (وقال). وغري ذلك مما ال حيصى من فضائلها وثالث منها فداء من النار: (وقال). مطلق الصلواتسوقي رضي اهللا عنه رآها يف لوح التعينات فأراد أن خيرجها كان القطب األشهر سيدي إبراهيم الد

يقي األويسي : ألصحابه فقيل له ا حملمد بن عبد الكبري الكتاين األمحدي اإلبراهيمي الصد ا ليست له إ إـ )ص(وكم صليت بصالة األمنوذجية الكتانية وهو ـ أي سيدنا حممد : (وقال). يظهر يف القرن الرابع عشر

).واضع يده اليمىن على صدره ويتمايل فإذا يف اجلنة وهو يأمر احلور العني يكتبها على شجرة طوىبحممد وعلى آله صالة تعدل مجيع صلوات أهل حمبتك، وسلم على أللهم صل على سيدنا(ـ صالة

احدة بسبعني ألف ختمة من دالئل هذه الصالة اليت املرة الو ) سيدنا حممد وعلى آله سالما يعدل سالمهم .اخلريات

أللهم صل وسلم وبارك على سيدنا حممد من افتتـنت به وجود اخلالئق طرا، وختمت به عقد (ـ صالة وره فزادت رتـبته بذلك النبوة الغرا، وجعلته أعلى النبيني فضال وأعظمهم أجرا، وخلقت مجيع األنوار من ن

ها وما قدرا، صالة وسالما دائمني الئقني بتلك احلضرة العلية، عدد أفراد أنواع الربية، ما ظهر يف الوجود من د وقع وسيـقع يف بطن، وما حترك وما سكن، وعدد ما لك يف خلقك من إفضال ومنن، وعدد كل عد

لكوت إن أريدت إحاطته ال حيصى، أو مجع أنواع مجله وأفـراده بعد ال يستـقصى، ألل لك وامل

ا امل هم اشرح

ا من كل ضيق وعسر، إىل كل فرج ويسر، وقـر ا أمورنا، وأخرجنا ا صدورنا، ويسر ا قـربة نصري بـنا طرودين، وبارك اللهم عليه

قربني، واكتبنا عندك من احملبوبني، وابعدنا من ديوان العداء وامللديك من أعلى امل

هذه : (قال الشيخ حممد التافاليت اخللويت رضي اهللا عنه). وعلى آله وصحبه أمجعني واحلمد هللا رب العاملنيا كل مرة مبقدار سبعني من ال صالة لسيدي الشيخ مصطفى البكري نقلت من اللوح احملفوظ قراء

).الدالئلأللهم صل على سيدنا حممد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته عدد ما يف علمك (ـ صالة

من قرأها مرة واحدة كأمنا قرأ : (رضي اهللا عنهقال سيدي الصغري بن ميار ). صالة دائمة بدوام ملكك ).دالئل اخلريات أربعني مرة

:ـ الصالة الذاتية للشيخ ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه كتتم الهوت اجلمال وناسوت الوصال (

ضمضم والكمال امل

طلسم والغيب امل

ات امل أللهم صل على الذ

ني احلق كثـوب عني إنسان األزل يف نشر من مل يـزل، من أقامت به نـواسيت الفرق يف قاب قـوس طلعة رضي عن سيدي عبد الغين النابلسي ). ناسوت الوصال األقـرب إىل طرق احلق فصل اللهم به فيه منه عليه

ا مؤلفها القطب األفخر اهللا عنه أن قراءة صيغة هذه الصالة تعدل ثواب دالئل اخلريات، وقد وصل

ا ا له دارت رحى الكون وصار له سيدي الشيخ األكرب إىل مقامات أهل العرفان وصار غوث الزمان و .اجملد والعون

:ـ صالة سيدي أمحد البدوي رضي اهللا عنه ل وسلم وبارك على سيدنا وموالنا حممد شجرة األصل النورانية ولمعة القبضة الرمحانية وأفضل أللهم ص (

اخلليقة اإلنسانية وأشرف الصورة اجلسمانية ومعدن األسرار الربانية وخزائن العلوم االصطفائية صاحب النبيون حتت لوائه فـهم منه وإليه، وصل وسلم رجت القبضة األصلية والبهجة السنية والرتبة العلية من اند

وبارك عليه وعلى آله وصحبه عدد ما خلقت ورزقت وأمت وأحيـيت إىل يوم تـبـعث من أفـنـيت وسلم .دالئل اخلريات هذه الصالة قراءة ثالث مرات منها تعدل قراءة). تسليما كثريا واحلمد هللا رب العاملني

أللهم صل وسلم وبارك على سيدنا حممد وآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وما بينهم من (ـ صالة رسلني صلوات اهللا وسالمه عليهم أمجعني

هذه صالة أويل العزم من قرأها ثالث مرات فكأمنا ) النبيني وامل

.ا عن مؤلفها سيدي اجلزويل رضي اهللا عنهختم كتاب دالئل اخلريات، نقل ذلك شراحه :ـ صالة السعادة نقل سيدي أمحد الصاوي ). أللهم صل على سيدنا حممد عدد ما يف علم اهللا صالة دائمة بدوام ملك اهللا(

.رضي اهللا عنه عن بعضهم أن هذه الصالة بستمائة ألف صالة :نهـ صالة الفاتح لسيدي حممد البكري رضي اهللا ع ادي أللهم صل وسلم وبارك على سيدنا حممد الفاتح لما أغلق واخلامت لما سبق والناصر احلق باحلق واهل(

هذه الصالة بستمائة ). وعلى آله وأصحابه حق قدره ومقداره العظيم إىل صراطك املستقيم صلى اهللا عليه .ألف صالة

أللهم صل على سيدنا حممد وعلى آل سيدنا حممد ما اتصلت العيون بالنظر، وتـزخرفت األرضون (ـ صالة طر، وحج حاج واعتمر، ولىب وحلق وحنر، وطاف بالبيت العتيق وقـبل احلجر

قال الشيخ العياشي ). باملهذه الصالة من قاهلا مرة خبمسمائة : رأيت يف ورقة يف جدار قبة بعض األولياء ما نصه: (رضي اهللا عنه

).ألف :ـ صالة النور الذايت لإلمام أيب احلسن الشاذيل رضي اهللا عنه

هذه ). أللهم صل وسلم وبارك على سيدنا حممد النور الذايت والسر الساري يف سائر األمساء والصفات( .ة مبائة ألف صالةالصال

أللهم صل على سيدنا حممد عبدك ونبيك ورسولك النيب األمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما (ـ صالة ا مبنزلة مائة : قال اهلاروشي رضي اهللا عنه). بقدر عظمة ذاتك يف كل وقت وحني وجدت مقيدا عليها أ

.ألف صالةعدد ما يف علمك وعدد هم صل على سيدنا حممد وعلى آله صالة تزن األرضني والسمـوات ألل (ـ صالة

هذه الصالة هلا سر : قال العياشي رضي اهللا عنه). جواهر أفـراد كرة العامل وأضعاف ذلك إنك محيد جميدا، ن وفقه اهللا لقراء

.الواحدة منها مبائة ألف صالةكبري وأجر عظيم مل

). اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا حممد وعلى آله عدد كمال اهللا وكما يليق بكماله(ـ الصالة الكمالية .عن العالمة أمحد املقري املالكي رضي اهللا عنه أن ثواب هذه الصالة الشريفة يعدل أربعة عشرة ألف صالة

أللهم صل على سيدنا حممد حبر أنوارك ومعدن أسرارك ولسان حجتك وعروس (مة ـ صالة نور القيا مملكتك وإمام حضرتك وطراز ملكك وخزائن رمحتك وطريق شريعتك املتلذد بتوحيدك، إنسان عني الوجود

م من نور ضيائك تـقد، صالة تدوم بدوامك وتـبـقى ببقائك ال والسبب يف كل موجود، عني أعيان خلقك امل

ا عنا يا رب العاملني قال سيدي أمحد الصاوي ). منتـهى هلا دون علمك صالة ترضيك وترضيه وترضى هذه الصالة وجدت على حجر خبط القدرة وهي صالة نور القيامة مسيت بذلك : رضي اهللا عنه وغريه

ا بأربعة لكثرة ما حيصل لذاكرها بذل ك اليوم من النور، يف شرح دالئل اخلريات عن بعض األولياء األكابر أ .عشر ألف صالة

:ـ صالة سيدي أمحد اخلجندي رضي اهللا عنه أفاد احلافظ السيوطي رضي اهللا ). أللهم صل على سيدنا حممد وعلى آله صالة أنت هلا أهل وهو هلا أهل(

.عشر ألف صالةعنه أن كل مرة منها بأحد :ـ صالة موالي عبد القادر اجليالين رضي اهللا عنه أللهم صل على سيدنا حممد السابق للخلق نوره ورمحة للعاملني ظهوره عدد من مضى من خلقك ومن (

وال منتهى وال انقضاء بقي ومن سعد منهم ومن شقي صالة تستغرق العد وحتيط باحلد صالة ال غاية هلا

كل مرة : قال السخاوي رضي اهللا عنه). صالة دائمة بدوامك وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مثل ذلك .منها بعشرة آالف صالة

:ـ صالة مشس الكنز األعظم وهي القطب العيدوسي رضي اهللا عنه ك سرمدا وأزكى حتياتك فضال وعددا على أشرعف اخلالئق أللهم اجعل أفضل صلواتك أبدا وأمنى بـركات (

، اإلنسانية وجممع احلقائق اإلميانية وطور التجليات اإلحسانية ومهبط األسرار الرمحانية، واسطة عقد النبينيرسلني، وقائد ركب األن

م جيش امل كرمني، وأفضل اخلالئق أمجعني، حامل لواء العز األعلى، ومقد

بياء املجد األسىن، شاهد أسرار األزل، ومشاهد أنوار السوابق األول، وتـرمجان لسان ال

قدم، ومنبع ومالك أزمة امل

هر سر اجلود اجلزئي والكلي، وإنسان عني الوجود العلوي والسفلي، روح جسد العلم واحللم واحلكم، مظ تخلق بأخالق املقامات االصطفائية، ا

تحقق بأعلى رتب العبودية، امل

ارين، امل خلليل الكونـني، وعني حياة الد

رسلني، وعلى آهلم األعظم واحلبيب األكرم سيدنا حممد بن عبد اهللا بن املطلب، وعلى سائر األنبياء وامل

قال سيدي نور الدين الشوين رضي ). وصحبهم أمجعني، كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرهم الغافلونا يف اآلخرة تعدل املرة الواحدة منها عشرة آالف من غريها: اهللا عنه .فإين وجدت ثوا

:ة الريسونيةـ الصال اية لكمالك وعد كماله ( عن الشيخ ). اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا حممد وعلى آله كما ال

الشريف احلسين أيب عبد اهللا حممد بن علي الشهري بابن ريسون رضي اهللا عنه أنه رأى املصطفى صلى اهللا ا بعشرة آالف) ص(ة، وصح أيضا عن النيب عليه يف النوم ولقنه هذه الصال .أ

:ـ صالة رفع األعمال أللهم صل على سيدنا حممد النيب عدد من صلى عليه من خلقك، وصل على سيدنا حممد النيب كما (

د يف بعض اآلثار أن ور ). ينبغي لنا أن نصلي عليه، وصل على سيدنا حممد النيب كما أمرتنا أن نصلي عليها عشرا يف الصباح وعشرا يف املساء رفع له مثل عمل أهل األرض .من صلى

:ـ صالة العايل القدر أللهم صل وسلم وبارك على سيدنا حممد النيب األمي احلبيب العايل القدر العظيم اجلاه وعلى آله وصحبه (

من الزم على هذه الصالة كل ليلة مجعة ولو مرة مل يلحده يف : لسيوطي رضي اهللا عنهقال اإلمام ا). وسلم ).ص(قربه إال النيب

يروى عن سيدي عمر اهلمذاين رضي ). أللهم صل على حممد صالة تكون لك رضاء وحلقه أداء(ـ صالة لهم صل على حممد صالة تكون لك رضاء أل: من قال كل يوم«): ص(قال رسول اهللا : اهللا عنه أنه قال

).ص(وحلقه أداء ثالثا وثالثني مرة إذا مات فتح بني قربه وقرب نبيه حممد صلون (ـ صالة

أللهم صل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه صالة تـتـفاضل على كل صالة صالها امل

هر إىل هذه الصالة مذكورة يف كتاب ) آخره كفضل اهللا على خلقه وملء امليزان ومنتـهى العلممن أول الد .مسالك احلنفاء

:ـ الصالة املشيشية نقل سيدي عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنه أن بعض العارفني قال أن من صلى باملشيشية على النيب

.ميع الصلوات املوجودة واليت ستوجدمرة فكأمنا صلى جب) ص(سألت شيخنا العياشي عن الثواب املذكور يف بعض فضائل : قال العارف باهللا اهلاروشي رضي اهللا عنه

األعمال املروية عن غري رسول اهللا صلى اهللا تعاىل عليه وسلم وعلى آله بالصالة الفالنية فـله كذا وكذا وهي ة الفالنية تعدل عشرة آالف أو غري ذلك فأجاب بأن ذلك مما يلهمه األولياء يرونه مبثابة فدية أو بالصال

مكتوبا بقلم القدرة على حجر أو ورق شجر أو يسمعون اهلاتف بذلك أو يـتـلقونه عن النيب صلى اهللا به عواملهم اللطيفة وهو أصل أو ختاطب : تعاىل عليه وسلم وعلى آله يف النوم أو اليقظة، قال اهلاروشي

متني من األصول املعتمدة عندهم رضي اهللا عنهم دليله من السنة قوله صلى اهللا تعاىل عليه وسلم وعلى .»لقد كان فيما قبلكم من األمم ناس حمدثون فإن يكن يف أميت أحد فإنه عمر«: آله

على مرأى ومسمع، ) ص(فتني من غري واسطة تلقوها منه الصلوات اليت ذكرناها مأخوذة من شفتيه الشريكل واحد من هؤالء الرجال لقنه سيد الوجود صالة خاصة به وهو يف حجريه جالس يتحدث معهم يف شؤون دينهم ويأخذون منه العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك واملشارب على قدر اجتهادهم وحمبتهم

من يصلي على سيد الوجود أو ميدحه أو يثين عليه أو يفرح به فإن . ناء عليهوتصليتهم عليه واملدح والث .سيد الوجود يفرح به ويعرف امسه وصورته ويسمع صوته ويشاهده ويتشفع فيه دنيا وآخرة

) تسليماإن اهللا ومالئكته يصلون على النيب يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا : (قالت احلضرة اإللـهيةإذا : (ألجل هذا صلى عليه الرجال جبميع الصلوات والتسلميات، قال أبو الليث السمرقندي رضي اهللا عنه

أقضل العبادات فانظر هذه اآلية فأمر اهللا عباده بسائر ) ص(أردت أن تعرف أن الصالة على النيب

من شغلته ). ر املؤمنني بأن يصلوا عليهالعبادات وصلى عليه بنفسه أوال وأمر مالئكته بالصالة عليه مث أموفق يتفكر يف أمداد الصالة . الصالة على سيد الوجود عن مسألته أعطاه اهللا تعاىل ما يتمىن دنيا وأخرى

امل

امها وتصاريفها كل من ربح من األولياء والعلماء . على سيد الوجود وأسرارها وأنوارها ومواهبها وخد .لهم رحبوا بالصالة على النيبوالصاحلني ك

:الصالة على سيد الوجود هلا مزايا وهلا فضائل ال تـعد وال حتصى، منها ما من عبد يصلي علي إال صلت عليه املالئكة ما دام يصلي علي فـليـقلل العبد «): ص(قال رسول اهللا

رواه مسلم، » من صلى علي مرة صلى اهللا عليه عشرا«): ص(وقال . اإلمام أمحدرواه » من ذلك أو ليكثر ا : أتاين آت من عند ريب عز وجل فقال«): ص(وقال من صلى عليك من أمتك صالة كتب اهللا له

وقال . رواه اإلمام أمحد» مثلها عشر حسنات، وحما عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليهعلي صالة واحدة صلى اهللا عيه عشرا، ومن صلى علي عشرا صلى اهللا عليه مائة، من صلى«): ص(

ومن صلى علي مائة كتب اهللا تعاىل له بني عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار وأسكنه يوم القيامة مع » من صلى علي يف يوم ألف مرة مل ميت حىت يرى مقعده من اجلنة«): ص(وقال . رباينرواه الط» الشهداء

أكثروا الصالة علي يف يوم اجلمعة فإنه ليس يصلي «): ص(وقال . أخرجه ابن شاهني يف الرتغيب والرتهيبة علي نور على الصراط الصال«): ص(وقال . رواه البيهقي» علي أحد يوم اجلمعة إال عرضت علي صالته

من «): ص(وقال . رواه الدارقطين» علي يوم اجلمعة مثانني مرة غفرت له ذنوب مثانني عاما فمن صلىرواه » صلى علي يوم اجلمعة مائة مرة جاء يوم القيامة ومعه نور لو قسم ذلك النور بني اخلالئق لوسعهم

أكثروا من الصالة علي يف يوم اجلمعة وليلة اجلمعة، فمن فـعل ذلك كنت له « ):ص(وقال . أبو نعيمأكثروا من الصالة علي فإن صالتكم علي مغفرة «): ص(وقال . رواه البيهقي» شهيدا وشفيعا يوم القيامة

): ص(وقال . ابن عساكر رواه» لذنوبكم واطلبوا يل الدرجة والوسيلة فإن وسيليت عند ريب شفاعة لكمأوىل «): ص(وقال . رواه الطرباين» من صلى علي حني يصبح عشرا وحني ميسي عشرا أدركته شفاعيت«

البخيل من ذكرت عنده فلم يصل «): ص(وقال . رواه الرتمذي» الناس يب يوم القيامة أكثـرهم علي صالةرواه » من ذكرت عنده فخطىء الصالة علي خطىء طريق اجلنة«): ص(وقال . رواه الرتمذي» علي

يا : إذا ذهب ثـلث الليل قام فقال) ص(كان رسول اهللا : عن أيب بن كعب رضي اهللا عنه قال. (الطرباينت ، جاء املوت مبا فيه جاء املوت مبا فيه، قـل )]56[(} 7 8 7 6 6{ أيها الناس اذكروا اهللا جاءت

: الربع؟ قال: ، قـلت »ما شئت«: إين أكثر الصالة عليك فكم أجعل لك من صاليت؟ فقال: يا رسول اهللا: ، قلت »ما شئت فإن زدت فهو خري لك«: فالنصف؟ قال: ، قلت »ما شئت فإن زدت فهو خري لك«

إذن تكفين «: ؟ قالأجعل لك صاليت كلها: ، قلت »ما شئت فإن زدت فهو خري لك«: فالثلثني؟ قال .رواه الرتمذي» مهك ويـغفر لك ذنـبك

أن تكثر من الصالة ) ص(أخذ علينا العهد العام من رسول اهللا : (قال اإلمام الشعراين رضي اهللا عنهارا ونذكر إلخواننا ما يف ذلك من األجر والثواب ونـرغ ) ص(والتسليم على رسول اهللا بهم فيه كل ليال و

وإن جعلوا هلم وردا كل يوم وليلة صباحا ومساء من ألف صالة إىل عشرة ) ص(الرتغيب إظهارا حملبته فأين أنت من هذا وأين هذا منك يا أيها الكسول، أما علمت ) آالف صالة كان ذلك من أفضل األعمال

ا مجيع املعامالت فيه أ! أن الصالة على النيب هي مفتاح القربات عند اهللا؟األكل (ما علمت أن عامل

حكى الثعليب . كلها بالصالة على النيب وهذا العامل هو عامل السمسما...) واللباس والنكاح والبيع والشراءيف كتاب العرائس أن هللا خلقا وراء جبل قاف ال يعلم عددهم إال اهللا ليس هلم عبادة إال الصالة على

).ص(اهللا رسول أللهم صل على من بالصالة عليه حتط األوزار، أللهم : (قال سيدي حممد بن سليمان اجلزويل رضي اهللا عنه

صل على من بالصالة عليه تـنال منازل األبرار، أللهم صل على من بالصالة عليه يـرحم الكبار والصغار، من بالصالة عليه نـتـنـعم يف هذه الدار ويف تلك الدار، أللهم صل على من بالصالة عليه أللهم صل على

).تنال رمحة العزيز الغفارذه الصالة وهي :مث شرع الشيخ موالي عبد السالم يصلي ويثين

.أي صل صالة كاملة تامة) صالة (صالة تليق بك منك إليه كما هو أهله أي صالة متقونة باإلحسان واإلتقان والتدقيق واألناقة والتشوق والذوق والعشق واحملبة ) ة تليق بكصال(

صالة مستوفية الشروط، أي صالة بالذات والنفس : واخلشوع، أي صالة متقونة من كل جهة ومكان .والقلب والروح والعقل والعلم والفكرة واهلمةصالة حتبها وتعظمها ومتجدها ألن الصالة تـعرض على سيد : صالة تليق بك، أي بك يا رسول اهللا

صلي .الوجود فيسمعها ويرضى عن امل

صالة تليق بك بقدر عظمتك وكمالك وجاهك عند اهللا من غري واسطة فيما بيين وبينك وفيما بينك وبني :كري رضي اهللا عنهاهللا ليكون قدر هذه الصالة عظيما عندك وعند اهللا لذلك قال ابن ز

وإذا ما اجلناب كان عظيما مد خلادمه اللواء بال واسطة أحد من خلقك وال شك أن اهلدايا على مقدار مهديها فهذه ) صالة تليق بك منك إليه(

ا فهي أعظم وأكرب وأجل من مجيع اهلدايا اليت تـهدى لسيدنا الصالة املشيشية من قرأها بشروطها وآداا فـتـهيأ حلضور سيد الوجود لسماعك هو ورفقاؤه) ص(حممد هذه . فإن اجتمعت فيها الشروط عند قراء

الصالة املشيشية من الصلوات اليت حيضر فيها سيدنا حممد وأصحابه املالح تعظيما لقدرها عند اهللا تعاىل ا جاءت من خزائن اهللا اليت مل يطلع عليها ملك مق رب وال نيب مرسل وإمنا يقذف اهللا هذا السر املصون أل

يف قلوب العارفني تارة تصليات وتارة أدعيات وتارة توسالت وتارة مناجاة وتارة حكما وتارة علوما ومعارف ومفاهم ومدارك ومشارب وحقائق ودقائق ورقائق حبسب التجليات فهذه الفيوضات كلها مستمدة من

: من أمداده ومن رشحاته لذلك أشار ابن مشيش رضي اهللا عنه يف تصليته كأنه يقولحضرة الرسول و .أللهم عظم ثواب قراءة هذه الصالة كما عظمت سيدنا حممدا وعظمت قدره وجاهه ومكانته عندك

. ب وترضىكما هو أهله، أي كما حت. أي ما يستحقه من اإلجالل والتعظيم والتبجيل) كما هو أهله( ).من قال جزى اهللا عنا حممدا ما هو أهله أتـعب سبعني كاتبا ألف صباح(روى الطرباين مرفوعا

الصالة من اهللا تعاىل ليست كصالتنا، حنن ضعفاء وصالتنا ) صالة تليق بك منك إليه كما هو أهله(ـ أللهم صل (ف، قال سيدي حممد اجلزويل رضي اهللا عنه ضعيفة وأما العظيم األعظم فصالته عظيمة وال تكي

على سيدنا حممد صالتك اليت صليت عليه وسلم على سيدنا حممد سالمك الذي سلمت عليه واجزه عنا ).ما هو أهله

). به فيه منه عليه فصل أللهم : (قال الشيخ ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه: ـ صالة تليق بك منك إليه: وقال). السالم عليك منك إليك لديك: (وقال سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنه

).السالم عليك بك لك عليك(

لذلك العارفون رضي اهللا عنهم صلوا على النيب جبميع أنواع : ـ صالة تليق بك منك إليه كما هو أهلهملا فرغ الشيخ ابن مشيش من أنواع الصلوات شرع . ا كاإلمام اجلزويل وغريهالصلوات وأشكاهلا وصيغا

:يتوسل ويتضرع إىل اهللا بسيدنا حممد ويقول .أللهم إنه سرك اجلامع الدال عليك وحجابك األعظم القائم لك بني يديك

شرق يف القلوب والعيون، واملشعشع يف العوامل كلها، سيد الوجود هو السر الساري يف الظهور والبطون، وامل

الذي أزاح اهللا به الظلمات عن كل ذي بصرية من أهل العرفان فانشكفت هلم األنوار واألسرار وارتفعت م حلضرته وأجلسهم على منصة اإلجالل والوقار وتوجهم بتيجان املفاخر والعز عنهم احلجب واألستار وقر

أللهم صل : (هن السر الذي سرى يف الوجود، قال اإلمام الشاذيل رضي اهللا عنه) ص( واليمن واالستبشارر الساري يف سائر األمساء والصفات ).وسلم وبارك على سيدنا حممد النور الذايت والس

مجع اهللا له ) ص(وذلك أنه : (قال سيدي أبو املواهب الشاذيل رضي اهللا عنه: سيد الوجود هو السر اجلامعنور األنبياء وإرشاد الرسل وهداية األولياء مث اختصه بنور اخلتم، وهـهنا لطيفة وهي أن اسم حممد امليم ا ألف وامليمان األول منه إذا قلت ميم كان ثالثة أحرف واحلاء حرفان حاء وألف واهلمزة ال تـعد أل

ال ألف الم، فإذا عددت حروف امسه كلها ظاهرها وباطنها املضعفان كذلك ستة أحرف والدال كذلك دحصل لك من العدد ثلثمائة وأربعة عشر على عدد الرسل اجلامعني للنبوة ويبقى واحد من العدد هو مقام

).الوالية املفرق على مجيع األولياء والصاحلني التابعني لألنبياء عليهم أفضل الصالة والسالماألعظم وذلك أن األعمال كلها تعرض على سيد الوجود فإن قبلها تعرض على احلضرة هو احلجاب ) ص(

.اإللـهية وإن مل يقبلها ردت على وجه صاحبهاأللهم أحلقين بنسبه وحققين حبسبه جيب على كل عاقل لبيب أن يعرف أمساء نبيه والسلسلة النسبية إىل

.عدنانصونة سيدتنا آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كالب، وكالب هو جد أبيهنسبه من ج

.هة أمه امل

بن عبد اهللا بن عبد املطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كالب ) ص(نسبه من جهة أبيه حممد خزمية بن مدركة بن إلياس بن بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن

ال «: مضر بن نزار بن معد بن عدنان إىل هنا وصل نسبه املتفق عليه لذلك قال عليه الصالة والسالم .وعدنان قريب العهد بإمساعيل عليه السالم» ترفعوين فوق عدنان

ب العلوم واملعارف النسب خمتلف ومتعدد فهناك نسب الطني والروح والعقل، ونسب الدين، ونس .اخل... واملفاهم، ونسب الوالية، ونسب األسرار واألنوار

معناه أللهم أحلقين بنسبه الطيين والديين واخللقي واخللقي ودوام اتباعه يف أقواله ) أللهم أحلقين بنسبه( فإذا نفخ يف الصور {: ل اهللا تعاىلوأفعاله وأحواله وأخالقه وسريته وشريعته وإال فال ينفع النسب الطيين، قا

نـهم .»ومن أبطأ به عمله ال يسرع به نسبه«: ، وقال عليه الصالة والسالم)]57[(}فال أنساب بـيـأشرف النسب هي التقوى وامتثال األوامر واجتناب النواهي وحمبة اهللا وحمبة الرسول وحمبة أهل اهللا وحمبة

.أهل البيتمعناه اتصف بصفات ،[(58[(}إن أكرمكم عند الله أتـقاكم {: هي قوله تعاىل) ص(نسبه وحسبه

حضة الصافية النقية الزكية اخلالصة أهل اهللا فهي نسبه الشبحي والروحي نسبه وحسبه هي طريقة الصوفية امل

م يف احلان م مع احلق، ذا وت وقلبهم يف امللكوت ألن نظرهم عربة وصمتهم التجريد والتفريد انفردت قلو .فكرة وكالمهم ذكر

معناه كونه خليفة » أللهم أحلقين بنسبه«قول الشيخ يف صالته : (قال سيدي أمحد التيجاين رضي اهللا عنهذا هو عن اهللا يف مجيع اململكة اإللـهية بال شذوذ متصفا جبميع صفات اهللا وأمسائه حىت كأنه عينه، فه

من احلضرة اإللـهية وحتققه ) ص(نسبه من احلضرة اإللـهية، أو تقول طلب الشيخ من اهللا أن حيققه بنسبته فيها كل على قدر نصيبه وحمتده فغاية ما يدرك منها . حبسب ذلك النسب وهي العلوم احملمدية واألولياء

ة أو أزيد فال يضره جمالسة اخللق للحق وال اثنني وسبعني، فمن وصل إىل ستة وستني من العلوم احملمديمكاملتهم فال يسمع إال من اهللا واستوت خلوته وجلوته، ومن أدرك العلم األول من العلوم احملمدية وقسمه على اثنني وسبعني جزءا أو علم جزءا واحدا من اثنني وسبعني جزءا فله إن أراد أن يفسر كل آية من كتاب

ن علم جزءا واحدا اهللا تعاىل باثنني وسبعني وجها من التفسري وأحاط جبميع العلوم الظاهرة والباطنة هذا مل

من اثنني وسبعني جزءا من العلم األول فضال عن العلم الواحد كله فضال عن اثنني أو ثالثة إىل آخر اثنني ).وسبعني علما فاعرف النسبة

ا من موا ا من موارد الفضل وعرفين إياه معرفة أسلم أي طلب معرفة هذه ) وعرفين إياه(رد اجلهل وأكرع وأتوا البـيوت من {: الصفات اليت ذكرناها أعاله قبل أن يطلب معرفة اهللا ألن لكل داخل باب، قال تعاىل

ا ه، وباب اخللفاء ، وباب سيدنا حممد اخللفاء من بعد)ص(فـباب اهللا سيدنا حممد )] 59[(}أبـوا

التابعون وباب التابعني العلماء العارفون وهم شيوخ طريقة الصوفية الذين قدمهم على قدم الرسول يف م .أقواهلم وأفعاهلم وأحواهلم وأخالقهم وسري

ا يف مواكب األنوار واألسرار ورفع األستار ا حمياه وأسري إىل ـ وعرفين إياه معرفة حق معرفته أشاهد .حضرة امللك اجلبار

.أي وعرفين عظمته وسلطانه وسيادته وعزه وجمده) وعرفين إياه(ـ ـ وعرفين قدره وجاهه وشرفه ومقاماته ومنزلته ودرجته ورتبته ومزيته وفضيلته ووسيلته وكرامته ومكانه عند اهللا

.تعاىل .ـ وعرفين حقه العظيم علينا وفضله علينا

.فين من أسراره وأنواره وأمداده وفـيضهـ وعر .اخل... ـ وعرفين من علومه ومعارفه ومفامهه ومداركه ومشاربه

.ـ وعرفين أقواله وأفعاله وأخالقه ومشائله وسريته الظاهرة وسريته الباطنة وكراماته ومعجزاته .ـ وعرفين أمساءه وصفاته وذواته

اءه وكماله ونضاره ورونـقه ـ وعرفين حسنه ومجاله وبـه .جته و .ـ وعرفين فضائله وحماسنه وشيمه وسجاياه .ـ وعرفين صوره وأوصافه الظاهرة والباطنة

عليه الصالة : (قال سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنه خبصوص بعض أوصاف سيد الوجود ).كرسي وسره جربويت ومظهر روحه ملكويت ومقتضى عقله قدسيوالسالم فإن قلبه عرشي وبساط نفسه

ا جربيل عليه : سيد الوجود له صور عديدة ا احلق جل جالله، والصورة اليت التقى الصورة اليت التقى ا إسرافيل عليه ا ا ميكائيل عليه السالم، والصورة اليت التقى لسالة، والصورة السالم، والصورة اليت التقى

ا ا العارفني واألولياء رضي اهللا عنهم اليت التقى .األنبياء عليهم السالم، والصورة اليت التقى له صفات ظاهرة وله صفات باطنة، الصفات الظاهرة يصفها علماء الظاهر، وأما الصفات ) ص(النيب

.الباطنة فيصفها علماء الباطن : عنهقال سيدي عمر بن الفارض رضي اهللا

يـفىن الزمان وفيه ما مل يوصف وعلى تفنن واصفيه حلسنه

:وقال اإلمام البوصريي رضي اهللا عنه ه اإلحصاء إن من معجزاتك العجز عن وصفك إذ ال حيد وهل تـنزح البحار الركاء كيف يستوعب الكالم سجاياك :ه وطبيعتهوعرفين سنته وخصائص

.ال مائية وال ترابية وال رحيية وال نارية: نورانية) ص(ـ طبيعة سيدنا حممد :ـ من بني خصائصه ما قاله أحد العارفني

مل حيتلم قط وال له ظالل خص نبينا بعشرة خصال كذلك الذباب عنه ممتنع واألرض ما خيرج منه تبتلع من خلفه يرى كما يرى أمام ينام تنام عيناه والقلب ال ولد خمتونا إليها تابعه مل يتثاءب قط وهي السابعة رب تعرفه الدواب حني يركب تأيت إليه مسرعة ال صلى عليه اهللا صبحا ومسا يعلو جلوسه جلوس اجللسا : عن سنته فقال) ص(سألت رسول اهللا : نه قالعن علي رضي اهللا ع. ـ وعرفين إياه أي وعرفين سنته املعرفة رأس مايل والعقل أصل ديين واحلب أساسي والشوق مركيب وذكر اهللا أنيسي والثقة كنزي واحلزن «

رفيقي والعلم سالحي والصرب ردائي والرضاء غنيميت والعجز فخري والزهد حرفيت واليقني قـويت والصدق هذه صفات من صفات سيد الوجود ومن . »اعة حسيب واجلهاد خلقي وقـرة عيين يف الصالةشفيعي والط

.اجتمعت فيه هذه الصفات نال وراثته عليه السالمام أهل األرض وأهل السماء وأهل . ـ سيد الوجود له ذوات وله صور وله صفات وله أمساء وله خد

ام سيد الوجودالسمسما، أهل الدنيا وأهل اآلخرة ك والغوث . كل ما يوى اهللا يتصرف فيه الغوث. لهم خد .ما هو إال نائب عن سيد الوجود

فله عليه السالم من الصور اليت يظهر فيها مائة ألف وأربعة : (ـ قال سيدي عبد العزيز الدباغ رضي اهللا عنهعليه السالم الظهور يف مائيت ألف ومثانية وعشرون ألفا ومثل هذا العدد يف أولياء أمته عليه السالم فله

وأربعني ألفا ألن اجلميع مستمد من نوره عليه السالم ومن هنا يقع كثريا للمريدين رؤيته عليه السالم يف ).ذوات أشياخهم

:هلا مزايا ال تـعد وال حتصى) ص(رؤية سيد الوجود اعلم أن كل من : (بن عبد الكرمي السمان رضي اهللا عنه ومن بني املزايا ما قاله العارف باهللا سيدي حممد

من األولياء يف جتل من التجليات اإللـهية البسا خلعة من خلع الكمال فإنه صلى اهللا (ص(رأى النيب ا وهي له هدية من الرسول فإن كان قويا ) ص(تعاىل عليه وسلم يتصدق بتلك اخللعة على الذي رآه

خرة له عند اهللا تعاىل يلبسها مىت يقوى استعداده إما يف أمكن له لبسها على الفور يف الدنيا وإال فهي مدالدنيا وإما يف اآلخرة، فمن حصلت له تلك اخللعة ولبسها يف الدنيا ففي اآلخرة تكون هذه الفتـوة له من

أيضا يف جتل من التجليات وعليه تلك اخللعة النيب صلى اهللا تعاىل عليه وسلم، وكل من رأى ذلك الويل ا نيابة عن النيب على ذلك الرائي الثاين وتنزل من املقام ) ص(النبوية فإن ذلك الويل خيلعها ويتصدق

احملمدي للويل خلعة أخرى أكمل من تلك اخللعة عوض ما تصدق به عن النيب صلى اهللا تعاىل عليه وسلم اية لهوهكذا إىل ).ومل تزل هذه الفتـوة دأبه وعادته لسائر من يراه من األولياء أبد اآلبدين. ما ال

كنت وأنا ابن مخس سنني أقرأ القرآن على رجل يقال له الشيخ : (وقال سيدي علي بن وفا رضي اهللا عنهن مث رأيت القميص علي فقال يقظة ال مناما وعليه قميص أبيض قط) ص(يعقوب فأتيته يوما فرأيت النيب

اقرأ، فقرأت عليه سورة والضحى وسورة أمل نشرح مث غاب عين، فلما بلغت إحدى وعشرين سنة : يلوأما بنعمة ربك فحدث {«: قبالة وجهي فعانقين فقال) ص(أحرمت لصالة الصبح بالقرافة فرأيته

).قتفأوتيت لسانه من ذلك الو » )]60[(}*ـ وعرفين إياه أي أسألك يا رب رؤية سيد الوجود، قال سيدي جسوس رضي اهللا عنه يف كتابه شرح

رأى املوىل جل جالله فمن ) ص(فإنه » من رآين فقد رأى احلق«): ص(قال رسول اهللا : (الشمائل النبويةدنيا ألحد وال تكون ألحد وهلذا رآه فقد رأى من رأى وهذه خصوصية عظيمة ومزية فخيمة مل تثبت يف ال

من أنواع اجلالل ) ص(اصطفت جنود اهللا ومالئكته ليلة اإلسراء على سدرة املنتهى ينظرون فيما رجع به والكمال وكان األمني جربيل يطوف به بني صفوف املالئكة تنويها بقدره وتفخيما ألمره فكان رؤساؤهم

يـردده ) ص(وهلذا كان نيب اهللا موسى ملا لقيه النيب ) ص(يه وعظماؤهم يضعون أجنحتهم يف مواطىء قدمإىل اهللا لريى من رأى وقد سأل سبعون ألفا من املالئكة موالنا جل جالله النزول إىل األرض لينظروا إليه

الكربى لما يعلمون أنه أكرم اخللق على اهللا وألنه رأى فريون من رأى وألنه اجمللى األعظم واملرآة ) ص(لو غاب عين : وقد قال الشيخ أبو العباس املرسي) ص(وهلذا كان األكابر من األولياء يغيبون يف مشاهدته

).طرفة عني ما أعددت نفسي من املسلمني) ص(رسول اهللا على وردت : (ـ الطريقة ال تكمل إال مبعرفة سيد الوجود، قال الشيخ أبو العباس الطنجي رضي اهللا عنه

ما أنا شيخك إمنا شيخك عبد الرحيم بقنا فدخلت على الشيخ عبد الرحيم : سيدي أمحد الرفاعي فقال) ص)رح إىل بيت املقدس حىت تعرف رسول اهللا : ال، قال يل: ؟ قلت)ص(أعرفت رسول اهللا : فقال يل

ي مملوءة من رسول اهللا فـرحت إىل بيت املقدس فحني وضعت رجلي وإذا بالسماء واألرض والعرش والكرساآلن كملت طريقتك مل : نعم، قال: ؟ قلت)ص(أعرفت رسول اهللا : فرجعت إىل الشيخ، فقال يل) ص(

)).ص(تكن األقطاب أقطابا واألوتاد أوتادا واألولياء إال مبعرفة رسول اهللا كون حينذاك من أهل املقام وعرفين حلية سيد الوجود وكماالته املعنوية حىت أشاهده يف األفق األعلى فأ

احملمدي وأحتقق بالكمال اإللـهيوقد : (»الكماالت اإللـهية يف الصفات احملمدية«قال سيدي عبد الكرمي اجليلي قدس اهللا سره يف كتابه

سألت خايل هند بن أيب هالة عن حلية رسول اهللا : روينا عن احلسن بن علي رضي اهللا عنه عنهما قالفخما مفخما ) ص(كان رسول اهللا : افا وأنا أرجو أن يصف يل منها شيئا أتعلق به، قالوكان وص ) ص(

يتألأل وجهه الشريف تأللؤ القمر ليلة البدر، أطول من املربوع وأقصر من املشذب عظيم اهلامة رجل اهلامة للون واسع اجلبني أزج احلواجب إن انفرقت عقيقته فرق وإال فال جياوز شعره شحمة أذنه إذا هو وفره، أزهر ا

سوابغ من غري قرن بينهما عرق يدره الغضب أقىن العرنني له نور يعلوه حيسبه من مل يتأمله أشم كث اللحية أدعج سهل اخلدين ضليع الفم أشنب مفلج األسنان رقيق املسربة كان عنقه جيد دمية يف صفاء الفضة

البطن والصدر مسيح الصدر بعيد ما بني املنكبني ضخم الكراديس أنور معتدل اخللق بادنا متمسكا سواءاملتجرد موصول ما بني اللبة والسرة بشعر جيري كاخليط عاري الثديني مما سوى ذلك أشعر الذراعني

نكبني وأعايل الصدر طويل الزندين رحب الراحة شثن الكفني والقدمني وسائر أو قالاف سائل األطر : وامل

سبط العصب مخصان األمخصني مسيح القدمني ينبوا عنهما املاء إذا زال زال تقلعا وخيطو تكفؤا وميشي هونا ذريع املشيئة، إذا مشى كأمنا ينحط من صبب وإذا التفت التفت مجيعا خاف الطرف نظره إىل األرض

صف يل : قلت. ن لقيه بالسالمأطول من نظره إىل السماء جل نظره املالحظة يسوق أصحابه ويبدأ م

متواصل األحزان دائم الفكر ليست له راحة وال يتكلم يف غري حاجة ) ص(منطقه، قال كان رسول اهللا طويل السكوت يفتتح الكالم وخيتمه بأشداقه ويتكلم جبوامع الكلم فصال ال فضول فيه وال تقصري دمثا

ذم شيئا ومل يكن يذم ذواقا وال ميدحه وال يقام لغضبه إذا تعرض ليس باجلاف وال املهني يعظم النعمة وال يللحق بشيء حىت ينتصر له وال يغضب لنفسه وال ينتصر هلا إذا أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا ام اليمىن راحة اليسرى وإذا غضب أعرض وشاح وإذا فرح غض طرفه جل ا فضرب بإ حتدث اتصل

هذا حديث جامع من تأمله علم يقينا أن هذه الصورة . ه التبسم ويفرت عن مثل حب الغمامضحكالعظيمة أكمل صورة وأحسنها وأقومها ولو أخذنا ما قالت احلكماء يف كتب الفراسة على ما يقتضي كل

يعه بذكر هذه عضو عضو يكون هذا صفته النتهى بنا الكتاب إىل جملدات كثرية ولكن اكتفينا من ذلك مجبتدي خياهلا يف قلبه فيستمد من خيال هذه الصورة ما ال حيصل

الصورة الكاملة املعتدلة اخللقة ليستحضر امل

بدون ذلك، ومىت يعقل العبد هذه الصورة يف قلبه وكان دائم املالحظة هلا حصلت له السعادة الكربى واسطة حىت أنه إذا تصفى وتزكى وتطهر من خواطره طريق االستمداد من غري) ص(وانفتح بينه وبني النيب

ما فإنه يرتقي يف ذلك إىل أن تناجيه الصورة احملمدية فما دونه يف عامل األرواح النفسية والعقلية وما دوكما أخذ منه أصحابه، ومىت كان هذا ) ص(فتظهر له كما هي عليه وتناجيه وتكلمه فيأخذ من رسول اهللا

ا يتقوى لالتصاف مبا يـقدر له منها، العبد من أ هل التوحيد اخلاص فإنه يشهد بعد ذلك كماالته املعنوية ووال يزال كذلك حىت يشاهده يف امللكوت األعلى مث يشهده يف األفق املبني، فإذا شاهده يف األفق األعلى

ملقام احملمدي فبها يكمل يف وجوده ويتحقق انطبع باخلاصية احملمدية يف مقابلة الويل كماالت حممدية من اباألفق األعلى واملستوى األزهى مل يكن من أهل املقام ) ص(بصفات معبوده، فمن ال يرى رسول اهللا

).احملمدي فلم يتحقق بالكمال اإللـهي )ص(وعرفين إياه أي عرفين أمساءه

: وس وأنس النفوس نقال عن كعب األحبار أنه قالذكر احلسني بن حممد الدامغاين يف كتاب شوق العر عند أهل اجلنة عبد الكرمي وعند أهل النار عبد اجلبار وعند أهل العرش عبد احلميد وعند ) ص(اسم النيب (

سائر املالئكة عبد اجمليد وعند األنبياء عبد الوهاب وعند الشيطان عبد القهار وعند احلسن عبد الرحيم ويف اخلالق ويف الرب عبد القادر ويف البحر عبد املهيمن وعند احليتان عبد القدوس وعند اهلوام عبد اجلبال عبد

الغيا وعند الوحوش عبد الرزاق وعند السباع عبد السالم وعند البهائم عبد املؤمن وعند الطيور عبد الغفار

زبور فاروق وعند اهللا طـه ويس وعند ويف التوراة موذموذ ويف اإلجنيل طاب طاب ويف الصحف عاقب ويف الذكر هذا كله القسطالين يف املواهب وذكر فيه من األمساء واأللقاب والكىن ما يزيد )). ص(املؤمنني حممد اها بعض الصوفية إىل ألف) ص(أمساؤه : قال ابن دحية. على أربعمائة .تـقرب من الثلثمائة وأ

.ألف اسم حكاه ابن العريب يف العارضة) ص(ف اسم وللنيب هللا تعاىل أل: ـ قال بعض الصوفيةواعلم أن األمساء احلسىن هي ألف اسم منها ثلثمائة يف التوراة : (قال سيدي ابن عطاء اهللا رضي اهللا عنه

وثلثمائة يف اإلجنيل وثلثمائة يف الزبور وواحد يف صحف إبراهيم وتسعة وتسعون يف الفرقان قد مجعت معاين مساء كلها وأدخلت يف التسعة والتسعني امسا اليت يف القرآن واحتوت عليها واشتملت على فضائلها تلك األ

ا ).وأسرارها وثوا :ـ لنتطرق اآلن إىل ذكر بعض أمساء سيد الوجود

زمل والنجم الثاقب وعبد اهللا ونعمة اهللا وداعي إىلثر وامل د

اهللا والصراط حممد وأمحد وحممود وطـه ويس وامل

نذر املستقيم والعروة الوثقى واحلق املبني والسراج املبني وقدم صدق والرؤوف الرحيم والكرمي واألمني وامل

قفى وخامت النبيني ونيب املالحم ونيب بشر والبشري والشاهد والشهيد واملاحي واحلاشر والعاقب وامل

والنذير وامل .ي ورمحة للعاملني ورسول الرمحة ورسول الراحةالتوبة والنيب األم

.هو قطب رحى النبيني ونـقطة دائرة املرسلني، قطب اجلاللة ومشس النبوة والرسالة) ص(هو سر األسرار ونور األنوار وروح األرواح وقـلب القلوب وحقيقة احلقائق وغاية الغايات وقطب ) ص(

ز الكنوز وعني العيون وأصل األقطاب وواحد اآل حاد وغوث األغواث ومدد األمداد وجود اجلود وكنـ .وهيوىل اهليوالت ونـفس األنـفاس الروحية وعرش العروش الذاتية األصول

ى والنور األسىن، ف ) ص( اتح خزائن األسرار وخامت دورات هو السر األنـزه األكمل والنور األول، السر األصون والنور املخزون، لوح األسرار ونور األنوار، معدن املعارف واألسرار ومنبع العلوم

األنوار، السر امل

نوار واألنوار، مشس مساء األسرار ومظهر األنوار، مغرب أسرار الذات ومشرق أنوار الصفات، فـلق صبح أ .الوحدانية وطلعة مشس األسرار الربانية

هو سر األسرار، ومعدن األسرار، وخزائن األسرار، ولوح األسرار، ومشس مساء األسرار، ومشس ) ص(وجود، وسر األسرار الربانية، ومهبط األسرار الرمحانية، وأمني األسرار اإللـهية، وسر إطالق األحدية، وسر ال

متد، وسلم األسرار اإللـهية .الذات ولوح التشكالت، اجلوهر الفرد والسر امل

هو نور األنوار، وأب األنوار، ومنبع األنوار، ومركز دائرة األنوار، ومظهر األنوار، وشجرة األصل ) ص(النور الالمع، والنور الساطع، والنور األبـلج، والنور، والسراج املنري، النورانية، والنور املطلق، والنور األعظم، و

.ونور اهلدى، ونور األبصار وضياؤها، والنور الساري املمدودهو روح األرواح، وأب األرواح، وروح احلق، وروح القسط، وروح القدس، والروح الكلية، وروح ) ص(

.صور األسرار امللكوتية، وروح جسد الكونني، وروح الكلمات املشاهد امللكوتية، وروح هو سر الوجود، ونور الوجود، ومشس الوجود، وبذرة الوجود، وسبب وجود الوجود، وبداية نـقطة ) ص(

ود، االنفعال الوجودي، وقطب دائرة الوجود، ومرآة الوجود، وسيد الوجود، وبصر الوجود، ونعمة الوج .وجوهرة الوجود

.هو مرآة الشهود، ونور الشهود، وعني الشهود، وسر بصرية الشهود) ص( ، مجال التجليات االختصاصية وجالل التدليات االصطفائية، وجملى ) ص( هو عرش التجلي وكرسي التديل

لة التجليات، وطور التجليات اإلحسانية، ونـقطة مركز مجيع التجليات، ومظهر أنوار التجليات، وقبـ .التجليات

هو سر احلضرة، ونور احلضرة، وعني احلضرة، وباب احلضرة، وإمام احلضرة، وجملى حضرة احلضرات ) ص( .الرمحانية الرمحانية، وحضرة عرش احلضرات

.عي األرواح إىل حضرة القدوسهو إمام جامع األنس وخطيب حضرة القدس ودا) ص(لك وامللكوت ومستـودع خزائن ) ص(

لك وامللكوت، طراز امل

هو إمام حضرة اجلربوت ومظهر أسرار امل

.الرمحوتز الوصول) ص( .هو عني الوصول، وكنـ .هو غاية الغايات ومنتـهى الغايات، ولبنة التمام) ص( .و البـرزخ األعظم، وبـرزخ البحرين، وثاين اثـنـني، والربزخ اجلامعه) ص( .هو باب االسم اجلامع، ومظهر االسم األعظم، وكلمة االسم األعظم، وعني االسم األعظم) ص( .هو خري الورى وخري الربية) ص(رسلني، وسيد هو سيد الوجود، وسيد الكونني والثقلني، وسيد األولني) ص(

واآلخرين، وسيد األنبياء وامل

.السادات، وسيد األرواح واألشباح

كتتم، ومغناطيس الكماالت، وصورة الكماالت الرمحانية، وسلطان املظاهر الكمالية، ) ص(هو الكمال امل

.وجملى الكماالت اإللـهية األعظمج حماسن اجلمال، كامل الذات ومجيل الصفات، حممد الكمال هو قطب دائرة الكمال وياقوتة تا ) ص(

.وأمحد اجلمال، مظهر الكمال ومقتضى اجلمال واجلاللهو جالل اهلوية ومجال احلضرة القدسية، صورة اجلمال ومطلع اجلالل، مركز مدار اجلالل وقطب ) ص( .لك اجلمال، كمال مجال مملكة اهللا ومجال جالل سلطنة اهللافـ اء اجلمال ومشس الوصال) ص( .هو بـهجة الكمال وتاج اجلالل، و .هو الهوت اجلمال وناسوت الوصال، جممع حقائق الالهوت ومنبع رقائق الناسوت) ص(رسلني ومهبط الرقائق الربانية، أشرف احلقائق اإلنسانية وجممع الرقائق هو م ) ص(

ركز حقائق األنبياء وامل .اإلميانية

هو بـهجة قمر احلقائق الصمدانية، ويـنبوع احلقائق الوجوية، وحقيقة الصلوات، وحقيقة احلروف ) ص( .قائق والدقائق والرقائقالقدسيات، وحبر احل

عارف وحبر األسرار واللطائف، ) ص(هو حبر املعارف الربانية ومنبع العلوم اللدنية، مشس العوارف وبدر امل

.وخزائن العلوم االصطفائية .رة، وعني الرمحة الربانيةهو عني املعارف األقوم، وعني احلق، وعني الذكر، وعني احلض ) ص( .هو النور األبـلج والبهاء األبـهج ) ص(مة الوجود األول وروح احلياة األفضل) ص( .هو نور العلم األكمل وبساط الرمحة يف األزل، مقد .هو طلعة احلق وياقوتة األزل) ص(جلى األعظم واملرآة الكربىهو املظهر األمت ) ص(

.، وامل

مرآة الذات وجملى الصفات، سلطان حضرت الذات ومالك أزمة جتليات الصفات، مطلع مشس ) ص)استواء الذات الذات يف مساء األمساء والصفات، عرش رمحانية الذات وكرسي األمساء والصفات، عرش

.ووجه حماسن الصفات، جملى مرآة الذات ومنتـهى األمساء والصفات .هو لوح األسرار القيومية، ولوح نـقوش العلوم األحدية) ص(

اتيات، هو سدرة منتهى اإلحاطيات اخللقيات الصفاتيات، وبـيت معم ) ص( ور التجليات الكنهيات الذ .وسقف مرفوع الكماالت األمسائيات، وحبر مسجور العلوم اللدنيات

راية، وبدر الكمال والنهاية، وجنم االجتباء ) ص( قيات، ومشس العلم والد هو مسـوات فخر التسامي والرت .واهلداية

.بدر املعارف يف مسـوات الدقائق، ومشس العوارف يف عروش احلقائقهو ) ص( .هو سلم الرضا ورفـرف االصطفا) ص(ز احلقيقة ومشس الطريقة) ص( .هو كنـ .مركز إحاطة الباطن والظاهر، دائرة اإلحاطة العظمى ومركز حميط الفلك األمسى هو) ص( .هو خط الوحدة بـني قـوسي األحدية والواحدية ) ص(ضمضم، وفاحتة الكنز املطلسم) ص(

طلسم، والغيب امل

.هو الذات امل

هو الدرة البيضاء والزبرجدة اخلضراء، هو اإلكسري األكرب والكربيت األمحر، هو الدرة البيضاء اليت ) ص( .ت إىل الياقوتة احلمراءتـنـزل

كتم) ص( .هو أمني اهللا على سر األلوهية املطلسم، وحفيظه على غيب الالهوتية امل

.هو عزيز احلضرة الصمدية، وسلطان اململكة األحدية) ص(ملكة اإللـهية، وعروس اململكة اإللـهية) ص(

.هو تاج امل

.لوهية، وقطب رحى عوامل األلوهيةهو جملى األ ) ص(ة اهللا، ولسان احلضرة األقدسية، ترمجان األزل واألبد ولسان الغيب الذي ال حييط به ) ص( هو لسان حج

.أحد، وترمجان لسان القدم .هو باب اهللا واحلجاب األعظم) ص( .يني، وعني يقني اخللفاء الراشدين، وحق يقني األنبياءعلم يقني العلماء الربان هو) ص(وحدين) ص(

.هو منتهى مهم القدسيني ومرمى أبصار امللة أهل القرب، واسطة عقد السلوك وشرف األمالك وامللوك) ص( .هو واسطة أهل احلب وقبـ .ودواؤها، وعافية األبدان وشفاؤها، وقوت القلوب وأسرارهاهو طب القلوب ) ص( .هو أفضل اخلليفة اإلنسانية وأشرف الصورة اجلسمانية) ص(

.الفضيلة وصاحب الوسيلة هو حائز ) ص( .هو احلبيب احملبوب، شايف العلل ومفرج الكرب) ص( .اض، الدافع جلميع األعراضهو القاضي جلميع األغراض، الشايف جلميع األمر ) ص(

م عليه ).ص(هذه بعض أمساء وبعض صفات سيد الوجود ذكرها العارفون باهللا رضي اهللا عنهم يف تصلياكل اسم من أمساء سيد الوجود له صورة يف احلضرة اإللـهية، وتلك الصورة تسبح اهللا تعاىل وتستغفر

ألسن اخللق أقالم : رف باهللا حىت بـرز وكتب يف اللوح احملفوظكل اسم ما خرج على لسان العا. لصاحبها .احلق

واعلم أن لكل واحد من هذين االمسني الكرميني يعين (قال سيدي عبد الرمحـن البسطامي رضي اهللا عنه ثبوتية فبأيها حممد وأمحد حبكم مجعيتهما اشتماال على اآلخر مع رجوع سائر األمساء إليه سلبية كانت أو

)]).61[(} ، ( ) * + ' × % $ £ ! " { دعوته به منهما فقد دعوت جبميع أمسائه ما الفرق بني امسه حممد وامسه أمحد؟ :والفرق بني لفظ أمحد وحممد من وجهني(قال سيدي ابن القيم رضي اهللا عنه

رة محد احلامدين له وذلك يستلزم كثرة ـ أحدمها أن حممدا هو احملمود محدا بعد محد فهو دال على كثموجبات احلمد فيه، وأمحد أفعل تفضيل من احلمد يدل على أن احلمد الذي يستحقه أفضل مما يستحقه

.غريه، فمحمد زيادة محده يف الكمية وأمحد زيادته يف الكيفية فيحمد أكثر محد وأفضل محد محده البشرود محدا متكررا كما تقدم وأمحد هو الذي محده لربه أفضل من محد ـ الوجه الثاين أن حممدا هو احملم

احلامدين غريه، فدل أحد االمسني وهو حممد على كونه حممودا ودل االسم الثاين وهو أمحد على كونه أمحد حيث تكرر مسي من : (وقال الشيخ ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه...) احلامدين لربه وهذا هو القياس

اء الدين البيطار رضي اهللا عنه). محده حممدا ومن حيث كونه حامل لواء احلمد أمحد : وقال سيدي حممد معناه مرجع احملامد اليت هي معاين الكمال ومعاين الكمال ) ص(اعلم أن هذا االسم الكرمي وهو حممد (

أحد وللميم اليت هي دائرة مراتب الوجود فإن امسه أمحد متضمن السم اهللا: (وقال). هي األمساء احلسىنوهي أربعون مرتبة كما أن عدد امليم حبساب اجلمل أربعون وقد فصل هذه املراتب الغوث اجليلي رضي اهللا

ا أربعون مرتبة فأشار ا مجيع مراتب ) ص(عنه يف كتابه مراتب الوجود وذكر أ أن أحديته العظمى تندرج ـ التصرف حيا وميتا فذاته ) ص(وقد أعطي ـ أية رسول اهللا : (بعقيلي رضي اهللا عنهوقال سيدي ال). الوجود

مع كل مؤمن، وصورته تتصور لكل واحد يف داللة امسه حممد، وصورته الباطنية تتجلى يف داللة امسه : ي اهللا عنهوقال سيدي عبد الرمحـن البسطامي رض). حممود، وتتجلى صورة روحه وسره يف داللة امسه أمحد

منها ما هو مبنزلة األصول الكلية، : قال بعض األئمة أن هلذه احلقيقة احملمدية أمساء نورانية وصفات ربانية(ا ا متناهية ومن وجه أ ومنها ما هو مبنزلة الفروع اجلزئية وينشأ بعضها عن بعض ويقال فيها عن وجه أ

تسعة وتسعني وبوجه آخر إىل أكثر، وأوسعها حيطة وأمشلها غري متناهية وترجع من غري تناهيها بوجه إىل مجعا سيدنا حممد، وأسبقها حكما وأرفعها حضرة امسه سيدنا أمحد، فمحمد مبثابة اسم اهللا يف اشتماله ني ومجعيته وأمحد مبثابة الرمحـن يف عمومه وسبقيته، وملا كانت األمساء احلسىن تدخل بوجه ما حتت حيطة امس

سابقني ومها الواحد واألحد من حيث إن الواحد أصل ومنشأ جلميع االعتبارات الغري املتناهيات فيدخل كان اسم سيدنا حممد ألمسائه مبثابة االسم الواحد وأمحد مبثابة االسم األحد، . حتته مجيع األمساء السلبية

كان اسم سيدنا . مها الظاهر والباطنوكما كانت بوجه آخر تدخل حتت حيطة امسني عامني شاملني و حممد مبثابة االسم الظاهر، وسيدنا أمحد مبثابة امسه الباطن، ولذلك كان اشتماله من حيث ظهوره يف عامل

).األمر وعلى هذا النمط األول واآلخر ما الفرق بني احلقيقة احملمدية واحلقيقة األمحدية؟حقيقة باطنية إمجالية أمرية قدسية وهي : حقيقتان: (ي اهللا عنهقال سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رض

احلقيقة األمحدية، وحقيقة شهادية تفصيلية ملكية جسمية وهي احلقيقة احملمدية، وهو مبقتضى حقيقته وقال سيدي ). لقةالباطنية يـرىب باطن العامل ومبقتضى حقيقته الظاهرة يرىب ظاهر العامل فله الرتبية املط

إن اهللا تعاىل ملا أراد أن يوجد من يعرفه بوصفي كرمه اإلحسان إىل أحبابه : (البعقيلي رضي اهللا عنهواالنتقام يف أعدائه ظاهرا والكل حمبوب باطنا اقتطع قطعة من نوره املكرم الذي فاض من حبر علو ذاته

را فالتعايل يقتضي من يتعاىل عليه والتكرب من يتكرب عليه والنور وكربه فصار العلو تعاليا والكرب الفائض تكبـ كرم قوة التعايل والتكرب فخلق منه املتكرب عليه واملتعايل عليه وهو أول تعني تعني املسمى باحلقيقة احملمدية

املمدية حميطة دائرة كدائرة الصدف بعد احلقيقة األمحدية اليت أوقفها يف حمراب القدس، فاألمحدية قائمة واحمل

ا احلمد هللا ).والصوان، فاحمليطة منسلة من القائمة، فالقائنة غيب وهي النور املكرم فعباد ما الفرق بني الوالية احملمدية والوالية األمحدية؟

على آله اعلم أن نبينا عليه و : (قال سيدي أمحد الفاروقي النقشبندي جمدد األلف الثانية رضي اهللا عنهباركني مذكور يف القرآن اجمليد

حممد {: قال تعاىل. الصالة والسالم مسمى بامسني وكل من هذين االمسني امل

، ولكل من هذين )]63[(}امسه أمحد {: ، وقال سبحانه حكاية عن بشارة روح اهللا)]62[(}رسول الله باركني والية على حدة

، فالوالية احملمدية وإن كانت ناشئة من مقام حمبوبيته عليه السالم ولكن االمسني امل

باألصالة ) ص(ليست هناك حمبوبية صرفة بل مزجت فيها كيفية احملبية أيضا وإن مل يكن ذلك املزج ثابتا له شائبة احملبية وهذه ولكنه مانع حملبوبيته الصرفة، والوالية األمحدية ناشئة من احملبوبية الصرفة ليست فيها

حب فيها أكثر فإن الوالية أسبق قدما من الوالية السابقة وأقرب منها إىل املطلوب مبرحلة واحدة ورغبة امل

حب أحسن وأملح ...).احملبوب كلما كان أمت يف احملبوبية يكون استغناؤه ودالله أمت ويكون يف نظر امل

وما هي بعض معاين حروف سيدنا أمحد عن طريق اإلشارة؟ ما هي بعض معاين حروف سيدنا حممدأللهم صل وسلم وبر وأكرم وأعز وأعظم وارحم على العز : (قال موالي عبد القادر اجليالين رضي اهللا عنه

رمحة وميم العلم ودال الداللة، وألف الشامخ واجملد الباذخ والنور الطامح واحلق الواضح ميم اململكة وحاء اللكوت ودار اهلداية

: وقال سيدي حممد بن عراق رضي اهللا عنه .(اجلربوت وحاء الرمحوت وميم امل

وحتيط أللهم صل على ميم ملكك وحاء حكمتك وميم ملكوتك ودال دميوميتك صالة تستغرق العد (وقال البكي ). أللهم صل على ألف أحديتك وحاء وحدانيتك وميم ملكك ودال دينك: (وقال). باحلد

امليم األوىل إشارة للملكوت األعلى، واحلاء للحياة واحلفظ الذي به وفيه كتب القلب : (رضي اهللا عنهلك الظاهر، ودال الدوام واالتصال املاحية لومهي االنقطاع األسىن، وامليم املشددة للملكوت الباطن

وامل

امليم األوىل للملك األول، والثانية للثاين األخروي األبدي ولذا : (وقال بعض العارفني). واالنفصاللكني يتجاذبانه ويستمدان منه، والدا

ل إشارة لدوام ضعفت، واحلاء للرمحة توسطت بينهما إشارة إىل أن امل

لك اء الدين البيطار رضي اهللا عنه). امل وذلك أن بيت الوجود قام بأربعة أركان : (وقال سيدي حممد

األولية واآلخرية والظاهرية والباطنية فهي أركان كعبة الذات اليت يدور عليها مجيع األمساء والصفات، : وهيال األخرية ركن الدالالت اآلخرية اخللقية، واحلاء ركن احلياة الباطنية فالميم األوىل ركن األولية احلقية، والد

فلها مرتبة الربزخية، وامليم الثالثة ركن صورته الظاهرة اإلنسانية وهي ركن احلجر األسود الذي هو ميني اهللا، ا يـبايعون الله {: قال تعاىل كعبة الذايت اليت حجت ملبايعة ) ص(، فكان ])64[(}إن الذين يـبايعونك إمن

فميمه حملوه الباطل : (وقال سيدي البعقيلي رضي اهللا عنه). ميني صورته الكرمية مجيع األمساء والصفات

، وحاؤه الستمرار حكمه أي رسالته فيما تقدم من نشأة احلقيقة احملمدية إىل ما »جاء احلق وزهق الباطل«اية له من أنفاس ا إىل ملكه على وجه النيابة وهو متكنه يف كل شيء ... اآلخرة ال وامليم الثانية مشار

ا إىل مجعية اخلالئق يف ...وعليه قبضا حمكما حبيثة مل خيلق اهللا من خرج عن خالفته ، وامليم الثالثة مشار فمن حبر امليم . ة على اهللا بكليتهوهي احلقيقة احملمدية، والدال رمز للدالل) ص(عرش جنة هوية كوثريته

والفتح مقام علي كرم : (وقال). اخلتم، ومن حبر الدال اهلداية، ومن حبر احلاء الفتح، ومن حبر التنوين النصرإن هنا علوما لو وجدت ملا «اهللا وجهه فهو فاتح قلوب العلماء بعلم الشرائع وقلوب العارفني بعلوم لدنية

هلا وهللا احلمد بعد وفاته، واخلتم مقام عثمان بن عفان رضي اهللا عنه مجع املصاحف فوجدها» محلهوختمها صيانة من التبديل والتغيري مبقابلة سورها سور اللوح احملفوظ، والنصر مقام عمر بن اخلطاب رضي

ميت يف احلياة » اجلهل باجلهل إدراك«اهللا عنه، واهلدى مقام أيب بكر فهو الذي وصل إىل جواهر التوحيد بصواعق اإلميان وهو ميشي، والقدر مقام مجيع الصحابة رضي اهللا عنهم، واملقدار مقام العلماء من العارفني

م من الصاحلني أهل التصريف وغريهم ).فمن دومفتاح األسرار فيما يتعلق بالصالة على سيد «وقال سيدي حممد بن إدريس الدباغ رضي اهللا عنه يف كتابه

أللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وموالنا حممد وعلى آل سيدنا حممد حاء إحاطة السر : (»اراألبر ميومية، من بدىء به اخللق وبه خم ائم احلي القيوم، ودال الد كتوم، وميمي مملكة الد

وقال سيدي ). توم املأللهم صل وسلم وبارك على سيدنا حممد نقطة دائرة الوجود : (الكرمي السمان رضي اهللا عنهالقطب عبد

وحيطة أفالك مراقي الشهود، ألف الذات الساري سرها يف كل ذرة، حاء حياة العامل الذي جعل منه مبدأه ).يضاهى، ودال دميوميتك اليت ال تـتناهى وإليه مقره، ميم ملكك الذي ال

عطي بن الصالح رضي اهللا عنهأللهم صل وسلم على سيدنا وموالنا حممد وعلى آل : (وقال سيدي امل

لكويت، ودال دليل طريق ال). سعادة الرمحويتسيدنا حممد ميم حمق األرواح اجلربويت، وحاء حياة األشباح امل

أللهم صل وسلم على سيدنا وموالنا حممد وعلى آل سيدنا حممد ميم مصب الرمحات الرمحانية، : (وقالوحاء حلية األجسام النورانية، وميم موائد الكرامات االمتنانية، ودال دائرة أرباب األحوال والكشوفات

أللهم صل وسلم على سيدنا وموالنا حممد وعلى آل سيدنا حممد ميم معدن احلياء : (وقال). لعيانيةاوالصرب، وحاء حياة أهل األنس والذكر، وميم مسرح خواطر أهل العناية والفخر، ودال ديوان أهل احلمد

م صل وسلم على سيدنا وموالنا حممد وعلى آل سيدنا حممد ميم موائد أهل النـعم ألله: (وقال). والشكر

واكب الساميةأللهم صل وسلم على سيدنا وموالنا حممد وعلى آل . الضافية، وحاء حلية أهل القرب واملق العرفانية واآليات الشافية، ودال دمية أهل النـفحات وعواطف الرمحات سيدنا حممد ميم منازع أهل احلقائ

).اهلامية ا من موارد اجلهل( املوارد منها نورانية، ومنها ربانية، ومنها نفسانية، ومنها ) وعرفين إياه معرفة أسلم

هذه . ن املوارد النفسانية والشيطانية احتياطا أن تشغله عن اهللاوالشيخ رضي اهللا عنه يتعوذ م. شيطانيةاملوارد النفسانية والشيطانية تقطع الطريق على السيارين . املوارد تتوارد على قلب ابن آدم كأمواج البحار

دعني الذين يفرتون على الكذب، اهللاوالطيارين وأرباب األحوال والعلماء وأرباب املناصب واملشايخ امل

ينتمون إىل العلم وهم عنه مبعزل وينتمون إىل املعرفة وهم عنها مبعزل وينتمون إىل الشرف وهم عنه مبعزل وينتمون إىل الوالية وهم عنها مبعزل وينتمون إىل العبادات واملعامالت وهم عنها مبعزل وينتمون إىل حسن

داق وحقيقة وشواهد تشهد لك بأنك استحقت اخللق واألدب وهم عنها مبعزلة ألن لكل شيء له مص .مقاما باحلجج القاطعة والدليل والربهان

ا من موارد اجلهل( ):أسلم كل من ال يعرف أوصافه احلسية وأوصافه املعنوية وأوصافه . فهو جاهل) ص(كل من ال يعرف رسول اهللا

جهل العامة، وجهل عامة العامة، : أربعة أقسام اجلهل ينقسم إىل. الظاهرة وأوصافه الباطنة فهو جاهلذا القياس قربني وقس

.وجهل اخلاصة، وجهل خاصة اخلاصة ألن حسنة األبرار سيئات املا من موارد الفضل( ):وأكرع

وارد مجع مورد وهو حمل الشربب ومجيع الشرب احلسي هو املعهود بني الناس كشرب املاء واحللي. امل

:املشروبات امللونة، وأما الشرب املعنوي فهو الذي أشار إليه ابن الفارض رضي اهللا عنه شربـنا على ذكر احلبيب مدامة

ا من قـبل أن خيلق الكرم سكرنا . ك وفهمكتستفد من شرحها ما ال يتصور لك يف عقل) مخرية ابن الفارض(فراجع هذه القصيدة

قد {: الشرب املعنوي معناه شرب العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك واملشارب لذلك قال احلق جل جالله :، من هنا قس معىن الشراب، قال احلالج رضي اهللا عنه)]65[(}علم كل أناس مشربـهم

تـر عجائب اشرب شراب أهل الصفى

واخلمر طائب ملعرفة مع رجال ا ا من موارد الفضل :وأكرع معناه إذا أراد اهللا أن يتفضل على عبده خلق ونسب إليه من العلوم اللدنية واألسرار اإللـهية واملواهب

أو باجملاهدة أو الربانية والعطايات الرمحانية واملنحات القدوسية اليت هي تفضل من اهللا ومنة ال بالكسب باملكابدة أو باجلاه أو بالعبادات أو بالعلم أو بالشرف وإمنا هي اختصاص لذلك من وقف يف باب الرسول وأحسن اآلداب فتح له الباب وأجلسه على منصة األحباب وتلذذ مع الرسول باخلطاب وجاد عليه سيد

:زاخر املتالطم األمواج، قال اإلمام البوصريي رضي اهللا عنهالوجود بأنواع الشراب من حبره الفياض املتدفق ال فهو حبر مل تـعيه األعباء وسع العاملني علما وحلما

وسع سيدنا حممد مائة ألف عامل على مجيع أصنافها وأشكاهلا وأنواعها منها معروفة ومنها غائبة عن عامة ). ص(ماء يف الظاهر فهم حمجوبون بعلمهم وشرفهم عن الوصول حلصرته الناس احملجوبني ولو كانوا عل

حضرة الرسول جمموع فيها العوامل العلوية والسفلية فمنها تستمد مجيع األمداد ألن اهللا أمده بعلوم األولني فالعلوم )] 66[(}ما فـرطنا يف الكتاب من شيء {: واآلخرين ما كان وما يكون وما سيكون، قال تعاىل

فإنه وسع مجيع العوامل بأسرها، وما من حليم إال ) ص(، وأما حلمه )ص(كلها مندرجة ومنغمسة يف علومه وقد عرفت له زلته أو هفوته ختدش يف كمال حلمه إال نبينا عليه الصالة والسالم فإنه ال تزيده شدة األذى

ا دون غريهله واجلهل عليه إال حلما وع حماسن . فوا وصفحا فهو بسبب حلمه نال املعايل اليت خصه اهللا :سيد الوجود ال تـعد وال حتصى وإىل ذلك أشار ابن الفارض رضي اهللا عنه بقوله

للبدر عند متامه مل خيسف كملت حماسنه فـلو أهدى السنا يـفىن الزمان وفيه ما مل يوصف لتـفنن واصفيه حلسنه وعلى ا لها كنهارها ال حجة البيضاء ليـ

وامحلين على سبيله إىل حضرتك محال حمفوفا بنصرتك معىن السبيل هي املبل فـتـفرق بكم عن وأن هذا صراطي مستقيما ف {: يزيغ عنها إال هالك، قال اهللا تعاىل اتبعوه وال تـتبعوا الس

الصراط املستقيم هو الكتاب والسنة، ومن خرج عن الكتاب والسنة فقد ضل عن سواء )]. 67[(}سبيله ة، وإن أال إن من قبلكم من أهل الكتاب افرتقوا على ثنتني وسبعني مل «): ص(السبيل، قال رسول اهللا

.»هذه امللة ستفرتق على ثالث وسبعني ثنتان وسبعون يف النار وواحدة يف اجلنة وهي اجلماعة

السبيل الظاهر هو الكتاب والسنة، وأما السبيل املعنوي فهو الرفرف ) وامحلين على سبيله إىل حضرتك(ستوى بقا

ب قـوسني أو أدىن من غري واسطة جربيل األخضر الذي كان يعرج فيه يقظة ومناما ويصعد إىل امل

به منها أربعة وثالثون مرة الذي أسري) ص(وله : (قال اإلمام ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه. أو غريهإسراء واحد جبسمه والباقي بروحه رؤيا رآها، وأما األولياء فلهم إسراءات روحانية برزخية يشاهدون فيها

وقال الشيخ ). سوسة للخيال يعطون العلم مبا تتضمنه تلك الصور من املعاينمعاين متجسدة يف صور حمومل يقل بنبيه )] 68[(}سبحان الذي أسرى بعبده {: إمنا قال اهللا تعاىل: (أبو العباس املرسي رضي اهللا عنه

سراء، وملا كان عليه السالم وال برسوله ليفتح باب السريان لغريه فمن له قسط من العبودية له قسط من اإلوقال سيدي عبد الكرمي ). كمال العبودية كان له كمال اإلسراء فأسري بروحه وجسده وليس ذلك لغريه

جبسمه إىل العرش ) ص(كانت معارج األنبياء واألولياء مجيعهم باألرواح وعرج به : (اجليلي رضي اهللا عنهحه وجسمه وسائر هيكله، وبقية الكمل جتلى عليهم يف أرواحهم، فهو ـ أي احلق تعاىل ـ جتلى عليه يف رو

اإلسراء الذي ). فنهاية ما تبلغ إليه أرواحهم هو ما يبلغ إليه جسمه ولروحه من وراء ذلك ما ال يكون لغريهكان ليلة سابع وعشرين من رجب كان بواسطة جربيل والرباق واملعراج على مرأى ومسمع من الفرش إىل العرش كلهم شاهدوه وتربكوا به، وثالث وثالثون مرة وقع اإلسراء فيها من غري واسطة فيما بينه وبني اهللا،

:لذلك أشار ابن الفارض رضي اهللا عنه بقولهنـنا سر أرق من النسيم إذا سرى ولقد خلوت مع احلبيب وبـيـ

فـغدوت معروفا وكنت منكرا لتـها وأباح طريف نظرة أم وغدى لسان احلال عين خمربا فدهشت بـني جالله ومجاله يع احلسن فيه مصورا نـزه حلاظك يف حماسن وجهه تـلقى مجأول حضرة : اقـرأ وارق إىل حضرته: تصعد عليه إىل أعلى الدرجاتالكتاب والسنة مها الرفرف األخضر

وما {: من حضراته اإلميان باهللا وبرسوله وبكتابه، ثانيا امتثال األوامر واجتناب النواهي لذلك قال تعاىلل باإلخالص والنـية الصاحلة فتكون ، ثالثا األعما)]69[(}آتاكم الرسول فخذوه وما نـهاكم عنه فانـتـهوا

األعمال كلها خالية من احلظوظ احلسية واملعنوية، رابعا اخلوف واخلشية واخلشوع والبكاء والتضرع واإلنابة، فأول . خامسا احلضور واملراقبة واهليبة والوقار والسكينة، سادسا املشاهدة والفناء ها أنت وربك ونبيك

ام التوبة هلا تسعة وتسعون درجة فتمام املائة بداية مقام التقوى اليت هلا تسعة وتسعون درجة املراتب مقفتمام املائة بداية مقام اإلسالم الذي له تسعة وتسعون درجة فتمام املائة بداية مقام اإلميان الذي له تسعة

رجة فتمام املائة بداية مقام الفتوة وتسعون درجة فتمام املائة بداية مقام اإلحسان الذي له تسعة وتسعون ديقية مث مقامات األنبياء والرسل .اليت هلا تسعة وتسعون درجة فتمام املائة بداية مقام الصد

وامحلين على سبيله إىل حضرتك محال حمفوفا بنصرتك مؤيدا بعناية اهللا راكبا يف هذا الرفرف ليقطع يب مجيع ألن الطريق فيها صعوبات ) سافات يتطلب قطعها بدون الرفرف مدة من السننيهذه امل(املسافات البعيدة

: ومشقات قاسية ال يتحملها إال من أخذ اهللا بيده وسلك به مسالك الرجال الذين وصفهم اهللا تعاىل بقولههم من قضى حنبه و { هم من يـنتظر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنـ ، منهم اإلمام ابن )]70[(}منـ

.مشيش رضي اهللا عنه فسار حمموال على كاهل هذا الرفرف األخضر إىل حضرته محال حمفوفا بنصرتكواقذف يب على الباطل فأدمغه معناه نطلب منك يا رسول اهللا أن تنحي وتدفع عين الباطل جبميع أنواعه

إليه يصعد الكلم {: ب يف هذه الرفارف وأصعد إىل العرش ومن حوله، قال تعاىلوامح عين آثاره ألرك، والعمل الصاحل يرفعه العمل إذا كان خالصا لوجه اهللا ال رياء فيه وال مسعة وال جزاء وال )]71[(}الطيب

ضطربت وسجدت بني يدي اهللا شكور صعدت صورة روحانية على صورة صاحبها، صعدت إىل العرش وايا رب ال أسكن حىت تغفر لصاحيب وتعطيه ما سأل، ومن متام : فيقول هلا اسكين وهو أعلم بذلك فتقول

إن النفس إذا تصفت . سؤاهلا وطلبها أنه تصعد ذات صاحب العمل الصاحل وتصعد صورته احلسية واملعنويةة وتطهرت وتـزكت ص ا جزمت وعقدت وأعطت العهود واملواثيق أال تـلتفت مد الت وجالت وارتـقت أل

.سريها فصعدت وعرجت يف املعارج اليت يعرج فيها األولياء :الباطل هو ما سوى احلق تعاىل وكل ما يشغلك عن ذكر اهللا وعبادته فهو باطل وضالل، قال تعاىل

)].72[(}فذلكم الله ربكم احلق فماذا بـعد احلق إال الضالل {ملا فرغ الشيخ ابن مشيش من هذا األسلوب توجه رضي اهللا عنه بقلبه وقالبه إىل حضرة الرسول يتشفع

:ويتضرع خبصوص قضية بوشناىف اليت يطول شرحها فقالأي أدخلين يف حبار األحدية، معناه غط وصفي : يف حبار األحدية وانشلين من أوحال التوحيدوزج يب

وأدرج أمسائي حتت أمسائك : (بوصفك ونعيت بنعتك وأفعايل بأفعالك، قال اإلمام الشاذيل رضي اهللا عنه) وتنزل الكرامة وظهور اإلمامة وصفايت حتت صفاتك وأفعايل حتت أفعالك درج السالمة وإسقاط املالمة

ا عن نفسه وعن شهود السوى وبقي بوجود فغرق يف عني حبر الوحدة وهو توحيد الذات العالية فغاب غرق وغاب يف حبار أفعال اهللا فهي صفة من . بوجود نفسه وفلسه معتمدا على أهل جنسه ربه، ال

ر أمساء اهللا مث انتقل من صفة األمساء إىل حبار صفة الصفات صفات اهللا مث انتقل من صفة األفعال إىل حبا .مث انتقل من صفات الصفات إىل حبار صفة الذات

واغمسنا يف حبار أحديتك حىت نـرتع يف حببوحة : (قال الشيخ موالي عبد القادر اجليالين قدس اهللا سرهعلى العاقل من أهل هذا الفن أال خيرج عن ). قتك بفضلك ورمحتكحضرتك وتـقطع عنا أوهام خلي

يكون شاخصا بصره إىل احلضرة احملمدية ويكون شاخصا : احلضرات الثالثة ويكون شاخصا هلذه احلضراتمع هنا تلتقي الشريعة مع احلقيقة: بصريته إىل احلضرة الواحدية ويكون شاخصا سره إىل احلضرة األحدية

.الطريقةمعىن يف حبار األحدية أي انسلخ من قلبه ما سوى اهللا وانفرد بالعبودية ظاهرة ) وزج يب يف حبار األحدية(

.وباطنة ودخل يف قصار التجريد والتفريدبتوحيده معناه الدخول والتوغل، فلما دخل وغرق يف حبار التوحيد املفرد والقلب اجملرد توجه إىل اهللا ) وزج (

بقي الذي : احلسي، فلما استقر مكانه ورسخ فيه قالفين فمدين بالتوحيد املعنوي امل

يا رب هذا التوحيد امل

بقي وعلومه وأصوله وفروعه وثبوته ومعانيه وحقائقه ومثراته، وخالصة ه بالتوحيد امل ال يفىن إىل أبد األبد فمد

فرد وهاالسم املفرد مل يـتسم به أحد يف (واهللا انفرد به سبحانه عن مجيع املخلوقات التوحيد هو االسم امل

ا إحدى عشر والعقل ). الدنيا ولو تسمى به الحتـرق االسم املفرد فيه صورة متوفرة الشروط النفس درجاة فاجلسم درجاته عشرون والروح ستة وستون واجلسم أربعة، هذه الصفات ألهل البداية، وأما الصفة الثاني

قال الشيخ موالي عبد القادر . مخسة عشر والنفس أربعة وأربعون والعقل مثانون والروح مائتان وأربعة وستونأللهم إين أسألك باأللف القائم الذي ليس قبله سابق وبالالمني اللتـني طمست : (اجليالين رضي اهللا عنه

ني العقل والروح وأخذت عليهما العهد الواثق وباهلاء احمليطة بالعلوم اجلوامد ما األسرار وجعلتهما بتحركة والصوامت والنـواطق

).واملال {: هذه الصفات احملسوسة، وأما صفاته املعنوية فال تدرك صفات الذات إال خبراب الذات، قال تعاىل

قد جاءكم بصائر من {: ، وقال تعاىل)]73[(}*يدرك األبصار وهو اللطيف اخلبري تدركه األبصار وهو ها{، )وهم العارفون)] (74[(}ربكم فمن أبصر فلنـفسه ).وهم الغافلون) (2(} ومن عمي فـعليـ

وانشلين من أوحال : (ىت قال الشيخ ابن مشيش رضي اهللا عنهعلوم التوحيد فيه غاص األولون واآلخرون حفالقرآن مملوء بالتوحيد ولكن يتلون لفظه حبسب التجليات واملقامات، لكل مقام له مقال، حبسب ) التوحيد

الطبائع األربعة ما يناسبها من األذكار واألوراد واألمساء واألدعيات واألحزاب والتصليات والتوسالت فهذه ا األشباح األ مساء كلها أمداد إلـهية هلا تأثري وتصريف ألجل هذا حتتاج إىل الشيخ العارف باملعارف يعرف

ى ي 6ك ل م ن ه و { : واألرواح ويعرف ترياق املتلون ألن الذات مركبة من أربعة طبائع، قال تعاىل .معناه ركبك من هذه الطبائع)] 75[(} 8◌ 7

:أنواعالتوحيد أي من أوحال توحيد ) وانشلين من أوحال التوحيد. (توحيد العامة وتوحيد اخلاصة وتوحيد خاصة اخلاصة

وانشلين من أوحال : (العامة وطلب الشيخ رضي اهللا عنه توحيد اخلاصة بل توحيد خاصة اخلاصة، أو تقول، وطلب من اهللا تعاىل التوفيق لكي خيدم أي طلب أال خيدم بعض األمساء اإللـهية دون البعض) التوحيد

وهي العوارض النفسانية ) وانشلين من أوحال التوحيد: (مجيع األمساء اإللـهية ذكرا وحتلقا وحتققا، أو تقولوالشيطانية والدنيوية فاهللا ابتالنا باألعداء وهم الشياطني واألوهام واخلياالت واهلواجس والرواجس والشكوك

عاندين وأهل والظلحدين واجلامدين وامل

نون واخلواطر النفسانية الظلمانية واالعتقادات الفاسدة اعتقادات امل

هذه هي مزاليق ... الزيغ والطيش والفلس والعمى واإلجرام والنفاق واإلشراك والطمع فيما عند الناسفمهما كبـر املقام إال وكبـرت معه املزاليق التوحيد للعامة واخلاصة كل واحد منهم له مزاليق حبسب املقامات

واإلذايات واالمتحانات وجتليات اجلالل وإذاية اخللق وإذاية الشيطان جبميع أنواعها وجيتمعون عليه معا .شياطني اإلنس واجلن يوحي بعضهم إىل بعض ويتسلطون عليه ليـقطعوه عن سريه إىل اإلمام

قربني وطلب شهود الذات العلية) التوحيد وانشلين من أوحال(قال سيدي . اخل... معناه طلب مقامات امل

وانشلنا بأحديتك من أوحال توحيد املوحدين وأقلنا من : (شهاب الدين بن املليق الشاذيل رضي اهللا عنهوقنني واسلك بنا لنهج املقربني

ال شيخ شيوخنا سيدي أمحد بن عبد وق). عثار املوحدين وأقلنا من عثار املمعناه أن األوحال هي الغيبة يف شهود األوصاف العلية والوقوف معها، والنشول منها : (اهللا رضي اهللا عنه

وقال سيدي ). هو بالغيبة عنها يف شهود الذات العلية وأن شهودها متضمن لشهود األمساء والصفاتإلـهي ادن من دنـوا أشهد به معىن اجلمال وزج يب يف سر سرك : (اهللا عنه حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي

يان التـنزيه وتشبيه األوها ).محىت أصل وأرى الوصال، إلـهي انشلين من شرك شك األوهام وزج يب يف تبـ

وأغرقين يف عني، أي يف : أمسع وال أجد وال أحس إال به وأغرقين يف عني حبر الوحدة حىت ال أرى وال حقيقة حبر الوحدة، أي وسط حبر الوحدة حىت يغيب عن الوجود وعن الشهود بشهوده فاين عن

ا: (املوجودات وباقي باهللا لذلك قال معناه حىت ال أرى يف ) حىت ال أرى وال أمسع وال أجد وال أحس إال ال وال مستطيال إال إياك أشاهدك يف كل حلظة وأتـلقى منك العلوم يف كل طرفة حىت أشاهد الوجود مطي

لكوت وأكون معك يف حضرة اجلربوت فأشرب مشربا راويا من حبار منح أنـهار لك وامل

بذلك دقائق امل .س بك أسرار دقائق األن

أللهم صل على سيدنا حممد حبر أنوارك . هو حبر الوحدة ومن هذا البحر تـعرف العوامل) ص(سيد الوجود .اخل حبر أنـوارك أي حبر الوحدة... ومعدن أسرارك ولسان حجتك

بقي املنفرد ال خت) وأغرقين يف عني حبر الوحدة( الطه شوائب دنيوية وال أخروية، ختلصت وهو التوحيد امل

ا: (عبوديته هللا لذلك قال وهي حبر الوحدة فـغرق فيها عما ) حىت ال أرى وال أمسع وال أجد وال أحس إال ا حضرة التجريد والتفريد وحضرة التقييد وحضرة اإلطالق وحضرة القدس وحضرة األفعال سواها أل

لك وحضرة امللكوت وحضرة اجلربوت ثالمثائة وحضرة األمساء وحضرة الصفات وحضرة الذات وحضرة امل

وستة وستون حضرة كلها تتصرف يف هذه العوامل الظاهرة والباطنة كلها وزارات وكلها نائبات عن احلضرة ا منذ )] 76[(}يـؤمرون ال يـعصون الله ما أمرهم ويـفعلون ما{اإللـهية كل واحدة منها قائمة بشؤو

خلقهم اهللا وهم شاخصون أبصارهم ألوامر اهللا ال يلتفتون طرفة عني من خوفهم من عذاب اهللا وسخطه .وغضبه فال يأمن مكر اهللا إال القوم اخلاسرون

ال يف فكري يف ذهين و ) وال أجد(ما يشغلين عنها ) وال أمسع(ما تقدم وما تأخر ) حىت ال أرى: (أو تقول بالغيبة أي غائب عن الدنيا وغائب عن ) وال أحس (وال يف خيايل وال يف قليب وال يف سري وال يف مهيت

ا(اآلخرة وغائب عن كل ما سوى اهللا اية) إال .أي مبحبة اهللا فاحملبة هلا بداية ووسط وا وأغرقين يف عني حبر الوحدة حىت ال أرى وال أمسع وال: (أو تقول هنا طلب النجاة ) أجد وال أحس إال

)].77[(}ح خ د ذ ر ز س ش ص ض { :انظر قضية بوشناىف عند شرح قوله تعاىل: من بوشناىفأولياء اهللا منهم من غرق يف الذات، . وأغرقين يف عني حبر الوحدة وأغرقين أي وغيبين حىت ال أرى سواك

منهم من : غرق يف األمساء، ومنهم من غرق يف األفعال، أو تقولومنهم من غرق يف الصفات، ومنهم من منهم من : غرق يف الفردانية، ومنهم من غرق يف الصمدية، ومنهم من غرق يف حضرة القدس، أو تقول

قال سيدي أبو يزيد البسطامي . غرق يف التوحيد، ومنهم من غرق يف التفريد، ومنهم من غرق يف الدميوميةسر يف ميدان التوحيد حىت تصل إىل دار التفريد، وطر يف ميدان التفريد حىت حتلق وادي (عنه رضي اهللا

منهم من غرق يف اجلالل، : ، أن تقول)الدميومية، فإن عطشت سقاك كأسا ال تظمأ من الذكر بعدها أبدال واجلمال، قال سيدي عمر الكمال هو بني اجلال: ومنهم من عرق يف اجلمال، ومنهم من غرق يف الكمال

:بن الفارض رضي اهللا عنه وغدى لسان احلال عين خمربا فدهشت بني جالله ومجاله

منهم من غرق يف الوحدانية، ومنهم من غرق يف الواحدية، ومنهم من غرق يف األحدية، ومنهم : أو تقول اهللا عنه طلب من اهللا تعاىل أن يغرقه يف عني حبر من غرق يف الوحدة، والشيخ موالي عبد السالم رضي

.الوحدةالغيبة يف األلوهية عن شهود العبودية حىت يضمحل الدليل يف : األحدية: (قال اإلمام احلراق رضي اهللا عنه

الغيبة يف العبودية عن شهود األلوهية حىت يقع االحتياج إىل الدليل على وجودها، : املدلول، والوحدانيةشهود األلوهية يف عني وجود العبودية وهو الكمال، وأقسم هذا من قول موالنا عبد السالم رضي : حدةوالو

وزج يب يف حبار األحدية وانشلين من أوحال التوحيد وأغرقين يف عني حبر الوحدة حىت ال أرى وال : (اهللا عنها يشري لإلحساس الذي هو شهود هوال أحس فإن: وافهم من قوله). أمسع وال أجد وال أحس إال وأما األحدية فهو : (وقال سيدي أمحد التيجاين رضي اهللا عنه وأرضاه). األلوهية يف عني وجود العبودية

جتليه بذاته يف ذاته لذاته عن ذاته مع ظهور نسبة األحدية وحمو مجيع النسب من األمساء والصفات والكثرة ا والغريية، وأما الوحدة فهو جتل يه بذاته عن ذاته يف احلقيقة احملمدية واحلقيقة احملمدية هي الرائية له يف ذا

وقال ). فهو جتليه لغريه يف غريه، وأما الواحدية فهو جتليه بأمسائه وصفاته يف غريه لغريه وهي احلقيقة اآلدميةمن حيث ما هو بال نسبة وال األحدية والوحدة والواحدية، فاألحدية كنه احلق : فاملراتب ثالثة: (أيضا

يف حضرة ) ص(كيفية وال غريية وال شيء غريمها مما يعقل أو يتوهم أو يتخيل، وأما الوحدة فهي مقامه الذات من حيث ما هي هي جلميع االعتبارات إال الغريية، وأما الواحدية فهي حضرة احلق مبرتبة ألوهيته

صاحبها غيب ويل مشهده إال مرتبة األلوهية املشتملة مشتملة على مجيع الصفات واألمساء والذات عنعلى مجيع الصفات واألمساء ومن كان يف هذا امليدان ال مطمع له أن حيوم حول مرتبة الوحدة من حيث ما

.هي جتلي الذات املطلقة

لصفات، فالذات حمجوبة با: (كيف الوصول إىل مقام الوحدة؟ قال سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنهوالصفات باألفعال، واألفعال باألكوان واآلثار، فمن جتلت عليه األفعال بارتفاع حجب األكوان تـوكل، ومن جتلت عليه الصفات بارتفاع حجب األفعال رضي وسلم، ومن جتلت عليه الذات بانكشاف حجب

دا مطلقا : وقال شيخ شيوخنا سيدي علي اجلعل رضي اهللا عنه). الصفات فين يف الوحدة فصار موحالعارف إذا رأى األشياء يتحقق أن األشياء كلها كامنة يف أضدادها صارت عنده األشياء وأضدادها واحدا (

ال فرق فيها، وإذا حتقق عند هذا املقام وثبت مل يبق بعده إال االستغراق يف عني حبر الوحدة وذلك عني اعلم أن اإلنسان بإسقاط التكاليف على نفسه يصري يقول للشيء كن فيكون وهو : (وقال أيضا ).املقصود

مقام عني الوحدة الذي طلب سيدي موالي عبد السالم بن مشيش نفعنا اهللا به وجعلنا من السالكني على ).منهجه القومي

).ر الوحدةوأغرقين يف عني حب: (كل شيء له روحه ـ روح الصالة املشيشية هو قولهن الذي ال : ـ روح كتاب دالئل اخلريات لسيدي حممد اجلزويل رضي اهللا عنه هو من قوله

أللهم يا ذا املنسألك بأحد غريك أن تطلق يكاىف امتنانه والطول الذي ال جيازى إنعامه وإحسانه نسألك بك وال

... علنا من اآلمنني يوم الزحف والزلزال يا ذا العزة واجلاللألسنتنا عند السؤال وتوفقنا لصاحل األعمال وجت .إىل آخر كتاب دالئل اخلريات). أللهم ثـبت جناين وأدر احلق على لساين وافتح علي فتح العارفني بك: (ـ روح صالة الغيوب هو قوله

)].78[(}ا صلوا عليه وسلموا تسليماياأيـها الذين آمنو {انظر صالة الغيوب بأكملها عند شرح وهو ) ص(الشيخ رضي اهللا عنه جترد وانفرد كاملالئكة خلدمة اهللا تعاىل وخدمة جنابه العظيم سيدنا حممد

عطي وسيدنا حممد واقف بباب هذا اجلناب العظيم ألنه باب اهللا ما مث وصول إال من بابه ألن اهللا هو امل

قاسم جلميع األمداد اإللـهية جلميع العوامل بأسرها ميد كل واحد مبا هو أهله ألن اهللا جعله خليفة يف هو الخلقت العوامل ولكرامته طلبت وبنوره أضاءت ) ص(هذه العوامل ولواله مل ختلق هذه العوامل، ألجله

ت واألرض استـقرت واجلبال أرست والصعبة ذلت واخضرت، وبوجوده النهار استـنار والسمـوات استـقل مل خترج هذه العوامل ) ص(وماء السماء سكبت والسحاب أمطرت والعيون نـبـعت والبحار تـفجرت ولواله

.من العدم إىل الوجود

عة للحضرة األحدية الذاتية والواحدية الصورة احملمدية جام : (قال سيدي عبد الرزاق القاشاين رضي اهللا عنهمث توجه الشيخ رضي اهللا عنه بالصالة . هو خط الوحدة بني قـوسي األحدية والواحدية) ص(، )األمسائية

واجعل احلجاب األعظم حياة روحي وروحه وروحه سر حقيقيت وحقيقته جامع عواملي : والثناء فقال .بتحقيق احلق األول

طالب ابن مشيش من اهللا تعاىل ومن حضرة الرسول . هو احلجاب األعظم والواسطة العظمى سيد الوجودأن جيعل هذا النور احملمدي حياة روحه وحياة قلبه ومقاصده ومطالبه وقرة عينه ومثرة فؤاده وحياته وعزه

هود والعيان وشرفه وذكره وشهوده وفكره وغايته فمحبته غاية الغايات ألن روحه انغمست يف حبر الشفاستغنت عن ما سواها فإذا شاهد هذه املشاهد كيف يلتفت لسواها، قال شيخ شيوخنا سيدي علي

اعلم أن مما خصين به موالنا من فضله وجوده وإحسانه أن جعلين ما ذكرت النيب : (اجلمل قدس اهللا سرهبعلم املغيبات ) ص(عىن حيدثين بفكري أو بذكري إال وجدته معي وأنا بني يديه جهرة حسا ال م) ص(

ورضي اهللا عنهم ) ص(وآخذ عنده علوم الظاهر وعلوم الباطن وأصحابه الكرام جالسني معي بني يديه أمجعني، هذا مما تفضل علي به الكرمي جل ثناؤه وتقدست صفاته وأمساؤه واحلمد هللا على ذلك، فصرت

واجلود والكرم من عني اجلود والكرم، والصدق والتصديق من آخذ العلم والعمل من عني العلم والعمل، عني الصدق والتصديق، واحلق والتحقيق من عني احلق والتحقيق، فبه أرقص وبه أغين وفيه فنا فناء فين فهو

).ذكري وشهودي وفكري وهو شرايب ومدامي ومخريأخالقه يكون باطنه مشاهدة وظاهره مكابدة، أو وتأسى به وختلق ب) ص(من تشبث بأذيال الرسول

باطنه حقيقة وظاهره شريعة : باطنه مجعا وظاهره فـرقا، أو تقول: باطنه حقا وظاهره خلقا، أو تقول: تقولد جالله يشاه)] 79[(}*إىل ربـها ناظرة } {*وجوه يـومئذ ناضرة {: هلذا أشار احلق جل جالله بقوله

ومجاله وهو شاخص أبصاره ينتظر ماذا يفعل اهللا به وهو يف احلرية والغيبة ما عليها من مزيد فإذا تفضل عليه بشيخ ماهر فإن الشيخ خيرجه من الفناء إىل البقاء كما خيرج فصل الشتاء ويدخل فصل الربيع مث فصل

اهب إىل ريب ال بد له من الفصول األربعة الصيف مث فصل اخلريف فهذه هي الفصول األربعة كذلك الذحضرة األفعال وحضرة األمساء وحضرة الصفات وحضرة الذات فهذه هي الفصول األربعة ال بد لكل سالك أن يسلك على هذا املنوال فافهم هذه اإلشارات فشرحها يطول وهذه الفصول كلها منطوية يف

.امات واملراتب واملنازل والعطايا والتفضالتحضرة الرسول منها افرتقت األمداد واملق

أي واجعل شهود حقيقته كلها بظاهرها وباطنها جتمع عواملي الباطنة وهي علوم ) وحقيقته جامع عواملي(الباطن من العلم باهللا واملعرفة الكربى والفهم عن اهللا واإلدراك واحلضور واملراقبة والشهود والعيان والزهد

اخلشية والتسليم والرضى والتأييد والشوق والذوق فأين يا أخي أنت من هذا؟ وأين هذا والورع واخلوف و شرقني، فجميع العوامل والعلوم كلها مطوية يف حضرة الرسول فيه اجتمعت

منك؟ بينك يا أخي وبينه بـعد املت وروحه وسره جربوت، قال ابن الفارض احلقائق الظاهرة والباطنة فظاهره عليه السالم ملك وباطنه ملكو

:رضي اهللا عنه للبدر عند متامه مل خيسف كملت حماسنه فـلو أهدى السنا يـفىن الزمان وفيه ما مل يوصف وعلى تـفنن واصفيه حلسنه

الشريعة وعوامل احلقيقة وعوامل الظاهر وعوامل الباطن هذه العوامل معناه عوامل ) وحقيقته جامع عواملي) إن اهللا تعاىل ال ينظر إىل أجسامكم وال «): ص(كلها مطوية يف ترسه فالقلب بيت الرب قال رسول اهللا

ألن اهللا غيور أن يرى يف قلبك ما يشغلك عنه، أما علمت أن اهللا » إىل صوركم ولكن ينظر إىل قلوبكميف قلوب العارفني ثالمثائة وستة وستني نظرة يف كل ساعة زمانية فمن تصفت سريرته وختلصت ينظر

عبوديته هللا صادف هذه النظرات وحصل فيها الكرامات والعطيات والتفضالت والفيوضات واملنحات ار والدرهم والبطون واهلدايا من اهللا إىل عبده احلقيقي ال اجملازي الذي هو اسم بال مسمى عبد الدين

.والفروجطلب ابن مشيش من حضرة الرسول ومن احلضرة اإللـهية أن ) وحقيقته جامع عواملي بتحقيق احلق األول(

حيققه بتحقيق احلق األول وهو عامل اجلربوت وامللكوت الذي دعى سيدنا إبراهيم عليه السالم ربه حني سيدنا إبراهيم عليه السالم رؤية امللكوت فأجابه اهللا يف طلبه ، وطلب )]80[(}عع ؟ = ؛ چ { : قال

ملا بـلغ )]. 81[(}*وكذلك نري إبـراهيم ملكوت السماوات واألرض وليكون من الموقنني {: قال تعاىل .ل قادم حتفة فحققين باحلق األوليا رب لك : الشيخ ابن مشيش غاية الغايات يف القرب والوصال قال

يا أول يا آخر يا باطن امسع ندائي مبا مسعت به نداء عبدك زكرياء قال سيدي أبو سعيد اخلراز رضي اهللا ر هو األول واآلخر والظاه {: ما عرفت اهللا إال جبمعه بني الضدين مث تـلى قوله تعاىل: عنه

هو األول بكشف أحوال الدنيا حىت : (، وقال سيدي أبو يزيد البسطامي رضي اهللا عنه)]82[(}والباطن ال يرغبوا فيها، واآلخر بكشف أحوال اآلخرة حىت ال يشكوا فيها، والظاهر على قلوب أولياءه حىت يعرفوه،

يا أول : (لكبري الكتاين رضي اهللا عنهوقال سيدي حممد بن عبد ا). والباطن على قلوب أعدائه حىت ينكروهرا كنت وال أحكام ظاهرة، يا آخر ال تزال تـرتب األمور الشهادية على مكنون تـقدير الشؤون الغيبية ستـعلى األسرار أن تـبتذل وال بد للحسناء من نقاب، يا ظاهر فليس غريك آخذا بالنواصي واألرض مجيعا قبضته يوم القيامة والسمـوات مطويات بيمينه، يا باطن خلقت كل شيء واخرتت له يف سوابق التقدير ما

» اآلخر«الستحقاقه صفة القدم و» األول«: (وقال اإلمام القشريي رضي اهللا عنه). ال حميص عنهفال افتتاح » األول«: العكمة، ويقالبالعلم و » الباطن«بالعلو والرفـعة و» الظاهر«الستحالة نعت العدم و

فال سبيل إىل إدراك » الباطن«فال خفاء يف جالل عزه » الظاهر«فال انقطاع لثبوته » اآلخر«لوجوده وبنعت العالء وعز » الباطن«بال خفاء و» الظاهر«بال انتهاء و» اآلخر«بال ابتداء و» األول«حقه، ويقال

باإلماتة واإلفناء، » الباطن«باإلحياء و» الظاهر«باهلداية و» اآلخر«عناية وبال» األول«: الكربياء، ويقالال بزمان » األول«: ، ويقال)]83[(}الله الذي خلقكم مث رزقكم مث مييتكم مث حيييكم {: قال تعاىل

» اآلخر«بالوصلة و» األول«: ويقال بال احتجاب،» الباطن«بال اقرتاب و» الظاهر«ال بأوان و» اآلخر«وة اجلملة، ويقال» الباطن«باألدلة و» الظاهر«باخللة و » اآلخر«بالتعريف و» األل«: بالبـعد عن مشا

باإللزام » اآلخر«باإلعالم و» األول«: بالتخفيف، ويقال» الباطن«بالتشريف و» الظاهر«بالتكليف و» الظاهر«بأن هداك و» اآلخر«بأن اصطفاك و» األول«: ام، ويقالباإلكر » الباطن«باإلنعام و» الظاهر«و

علم ما يفعله عباده ومل مينعه علمه من تعريفهم » األول«: ويقال... بأن كفاك» الباطن«بأن رعاك وم و» اآلخر«و م وليس يدع » الظاهر«رأى ما عملوا ومل مينعه من غفرا ليس خيفى عليه شيء من شأ

م وشيئا م فيدفع عنهم فنون حمنهم » الباطن«من إحسا م ونقصا يعلم ما ليس هلم به علم م خسرام إن هذه األمساء إشارة إىل صفات أفعاله فهو األول بإحسانه : وقيل: (وقال رضي اهللا عنه). وأحزا

باإلمداد والظاهر باإلجماد األول باإلسعاد واآلخر : وقيل. واآلخر بغفرانه والظاهر بنعمته والباطن برمحتههو األول يف أمره، اآلخر يف حكمه، : (وقال سيدي أبو طالب املكي رضي اهللا عنه). والباطن باإلرشاد

اية والظاهر بال تشبيه والباطن بال ). والظاهر يف فعله، والباطن يف وصفه هو األول بال بداية واآلخر بال .تكييف

واآلخر والظاهر والباطن، قال سيدي أبو املواهب الشاذيل رضي اهللا عنه حضرة الرسول اجتمع فيها األول ).أنت األول يف النظام واآلخر يف اخلتام والباطن باألسرار والظاهر باألنوار): (ص(خماطبا سيد الوجود

عت به ملا فرغ الشيخ ابن مشيش رضي اهللا عنه من الطلب نادى يا غياث املستغيثني امسع ندائي مبا مس = ؛ چ : 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0. / { نداء عبدك زكرياء عليه السالم حني دخل على مرمي

أي توجه الذات إىل القبلة (باالضطرار والتوجه بالقلب والقالب )] 84[(} أ ؤ إ ئ 37عع ؟ ژ ء آ ).وتوجه القلب إىل احلضرة اإللـهية

وابن مشيش ) ص(يلقن له ما خيرج من شفتيه ) ص(لرسول هذا اخلطاب كله بني يدي الرسول يف روضته وارضي اهللا عنه يكتب وحيفظ ما يتليه عليه من العلوم اللدنية اليت مل يطلع عليها ملك مقرب وال نيب مرسل

.وإمنا هي هبة من اهللا تعاىل دعيات، قال سيدنا زكرياء عليهاختار ابن مشيش رضي اهللا عنه دعاء سيدنا زكرياء عليه السالم من بني األ

دعى ابن مشيش رضي اهللا عنه بدعاء سيدنا زكرياء عليه )]. 85[(_ } 5ء ] گ [ غ { : السالمالسالم ليـهب اهللا له وليا يرثه يف سره ويف ظاهره ويف مقاماته ويف درجاته مع أهل الديوان حىت ال ميوت

.ألنه ليس الشأن بالنسل الطيين فقط عقيما من غري النسل الديينذه التصلية إىل االتصال مع احلضرة النبوية واحلضرة اإللـهية اتصال بال أشار ابن مشيش رضي اهللا عنه

:انفصال فراجع قصيدة الششرتي رضي اهللا عنه اليت يقول فيهاذاهب

وام من أحسن امل سكر على الد

وصل بال انصرام غائب وأكمل الر .من مل يتعشق ويتشوق ويتذوق بقصائد العارفني باهللا مات مغبونا وحمروما من شطحات الصوفية

ذه التصلية يطلب فيها الوارث الروحاين يرثه ويرث سره ونوره ومقامه وهي القطبانية صلى ابن مشيش اهللا دعاءه فوهب له أبا احلسن الشاذيل ففرغ له يف آنيته ما كان عنده وخلع عليه والغوثانية فاستجاب

يا أبا احلسن انشر هذه الدعوة يف مشارق : خلعة الذات والصفات وأمده باألمداد احلسية واملعنوية، وقال لها .األرض ومغار

ذا السر أوالده من صلبه لقن الشيخ ابن مشيش سره ونوره لتلميذه أيب احلسن ا لشاذيل، ومل يظفر .وأصحابه

التأنس يف الدنيا حسي والتأنس . املريد يؤنس شيخه يف حياته ويف مماته، تأنس الشيخ مبريده تأنس معنويقال سيدي داود الباخلي . التأنس يف العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك تأنس معنوي. يف اآلخرة معنوي

واهللا ليس قصدي أن أذهب إىل اهللا بصحف أكتبها وإمنا قصدي أن أذهب إليه بقلوب : (ضي اهللا عنهر ا وأميلها إىل ما عنده وأحببه إليها ).أجذ :كمل الشيخ ابن مشيش مطلوبه فقال

وانصرين بك لك وأيدين بكل لك وامجع غريك بـيين وبـينك وحل بيين وبني ) وانصرين بك لك. (معناه وانصرين وال ختذلين وقـوين وال تضعفين وعلمين وال جتهلين وقـربين وال تباعدين

حال ألن التقلبات كأمواج البحار . أي من غري واسطة ألن الواسطة حتول بيين وبينكدوام احلال من امل

فكاره، لذلك مسي القلب لكثرة تقلبه من طور إىل طور ومن حال إىل تعرتي خواطر اإلنسان وقلبه وعقله وأحال ومن فكر إىل فكر ومن مهة إىل مهة ومن تدبري إىل تدبري، ال بد من التقلبات يف كل نفس وهذه

نية روحانية، التقلبات إما نورانية أو ظلمانية فإذا غلب نور اإلميان على قلب اإلنسان كانت تقلباته كلها نوراوإذا غلبت عليه الظلمة كانت تقلباته كلها ظلمانية شيطانية فمن أجل هذه الصفات خاف ابن مشيش

االتصال الكلي ال اجلزئي معناه االتصال بال ) وأيدين بك لك وامجع بيين وبينك: (من مكر اهللا وقالب اهللا عبدا تفضل عليه باهلداية والتوفيق والصرب والرضى إذا أح. انفصال فإذا فـرغ من عبادة شرع يف أخرى

نعم والنصر والتأييد فيفتح له الباب ويرفع عنه احلجاب والتسليم وشكر النـعم وشكر الواسطة وشكر امل

عبدي أنا يا: وجيلسه على منصة األحباب ويتمتع معهم باخلطاب ويكلمه الرب اجلليل بالصواب ويقول لهوامجع بيين وبينك وحل بيين : (فهذا هو االتصال بال انفصال، وهلذا أشار ابن مشيش بقوله: امللك الوهاب ).وبني غريك

أي انصرين على مجيع عواملي الظاهرة والباطنة فشرح هذه العوامل ال يعرفها إال (وانصرين بك لك(من «): ص(يعرفون أنفسهم بـله يعرفون عواملهم الظاهرة والباطنة، قال اخلواص من الرجال، وأما غريهم فال

، فمن عرف نفسه وعوامله كان من خاصة اخلاصة فهو كالنجم الساري الذي ال »عرف نفسه عرف ربه .يدرك

ن أقـرب إليه من حبل وحن {: قال تعاىل. واهللا ما حجب الناس عن اهللا إال اجلهل) وحل بـيين وبني غريك(فأين البـعد؟ ،[(87)]{وهو معكم أين ما كنتم {: ، فأين البـعد؟ وقال تعاىل)]86[(}الوريد

}: وقال تعاىل نا عن اهللا نفوسنا والشيطان واهلوى والدنيا الذين هم )]88[({ ، فأين البـعد؟ حجبتـ .د الذي هو ومهي وليس ببـعد حقيقيسبب البـع

إلـهي حل بيين وبني من (قال سيدي مصطفى البكري رضي اهللا عنه يف ورد السحر ) وحل بـيين وبني غريك(ا يف منيع سرادقاتك وقال شيخنا سيدي). يشغلين عن شغلي مبناجاتك وأفض علي من األسرار اليت خبأ

إلـهي وسيدي وموالي عبدك وخليقتك وأثر قدرتك وإرادتك وعلمك طارح (أمحد اخلمسي رضي اهللا عنه ا أو ترمحها تسعدها أو تشقيها طالب منك أن ا أو تبعدها تعذ نفسه خارجة عن ملكه بني يديك تقر

م حتول بيين وبني خصمها أو جنسها وومها بنور ذاتك وعظيم عظيم قربك ، فإذا مل حتل بيين وبينهم فإ ).يفسدون عيشي ويكدرون وقيت ويبغضونك يف لنسوء ظين بذلك

حبق امسك األعظم ونبيك ) وانصرين بك لك وأيدين بك لك وامجع بيين وبينك وحل بيين وبني غريك( مل قطرة عربيت وأنس أن تستجيب دعويت وتقيل عثـريت وترحم ) ص(األكرم سيدنا حممد شكاييت وال

{ : وحشيت بك يا رب فإين غريب والغريب يألف الغريب، فسمع ابن مشيش رضي اهللا عنه قول اهللا تعاىل :فقاهلا بقلبه خالصا)] 89[(}ا ب ة ت ث ج ح

.أهللا أهللا أهللا م اليقني، مث إىل عني اليقني مث إىل حق اليقني، أو أهللا أوال بقلبه مث بروحه مث بسره، فـتـرقى أوال إىل عل: قالأهللا فأخرج اهللا من قلبه حب الدنيا مث أخرج اهللا من روحه حب اآلخرة مث أخرج اهللا من سره : قال: تقول

.حب ما سوى اهللا: وتقول املالئكة لبـيك يا عبدي،: أهللا، يقول اهللا تعاىل: االسم املفرد هو أعظم األذكار وعندما يقول العبدام وحنن رهن إشارتك، قال اهللا تعاىل نـيا ويف اآلخرة {: حنن لك خد )].90[(}حنن أولياؤكم يف احلياة الد

هذا الذاكر ماذا يريد فحققوا له مطالبه، : أهللا، فإن األلف ينايف خدامه قائال : عندما يقول العبد الصاحلهذا الذاكر ماذا يريد : هذا الذاكر ماذا يريد فحققوا له مطالبه، والالم الثانية تقول: وىل تقولوالالم األ

.هذا الذاكر ماذا يريد فحققوا له مطالبه: فحققوا له مطالبه، واهلاء تقول، وكان سيدي أبو )]91[(}بون يف خوضهم يـلع قل الله مث ذرهم {: قال اهللا تعاىل يف كتابه العزيز

هذا االسم سلطان األمساء وله : (العباس املرسي رضي اهللا عنه حيث أصحابه على ذكر اسم اهللا وهو يقولوقال شيخ الشيوخ موالي ). بساط ومثرة، فبساط العلم ومثرته النور وإن حصل النور وقع الكشف والعيان

ر االسم املفرد فنرى واهللا أعلم أن الصواب أن يذكره الذاكر كما وأما ذك: (العريب الدرقاوي رضي اهللا عنهأقول له بسكينة ووقار وإعظام وإجالل وحالة نظيفة سنية شريفة واعتماد على اهللا وأن ال يذكر أهللا أهللا أهللا

ويستحضر بال مد قط وليذكر أهللا أهللا أهللا بوقف اإلشباع وال بد وال بد، وليشخص حروفه اخلمس تشخيصها بعني قلبه دائما ومها األلف والالمان واأللف احملذوفة واهلاء من غري أن يكتبها يف شيء ومهما زهق عن تشخيصها رجع إليه من حينه ولو زهق عنه ألف مرة رجع إليه ألف مرة فإنه أي الذاكر يـفتح عليه

ليلة، : أسبـعا واحدا، وقيل: علم أنه ال يتعدى ثالثة أسبع، وقيلالفتح الكبري يف أقرب مدة ونرى اهللا أ ).أقل من ذلك وما ذلك على اهللا بعزيز بشرط أن يكون الذاكر كما قررنا: وقيل

)].92[(}إن الذي فـرض عليك القرآن لرآدك إىل معاد {: مث تلى الشيخ رضي اهللا عنه قوله تعاىلملا خرج من مكة كرها يوم اهلجرة فبكى وشكى إىل اهللا فنزلت ) ص(هذه اآلية نزلت يف حق سيدنا حممد

.عليه هذه اآليةلريجع إىل هذا املقام مرارا ) ص(تلى الشيخ ابن مشيش رضي اهللا عنه هذه اآلية عند ضريح سيدنا حممد

.متعددة ولو باخلطوة أو بالرحلة أو باهلمةإن الذي فرض عليك اهلجرة من مكة إىل املدينة ) 1(} ن الذي فـرض عليك القرآن لرآدك إىل معاد إ {

إن الذي فرض عليك مخسني صالة لرادك إىل مخسة صلوات، أو : منصورا مؤيدا، أو تقول لرادك إىل مكةإن الذي فرض : ىل النصر والعز والغنائم، أو تقولإن الذي فرض عليك اجلهاد والقتال لرادك إ: تقول

كابدة لرادك إىل املشاهدة وإىل أعلى املقامات واملراتب واملنازل والدرجات والرتقي إىل جاهدة وامل

عليك امل

صال أعلى عليني مع النبيني والصديقني والشهداء والصاحلني وحسن أولئك رفيقا، فاملراد من هذا هو االتلو غاب عين : (مع حضرة الرسول ال أفارقها طرفة عني لذلك قال الشيخ أبو العباس املرسي رضي اهللا عنه

).طرفة عني ما أعددت نفسي من املسلمني) ص(رسول اهللا ذا معناه خرجت من عامل األرواح إىل عامل احلكمة وعامل األشباح لرادك ) لرادك ( إىل عامل األرواح وقس

القياس ألن الرجوع إىل األصل أصل ومن جاء على أصله فال يسأل عنه ألنه خرج من عامل الصفاء والوفا .إىل عامل األكدار واجلفا لرادك إىل عامل الصفا والوفا

) 2(} ا آتنا من لدنك ربـن {. هذا هو أرفع دعاء)]: 93[(} 10اح خ د ذ ر ز س ش ص ض { } ر { أي العلم اللدين من العلوم واملعارف واملفاهم واملدارك واملشارب واحلقائق والدقائق والرقائق

أي اهدنا الصراط ) 1(} ز س ش ص ض { أي فضال وجودا وكرما فإنا ال نستحق ذلك )] 94[( .املستقيم، صراط اهلداية والسعادة

. ل علينا وجد علينا وامنن علينا وخذ بيدنا والطف بنا يف حكمك وقضائك لطفا يليق بكرمكربـنا تفض ربنا آتنا من لدنك من العلم اللدين املخزون املكنون الذي مل يطلع عليه ملك مقرب وال نيب مرسل وإمنا

.فنييقذفه اهللا يف قلوب العار ملا فرغ ابن مشيش من هذه الصالة وأراد السفر إىل املغرب قـلده شيخه الغوث سيدي عبد الرمحـن املدين

ومبحضر الصحابة ومبحضر أهل التصريف وأهل ) ص(بالقطبانية يف الروضة حبضرة موالنا رسول اهللا لرمحـن املدين ملاذا قـلدت ابن مشيش يا أيها الشيخ عبد ا: الديوان، فقال األقطاب الستة بلسان واحد

بالقطبانية وهي خمصوصة باملشرق مدة ستة قرون واآلن محلها إىل املغرب، فنصب اإلمام بوشناىف شفة يف يا ابن مشيش أين ما توجهت ابـتـلعتك ومل يظهر لك أثر، فـنصب سيد : وقال. الفرش وشفة يف العرش

اصعد على هذ الرفرف واتل هذه التصلية، فصار يـتلوها والرفرف يـهوي : ش رفـرفا وقال لهالوجود البن مشيمث صعد به الرفرف إىل اجلبل الذي كان يقطن فيه ابن ) البـهموت(به إىل أن وصل إىل حتت بطن احلوت

العلم وطلع النور إىل العرش قال مشيش وهو جبل النور، فلما وصل ابن مشيش إىل هذا اجلبل جبل الصيف ضيعت اللنب انظر إىل ابن مشيش أين هو؟ فنظر بوشناىف فوجده على : األقطاب لإلمام بوشناىف

متوت مذبوحا، وقال ابن مشيش لبوشناىف يشنع : رأس جبل النور، فدعى بوشناىف على ابن مشيش وقال له .مر كذلكخربك ويتلف قربك فكان األ

مكث ابن مشيش رضي اهللا عنه يف القطبانية عشرين سنة مث تقلد بالغوثانية سبعة عشر يوما وتسلط عليه أبو الطواجني كانت له عفريتة ختدمه وكانت كلما توجهت إىل نواحي بين حسان أبو بين . أبو الطواجني

ر الساطع من تلك اجلبال فقالت العفريتة أليب حزمان أو بين إيدير أو بين عروس أو غري ذلك احرتقت بالنو أما علمت ما أنا فيه من االحرتاق من تلك اجلبال أين ما توجهت إال وتسلط علي شهاب من : الطواجني

النار واآلن إذا مل تقتل صاحب النور فال مطمع لك يف خدميت فـهيأ أبو الطواجني جيشا فـقتلوا ابن مشيش وهو يف حمرابه بعني الربكة فحملوه إىل رأس اجلبل فدفنوه، وبقي قربه حمجوبا ال يـعرف ثالمثائة رضي اهللا عنه

عام من القرن السابع إىل القرن التاسع اهلجري حيث جاء اإلمام الغزواين رضي اهللا عنه فلما وصل إىل قربه على اهللا ألبـرهم واآلن يا ابن مشيش ارفع إن هللا رجاال لو أقسموا : وتوضأ وصلى رفع يديه إىل اهللا وقال

يديك ورأسك من هذا القرب ليـراك العامل بأسره وإال أقلب عليك هذه اجلبال فانشقت األرض وخرج رأسه ت عيين اآلن طابت نفسي وقر : وقال اإلمام الغزواين رضي اهللا عنه. ويداه فـقبـلها كل من كان حاضرا معه

بك يا ابن مشيش، ها أنت واقف يف باب الرسول وباب العطاء تستمد منك مجيع املخلوقات العلوية املعلوم وغرس فيه شجرة تشىت، وجاء من بعدهم ) أي السور(والسفلية، وبىن اإلمام الغزواين عليه احلوش

دور باحلجر موالي اليزيد وبين باجلري والقرمود فلما انتهى بناؤه ارمتت القبة إىل احلصني ومل يـبق إال احلوش امل

.هنا الدعاء مستجاب عند اهللا: قال اإلمام الغزواين ألصحابه ومن معهم. كما هو اآلنمات الشيخ ابن مشيش رضي اهللا عنه وهو ابن ثالث وستني سنة وخلفه يف مقامه اإلمام أبو احلسن

ا وامتألت األرض بأتباعه وتالميذه الشاذيل رضي اهللا عنه الذي ساح يف أحن اء العامل مشارق األرض ومغاروخدامه وفقراءه وزواويه وأوراده وأحزابه العديدة فكان رضي اهللا عنه يدرس سبعني علما يف الظاهر وسبعني

.علما يف الباطن، وإذا أردت أن تطلع على هذا فطالع وراجع كتب التصوفواجعلنا سبب الغىن ألوليائك وبرزخا بينهم وبني : (يل رضي اهللا عنه يف حزبه الكبريقال اإلمام الشاذ

أي أنه طلب من اهللا تعاىل أن يكون الفتح والقرب الذي حيصل لألولياء على يده، وقد أجاب ) أعدائك .اهللا تعاىل دعاءه رضي اهللا عنه حيث انتشرت طريقته الشاذلية شرقا وغربا

تغسل الطبائع من الدنس واألوساخ والقاذورات من النفوس كما يغسل الصابون واملاء علوم التصوفعلوم التصوف كلها تدل على تصفية النفوس من الرذائل والتحلي بالفضائل وتدل على . الثياب من الوسخ

لوم التصوف زبدة علوم ع. معرفة اهللا ومعرفة رسوله ومعرفة أهل اهللا ومعرفة املشايخ ومعرفة اإلخوان يف اهللاويـتـنـزه يف شرح ) ص(احلقيقة، واحلقيقة زبدة علوم الشريعة من مل يـتـغلغل يف معرفة مشائل سيد الوجود

اهلمزية لبنيس وجسوس رضي اهللا عنهما مات مغبونا وحمروما وحمجوبا ومطرودا ألن اهللا أخربك مبحبته .عنه بالبتة واشتغلت مبصاحل نفسك وفلسك وأهل جنسك وخدمته وطاعته فأعرضت

أللهم )]: (95[(}*ا إن الله ومالئكته يصلون على النيب ياأيـها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليم {أللهم . وختمه، فرزقته السر والربكة يف قراءته وفهمهصل على سيدنا حممد صالة عبد صلى عليه يف بدايته

لك افتح علينا من غيب أسرار علومك املخزونة املكنونة ما تشرح به صدورنا حىت ال تتحرك ذرة يف دار امل

لكوت إال أعطيتنا منها علما يا فتاح يا فتاح يا فتاح يا فتاحوعل آله أللهم صل على سيدنا حممد. وامل

ا احلكمة والصواب إنك أنت الكرمي ا مجيع األسباب وتـلهمنا ا كل باب وتيسر لنا صالة تفتح لنا

ا عنا . الوهاب ا أبواب السر والتيسري وتغلق أللهم صل على سيدنا حممد وعلى آله صالة تفتح لنا ا من ظلمات أ. أبواب الشر والتعسري إنك على كل شيء قدير للهم صل على سيدنا حممد صالة خترجنا

. الوهم وتكرمنا بنور الفهم حىت توضح لنا ما أشكل حىت يفهم فإنك تعلم وال نعلم وأنت عالم الغيوبحممد صالة أللهم صل على سيدنا. أللهم ثـبت جناين وأدر احلق على لساين وافتح علي فتح العارفني بك

. العبد احلاشر احملتاح الذي ضج من كل ضيق وحرج والتجأ إىل باب الكرمي ففتحت له ألف باب من الفرجأللهم صل على سيدنا حممد . أللهم صل على سيدنا حممد احلبيب احملبوب شايف العلل ومفرح الكرب

الشفيع الرؤوف الرحيم الذي أخبـر عن ربه الكرمي بأن هللا تعاىل يف كل نـفس مائة احلبيب احملبوب الكرمي أللهم صل على سيدنا حممد . أللهم صل على سيدنا حممد القاضي جلميع األغراض. ألف فرج قريب

افع جلميع األ. الشايف جلميع األمراض عراض، وعلى آله حق قدره ومقداره أللهم صل على سيدنا حممد الدختم الشيخ موالنا عبد السالم بن مشيش رضي اهللا عنه . هذه الصالة امسها صالة الغيوب). العظيم

ذه اآلية الكرمية .تصليته 181◌ 180ن ه و ى ي { ◌182 {)]96.[(

كتال بالمكيال األوىف من األجر فـليـقل آخر جملسه حني من أحب أن ي : قال سيدنا علي كرم اهللا وجهه 181◌ 180ن ه و ى ي { : يقوم ◌182 {)1. (

؛5&# سيدي عبد احلميد أفندي الشيمي رضي اهللا عنه شيخ السادات الكتانية بالديار املصرية

؛5&#مل أقف على ترمجته ية للعارف باهللا الكبري سيدي عبد احلميد أفندي الشمي رضي اهللا عنه شيخ السادات مزج الصالة املشيش

]1[الكتانية بالديار املصريةـيا منزل احلروف العلوية من ) اللهم (مفاتيح اخلزائن العرشية يف مزج الصلوات املشيشية : اسم هذا املزج هو

بالهوت املعىن الذايت الذي لواله ما قامت ) صل (تفصيلية حميط احلضرات اإلمجالية إىل مركز دائرة العروش القاب قوسي األمساء الكمالية، السابح يف فضاء مسو علو هواء فلك أطلس ) على(حقيقة يف املنصة الفرقية

) من منه انشقت األسرار(رقيم اهلوية، وإقليد كنزية احلضرة العمائية اجلامع لوجهي نسبها احلقية واخللقية الواحدية املتنزلة من حضرة األحدية ) وانفلقت األنوار(الطلسمية املسلطة أشعتها الفاعلة على اجملايل الغيبية

الرتقية املفتوق منها مجيع العوامل الكونية ) احلقائق(مادة ) ارتقت(غيبا وشهادة ) وفيه(إلبراز مظاهر الربوبية مجيع ) فأعجز(األمسائية ) آدم(مستوى عرش ناطقة ) علوم(ق به منه فيه عليه لطائف رقائق دقائ) وتنزلت(فهم ما حتلت به طويته من روح التخصيص اآلدمية الفائضة من اخلزائن العلية واأللواح الكتمية ) اخلالئق(واإلدراكات، وطاحت الرموز واإلشارات، فالعقول تقصر عن ) تضاءلت الفهوم(على التحقيق ) وله(

ذلك سر إحاطة الوجود وقيوميته جبميع أحكامه يف كل ) فـ(وال حميص هلا عن قيدها وال انفكاك اإلدراك يف فنائه ) وال الحق(يف وجوده املوهوم ) سابق(مجلة وتفصيال أصوال وفروعا ) مل يدركه منا(مقام حبسبه

لك الناسويت وحدائق مشاهد ) فرياض(احملتوم زهر (هويت بنسائم نفائح روائح الال) امللكوت(شواهد امل

شرق ) مجاله) بفيض أنواره(األمسائي واملنهل الصفايت ) اجلربوت(جداول حميطات ) مونقة، وحياض(اليتيم امل

يصعد أو ينزل من العوامل العلوية ) وال شيء(وبرقائقه العندية ومنازالته القدسية متألقة ) متدفقة(الشعشعانية يف ) إذ لوال الواسطة(وبنور وساطته الرمحانية حموط ) به منوط(من حيث أنـيته وهويته ) إال وهو(والسفلية

كنهية تتدىل رقائق ) كما قيل املوسوط صالة(وتالشى يف عني العدم ) لذهب(مجيع دوائر اإلمكان درك كنه من حيث ذاتك اليت ال حتيط بعظمتها العلوم، وال ت) تليق بك(حقائقها من هوية عزة التنويه

ا من حمراب جامع اجلمع وتتوارد بتوارد تنزل الروحانيات العلى ) إليه(جالهلا الفهوم، ترتى وترتادف سبحاأللهم إنه . كما هو أهله(عليه، وسالما يساوق هذه الصالة الفاشحة من روائح األمم برياح جوامع الكلم

هوتية املتنزلة من الطروس الكتمانية على بساط احلضرة لبدائع الدقائق الال) اجلامع(الواحدي ) سرك .الفهوانية، اجلامعة لكافة السعادات الكاملة املتصلة جبميع العوامل املدركة والعاقلة يف الفاحتة واخلامتة

أسألك أللهم يا موالي يا غافر، يا موالي يا قادر، يا من حتجب بالكشف وتنكر بالوصف، وتعرف مبا به تنكر، وظهر مبا به تسرت، أن حتققين حبقيقته السامية بعد رفع حجاب اجلسم، وأن تشهدين معناه املقدس عن الصورة والرسم، وأن تستهلكين فيك عن قريب وشهودي وشعوري بتوحيدي، وأن جتردين عن النسب

مظاهر جتلياتك، مبحمد واإلضافات بتحقيق حقائق األمساء والصفات، حيث جعلتها طرقات تنزالتك و حبقيقته ) الدال (التوحيد احلامد جبميع احملامد، داعي اجلميع بكلمة التوحيد من الكثرة إىل الواحد، فهو

) األعظم القائم(النوراين ) وحجابك(ورداؤك املعلم، وطرازك األفخم، وصراطك األقوم ) عليك(املقدسة جو املعاين إال إىل حضرته اجلامعة، وال يهتدي يف ليل فال يصل طاشر اإلدراك يف ) لك بني يديك(بك

اليوحي باستغراق الكل واجلملة ) أللهم أحلقين بنسبه. (الشك حائر إال بأشعة انعكاسات أنواره الساطعة

واجلزء والنتيجة مين، واستهالك اجملموع من ذلك يف احمليطات األربعة، حيث يستحيل الغري من املتصورين واخلارجي، ويفقد الفرق يف القضيتني من اجملاز واجلائز، ويغيب الشاهد املقيد يف املشهود املطلق، الذهي

وميتزج املوضوع باحملمول، وينطوي البساط الثاين يف البساط األول، ويستغرق الواحد اآلحاد، ويستهلك الم على األلف، ويستمر األمر مراتب األعداد، ويرد اللالحق من اخللق إىل السابق من األمر، وتنعطف ال

السبوحي، واستغرق اللهم السر مين يف حقيقة الذات، والروح يف سر احلياة، ) وحققين حبسبه(وال خيتلف والقلب يف نور املعرفة، والعقل يف إحاطة العلم، والنفس يف حمض القدرة، واحلس يف نفوذ اإلدراك، وما عدا

فس، وأبدلين مكان الفرقني من الوهم واخليال التمكني يف اجلمعني من املعرفة ذلك يف تروحن احلجاب األنا عنقاء مغرب االعتبار يف مجيع األحوال واألطوار ) وعرفين إياه معرفة(والشهود العيان ا (أشهد أسلم

ا من(وحضيض مهبط اهلوى واألوزار ) موارد اجلهل(ورود ) من احلنان )موارد(رحيق سلسبيل ) وأكرع منت ) على. (بقوة ريح نفس الرمحة الوجوبية) وامحلين(واإليقان والنور والعرفان يف مقام اإلحسان ) الفضل(و

العظموتية ) إىل حضرتك(السلوكي القومي ونور حقيقة صراطه املستقيم ) سبيله(نار حرارة اإلرادة العشقية يف فتك كأس أنس وصفا، وأشتم خبياشيم القرب أنفاس حىت أشهدك به شهودا تنزيهيا، وأذوق من مدام معر

أهل الود والوفا، وأالمس أنوار اهلياكل امللكوتية مالمسة استجالء وصفا، وأحتلى حبلي العرفان يف جامع مجع حيطة األكوان، فيتجلى يل سرج أحديتك من أفق كان اهللا وال شيء معه وهو اآلن على ما عليه كان

ومجيل رعايتك، واسلك يب يا موالي يا جابر العظم الكسري مسالك ) نصرتك(بعوامر ) حمفوفا محال (التوفيق، واحلفظ يف الطريق واألدب يف صحبة أهل التحقيق، وعرفين الطريق إليك واألخذ منك والرد إليك،

ا، ومن مسعك فهما، وهب يل من علمك عقال، ومن حياتك روحا، ومن قدرتك فعال، ومن كالمك لسان باينة

من مجيع حيثيايت ) واقذف يب(ومن بصرك كشفا، ومن إحاطتك قياما، وامنحين بك منك حمو لوح امل

صرافة ) وزج يب يف حبار(بسلطان قهر نور فرقان احلق الفاصل ) الباطل فأدمغه(ليل دجى الغي ) على(مزالق ) من(بسلظان ناموس التفريد ) وانشلين(ة واخللقية اجملردة عن مجيع االعتبارات احلقي ) األحدية(احملفوفة بالغلطات والتزليف واملشوبة باهللكات والتغريق إىل حيطة مجع اجلمع على ) أوحال التوحيد(

ا خالئق خلقي من خمالفة حقائق حقي، التحقيق، واجعل يل من عظمة صمدانيتك ملكة إحاطية تعصم ، واعصمين جبميل واليتك عن التويل عما أواله مجالك من وأغنين مبنت ك عن التمين وبعنايتك عن التعيناملطلقة حىت ال أحتجب بشهود الغري عن دوام السري، وأبقين ) وأغرقين يف عني حبر الوحدة(التجلي

ع وال أجد وال أحس إال حىت ال أرى وال أمس(بصفاتك العلية يف املواطن األحدية يف وجود إحاطة وجودك والناموس ) احلجاب األعظم(يا موالي ) واجعل(يف مدار الصعود الروحاين ومناهج اهلبوط النفساين ) ا

الكلية ) وروحه(اجلزئية ) حياة روحي(األفخم والقاموس اجلمعي املطمطم والالهوت اجلمايل املكتم مشكاة الربزخية عني هاء هوية ) وحقيقته(اجملازية ) قيقيتسر ح(اليت هي للحق من وجه وللخالئق من وجوه

واآلخر والظاهر والباطن ) بتحقيق احلق األول(اإلمجالية يف جمامع نواسيت معاملي التفصيلية ) جامع عواملي(فليس ) يا باطن(فليس فوقك شيء ) يا ظاهر(فليس بعدك شيء ) يا آخر(فليس قبلك شيء ) يا أول(

افتح عيون قليب بعيون مددك املستمر، وأتبع لواعج حيب بروح أمرك املستعر، و ) امسع ندائي(دونك شيء وأيد بروح قدسك سلطاين املنتصر، وارفع حجاب ومهي من علمك املسترت، واجعلين بك عند التلون كاملاء

يف مقعد املنهمر، واطو بساط تقصريي بطولك املنتشر، وأقمين بالقدم الصدق القيوم تعلى كل مؤمتر، وطهرين أللهم بطهور اإلميان، واجعل صالة ) مبا مسعت به نداء عبدك زكريا(صدق عند مليك مقتدر

صاليت وصلة بيين وبينك يف كل آن، وزك روحي بأنوار املراقبة والعيان، وارزقين اإلمساك عما سواك حرم أمنك وأنس قدسك وجردين عن والعكوف يف حضرة وفاك وعالك، وحج بقليب إىل كعبة ذاتك و

مالبس األغيار، وحققين بإجابتك بلبيك أللهم لبيك يف سائر األمور، وأوقفين على عرفات املعرفة ومشاعر م إليك مزدلفة، وبلغين يف مىن املىن كل أمنية حىت نرمي جبمرات اجلد واالجتهاد مجع اجلمع مع قوم قلو

لشهوانية، حملقني مبوسى التجريد شعود استشعار شيء مع أحديتك، ذاحبني مبدية التوحيد شياطني النفوس ايمة أنواع الشهوات احلاجبة عن أنس مراقبتك، مفيضني إىل طواف األلطاف ببيت عزتك، ساعني على

قربني، حممد أقدام االستقامة واجلد يف طاعتك وخدمتك، وأدخلنا بك عليك من باب أشرف عبادك امل

القائم بسر اخلالفة عنك من حيث أنت حبقيقة الثبات والتمكني، عائذين بك لديك عائدين بك منك وامجعين وال تفرقين وقربين وال تبعدين وخصصين وخلصين وسددين، بك أستعيذ ) وانصرين بك لك(إليك

واجذبين بك إليك عن حسي، واجعل بك ال بغريك أنسي، اكألين كالءة الوليد وال تكلين إىل نفسي،يا منـفس كربة كل مكروب، ويا كاشف الضر والبلوى عن أيوب، ويا من أقر بيوسف ) وأيدين بك لك(

سى عني صفيه ونبيه يعقوب، وجنى نوحا من الغرق، وإبراهيم من احلرق، ويونس من الظلمات، وسلم مو فاحتة واملواجهة ) وامجع بيين وبينك(من شر اجلبابرة العتاة

يف حضرات قدسك وأنسك حيث املطالعة وامل

بهجة لألرواح نادمة بلطائف األسرار، وعرائس املعارف وقدس التجليات امل

واخلطاب، وشرب كؤوس امل

بنور استغراق مفردت ) وخل بيين وبني غريك( بإنعاش االرتياح املبشرة بواديها بالسماح والنجاح والفالحيا من نظرت بامسك الباطن . الوجوب ملفردات اإلمكان، واستواء هوية الغيب على عرش جامع اإلنسان

لبواطن أوليائك فغابوا فيك عما سواك، وظهروا متسربلني من امسك الظاهر بسرابيل قدسك وحلل أنسك إن الذي فرض عليك (راحم غافر ) اهللا(عامل قادر، ) اهللا(باطن ظاهر ) اهللا(خر أول آ) اهللا(ومالبس وفاك

لنرجع بقطرات وجودنا إىل ) لرادك إىل معاد(ورفع ذكرك املقدس بأمت معىن وأجلى بيان وأحلى تبيان ) القرآن} ص ض ح خ د ذ ر ز س ش { حبرك الزاخر بالسيادة حىت نفوز من كمالك الباهر بكل وصف فاخر

ونـقنا عن الكدورات البشرية حىت خنلص من قيود املوانع الكونية، ونزهنا عن اإلخالد إىل أرض )] 97[(املقتضيات الشهوانية لنتحقق باألنوار الربانية من التأييد باألنفاس الرمحانية، واعرج بلطائفنا على بساط نور

ه ومالئكته يصلون على النيب ياأيـها الذين آمنوا صلوا عليه إن الل {التجليات األمسائية يف مراقي مدارج أللهم فصل على عني الوجود، النور املشهود، ممد األرواح، ومنعش األشباح، )] 98[(}*وسلموا تسليما

جة الطروس ومهذ ب النفوس، مفيض املعارف على القلوب من دال اخللق عليك وموجههم إليك، حضرات امللكوت والغيوب، قلم التجلي األول، لوح التجلي الثاين، سر األحدية، نور الواحدية، جملى حضر الذات، مشرق أنوار الصفات، فاتح أسرار األزل، روح نظام األبد، صالة مقدسة مطهرة كاملة

يف وصفه الفريد، الذي مل يشاركه فيه أحد من العبيد، ما دام شرفه منورة، ختصه من حيث هو مبا هو السامي يعلو على الرسل واألنبياء وعلى املالئكة وكل األولياء، وسلم عليه كذلك سالما يبلغه هناك،

.وارض أللهم عن آل بيته هداة األنام وعن ليايل فجره العشرة الكرام، وعن بقية أصحابه العظامترمجة سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنه العارف باهللا مؤسس الطريقة الكتانية األمحدية،

1290ولد يف منتصف ربيع األول عام . سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين احلسين رضي اهللا عنهماارا سفرا هجرية وترىب يف حجر والده جبل السنة والدين حمفوفا بعنايته م شموال برعايته، ومل يفارقه ليال وال

وال حضرا وبفضله صارت نفسه متعلقة باهللا معرضة عن كل ما سواه، ودخل املكتب لتعلم القرآن فيسر اهللا ، ومنذ مجعه)]99[(}ولذكر الله أكبـر {: عليه مجعه يف سلكتني ويف الثالثة وقف لوحه على قوله تعاىل

تون يف خمتلف الفنون العلمية ما ال كان خيتم منه سلكة يف كل يوم ويف خالل مقامه باملكتب حفظ من امل .يتأتى حفظه لغريه يف عشرات السنني وكانت أوهلا حكم ابن عطاء اهللا

وم بعدما وأما تلقيه لعلم التصوف فكان على يد والده الذي أحىي احلقائق ووطد الطرائق وجدد رسم القفعلى يده ترىب وقطع عقبات السلوك على منط أهل التصوف اإلسالمي ومنه استفاد ما ال ... كاد خيبو

م يف رحالته العديدة باملشرق واملغرب يـعد وال حيصى من فوائد شيوخ التصوف احلقيقيني الذين اجتمع كبري يف ربط املغرب باملشرق وهو الذي لقنه عدة تلك الرحالت الواقعة يف القرن املاضي واليت كان هلا أثر

أذكار كانت سببا يف إشراق قلبه باإلمدادات اإللـهية والفيوضات احملمدية وقد ذكر عن نفسه أنه كان يالزم ذكر سبعني ألفا من اهليللة وستني ألفا من االسم الشريف سيدنا حممد صلى اهللا تعاىل عليه وسلم وعلى

يقظة وأخذ عنه دعوته اإلسالمية وطريقته الكتانية ) ص(بتوجه تام إىل أن فاجأه الفتح واجتمع بالنيب آله م إىل اهللا باحلكمة واملوعظة احلسنة ليكون جمدد اإلسالم يف هذا القرن الرابع وإذنه يف إرشاد اخللق ودعو

.عشر :قال صاحب املظاهر

ىل الطول أبيض مشربا حبمرة شديدة سواد الشعر عظيم اللحية متأل صدره كان رضي اهللا عنه ربـعة أميل إ(ا وال أطيب رحيا، وكان يتلثم يف غالب أحواله ومل أجتاسر قط ما رأيت أهيب منه وال أحسن وجها وقد

لثام يف بعض األحيان وممن اشتهر بال) ص(على سؤاله عن سبب تلثمه، نعم كان ذلك من شأن املصطفى سيدنا موسى الكليم وسيدنا دحية الكليب والشيخ أبو يعزي وأبو العباس البدوي وأبو العباس امللثم وغريهم من األكابر، كل من رآه أحبه يفاجىء أعداءه وهم يشتمونه فال يتمالكون أن يقوموا إجالال لوجهه وال

فإذا فارقوه تعجبوا من أنفسهم، تشم رائحته من بـعد، كل يفارقونه إال بعد تعفريهم حلاهم يف يده ورجلهمن يرى وجهه يعلم أنه ليس بوجه كذاب ورحم اهللا الشريف عون الرفيق أمري مكة فإنه تكلم شخص عنده

يا محار انظر إىل وجهه لو نظرت إليه ما تكلمت فيه، وكان األستاذ : يف األستاذ فقام إليه األمري قائال سودا أين ما حل ونزل حمبا يف الوجه مبغضا يف الظهر على عادة اهللا مع أمثاله يف اإلكثار من حسادهم حم

وأعدائهم لغري سبب وخصوصا يف مسقط رأسه وسكنه ألنه ما فـقد عامل حرمته إال يف بلده، ورحم اهللا إال عودي، وقد كان الشيخ أبو حممد صاحل دفني آسفي ورقة ـ بن نوفل ـ لن يأيت أحد مبثل ما أتيت به

إال . يوصي أصحابه قائال اسألوا عين قبل أن تقربوا من آسفي فإذا وصلتم إىل بلدي فاقطعوا عين السؤالأنه كان له خلق ألطف من اهلوى وألذ من نسيم األسحار، جبل على السخاء والبذل ينفق ما وجد وال

ما إال بطلب أو . العرش إقالال خيشى من ذي مهته أبعد من الثريا ما لقي وزيرا وال سلطانا فضال عمن دو

مهته يف الذكر والتذكري والداللة على اخلري كثري التالوة والذكر يقوم الليل ويعفر وجهه . لرجاء نفع عموميواأليام الفاضلة جييب عن كل ما يسأل عنه بالبديهة يف الرتاب خيتار السجود عليه يصوم االثنني واخلميس

سواء يف احلديث أو التفسري أو التصوف أو الكالم أو البيان أو األصول أو الفلسفة أو علوم احلقائق ...).واألسرار أو غريها من العلوم األصلية والفرعية

:يدةترك سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنه كتبا رائعة مف .ـ البحر املسجور يف شرح الصالة األمنوذجية .ـ روح القدس يف شرح الصالة األمنوذجية

.ـ خبيئة الكون شرح الصالة األمنوذجية، طبعت بفاس .ـ الرقائق الغزلية يف شرح الصالة األمنوذجية

.ـ لقطة عجالن شرح الصالة األمنوذجية، طبع بفاس .لية من الصالة األمنوذجيةـ اقتباس العقائد اجلم

.ـ الصلوات الكتانية على الذات احملمدية بلسان جامع .ـ أدل اخلريات يف الصالة على سيد الكائنات، طبع بفاس مث مبصر

.ـ سبقية النور احملمدي .اسـ الساحنات األمحدية والنفثات الروعية يف مواد خري الربية بلسان أهل الباطن، طبعت بف

ن أنكر التعبري بأمحد بدل حممد .ـ البيان املسدد مل

.ـ أجوبة عما أشكل يف الصحيحني يف حق املقام احملمدي .ـ اجلوابات العظيمة عما أشكل يف القرآن يف حق املقام احملمدي

.ـ الطالسم يف الكماالت احملمدية .ـ األلفية يف الكماالت احملمدية

.ته يف الكماالت احملمديةـ تعليق على ألفي .طبعت بفاس. ـ احلكم اإللـهية واحملمدية

.ـ املواقف اإللـهية يف التصورات احملمدية .ـ الياقوت واملرجان يف العلم احملمدي

.ـ الديوانة يف وقت ثبوت الفتح للذات احملمدية .بالنيب األعظم ـ البحر اخلضم يف شروط االجتماع

.ستعطافية باألعتاب احملمدية، طبعت بآخر ختمة البخاريـ اللؤلؤة اال .ـ مقدمة للشمائل الرتمذية

.للمؤمنني وكل رسول أب ألمته، طبعت بفاس) ص(ـ رسالة يف أبـوته .ـ النفثات التوحيدية

.ـ أجوبة عما أشكل يف القرآن يف جانب التوحيد .لسر احلقي االمتناين يف شرح ورد املرتجمـ أسرار االستعاذة، طبعت يف أوائل ا

.ـ تفاسري مخسة للبسملة من علم الكالم والفقه والتصوف واحلقائق والنحو .ـ تفسري القرآن مل يكمل

.ـ الفص املختوم يف تفسري والضحى .ـ رسالة يف أن البسملة آية من كل سورة )].100[(} سبيل ربك باحلكمة والموعظة احلسنة ادع إىل {: ـ تشريح أسرار الشريعة يف قوله تعاىل

)].101[(}وأحلقين بالصاحلني {: ـ الدرة البيضاء يف معىن الصالح الذي تطلبه األنبياء يف حنو قوله تعاىلر بـيوتكم حىت الذين آمنوا ال ت ياأيـها{: ـ االستئذان يف تفسري قوله تعاىل دخلوا بـيوتا غيـ

.، طبع بفاس)]102[(}تستأنسوا، )]103[(}ما كنت تدري ما الكتاب وال اإلميان {ـ الكشف والبيان عما خفي عن األعيان يف سر آية

.طبع بفاس .ـ ختمة البخاري، طبعت بفاس

.ـ ختمة األجرومية .ح بعض أسئلة احلكيم الرتمذية الشهريةـ شر

.ـ شرح الصالة املشيشية .ـ شرح أبيات من اهلمزية البوصريية

.ـ تعليق على فصوص احلامتي

.ـ تعليق على عنقاء مغرب للحامتي .اخل... توضأ مباء الغيب إن كنت ذا سر : ـ كشف الرباقع بشرح

:ـ رياض األزهار يف شرح قول ابن الفارض دثين بأنك متلفي قليب حي

روحي فداك عرفت أم مل تعرف :ـ الرشحات الفيضية بفك مبهمات قول ابن الفارض ا صرفا وإن شئت مزجها عليك فعدلك عن ظلم احلبيب هو الظلم .ـ ديوان شعر

.ـ األحزاب الكتانية السبعة، طبع أكثرها بفاس .ـ الوصايا الكتانية

.تانيةـ العهود الك .ـ الرسائل الكتانية يف اهلداية واإلرشاد يف عدة جملدات

.ـ لسان احلجة الربهانية يف الذب عن شعائر الطريق األمحدية الكتانية، طبع بفاس مث ببريوتة ال ـ الكمال املتاليل واالستدالالت العوايل يف جماججة أهل التفريط والتغايل وأن فيضان الربوبية واحملمدي

.ينقطع بل متتايل، طبع بفاس .ـ تأليف يف اخلشوع يف الصالة .ـ كشف اللثام عن سر الصيام

.ـ تآليف مخسة يف الفرق بني طريقة االجتباء وطريقة اإلنابة .ـ سلم االرتقاء، طبع بفاس

.ـ مدارج اإلسعاد الروحاين يف السلوك .ـ سفينة احملبة، طبعت بفاس

.ة الذاتيةـ الوالي .ـ اللمحات القدسية يف متعلقات الروح بالكلية

.ـ القهرمان األقدس .هجرية 1327ربيع الثاين عام 13تويف رضي اهللا عنه شهيدا يوم الثالثاء

لسيدي حممد الباقر بن سيدي حممد ) ترمجة الشيخ حممد الكتاين الشهيد(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب .دي عبد الكبري رضي اهللا عنهمبن سي

مزج الصالة املشيشية للعارف باهللا الكبري سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنه املتوىف عام )] 105[(يف غيب)] 104[(بأحدية الكل اجلمعي التجريدي) أللهم صل (هجرية 1327

على من منه انشقت أسرار الذات )] 107[(}الشاهدين فاشهدوا وأنا معكم من {)] 106[(هويةسرادقات غيب غيب أنزل القرآن على سبعة وانفلقت مقتضيات أنوار الصفات وفيه ارتقت احلقائق من

من الفضاء الذايت فأحببت أن )] 109[(العمائية) على من منه انشقت األسرار)] (108[(أحرفورمحيت وسعت كل {الصفاتية على بسط م ن ه و ) األنواروانفلقت )] (110[(أعرف )].111[(}شيء

من سرادقات غيب إن هذا القرآن أنزل على ) احلقائق)] (112[(هيوىل) ارتقت(إمجاال وتفصيال ) وفيه( يات أوتيت جوامع اجلسماين مع نـعوت اإلحاطة مبسم ) آدم(سيدنا ) تنزلت علوم(سبعة أحرف، وفيه

وله تضاءلت ) [(114[(اللتحافه بنعت من رآين فقد رأى احلق) فأعجز اخلالئق)] (113[(الكلمفلم يدركه منا (للوقوف خلف حجاب الكنه )] 115[(} 72 2 1 0. / -{ بلسانة ) الفهوملكوت (للمنهل املزجي ) وال الحق(للبساط الصديف ) سابق

لتمنطقه برقائق ) بزهر مجاله مونقةفرياض امل

لكونه دوالب مفيض مناهل أشعة ) وحياض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة(حتفة الصائم الطيب حادثة)] 116[(األنس

ناجاة يف صورة نسيم امل

من ) وال شيء(على أرجاء اهلياكل )] 117[(ولذيذ امل) إذ لوال الواسطة لذهب كما قيل املوسوط(حتادا ذاتيا ا) إال وهو به منوط(جواهر أعيان املمكنات

يف بساط وجعلت قـرة ) صالة تليق بك منك(فالشمس ال بد هلا من سحاب واحلسناء ال بد هلا من نقاب يف املال واألهل )] 119[(منوطة باللهم أنت اخلليفة) إليه كما هو أهله)] (118[(عيين يف الصالة

تـوج بتاج ) أللهم إنه سرك(والولد ألشتات الكماالت اإللـهية ) اجلامع)] (120[(»سؤر املؤمن شفاء«امل

{ يف مكتب بنفسه وقلبه وعقله وروحه وسره األجلى واألحفى ) الدال)] (121[(} 6ى ي بسوط ) عليك(وقالبه

وحجابك )] (122[(جف القلم مبا هو كائن «ة من كل على قدر القابلية امل

عين ) األعظملثم امل

هما قصمته «امل القائم )] (123[(بالكربياء ردائي والعظمة إزاري من نازعين يف شيء منـ

1ه و ى { ، )]124[(بنـعت ) لك بني يديك سلسلة ) أللهم أحلقين بنسبه ()] 125[(} 2ي )] 126[(}*قل هو الله أحد {أحدية الكل اجلمعي التشبيهي التـنزيهي لكل شيء نسب ونسب اهللا

فاضة من قلزم) وحققين حبسبه(هج الروح الكلية امل )] 128[(}ل الروح من أمر ريب ق {)] 127[(منـ

أومل يكف بربك أنه على كل شيء {يف نـفس )] 129[(من عرف نـفسه عرف ربه ) وعرفين إياه معرفة(ا من موارد اجلهل )] (130[(}شهيد اإلمجال والتـفصيل إال يف به حىت ال أطري بأجنحيت ) أسلم

ا(سرادقات طـه دارة على ندمان اهلوى يف قاب )] 131[(من نـعت األباريق السلسبيلية ) وأكرع امل

زجي على نـغمات األوتار يف )] 132[(قـوسني خلوات جلوات وأحدية أحديتهم يف صفو الكأس امل

نابر يف مساجد إزالة الوحشة يف قالب ادن ) من موارد الفضل (األسحار لو من سرادقات امل تـ

الصمداين املهرة الظا) إىل حضرتك)] (134[(والالهويت)] 133[(الناسويت ) على سبيله(به ) وامحلين(مين يا حبييب

ا يـبايعون الله {يف متد من عنصر فإذا )]135[(}إن الذين يـبايعونك إمن، على سبيل التشاكل امل

قل سريوا يف األرض فانظروا كيف بدأ {اجلذبية ) محال حمفوفا بنصرتك)] (136[(أحببته تكثر مبقتضيات ) على الباطل(سلوكا أو جذبا ) واقذف يب )] (137[(}اخللق

الوجودي الومهي املايت القائم ) فأدمغه(الواحدية ، )]138[(}أفمن هو قائم على كل نـفس مبا كسبت {بالوجود احلقي الذ

حق ) وزج يب يف حبار األحدية)] (139[(}ين كنت أنت الرقيب عليهم فـلما تـوفـيت {)] 140[(بـعد امل

ايت لن يـرى أحدكم ربه حىت ميوت طلقة ) وانشلين من أوحال)] (141[(الذاإللقاء يف شبكة الوحدة امل

وأغرقين يف عني حبر )] (142[(} 34[ غ 33ط ظ ع { قييدي التـ ) التوحيد(اليت هي أوحال ة من عنصر ) الوحدة متد

زجية امل

حىت ال )] (143[(}فـلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ريب {املا م إال رداء الكربياء يف مرآة وما بـني ) أرى وال أمسع وال أجد وال أحس إال القوم وبـني أن يـنظروا إىل ر

) حياة روحي(البحرين )] 145[(بـرزخ ) واجعل احلجاب األعظم)] (144[(على وجهه يف جنة عدن وروحه سر )] (146[(} لما حيييكم استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم {بنـعت االصطحاب العيين

ين غريبا وسيـعود غريبا فطوىب للغرباء ) حقيقيت بنـعت جوهرية عما فأحببت ) وحقيقته)] (147[(بدأ الداألشكال والصور بنـعت الظهور هيويل جامعة الرتسام مجيع ) جامع عواملي بتحقيق احلق األول(أن أعرف

نا وحكما ) يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن(فيها أللهم أنت اخلليفة يف ) امسع ندائي(من ذاته لذاته عيـ

ايت عليه ) مبا مسعت به نداء عبدك سيدنا زكرياء)] (148[(} 1 0. / -، + { بساط اهلمس الذ 6ف ق ك ل م ن . _ 5ء ] گ [ غ { السالم وانصرين بك )] (149[(} 7ه و ى ي

يـوم {العجمي يف كهف )] 150[(على فـتكات مجع اجلمع ) وأيدين(يا أحدي يف مهامه األلفات ) لكرضعت وتضع كل ذات محل محلها وتـرى الناس سكارى وما هم بسكارى تـرونـها تذهل كل مرضعة عما أ

يا فردي يف غارات الباءات طمسا ) بك لك وامجع بيين وبينك)] (151[(}*ولكن عذاب الله شديد جهولة

عية امل

.وجتريدا يف مقام املمن مينعك مين [(152[(} 18% $ £ ! " } ) ص({ { حبجاب ) وحل بيين وبني غريك(

)] 154[(فضاء التـعني األول ) أهللا أهللا أهللا إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إىل معاد)] (153[(قال ايت األح يع مقتضيات األمساء والصفات األمحدي أول مصدر من كهوف البطون الذ ستـهلك فيه مج

دي، امل

بواسطة هيويل اإلمجال )] 156[(}ربـنا آتنا من لدنك {)] 155[(حكما حب الوطن من اإلميان اتية اجلامعة لدقا) 5(} ر { والتـفصيل صون اليت هي نسخته الذ

،) 5(} ز س ش ص { ئق الكنز امل

)] 158[(}إن الله ومالئكته يصلون {، ) 5(} رشدا} {ض { ، )]157[(}قل الروح من أمر ريب }) 7(} وسلموا تسليما صلوا عليه {إن اإلطالق عني التـقييد } % $ £ ! " { كل بكماالته وشؤونه

فازات الغيبية صلى اهللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، أللهم صل على سيدنا وموالنا حممد ختم امل

عة أحرف بلسا قوشة يف لوح أنزل القرآن على سبـ نـن عجمي بني مقر إن هذا القرآن له ظاهر وباطن امل

هر وعني التشكالت التـقدير عة أبطن، عرش الظهور ولوح البطون وإنسان الد ية واحلكمية يف ولباطنه سبـمحوة مبحو الغريية بشعاع األكل من الشجرة والسؤال واجلو

اب والنار والطوفان والنورانية والظلمانية امل 180ن ه و ى ي { وآله وصحبه وسلم تسليما } إن يف ذلك آلية لقوم يـعقلون } {فأيـنما تـولوا{

◌181 ◌ ◌182 {)]159.[( ترمجة سيدي أيب بكر البناين رضي اهللا عنه سيدنا وسندنا وموالنا أبو بكر بن حممد بن عبد اهللا ؛ 5&#

البناين، الرباطي دارا وضرحيا ومولدا، الفاسي أصال وحمتدا، الدباغي نسبة الدرقوي طريقة الصويف حقيقة، أكابر العلماء العاملني جامعا بني الشريعة واحلقيقة برزخا بينهما كان رضي اهللا عنه ونفعنا واملسلمني به من

اشتغل أوال رضي اهللا عنه بعلم الظاهر ببلده رباط الفتح مث ارحتل إىل فاس بقصد . يعطي الوسيلة فيهماقراءة العلم أيضا فعكف على القراءة مبدرسة الصفارين سنني عديدة حىت حصل على علوم الشريعة كلها

حبسب اإلمكان حبيث صار يقال فيه ما قيل يف نادرة الزمان الشيخ األكرب سيدي ابن عريب احلامتي رفع اهللا له الشأن جباه سيد ولد عدنان هو أعلم بكل فن من أهل ذلك الفن، مث جذبه احلق إىل حضرته فصرف

عن مشايخ عديدة رضي اهللا عنان وجهته إىل علوم احلقيقة وطريقة الصوفية رضي اهللا عنهم فأخذها هذاك عنهم وعمدته يف الطريق والوصول إىل مقام التحقيق هو الشيخ اإلمام العارف باهللا تعاىل شيخ الطريقة وإمام الطالبني للحقيقة الكامل احملقق املدقق املريب الواصل أبو املواهب اإللـهية واملعارف الربانية والعلوم

يف احلسين سيدنا وموالنا عبد الواحد بن موالنا عالل القصار املشهور اللدنية واألخالق النبوية الشر بالدباغ، وهو أعين موالنا عبد الواحد الدباخ أخذ الطريقة عن شيخه الشريف احلسين سيدنا وموالنا العريب

.بن موالنا أمحد الدرقاوي رضي اهللا عنهالنا عبد الواحد الدباغ ومالزمته له من الفتح حصل لسيدي أيب بكر البناين رضي اهللا عنه بربكة شيخه مو

ما ال ميكن التعبري عنه حبيث صار إماما يقتدي به وسراجا يستضاء به، وأذن له رضي اهللا عنه يف التصدر حسبما هو مشهور عند ) ص(اهللا ومن موالنا رسول اهللا لرتبية اخللق وداللتهم على اهللا والكل بإذن من

ضي اهللا عنهم فصدع رضي اهللا عنه مبا أمر به فأقبل الناس عليه بدوا وحضرا وخرج على أكابر أصحابه ر يده مجاعة ممن لبسوا اخلرقة وأما غريهم فأكثر من أن حيصى وشهرته رضي اهللا عنه يف مشارق األرض

ا جنها وإنسها تكفي .ومغارهـ 1273صفر اخلري سنة 20دلة ما نصه ويف بعد احلم) ومما وجدته خبطه رضي اهللا عنه ونفعنا به(

يف عامل األرواح وأمرين بتحسني عمامته وشدها على رأسه فقدمت لذلك فأخذتين ) ص(التقيت بالنيب فلما فرغت أتيت أمامه ) ص(إىل حتسني ذلك من وراء ظهره أدبا معه فعمدت) ص(اهليبة من مواجهته :مطرقا وأنشدت

مما عرى جسمي من الضراء ئذ أحممد إين جباهك عا مل ألف غريك كاشفا لبالئي ولقد دعوتك حني جلت كربيت إال العظيم وأشرف الشفعاء واحلال إن عظمت فال يدعى هلا وهذه األبيات للشيخ سيدي حممد احلراق وليست من حمفوظايت يف عامل األشباح لكنين ملا رمتها يف عامل

ا منوطا فلما فرغت من اإلنشاداألر نظرة العطف والبشاشة ) ص(نظر إيل واح وجدت حفظي واستيقظت عقب ذلك فوجدت األبيات ال زالت منوطة باحلفظ فراجعت ديوان الشيخ فإذا بالوفاق

رخص من شدة العمامة وحتسينها معروف وغايته األخذ بالعزائم والرفض لل) ص(حاصل وتعبري ما أشار به وهو إشارة إىل سلوك طريق اجلادة ويف ضمن ذلك اإلذن باملعروف الذي يوجب حسن وجه احلقيقة والنهي

.عن املنكر الذي يوجب حسن وجه الشريعة واألمر إن كان من عند اهللا ميضه والسالمتآليفه رضي اهللا عنه كان له رضي اهللا عنه القلم البارع يف جودة التأليف قل أن يوجد له نظري، وجل

فـيوضات إلـهية وفتوحات ربانية حبيث لو رأيت مسودة تآليفه رضي اهللا عنه وأرضاه وأكرمنا واألحباب مبا » من عمل مبا عمل ورثه اهللا علم ما مل يعلم«: الذي قال) ص(به أكرمه جباه سيدنا ونبينا وموالنا حممد

التصوف وطريق القوم وغري ذلك تنيف على الستني تأليفا وكلها يف غاية آمني، وتآليفه رضي اهللا عنه يفاإلتقان وحسن الرتتيب قد حازت من الرونق واملهابة والقبول ما ال خيفى على أهل الفتح بعطفة النيب ما الرسول صلى اهللا عليه وآله وسلم وهي من أعظم الدالئل على جاللة قدره وعلو منصبه رضي اهللا عنه ك

وقال بعضهم الرجال صناديق . قال موالنا علي كرم اهللا وجهه املرء خمبوء حتت لسانه تكلموا تعرفواومفاتيحها ألسنتها ويف احلكم العطائية كل كالم يربز وعليه كسوة القلب الذي برز وال خيفى أن القلم أحد

.اللساننيسماة مبدارج السلوك إىل مالك

.امللوك ـ فمنها رسائله املسمى ببغية السالك وإرشاد اهلالك

.ـ ومنها كتاب الفصول املسمى الغيث املسجم يف شرح احلكم يف أربع جملدات

.ـ ومنها شرح احلكم العطائية امل :ـ ومنها الفتوحات القدسية يف شرح القصيدة النقشبندية اليت أوهلا

من ذاق طعم شراب القوم يدريه .اره غدا بالروح يشريهومن د

.ـ ومنها الفتوحات الغيبية يف شرح املشيشية .ـ ومنها بلوغ األمنية يف شرح حديث إمنا األعمال بالنـية

:ـ ومنها شرح األبيات الثالثة املنسوبة البن عريب احلامتي قدس سره اليت أوهلا تطهر مباء الغيب إن كنت ذا سر أو الصخر وإال تيمم بالصعيد .ـ ومنها حتفة امللوك واملمالك يف شرح ألفية ابن مالك شرحها رضي اهللا عنه باإلشارة

.ـ ومنها تفسري القرآن العظيم باإلشارة .ـ ومنها الفتح الوهيب يف التعريف بشيخه موالي عبد الواحد وشيخه موالي العريب

.ملك وهو حديث التحول ـ ومنها إشراق احللك يف شرح حديث يتجلى ربنا يف صورة .ـ ومنها كتاب الفصول الفاصلة يف بيان الزاد والراحلة

.أنت أخي وأنا أخوك: ـ ومنها حتفة امللوك يف قول الرسول لعلي من األسرار، جعله رضي اهللا عنه على عشر ـ ومنها حديقة األزهار يف نتائج الصمت وعلومه وما فيه

ت على مائة وعشرين علما وجعل له خامتة كالتكملة مجع فيها أسرار املنازل وعلومها منازل كل منزلة احتو قال رب اجعل يل آية قال آيـتك أال تكلم الناس ثالث ليال سويا {: وجعلها تفسريا لقوله تعاىل

العشرين من رسائله، وقال بعد ذكره ما ، وقد ذكره رضي اهللا عنه آخر الرسالة السابعة و )]160[(}*لقد فتح اهللا علينا فيه بعلوم مل ختطر على بال وال علمت أن أحدا سبقين إليها من النساء والرجال : نصه

ذكرت فعلت وبإشارته كتبت وما وبركة شيخي وشيخه إذ بإذن من) ص(كل ذلك بربكة رسول اهللا جدت ولوال ورود اإلذن عاريا عن التقييد ما أبديت علم ذلك يف شهدت إال مبا علمت وما علمت إال ما و

.شاهد التقييد ألن ذلك م موانع املزيد واحلمد هللا على فضله وإحسانهـ ومنها حكمه العجيبة وهي من أحسن ما يكون اشتملت على وصايا نافعة ونصائح لوجوه اخلري جامعة

سافر بظاهر (وآخرها ) ه شوارق الرعاية من أين له أن يدعي اهلدايةمن مل تسقه رياح العناية وحتمل: (أوهلاوجودك عن املماثل من الناس واهرب بباطن شهودك من حالوة االستيناس إذ العبادة ال تكون بالشركة وال

).الوسواس تنجح مع تلبيس ).منهاجي ومنها أجي السنة(ـ ومنها شرح نوابغ الزخمشري عفا اهللا عنه اليت أوهلا بعد اخلطبة

.ـ ومنها كتاب فتح املتعال يف كشف آفات املنازل واألحوال وهو كتاب عظيم املوقع .ـ ومنها طبقات مشاخيه رضي اهللا عنهم

سماة هدية املزيد وهي من حبر الطويل اشتملت على وصايا نافعة أوهلا :ـ ومنها رائيته امل

حقيقة مجعي يف افرتاقي ومهيت د مجيع الكون يف الطي والنشر مت :وآخرها

فخذها مريد احلق مين هدية تسدد حاال منك إن كنت ذا حجر :مساها اجلوهرة يف مدح من جاء باحلق وشهره، أوهلا) ص(ـ ومنها الميته اجلليلة يف مدح النيب

قدت فؤادي ذات احللى واحللل ...اخل

.تظهر بعد وفاته رضي اهللا عنه فال حول وال قوة إال باهللا ـ وغري ذلك من التآليف اليت ملتويف سيدنا وموالنا الوالد قدس سره ضحوة يوم األربعاء السابع عشر من مجادى الثانية سنة أربع ومثانني

ج بعد املائتني واأللف وحضر موته خلق كثري من أصحابه وغريهم حبيث مأل احلاضرون الدار، وملا قـرب خرو روحه رضي اهللا عنه أمر الفقراء بذكر االسم األعظم الذي هو أهللا فلم يزالوا يذكرون اهللا عز وجل بلسان واحد وصيغة واحدة إىل أن وصلت روحه إىل صدره فشرعوا يف قراءة صالة الشيخ مولنا عبد السالم بن

إن الذي فرض : فيها: ما وصلوا إىل قولهفل. اخل... مشيش وهي اللهم صل على من منه انشقت األسرار .عليك القرآن لرادك إىل معاد

ودفن بزاويته اليت كانت وهبت له يف حال حياته حبومة ... فارق الدنيا رمحة اهللا عليه وجعلنا على أثرها رضي اهللا عنه املتقدمة الذكر كانت قبل... السلويقة من بلده رباط الفتح بنائها بقعة والزاوية املدفون

خالية فوهبت له وحبست عليه حال حياته وعلى أصحابه ما تناسلوا من بعده إىل أن يرث اهللا األرض ومن عليها وقد كان عبد السالم بشره يف وقعة عظيمة يطول ذكرها بأن مدده رضي اهللا عنه ال ينقطع وأصحابه

لوا أول وردهم بسم اهللا اخلالق األكرب حرز لكل مر أصحابك أن جيع: وقال له. ال ينقرضون بفضل اهللا .خائف ال طاقة املخلوق مع اهللا

لسيدي فتح اهللا بن ) إحتاف أهل العناية الربانية يف احتاد طرق أهل اهللا(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب .سيدي أيب بكر البناين رضي اهللا عنهما

لكبري سيدي أيب بكر البناين رضي اهللا عنه املتوىف عام شرح الصالة املشيشية للعارف باهللا ا؛ 5&#الفتوحات الغيبية يف حل ألفاظ الصالة املشيشية احلمد هللا الذي مألت : هـ اسم هذا الشرح هو 1284

عظمته القلوب واألسرار، فخرست من أجل الثناء عليه ألسنة العقول واألفكار، والصالة والسالم على رة اإلطالقية، ومرآة جمالها، وخطيب حضرة قاب قوسني، وإمام مصالها، ترمجان احلق إنسان عني احلض

ورابطة الربوبية واملربوبية، واحلجاب املسدول عن إدراك السبحات لكل من اتصف بالعبودية، سفري حضرة الربانية وينبوع الوجوب وحضرة اإلمكان، وسر جوهرة التكوين املنطوية يف صدفة األكوان، عني الرمحة

عطي، أي كل نفس ما فيه مناها، من به عرفت املعارف يف ميدان جمرها، القائل إمنا أنا قاسم واهللا هو امل

حبني إىل حضرة التشريف، سيدنا وسندنا وموالنا حممد التعريف، ويف سلم علومه الذاتية عرجت أرواح امل

ا عن بن عبد اهللا بن عبد املطلب بن هاش م، برزخ احلضرتني واملفتاح لدائرة الدوائر واخلامت، صالة تنفي ا من انتسب عليه يف حمامل الرعاية إىل معاطن علوم الكشف حبني له الشكوك واألوهام، وحتمل

قلوب املالني على اهللا تعاىل بالقول و الفعل واحلال واإلهلام، وعلى آبه وأصحابه مشوس اهلدي وأقمار اهلداية، الد

.بسابق حمض الفضل والعنايةأما بعد فيقول العبد الفقري الذليل احلقري أبو قحافة أبو بكر بن حممد بن عبد اهللا بن عبد السالم البناين، الرباطي دارا ومولدا، الدرقاوي نسبة، الدباغي طريقة، كان اهللا له، هذا شرح لطيف على الصالة املنسوبة

موالنا عبد السالم بن مشيش نفعنا اهللا بذكره وأفاض علينا من سيب فيضه آمني، ندبين للقطب اجلامع إليه شيخنا ووسيلتنا إىل ربنا صاحب املواهب الربانية والعلوم اللدنية أبو الفيض وأبو الفضل الشريف

: هللا عنه بعد أن قال يلاحلسين موالنا عبد الواحد بن موالنا عالل بن موالنا إدريس امللقب بالدباغ رضي اأرجو اهللا أن يرشدك إىل طريق التحقيق فامتثلت أمره وارتكبت مطية قصده وقيدت عليها ما فتح اهللا به يف ن طالعه بأن ما سطرته كله بطريق اجلرب والقهر يف باطين مع ما رزقين اهللا من قوة

هذه األوراق وإين معتذر ملوإين مقر على نفسي بأنين قد سلكت مهامه رجال درست سنابك خيوهلم التعبري عنها واحلمد هللا

م وال من فرقة مجعهم، لكن هاجرت أهاضيبها، وتقلبوا يف سبيل حياضها، وما علق ببايل أنين من سرنيب، إليهم طمعا يف تكثري سوادهم، ومن كثر سواد قوم فهو منهم وما توفيقي إال باهللا عليه توكلت وإليه أ

قال املؤلف رمحه اهللا ورضي اهللا عنه بسم اهللا . ومسيته الفتوحات الغيبية يف حل ألفاظ الصالة املشيشية .الرمحـن الرحيم

الة على اجلمع وال جيمع بني العوضني وشذ : أللهـم أصله يا أهللا فحذف حرف النداء وعوض عنه امليم الداللفظ باعتبار أصله هو االسم األعظم اجلامع جلميع احلضرات األمسائية جميء ذلك يف الشعر وهذا

والصفاتية فهو جممع الضدين ـ أعين األلوهية واملألوهية ـ وحمل الوصفني ـ أعين الغيب والشهادة ـ فله احليطة ، وآخره مجع على سائر األمساء والصفات، فالداعي به داع بسائر أمسائه اليت هي عني صفاته، فأوله مجع

اجلمع، ووسطه مجع يف تفرقة وتفرقة يف مجع فافهم، وقد اشتملت إشارة حروفه على مجيع أصول معاين أوصاف الذات العلية من طريق اإلشارة، فاأللف إشارة إىل الوحدانية، والالم األوىل إشارة إىل حمو اإلشارة

بعبارة اإلشارة يف األلف هو قيام احلق بنفسه وانفصاله والالم الثانية إشارة إىل حمو احملو يف كشف اهلاء، و عن مجيع خلقه فال اتصال له بشيء من خلقه كامتناع األلف أن يتصل بشيء من احلروف ابتداء بل تتصل احلروف به على حد االحتياج إليه واستغنائه عنهم وهذا معىن الوحدانية باأللف جتلي احلق من أنانيته

فتوحدوا به، وبالالم األول جتلي احلق من أزليته ألرواح العارفني فانفردوا بانفراده، وبالالم لقلوب املوحدينحبني فغابوا يف حبار حبه، وباهلاء جتلي احلق من هويته لفؤاد

الثاين جتلي احلق من مجال مشاهدته ألسرار املقربني فتاهوا يف بيداء التحري من سطوات ع

.ظمته فافهمامل .جبميع شؤونك الوجودية اإللـهية: صـل ام إشارة إىل أن غايته ال تدرك وال تثبت إال حلقيقته اليت : على من قتضي لإل

أي الذي جاء باملوصول امل

ا .هو صور .وبه أي من حقيقة حقيقته وبسبب حمبوبيته: منـه .ظهرت وتعينت: انشـقت اتية من كنز عماها وهو إنسان عينها واجنلت يف خفاء عزها يف مراتب وجودها وهو أسىن الذ: األسـرار

مظاهرها فلواله ما تعينت وال ظهرت كما أنه لوالها ما تعني وال ظهر إذ لوال تعني احلقيقة الذاتية مل تظهر جتلت من أصلية عمائها ورأت نفسها هلا عني يف الدائرة العلمية اإللـهية الوجودية فبتعينها يف عني وجودها

سماة باهلوية الذاتية مث تعينت يف مرتبتها العلمية بنفسها يف نفسها بعني أحديتها وهذه املرتبة هي امل

ا مث انتشر الوجود سماة باالسم اهللا فرأت نفسها يف عني العلم الوجودية اليت هي مرتبة األلوهية وهي امل

يف مراتبه وعوامله، وملا كانت هي اليت طلبت الوجود لتتعني به وتظهر فيه كان هلا احلكم عليه فظهرت وتعني ا، ا كما اقتضاه اعتبار ظهورها يف عني ذا ا وكماال أن اهللا قبض قبضة ) وقد صح يف اخلرب النبوي(بشؤو

يب من باطن الذات وليست مقتطعة من عني اخل، فالقبضة سر غي.. كوين حممدا فكانت: من نوره وقال هلاا، فالذات ظاهرها وهو باطنها وسرها وذلك السر هو الذات فتكون منفصلة عنها بعد أن كانت متصلة الساري يف مرتبة األلوهية والتعني الوجودي، فكانت املرتبة والتعني صورته وهو روحهما فتعني الوجود

ا اليت هي املرتبة وتعينت مرتبته بسر باطن عرب عنها بالقبضة، والتعبري بالقبضة باعتبار صورالذات امل

والتعني، فالسر غري متعقل يف مرتبة الذات وال يف مرتبة األلوهية حىت يشكل كون هذه القبضة من الذات نـزه عن ذلك احلق سبحانه بل ب

ا امل ه تعينت الذات ومرتبتها يف الستلزامها االنفصال عنها بعد االتصال التعقل وهو ال يتعقل اتصاله وال انفصاله لعدم وصفه مبرتبة أو تعني بل هو إطالق غيب غيب الغيب، فالغيب األول اإلضايف املرتيب الوجودي والغيب الثاين الذايت والثالث هو السر املطلق الساري يف الغيبني

دا بل املراد أنت حممد أظهر ) ولهوق. (والظاهر تعينهما به يف التعقل كوين حممدا ليس املراد كونا متجدا وجودك وعينه والتعبري باألمر أيضا بالنسبة للتعني الصادر عن أن ال تعني، فالكينونة ليست على با

، أي أنتم، فالقبضة هي عني تعني )]161[(} £ ! " { } : ومعناها الوضعي على حد قوله تعاىله يف مرتبة حقيقته وذلك التعني ال يوصف ال باتصال وال بانفصال ألنه ال يقبل االتصال بشيء وال وجود

االنفصال عن شيء بل كل شيء به تعني، والسر عبارة عما خفي إدراكه وانعدمت تعيناته بوصف أو وتعقل القبضة فال يسوغ له مرتبة، فاإلشكال إمنا وقع من حيث تعقل املراتب، فإذا تعقل اإلنسان الذات

احلاصل أن القبضة احملمدية عبارة . أن ينسب كون القبضة من الذات الستحالة ذلك على احلق سبحانهعن التعني الذايت الذي ال يوصف بقبلية وال بعدية، واملراد بالتعني ظهور احلقيقة احملمدية يف نفسها ومراتبها

نفصال واقتطاع بل ذلك كله عبارة عن تعني الغيب من غيبه يف عينه، والتعني ال يوصف باتصال وال باكوين حممدا، أي أنت حممد أظهر حقيقتك وتعينك يف مرتبة وجودك، فاخلطاب من نفس التعني يف : فقوله

هذا نفسه واألمر عني الواقع كما قدمنا فمعىن قبض قبضة، أي عني تعيـنا ذاتيا وأظهره يف مراتب ظهوراته،ا مجيع احلقائق ال تقتضي علما وال جهال وإمنا املعلومات املرتسمة يف ) ص(وحقيقته اإلطالقية املتعينة

رتسمة فيها، فإن تدىل ا فعلمت نفسها بنفسها يف مرتبتها امل إىل ) ص(بعض مراتبها أكسبت نفسها العلم

رتسمة فيها املعلومات فإنه يعلمها من حيث ارتسامها يف تلك املرتبة وإن بقي يف عز غناهة مرتبته امل

انطمست تعينات املعلومات فجهلت نفسها بنفسها فهو يعلم كل شيء بنفس كل شيء وتنزه عن تعيني ا يف مراتبها لغناه كل شيء لغناه عن كل شيء فهو املتعايل عن مجيع املعلومات بانعدامها وطمس تعينا

.ا من حيث ظهور حقائقها يف مرتبة من مراتبه بتدليه إليها فافهمعنها العامل .اتضحت وظهرت: وانفلقـت وهو حبتها فتم ظهور األسرار وانشقاقها يف عني وضوح : األنـوار الصفاتية القدسية من أصل مركزها

ع عنها الزمان واملكان مبدأ األنوار وانفالقها فهو الربزخ احمليط بني الوجوب واإلمكان والشجرة املتفر

الدائرتني ومنشأمها وسيد الكونني وأوهلما وختامهما وذلك أنه ملا تعني الوجود من باطنه الذي هو غيب هويته إىل ظاهره الذي هو صورة عمائه وارتسم فيه القابلون له من أعيان املمكنات كان أول قابل له الروح

وجود بال واسطة بينه وبني الوجود، أي كان من عامل األمر، ومعىن عقل العقلي فعقل الوجود وكان أول مالوجود أي ظهر به لنفسه فلما رأى نفسه بعني الوجود صارت نفسه مرئية له وتابعة للوجود فاحنطت رتبتها

ه عنه فكان هو واسطة بني نفسه ووجوده بعقله الذي عقل به وجوده، واملراد بالروح املعىن القائم به غري ال : وبالعقل تعقل قيام الغري به بسبب الوجود الذي قام هو أي العقل به، وما ورد إن صح من قول احلق له

أدبر، فأدبر، أو كما ورد فإن املراد : أقبل، فأقبل، مث قال له: أضعك إال يف أحب اخللق إيل حني قال لهحق ألنه ما ظهر إال بقبوله بإقباله قبوله الوجود وبإدباره قبوله العدم فهو واسطة

بني الوجود احلق والعدم وامل

م م إليه وأقر ذا االسم الذي هو عالمة ظهوره قبل أن يقبله واملراد بأحب اخللق إليه أقر الوجود ومل يتسم إليه هو كامل وقته ووضعه فيه، أي جعله مظهرا للوجود فكل من دخل الوجود فإنه يكون حتت حيطته

قهره حيييه أوال ويرزقه لظهوره بالوجود املقتضي ذلك مث مييته ويعدمه لسبقية عدمه على وجوده فكل من و ميوت فبإذنه وكل من يوجد فتحت قدمه، واملراد باحلمق الذي وضعه يف غري األحب لما خالف يف إقباله

طيع احلقيقي هو الكامل والناس ممن دونه متفاوتون فـرب طاعة عند قوم معصية وإدباره هو املخالفة فإن امل

قربني، وال يلزم من هذا أن يكون غري الكامل ال حيبه اهللا فإنه قد عند آخرين، حسنات األبرار سيئات امل

ألنه عقل وجوده » أول ما خلق اهللا نوري«): ص(وهذا هو املراد بقوله . حيبه ولكن املراد املذكور أحب منهفهو املظهر ) ص(حقيقته فانتشرت منه األكوان كلها فكان هو حقيقة الوجود ومنبع كل موجود يف عني

األكمل وغريه من أهل وراية سره مرب للوجود وشتان ما بني املنزلتني وإن علتا فاألول الذي هو حقيقة ين مستمد فالعارفون مستمدون الوجود عني احلقيقة والثاين الذي هو مرب عني املألوهية واألول ممد والثا

يشاهدون وصاحب احلقيقة املذكورة منه يقع االستمداد وهو منبع للوارد فاألضواء ) ص(والستمدادهم منه مقتبسة من مشكاة مصباحه واألنواء مغتـرفة من حبره فمن نوره قامت الداللة والدليل، ومنه تعينت الطريقة

.كبري مث من دونه من أهل الشهود واملراتبالقطب ال) ص(والسبيل فمظهره .وبـه: وفيـه ا أي صعدت وعلت يف نفس مراتبها وعال بعضها بعضا : ارتقت احلقائق الوجودية اإللـهية وظهرت أعيا

ا وانتشارها يف مجيع عواملها ومراتبها واختصت احلقيقة الذاتية بالظهور على التمام ألنه حقيقتها ومنه ماد

ا وإال فهي عني كل شيء ولذلك يقاليف كل شيء فيه : صورة اإلنسان احملمدي ألنه خملوق على صوركل شيء، أي حقيقة اإلنسان هي حقيقة الفرس والنخلة والزيتونة وكذا وكذا من مجيع األشياء املبصرة

وأما غريه من سائر املظاهر فقد املعلومة الصغرية والكبرية اجلليلة واحلقرية الضارة والنافعة القوية والضعيفة، انطوت فيه واختفت عن عينه فال يعرفها وال ميكن أن يعرفها لعدم إحاطته بقواها الوجودية الصورية خبالف ا فال خيلو الزمان عن هذه الصورة األمحدية لتقوم بوجودها وتظهر بعينها اإلنسان فإنه خلق على صور

د الوجود وهذه الصورة هي صورة اإلنسان الكامل فيه وبه حيفظ اهللا الوجود وحتفظ أشياؤه ولوالها الوتقوم به سائر الكائنات من أجناس املوجودات وأنواعها إذ لوال الواسطة لذهب املوسوط بذهاب روحه

هي بزرة احلقائق وحبتها اليت نبتت منها وانـتشرت فروعها من عينها ومراتبها من أصلها فلما ) ص(فحقيقته ا حاوية مجلة تلك الفروع ومشتملة على مجيعها فكانت حقيقة مت ظهورها جبميع مراتبها ظهرت صور

ا أول ما برز وانتشر وإن كانت الفروع من حيث الصور أكرب من صورة احلقيقة صورته آخر ما ظهر كما أللصورة من حيث حقيقتها فما احلاوية هلا وممدة هلا وساترة هلا من طريف الغطاء والوطاء فإن إمدادها

ويتبني لك أن حقيقته )] 162[(}خللق السماوات واألرض أكبـر من خلق الناس {استمدت من سواها مثل بزرة البطيخ مثال وحنوه تنبت ) ص(هي بزرة احلقائق املتفرعة عنها بضرب مثل عقلي مثل حقيقته ) ص(

ع تظهر صورة البطيخ وهي آخر ما يظهر وإليها انتهى الظهور مث إنك جتد احلبة فروعا ويف تلك الفرو ستنبتة داخل الصورة فلها تنسب األولية من حيث استمداد الفروع منها والصورة كما أن هلا تنسب

امل

ا داخل الصورة واشتمال الصورة عليها كوجود صورة اإلنسان داخل صورة العامل اآلخرية من حيث وجدااألكرب بني مساء وأرض مع أنه يف نفسه انطوت فيه حقائق العوامل بأسرها إذ من حقيقته وحبته تفرعت، وملا

اجلمعية منها تعينت مجيع احلقائق بعث إىل كافة اخللق وكانت رسالته عامة وكتابه ) ص(كانت حقيقته نة يف املرتبة املذكورة اجملموعة يف املرتبة األحدية خمرب بأحوال األولني واآلخرين اليت هي حقائقهم املتعي

.واحلقيقة احملمديةهذه اجلملة معطوفة على اجلملة اليت قبلها وهي مدخولة حبرف اجلر القبلي لكن إن : وتنزلت علوم آدم

م وحتصيل أبقينا حرف اجلر على بابه من الظرفية ال يكون فيه كبري معىن ألنه يكون من باب اإلخبار باملعلو احلاصل ألنه حتقق عندنا كشفا ونظرا أنه به اجنلت األسرار الذاتية من العماء األصلي وبه انفلقت حبة األنوار الصفاتية وهو جملى الظهور للحقيقة الذاتية ومنه تفرعت جداول هذه األعيان الوجودية علوها

ث اإلمداد ألنه الواسطة وهي روح املوسوط فلم يـبق وسفلها جليلها ودقيقها وأن الكل مفتقر إليه من حيملعىن الظرفية كبري فائدة وإن كانت هي صحيحة يف النسبة اخلارجية بطريق األصالة ويف آدم بطريق اخلالفة

الثانية ) ص(والنيابة لكن األبلغ يف تقرير كالم املؤلف أن يقال إن يف كالمه حذفا والتقدير ويف مرتبته اخل وهو تقدير لطيف، وأما أن يقال إن الفاء مبعىن الباء كما خيطنا ... اإلضافية تنزلت علوم آدم الغيبية

بسببه نزلت علوم آدم الذي هو السر ) ص(كالمه يف اجلملة اليت قبل هذه وتكون الباء سببية مبعىن أنه لى السر املقدس فهو مرتبة من الوجودي والفيض املقدس األمسائي من مرتبة عمائها وغيب هويتها لكونه جم

.وجملى أسامي علومه يف مرتبته العلمية) ص(مراتبه آدم الذي هو أبو صورته األمسائية ال الذاتية الختصاصها به ومبرتبته وآدم يف مرتبة التعينات : فأعجـز

.عني أعيان حقائقها العلمية) ص(األمسائية الصورية كما أنه ا هلم فأفحمهم أمره وسجدت إليه سائر املكونات من حيث تديل : اخلـالئق العلوم األمسائية إليه وبيا

ال علم لنا إلحاطته مبا مل حيبطوا به من علم أمساء ربه املتعينة يف الصور واألشكال املعرفة به : حيث قالتكان ظهور هذه املرتبة إذ بصورته مت ظهور احلق ووجوده فتعني به وله ظهور اسم كل موجود بعني وجوده ف

يف آدم أكمل كرامة للحقيقة األمحدية اليت هي حمل تنزالت العلوم بأسرها األمسائية والذاتية فإذا عجزت األعيان الوجودية عن إدراك حقيقة صورة اجلمع اليت هي مظهر آدم فعجزها بالنسبة إىل احلقيقة اجلمعية

:وهو حقيقة النور احملمدي أحروي ولذلك قال .أي ملرتبة حقيقته العليا) ص: (ولـه أي صغرت وخفيت وقصرت عن إدراك احلقيقة احملمدية إلطالقها وعدم حصرها يف فهم : تضاءلت الفهوم

ا ال تكيف حىت يلزم منه ) ص(فاهم وعقل عاقل ألن حقيقته ا وكماال عني احلقيقة الذاتية األحدية وشؤوونفي اإلدراك من حيث اكتسابنا ذلك بإدراكنا » فين حقيقة غري ريب ال يعر «): ص(اإلدراك ولذلك قال

ألن األفهام حمجوبة عن إدراكها باحلجب الصورية واملعنوية، وأما من حيث التقريب والعناية وسوابق االصطفاء واهلداية واإلرث األمحدي فقد حيصل الوقوف للنز القليل من أمته ويعثر على سره ومن عثر عليه

:ولو حملة ما ال خوف عليه من البعد بعد ذلك، واملعىن األول هو الذي قصد نفيه املؤلف بقوله .صورة من حيث اإلدراك الفهمي بل بالعناية الربانية: فلم يدركه منا سابق

له صورة إذ ليس معه غريه بوصف إدراكه قبل ظهور صورته وبعدها بل هو أدرك نفسه بنفسه : وال الحق يف نفسه بعني أحدية مجعه يف مرتبته املتعينة منها املراتب بأمجعها اليت كانت األنبياء أول مظاهرها صورة وفرقا وكان هو آخرها حقيقة ومجعا فالسبق واللحاق صوريان ألنه كما قدمنا أصل نقطة خط الدائرتني

اية ويف تقدمه وجودا وتأخره شهودا إشارة لطيفة .يدريها الذائق بذوقهبداية و .مجع روض وهو ما يرتاض فيه للراحة: فريـاض لك بأن تسرتيح نفسه من ظاهرها : امللكـوت

باطن األعيان الوجودية وفيه حتصل الراحة للسائر من عامل امل

ا ما ال ا يف عامل مثاهلا الذي هو ألطف من كثافتها يف عامل حسها فرتى ببصري تراه لباطنها برؤيتها صورلك جالل حمض أو تقول امللكوت

ببصرها فتكون هلا بذلك نزهة يف رياض امللكوت فهو مجال حمض وامل

لك فرق حمض، وعامل امللكوت مثال عامل اجلربوت الذي هو احلكم الوجودي، والتفرقة بني مجع حمض وامل

لكوت واجلربوت والرمحوت إمنا هي على طريق التعقل، وألك وامل

ما من باب التحقيق فالكل عني اآلخر، امل

وبيان ذلك أن الرمحوت هو النفس الرمحاين املسمى بالعمى ويعرب عنه بالسر اإللـهي وبالعناية وقدم الصدق واللطيفة اإلنسانية وأول مراتب الوجود والتعني الثاين ومرتبة الواحدية وقاب قوسني وحضرة األلوهية وغري

ي بالنفس ألن فيه تنفست حقائق ذاته سبحانه اليت هي أمساؤها، واجلربوت هو ذلك كروح الروح، ومس احلكم الوجودي فاحلكم هو نفس الوجود وهو الروح واملراد باحلكم احلركة احلبـية العرشية الظاهرة يف عني

شار إليها بقولهظهرت حبركة وكل فكل حقيقة» اخل... كنت كنزا مل أعرف فأحببت«: الوجود الروحي امل

حركة حكم وكل حكم روح جربويت ووجود أمسائي وحقيقة ذاتية وهو حضرة الربوبية، وامللكوت مثال ذاك لك صورته، فتبني أن امللك هو امللكوت وهو اجلربوت وهو الرمحوت وهو حضرة

احلكم كما قدمنا، وامل

ا هو احلكم العبودية فتعني الذات يف عني وجودها هو األمساء والصفات و الرمحوت، وتعينها يف عني صفالك وامللكوت، واحملل الذي تتعني فيه هذه العوامل هو العرش

ا هو امل واجلربوت، وتعينها يف عني مثاهلا وصور .واللطيفة اإلنسانية فافهم

ائه تأنقت وأعجب: بزهر مجاله مونقة ت وزينت بواطن أي بنور معاين صفات مجال النور األمحدي وكمال األعيان الثابتة وتألق بارق سناها واستتم كمال ظهور مثال احلكم الوجودي لتحليه مبا حتلت به احلقيقة األمحدية اجلمعية الذاتية ولوال حتلي بان املمكن األول باحلقيقة اإلطالقية ملا كانت له عني مرئية وال ظالل

ا بادية ألن احلقيقة األمحدية اليت هي ال روح القدسي أو السر اإللـهي هي روح املمكنات اليت حتققت

ا وهي حقيقتها وال وجود حلقيقة من نفسها بنفسها حقائقها اخلارجية وصورها الوجودية فاملمكنات صور .إال للحقيقة األمحدية اإلطالقية

.إمنا تأنقت بواطن املثال امللكويت بصفات اجلمال وأعجب من حيث أن: و .مجع حوض وهو جمتمع املاء: حيـاض .عامل األرواح وهو احلكم الوجودي الذي هو جمتمع املعاين: اجلبـروت ا املتفرعة عنها العوامل : بفيض أنواره أي بسبب جتلي حقيقة النور األمحدي اليت هي حقيقة احلقائق ومعد

.بأسرها على تلك احلياض اليت هي جمتمع السر الوجوديومنصبة من عني احلقيقة على رياض امللكوت فحقيقته متد جربوته وهو ميد ملكوته وهو ميد ملكه : دفـقةمت

ا من األغيار ألن مادة مجيع األعيان الصورية واحلقيقة من حقيقته فهي اجلامعة لألطوار املانعة من حل ممد لكل موجود ونور صورته األمحدية سار تفرعت جداوهلا وسالت أوديتها فمجمع حقيقته اجلمعية) ص(

ا فلذلك قال :يف كل مشهود فهو االسم األعظم الذي قامت به حقائق األشياء وصورمن الظالل الشاخصة واحلضرات الكونية صورة وحقيقة، أو تقول وال شيء من أنواع األشياء : وال شـيء

.وما فيها من إنس وجن وغري ذلكوأجناسها على اختالفها يف مراتبها من مجيع العوامل .أي حبقيقته: إال وهو به عني االستعداد الكلي والتعني األول الذايت ) ص(معلق ومربوط ومستند إجيادا وإمدادا ألن حقيقته : منـوط

الذي هو غيب اهلوية وتقدم أن أول قابل له هو الروح الكلي والنفس الكلية وهي احلقيقة األمحدية، ستعدادات اجلزئية هي التعينات اإللـهية الوجودية، والقابلة هلا األرواح اجلزئية والنفوس اجلزئية، واال

فاالستعدادات اجلزئية اليت هي جممع العوامل بأسرها منوطة ومعلقة باالستعداد الكلي الذي هو احلقيقة االستعداد الكلي باالستعدادات اجلزئية لما األمحدية ومفتقرة إليه افتقارا ذاتيا فالكل منه وإليه ولور وصلة

ا ولذلك قال :شخصت ظالهلا وال انتشرت أعيامن حيث ظهوره يف مجيع العوامل وتفرعها واستمدادها ) ص(اجلامعة بني شيئني أي لواله : إذ لوال الواسطة

.منه وإحياؤها حبياته .املعىن: لذهب كما قيل

ا من حروف الوجود، فلما كان كذلك به القائم بالواسطة: املوسـوط أي لذهب معناه وروحه القائم وجب أن يشهد يف كل مشهود ويرى فيه كل موجود، فاحلقيقة األمحية هلا الربزخية الكربى اجلامعة بني الذات واأللوهية والعبودية، وإن شئت فقل هلا الربزخية بني الوجوب واإلمكان، والوجوب هو حضرة

مكان حضرة املمكنات، ومسيت احلضرة األمسائية بالوجوب لقيامها بنفسها خبالف املمكنات األمساء، واإلا، وهنا حتقيق ال تسعة األوراق فمن ذاق عرف وإال فال حرج عليه إذا سلم فهي قائمة باألمساء وظاهرة

ابطة بني الربوبية واملربوبية، فمن هو الواسطة بني األلوهية واملألوهية ور ) ص(واعرتف، وباجلملة فنبينا حممد هنا كان رمحة للعوامل بأسرها ألنه أس الوجود والسبب يف كل موجود وينبوع الدوائر وترمجة الظواهر والسرائر

يف كل عامل وحضرة ونشأة وموطن ومقام وحال معىن هو روح تلك الصورة الوجودية وقوام ) ص(فله ).ص(جواهرها الكونية

ذا احملل اسم: صـالة .مصدر ألن مصدر صلى تصلية وهنا كالم ال يليق ا صادرة: تليق بك .من حيث إايتها: منـك .بداية وال تعقل للبداية و .ويف احلقيقة هي صادرة منك إليك ألنه عينك وسرك اجلامع: إليـه غريك ألن حقيقته اجلمعية بتأهيلك إياه ومعرفتك بقدرة عندك ألنه ال يقدر أحد قدره: كما هو أهله

ا علما، فحبيبك الذي استتم به ظهورك ال حياط به علما وال إطالق بإطالق حقيقة ذاتك وهي ال حياط .»ال يعرفين حقيقة غري ريب «: يعرفه أحد سواك كما ترمجت بذلك حقيقة النورانية بقوهلا

وغيب هويتها الذي اجنلت به أسرار األحدية من نقطة الغييب املتجلي من بطون الذات: أللهم إنه سرك ا ا فهو صور .غينها وكنزية عمائها فارتسمت يف مرآة إنسانيته أنوار شؤون األلوهية وكماال

ا يف مرتبيت األمساء واألفعال فهو جملى الذات يف سائر مرتبها األحدية : اجلامـع هلا يف هويتها والظاهر :فلذلك اقتضت حكمتك أنه والواحدية والوحدة

ال عليك لظهوره يف صور أعيان احلقائق الوجودية وقيامها به فهو عني الداللة والدليل وبه حتقق السري : الديف أوضح السبيل فال سبيل إىل العثور على احلقيقة األصلية إال به ومنه ألنه مفتاح أبواب حضرتك

.القدسية .امسك: وحجـابك

م الذي احتجت به عن أن يدرك أحد الستحالة إدراك احلقيقة بدون مظهر من مظاهرها األم: األعظـم فاحلقيقة احملمدية هي عني امسه الظاهر ،فاحلقيقة األصلية تنكرت مبا به تعرفت واسترتت مبا به ظهرت

صورة احلقيقة لظهور أسرار احلقيقة األصلية يف صورة احلقيقة احملمدية وهي عني الباطن الستتار احلقيقة باحملمدية، فاحلقيقة األزلية ظهرت لنفسها بنفسها يف نفسها واختفت من شدة ظهورها بنفسها يف نفسها

:ألن من شدة الظهور اخلفاء، فالنور األمحدي هو .جبميع معاين امسك األعظم: القائم لك ابك وامسك األعظم سار يف حضريت األمساء واألفعال، فسر احلقيقة األمحدية الذي هو حج: بني يديك

صور الكائنات سريان النار يف الفحم، فالوجود كله قائم به وال يصح أن خيرج شيء عن حكمه إذ كل .شيء منوط به

.بالسلوك يف طريق هدايته واجلذب إىل حضرة وصوله فأقف على عني عنايته: أللهم أحلقين يقته فإنه ال يدرك أحد حقيقته إال بك وال يتحقق مبا تعني ونقطة اعتداله حىت أشاهد أنوار حق: بنسـبه

ا منها إال من اصطفيته إكراما له وأدخلته يف محاك وعزك ألن حقيقته يف عز غيبك مطلقة بإطالقك كما أظاهرة بعواملك ومجيع حضراتك، أظهرته يف كل ظاهر وأضمرته يف كل ضمري فإنا نسألك حبروفك الغيبية

اتك األصلية وجتلياتك األمسائية وآياتك القرآنية وأنوار حقيقة حبيبك اليت سبحك من نورها كل مسبح وكلم .بأنوا، تسبيحه أن تسلخ ليل إمكاين بنهار وجوبك وظل وجودي بأنوار شهودك

ات يف مرتبة وكماالته اليت هي أوصاف حقيقته الظاهرة به وعليه إذ به انفتق رتق الصف: وحققين حبسبه ا حتققا وختلقا فهو جمالها من حيث هي ا فله احليطة ا ومتيزت يف مرتبة وجد واحديتها وبه تعينت أعيا

، فالقرآن جاء )]163[(}*وإنك لعلى خلق عظيم {: هي كما ترمجت بذلك حقيقتك الذاتية يف قوهلاوباطنه باطنه وحده مجعه ومطلعه مجع مجعه فافهم، وسأل التحقق دون مبـيـنا حلسبه وأخالقه فظاهره ظاهرة

التخلق ألن التخلق يكون عن كسب وتعمل يف التحلي بالصفات فصاحب التخلق حمل ألحكام الصفات ا مرآة للذات واملرتبة وهدف لسهام آثارها، والتحقق ال يصح إال مبناسبة ذاتية تقتضي بأن يكون املتحقق اجلامعة للصفات ترتسم فيه مجيع األمساء والصفات ارتساما ذاتيا على سبيل احملاكاة لالرتسام اإللـهي فيه ا وغريهم من اجملايل الذين هم أعين بصاحب التحقق يظهر وينفك آثار األمساء والصفات يف املتخلقني

.حمل آثارها من األناسي وغريهم فاعلم ذلك ترشد إن شاء اهللا

:بشهودي له يف عني حقيقته فتكون: وعرفين إياه حقيقية عينية يقينية تدمغ كل باطل من وهم أو شك أو ظن يزلزل القدم عن مستقره إذ املعرفة : معرفة

ا وال جيهل وجيهل وال يعلم ويثبت وال ينفي وينفي وال يثبت ويصول على ذلك كله احلقيقية هي اليت يعلم من فيضان املعارف اليت ال حياط بكنهها، وعدل عن ضمري االتصال إىل ضمري االنفصال مبا يبدو منه إليه

ا حتصل معرفة احلق ) ص(لنكتة لطيفة يدريها الذائق بذوقه، وطلب معرفته ألنه بقدر معرفته والتحقق اية هلا لعدم انتهاء تعرفاته اليت كان اإلنسان مظهرا لتجليا ا لكونه النسبة اجلامعة بني سبحانه اليت ال

النسب اإللـهية والكونية فال يزاف يتجدد له العلم باهللا حبلوله يف كل عامل من عوامله ومرتبة من مراتبه ومقام من مقاماته ومنزل من منازله ويشهده يف كل مظهر من مظاهره حىت خيرجه احلق سبحانه عن سائر األحوال

ا األمسائي ة املظهرية بتجل ذايت معتدل عن التجليات األمسائية الذي هو خمتص بالعارف واملقامات وجتلياا ال حيصله يف النشأة األخروية وهذا التجلي العدمي ذه النشأة الدنيوية فإن من مل حيصله األكمل و

عينة والتقلبات يف النعت والوصف ال يدرك بعمل وال سلوك إلطالقه إذ السلوك بالعمل والتوجه يف طريق مأحوال خمصوصة من حيث الظاهر والباطن أو مها معا كل ذلك مقيد وينتهي إىل غاية لكونه له بداية وهي التوجه مثال وكذلك تعقل التوجه إليه والبداية والنهاية مقيدة بتعقلهما وعدم التعقل مقيد باإلطالق وتعقل

ية مقيد بنفس ذلك التعقل واملقيد ال ينتج إال املقيد ألنه ال يعطي اإلطالق من كل وجهة وقيد ومطلب وغامن مجيع الوجوه املذكورة إال ما هو منه إذ كل سالك على طريق معينة هي حرقه الذي يعيد اهللا عليه فاملطلوب اخلروج عن كل قيد بعد السلوك فيه واإلطالق عن كل إطالق بعد التقيد به وعبادته سبحانه

كل وجه ومشاهدته يف كل وجه ومعرفته ال من وجه وتقديسه عن كل وجه وعن كل تقديس فافهم، وملا باية هلا هي سلم السالمة من اجلهل باحلقيقة اإلطالقية الذاتية ) ص(كانت معرفة كمال حقيقته اليت ال

:سأل ذلك بقولها من موارد اجلهل م بك فمنه ترى وتشهد وبه يرقى العامل إىل بك ألنه مظهر ذاتك ومرآة العل: أسلم

أعلى درجات العلم بك ويصعد فال سبيل إىل احلضرة اإلطالقية اإللـهية إال من باب برزخية احلقيقة األمحدية والتحقق باحلقيقة احملمدية من طريق املعرفة ليس هو من باب الكسب إمنا هو من باب الفضل

كما أن معرة احلقيقة اإلطالقية اليت » وعرفين«: ىل احلقيقة اإلطالقية يف قولهواالجتباء فلذلك أسند املعرفة إهي عني احلقيقة احملمدية ال حتصل إال من حيث األمساء والصفات باعتبار متيزها يف مرتبة وحدته أو

عرف ألن استهالكها يف أحديته وشهودها يف عينها، وأما معرفتها من حيث هي هي فال إذ ليس مث من ي .األحدية ذات سحق وحمق فافهم

ا أي أشرب بسبب معرفيت باحلقيقة األمحدية من غري آلة وواسطة إذ ال حجاب بني حضرة : وأكرع .الوجوب وحضرة اإلمكان إال أنوار احلقيقة األمحدية فمن بلغ درجات االصطفاء فقد مكن

.صرف: مـن .حبر: مـوارد .ة واألمسائية اليت هي عناصر توحيدك الذايت يف بساط التجريد على سبيل التفريدجتلياتك الذاتي: الفضـل .بعناية توفيقك وسوابذ حفظك ورعايتك: وامحلنـي .مركب جادة: علـى طريقه اجلادة اجلامعة جلميع الطرق احلاصرة هلا فهي الطريقة الغراء بقمر التوحيد الذايت النقية من : سبيـله

.لسوى وغلس األكدار وانتهاء سرييشهود دليل اإىل احلضرة اإللـهية واحدة والناس يف سريها متفاوتون وحبسب اإللـهية فالطريق املوصلة: إىل حضرتك

ا على عدد سريهم تعددت فصارت ذات وجوه كثرية حبسب سري السائرين واختالف أحواهلم حىت قيل إلنفس الواحد خمالف لنزوله والتخالف ينتج كثرة الوجوه وكل أنفاس اخلالئق أي كل نفس طريق ألن صعود ا

اية هلا من حيث السائرون املتوجهون ال وجه تعرف وكل تعرف طريق، فالطرق على قدر التعرفات وهي ال ا واحدة ال تتبعض وال تتجزأ فكل من أقبل على احلق وتوجه من حيث هو من حيث احلق سبحانه فإ

به فذلك التوجه طريقه، مث الطرق وإن تعددت كما قدمنا فهي ترجع إىل ثالثة طرق كما صرح توجها يليقبذلك بعض شراح الفصوص احلامتية وهي طريق سلسلة الرتتيب وطريق السر وطريق أعلى وهي طريق

احلقيقة التوحيد الذايت، فطريق سلسلة الرتتيب هي ظاهر العبودية وهو ظاهر القرآن الذي هو ظاهراألمحدية، واملراد بسلسلة الرتتيب مراتب الوجود اليت أحكامها ظاهر القرآن املتكفل به ظاهر صورة القبضة احملمدية، وطريق السر هي طريق الربوبية وهي باطن القرآن الذي هو باطن إنسان عني احلضرة املطلقة،

ة اإلنسان احملمدي ومطلعه الذي يستشرف منه وطريق التوحيد الذايت هي احلقيقة الذاتية اليت هي حقيقعلى الظاهر والباطن، وأما حده فهو الربزخ اجلامع بني ظاهره وباطنه، أو يقال طريق سلسلة الرتتيب هي ظاهر األلوهية وهي العبودية، وطريق السر باطنها وهي الربوبية، وطريق التوحيد الذايت األصل املنسوب إليه

و يقال طريق سلسلة الرتتيب صورة األلوهية وطريق السر حقيقتها، وطريق التوحيد الذايت الظهور والبطون، أسالك بنفسه، : السالكون على ثالثة أقسام«: حقيقة حقيقتها وهذا معىن قول احلامتي قدس اهللا سره

ب اليت هي فيكون معىن األول السلوك بالظاهر الذي طريقه سلسلة الرتتي» وسالك بربه، وسالك ال سالكا، والثاين السلوك بالباطن الذي طريقه طريق السر وهي باطنها وحقيقتها، والثالث ظاهر األلوهية وصورما سالك ال سالك من حيث وقوفه على عني الظهور والبطون وأصلهما وغيبته فيما نسبا إليه ووصف

قيقة واالسم واالبتداء واالنتهاء فهو فال يوصف بسلوك وال عدمه خلروجه عن الظهور والبطون والصورة واحليف عني الذات اجملردة، أو يقال األول سلك بنفسه من حيث ابتداؤه منها وقطعه مجيع عواملها ومراتب ا حىت وصل إىل احلضرة اإللـهية فهذا سالك بنفسه وإن كان يف احلقيقة سالكا بربه وله وجودها ومقاما

طور اإللـهي مث سلك بربه من حضرته فعاد عودا معنويا وقطع الدائرة مرة ثانية ينسب الكمال اإلنساين يف الوهذا هو الكمال اإللـهي يف الطور اإلنساين كما نبه على الكمالني تلميذ احلامتي وهو صدر الدين يف كتابه

تداء وال انتهاء فيقال مفتاح الغيب، وأما الثالث فإنه ملا خرج عن الدائرة إىل عني اإلطالق الذي ليس له اباحلاصل أن طريق سلسلة الرتتيب هي طريق العبودية ألن سلسلة الرتتيب هي مراتب . فيه سالك ال سالك

الوجود وأحكامها اليت هي األحكام التكليفية هي العبودية، وأما الطريق الثانية فهي الربوبية ألن الربوبية سر . وحقائقها، والثالثة هي الكشف الذايت والتحلي احلقيقي فافهم العبودية فيعرف اإلنسان سر تلك األحكام

هذا والطريق دورية ال خطية فكل من كان ابتدأ سلوكه من مرتبة ما من مراتبها فال بد أن يطوف على عني اية طريق كذا بداية طريق «: مجيعها وال تفاوت يف وجوه هذه الطرق خالف ما يظهر من قول القائل

إنه يقتضي أن الثاين له الفضل على األول لتحصيله ما مل حيصله واطالعه على من مل يطلع عليه ف» كذاراد أن األول انتهى يف مرتبة من مراتبه اليت هي

ألن ابتداءه من انتهاء الثاين وليس هذا مراد القائل بل امل

ا بابتدائه فيما انتهى منه بانتهائه فيما ابتدأ مرتبة مجعه، والثاين ابتدأ منها دائرا على مجيعها حىت يستوعبها متاما فال فضل ألحدمها على اآلخر أللهم إال من قصرت به النفقة فحط منه فيكون كل واحد أحاط رحله يف مرتبة من مراتبها من غري استيعابه مجيعها فإن ذلك ما قدر له على أي وجه من وجوهها والوقوف

ن شاء من عباده فليست الطريق قوال باللسان وال على عني الطريا أمر قليب غييب يهبه اهللا مل ق والتحقق

ا هو املطلوب واجلاري على عمال باألركان وال تؤخذ عن أحد إال على سبيل الداللة واإلرشاد والتحقق ر اليت هي اإلسالم، واحلقيقة شريعة وطريقة وحقيقة، فالشريعة أحكام الظاه: ألسنة القوم أن األقسام ثالثة

حقائقها اليت هي اإلحسان والشهود بالعيان، والطريقة برزخ بينهما جامع هلما وهي اإلميان، فالطريق هي السلوك بالشريعة يف عني احلقيقة فإن الشريعة عني احلقيقة وال يفرق بينهما إال حمجوب عن ربه بنفسه وال

رت ما شيء واحد إال امل نان، وأهل الطريق على يعرف أ

قي يف مقامات اإلحسان اليت هي املوهبة من امل

أقسام؛ فمنهم من تكفل ببيان مبادئها وظاهرها، ومنهم من توسط، ومنهم من تكفل بغايتها وانتهائها وكل .إلـهي طالب الوصول إىل احلضرة اإللـهية وحممول

دس إذ لوال سوابق لطفك وعنايتك ألهل مودتك ما استقرت وتأييدك بروح الق: محال حمفوفا بنصرتك م هبوب نفسك من قبل اليمن أقدامهم يف مزلة التوحيد على عقبة التفريد وشواهق التجريد لكن وجدايرسي قدمهم عند تدكدك جبال النفوس بتقلبات األحوال وتعرفاتك القهرية الصمدية اليت هي طريقك

وصلة إليك .امل .بتجلي أنوار أمسائك وصفاتك يف سائر طوري: واقذف يب .الشاغل عنك الذي هو شهود ذايت وصفايت بنفسي يف نفسي: على الباطل وأحمق وجوده به وجعلت الباطل جمموع ذات اإلنسان وصفاته ألن ذلك اجملموع هو العامل بأسره : فأدمغه

، فصورة ذاتك مثال هي العامل السفلي وصفاتك هي ال وجود له حقيقي علوه وسفله، وهو الباطل الذيالعامل العلوي وبالذات تقوم الصفات كما أن بالصفات تظهر الذات وليست الذات إال جمموعها فإذا ا فإنه يرى ذات احلق وصفاته، فحقيقة صفاته تفرقت مسيت صفات فإذا خرج اإلنسان عن ذاته وصفا

رتبة الثانية اليت هي مرتبة الواحدية، وحقيقة ذاته هي ذات احلق املتعينة هي صفات احلق اليت ظهرت يف امليف املرتبة األوىل اليت هي األحدية فيخرج اإلنسان بسبب جتلي أنوار القرب عن صفات نفسه أوال ويتلبس

ية فتصري ذات بصفات ذات احلق وهذه الدورة األوىل، مث خيرج عن صفات احلق إىل ذاته وهذه الدورة الثان .احلق ذاته وصفاته صفاته وهذا مقام احملبوبية الذي هو نتيجة قرب الفرائض مث قرب النوافل فافهم

.مبنجنيق أنوار شهودك: وزج يب .عيـن: فـي ا أول التعينات اليت جتلت فيها : حبار األحدية الذاتية اليت ال يظهر ألحد فيها استعداد لقبول وجوده أل

يقة األصلية من كنز عمائها فهي من حيث املعىن عبارة عن صرافة الذات اجملردة عن سائر األمساء احلقوالصفات وعن مجيع األفعال واآلثار فهي ذات سحق وحمق ال ظهور فيها وال بطون وال أول وال آخر ليس

قتضيات واألحكام واالعتبارات فيها وجود حق وال خلق وال وجود مجع وال فرق عارية عن مجيع النسب وامل

ا كل موجود وجوده فهي »كان اهللا وال شيء معه«وهذا جملى ، مث يلي األحدية الواحدية وهي اليت قبل ظهور الذات باألمساء والصفات واألفعال واآلثار حبكم الذات ال حبكم افرتاق اجلميع، أي كل اسم أو

، )]164[(}كل شيء هالك إال وجهه {: جملى قولهصفة ظهر يف هذه املرتبة يظهر هو عني اآلخر وهذا وهذه املرتبة الثانية اليت هي التعني الثاين وهي تعني احلقيقة يف مرتبتها العلمية الوجودية هي مرتبة األلوهية

ات كما أنب اليت قبلها هي مرتبة اهلوية مث يليها مرتبة الوحدة اليت هي ظهور الذات باألمساء والصفواألفعال واآلثار حبكم ما يستحقه كل واحد من اجلميع، أي يف هذه املرتبة تباينت األمساء والصفات وظهر

نتقم كما اقتضت حكمة اخلبري العليمنعم غري امل

.حكم امسه امل

أي أخرجين من متشابه التوحيد الذي هو تقابل األمساء وتضادها واختالف: وانشلين من أوحال التوحيد ماثلة بقوله

فضي إىل احلرية وذلك أن النفس إذا نزهته عن امل

ا امل } ليس كمثله شيء {)]165: [(تعرفا

: وإن قالت إنه منـزه عن صورة اخللق جاء التشبيه بقوله) إن اهللا خلق آدم على صورته: (جاء التشبيه بقولهاية له، فهذا املقام الذي تتقابل فيه األمساء اخل احلديث إىل» ...رأيت ريب يف صورة شاب أمرد ما ال

وحد إىل تأييد من احلق وإال زل قدمه ووقع يف مهواة اخلسرانأللهم إنا نعوذ بك . بأضدادها حيتاج فيه امل

.منك إليك ونعتصم بك من كل شر فيضان األنوار كما نلجأ إليك من شر األغيارا فأشاهد األلوهية يف عني العبودية، وسأل الزج يف : الوحدة وأغرقين يف عني حبر الذاتية وصفاء جوهر

فهي جملى الكمال، ولذلك ،األحدية واإلغراق يف الوحدة ألن الوحدة أخص من األحدية والواحدية حققني عن سأل اإلغراق فيها إذ فيها الوفاء حبقوق األلوهية والقيام بوظائف العبودية وقد عرب بعض امل

.الوحدة باأللونية وهو حسن من حيث كون االسم عني املسمى والتعبري بالوحدة أحسنا ا : حىت ال أرى وال أمسع وال أجد وال أحس إال املتبادر أن حىت هنا إغيائية يف االستغراق وحيتمل أ

ى شيئا أو كي ال أرى شيئا بعينه وال تعليلية وكالمها صحيح، أي وأغرقين يف عني حبر الوحدة إىل أن ال أر رتسمة يف خيايل بل ذلك

كله ال أمسعه بسمعه وال أجده بإدراك عقله وال أحسه حباسة من حواسه امل

.يكون إال بشهود الوحدة وسرها يف كل ذرة حسبما ينتج يل ذلك قرب النوافل مث قرب الفرائض

أرنيه وأشهدنيه فاجلعل شهودي ال وجودي إذ اجلعل الوجودي أي ) ص(األعم : واجعل احلجاب األعظم حاصل وسؤاله يؤذن بعدمه وقد تقدم أنه سر األعيان الوجودية وبه انتشرت ظليتها واستقامت أشخاصها

.وجواهرها .وجود: حياة .أشهدين: روحي و .وجوده: روحه .شهودي: سر .أشهدين: حقيقيت و .يف: حقيقته .حقيقة وصورة فال أرى سواه ويكون فنائي فيه غاية أمري ومنتاها: جامع عواملي .سبب: بـ .والتعني : حتقيق احلق .األحدي الذايت: األول .يف عني آخريته وال أوليته له: يا أول .يف عني أوليته وال آخرية له: يا آخر .يف عني باطنيته وال ظاهر له: يا ظاهر عني ظاهريته وال باطن له، إذ هو الذي أول األول وآخر اآلخر وأظهر الظاهر وأبطن الباطن يف: يا باطن

فسقطت هذه املعاين وبقي حق حمض، وأيضا األولية تقتضي عد األدهار، واآلخرية عد األعصار، ل األلوهية ألن والظاهرية بواديء اآليات، والباطنية أسرار اخلفيات، وهذه الصفات كلها منفية عن كما

األولية يف األذهان آخرها إىل قدم الزمان وال زمان يف األزل، واآلخرية استياقها إىل دوام األعصار وال أعصار يف األبد، والظاهرية يف العقول الظهور يف األماكن وال مكان عند ظهوره، والباطنية يف اخليال طويت

جلريات العلل إذ ال علة يف وجوده منـزه عن الوسواس والقياس، أوله اخلفيات وهو منـزه عن أن يكون حمال آخره وآخره أوله، ظاهره باطنه وباطنه ظاهره، أوال ال بزمان وآخر ال بأوان، ظاهر ال باقرتاب، باطن ال باحتجاب، أول من عني ما هو آخر وظاهر وباطن، وآخر من عي ما هو أول وباطن وظاهر، وباطن من

ما هو ظاهر وأول، أول لألرواح بسبق العنايات، وآخر للقلوب حبسن الرعايات، ظاهر بنعت الكشف عني لألسرار، باطن بكشف حقيقته للعقول القدسية، سبحانه عما أومى إليه اخلليقة بكماله، سبحانه عما

ه، ومن يعرف عروق األعصار حىت أشار إليه الربية بنهايته، من يعرف عقود علل األشياء حىت يعرف أوليتيعرف آخريته، ومن يعرف كينونة األفعال حىت يعرف ظاهريته، ومن يعرف أسرار بطون األرواح والنفوس ا يعرف أصل كل أصل وعلة كل حىت يعرف باطنيته، لو يعرف املخلوق ماهية وجوده بنعت إحاطة علمه

وجدها إال هو الذي نعته األول واآلخر والظاهر والباطن كما اقتت علة إذ ال يعرفها إال من يوجدها وال ي :حكمته تعاىل

اخلفي عن العقول واألوهام القاصرة عن إدراك كنهه األسرار : امسع ندائي مبا مسعت به نداء عبدك زكرياء اهللا رجاءه واستجاب واألفهام، وخص زكرياء بالذكر إشارة إىل أنه يطلب ولدا يكون وارث سره وقد حقق

دعاءه ووهب له أبا احلسن الشاذيل رضي اهللا عنه فأحىي اهللا به هذه العلوم اللدنية اليت ال زال الرجال ا إىل يوم القيامة وقد أحىي اهللا رسومها بعد أن هدت ووهت على يد شيخ هذه . واحلمد هللا يتداولو

ة شيخ شيخنا موالنا العريب بن أمحد الدرقاوي احلسين الطائفة الدرقوية العارف باهللا حقيقة شريعة وحقيقوتفجر ماؤها شرقا وغربا فاحلمد هللا على ذلك على أن هذه الطائفة احملمدية قد كاد أن يصبح ماؤها غورا

إذ ال بد للشمس من سحاب وللحسناء من نقاب وإىل : كما مسعت شيخنا أيده اهللا يقول وهو كما قال .راهللا ترجع األمو

.بتأييدك ألكون خملصا يف عبودييت: وانصرين بك بسوابق عنايتك ولطف رعايتك كما أيدت حبيبك فجمعت له بني احلقيقة والشريعة : لك وأيدين بك لك

.»هو الذي أيدك بنصره وباملؤمنني«فقلت وقولك احلق عا بني حق وخلق وهذه مرتبة الكمال فأشاهد الربوبية يف عني العبودية، أي أكون جام : وامجع بيين وبينك

وقد حار فيها كثري من الفحول وهي من أوحال التوحيد كما صرح بذلك الشيخ األكرب، ومحلنا اجلمع يف م بدليل قوله :كالمه على مجع اجلمع ألنه هو املراد بقرينة البينية وهو مطلوب العارفني من ر

.رؤية :وحل بيين وبـني ث إنه غري بل أرى اخللق عني احلق واجلمع عني الفرق إذ الغري ال وجود له من حيث غرييته من حي: غريك

.ألنك أنت

لك وأنت: اهللا .يف امل

.يف امللكوت وأنت: اهللا يف اجلربوت فالغريية ال وجود هلا لكن ملا كان الوهم من األحوال اليت تعرتي الطور اإلنساين سأله أن : اهللا

اخل ... اخل اليقني الذي يتم به الشهود ويسأل يف قوله وحل... وعه فكأنه سأل يف قوله وامجهيعصمه من وقذا االسم عقب سؤاله إشارة إىل نتيجة مجعه، ولنجعل نفي باقي األحوال من الشك والظن والوهم، وأتى

ملرتبة التعيينية اجلامعة هذا االسم علم على ا: الكالم على هذا االسم الشريف كاخلامتة هلذا التعليق فأقولشار

للمراتب والتعينات كلها فمدلوله أول مراتب الذات اليت هي حقيقة احلقائق وليس فوقه إال الغيب امل

إليه باهلو مث الغيب املغيب الذي ال إشارة له وال اسم وال نعت مث ما ال لسان له من تعني وغيب وإطالق بهذا االسم الشريف تنطمس التعينات النفسية وتنطفىء األحوال وتقييد وإشارة ونفيها إىل غري ذلك، ف

الومهية فتنقلب تعينات إلـهية وأحواال وصفات حقية فريى الذاكر ربه بربه مبا كان به يرى نفسه يف نفسه عكسا فتلك الصفات اليت كان عليها يف احلالة األوىل هي عني الصفات اليت انتقل إليها وإمنا كان شعاعه من

يرى ما لغريه لنفسه فحجب بذلك عن ربه واختلفت عليه األحوال وتراكمت لديه األهوال وعظم عنها ألجل ذلك الزوال، وهذا االسم أيضا يطفىء وهج الواردات احلالية ويسري بصاحبه يف جادة الطريق حىت ال

حضرة اإللـه املعبود مث خيرق حيصل منه ميل وال احنراف عن االعتدال فيقع على عني املقصود الذي هو ا والتسرت بكثيفها والتظلل بظلها بالعثور على عني الذات مث يصري بعد ذلك أيضا الصفات بعد التحقق حجابا عن املذكور وغفلة مما صدر وهو يف هذا املقام املذكور فافهم، وكيفية ذكره عندها أن تشاهد يف

رفة مرتبة حروفه يف عاملها ومعناه وحقيقته وأن تشاهد سائر الشؤون اليت حال الذكر صورة االسم ولفظه ومعاحتوت عليها ذاتك بزعمك وأن لسانك وحنكك وأسنانك ويدك وغري ذلك من جوارحك كلها صول شؤون احلق وتعلم حقيقة الشأن يف نفسك وحقيقة كل شأن من هذه الشأن وحقيقة الشأن اجلامع هلا

ذلك فتكون يف حال الذكر مستحضرا جلميع ما ذكر ومتحققا به تفصيال وإمجاال الذي صورته هي صورة فيكون ذكرك حينئذ إمنا هو مساعدة للشؤون فأنت يف هذه احلالة تشاهد الشؤون فقط وهذا كله قبل

ذه احلالة معينا له على التمكن فيه فإذا متكن وحتقق فإن الذكر التمكن يف شهود املذكور فيكون الذكر والذاكر واملذكور شيء واحد فإنه ال يتصور سلب الذكر عنه حىت يلتبس به ويـعد ذاكرا فهو املذكور حينئذ

إذا علمت هذا ظهر لك سر التشخيص الذي تعنيه هذه الطائفة الدرقوية زادها اهللا شرفا وتأييدا . عند غريه

س النفس عن اجلوالن يف أقطار بالدها ومجع اهلمة على قبول الواردات اإللـهية إذ ال معىن للذكر سوى حبذه خرجة عن جادة الطريق وواسطتها وإذا مل يكن الذكر

ا ودفع الوسوسة امل احلقية من أصلها ومعد

ن حتقق وخرج عن ظله وزالت علته فالتشخيص معني على حبس النفس املثابة فهو حجاب عن املذكور مل

ن كان ضعيفا وأما القوي فال كالم معه، وهذا كله مع املريد الصادق الذي سلب عن اجلوالن يف بالدها مل

اإلرادة وكان مراده مواله، وأما من يذكر بنفسه لنفسه بأن يذكر ألجل الثواب األخروي وكذا الدنيوي من يضا بل كالمنا مع من ال مطلب له قط يف علم أو شهود احلفظ والعافية وحنو ذلك فإن هذا ال كالم معه أ

.أو حتقق ومتكن وغري ذلك مما فيه قيد الوجهة والطلب والتشوق وغري ذلك مما جيل ذكرها يعرب )]: 166[(}إن الذي فـرض عليك القرآن { أحكامه الظاهرة اليت هي التكاليف الشرعية و

عرب عنها بديار ليلى اليت مير عليها السالك مراتب و جوده ألن األحكام الشرعية أحكام ملراتب الوجود امل

.السائر، واملراد مجيع املقامات احلسية واملعنوية .ا)]: 167[(}لرآدك { أصلك وحقيقتك إذ قيامك بوظائف العبودية يكشف لك عن سر الربوبية )]: 168[(}إىل معاد { كشف أسرار الربوبية ينقطع البني وتظفر بالعني أي ترد إىل شهود أصلك وحقيقتك، وبيان ذلك أن وب

األحكام الشرعية جبملتها هلا أصول إلـهية وحقائق ربانية اعتدالية غري مائلة إىل جانيب اإلفراط والتفريط، ود احلقيقة اإلطالقية ال يكون إال والعتداهلا كانت موصلة إىل عني أصلها، فالرد إىل األصل الذي هو شه

ن نظر إىل عي احلقيقة فجعل يتلبس جبميع صورها اخلارجة عما عينه الشرع من باب العبودية خالفا مل

سبحانه على العبيد مما يعلم صالحهم فيه ووصوهلم به إليه من قوفهم مع االعتدال املوجب للبـعد من وصل إىل عني املقصود ا

سمى بالزنديق الضالل امل

حلافظ من الوقوع يف النار مع أهل اجلحود وهذا هو املاخلارج عن احلق وهو يزعم التحقيق وما مثله إال مثل من يريد أن يستنبت مثار الصيف يف الشتاى فإنه ال

مثلك قد ترك الطريق وحاد عن الرفيق ومال إىل: يصل إىل ذلك ولو كان له علم مبا هنالك، بل نقول لهشهوته اخلفية مبواقة حقيقته النازلة به يف اهلاوية، وأمي اهللا إنه ما وافق احلقيقة اخلارجة عنها وإن كان فيه إفراط جلانبها لكن وقوعه يف املعاصي وخمالفته لألخذ بالنواصي أقوى يف اتباع الردى وموافقة شهوته احلائدة

.سأل اهللا السالمة والعافيةبه عن اهلدى الواقعة به يف جماورة العدا، ن

علما لدنيا مستفاضا من خزائن رمحتك الذي جعلت اخلضر )]: 169[(}ربـنا آتنا من لدنك رمحة { مظهرا له، واملراد بالعلم الورود من ماء عني احلياة الذي هو نفس العلم اللدين فمن شرب منه ال ميوت أبدا

ا يقوم فهي هو وهو هي، ولذلك ملا شرب منه اخلضر مل ميت أبدا ألن العلم مبذور يف أرض احلياة إذ ألن العلم اللدين ال يفىن فاخلضر ال يفىن، ومعىن شرب اخلضر منها قيام العلم باحلياة فمن شهد حقيقة

ملسمى باخلضر وهو ال العلم يف عني حياته أي يف عني حقيقته اإللـهية الوجودية األزلية فشهوده ذلك هو ايفىن أبدا دنيا وأخرى واحنالل جسم صاحبه باملوت ال حيجبه عن ذلك بل يزيد به شربا منها أي شهودا،

.فكل من حصل له هذا الشهود فله خضر خيصه وهو نفس الشهود فافهم .سرينا يف طريق رشدنا طريقا)]: 170[(}ز س ش ص ض { اخل، وليس ذلك يف نسخة )]... 172[(}سبحان ربك {اآلية، وآية )] 171[(}ته إن الله ومالئك {

.اخلرويب وال يف نسخة سيدي عبد القادر الفاسيقد انتهى هذا التعليق حبمد اهللا وحسن عونه وصلى اهللا على سيدنا حممد وآله وصحبه وسلم واحلمد هللا

وأسري ذنبه أفقر الورى إىل عفو اهللا أبو بكر البناين الرباطي دارا ومنشأ رب العاملني على يد مؤلفه عبد ربه .الدرقاوي نسبة غفر اهللا للجميع آمني

ريب الكبري سيدي حممد ؛ 5&#ترمجة سيدي حممد احلراق رضي اهللا عنه العالمة األديب الشيخ اجلليل امل

م مدن شفشاون وفاس وتطوان فحسب بل حيق للمغرب كله أن احلراق، أحد الرجال الذين ال تفتخر يفتخر به ألنه رمحه اهللا كان حبرا زاخرا يف العلم وجبال راسخا يف املعرفة، وكان إماما يف ثالثة علوم قلما

كان يف مقدمة . علوم الشريعة وعلم األدب وعلم التصوف: اجتمعت يف رجل واحد يف الشرق والغربدرس خمتلف العلوم العقلية والنقلية وشهد وأفىت وخطب ودرس وعمل مجيع ما يعلمه العلماء الفقهاء، فقد

ا كثري من الناس يف كبار العلماء والفقهاء، وكان نابغة من نوابغ األدب وأشعاره الكثرية مطبوعة يتغىن ا صوفية املغرب و ا على خمتلف الطبقات ويعجز عن اإلتيان مبثلها كثري من األدباء ويعتز يفخرون

املتأخرين من صوفية املشرق، وكان من أكابر شيوخ التصوف ورجال الرتبية وهذه رسائله العامرة باحلقائق ا الغافلون ا املهتدون ويهتدي .والرقائق متداولة بني الناس يسرتشد

والي العريب الدرقاوي حيكي الفقراء الدرقاويون ـ بتطوان وغريها ـ أن مؤسس الطريقة الدرقاوية الشيخ ماجتمع ذات يوم مع تلميذه الشيخ سيدي حممد البوزيدي الغماري يف جامع القرويني بفاس، فقال موالي

العريب للبوزيدي أريد أن يكون معنا يف هذه الطريقة عاملان من علماء الظاهر ليدافعا عنها ويناضال من يب، وهو يشري إىل تلميذه الشيخ أمحد بن عجيبة أما أنا فقد وجدت صاح: يعارضها، فقال له البوزيدي

الذي كان دخوله يف الطريقة الدرقاوية على يده بعد أن كان من كبار علماء الظاهر بتطوان، فلما مسع موالي العريب ذفلك ثىن سبابته وغمسها يف املاء وصار يقلبها هنا وهناك كما يفعل صائد السمك يف

يف صحن املسجد حيث يوجد املاء، يشري بذلك إىل أنه ما زال يبحث عن النهر، ولعلهما كانا جالسني .صاحبه

ما اجلم ومضت األيام ومات الشيخ البوزيدي بعد أن مات صيده ابن عجيبة وذلك بعد أن أنقذ اهللا ومئذ الغفري من العصاة والغافلني، وهيأ اهللا األسباب فاجتمع الشيخ موالي العريب بالشريف احلراق وهو ي

فقيه مفيت مدرس، من مجلة علماء الظاهر بتطوان أيضا، فلم يفارقه إال وهو شيخ من شيوخ الرتبية وإمام .من أئمة الرتبية

ملا حقق اهللا للشيخ الدرقاوي ما كان يؤمله من دخول عامل «: وهنا يقول سيدي أبو عبد اهللا املرير ما نصه رسا شديدا على من ينتقد على فريقه، اختذ احلراق من عمده اليت من علماء الظاهر يف طريقه ليكون ح

يعتمد عليها وحججه الدامغة اليت يستند إليها، لكان جيله ويرفع من قدره وينوه بذكره وخياطبه يف رسائله .»خطاب األكفاء ويقيمه يف ذلك مقام النواب عنه والوكالء

.شيخ موالي العريب الدرقاوي فمعروفة متواترةأما كيفية اجتماع الفقيه احلراق بالالشيخ موالي العريب الدرقاوي شد الرحلة إىل قبائل غمارة للتعزية عقب وفاة تلميذه الشيخ سيدي حممد

ا مع أصحابه من قبيلة غمارة إىل تطوان من غري بيان املرمى ... البويدي ويف إحدى األيام هيأ دابة ووجه ا وال ا وانتظروا الذي أراده ابة عنا م ملا وصلوا املدينة أطلقوا للد كشف للهمة اليت صرفهم إليها، إال أ

أين يكون مرساها ويف أي مكان تقف خطاها، فلم تزل الدابة جادة يف سريها موفقة يف قصدها إىل أن ا نواها إزاء دار الشيخ احلراق اليت كانت إذ ذاك بنقيبة اجلامع الكبري، فوقف ألقت عصاها واستقر

ا مأمورة بال شك وال ارتياب، وكان الشيخ احلراق ال زال متأثـرا من مكر األصحاب بالباب وعلموا أأعدائه مالزما ملنزل إيوائه غري مستعد لسفره والتقائه، فقال أصحاب موالي العريب اغتنم فرصة هذه احلركة

ا إن شاء .اهللا كلها خري وبركة، فركب الشيخ احلراق وقصد موالي العريب واركب الدابة فإ

مث إن الشيخ احلراق رمحه اهللا ملا قرب من املكان الذي كان به الشيخ موالي العريب نزل على عني ماء وتوضأ كما توضأ قبله الشيخ أبو احلسن الشاذيل حني أراد االجتماع بشيخه موالي عبد السالم بن مشيش

وقد ذكر الشيخ حممد بن العريب الرباطي أن . ئا من كل علم وعمل إال ما يأتيه على يد هذا الشيخمترب الشيخ احلراق أخربه بعد ذلك بأنه مل يكن عارفا بقضية الشاذيل مع ابن مشيش وإمنا هو حمض إهلام من اهللا

.سبحانه، مث وقف على أن ذلك الوضوء هو شرط يف الطريقة الشاذليةوتقدم الفقيه احلراق إىل الشيخ موالي العريب فرحب به ترحيبا وتعانق الرجالن وارتفعت أصوات الفقراء

ذاكرة فقال الشيخ للفقيه اذكر اهللا وذكر يف اهللاعد جللوسهم وابتدأت امل

.بذكر اهللا مث دخلوا املكان امل

ين يف ذلك اجمللس أنه ملا جلس الفقيه احلراق بني وذكر ابن العريب الدالئي عن بعض الذين كانوا حاضر يدي موالي العريب أتت امرأة بآنية من الصامت احللو ودفعتها ملوالي العريب فشرب منها وأعطى فضلتها

ذاكرة فقال موالي العريبا، مث أخذا يف امل إن الشيخ الكامل هو الذي يكون يف غاية : للفقيه احلراق فشر

.ية الصحو، ويف غاية اجلذب ويف غاية السلوك، ويف غاية الفناء ويف غاية البقاءالسكر ويف غافقال الفقيه احلراق يا سيدي ظهر يل بسبب عقلي الفاتر وفهمي القاصر أن هذا مجع بني متناقضني وهو

هم يا من ألفت حمال، فقال له موالي العريب ورد يف احلديث أن هللا ملكا نصفه ثلج ونصفه نار وتسبيحه ألل بني الثلج والنار، فال الثلج يطفىء النار وال النار تذيب الثلج، ألف بني قلوب عبادك املؤمنني، فشرح اهللا

اآلن ظهر يل أن السكر يكون باطنا والصحو ظاهرا، واجلذب والسلوك : صدر الفقيه احلراق للفهم وقالواهللا يا سيدي إال كذلك وصار : ر موالي العريب بذلك وقال لهكذلك، كما يقال يف اإلميان واإلسالم، فس

مث لقنه األوراد وأذن له يف الرتبية والتلقني ومل يأمره خبرق عادة وال بكشف رأس وال سؤال وال لبس . يكررها .دية هللامرقعة وال ذكر يف األسواق وإمنا حضه على كثرة ذكر اهللا ومجع القلوب على اهللا وإخالص العبو

العالمة موالي التهامي الوزاين أنه بعد أن انصرف سيدي حممد احلراق من عند موالي العريب وذكر سيديالدرقاوي قال له بعض كبار أصحابه غفر اهللا لك يا سيدي كم لنا يف صحبتك من زمان ومع ذلك مل

ا الفقيه احلراق فقد دف عت له األمانة مرة واحدة دون أن نصل منك إىل درجة الكرامة اليت أكرمت إننا مل نزد سيدي حممد احلراق شيئا على كونا أوقدنا فتيلته : يتكلف لذلك أقل كلفة، فقال موالي العريب

فقد جاء ومصباحه صاف نظيف وقد وضع يف أسفله ماء نقيا وصب عليه زيتا يكاد يضيء من صفائه ذيب، مث طلب منا أن نوقده له ففعلناووضع فيه فتيلة نقية ال حتتاج .إىل تقومي وال

كان عمر سيدي حممد احلراق رضي اهللا عنه حني اجتماعه بالشيخ موالي العريب الدرقاوي رضي اهللا عنه .حنو أربعني سنة

قال .تصدى الشيخ سيدي حممد احلراق للمشيخة والرتبية مع إلقاء دروس التفسري بتطوان وفاس وغريمهاوقد أخذ عنه رضي اهللا عنه خلق كثري ال يـعد كثرة من : (تلميذه الشيخ حممد بن العريب الرباطي ما نصه

طلبة العلم وأعيان الناس، وأهل االعتناء بدينهم حباضرة فاس ونواحيها كصفرو والبهاليل وجبل كندر وقبائل وأما شفشاون كاد أهلها كلهم . ن أهل تطواننواحي تطوان وجم غفري م الغرب وأهل اجلبال واملداشر من

أن يدخلوا يف طريقته، وانتشر مدده إىل أن بلغ إىل الرباط مع أنه مل يصل إليها بنفسه، وكان مهتما لو كنت أعلم : بالوصول إليها غاية االهتمام ألن اهتمامه كان يف الداللة على اهللا وكان رضي اهللا عنه يقول

د الوصول إىل اهللا ألتيت إليه حبوا وأخذت بيده ابتغاء مرضاة اهللا وترغيبا يف اإلقبال أن أحدا بقنة جبل يريوأخربين هو رضي اهللا عنه أنه ملا قرب وفاة الشيخ موالي العريب رضي اهللا عنه رأى يف : (وقال). على اهللا

دة والناس كلهم حفاة عامل النوم مأل من الناس كثري ومعهم الشيخ موالي العريب وعلى رأسه شاشية جديالرؤوس فأتى إليه موالي العريب وأخذ الشاشية اجلديدة اليت كانت على رأسه وجعلها على رأس الشيخ سيدي حممد احلراق، فلما استيقظ أوهلا باخلالفة من بعده فلما مرت ثالثة أيام جاء خرب موالي العريب

واحلال يشهد والرجال تعرف باحلق ال احلق يعرف بالوفاة فكان اخلليفة من بعده بال شك وال إشكال ).بالرجال

إين رحبت من باب الفضل فال أدل إال عليه، وما من شيخ : (كان سيدي حممد احلراق رضي اهللا عنه يقول :وكان يقول) إال ويدل على السبيل الذي مر عليه وال يوصل إال للمقام الذي انتهى إليه

متعذر يف سائر األحوال مثن الوصول من األحبة غايل وجالئل األموال واألعمال لو أنفق اإلنسان فيه روحه إال مبحض اجلود واإلفضال ما نال منه بذاك أدىن ذرة :ترك سيدي حممد احلراق رضي اهللا عنه

.ـ ديوانا يعترب من أعظم دواوين الصوفية .ـ شرح بعض اآليات القرآنية

.حاديث النبويةـ شرح بعض األ

.ـ حوايل مخسني رسالة .ـ شرح التصلية املشيشية

.ـ شرح احلزب الكبري لإلمام الشاذيل رضي اهللا عنه .ـ شرح احلكم العطائية مساه إمثد القلم يف أحداق احلكم

:ـ شرح األبيات الثالثة اليت أوهلا توضأ مباء الغيب إن كنت ذا سر

النور الالمع الرباق يف ترمجة (مد بن العريب الدالئي رضي اهللا عنه يف كتاب مجع هذا كله تلميذه سيدي حم .الشيخ سيدي حممد احلراق

هجرية بعد أن عاش حوايل ثالث وسبعني 1261تويف رضي اهللا عنه يوم واحد وعشرين من شعبان عام .سنة

لسيدي حممد بن ) دي حممد احلراقالنور الالمع الرباق يف ترمجة الشيخ سي(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب .لسيدي حممد داود) النور الرباق يف ترمجة الشيخ حممد احلراق(العريب الدالئي، ومن كتاب

شرح الصالة املشيشية للعارف باهللا الكبري سيدي حممد احلراق رضي اهللا عنه املتوىف عام ؛ 5&#) لرباق يف ترمجة الشيخ سيدي حممد احلراقالنور الالمع ا(هجرية هذا الشرح مأخوذ من كتاب 1261

أليب عبد اهللا حممد بن العريب الرباطي الدالئي رضي اهللا عنهما وصلى اهللا على سيدنا حممد وآله وسلمأصله يا أهللا مث حذفت منه ياء النداء وعوض منه امليم وهذا االسم هو اسم للذات اجلامع جلميع ) أللهم (

الصالة من اهللا رمحة ومن املالئكة ) صل على. (والصفات وهو االسم األعظم املشهور معاين األمساءذا املعىن حمال عن اهللا تعاىل استغفار ومن العباد دعاء بالرمحة، والرمحة رقة وانعطاف يف القلب فهي

ن رمحه سبحانه، وإحسان احلق لرسا وغايتها وهي اإلحسان مل وله عليه الصالة فوجب محلها على فائد

والسالم ال يساويه إحسانه ألحد من اخللق ألنه تعاىل جعله عليه السالم نور الوجود وأصل كل كائن ) صل عليه(وموجود ووجود الشيء رمحة له فلذلك كان عليه السالم رمحة للعاملني وهدية للمؤمنني ومعىن

الرمحة لألنبياء بلفظ الصالة تشريفا هلم وإشارة أي ارمحه بأن تبالغ يف اإلحسان إليه ولكن خص الدعاء ب) ص(إىل أن نفع ذلك راجع للمصلي ال للمصلى عليه إذ هم أئمة الشفعاء وإمامهم موالنا رسول اهللا

اخل وعرب عنه باملوصول املبهم ألن املقام يقتضي ذلك من ... أي الرسول الذي منه) من(وجبل وعظم

بلغ من الشرف وعلو الدرجات إىل غاية ال ميكن بلوغها لغريه من ) ص(ألنه ) ص( حيث انبهام رتبتهانشقت، أي من حقيقته النورية املنجذبة من احلقيقة الذاتية، : يتعلق بقوله) منه(املخلوقات أصال،

التكوين، مجع مجع سر أي أسرار العارفني ومواجيد الواصلني بنفسها لعامل) األسرار(أي اندفعت ) انشقت(ا فلها سر وهو ما بطن من احلقيقة اللطيفة األزلية احمليطة جبميع احلقائق ذاتا وامسا وصفة على ما يليق

ا أي ظهرت من ذاته ) وانفلقت(الوجود يف كل موجود مع تنزيهها عن الظرفية واحللول وغريمها مما ال يليق ا يهدي ) األنوار(وحقيقته باعتبار تلوين مجاهلا أي صفات التكوين اليت هي أنوار الداللة على الذات اليت

اهللا تعاىل من أراد هدايته إىل معرفة تلك األسرار املندفعة من السر احملمدي اجلامع ألسرار الكون كله من الة على الذات كلها جتتـل ى على احلقيقة حيث إنه مقتضب من النور الذايت احمليط كما تقدم فالصفات الد

ا الشريفة املطهرة ) وفيه(احملمدية عليها الصالة والسالم فهي عروس خلقة الكون مجيعا ) ارتقت(أي يف ذاأي ارتفعت لداللتها على التنزيه وبطالن التشبيه بسبب تنويعها وجتنيسها وتباين أشكاهلا وداللتها على

ا بـني على ) احلقائق(يف نفس العني وفـرق يف ذات اجلمع كمال القدرة يف عني احلكمة من جهة أاختالف أنواعها وأجناسها يف التكوين فال حقيقة من حقائق املكونات إال وهي مستمدة من احلقيقة األمحدية فهي السراج الذي أسرجت منه مجيع األنوار واملعدن الذي صيغت منه مجيع األسرار صلى اهللا

.له وصحبه وسلم تسليما كثرياعليه وعلى آ تصدر إال عن ضوئك األضواء أنت مصباح كل فضل فما

اخل، أي ويف ذاته وحقيقته تنزلت ) ... علوم آدم(ارتقت، أي وفيه تنزلت : معطوف على قوله) وتنزلت( ا ذاته) ... علوم آدم( وحقيقته فما من اسم إال اخل، علوم آدم وهي أمساء تلوين اجلمال احملمدي وتكوينا

ا ذاته ولذلك قال اإلمام تصفة وهو واقع على نور من أنواره الذاتية ومظهر من مظاهر صفاته امل

:البوصريي لك ذات العلوم من عامل الغيب ومنها آلدم األمساء سماة بتلك األمساء ولذلك كان عليه السالم يع

سميات اليت علم أي ألنه عليه السالم احلقيقة امللم أمساء امل

فأعجز (آدم عليه السالم ويزيد عليه مبعرفة منافعها وخصاهلا وغري ذلك مما ال ميكن علمه لغريه من البشر أي أوقـعهم يف العجز عن إدراك حقيقته احمليطة باحلقائق الكونية كلها ألنه احلقيقة اجلامعة والسر ) اخلالئق

التكوين الداعي لعظمة احلجاب بشهود الفرق فيه فكان عليه السالم احلجاب األعظم املطلسم بظهور أي ) تضاءلت(أي وألجله، أي وألجل علو درجته وبعد حقيقته عن مدارك العقول ) وله(على احلقيقة

ا يقع اإلدراك ) الفهوم(تقاصرت بأن عجزت عن إدراك معناه ولذلك مجع فهم وهو اللطيفة النورانية اليت :قال يف الربدة

قوم نيام تسلوا عنه باحللم وكيف يدريك يف الدنيا حقيقته ر أمة أخرجت {أي مل يقف أحد على حقيقته، وإذا كان أصحابه الذين هم ) فلم يدركه( خيـ

حقيقة مل يدركوا من جربيل عليه السالم إال حسن دحية الكليب فكيف يدرك أحد )] 173[(}للناس أي معشر ) منا(وهو سر صون الذات وأصل وجود املكونات من أهل األرض والسمـوات ) ص(أمحد

على مظهره الشخصي وإال فهو اإلمام السابق عن مجيع العوامل كلها ذاتا وحقيقة ) سابق(املخلوقات قاطبة ملظهره الشخصي أيضا وإال فهو أي) وال الحق(ألنه عني وجود اجلميع واملاهية احمليطة بعامل الظهور كله

) امللكوت بزهر مجاله(مجع روض كحياض مجع حوض ) فرياض(النور املتصلة به األنوار كلها أوهلا وآخرها وهو عامل النور املندفع من عامل الذات إىل عامل ظهور األمساء والصفات واستعريت الرياض ألنه حمل التلوين

ة لكل من فتح اهللا بصريته ونور سريرته ألن عامل النور املقتضب من الذات أي معجب) مونقة(بقدرة التكوين هو احلقيقة احملمدية وكل ما طرز به من الصفات فهو مظهر اجلمال املصطفوي، فاستعار الرياض حلقيقة

علم بكماهلا بظهور الصفات ذاته واستعار الزهر ملظاهر صفاته فهو الدال على الذات العلية بالذات وامل

مجع حوض وهو ما جيتمع فيه ) وحياض(وعلى من له من آل وصحب وزوجات ) ص(ووضوح اآليات املاء لسقي الروض، استعري للحقيقة من حيث إن الوجود مجيعا منها استمداده كما أن حوض الروض منها

منه النور الكوين لعامل التكوين على وهو عامل النور األصلي الفائض) اجلربوت(استمداد حياة مجيع ما فيه حيتمل أن يكون معناه بفائض فيكون ) بفيض(حسب ما ختصه به اإلرادة وتتعلق به القدرة ويسبق به العلم

من باب الوصف باملصدر مبالغة على حد قوهلم زيد عدل أي عادل، وحيتمل أن يريد بالفيض ما يفيض أي جارية بقوة من تدفق بالشيء إذا ) متدفقة(أي الذاتية له ) أنواره(وهو راجع يف املعىن لالحتمال األول

) منوط(متعلق مبنوط ) إال وهو به(يف العامل بأسره والوجود عن آخره ) وال شيء(كثر صدوره منه كثرة بالغة ا فهو مادة وجوده وأصل تكوينه فاألنوار الكونية مجيع ا مندرجة أي متعلق تعلق الفرع بأصله ونور العني

أي يف الوجود الذي هو النور ) إذ لوال الواسطة(يف حقيقته ومستودعة يف عي ماهيته عليه الصالة والسالم

أي كما هو القول املتفق عليه ) كما قيل(أي اضمحل ) لذهب (احملمدي الذي تكونت األكوان مجيعا منه أي الصادر عن تلك الواسطة ومل تـبق له ) املوسوط(عند أهل الظهر والباطن وأهل املعقول واملنقول مجيعا

باقية ألن الواسطة منها استمداد املوسوط وتكوينه يوجد بوجودها وينعدم بانعدامها ألن الفرض أنه موسوط هو اسم مصدر وإال ) صالة(عن تلك الواسطة فوجود املوسوط يقتضي وجود الواسطة والعكس بالعكس

مبقامه الرفيع وجنابه املنيع إذ هو الفاتح بك ملا أغلق على غريه من معرفتك )تليق(فمصدر صلى تصلية وهذا استغراق من الشيخ رضي اهللا عنه يف شهود النور احملمدي يف عني النور األحدي ولذلك عدل عن

قتضب منه ومل يقنعه الوارد يف ذلك ألنه مقام الصالة الواردة إىل صالة تليق من اجلناب الرفيع إىل اجلناب امل

ا اآلن بالكالم القدمي ولذلك قال تليق بك : العوام واعرتف على نفسه بالعجز عن تكييف الصالة عليه ألمنك إليه كما هو أهله وعلى هذا املنوال مبىن هذه التصلية من أوهلا إىل آخرها ولذلك قال واجعل احلجاب

يف ) كما هو أهله(كرما وجودا ) إليه(شهودا ) منك(وجودا ) بك(األعظم حياة روحي وروحه سر حقيقيت لنور مجالك املنبسط بك ) اجلامع(اللطيف اخلفي يف مظاهر الكائنات ) أللهم إنه سرك(نفس األمر عندك

يف نفس جربوتك ) عليك(جبميع حقيقته ذاتا وحاال ومهة ومقاال ) الدال (من عني ذاتك للداللة عليك لك مجيعا البارز منه ملك

أي وحجاب ذاتك الذي أسدلته عليك لفرط ) وحجابك(وتك احمليط بدوائر امل

كربيائك وعظمة عزك فال يصل إىل معرفتك إال من سبقت له العناية منك لكونك حجبت نفسك أي الذي ظهرت به ) األعظم(بكشف احلجاب عنك فأنت يف حال احتجابك أظهر من كل شيء

حكمتك الباهرة من حيث أبرزت نقطة الوحدة يف تعدد األضداد وأظهرت جتليات القرب قدرتك القاهرة و يف قوالب البعاد فكنت الظاهر بالستور والباطن بالظهور وحققت احلقيقة احملمدية يف مجيع ذلك فكان عليه

صوير أبدع مما السالم احلجاب األعظم منك عليك والدليل السابق بنور هدايتك إليك فليس يف إمكان التمنك ) القائم(كان يف قدرة السميع البصري إلحاطتها جبميع دوائر اإلمكان وزيادة وذلك كله قد وقع وكان

ن متكن يف املظهر احملمدي ) بني يديك(بك إليك ) لك(أي بني يدي شهودك فال ميكن شهودك إال مل

أنوار الربوبية فالتمكن يف احلرية على قدر عليه السالم بأن يتحقق بأوصاف العبودية اليت كمنت فيها التمكن يف العبودية ألن العبودية طلسم احلرية، واحلرية سر العبودية الكامن فيها، فكل من حتقق بالعبودية

به فإنه انتسب إليك نسبة مل ) أللهم أحلقين(بأن صارت له طبيعة حتقق باحلرية قطعا واهللا تعاىل أعلم أي احلسي واملعنوي حىت أكون مشموال حلقيقته النورية ) بنسبه(بها أحد قبله ألنه أعرف اخلليقة باهللا ينتس

شهودا فال أنفك عن دائرته حىت ال يغيب عين طرفة عني كما هو حال القطب معه عليه الصالة والسالم لتحقق االتصاف به حىت يصري كالغريزة بسبب احلسب ما يـعد من املفاخر بال تكلف وا) وحققين حبسبه(

ا حتقيقا ذوقيا وإن مل أبلغ درجته يف ذلك ذوقه وشربه والري منه، ومعناه حلين حبليته الوصفية وحققين عليه السالم كما هو كذلك يف نفس األمر وجودا فأسلم بذلك من اجلهل به كما سلمتين من اجلهل بك

مع أهل النهاية يف التحقيق فإذا أبقيتهم بك بعد فنائهم فيك أبقيتهم يف أشرف املظاهر كما هي عادتكأي بسبب ما ) وعرفين(الذي هو املظهر احملمدي وحليتهم حبليته والحت عليهم أنوار شهوده يف وجودك

يه الصالة والسالم على سبيل على سبيل اإلمجال وإال فمعرفته عل) معرفة(عليه الصالة والسالم ) إياه(تقدم ا: (التفصيل ال متكن إال هللا سبحانه وتعاىل ولذلك قال مجع ) من موارد(أي بتلك املعرفة اإلمجالية ) أسلم

مورد وهو موضع الورود وموارد اجلهل به عليه السالم كثرية بعضها أدىن من بعض كما أن موارد معرفته عليه ا السالمة ) اجلهل(لى من بعض الصالة والسالم كثرية بعضها أع به عليه الصالة والسالم واملعرفة اليت تقع

من موارد اجلهل به هي اليت تكون على سبيل الفناء فيه ألن الفناء فيه بقاء باهللا يف أشرف املظاهر وذلك لنهاية، عند أهل اخلصوصية أعلى املقامات وأسىن املراتب ألن الفناء فيه عليه السالم يدل على كمال ا

اجللوس بني يديك، وإنفاق مايل عليك، : حبب إيل من الدنيا ثالث: (ولذلك قال أبو بكر رضي اهللا عنهاشكري رسول : ، وقالت زوجته رضي اهللا عنه البنتها عائشة رضي اهللا عنها أم املؤمنني)وكثرة الصالة عليك

ذا السيف من يقول: الماهللا، وقال سيدنا عمر رضي اهللا عنه عند موته عليه الس إن رسول : واهللا ألضربن : قد مات، أو كما قال، ولذلك ال يغيب عن أهل النهاية أبدا مع شهودهم للحق سبحانه وتعاىل) ص(اهللا

ا( وموارد الفضل شهود احلق سبحانه إذ ال ) موارد الفضل(عني نور ) من(أي أشرب بفم سري ) وأكرع وصلة إليه بشهادة كل من شاهده سبحانه، واجملاهدة إمنا ينال إال بالفضل ا

حملض العاري عن األسباب امل

توصل اإلنسان ألن يتأهل حلمل سر الشهود ال غري وإال فنفس الشهود ال ينال إال بالفضل اخلالص الذي :قال ال ميرتي فيه أحد ألنه ليس إال حمض اإلحسان وال ينال بسبب أبدا ويرحم اهللا من

بنفائس األموال واألرباح قد كنت أحسب أن وصلك يشتـرى تفىن عليه كرائم األرواح وظننت جهال أن حبك هني

ختتاره بلطائف األمناح حىت رأيتك جتتيب وختص من

فلويت رأسي حتت طي جناحي فعلمت أنك ال تنال حبيلة فيه غدوي دائما ورواحي ميت وجعلت يف عش الغرام إقا من موارد مجع مورد وهو حمل الورود، الفضل الذي هو سبب الدخول حلضرتك إذ هي ال تنال باألسباب

وال تدخل باإلكتساب إذ غاية االكتساب الوقوف بالباب وأما الدخول فليس إال بكرم العزيز الوهاب ي سلكته به يف الوصول إليك وهو مسلك سر العناية منكأي اسلك يب مسلكه الذ) وامحلين على سبيله(

أي مقام احلضور معك بال معية أي ألنه ليس معك أحد حىت تكون ) إىل حضرتك(وتقدم السابقة لديك عية معه حكم الصون حبيث ميزج الكل بالكل كما محلته هو مؤيدا منك مبا سبق له من الفضل

معه وإمنا املك فكنت السالك به إليك والدليل له عليك فأغنيته بال تعب وأعطيته بال سبب وأكرمته مبا تـنبوا عندك ب

ألن احملفوف بنصرتك يف السري ) بنصرتك(أي مشموال ) حمفوفا(مصدر نوعي ) محال (عنه وجوه الطالب نوار عظمتك املاحقة لكل إليك ال تقطعه عنك خطاطيف العوائق لكمال اقتدارك على دفعها عنه بشهود أ

ما تقع عليه فما عسى أن يقف على عني بصريته إذا أرادت النظر إليك والوقوف معك ال مع شيء سواك بسبب تغطية وصفي بوصفك ونعيت بنعتك حىت أكون نورا من أنوارك مندرجا يف ) يب(أي ارم ) واقذف(

عني اجلمع عند أهل الفناء يف اهللا ووهم اجلمع يف عني الذي هو وهم الفرق يف) على الباطل(دائرة االحتاد الفرق عند أهل البقاء باهللا إذ ال وهم يف مرآة العارف أبدا ألن املرتقي من مقام الفرق ملقام اجلمع يف بدايته

وإن زال فناؤه بقي غبشه وإن زال فرقه بقي غبش ومهه حىت يرسخ واملرتقي من الفناء يف اهللا إىل مقام البقاءحياة بعد موت، : على مرآة سره حىت يرسخ فيه، فالبقاء إذا فناء يف فناء، أو نقول فناء عن فناء، أو نقولأي أصيب ) فأدمغه(أو بعث بعد وفاة، فالبقاء سري يف األثال ولكن مصحوب أنوار الربوز من عني احلقيقة

مع فال أرى فرقا وأزيله عن عني الفرق فال أرى مجعا بل أكون مجعا وفرقا دماغه أي أقتله وأزيله عن عني اجل :أي أدخلين، ومنه قول أيب الطيب) وزج يب(مجيعا

يف مقلة نائم مل ينتبه أحنلين احلب فلو زج يب طريقها االستناد مبالغة يف الوحدة وهي تقتضي حمو السوى وعلى جهة التسمية اليت) يف حبار األحدية(

:إىل احلقيقة وإضافة حبار إليها من إضافة املشبه به إىل املشبه بعد حذف أداة التشبيه على حد قول الشاعر ذهب األصيل على جلني املاء والريح تعبث بالغصون وقد جرى

يف األحدية اليت هي أي أصيل كالذهب على ماء كاللجني أي الفضة، ومعناه واهللا أعلم أي أدخلين كالبحار يف متوجيها بأمواج االقتدار الكامنة يف مظاهر الفرق حىت أكون ممزوجا بنقطة التفريد ناظرا بعني الوحدة لتلوين اجلمال الذايت على بساط التجريد واقفا مع الذات غائبا عن األسباب واآلالت وهو جذب

مجع وحل وهو ما يعوق ) من أوحال(حبار األحدية أي أخرجين بسبب ذلك الزج يف) وانشلين(حمض ) التوحيد(اإلنسان عن السري مستقيما إىل غره من طني وحنوه، استعري ملا يعوق عن التفريد من مظاهر

وحد بالفتح ووجود العبودية املضادة للربوبية من حيث احلكمة وحد وامل

التوحيد الدال على الفرق باقتضاء املأوقفت فيها كثريا مما يظن القرب من حيث وجود البـعد ويعتقد االتصال من حيث كمون الطرد وهو اليت

أي بعد أن تزج يب يف حبار األحدية اليت هي جتريد عن األغيار ) وأغرقين يف عني حبر الوحدة(سلوك حمض ة وحرية بال عبودية وقدرة بال وغيبة عن شهود اآلثار وذلك مجع بال فرق وحياة بال موت ولطافة بال كثاف

حكمة ووترية بال شفعية وأولية بال آخرية وظهور بال بطون ومعىن بال حس ودخول لبحر احلقيقة بال غرق وحمصول ذلك الوالية الناقصة وبسبب ذلك أكون خمرجا من أوحال التوحيد اليت تقتضي سلب الوالية مجلة

ا فرق بال مجع وموت بال حياة ، أسألك أن تغرقين يف عني حبر الوحدة اجلامعة لشهود الربوبية من حيث إيف الضد الذي هو العبودية ولوجود الشفعية يف عني شهود الوترية فأكون برزخ األمرين ناظرا للعني يف البـني

ة اليت بعني البصري ) حىت ال أرى(وأحصل على مجع اجلمع الذي هو البقاء يف الفناء وتلك الوالية الكاملة ا ترى من حيث تسمع كما تسمع من حيث ترى ولذلك أمكن منها شهود من هو هي حمل مسعها لكو

ا تسمع من حيث ترى كما ترى من ) وال أمسع(يف كل جهة بسمع البصرية الذي هو حمل رؤيتها لكووال (ول يف اآلخر يف ظهور التكوين إال وجود التلوين بوجد الباطن يف الظاهر واأل) وال أجد(حيث تسمع

مبالغة يف الشهود بغلبة الباطن على الظاهر حىت أجد يف احلس ما يف املعىن بقوة الشهود وغلبة ) أحس ا(الوجد على الوجود ومعىن الكالم واهللا أعلم أنه طلب من اهللا الغرق يف شهود عني الوحدة حىت ) إال

ا وال ي ا وال حيس يف الظاهر تكسو ظاهره وباطنه فال يرى إال ا وال جيد يف وجدان الباطن إال سمع إال ا وهلا يف حاليه ظاهرا وباطنا وقد قال يف احلديث القدسي ا فهو وال يزال عبدي يتقرب إيل «: إال

ا ورجله بالنوافل حىت أحبه فإذا أحببته كنت مسعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده اليت يبطش ا ستمد ) واجعل احلجاب األعظم: (أو كما قال» اليت ميشي

أي عامل الكثافة الذي هو عامل الظهور امل

روحانية سواه بل هي حياة روحانية ) ص(من عني الصفات املوسوم باحلقيقة احملمدية، وذلك ألن بشريته

ألن ) حياة روحي(يه الرسول ببشريته سواه من اخللق وانظر لوقوف جربيل عليه السالم دون مقام وقف فحياة الروح بالشهود والغيبة عن البعض غيبة عن الكل ألن حياة الروح بتمام شهودها وال يتم شهودها للحقيقة إال برؤيتها لفرق األشباح يف مجع األرواح فهي من غري حجاب حمجوبة ميتة ومع وجوده موصولة

خلروج عن األجسام يف الربزخ ليست ممحضة للدنيا وال لآلخرة، حية ولذلك كانت أرواح العوام بعد اوكانت أرواح اخلاصة يف حواصل طيور خضر تسرح يف اجلنة وتأوي إىل قناديل معلقة حتت العرش وذلك قتضي كمال الربوبية بظهور االحتاد يف عجائب األضداد املستمدة

ليتم تنعمها حببيبها يف عامل األشباح امل

م من عامل م طو الصفات اليت هي يف اآلخرة أمشل حسنا وأوفر يف التنعم بشهودها نصيبا، فالعوام بعد موم م نشر م يف بطون وخفاء لظهورهم يف هذه الدار بوجودهم، واخلاصة بعد مو الذات فهم بعد مو

م يف هذه الدار بفنائهم عن م يف ظهور وسناء لبطو وجودهم يف شهودهم يف الصفات فهم بعد مووروحه (الدارين، فقد طلب الشيخ شهود الفرق يف اجلمع الذي هو حياة الروح وجتليها يف عامل الصفات

أي وروح ذاته اليت بـعدت لشرف أنوارها على أرواح الكل فال جتتمع ) سر حقيقيت وحقيقة جامع عواملية بكثرة التصفية باالرتقاء يف مقام النور األصلي حىت روحه مع روح أحد حىت يرتقي غريه عن مقام الروحاني

يصل ملقام السر وحينئذ يقع االجتماع معه عليه السالم ولكن يكون شبه اجتماع األشعة باألنوار ال اجتماع األنوار باألنوار ألنه عليه السالم ال يلحقه أحد أبدا ألنه أول املظاهر الكونية فإليه اندفع النور

مرة مث جعلت املظاهر تندفع منه عامل الذر فمن فوقه ومن دونه فليس وراء النور احملمدي إال اللطيف أول النور األصلي فهو ناظر لعامل اجلربوت بالرسوخ فيه ولذلك استطاع أن يرى ربه بعني رأسه وكان من قاب

يظهر للوجود إال خياله فتوهم قوسني أو أدىن ومل تنهدم بنيته ألنه عليه السالم مل يزل يف عامله األصلي ومل من ال خربة له به ظهور ذاته وليس كذلك، ولذلك قوي أصحابه على رؤيته ومل يـقو على ذلك سواهم

يف ) يا أول(اجملرد عن عوارض األشكال واحلجب مبا هو يف التحقيق حمض خيال ) بتحقيق احلق األول(يف أوليته بال آخرية ) يا آخر(ية شيء عنك إذ ليس معك إال أنت آخريته بال أولية لتنزيهك عن آخر

لتنزيهك عن تقدم شيء عنك تكون بعده النفرادك بالوجود يا عجبا كيف يظهر الوجود يف العدم أم كيف يف بطونه ألنه إمنا ظهر بذاته لذاته يف بطونه بذاته عن ) يا ظاهر(يثبت احلادث مع من له وصف القدم

ا عن ذاته ذات يف ظهوره ألنه ) يا باطن(ه إذ ليس معه شيء يظهر له أو يبطن عنه فهو ظاهر لذاته يف بطوا إمنا بطن بذاته عن ذاته يف ظهوره بذاته لذاته النفراده بالوجود يف ظهوره وبطونه فهو الظاهر لذاته يف بطو

لظهور بالبطون من شدة الظهور باحلكمة والباطن عن ذاته يف ظهورها فهو هو ليس معه إال هو تلطف يف احىت قيل إنه سواه وليس معه سواه من شدة تلطفه يف الظهور وتلطف يف البطون بالظهور من شدة البطون بالقدرة حىت رق معناه عن مدارك األفهام حىت بقيت متحرية من وراء سرادق العظمة والكربياء عاجزة عن

ويف مجيع األحوال والعجز عن اإلدراك إدراك ولكن حكمة القادر اقتضت األول اإلدراك يف احلس واملعىنمساع القبول وأجبه إجابة بلوغ املقصد منك واملأمول ) ندائي(يا سيدي ) امسع(واآلخر والباطن والظاهر

د فنائه مساع إجابة ورضى حيث أبقيته عليه السالم يف بقائه وبع) مسعت به(أي بكرمك الواسع الذي ) مبا(ونبيك وشرفته باسم العبد الذي يقتضي جريانه على خمتارك له ) نداء عبدك(فكان النداء منك وبك وإليك

الذي اخرتته جلميع عبادك وهو إقامة العبودية بامتثال األوامر واجتناب النواهي فكل من جرى عليها فهو حني بث بني يدي ربوبيتك شكواه وأظهر فاقته لك ) زكرياء(جار على خمتار اهللا له ال على خمتاره لنفسه

أي قويل على فناء دوائر ) وانصرين بك(ووهن قواه ومل يكن شقيا بدعائك حىت كان دعاؤه بإذنك ورضاك ألن حمصول األمور منك ابتداء وبك دواما ) لك(احلس اليت هي ظالل مشس احلقيقة حىت نصري مشسها

.وإليك انتهاءيدي حممد بن العريب الدالئي رضي اهللا عنه وهو تلميذ الشيخ احلراق رضي اهللا عنه وهو الذي قـيد قال س

شرح شيخه للصالة املشيشية، قال مقيده عفا اهللا عنه إىل هنا انتهى شرح الشيخ رضي اهللا عنه، مث ظهر يل بتور بعد أن استخرت اهللا تعاىل أن أمتم الفائدة بشرح هذه الكلمات

الباقيات إذ الشيء الكامل أوىل من امل

فحاذيـتها بإشارة خفية وعبارة لطيفة متطفال على أهل اخلري وأقحمت نفسي خالل هذين اإلمامني أعين ما ما يرقينا به إىل املصنف والشارح رضي اهللا عنهما عسى اهللا تعاىل أن يفيض عليها من مددمها وبركا

طلب من ) وأيدين بك لك: (السعادة ويكرمنا من فضله باحلسىن والزيادة، فأقول وباهللا أستعني قوله مراتباهللا سبحانه وتعاىل التأييد باهللا هللا يف بقائه ليكون منصورا حمفوظا يف مجيع حركاته وسكناته حىت يكون

عبارة عن تقوية البصرية من : هللا عنهأخذه باهللا هللا وتركه كذلك، والتأييد كما قال اإلمام الغزايل رضي اداخل وتقوية البطش ومساعدة األسباب من خارج فكأنه جامع للهداية اليت مرجعها للبصرية العلمية الكاشفة ملا عليه الشيء يف حقيقته وللرشد الذي مرجعه إىل اإلرادة الباعثة إىل جهة السعادة وللتسديد

ويقرب من التأييد : كات إىل صوب املطلوب وتيسريها عليه، وقالالذي مرجعه للقدرة على توجيه احلر فاملؤيد ال يغيب بالنـعم وال يفنت باألمل : (اجلامع ملا ذكر العصمة، وقال شيخنا رضي اهللا عنه يف حكمه

فإذا كان هذا حد التأييد ونتيجته فجدير أن يطلبه العارف) واذكر أيوب وسليمان عليهما الصالة والسالمايته وحتسن به سريته وسريرته، وقد قال موالنا سبحانه لنبيه عليه الصالة والسالم وهو الواصل لتكمل به

أيدك بنصره حقيقة )] 174[(}هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنني {: أعرف اخللق باهللا وأكرمهم عليهملؤنني ظاهرا، أيدك بنصره مبعىن وباملؤمنني حسا واهللا تعاىل أعلم، وباملؤمنني شريعة، أيدك بنصره باطنا وبا

وطلب هذا اإلمام رضي اهللا عنه أن يصرفه اهللا يف األكوان تصرف املؤيد املنصور يأخذ من كل شيء وال إليه يأخذه شيء ألنه هللا ال لشيء دونه وهكذا شأن الراسخني الكاملني، وقد حقق اهللا رجاءه فيه فأيده

باالنقطاع إليه باطنا حىت أنه مل يركن إىل شيء من الدنيا أبدا وأيده بتلميذه أيب احلسن رضي اهللا عنه الذي تفرعت عنه هذه الطريقة وصارت تنسب إليه وصار فيها إماما مشهورا كل ذلك بربكة الشيخ رضي اهللا عنه

السوى واالستقامة إىل السبيل السوي وهذا منه رضي مجع السالمة من شهود ) وامجع بيين وبينك(وأرضاه اهللا عنه طلب جلمع اجلمع إذ اجلمع يف مقام البقاء عبارة عن شهود اهللا يف كل شيء بدليل بيين وبينك فهو

فكل . اخل... وأغرقين يف عني حبر الوحدة: مثبت لوجود نفسه من حيث إثبات اهللا هلا وقد قال فيما سلفمث إىل هنا كله كالم يف البقاء بعد الفناء، وأما الكالم على الفناء فقط فهو قوله وزج يب يف حبار ما ذكر من

األحدية فراجعه إن شئت وانظر ما قاله شيخنا هناك رضي اهللا عنه، وإمنا طلب مجع اجلمع ليكون جمموعا وحل بيين وبني : (أكد هذا اجلمع بقوله يف فرقه مفروقا يف مجعه فيعطي كل ذي حق حقه وذلك الكمال مث

ألن األشياء كامنة يف أضدادها فمن أدخله اهللا حضرة قدسه فقد طهره من دائرة حسه حىت ينتهي ) غريك، وكذالك قال رضي اهللا عنه بعد )]175[(}ولقد جئتمونا فـرادى كما خلقناكم أول مرة {إىل اهللا صرفا،

كرر هذا االسم الشريف ) أهللا أهللا أهللا)] (176[(}*وأن إىل ربك المنتـهى {: ذا التحصيل واالنتهاءهثالثا ليشرب فم سره صفو ماء هذا االسم الشريف وليلوح عليه من معانيه نور السر اللطيف ويتمكن من

باب من كرر احلديث ثالثا ليحفظ، : وقد قال البخاريباطنه متكنا مستقيما ليس فيه اعوجاج وال حتريف، فناء يف األفعال، وفناء يف الصفات وفناء يف الذات، أو األوىل حتصيل ملقام : ولينبه على أن الفناءات ثالث

اء يف اهللا اإلسالم والثانية تقرير ملقام اإلميان والثالثة شهود ملقام اإلحسان، أو األوىل سري إىل اهللا والثانية فنوالثالثة بقاء باهللا واهللا أعلم، مث ملا هاجر بروحانيته من مكة بشريته يف هجرة جماهدته إىل مدينة مشاهدته

، فالعارف إذا )]177[(}إن الذي فـرض عليك القرآن لرآدك إىل معاد {: ناداه منادي الوصال ببشارتهكما ورد أن . إىل دائرة البقاء مبشرا بالفتح واللقاء فرحا مسرورا ومؤيدا منصورا رسخ يف فنائه وشهوده رد

أللهم إنك أخرجتين من أحب البقاع إيل فأنزلين يف أحب «: ملا هاجر من مكة قال) ص(موالنا رسول اهللا ن الذي فـرض عليك القرآن لرآدك إىل إ {«: ، أو كما قال عليه السالم فنزلت عليه هذه اآلية»البقاع إليك

ملا كانت هجرته باهللا ومن اهللا وإىل اهللا أنب رده اهللا إىل مكة ) ص(، فكان من نتيجة أمره ») 3(} معاد عاقبة وقد أكمل اهللا عليه نعمه وأكمل دينه وأعلى كلمته وأظهر شريعته وهللا. عام الفتح مؤيدا منصورا

{ : األمور، وملا كان العارف ال يزول اضطراره وال يكون مع غري اهللا قراره وال غىن له عن فضل مواله قال، فطلب من رمحة اهللا اخلاصة اليت يفيضها عن خاظة خلقه )]178[(}ح خ د ذ ر ز س ش ص ض

دد بدون واسطة وال فطلب من اهللا)] 179[(} د ذ { : ولذلك أسندها إىل املواهب الصرفة بقوله امل

اكتساب وال تفعل وال أسباب إذ الواصل مل يـبق بينه وبني اهللا حجاب، أو نقول ملا آوى إىل كهف الكون ) 1: (عند اهللا صرفا قال مثل مقالة أهل الكهف حني انقطعوا إىل اهللا صرفا كما أخرب احلق عنهم بقوله

ية إىل { إىل آخر اآلية، فكان من أمرهم أن أراحهم اهللا من تعب الدنيا } الكهف فـقالواإذ أوى الفتـوأدخلهم دائرة النوم الذي هو راحة حسا وكما أراحهم بالنوم حسا من األكدار، كذلك أراح أرواحهم

يطلب من اهللا إال فالعارف ال) . راحة املؤمن عند ربه: (معىن من مالحظة األغيار، وقد قال عليه السالمواطلب منه التأييد يف املراد والتحصن من : (وقال شيخنا رضي اهللا عنه يف حكمه. قربه وشده األدب معه

م الصدق يف العبودية والقيام : وقال ابن عطاء رضي اهللا عنه) . موجبات البعاد مطلب العارفني من راية له، ولذلك قال عليه حبقوق الربوبية إذ األدب بقدر االقرتاب واحلق ال اية له فأدب العارف ال

، كل ذلك ملا يلوح عليهم من عظمة اهللا وجالله ومجاله وعزه ) أنا أعرفكم باهللا وأخوفكم منه: (السالموكماله ولذلك ملا عاين هذا اإلمام رضي اهللا عنه من عظمة اهللا ما أورثه العجز عن اإلدراك اعرتف بتقصريه

182◌ 181◌ 180ن ه و ى ي { : ومل يسعه إال التسبيح والتنزيه فقال بني يدي موالهفاعلم أنه ال يعرف اهللا إال اهللا، وال يبلغ كنه وصفه الواصفون وال يقدر قدره العابدون وال )]. 180[(}

، وملا حقق اهللا رجاءه )]181[(}ا شاء وال حييطون بشيء من علمه إال مب {العارفون وال حييطون به علما، ا يف كل كالم ذه اآلية لما ورد من اخلتم نيفة ختم

وإكمال مقصوده يف هذه الصالة الشريفة والوسيلة امل

) .2(} 182◌ 181◌ 180ن ه و ى ي { : عجيب ودعاء مصيب وهي قوله تعاىلضي اهللا عنه العارف باهللا سيدي أمحد بن حممد بن املهدي بن ترمجة سيدي أمحد بن عجيبة ر ؛ 5&#

هجرية يف قرية اخلميس الواقعة يف الطريق بني طنجة 1161أو 1160عجيبة احلسين، ولد يف

ا نشأ وحفظ القرآن الكرمي وعندما جوده وأتقنه وحفظ عدة متون علمية التحق لطلب العلم وتطوان، وي مدة من سنتني مث رحل لتطوان فتابع دراسته على كبار علمائها مث رحل لفاس بالقصر الكبري حيث بق

ا مث عاد إىل تطوان حيث قام عاصمة املغرب يف العلوم اإلسالمية يف ذلك اإلبان فتابع دراسته العليا واحلقيقة بتدريس علوم الشريعة واجنذب إىل سلوك طريق القوم فقرر أن يكرس نفسه وحياته خلدمة الطريقة

وتتلمذ على الشيخ الفرد الصمداين سيدي حممد البوزيدي، أشهر تالمذة اإلمام موالي العريب الدرقاوي .مؤسس الطريقة الدرقاوية

وملا رجعت إىل فاس املرة الثالثة لزيارة األشياخ الذين أخذت : (قال سيدي أمحد بن عجيبة رضي اهللا عنهعلى بين زروال ملالقاة الشيخ موالي العريب وسيدي حممد البوزيدي عنهم العلم الظاهر جزت يف رجوعي

رضي اهللا عنهما، فلما قدمت عليهما فرحا يب فرحا شديدا ونظرا إيل نظرة تغين فلقيت أوال سيدي حممد تكون : يلجعلك اهللا كاجلنيد يتبعك أربع عشرة مائة مرقعة، أو قال : رضي اهللا عنه فقال يل مبجرد لقيته

جعلك اهللا كاجليالين، فقال : كاجلنيد ال أدري أيهما قال، مث ذهب يب إىل موالي العريب فلما زرته قال يلجيمع بينهما إن شاء اهللا، فوجدت لدعائهما بركة عظيمة : أنا قلت له كاجلنيد، فقال: له سيدي حممد

ا من قبل مث صار مث ملا قدم لبالده انقلبت أحواله ووجد يف) . وبركة كبرية نفسه قوة عظيمة مل يكن حيس شيخه سيدي حممد البوزيدي رضي اهللا عنه يرسل إليه أن أقدم إلينا فإن حاجتك عندنا لكنه مل يقدر له

أنا بني : القدوم عليه حىت قدم سيدي البوزيدي لتطوان فلقنه الورد وسلم له سيدي أمحد نفسه وقال لهسيدي أمحد : تبارك اهللا عليك مث التفت إىل بعض أصحابه فقال هلم: شئت، فقال يديك افعل يب ما

متصف بالزهد والورع والتوكل والصرب واحللم والرضى والتسليم والشفقة والرمحة والسخاء والكرم حىت عد ف الظاهر يا سيدي هذا هو التصوف، فقال هذا تصو : حنو اثين عشر مقاما، فقال له سيدي ابن عجيبة

مث جعل سيدي أمحد يزور شيخه ويرتدد إليه تارة بغمارة وتارة . وبقي تصوف الباطن ستعرفه إن شاء اهللا .ببين زروال حىت فتح اهللا عليه بالفتح الكبري

خدمة املشايخ وصحبتهم هي سبب الظفر بالسر األكرب وما نال أحد مرتبة من مراتب الوالية إال بالصحبة فجهزنا له أنا : (كذا فقد بىن سيدي أمحد دارا لشيخهة وقام بتكاليف تزويج شيخه حيث قالواخلدمة، وه

ا وأردنا االنصراف رفع وأخي مبائة وأربعني مثقاال وصحفة من القمح وثور وما يقيم ذلك، فلما قدمنا ومن تعلق بكم إىل يوم بارك اهللا فيكم ويف ذريتكم وأوالد أوالدك: يديه مع من حضر من الفقراء فقال

اصربوا فدعوة منه ختدم عليكم وعلى : نشرتي له الكسوة يقول القيامة، وكنت مسعت هاتفا حني كنامث بنينا املسجد الذي . مث بنينا العني يف دار شيخه ببين زروال. أوالدكم، فكانت تلك الدعوة اليت ذكرنا

مث بنينا . النا ومحلنا اخلشب من غمارة على عواتق إخوانناببين زروال أنا وأخي، خدمنا فيه بأنفسنا وأمو ا حبول اهللا . ضريح سيدي يوسف الدرقاوي مث مل يزل يرسل إيل وإىل أخي يف حوائجه ومآرب داره فنقوم

).وقوته، فجل زاويته قائم بنا واحلمد هللاله باخلالفة عنه يف حياته مناقب سيدي أمحد بن عجيبة رضي اهللا عنه عظيمة، فمن ذلك شهادة شيخه

لو سألنا اهللا : وبعد مماته وذلك أنه ملا شرح قصيدة شيخه الرائية وأرسل له الشرح فرح به فرحا شديدا فقالن حضر

. سيدي أمحد هو خليفيت حيا وميتا: تعاىل يوم القيامة عن سيدي أمحد لقلنا له إنه حيبنا، مث قال مل

ومسعت منه مرة أخرى ببين زروال مع حضور مجع كبري من فقراء : ( عنهقال سيدي ابن عجيبة رضي اهللان حضر يف كالم يعظمين فيه

واهللا لو كان الغزايل حيا حلط رأسه لسيدي : املشارقة وأخي معهم، فقال مل

ط خ د ذ ر ز س ش ص ض { جزاهم اهللا عنا أحسن جزائه و. اهـ.أمحد، أشهدكم أنه خليفيت حيا وميتا )]:182[(} ظ ع

ما كنت أهال فهم رأوين ) لذاك أهال فصرت أهال يبعث اهللا على رأس كل مائة «: واحلمد هللا ممن جدد اهللا بنا الدين يف هذه املائة، قال عليه السالم: (وقال

احلسين وقد شهد لنا بذلك أشياخنا فقد مسعت من شيخنا البوزيدي . »سنة من جيدد ألميت أمر دينها. اهـ.واهللا حىت جيدد اهللا بكم الدين احملمدي: رضي اهللا عنه حني قدمنا عليه لزيارته يف العام األول قال

نطلب اهللا تعاىل أال متوت حىت : وكتب إيل شيخه موالي العريب رضي اهللا عنه زمان الوباء ما نصه بعد كالم ).غربتكون داعيا إىل اهللا ينتفع بك أهل املشرق وامل

:ترك سيدي ابن عجيبة رضي اهللا عنه كتبا نفيسة راقية منها .ـ شرح تصلية الشيخ ابن عريب احلامتي

.ـ شرح تصلية القطب ابن مشيش .ـ شرح احلزب الكبري لإلمام الشاذيل

.ـ شرح اهلمزية والربدة للبوصريي

.ـ شرح احلكم العطائية .ـ شرح الوظيفة الزروقية

:ن الفارض اليت قال يف أوهلاـ شرح مخرية اب شربنا على ذكر احلبيب مدامة

:ـ شرح قصيدة الرفاعي اليت أوهلا يا من تعاظم حىت رق معناه

:ـ شرح األبيات الثالثة اليت أوهلا توضأ مباء الغيب إن كنت ذا سر

.ـ شرح املباحث األصلية .ـ شرح نونية الششرتي يف أربعة كراريس صغار

.بعض مقطوعات الششرتيـ شرح .ـ شرح املنفرجة البن النحوي

.ـ شرح تائية اجلعيدي يف كراس صغري .ـ شرح قصيدة شيخه الرائية يف طريق السلوك

.تائية شيخه يف اخلمرة األزلية وما يوصل إليها يف مثانية كراريس صغار أو سبع ـ شرح .ـ شرح آخر عليها فيه اثنا عشر كراسا ونصف صغار

ـ قصائد وتوشيحات يف فن اخلمرة األزلية وما يرجع إليها مجعت يف ديوان مستغل بعضها يف تفسري امللك .وامللكوت، وبعضها يف شأن النفس والعقل والقلب والروح والسر وما يتعلق بذلك

.ـ كتاب صغري يف اخلمرة األزلية .ـ كتاب يف حقائق التصوف فيه ثالثة كراريس

.ع فيه بني النحو والتصوف عبارة وإشارة كصناعة التفسريـ شرح األجرومية مجأحدمها صغري فيه حنو كراستني، واآلخر كبري فيه نيف وعشرون : ـ شرح فاحتة الكتاب بشرحني بل ثالثة

ا فيه حنو ورقتني .كراسا صغرية، وآخر صغري جد

رية مجع فيه بني عبارة أهل الظاهر وإشارة أهل ـ تفسري كتاب اهللا العزيز من أوله إىل آخره يف أربع جملدات كب .الباطن، مساه البحر املديد يف تفسري القرآن اجمليد

ا وتوجيه قراءة كل ـ تأليف يف القراءات العشر مشتمل على آداب القراءة والتعريف بالشيوخ العشرة وروا .واحد منها

.ـ شرح أمساء اهللا احلسىن .ند األحوال املختلفةـ تأليف يف األذكار النبوية ع

.ـ تأليف يف أربعني حديث يف األصول والفروع والدقائق .ـ حاشية خمتصرة على اجلامع الصغري للسيوطي

.ـ تأليف يف علم النية .ـ كتاب يف الطالسيم اليت حجبت عن التوحيد اخلاص

.ـ كتاب يف ذم الغيبة ومدح العزلة والصمت .يف زمن الوباءـ كتاب يف القضاء والقدر ألفه

حزب احلفظ والتحصن، وحزب العز والنصر، وحزب : ولسيدي أمحد بن عجيبة رضي اهللا عنه أحزاب .الفتح

تويف رضي اهللا عنه بقرية بوسالمة الغمارية بقرب دار شيخه البوزيدي رضي اهللا عنه وذلك يوم األربعاء شيخه موالي العريب الدرقاوي رضي اهللا هجرية يف حياة شيخه البوزيدي وشيخ 1224سابع شوال عام

ذه القرية دفن مث نقل بأمر من شيخه لقبيلة أجنرة لقرية الزميج اليت تبعد عن مدينة طنجة حبوايل عنهما، وشتنرب من 14كيلومرت، وال يزال ضرحيه يزار للتربك والدعاء عنده، وحتتفل الطريقة العجيبية مبومسه يف 20

.كل عامقصيدة دالية ؛ 5&#لسيدي أمحد بن عجيبة رضي اهللا عنه ) الفهرسة(مجة مقتبسة من كتاب هذه الرت

ا سيدي أمحد بن عجيبة رضي اهللا عنه التصلية املشيشية يف احلضرة النبوية حاذى على عنصر الوجود سر حممد وصل إلـه العرش يف كل حملة

ائه أول عابد فكان إىل الرمحـن تقدم كل الكون نور فأبدى لنا سر اإللـه املمجد قد انشقت األسرار من سر سره

معاين صفات الذات من نور أمحد ومن نوره األسىن قد انقلقت لنا مشوس حقائق اإللـه املوحد ويف مسا قلبها الصحي قد ارتقت تنزلت يف قلب احلبيب حممد وكل علوم قد تقادم عهدها وكيف حياط البحر بالغرف باليد فأعجز كل اخللق حبر كماله فال سابق يدري حقيقة أمحد تالشت فـهوم اخللق يف حبر سره وكيف ينال الشمس من هو عن بعد وال الحق كل تضاءل فهمه جت بزهر مجال من شريعة أمحد رياض بساتني املعارف بأنواره يف كل غيب ومشهد فقت كذاك حبار اجلربوت تد وال باطن إال ونيط بأمحد وال شيء من كون جتلى بظاهر ائه فلوال وساطة النيب حممد توسط يف األشياء نور ومل ير يف الكونني نور حممد لكان على األصل املوسوط من اجلفا ملمجد تليق بقدره الرفيع ا عليه من اهللا العظيم صالته ا رفعا جيل عن احلد توصلها أيدي الكرامة واجلبا ينال فأعظم به قدرا من العز واجملد تكون به أهال كما هو أهله وال علم إال من حبار حممد فال سر إال من معادن سره وكل البها واحلسن يف ذات أمحد لقد مجع األسرار سر كماله ودل على السر العظيم املوحد نبع األسرار من حبر سره فقد عجائبه تربو عن احلصر والعد أتى بكتاب ال حتاط علومه وتزهو على الدر اليواقيت يف العقد حتاكي معانيه حبارا زواخرا بأشرف عز من كرامة أمحد لقد خصنا اإللـه معشر أمة محيدا عظيما يف السيادة واجملد ا هيـنا متبجال رسوال كرمي يوصل حضرة الشهود إىل العبد حبيبا مشفعا وزيرا مقربا يرد عن اإلحلاد والزيغ والبـعد حجابا عظيما واقفا متأدبا

حلوقا بنسب احلبيب حممد فيا رب باهلادي الشفيع حممد لكل كمال باملفاخر مسند الذي هو عنصر بتحقيق حسبه تسلمين ورد اجلهالة والبـعد وعرفين إياه مبعرفة غدت ونروى من التسنيم أعظم مورد ونكرع منها من موارد فضلكم جه امحلين حلضرتك اليت إليها يأوي أولوا البصائر واأليد على ا أهل العناية والود فحق بذاك احلمل نصرتك اليت ختص يزاد على الفرد العلي من الضد على الباطل اقذف يب فندمغ كل ما حقائق أهل الذوق والسر والوجد ويف أحبر من احلقائق زج يب ا عقائد أهل الزيغ واجلهل والبعد ومن أوحال التوحيد فانشلين إ حمل شهود احلق يف كل مشهد إنه ويف عني حبر الذات أغرقين يف كل معاين الذات من شدة الوجد إىل أن يصري الكل مين فانيا به يقع اإلحساس يف غيبة العبد فحينئذ نرى ونسمع واجدا لنور حجابك العظيم املمجد حيايت فاجعل يف شهود وساطة ليا مواضع مقصد حقيقته الع ونور إلـه سري حقيقة مشهدا قدمي بال شكل هناك وال حد بتحقيق حق أول متأصل وباطن كل شيء يف وحدة الفرد هو األول واآلخر مع ظاهر إىل حضرة القدوس يف خري مقعد فيا أول اجعلين يف أول سابق تضم إىل روح الوصال املؤبد ويا آخر اختم يل خبري سعادة بتهذيبها يسري املدد إىل العبد حسن ظواهري اليت ويا ظاهر الشهود بواطين جبمع مؤبد ويا باطن زين بتحقيق نعمة ن دعا

مساع أيب حيىي احلصور املمجد ندائي ما مسع يا مسيع مل

وأيد أموري باهلداية والرشد وبالنصر منك يا نصري حتفين وبني شهود للجمال املؤبد بيننا ويف حضرة التقديس جتمع

حجاب من الوهم للمبعد للعبد وحل بيننا وبني غريك إنه حبرف نداء للقريب املوحد أهللا بالتكرار أذكر داعيا إىل أن ختوض اجلربوت يف مشهد ثالثا ترقي الروح يف كل مرة مؤبد يردك يا روحي جلمع فمن فرض القرآن أخرب أنه تعم األنام يف مغيب ومشهد فيا رب آت من لدنك برمحة ء لنا رشدا عظيما من أمرنا يكون سبيل الوصل للعلي الفرد وهىي على خنبة األكوان سر حممد وصل وسلم دائما متواصال ومن هو بالنور احملمدي مقتد مع الرضى عن كل الصحابة مجلة شرح الصالة املشيشية للعارف باهللا الكبري سيدي أمحد بن عجيبة رضي اهللا عنه املتوىف عام ؛ 5&#

ائه فتنزهت يف رياض ملكوته األفكار، 1224 هجرية حنمدك يا من جتلى لقلوب أوليائه بكمال مجاله ووته األسرار، ونصلي ونسلم على بذرة ونشكرك يا من توىل أسرار أنبيائه وأصفيائه فخاضت يف حبار جرب

الوجود ومطلع مشس السعود سيدنا وموالنا حممد الذي من سر ناسوته انشقت األسرار ومن الهوت صفاته انفلقت األنوار، صالة وسالما يليقان مبا له من عظيم جاه ومقدار، ورضي اهللا تعاىل عن أصحابه األبرار

وبعد فهذا شرح لطيف على تصلية القطب اجلامع سيدي عبد السالم بن مشيش نفعنا .وأهل بيته األطهاراهللا بذكره وأفاض علينا من سيب فيضه آمني ندبين إليه شيخنا العارف الرباين قدوة السائرين ومريب

من فيض الواصلني سيدي حممد بن أمحد البوزيدي احلسين فأجبته إىل ذلك رجاء التحقيق مبحبته والشربأما ترمجته فهو الشيخ اإلمام العارف . مدده، ولنقدم بني يدي الكالم ترمجة الشيخ وذكر شيء من كالمه

الواصف الويل الكبري والقطب الشهري مشس زمانه وفريد عصره وأوانه سيدنا وموالنا عبد السالم بن مشيش نية، ومعناه اخلادم اخلفيف احلاذق اللبيب بن أيب بكر بن بامليم ورمبا قيل بالباء، وإبدال الباء بامليم لغة ماز

علي بن حرمة بن عيسى بن سالم بن مزوار ومعناه بلغة الرببر بكر أبيه ويستعمل يف رئيس القوم بن علي بن حيدرة وهو يف األصل اسم األسد بن حممد بن إدريس األزهر بن إدريس األكرب بن عبد اهللا الكامل بن

سن املثىن بن احلسن السبط بن علي كرم اهللا وجهه رضي اهللا عنهم أمجعني، تويف رضي اهللا عنه شهيدا احل .هجرية أو فيما بعده بقليل 622عام

قـتله يف جبل العلم قوم بعثهم لقتله ابن أيب الطواجني الكتامي الساحر املدعي النبوة : قال ابن خلدونأخربين من أثق به من : عساكر سبتة وكان عند بين سعيد فقتل، مث قلت وبسبب هذه الدعوى زحفت إليه

بين سعيد أنه قتله شاب منهم وذلك أن الظامل كان فاسقا يـتـعمد بنات الناس كرها فـتـزىي شاب بزي النساء وأهدي له على النساء فلما اختلط به يف خلوته قتله ألن الظامل كان أراد أن يدخل بأخته فتزىي بزي

.أنه بنت فقتله خبنجرهـ على قول ابن خلدون، ودفن رضي اهللا عنه يف قمة اجلبل 625كانت وفاة القطب ابن مشيش عام

وآثاره هنا كثرية من مغارة للخلوة والعبادة، ومسجده جدرانه قصرية، : قال يف املرياث. املسمى بالعلمإنه : وحتت ضرحيه بنحو امليل عني كان يتوضأ فيها ومقتله فوقها بقريب، يقالوموضع الرتقاب الفجر،

توضأ فيها عند الفجر وقصد الصعود حملل العبادة وارتقاب الفجر فقتلوه هناك، ومن الشائع أنه ألقي عليهم مزقوا كل ممزق ومل يـرجع منهم الضباب الكثيف ودفعوا إىل شواهق اجلبال فـتـردوا منها يف مهاوي سحيقة ف وقد وصلتها وصليت يف أثر : خمرب، وحتت هذه العني مبسافة أخرى رسوم داره اليت كان يسكنها، قلت

ا عني القشور عن ميينها وال ساكن هناك اليوم وإمنا العمران يف سفح اجلبل مسجده قرب العني اليت يسمو: ران يسكنها أهل هذا النسب الشريف ومعهم غريهم، وكان له من األوالد أربعةدائرا به يف مداشر وعم

بنو عبد الوهاب وطائفة يسمون الرمحونيني بقرب : حممد وأمحد وعبد الصمد وعالل، ومن بين ولده حممد .شفشاون، ومن ولده عالل أوالد الفجفج منهم فرقة مبراكش

وميالح، ومن بين موسى الشفشاويون القاطنون بفاس، ومن بين ميالح موسى : وملوالنا عبد السالم أخوانيونس وعلي وملهى وميمون : وملوالنا عبد السالم من األعمام ستة. سيدي عبد اهللا بن إبراهيم نزيل وزان

.والفتوح واحلاج، ومن أوالد يونس أوالد بن ريسون وأوالد ابن رمحون وأوالد مرصوأن روضة موالنا عبد السالم مشتملة على ثالث : ي عبد اهللا الغزواين رضي اهللا عنهمن املنقول عن سيد

الوسط منهم هو قرب الشيخ، والذي خلف ظهره قرب ولده سيدي حممد، والذي بني يديه قرب خدميه : قبورتلميذه الشيخ أبو يـروى أن الشيخ كان يوما بإزاء خلوته يـتلو القرآن ومعه . بن خدامة رضي اهللا عنهم

وإن تـعدل كل عدل ال يـؤخذ {: احلسن الشاذيل حىت وصل سورة األنعام إىل قوله تعاىلها ، فـورد عليه وارد إلـهي اقتطعه عن حسه واستغرق فيه مدة فلما أفاق رفع يده إىل السماء )]183[(}منـ

ق له الشفاء منك فال يصل إيل ومن وصل إيل أكون له شفيعا يوم أللهم من سب(داعيا فكان من دعائه ) .القيامة، أللهم ال تـبـعث لنا من حكمت بشقائه

وأما علو قدره وجاللة منصبه فذلك أمر شهري وقد تغلغل يف علوم القوم اليت مدارها علم التحقيق بأخالق : ألوفر، وطريقه طريق الغىن األكرب، قال الشيخ أبو احلسن الشاذيلفنال من ذلك احلظ ا) ص(النيب

دخلت العراق واجتمعت بالشيخ الصاحل بن الفتح فما رأيت مثله، وكنت أطلب القطب فقال يل بعض (تطلب القطب وهو ببالدك ارجع إىل بالدك جتده، فرجعت إىل املغرب إىل أن اجتمعت بأستاذي : األولياء

ليت شعري هل يعلم الشيخ : كنت يوما بني يدي أستاذي فقلت يف نفسي: (وقال أيضا) . عنهرضي اهللااسم اهللا األعظم؟ فقال ولد الشيخ يا أبا احلسن ليس الشأن من يـعلم إمنا الشأن من يكون عني االسم،

ولد املذكور من ثالث سنني، وقال كان ال: وقيل). أصاب وتـفرس فيك ولدي يا أبا احلسن: فقال الشيخكنت يف سياحيت يف بداية أمري حصل يل تردد هل ألزم الرباري والقفار ألتفرغ للطاعة واألذكار أو : أيضا

أرجع إىل املدن لصحبة العلماء واألخيار فـوصف يل، ويل هناك وكان برأس جبل فصعدت إليه ليال وقلت من دخل املغارة؟ أللهم إن قوما سألوك أن : (الوقت فسمعته وهو يقوليف نفسي ال أدخل عليه يف هذا

ر هلم خلقك فسخرت هلم خلقك فرضوا بذلك منك، أللهم وإين أسألك اعوجاج اخللق علي حىت ال تسخذا الشيخ؟ فلما يا نفسي انظري من أي حبر يغرتف ه: فالتـفت إىل نفسي وقلت) يكون منجا إال إليك

أشكو إىل اهللا من برد : يا سيدي كيف حالك؟ فقال: أصبحت دخلت عليه فارتعبت من هيبته فقلتأما شكواي من حر التدبري واالختيار : الرضى والتسليم كما تشكو أنت من حر التدبري واالختيار فقلتأخاف أن تشغلين : فما ذقتهما، فقال فقد ذقته وإين اآلن فيه، وأما شكواك من برد الرضى والتسليم

ما عن اهللا، فقلت يا بين : فتبسم مث قال. اخل... أللهم إن قوما: يا سيدي مسعتك البارحة تقول: حالور يل خلقك، قل يا رب كن يل أترى إذا كان لك أيـفوتك شيء؟ فما هذه اجلبانة؟: عوض أن تقول سخ

الزم الطهارة من الشكوك كلما : (حلقائق والوصايا فقال رضي اهللا عنه يف بعض كالمهوأما كالمه يف ا أحدثت تطهرت ومن تدنس الدنيا كلما ملت إىل شهوة أصلحت بالتوجه ما أفسدت بالوهم، أو كدت،

سكر كلما أفـقت أو تـيـقظت شربت وعليك مبحبة اهللا غعلى التوقري والنزاهة وأدمن الشرب بكأسها مع الحىت يكون سكرك وصحوك به وحىت تغيب جبماله عن احملبة وعن الشرب، والشرب والكأس مبا يـبدو لك من نور مجاله وقدس كمال جالله، ولعلي أحدث من ال يعرف احملبة وال الشرب وال الكأس وال السكر وال

أجل وكم من غريق يف الشيء ال يعرف بغرقه فـعرفين ونبـهين على ما أنا به : لقائل، فقال له ا) الصحومن أحب مبا يكشف له : (لك نـعم احملبة أخذة من اهللا، قـلت : جاهل أو ما مر علي وأنا عنه غافل قلت

حبةألوصاف باألوصاف باألوصاف واألخالق مزج ا: من نور مجاله وقدس كمال جالله، وشرب امل

ن شاء باألخالق واألنوار باألنوار واألمساء باألمساء والنعوت بالنعوت واألفعال باألفعال، ويـتسع فيه النظر مل

سقي القلوب واألوصاف والعروق من هذا الشراب، ويكون الشرب بالتدريب : اهللا عز وجل، والشربالتهذيب فيسقى كل على قدره، فمنهم من يسقى بغري واسطة واهللا يتوىل ذلك بعدالتدريب والتهذيب بعد

قربني، فمنهم من يسكر بشود ومنهم من يسقى من جهة الوسائط كاملالئكة والعلماء واألكابر من امل

وبعد بالسكر وبعد الكأس ولو مل يذق بعد شيئا فما ظنك بـعد بالذوق وبـعد بالشرب وبـعد بالري ا من : باملشروب، مث الصحو بعد ذلك على مقادر شىت كالسكر أيضا كذلك، والكأس معرفة احلق يـغرف

حض الصايف ملن شاء من عباده املخلصني من خلقه فتارةيشهد الشراب بذلك : ذلك الشراب الطهور امل

وتارة يشهدها علمية، فالصورة حظ األبدان والنفوس، واملعنوية حظ الكأس صورة وتارة يشهدها معنويةن شرب منه ودام مل

القلوب والعقول، والعلمية حظ األرواح واألسرار، فـيا له من شراب ما أعذبه فطوىب مل

حبني فـيسقون من يـقطع عنه نسأل اهللا من فضله ذلك فضل اهللا يؤتيه من يشاء، وقد جتتمع مجاعة من امل

كأس واحدة وقد يسقون من كؤوس كثرية، وقد ختتلف األشربة حبسب الكؤوس، وقد خيتلف الشرب من وقد شرحت هذا الكالم يف شرحنا خلمرية ابن : قلت ). كأس واحدة وءن شرب منه اجلم الغفري من األحبة

.الفارضأهللا أهللا والناس نـزه لسانك عن ذكرهم وقلبك عن : (ذه أيب احلسن قال لهمن وصاياه رضي اهللا عنه لتلمي

أللهم ارمحين من ذكرهم وجنين من شرهم واغنين خبريك عن خريهم وتولين : التماثل من قبلهم وقل أوصاين حبييب، : سن رضي اهللا عنهوقال الشيخ أبو احل) . باخلصوصية من بينهم إنك على كل شيء قدير

قل قدميك إال حيث ترجو ثواب اهللا، وال جتلس : (أي أستاذي موالنا عبد السالم فقال يا أبا احلسن ال تـنـإال حيث تأمن غالبا من معصية اهللا، وال تصحب إال من تستعني به على طاعة اهللا، وال تصطفي لنفسك

ال تصحب من يـؤثر نفسه : (أوصاين أستاذي فقال: وقال أيضا) . وقليل ما هم إال من تزداد به يقينا عليك فإنه سئيم وال من يؤثرك على نفسه فإنه قل ما يدوم، واصحب من إذا ذكر ذكر اهللا فإنه يـغين به إذا

يا أبا : (وقال أيضا رضي اهللا عنه). مفتاح الغيوبشهد وينوب عنه إذا فقد، ذكره نور القلب ومشاهدته

رهم يصيبك يف قلبك وشرهم يصيبك احلسن اهرب من خري الناس أكثـر من أن تـهرب من شرهم فإن خيـر من أن تصاب يف قلبك، ولعدو تصل به ر من حبيب يف بدنك وألن تصاب يف بدنك خيـ إىل ربك خيـ

: سألت أستاذي رضي اهللا عنه عن قول الرسول عليه الصالة والسالم: وقال أيضا). يقطعك عن ربكدلوهم على اهللا وال تدلوهم على غريه، فإن : (، فقال رضي اهللا عنه)يسروا وال تـعسروا وبشروا وال تـنـفروا(

). نيا فقد غشك، ومن دلك على العمل فقد أتعبك، ومن دلك على اهللا فقد نصحكمن دلك على الد لئن لقيت اهللا : فقال. بفقري: يا أبا احلسن مباذا تلقى اهللا؟ فقلت: فقد سألين أستاذي فقال: وقال أيضا

يا : وقال رجل ملوالنا عبد السالم). ه ال بشيء سواهبفقرك لتـلقيـنه بالضم األعظم وإمنا يـلقى اهللا به سبحانا فقال له حرمات معلومة فكن : سيدي وظف علي وظائف وأورادا أعمل

أرسول أنا؟ الفرائض مشهورة واملللفرائض حافظا وللمعاصي رافضا واحفظ نفسك من حب الدنيا وحب النساء وحب اجلاه وإيثار

واقـنع مبا قسم اهللا لك، إذا أخرج لك خمرج الرضى فكن فيه شاكرا، وإذا أخرج لك خمرج السخط الشهواتفكن عليه صابرا، وحب اهللا قطب تدور عليه اخلريات وأصل جامع ألنواع الكرامات وحصر ذلك كله يف

العلم، وال تتم هذه اجلملة إال بصحبة أخ صاحل أو شيخ الورع وحسن النـية وإخالص العمل وحمبة : أربع .ناصح

دين امللقب بالزيات لسكناه حبارة الزياتني، أخذ رضي اهللا عنه عن شيخه أيب حممد سيي عبد الرمحـن امل

دركه وكان الشيخ سيدي عبد السالم بن مشيش يف صغره انقطع للعبادة يف مغرة جببل العلم بعد أن أأنا شيخك : (اجلذب وهو ابن سبع سنني فدخل عليه بعد مدة رجل عليه سيما أهل اخلري والصالح فقال

نازالت واملعارف الذي كنت مندك من وقت اجلذب إىل اآلن، ووصف له ما وصل إليك علي يديه من امل

ل هل كان : مث سئل رضي اهللا عنه بعد ذلك). كل حال زمنهوفصل له ذلك مقاما مقامفا وحاال حاال وعني .طيا: أطيا ملسافة املكان أو سفرا؟ فقال: كل قد كان، فقيل له: يأتيك أو كنت تأتيه؟ فقال

أخذ سيدي املدين عن عارف وقته القطب تقي الدين الفقري وهو من أرض العراق وهو عن القطب فخر ور الدين عن القطب تاج الدين عن القطب مشس الدين بأرض الرتك عن القطب زين الدين عن القطب ن

الدين القزويين عن القطب أيب إسحـق إبراهيم البصري عن القطب أيب القاسم أمحد املرواين عن القطب أيب حممد سعيد عن القطب سعد عن القطب حممد فتح السعود عن القطب سعيد الغزواين عن القطب أيب

جابر عن أول األقطاب سيدنا احلسن عن أبيه سيدنا علي بن أيب طالب عن سيد األولني واآلخرين مدحم

ذا الشيخ من طريق شيخنا العارف البوزيدي احلسين عن شيخه )ص(سيدنا وموالنا حممد ، ويـتصل نسبنا العمراين احلسين عن شيخه العارف العارف موالي العريب الدرقاوي احلسين عن شيخه العارف سيدي علي

سيدي العريب بن أمحد بن عبد اهللا عن أبيه سيدي أمحد بن عبد اهللا عن سيدي قاسم اخلصاصي عن عن العارف باهللا سيدي عبد الرمحـن الفاسي وعن سيدي حممد بن عبد اهللا الكبري والد سيدي أمحد، ومها

رمحـن اجملذوب عن سيدي علي املنهاجي املشهور القطب سيدي يوسف الفاسي عن العارف سيدي عبد البالدوار عن شيخه سيدي إبراهيم أفحام عن سيدي أمحد زروق عن شيخه أمحد بن عقبة احلضرمي عن سيدي حيىي القادري عن القطب سيدي علي بن وفا عن والده سيدي حممد حبر الصفا عن سيدي داود

طب سيدي أيب العباس املرسي عن القطب سيدي أيب الباخلي عن سيدي أمحد بن عطاء اهللا عن القأي يا أهللا ) أللهم (احلسن الشاذيل عن القطب الكبري العارف الشهري صاحب التصلية الذي قال يف أوهلا

من : حذفت الياء إزالة للبـعد الذي تدل عليه وعوضت عنها امليم داللة على اجلمع ولذلك قال احلسن) على(أي تـرحم وتعطف ) صل (هم، كأمنا دعى اهللا بأمسائه كلها ألن امليم تدل على اجلمع هلم ألل : قال

أي من نوره الذي هو بذرة الوجود والسبب يف كل موجود، ) منه (أي الذي ) من (سيدنا وموالنا حممد ت وظهرت أو نـبـعت وانـفجرت أي الح ) انشقت) (ص(وحيتمل أن تكون من تعليلية أي من أجله

أي أسرار الذات العالية وقد كانت قبل ظهور نوره حمجوبة باطنية جتلى فيها احلق تعاىل بامسه ) األسرار(كوين حممدا، فمن تلك القبضة : الباطن، فلما أراد أن يتجلى بامسه الظاهر أظهر قبضة من نوره فقال

ألكوان من العرش إىل الفرش، فما ظهرت أسرار الذات إال من تلك القبضة النورانية احملمدية تكونت افظاهرها ذات وباطنها صفات، وبتلك الصفات وقع التكثيف والتصوير والتمييز والتشكيل والتحيري وإىل

ار أي أنو ) األنوار(أي انفصلت وظهرت : ، انفلقت)ص(أي من نوره ) وانفلقت: (ذلك أشار بقولهالصفات وأنوارها أي آثارها اليت ظهرت على ظاهر التجليات من تكثيف وتلطيف وتقييد وختصيص وتشكيل ومتييز وإعزاز وإذالل وخفض ورفع وقبض وبسط وغري ذلك من اختالف اآلثار وانتقاالت

صفات ال تفارق األطوار، فهذه كلها من آثار الصفات األزلية اليت هي القدرة واإلرادة والعلم واحلياة، والاملوصوف لكن ملا كانت الصفات لطيفة ال تدرك أظهرت نفسها يف احملسوسات والذات عني الصفات، والصفات عني الذات أي حملها واحد فحيث جتلت الذات جتلت الصفات، وحيث ظهرت الصفات

وهم أهل احلجاب ال يشهدون إال ظهرت الذات، فـعبـروا عن هذا الكالم باالحتاد والعني، وأهل الفرق

الصفات أي أثرها وهم حمجوبون عن شهود الذات، وأهل اجلمع وهم أهل اجلذب والفناء ال يشهدون إال الذات ويغيبون عن أثر الصفات، وأهل البقاء وهم أهل الكمال يشهدون الذات يف الصفات واجلمع يف

ال فرقهم عن مجعهم يعطون كل ذي حق حقه ويوفون كل ذي قسط الفرق ال حيجبهم مجعهم عن فـرقهم و قسطه، فكالم الشيخ رضي اهللا عنه من باب الرتقي فانشقاق األسرار ألهل الفناء يف الذات وهم أهل اجلذب والسكر وانفالق األنوار ألهل البقاء وهو الرجوع إىل شهود األثر باهللا وهم أهل السلوك بعد اجلذب

.والفناءمنه انشقت األسرار أي أسرار اجلربوت، ومنه انفلقت األنوار أي أنوار امللكوت، أو : حيتمل أن يريد بقوله

منه انشقت : منه انشقت األسرار أي أسرار احلقيقة، وانفلقت األنوار أي أنوار الشريعة، أو تقول: تقولمنه انشقت األسرار أي : واإلسالم، أو تقولاألسرار أي أسرار اإلحسان، وانفلقت األنوار أي أنوار اإلميان

منه انشقت األسرار أي أسرار : أسرار عامل الغيب، وانفلقت األنوار أي أنوار عامل الشهادة، أو تقول .القدرة، وانفلقت األنوار أي أنوار احلكمة

م أوال مقام أهل اإلحسان م ن أهل الشهود والعيان مث نزل حيتمل أن يكون كالمه من باب التديل فيكون قدانشقت األسرار : إىل مقام أهل الدليل والربهان وهم أهل شهود أثر الصفات قبل شهود الذات فيكون قوله

ألهل الفناء يف الذات وانفلقت األنوار ألهل الفناء يف الصفات قبل الفناء يف الذات فإن عامة املتوجهني شهود املؤثر بالشريعة مث باحلقيقة، وباإلسالم واإلميان مث باإلحسان، يبتدؤون بشهود األثر مث يرتقون إىل

ال فاعل إال اهللا وهو : وبعامل الشهادة مث عامل اليب، وباحلكمة مث القدرة، فيكون أوال يف توحيد األفعال متكلم إال اهللا مث يف ال حي وال قادر وال مريد وال مسيع وال بصري وال: اية الصاحلني مث يف توحيد الصفات

:ال موجود إال اهللا، مث يزيدون إىل مقام البقاء وإىل ذلك أشار بعضهم بقوله: توحيد الذات فكان فناؤه عني البقاء ويفىن مث يفىن مث يفىن

. ذاتطريقنا ليس فيها إال فناءان؛ فناء األفعال وفناء ال: ولقد مسعت شيخنا البوزيدي رضي اهللا عنه يقول ألن طريق الشاذلية خمتصرة : وأما فناء الصفات فهو مطوي يف فناء الذات وهو كما قال رضي اهللا عنه

صاحبها أول قدم يضعه يف مقام اإلحسان فيفىن أوال يف االسم مث يف الذات فنهاية الصاحلني بداية .كالم معه إذ ال سر له العارفني، وكالمنا كله مع من وجد شيخ الرتبية، وأما من مل جيد فال

:تنبيـه

إمنا خص جتلي الذات باألسرار وجتلي الصفات باألنوار ألن جتلي الذات ال يدركه إال اخلواص أو خواص اخلواص ومن شأن السر أن ال يدركه إال األفراد خبالف جتلي الصفات وهو األثر فيدركه اخلاص والعام كما

ر بالشق والنور بالفلق ألن الشق يكون أوال مث يقع أن النور كذلك ال خيفى على أحد، وإمنا خص أيضا السانفلق، كذلك انشقاق األسرار يكون أوال : انشق اإلناء إذا مل ينفصل فإذا انفصل تقول: الفلق ثانيا، تقول

.ألهل الفناء وانفالق األنوار يكون ثانيا ألهل البقاء بعد الفناءنور اإلسالم : واألنوار املعنوية كذلك. نور النجوم ونور القمر ونور الشمس: اعلم أن األنوار احلسية ثالثة

نور الفناء يف األفعال كنور : كنور النجوم ونور اإلميان كنور القمر ونور اإلحسان كنور الشمس، أو تقول الذات كنور الشمس، فأول ما يكشف للمريد النجوم ونور الفناء يف الصفات كنور القمر ونور الفناء يف

نور ضعيف كنور النجوم فرتاه يسقط ويقوم خلفاء الطريق ختتفي مث يبدو له قمر التوحيد فيقل عثاره مث تطلع :علي مشس العرفان فال خيفى عليه مكان، ويف هذا يقول اجملذوب رضي اهللا عنه

ى إال ريب وال يـبـق طلع النهار على األقمار

وأنا سكن يل يف قليب الناس زارت حممد طلع النهار على قليب :وقال أيضا :وقال آخر حىت نظرته بعينيا

ومشوس القلوب ليست تغيب إن مشس النهار تغرب ليال :وقـلت يف قصيديت الرائية يف سر الروح

له جيري نور يف كثافة ظلمة لطيفة ولكن بدر التام يف ليـ غياهب ليل عن مسا قـلبك الدري فإن أشرقت مشس النهار تـغيبت لها ري وليس لشمس احلق من أفل جي أال إن مشس احلس يـعرب ليـ واعلم أن هذه األنوار اليت انفلقت من نوره عليه السالم احنجبت بسر احلكمة يف حال ظهورها إذ ال بد

:للحسناء من نقاب وللشمس من سحاب فاحتجبت بال حجاب وهللا در القائل

ا ومن عجب أن الظهور تسرت وما احتجبت إال برفع حجا ا على ثالثة أقسام ناسوال :يف مشاهد

ا بعد مشاهدة األكوان وهم أهل اجلذب والفناء من أهل مقام اإلحسان وإليه أشار بعضهم قسم يشهدود بصر : (، وقال الشيخ موالنا عبد السالم لتلميذه أيب احلسن)ما رأيت شيئا إال رأيت اهللا قبله: (بقوله حد

تعاىل يف كل شيء وعند كل شيء ومع كل شيء وحتت كل شيء وقريبا من كل شيء اإلميان جتد اهللابقرب هو وصفه وبإحاطة هي نـعته، وغد عن الظرفية واحلدود وعن األماكن واجلهات . وحميطا بكل شيء

بوصفه األول واآلخر والظاهر وعن الصحبة والقرب يف املسافات وعن الدور باملخلوقات، واحمق الكل ) وفيه: (مث قال رضي اهللا عنه). والباطن، وهو هو هو كان اهللا وال شيء معه وهو اآلن على ما عليه كان

العرفانية واألسرار الربانية والعلوم ) احلقائق(أي ارتفعت وأشرقت مشوس ) ارتـقت(أي يف مسا قـلبه الصايف به قلبه عليه الصالة والسالم بسماء صاحية أشرقت فيها مشوس كثرية فامتألت باألنوار ولذلك اللدنية، ش

مجع احلقيقة وإن كانت يف األصل واحدة ألنه عليه الصالة والسالم اجتمع فيه من احلقائق ما افـتـرق يف ورا بأنوار الشرائع فكان عليه غريه، فكان باطنه عليه الصالة والسالم مغمورا بأنوار احلقائق وظاهره معم

ظاهره معمورا بالشرائع وباطنه معمورا باحلقائق وال يكون هذا : الصالة والسالم أعطاه اهللا القوة من اجلهتـني له اهللا لالقتداء به ويكون هذا بـعد ) ص(إال له عليه الصالة والسالم أو لمن كان على قدمه ممن أه

ال جتتمع جماهدة : د مسعت شيخ شيوخنا موالي العريب الدرقاوي رضي اهللا عنه يقولالتمكني، ولقوزين الظاهر : واعرتض قول الشيخ اليوسي يف بعض أدعيته). ص(ومشاهدة إال يف رجل واحد على قدمه

جاهدة وزين الباطن باملشاهدة، إذ ال جماهدة يف الظاهر قبل مشاهدة الباطن كما تقدم، وقال شيخ بامل

الويل الكامل هو الذي يكون ظاهره معمورا بالشرائع وباطنه : شيوخنا سيدي علي اجلمل رضي اهللا عنههذا قليل وعلى تقدير وقوعه تكون عبادة اهللا معموال فيها بالقدرة فال جماهدة له : قلت. معمورا باحلقائق

رة، ال يزيدون فيها البتة، والغالب على أهل الباطن خفاء أعماهل ا قلبية بـني فكرة ونظرة وشهود وعبـ م ألعلى الفرائض إال ما تـيسر مث يستغرقون يف الفكرة والنظرة اليت هي أفضل العبادات ساعة منها تـفضل عبادة

اين يف فكرة سنة كما يف احلديث، ويف رواية سبعني سنة واجلمع بينهما أن األول يف فكرة أهل احلجاب، والثوقال أبو العباس املرسي . أي سنة) كل وقت من حبييب قدره كألف حجة: (أهل العرفان وفيه قال الشاعر

قـوم أقامهم : (وقال سيدي ابن عطاء اهللا رضي اهللا عنه يف احلكم). أوقاتنا كلها ليلة القدر: (رضي اهللا عنهكال مند هؤالء وهؤالء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك حمظورا {هم مبحبته اهللا خلدمته وقوم اختص

أهل احملبة : فأهل احملبة هم أهل الفكرة وأهل اخلدمة هم أهل العبادة الظاهرة، أو تقول)]). 184[(}*أهل احملبة هم أهل العبادة املعنوية : اخلارجية، أو تقول هم أهل العبادة القلبية وأهل اخلدمة هم أهل العبادة

وأهل اخلدمة هم أهل العبادة احلسية، واحلاصل أن عمل الشريعة ال بد له أن يعترب احلقيقة، واحلقيقة ال بد قوت أن تعترب الشريعة إال ما ال بد منه، ومن قال خالف هذا فهو جاهل بعلم الباطن، وقد رأيت يف

لك الذي يكتب أعمالهيا سيدي : القلوب أليب طالب املكي رضي اهللا عنه أن بعض العارفني قال له املره لنا نتقرب به إىل ربنا، فقال له أما يكفيك الصلوات اخلمس، وانظر : فـرحنا بشيء من أعمالك أي ظه

:قول احلالج رضي اهللا عنه تـرى ما ال يـرى للناظرين قلوب العارفني هلا عيون

تغيب عن الكرام الكاتبني وألسنة بأسرار تناجي إىل ملكوت رب العاملني وأجنحة تطري بغري ريش :وقد ذيـلناه ببـيتـني أخريني فقلت

يم بعشق وجد إىل جربوت ذي حق يقينا وأفئدة فـبذل روحك قليل فينا عاين فإن أردت درك ذي امل حققني باطنية خفية، ولذلك اختلفوا عن كثري من الناس فال يـعرفهم إال من أراد

فهذه عبادة العارفني امل

يف قلبه )وتنزلت: (اهللا أن يـعرفـهم به، مث أشار رضي اهللا عنه إىل العلم الظاهر الذي علم عليه السالم فقال)] 185[(}وعلم آدم األمساء كلها{: عليه السالم، قال تعاىل) علوم آدم(عليه السالم بالوحي واإلهلام

أي أهلمه اهللا، وألقى يف فطرته معرفة األشياء كلها ولغات األلسن كلها من عربية وسريانية وغريمها مما تكلم ا وزاد معرفة خواصها نبينا عليه الصالة والسالمبه أوالده، وكذلك علمه اهللا أمساء األشياء ومسميا

ومنافعها وكان عليه السالم يعرف لغات العرب والعجم وغريمها فكان خياطب كل قوم بلغتهم ويكتب إليهم ارسة وأخبارهم املاضية وعلم ما يكون بعرف كالمهم وقد أطلعه اهللا تعاىل على علوم املتقدمني وشرائعهم ا لد

يف أمته من األحداث والوقائع وما يـلقون من املصائب والفجائع وخصه اهللا بأسرار مل يطلع عليه أحد من

: خلق اهللا، وكان عليه الصالة والسالم خيص قوما بأسرار مل يفشها لغريهم حىت قال الفاروق رضي اهللا عنهومعه الصديق رضي اهللا عنه ومها يتكلمان يف علم السر ويف علم التوحيد ) ص(على النيب كنت أدخل

كانا أول مرة : قال سيدي عبد الوارث يف شرح املباحث. فأكون بينهما كالزجني ال أعرف ما يقوالن ذاكرة فإذا دخل عثمان رضي يتكلمان يف علم السر فإذا دخل عمر رضي اهللا عنه أمسكا مث أشركاه يف امل

ذاكرة، وقال اهللا عنه أمسكوا مث أشركوه يف املذاكرة فإذا دخل علي رضي اهللا عنه أمسكوا مث أشركوه يف امل

كان علي رضي اهللا عنه يـفهم تلك األسرار قبل أن يشركوه يف املذاكرة واهللا أعلم، وهذه األسرار : غريهلكن ) وفيه ارتقت احلقائق: (من علم الباطن فحقها أن تذكر عند قوله ليست من علم الظاهر وإمنا هي

اجنر الكالم إليها يف هذا املوضوع فاألمر قريب إذ أن علم الباطن ال يتحقق إال بعد العلم الظاهر وهو ما شريعة وعلم علم يتعلق بإصالح الظاهر ويسمى علم ال: يتعلق بإصالح اجلوارح الظاهرة، فالعلوم ثالثة

احلكمة، وعلم يتعلق بإصالح الباطن ويسمى علم التصوف وعلم الطريقة ومها كسبيان، وعلم موهوب ويسمى علم احلقيقة وهو الثمرة والغاية فكل علم ال يـبـلغ صاحبه لعلم احلقيقة فهو ناقص، إذ مثرة العلم

اية العرفانالعمل، ومثرة العمل احلال، ومثرة احلال الذوق والوجدا وال بد من شيخ مريب ينقل املريد . ن وهو .من علم الشريعة إىل علم الطريقة مع حتقيق الشريعة وإال بقي يف أحدمها على الدوام

الشريعة أن تـعبده : الشريعة تصلح الظواهر والطريقة تصلح الضمائر واحلقيقة تصلح السرائر، أو تقولالشريعة للطالبني والطريقة للسائرين واحلقيقة للواصلني، : أن تقصده واحلقيقة أن تشهده، أو تقول والطريقةالشريعة للعوام : الشريعة لطالب األجور والطريقة لطالب احلضور واحلقيقة لرفع الستور، أو تقول: أو تقول

يعة إىل امتثال األمر واجتناب النهي، ومرجع الطريقة مرجع الشر . والطريقة للخواص واحلقيقة خلواص اخلواص التخلية هي : إىل ختلية وحتلية، فالتخلي التطهري من الرذائل والتحلي االتصاف بالفضائل، وإن شئت قلت

االهتمام : التـنـزه عن أخالق البهائم والشياطني والتحلية التخلق بأخالق الروحانيني، فأخالق البهائماحلسد والكرب واخلديعة والغش والغضب واحلدة والقلق : كل والشرب والنكاح، وأخالق الشياطنيباأل

ر ذلك مما ال حيصى حىت قال بعضهم للنفس : (والشح والفظاظة والقسوة وحب اجلاه واملال والرياسة وغيـ .واهللا أعلم) من النقائص ما هللا من الكماالت

مة الصدر وسخاوة النفس وحسن اخللق والتواضع واحللم والتأين والسكينة سال: وأخالق الروحانيني والطمأنينة والشفقة والرمحة والسهولة والليونة وغري ذلك من الكماالت، فمن مجع هذه العلوم فهو النجم

و فاسق إذ ال خيلو من منازعة الثاقب ومن اكتـفى بأحدها فهو ناقص وساقط، فمن تشرع ومل يـتحقق فهاملقادير واعرتاضه على الواحد القهار، ومن حتقق ومل يتشرع فهو زنديق بإبطاله األحكام وتعطيل احلكمة، ومن مجع بينهما فقد حتقق لقيامه بالقدرة مع األدب واحلكمة، ويف التحقيق ما مث إال احلقيقة إذ ال فاعل

ر أن ما يربز من عنصر القدرة إن كان موافقا للحكمة مسي شريعة وطاعة، إال اهللا وال موجود سواه غيـويسمى أيضا حقيقة نورانية وإن كان خمالفا مسي معصية ويسمى أيضا حقيقة ظلمانية، فالكل منه وإليه،

ولو شاء ربك آلمن {: ، وقال تعاىل)]186[(}ولو شاء ربك ما فـعلوه {: قال تعاىل وهو أصدق القائلنييعا ، وقال )]188[(}وربك خيلق ما يشاء وخيتار {: ، وقال تعاىل)]187[(}من يف األرض كلهم مج

يعة عني احلقيقة إذ كل فاحلقيقة عني الشريعة، والشر )]. 189[(}وما تشاءون إال أن يشاء الله {: سبحانهما وهللا در القائل يف مدح النيب :حيث قال) ص(منهما مأمور

حققت احلقائق وكانت وثيقه يا زين اخلالئق يا عني احلقيقه ت فاإلنسان كله باطنه قدرة وظاهره حكمة، فإن بـرز من القدرة ما يوافق احلكمة كان حقيقة نورانية وكان

عالمة على سعادة العبد، وإن برز من القدرة ما خيالف احلكمة كان حقيقة ظلمانية وكان عالمة على .عقوبة العبد إال أن يظهر حلمه وباهللا التوفيق

وحيث اجتمع يف نبينا عليه الصالة والسالم احلقائق وعلم التشريع وعلوم األولني واآلخرين عجز الناس عن أي صيـرهم عاجزين عن فـهمه فوجب اإلذعان واالنقياد حلكمه كما ) فأعجز اخلالئق: (لك قالمعرفته ولذ

انقادت املالئكة بالسجود حيث عجزت عن إدراك علمه، وقد قالت الصحابة رضي اهللا عنهم ملا رأوا الغنم لو كان أحد سجد «: )ص(يا رسول اهللا حنن أحق بالسجود لك منها، فقال : سجدت له يف قصة البستان

فالسجود إمنا يكون هللا، وأما . »ألحد، أو لو أمرت أحدا أن يسجد ألحد ألمرت املرأة أن تسجد لزوجهاأي وعنه ) وله: (آدم فكان قبلة واملقصود بالسجود هو اهللا الذي أمر به، مث قـرر العجز املتقدم وبـيـنه بقوله

مجع فـهم أي فهوم العباد فلم يقدر ) الفهوم(غرت أو تالشت واضمحلت أي تقاصرت وتصا) تضاءلت(م مل يروا إال خياله الظاهر، وأما أحد أن يفهم ما خصه اهللا به من األسرار اإللـهية واملواهب الباطنية أل

وهللا در ) عرفين حقا غري ريب واهللا ما (الباطن فلم يعلمه إال خالقه الذي خصه اهللا به ويف بـعض األحاديث :البوصريي حيث قال

قوم نيام تسلوا عنه باحللم وكيف يدرك يف الدنيا حقيقته

عليه يف مظهره الشخصي ) سابق(معشر اخلالئق ) فلم يدركه هنا: (ولذلك قال الشيخ رضي اهللا عنه م كلت فهومهم وتقاصرت علومهم عن اإلحاطة باحلقيقة احملمدية، بعد وجوده احلسي بل كله) وال الحق(

وحيتمل بالسابق من سبق يف زمانه عليه الصالة والسالم كالصحابة رضي اهللا عنهم وبالالحق من أتى واهللا ما رأى أصحاب حممد : (ولذلك قال أويس القرين) ص(بعدهم إذ كلهم سواء يف العجز عن إدراكه

ولو ابن : ولو ابن أيب قحافة؟ قال: إال قشرة الظاهر، وأما الباطن فلم يعرفه أحد فقيل له) ص(ن حممد م واملراد نفي اإلحاطة مبعرفة سره عليه الصالة والسالم، وأما إدراك البعض فلهم يف ذلك نصيب ). أيب قحافة

م يف معرفة اهللا فمنهم من يدرك شيئا من سره عليه وكذلك األولياء رضي اهللا عنهم . على قدر تفاوالسالم، ومنهم من يدرك روحه، ومنهم من يدرك عقله، ومنهم من يدرك نفسه عليه الصالة والسالم، فأهل الرسوخ والتمكني يدركون سره عليه الصالة والسالم وال يغيب عنهم طرفة عني كأيب العباس املرسي

من السائرين يدركون روحه عليه الصالة والسالم، وأهل املراقبة من أهل وأمثاله، وأهل الشهود والعيان االستشراف يدركون عقله عليه الصالة والسالم، وأهل احلجاب من أهل الدليل والربهان إمنا يدركون نـفسه

قدر فنائهم فيه يف الدنيا مناما أو يقظة على) ص(ومظهره الشخصي فريونه حميـزا يف صورته اليت كان عليها وهم على مراتب، وأما متثيل بعضهم له كاخلرويب ومن تبعه هلذا احلديث بالصحابة رضي اهللا عنهم ) ص(

: فـلعل ذلك كان يف زمانه عليه الصالة والسالم واهللا أعلم، وقد مسعت شيخ شيوخنا موالي العريب يقولما غاب عين «: كيف يقول أبو العباس املرسي: فقاال يللقيين عالمان من علماء فاس مبسجد القرويني(

أولئك السادة : قلت هلم يا هؤالء: كيف يكون ذلك؟ فقال رضي اهللا عنه» طرفة عني ) ص(رسول اهللا كانت أفكارهم يف عامل امللكوت وهو عامل األرواح وفيه أرواح األنبياء وغريهم ومل تكن أفكارهم يف عامل

لك، قالاألشباح وهو عوهل تدرون أين هو عامل األرواح؟ عامل األرواح هو حيث عامل : مث قلت هلم: امل امل

احملل واحد وإمنا ختتلف النظرة فأهل البصرية ال يـرون إال امللكوت وهو : قلت). األشباح، مث قمت عنهملك وهو عامل األشباح وقد

) فرياض: (أشار إىل ذلك الشيخ بقولهعامل األرواح، وأهل البصر ال يرون إال امل

هو يف اصطالح الصوفية ) امللكوت(مجع روض وهل حمل النزهة الشتماله على نـوار وأزهار ومياه وخضرة لك

لك ما يدرك بالبصر والوهم، أو تقول امللكوت مدرك أهل اجلمع وامل

ما يدرك بالبصرية والعلم كما أن امل

لك : ك أهل الفرق، أو تقولمدر لك ما ظهر وامللكوت ما بطن، فامللكوت مدرك أهل الشهود والعيان وامل

امل

) مونقة) (ص) (مجاله(مجع زهرة وهي النوار اليت تفتح يف زمان الربيع ) بزهر (مظهر أهل الدليل والربهان

شبه شبه امللكوت الذي هو حمل نزهة العارفني برياض : به للمشبهأي معجبة، ورياض امللكوت من إضافة امل

مشتملة على أزهار ونـوار وخضرة ومجال ال يتم مجاهلا وال يظهر نوارها إال باتباع الشريعة احملمدية وإال كانت لك كله ظلمة وإمنا أناره ظهور احلق في

ه فصار كله نورا ومن مل يدرك حقيقة ظلمانية، فالكون الذي هو امل

نور احلق فيه صار يف حقه ظلمة وكان ملكا وال ميكن أن يظهر احلق فيه إال بالسلوك على الشريعة احملمدية على يد شيخ عارف بدقائقها وحقائقها الظاهرة والباطنة وإال بقي مع ظلمة األكوان وسجن األوهام

وهو ما يدرك بالعقل والفهم أو ) اجلربوت(حمل اجتماع املاء كالسهريج مجع حوض وهو ) وحياض( .بالبصرية والعلم لكن يف ثاين حال أي بعد معرفة امللكوت

لك وامللكوت واجلربوت حملها واحد وهو الوجود األصلي والفرعي لكن ختتلف التسمية احلاصل أن امل

ختالف الرتقي يف املعرفة، فمن نظر إىل الكون ورآه كونا مستقال بنفسه باختالف النظرة وختتلف النظرة باقائما بقدرة اهللا ومل يكشف له عن رؤية صانعه فيه مسي يف حقه ملكا، لظهور تصرف القدرة فيه ووجوده

لوقوفه مع الوهم، ومن فـتح اهللا بصريته ومها ال حقيقة هلما عند احملققني، وكان صاحب هذه الرؤية حمجوباله مسي يف حقه ملكوتا وكان صاحب هذه الرؤية عارفا مفتوحا كون يف الكون أو قـبـ

ونـفذ إىل شهود املعليه، فإن نفذت بصريته إىل شهود أصل األصول والفروع وهي العظمة األزلية اللطيفة قـبل أن تـتجلى

:وتـعرف وقد أشار إليها ابن الفارض بقوله ونور وال نار وروح وال جسم صفاء وال ماء ولطف وال هوى م كل الكائنات حديثها قدميا وال شكل هناك وال رسم تـقدا األشياء مث حلكمة ل من ال له فـهم ا احتجبت عن ك وقامت مسي ذلك جربوتا، ومن نظر إىل نفوذ الرمحة السابقة يف األشياء كلها وهي نعمة اإلجياد ونعمة اإلمداد

وقد نظمت قصيدة تليق هنا وهذا . ملكا وملكوتا وجربوتا ورمحوتا: مسي ذلك رمحوتا، فصارت العوامل أربعة :تبعض منها فقل

تـقيد به العقل يف قـهر قـبضة إذا حبست نـفس يف سجن اهلوى الذي فلم تـر إال الكون يف كل وجهة وأشغلها حس األواين حلكمة لك باحلس حاصل

حجوب يف سحب ظلمة فذلك عني امل

وناظره امل

قدس سر إىل درك سر الذات خلف األنية ه وإن نـفذت روح امل

يف كل األواين عند أهل احلقيقة ونـعين به سر املعاين اليت سرت وعارفه حيظى بفتح بصرية فذا ملكوت اهللا يسمى لوسعه وأصل األصول والفروع بفكرة وإن سبحت حبر اللطافة والصفا ولكن خيوض منه يف طرف جلة فذا جربوت ليس يدركه الفىت ملكا وملكوتا وجربوتا والهوتا ورمحوتا بإضافة الفروع إىل األصول ويف ذلك : والعوامل إن حققتها مخسة

:يقول القائل حلظة وخاضت حبار اجلمع يف كل وإن أحلقت كل الفروع بأصلها وعارفه حقا يهنأ مبكنة فذاك الذي يسمى بالهوت سره وجريـها يف األشياء طرا بنعمة وإن نظرت أصل اإلجياد برمحة ختلق باسم احلق يف كل نسبة فقل رمحوت فيه يدريه عارف ه يسمى ملكا، وما بطن من أسرار املعاين يسمى أن من دخل عامل التكوين، ما : والتحقيق ظهر من حس

ملكوتا، وما مل يدخل عامل التكوين من األسرار الباقية على أصلها يسمى جربوتا وال يفهم هذا إال من مللكوت حيجب دخل مقام اإلحسان وخاض حبر املعاين وإال فحسبه التسليم ألربابه، واعلم أن شهود عامل ا

لك، وشهود عامل اجلربوت حيجب عن شهود عامل امللكوت، وكل من ترقى إىل مقام عن شهود عامل امل

غاب عما قـبـله إال الرمحوت فيمكن شهوده مع العوامل كلها واهللا تعاىل أعلم، واحلاصل أن حبر اجلربوت لقبضة النورانية احملمدية، فكل من بـرز من اجلربوت فالنور فـياض بأنوار امللكوت وأنوار امللكوت أصلها اأي ) متدفقة) (ص) (وحياض اجلربوت بفيض أنواره: (احملمدي واسطة فيه وأصل فيه وهذا معىن قوله

اء الغيب تنصب شبه حبر اجلربوت حبياض مملوءة مب. منصبة بقوة، فالتدفق هو االنصباب بشدة شيئا فشيئاهو سبب يف إبراز تلك ) ص(إىل عامل الشهادة شيئا فشيئا على حسب اإلرادة واملشيئة، وملا كان نبينا

سبب إىل السبب وإن كان الكل جربوتيا الهوتيا ألن من مل يشكر ) ص(األنوار أضيفت إليه إضافة امل

ر الناس مل يشكر اهللا، فأهل اجلذب والفناء يغيبون عن الواسطة الواسطة مل يشكر املوسوط ومن مل يشكفال يشهدون إال اجلربوت، وأهل البقاء لكماهلم يشهدون الواسطة واملوسوط ويـعطون كل ذي حق حقه وال

م وخرطنا يف سلكهم آمني، وإمنا اختار حيجبهم فـرقهم عن مجعهم وال مجعهم عن فرقهم نفعنا اهللا التشبه باحلياض ومل يشبه بالبحار مناسبة للرياض ألنه ملا شبه امللكوت بالرياض ناسب أن يشبه اجلربوت باحلياض إذ ال يقوم الرياض إال باحلياض كما ال يقوم امللكوت إال باجلربوت بل هو عنه كما تقدم لكن

األكوان ثابتة بإثباته ممحوة بأحدية ذاته، وإىل إثبات . وجب إثباته مث حموهالسالك يرتقى به إىل اجلربوت فأي متعلق ومتصل اتصال ) إال وهو به منوط(من الكائنات ) وال شيء: (أشار بقوله) ص(واسطته

ورد يف بعض واسطة فيه كما ) ص(املوسوط بالواسطة فكل من بـرز من عامل الغيب فنبينا وموالنا حممد : ويف بـردة البوصريي) . لوال حممد ما خلقت عرشا وال كرسيا وال مساء وال أرضا وال جنة وال نارا(األخبار

الذي هو نبينا ) إذ لوال الواسطة: (فقال) ص(لواله مل خترج الدنيا من العدم، مث ذكر علة تعلق األشياء به بني اهللا وخلقه لذهب املوسوط الذي هو الكون ) ص(أي لوال توسطه ) لذهب كما قيل املوسوط) (ص(

كما قيل معرتضة بني : فاعل لذهب، واجلملة: أي لبقي على ما كان عليه من العدم فإذ تعليلية واملوسوطتعلقت األشياء به إمنا: الفعل والفاعل ألجل القافية إذ لو قدم على اجملرور الختل الوزن بالطاء، والتقدير

وهو ) ص(ألنه واسطة ولوال الواسطة لذهب املوسوط كما هو قول مشهور، مث ذكر معمول قوله ) ص(صدر النـوعي فقال

أي بعظمتك وكمالك وهذه الصالة ال ) تليق (أي صل صالة عظيمة كاملة ) صالة : (امل

بال واسطة أحد من ) بك منك إليك(ذه الصالة واصلة يـعلم قدرها إال اهللا سبحانه وتعاىل وتكون هلك إىل الوزير أعظم وأمت

خلقك وال شك أن اهلدايا والتحف اليت تصل إىل الوزراء بال واسطة بل من يد املو أي ألجل ما ه) كما هو أهله: (ممن تصل على يد الوسائط، مث ذكر علة تعظيم هذه الصالة فقال

مث )] 190[(}واذكروه كما هداكم {: من التعظيم واإلجالل فالكاف تعليلية كقوله تعاىل) ص(مستحقه ليست للدعاء وإمنا هي مبالغة يف اإلقرار كقوله يف ) أللهم : (هلذه الكرامة فقال) ص(ذكر وجه استحقاقه

) سرك) (ص(أقر وأحتقق أنه : ب يف ذهن السامع فكأنه قالأللهم نـعم مبالغة يف متكني اجلوا: اجلواباخلفي الذي اختصصت مبعرفته أو سرك الذي أودعته يف هذا الكون إذ هو عليه الصالة والسالم سر

يف غريه فكانت روحانيته لما افـتـرق ) اجلامع(األسرار ومنبع األنوار ومنه انشقت األسرار وانفلقت األنوار جامعة ألوصاف الكماالت وبشريته جامعة ألنواع احملاسن وشريعته جامعة جلميع الشرائع وكتابه ) ص(

) الدال عليك(جامعا لسائر الكتب، وهو أيضا جيمع الناس على اهللا ويدهلم على اجلمع وحيذرهم من الفرق فكانت خطبه ومواعظه ترق منها القلوب وتذرف منها العيون وما بعث عليه ) ص(له وأحواله بأقواله وأفعا

م عليه وعرفـهم ب ه وال السالم إال داال على اهللا ومعرفا به تعاىل فما تـرك شيئا جيمع العباد على اهللا إال دهلر العباد منه مل يأل جهدا يف نصح العباد وهديههم إىل طريق الرشاد فجزاه رأى شيئا يقطع عن اهللا إال حذ

اهللا عنا أحسن ما جزى رسوال عن قومه ونبيا عن أمته وبعد أن كان عليه الصالة والسالم داال على اهللا كان الذي يـتـوسط بينك وين ) وحجابك: (لك قالحاجبا من حجب احلضرة ال يدخلها أحد إال على يديه فلذ

الداخلني إىل حضرتك فكل من دخل على يديه عليه السالم وعظمه واتـبع سنته أدخله احلضرة على نـعت طرد وعوقب ويف )ص(اهليبة والوقار واألدب فاستـقر فية احلضرة على الدوام وكل من دخل من غري بابه

:ذلك يقول القائل أتاه من غري بابك ال يدخل وأنت باب اهللا أي امرىء

حجاب األرواح عن اهلالك إذ من شأن الروح أن تتطلع اخلوض فيما ال تقدر عليه من ) ص(وأيضا هو يه السالم وعاقـلها بعقال الشرائع ولذلك قال عليه الصالة حبر اجلربوت فكلما مهت باخلوض فيه زاجرها عل

إذ كنه الربوبية حمجوب عن العقول فال سبيل إىل » تفكروا يف آياته وال تـتـفكروا يف ماهية ذاته«: والسالمنهم هو أعظم م) ص(إدراكه، وال شك أن الرسل عليهم الصالة والسالم حجب لقومهم ولكن املصطفى

أدبا ) األعظم القائم لك بني يديك: (كما قال الشيخ رضي اهللا عنه مث وصفه بشدة القرب واألدب فقالوتعظيما وواسطة بينك وبني خلقك وتـرمجانا يف تبليغ أحكامك مث شرع يف الدعاء باللحق به يكون على

الطيين والديين، وأراد دوامه على متابعته عليه السالم ) نسبهأللهم أحلقين ب: (قدمه وهو أعظم الوالية فقالاحلسب وهو ما يفتخر به . أي خبلقه) حبسبه(أي خلقين ) وحققين (وإال فال ينفع النسب مع عدم األدب

اهللا عنهم فإن األولياء رضي ) ص(اإلنسان من مكارم األخالق، وأراد رضي اهللا عنه أن يكون على قدمه منهم من يكون نوحيا ومنهم من يكون إبراهيميا ومنهم من يكون موسويا ومنهم من يكون عيسويا ومنهم من يكون حممديا وهو أعظمهم جلمعه ما افـتـرق يف غريه، وقد حقق اهللا رجاءه وأجاب دعاءه فقد تغلغل

م اليت مدارها على التخلق بأخالق الرمحـن ونال من ذل احلظ األوفر وقد تقدم رضي اهللا عنه يف علوم القو يف ترمجته من كالمه ما حيقق ذلك نفعنا اهللا مبحبته آمني، وإمنا عرب بالتحقيق دون التخلق ألن التخلق

: السالم املعرفة اخلاصة فقاليكون جماهدة وكسبا والتحقق يكون غريزة ومتلكا، مث طلب معرفته عليه طلب معرفته عليه السالم قبل أن يطلب معرفة اهللا ألنه الواسطة فال يدخل على اهللا إال من ) وعرفين إياه(

بابه ألن من عرفه عليه الالم املعرفة اخلاصة بادر إىل خدمته وحمبته فـيدخله على ربه بنفسه أو بشيخ يـهديه

فصال وإن كان االتصال أرجح عند النحاة أدبا مع ) ص(وأتى الشيخ رضي اهللا عنه بضمري النيب إليه، منـوعرفنيه كما هو األرجح لكان ضمريه عليه السالم متصال بضمري الشيخ فيفوته : إذ لو قال) ص(النيب

بغريه فما أحسن أدبه وأدق نظره، مث ذكر األدب إذ املصطفى ينبغي أن يكون غريه متصال به ال هو متصال ا(كاملة ) معرفة: (نتيجة املعرفة به عليه السالم فقال أي من الوقوع ) من موارد اجلهل(أي بسببها ) أسلم

ورد وهو حمل الشرب وجيمع على موارد شبـهرضي يف شيء من اجلهل أي جهل كان فالورود هو الشرب وامل

اهللا عنه اجلهل مباء قبيح وسأل اهللا تعاىل أن يسلمه مبعرفته عليه الصالة والسالم من الوقوع يف مشربه أو يف ه فقال أي أشرب على فمي من غري ) وأكرع : (القرب منه وهو الشرب من موارد العلم النافع، مث ذكر ضد

مجع مورد ) من موارد (أي بتلك املعرفة ) ا(فعل املتعطش اللهفان واسطة، فالكرع هو الشرب على الفم باليت هي العلوم اللدنية واألسرار الربانية اليت تكون ) الفضل(وهو حمل الشرب أي بتلك املعرفة من مناهل

هل من مناهله بالفضل واملنة ال بالكسب واخلدمة، وال شك أن من عرفه وقام بواجب حقه ال بد له أن يـنـويرد من موارده ويأخذ قسطه من العلوم اليت علمها عليه السالم بالوحي أو باإلهلام ألن من عمل مبا يـعلم

ا وطلب من اهللا شبه الشيخ رضي اهللا عنه العلم اللدين بأحبر عذبة يرد الناس منه. أورثه اهللا علم ما مل يعلمأن يشرب منها بال واسطة غري واسطته عليه السالم حىت متتلىء عروقه وأضالعه وأوصاله إذ القناعة من اهللا

، مث طلب السلوك إىل حضرة )]191[(}وقل رب زدين علما{حرمان والعلم ال حد له حىت يشبع منه أي إىل العكوف يف ) إىل حضرتك(أي طريقه األقوم ) وامحلين على سبيله: (لالقدس وحمل األنس فقاأراد رضي اهللا عنه أن يكون يف سريه حمموال على كاهل السنة احملمدية ال حامال . مشاهدة مجال حضرتك

عوبا ألن من محلته العناية الربانية قطع يف ساعة واحدة ما ال يقطعه غريه يف سنني وهو ال يشعر، وليس متـ[ س ش ص ض ط ظ ع غ { من كان حمبوبا كمن كان حمبا وال من كان جمذوبا كمن كان سالكا

لو كنت ال تصل إليه إال بـعد حمو مساوئك وقطع دعاويك ال تصل إليه أبدا ولكن إذا أراد )]. 192[(}احلضرة هي . صلك إليه غطى وصفك بوصفه ونـعتك بنعته فـوصلك مبا منه إليك ال مبا منك إليهأن يـو

حضرة القلب : حضور القلب مع الرب أو حضور الروح أو السر مع احلق، فهي إذا على ثالثة أقسامللواصلني، أو تقول حضرة القلوب ألهل املراقبة وحضرة للطالبني وحضرة الروح للسائرين وحضرة األسرار

األرواح ألهل املشاهدة وحضرة األسرار ألهل املكاملة، أو تقول حضرة القلوب ألهل البـرهان وحضرة األرواح ألهل العيان وحضرة األسرار ألهل التمكني، واحلاصل أن املريد ما دام حمجوبا على شهود نـفسه

حضور قلبه مع ربه فهو يف حضرة القلوب، وإذا افتتح عليه غاب بشهود ربه عن شهود وهو جياهد يفنـفسه أو تقول غاب جبمعه يف فـرقه فهو يف حضرة األرواح، وإذا متكن ورجع إىل البقاء حبيث ال حيجب

همكة يف مجعه عن فرقه وال فرقه عن مجعه فهو يف حضرة األسرار، وحكمة ذلك أن الروح ما دامت منـالغفلة مسيت نـفسا ومل تدخل احلضرة قط فإذا تيقظت أو استقامت وجعلت جتاهد نفسها يف احلضور مسيت قـلبا لتـقلبها من الغفلة إىل احلضرة ومن احلضرة إىل الغفلة أو لتقلبها من الطاعة إىل املعصية ومن

الطاعة، وإذا وصلت إىل مقام اإلحسان وفتح عليها يف مقام العرفان مسيت روحا لراحتها من املعصية إىلا من غبش احلس مسيت سرا ذبت وجليت عني بصري تعب احلجاب ودخوهلا مع األحباب، وإذا تأدبت و

ا عن فـهم الناس إذ ال يعرف حقيقة الويل إال مواله الكبري خلفائها عن مدارك العقول أو خلفاء صاحبهالعلي أو من دخل معه يف الوالية، فأضيفت احلضرة إىل الروح مع اختالف تسميتها باختالف تطورها

حضرة القلوب ما دامت قلبا مث حضرة األرواح ما دامت روحا مث حضرة األسرار ما دامت : وترقيها فقيلمحال حمفوفا : (را وملا كان احلمل إىل احلضرة ال يكمل إال إذا صحبته النصرة سأل ذلك الشيخ فقالس

أي يكون ذلك احلمل مدورا بنصرتك أي حفت به النصرة من كل جانب، وال ك أن العبد إذا ) بنصرتك :واملأمول ورتع يف أقرب ساعة يف حضرة الوصول وهللا در القائل صحبته النصرة واملعرفة يف سريه بلغ القصد

تـيسر له من كل عون مراده إذا كان عون اهللا للمرء قاصرا فأكثـر ما جيين عليه اجتهاده وإن مل يكن عون من اهللا للفىت وهو ما سوى احلق ) يب على الباطل(أي ارم ) واقذف : (الغيبة عن السوى فقالمث ذكر مثرة الوصول وهي

شبه السوى . »أال كل شيء ما خال اهللا باطل : أصدق كلمة قاهلا الشاعر كلمة لبيد«تعاىل، ويف احلديث أي فأصبب دماغه ) فأدمغه : (ولذلك قال الذي هو الباطل حبيوان له دماغ فإذا أصيب دماغه مات

ؤ إ { فـيتشتت ويضمحل وإذا زهق الباطل جاء احلق وقل جاء احلق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، حققون أن : ، وال شك أن ما سوى اهللا تعاىل مفقود عند احملققني)]193[(}ئ ا ب ة ت ث ج

أىب امل

ما حجبك عن احلق وجود موجود معه إذ ال . وا مع اهللا غريه إذ حمال أن تشهده وتشهد معه غريهيشهد .شيء معه وإمنا حجبك تـوهم موجود معه

را ر عندنا ممنوع مذ عرفت اإللـه مل أر غيـ وكذا الغيـ ليوم واصل جمموع فأنا ا مذ جتمعت ما خشيت افرتاقا

يف حبار (أي أدخلين ) وزج يب: (وإذا ذهب عن القلب شهود السوى غرق يف حبار الوحدة ولذلك قال :فالزج يف اللغة هو اإلدخال، قال الشاعر) األحدية

يف مقلة نائم مل يـنتبه أحنلين احلب فـلو زج يب واآلن لو شئت متنطقت به أن يل فيما مضى ختم ك واألحدية مبالغة يف الوحدة أي أدخلين يف حبار أحدية ذاتك وصفاتك وأفعالك ولذلك عبـر باجلمع إذ كل

ربه، حبر مستقل بنفسه فمن غرق يف حبر توحيد الذات غاب عن نفسه وعن شهود السوى وبقي بوجودومن غرق يف حبر توحيد الصفات غاب عن صفة نفسه وصفة غريه وبقي بصفات ربه، ومن غرق يف حبر توحيد األفعال غاب عن فعله وفعل غريه وخرج من تدبريه واختياره إذ ال يدبر اإلنسان ما يـفعل غيـره، وإمنا

ن املراد هنا من التوحيد ما كان ذوقا وحاال ومقاما ال ما كان عرب باألحدية اليت هي أبلغ من الوحدانية ألعلما واعتقادا إذ ذلك من شأن أهل احلجاب أهل الدليل والربهان، ويف هذا املقام قال شيخ شيوخنا

:سيدي عبد الرمحـن اجملذوب رضي اهللا عنه غيب هنا البحور إيل ت يا قـرئني علم التـوحيد

الواقفني مع ريب هذا مقام أهل التجريد إذ ال خيوض هذه البحور إال أهل التجريد واحلضور وأما من تنشب ظاهره بكثرة األسباب فال يطمع أن

تسبب ال تـقرب : (يفتح له هذه األبواب وقد مسعت شيخنا البوزيدي رضي اهللا عنه يقولمن معرفة امل

يعين املتهذب إذ املتسبب ال) املتجرد الناقص أفضل من املتسبب الكامل: (، وقال أيضا)معرفة املتجرد

فكرة املتجرد : (خيلو باطنه من تكدير ومسعت شيخ شيوخنا موالي العريب الدرقاوي رضي اهللا عنه يقولا ناشئة عن الصفاء إذ صفاء الباطن من صفاء الظاهر أي أصفى وأبـلغ أل) أمنع من فكرة املتسبب

تمكنون فال كالم عليهم إذ وتكدير الباطن من تكدير الظاهر وهذا كله يف حق السائرين، وأما الواصلون امل

روق أمرهم كله باهللا وعليه حيمل حال الصحابة رضي اهللا عنهم إذ كان فيهم املتسببون كالصديق والفام لنور : وغريمها واإلمجاع على تفضيلهما فـيحمل ذلك على أنه كان بـعد كمال حاهلم، وأيضا مشاهد

هم من الركون إىل شيء سواه فنظرة واحدة من الرسول خترجه من عوامله وعوائده يف ساعة ) ص(النبوءة منـعتـا كان راكب البحر على خطر إما أن يسلم وإما أن يـغرق طلب النجاة واحدة واهللا ذو الفضل العظيم، ومل

أي ) وانشلين : (من الغرق يف حبر األوهام أو يف حبر الشكوك واخلواطر أو يف حبر الزندقة واإلحلاد، فقالمن إضافة ) دالتوحي(مجع وحل وهو اخلضخاض أي سلمين من وغيض ) من أوحال(خلصين وأنقذين

املشبه به إىل املشبه أي أنقذين من توحيد كاخلضخاض بأن يصحبه تكدير وختليط إما برؤية السوى معه وهو توحيد العوام وهو مكدر باألوهام والشكوك واخلواطر، وإما باعتقاد احللول واالحتاد فإن بعض اجلهلة

وهو مذهب النصارى، وبعضهم ادعى وجود السوى لكن احتد اعتقدوا السوى وادعوا حلول األلوهية فيه يا عجبا كيف يظهر الوجود يف العدم أم كيف يثبت احلادث مع من له . وامتزج مع األلوهية وهو كفر حرام

.وصف القدمته عدم على التفصيل أهل التحقيق مل يثبتوا مع احلق سواه ورأوا الكل منه وإليه، فالكل دون اهللا إن حقق

:واإلمجال وإىل ذلك أشار القائل بقوله فـوجوده لواله عني حمال لذاته من ذاته من ال وجود

فحط رأسك ألقدام الرجال فإن مل تذق ما ذاقه الرجال لم ألهل الكمال زلل وإال فس حىت يسقوك من التوحيد مخرة صافية وقد شبهوا راكب حبر التوحيد براكب البحر احلسي فإن كان صاحب السفينة رئيسا ماهرا آوى به إىل

جبل السنة احملمدية فكان من الناجحني الناجني وإن كان صاحب السفينة جاهال بالبحر آوى إىل جبل غرقني، وملا طلب النجاة من الغرق يف حبر التخليط طلب عقله وحدسه فالتطمت به

األمواج فكان من املأي يف ) حبر الوحدة(أي يف حقيقة ) وأغرقين يف عني : (الغرق يف حبر الصفاء وهي الوحدة احلقيقية فقال

همكا يف احلقيقة غائبا يف وجوده وسط حبر الوحدة واملراد أي يغيب يف شهود الذات وحدها فيكون منـ :بوجود مشهوده كما قال اجلنيد رضي اهللا عنه

مبا يـبدو علي من الشهود وجودي أن أغيب عن الوجود إال ) وال أمسع(إال بالذات العلية ) حىت ال أرى: (وإن غاب يف احلق كان أمره كله به ال بنفسه ولذلك قال

:ا ومنها كما قال الششرتي

ومن اهللا أمسع أنا باهللا أنطق فإذا أحببته كنت مسعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده اليت «: وكما قال يف احلديث القدسي

ا ا ورجله اليت ميشي وال : (الشيخ بقولهوإىل متامه أشار » فإذا أحببته كنته «ويف رواية أخرى . »يبطش من ) وال أحس (يف باطين من فرح أو حزن أو قبض أو بسط أو غري ذلك من الوجدانيات الباطنية ) أجد

ا(حر أو بـرد أو ليونة أو حروشة أو غري ذلك من احملسوسات الظاهرة ا ) إال أي بعني حبر الوحدة وعبـر عبـر عنه مبقام الفناء، وميكن أن يريد عن الذات العالية فيكون ف

عله كله باهللا ومن اهللا وإىل اهللا وهذا هو املوإذ قـلنا لك إن ربك {: بعني حبر الوحدة مظهر اإلنسان فبحر الوحدة هو البحر احمليط كما قال اهللا تعاىل

وجود اإلنسان ألنه جوهرة الصدف ولب الكائنات فإذا وعني ذلك البحر هو)] 194[(}أحاط بالناس من عرف نفسه عرف ربه فـتأمل مث رجع إىل مقام الفناء : عرف اهللا فيه وغرق يف حبره فقد عرف اهللا يف غريه

أي واجعل ) وحجابك األعظم: (وقد تقدم من قـوله ) ص(وهو النيب ) واجعل احلجاب األعظم: (فقالا ألن من غرق يف حبر الوحدة وأنكر الواسطة ) حياة روحي(هودك احلجاب األعظم ش أي سبب حيا

وأثبت احلكمة وأبطل الشريعة فـتـزندق وأحلد وماتت روحه، ومن أقـر الواسطة وأثبت احلكمة حييت روحه املالك املعبود فيكون باطنه يشاهد القدرة وبقيت منـعمة يف حضرة الشهود على نـعت اهلبة واألدب مع

وظاهره يشاهد احلكمة أو تقول باطنه حرية وظاهرة عبودية أو تقول باطنه جذب وظاهره سلوك أو تقول باطنه حقيقة وظاهره شريعة فهو الذي تكون روحه حية باقية ال تفىن وال تبيد حىت ترد يوم املزيد، واعلم أن

يطرق بعض املريدين عند استشرافهم على الفناء يف الذات وعند اجلذبة األوىل لكن ال إنكار الواسطة قدشيد، وأما ما دام يف حضانة الشيخ فال بد أن خيرجه يدوم ذلك إال لمن ليس له شيخ أو خرج عنه قبل الرت

ل الصيف وهكذا، واملراد إىل البقاء كما خيرج فصل الشتاء بدخول فصل الربيع وفصل الربيع بدخول فص فمن أحلقها بأصلها ومل ) ص(القبضة النورانية اليت تكثفت وبـرزت من اجلربوت ومسيت حممدا : بالواسطة

ا ثابتة ينظر إىل حكمة إظهارها أنكر الواسطة وكان ناقصا أو ساقطا، ومن نظر إىل حكمة إظهارها وأا وجودا والغيبة بإثباته مم حوة بأحدية ذاته أقـرها باهللا وأقام حبقوقها وهي أحكام الشريعة فال بد من إثبا

وسوط فمن وقف مع الواسطة وحجب عن املوسوط كان جاهال باهللا عنها شهودا، والواسطة من عني امل

وط فإن كان جمذوبا غائبا كان ناقصا وإن كان صاحيا كان غري عارف به، ومن حجب بالواسطة عن املوسساقطا، ومن مجع بينهما كان حمققا كامال وباهللا التوفيق، وملا طلب حياة روحه بشهود ظاهر احلجاب

قلب سرا بشهود باطنه عليه السالم وهو روحه فقال) ص(األعظم وهو النيب :طلب تصفيتها حىت تـنـأي واجعل شهود روحه سبب سر حقيقيت أي سبب انقالب روحي سرا، فحقيقة ) وروحه سر حقيقيت(

اإلنسان هي روحه، واحلاصل أن النظر إىل ظاهره عليه الصالة والسالم يفيد حتقيق الشريعة وهو سبب حياة ا تكون تصفية الروح حىت تكون سرا بعد أن الروح، والنظر إىل باطنه عليه السالم يفيد حتقيق الطريقة و

ذبت صارت سرا، وأما النظر إىل مجلته عليه الصالة والالم كانت نـفسا مث عقال مث قلحبا مث روحا فإذا ا يكون تصفية السر وإليه أشار بقوله ) ميوحقيقته جامع عوال : (يعين ظاهره وباطنه فيفيد حتقيق احلقيقة و

أي واجعل شهود حقيقته كلها بظاهرها وباطنها جيمع عواملي الباطنية وهو العلم والفهم والفكر والعقل والنظر واالعتبار فتكون عواملي كلها منحصرة يف احلقيقة احملمدية وهي القبضة اجلربوتية أو املظهر اجلربويت

دها، واحلاصل أن ظاهره عليه السالم ملحك وباطنه ملكوت مع النظر إىل اجلربوت األصلي كما يأيت بـع واجلمع بينهما جربوت فطلب أوال النظر إىل ملك ظاهره عليه السالم لتحقيق شريعته وطلب ثانيا النظر إىل

الثا النظر إىل جربوت ملكوت باطنه عليه السالم لتحقيق طريقته فتكون سلما إلشراق نور حقيقته وطلب ثواجعل احلجاب األعظم حياة : (طلب أوال بقوله: مجلته عليه السالم لتكمل حقيقته وإن شئت قـلت

االقتداء بظاهره إذ هو سبب حلياة الروح حسا ومعىن وهو حمل التشريع فيكون كالم الشيخ حينئذ ) روحيهر احلجاب األعظم لكن إذا أطلق الكالم إمنا ينصرف إىل على حذف مضافـني أي واجعل شهود ظا

ضاف الثاين وطلب ثانيا بقولهاالقتداء بباطنه عليه ) وروحه سر حقيقيت: (الظاهر فال حيتاج إىل تقدير امل

من كمال السالم وهو حمل تصفية الروح إذ كل من نظر إىل باطنه عليه الصالة والسالم ورأى ما كان عليه) وحقيقته جامع عواملي: (األخالق اجنر إىل االقتداء به عليه السالم وهو عمل الطريقة وطلب ثالثا بقوله

اجلمع بني االقتداء بالظاهر والباطن وبذلك تـتـنـور احلقيقة ويظهر سرها أو تقول طلب أوال حتقيق مقام الم وطلب ثانيا حتقيق مقام اإلميان بشهود باطنه عليه السالم وطلب ثالثا اإلسالم بشهود ظاهره عليه الس

حتقيق مقام اإلحسان بشهود حقيقته عليه السالم، أو تقول طلب أوال شهوده عليه السالم من جهة ملكه يخ رضي وثانيا شهوده من جهة ملكوته وثالثا شهوده من جهة جربوته وهذا أحسن إن شاء اهللا ألن الش

ا اهللا عنه ملا طلب الرجوع إىل البقاء، بشهود الواسطة، طلب أن يكون رجوعه إليها بشهود ملكها وملكوا ولذلك ضم جربوت الواسطة إىل جربوت املوسوط فقال الباء للتعدية واحلق ) بتحقيق احلق األول: (وجربو

أي حققه اآلن حىت أستحضره )] 195[(}ألست بربكم {ح يوم األول هو الشهود السابق يف عامل األروا

وأستعني به على دوام الشهود، أو الباء للمعية واحلق األول هو شهود الربوبية واالستغراق يف الوحدانية، أو : وأعود إىل املعىنالباء للقسم واحلق األول هو اهللا تعاىل إذ هو السابق على كل حق ومنه كان كل حق، وقد دخلوا {: بتحقيق أي مع حتقيق احلق األول وهو اجلربوت األصلي فالباء مبعىن مع كقوله تعاىل

ه منصرفة إىل جربوت الواسطة مع النظر إىل جربوت )] 196[(}بالكفر أي معه، فطلب أن تكون عوامل

لفرق بني جربوت الواسطة وجربوت األصل أن جربوت املوسوط الذي هو األصل وهو احلق األول، واالواسطة حمجوب باحلكمة مغطى برداء العز والقهرية فظاهره حكمة وباطنه قدرة، فمن ضم جربوت الفرع إىل جربوت األصل مطلقا من غري مراعاة احلكمة ورداء القهرية وقع يف الزندقة إلبطاله األحكام واحلكمة

قه رداء العزة والقهرية، ومن ضمها مع مراعاة احلكمة ورداء الكربياء والعزة كان إماما كامال جامعا وخر فـوق ) يا ظاهر(بـعد كل شيء ) يا آخر(قـبل كل شيء ) يا أول(يصلح للرتبية والرتقية جعلنااهللا منهم مبنه

يف حديث أخرجه مالك يف املوطأ ولفظه ) ص(سره النيب دون كل شيء، هكذا ف ) يا باطن(كل شيء أللهم أنت األول فليس قبحلك شيء وأنت اآلخر فليس بـعدك شيء وأنت الظاهر فليس فـوقك شيء (

ين فـعرب باألولية عن القدم وباآلخرية عن البقاء وبالظهور) وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عين الدعن التجلي وبالبطون عن احلجاب باحلكمة وراء القهرية، فهو ظاهر يف بطونه باطن يف ظهوره فامسه الظاهر ميحو ظهور السوى ويبطنه إذ ال ظاهر معه سبحانه وتعاىل، وامسه الباطن يقتضي ظهور جتلياته ليكون

ى ما كان عليه من البطون ما عرف وال عبد، ويف احلكم باطنفا بالنسبة إىل حسها الظاهر فـلو بقي علناجاة: العطائية

كيف ختفى : أظهر كل شيء بأنه الباطن وطوى كل شيء بأنه الظاهر، وقال يف آخر امل

ل واآلخر هو األو {: احلاصل أن احلصر يف قوله تعاىل. وأنت الظاهر أم كيف تغيب وأنت الرقيب احلاضرهو األول هو اآلخر هو : يقتضي انفراده بالظهور دون غريه ألن التقدير)] 197[(}والظاهر والباطن

الظاهر هو الباطن دون غريه، فكل ما ظهر فـهو هو وكل ما بدن فهو هو، أو تقول هو ظاهر كل ما بطن هو الظاهر من جهة التعريف والباطن من جهة : عه، أو تقولوباطن كل ما ظهر من األلوهية إذ ال شيء م

ظاهر بقدرته باطن حبكمته أي سبب حكمته فقد أظهر : التكثيف إذ أن كنه الربوبية ال يكيف، أو تقول :احلكمة وأبطن القدرة وإليه أشار بعض العارفني بقوله

ال على أكمه ال يـبصر القمر إ لقد ظهرت فال ختفى على أحد وكيف يـبصر من بالعزة استتـر لكن بطنت مبا أظهرت حمتجبا

اعلم أن احلكمة عني القدرة، والقدرة عني احلكمة إذ الفاعل واحد وسأذكر لك شيئا من حبر القدرة وشيئا :الفرق بينهما مع احتادمها حمال فنقول وباهللا التوفيقمن حبر احلكمة ليظهر لك

حبر القدرة حبر زاخر وأمره قاهر، ليس له أول وال آخر، يظهر ويبطن وحيرك ويسكن ويقبض ويدفع ويعطي صول ومينع وخيفض ويرفع، بيده مقادير األمور وعلى قطب دائرته األفالك تدور، أصل الفروع وفروع األ

شتاقني وتعوم يف طرف جلته أرواح السائرين وختوض يف حبر جلصته وإليه ينتهي الوصول، تطري إليه قلوب امل

.أسرار الواصلني، وال تعرف كنه عظمته قلوب العارفني، غاية منتهاها الدهش واحلرية مث العكوف يف احلضرةر وأمره ظاهر، يظهر األسباب ويسدل احلجاب، يـربط األحكام بالعلل وأما حبر احلكمة فهو أيضا حبر زاخ

رز من عنصر القدرة بردائه ويسرت ما يـبدو من أسرار الربوبية بعز كربيائه، ويـقرر الشرائع وامللل، يـغطي ما يـبـر العبودية ويبطن احلرية، من وقف معه كان حمجوبا ومن نفد منه إىل حبر يـنـور الطريقة ويصون احلقيقة، يظه

.القدرة كان واصال جمذوبا ومن نظر إليهما معا كان كامال حمبوبا وبالعناية مصحوبا :كمةأما القدرة فتقول للح . اعلم أن القدرة واحلكمة، كل واحدة تنادي على صاحبتها بلسان حاهلا

أنت حتت قهري ومشيئيت ال تـفعلي إال ما أشاء وال يصدر منك إال ما أريد، فإن أردت خاليف ردتك وإن .سبقتين أدركتك

.أنت حتت حكمي وعند أمري ونـهيي فإن عصيين أدبتك ورمبا قـتلتك: وتقول احلكمة للقدرةعالمة اجلمال عاجال أو آجال، وإن برزت القدرة خمالفة فإن برزت القدرة موافقة للحكمة كان ذلك

للحكمة كان عالمة اجلالل عاجال أو آجال ألن احلكمة منوط الشريعة والقدرة حمل احلقيقة، فإذا خالفت احلقيقة الشريعة كان معصية، واإلنسان دائر بني قدرة وحكمة كما هو دائر بني حقيقة وشريعة واهللا تعاىل

أي ) مبا مسعت (مساع قبول أي أجب دعائي ) امسع ندائي: (أعلم، مث ذكر الشيخ مطلوبه بالنداء فقالوهو سرعة اإلجابة على وجه خرق العادة فقد وهب له ولدا ) به نداء عبدك زكرياء(بالوجه الذي مسعت

إشارة لطلب الوارث الروحاين فكأن الشيخ خاف أن يـنـقطع االنتفاع من صلبه مع يأس أهله وكرب سنه وفيه به بعد موته حيث مل يرتك وارثا لسره فأجاب اهللا دعاءه بأيب احلسن الشاذيل فأخذ سره ونشره يف املشرق

اعها شرقا وغربا كل ذلك واملغرب فقد انتشرت الطريقة الشاذلية انتشار الشمس يف أفق السماء وكثرت أتبرء يف ميزانه أتـباعه، فاقدر بذا قدر النيب حممد

، مث كمل مطلوبه )ص(يف صحيفة الشيخ رضي اهللا عنه وامل

أي قـوين وأعين يف الظاهر بال واسطة شيء ألكون عبدا خالصا لك ألن النصر إذا كان ) وانصرين: (فقال

ا متيل النفس إىل حمبة الواسطة فـتحجب عن املوسوط خبالف ما إذا كان بال واسطة أو غائبا بواسطة رمب صار احملبة يف الناصر احلقيقي ال برؤية غريك ) بك(أي قـوين يف الباطن ) وأيدين(عنها كان عبدا حقيقيا الحن

النصر يف الظاهر والتأييد يف الباطن برفع احلجاب وموافـقة أي ألكون عبدا خالصا لك، فـتـقرر أن) لك(: األول، ويوافق النصر: النصر والتأييد متـرادفان واجلمع بينهما تـفنن يف العبارة والتحقيق: وقيل. الصواب

ها القلوب لكن النصر التوفيق، واحلاصل أن النصر واهلداية والتأييد والتوفيق حمل: اهلداية ويوافق التأييدواظبة على العبادة،

واهلداية يظهر أثرمها على اجلوارح الظاهرة فتهدي إىل الطهارة واالستقامة وتقوى على امل

والتأييد والتوفيق يظهر أثرمها على العوامل الباطنية فتتخلى عن الرذائل وتتحلى بأنواع الفضائل اليت هي م واحملبة واملعرفة وغري ذلك مما تقدم ذكره واهللا تعاىل أعلم، مث ذكر مثرة مكارم األخالق والرضى والتسلي

وامجع بـيين : (النصر والتأييد وهو اجلمع على اهللا والغيبة عما سواه على سبيل االستغراق والدوام فقال، )]198[(}ياأيـها النيب اتق الله {: طلب دوامه واتصاله وإال فاجلمع حاصل له فهو كقوله تعاىل) وبـينك

واجلمع هو شهود الربوبية متصلة على الدوام والفرق هو شهود العبودية منفصلة على الدوام، أو تقول اجلمع هو شهود القدرة وحدها والفرق هو شهود احلكمة وحدها، فأهل اجلذب والفناء ال يشهدون إال اجلمع

بل رفع احلجاب ال يشهدون إال الفرق وأهل البقاء يشهدون اجلمع يف عني الفرق، والفرق وأهل السلوك قيف عني اجلمع فهم جمموعون يف فـرقهم مفروقون يف مجعهم ال حيجبهم مجعهم عن فرقهم وال فرقهم عن

وحل بيين وبني : (ه وهو الفرق فقالمجعهم رضي اهللا عنهم، وملا طلب اجلمع على الدوام طلب نـفي ضد نه وبني الغفلة اليت تـثبت ) غريك لولة بـيـ ر، فكأنه طلب احليـ شهود غريك هو الغفلة عن املعرفة وإال فال غيـ

يدي رضي اهللا عنه الغريية أو احليلولة بينه وبني الوهم إذ هو الذي يثبت الغريية ولقد مسعت شيخنا البوز م تـومهوا ) واهللا ما حجب الناس عن اهللا إال الوهم، والوهم أمر عدمي ال حقيقة له: (كثريا ما يقول يـعين أ

هذا التحقيق للجمع الذي طلب وحذف النداء لداللته على ) أهللا أهللا أهللا(وجود السوى وال وجود للسوى لك وامللكوت واجلربوت فكل : ثالث مرات على عدد العوامل الثالثة) أهللا(وال بـعد مع اجلمع وكرر البـعد

امل

لك ا عالما ويـرتقي إىل آخر حىت يستقر بالثالثة يف عامل اجلربوت فإذا قال اهللا أوال أفـىن عامل امل مرة يـفين

لكوت وإذا قاهلا ثالثا خاض اجلربوت واستـقر فيه ومسعت شيخنا البوزيدي رضي وإذا قاهلا ثانيا أفـىن عامل امل

والقصم هو اهلالك ) إذا قال اإلنسان أهللا قصم به الكون كله إذا تـلقاه من الشيخ: (اهللا عنه يقولن أحد أن الكون يذوب إذا ما ظ : (والذهاب، وكان شيخ شيوخنا سيدي علي اجلمل رضي اهللا عنه يقول

أهللا وتوجهت بقلبك إىل : وما قاله الشيخان رضي اهللا عنهما صحيح فإذا قلت: قـلت ) ذكر اسم اهللا عليهالكون من العرش إىل الفرش ذاب وتالشى ومل يـبق له أثر فجزامها اهللا عنا خريا، ويـؤخذ من تكرار الشيخ

جواز تكرار هذا اللفظ واالقتصار عليه يف الذكر وهو التحقيق خالف ما ذكر احلطاب هلذا االسم العظيم اجلواز مطلقا يف : عن عز الدين بن عبد السالم ولعله قبل أن يلتقي بالشيخ، ويف املسألة ثالثة مذاهب

قال سيدي ابن . ية، واملشهور األولالبداية والنهاية واملنع مطلقا والتفصيل جيوز يف النهاية وال جيوز يف البداوكان الشيخ أبو العباس املرسي رضي اهللا عنه حيض عليه كثريا : (عطاء اهللا رضي اهللا عنه يف لطائف املنن

وقد تـوله أبو ) مثرة هذا االسم معرفة الذات: (وقال اليوسي رضي اهللا عنه). هو سلطان األمساء: ويقولإن : ما يقول أهللا أهللا أهللا ال يفرت وال يأكل وال يشرب فذكر ذلك للجنـيد فقال لهاحلسن النوري فبقي أيا

كنت تقوله بنـفسك فأنت مشرك وإن كنت تقوله باا فـلست أنت القائل فما هذ التـوله؟ فسكت أبو ذي تصحبه النضرة والسرور وال نعم الطبيب أنت ملا كان اجلمع احلقيقي ال: احلسن النوري وقال للجنيد

تـعرتيه غفلة وال فتور إمنا تكون بـعد البـعث والنشور تال على روحه هذه اآلية على مذهب تفسري أهل الذي فـرض أي إن )]) 199[(}إن الذي فـرض عليك القرآن لرآدك إىل معاد {: (اإلشارة تسلية هلا فقال

عليك أحكام القرآن والعمل به لرادك إىل معاد عظيم فتتصل مبحبوبك على الدوام وأما دار الدنيا فهي دار أهوال ومنزل فرقة وانتقال، ال تستـغرب وقوع األكدار ما دمت يف هذه الدار فإمنا أبـرزت ما هو مستحق

تها، مث ذكر دعاء أهل الكهف تشبيها م يف التبتل واالنقطاع إىل اهللا والفرار مما سواه وصفها وواجب نـع أي من مستبطن أمورك ألن ) ) 2(} من لدنك {(أي أعطنا وامنحنا )]) 200[(}ح خ { : (فقال

عظيمة ) ) 2(} ر { (أي هب لنا من خزائن فضلك لدن تدل على االتصال والقرب أكثر من عند، ) ) 2(} ض { (كله ) ) 2(} لنا من أمرنا{(أي واجعل ) ) 2(} ز { (تضمنا وتوحشنا من غريك

: سمى عند أهل البيان أي صوابا، واملعىن واجعل أمرنا كله رشدا وصوابا ملوافقته لمحابك ومرضاتك، وهذا ي م إذا بالغوا يف الشيء جردوا منه نوعا آخر من جنسه كقولك لقيت من زيد أسدا : التجريد، ومعناه أ

)] 201[(}هلم فيها دار اخللد {: يل من فالن صديق محيم، ومنه قوله تعاىل: مبالغة يف شجاعته وقولك .أراد أن يكون أمره كله رشدا حىت كأنه جرد منه رشدا آخر واهللا تعاىل أعلموكأنه

إن الله ومالئكته يصلون على النيب ياأيـها الذين آمنوا {وهذا آخر التصلية يف النسخ العتيقة وزاد بعضهم ) ص(ويف اآلية ما يدل على تعظيم أمر الصالة على رسول اهللا )] 202[(}*ما صلوا عليه وسلموا تسلي

حيث بدأ احلق سبحانه وتعاىل بنـفسه وثـىن مبالئكة قدسه وثـلث باملؤمنني من جنه وإنسه فهو أعظم من ويف الصالة عليه، عليه الصالة والسالم، ) وا لهإن اهللا يـرحم آدم فاسجد(األمر بالسجود آلدم عليه السالم

فوائد كثرية وهلا مثرات عديدة ذكرها ابن فرحون وغريه فال نطيل بذكرها، فال ينبغي للفقري أن يـهمل نفسه ا ا وبدأ نا استـغرق أوقاته فيها بالف ... منها فإن كان سائرا ختم ذكره كرة مث امتثل أمر وإن كان متمك

ا ) ص(ويف وجوب الصالة على النيب ) صلى اهللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما: (اخلالق فقال وندا واجبة مرة يف العمر مث يبقى االستحباب فال يهمل نفسه منها إال حمروم، مث خالف املشهور، واملشهور أ

من أراد أن يكتال باملكيال األوىف فـليكن آخر : (سيدنا علي رضي اهللا عنه أنه قالختم بذكر ورد عن 181◌ 180ن ه و ى ي { : (دعائه أي تـنزيها لربك رب العزة )]) 203[(} 182◌

نصره عليه السالم ألن رب العزة ال بد أن عما يصفونه به الكفرة من املشركني والولد، وفيه إشارة إىل عزه و رسلني املختارين لسر وحيه واحلمد هللا رب

ختص به، وسلم أي طيب وحتية وإكرام على امليعز عبده امل

رسلني العااملني على نصر أحبائه وجنوده جعلنا اهللا من جنده املنصور أهل اخلرية والسرور آمني وسلم على املرسلني وعلى آله وصحبه وسلم

.واحلمد هللا رب العاملني وصلى اهللا على سيدنا حممد خامت النبيني وإمام امل

ترمجة سيدي حممد املعطي بن الصاحل رضي اهللا عنه هو أبو عبد اهللا حممد املعطي بن الصاحل بن ؛ 5&#زاوية والده نشأ وترعرع وتعلم يف. ي رضي اهللا عنهماملعطي بن عبد اخلالق بن عبد القادر بن حممد الشرق

وهي يومئذ تعج بالعلم والعلماء، كما كان والده يصحبه معه يف أسفاره ويعرضه على متصوفة وأشياخ م إىل أن صارت سريته مستقيمة وسريرته طاهرة وأسراره جليلة جسيمة .العصر التماسا لنفحا

لتفقه يف مجيع العلوم حفظا وفهما، فقرأ النحو والتوحيد والفقه على أبيه وقد اشتغل حتت رعاية والده باوعمه سيدي حممد بن املعطي، واألصول والبيان واملنطق على الفقيه أمحد بن ذكور الفاسي، وعلم التصريف واللغة واحلساب على الفقيه حممد بن الطيب الفاليل، واحلديث والتفسري والسري على الفقيه

فية الصومعي، وقرأ الطب على الفقيه عبد القادر بن شقرون، والتصوف على سيدي أمحد بن حممد العاالسريفي بإذن من أبيه، وما دخل يف طريق القوم حىت تفقه وقرأ هذه العلوم وعلوما أخرى رقيقة فائقة جليلة

.دقيقة رائقةعداده لالكتساب والتشرب بثقافة وعلوم وقد ظهرت أبعاد تأثري وسطه ونتائج تكوينه املتكامل ومدى است

والذي بلغت أجزاؤه ستني ) ذخرية احملتاج يف الصالة على صاحب اللواء والتاج(العصر يف مؤلفه الضخم

قال عنه حممد عبد احلي . سفرا، وقد شهد له معاصروه من املغاربة واملشارقة بالتفوق والنبوغ واإلبداعلكبري، فخر املغرب، أبو الذخائر حممد املعطي بن الصاحل الشرقي صاحب كتاب اإلمام العارف ا: (الكتاين

ا املغاربة على غريهم بإنشاء بديع وبالغة ... الذخرية يف السرية النبوية، وهي من أعظم الكتب اليت فاق ...).فائقة

مثل إرثها الصويف وقد ترمجت حياته الصوفية خالصة ما أنتجته أسرته من علم وحلم وصالح وزهد حبيثة توارثت العلم والصالح عرب أحقاب وأجيال مثل األسرة ومتثله، وال شك أن هذا يذكرنا بأسر مغربية مشا

.وتذود عنه وكونت صوامع شاخمة حتتضن العلم والدين وتصونه... الفاسية واألسرة القادرية :ترك سيدي حممد املعطي رضي اهللا عنه تآليف منها

.األحزاب ـ .ـ ذخرية احملتاج يف الصالة على صاحب اللواء والتاج

ا، فقد وضع ألصحابه ومريديه أعطى الشيخ سيدي حممد املعطي بن الصاحل لطريقته املعطاوية كل مقوماا دون سواها على نسق أحزاب الشاذيل، وكان عددها سبعة أحزاب م أمرهم بقراء أحزابا جديدة خاصة

:أيام األسبوع، وما عرف منها مخسة وهيبعدد .البسملة ـ اللطيف والفرج ـ النصر والتأييد ـ االستعطافات النورانية ـ الفتح والنور

، وقد ألفه »حزب الفتح والنور«إال أن احلزب الذي شاعت قراءته يف الزاوية يف عهده على األقل هو ة موضوعا على طريقة األجلة من األولياء مثل الشيخ الشهري بأصل الطبوع امللحونة واألسجاع الفائقة املوزون

.احلسن الشاذيل واإلمام الكبري السهروردي والسيد اجلليل موالنا عبد القادر اجليالينهذه األحزاب كان قد ألفها رضي اهللا عنه زمن الفنت والكوارث، تقربا إىل اهللا وزلفى حىت يدفع أذى العباد

.ض، ويكشف غضبه، وينشر رمحته وعفوهعن بعضهم البعكتاب الذخرية يظهر أن الشيخ حممد املعطي عندنا ألف أول سفر من أسفار الذخرية مل يكن يطمح إىل أن يلحقه بتآليف أخرى يف نفس املعىن إال أن رجوعه إىل املؤلفات اليت سبقته يف هذا اإلطار جعلته يوسع

ملا رأيت ما يف : (بلغت حوايل ستني جملدا، دافعه األساسي يف ذلك كما قالمواضيعها شيئا فشيئا حىت سرات) ص(الصالة على النيب

ووقفت على ... من الفضائل واخلريات والبشائر واألنوار الشوارق ولوائح املورده وجذبين حركين حامل احلب الذي ال يـرد ... ما يف كتب القوم من غرر الصلوات ونفائس التحيات

حبني املادحنيوأرسم شكلي يف توقيعات ... عامل الشوق الذي ال يكتم شاهده أن أديل دلوي بني امل

قربني ...).وذلك ألن املورد العذب كثري االزدحام... احملبوبني امل

: عناوين بعضها مثلذهب البعض إىل أن الشيخ املعطي ألف أسفاره يف السرية النبوية كما يظهر ذلك من إال أنه توسع يف ذلك فتحدث عن الصحابة األربعة ... املولد النبوي ـ اإلسراء واملعراج ـ سريته ومشائله ـ وفاته

بيد أن ... والعشرة، وأوصاف األولياء والصاحلني، وكذا شرف العلم وأهله، وأخبار اآلخرة، ويف الزيارة واحلجءت طافحة باألمداح النبوية وأنواع الصلوات عليه والثناء على فضله معلوماته حول هذه املواضيع جا

حب الذي ال ميل وال يكل وال يفرت وفضائله، والتعلق بأهذابه والتشوق إىل زيارته ورؤيته بقلب وقالب امل

امتزجت فيه «ه عن ذكره وتعداد مناقبه والتمتع والتلذذ بذكر أوصافه وسجاياه، مما جعل بعضهم يصفه بأنخملال ذلك بشروح آليات قرآنية وأحاديث نبوية » بلحمه وعظمه وشعره وعروقه ودمه) ص(حمبة النيب

ومضيفا إليها من لطائف التحميدات والتمجيدات ونفائس التسميات والتقديسات، رقائق األدعيات ناجاة، ودقائق اإلشارات والعبارات وأنواع اال

ستجابة وامل

.ستعطافات واالستغفاراتامل

فاستخرجت هذه اليواقيت اللطيفة اليت مل يوجد هلا نظري يف (قال سيدي حممد املعطي رضي اهللا عنه ).اليت مل يضاهيها أحد من أهل اللطائف والرقائق... الشكل واملثال

الزاوية، فقد أشار وظاهرة التجاوز هاته نتأكد منها من خالل موقفه من أحزاب الشاذيل اليت كانت تقرأ ببل إنه ما ترك يف ذخريته منوذجا من مناذج ... على أصحابه وتالمذته ومريديه بقراءة أحزابه بدال منها

األدعية واالستغفارات والصلوات واالبتهاالت واألمداح النبوية اليت وجدها عند سابقيه إال وألف ونسج فا عاصرون له ومن جاؤوا بعده من كبار العلماء بتفوقه وإبداعه ل... على منواهلا وجتاوزها كما وكيـ

قد أقر امل

ونبوغه، فخصوه باملديح واإلعجاب والتقريظ سواء منهم املغاربة أو املشارقة، إذ شاع وذاع تداول أسفارها ا يف خمتلف البالد العربية مبا يف ذلك مكة واملدينة وبيت املقدس، كما أصبح للذخرية سند يف روايتها وقراء

ا املغاربة على غريهم .فاعترب هذا املؤلف من لدن املغاربة من أعظم الكتب اليت فاق م ليتوىل شؤون الزاوية الشرقاوية من بعده 1766/ هـ 1180تويف الشيخ حممد املعطي بن الصاحل عام

تلميذه وكاتبه سيدي حممد بن عبد جنله سيدي العريب بن املعطي، وقد اختص برتمجة سيدي حممد املعطي ).يتيمة العقود الوسطى يف مناقب الشيخ حممد املعطي(الكرمي العبدوين يف مؤلفه

مزج الصالة املشيشية ؛ 5&#للسيد أمحد بوكاري ) الزاوية الشرقاوية(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب أللهم (هجرية 1180 عنه املتوىف عام للعارف باهللا الكبري سيدي حممد املعطي بن الصاحل رضي اهللا

سيدنا وموالنا حممد وعلى آل سيدنا حممد حياة األرواح الروحانية واجلثمانية ومظهر ) على(وسلم ) صل وفيه (ة الصمداني ) وانفلقت األنوار(الربانية ) منه انشقت األسرار(علوم الذات املقدسة الفردانية الذي

سميات كلها ) وتنزلت علوم آدم(العرفانية وسور اآليات الفرقانية ) ارتقت احلقائقا أمساء امل اليت عرف

وله (لما الح على باطنه من الشوارق واألنوار الرمحانية ) فأعجز اخلالئق(وانكشفت له حقائقها النورانية لعلو ) فلم يدركه منا سابق وال الحق(والكشوفات العيانية ودقائق رقائق احلكم اإللـهية ) تضاءلت الفهوم

سة واخلليقة اإلنسانية قدبزهر مجاله مونقة وحياض (األسىن ) فرياض امللكوت(درجته عن األمالك امل

ام احلجب ) قةبفيض أنواره متدف (األمسى ) اجلربوت لك األزهى بسنا كماله مضيئة مشرقة، وخدوأرجاء امل

قربني بباب كرمه األمحدي سائلة متملقة، والسرادقات هليبة جالله احملمدي خاضعة مطرقة، وخواص امل

صطفوية الئذة متعلقة وأعيان اململكة الروحانية بواسطة سيادته وال شيء إال وهو به منوط إذ لوال (امل

يف كمال نبوته وخالص عبوديته، ) الواسطة لذهب كما قيل املوسوط صالة تليق بك منك إليه كما هو أهلهيك وبدرك الطالع اهلادي بك إل) أللهم إنه سرك اجلامع(وكما أنت أهله يف جالل ربوبيتك وعظيم ألوهيتك

وحبيبك األكرم املخصوص بكل خري هو ) عليك وحجابك األعظم القائم لك بني يديك(بنورك ) الدال (نيف ) وحققين حبسبه(الشريف ) أللهم أحلقين بنسبه(لديك وصراطك األقوم الداعي اخللق بإذنك إليك

امل

ا إليه أعيان أحبائك اخلاصة خاصة تـعرف) وعرفين إياه معرفة( ا من موارد اجلهل(ت ر سرائر ) أسلم كدامل

ا من موارد الفضل(القلوب فاض من حضرات الغيوب ) وأكرع إىل (األقوم ) وامحلين على سبيله(امل

ولوية مؤيدا حبكمتك ا) محال حمفوفا بنصرتك(السنية ) حضرتكإللـهية ملحوظا بعني عنايتك ونظرتك امل

نك إال عنايـته وسره، وال شفيع يل عندك إال جاهه وقدره، . اجلمالية أللهم إنك تعلم أن ال وصلة بـيين وبـيـه، وال محاية يل يف الدنيا واآلخرة إال عزه وال قـربة يل لديك إال طاعته وبره، وال دليل يل عليك إال هو ال غيـر

ئن وفخره، وأسألك اللهم جباهه عندك وقدره وعنايته لديك وسره وعزته بك وفخره أن تـنزل علي من خزائق معرفتك، وقابل أللهم رمحتك ما أرتقي به إىل حضرتك ومن أنوار مشاهدتك ما تكشف يل به عن حقا

بأنوار ذاتك صفاء مرآة سري وبأسرار جتلياتك عوامل فكري، أفض علي من حبور عوارفك ومعارفك ما ودة، وغي ) وأغرقين يف عني حبر الوحدة(يطمئن به قليب وينشرح به صدري

بين واجعلين ثابت اليقني فيك وامل

يف نورك حىت يـعم سائر عواملي النور، وأكون قائما بسر إمداد اخللق يف عامل اخلفاء والظهور، يا أهللا يا رمحـن يا رحيم يا غفور، يا محيد يا جميد يا علي يا شكور، يا باقي يا وارث يا رشيد يا صبور، يا من له

أللهم افـتح يل خزائن األسرار . ا أرحم الرامحني يا رب العاملنياخللق واألمر وبيده تصاريف األمور، ير يل عوامل األرواح اجلربوتية، واخرق ميت أستار امللكوتية، وأفض على هيكلي حبور األنوار الرمحوتية، وسخ

اللطائف الالهوتية، وأشرق مشسي يف مساء السرادقات الرغبوتية، واكشف لباطين علوم اإلشارات الغيبية، و رضية، وأفنين بك عين حىت أحتقق

لك مطالع األنوار القدسية، وأفرد وجهيت إىل سنتك النقية وطاعتك املهم بشهود أنوار قدسك، خبالص العبودية، وأعرتف لك بتـقديس األحدية وكمال الربوبية، وأكرمين ألل

وأيدين بظهور مجال أنسك، حىت أتـقلب يف سبحات معارف أمسائك تـقلبا يطلعين على دارة وجودك يف وعرفين معرفة عامل شهودي، ألشاهد ما أودعته من سريان سر قدسك يف شواهد الالهوت والناسوت،

تامة، وعلمين حكمة عامة، حىت ال يـبـقى معلوم أطلعت عليه أوليائك وأصفيائك من أهل احملادثة انعة م

ما ظلمة اإلكراه امل نبسطة يف املوجودات، وأرفع عين

ن والكشوفات إال وأطلع على دقائق رقائقه امل

حب إدراك حقائق اآليات، وصرفين ما يف عامل القلوب واألرواح العلويات والسفليات إنك أنت امل

طلوب، يا مقلب القلوب، ويا كاشف الكروب، ويا عالم الغيوب، يا أكرم األكرمني واحملبوب والطالب وامل

.يا أرحم الرامحني يا رب العاملنيسيدنا وموالنا حممد ) أللهم صل على(مزج آخر لسيدي حممد املعطي بن الصاحل رضي اهللا عنه ؛ 5&#

وعلى آل سيدنا حممد رغبة األرواح الروحانية وغاية مناها، وبـغية األشخاص النورانية ورياض مشتـهاها، بية وأساس مبناها، ولبانة الضمائر القلبية وحمل مثـواها، ونسج احملبة اإللـهية وحلمة وتـرمجان لسان العلوم الغي

األمحدية ) وانفلقت األنوار(الربانية وكشفت لسيادته احملمدية غطاها ) منه انشقت األسرار(سداها، الذي ولوية فـفاضت عليه حبور نداها ) وفيه ارتقت احلقائق(اها والحت عليه بـوارق سيم

تنزلت علوم (فيه ) و(املالنورانية فحارت يف درك حقائقه ) وله تضاءلت الفهوم(مبداها ومنتهاها ) فأعجز اخلالئق(النبوية ) آدم

أل◌جل ما خصه اهللا به من ) منا سابق وال الحق(درجته ) م يدرك فل(وقصرت عن فـهم معانيه خطاها ومن طيبه طاب ) فرياض امللكوت بزهر مجاله مونقة(املراتب واملقامات اليت ال يـبلغ أحد شرفـها وعالها

ا ومنحه إياها خص ) وحياض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة(عرفها وعابق ريح شذاها وصية اختصه اهللا وصل إىل أعايل الدرجات السنية أقصاها وأدناها والبـرزخ ) وال شيء إال وهو به منوط(

ألنه حبل اهللا امل

سميات وبوجوده قامت ات وأمساء امل إذ لوال (األشياء وكمل أمرها ومت معناها اجلامع لمعاين علوم الذ

صالة تليق بك (حكمة جعل اهللا مفاحتها بيده وعلى لسانه أجراها ) الواسطة لذهب كما قيل املوسوطا عن عيون العقول وكما أنت أهل لذاك فأنت أعلم بكنه حقيقته اليت ستـ ) منك إليه كما هو أهله رداها ال عليك(وهديت اخلالئق وحجابك األعظم (حيث ال دليل إال هو ) أللهم إنه سرك اجلامع الداه أحرقـته أنـوار سبحاتك و ) القائم لك بني يديك حمت أثـره يف منزلة ال يدرك شأوها وال يضاها، فمن تـعد

الديين حىت أكون ممن اصطفيتهم حلضرته ) وحققين حبسبه(الطيين ) أللهم أحلقين بنسبه(بلوامع سناها ا (وجعلت أنوار نـبوءته تشرق على عوالمهم وتـغشاها ا من موارد اجلهل وأكرع وعرفين إياه معرفة أسلم

فأرتع يف رياض مواهبها وأقطف جناها، واحرسين بعني لطفك ومحايتك حىت ال تطرقين ) وارد الفضلمن موامحلين على سبيله إىل حضرتك (عوارض الشكوك واألوهام وال تستفزين لوامع بـروقها وعواصف هواها

واقذف يب (وظا بنظرتك، مينـعين من كل آفة تـتقيها أرباب األحوال وختشاها ملح ) محال حمفوفا بنصرتكهر العقول وجتلو مرآة البصائر بنور ضياها ) على الباطل فأدمغه وزج يب يف حبار (بأنوار علومك اليت تـبـ

ائ ) األحدية ) وانشلين من أوحال التوحيد(مة السرمدية اليت هي أعلى درجة وأمساها وألبسين خلع املعرفة الدالشافية وفك رقـبيت من أسر التقليد، وقـلدين بسيف الشريعة واحلقيقة ونـور قـليب بأنوار العوارف القدسية

السنية العلية وأغنين بك عن غرضي وعن مالحظة األغيار ) ني حبر الوحدةوأغرقين يف ع(القلوب من عماها واها رها وال (إال خطابك ونداك ) وال أمسع(يف الوجود سواك ) حىت ال أرى(اليت تشغل البواطن وتكد

ارك السبوحية اليت تـنـور السرائر بضوء شعاعها ولوائح مبا يشرق على هيكلي من أنو ) أجد وال أحس إالا ) وروحه سر حقيقيت(وعلمه األقدس نـقش لوحي ) واجعل احلجاب األعظم حياة روحي(سناها اليت

الة على )وحقيقة جامع عواملي(تـتـنـعش األرواح الروحية وتـتـقوى بقواها احلسية واملعنوية ومنار معالمي الدنـزل الذي من جواهر ) بتحقيق احلق األول(طريق الوصول إليك يف صعودها ومرقاها

وسر الكتاب املقبل كل ) يا أول(ونتها وشوائب دعواها حكمته تـقتبس الفوائد العلمية العملية وتـتخلص النفوس من رع

جيب، ) يا باطن(يف كل شيء ) يا ظاهر(بـعد كل شيء ) يا آخر(شيء يف كل شيء، أنت القريب امل

) ء امسع ندائي مبا مسعت به نداء عبدك زكريا(الشاهد الرقيب، العامل مبا توسوس به النفوس يف سرها وجنواها وجنين كما جنيت نوحا من الطوفان وجعلته تاج األنبياء وسراج األصفياء، واشفين مبا شفيت به أيوب من

وانصرين بك لك وأيدين (بالئه وعظمت جاهه على سائر األولياء واألتقياء ومنحته سرور نـفسه وبشراها

ا وا) بك لك جعلين خالص العبودية، قائما حبق الربوبية، عامال مبقتضى الشريعة احملمدية اليت من متسك يف مقعد صدق على أشرف حالة حتبها وتصطفيها ) وامجع بيين وبينك(نال عندك أعلى درجة وأسناها

واشغل كل شاغل يشغلين عنك ) وحل بيين وبني غريك(وتـرضاها لمن اختـرت من خواص عبادك الصاحلني اللطف بنـفسه واقـهره بقهرمان أمسائك اليت ختضع له رقاب اجلبابرة وال حتوم حول محاها، والحظين بعني

اجلاذب ) أهللا أهللا أهللا(ورقين إىل أرفع درجة يف منازل القرب وأعالها والعناية، وامنحين درجة السر والوالية،نـزه أرواح العاشقني يف بساتني معارفه القدسية وأزاهر

حبني إىل أقصى غاية مرادها منه ومناها، امل أرواح امل

أي إن الذي فرض عليك القرآن يف )]) 204[(}لرآدك إىل معاد إن الذي فـرض عليك القرآن {(رباها مظاهر اجلالل واجلمال لرادك إىل معاد الوصول واالتصال، أو تقول إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام البسط والكمال لرادك إىل معاد األنس واإلدالل، أو تقول إن الذي فرض عليك القرآن يف معارج الصعود

إن الذي فرض عليك القرآن يف مشاهد احملبة واالصطفا : االرتقاء لرادك إىل معاد احلياة والبقاء، أو تقولو لرادك إىل معاد الصدق والوفا، أو تقول إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام االشتياق إليه واحلب لرادك

ليك القرآن يف حضرة احملادثة واملواصلة لرادك إن الذي فرض ع: إىل معاد االجتباء والدنو والقرب، أو تقولإن الذي فرض عليك القرآن يف مقام املشاهدة والتعيني لرادك إىل : إىل معاد اإلحسان واملعاملة، أو تقول

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام السيادة والتشريف لرادك إىل معاد : معاد اإلخالص واليقني، أو تقولإن الذي فرض عليك القرآن يف حضرة السعادة والبشرى لرادك إىل معاد اهلداية : ريف، أو تقولالشهرة والتع

إن الذي فرض عليك القرآن يف حضرة القربة والزلفى لرادك إىل معاد الرمحة : والتوفيق واليسرى، أو تقولة لرادك إىل معاد اجملاهدة واخلدمة، إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام اإلجالل واحلرم: والرأفة، أو تقول

: إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام السر واحلكمة لرادك إىل معاد النبوءة والعصمة، أو تقول: أو تقولإن : إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام الفضل واملنة لرادك إىل معاد العمل بالكتاب والسنة، أو تقول

إن الذي : يف مقام احلظوة واجلاه لرادك إىل معاد التوكل والغىن باهللا، أو تقول الذي فرض عليك القرآنإن الذي فرض : فرض عليك القرآن يف مقام الشوارق واألنوار لرادك إىل معاد املواهب واألسرار، أو تقول

إن الذي فرض عليك : لعليك القرآن يف مقام اجلاللة والتعظيم لرادك إىل معاد التفويض والتسليم، أو تقو إن الذي فرض : القرآن وخاطبك بكالمه القدمي لرادك إىل التنزيه والرباءة من كل وصف ذميم، أو تقول

إن الذي فرض عليك : عليك القرآن يف مقام السياسة والتحكيم لرادك إىل معاد اخلالفة والتعظيم، أو تقول

، أو }*ولسوف يـعطيك ربك فـتـرضى {]5اآلية : د الضحىالقرآن يف مقام القبول والرضا لرادك إىل معاإن الذي فرض عليك القرآن يف مقام اجلمع والفرق لرادك إىل معاد التبليغ واألمانة وقول احلق، أو : تقولضوع إن الذي فرض عليك القرآن الذي نزل به الروح األمني على قلبك لرادك إىل معاد اخلشوع واخل: تقول

إن الذي فرض عليك القرآن يف حضرة العز والتمكني لرادك إىل معاد : والتذلل واملراقبة لربك، أو تقولبني، أو تقول

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام اجلمال والنور والبـها لرادك إىل : النصر القريب والفتح امل

ن الذي فرض عليك القرآن ليلة القدر يف مكة أم إ: معاد حظائر العرش ومقاصر سدرة املنتهى، أو تقولإن الذي فرض عليك القرآن يف مقام : القرأ لرادك إىل معاد التلقيات والتنزالت واآليات الكربى، أو تقول

إن الذي فرض : عاملك فيه بكل خري وهو لديك لرادك إىل معاد خرج منه بروحك الطيبة إليه، أو تقولإن الذي : مقام كان لك منزال ومزارا لرادك إىل معاد أراك فيه ذاته العلية جهارا، أو تقولعليك القرآن يف

فرض عليك القرآن يف مقام أفاض فيه على ذاتك علوما وأسرارا لرادك إىل معاد خرق لك فيه حجبا ة ووقارا لرادك إىل معاد أشرق إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام ألقى عليك فيه هيب: وأستارا، أو تقول

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام قبلت حاشية بساطك فيه : فيه على قلبك لوائح وأنوارا، أو تقولإن : مالئكة الوحي واإلهلام لرادك إىل معاد أحجمت عنه فحول األنبياء وأكابر املالئكة العظام، أو تقول

نت حتبه وحيبك وكلمك فيه الضب مع أصحابك األعالم لرادك إىل الذي فرض عليك القرآن يف مقام كإن الذي فرض عليك القرآن يف : معاد مسعت فيه صرير األقالم وفارقك فيه جربيل عليه السالم، أو تقول

رائس مقام بايعتك فيه األرواح بني احلطيم وزمزم والركن واملقام لرادك إىل معاد تـبـركت مبمشاك فيه عإن الذي فرض عليك القرآن يف مقام بايـعتك فيه األرواح كنت فيه : الفراديس ومقصورات اخليام، أو تقول

إن الذي فرض عليك : صاحب املوكب والعلم لرادك إىل معاد شرفك فيه واخللق يف ظلمة العدم، أو تقولإىل معاد خاطبك فيه مشافـهة وأعال بذلك رتبتك القرآن يف مقام كنت تتهجد فيه بالليل والناس نيام لرادك

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام شرعت فيه الشرائع : على مجيع األنبياء والرسل الكرام، أو تقولوبينت فيه مناهج األحكام لرادك إىل معاد سألت فيه التخفيف ألمتك فأعطاك ما سألت وشفعك فيهم

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام نور قلبك فيه بنور : حلشر يوم الزحام، أو تقولمن هول املوقف واإن الذي فرض : اإلميان واإلسالم لرادك إىل معاد ألبسك فيه حلل االنقياد إىل الطاعة واالستسالم، أو تقول

الطعام لرادك إىل معاد خلع عليك القرآن يف مقام تعلقت الوحوش فيه بأذيالك وسبح يف كفك احلصا و

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام جعلك فيه : عليك فيه خلع العز واملهابة والربور واالحرتام، أو تقولإن : قدوة األنام ولبنة التمام لرادك إىل معاد أنس فيه منقبض روعتك وبلغك غاية القصد واملرام، أو تقول

ن يف مقام صرفك فيه يف مملكته وجعل بيدك مفاتح القلوب لرادك إىل معاد كشف الذي فرض عليك القرآإن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أيدك فيه جبواهر : لك فيه الغطا وفـتح لك خزائن الغيوب، أو تقول

وهوب لرادك إىل معاد جعلك فيه حبيبا وحم: بوبا وكيمياء كنز السر املطلوب، أو تقولالوحي وفواتح العلم امل

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه فاحتة الكتاب وسورة البقرة لرادك إىل معاد أحتفك فيه إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة آل : بالتحف احلفيلة واملواهب املعتربة، أو تقول

إن : واملائدة لرادك إىل معاد أثلج فيه صدرك بكل معىن لطيف وحكمة وفائدة، أو تقولعمران والنساء الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة األنعام واألعراف واألنفال لرادك إىل معاد الحظك

الذي فرض عليك القرآن يف مقام إن : فيه بعني الرأفة والرمحة وأفاض عليك حبور الفضل والنوال، أو تقولأنزل عليك فيه سورة التوبة ويونس وهود لرادك إىل معاد قابلك فيه بالرضى وأجنز لك املطالب والوعود، أو

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة يوسف والرعد لرادك إىل معاد أنسك فيه : تقولناجاة وأذهب عنك وحشة

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه : البـني والفقد، أو تقول بامل

سورة إبراهيم واحلجر لرادك إىل معاد طهر فيه قلبك من شوائب الرياء واحلسد والكرب، أو تقول إن الذي ك فيه بكرامته ورفع فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة النحل واإلسراء لرادك إىل معاد أكرم

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة الكهف ومرمي : قدرك دنيا وأخرى، أو تقولكتتم، أو تقول

إن الذي فرض عليك : لرادك إىل معاد أطلعك فيه على علوم احلقائق وغوامض السر امل

لرادك إىل معاد اقتبست فيه من نورك أكابر األصفياء القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة طـه واألنبياء إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة احلج واملؤمنون لرادك إىل : واألتقياء، أو تقول

قربون واملهيمون، أو تقولإن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه : معاد سجد لعزتك فيه امل

إن الذي فرض عليك : والفرقان لرادك إىل معاد أضحيت فيه مرآة الشهود والعيان، أو تقول سورة النورالقرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة الشعراء والنمل لرادك إىل معاد تـفضل عليك فيه باملشاهدة والقرب

رة القصص والعنكبوت لرادك إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سو : والوصول، أو تقولإن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليه فيه : إىل معاد أراك فيه سنا اجلربوت والرمحوت، أو تقول

نازل احلسان، أو تقولإن الذي : سورة الروم ولقمان لرادك إىل معاد خصصت فيه باآليات الكربى وامل

فيه سورة السجدة واألحزاب لرادك إىل معاد كشف لك فيه فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة : احلجاب ورفع لك عن وجهه النقاب، أو تقول

إن الذي فرض عليك : سبأ وفاطر لرادك إىل معاد نصرك فيه بالرعب وقلدك بسيف عزه القاهر، أو تقول مقام أنزل عليك فيه سورة يس واليقطني لرادك إىل معاد سجدت لك فيه األرواح الروحانية وآدم القرآن يف

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة ص والزمر لرادك إىل : بني املاء والطني، أو تقولفرض عليك القرآن يف مقام إن الذي : معاد ابتهج بنور طلعتك وصرت فيه كالياقوت بني احلجر، أو تقول

إن الذي : أنزل عليك سورة املؤمن وفصلت لرادك إىل معاد كملت بك قواعد اإلسالم وحصلت، أو تقولفرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة الشورى والزخرف والدخان لرادك إىل معاد ظفرت فيه

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة اجلاثية : بنـيل األماين والسرور والتهان، أو تقولإن الذي : واألحقاف والقتال لرادك إىل معاد أنت فيه رمحة لألباعد واألقارب والعيال والسوال، أو تقول

فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة الفتح واحلجرات وق لرادك إىل معاد اعرتفت لك فيه إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه : اء األكابر بكمال العدل واإلنصاف، أو تقولرؤس

سورة الذاريات والطور والنجم والقمر لرادك إىل معاد أقـرت فيه برسالتك النواطق واجلوامد وأجاب دعاءك فيه سورة الرمحـن والواقعة واحلديد لرادك إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك : الشجر، أو تقول

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام : إىل معاد أرسلت فيه رمحة للخاصة والعامة والرقيب والبعيد، أو تقولأنزل عليك فيه سورة اجملادلة واحلشر واالمتحان لرادك إىل معاد أقامك فيه مقام اخلصوصية وقـرن امسك مع

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة الصف : قامة واآلذان، أو تقولامسه يف اإلإن : واجلمعة واملنافقون لرادك إىل معاد اقتدت بإمامتك فيه األمالك واألنبياء واألولياء والصاحلون، أو تقول

حرمي لرادك إىل معاد أكرمك الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة التغابن والطالق والتإن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه : فيه موالك باملخاطبة واحملادثة والتكليم، أو تقول

لك والقلم واحلاقة واملعارج لرادك إىل معاد سلكت فيه أحسن املسالك وأوضح املناهج، أو تقول: سورة امل

ثر لرادك إىل معاد بعثت إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أن دزمل وامل

زل عليك فيه سورة نوح واجلن وامليسر، أو تقول

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة : فيه بالشرع املوسع والدين امل

رسالت لرادك إىل معاد الفتوحات واإلهلامات والتنزالت، أو إن الذي فرض : تقولالقيامة واإلنسان وامل

عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة النبأ والنازعات وعبس والتكوير لرادك إىل معاد البشائر واللوائح إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة االنفطار والتطفيف : والسر والتنوير، أو تقول

إن الذي فرض : د قدمت فيه على ربك ليلة اإلسراء والعروج، أو تقولواالنشقاق والربوج لرادك إىل معاعليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة الطارق واألعلى والغاشية والفجر لرادك إىل معاد العناية

جادة والفخر، أو تقولإن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة البلد : والسيادة وامل

فأوحى إىل عبده ما أوحى {الشمس والليل والضحى لرادك إىل معاد خصصت فيه بأفضل املناجاة وسر و إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة أمل نشرح والتني : ، أو تقول)]205[(}*

إن الذي فرض عليك : لفتح والنصر، أو تقولوالعلق والقدر لرادك إىل معاد أعطيت فيه غاية التأييد واالقرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة البينة والزلزلة والعادية والقارعة لرادك إىل معاد تـوجك فيه بتاج األنوار الساطعة يف مقام أنزل عليه فيه سورة التكاثر والعصر واهلمزة والفيل لرادك إىل معاد مجع لك فيه أسرار

إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة : لنبوءات والرساالت وعلوم التنزيل، أو تقولاقريش واملسكني والكوثر لرادك إىل معاد محلت فيه لواء العز املعقود ومسيت بصاحب اجلمل األمحر

يه سورة الكافرون والنصر إن الذي فرض عليك القرآن يف مقام أنزل عليك ف: والقضيب األصفر، أو تقولصافات واخلصوصية واالختصاص، أو تقول

إن الذي فرض : واملسد واإلخالص لرادك إىل معاد املداناة وامل

عليك القرآن يف مقام أنزل عليك فيه سورة الفلق والناس لرادك إىل معاد رحم بك فيه العامل العلوي 10ا ب ة ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض {)] 206[(والسفلي وسائر األنواع واألجناس

وصل إىل االستغراق يف حبر الندى، واجعلنا )]. 207[(}نجي من الردى، والذوق امل

وعاملنا باحلفظ املدي نبيك واقـتدى، واحشرنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيني والصديقني والشهدا، ممن اهتدى

احرسنا من مفظعات األمور وال تشمت بنا العدا، وأدخلنا حتت جناح لطفك، وانظر إلينا بعني حنانتك و وعطفك، وال تـهتك علينا رداء سرتك أبدا، يا أهللا يا أهللا يا أهللا يا أكرم األكرمني يا أرحم الرامحني يا رب

.العاملنية سيدي مصطفى البكري رضي اهللا عنه قال اجلربيت هو األستاذ األعظم قدوة السالكني ترمج؛ 5&#

ريدين اإلمام املسلك اخللويت، ملا ارحتل إىل إسالمبول لبس فيها ثياب وشيخ الطريقة واحلقيقة ومريب امل

ن آخر السنة قام ليلة فصلى على اخلمول ومكث فيها سنة مل يؤذن له بارحتال ومل يدر كيف احلال فلما كايف ذلك اجمللس مث ) ص(عادته من التهجد مث جلس لقراءة الورد السحري فأحب أن تكون روحانية النيب

روحانية خلفائه األربعة واألئمة األربعة واألقطاب األربعة واملالئكة األربعة فبينما هو يف أثنائه إذ دخل عليه جلس حىت انتهى إىل موضع فجلس فيه مث ملا مت الورد قام رجل فشمر عن أذيال

ه كأنه يتخطى أناسا يف امل

أمل تـرين : ما صنعت شيئا، فقال له: ماذا صنعت يا مصطفى؟ فقال له: ذلك الرجل فسلم عليه مث قالمل يتخلف : حاضرة، فقال لهبلى إمنا وقع يل أين أحببت أن تكون روحانية من ذكرناهم : أختط الناس؟ قال

دد والرجل املذكور أحد ممن أردت حضوره وما أتيتك إال بدعوة واآلن أذن يل يف الرحيل وحصل الفتح وامل

هو الويل الصويف السيد حممد التافاليت ومىت عرب السيد يف كتبه بالوالد فهو السيد حممد املذكور، وقد رأى دد؟ فقال: وقال له) ص(سيدي مصطفى البكري النيب

منك يا رسول اهللا، فأشار أن : من أين لك هذا امل

نعم، ولقي اخلضر عليه السالم ثالث مرات، وعرضت عليه قطبانية املشرق فلم يـرضها، وله مؤلفات نافعة .هكثرية وقد أحىي الطريقة اخللوتية ومل ير أحد من عصره إىل اآلن أحدا من مشاخيها نظري

يقي احلنفي الدمشقي األستاذ الكبري والعارف الرباين : وقال املرادي يف سلك الدرر مصطفى البكري الصد 1099الشهري، صاحب الكشف والواحد املعدود بألف، صاحب العوارف واملعارف، ولد بدمشق عام

الغين األستاذ الشيخ عبدهجرية ونشأ يتيما واشتغل بطلب العلم وقرأ على مشاهري العلماء، والزم النابلسي وقرأ عليه كتب التصوف لسيدي حميي الدين بن عريب احلامتي وطرفا من الفقه، وأخذ الطريقة

اجلنيد مل يظفر طول عمره إال بصاحب ونصف : اخللوتية عن الشيخ عبد اللطيف احلليب ومسعه مرة يقولأنت إن شاء اهللا تعاىل، مث تويف الشيخ واجتمع : فقال لهوكم ظفرمت أنتم ممن يوصف بالتمام؟ : فقال له

تالميذه عليه وجددوا أخذ البيعة عنه فشاع خربه وذاع أمره وكثرت مجاعته وانتشرت ألويته وسافر إىل بالد كثرية منها القسطنطينية وبالد الروم والعراق وحلب واملوصل وبالد الشام ولبنان وبغداد والقدس ومصر

ويف كل هذه البالد انتشرت عنه الطريق وعم اإلرشاد وزار من فيها من األولياء أحياء وأمواتا وأقام واحلجاز .يف القدس مدة طويلة ومل يرتك التأليف سفرا وحضرا

:ترك سيدي مصطفى البكري رضي اهللا عنه مؤلفات عديدة نافعة .ـ الروضات العرشية على الصلوات املشيشية

.ش التهاين يف الكالم على صلوات ابن مشيش الداينـ كروم عري

.ـ فيض القدوس السالم على صلوات سيدي عبد السالم .ـ اللمحات الرافعات غواشي التدهيش عن معاين صلوات ابن مشيش

.ـ الفيوضات البكرية على الصلوات البكرية لسيدي حممد البكري الكبري .أخرى غري السابقة لسيدي حممد البكريـ املدد البكري على صلوات البكري صلوات

.ـ الصالة اهلامعة مبحبة اخللفاء اجلامعة .ـ اهلبات األنورية على الصلوات األكربية لسيدي حميي الدين بن العريب

.ـ نيل نيل وفا على صلوات سيدي علي وفا .اللمح الندية يف الصلوات املهدية

.ـ الدر الفائق يف الصالة على أشرف اخلالئق .ـ النوافح القريبة الكاشفة عن خصائص الذات املهدية

.ـ اهلدية الندية لألمة احملمدية فيما جاء يف فضل الذات املهدية .ـ املنهل العذب السائغ لوراده يف ذكر صلوات الطريق وأوراده

.ـ الدرر املنتشرات يف احلضرات العندية يف الغرر املبشرات بالذات العبدية احملمدية .اثنتا عشرة مقامة ـ

.ـ اثنتا عشرة رحلة .ـ سبعة دواوين شعرية .ـ ألفية يف التصوف

.ـ تسعة أراجيز يف علوم الطريقة .ـ شرح على اهلمزية

.ـ شرح على قصيدة املنفرجة أليب عبد اهللا النحوي :ـ شرح على قصيدة اإلمام أيب حامد الغزايل اليت أوهلا

هج الشدة أودت بامل

رب فعجل بالفرج يا

رسالة رفع السرت والردا عن قول العارف أروم وقد طال (ـ شرح على بيت من تائية ابن الفارض املسمى ).املدى

.ـ الكوكب احملمي من اللمس بشرح قصيدة اجليلي سالف تريك الشمس .ـ املدام البكر يف بعض أقسام الذكر

.اآلدابـ هدية األحباب فيما للخلوة من الشروط و .ـ شرح على حزب اإلمام الشعراين

.ـ شرح على ورد الوسائل .ـ شرح على ورد الشيخ أمحد العسايل

.ـ الورد املسمى بالتوجه الوايف واملنهل الصايف .ـ أوراد األيام السبعة ولياليها

الضياء الشمسي ـ الورد السحري الذي شاع وذاع وعمت بركاته البقاع، شرحه ثالثة شروح أحدمها مساهعلى الفتح القدسي يف جملدين ضخمني، والثاين رفيع املعاين مساه اللمح الندسي على الفتح القدسي،

.والثالث الذي لكشف أسراره باعث املنح األنسي على الفتح القدسي .ـ املطلب الروي على حزب اإلمام النووي .ـ الورد األسىن يف التوسل بأمسائه احلسىن

لفاته السيوف احلداد يف الرد على أهل الزندقة واإلحلاد، والفرق املؤذن بالطرب يف الفرق بني العجم ـ ومن مؤ ن كشف له النقاب

.والعرب، وهذان التأليفان من أعجب العجاب مل

.ـ تربيد وقيد اجلمر يف ترمجة الشيخ مصطفى بن عمرو .كجيـ مرهم الفؤاد الشجي يف ذكر يسري من مآثر شيخنا الدكد

.ـ الكوكب الثاقب فيما لشيخنا من املناقب .ـ الثغر الباسم يف ترمجة الشيخ قاسم

.ـ الفتح الطري اجلين يف بعض مآثر شيخنا عبد الغين .ـ الصراط القومي يف ترمجة الشيخ عبد الكرمي

ابتدائه إىل ـ عوارف اجلواد اليت مل يطرقهن طارق قد أبدع فيه وأغرب وجعله على ذكر حاله ووقائعه من .انتهائه على طريقة اإلمجال

.ـ الوصية اجلنية للسالكني يف طريق اخللوتية .ـ النصيحة اجلنية يف معرفة آداب كسوة اخللوتية

.ـ بلوغ املرام يف خلوتية الشام .ـ احلواشي السنية على الوصايا احللبية

.جادةـ نظم القالدة يف معرفة كيفية إجالس املريد على السن حفظ األمانة

.ـ تشييد املكانة مل

.ـ تسلية األحزان وتصلية األشجان .ـ رشف قناين الصفاين الكشف عن معاين التصوف واملتصوف والصفا

.ـ الثغر البسام فيمن جيهل من نفسه املقام

.ـ الكأس الرائق يف سبب اختالف الطرائق .احلقـ التواصي بالصرب واحلق امتثاال ألمر

.ـ الوارد الطارق واللمح الفارق .ـ املوارد البهية يف احلكم اإللـهية على احلروف املعجمة الشهية

.ـ مجع املوارد من كل شارد .ـ الكماالت اخلواطر على الضمري واخلاطر

.ـ اجلواب الشايف واللباب الكايف .ـ جريدة املآرب وخريدة كل سارب شارب

.ـ رسالة الصحبة .الة يف روضة الوجودـ رس

.ـ شرح على رسالة سيدي الشيخ أرسالن .ـ البسط التام يف نظم رسالة السيوطي املقدام

.ـ نظم أحاديث نبوية ومقدمة وأربعون حديثا وخامتة سنية .ـ األربعون املوروثة االنتباه فيما يقال عند النوم واالنتباه

.ـ برء األسقام يف زمزم واملقام .برق املقامات العوال يف زيارة سيدي حسن الراعي وولده عبد العالـ ملع

جة األذكياء يف التوسل باملشهور من األنبياء .ـ .ـ االبتهاالت السامية والدعوات النامية .ـ التوسالت املعظمة باحلروف املعجمة

.ـ الفيض الوافر واملدد السافر يف ورود املسافر .يف التوسل حبروف اهلجاء ـ سبيل النجاء وااللتجاء

.اخل... ـ ودفن بالقرافة الكربى خارج القاهرة 1162تويف رضي اهللا عنه ليلة الثاين عشر من شهر ربيع الثاين عام

.وقربه مث مشهوراهللا عنه شرح لسيدي يوسف النبهاين رضي) جامع كرامات األولياء(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب

: هجرية اسم هذا الشرح هو 1162شية لسيدي مصطفى البكري رضي اهللا عنه املتوىف عام الصالة املشيأي أثن وشرف ) صل (أي يا أهللا ) أللهم (اللمحات الدانقات للتدهيش على معاين صلوات ابن مشيش

أي من سره األعظم بقرينة املقام) ص(والضمري يرجع فيه إىل رسول اهللا ) منه(أي الذي ) على من(وكرم ) األسرار وانفلقت(أي انفتحت عيون مساوات املعارف فاتضحت ) انشقت(ونور بدر كماله األفخام أي يف حوز دائرة إحاطته اجلامعة لكل شيء واملمدة لكل ) ص) (األنوار وفيه(صخرة بر العوارف فربأت

ألزل فقسم له يف حضرة الغيب الذي مل يزل شيء حبسب ما تعطيه حقائق ذلك الشيء مما قدر له يف افوقفت عند حدودها ووثقت لدوام شهودها وعلمت به األمر علمها ) احلقائق(أي علت وغلت ) ارتقت(

غذي هلا اية له وال غاية لديه وكان هو املرقي هلا يف عظيم تلك املراقي وامل هو عليه ومل تزل ترتقي إال ما ال

اقي، يف البحر الذي سارت به فلك سائر املوجودات وأقلعت وأرست فيه سفن بغذاء األمداد والس) فأعجز اخلالئق(األمسائية ) علوم آدم(منه إليه أو به عليه ) وتنزلت(املوهومات واملقبوالت واملشهودات

ا عامل اجلهر واخلفي ة، فعلوم آدم عليه فهم تلك األسرار الربانية فكيف لو أبرز علومه الذاتية اليت قد خصه

ا بال مني ) ص(السالم من حضرة قاب قوسني، وعلومه أي ) وله تضاءلت(من حضرة أو أدىن املختص على التحقيق ) فلم يدركه(العرشية وتقاصرت عن العروج إىل سدنته العلية العلوم الفرشية ) الفهوم(تصاغرت

وال (يف الرتبة والوجود ) سابق(معشر الكائنات ) منا(األمت والتدقيق األعم الذي للشكوك ماح وماحق لك كالرهبوت من الرهبة وهو عبارة عن عامل ) امللكوت(مجع روضة ) فرياض(فيهما ) الحق

مشتق من امل

أي مبتهجة ) مونقة(الفائق ) مجاله(نور بديع ) بزهر(الغيب املختص بالنفوس واألرواح يف االصطالح مشتق من اجلرب وهو القهر فهو غري مهموز، ويصح أن يكون من جربت ) تاجلربو (مجع حوض ) وحياض(

أي منصبة، والفيض يف اللغة يطلق ) متدفقة(احملمدية ) أنواره(أي بسبب فيض ) يفيض(الفقري أي أغنيته ر البصرة فكأن األنوار احملمدية ملا كان مددها طام وإسعافها وإسعادها عامت ويأيت على نيل مصر أو بلطف ورمحة ولني على قدر معلوم ومقياس مكني مسي فيضا ولو جاء الفيض النيلي والنـيلي بضد ذلك لضاقت به املسالك وهلك السالك فالعطا بقدر ما يربح هو العطا فإن الشيء إذا تراسم جتاوز عن رمسه

:على حد ما قال صاحب الوتريات) ص(وحده وصف بضده وهو عطاك أغناك جوده جوادا إذا أ

حبار الندى يف كفه تتموج ) إذ(أي متعلق ) منوط) (ص) (به(أي الشيء ) وهو(أداة حصر ) إال(امسها ) شيء(نافية للجنس ) وال(

) كما قيل(أي فين وانعدم ) لذهب(العظمى وبلوغه يف الوساطة للمقر األعز األمحى ) لوال الواسطة(تعليل أي املستند إىل الواسطة فإن ) املوسوط(ألكابر السلف ذوي القدم الراسخ من القدم أي قاله بعض ا

منصوبا ) صالة(األسباب والوسائط ال تنكر ومن أنكرها فلجهله أنكر، حيث مل يتعرف مبعروفها بل تنكر ا لكماهلا ) تليق(بصل دي تلك الصالة أي بعلي صفاتك أن ) بك(أي تصلح أن يعلق املادح غايا

أي إىل ذاته الشريفة املقدسة اليت هي يف حبر النور ) إليه(أي من حضرة قربك اخلاص ) منك(الكاملة أي ) أهله) (ص) (هو(للتشبيه أو التعليل وما مصدرية أو موصولة ) كما(الكمايل الذايت منغمسة

خطيب ذلك املنرب وإمام ) ص(امع إذ هو لكل سر حميط باألسرار ج) أللهم إنه سرك اجلامع(مستحق له واملوصل من سبقت له منك العناية وحلظته ) الدال عليك(ذلك اجلامع فإذا كان على احلقيقة هو دون غريه

عيون اهلداية والرعاية إليك، فكل دليل سواه فإنه يرشد ويدي لكن من وجه ال من كل وجه معروفة لسيدي نه كذلك جلمعيته لكل ما هنالك مما حيتاجه السالك يف كل املسالك خبالف هذا السيد املالك فإ

أي أعظم احلجب املانعة من العبور يف مهامه ) األعظم(أي السرت احلاجز من وصول املهالك ) وحجابك(حاوق اليت ظالمها حالك وهو احلجاب األعظم الذي حيجب من رام الدخول من غري بابه ويطرد من

امل

:يستقي من لبابه بغري كأس اقرتابه وقد أشار سيدي حممد البكري رمحه اهللا تعاىل هلذا بقولهأمل أن أتاه من غريك ال يدخل وأنت باب اهللا أي امرىء

وهو احلجاب األعظم املانع للنار يوم اهلول األكرب أن تتهجم إذ تنطلق وتفرفر على أهل احملشر، واحلاجز لضالل واألخذ بيد أمته يف سائر املواقف ذات األهوال، وملا وصفه بأنه احلجاب األكرب من الوقوع يف ا

األعظم الذي ال أرقى منه وال أعلى وال أفخم علمنا أن مقامه الرفيع هو سدرة املنتهى املقامات فال تقدر من مسا العقول العرشية أن تتصوره يف حال من األحوال إذ هو السماء الذي ما طاولتها مساء، وكل

:فيسمونه مساء، ورحم اهللا اإلمام األبوصريي حيث قال وأبدع يف املقال يا مساء ما طاولتها مساء كيف ترقى رقيك األنبياء

م وسناء مل يساووك يف عالك وقد حال سنا منك دوعلى الدوام ) القائم(ملقامه األقدم مث قال املؤلف رمحه اهللا مؤيدا كونه احلجاب األعظم وجعله وصفا مبينا

وفاء حبق العبودية وإقباال كامال منه عليك بكامل اجلمعية، وإذا ) لك بني يديك(قياما كليا ال مياثله قيام إحلاقا تاما) أللهم أحلقين(كان دائم القيام يف حضرة القيوم كل من عداه عن التقدمي لإلرتقاء احملقق املعلوم

مبشاهدة ) وعرفين إياه(الغييب والعيين ) حبسبه(حتقيقا عاما ) وحققين(الديين والطيين ) بنسبه(ظاهرا وباطنا ا عن أقراين وأجتاز مبددها كل مقام سبحاين رباين ) معرفة(حمياه وشرب محياه مفعول مطلق خاصته أمتاز

ضد العلم ) اجلهل(مجع مورد وهو موضع الورود ) من موارد(خلاصة أي بتلك املعرفة ا) ا(أي أجنو ) أسلم(أي ) ا(أي أتناول بفمي ) وأكرع(فال آتيه يف ذلك البتة الذي من مجلة ما يدعو إليه العجب والتيه

والفضل هو اخلري وإمنا قابل اجلهل بالفضل دون مقابله وهو العلم) من موارد الفضل(بسبب تلك املعرفة ألكون ممن يسري به ال ممن سار ) وسبيله(منت شريعته ) على(أي اجعلين حمموال ) وامحلين(ألنه أعم وأمشل

مفعول ) محال (الرفيعة املنار ) إىل حضرتك(فإن األول مصان والثاين متعرض لألخطار موصال ذلك احلمل ا كل أي بعن) بنصرتك(أي حموطا مهوفا ) حمفوفا(مطلق وانع وألصرف

ايتك لئال تصل إيل يد القواطع وامل

الذي هو ضد ) يب على الباطل(أي ارم ) واقذف(صارف يروم صريف عنك مبعرفة ما للصرف من املوانع

أي فأحمقه بنور حقيقة تذهب باطليته تبدو من فيض امسك احلق فأكون للحق فال يقابلين ) فأدمغه(احلق ا يد العناية باطل إال زهق وا دم فأكسى بفضلك نورا حمضا ولديه علوم أبرز نعدم واندرس وأوهي بناؤه واوهي عبارة عن ) األحدية(مجع حبر مشاهدة ) يف حبار(أي ادفعين برفق ولطف ) وزج يب(فلم حتتج حمضا

ا، واألحدية منسوبة إىل امسه تعاىل األحد، جتلي ذايت ليس لألمساء والصفات فيه ظهور وال شيء من مؤثراذا التجلي استغرقه يف عني وهذا االسم ذايت وصفته األحدية وكل من جتلى عليه احلق سبحانه وتعاىل عرب عنه بتجريد التوحيد واستهلكه يف حبار التفريد فعاد صرفا ممحوا مطموسا وسرا خفيا ال جمهورا

اجلمع املوسا فهذا حال أهل الوصال وكل من حظي به فليلته ليلة القدر ويومه يوم مجعة إىل آخر الدهر، به بل مهم

كما أن من جتلى عليه األحد وأفرد له عن كل أحد عادت سائر لياليه يقال فيها ليلة األحد، وكل من ن بلوغ األمنية قد حصلت اجتمع مبحبوبه فاز بوصلة مرغوبه ومطلوبه قليل يف سائر أيامه يوم اجلمعة أل

:جبمعة وأنشأ هلذا سيدي عمر بن الفارض رضي اهللا عنه حيث قال كما أن أيام اللقاء يوم مجعة وكل الليايل ليلة القدر إن دنت ا الشبهات ) من أوحال(بيد عناية قدسية ورعاية أنسية ) وانشلين( مجع وحل وهو الطني الرقيق واملراد

) وأغرقين(اخلاص باألخيار ألسألك ذلك الطريق بدون تعويق ) التوحيد(للسيار يف سلوك مفاوز العارضةاملقدسة العلية ألفىن ) حبر الوحدة(أي حقيقة ) يف عني(فضال منك وجودا كي ال أرى يل امسا وال وجودا

بسمع عالنييت ) وال أمسع(رييت بعني بصري وبص) ال أرى(إىل أن ) حىت(عن مالحظة السوى وعين بالكلية ا(كشفا ظاهرفا وإيقانا ) وال أحس (وجدا ووجدانا ) وال أجد(وسريريت أي بالوحدة فأحظى بقرب ) إال

باجلعل التخصيصي ) واجعل(الفرائض والنوافل، وأرتقي مبوارد التجلي األعلى عن كل وصف سافل فأدرك مبدده السبوحي وأركب سفينة النجاة بذلك ) وحيحياة ر (الذي وصفه تقدم ) احلجاب األعظم(

املشهد النوحي، وأقول لنفسي إن مل تدركي ذلك فسحي الدموع ونوحي، فإن هذا املذاق الشهودي األعلى يفوق للذات اليت مذاقها يوصف باألحلى، وإىل هذه اخلمرة املعنوية الصرفة احلالل يشري من اتسم بأشرف

:شعرا اخلالل بقوله وليس له منها نصيب وال سهم على نفسه فليبك من ضاع عمره ) سر حقيقيت(أي واجعل روحه احملمدية املمدة لسائر األرواح مشهودة يل يا مناح يا فتاح ) وروحه(

ارق وباطن دقيقيت فتقوى على محل املوارد، وخيف عليها محل كل سر شارد، وتسطع أنوارها علي، وتلمع بو

ذا أسرارها لدي، وأعاينها يف مركزها العرشي، وأغرتف منها يف تـنزيلها الفرشي، وترفع بيين وبينها الغواشي ذا األمداد ذايت، وأفوز بإسعادي اجلعل التأييدي، وتطلع أضواء مشسها الباهرة يف املنزل الوريدي، فأعرف

يقية، وأتنعم يف ذلك املشهد باالتصاف باألوصاف وإرشادي، ويستقر قدم صدق عبودييت يف مقعد الص دمدة لسائر احلقائق على قدر استعداد كل واحد من اخلالئق، والذي جيعل

العبدية، فروحه احملمدية هي امل

ذلك هو سار يف الظالم احلالك، وآخر يدرك وهو عامل مبا هنالك، وآخر يدركن بذوق علي، وآخر مبا هو ما ال يتناهى من املسالك واألذواق الرفيعة اليت كم فيها لذة هالك، مما مل خيطر على بال الكمل، أعلى منه

احملمدية اليت هي حقيقة احلقائق وينبوع الرقائق ) حقيقته(اجعل ) و(فكيف ببال بال كبايل وبالك، ذا الظاهرة والباطنة لتستمد منه كل ذرة ) جامع عواملي(وجمموع الدقائق من ذرات وجودي، فيسمو

االستمداد شهودي وأعرف نفسي فأعرف مقصودي، وأطلق من حبسي وأفك من قيودي، إذ حقيقته ا مجعت األوائل واألواخر، وأحاطت بكل حماط مددا واسعا بغري حاجب ومانع وحائل، ) ص( دائر

عد الذي جلنابه مستند ومائل، فكل من وأمدت كل شخص مبا تقتضيه حقائقه وعوامله فشقي من شقي وس أي أقسم عليك وأتوسل لديك يف إجابة ) بتحقيق(أرشد ودعى فعن واسطته وعن فيضه متكلم وقائل

الذي هو القلم األعلى والدرة البيضاء والعقل األول ) الق األول(دعائي وقبول طليب ورجائي بسر حتقيق عو خاطبوالنور املقدم الذي عليه امل

لوالك لما خلقت األفالك، واملعىن أقسم عليك بثبوت احلق : ل امل

املوصوف باألولية اليت ليس هلا ابتداء، واألخروية اليت ال تنعت باالنتهاء، فيكون القسم به على بابه ألنه ال لى قول بعض من يقسم على احلق بغري صفات قدس جنابه، ويصح القسم عليه تعاىل حببيبه األقدم، ع

ن منع القسم أنا أقسم وأريد التوسل، وإذا أردت أن تدرك من حتقيق هذا ارتقى وتقدم، ويقال جوابا مل

يا (فال آخر آلخريته ) يا آخر(فال أول ألوليته ) يا أول(املبحث مناك فراجع الروضات العرشية جتده هناك أي تقبل ) امسع(فال يدرك من حيث الذات والكنه ) يا باطن(فال خيفى من حيث ما إلينا منه ) ظاهر

جيب ) ندائي(واستجب أي قبلت واستجبت ) مسعت(أي بالسرت الذي ) مبا(فإنك أنت السميع القريب امل

املضاف إليك إضافة تشريف وختصيص ) عبدك(أي ابتهال وتضرع ) نداء(الضمري راجع للسر ) به(: عليه السالم بن برخيا من ولد سليمان بن داود عليهم الصالة والسالم، وقيل )زكرياء(وتقريب وتنصيص

زكريا بن آزر، فعرض املؤلف رضي اهللا عنه بطلب الوارث الكامل ليكون ملقامه حافظا وحارسا وألسراره رية الصاحلة من صلبه واآلخر الناجحة الفاحلة من ولد قلبه أي مبددك ) ين بكوانصر (حامال فرزق الذ

أي لنصرة دينك األكمل مع الفتح التام واملغفرة جلميع اآلثام وهذا هو النصر العزيز الصادر ) لك(األمشال أي ألجل ) لك(أي بطولك وحولك ) بك(أي قوين وسددين ) وأيدين(من حضرة امسه املهيمن والعزيز

كون وارثا كامال حممديا وهاديا إىل صراط السبيل تسكني جأش من هد أركانه عظيم سطوة هولك أليف مقعد صدق عند نبيك ألوافيه ) بيين وبينك(يا جامع الناس ليوم ال ريب فيه ) وامجع(االعتدايل مهديا

حقه، أوفيه فأفوز جبمعية ظاهري وباطين عليك، مبدده يرفع كثيف أسرار ويوفقين دائما بني يديك وأحظى ألمان واألماين والعطاء الكاشف للغطاء النفساين فإن من حصلت له حصل له كل شيء، ومن فـتته فاته با

حىت ال أرى األغيار، ما رأيت شيئا إال اهللا برتادف األنوار، وأغيب ) وحل بيين وبني غريك(كل شيء خلال املوجبة لرؤية األستار، لتكون بشهود بديع اجلمال الرفيع املنار، عن ذوائب العالئق وغرائب املال وا

مساوات روحانيايت صاحية، ومشوس حقائقي ورقائقي ضاحية، ويفتح يل باب االرتقاء، إىل منازل اللقاء والبقاء، وجيمع الشمل املشتت باألحباب، ويزول التلهف بالوصل والشك واالرتياب، وملا مسع سيدي عبد

واذكروا {مث نادته حقائق ) أهللا(قال )] 208[(}قل الله {حلق جل ثناؤه السالم قدس اهللا سره العزيز قول ا، ) أهللا: (فقال)] 210[(}واعتصموا حببل الله {مث هتف به هواتف ) أهللا: (فقال)] 209[(}الله

هي ال مشهود وال موجود أهللا يالحظ ال معبود سواه، واملتوسط ال مقصود إال إياه، واملنت: فاملبتدىء إذا قالأهللا فتح له باب من عامل الشهادة إىل عامل الغيب : إال قدس عاله، فالصادق إذا قال خبالص الطوية

ذا العروج والولوج يف الغيب، وإذا قال ثانيا أهللا وهو أواه فتح له باب من عامل الغيب إىل غيبه : فيخلص أهللا فتح له باب إىل غيب غيب الغيب املقدس واستقام بناؤه الذي : وفتق من تقوق حبيبه، وإذا قال ثالثا

إن الذي فـرض عليك {(على حضور احلضور يف حضرة نور النور مؤسس، مث إن املؤلف رمحهاهللا أشار بآية احلق، كما أن السري إىل أن الرجوع إىل اخللق ال يكون إال بعناية من )]) 211[(}القرآن لرآدك إىل معاد

إليه ال يكون إال باجلذبات اليت تدين الطالب وتبقيه يف ترقيه لديه، وكل من رجع حلظ نفساين فهو هادم فإن غريك ال يقدر على )]) 212[(} ح خ د ذ ر ز س ش ص ض { (لما له باين، وهلذا ختم بآية

باد سرمدا، فنسألك أللهم حببيبك الذي منحتنا به ذلك أبدا، بل أنت القادر ال سواك الفياض على العرسلني أئمة االقتداء وأصحابه والتابعني هلم بإحسان إىل يوم الدين

االهتدا، وسائر إخواننا من النبيني وامل

وصل لالنغماس يف حبار الندنجي من الردى، والشراب امل

ى، والسعداء والشهدا، أن متن علينا بالقرب امل

وأن ال تشمت بنا األعدا، وأن جتعلنا ممن اهتدى وهدى، وصلى اهللا على سيدنا حممد وعلى آله وأصحابه .ما حاد حدا، وعلى أتباعه وأحزابه ما صباح فالح بدا، واحلمد هللا ختما وابتدا

1162عام شرح آخر للعارف باهللا الكبري سيدي مصطفى البكري رضي اهللا عنه املتوىف ؛ 5&# الروضات العرشية يف الكالم على الصلوات البشيشية : هجرية اسم هذا الشرح هو

نعمني، وعلى : وربنا الفتاح العليم احلمد هللا رب العاملني، محد العاملني والعالمني، محدا نكون به من امل

املتني، لنسلك الطريق الواضح املبني، والصالة النفوس بالتزكية منعمني، حبول ذي احلول وقوة ذي الطول والسالم على من جعل اهللا يف صالتنا عليه صالتنا، ويف حتياتنا عليه بقاءنا وحياتنا، إذ عنه كان الظهور

تنا الظاهرة وبسببه، وقد اتصل واحلمد هللا نسبنا بنسبه وسببـنا بسببه، فـبقاؤنا عن استمداده وإمداده، وحياوالباطنة بواسطة إسعافه وإسعاده، فهو حممدنا احملمود وأمحدنا املقصود ومعراجنا األقوم ومنهاجنا األفخم، وسراجنا األنور وتاجنا األفخر، ونورنا األسىن ودستورنا األدىن، الذي دىن فتدىل فكان قاب قوسني أو أدىن،

اج، الباب األعلى واللباب األغلى، مظهر احلقائق ومظهر الرقائق، مشرع حبر السر الفجاج وبر الرب الوه الشريعة والطريقة واحلقيقة، ومشرع أظهر كل لطيفة ودقيقة، سيد ساد به كل ذي سيادة، وزاد زاد به نيل

قدام به عرف الورا واألمام، سر النيل ومتت الزيادة، عروس احلضرات وطروس النظرات، إمام كل إمام وم السر اجلامع الدال عليه، وحجابه األعظم القائم له بني يديه، مفتاح ظهر به سر الغيوب، ومصباح طهر

، مركز نقطة دائرة الوجود وسر )]213[(من شر العيوب، برزخ كلي للسر جامع، ونور إلـهي بالرب هامع األنوار )] 214[(الشامخ، قـبة أرين الشهود ودر خطتها الشامخ، أمني األسرار املطلسمة، وخديرحيطتها

، وخصصته )]215[(اجملموعة املقسمة، كنز سر األحدية، ورمز بر الواحدية، من ألبسته أشرف حلةعل له إىل أحد خله، صلى اهللا تعاىل عليه وجعلته للمكرمات جلة، ومنحته خلة هي أعظم خلة، ومل جت

وعلى آله وأصحابه الذين كشفوا به عن وجوه املعاين، وارشفوا بعد كشفهم الطالب العاين، وعلى التابعني وتابعيهم إىل يوم القيامة، ما تدرع صب بدرع االقتداء حىت بلغ دار السالمة، وسلم تسليما، وعظم

.يماتعظيقي نسبا، اخللويت احلنفي مذهبا ... وبعد فيقول أفقر األنام، وأفقر اخلدام، مصطفى بن كمال الدين الصد

ومشربا، قد ورد علي كتاب جسيم نفيس، بعد عصر يوم اخلميس، الثاين أو احلادي عشر شهر شعبان ملفاخر، الذي هو من شهور ألف ومائة وأربعة املبارك الغرة واآلخر، احلاوي بنسبته لسيد البشر أعظم ا

وثالثني من حمب ودود كدود، يف صالحه كدود، حبه رايب، مشروبه صاف حمقق ومشروب غريه كالشراب السرايب، أعين به صديقنا الشيخ عبد اهللا بن أمحد الشاذيل الشرايب، كان اهللا له وأفناه به عنه، وحققه

قيوده منا منه، يتضمن طلب شرح الصلوات النبوية املنسوبة البن مشيش الداين، من بشهوده وفك حضرات التهاين، وقد اعتىن بشرحها سيدي حممد بن علي اخلرويب الطرابلسي اهلمام، والعارف الكامل

الزاهرة، وأقتين املقدام، فأحببت أن أرسل إليه شرحه، مث حبب إيل أن أسرح سرحه، وأجتين من رياضه ا بالعوائد، وصرت أقدم رجال بدائع غياضه الباهرة، وأضم إىل ذلك فوائد شرائد، تعود على من اعتد وأؤخر أخرى، لعلمي أن عدم التقدم يب أحرى، إذ لست من أهل امليدان وفرسانه، وأبطاله املعدودين

دهلمة املظلمة وشجعانه، غري أين معرتف بالقصور، مغرتف من حبر أهل املعايل والقصور، مث إين للشدائد امل

استخرت اهللا واستجرت جبنابه من اخلطأ واخلطل وامليل، ولذت وعذت به من شهود القوة واحليل، ومسيت ذي فتح هذا ما أكتبه بالروضات العرشية يف الكالم على الصلوات البشيشية، فاخلرويب هو الشارح إذ هو ال

فهو املراد ألين مل )]: 216[(قال الشارح: الباب، وأنا السارح يف بستانه ألتقط منه الثياب، وحيث قلت: أقف لغريه على شرح يشفي الفؤاد، وها أنا أشرع يف املقصود، ومنه سبحانه أستمد عوائد اجلود، فأقول

ستماع، وخلصك من القيود املانعة القاطعة، اعلم أيها األخ فتح اهللا منك األمساع، ليحسن لديك االوأشهدك عجائب الوجود اليت أنوارها ساطعة، أن مؤلف هذه الصلوات النبوية هو األستاذ الكبري، واملالذ

بالباء املوحدة من حتت، مشرقي األصل مغريب : اخلبري، أبو حممد عبد السالم بن مشيش بامليم، وقيلن، والنسب الطاهر من بين احلسن، وهذا اإلمام غين عن التعريف إذ هو كنار على الوطن، فإنه ذكي الفط

علم، بـعد صيته يف اآلفاق فاستنارت به الظلم، شهدت له بالكمال رجال وأي رجال، وعد من األبطال، لرمحـن املديين، مث واحدا فما على الواصف له إن أوجز أو أطال، أخذ الطريق عن أكابر منهم الشيخ عبد ا

بعد واحد إىل اإلمام احلسن بن علي رضي اهللا عنهم أمجعني، وأخذ عنه أكابر أفراد، وسادة أجماد، منهم اإلمام اهلمام، والعارف املقدام، أبو احلسن علي الشاذيل رضي اهللا عنه، ومما يدلك على علو شأن منشىء

م هذه الصلوات أخذ مثل هذا األستاذ عنه وتلقيه منه فإنه معدود من كمل أفراد هذه األمة، الذين استنار وجه الدهر وانكشفت الغمة، فيا له من سيد من استند إليه جنى، ومن اتبع أثره بلغ به من ربه ما

.رجى

يم للتعظيم والتفخيم هذا مذهب مبعىن يا أهللا حذف منه حرف النداء وعوض عنه بامل) أللهم (قال املؤلف أصله يا أهللا أم خبري فكثر استعماله فحذفت اهلمزة ختفيفا وتركت امليم مفتوحة، : البصريني، وقال الكوفيون

بدل منه ومسع يف الشعر وأنكره الزجاج: وال يقالقال سيدي حممد بن . يا أللهم لئال جيمع بني البدل وامل

قال اإلمام أبو ممد البطليوسي يعين ابن السيد فيما قرأت عليه : قال اإلقليشي: ح الدالئلأمد الفاسي شار ومعىن هذا أي ومعىن قول النضر بن مشيل أن امليم يف كالم العرب تكون من عالمات اجلمع أال ترى أنك

: الة على اجلمع يف قولكتقول عليه للواحد وعليهم للجمع فصارت امليم يف هذا املوضع مبنزلة الواو الد ضربوا وقاموا، فلما كانت كذلك زيدت يف آخر اسم اهللا تعاىل لتشعر وتوذن بأن هذا االسم قد اجتمعت

وألجل : يا أهللا الذي له األمساء احلسىن، قال: أللهم كأنه قال: فيه أمساء اهللا تعاىل كلها، فإذا قال الداعياء اهللا تعاىل وصفاته ال جيوز أن يوصف ألنه قد اجتمعت فيه وهو حجة ملا قال استغراقه أيضا جلميع أمس

يعين يف منعه وصفه وألجل ما تضمنه هذا اللفظ من عظيم الثناء يوثر ويرغب يف التوجه به . انتهى. سيبويه .إذا سئل به أعطىإنه اسم اهللا العظيم األعظم الذي إذا دعي به أجاب و : يف الدعاء، وقيل فيه

أي أثن أو شرف أو كرم أو عظم، أي اجعل رمحتك املقرونة بتعظيمك، وقد اختلف يف معىن : صـل صالته : معناها الرمحة والرضوان من اهللا ومن املالئكة االستغفار ومن األميني الدعاء، وقيل: الصالة فقيلم: قيلرمحته املقرونة بالتعظيم، و : مغفرته، وقيل قال شارح . تشريفه وتكرمته على أنبيائه ورمحته على من دو

أللهم صل على : تعظيمه فمعىن قولنا) ص(معىن الصالة على النيب : قال احلليمي يف الشعب: الدالئلخرة بإجزال حممد أي عظم حممدا واملراد تعظيمه يف الدنيا بإعالء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته ويف اآل

)] 217[(}صلوا عليه {: مثوبته وتشفيه يف أمته وإبداء فضيلته باملقام احملمود وعلى هذا فاملراد بقوله تعاىلر عليه عطف آله وأزواجه وذريته عليه فإنه ال ميتنع أن : قيل. انتهى. ادعو ربكم بالصالة عليه وال يـعك

) ص(ال سيما وهم منسوبون إليه . انتهى. ل أحد حبسب ما يليق بهيدعى هلم بالتعظيم إذ تعظيم كصالة اهللا على نبيه ثناؤه عليه عند مالئكته وصالة املالئكة : والدعاء هلم واقع بالتبع له، وقال أبو العالية

يمه وصالة وهذا أوىل األقوال فيكون معىن صالة اهللا تعاىل عليه ثناؤه وتعظ: قال ابن حجر. عليه الدعاءإن املراد : املالئكة وغيهرم طلب ذلك له من اهللا تعاىل واملراد طلب الزيادة ال طلب أصل الصالة، وقيل

صلى عليه وإرادة اخلري له وهو الذي ارتضاه الغزايل واستحسنه الزركشي يف شرح بالصالة االعتناء بشأن امل

ا الدعاء بلفظ الصالة خص األنبياء بذلك تعظيما مجع اجلوامع ألنه قدر مشرتك، وصالة العبد املأم ور

هلم، مث الصالة تستعمل امسا وهي هذه اليت اختلف يف معناها وتكون مبعىن املصدر الذي هو صدورها الصالة الدعاء والرمحة واالستغفار وحسن الثناء من اهللا : وهلذا غايرا يف الصحاح والقاموس بينهما فقاال

. صلى صالة ال تصلية دعى: ى رسوله وعبادة فيها ركوع وسجود واسم يوضع موضع املصدر يقالعلإن الله {واألمر يف اآلية محله العلماء على الوجوب أي يف آية : مث قال. انتهى بلفظ القاموس

مجاع، وشذا ابن جرير الطربي وحكى احلافظ أبو عمر بن عبد البـر عليه اإل)]... 218[(}ومالئكته فحمله على االستحباب، وادعى اإلمجاع على ذلك القاضي عياض وغريه، ولعله أراد ما زاد على الواحدة

ا يف اجلملة ولعله أراد باالستحباب مطلق . انتهى. وإال فقد خالف اإلمجاع ألن اإلمجاع منعقد على وجومث اختلف يف ذلك الوجوب على تسعة أقوال مث سرد األقوال . واهللا أعلم الطلب الصادق بالوجوب والندب

وذكر املواطن اليت تستحب الصالة فيها عليه كيوم اجلمعة وليلتها والسبت واألحد واخلميس وغري ذلك، مث إمنا يصلى مث . انتهى. كلما ذكر) ص(وقال الكواشي وطريق األدب واالحتياط أن يصلى على النيب : قال

بنية القربة واالحتساب وقصد التعظيم ورجاء ) ص(بنية القربة واالحتساب وقصد التعظيم ) ص(على النيب بيع والعشرة

الثواب وهلذا كره العلماء الصالة عليه يف سبعة مواضع وهي اجلماع وحاجة اإلنسان وشهرة امل

ف يف الثالثة األخرية، وذكر اليخ يوسف بن عمر األكل بدل شهرة والتعجب والذبح والعطاس على خالاملبيع وزاد الرصاع ما يصدر من العوام يف األعراس وغريها من اشتهار أفعاهلم للنظر إليها بالصالة على النيب

ي عن الصالة ) ص( عليه فيها مع زيادة عدم الوقار واالحرتام بل بضحك ولعب مث ذكر من املواضع اليت األماكن القدرة وأماكن النجاسة واهللا أعلم، وقال شارح الدالئل يف حدائق األنوار يف الصالة والسالم على

والفوائد اليت ) ص(احلديقة اخلامسة يف الثمرات اليت جيتنيها العبد بالصالة على النيب ) ص(النيب املختار تكسب ) ص(ويأيت للمؤلف أن الصالة على النيب : دة، مث قاليكتسبها ويقتنيها مث سرد اثنني وأربعني فائ

ا تعدل عتق الرقاب وقال سيدي أمحد بن عطاء اهللا . انتهى. األزواج والقصور أيضا، ويأيت يف احلديث أال واعلم أن الذكر على قسمني ذكر: اإلسكندري رضي اهللا عنه يف مفتاح الفالح يف ذكر اهللا الكرمي الفتاح

ناجاة وذكر يتضمنها وهو أبلغ وأشد تأثريا يف قلب املبتدىء من الذكر الذي ال يتضمن املناجاة يتضمن امل

ناجي يشعر قلبه قـرب من يناجيه وذلك مما يؤثر يف قلبه ويلبسه اخلشية، فإن قولهأللهم صل ذكر : ألن امل

مناجاة وال تكون إال حلاضر أنت بني يديه ولعل سر مشروعية الصالة ومناجاة ألنه يسأل الصالة وذلكعلى األنبياء أن روح اإلنسان ضعيفة، ال تستعد لقبول األنوار اإللـهية فإذا استحكمت العالقة بني روحه

صلني وروح األنبياء بالصالة فاألنوار الفائضة من عامل الغيب على أرواح األنبياء تنعكس على أروا ح امل

ومن الفوائد املأثورة عن أهل اخلواص من اخلواص وخواص اخلواص أن من صلى على النيب . انتهى. عليهمومن ذكر امسه حممدا كل ليلة اثنني وعشرين مرة كثرة رؤيته ) ص(كل ليلة ألف مرة كثرت رؤيته للنيب ) ص(

املريدين ذكر ال إلـه إال اهللا واهللا وهو وغري ذلك من مل أمجع األشياخ على تلقني : ، فإن قلت)ص(له اجلواب ما قاله الشعراين رضي اهللا عنه يف : األمساء ومل يلقنوا املريد الصالة والتسليم على احلبيب العظيم قلنا

مث اعلم يا أخي أن مثال جالء ذكر اهللا لصدأ القلوب مثل احلصى للنحاس املصدي . مدارج السالكنيومثال جالء غري الذكر من سائر القربات مثال جالء النحاس املصدي بالصابون فأين اجلالء من اجلالء، فهذا سبب إمجاع املشايخ املتقدمني واملتأخرين على أمر املريد بالذكر دون غريه وكان ذلك منهم نصحا

تـغين عن املرشد وغريها ليس له ) ص(ى النيب الصالة عل: فإن قلت. انتهى. وتقريبا للطريق على املريديننعم، لكن الذكر بال إلـه إال اهللا مثال مع وجود املرشد يكشف للمريد به يف مجعة والصالة : هذا احلكم قلنا

ا لكن بعد سنة واملقصود سلوك الطريق األقرب وهي مع وجوده إذا كانت عن أمره بدونه يكشف له يـؤمر املريد املسرف على نفسه أوال باالستغفار مث : يأمر املريد إال مبا هو أنفع له وهلذا قيلأقرب ألنه ال

بالصالة والتسليم على السيد املختار مث يلقن بعدمها األذكار ليكون قد تنور قلبه وأشرق لبه فيستيقظ من اخلالئق لكن طريق االشتغال بذكر اهللا مع مجع سنة النوم وينصبغ حبلية القوم، والطرائق على عدد أنفاس

اهلم والقلب على اهللا وحسن األدب يف االلتجاء إىل اهللا وامتثال األوامر واجتناب النواهي أقرب الطرق وصلة إىل اهللا تعاىل

.امل .أي الذي: على من لسند األعظم والسيد األفخم ألنه هو أي من فرط ظهور أسراره يف سائر أحواله وأطواره وأراد به ا: منـه

.الذي منها، واألسرار مجع سر وهو يف االصطالح لطيفة مودعة : انشقت األسرار ا وانفتقت جيو أي اتضحت غيو

يف القالب كالروح يف البدن وهو حمل املشاهدة كما أن الروح حمل احملبة والقلب حمل املعرفة، وقال القشريي ما السر ما لك عليه إشراف وسر السر ما ال اطالع عليه لغري احلق، وعند القوم : وقالوا: عنهرضي اهللا

على موجب مواضعتهم ومقتضى أحواهلم السر ألطف من الروح والروح أشرف من القلب، ويقولون األسرار ن مصونا مكتوما ما بني العبد معتقة عن رق األغيار وعن اآلثار واألطالل، ويطلق لفظ السر على ما يك

أسرارنا بكر مل يفضها وهم واهم، ويقولون صدور األحرار : واحلق تعاىل يف األحوال وحيمل قول من قال .انتهى. لو عرف سري زري لطرحته: قبور األسرار، وقالوا

الضياء، وفرق بعضهم بني الضياء والنور بأن أي ومنه استبانت األنوار مجع نور وهو: وانفلقت األنوار

)] 219[(}ش ص ض ط ظ ع غ { : الضياء ما أنار بالذات والنور ما أضاء بالعرض قال اهللا تعاىلفنور القمر مستفاد من نور الشمس عند املقابلة، وقال السيد الشريف يف التعاريف والنور كيفية تدركها

بصرات، وقال سيدي أمحد زروقالباصرة أوال وبواسطتها سااألنوار والتجليات العرفانية والواردات : ئر امل

ا احلق والباطل عند جتليها فتكون مطايا القلوب إىل حضرة عامل الغيوب ومطايا اإللـهية اليت ينكشف هر أو سيظهر إال وإمنا كان اشتقاق األسرار منه ألن ما من سر ظ. انتهى. األسرار إىل حضرة امللك اجلبار

وعلمه من علمه، فهو سر األسرار ونور األنوار وهلذا كان انفالقها عنه عن واسطته جهل ذلك من جهلهخياطب جابرا رضي اهللا عنه أن ) ص(وعنه ) أول ما خلق اهللا نوري ومن نوري خلق كل شيء(ويف احلديث

قد {: نور فقال تعاىل) ص(وأما امسه : قال شارح الدالئل. رهاهللا تعاىل خلق قبل األشياء نور نبيك من نو نور اهللا الذي ال يطفى ويأىب ) ص(القرآن فهو : ، وقيل)ص(حممد : ، قيل)]220[(}جاءكم من الله نور

الله من يـهدي به {: إفراد الضمري بعده يف قوله) ص(اهللا إال أن يتم نوره وال يشكل على تفسريه بالنيب ما كالشيء الواحد وهداية أحدمها عني )] 221[(}اتـبع رضوانه مع تغايرمها وعطفهما بالواو دون أو أل

هداية اآلخر، وقد صرح القراء يف تفسريه جبواز مثله جوازا مطردا وبه ورد القرآن يف آيات كثرية وقال اهللا املراد بالنور الثاين : اآلية، قال كعب وابن جبري وسهل بن عبد اهللا)] 222[(}شكاة مثل نوره كم {: تعاىل

، وحقيقة النور هو الظاهر بنفسه املظهر )ص(، أي نور حممد ) 3(} مثل نوره {: ، فقوله)ص(هو حممد هذه اإلشارة بقوله وهو أصل األصول ووصل الوصول واإلمام املقدم على كل من تقدم وإىل. انتهى. لغريه

أنا سيد «: ، وبقوله»أنا سيد الناس يوم القيامة«: ، وبقوله»كنت نبيا وآدم بني الروح واجلسد«): ص(عبد اهللا ونعم العبد الذي : (، وهو كما قال سيدي حممد البكري رضي اهللا عنه فثي صلواته النبوية»العاملني

ل وال احتاد وال اتصال وال انفصال، الداعي إىل اهللا على صراط به كمال الكمال، وعابد اهللا باهللا بال حو نيب : ، فقوله)مستقيم، نيب األنبياء وممد الرسل عليه بالذات وعليهم منه أفضل الصالة وأشرف التسليم

م نوابه وخلفاؤه وهو الداعي على احلقيقة من االبتداء إىل االنتهاء : الدالئل قال شارح. األنبياء يشري إىل أفقد أعلمك رضي اهللا عنه ـ يعين أمري املؤمنني علي بن : قال الشيخ أبو حممد عبد اجلليل القصري يف شعبه

عقدت له النبوة قبل كل شيء وأنه دعى ) ص(أيب طالب رضي اهللا عنه ـ يف عبارة طويلة له سردها أن النيب كما دعاهم آخرا يف خلقة جسده آخر الزمان، ومن اخلليقة عند خلق األرواح وبدء األنوار إىل اهللا تعاىل

إىل )] 223[(} 9 8 7{ : اآلية إىل قوله تعاىل} وإذ أخذ الله ميثاق النبيني {: هذا املعىن قوله تعاىلا كما أن آدم أبو األجساد وسببها، مث انظر : قالآخر املعىن، فقد آمن به الكل، فهو آدم األرواح ويعسو

والعاملون هم )] 224[(}*تـبارك الذي نـزل الفرقان على عبده ليكون للعالمني نذيرا {: إىل قوله عز وجل مجيع اخلليقة فقد أنذر اخلليقة أمجع وآمن الكل به يف األولية واآلخرية وانتقال النور يف مجيع العامل من

ذا : وقد تكلم الشيخ تقي الدين السبكي على هذا املعىن وقرره مث قال. انتهى. صلب فافهمصلب إىل وكنا نظن أنه من » بعثت إىل الناس كافة«): ص(بان لنا معىن حديثني كان قد خفيا عنا، أحدمها قوله

كنت نبيا وآدم بني الروح «): ص(وله زمانه إىل يوم القيامة فبان أنه مجيع الناس أوهلم وآخرهم، والثاين قوقال الشيخ أبو عثمان الفرغاين فلم : قال. انتهى. ، كنا نظن أنه بالعلم فبان أنه زائد على ذلك»واجلسد

يكن داع حقيقي من االبتداء إىل االنتهاء إال هذه احلقيقة األمحدية اليت هي أصل مجيع األنبياء وهم م من حيث جزئيتهم عن خالفة من كلهم لبعض أجزائه كاألجزاء والتفاصيل حلقي قته، فكانت دعو

وما أرسلناك إال كافة {: وكانت دعوته دعوة الكل جلميع أجزائه إىل كليته واإلشارة إىل قوله تعاىلداخلون يف كافة الناس فكان واألنبياء والرسل ومجيع أممهم ومجيع املتقدمني واملتأخرين)] 225[(}للناس

. فكانوا خلفاءه ونـوابه يف الدعوة) ص(هو داعيا باألصالة ومجيع األنبياء والرسل يدعون إىل احلق عن تبعيته :ويف الربدة. انتهى

ا م وكل آي أتى الرسل الكرام فإمنا اتصلت من نوره وارها للناس يف الظلم يظهرن أن فإنه مشس فضل هم كواكبها وقال ابن حجر رمحه اهللا تعاىل يف شرح اهلمزية عند . انتهى. والشيخ عبد اجلليل هو السابق على كل هؤالء

:قوله إال عن ضوئك األضواء أنت مصباح كل فضل فما تصدر نبياء ألن نور نـبـوتك كلها من اآليات واملعجزات وسائر املزايا والكرامات وإن تأخر وجودك عن مجيع األ

متقدم عليهم وعلى مجيع املخلوقات وشاهده حديث عبد الرزاق بسنده عن جابر رضي اهللا عنه يا رسول

يا جابر إن اهللا تعاىل خلق قبل األشياء نور نبيك من : أخربين عن أول شيء خلقه اهللا قبل األشياء، قاليث شاء اهللا تعاىل ومل يكن يف ذلك الوقت لوح وال قلم وال جنة وال نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة ح

نار وال ملك وال مساء وال أرض وال مشس وال قمر وال جن وال إنس فلما أراد اهللا تعاىل أن خيلق اخللق قسم قسم اجلزء ذلك النور أربعة أجزاء؛ فخلق من اجلزء األول القلم، ومن الثاين اللوح، ومن الثالث العرش، مث

الرابع أربعة أجزاء؛ فخلق من اجلزء األول محلة العرش، ومن الثاين الكرسي، ومن الثالث باقي املالئكة، مث قسم الرابع أربعة أجزاء فخلق من اجلزء األول السمـوات، ومن الثاين األرضني، ومن الثالث اجلنة والنار، مث

م وهي املعرفة باهللا قسم اجلزء الرابع أربعة أجزاء؛ فخلق من األ ول نور أبصار املؤمنني، ومن الثاين نور قلوأول ما «تعاىل، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد ال إلـه إال اهللا حممد رسول اهللا احلديث، وصح حديث

األول يف نور نبينا وجاء بأسانيد متعددة أن املاء مل خيلق شيء قبله وال ينافيان ما يف» خلق اهللا تعاىل القلمألن األول فيه غرية نسبية وفيه حقيقية فال تعارض، وفيه حديث عند ابن القطان كنت نورا بني يدي ريب قـبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام، ويف اخلرب ملا خلق اهللا تعاىل آدم جعل ذلك النور يف ظهره فكان يلمع

وآدم بني الروح : ى سائر نوره احلديث، وصح حديث مىت كنت أو كتبت نبيا؟ قاليف جبهته فيغلب علواجلسد، وليس املراد من ذلك التقدير ألن غريه كذلك، بل اإلشارة إىل كون روحه العلية قد ثبت هلا ذلك

ي عام، ويف حديث عبد الوصف دون غريها يف عامل األرواح إذ ورد أن األرواح خلقت قبل األجساد بألفأمره أن ينظر إىل نور األنبياء عليهم الصالة ) ص(الرزاق السابق تأييد لما قيل أنه تعاىل ملا خلق نور نبيه

هذا نور حممد بن عبد اهللا : يا ربنا من غشينا نوره؟ فقال: والسالم فـغشيهم من نوره ما أنطقهم اهللا به وقالوانعم، فذلك قوله : أشهد عليكم، قالوا: آمنا به وبنبوته فقال اهللا تعاىل: جعلتكم أنبياء قالواإن آمنتم به

، ويف هذه اآلية كما قال التقي )]226[(}من الشاهدين {إىل } 0. / -، ( ) * + { ' : تعاىلجميئه يكون مرسال إليهم وإىل السبكي من التنويه بقدرة العلي ما ال خيفى وفيها مع ذلك أنه على تقدير

). ص(أممهم فتكون رسالته عامة جلميع اخللق فهو نيب األنبياء ولذا كانوا كلهم يوم القيامة حتت لوائه فما انشقت األسرار إال عن انشقاق قمر ظهوره وال انفلقت األنوار إال عن انفالق حبر رفع ستوره . انتهى

ة قـبضة النور والدرة البـيضا، والفيض األقدسي الكلي الذي فاضت منه احلقائق فيضا، إذ هو سر حقيقلوالك لوالك ما خلقت : (وعنه ظهرت مراتب الوجود وانتظمت يف هذه األسالك ألنه املخاطب بقوله

حققني سيدي حميي الدين قدس اهللا سره )األفالكاملتني على أن كل ما برز من ، وقد حقق سلطان امل

بعبارات ) عنقاء مغرب يف معرفة ختم األولياء ومشس املغرب(املوجودات فـعنه، لظهور حقيقة منه يف كتاب وملا كان . رشيقة وإشارات رقيقة، فمن أراد العثور على بدء الظهور، فلينظر هنالك، سالك أحسن املسالك

كلي، كان هو السابق الالحق، والنور األمت الذي للظالم ماحق، حىت إن سره السر اإللـهي، ونوره النور الجسده الشريف الصوري، املنيف اللطيف النوري، الذي حبه على اخلالئق فرض، كان ال ظل له يقع على

من أراد األرض، ألنه نور واف وافر، وظهور ساق سافر، وهو النور الظاهر، مبظهرية امسه النور الباهر، فدخول حضرة النور، فليلتج جلنابه، وليقف وقفة اخلاضع الذليل ببابه، وليـلزم باب اتباعه، لكي يـعد من أتباعه، فمن اتبعه أحبه اهللا وبصره، ومن أحبه كان مسعه وبصره، فـيمسي نورا حبتا، وينحت قوايف األسرار

على بصرية، حيث صفت منه السريرة وصحت البصرية، ولقد أودعت شرح الورد حنتا، فيكون داعيا إىل اهللا :املسمى بالضياء الشمسي على الفتح الفاسي قصيدة يف هذا املعىن وطيب هذا املغىن وهي

وهو ميحو من الفىت األثارا حضرة النور تكسب األنوارا العز والعال ال جتاري وهي يف يدعي أهلها التحقق فيها حني جتلى عليه منا جهارا عبدها عندها مقيم يراها للمعاين حىت تريه النهارا تتجلى فيها مالح املعاين سحبه يف العطا تـفوق البحارا فـيضها األقدسي يـفين الدياجي حلة النور فالظهور أنارا فارم ثوب الظالم عنك لتكسى عن مجال له أزاح اخلمارا واشهد النور يفد ويف كل شيء واحتس الكأس إن مديرا أدارا وخذ اللب مث للقشر فاحفه فادخلوها مث اكتموا األسرارا هذه حضرة اهلىن والتصايب ىن والفخارا م حلماها وإذا ما دخلت

نلتم العز وامل

وأفيضوا من مائكم مدرارا فاشكروا نعمة اإللـه عليكم مث فكوا منا قـيود األسارى وأطلقوا للحصري يف أرض نـفس من نوال من منع ذلك حذارا مث زكوا أموال ما نلتموه سرف الكئيب استجارا وصالة على احلبيب التهامي

ما به امل

ا سر وسر توارى وسالم عليه يف كل وقت ما تبدىن األوزارا وعلى آله وصحب كرام

قد حمى عنهم امل

م قدره، ومتم واعلم أن كمال كل إنسان على قدر اتصافه بالكماالت اإللـهية فكلما عظم اتصافه عظ بدره، وكان مظهرا كامال، حمموال حامال، وال أعظم تعلقا وحتققا وختلقا باألمساء اإللـهية يف أهل هذه النشأة اإلنسانية من األنبياء الكرام عليهم الصالة والسالم، فكلما زاد زاد العلم والعني واحلق، منا اليقني ومسا

حلق، وال بد بعد كمال هذا االتصاف من غلبة اسم كامل على الكامل يكون حكمه ولصاحبه بالسابقني أ لك فوق

غالبا عليه، ويـنسب إليه، وعلى قدر سعة هذا االسم تكون سعة صاحبه فإن حيطة اسم الرب وامل

من كان الغالب عليه اسم حيطة الرزاق والغفار والقابض والباسط مثال، وحيطة اسم الرمحـن أوسع منهما، فالغالب عليه ) ص(الرمحـن كان له على مما عداه ما خال اسم اهللا فإنه أعظم حيطة منه ولذا كان اسم نبينا

اهللا واالسم األغلب على اخلليل عليه الصالة والسالم اسم الرمحـن ولذا كان أرفع األنبياء ما عدا نبينا أعظم اخللق وأرفـعهم لرفعة حيطة امسه الغالب عليه ورجوع سائر األمساء ) ص(، ومن هنا كان نبينا )ص(

إليه، فما انشق سر إال منه، وال انفلق نور إال عنه، ألنه اخلليفة على كافة اخلليقة، وال ظهر ما ظهر وال تفاوت مراتب الورثة يف بطن ما بطن إال بواسطته، وإذا حققت النظر، وكنت ممن استبصر، عرفت من هنا

القرب وأفضلية األزمان واألماكن وعلمت أن مرجع ذلك إىل عظم االسم املتجلى به على العبد والزمان عطي يضاد املانع، وسر التنازع احلاصل بني

واملكان، وعرفت سر االختالف واالتفاق فإن أثر جتلي امسه امل

ن حيطة امسه أكرب أكثر، وقد تكون للثاين لسر القضاء والقدر، أهل القرب فإنه عن تنازع األمساء والغلبة مل

.مث قال رمحه اهللا تعاىل. واهللا يرزقنا وإياك حسن الفهم والتسلم، لنخلص من ورطة االعرتاض الذميم ).ص(أي ويف أمداده : وفيـه ا له واستمدادها منه: ارتقـت .أي ارتفعت النتساقال يف التعاريف حقيقة الشيء ما به . مجع حقيقة وهي من حق إذا ثبتت وحقيقة كل شيء ذاته: ائقاحلقـ

الشيء هو هو كاحليوان الناطق لإلنسان خبالف مثل الضاحك والكاتب مما ميكن تصور اإلنسان بدونه، هوية ومع قطع النظر عن ذلك وقد يقال إن ما به الشيء هو هو باعتبار حتققه حقيقة وباعتبار تشخصه

ة منه آخذة عنه، وبذا ارتـقت . انتهى. ماهية إذ هي تابعة له والتابع يشرفخ على قدر شرف متبوعه مستمدمن عامل العدم إىل عامل الوجود ومن عامل الغفلة والغيبة إىل عامل احلضور والشهود ومن عامل احلجاب إىل

: إمداده، وطم إىل أعلى عليني إرشاده، إذ هو الرمحة العامة والنعمة التامة، قال تعاىلعامل االقرتاب، فعم فعمت رمحة إرساله اجلاهلني والعالمني، قال سيدي أبو )] 227[(}*وما أرسلناك إال رمحة للعالمني {

وما {: ، قال تعاىل)عني الرمحة) ص(لقوا من الرمحة ونبينا مجيع األنبياء خ (العباس املرسي قدس اهللا سره شركون رباعيته يوم أحد وجرحوا شفته وشجوا . انتهى) . 1(} *أرسلناك إال رمحة للعالمني

وملا كسر امل

والدم يسيل على وجهه جبهته وهشموا البيضة على رأسه ورموه باحلجارة حىت سقط لشقه يف بعض احلفرإين مل «: لو دعوت عليهم، فقال: كل ذلك يف ذلك اليوم فشق على أصحابه مشقة شديدة وقالوا له

م ال يعلمون أي اغفر هلم : قال ابن حجر. »أبعث لعانا ولكن بعثت داعيا ورمحة، أللهم اغفر لقومي فإألسلموا كلهم ذكره ابن حبان وإمنا دعى عليهم يوم اخلندق بأن اهللا هذا الشيء املخصوص ال مطلقا وإال

م شغلوه عن الصالة الوسطى فكان الدعاء هللا ال حلظ نفسه م نارا أل وحيثما كان رمحة . انتهى. ميأل بطوبه رتق الرقائق الفرضية مرسلة ونعمة غيوثها مرسلة ارتقت فيه سائر احلقائق العلوية والسفلية، وانفتق

هلا والنـقلية، ألنه كشف هلا عن األسرار، وأرشفها مخر العيان بعد رفع سر اخلمار، فألزمها احلجة، لما بـنيحبة، فمن أمه وبه اقتدى، سعد واهتدى، ومن حاد عن سواء طريقه، حجب عن سنا الق

ب وبريقه، ر املوهذا ارتقاء خاص، خصت به اخلواص، وما قدمناه من االرتقاء من عامل إىل آخر هو العام، الشامل للخواص والعوام، وأيضا فإن احلقائق ملا كان ظهورها عن ظهوره، وبدو نورها عن بدو نوره، ارتقت بنسبتها

ومنها ما هبط ونزل، فكل حقيقة باعتبار أصل الفطرة راقية له يف األزل، لكن منها من استقام على ارتقائه،كل ولود يولد «وصاحبها مرتقي، وباعتبار ما جرى به التقدير األزيل إما سعيد أو شقي، ففي احلديث

ب الذي منه على الفطرة حىت يعرب عنه لسانه فأبواه يـهودانه أو يـنصرانه أو ميجسانه، وملا كان هو البارف الولوج، والسلم الذي بواسطته العروج، مل يـرتق مرتق إال برتقيه، ومل يتلق متـلق إال عنه تلقيه، ولما ع

يقة عند نزول الرباءة الوثيقة اشكري (الصديق ذلك، واغرتف من شراب هذه املسالك، قال البنته الصدا على املقام األكمل فمالت إىل مقام اجلمع األمشل لغيبتها ) هللا ال أشكر إال اهللاوا: (فقالت) رسول اهللا دهل

شهد عن هذا املقام األوحد، ويف احلديث ألن إنكار » من مل يشكر الناس مل يشكر اهللا«يف ذلك امل

ا براقع الفؤاد ال ترتفع، فإن ظهور الوسائط، بالنسبة للحجب الزجاجية كاحلائط، إذ هي ال ترتفع، وب دوالنور والسر املصون بغري مظهر ال يكون، فهو الربزخ الثابت، الذي بأمثار اإلمداد ثابت، ولو أمكن الوصول

ا إىل اجلميل اجلليل، ما احتاج احلبيب لواسطته جربيل، وكان له طريقان يف التلقي؛ أحدمها يف ) ص(بدو

الثاين يف الباطن فاألول عن جربيل عليه السالم، والثاين عن ربه ذي اجلالل واإلكرام، فكان من الظاهر و اآلية ألن )] 228[(} هللا ـ { : هذا الطريق يسابق جربيل يف القرآن فخاطبه احلق سبحانه بقوله

. واسطة جربيل باطنا وجربيل واسطته ظاهرا، فهو »أدبين ريب فأحسن تأدييب«: فيها ختجيل الواسطة، فقالمث إن العقل األول املنسوب : قال اجليلي رضي اهللا عنه يف اإلنسان الكامل يف آخر الثالث واخلمسني منه

أبا جلربيل وأصال جلميع العامل، فاعلم إن ) ص(خلق اهللا جربيل منه يف األزل وكان حممد ) ص(إىل حممد يت من يعلم فديت من يعقل، وهلذا وقف جربيل يف إسرائه وتقدم وحده، ومسي العقل كنت ممن يعلم، فد

ذ االسم جربيل من تسمية الفرع بأصله فافهم واهللا والروح األمني ألنه خزانة علم اهللا وأمينه، ويسمى ما قرب ) ص(وإسعاده، فإنه فالرتقي ليس إال عن إمداده والتلقي ليس إال من إسعافه. انتهى. تعاىل أعلم

مقرب إىل مقر قربه، وقد أقر الكل بالعجز عن الدنو إىل مقام قربه، فاألدىن ال تـلقي له إال عن األعلى، سامتة حلضرة التقريب، يكون اإلمداد من احلبيب،

فمن علم ذلك كان صاحب كشف أغلى، فـعلى قدر امل

داد، من األفراد، أخبـر أن قدم السيد األكمل يراه فوق رأسه فإذا سامته مسامتة فإن من دخل حضرة اإلمدد على قدر قربه

تامة كان من الكمل لكمال استعداده، ومتام فـيض إمداده، ومن مل يسامته كان له من امل

قال اجليلي قدس . لكل شريفمن القدم احملمدي الشريف، الذي حصل به التكميل لكل كامل والتشريف وهن يف معىن

) ما وسعين أرضي وال مسائي ووسعين قلب عبدي املؤمن(اهللا سره يف كتابه لوامع الربق امل

اعلم أيدك اهللا تعاىل أن العبد يعجز عن حتققه مبقام الكمال : احلضرة التاسعة والثالثون حضرة التكميلبذلك الكمال الذي ) ص(لطريق مصمتا ال منفذ فيه فـيجلى عليه النيب املطلق فيكاد أن يفر ألنه جيد ا

ويشهده يف ذلك الكمال فيقرب ) ص(عجز هذا الويل عن التحقق فيصرف الويل كلمة احلضرة إىل النيب بأن يتصدق ) ص(النيب من قابلية وفية من قابلية الويل فيقوى بواسطته على التحقق بذلك الكمال فيكمله

عليه بدوام بروز رقيقة بعد رقيقة ليكمل يف كل مقام ويتقوى به لما يستحقه من ذلك املقام، فالتكميل واعلم أيها . انتهى. لكل كامل إمنا يكون من احلضرة احملمدية علم بذلك من علمه وجهل ذلك من جهله

مزيد، من كل أمر محيد، أنك إذا توجهت بكل كلك، وذل كلك، إىل باب املريد، للمراد املريد، الطالب للمطلوبك األعظم، ولذت جبنابه األفخم، وكان توجهك كليا، جليا خفيا، عدت باألسرار مطيا، وباألنوار

ز واملطلوب أعز، فمن أقبل غنيا، وسرت سريا سويا، وكنت على محل أعباء الوالية قويا، فإن الطالب عزي، فأجب بكلك داعي احلق األكرب، فإن من سقط عليه فعلى اخلبري سقط ببعضه عليه صعب السلوك وعز

بل على األخرب، فاإلقبال على الداعي بالكلية، يرقى الطالب املقامات العلية، فكل من أجاب احلق إىل ما حلق لكل ما سأل وأقبل عليه، وملا كان احلبيب األعظم أسرع جميب أجاب كمال دعاه إليه، أجابه ا

اإلجابة، رفع احلق مقداره، وأعلى مناره، وأجاب سؤاله وعمم االستجابة، وكان بعض من يرى سرعة إجابة لكلي، يورث اإلجابة من إن اهللا حيب حممدا ال يدعوه إال وجييبه، فهكذا صدق التوجه ا: احلق لدعائه يقول

ا الرتقي إىل الويل العلي، فمن رام دوام الرتقي يف املقامات العلية، فليقبل على الذات احملمدية، فإن شرقة، ومن ادعى الوصول، من غري باب الرسول، فهو جاهل بل

حضرات املعرفة، واملنازل املشرفة امل

احملكوم باجلهل على كل من ادعى : قال سيدي حممد البكري قدس اهللا سره. جهول، وقع يف فهمه مهولمعرفة اهللا جمردة يف نفس األمر عن نفسه احملمدي، وإذا كانت األسباب الدنيوية اخلسيسة، حيتاج فيها إىل

قرب منه، والتجرد عن وسائط وال ننكر ذلك فكيف باألمور األخروية النفيسة، وطريق معرفة اهللا وحبه والاها، فكيف تسلك بدون واسطة رها وأ بعدة عنه أعز الطرق وأسناها، وأ

الشواغل الظاهرة والباطنة امل

.ودليل، ومهامه كثرية والرجل حافية واألمور خافية واخلطر جليل :قال العارف

بال دليل فتهوى يف مهاويها ال تسلكن طريقا لست تعرفه فاختاذ أدلة العارفني بالطريق والوسائط، من أعظم الوسائل ال سيما من كمل بناء احلائط، فإنه واسطة كل

واسطة مقدام، وإمام كل إمام يف كل حال ومقام، فمن أخذ عن واسطته وهو يشهد أنه مرآة قابلة للتلقي ذه من الفيض احملمدي األمحدي، ورمبا شاهد النور من اإلمداد احملمدي، كان أخذه عن واسطته عني أخ

األمحدي عيانا، وأخذ عنه بواسطة مظهرية شيخه كشفا وإيقانا، كما وقع ذلك للجيلي الداين، وأمر بشهود ، فافهم سلك اهللا بنا وبك طريق السالمة، جباه صاحب العمامة )]229[(ذلك الشبلي مريده الفاين

:قال املؤلف رمحه اهللا تعاىلوالغمامة مث نري . والعلوم مجع علم. انتهى. قال يف املختار التنزل النزول يف مهلة: وتنزلت علوم آدم

قال يف املصباح امل

علمته أعلمه علما عرفته هكذا يفسرون العلم باملعرفة وبالعكس لتقارب املعنيني وهو أن كل واحد ال يكون ال تـعلمونـهم الله {: والعلم يكون معرفة لقوله تعاىل: قال الواحدي. سبق اجلهل إال بعد، وقد قيل يف الفرق أن العلم يكون بالكسب واملعرفة باجلبلة وهلذا تكون املعرفة يف )]230[(}يـعلمهم

:ال زهريأي علموا، ق)] 231[(} ن ه و ى ي { البهائم دون العلم، ويف التنزيل

ولكنين عن علم ما يف غد عم وأعلم علم اليوم واألمس قبله ال تطلق املعرفة على : فإن قلت: يعرفهم، قال) 2(} ال تـعلمونـهم الله يـعلمهم {: وقال الشيلي أيضا

ا توهم سابقة اجلهل قـلت سابقة اجلهل إمنا تكون فيمن يصح عليه اجلهل، وإذا كانت علم اهللا تعاىل ألمبعىن اليقني تعدت إىل مفعولني، وإذا كانت مبعىن عرف تعدت إىل مفعول وقد تزاد الباء يف املفعول فيقال علمت به وأعلمته اخلرب وعلمته الفاحتة والصنعة وغري ذلك تعليما فتعلم ذلك، واأليام املعلومة، عشر ذي

هو : العلم هو االعتقاد اجلازم املطابق للواقع، وقال احلكماء: ال السيد يف التعاريفوقد ق. انتهى. احلجةوقال ابن حجر رمحه اهللا عند قول . انتهى. حصول صورة الشيء يف العقل واألول أخص من الثاين

ن قامت به اجنالء ) لك ذات العلوم: (األبوصرييا املذكور مل تاما، أو مجع علم وهو هنا صفة ينجلي

اإلدراك اجلازم الذي ال حيتمل النقيض، وحد حبدود أخر كلها مدخولة أيضا، وترادفه املعرفة لكن ال يقال ا تستدعي سبق جهل خبالف العلم واليقني لكن فـرق بينهما بعض احملققني بأن اليقني خاص هللا عارف أل

اليقني من صفة : تيقنت أن الواحد نصف االثنني، وقال الراغبمبا من شأنه أن يتطرق إليه شك فال يقال ا يقال علم اليقني وال يقال معرفة اليقني، وهو سكون النفس مع ثبات العلم فوق املعرفة والدراية وأخوا

لك أو باإللقاء يف الروع أو خبلق العلم الضروري أو ا واصلة إليك على لسان امل بسماع احلكم حال كو

وأما . واعلم أن أصول العلم على ما قاله بعض أهل الفهوم مائة ألف علم أو أكثر. انتهى. الكالم النفسيعلم درسي وعلم نفسي، واألول علم : الفروع فال حتصر، وهي من حيث هي منقسمة إىل قسمني

إلهلام، واألول كسيب والثاين وهيب، الطروس، والثاين علم الصدور املخروس، واألول سفريه األفهام والثاين افعلم : العلم علمان«): ص(واألول طريقه اجلد والعنا والثاين الغيبة والفنا، واألول حجة والثاين حمجة لقوله كذا يف اجلامع الصغري، . »يف القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة اهللا على ابن آدم

ا يستغىن فيه عنها آخرا بعد رفع احلجب املدهلمة، أو واألول ال يست غىن فيه عن الوسائط اجلمة والثاين رمب. تقل فيقول الذي قلت وسائطه حدثين قليب عن ريب، ويقول من استغىن عنها حدثين ريب أي بطريق اإلهلام

وأنشد ). يت وأخذنا علمنا عن احلي الذي ال ميوتأخذمت علمكم ميتا عن م: (قال أبو يزيد قدس اهللا سره :سيدي عمر بن الفارض قدس اهللا سره

حبيث استقلت عقله واستـقرت وال تك ممن طيشته طروشه

مدارك غايات العقول السليمة فثم وراء النقل علم يدق عن انت من عطاي ممديت ونفسي ك تـلقيته مين وعين أخذته مث العلم على قسمني من حيث أصل تقسيمه قدمي وحادث، فالقدمي هو الصفة الكاشفة القدمية املتعلقة

بالواجبات واجلائزات واملستحيالت، واحلادث هو ما أفاضه احلق وجاد به على عباده متنوعا متكثـرا جممال رى فإن فيض احلق ال ينقطع أبدا، وهذا العلم وإن حصل منه عندنا ما ومفصال وما يفيضه عليهم دنيا وأخ

: حصل فنسبته إلينا جمازية وإليه حقيقية ألنا بالنظر ألنفسنا ال علم لنا وبالنظر لتعليمه كما قال تعاىلوالله يـعلم {: اىلعلم، وملا كان األمر كذلك قال تع: اآلية، قلنا)] 232[(}وعلمك ما مل تكن تـعلم {

وهذه العلوم منها ما هو من العلوم الشهودية، ومنها ما هو من العلوم )]. 233[(}وأنـتم ال تـعلمون الوجودية، ومنها حسية ومعنوية، وشرعية وعقلية، وعرشية وفـرشية، وجاللية ومجالية، ودنيوية وبرزخية،

كثيبية، وفعلية، وأمسائية، وصفاتية، وذاتية وغيبية، وعينية، وملكية، وجربوتية، ونشرية، وحشرية، وأخروية و والهوتية، وغري ذلك من العلوم اليت ال تتناهى، وكل واحد من هذه العلوم له مراتب يف ظهوره، وبدو نوره،

عاينة يسمى علم يقني، وبعدها علم عني يقني، وبعد التحقق، فيه واالطالع على ففي أول الظهور قبل امل

ظواهره وخوافيه يسمى علم حق اليقني، ومع كثرة العلوم وتشعب الفهوم عند أهل الكشف وأهل الرسوم فانظر هذا اخلطاب الذي عم نظرا مجيال، )] 234[(}وما أوتيتم من العلم إال قليال {قال اهللا احلي القيوم سالم ملوسى الكليم عليه الصالة والسالم ما أخذت أنا وأنت من علم اهللا إال كما أخذ وقول اخلضر عليه ال

واعلم أن . هذا العصفور مبنقاره من البحر، أو ما معناه تنمحق دعاويك الباطلة وتنسحق مساويك اهلاطلةمن طريق الذوق والوجدان، وال العلوم الربانية واألسرار الرمحانية فـيضها عجيب وسرها غريب ال تدرك إال

شاهدة والعيان، فقد يفتح على العبد املعتىن به يف حلظة واحدة ما لو جلس يقرر فيه مدة تعرف إال بعد امل

عمره ما وىف به إذ فيض احلق سبحانه وتعاىل ال يقاس بغريه فإنه فيض واسع من واسع عم األنام بربه وملا رأيت اهللا تعاىل : الدين قدس اهللا سره يف كتابه روح القدس يف مناصحة النفس قال سيدي حميي. وخريه

قد فتح على قليب باب احلكمة وأجرى فيه حبارها وسبح سري يف سيحها حىت أين واهللا ألنظر إىل معظم نظر إىل متوج حبر احلكم يف صدري فأجد البحر إذا اشتدت عليه الرياح الزعازع فـعال موجه وارتفع دويه مث أ

معظم ذلك البحر مبا وصفناه من تالطم األمواج واشتداد الرياح ساكنا ال حراك له عند متوج حبر احلكم يف صدري واصطفاقه ال سيما يف مكة املشرفة فداخلين من ذلك رعب شديد وجزع عظيم شديد وخوف

ى قطع امليعاد وأن ال أقعد للناس فأمرت بالقعود والنصيحة للخلق قسرا وحتما الزما واجبا متلف فعزمت علوهذا الكتاب مع طوله وكثرة أبوابه : وقال يف فتوحاته املكية. اخل... فقعدت رفيع الكالم مصلت احلسام

فإن يف النفس الواحد يدخل قلب .انتهى. وفصوله ما استوفينا فيه خاطرا واحدا من خواطرنا يف الطريقالعارف من احلكم واملعارف ما ال يدخل حتت عد وال حساب ألنه عن فيض الوهاب، وحكى الشعراين رضي اهللا عنه عن نفسه أنه ملا فتح اهللا عليه بواسطة شيخه سيدي علي اخلواص بعد ما صحب أكابر قد

به ثالثون بابا كل باب منها مقدار ما بني السماء واألرض ورأى عدوا من اخلناص، رأى قد انفتح يف قلمبعناه، فهذا هو الفيض الرباين . انتهى. مجيع األبواب مملوءة بالعلوم واملعارف داخلة إىل قلبه على الدوام

لعلوم، ذكر والفتوح الرمحاين وعنه ألف كتاب اجلوهر املصون والسر املرقوم فيما تنتجه اخللوة من األسرار وافيها ثالثة آالف علم، وألف كتاب تنبيه األغبيا على قطرة من علوم األوليا ذكر فيه أحد عشر وسبعني

العلم علمان علم : ألف علم، وقال شيخ الطائفتني ومقدم الطريقتني اإلمام اجلنيد البغدادي قدس اهللا سرهن دخل يف هذه الطريقة وأراد أن يصل إىل احلقيقة العبودية وعلم الربوبية والبواقي هوس النفس، والعجب مم

مث ال ) ص(وقد حصل من االصطالحات ما يستخرج به املعاين من كالم اهللا تعاىل وأحاديث رسول اهللا يشتغل بذكر اهللا تعاىل ومراقبته واإلعراض عما سواه لتنصب إىل قلبه مياه العلوم اللدنية اليت لو عاش ألف

. انتهى. دريس االصطالحات وتصنيفها ال تشم منها رائحة وال يشاهد من آثارها وأنوارها ملعة سنة يف تملا أدخلين شيخنا يف اخللوة : ولقد حكى يل شيخنا الشيخ عبد اللطيف اخللويت رمحه اهللا تعاىل قال

جلست أملي الذي يفاض التسعينية كنت أرى احلقائق اإللـهية واردة على القلب متزامحة مرتاكمة حبيث لوعلي ألكثر من واحد لعجزوا عن كتابته، وقد ترمجته يف رسالة مسيتها الكوكب الثاقب يف بعض ما لشيخنا من املناقب، فالعلوم ال حتصى إذ املواهب ال تستقصى والعثور على أمهات هذه العلوم ال يكون إال

امبالسلوك املعلوم ألن به تتنور األفهام و قال الشعراين رضي اهللا عنه . تزول األوهام ويقع اإلهلام ويرتفع اإليف مننه فأول ما مجعين اهللا تعاىل على سيدي علي املرصفي شيخ الطريق بالديار املصرية فلقنين الذكر

ريقه اخللوة مث وأخالين مث مجعين اهللا تعاىل على الشيخ حممد الشناوي فلقنين الذكر وأشغلين باهللا ومل يكن طمجعين اهللا تعاىل على عارف الزمان الشيخ الكامل الراسخ األمي احملمدي سيدي على اخلواص فأطلعين على حقائق ودقائق وأسرار ومل أفارقه عشر سنني حىت مات فكان منه الذي كان وعلمت وحتققت أن

ق العمل به كما وقع لإلمام الغزايل والشيخ عز اإلنسان ولو بلغ يف العلم الغاية فال بد له من شيخ يف طري

الدين بن عبد السالم واليافعي وغريهم فأقل فوائد الشيخ أن خيتصر الطريق للمريد وذلك أنه يوصل املريل إىل أن يصري جيعل أعماله كلها مقاصد امتثاال ألمر اهللا خبالف املريد وحده فإنه يتخذ أعماله كلها وسائل

سألت : وقال يف اجلواهر والدرر كربيت أمحر. انتهى. ة فال جيد فينحل عزمه إىل آخر أمرهمث يطلب الثمر أعالها العلم باهللا تعاىل وأعلى العلم باهللا تعاىل علم : شيخنا رضي اهللا عنه عن أعلى العلوم مرتبة فقال

: يف قلوب اخللق ال علوم، قالالكشف ويليه علم النظر وليس دون النظر علم إلـهي أبدا إمنا هي عقائد وإيضاح ذلك أن علم احلق تعاىل إذا جتلى لظاهر النفس وقع هلا اإلدراك باحلس يف برزخ التمثيل فإن كان املتجلي له من علماء الشريعة زيدت له يف ميزان الكالم وهكذا، لكن ال يعلم أن تلك الزيادة من جتلي

ا علم احلق تعاىل يف القلب إال ا لعارفون فقط وأما غري العارفني فـيـنسبون الزيادة إىل أفكارهم إن أحسوا ا فهم أهل حجاب ومن هنا كان أبو يزيد البسطامي رضي اهللا عنه يقول لعلماء عصره فإن مل حيسوا

من كان : أخذمت علمكم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن احلي الذي ال ميوت، ومسعته رضي اهللا عنه يقولومن أراد : علمه مستفادا من نقل فليس بعامل إمنا هو صاحب ظن إال إن أسند إىل النصوص القطعية، قال

أن يعرف مرتبته يف العلم يقينا ال شك فيه فلريد كل قول حفظه إىل قائله وينظر بعد ذلك فما بقي معه ثوبات وتاركه ملوم وبداء جهله وعلى هذا فطلب العلم باهللا من أعظم ا. فهو علمه انتهى

لقربات وأفضل امل

من مل يتغلغل يف علمنا هذا مات مصرا على : قال سيدي أبو احلسن الشاذيل رضي اهللا عنه. مكلومنيفة واملعارف الشريفة االستقامة . انتهى. الكبائر وهو ال يشعر

واعلم أن طريق الوصول إىل هذه العلوم امل

والذين جاهدوا فينا {: قال اهللا تعاىل. م املصطفى والتخلق بأخالقه الكرمية وحسن االقتفاعلى متابعة قدياأيـها الذين آمنوا إن تـتـقوا {: ، وقال}واتـقوا الله ويـعلمكم الله {: ، وقال)]235[(}لنـهديـنـهم سبـلنا

. أي هداية يف قلوبكم تفرقون ما بني احلق والباطل: قال القاضي)]. 236[(}لكم فـرقانا الله جيعل ومن أحبه اهللا فتح اهللا )] 237[(}قل إن كنتم حتبون الله فاتبعوين حيببكم الله {: وقال تعاىل. انتهى

ه من ا ألحباب وكشف له احلجاب فرأى الغيب شهادة وصار له خرق الباب وأدخله حضرة االقرتاب وصريالعوائد عادة وأفيضت على قلبه مياه احلقائق وانكشفت له الرباقع عن وجوه احلقائق وعلمه اهللا من لدنه علما، وعرفه بنفسه فعرب ربه وأدرك السر األمسى، ودخل حضائر األمسا، فكان وارث آدم الصفي،

فالعلوم املنسوبة له هي علوم )] 238[(}وعلم آدم األمساء كلها{: قال اهللا تعاىل. سر خفي وحارث سر األمساء اإللـهية اليت أعجز األنام درك أسراره اخلفية، وما تنزلت علوم آدم عليه السالم إال بواسطة الرقيقة

ف رمحه اهللا تعاىل وتنزلت أي به ومنه علوم آدم وهو أبو احملمدية الكاشفة سجف الغمام فلهذا قال املؤل رسلني وسلم تسليما إىل يوم الدين وأول الرسل

البشر صلى اهللا تعاىل عليه وعلى سائر أوالده من النبيني واملول من لما يف احلديث أول الرسل آدم وآخرهم حممد، وأول أنبياء بين إسرائيل موسى وآخرهم عيسى، وأ

وملا كانت علومه علوم األمساء ألن عنها كان بدء الظهور وهو . خط بالقلم إدريس رواه احلكيم عن أيب ذر وعلم آدم األمساء {: قال القاضي عند قوله تعاىل. كان مبدأ ظهور هذا النوع اإلنساين فناسبته علومها

ا ف) 5(} كلها يه أو إلقاء يف روعه وال يفتقر إىل سابقة اصطالح للتسلس، إما خبلق علم ضروري والتعليم فعل يرتتب عليه العلم غالبا ولذلك يقال علمه فلم يتعلم، وآدم اسم أعجمي كآزر وشاخل، واشتقاقه من األدمة بالفتح مبعىن األسود أو من أدمي األرض لما روي عنه عليه الصالة والسالم أنه تعاىل

ا فخلق منها آدم فلذلك يأيت بنوه أخيافا أي خمتلفنيق .بض قبضة من مجيع األرض سهلها وحزولفظ احلديث أن اهللا تعاىل خلق آدم من قبضة قبضها من مجيع األرض فجاء بنو آدم على قدر : قلت

وبني ذلك رواه األرض جاء منهم األمحر واألبيض واألسود وبني ذلك السهل واحلزن واخلبيث والطيب، أو من األدم أو من األدمة مبعىن األنفة تعسف : أمحد والرتمذي وأبو داود هم وغريهم عن أيب موسى، قال

كاشتقاق إدريس من الدرس ويعقوب من العقب وإبليس من اإلبالس واالسم باعتبار االشتقاق ما يكون لصفات واألفعال، واستعماله عرفا يف اللفظ عالمة للشيء ودليال عليه يرفعه إىل الذهن من األلفاظ وا

املوضوع ملعىن سواء كان مركبا أو مفردا خمربا عنه أو خربا أو رابطة بينهما، واصطالحا يف املفرد الدال على ألن معىن يف نفسه غري مقرتن بأحد األزمنة الثالثة، واملراد به يف اآلية إما األول أو الثاين، وهو يستلزم األول

العلم باأللفاظ من حيث الداللة متوقف على العلم باملعاين واملعىن أنه تعاىل خلقه من أجزاء خمتلفة وقوى ا إلدراك أنواع املدركات من املعقوالت واحملسوسات واملتخيالت واملوضوعات، واهلمة معرفة متباينة مستعد

اذوات األشياء وخواصها وأمسائها وأطول العلوم وقال ابن حجر . انتهى. وقوانني الصناعات وكيفية آالوأصله أأدم لكنهم لينوا الثانية ختفيفا وجعلوها يف التصغري واوا نظرا لبدئها : رمحه اهللا تعاىل يف شرح اهلمزية

علي من األدمة بالسكون أو الفتح أو من أدمي األرض كما صح عن ابن عباس رضي اهللا عنهما وورد عن وابن مسعود رضي اهللا عنهما وأدمي األرض ظاهر وجهها واألدمة السمرة وهو مراد من قال لون يقارب السواد، ومن قال يشبه الرتاب، واستشكل مبا ورد من بديع مجاله وأن يوسف عليه السالم كان على الثلث

ا ب اشتقاقه مما ذكر يريد أنه : قيل. ني البياض واحلمرةمن مجاله وقد جياب بأن اجلمال ال ينايف السمرة أل

عريب وبه صرح اجلواليقي وغريه، ورد بأن توافق اللغتني غري منكر وبأنه ال دليل على أن االشتقاق من خواص كالم العرب وأجيب بأن األصل عدم التوافق وبأن الوجه أن االشتقاق خاص بكالم العرب فقد

أن التفرقة بني اللفظ العريب والعجمي بصحة االشتقاق، وصح خرب أن آدم كان يتكلم بكل أطبقوا على .انتهى. لسان ولكن الغالب أنه كان يتكلم بالسرياين

وتنزلت علوم آد إن محلناه على ظاهر العادة يف السابق بالظهور قدرنا فيه : (وقول املؤلف رمحه اهللا تعاىللوم أبيه فأعجز اخلالئق كما أعجز أبوه املالئكة، وإن محلناه على حقيقة األمر وباطنه قدرنا أي تنزلت فيه ع

به أو منه ويكون الضمري يف أعجز راجع آلدم واملراد باخلالئق املالئكة وهذا أبلغ يف التعظيم وذاك أظهر يف :التقسيم، قال األبوصريي رمحه اهللا تعاىل

ومنها آلدم األمساء غيب لك ذات العلوم من عامل ال لك حقيقة العلوم ال لغريك من عامل الغيب وهو اهللا عليك، ومنها أي ومن العلوم مبعىن املعلومات أي

واحتاج الناظم إىل هذا التفصيل مع العلم به مما : قال ابن حجر رمحه اهللا تعاىل. آلدم األمساء أي أمساؤهاىل على املالئكة بالعلوم اليت علمها له وكانت سببا ألمرهم بالسجود واخلضوع له قبله ألن آدم ميزه اهللا تعا

فرمبا يتوهم أن هذه املرتبة الباهرة مل حتصل . اخل... أجتعل فيها: بعد استيالئهم عليه بذمه ومدحهم بقوهلممن م ببيان أن آدم مل حيصل لهإذ قد يوجد يف املفضول ما ليس يف الفاضل فرد ذلك التوه ) ص(لنبينا

ذا ) ص(العلوم إال جمرد العلم بأمسائها وأن احلاصل لنبينا ا وال ريب أن العلم هو العلم حبقائقها ومسمياسميات فهي املقصودة بالذات وتلك

ا لتبيني امل ا إمنا يؤتى أعلى وأجل من العلم مبجرد أمسائها ألمن صلبه فهو ) ص(ما بينهما، ونظري ذلك أن املقصود من خلق آدم إمنا هو خلق نبينا بالوسيلة وشتان

إمنا سجد املالئكة ألجل نور حممد : املقصود بطريق الذات وآدم بطريق الوسيلة ومن مث قال بعض احملققنيالسابقة آنفا األمساء فقط الذي يف جبينه، مث ما سلكه الناظم من أن آدم إمنا علم أي بإحدى الطرق) ص(

علم األمساء املوضوعة : أي األلفاظ املوضوعة بإزاء األعيان واملعاين هو الوارد عن ابن عباس وعليه فقيلبكل لغة وعلمها ألوالده فلما افرتقوا يف البالد وكثروا اقتصر كل قوم على لغة وهذا يقوي ما هو األصح يف

إمنا علم لغة واحدة ألن احلاجة مل تدع إال إليها وأما بقية : توقيفية، وقيل األصول من أن اللغات كلهاا ألن املزية يف العلم إمنا حتصل : اللغات فبالوضع ويقابل ما سلكه الناظم قوالن أحدمها أنه إمنا علم مدلوال

حققنيقال بع. مبعرفة مقاصد املخلوقات ومنافعها ال مبعرفة أمسائها كذا وكذاوهذا وإن قـرب من : ض امل

مث (املعىن فهو بعيد من اللفظ ألن قوله بأمساء هؤالء وما بعده ظاهر أو صريح يف األمساء فقط، ومعىن ا اليت تعرض دون األمساء وإمنا أبرزت إليهم ليخربوا بأمسائها فال تأييد فيه لكون ) عرضهم أي األعيان أل

ثانيها وهو الذي سلكه صاحب الكشاف أنه علم األمرين معا مجعا بني . ملن زعمه املعلم املسميات خالفا .انتهى. مقتضى اللفظ واملعىن

راقي ارتقت به احلقائق، مث نزل متدليا : وبني قوله ارتقت وتنزلت جناس التقابل فإنه ملا رقي إىل أعلى امل

عني فتنزلت علعين وامل

.يه الرقائقلإلرشاد امل

ا ومبا جاءهم من البينات وعن وصفه وعن معرفة كنه ذاته وكيف ال يعجزهم وقد : فأعجز اخلالئق أي عجز وجوامع كلمه، وقد يكون اإلعجاز بتنزل علوم

مجع علوم األولني واآلخرين إىل علمه، وأتى بالقرآن امل

:قال األبوصريي يف الربدة. من األوصاف الشريقة الوثيقة آدم وبثه هلا يف اخلليقة، أو بكل ما تقدم للقرب والبـعد فيه غري منفحم أعىي الورى فـهم معناه فليس يرى

ملا كان مستوعبا سائر الكماالت الظاهرة والباطنة وكان هيكله الظاهر لنا أصل كل ) ص(اعلم أن نبينا اطن أصل كل كمال غييب باطن، وكان الكمال الظاهر عن فيض صورته كمال حسي ظاهر ومعناه الب

الظاهرة والباطن عن فيض معانيه الباطنة عجز الواصفون عن وصف صفة من صفاته على الكمال وأقروا بعدم املعرفة له حق معرفته مبا هو عليه من اجلالل واجلمال، وألنه جامع حملاسن األخالق ال على وصف

تقييد بل على وصف اإلطالق، ومل تكن أخالقه كسبية بل جبلية ضرورية، فما اتصف متصف بصفة الكمال على الكمال كاتصافه، وال اغرتف مغرتف من حبر املعرفة كاغرتافه، فكل صفة من صفاته حفها

ي، وملا ختلق باسم اهللا تعاىل الواسع وسع العاملني احلق بالوسع اإللـهي، فال تدخل حتت قـيد حصر وال تناه خلقا وخلقا، وأدرك أسرار الكائنات على التفصيل حقا وخلقا، فما وصف واصف صفة من صفاته فبلغ ثلث عشرها وال أنصف، وال مدحه مادح وبالغ إال وقيل فيه ما أنصف، ولو اعرتف بالعجز والقصور، عن

هذه املعاين والقصور، كان يف فعله مصيبا، ونال من معرفة ذلك نصيبا، قال سيدي حممد البكري ارتقاءمن غاية اجملد اجمليد يف الثناء عليه االعرتاف بالعجز عن اكتناه صفاته، : (قدس اهللا سره يف صلواته النبوية

اية البليغ املبالغ أن ال يصل إىل مبالغ احلمد على وأنشد األبوصريي رمحه اهللا تعاىل يف ) مكارمه وهباته و :الربدة قوله

وأنه خري خلق اهللا كلهم فمبلغ العلم فيه أنه بشر

أي غاية علم اخللق فيه ما ذكر ومث ما ال تصل إليه أفهامهم، وال تتعلق به أوهامهم، ألن العقول قاصرة ذا املقام غري مشدودة بل حملولة، ومن كشف له احلجاب، وارتفع غري باصرة معقولة، وعرى التحقق يف ه

عنه النقاب، رأى نور احلق ظاهرا ال غريه، وزالت منه الغرية عليه وثبتت فيه احلرية، وشاهد فناء األشياء عند خافة عند ظهوره وتوليه، مل يدرك حقيقة شيء من األشياء، ألن وجود احلق

هو الثابت ووجودها جتليه، وامل

:كاألفياء، وإىل هذا أشار احلامتي قدس اهللا سره بقوله أدركه وأنتم فيه فوكي ولست أدرك من شيء حقيقته

:أي من حيث اإلمداد العلي واإلسعاد اجللي، وإذا كان األمر كذلك عدم لواله مل خترج الدنيا من ال فكيف تدرك يف الدنيا حقيقة من قال يف املصباح ضؤل الشيء باهلمز وزن قـرب ضؤلة وضآلة فهو ضئيل مثل قريب : وله تضاءلت الفهوم

واملعىن هنا أي تصاغرت وتقاصرت، . انتهى. أي صغري اجلسم قليل اللحم وامرأة ضئيلة وتضاءل مثلهاسم للمصدر : وتسكني املصدر لغة، وقيل قال يف املصباح فهمته فهما من باب تعب . والفهوم مجع فهم

وإمنا تضاءلت له . انتهى. هكذا قاله أهل اللغة وبعدي باهلمزة والتضعيف: قال ابن فارس. إذا علمته الفهوم ألن روحه الشريفة روح قدسية، والروح القدسية عندها فهم األمور الكلية اخلفية كاألمور اجلزئية

امه وأتباعه اجللية ، فـتتصاغر الفهوم عند هذه الروح الزكية وإن كانت غويصة أبية، وهذا شأن بعض خدم إذا سئلوا عن مسألة دقيقة غامضة أتاهم اجلواب من فيض قتفني آلثاره والسالكني على ضوء شعاعه أ

امل

اشتغال بال، جبواب سديد حمرر مفيد، فأين الوهاب قبل متام السؤال فيجيبون من غري تعمل رؤية وفكر أو الفهم بالنسبة ألهل هذا احلال وأين هم من أكمل اخللق الذي به كمل الكمال، فإن أرواحهم إذا كانت

فمن )] 239[(}واتـقوا الله ويـعلمكم الله {: قدسية فهي عن فيض مدد روحه األقدسية، قال اهللا تعاىلحلق تضاءلت له الفهوم، وحجت لكعبة قلبه عرائس العلوم، كما جرى ذلك للمنالجامي رمحه كان معلم ا

اهللا فإنه أخرب عن نفسه أن ال فضل ألحد عليه فيما ظهر منه من العلوم إال والده فإنه قرأ عليه وريقات يف رمحاين وهكذا وقع لسيدي علم الكالم أي علم الصرف ومجيع ما ظهر عنه بطريق الفيض الرباين والفتح ال

اجلوهر املصون والسر املرقوم فيما تنتجه : (قال الشعراين رضي اهللا عنه يف كتابه. حميي الدين قدس اهللا سرهومنها أي من علوم اخللوة أن يـفتح عليه أي على املختلي مبا شاء من نواطق ): اخللوة من األسرار والعلوم

العباس احلريثي والشيخ عمر البجائي فـفتح على األول بناطقة الشيخ األولياء كما وقع ألخي الشيخ أيب

عبد القادر اجليلي وفتح على الثاين بناطقة أيب احلسن الشاذيل وسيدي علي بن وفا ومل يكن يـعمد منهما أيام قبل اخللوة شيء من ذلك وكانت خلوة أخي أيب العباس أربعني يوما وخلوة الشيخ عمر البجائي سبعة

وكما أخرباين بذلك، وأكمل منه بلغين أنه أعطى نواطق غالب الصوفية الشيخ حميي الدين بن عريب رضي ذه العلوم اليت انتشرت عنه يف أقطار اهللا تعاىل عنه وكانت خلوته ثالثة أيام بلياليها يف قرب مندرس مث خرج

عهد منه علم واحد مما أبداه يف كتبه قبل تلك اخللوة األرض وكان موقعا عند بعض ملوك املغرب ومل يكن ي كما ذكره الشيخ عز الدين بن مجاعة والشيخ جمد الدين الفريوزبادي صاحب القاموس رضي اهللا عنه، وقال

قال الوارد من كان اهللا يعلمه كيف يدرك : يف كتابه اجلواهر والدرر وهو كتاب حيكي فيه على لسان الواردقرار، وكيف يومر بالتقليد لبعض اجملتهدين، وأين من هو يف حضرة احلق ممن هو يف حضرة أحكامه لعلمه

مسعت : من وراء سبعني ألف حجاب على نفسه، وأين من يقول ورد علي من احلق كذا وكذا ممن يقولأخذمت علمكم : يقول للفقهاءبعض الفقهاء يفيت بكذا، وكان أبو يزيد البسطامي رضي اهللا عنه كثريا ما

ميتا عن ميت حني جهلتم أنه عن ربكم وأخذنا حنن علمناة عن احلي الذي ال ميوت بال واسطة بل قلبنا ، وقد شاهدت من )]240[(}*ذلك فضل الله يـؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم {حيدثنا عن ربنا علي اخلواص رضي اهللا عنه علوما يعجز عن فهمها أكابر العلماء وكان أميا مل يعرف اخلط شيخنا الشيخ

ومل جيالس العلماء، وكذلك بلغنا عن سيدي حممد وفا وسيدي إمساعيل األنبايب وسيدي إبراهيم املتبويل واللغة واألصول وغري ذلك، وعطاء اهللا واسع ال يتوقف على ما يتوقف عليه علم العلماء من معرفة العربية

ا ذكرت عن يناه يف حق األولياء فلينظر يف شرح املشاهد القدسية لسيدة العجم فء ومن أراد حتقيق ما أا مل تعرف اخلط ومل متارس العلوم وأنه ليس معها من العلوم إال ما تعلمه من اهللا، فمن رآه ومل نفسها أ

فإن فحول العلماء تعجز عن فهم موارد ألفاظه فضال عن معانيها، فاحلمد يقطع مبا قلنا فهو أعمى القلب فهؤالء السادة قد تضاءلت هلم الفهوم والعلوم حني . انتهى. هللا الذي من علينا مبحبة أوليائه محدا ال حيصى

ن هو منبعها ومشرعها وعنه ظهورها وللكاسات هو مرتعها، أخذوها عن احلي القيوم فكيف ال تتضاءل مل

ا كذلك قاصرة عن فهم حقيقته، والوقوف على سر من أسرار وحيث كانت له الفهوم متضائلة فأصحا :رقيقته، ولقد جلت يف هذا املقام جماال وأنشدت معربا عنه ارجتاال

لذا طفنا على الساقي جالال رأينا مخر حبهم حالال بأن األمر لإل◌ىلء إال رهم لما عرفنا وعفنا غيـ

على الندمان إذ غفل الكساىل وطاف مدير كأس القرب ليال يـفوق بفعله السحر احلالال وقد أسقى الكئيب قدمي كأس ومذ وااله باإلمداد واال فأسكره به فصحا لديه وصال عليه إذ يـبغي الوصاال السر سرا وخفقه بسر حاال وعرفه بأن الوصل منه

فىت قد رامه رام امل

لتشهد نور نور قد تـعاىل تـعاىل يا مريد القرب فادنو ومشس مشوسها الراقي مجاال وتدري سر أسرار املعايل دىن كالقاب بل أدىن دالال إمام سيد سند سين ه حبيبا وكمل من حماسنه الكماال وملا احلب صري سواه والسوى منا أناال وورثه علوما ما حواها عقول القوم إذ راموا مناال تضاءلت الفهوم له وكلت وعنه كل نور قد تالال ومنه كل سر قد تبدا جند يف الكائنات له مثاال نور أمحد الذي مل وذلك وسلم ما إليه القلب ماال عليه اهللا صلى كل وقت لقد جاؤوه ركبانا رجاال كذا آل وأصحاب كرام

.أي فلم يلحقه: فلم يدركه .معاشر املخلوقات: منـا .أي متقدم يف الظهور واملقام: سـابق أي متأخر فيهما ألنه سيد األولني واآلخرين، واملعىن أن الفهوم ملا تقاصرت وتصاغرت حلقها : قوال الح

العجز فلذلك مل يدركه أي مل يلحقه على وجه اإلحاطة ولو بصفة من صفاته منا سابق وال الحق ألنا مل كان خياطب الناس على قدر عقوهلم من وسعنا وهلذا ) ص(ندرك منه إال على قدر وسعنا وأين وسعه

قال يف شرح دالئل اخلريات ويف شفاء ابن سبع أنه كان . ويظهر هلم من مجاله على قدر ما يطيقون شهودهيضيء البيت املظلم من نوره ولكن مل يظهر لذا متام حسنه ألنه لو ظهر لنا حقيقة حسنه لما طاقت ) ص(

إنين ألتكلم على قدر «): ص(لنا عقله ألنه ال حتتمل قلوبنا ذلك وقد قال أعيننا رؤيته وكذلك مل يظهروقال الشيخ أبو حممد عبد اجلليل القصري يف شعب اإلميان، . وأشار إليه القرطيب والعريف. انتهى. »عقولكم

وتعاىل ألنه على صورة امسه خلق، ولوال أنه تبارك) ص(وحسن يوسف عليه السالم وغريه جزء من حسنه ذه األبصار ) ص(سرت مجال صورة حممد باهليبة والوقار وأعمى عنه آخرين ملا استطاع أحد النظر إليه

ا بنور ضياء ا وأبصر الدنياوية الضعيفة، وقد وقعت لعائشة رضي اهللا تعاىل عنها إبرة يف ظلمة يف بيتها قرأثل البدر على قدر ما يستطيع كل أحد أن ينظر ، ويف الصحيح أن وجهه كمثل الشمي وم)ص(وجه حممد

:ولقد أحسن األبوصريي رمحه اهللا حيث قال. انتهى. ، ومنهم من مل يكن ميأل عينيه منه)ص(إليه للقرب والبـعد فيه غري منفحم أعىي الورى فهم معناه فليس يرى مم صغرية وتكل الطرف من أ كالشمس تظهر للعينني من بعد :وهذا مثل قوله أيضا

مثل النجوم املاء إمنا مثـلوا صفاتك للناس كما من ال تدرك : (ولقد أشار هلذا املقام سيدي حممد البكري اهلمام رضي اهللا عنه يف صلواته النبوية بقوله

تعرف النفوس العرشية من حقيقته إال ما العقول الكاملة منه إال مقدار ما تقوم عليها به حجته الباهرة، وال ، وقد جرى قلم التقدير بكتابة هذه األبيات األبيات حال التسطري )يتعرف هلا به من لوامع أنواره الزاهرة

:وهي وبكم قد انفلقت هنا األنوار منكم قد انشقت لنا األسرار

ضها أنوار أمساء آدم في حىت حقائقنا ارتـقت وتنزلت ا لقد أعجزمت كل الورى ملا غدت كاسات تلك تدار و ما مثلها يف العاملني عقار ما مثلها مسك تضوع نشره شأوها أحد له مقدار ولكم تضاءلت الفهوم فليس يدرك فمعار أصل اجلميع وحسنـهم من سابق أو الحق إذ أنتم وهو احلمى واحلي وهو الدار من مثلكم ملك الوجود بأسره ومبا حوى كل الربية حاروا من مثلكم مجع احملاسن كلها

من نشره قد حارت األفكار كل الكمال فتحت طي ردائكم ما شق يف الغربا هلنص غيار أوصافكم عزت لعز جنابكم وببابكم وقفت فجاء نثار قد أذعنت كل األنام لفضلكم البـيضا ومن بكماله حتتار يا سر قبضة نوره والدرة ضربت عليه يف الورى أستار يا نور نور النور والسر الذي ار أنتم حبور غيوب غيب شهوده وسواكم األحواض واأل فتنورت وأتى لنا اإلبصار مشوسكم بأرض قلوبنا ظهرت حوموا بقريب تـنمحي اآلثار جباللكم جبمالكم بكمالكم بالروح واإلبعاد عنكم نار فالقرب منكم ماء أنس يشرتى أرجو يـقر لنا بتلك قرار ووصالكم هو جنيت بل جنيت وقد أحضرت حبضوره احلضار تنا يا سيدا سادت به سادا ا األقدار كن يل شفيعا من ذنوب قيدت رجلي وعاقـتين

مما جنيت وتـعفر األوزار واشفع جباهك يل عسى أجنو غدا ار صلى عليك اهللا منه مسلما ا يف الوجود ما إن تبدم أخبار جاء وعلى مجيع اآلل والصحب الذي ت مبدح صفا يوم اللقا ما اخضرت األشجار والتابعني هلم وتابعهم إىل منكم قد انشقت لنا األسرار أو مصطفى البكري نادى واهلا لكوت

عجب بالزهور يقال نزلنا أرضا . الرياض مجع روضة: فرياض امل

قال يف املصباح والروضة املوضع امل

ا وأراض الوادي واستـراض إذا استنقع : لأريضة، قي مسيت بذلك السرتاضة املياه السائلة إليها أي لسكوافعل ما دامت النفوس مسرتيضة، ومجع الروض رياض : فيه املاء واسرتاض اتسع وانبسط، ومنه يقال

وامللكوت : لكوت قال يف املختاروامل. انتهى. وروضات بسكون الواو للتخفيف وهذيل تفتح على القياسلك كالرهبوت من الرهبة، يقال له

لك والعز : من املوهو يف اصطالح القوم . انتهى. ملكوت العراق وهو امل

عامل األنوار القدسية واألسرار األنسية وعامل : عبارة عن عامل الغيب املختص باألرواح والنفوس ويقال له .عامل األمر اإللـهي وحضرة القدساألرواح العلوية و

.أي بنور نور: بزهـر أي حسنه الباهر الذي معناه تناسب اخللقة، واملراد منه يف الباطن االتصاف بالصفات العلية : مجـاله

ذين الكمالني كان مظهر والتعري عن مالبس السمات الدنية، فمن مجع اهللا تعاىل له بني اجلمالني وكمله امسه تعاىل اجلميل والدليل الذي جيعل الذليل مقربا من اجلليل، ومل تظهر هذه الصفة اجلمالية على الكمال كظهورها يف سيد العالمني والعمال، فإن يوسف الصديق عليه الصالة والسالم أويت شطر احلسن ونبينا كله

:قال األبوصريي اهلمام على التمام من غري انقسام، فجوهر احلسن فيه غري منقسم منـزه عن شريك يف حماسنه

:كما قال) ص(ألنه مث اصطفاه حبيبا بارىء النسم فـهو الذي مت معناه وصورته

أن حقيقة احلسن الكامل كملت فيه وحده ومل تنقسم بينه وبني غريه قال ابن حجر رمحه اهللا تعاىل فـتبـني .انتهى. ألنه الذي مت معناه دون غريه ولو شورك مل يتم معناه

ا اليت توجب التقسيم احملظور، وأما اإلفاضة على واملراد بعدم املشاركة أي يف أصل اإلتصاف والظهور ألف، فإنا نعتقد أن كل مجال ظاهر املظاهر اجلمالية بعد كمال االتصاف فال تـعد تقسيما عند أهل اإلنصا

فعن مجاله الظاهر، وكل مجال باطن فعن مجال باطنه الباهر، فهو حبر اجلمال الذي فاضت عن متوجه مظاهر اجلمال املقيد ألنه مرآة اجلمال اإللـهي املطلق الذي ال يتقيد، وكلما أفاض يفاض عليه اإلمداد

اله وال يتفرق وال يتبدد، فإن ظهور الشمس على الكون ال يـنقص نورها وال ويتجدد، فال يقل ماء حبر مج :خيرجه عن دائرة الصون، وما أحسن قول سيدي عمر بن الفارض قدس اهللا سره يف فائيته

وجهه نسي اجلمال اليوسفي لو أمسعوا يعقوب ذكر مالحة صل احتجب عن الفرع ألن فيه ما فيه وزيادة، لكن هنا أنساه فإن اجلمال احملمدي أصله ومن رأى األ

وقد سئلت عن معىن هذا . جمرد السماع دون كشف القناع فكيف لو ارتفعت األستار وتشفعت األوتار :البيت الذي هو كاملغتسل البارد، وأودعت اجلواب يف كتاب مجع املواردة من كل شارد، وقوله

يـفىن الزمان وفيه ما مل يوصف اصفيه حبسنه وعلى تـفنن و اعتقاد أنه مل جيتمع ) ص(واعلم أن من متام اإلميان به : وقال ابن حجر رمحه اهللا تعاىل يف شرح الشمائل

وسر ذلك أن احملاسن الظاهرة آيات على ) ص(يف بدن آدمي من احملاسن الظاهرة ما اجتمع يف بدنه وال أكمل منه » اطلبوا اخلري من حسان الوجوه«): ص(الباطنة واألخالق الزكية ويشري إليه قوله احملاسن

بل وال مساوي له يف هذا املدلو فكذلك يف الدال ومن مث نقل القرطيب عن بعضهم أنه مل يظهر متام ) ص)واعلم أن اجلمال على . انتهى. إليهوإال لما طاقت أعني الصحابة رضي اهللا تعاىل عنهم النظر ) ص(حسنه

أقسام شىت ال ترى فيها عوجا وال أمتا مجال رباين، ومجال إحساين، ومجال روحاين، ومجال جسماين، إمياين، فرقاين، قرآين، أفعايل، أمسائي، صفايت، ذايت، حكمي، ومهي، علمي، عملي، عيين، غييب، فرقي،

كلي، جزئي، كسيب، وهيب، مجلي، تفصيلي، عرشي، فـرشي، جناين، برزخي، مجعي، وحداين، وجداين، مقيد، مطلق، شهودي، وجودي، جلودي إىل غري ذلك مما يكشف للسالك يف هذه املسالك بعد امنحاق

در وقد اجتمع مجيع اجلمال على وجه الشمول والعموم يف السر املكتوم واألمر املختوم وال. ظالمه احلالكصون واجلوهر املكنون، احلبيب األعظم والطبيب األفخم

إذ هو الغيب الذي ال يدرى، واحلرف ) ص(امل

الذي ال يـقرأ، على التفصيل واإلمجال، إلحاطته بكل باب من أبواب اجلمال واجلالل، والكمال على ا يطول فلنق. الكمال تصر على ما أشرنا إليه فإن اإلكثار والكالم على تفصيل املقامات اجلمالية ومنصا

.إىل اإلمالل يؤولكثر يف املدح مقل وإن أسهب، قاصر اليد عن الوفاء مبا ولقد قلت يف

هذا املقام من النظام مشريا أن امل

:يستحقه اجلناب العجيب األعجب إذ وصفكم ال يعرتيه جناز وصف الذي قد أطنب اإلجياز

لما نقابلهم بكم أكواز جلمال وغريكم وألنكم حبر ا من أصله والكل منكم حازوا حزمت مجيع احلسن غري منقسم كل اجلمال ومتم األحراز أحرزمت قصب السباق فحزمت فتحريت إذ جاءها اإلعجاز أعجزمت كل الورى عن درككم ورقيقة والغري فيكم فازوا قة فـزمت بكل حقيقة ودقي

فتفردوا عن غريهم واحنازوا ورقت بكم أطفال حضرة قربكم وبغرة حىت بذاك امتازوا ومتيـزت أتباعكم بتحجل ورادكم حي اهلنا إذ جازوا وجوائز التقريب منكم أوردت جاءه اإلعزاز وحببكم قد فله اهلنا عبد حلكيم دنا أجنز وعودي شأنك اإلجناز يا سيدا ملك اجلمال بأسره أنت احلقيقة والسرى فمجاز أنت األصيل وما عداك فنائب فاحلسن عصفور وأنت الباز كل اجلمال ملكت بل ملكته كم إعواز ما مسه يف قـرب من أمكم أضحى غنيا موسرا تأتيه منكم حلة وطراز وفقريكم ذا مصطفى يرجو بأن وإىل سعيد ذلك اخلراز كي يـرتقي كل يستقي كاحلامتي ر الورى ما أورق اخلباز مث الصالة مع السالم عليك يا خيـ األلغاز بعد اخلفا أو حلت واآلل واألصحاب ما رمز بدا بكسر النون اسم فاعل من آنق كأعجب لزيادة حسنه، واملعىن فرياض امللكوت بسبب نور مجاله : مونقـة

زائدة احلسن معجبة، ويصح أن تكون بفتح النون اسم مفعول أي هو الذي بزهر مجاله حسنها وأحكمها، ار وأشجار تشبيها مضمرا يف النفس مث استعار هلا وقد شبه حضرات امللك. واألوىل أوىل وت مبواضع ذات أ

.ذكر الرياض ورشح بذكر الزهر فتكون االستعارة مكنية ترشيحية، وكذلك االستعارة اآلتيةحوض املاء مجعه أحواض وحياض، وأصل حياض الواو لكن قلبت : مجع حوض قال يف املصباح: وحيـاض

.انتهى. كسرة اليت قبلها مثل ثوب وأثواب وثيابياي للاجلربوت هو عند أيب طالب املكي عامل العظمة يريد به عامل األمساء : قال يف التعاريف: اجلبـروت

وقلنا يف األلفية . انتهى. والصفات اإللـهية وعند األكثرين عامل األوسط وهو الربزخ احمليط باألمريات اجلمة :لناها يف التصوف يف فصل االصطالحاتجع اليت

وعامل الغيوب ملكوت والربزخ احمليط جربوت لك هذا عامل الشهادة

ينال من يكشفه مراده وامل

قال يف . فيض أقدس وفيض مقدس: أي بسبب فيض، والفيض يف االصطالح على قسمني: بفيـض ا يف احلضرة الفيض األقدس هو عبارة عن التجلي: التعاريف وجب لوجود األشياء واستعدادا

احليب الذايت امل

والفيض املقدس عبارة عن التجليات . احلديث» كنت كنزا خمفيا فأحببت أن أعرف«: العلمية كما قالوجبة الظهور مبا يقتضيه استعدادات تلك األعيان يف اخلارج، فالفيض املقدس مرتتب األمسائية

على امل

ا األصلية يف العلم، وبالثاين حتصل تلك األعيان الفيض األقدس، فباألول حتصل األعيان الثابتة واستعدادا :وقلت يف األلفية. انتهى. يف اخلارج مع لوازمها وتوابعها ألنه من فضل جود ريب والفيض مبداه التجلي احليب

ا بدت مجيع األنفس وعنهم وأقدس عال على املقدس فاض عليه من النور بواسطة امسه النور، فهو النور الكلي اجلامع، الذي ) ص(مجع نور ونوره : أنـواره

هو امل

كان عند مدد الظهور اهلامع، وله سجدت لظهوره يف آدم األمالك، ودارت به األفالك، وبه االبتدا .والنهاية، وإليه الرجوع يف كل غاية

والتدفق التصبب وجاء القوم دفقة واحدة بضم الدار أي مرة : قال يف املختار. أي متصببة: ـقةمتدف .انتهى. واحدة

ال نافية للجنس تعمل عمل إن وتكون للنفي العام إذا دخلت على نكرة، وشيء امسها، وخربها : وال شيء قال . نكر النكرات كما أن اهللا أعرف املعارفوشيء أ. حمذوف تقديره موجود، ومجلة وهو به منوط حالية

قلت : والشيء يف اللغة عبارة عن كل موجود إما حسا كاألجسام، وإما حكما كاألقوال، حنو: يف املصباحشيئا، ومجعه أشياء غري منصرف، واختلف يف علته اختالفا كثريا واألقرب ما حكي عن اخلليل أن وزنه

ن محرا فاستثقل وجود مهزتني يف تقدير االجتماع فنقلت األوىل إىل أول الكلمة فبقيت أفعاء كما شيئاء وز .انتهى. ءادر وشبهه، وجيمع األشياء أشاياء: قلبوا أدؤر فقالوا

.أداة حصر: إال .أي الشيء: وهـو ).ص: (بـه .أي متعلق: منـوط

) وال شيء: (بسببه زاد مجاهلا وتدفق كماهلا مث عطف بقولهوملا ذكر رياض امللكوت وحياض اجلربوت ) ص(فدخل كل شيء مث أثبت حبرف االستثناء تعلق سائر األشياء به ليفهم أن كل شيء ال ينفك عنه

:ألن أمداده ليس إال منه أخذ يف تعليل هذا التعلق فقال رمحه اهللا تعاىلألنه واسطة سائر الوسائط فهو هنا املراد على احلقيقة، وإذا أطلق ) ص(الذي هو نبينا : إذ لوال الواسطة

.اسم الواسطة ال ينصرف إال له على الكمال واحلقيقة ولغريه على اجملاز .أي لفين وانعدم: لـذهب .أي كما قاله بعض السادة: كما قيل تنادها واستمدادها منه وإمداده هلا بواسطة وبدون الذي هو العامل مبا فيه فلوال تعلق األشياء واس: املوسـوط

هلا عني إمداد احلد إذ هو ) ص(واسطة لما ثبتت بل فنيت وزالت يف أسرع من ملح البصر فإن إمداده ا تـلقي منه واملتلقى عنه كما أن إمداده بالواسطة عني إمداده بدو

ابه قال الشعراين رضي اهللا عنه يف كت. املوقال أي الوارد األوتاد أربعة نواب لألوتاد األربعة احلقيقية إدريس وإلياس وعيسى واخلضر : اجلواهر والدرر

ذا الواحد حيفظ اهللا عليهم الصالة والسالم والواحد من إدريس وإلياس وعيسى واخلضر هو القطب واهللا النبوة وبالرابع حيفظ اهللا الرسالة وباجملموع حيفظ اهللا اإلميان وبالثاين حيفظ اهللا الوالية وبالثالث حيفظ

رسلني الذين ذكرناهم الدين احلنيفي، وأكثر الناس ال يعرفون القطب واإلمامني والوتد إال النواب ال هؤالء امل

م نواب، فالقطب ال ميوت أبدا ولذلك يتطاول كل ويل لنـيل هذه املقامات وإذا أعطوها عرفوا عند ذلك أأي ال يصعق وال تزال الرسل موجودين يف كل زمان فرد إىل يوم القيامة ولكن اهللا تعاىل أخفى حكمهم

وقوله فالقطب ال ميوت أبدا أي ال يصعق مبعىن ال . انتهى. وأظهره يف األتباع من األولياء فاعلم ذلكلك حلكمة إلـهية كالذين استثناهم اهللا أو لعله يشري يغشى عليه عند النفخ ألنه أحد هؤالء األنبياء فكون ذ

فإنه ال يصعق كغريه، وإن صعق فصعقه صوري كموته ) ص(بذلك إىل قطب األقطاب الذي هو نبينا وخوفه، وإذا كان الكليم ال يصعق فالسيد احلبيب بذلك أحق فإن موسى عليه الصالة والسالم قد شك يف

وسب بصعقته يف الطور فلم يصعق أم بعث قبله، واحلديث الوارد يف ذلك قوله هل ح ) ص(أمره نبينا فصعق من يف السماوات ومن يف األرض إال من {ال تفضلوا بني أنبياء اهللا فإنه يـنـفخ يف الصور «): ص(

فإذا موسى آخذ بالعرش فال أدري أحوسب مث نفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث )] 241[(}شاء الله قال . رواه البخاري ومسلم» بصعقته يوم الطور أن بعث قبلي وال أقول إن أحدا أفضل من يونس بن مىت

من فتوحاته اجتمعت روحي بروح موسى عليه السالم 367سيدي حميي الدين رضي اهللا عنه يف الباب إن أحدكم ال «: يقول) ص(يا نيب اهللا سألت الرؤية ورسول اهللا : له يف بعض الوقائع اليت وقعت يل فقلت

يرى ربه حىت ميوت، فقال موسى عليه السالم وكذلك كان فإين ملا سألته الرؤية وأجابين خررت صعقا فرأيته شك يف أمرك إذ وجدك يوم) ص(فإن رسول اهللا : موتا، قلت له: موتا، قال: تعاىل يف صعقيت قلت له

: ال أدري أجوزي بصعقته أم كان ممن استثىن اهللا فقال عليه السالم: القيامة متعلقا بقائمة العرش وقال، فلما أفـقت علمت من رأيت جازاين اهللا بصعقة الطور فلم أصعق عند النفخ، فما رأيت ريب حىت مت

ك على رؤية اجلبل وذكر عن نفسه أنه جتلى للجبل يا نيب اهللا إن اهللا دل : تـبت إليك، فقلت: ولذلك قلتصحيح ذلك ال يثبت لتجليه تعاىل شيء فال بد من تغري احلال فكان الدك للجبل : فقال عليه السالم

ه أصعقين قال الشعراين رضي اهللا عنه بعدما نقل هذه الواقعة يف اجلواهر . انتهى. كالصعق يل فالذي دكفلم رجع موسى إىل : عه من كالم شيخه سيدي علي اخلواص فقلت لشيخنا رضي اهللا عنهوالدرر الذي مج

إمنا زالت عني اجلبل خللوه عن الروح : صورته حني خر صعقا ومل يرجع اجلبل بعد الدك إىل صورته فقالصورته على ما املدبر له خبالف موسى مل تزل صورته حني خر صعقا لكونه كان ذا روح فروحه مسكت

. كان عليه خبالف اجلبل مل يرجع بعد الدك إىل كونه جبال ألنه مل يكن له روح متسك صورته واهللا أعلمانتهى، وحكمة عدم صعقه أنه الواسطة يف إمداد روحانية املوجودات مجيعها فلو صعق كغريه انقطع عنها

ا وال بد هلا يف وصول مدد البقاء من واسطة فإن احلق وقد استثىن احلق أشياء قد شاء عدم صعقه. اإلمداد: قال الشعراين رمحه اهللا تعاىل). ص(تعاىل ال ينظر إىل خلقه إال بواسطة اإلنسان الكامل وال أكمل منه

إذ هو قطب ) ص(مستمد مجيع أرواح األنبياء واألولياء من روح حممد : مسعت شيخنا رضي اهللا عنه يقولال وآخرا إذ هو ممد لكل نيب وويل سابق عليه على حسب الظهور والزمان حال كونه يف الغيب األقطاب أو

وممد أيضا لكل ويل الحق به فيـوصله بذلك األمداد إىل مرتبة كماله يف حال كونه موجودا يف عامل الشهادة غي منقطعة عن العامل من ) ص(أنواره ويف حال كونه منتقال إىل الغيب الذي هو الربزخ ودار اآلخرة فإن

أول ما خلق اهللا تعاىل نوري، ويف رواية أول ما خلق اهللا العقل، ومعنامها «): ص(تقدمه ومن حلقه لقوله .انتهى. تارة يعرب عنها بالعقل وتارة بالنور) ص(واحد فإن حقيقته بأنه كفيل يل وزعيم وعليه تفسري بعضهموكيل فيحتمل أنه مبعىن كف) ص(وأما امسه : قال شارح الدالئل

وضمني للمطيعني باجلنة وحيتمل أنه مبعىن املوكول واملفوص إليه األمر والقائم به مث حيتمل مع ذلك أن

يكون إشارة إىل توليه التصريف يف الكون على سبيل اخلالفة والنيابة وذلك مما ال شك يف ثبوته وحصوله اخلليفة األكرب ) ص(والتبع له كيف وهو ) ص(مما ثبت منه لغريه بتوليته على وجه أخص ) ص(للنيب

والواسطة يف الدارين والرابطة للمخلوقني، وحيتمل أن يكون املراد التفويض إليه يف األحكام الشرعية فيحكم ب باجتهاده حسبما ذكروا يف خصائصه أنه جيوز أن يقال له احكم مبا تشاء فما حكمت به فهو صوا

ياأيـها {: قال اهللا تعاىل. انتهى. موافق حلكمي على ما صححه األكثرون يف األصول وليس ذلك لغريهأي ما تتوسلون به إىل ثوابه فالزلفى القربة منه من )] 242[(}الذين آمنوا اتـقوا الله وابـتـغوا إليه الوسيلة

ن وسل إىل كذا إذا تقرب إليه، ويف احلديث الوسيلة منزلة يف اجلنة فعل الطاعات وترك املعاصي م بالوصول إىل اهللا )] 243[(}تـفلحون {مبحاربة أعدائه الظاهرة والباطنة ) 1(} وجاهدوا يف سبيله {

.انتهى. والفوز بكرامتهجلمع وسل ووسائل واملراد به كل من يدنيك من والوسيلة يف اللغة واالصطالح هو ما يـتـقرب به إىل الغري وا

لوال الوسائط كنا من : احلق سبحانه وتعاىل ويكون واسطة بينك وبني مطلوبك، وقد قال بعض العارفنيالبسيط على ثالثة أقسام حقيقي وهو ما ال جزء له أصال كالباري : قال يف التعاريف. البسائط مجع بسيطةو ما ال يكون مركبا من األجسام املختلفة الطباع، وإضايف وهو ما يكون أجزاؤه أقل تعاىل، وعريف وه

بالنسبة إىل اآلخر، والبسيط أيضا روحاين وجسماين، فالروحاين كالعقول والنفوس اجملردة، واجلسماين .انتهى. كالعناصر

وظهرت صورنا على أمت نظام وكذلك وسائط كنا من البسائط أي غري مركبني لكن بالوسائط تركبنا : فقوله التقريب ال بد لنا منهم وإن كان بعض الناس ال يكون أخذه عن واسطة حبسب الظاهر لكن ال بد له من م واسطة من حيث الباطن كأهل اجلذب ألن النفحات الربانية هي اليت جذبتهم فهي الواسطة يف جذ

قال الشعراين رضي اهللا عنه . هم سيد الوسائط الذي مرجع الكل إليهوتقريبهم والواسطة يف كل ما وصل إليأما سلوكك بغري شيخ فال يسلم غالبا من الرياء واجلدال واملزامحة على الدنيا ولو بالقلب من غري : يف امليزان

ا، وقد أشار إىل ذلك ال شيخ لفظ، لال يوصلك إىل ذلك ولو شهد لك مجيع أقرانك بالقطيعة فال عربة من الفتوحات فقال من سلك الطريق بال شيخ وال ورع عما حرم اهللا فال وصول 73حمي الدين يف الباب

له إىل معرفة اهللا تعاىل املعرفة املطلوبة عند القوم ولو عبد اهللا تعاىل عمر نوح عليه الصالة والسالم مث إذا ى وال مرقى بعد ذلك وهناك يطلع كشفا ويقينا على وصل العبد إىل معرفة اهللا تعاىل فليس وراء اهللا مرم

حضرة األمساء اإللـهية ويرى اتصال أقوال العلماء حبضرة األمساء ويرتفع اخلالف عنده يف مجيع مذاهب ا قول واحد من أقواهلم . اجملتهدين لشهود اتصال مجيع أقواهلم حبضرة األمساء والصفات، ال خيرج عن حضر

ع األشياخ على أن من مل يصح له نسب القوم فهو لقيط، وفعله وقوله ختبيط، فإن السر وقد أمج. انتهى :بغري دليل يوقع السيار يف التهاويل، وقد أنشد سيدي عبد الكرمي اجليلي قدس اهللا سره يف عينيته قوله

م هلم من كتاب اهللا تلك الوقائع ومشر ولذ باألولياء فإ ومنهم ينال الصب من هو طامع وف والكثر للرجا هم الذخر للمله م جتذب العشاق والربع شاسع م يهتدي للعني من ضل يف العمى ىن

وامسهم للصب يف احلب شافع هم السول واملطلوب والقصد وامل

ففيهم لضر العاملني منافع هم الناس فالزم إن عرفت طريقهم مث أمرك أن تلوذ جبناب األولياء رضي : يخنا اهلمام الشيخ عبد الغين املقدام يف شرحه على العينيةقال ش

م م وختدمهم بالتقوى واإلخالص واحملبة والطاعة واالحرتام على كل حال فإن اهللا عنهم إذا ظفرت الل، وتدرك تنكشف لك حقائق املوجودات وتنحل لك كل املشكالت ويذهب عنك كل زيغ وجهل وض

م درجة اليقني وحتصل على زيادة الدين، فالزم طريقتهم وسر على سريهم إن عرفتهم وتفضل اهللا عليك م كثريون يف األرض ال ختلو منهم بـلدة من البالد مبعرفتهم، وإن أعمى بصريتك عنهم فإياك أن تـنكرهم أل

اختالفهم يف السلوك واملعرفة اإللـهية ولكن الغالب عليهم يف هذه وال قرية من القرى يف كل زمان علىم مبن عرفوه م وسوء ظنو األزمان اخلفاء الضروري وعدم الظهور لفساد مقاصد أكثر الناس وخبث نيا

كل قبيحة ومن مل يعرفوه فلو ظهروا جلحدت أحوامل وأنكرت أعماهلم ونسبوا إىل ما هم بريئون منه ونبذوا بمن كل مغرور يف دينه ودنياه بعلمه أو بعمله من خواص هذا الزمان وعوامهم، ولكن الذي يتعني عليك أيها السالك إذا مل تظفر بأولياء اهللا تعاىل أن حتسن عقيدتك يف كل من تراه من الفقراء املواظبني على

م وال حتتقر أحدا منهم فإن اجلميع حتت تصاريف قدرة احلق تعاىل، وألجل عني ألف التقوى حبسب قدروطريق من وجد من قلبه إرادة صادقة للسلوك يف طريق ملك امللوك ومل جيد مسلكا . انتهى. عني تكرم

م اخللق حبسب الظاهر أن يلتجىء إىل الباطن يف الظاهر، ويرفع إليه أمره ويشكو له ضره ويتشفع عنده بأكر عليه وأعظمهم قدرفا وجاها لديه، ويتوسل بأمسائه وصفاته ورفـعة ذاته أن يدله على من يدله عليه ويوصله

إىل من يوصله إليه، وليحذر أن يلقي نفسه إىل كل من يلقاه من املتمشيخني ال سيما يف هذا الزمان، الذي ن، بل يكثر من االستخارة ويستعمل االستشارة، فما خاب كثرت فيه الدعاوي واختلفت فيه أهل العرفا

من استخار وال ندم من استشار، إىل أن ينشرح صدره إىل أحد املعينني إما برؤية منامبة أو داللة أحد من راد ناطقة، ليدخل

رجال الغيب فيدخل على يقني وهلذا استحب أهل طريقنا أمر املريد باالستخارة اليت بامل

مة علية صادقةا قال سيدي حميي الدين قدس اهللا سره يف شرح اليوسفية املشتملة على مجلة وافية . ملريد فإن املتمشيخ يظهر صورة بغري علم وال حتقق وهذا يف هذا الزمان كثري فـقل أن ترى : من آداب الصوفية

تنيب من النيب واملتطبب من الطبيب شيخا يف هذا الزمان عالما بالشريعة وأسرارها فافهم فهم من الشيخ كامل

فيكون اهلالك لألتباع أسرع شيء وما عند املريد علم بذلك فكيف التخلص من ذلك، فهذا املريد إذا نظر فيما قلناه وقع يف حرية عظيمة جلهله بالعلم املوصل إىل اهللا، وليس إال الشرع املنزل، ولكن نرجو إن شاء

بل أقطع إذا صدق املريد يف طلبه ربه أن اهللا عز وجل يوقعه على شيخ هو شيخ حقيقة على بصرية من اهللااهللا وإن مل يوجد يف املوضع الذي يكون فيه هذا املريد ويقع على متمشيخ فإن اهللا تعاىل بصدق املريد يفتح

ريد وختليصه فيكون الشيخ جمبورا على احلق ويستفيد على هذا املتمشيخ بالفتح املطلوب يف حق هذا املبسبب هذا املريد علوما مل يكن يعرفها ورمبا يكون له فيها املهداة فينتفع الشيخ، وهذا ما أمجع عليه أهل

اهللا فاملدار على صدق املريد يف الطلب، وحسن االنقياد واالعتقاد واألدب، فمن وفقه . انتهى. اهللا سبحانهلذلك، سهل له طريقا إىل من يرشده أحسن املسالك، ويعرفه بدسائس نفسه، ويسقيه من شريبات أنسه، وصل

ه ابن وقته ال ابن غده وأمسه، وملا كانت املعرفة واجبة كان طلب امل ويدخله حضرات قدسه، ويصري

ب بلعل وعسى فإن التعلل جاجب، بل يبادر يف التوجه إىل مواله، إليها واجب، فال ينبغي أن يتعلل الطالالذي بكل مجيل أواله، ويسأله خبالص الطوية والنـية، أن ميهد له طريق املعرفة اخلاصة العلية، ويوقعه مبن

ووصل إليه، ويلهمه أن يؤمره يكون ارتفاع حجابه على يديه، ويرزقه حسن اإلقبال والصدق إذا عثر به ا، فقد على نفسه األمارة، ليخلصه من ورطة الرئاسة وطلب اإلمارة، وخيرج عن طاعتها، وجيتهد يف جماهد: قال بعض السادة ألن يكون املريد حتت حكم هرة خري له من أن يكون حتت حكم نفسه، وقال آخر

:قد قلنا يف األلفيةكل من ال شيخ له فالشيطان شيخه، و وكأسه خذ فرحة بالراح ولذ بساقي احلي حي الراح

من الرحيق ذلك البطال فإن من مل يسقه األبطال

ففعله وقوله ختبيط ومن بنفسه سرى لقيط شيطانه عليه من جهل هذا وكل من ليس له شيخ فذا سرا تسر فيه نفس طائعه واملبايعة وإن يف التلقني تأيت إليه من رجاله الصله مىت حيرك املريد السلسة ما نال شيئا وعليه الدرك ومن بدون وصلة حيرك بآخر والصدق عنه يـنىب وفيهما سر ارتباط القلب يا أنا للثان يدعوه حبق وباحتاد كل واحد هنا لوالهم كنا من البسائط ليس لنا بد من الوسائط بال دليل قد درى خافيها طرق اهلدى ال تسلكن فيها إن مل تسر بسري سار سالك فرمبا تقع يف املهالك وقعت يف التشبيه والتعطيل وإن تسر من غري ما دليل ىن مقيال مل تتخذ

فإنه قد أم جبـرائيال ج امل

وهو أعز منزال وقدرا كذا الكليم أم يا ذا اخلضرا وهو كما علمته حي الصفا وذا زمان قد طاب اخلفا حىت رسومهم من البلى عفت وفيه أنوار أويل الصدق اجتمعت ضاء بنور ربه اجلنان وكلما أظلمت األكوان أو مسلكا حنو الصالة حيا فإن جتد مسلكا فـهيا وادخل ولو من حتت حكم هرة والنفس دع كرتك أهل الغرة والقلب صن يف احلب عن تلفت فإنه خري من التـفلت ظ حقوق النسب منتسبا واحف وكن ملن رباك ذاكي احلسب ن إىل الغري انتسب

دون أبيه جاء فاحذر العطب ولعنه مل

من قد حباك منه بالفتوح واعرف حقوق الوالد النصوح مل يشكر احلق وعهدا ناسي واشكره من مل يشكرن للناس

ت الكمال واجلمال وجناك من صفات األنعام، أن واعلم أيها األخ خلد اهللا عليك اإلنعام، وخلقك بصفا هج واضح، ونوره لضياء الغزالة فاضح، مؤيد بالكتاب والسنة، فتوحه من عني املنة، فاجلد طريق القوم منـواالجتهاد، سبب لصقال مرآة الفؤاد، الذي من كشف له عن وسعه قال يف عشر عشر عشرة ال حيتاج

:إىل دليل، ألنه ظاهر غين عن التمثيل كما قيل واصفه إذا احتاج النهار إىل دليل وليس يصح يف األذهان شيء

ن وهو اجلناب املقدس، واللباب األقدس، والسر الذي ال يعرب عن سره وال يشرح، إال باإلشارة والذوق مل

سرحيف واديه يسرح، كما قال من صرح يف مقاله :إذ طاب له امل

وما كل إنسان بواديه يسرح وليس جناب القدس إال ألهله سلك الفائح، والعرف البائح، فاشتم شذاه العاطر، وبالروح يف طلبه خاطر، وكما قال العارف

وهو امل

:الذي سحاب فيضه ماطرىن

خاطر فما فاز باللذات إ وخاطر ببذل الروح يف طلب امل

ال امل

. وكيف يصح منك إذا كنت مزكوما إنكار طيب احلمى، وهو قد تضوع نشره وانتشر يف األرض والسما :قال املقيم السائح، والضاحك النائح، والصامت الصائح، والكامت البائح

مقالك إن املسك ليس بفائح فإن كنت مزكوما فليس بالئق :ي، الفائق در كماله على الدراريوقد أحسن القائل السار

مث أبصرت حاذقا ال متاري وإذا كنت باملناظر غرا ألناس رأوه باألبصار وإذا مل تـر اهلالل فسلم :فجرد سيف العزم، وتدرع بدرع احلزم، واركب جواب اهلمة، يف قطع الطرق املدهلمة

واعدل عن الالحي مىت الحا يف سريه واتـبع دليل الركبن راحا وارفق بنـفس منك فالرفق ذا

يأيت بأرواح مل

ن فاته السري، يف مناهج اخلري، أن جيري الدموع دما، ويعرض عن املالح والدما، ويقرع سن وقد حق مل

:العارف، ويتصف بقول العارف من حبر املعارف الندم، على سن مضى وفيه مل يتقدم، وينصف من نفسه وليس له منها نصيب وال سهم على نفسه فـليبك من ضاع عمره

وإذا . وحق له أن يتأوه، إذ يتفوه، على سكرة منها ولو عمر ساعة، ترى الدهر عبدا طائعا ولك احلكم وشربت من صهبائها ورن حية ولدغك عقرب التوق، وردعك رادع الشوق، فجل يف دبت فيك حبة احملبة،

عامل فكرك، على مرشدا يرشدك لشكرك، حالة سكرك، ويعرفك حبقيقة نسيان ذكرك، من ذكرك، وحيميك :بسطوة حاله، ويدلك على اهللا حبسن مقاله، وقلنا يف أوائل األلفية

فإن جتده نلتقي عياذا قاطب األستاذا وقبل كل وعنده األسرار واللباب فإنه حصن الفىت والباب وقم لدى أعتابه ذليال فاصدق إذا لقيته دليال را يكون عنده مجيال واصرب إذا رمت اجلميال صبـ مل يك قط سائرا أماما وكل من مل يتخذ إماما وقلبه من نار جهل يشوى بل يف السرى خيبط خبط عشوا خيشى عليه يف وقوعه العرج وإن من يصعد من غري درج لشاخص ويوضعن نصوصها ال بد من شخص يري شخوصها .فيها من الواسطة والدليل لكل إنسان وقد جال جواد البيان، يف ميدان شرح طريقة األعيان، واليت ال بد .منصوب بصل املتقدم على أنه مفعول مطلق: صـالة .أي تصلح وتناسب مقامه الشريف: تليـق .جبانبك جلنابه: بـك .فإنك العامل مبقامه ومرامه : منـك .أي وأوصل ثواب هذه الصالة إليه: إليـه أن تكون للتعليل أي ألهليته، وما مصدرية فاملشبه به الصالة مبعىن املصدر، الكاف للتشبيه وحيتمل: كمـا

.أو موصولة فاملشبه الصالة مبعىن املفعول .أي مستحق له ومتأهل باختصاصه إياه لكرامته عليك: هو أهله ومجع بني ،شهد الذات تعلقافإنه مجع بني مشهد األمساء حتققا وختلقا، وبني م: أللهم إنه سرك اجلامع

مشهد اخللقية واحلقية يف آن حبيث ال تشغله مشاهدة اخللق عن احلق ومجع كل ما تفرق من الكماالت يف

بني، وهو الذي مجع اهللا فيه كل ما يف العامل فهو احلقيق رسلني، وزاد عليهم مبا خصه به احلق امل

األنبياء وامل :بقول القائل

أن جيمع العامل يف واحد يس على اهللا مبستنكر ولا مثانية عشر ألف عامل، وقيل أكثر واسطة إمدادها، ونقطة بل مجع فيه كل ما يف العوامل، فقد قيل أ

اجلامع لما افرتق يف غريه ) ص)جامع فألنه ) ص(وأما امسه : قال شارح الدالئل. دائرة إسعادها وإرشادهاوالرسل عليهم الصالة والسالم وكذا األولياء والعلماء رضي اهللا عنهم، وكيف ال وهم صور من األنبياء

تفصيله وخلفاؤه ومظاهر تعيناته، فما منهم إال وهو سابح يف نوره، وممتد من حبره، كل على حسب مقامه، ، وعنه امتد الوجود كله كما امتدت الشجرة وكل خري وبركة قـلت أو جلت منه حصلت، وبطلعته ظهرت

عن البذرة، وهو بذرة الوجود، وأقرب موجود، ويعسوب األرواح وهو الروح األعظم وآدم األكرب، وهو ذو م، الكلمة اجلامعة والرسالة احمليطة، وهو اجلامع للخلق على اهللا، واجلامع لشملهم بتأليفه بينهم ومجع شتا

ر اخلريات، والرساالت والنبوات، واحلقائق العيانية، وأسرار التوحيد الربانية، وجوامع الغيوب واجلامع لدوائنطوي حتت حيطته كل ما . انتهى. الفردانية

وإمنا كان سره اجلامع ألن امسه الذي غلب عليه االسم اجلامع امل

سعه سائر األشياء ألنه وسع جتلي احلق ومل تسعه عداه من األمساء، فله اهليمنة عليهما، فهو كالقلب يف و السمـوات واألرض، فهو صاحب الوسع اإللـهي الذايت، وسواه ليس له إال الصفايت، فجمع الكماالت

اين احلقية واخللقية وقد استدار زمانه كهيئة يوم خلقه اهللا، فإن قـوسي دائرة الوجود أحدمها ينسب للخلق والث: ، وأو معناها هنا التفصيل كقوله تعاىل)]244[(} 9( ) * ' × 8% $ £ { : للحق، قال اهللا تعاىل

تارة يف مشهد القاب وتارة ) ص(أي تارة كذا وتارة كذا، فهو )] 245[(}دعانا جلنبه أو قاعدا أو قائما{، فإن مقام أو أدىن ال يف مشهد أو أدىن، لكن مقامه الذي خص به أو أدىن، وتنزله للمشهد القايب تديل

:يدانيه أحد على الكمال غريه صلى اهللا عليه، وقد قلنا يف األلفية مفتوحة إال لسيد الورى خوخة أو أدىن فهذي ال ترى

من نوره ونوره ال يلتبس على الكمال وسواه يـقتبس ا ومجعيته هلماواستدارة الزمان عبار قال اجليلي . ة عن انعطاف دائرة الرتبة األولية على اآلخرية وإحاطته

هو الذايت الوجود وما سواه فصفايت الوجود، وذلك ) ص(فرسول اهللا : رضي اهللا عنه يف الكماالت اإللـهية

لى يف أكمل موجود ذايت فخلق حممدا أن اهللا تعاىل ملا أراد أن يتجلى يف العامل اقتضى كماله الذايت أن يتجم خملوقون من نور الصفات، فهو يف العامل ) ص( من نور ذاته ألن العامل بأمجعه ال يسع جتليه الذايت أل

أراد بذلك أن » إن يس قلب القرآن، ويس امسه«: بقوله) ص(مبنزلة القلب الذي وسع احلق وإىل هذا أشار رواح وسائر العوامل الوجودية مبنزلة القلب من اهليكل وبقية املوجودات كالسماء النيب بني القلوب واأل

ما وسعين أرضي وال مسائي ووسعين ): (ص(واألرض الذي مل تسع احلق، قال اهللا تعاىل على لسان نبيه قربني من سائر)قلب عبدي املؤمن

املوجودات ليس عندهم وسع ، فاألنبياء واألولياء واملالئكة وسائر املالذي هو قلب الوجود هو الذي عنده الوسع الذايت للمعرفة الذاتية وإىل ذلك ) ص(املعرفة الذاتية، وحممد

فجعلهم مبنزلة السماء » يل وقت مع اهللا ال يسعين يف ملك مقرب وال نيب مرسل«: بقوله) ص(أشار لك من أهل السماء والنيب

رسل من أهل األرض، فكالمها مل يسع احلق بالذات ويسعان واألرض، فامل

امل

احلق بالصفات، ووسعه القلب الذي هو يس ألن القلب يسع من املعرفة اإللـهية ما ضاقت عنه السمـوات ننيها وهذه املسألة لق : قال. جتليه الذايت الذي ضاقت املوجودات عن ذلك) ص(واألرض، فوسع النيب

ا يف هذا املكان، وبعد أن أمليتها يف هذا الكتاب أشار إيل أين أذكر ) ص(رسول اهللا حبججها اليت ذكر)]. 246[(}فمن شاء فـليـؤمن ومن شاء فـليكفر {تلقينه يف هذا املوضع وأسند ذلك إليه كما وصفته،

.اجلامع على احلقيقة ومجعية غريه جمازية نسبيةفعلم مبا أسلفنا أنه . انتهىال عليك إذ هو الدليل الذي اتضح به السبيل، فمحى بنور وجوده ودعوته العامة ظالم الشرك الداج، : الد

ج الذي به وأنار بطلعته التامة سائر األمالك واألفالك واألبراج، فهو املنهاج الذي به االقتداء، والسرا على بصرية والطريق القومي، سائق األبرار االهتداء، والدليل اهلادي إىل الصراط املستقيم، والداعي إىل اهللا

إىل دار القرار، واهلادي ببـيانه إىل منازل األخيار، دليل اخلريات، ومقيل العثرات، فليس يف اإلدالء وإن كثروا :قال األبوصريي رمحه اهللا تعاىل ورضي عنا به. بسون من الدليلأصيل، وإمنا هو نواب مقت

ستمسكون به مستمسكون حببل غري منفصم دعى إىل اهللا فامل

ومل يدانوه يف علم وال كرم فاق النبيني يف خلق ويف خلق مي غرفا من البحر أو رشفا من الد وكلهم من رسول اهللا ملتمس من نقطة العلم أو من شكلة احلكم وواقفون لديه عند حدهم

:مث قال ا م وكل آي أتى الرسل الكرام فإمنا اتصلت من نوره

يظهرن أنوارها للناس يف الظلم فإنه مشس فضل هم كواكبها :فاألدالء كثريون، قال العارف

على أنه واحد تدل ويف كل شيء له آية وهو أعظم األدالء مرتبة وداللة، وقد دل الدليل، على أنه أدل دليل، وأجل جليل، وأمجل خليل، وأعظم

روى ابن عدي يف الكامل عن . األتباع أتباعه ألنه أفخم املتبوعني، ولذا كانت العلماء من أمته ورثة األنبياء، فالتابع يشرف )اء مصابيح األرض وخلفاء األنبياء وورثيت وورثة األنبياءالعلم(علي رضي اهللا عنه مرفوعا

م أرقى ممن على قدر متبوعه، أال تـرى أن الكرباء إذا دخلوا منازل العظماء دخل معهم أتباعهم فال يقال أم دخلوا تـبـعا ال استقالال، فأولياء هذه األمة ملا اق كانوا كأنبياء بين ) ص(تبسوا من مشكاته مل يدخلوا أل

ورث األكرب دائرته أكرب ولن يبلغ ويل ) ص(إسرائيل علما ال رتبة، فوارثه أوسع دائرة من وارث غريه ألن امل

ا وجه درجة نيب، ومن قال إن الوالية أعظم من النبوة فمراده والية النيب نفسه أعظم من نبوته ألن الوالية هل .واحد إىل احلق والنبوة هلا وجهان؛ وجه للخلق، ووجه للحق، وما كان خمتصا باحلق فهو بالرفعة أحق

: حجبه حجبا من باب قـتل منـعه، ومنه قيل: قال يف املصباح. احلجاب هو السرت: وحجابك األعظم ه مينع من الدخول، واألصل يف احلجاب جسم البواب حاجب ألن: السرت حجاب ألنه مينع املشاهدة، وقيل

حجاب بني اإلنسان ومراده، واملعصية حجاب بني العبد : حائل بني جسدين، وقد استعمل يف املعاين فقيلوهو يف االصطالح كل ما سرت مطلوبك عن . انتهى. وربه، ومجع احلجاب حجب مثل كتاب وكتب

و العمى واحلرية، واملراد به هنا املانع احلاجز عن انتهاك حرمات اجلناب اإللـهي مبا عينك، وحجاب العزة هى ووعد وأوعد وخفف وشدد، فكان احلجاب األعظم بني التلقي من احلق جاء من البـينات فأمر و

تد إىل الصواب ، ألن ظهور الذات بدون براقع واإللقاء إىل اخللق، فلو زال هذا احلجاب لضلت اخللق ومل .األمساء والصفات ال يكون

:قال العارف الرباين العفيف التلمساين أن تـرى دون برقع أمساء حجبتها الصفات واألمساء

حمدي األكمل، هو برقع مجاهلا األمشل، فإن فيض جملى الذات العلية ال ينال إال بواسطة ظهر امل

مظهر فامل

:كامل وال أكمل منه لقبول فـيوضها اخلفية اجللية، وأنشد سيدي حميي الدين قدس اهللا سره على عامل األرواح شيء سوى القرص ومل يبد من مشس الوجود ونورها

ولو هلك اإلنسان من شدة احلرص وليست تنال الذات يف غري مظهر إن اهللا ال ينظر إىل العامل إال ببصر عبده الكامل فال يذهب العامل : عنه يف فتوحاتهوقال رضي اهللا

للمناسبة، فلو نظر إىل العامل ببصره ألحرق، فينظر احلق ببصر عبده الكامل املخلوق على الصورة، وهو ستوفز. انتهى. عني احلجاب بني العامل وبني السبحات

اعلم أن هللا سبعني حجابا من نور : وقال يف عقله امل

وظلمة لو كشفها ألحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه، فلهذا نرى احلق من غري الوجه الذي يرانا، وإمنا يقع اإلحراق إذا وقعت الرؤية من وجه واحد وهو وقوع البصر منك على البصر، وقد أوجد اهللا

إذا وقع بصر اإلنسان عليها وبصرها عليه )] 247[(ابة تسمى الصليف هذه الدار مثاال لذلك فخلق دفاحلجب راجعة إىل العبد ألن احلق . انتهى. على خط واحد فاجتمعت النظرتان مات اإلنسان من ساعته

جب ، واحل )]248[(}وهو القاهر فـوق عباده {تعاىل ال حيجبه شيء إذ لو كان حمجوبا لكان مقهورا، كيف يـتصور أن حيجبه شيء وهو الذي : قال صاحب احلكم قدس اهللا سره. خلقه فحجب اخللق باخللق

أظهر كل شيء، كيف يـتصور أن حيجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء، كيف يـتصور أن حيجبه شيء وجود كل شيء، كيف يـتصور وهو الذي ظهر لكل شيء، كيف يـتصور أن حيجبه شيء وهو الظاهر قبل

أن حيجبه شيء وهو أظهر من كل شيء، كيف يـتصور أن حيجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء، كيف يـتصور أن حيجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء، كيف يـتصور أن حيجبه شيء ولواله لما كان

قلنا وإذا كان احلب هو أعلى : س اهللا سره يف كتاب احلجبوقال سيدي حميي الدين قد . وجود كل شيءاملقامات واألحوال وأصلها والساري فيها وكل ما سواه فـرع عنه، فاألوىل أن تـرد إليه مجيع املقامات

امل وممده، واألحوال، ومما يؤيد أنه األمر اجلامع واألصل الكلي كونه مقام أصل الوجود وسنده، ومبدأ الع، فمن » أوتيت جوامع الكلم«): ص(فاختذه اهللا حبيبا حني اختذ غريه جنيا، وقد قال ) ص(وهو حممد

:حقيقة هذا السيد تفرعت احلقائق علوا وسفال أن جيمع العامل يف واحد وما على اهللا مبستنكر

، وباحلب كان الوجود )ص(حملبة أصل املوجودات، وهو حممد فأعطى اهللا عز وجل أصل املقامات، وهو ا نـزلة قال اهللا تعاىل

كنت كنزا ال أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت اخللق : (احملدث وقد ورد يف الكتب املا أعلى ) وحتببت إليهم بالنعم فيب عرفوين فقد جاء بأحببت وحتببت، فإذا حتققت أن احملبة هي األصل وأ

:هب من احللى فال يوسيـنك علوها عن طلبها فقد قيلما يو فإن للمجد تدرجيا وترتيبا ال يوسينك عن جمد تباعده

تـنمو وتنبت أنبوبا فأنبوبا إن القناة اليت شاهدت رفـعتها رسلني

ا سيد امل ل موجود منها شرب لكن فما اختص إال بالكمال فيها، ولك) ص(هذا وإن اختص

ا أعلى املقامات فالوقوف حجاب عن احملجوب فما ظنك مبا يتفرع منها، وملا شارب، ومع أتتفاوت امل

كان األمر على الرتقي، والتداين إىل مقام التلقي، والتلقي ال بد أن يكون األعلى حجابا على األنزل إذا ن األنزل حجابا على األعلى إذا كنت متدانيا، لكن الصاعد حمكوم عليه كنت متدليا، وال بد أن يكو

تديل حاكم، فالكل يف احلجاب، ومقام ال حجاب حجابحب كائنا : مث قال فصل متمم. وامل

اعلم أيها امل

ياء، ال األشياء، من كان أن احلجب اليت بينك وبني حمبوبك كائنا من كان ليس شيئا سوى وقوفك مع األشعرب

كما يقول من مل يذق طعم احلقائق وإمنا وقعت مع األشياء لضعف اإلدراك وهو عدم النفوذ، وهو املعنه باحلجاب، وهو عدم والعدم ال شيء فال حجاب، ولو كانت احلجب صحيحة لكان من احتجب

احلق مسعه وبصره، وهو الذي يعرف ما نعرب عنه عنك احتجبت عنه، وال يعرف ما نذكره إال من كان فاعلم أنك إذا تفرغت ألمر ما بالكلية فبالضرورة تقف معه وذلك الوقوف هو جمابذ احلاجب . باحلجاب

لك، فـتخيل أن الوقوف معك حجبك وليس كذلك، فالوقوف مع اخللق حجابك عن احلق، والوقوف مع لق، وهذا من باب التوسع واإليناس لما يف الكتاب والسنة من ذكر احلجب النورانية احلق حجابك عن اخل

واعلم أنه ورد كل مقام كان حجاب بالنسبة لما دونه، . والظلمانية، وعلى هذا التوسع ثبتت احلجبل رجل من وهكذا الذوق، وكل صاحب مرتبة فهو حجاب على من دونه ألن استمدادهم منه، فإن ك

الرجال املعينني يستمد ممن هو أوسع دائرة منه، فيكون املستمد حجاب املستمد، ومجيعهم يستمد من م، وهو يستمد من روحانية أحد األنبياء األربعة املتقدم ذكرهم، وهم يستمدون القطب الغوث فهو حجا

ق، وميد سائر نوابه من مجيع العوامل يستمد من حضرة اإلطال) ص(، وهو )ص(من احلجاب األعظم الغيبية والعينية حبسب ما يطاق، فيمد كل أحد على قدر استعداده ال على قدر سعته واستمداده، فإنه

البحر اخلضم الزاخر، الذي ال يدرك له أول من آخر، ومن نظر بعني قلبه إىل حبر فيضه العلي، وبـر بره ا منه، اندهش قلبه، وطاش لبه، اجللي، وشاهد ت لقي سائر الكائنات عنه، وأخذها بالوسائط أو بدو

وأينعت حمبته، واتسعت مودته، فإن القطب له ستة عشر عالما إحاطيا، الدنيا واآلخرة عامل واحد منها، ذا اإل) ص(وهو ميدها مجيعها ومن فيها، ونبينا مد له

مداد التام، ومسعفه باستطاعة محل أعباء هذا هو امل

املقام، بتلقي كل بالء نزل، أو مدد تنزل، ويفرقه على العوامل، حبسب ما يطلعه اخلبري العامل، فيعطي كل ذي حق حقه، وينشر مطوى تلك الشقة، فهو من رمحة اهللا تعاىل بالعباد، الساري حكمها أبد اآلباد،

مه األعظم ومقدامه األفخم، هو الرمحة العامة، والنعمة التامة، فإن به ظهر النور، من خلف وإما، الذي به اجتمع النور القريب، فلوال وجود )] 249[(سجف الظهور، وهو جفن عني سر الظهور احليب

ه العامل العلوي، واجلفن األسفل سيد البشر، لتفرق نور عني الظهور وانتشر، فاجلفن األعلى من حيث باطن من حيث ظاهره العامل السفلي، فإن العني الباصرة إذا انقطع جفنها تـفرق نورها ومل تر شيئا إذ هو حجاب العني املانع من وصول األذى إليها، وهكذا حكم من جاء رمحة للعاملني، فإنه احلجاب األعظم الذي رحم

ني والعاملني، لوالك لوالك، ملا خلقت األفالك، فبسببه وجدت املمالك واألمالك، وجاء النور اهللا به اجلاهلا فهو أعظمها حجابا وأرفعها جنابا، ا ومل يطق احلاصر هلا عد فامنحت األحالك، واحلجب وإن كثرت جد

قال العارف السوي . لنور العامومن مجلة احلجب العظيمة والستارات الكرمية حجاب الظهور التام با :املقدام

أنت هذا صح يف اخلرب بالظهور الصرف حمتجب م وهلم لوال بقاء األثر أنتة فيهم ظاهر و وامنحوا عن عامل الصور لو تالشت عنهم ظلم ساريا يف سائر الفطر شاهدوا معناك منبسطا عن شهود املنظر النضر أن احلجاب هم ودروا وانتهى زيد إىل الوطر وقضى يعقوب حاجته :وقال آخر

ا ومن عجب أن الظهور تستـر وما احتجبت إال برفع حجا

:وأنشد بعض العارفني ر إال على أكمه ال يعرف القم لقد ظهرت فما ختفى على أحد وكيف يعرف من بالعزة استتـر مث استتـرت عن األبصار يا صمد فما احتجب احلق عن العباد إال بعظيم ظهوره، وال منع : قال ابن عطاء اهللا رضي اهللا عنه يف لطائف املنن

قال سيدي أبو . ك شهود القرباألبصار أن تشهده إال قهارية نوره، فعظيم القرب هو الذي غيب عناحلسن قدس اهللا سره حقيقة القرب أن تغيب يف القرب لعظم القرب، كمن يشم رائحة مسك فال يزال

.انتهى. كلما دنا منها تزايد رحيها فلما دخل البيت الذي عو فيه انقطعت رائحتهفإن قلت إن الق تعاىل أخرب أنه : قائد األكابروقال الشعراين رضي اهللا عنه يف اليواقيت واجلواهر يف ع

ذا القرب العظيم فما املانع من رؤيته؟ فاجلواب املانع من رؤيته شدة أقرب إلينا من حبل الوريد فإن كان .انتهى. أي لشدة قـريب)] 250[(}*وحنن أقـرب إليه منكم ولكن ال تـبصرون {: القرب كما قال تعاىل

حجاب القرب القرب هو حجاب عن الذات : وقال سيدي حميي الدين قدس اهللا سره يف كتاب احلجبألن فيه مشاهدة بقاء الرسم ومن بقي رمسه فال مشاهدة له ومن ال مشاهدة له ال معرفة به بالذات كما

:قيل يهة مطلب وما يل سوى الذات النز ويف القرب تبعيدي عن إدراك ذاته

ومنها الوصال فهو حجاب عن مقام االنفصال الذي هو أعلى منه وحجاب عن احلق فإن منة . انتهى شهد أنه واصل فهو يف الفائت ال احلاصل، فإن الوصال يقضي بفناء العبد وبقاء احلق، واالنفصال عبارة

واصل فال يرى وصال وال عن بقاء العبد بعد الفناء بإبقاء الرب، ومقام البقاء أعلى، فالوصال حيجب امل

ومنها الشهود للواحد . يشهد فصال أال ترى الغريق يف املاء لشدة اتصاله بعينيه إذا فتحهما ال يرى املاءشاهد، واحلادث إذا جتلى عليه احلق أفناه ولوجوده حمق،

شاهد مبا يشهد يف تلك امل

ويف املشهود فإنه يـفين امل

ومنها الغيبة واحلضور، والتملي بعد . احلديث ما جتلى اهللا لشيء إال خضع، قال القشريي رمحه اهللا أي فين حب بالباب، ورؤية األحباب، إىل غري ذلك من احلجب الرافعة

رفع الستور، وكشف احلجاب، ووقوف امل

قربة الشافعة، فهي من مجلة األبواب وهي السرتدنية من رب األرباب سيد امل

واحلجاب، وأعظم احلجب امل

حجاب أبدا ال يرتفع ونقاب على الوجه اجلميل ال يصل بدونه الطالب وال ) ص(السادات واألقطاب فهو

يرتفع، فما ظهر ما ظهر للعاملني إال من خلف حجابه، وال شرب من شرب إال بكاساته وأكوابه، قال من ال جتلى أشعة اهللا لقلب إال من مرآة سره هو النور املطلق، وال : (ره يف صلواته النبويةالبكري قدس س

، وهو الباب الذي ال يدخل إال منه، )تـتلى مزامريه على لسان إال برنات ذكره وهو الوتر الشفعي احملقق :واللباب الذي ال لباب إال عنه، قال البكري رضي اهللا عنه

أتاه من غريك ال يدخل وأنت باب اهللا أي امرىء وال يـعرف كشف سر كونه احلجاب األعظم األمحى، وأنه باب األبواب والواسطة العظمى، إال من عرفه

اهللا بذلك، وأنشقه عرف ما هنالك، وإذا كانت األولياء أرباب الرسوخ يف املقام جتهل مراتب بعضها من هو أرفع مرتبة يف املقام، كما وقع لسيدي عبد الرمحـن الطفسوجني وسيدي عبد القادر اجليالين ووساطة

مل أمسع بذكر الشيخ عبد القادر إال يف األرض وأن يل أربعني سنة يف دركات باب : اهلمام وقول الطفسوجني الدركات ومن هو يف الدركات ال يرى من قولوا له أنت يف: القدرة فما رأيته مث، وقول سيدي عبد القادر

هو يف احلضرة، ومن هو يف احلضرة ال يرى من هو يف املخدع وأنا أدخل وأخرج من باب السر من حيث ال تراين بأمارة خرجت لك اخللعة الفالنية يف الوقت الفالين خلعة الرضى على يدي وبإمارة خروج التشريف

لة الفالنية تشريف الفتح على يدي وبإمارة أن خلع عليك يف الدركات مبحضر اثين عشر الفالين يف الليصدق : ألف ويل خلعة الوالية وكانت فرجية خضراء طرازها اإلخالص على يدي، فلم بلغته الرسالة قال

هل وساطة انتهى من البهجة خمتصرا، فكيف ال جت . الشيخ عبد القادر سلطان الوقت وصاحب التصريف، وال يقال كيف ]اهلتوردر[من هو يف سرادقات غيب الغيب الذي ال يدرك سره وال يلتقط لتموج حبره

جتهل األولياء مراتب بعضهم وهم أهل الكشف العلي والرشف اجللي، فإن ما من كشف عال إال وفوقه قال الشعراين رضي اهللا عنه يف . واألعلى حجاب على األدىنأعلى وال رشف جلي إال وفوقه ما هو أجلى،

اخللق على طبقات عامة فقهاء ومتصوفة وصوفية وعارفون : ومسعته رضي اهللا عنه يقول: اجلواهر والدرروكاملون ومكملون وأقطاب فكل من كان يف مرتبة من هذه املراتب أنكر ما وراءها ضرورة لعدم ذوقه له،

ينكر على املتصوف، واملتصوف ينكر على الصوفية، والصوفية تنكر على العارفني وهكذا، والقطب فالفقيهال ينكر على أحد ملروره على املراتب كلها، ومرادنا باإلنكار من حيث الفهم ال اإلنكار من حيث

ا الشريعة ا على األدىن وهم فكان صاحب املقام األعلى حجاب . انتهى. األحكام الشرعية اليت صرحت

أيضا ال يعلمون إال ما علمهم اخلبري العليم، وال يستكشف الكامل لسلوكه صراط األدب املستقيم، مث قال .املؤلف قدس اهللا سره

حضة على الكمال والتمام، فال يقوم : القائم لك بني يديك قياما كليا ال يعادله قيام التصافه بالعبودية امل

يدي سيده أحد كقيامه، وال تضرب يف ذلك املقام على بساط الدنو األعلى غري خيامه، فكل أهل بنياحلضرة بالنسبة إليه جلوس، وهو القائم بكمال التلقي من حضرة القدوس، وهو مساء التجلي وأرض

كني، والسحاب املاطر مباء التقريب، النازل على القلوب بكل سر التديل، وجبال التمكني وأودية السر امل

شار إليه يف احلضرة العلية الزلفى، عجيب، فالقائمون كثريون، وكلهم يف ظل هذا القائم يسريون، ألنه امل

عول عليه يف كل ما يظهر أو خيفى، فما أوسع جاهه العريض، وما أعجز اخللق عن وصفه اإلمجايل يف وامل

جلوة الكمالية، اليت ما النثر والقريض، وماأسعد من التجأ إليه، وجعل تعويله بعد احلق عليه، فإنه املرآة امل

شذ عنها شيء من املصنفات اجلاللية واجلمالية، وهو القائم غدا بني يدي ربه للشفاعة خطيبا، فيقال منرب وقوله لك بني يديك أي . م، ومن طيبة تضمخ طيباالقرب ضم خطيبا، فيلبس خلعة اإلكرام يف ذلك املقا

ال لغريك بني يدي قدرتك وسلطانك يف حضرة تقريبك وامتنانك، فإن املراد باليد القوة والقدرة، قال اهللا ناها بأيد {: تعاىل ، وهذا من الفن املسمى بالتورية واإليهام بأن يذكر لفظا له )]251[(}والسماء بـنـيـه السامع مع نيان باالشرتاك أو التواطىء أو احلقيقة واجملاز، أحدمها بعيد فيقصعد ويورى عنه بالقريب ليتومه

من أول وهلة وتسمى يف هذه اآلية مرشحه فإنه حيتمل اجلارحة وهو املورى به، ورشحه بذكر البناء، وحيتمل ه ابن حجر يف شرح اهلمزية ملخصا، فلك احلمد يا ربنا على ما القوة والقدرة وهو البعيد املقصود كذا ذكر

أنعمت به علينا من النـعم العامة واخلاصة اجلسيمة وعلى ما تفضلت به من النعمة العظيمة حيث جعلتنا أبيات ولقد جرى على اللسان . ما سح الغمام أو ناح احلمام) ص(من أمة سيد األنام ومصباح الظالم

:تناسب أن تذكر يف هذا املقام وأن جتعل عليه كالسحابة على وجه الشمس البسام وهي كأسا به سكري من امليقات هبت نسيمات الوصال فهات

يف ذكر من أهوى تطيب وفايت وأدره صرفا مث شنف مسمعي اجلنات بشهودها يف جنة واكشف لنا عن وجه سلمى إننا عند انقباض الغري يف احلانات وابسط بساط البسط يل يف جانب

بسنا التداين من مجيع جهايت ولقد طربت إذ احلبيب مواجهي يف سائر اخللوات واجللوات كشف احلجاب فال حجاب وال غطا

يت فيما مضى واحلال مث اآل ال غري يشهد إذ سواه هالك عدت به األحياء يف األموات يا ساقي الندمان كأسا مرتعا ويغيب منه الصب بالسكرات يدين الذي شطت ديار دنـوه ليخلصوا من آفة اآلفات روق دنانك واسقه أهل الوفا مذ أشهدوا العجائب اآليات قوم لقد خرقوا حجاب نفوسهم م لكنهم بك شاهدوا احملبوب يف اآلنات ورأوك عني حجا فبك استطاعوا محل ذي احلالت وأريتهم من خلف سرتك ما رأوا م كشفوا بدونك أعدموا حاال بال مهل ودون فوات لو أ تجلي الذايت كيف الثبات لدى ال لوالك ما طاقوا ظهور صفاته يف سائر األوقات والساعات أنت احلجاب وأنت باب دنوهم السامي أو لمحا من اللمحات من ذا يطيق ظهور نور مجالك ملا رآه كيف غيب الذات فأبو يزيد مات تلميذ له ادات من نور ذاتك سيد الس وهو الذي ملا تطلب أن يرى منه وكاد يذوب باللمعات نزرا يسريا ما استطاع للمعة لوال احلجاب لذاب بالنظرات مث ابتغى سرتا فأسدل دونه األمحى ألن بكم حياة حيايت فلذا مسيتم باحلجاب األعظم ضرات ما الح بارق حضرة احل مث الصالة عليك يا خري الورى ما دام ذكر النفي واإلثبات وكذا السالم مدى الدنيا يهدى لكم اهتزت األحباب يف الصلوات واآلل واألصحاب مث وتابع ما هبت نسيمات الوصال فهات أو قال يوما مغرم لوصالكم :مث قال املؤلف رمحه اهللا

أوصل نسيب الظاهر بنسبه أو يكون أراد به الباطن على ما سيأيت، والنسب قال أي: أللهم أحلقين بنسبه واحد األنساب والنسبة بكسر النون وضمها مثله، ورجل نسابة أي عامل باألنساب واهلاء : يف املختار

لة، ونسبت الرجل مبالغة يف املدح، وفالن يناسب فالنا فهو نسيبه أي قريبه، وبينهما مناسبة أي مشاك جسماين وروحاين، : واعلم أن النسب على قسمني. انتهى. ذكرت نسبه، وبابه نصر ونسبته أيضا بالكسر

واألول هو النازل، والثاين هو العايل الداين وهو الذي قرب سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبالل احلبشي النسب اجلسماين، وإىل هذا أشار العارف الرباين سيدي عمر بن وأبـعد أبا هلب وأبا طالب ومل ينفعهما

:الفارض رضي اهللا عنه ما سبح عارض بقوله بيننا من نسب من أبـوي نسب أقرب يف شرع اهلوى

بنا، وقد فإن نسب الروح أدىن وهو بيت الفتوح، إذ هي ألصق من اجلسم بنا، وعليها استقام أمر هذا ال :قـلنا يف األلفية

أقرب عندهم من اجلسماين واعلم بأن النسب الروحاين وهي اليت قام عليها ذا البنا إذ روحنا ألصق من جسم بنا والد جسم إذ مقامه عال ووالد الروح مقدم على د ثبات قلبا فال نرى بع ألنه يصلح منا القلب مؤدي احلقوق للمواطن ساع على عمارة البواطن فـلم يكن ميح امسنا ورمسا ووالد اجلسم يـريب اجلسم يف السر واجلهر به ال يـهتدى وأمجعوا أن الذي ال يـقتدى ي ومل يدع كان أيب وجد وكل من مل يسلكن باجلد شيء وال يرى سنا الربيق فـلم جييء منه بذا الطريق أللهم أحلقين بنسبه، أي النسب الباطن الذي هو نسب احلب واإلتباع، وهو : فقول املؤلف رضي اهللا عنه

ل اهللا عز وجل يوم الذي به االنتفاع واالرتفاع، ونسب التقوى الذي به السالك يقوى، ويف احلديث يقو تقون، وعنه : القيامة

ال فضل لعريب على عجمي وال لعجمي «): ص(اليوم أضع نسبكم وأرفع نسيب أين املإن اهللا «): ص(، وعنه » على عريب وال ألسود على أبـيض إال بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب

: قال يف املختار. » وفخرها باآلباء، الناس رجالن مؤمن تقي وفاجر شقيأذهب عنكم عيبة اجلاهلية أو يكون أراد بقوله أحلقين بنسبه أي اجعلين مضافا إليه وملحقا . انتهى. العيب والعيبة أيضا والعاب مبعىن

، فيتكمل ظاهري بانتسايب به كالتحاق بنيه بنسبه ألكون حمبوبا لديه حمبة الكل جلزئه واألصل لفرعه لظاهريته، ويتكمل باطين بتحققي حبسبه املتـيسر لباطنيته، فإن نسبه أشرف األنساب وحسبه أشرف األحساب، فمن مجع اهللا له بني نسب جسمانيته وحسب روحانيته فهو الكامل النسبة، الذي مل يفتخر

ف االنتساب وإن كان نعمة فالوقوف معه واالغرتار به نقمة، وقلت يف هذا مبجرد االنتساب ألبيه، فإن شر ن تعىن وكان معناه

:املعىن سابقا مل وقد قنعوا يف ذلك النسب األدىن إذا انتسب األشراف حنو جدودهم

على نيل ما ترجوه يف املنزل األسىن فخذ نسب التقوى لتقوى بأخذه ولكن هلم كن تابعا تدرك األمنا تغرتر فيما اجلدود أتت به وال ويذكر ما نالوه يف احلضرة احلسنا فمن يـنتسب حنو اجلدود ذوي الوال ضىن ويـرضى بأفعال ختالف فعلهم

وحاهلم هذا هو اجلاهل امل

من العلم والتقوى وما شاكل املعىن ريهم فخل الدعاوي باجلدود وغ لعل إىل أحواهلم ساعة تدن وجد كما جدوا بصدق ومهة ولكن من يدعى له احلب قد أفىن فليس الفىت من يدعي ذا بنفسه تفوق على اآلباء بتوفيقها األبنا فسلمان منا وهو من فارس وقد ىن أدىن ومل ينتفع فيه أبو هلب كما

قد انتفع األصحاب ملا امل

ولكن من يـغتـر فيها يـنل حزنا نعم إن لألنساب فضل مرية نا وإين ألرجو بانتسايب لسيدي أيب بكر الصديق ساقينا الد دما قارعا سنا كثري اخلطايا نا شفاعته يل إنين أنا مذنب فلم يرض يدعوين حياء له ابنا وإن كنت قد عقيت يف كل حالة وأن به يرضى آله والورى عنا عساه بأن يرضى انتسايب جلاهه وسلم عليه ما املتيم قد أثىن وصل على جملي الصدا علم اهلدى

الدهر ما دارت كؤوس الرضى مثىن ة مدى وآل وأصحاب كرام وعتـر .مث قال رضي اهللا عنه واحلسب أيضا ما يعده : قال يف املختار. حققين، أي اجعلين متـيـقنا متصفا حبسبه: وقوله: وحققين حبسبه

احلسب : بن السكيتقال ا. ماله، والرجل حسيب: حسبه دينه، وقيل: اإلنسان من مفاخر آبائه، وقيل: وقال يف األزهري: والكرم يكونان بدون اآلباء، والشرف واجملد ال يكونان إال باآلباء، وقال يف املصباح

وقوله عليه الصالة والسالم تنكح املرأة على حسبها أحوج أهل : احلسب الشرف الثابت له وآلبائه، قالترب يف مهر املثل، فاحلسب عد الفعال له وآلبائه مأخوذ من احلساب العلم إىل معرفة احلسب ألنه مسا يع

م كانوا إذا تفاخروا حسب كل واحد مناقبه ومناقب آبائه، ومما يشهد لقول ابن وهو عد املناقب أل :السكيت قول الشاعر

ا ومن كان ذا نسب كرمي ومل يكن ذمم له حسب كان اللئيم امل

فجعل احلسب فعال الشخص مثل الشجاعة وحسن اخللق واجلود، ومنه قوهلم حسب املرء دينه، وقوهلم رء على حسب عمله أي مقداره

فاالفتخار باألعظم الرمم، يقال لصاحبه عظامي، أو . انتهى. جيزى امل

ينهما فهو اجلامع الذاهب، أسىن املذاهب، وقد قلنا بشرائف األخالق فيقال لصاحبه عصامي، ومن مجع ب :يف مطلع قصيدة معشرة

يا عصامي بل يف الصفات العظام ما افتخار الفىت ببايل العظام حققين حبسبه، أي اجعلين متحققفا بصفاته احلميدة، ألختلق بتلك املآثر الشريفة اجمليدة، : ومعىن قوله

وألكون وارث حاله احملمدي، وحارث جماله ،ب من جنابه، وأستقي من خالص شرابهفأحتظي بالقر .األمحدي، فأفوز بنيل ذلك، وأحوز أشرف املشالك

املعرفة هي إدراك الشيء على ما هو عليه ولو من بعض وجوهه، وإيا ضمري منفصل، واهلاء : وعرفين إياه .بيان الغيبة والتكلم واخلطاب ال حمل هلا من اإلعرابكالياء والكاف حروف تزاد ل

.منصوب على أنه مفعول مطلق من عرفين : معـرفة أي أجنو، وهو فعل مضارع، والفاعل الضمري املسترت جمزوم إن قصد به اجلزاء، أو مرفوع إن جعل : أسـلم

.صفة ملعرفة أي معرفة مسلمة

.أي بسببها: ـا واملورد مثل مسجد موضع الورد، وورد زيد املاء فهو وارد ومجاعة : قال يف املصباح. مجع مورد: ردمن موا

.انتهى. واردة ووراد وورد تسمية باملصدر وورد زيد علينا ورودا حضر، ومنه ورد الكتاب على االستعارةباب فهم وسلم، وجتاهل أرى من نفسه ذلك اجلهل ضد العلم، وقد جهل من: قال يف املختار: اجلهـل

جهلة بوزن املرتبة األمر ه جاهال واستخفه أيضا، والتجهيل النسبة إىل اجلهل، وامل وليس به، واستجهله عد

فازة ال أعالم فيهاجهلة امل

رفا واملعىن اجعلين عا. انتهى. الذي حيمل على اجلهل ومنه قوهلم الولد جمهلة، وامل

ا من ورد موارد اجلهل جبنابه الرفيع العايل، إذ اجلهل داء ودواؤه املعرفة بالتعرف من ) ص(به معرفة أجنو ، وإذا عرفك اهللا بشرف )]252[(}فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تـعلمون {: أهل املعايل، قال تعاىل

أوحد، لزمت طريق األدب معه يف كل حال، وسلكت منهاجه القومي يف مقامه األجمد، وتفرده يف كل مقاماإلقامة والرتحال، واتبعت أثر قدمه الشريف، ومتسكت بالعروة الوثقى من حبه املنيف، فأفضى بك احلب

روج أن امسك قد إىل منازل القرب، وأشرفت بصدق االتباع على رفقة مقام األتباع، وهناك ترى بعد هذا الع خط يف تلك الربوج، وتدرك بالكشف اليقيين البدء والنهاية، فيزول عنك اجلهل والشك وهذه هي العالمة واآلية، وترفع عن عني قلبك غواشي األستار، وتتحلى بصفة الكتم لتخلقك بامسه الستار، وجيب عليك يف

كر اإللـهي، وال تزهو بعلمك وال تفتخر وال تباهي، فإن يف غيب الذات الذي ال هذا املقام أن ال تأمن امل

درك عند أهل الكشوفات يدرك، ما يوجب اخلوف واخلشية ولو كشف ما كشف وأدرك ما أدرك، فإن امل يـعثر عليه وال يصل إليه العلية، هو ما تـعني يف املرتبة العلمية، وأما ما بطن يف غيب الذات األقدسية، فال

قال . » ال أحصي ثناء عليك«): ص(أحد ولو بلغ أقصى املراتب السنية، ومن هنا قال السيد األكمل أي ال أبـلغ كل ما فيك فاعرتفا بالعجز عن االطالع على كل أمره، : القونوي رضي اهللا عنه يف شرح الفاحتة

ركم الله نـفسه { :وقال سبحانه منبـها على ذلك وما أوتيتم من العلم إال {: ، وقال)]253[(}وحيذي الناس عن )]254[(}قليال ، والقليل هذا شأنه فما ظنك مبا ليس بعلم عند العقالء كلهم، ولذها

وملا صح أن أقرب األشياء . ساخلوض يف ذات اهللا وحرضوا على حسن الظن به وسيما يف أواخر األنفاقربني

نسبة إىل حقيقة الشيء روحه وكان عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصالة والسالم روح اهللا ومن املتـعلم ما يف نـفسي وال أعلم ما يف نـفسك إنك {: أيضا بإخبار اهللا وإخبار أكرب رسله عنه ومع ذلك قال

ذا وسواه من الدالئل اليت ال حتصى كثرة مما أومأنا إليه وسكتنا )]255[(}أنت عالم الغيوب ، علمنا

عنه لوضوح األمر وكونه بـيـنا بنفسه أن االطالع على ما يف نفس احلق متعذر، فاحلاصل عندنا من املعرفة ستفادة من إخباره سبحانه لنا عن نفسه هو

بتقليد منا له، وكذا ما نشهده وندركه بقوة من قـوانا الظاهرة امل

والباطنة أو باجملموع إمنا حنن مقلدون يف ذلك لقوانا ومشاعرنا، وقصارى األمر أي غايته وآخره أن يكون ه معنا وقيامه بنا بدال عن احلق مسعنا وبصرنا وعقلنا فإن ذلك أيضا ال يقضي حبصول املقصود ألن كينونيت

أوصافنا إمنا ذلك حبسبنا ال حبسبه كما بـيـنا، ولو مل يكن األمر كذلك لزم أن يكون كينونة احلق مسع عبده وبصره وعقله باطنا وظاهرا على ما هو احلق عليه يف نفسه فـريى العبد إذا كل مبصر، ويسمع كل مسموع

ومن مجلة ذلك بل األجل من . م أيضا أن يعقل كل ما عقله احلق وعلى حنو ما عقلهمسعه احلق وأبصره ولز ذلك عقله سبحانه ذاته على ما هي عليه ورؤيـته هلا كذلك ومساعه كالمها وكالم سواها أيضا، كذلك وهذا

ن حتقق بأعلى املراتب وأشرف الدرجات ن صح له ما ذكرنا ومل

فما الظن مبن دونه، فإذا لكل من غري واقع مل

قل ال يـعلم من {: مخس من الغيب ال يعلمهن إال اهللا، وقوله: احلرية يف اهللا وفيما شاء نصيب، وتذكر قولهستكثـرت من ولو كنت أعلم الغيب ال {: ، وقوله)]256[(}يف السماوات واألرض الغيب إال الله

، )]258[(}ولو شاء الله جلمعهم على اهلدى فال تكونن من اجلاهلني {: ، وقوله)]257[(}اخلري . _ ء { : وقوله وغري ذلك مما يطول ذكره واهللا يقول )] 259[(} ف ق ك ل م ن ه و ى ي

ومن عرف ما تقرر فهم منشأ خوف أهل الكمال، . انتهى. مستقيم احلق ويهدي من يشاء إىل صراطوفرط خشية أهل اجلالل واجلمال، الذين كوشفوا حبقائق األمور، بعد رفع الستور، إذ ال يدرك احلق على ما

ل جدنا األعلى، هو عليه وما استحق إال احلق، ومن أدرك أن مث ما ال تدرك فقد أدرك، ومن هنا قا، وقد ضمنت مقالة )العجز عن درك اإلدراك إدراك: (الصديق األكرب األغلى، قدس اهللا سره األنور األجلى

:هذا اهلمام، تبعا لسيدي حميي الدين اإلمام، واجلبلي املقدام، فقلت سابقار العجز إ العجز عن درك اإلدراك إدراك دراك فما لمن رام غيـ

فكيف يدرك من للكل مالك العبد يعجز عن إدراك مجلته ا والعقل جار وأمالك وأفالك من ذاته قد تعالت أن حياط من قد تـقدس أن يدركه دراك وكيف يدرك من باحلدث متصف العجز عن درك اإلدراك إدراك قل فدع وساوس أوهام الصدور و

ال تدرك وال تعرف حق املعرفة فكيف حبقيقة احلق، فما عرف أحد احلق إال ) ص(وإذا كانت حقيقة النيب على قدر ما تـعرف له من املعرفة به فعرف احلق باحلق على قدر العارف ال املعروف، وإىل هذه اإلشارة

ا من موارد اجلهل: (، فقوله رضي اهللا عنه)رفت إليهم فيب عرفوينفتع: (بقوله ، أي ولو من )معرفة أسلم بعض وجوهه احملمدية اليت من عثر على وجه منها سلم من املهالك وسلك املسالك الفردية، فإن اإلحاطة

حال عند من عرف بكل وجوهه على الكمال متعسرة صعبة االرتقاء عسرة املنال بل هي ال حمالة عني امل

.سعة ذلك اجملالكرع املاء تناوله بفيه من موضعه من غري أن يشرب بكفيه : قال يف املختار. معطوف على أسلم: وأكـرع

.وال بإناء، وبابه خضع، وفيه لغة أخرى من باب فهم .أي بتلك املعرفة: ـا اإللـهي الذي ال يوصف بالتناهي، قال يف املصباح الفضيلة والفضل اخلري خالف : فضلال من موارد

سلوا اهللا من «، ويف احلديث )]260[(}واسألوا الله من فضله {: قال تعاىل. انتهى. النقيصة والنقصار وعيون يستقى ، وقد شبه اجلهل وال» فضله فإنه حيب أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج فضل بأ

منها تشبيها مضمرا يف النفس مث استعار ذكر املوارد فتكون االستعارة مكنية، وذكر الكرع هنا ترشيح، ا من موارد اجلهل: (وانظر ما أحسن قوله وهي تصدق بكل وصف ذميم فإن االتصاف به جهل ) أسلم

ا من موارد الفضلوأ) :بالنسبة للخلق الكرمي، وقوله ا تعم كل خلق عظيم، فكأنه طلب ) كرع فإعظم

، وال يسلم العبد كمال السالمة ويكرع )ص(التخلي الكامل والتحلي الشامل بواسطة معرفة السيد امل

شافـهة يتلقى منهالشعراين حكى. من الشراب الذي ليس فيه مالمة إال إذا صار بال واسطة يأخذ عنه بامل

يف ) ص(رأيت النيب : رضي اهللا عنه أن سيدي إبراهيم املتبويل رضي اهللا عنه كان كثريا ما يقول لوالدتهاآلن ابتدأت يف : الشأن أن تأخذ عنه يقظة مشافهة، فوقع له ذلك فأخربها به فقالت: املنام، فقالت له

ذا األخذ الذي ليس فيه ا كمال ) ص(لتباس يقتبس السالك من مشكاته مقام الرجولية أو ما معناه، ولو حجب : (االقتباس، ومن هنا قال سيدي أبو العباس، وارث الشاذيل ذكي األنفاس، رضي اهللا عنهما

، أي الكاملني يف رتبة اإلسالم، فإن األخذ عنه )طرفة عني ما عددت من املسلمني) ص(عين رسول اهللا ذه املعرفة تـثبت من هذا الطريق دخول حلضرة السالم من باب السالم حىت يصل دار السالم بسالم، و .األقدام ويصح اإلقبال واإلقدام

أي اجعلين حمموال على منت ظهر طريقه احملمدي، ألكون حمموال ال حامال فأهتدي، : وامحلين على سبيله حمول

هن، وبدعواه امتحن، واحلامل سائر، واحملمول طائر، إذ معان، ولنوره لمعان، واحلامل رمبا امت فإن امل

محل كرامة وإعانة، ومحل خذالن وإهانة، : األول سائر بنفسه، والثاين جبذبات قدسه، واحلمل على قسمنيقـناهم من الطيبات وفضلناهم على ولقد كرمنا بين آدم ومحلناهم يف البـر والبحر ورز {: فمن األول قوله تعاىل

، قال )]262[(} هللا ـ 19{ : ، ومن الثاين قوله تعاىل)]261[(}*كثري ممن خلقنا تـفضيال م دخلوا يف الشعاب واحلفر ومتسك بعضهم ببعض فنزعتهم الريح م نها وصرعتهم القاضي تقلعهم، روي أ

قعر {موتى أصول الشجر منقلع عن مغارسه ساقط على األرض، )] 263[(}كأنـهم أعجاز خنل منـقعر للحمل على اللفظ، : وقيل شبهوا باألعجاز ألن الريح طريت رؤوسهم وطرحت أجسادهم، وتذكري منـ

ومن مجلة محل الكرامة احلمل على . انتهى. للمعىن)] 264[(}خاوية أعجاز خنل {: والتأنيث يف قولهسبيله القومي وصراطه املستقيم، ولكل واحد من أمته محل يف سبيله على قدر طوقه، وصدقه يف توقه

علوم وشوقه، فحملخ األخيار فوق محل األبرار، ومحل الصديقني فوق محل املتقني، إذ لكل قوم شرب موحظ مقسوم، فمن احملمولني من يقطع املسافة املعنوية يف سنتـني، ومنهم يف مجعتني، ومنهم يف حلظة أو

، وإمنا )من صدق مع اهللا يف النـفس األول وصل إليه يف النـفس الثاين(حلظتني، وهذا مصداق البوين الداين عينه ليثبت الواسطة اليت ال ترتفع يف مشهد الكاملني قال على سبيله ومل يقل على سبيلك مع أنه

ا وأدناها قال اهللا احملمولني، وإن ارتفعت يف منظر احلاملني، وأيضا فإنة سبيله أشرف السبل وأسناها، وأقرليه، فاقتدى املؤلف بربه فـنسب السبيل إ)] 265[(}قل هذه سبيلي أدعو إىل الله على بصرية {: تعاىل

.وأضافها إليهارضية، مستمسكا بطيبها الفاتح للمشام : إىل حضرتك

أي منزل قربك فال أزال متمسكا بذيل شريعته امل

قال يف التعاريف . القلبية، فإن من فارقها لمحة بارق، كان ملواطن القرب مفارق، واحلضرات اإللـهية مخسةضرات اخلمسة اإللـهية حضرة الغيب املطلق وعالمها األعيان الثابتة يف احلضرة العلمية، ويف مقابلتها احل

لك، وحضرة الغيب املضاف وهي تنقسم إىل ما يكون أقرب من ها عامل امل

حضرة الشهادة املطلقة وعامل

عامل العقول والنفوس اجملردة، وإىل ما يكون أقرب الغيب املطلق وعامله عامل األرواح اجلربوتية وامللكوتية أعين من الشهادة املطلقة وعالمه عامل املثال ويسمى بعامل امللكوت، واخلامسة اجلامعة لألربعة املذكورة وعاملها

لك مظهر عامل امللكوت وهو العامل املثايل املطلق، وهو عامل اإلنسان اجلامع جلميع العوامل وما فيها، فعامل امل

مظهر عامل اجلربوت أي عامل اجملردات، وهو مظهر عامل األعيان الثابتة، وهو مظهر األمساء اإللـهية واحلضرة .انتهى. الوجدانية، وهو مظهر احلضرة األحدية

.منصوب على أنه مفعول مطلق: محـال .صفة حلمال أي حموطا ذلك احلمل: حمفـوفا وقد . إن احلمل ولو كان محل كرامة وخال عن املعونة مل يـبلغ صاحبه دار السالمةأي مبعونتك ف: بنصـرتك

يقال إن العبد إذا كان مشاهدا أفعال احلق تسمى احلضرة اليت هو فيها حضرة األفعال، وإذا كان مشاهدا ت، وإذا كان مشهده أمساءه تعاىل تسمى حضرة األمساء، وإذا كان مشاهدا صفاته تسمى حضرة الصفا

الذات تسمى حضرة الذات، وما دام العبد مالحظا أنه بني يدي احلق سبحانه فهو يف حضرة اهللا قال سيدي عبد الوهاب الشعراين قدس اهللا سره يف مننه . واجلالسون فيها ليس للشيطان عليهم سلطان

كلما قرب العبد من حضرة اهللا تعاىل كلما كان ومسعت سيدي علي اخلواص رمحه اهللا تعاىل يقول : الوسطىإبليس له أشد مالزمة لعلمه بكثرة ضالل الناس إذا ضلت أئمتهم حني خرجوا من حضرة اهللا تعاىل، وأن اجلالسني يف حضرة اهللا تعاىل ليس له عليهم سبيل، فهو واقف على باب احلضرة ينتظر من خيرج منهم وهو

ا يركب اإلنسان محارته ويتصرف فيه مبا شاء حسب اإلرادة اإللـهية، فإن حصل للعبد غافل فريكبه كمحضور مع اهللا تعاىل نزل إبليس لوقته أسرع من ملح البصر خوف أن حيرتق، واعلم أن حضرة اهللا تعاىل

ا شهود العبد أنه بني يدي اهللا وأنه تعاىل ناظر إليه فما دام حيث أطلقت يف لسان القوم فاملراد مستصحبا هلذا الشهود فهو يف احلضرة، فإذا احتجب عنه هذا املشهد خرج يف أسرع من ملح البصر، والناس يف ذلك متفاوتون حبسب القسمة، فمنهم من ال يدخل احلضرة كما ذكرنا إال يف صالته، ومنهم

ار درجتني وهكذا، وأكملهم من مين اهللا من يدخلها يف غري صالته حنو درجة، ومنهم من يدخلها يف النهارا إال يف أوقات يسامح اهللا تعاىل فيها العبد، ومن هنا قال العارفون أن ذا الشهود ليال و تعاىل عليه مراقبة اهللا تعاىل مع األنفاس ليست من مقدور البشر، وكان معروف الكرخي يقول يل منذ ثالثني سنة يف

ولكنه قال يل سبعة عشر : ما خرجت منها، وكذلك كان يقول سيدي إبراهيم املتبويل: حضرة اهللا تعاىلا، وإىل هذا املقام سنة يف حضرة اهللا تعاىل ما خرجت منها، ومرادمها ما عدا األوقات اليت يسامح اخللق

ت الطويل ، فنكر الوقت وهو يصدق بالوق» يل وقت ال يسعين فيه غري ريب «): ص(اإلشارة بقوله والقصري، وقد كان سهد بن عبد اهللا التسرتي يقول يل منذ ثالثني سنة أكلم اهللا والناس يظنون أنين

فكيف بصاحب املقام األكرب وسيد أهل ) ص(أكلمهم، فإذا كان هذا حال بعض أفراد من خواص أمته .انتهى. حضرة اهللا تعاىل على اإلطالق

حضرة احلق تعاىل حضرة بـهت فمن ادعى أنه حاضر فيها وعبث : ومسعته يقول: وقال يف اجلواهر والدرر انتهى، مث قال املؤلف رمحه . بيده أو ضحك أو فرح أو حزن فليس هو فيها إمنا هو رجل ملبس عليه حاله

:اهللا تعاىله أي فأحمقه، قال اهللا أي وارم يب على الباطل الذي هو ضد احلق فأدمغ: واقذف يب على الباطل فأدمغه

، قال القاضي رمحه اهللا تعاىل فيمحقه، وإمنا )]266[(}بل نـقذف باحلق على الباطل فـيدمغه {: تعاىلرمى، والدمغ الذي هو كسر الدماغ حبيث يشق

ستلزم لصالبة امل

استعار لذلك القذف وهو الرمي البعيد امل

أي اجعلين مظهرا حقيا أدمغ الباطل، . انتهى. ي إىل زهوق الروح تصويرا إلبطاله به ومبالغة فيهغشاءه املؤد وقل جاء احلق وزهق الباطل إن الباطل {: أي أبطله وأحمقه فإن الباطل ال ثبات له مع احلق، قال اهللا تعاىل

ا على ظلمة )]267[(}*كان زهوقا ، أو اجعلين وجها من وجوهك اخلاصة النورية اليت إذا قذفت الباطل مل تـبق له أثرا، وهذا معىن كون أيب سعيد اخلراز وجها من وجوه احلق أي ال يواجهه باطل إال امنحق

ح هو ما به الشيء حق بظهور نوره بن نه وارث مبورثه استحق وبنسبته التحق، ووجه الشيء يف االصطالوهو )] 268[(}فأيـنما تـولوا فـثم وجه الله {: إذ ال حقيقة لشيء إال به تعاىل وهو املشار إليه بقوله تعاىل

قيم لألشياء، فمن رأى قيومية احلق جلميع األشياء فهو الذي يرى وجه احلق يف كل شيء كذا عني احلق امل

كان أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه نورا حمقا للحق ومبطال للباطل وكان يف التعاريف، وملاإن الشيطان ليفرق منك «الشيطان ظلمة مثبتا للباطل مل يثبت عند لقيه بل كان يفرق منه، ففي احلديث

دى للفرار سيدي حميي الدين قدس ، وأب » رأيت شياطني اإلنس واجلن فـروا من عمر«، ويف رواية » يا عمروأما اسم عمر فهو ثالثة أحرف كلها نورانية ع م ر لكن : اهللا سره حكمة أخرى يف مفتاح اجلفر، فقال

امليم فيها سفلى فإذا علمت ذلك فهمت شدة احلدة املوجودة يف سيدنا عمر رضي اهللا عنه كونه مل يكن لو سلكت فجا «): ص(، وقوله » ما ترك احلق لعمر من صديق«): ص(وقوله يقبل من السفليات شيئا،

وملا كان احلق هو الذي يقذف به على الباطل سأل . انتهى. » لسلك الشيطان فجا غري فكك يا عمرثابت الذي ال يزول املؤلف رمحه اهللا تعاىل أن جيعله احلق عني احلق الدامغ أو مبنزلته، واحلق الدامغ هو ال

وصف حقيته كالدين فكأنه سأل اهللا تعاىل أن جيعله ثابتا يف املقامات النورية، ماحقا ماحيا للشبهات

نية، ومن كان كذلك فهو وارث املقام احملمدي الظلمية، متخلقا بالصفات الدينية، متخلفا عن السمات الدوحمق ظالم كل جهالة، وصاحب هذا املقام هو الغوث الذي يـلجأ إليه يف الكروب، يف حمق كل ضاللة،

سمى بعد اهللا ألنه اجلامع لما تفرق فأعطي االسم اجلامع، وقد قلنا فـيجلي غيومها ويـروق املشروب، وهو امل

:يف األلفية عنا أجلى إذا غيوم الغم وال يسمى القطب غوثا إال

جلمعه كل مقام زاهي واسم به خيتص عبد اهللا .منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية) فأدمغه: (وقوله كيف تـزجي األيام أي : برفق، يقال زج الشيء يزجه دفعه: قال يف املختار. أي ادفعين برفق: وزج يب

زجى الشيء القليل، وبضاعة مزجاة قليلة، كيف تدفعها، وتـزجى بكذا اكتفى به، و أزجى اإلبل ساقها، وامل

.انتهى. والريح تـزجي السحاب، والبقرة تـزجي ولدها أي تسوقها فيه ظهور : يف حبار األحدية وهي عبارة عن جملى ذايت ليس لألمساء وال للصفات وال لشيء من مؤثرا

ا وهي باطن الوحدة ومرتبة من مراتب الوجود، وما مث أعلى منها على ما مشى عليه بعض أهل الشهود فإعنده عبارة عن مرتبة اإلطالق والذات البحت أي اخلالص، ومراتب الوجود قد جعلها اجليلي رضي اهللا عنه

ر سلة سبعة وكأنه جعلها يف كتابه مراتب الوجود أربعني مرتبة، وذكر منها الشيخ حممد اهلندي يف التحفة امل

أصول األربعني فريجع الباقي إليها، وجعل اجليلي رضي اهللا عنه مرتـبة العمى فوق مرتبة األحدية ألنه جعلها اعلم أن أول التنزالت الذاتية : باطن األحدية وهو اصطالح وال مشاحة فيه، وعبارته يف الكماالت اإللـهية

سمى بالتجلي العمائي وإليه أشار بعض من حيث الوجود و احلكم ال من حيث الرتتيب والعدد هو التنزل امل

حققني بالتجلي العدمي الذي ال يتعلق به علم وال يطلق عليه اسم الوجود، وهذا التجلي هو باطن امل

لألمساء والصفات فيها ظهور، وكان هذا األحدية، واألحدية هي اسم التنزل الثاين وهو جتل وجودي ليس التجلي ثانيا ألنه وجودي والتجلي عدمي، والعدم هو السابق والوجود هو الالحق، وإمنا مسي التجلي ذا التجلي معدوما فال يوجد يف التعرفات اإللـهية له اسم، وسر ذلك العمائي عدما لكون االسم املختص

شرحها خبالف األحدية، واألحدية باطن الوحدة، والوحدة باطن اهلوية، واهلوية باطن األنية، لنكته ال ميكن واألنية باطن الواحدية، والواحدية باطن الوحدانية، والوحدانية باطن الفردية، والفردية باطن الفردانية،

لكية والفردانية باطن األلوهية، واأللوهية باطن الرمحانية، والكية، وامل

لرمحانية باطن الربية، والربية باطن امل

باطن أئمة األمساء السبعة النفسية، واألمساء النفسية باطن جتليات أمساء اجلالل، وجتليات أمساء اجلالل هي ن هذه باطن جتليات أمساء اجلمال، وجتليات أمساء اجلمال باطن جتليات أمساء األفعال، وكل جتل م

وقد شبه املؤلف مقامات . وعقد هلا بابا يف اإلنسان الكامل فراجعه. انتهى. التجليات أنزل مما قبلهاألحدية وأسرارها الفردية ومتوج علومها وتدفق فهومها ببحار زاخرة اإلمداد فاخرة اإلسعاد، على طريق

.االستعارة بالكناية، وأثبت الزج ترشيحا .أي أسرع نزعي وإخراجي: وانشـلين .مجع وحل وهو الطني الرقيق: من أوحـال وهو على أقسام توحيد أفعال وتوحيد أمساء وتوحيد صفات وتوحيد ذات، وقد عقدنا لكل : التوحـيد

واحد من هذه التواحيد فصال يف األلفية، وينقسم أيضا إىل توحيد عوام وخواص، وخواص اخلواص، فاألول يان بكلمة اإلخالص، والثاين توحيد اخللق للحق بفناء الرسم واالسم يف غب اإلخالص، والثالث اإلت

توحيد احلق للحق يشهد ذلك أهل االختصاص، وقد أجاب اهلروي رضي اهللا عنه يف منازل السائرين سائال ذه األبيات وهي :سأله عن توحيد الصوفية

من وحده جاحد إذ كل ما وحد الواحد من واحد عارية أبطلها الواحد توحيد من ينطق عن نعته ونعت من ينعته الحد توحيده إياه توحيد وقد شرحها سيدي أبو بكر املوصلي وسيدي يوسف العجمي وغريمها مبا يطول ذكره، وقال سيدي عمر

:قدس اهللا سره عن آي مجعي مشركا يب صنعيت لخت أحلدت وانس ولو أنين وحدت ولو أنين وحدت يعين جعلت : قال سيدي علي بن علوان احلموي رضي اهللا عنه يف شرح التائية الفارضية

دا هلا، أحلدت ملت وزغت عن طريق حقها إذ األمر كما قيل ما وحد الواحد من واحد إذ كل نفسي موحوقيل يف معىن ولو أنين وحدت أي نسبت إليها اهلداية مثال أحلدت إذ القرآن جاء ... ده جاحد إخلمن وح

، وهذا وإن كان قريبا يف التأويل حسنا يف التنزيل ولكنه دون ما أشرنا )]269[(}، ( ) * + ' × { بأن وانسلخت عن آي مجعي، : ل، وقولهإليه يف التحقيق ولكل طريق فريق واهللا يقول احلق وهو يهدي السبي

يعين خرجت عن آيات اجلمع الكامل حال كوين مشركا بني صنعيت عن آيات اجلمع الكامل حال كوين ، )]270[(}صنع الله الذي أتـقن كل شيء {: مشركا بني صنعيت إذ كل موجود هو صنعة اهللا، قال تعاىل

والكالم على التوحيد وتفريده وجتريده يستدعي . انتهى)]. 271[(}*كم وما تـعملون والله خلق {: وقالإىل أمد طويل فـلنـقتصر على الوقوف بوحيده، واملراد من أوحاله أي اهللكات اليت يف طريق الوصول إليه،

يار، مهامه كثرية وأخطار، وعوارض وأما التوحيد نفسه فإنه جناة وطريق يدل عليه، ولكن يف سبيل الس وقواطع، ومسالك وعرة سيوفها قواطع، فإذا مل حتف املريد العناية األزلية وتدركه اجلواذب اإللـهية وتسري به

رق يف حبر أيدي الرعاية وحتمله على منت ريح اهلداية، وإال ضل وتاه يف تيه اجلهالة، ورمبا خلع العذار وغا مناهج خطرية، ومنشأ الضاللة فإن مهاوي السلوك يف طريق ملك امللوك كثرية وخماوفه عسرة خطرة ألعول، ولذا قال سيدي عدي

هذه األوحال مقام اجلمع األول بعد الفرق ال اجلمع الثاين الذي عليه امل

. انتهى. احذر مقام اجلمع فإن شبهته قوية : راين قدس اهللا سرمهااخلواص لتلميذه سيدي عبد الوهاب الشعا : وقال: وقال يف اجلواهر والدرر أي الوارد ما ظهر القائلون باحللول واالحتاد إال من حضرة اجلمع فإ

يكن له شيخ خياف حضرة تزل فيها األقدام، والشبهة فيها قوية ال يقاومها دليل مركب، فمن دخلها وملر أن من أمسعه اهللا بإمداده ويسر عليه طريق إرشاده وأظفره مبرشد . انتهى. عليه التلف نسأل اهللا العافية غيـ

تلفة، وينشله من الوحالت املختلفة، ويعرفه طريق القرب، ويشرفه بعتيق يسري به يف ليل تلك اهللكات امل

شرب، ويأخذه بيده عند عثرته، ويـنشطه يف فـرتته، ويـبسط له بساط التحقيق، وميد له موائد التدقيق، الويسعى يف كشف حجابه ورفع نقابه، حىت يدرك األمر على ما هو عليه، فال تصل أيدي الضالل إليه،

حلق به وأراده، وقرب عليه مسافة التقريب وحيميه حباله، ويدله على األكمل مبقاله، فهذا الذي قد اعتىن ا :قال العارف. وبلغه مراده، فإنه ال يسلك الطريق اجملهول بغري دليل عارف إال جهول

بال دليل فـتـهوي يف مهاويه ال تسلكن طريقا لست تعرفه

:وقلنا يف أوائل األلفية ريد حباك من إفضاله امل وبعد فاعلم أيها املريد

أسراره مرموزة املعاين أن طريق القوم يا معاين ورمبا توقع يف اإلشراك تـنبو عن االمتثال واألشراك

جمانبا للنص والدليل صب سرى من غري ما دليل ر باغي عزه هلا الويل قد كساها عزه فلم ينلها غيـ إن كنت ذا وجد وذا إدراك عن اإلدراك فقر بالعجز ا شعر شعور حايل وإن تردها رد هلا حبال وزح وكن لكل ما عداها قايل وال تكن تطلبها بالقال ي وكم هلك يف هذه األوحال هالك، ملا مل تسعفه العناية عند سلوكه يف هذه املسالك، سيما من يدع

السلوك يف هذه املسالك، وهو ليس بسالك، ويظن يف نفسه أنه يف النور وهو يف الظالم احلالك، حىت أن كثريا من الواقعني يف هذه املهالك، نـبذوا جانب الشريعة فوقعوا يف مهامه القطيعة، ظنا منهم أن الشريعة

فارقة، اليت مل تكن ختالف احلقيقة وهو ليس كذلك وإمنا هي هي عند السالك، وبسبب ظهور هذه الفرقة امل

رنا من ) السيوف احلداد يف أعناق أهل الزندقة واإلحلاد(بني اهلدى والضالل فارقة، ألفنا رسالة مسيناها وحذنية يف معرفة آداب كسوة اخللوتية(صحبتهم يف :، وقلنا يف األلفية)النصيحة الس

وترك منهي دوام العمر املختار فعل األمر شريعة عند أويل احلق هو احلقيقة وفـقس أمر احلق للخليقة

إال إذا التعريف رام فاعرف وقائل بالفرق غري منصف ا سلبك لآلثار عنك إذا شهدت فعل الباري فإ هذا شهود من سلك إال به فيك فال حول وال قوة لك فاحتدا وهذه رقيقة والشرع حق وله حقيقة عند فىت نفس له مطيعه ما مث ما خيالف الشريعة أوهم بل قل هي هي تكفى الظما وال تقل باطنها فرمبا

فذاك يف مهامه القطيعة ومن خيالف فعله الشريعه وكل من حالفها صديق الفها زنديق إذ كل من خ وليس ميكن انفكاك عنهما وجاهل يفرق ما بينهما عاطلة إذ مل تكن وثيقه شريعة يا ذا بال حقيقة

ا فباطله فافهم منعت مزن فـيض هاطله حقيقة بدو فحكمه تسليمه للباري ومن غدا مسلوب االختيار إذ عقله خباة لديه ال تـعرتض يف فعله عليه عقل له وشرع طـه قد قال وإمنا يعرتض الباقي على كي ينبذن جانب الشريعه يقول ذا حقيقة ذريعة وال تصاحبهم ولو يف النوم فاحذر على دينك من ذي القوم ا ضرهم حىت وقد منا يف ذا الزمان شرهم مسا يف الناس جد من أجل ذا الدين احلنفي ودعوا ومل يكن هلم هنا من يـردع

قلوب أهل احلق عنهم نـفروا وعندنا يف الشام منهم نـفر كي متسي منن ربـهم يهديهم طالع سيوفنا احلداد فيهم كاشفات واألعمال، واالعتماد على شيء الوقوف : ومن مجلة األوحال

مع املقامات واألحوال، وشهود امل

دون الكبري املتعال، ومنها القول بالوصال، ونفي اخللقية بالكلية على كل حال، ومنها كشف األستار عن ن تشييد امل(وجوه األسرار عند األغيار أهل اجلحود واإلنكار، وقد ذكرنا وجوب الكتمان يف رسالة

كانة مل

، ومنها قهر األحوال للطالب حىت يعود مغلوبا ال غالب، وكل من غلبته أحواله كان ناقص )حفظ األمانةاملقام لعدم قدرته على إعطاء كل ذي حق حقه على التمام، ومنها عدم رجوعه إىل البدايات ووقوفه مع

وجب خللع العذار، ومنها الغيبة عن األسباب واآلثار إىل غري ذلك من الوحالت النهايات، ومنها املكر امل

راقي وحصول هذه األوحال : اليت ال حتصى عدة، ولذلك قيلال ميكن السلوك بدون الدليل لصعوبة هذه امل :يف السبيل، ومن مجلة أوحال التوحيد شهود املوحد توحيد املوحد اجمليد، وأنشدوا

وصف املوحد والتوحيد باألحد نزيه حني فين راح املوحد والتتوحيد العوام، يف حبره العقل عام، فكيف بتوحيد اخلواص، الذين خلصوا بغيبتهم عنهم من األقفاص،

فكيف بتوحيد أهل الكمال الذين شهدوا اجلمال يف اجلالل، واجلالل يف اجلمال، هناك يتيه العقل ويرجع ا رام التقدم رد إىل ورا، وأنشد من شاهد حرية بالكل ودرا، وفـقه الشرع التوحيدي ولمعانيه يف القهقرا، وإذ :عوامله قـرا

عامل لقد طفت يف تلك املعاهد كلها ت طريف بني تلك امل وسري

على ذقن أو قارعا سن نادم فلم أر إال واضعا كف حائر :د من شهد عقل العقول، وأن الواقف معها كمثلها معقولوأنش

قد قلب القلب منك القال والقيل عقال عقلك باألوهام معقول أفاده فيك معقول ومنقول يم يف فهمه األوهام من وله وصفت عقدا بكف احلق حملول حنت بالفكر معبودا وقلت به اء معلول قد عشت مثلك دهرا يف مكابدة ذا الد ويل فؤاد فأهل التوحيد التقليدي يف وحلة التقليد غرقى، مل يـنشلوا منها إال بطلب التوحيد الدليلي إذ هو أرقى،

جعون مبا شاهدوا وأهل هذا يف وحلة العقل والفكر تائهون حيارى، مل يـنشلوا منها إال بالنور الكشفي فري سكارى، والسكر وحلة وأله ال يـنشلون منها إال بالعناية اإللـهية واهلداية الصمدية، وأهل التوحيد الشهودي، الفائزون بالنور الوجودي، الذين عرفوا احلق باحلق، ال بعقل قاصر وفكر به ملحق، هم

خلصون املخلصون من األوحال التوحيديةالمنحاق أوهامهم بظهور األنوار الفردية، فرأوا األمر كما هو امل

عليه عيانا، وحتققوا به يف سرهم كشفا وإيقانا، فطلب الشيخ رضي اهللا تعاىل عنه أن يسلك به مسلك .هؤالء السادة األخيار، ويكرمه باستنقاذه من وحالت السيار

. غريقاأي اجعلين: وأغـرقين .أي حقيقة: يف عيـن الذاتية حىت أتطهر من وسخ األوحال، وأكون ممن يثبت قدمه، وعن منزل التمكني ما حال، : حبر الوحدة

واجعلين مغرقا يف عني مي احلقيقة، حال كوين موثقا بأحبال حدود الشريعة والطريقة، فال يبتل وجودي مباء احلقيقة، عريا عن شهود اخلليقة، فأكون ممن حقه اللطف اإللـهي األسىن، )]272[(شهودي، صرف

فنال به شهود صفات املليحة احلسنا، وأغرقين يف حبر وجودها، عند فنائي عن رؤييت بشهودها، ألخلص ا وقيودها، ويـبدو يل بدر ظهورها يف ليل سعودها، أ و يقال أراد بأوحال التوحيد من وحالت طالقا

مقامات الفناء وهي تسع مث طلب إغراقه يف حقيقة مقامات البقاء، إذ هو أعلى وأرقى، فإن من شهود الفناء ينشأ القول مبحو الرسم واالسم، ومن شهد هذا احملو ومنه دنا، رمبا وقع يف تيه خرق حجاب الشريعة

قاء فإنه جامع فارق، لكل مقام وحال ووارد طارق، فصاحبه ذو حتقيق، اليت هي املىن، خبالف صاحب البوصاحب الفناء ذو متزيق، والوحدة الذاتية يف اصطالح هذه الطائفة العلية عبارة عن علمه تعاىل بذاته وصفاته وجبميع املوجودات على وجه اإلمجال من غري متييز بعضها من بعض وهذه مرتبة اليقني األول واليتوهم أن املوجودات هلا وجود يف هذه املرتبة ولو وجود إمجال ولعدم صحته عقال وشرعا، فإن السرير قبل تفصيله من اخلشب ال وجود له يف اخلشب وال وجود للخشب فيه، ويقال أنه جممل فيه ألنه يتفصل منه ال

ثل األعلى يف السمـوات واألرض، وهذه أنه يتفصل شيء من شيء بل يتفصل ال شيء من شيء وهللا املالرتبة املذكورة تسمى مرتبة الوحدة املطلقة عن مجيع القيود لعدم التفصيل فيها، وتسمى احلقيقة احملمدية رسلة لشيخنا الشيخ

ا جممل ما تـفصل ويتفصل منها مجيع العوامل املختلفة كذا يف شرح التحفة امل أيضا أل

للوحدة منظر جيل عن أن : وقال اجليلي رضي اهللا عنه يف كتاب املناظر منظر الوحدة. لغين ملخصاعبد ايدركه املخلوق فليس فيه راحة بوجه من الوجوه ويف هذا املشهد يسلب احلق تعاىل العامل ما ألبسهم من

شعرة بوجود موجود سواه، فإذا تعرت عن ذلك جتلت أنواره يف املوجودات بغري حلل الدعاوى الكاذبية امل

حلول وال مزج وال شبه وال نقص بل حبكم الوحدة اإللـهية اليت هو عليها منذ كان فيطلع العبد على هذا ك، املنظر بعد أن تسلب عنه عبديـته وموجوديته فيكون ما ال يدخل يف العبارة، فهو يدرك بال وجود إدرا

فمن شاء فـليـؤمن ومن شاء {وهذا يف العقل حمال، وقد وجدناه ذوقا وعيانا وحقا وحقيقة عافة هذا املنظر يف حق العبد انعدام األمساء والصفات عنده فال يشهدها وهو )]. 273[(}فـليكفر : نفس الوحدة، والغرق يف االصطالح له ثالث درجاتواملعىن اجعلين مستغرقا يف شهود . انتهى. حجاباستغراق الشواهد يف : استغراق اإلشارة يف الكشف، والثالثة: استغراق العلم يف عني احلال، والثانية: األوىل

.اجلميع، ولكل درجة رجال، ولكل رجال جمال .مبعىن إىل أو كي: حتـى .أي بعني بصرييت وبصري: ال أرى .ي بسمع الروح الباطن ومسع اجلسم الظاهرأ: وال أمسع .من الوجدان: وال أجد .من اإلحساس أي ال أدرك باحلواس اخلمس: وال أحـس .أداة حصر: إال

طلقة، ويشري طلبه إىل حديث قرب الفرائض والنوافل وهو قوله : ـا أن اهللا ) ص(أي بالوحدة الذاتية امل

، )فقد آذنته باحلرب وما تقرب إيل عبدي بشيء أحب إيل مما افرتضته عليه من عادى يل وليا: (تعاىل قالوال يزال عبدي يتقرب إيل بالنوافل حىت أحبه فإذا أحببته كنت مسعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر (

ا ا ورجله اليت ميشي ). بهوفؤاده الذي يعقل به ولسانه الذي يتكلم (ويف رواية ). به ويده اليت يبطش ومن أحببته كنت له مسعا وبصرا ويدا ومؤيدا دعاين فأجبته وسألين فأعطيته ونصح يل فنصحت (ويف أخرى

وذكر مثل ذلك يف الفقر ). له، وإن من عبادي من ال يصلح إميانه إال الغىن ولو أفـقرته ألفسده ذلكم إين عليم خبريإين أدبر عبادي لعلمي مب: (والصحة والسقم وقال ، وقال الشيخ عبد الرمحـن )ا يف قلو

عية : الفاسي يف شرح احلزب الكبري قولهواحملبة اجلامعة ـ يعين السالبة ـ للتفرقة والبينونة مبا تقتضيه من امل

ين قدس قال سيدي حميي الد. انتهى). فإذا أحببته كنته(والوصلة واعترب حبديث التقرب، ويف بعض رواياته راد بكنت مسعه وبصره 68اهللا سره يف الباب

ن تقرب إليه تعاىل بالنوافل ال أنه .. امل

اخل انكشاف األمر ملوهذه من : مل يكن احلق تعاىل مسعه قبل التقرب مث كان، تعاىل اهللا عن ذلك وعن العوارض الطارئة، قال

.انتهى. عزو املسائل اإللـهيةفإن قلت فلم ذكر تعاىل يف هذا : ين رضي اهللا عنه يف اليواقيت واجلواهر يف عقائد األكابروقال الشعرا

احلديث الصور احلسية من السمع والبصر وحنوها دون القوى الروحانية كاخليال واحلفظ والفكر والتصور أنه تعاىل ما ذكر احلواس 346 والوهم والعقل؟ فاجلواب كما قال الشيخ ـ أي ابن عريب احلامتي ـ يف الباب

ا مفتقرة إىل احلواس واحلق تعاىل ا مفتقرة إىل اهللا تعاىل ال غري خبالف القوى الروحانية فإ الظاهرة إال لكو ال يـنـزل منزلة من يـفتقر إىل غريه خبالف من هو مفتقر إىل اهللا تعاىل وحده ال يشرك به أحدا، فقد بان لكا العلمية واهللا أعلم ا تـهب القوى الروحانية ما تتصرف فيه وما به تكون حيا . أن احلواس الظاهرة أمت أل

.انتهىاية مرمى أبصار وملا كان املؤلف رضي اهللا تعاىل عنه طلب استصحاب مقام الشهود الذايت الذي هو

حققني، فإن الغريق يف النور ال يرى غريه أي اجعل شهودي دائما التعني الذايت األول الذي هو املطلب امل

عول، ويف احلديث أللهم اجعل يف قليب نورا ويف لساين نورا ويف بصري نورا ويف مسعي «األقصى إذ عليه امل

خلفي نورا واجعل نورا وعن مييين نورا وعن يساري نورا ومن فوقي نورا ومن حتيت نورا ومن أمامي نورا ومنأن يكون غريق النور، ومن كان كذلك كان دائم ) ص(، فطلب » يل يف نـفسي نورا وأعظم يل نورا

احلضور، مرفوع الستور، يرى النور بالنور، ويسمع به وجيد وحيس كذلك، وإذا حتقق يف هذ املشهد ر، وإليه ترجع األمور، فغاب بسر الظهور عن إدراك السالك، علم أن الكل به واملرجع إليه فمنه الظهو

ستغرق ويسمع وجيد وحيس فإذا ال رؤية النور، ألن بالنور اإلدراك ال بغريه من الرباقع والستور، فريى به امل

وال مساع عند من فهم حقائق األمور، وهذا هو املشهد الذايت األعلى، واملقصد األغلى، الذي أشار إليه :العارف الرباين، سيدي عمر بن الفارض الداين بقوله

وكم من دماء دون مرماي طلت أروم وقد طال املدا منك نظرة فافهم ) رسالة رفع السرت والردا، عن معىن قول العارف أروم وقد طال املدا(وقد تكلمنا على هذا البيت يف

.فـتـفهم تعلم وجاهد تشاهد يا مريدي ومن مزيدي تعطى: اهللا سره قدس وإال فتفهم، قال البكري .الذي هو نبينا صلى اهللا تعاىل عليه وسلم: واجعل احلجاب األعظم حياة روحه أي أنه ) ص(أي صري هذا املشهد مشهدي على الدوام، فإن من شهد أن النيب : حياة روحي

ا روحه وعقله وكله وحتقق أن كل ما به من حياة وصفات ومدد وفتوح هو من سر احلياة اليت حييت مد للعامل بكل ذلك، وكان متـلقيا منه وآخذا عنه

ا منه يف كل نفس ألنه امل إمداره وإسعاده كان مستمد

أنه حياة روحه شهد أنه ما ال يفي ببيانه بنان فيهدي ويهتدي، ومن شهد فينال من اإلمداد احملمديا وانشقاقها وانفالقها، ) ص(حياة روح العوامل كلها ألنه روح األرواح وسر األسرار ونور األنوار ألن به حيا

نازلة فكان أصل األصول ووصل الوصول وهو الوصول وبه احلصول، وإذا شهد املكاشف بطريق امل

ارتفعت األستار، وانقشعت سحبه فـبدت أنواره، وزالت الوسائط والوجدان أنه روح روحه عن يقني وعيان،ما بينه وبني روحه الشريفة، وصار يأخذ عنه حيث زالت احلجب الكثيفة، ومن هنا كان بعض السادة إذا

ها فقال يل يف معنا) ص(سألت عنها رسول اهللا : عسرت عليه مسألة أدخل رأسه يف طوقه مث خيرجه ويقولكاشف

كذا وكذا، ويأيت بالعقد الفريد واجلوهر النضيد، وكان هذا اإلدخال من باب سرت احلال وإال فامل

فيضة لروحه باألسرار يسأل وجياب بدون إدخال واحتجاب، سيما من كانت روحه الشريفة هي املشهودة امل

نيفة، وأنشد البكري قدس اهللا سره يف سريان نوره يف ا :لوجود وأنه مطلق عن القيود واحلدود قولهامل

مأل العوامل كلها إشراقه سكن املدينة جسمه لكنه ه يل ) واجعل احلجاب األعظم حياة روحي: (فقول املؤلف رضي اهللا عنه أي اكشف يل عن ذلك وصري

ا االتصال مشهدا فإنه روح جسد الكونني، وعني حياة الدارين، أو املعىن أح يين به حياة خاصة حيصل يل

اخلاص بروحه الشريفة فأخلص من هذه األقفاص وأشاهد سر كونه املادة الوجودية للعامل الكوين، وأنه ذا الشهود الكشفي اليقيين حياة األبد، وأختص من ه احلياة السارية يف مجيع الكائنات أزال وأبدا فأحىي

ناه وجعلنا له نورا {: مبرياث علم وافر يرفع اجلهل واإللتباس، فأحتقق عنده بقوله تعاىل أومن كان ميتا فأحيـيـوأمر بسبب هذا املشهد على سائر املقامات وأحىي بنورها مث أخرج )] 274[(}ميشي به يف الناس كمن قال سيدي حميي . قام، فأكون حممدي اإلرث على الكمال، يـثريب السري يف كل حالعنها إىل حيث ال م

الدين قدس اهللا سره يف فتوحاته وال يقال أن أحدا من أهل هذه الطريقة أنه حممدي إال لشخصني؛ إما املقامات مث شخص خيتص مبرياث علم من حكم مل يكن يف شرع قبله فيقال فيه حممدي، وإما شخص مع

خرج عنها إىل ال مقام كأيب يزيد وأمثاله فهذا أيضا يقال فيه حممدي، وما عدا هذين الشخصني فينسب .انتهى. إىل نيب من األنبياء

أي وأشهدين أن روحه الشريفة سر حقيقيت ألن به قيامها وانتظامها، فإنه حقيقة : وروحه سر حقيقيت وألجله خلقت األفالك وانفتق رتق ) أنا من اهللا واملؤمنون مين: (ئر اخلالئق لقولهاحلقائق وعنه تكونت سا

) معرفة حقيقة احلقائق(قال العارف الرباين أبو عبد اهللا حممد الدمرداش قدس اهللا سره يف كتاب . األمالكبة اإلنسانية الكمالية ويف التحقيق األوضح أن حقيقة احلقائق هي رت: بعد كالم نفيس حمكم التأسيس

ا تتم الدائرة، سماة حبضرة اجلمع وبأحدية اجلمع ومبقام اجلمع واإللـهية اجلامعة لسائر املراتب كلها وهي امل

وهي أول مرتبة تعينت يف غيب الذات، وهي احلقيقة احملمدية باألصالة عليه الصالة والسالم، وهي أبطن سماة ومل . الظهور، ومعدن البطون

ا كانت احلقائق إمنا هي ظهورات وتعينات حصلت عن حقيقة احلقائق املسبيال إلظهارها يف ظاهريتها من كتم ) ص(بالتعني األول، وكان هذا املظهر األكمل األطهر أعين حممدا

بديل وال تغيري يف قدسها ونور قدمها، فظهرت تلك احلقيقة اجلامعة احملمدية على ما هي عليه من غري تـ ذا املظهر األكمل األظهر، وأنشدوا ا بل جمرد تـعني حصل للحقيقة احملمدية عند ظهورها :ذا

ا فأظهرت هذه األكوان واحلجب حقيقة ظهرت يف الكون قدر تعرفت بقلوب عرف أدبا تنكرت بعيون العاملني كما واألمرا مجعهم كانوا هلا نـقبا م أستار طلعتها فاخللق كله نـهم مما يرى عجبا ما يف التسرت باألكوان من عجب بل كونـها عيـ

فإن ارتقى أحد من األنبياء والرسل واألولياء والصاحلني إىل تل املرتبة أعين أحدية اجلمع فهو بالتبعية له الصالة وكل السالم ال باألصالة، وبإمداده إياهم حبقيقته األصلية األزلية عليه الصالة والسالم، عليه كل

سماة حبضرة املعاين وبالتعني الثاين وأما احلقيقة اإلنسانية الكمالية اليت هي صورة معنوية للحضر اإللـهية امل

عرب عنه بالعلم األكرب ألفصل اإلنسان الكامل مظهر : مث قال. نه أصل العاملفهي اإلنسان احلقيقي امل

سماة لأللوهية والربوبية من حيث ظهورها وتصرفها فيه، فصار اإلنسان الكامل مظهرا للحقيقة اجلامعة امل

عاد وهي احلقيقة احملمدية فافهم واقـبل ما جاء إليك من الدرر حبقيقة احلقائق من حيث مجعيتها للمبدأ وامل

نـزلة ، فكان مجيع ما )ياابن آدم خلقتك ألجلي(واملعاين، وهلذا جاء يف الزبور ويف غريه من الكتب اإللـهية امل

شار سوى اإلنسان خلق لإلنسان أعين اإلنسان احلقيقي املتقدم ذكره، وهو منشأها ومرجعها ومنتهاها امل

، وهو حقيقة احلقائق ومنشأ اخلالئق، وعلة العلل )]275[(}*ربك المنتـهى وأن إىل {: إىل ذلك بقولهولقد حكي أن الشيخ حممد . انتهى كالم الشيخ حممد دمرداش. ومبدأ األول، واألب األول معىن ال صورة

ا حىت: املذكور قال عرض علي املقام احملمدي عرضت علي املقامات مقاما بعد مقام وكأنه مل يـرض ا وأودعتها اخللة النصرية يف الرحلة فأطرقت خجال، ولقد أشرت إىل هذا العرض يف القصيدة اليت امتدحته

:املصرية ومطلعها وصرف الصارف الواشي أتـبغي صرف إنـعاشي

بأنس دون إحياش وقربا من محى سلمى مبا يـفين ألغباش حمو الغري من عني و ر أرياش وتكسى حلة التقوى وتـعطى خيـ وال تصغي لطياش فإن أملت ذا بادر دعوه بالدمرداش وأم حممدا من قد :إىل أن قلنا

عليه نورها غاشي مقامات الوال عرضت فكان كمثل نباش ختار أسناها ومنها ا يـهدي كل خرباش فصار حممدي السري

قال سيدي حميي الدين قدس اهللا ). يا أهل يثرب ال مقام لكم فارجعوا(املقام احملمدي آيـته وصاحب رجوعهم سفر سره يف معىن اآلية أي أنه ال غاية لكم تقفون عندها يف طريق املعرفة باهللا، ومعلوم أن

القتناصهم علوما مل ينالوها يف عروجهم، فسفر احملمدي ورجوعه من احلق إىل احلق من حضرته إىل حضرته :ولسان حال الوارث احملمدي ينشد. انتهى. فافهم

من كلها صار يشرب مشارب القوم شىت اجلميع، وال يزال يف ارتقاء من مقام إىل آخر، فال يتقيد بشرب دون آخر وال حبال وال مقام جلمعه بني

وكلما خلعت عليه خلعة كمال وقف عندها حىت يظهر له النور احملمدي ويرفعه عن املقام األول إىل الثاين، م األقربون وهكذا يف كل حال ومقام فال وقوف إال من حيث االستيذان لألدب املعروف عند أهله، فإ

املعروف، وحمط رحال سؤال املؤلف رضي اهللا عنه على طلب هذا املقام احملمدي األكمل الذين هم أوىل باية مطلوب أهل التحقيق ألن ما مث مقام أعلى منه عند التدقيق، غري أن أهله واملنزل األمشل الذي هو

.تتفاوت فيه أذواقهم وختتلف يف الرفـعة أشواقهم وأتواقهم .جعل حقيقته باجلعل التخصيصيأي وا: وحقيقتـه ر جامع إلضافته إىل املذكر أي وارفع براقع ستوري عن شهودي وحضوري ألراه : جامع عواملي ) ص(وذك

بعني حقيقة حق اليقني جامع عواملي الظاهرة والباطنة، واستعمل الشيخ الرتقي يف الطلب فإنه أوال سأل أن روحه مث ترقى فسأل بأن يشهد أن روحه سر حقيقته، مث ترقى فسأل بأن جيعل احلجاب األعظم حياة

يشهد أن حقيقته جامع عوامله الظاهرة والباطنة ليستغرقه الشهود ويطلق من كل القيود، واإلنسان الكامل وبقول أمري املؤمنني علي )] 276[(}إن إبـراهيم كان أمة {: يف نفسه عامل كبري وإليه اإلشارة بقوله تعاىل

:بن أيب طالب رضي اهللا عنه وفيك انطوى العامل األكرب وحتسب أنك جرم صغري

بل قد احتوى على عوامل كثرية كبرية، فإن القلب عامل واسع يسع كل شيء ألنه وسع جتلي احلق الذي مل قال سيدي . عظيم لوسعه كل شيء ولكن القلب أوسع منهتسعه السمـوات واألرض، فهو يضاهي العرش ال

اعلم يا بـين وفقنا اهللا وإياك أن القلب : يف الفلك القليب) مواقع النجوم(حميي الدين رضي اهللا عنه يف كتابه سران بني أصبعني من أصابع الرمحـن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه، فإن أزاغه كان بيتا للشيطان وحمال للخ

وموضع نظر املطرود من رمحة اهللا ومعدن وسواسه وحضرة أمانيه ومهبط مردته وخزانة غروره، وإن أقامه

) ما وسعين أرضي وال مسائي ووسعين قلب عبدي املؤمن: (فذلك قلب املؤمن التقي الورع الذي قال فيههذا املقام حتقق شيخ الشيوخ أبو يزيد البسطامي رضي فقلب يسع القدمي كيف حيس باحملدث موجودا ويف

لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة وضعوا يف زاوية من زوايا قلب العارف ما : اهللا عنه حيث قالا تضاهي الكرسي، واملخيلة من اإلنسان تضاهي اللوح، أحس به مث أطال يف ذلك، والنفس عامل كبري أل

يضاهي القلم، فكما أن القلم يثبت يف اللوح مقادير الوجود كذلك العقل يثبت يف والعقل الكلي منه وقد ألف . املخيلة مقادير األشياء، ويضاهي العناصر بطبائعه، والسمـوات السبعة وأفالكها بقواه الروحانية

وازية(سيدي حميي الدين قدس اهللا سره كتابا مساه ة العامل اإلنساين للعامل الكياين، فعلم ذكر فيها مضاها) امل

، وإذا شهده )جامع عواملي(م هذا أن اإلنسان جامع لعوامل كثرية فلهذا قال املؤلف رمحه اهللا تعاىل املكاشف أنه جامع عوامله رأى الكل فيه فيصري عائما يف حبر وجود احملمدي الذي ال تدرك خوافيه، وهناك

باس واألخذ عنه بدون شك والتباس، ويقام هذا املكاشف خليفة على اخلليقة يصح له كمال االقتالستمساكه بالعروة الوثقى وسلوكه على أكمل طريقة، وهذا اهلمام هو الذي نسخت أقالم إهلام احلقيقة

ذيبه، فعاد مرآة فيضها األقدسي احملمدية كتاب تقريبه، ونفخت األرواح األمحدية يف صور تدريبه أرواح األزهر، وجامع سرها األنسي فـقل فيه اجلامع األزهر، ومع إشراق أضواء الشموس السبوحية، على هذا اإلمام وغلبة الصفات الروحية، فيستحيل عليه القيام باحلقيقة احملمدية قياما حييط بأسرارها، ويستحوذ على

ابع على قدر االستعداد والقبول، ال على قدر سعة دائرة السيد الرسول، رفيع بديع أطوارها، وإمنا حييط التا غارف، وإذا كانت احلقيقة احملمدية والذات فتلك دائرة ال حييط بكنهها عارف، ولو ان من صايف شريـبا

ا حممول وال حامل، فكيف بال هها وارث كامل، وال حييط ذات النزيهة العلية الرفيعة، األمحدية ال يدري كنـفال يعرف احلق مبا هو عليه من الكمال إال احلق، فما عرف اهللا على احلقيقة إال اهللا، ومن هنا كان سيدي

يا حرية يا دهشة يا حرف ال يقرأ، فما عرف أحد احلق من حيث ذاته : ياقوت العرشي رضي اهللا عنه يقولف من حيث األمساء والصفات وكنوز أسرار الذات ال الذات من حيث هي هي على الكمال، وإمنا يعر

إلـهي عرفين حقائق أمسائك احلسىن، وأطلعين على رقائق دقائق (بكل وجوهها، ولذا قلنا يف ورد السحر إدراك جتلي ومن قال من العارفني ب) معارفك احلسنا، وأشهدين خفي جتليات صفاتك، وكنوز أسرار ذاتك

قال القونوي رضي اهللا عنه . اإلطالق ذوقا فمراده لذي الفناء ال حال البقاء، فما رأى إطالق احلق إال احلقا علم أحد سواه ألنه ال يتعني عليه حكم خمصوص : يف شرح الفاحتة ومن املتفق عليه أن حقيقته ال حييط

وال يتناهى، وما ال يتميز بوجه ال ميكن تعقله إذ العقل ال حييط مبا ال وال يتقيد بوصف وال يتميز وال يتعني ينضبط، وال يتحيز عنده، فإن تعني ولو بنسبة ما من وجه ما علم بتعيينه من حيث ما تعني به وحبسبه ال

ذا الغيب إمنا هي معرفة إمجالية حاصلة بال كشف األجلى والتعريف مطلقا، وهذا القدر من املعرفة املتعلقة اإللـهي األعلى، الذي ال واسطة فيه غري نفس التجلي املتعني من هذه احلضرة الغيبية الغري املتعينة، وقد

وعلى هذا حيمل جواب سيدي عمر بن الفارض لسيدي . اخل... سبق التنبيه عليها وعلى كيفية حصوهلافنظر إيل نظر : ه يا سيدي هل أحاط أحد باهللا علما، قالإبراهيم اجلعربي رضي اهللا عنهما لما قال ل

نعم إذا حيطهم حييطون يا إبراهيم وأنت منهم، إي إذا أراد أن حييطهم أفناهم عنهم : معظم يل وقال :وخلصهم منهم وأبقاهم به له فرأوا به فإذا ال رؤية، وأنشدوا

دت من ال تراه إذا هي شاه قلوب العارفني هلا ذهاب نراه وما نراه إذ نراه وذا من أعجب األشياء فينا فال تعجب فما الرامي سواه دليلي إذ يقول رميت عبدي ا ال دنيا وال أخرى، واحلاصل أن الذات العلية من حيث الكنه ال تدرك وال تعلم وال ترى، وال حياط

دراك فمراده من بعض الوجوه، وإذا كان األنس باهللا ال ميكن لعدم املناسبة فكيف باإلدراك ومن قال باإلوالرؤية، ومن قال باألنس فمراده مبا يفيضه احلق ال باحلق، وكان مرادنا بسط الكالم يف هذا املقام ألنه مزلة

.األقدام سيما على ضعفاء األفهام، ولكن قصدنا االختصارحتقيق احلق األول أي بثباته ألنه من حق الشيء إذا ثبت، أي أقسم عليك بسر : قيق احلق األولبتح

وحققته حتقيقا إذا جعلته ثابتا، واملراد من احلق األول النور احملمدي ألنه أوال شيء ثبت له وصف األولية، قد جاءكم احلق من {: فقال تعاىلحق، ) ص(وأما امسه : قال شارح الدالئل. حق) ص(ومن أمسائه

فـلما جاءهم احلق من عندنا قالوا لوال أويت مثل ما أويت {: ، وقال تعاىل)]277[(}ربكم إىل غري ذلك، ومعناه هنا ضد الباطل من حق إذا ثبت أي هو الثابت الذي ال يتبدل )] 278[(}موسى

يتغري وال يعلو عليه الباطل، واملتحقق صدقه وأمره، أو معىن كونه حقا أي ذا حق أي جاء باحلق للخلق القال . انتهى. من ربه وهو ما جاء به من القرآن العظيم والدين املتني، وجعل عني احلق على هذا مبالغة

ذا االسم متصفا ) ص(احلق فإنه وأما امسه: اجليلي قدس اهللا سره يف الكماالت اإللـهية كان متحققا : يعين حممدا، وقال)] 279[(}قد جاءكم احلق من ربكم {: بالصفة احلقية، والدليل على ذلك قوله تعاىل

يعين حممدا ذكره القاضي عياض رمحه اهللا تعاىل يف )] 280[(} 5ف ق ك ل م ن ه و ى . _ ء { ، وورد يف احلديث من )]281[(} عع ؟ ژ ء آ = ؛ چ { : ه أي الشفا، وأيضا فإن اهللا تعاىل قالكتاب

، مث خلق منه العرش والكرسي والسماء واألرض )ص(رواية جابر أن اهللا تعاىل أول ما خلق روح حممد خلق اهللا تعاىل هو احلق الذي ) ص(ومجيع املوجودات، واجلمع بني هذه اآلية وهذا احلديث أن يقال أنه

وقد تكلم على هذا احلق املخلوق يف اإلنسان . انتهى. احلق املخلوق) ص(منه السمـوات واألرض، فهو روح احلق، قال شارح الدالئل رمحه اهللا ) ص(ومن أمسائه . الكامل يف الباب احلادي واخلمسني منه فراجعه

روح اإلميان ) ص(احلق الدين واإلميان، وهو روح احلق فيحتمل أن يكون املراد ب) ص(وأما امسه : تعاىلالذي قام به وجوده، فلواله مل يكن له وجود وال ظهور يف اخللق، وهو أصله وعنصره وفيه قراره، ومنه يتفرق وينبعث إىل غريه، وميد أهله، وحيتمل أن يكون احلق من أمسائه تعاىل وإضافة الروح إليهة كما يف حق عيسى

) ص(تسميته بروح اهللا، وهي إضافة خملوق إىل خالق ومملوك إىل مالك للتشريف، وروحه عليه السالم يف هو إنسان عني األرواح وأبوها وأس وجودها وأول صادر عن اهللا عز وجل، وهو الروح األعظم واخلليفة

. الضمحل وذهب روح اهللا املوضوع يف الوجود الذي به قوامه وثباته ولواله) ص(، وأيضا هو )ص(األكرب : وهل جيوز أن يـقسم العبد على اهللا بغري صفاته؟ قال شارح احلزب الكبري عند قوله رضي اهللا عنه. انتهى

جاء يف بعض األحاديث أنه عليه الصالة والسالم علم الناس الدعاء . اخل... أقسمت عليك ببسط يدكقال عز الدين فإن صح فينبغي أن يكون مقصورا . الرمحةاللهم إين أقسم عليك بنبيك حممد نيب : فقال

قال الربزيل وكان شيخنا الفقيه ـ يعين ابن عرفة ـ خيتار . عليه ألنه سيد ولد آدم وال يقسم على اهللا بغريهاجلواز وحيتج بسؤال عمر بالعباس يف قضية االستسقاء ويقول العبد الذي استسقى بالبصرة حببك يل إال ما

ولعل موضع اخلالف بينهما بعد . انتهى. إمنا هذا توسل وهو غري القسم: سقيتنا الساعة، قال احلطاباتفاقهما يف محل القسم يف احلديث على التوسل كما ورد يف طريق آخر أللهم إين أسألك وأتوجه إليك

أجازه ابن عرفة لقضية االستسقاء وغريها، بنبيك حممد نيب الرمحة أنه هل جيوز التوسل بغري النيب أو ال؟ فوأما القسم فال جيوز حبال بغرياهللا خالفا البن حنبل ومن تبعه، وأما كالم احلطاب . ومنعه ابن عبد السالم

ففيه نظر من حيث محله القسم على حقيقته وفهمه أن اخلالف يف ذلك ولذلك رد استدالل ابن عرفة، خلالف إمنا هو يف التوسل بغري النيب ما وقع يف املعيار يف جواب أليب القاسم ويشهد لما ذكرناه من أن ا

حبق : ولكن هل يـتـوسل به إىل اهللا تعاىل فيقول: العبدوسي بعد ذكره أن احلي ينتفع بامليت يف الزيارة، قال

تقد أن البقعة بقعة هذا الصاحل افعل يل كذا هذا نص معروف الكرخي رضي اهللا عنه يف احللية أو إمنا يع .انتهى. مباركة يدعو اهللا فيها من غري توسل هذا هو الذي عمل عليه الشيوخ

وعلى التوسل حيمل ما يف رسالة القشريي عن معروف الكرخي رضي اهللا عنه من كانت له إىل اهللا حاجة أنه كان يقول له إذا فليـقسم عليه يب، وكذا وجد خبط سيدي أيب العباس املرسي عن شيخه الشاذيل

عرضت لك إىل اهللا حاجة فأقسم عليه يب، كل ذلك مبعىن توسل، وأما ما وقع يف احلزب الكبري من قوله اخل فهو قسم بصفات اهللا تعاىل، فهو على حقيقته ولكنهة خاص باحملبوبني ... أقسمت عليك ببسط يدك

وحيتمله حديث » باد اهللا من لو أقسم على اهللا ألبرهإن من ع«املدلني على اهللا كما يشري إليه حديث يف قضية خطبة علي بنت أيب جهل على فاطمة، » واهللا ال جتتمع بنت عدو اهللا مع بنت حبيب اهللا أبدا«

وقد قال احلامتي رضي اهللا عنه إن هللا عبادا يتحكمون عليه فيما خيطر هلم فيجيبهم إىل ذلك، وذلك تحكمون عينا ملعرفتهم به حني

وقد نقل يف القوت يف . انتهى. أحضر هلم ذلك فهو املتحكم غيبا وهم امل

آخر كتاب احملبة حيث تكلم على اخللة عن اجلنيد أن العبد يف هذا املقام يعلم أن اهللا حيبه ويقول العبد وجل ومستأنسون به وهم وهؤالء مدلون على اهللا عز : حبقي عليك وجباهي عندك أو يقول حببك يل، قال

جلساء اهللا قد رفع احلشمة بينه وبينهم وزالت الوحشة بينه وبينهم، علموا أن اهللا حيبهم وأن هلم ومنزلة فضال منه تعاىل وفرط كرم أو كما قال، وهذا خارج عن الفتوى وال يعرفه غري أهله، وباجلملة فال يكون

ق واستهالك يف احلقيقة حبيث يكون صاحب تلك احلالة مرتمجا عن ربه بربه، اإلدالل والقسم إال عن استغرا .انتهى. وليس لغريه ذلك إال على سبيل التالوة ألذكاره واحلكاية عنه واهللا أعلم

ه أعز اخللق وأكرمهم على اهللا أقسم عليه به لتحققه أن احلق ال خييب من توسل جبناب) ص(وملا كان النيب الشريف ومقامه املنيف، وقد أرشد إىل التوجه به إىل ربه يف احلديث الذي رواه الرتمذي وابن ماجه واحلاكم

إليك بنبيك حممد نيب الرمحة يا حممد إين توجهت بك إىل ريب يف أللهم إين أسألك وأتوجه(والنسائي وهو ولوروده قصة قال شارح الدالئل ولفظ النسائي أن أعمى أتى إىل )حاجيت هذه لتـقضى يل أللهم فشفعه يف

يا رسول اهللا : أو أدعك، قال: يا رسول اهللا ادع اهللا أن يكشف يل عن بصري، قال: فقال) ص(رسول اهللا : يا رسول اهللا إنه قد شق علي ذهاب بصري، قال: أو أدعك، قال: إنه قد شق علي ذهاب بصري، قال

أللهم إين أسألك وأتوجه إليك بنبيي حممد نيب الرمحة يا حممد إين «: انطلق فتوضأ مث صل ركعتني مث قلف

، فرجع وقد كشف اهللا » أتوجه إىل ريب بك أن يكشف يل عن بصري، اللهم شفعه يف وشفعين يف نفسي .انتهى. تعاىل عن بصره

طلوب الشيخ أعظم املطالب فسأل اهللا تعاىل وأقسم عليه بأعظم اخللق أن ينيله أعظم وهو أعظم اخللق، ومهبط جربيل على : املطالب، ومما يدلك على أنه أعظم اخللق ما يف حديث سلمان عن ابن عساكر، قال

قت خلقا إن ربك يقول لك إن كنت اختذت إبراهيم خليال فقد اختذتك حبيبا وما خل: فقال) ص(النيب أكرم علي منك ولقد خلقت الدنيا وأهلها ألعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولوالك ما خلقت الدنيا

احلاكم والبيهقي قول اهللا تبارك وتعاىل آلدم عليه السالم لوال حممد ما خلقتك، ويف حديث آخر وصحح .لواله ما خلقتك وال خلقت مساء وال أرضا

هو األول السابق على سائر املوجودات من حيث : قال القاضي رمحه اهللا: يا آخر يا ظاهر يا باطنيا أول ا مع قطع النظر عن غريها، أو هو األول إنه موجدها وحمدثها، واآلخر الباقي بعد فنائها ولو بالنظر إىل ذا

سببات، أو األول الظاهر : خارجا واآلخر ذهنا، والظاهر والباطنالذي تبتدىء منه األسباب وينتهي إليه امل

وجوده لكثرة دالئله، والباطن حقيقة ذاته فال يكتنهها العقول، أو الغالب على كل شيء والعامل بباطنه، والواو األوىل واألخرية للجمع بني الوصفني، واملتوسطة للجمع بني اجملموعني، وهو بكل شيء عليم يستوي

اية، : وقيل. انتهى. الظاهر واخلفيعنده األول الذي ليس لوجوده بداية، واآلخر الذي ليس لوجوده األول الذي ال : والظاهر الذي ال خيفى من حيث صفاته، والباطن الذي ال يدرك من حيث ذاته، وقيلاية وغاية كل اية كل اية له بل هو غاية، فأوليته عبارة يتوقد وجوده على غريه، واآلخر هو الذي ال

اية وغاية، عن صفة وجوده الذي مل يكن مسبوقا بالعدم وآخريته عبارة عن صفة وجوده الذي ليس له والظاهر هو الذي ظهر يف كل شيء، والباطن هو الذي ال يدركه شيء، فهو األول بال بداية، واآلخر بال

األول بالوجود وابتدائه : كيفه العقول واأللباب، وقيلاية، والظاهر بدون احتجاب، والباطن الذي ال تباإلحسان، واآلخر الذي يرجع األمر إليه وتفضله بالغفران، والظاهر لنفسه فما زال ظاهرا، والباطن عن خلقه فلم يزل باطنا، فهو الظاهر بالكفاية والباطن بالعناية، وكان سيدي أبو احلسن الشاذيل قدس اهللا سره

ذه اآلية فإنه جعل نفسه عني ما ظهر وعني ما : يف معىن هذه اآلية يقول قد حمق احلق تعاىل األغيار والكالم على هذه األمساء األربعة يطول، وقد تكفل بذلك . انتهى. بطن، وكذا هي حضرة الذات املقدسة

ؤذنة بال: فإن قلت. أئمة فحولبـعد مع أنه تعاىل أقرب إلينا من حبل الوريد؟ مل أتى املصنف بياء النداء امل

ا قـلنا لمالحظته بـعد املكانة والبون الذي بني رتبة العبد وربه ألن بـعد احلق وقربه ليس كبعد األجسام وقرالعبد عن لتعاليه وتقدسه عن ذلك، فقربه كناية عن قـرب العبد من منازل إمداده، وبعده إشارة إىل إقصاء

ما، . باب إسعافه وإسعاده واعلم أن االستغاثة بأمسائه تعاىل على ثالثة أقسام بياء النداء وبأل وبدوبتدىء، وأل للمتوسط، واألخري للمنتهي، فاملبتدىء مثال يقول

يا رمحـن، واملتوسط : فاألوىل للمريد امل

وياء النداء كان أسرع إجابة، واملبتدىء ملا كان ضعيفا الرمحـن، واملنتهي رمحـن، ألن االسم إذا جترد عن ألعن الثبات لدى سرعة اإلجابة ذكر بياء النداء فتبعد اإلجابة فيكثر توجهه وبه يتقوى عزمه، مث إذا تقوى

نها ذكر بأل اليت هي لفظ تعريف فيتعرف احلق له باإلمداد فوق إمداده األول، وهي ال تشري للبـعد ولكيأ لقبول فيض احلق تعاىل ذكر زيادة على االسم فلهذا كانت تبعد اإلجابة، وإذا كمل استعداد الطالب واالسم جمردا فكان الفتح أسرع، وإذا بلغ العبد مقام الكمال ساغ له الذكر بأي صيغة أراد ألنه صار غريق

ل الكامل إىل رتبة املبتدىء لريشد التائه وبنوره يهتدي، حبر القرب فال يرى بعدا وليس عنده بـعد، وقد يتنز .وهلذا أتى املصنف بياء النداء لتنزله يف إيصال النداء

.أي اقـبل واستجب يا مسيع دعائي: إمسع ندائي .أي بالذي: مبـا .أي قبلت بسببه: سـمعت .أي دعاء: نـداء .ة تشريفاملضاف إليك إضاف: عبـدك زكرياء بن آزر، وكان زكرياء وعمران أبو مرمي متزوجني : ابن برخيا من ولد سليمان بن داود، وقيل: زكـرياء

بأختني الواحدة عنده واألخرى عند عمران وهي أم مرمي، وهلذا كفل زكريياء مرمي فإن أباها كان قد مات، ا جريج النجار، فلما بلغ زكرياء الكبـر رزقه اهللا حيىي من إنه ضعف عن كفالتها ألزمة أصابتهم فكفله: وقيل

ستة أشهر فاتـهم بنو : زوجته تلك فيحىي بن خالة مرمي، وولد عيسى بعد والدة حيىي بثالث سنني، وقيلسامرات لسيدي حميي

م ونداؤه عليه السال. الدين قدس اهللا سره إسرائيل زكرياء مبرمي فهرب منهم كذا يف امل

وحيدا : (قال القاضي)] 282[(}وزكريا إذ نادى ربه رب ال تذرين فـردا{: ما أخرب اهللا تعاىل عنه بقولهر الوارثني {) بال ولد يرثين نا له {) فإن مل ترزقين من يرثين فال أبايل له) (1(} وأنت خيـ نا له ووهبـ فاستجبـ

أي أصلحناها للوالدة بعد عقرها أو لزكرياء بتحسني خلقها وكانت )] (283[(}ىي وأصلحنا له زوجه حي

نا له حيىي وأصلحنا له زوجه {) خردة نا له ووهبـ يعين املتوالدين أو املذكورين من )] (284[(}فاستجبـ) 1(} ويدعونـنا رغبا ورهبا{) يبادرون إىل أبواب اخلري) (1(} ون يف اخليـرات كانوا يسارع {) األنبياء

وكانوا لنا {) ذوي رغب أي راغبني يف الثواب راجني لإلجابة أو يف الطاعة وخائفني العقاب أو املعصية(م ) (1(} خاشعني ذه اخلصالتائبني أو دائمني الوجل واملعىن أ واملعىن . انتهى). نالوا من اهللا ما نالوا

أي اقـبل دعائي وال جتعل فيه تأخريا بل اجعل اإلجابة تابعة للسؤال كما كانت إجابة زكرياء عليه السالم ا تابعة لسؤاله، واستجب مين دعائي كاستجابتك له، فإنك مل ترد سؤاله لسر التخصيص األزيل العلي، ومل

كانت مطالبه املتقدمة والالحقة مطالب خاصة اخلاصة سأل أن يكون نداؤه جمابا كإجابتهم إذ هم األحباب الذين ال يـرد سؤاهلم وال خييب آماهلم، ولعل الشيخ رضي اهللا عنه عرض بذكر نداء زكرياء عليه

رية الطيبة ا باركة سواء كانت روحانية أو جسمانية، وقد استجاب السالم ومراده به منه تعاىل أن يهبه الذمل

احلق سبحانه وتعاىل سؤاله وبـلغه آماله فرزقه ولدا روحانيا مباركا وهو اإلمام الشاذيل اهلمام الذي عمت عنه يف أول ولنذكر عبارة الشيخ األكرب رضي اهللا . بركاته، وطمت إمداداته، وعال به الطريق، وغال به الزيق

اعلم أن العطايا ذاتية وأمسائية، واألوىل ال تكون إال عن جتل ذايت : الفص الشيشي خمتصرة ملخصة فنقوللكن من خلف حجاب األمساء، والثانية عن جتل أمسائي، ومنها ما يكون عن سؤال معني أو غري معني،

لالزب أو باالستعداد، وهو ال يشعر به صاحبه إال إن وعن غري سؤال لفظي، ألن احلايل ال بد منه للفقر اكان كامال مطلعا، على األعيان الثابتة يف علم احلق، وأهل هذا الصنف منعهم من السؤال علمهم بأن هللا فيهم سابقة قضاء، فهم قد هيئوا حملهم لقبول ما يرد منه، وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم، ومن هؤالء

ن يعلم أن علم اهللا به يف مجيع أحواله هو ما كان عليه يف حال ثبوت عينه قبل وجودها، ويعلم أن احلق م ال يعطيه إال ما أعطاه عينه من العلم به وهو ما كان عليه يف حال ثبوته فيعلم علم اهللا من أين حصل، وما

هم الواقفون على سر القدر وهم على مثة صنف من أهل اهللا تعاىل أعلم وأكشف من هذا الصنف، فقسمني منهم من يعلم ذلك جممال ومنهم من يعلم مفصال والثاين أعلى وأمت، والسائلون على أقسام؛ منهم من بعثه على السؤال االستعجال الطبيعي، ومنهم الباعث هلم علمهم أن مث ما ال ينال إال بالسؤال

ألوه معلقا على سؤاهلم، ومنهم من يسأل امتثاال لألمر اإللـهي وهؤالء ال مهة فيسألون رجاء أن يكون ما سهلم يف نيل ما سألوه من معني أو غري معني أو حاليا أو استعداديا وإمنا مهتهم امتثال األمر فإذا اقتضى

دادي واقع فال يتوقعون إجابة، احلال سؤاال سألوا أو تفويضا سكتوا مع علمهم أن الطلب احلايل واالستع

واإلجابة على قسمني إجابة باملسؤول وهي حتصل حبضور الوقت وتـبطىء ببعده، وإجابة بلبيك لما يف لبيك عبدي سل تـعط، والظاهر من حال الشيخ أن طلبه : يا رب يا رب، قال اهللا: احلديث إذا قال العبد

.كمال لغيبته عن حظه ومراده ويشهد له قولهجملرد االمتثال وهو حال أهل الأي تول نصري بذاتك فإن من تنصره ال غالب له وألنصر دينك احلق وقولك الصدق، : وانصرين بك لك

ال لغرض نفساين أو مقصد فاتن فإين، وألكون ممن نصر احلق باحلق فنصره احلق وثبت أقدامه ومنحه .شكوكه وأوهامهالنصر والفتح وأزال

أي قوين واشددين حبولك وقوتك فإنه ال حول وال قوة إال بك ألقهر كل معارض : وأيدين بك لك غتسل البارد فيطهر من رجسه ويتخلص من قيد حدسه، وألجعل

اختطفته العوارض وأرد كل شارد إىل امل

لسفلى، فأكون خليفتك يف بالدك على كافة خليقتك بتأييدك يل كلمتك هي العليا وكلمة أعدائك ا .وعبادك

أي ارفع احلجاب بيين وبينك ليـفىن البني، فـيصل العبد إىل مقام العندية، فـتسمو : وامجع بيين وبينك مع، ويتضح وترتفع املقامات العبدية، وهناك يكشف سر اجلمع، وميحى البني من البني بكينونية البصر والس

األمر اتضاحا ال يطلب بـعده املزيد، لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا فال يفيد، وصاحب هذا املقام يسمى الواجد، ألنه علم األمر على ما هو عليه بتعليم الواجد، وإىل هذا الوجدان اإلحساين أشار سيدي

:قربه أسره، بقولهعبد القادر اجليالين قدس اهللا سره، وب أرجو وال موعودة أترقب مل يـبق يل أمال وال أمنية

حىت بلغت مكانة ال توهب ما زلت أرتع يف ميادين الرضى ر ممنون {: وإىل هذه املكانة اإلشارة بقوله تعاىل ، قال اجليلي قدس سره يف )]285[(}فـلهم أجر غيـ

م نالوا مااإلن هو هلم فليس ذلك مبوهوب حىت يكون ممنونا، بل ظفروا مبا اقتضته سان الكامل يعين أحقائقهم اليت خلقناهم عليها من الفطرة فكل ما نالوه إمنا هو باستحقاق وجعلناه هلم، ولو كان الكل من

قية إلـهية، وإىل هذا املعىن أشار خزائن اجلود فإن التجليات الذاتية ال تسمى موهبة بل هي أمور استحقا .انتهى. اخل... ما زلت أرتع: شيخنا الشيخ عبد القادر اجليالين يف قوله

حبجاب قربك وشهودك، وكن أنت حجايب بنفي حجبك وقيودك، حىت ال يقع : وحل بيين وبني غريك يف الوجود موجود، ومن لوازم اجلمع شهود مين إال عليك فتكون أقرب إيل من كل مشهود، فال أرى غريك

باهللا وعلى اهللا الغيبة عما سواه، لكن ملا كان املقام مقام بسط وانبساط، أكد وطلب بسط هذا البساط، هللا ـ 17ن ه و ى { : قال اهللا تعاىل وحل : (قوله: قال شارح احلزب)]. 286[(} 18ي

وامجع (شيخه وأستاذه سيدي عبد السالم رضي اهللا عنهما يف صالته املشهورة هو كقول ) بيين وبني غريكوذلك يكون بغيبة العبد عن وجوده واستغراقه يف نور شهوده كما أشار ) بيين وبينك وحل بيين وبني غريك

:إىل ذلك اجلنيد بقوله علي من الشهود لما يـبدو وجودي أن أغيب عن الوجود

:ي رضي اهللا عنه من مجلة مقطعاته وأزجالهوللششرت نغب عن الوجود أنا حني خنلو مبحبويب

يف سورة العقود ونـقرأ سر مكتويب ألن مجيع ما يشريون إليه ويغتبطون به إمنا هو أسرار احملبة )] 287[(}حيبـهم وحيبونه {: يعين قوله تعاىل

ا احلقيقة، وفيها ما يدق ويضيق عنه نطاق البيان وإمنا هو رموز وإشارات يعرفها أهلها ذوقا ووجدا ألتوجد فـتـعلم وال تعلم فتوجد، وإمنا سبيل غريهم أن يسلم هلم ويؤمن بوهبة موالهم هلم وختصيصهم مبا به

.انتهى. معهمتوالهم، رزقنا اهللا حبهم ومن علينا باالخنراط يف سلكهم والكون الثالث يف ) ص(وهلذا كان يستعمل نبينا » إن اهللا وتـر حيب الوتر«جاء يف احلديث الشريف : أهللا أهللا أهللا

كثري من أقواله وأفعاله، ففي احلديث كان يعجبه أن يدعو ثالثا، وأن يستغفر ثالثا، وفيه كان يشرب ثالثة هو «: يف آخره، وكان يستاك عرضا ويشرب مصا ويتنفس ثالثا ويقولأنفس يسم اهللا يف أوله وحيمد اهللا

، وفيه كان يسلم ثالث مرات، وفيه كان يعيد الكلمة ثالثا لتعقل عنه، وكان يغسل » وأمرأ وأبـرأ أهنأ ه، وكان ال يعود مريضا إال مقعدته ثالثا، وكان له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثالثة يف هذه وثالثة يف هذ

بعد الثالث، وكان ال يقرأ القرآن يف أقل من ثالث، وكان يأكل بثالث أصابع ويستعني بالرابعة، وكان حيب أن يفطر على ثالث مترات أو شيء مل تصبه النار، وكان إذا قال الشيء ثالث مرات مل يراجع، وكان إذا

» اللهم أنت السالم ومنك السالم تباركت يا ذا اجلالل واإلكرام«: مث قالانصرف من صالته استغفر ثالثا حبب إيل من دنياكم «) ص(يصوم من غرة كل شهر ثالثة أيام وقـلما يفطر يوم اجلمعة، وعنه ، وكان

. اخل... الطيب: دنياكم ثالث، ورواية الغزايل حببت إيل من » النساء والطيب وجعلت قـرة عيين يف الصالة

وتعلم من هذا احلديث أنه مل : قال ابن غامن املقدسي رضي اهللا عنه يف كتاب إفراد األحد عن إفراد العددذه الثالثة التمتع للشهوة وذلك ألنه جاء بلفظ مفعول ما مل يسم فاعله بقوله فكأنه » حبب إيل «: يرد

وأضافها إلينا، » من دنياكم«: وال من تلقائه بل كأنه ألزم بذلك، الثاين أنه قالفلم يكن احلب من نفسه القاة املالئكة ومناجاة احلق » الطيب«): ص(ولو أحبها أضافها إىل نفسه، فأما قوله

فما أحبه إال مل

ه أراد التناسل بني العباد سبحانه وتعاىل فأحب أن يتطيب لذلك، ال ألنه شهوة نفسه، وأما النساء فألن، وأما ما كان حظ » تناكحوا تناسلوا فإين مباه بكم األمم يوم القيامة«): ص(وكثرة اخللق لتكثر منه، قال

وجعلت قـرة عيين يف «: قلبه ومرآة ربه فأضافه إىل نفسه وإىل أحب األعضاء إليه وأعزها عليه فقالوهم أنه أحب شيئا من الدنيا للتمتع والتلذذ فيسيء الظن بنبيه، كيف وقد عرضت فال يتوهم متـ » الصالة

عليه مفاتيح كنوز األرض وبطحاء مكة ذهبا فأىب أن يـقبلها وال أعارها طرفا، أتراه أعرض عن الكل مث يريد : ال بد من قبول شيء منها، فقالالبعض حاشاه من ذلك، وإمنا ملا وصلت إليه هذه اهلدية رأى أن

: وأنا حبب إيل من دنياكم ثالثة: ، وقال أبو بكر الصديق رضي اهللا عنه» حبب إيل من دنياكم ثالثة«وأنا حبب إيل : وقال عمر رضي اهللا عنه. القيام بني يديك، واإلنفاق عليك، والنظر إليك صلى اهللا عليك

وأنا : وقال عثمان رضي اهللا عنه. األمر باملعروف، والنهي عن املنكر، وإغاثة امللهوف: ثالثةمن دنياكم فقال علي رضي . إطعام الطعام، وإفشاء السالم، والصالة بالليل والناس نيام: حبب إيل من دنياكم ثالثة

فأوحى . ام الضيف، والضرب بالسيفالصوم يف الصيف، وإكر : وأنا حبب إيل من دنياكم ثالثة: اهللا عنهولقد . بدن صابر، ولسان ذاكر، وقلب شاكر: اهللا تعاىل إىل حبيبه يا حممد وأنا أحب من دنياكم ثالثة

خذ العفو {: أنزل جربيل عليه السالم بثالثة خصال من مكارم األخالق يف الدنيا واآلخرة وهو قوله تعاىل، وهو أن يصل من قطعه، ويعطي من حرمه، ويعفو )]288[(}*أعرض عن اجلاهلني وأمر بالعرف و

وقال علي رضي اهللا . لقد مجعت هذه اآلية مكارم األخالق: قال ابن عباس رضي اهللا عنهما. عمن ظلمهوثالثة فيها ذلة وقلة . ن مكر اهللاليأس من روح اهللا، والقنوط من رمحة اهللا، واألمن م: الكبائر ثالث: عنه، ومن اعتمد على عقله زل ومن استغىن مباله قل : وزلة ممن : وإياك أن تكون من ثالثة. من اعتز مبخلوق ذل

ذنبني وال جيتنبهم، ويلعن إبليس يف العالنية ويطيعه يف وثالثة . السر حيب الصاحلني وال خيالطهم، ويلوم امل

واعلم أن البقاء له ثالث . حر ابـتلي بعبد، وعاقل ابـتلي جباهل، وكرمي احتاج إىل لئيم: حيق هلم البكاءرة فيه، وال يصل إىل هذه الثالث إال : عالمات حضور ال غيبة فيه، وشهود ال شهوة فيه، ومخود ال فـتـ

تقنيبثالث معني ودليل وزاد، فامل

تقون على ثالثة . عني هو اهللا، والدليل رسول اهللا، والزاد يقني املوامل

تبديل الكفر : فمقام العام على ثالث مراتب. مقام العام، ومقام اخلاص، ومقام خاص اخلاص : مقاماتليميز الله اخلبيث من {: بقوله تعاىلبالذكر، وتبديل الشرك بالشكر، وتبديل اجلحد بالعقد وإليه اإلشارة

تبديل اجلفوة بالصفوة، وتبديل اخللطة بالعزلة، : وأما مقام اخلاص فله ثالث عالمات)]. 289[(}الطيب لة تبديل االسم باالسم، وتبديل السكر : وأما مقام خاص اخلاص فله ثالث عالمات. وتبديل العزة بالذ

قل الله مث ذرهم يف خوضهم {: بالصحو، وتبديل الوجود باحملو، وإليه اإلشارة بقوله تعاىلوللتوحيد . ، ولكن ال يرى العبد ذرة من مقام التقوى حىت يدخل يف مقام التوحيد)]290[(}يـلعبون

مقام يرجع إىل اخلاطر، فأما الذي يرجع مقام يرجع إىل العقل، ومقام يرجع إىل القلب، و : ثالث عالمات. إثبات موجود غري مفقود، ومعلوم غري موهوم، وحممود غري حمدود: إىل العقل فإثبات ثالثة منـزهة عن ثالثة

معرفة من غري إشارة، وحمبة من غري عبارة، وإرادة : وأما الذي يرجع إىل القلب إثبات ثالثة منـزهة عن ثالثةخاطر يشري إىل األزل من غري : وأما املقام الذي يرجع إىل اخلاطر فثالثة منـزهة عن ثالثة. قةمن غري عال

:زمان، وإىل األبد من غري مكان، وإىل الوجود من غري حدود، وقيل يف ذلك سرا فأوجدها الطواف عيانا طافت قلوب العارفني بعرشه

ومتازجت فأباحها الكتمانا وسعت فخرقت الستور وكوشفت ثالث هن علي فريضة وهن لكم تطوع؛ الوتر وركعتا الضحى «): ص(والثالثيات كثرية، منها قوله . انتهى

ن العبد ظل خص «: ، وقوله» ثالث ال ترد الوسائد والدهن واللنب«: ، وقوله» والفجر ثالث ال حياسب ا صلبه وثوب يواري به عورتهيستظل به وكسرة ي ثالث ال يفطرن الصائم احلجابة والقيء «: ، وقوله» شد

ثالث «: ، وقوله» ثالث ال يعاد صاحبهن الرمد وصاحب الضرس وصاحب الدمل«: ، وقوله» واالحتالم » جيلني البصر النظر إىل اخلضرة وإىل املاء اجلاري وإىل الوجه احلسن

من قام «): ص(شار إليه بقوله أي امل

واعلم أن األسفار على ما ذهب إليه سيدي حميي الدين قدس . إىل غري ذلك» بالليل حسن وجهه بالنهاردرجة العامة ودرجة السالك : سفر من عنده وسفر إليه وسفر فيه، ودرجات الطريق ثالثة: اهللا سره ثالثة

حقق، والطريق أوله جنون وأوسطه فنون وآخره سكون، والوالية صغرى ووسطى وكربى، واملراتب ودرجة امل

منزل عامل الفناء ومنزل عامل : ومنازل السائرين ثالثة. مرتبة اإلسالم ومرتبة اإلميان ومرتبة اإلحسان: ثالثةاية: ولكل مقام من مقامات الطريق ثالث. اجلذبة ومنزل عامل القبضة .درجات بداية وتوسط و

إشارة سالك وحمب وجمذوب، وتنقسم إشارة كل واحد منهم إىل عليا ومتوسطة وسفلى، : واإلشارات ثالثة: األوىل علم اليقني والثانية عني اليقني والثالثة حق اليقني، وللطريق ثالثة أنساب: واليقني له ثالث مراتب

، وله )رسالة الصحبة(ذه الثالثة رسالة مسيناها نسب اخلدمة ونسب احملبة ونسب الصحبة، وقد ألفنا يف هأوهلا التعلق وأوسطها التحقق وآخرها التخلق، وأوهلا عناء وأوسطها فناء وآخرها غناء، : ثالث درجات

وأوهلا تعديد وأوسطها جتريد وآخرها تفريد، وأوهلا جفاء وأوسطها صفاء وآخرها خفاء، وأوهلا اجتماع . آخرها ارتفاع، وأحرف اجلاللة اجملتمعة ثالثة؛ كاألشهر احلرم واأللف الفرد كرجب الفردوأوسطها انتفاع و

وملا كان الشيخ رضي اهللا عنه من أهل الرسوخ يف املقام التوحيدي اجلامعني بني توحيد األفعال وتوحيد مهات األمساء اليت ترجع إليها األمساء والصفات وتوحيد الذات ذكر هذا االسم اجلامع لكل توحيد مرة، وأ

اهللا والرب والرمحـن، فأشار إليها بالثالث، وأيضا فإن األمساء تنقسم إىل ثالثة : القصص القرآنية ثالثةقسم للتعلق والتحقق كالرمحـن وقسم للتعلق والتحقق والتخلق كالستار والغفار، وقسم برزخ جامع : أقسام

ملوصوفة جبميع األمساء والصفات فله حكم الربزخية من حيث إنه جامع للقسمني، كاهللا فإنه اسم الذات اومن حيث هو اسم الذات فال يصح أن يـتخلق به حبال، وسر ذلك يظهر يف البسملة فإن بسم مرتبة

راتب ثالثة أشار ذاتية، واسم اجلاللة له املرتبة الربزخية، والرمحـن الرحيم هلما املرتبة الصفاتية، فلما كانت امل' × % $ £ ! " { : الشيخ إليها بتكرير االسم ثالثا، وقد جعل احلق مراتب األمساء ثالثة يف قوله تعاىل

وملا كان اسم اجلاللة له احليطة التامة واملنزلة العامة قدمه مث أردفه بالرمحـن فإن )]. 291[(}، ( ) * + أيضا مما اختص احلق به لكن حيطة اسم اجلاللة أوسع وأمجع، حيطته دون حيطة اسم الذات وإن كان هو

ا واحد يف ذاته وصفاته وأفعاله، مث جعل بقية األمساء رتبة واحدة، واملراد منها وإن كثرت معرفة أن املسمى ا أهللا أهللا أهللا، أي إذا نظرت إىل الذات قلت أهللا، وإن نظرت إىل الصفات قلت املوصوف : فلهذا قال

أهللا، وإن نظرت : أهللا، وإن نظرت إىل األفعال وأن الفاعل هو اهللا قلت أهللا، وإن نظرت إىل األحدية قلتإىل الواحدية قلت أهللا، وإن نظرت إىل الوحدانية قلت أهللا ألن املوصوف بكل الصفات اجلاللية واجلمالية

مث دنا فـتدىل {قال مصغيا إثره أهللا وكررها ثالثا ) قل أهللا): (ص(وملا قال اهللا تعاىل لنبيه . والكمالية هو اهللاشار إليه بقوله تعاىل)] 292[(}*

، )]293[(}*فكان قاب قـوسني أو أدىن {: لسر القرب األكمل امل

منا قرأ القرآن مرة هي تعدل ثلث القرآن فمن كررها ثالثا فكأ)] 294[(}*قل هو الله أحد {: وبقولهعتـىن به مرة

سماة باسم اهللا، فإذا ذكره العبد امل

واحدة، والقرآن يف اصطالح القوم عبارة عن الذات امل

اكر يف أحضر، ويف الثانية يغيب يف حضوره، ويف الثالثة يغيب بشهود غيب الغيب عن احلضور فيكون الذوقد يكون مراد الشيخ غري ما )]. 295[(}ولذكر الله أكبـر {ذلك املقام هو املذكور، وهذا ذكر اهللا

ذكرنا وإشارته أدق مما أشرنا له فإن شرح الكالم على مراد املؤلف ال يكون إال من صاحب إشراف على مراد املؤلف وهذا خمصوص بأهل الكشف الرباين والفيص اإلحساين، والكالم على هذا االسم من حيث

ه وما يدخل حتت حيطته وأسراره وأنواره يستدعي إىل مزيد بسط وسعة جمال، وقد تكلم عليه كثري اشتقاق وملا كان املؤلف رضي اهللا عنه من أهل السكر والصحو معا فال يـغيبه سكره عن . من أهل اهللا الرجال

إىل التجليات احلقية سكر وغاب، صحوه وال صحوه عن سكره، وهذا مشهد اجلامع الفارق، فإنه إذا نظروإذا نظر إىل الصفات حضر وطاب، فهو برزخ بني احلضور والغيبة، متمكن يف مقامي األنس واهليبة، يشهد احلق يف اخللق واخللق يف احلق، شهود ظهور يف بطون، وسر مصون ودر مكنون، وهذه حالة

وقول ) ما رأيت شيئا إال رأيت اهللا قبله(كرب قدس اهللا سره األفخر األواب، وإليه اإلشارة بقول الصديق األوبقول اخلليفة الثالث األكرم ) ما رأيت شيئا إال رأيت اهللا فيه(اخلليفة الثاين رضي اهللا عنه ما تليت املثاين

ما : (رضي اهللا عنهوبقول الرابع اخلامت احلفيظ الكامت ) ما رأيت شيئا إال رأيت اهللا معه: (رضي اهللا عنه :مث أشار إىل الرجوع بعد الذهاب يف اهللا بآية). رأيت شيئا إال رأيت اهللا بعده

)].296[(}إن الذي فـرض عليك القرآن لرآدك إىل معاد {إن فإن الرجوع صحو والذهاب حمو، وأهل احملو وإن جلوا فنفعهم قاصر عليهم خبالف أهل الصحو ف

فضي إىل الفناء واالستغراق والغيبة باحلق يف . نفعهم عام وإمدادهم طام وملا طلب مقام اجلمع الكلي امل

احلق للحق بدون احرتاق واخرتاق، مث أشار بتكرير الذكر إىل الوجود يف األوىل واخلود يف الثانية واخلمود عن الرجوع والصحو بعد الذهاب واحملو ليكون نائبا عن إمامه اخلمود يف الثالثة، طلب بطريق التعريض مقام

حققون قليلون، وإن كان الذي يدعونه األعظم يف الدعوة إىل الطريق األقوم، وهذا املقام عزيز وأهله امل

كثريون، وال يكون اإلرث احملمدي على الكمال يف كل عصر إال لواحد، فإن جناب احلق جل أن يكون قال . لكل وارد، وإمنا خيتص به واحد بعد واحد، وصاحب هذا املقام هو صاحب اخللوة باهللا موردا

اخللوة باهللا وحده ال تكون إال : وكان سيدي علي اخلواص يقول: الشعراين رضي اهللا عنه يف الطبقاتاحلق تعاىل بشخص للقطب الغوث يف كل زمان، فإذا فارق هيكله املقدر باالنتقال إىل الدار اآلخرة انفرد

ا إال : آخر مكانه ال ينفرد يف زمان واحد بشخصني، قال وهذه اخللوة وردت يف الكتاب والسنة وال يشعر

وأما خلوة غري : ورأيت هذا بعينه يف كالم الشيخ حميي الدين أيضا، قال: قلت: أهل اهللا خاصة، قال. انتهى. لبـعد عما يشغله عن الطاعات من املخلوقنيالقطب فال تكون باهللا وإمنا هي ملزيد االستعداد وا

ويف رسالة ) رسالة هدية األحباب فيما للخلوة من الشروط واآلداب(وقد تكلمنا عن اخللوة ولوازمها يف إن الذي فرض عليك القرآن أوجب : ، وقال القاضي رمحه اهللا تعاىل)بلوغ املرام يف خلوة خلوتية الشام(

وتبليغه والعمل مبا فيه لرادك إىل معاد، أي ميعاد وهو املقام احملمود الذي وعدك أن يبعثك عليك تالوتها على أنه من العادة ورده إليها يوم الفتح كأنه ملا حكم بأن العاقبة للمتقني فيه، أو مكة اليت اعتدت

سيئني، وعده بالعاقبة احلسىنحسنني ووعيد امل

روي أنه بلغ جحفة يف . يف الدارينوأكد ذلك بوعد امل

وهذه اآلية يكررها من وقع يف شدة أو يف يد ظامل أو . انتهى. مهاجره اشتاق إىل مولده ومولد آبائه فنزلتقال يل شيخنا املرحوم الشيخ عبد اللطيف اخللويت روح اهللا . رأي عني غدر من أحد حيصل له الفرج سريعا

:وقد أفادنيها رجل من العلماء الكبار: بت هذه اآلية فرأيتها صحيحة، قالروحه قد جر )] .297[(}ح خ د ذ ر ز س ش ص ض { ية إىل الكهف {: قال اهللا تعاىل ـ يعين فتية من أشراف الروم ـ، راودهم : ، قال القاضي) 1(} إذ أوى الفتـ

توجب لنا املغفرة ) 1(} ربـنا آتنا من لدنك رمحة {: كهف فقالوادقيانوس على الشرك فأبوا وهربوا إىل ال} ض { من األمر الذي حنن عليه من مفارقة الكفار ) 1(} ز س ش ص { والرزق واألمن من العدو

ة رأيت منك رشدا، وأصل التهيئ: نصري بسببه راشدين مهتدين أو اجعل أمرنا كله رشدا، كقولك) 1(اجلمهور : قال القاضي)] 298[(}فـوجدا عبدا من عبادنا{: وقال تعاىل. انتهى. إحداث هيئة الشيء

ناه رمحة من عندنا{إلياس، : اليسع، وقيل: على أنه اخلضر وامسه بليا بن ملكان، وقيل هي ) 2(} آتـيـ. مما خيتص بنا وال يعلم إال بتوفيقنا وهو علم الغيب) 2(} ا علماوعلمناه من لدن {الوحي والنبوة،

فكأن الشيخ رضي اهللا عنه طلب من ربه سبحانه أن مين عليه مبا من به على أهل الكهف من .انتهىكر واالستدراج، فإن مطالبه أعظم

املطالب إتـيان الرمحة والرشد يف األمر وأن يدخله كهف األمان من امل

ا على محل ما أعطيتين فكأنه يقول فإذا منـنت علي يا رب مبطاليب السالفة فأتين رمحة من عندك أتقوى ء يل من أمري رشدا أجنو به من مكرك فإنه ال يأمن مكر اهللا إال القوم اخلاسرون .وهىي

اقح األنوار ولوامح األسرار الذي مجعه من كالم قال الشيخ إمساعيل بن سودكني رمحه اهللا تعاىل يف كتاب لو :وسألته رضي اهللا عنه عن قول القائل: شيخه سيدي حميي الدين قدس اهللا سره

تلك عني من العمى يف أمان إن عينا تراك يف الدهر يوما أصل ينبغي أن تعلمه مث : أيصح عدم اخلوف لصاحب هذه العني واملقام؟ فقال أيده اهللا تعاىل: فقلت

وهو أن ال حتكم على اهللا تعاىل بشيء ولو بلغك : إن شاء اهللا تعاىل يا سيدي، قال: وتتحقق به، قلتقد رضيت عنك رضائي األكرب، فبعد هذا كله ال تأمنه ينبغي أن تؤيت : أعلى املراتب وأكملها، وقال لك

ما كانا يبكيان فقال هلما األلوهية حقها، وانظر إىل اخلرب الذي و رد عن جربيل وإسرافيل عليهما السالم أ .انتهى. احلق وهو أعلم ما الذي يبكيكما فقاال خوفا من مكرك، فقال هلما سبحانه كذلك فكونا

وقد سأل اهللا تعاىل أهل الكهف ما منحه احلق للخضر عليه السالم فحصلت املناسبة بينهم فلهذه املناسبة شرب واحد، وقد مجع اخلضر يف شربه بني الشرب من عني مجعه

م اهللا يف سورة واحدة أشار أن املطلب وامل

ماء احلياة الظاهرة وعني ماء احلياة الباطنة، وأهل الكهف اقتصروا على الثانية فحصلت املناسبة أيضا، وملا ن سقي من عني ماء احلياة الباطنة حياة روحه ليكون مم سأل املؤلف أن جيعل احلق احلجاب األعظم

األبدية ناسب يف ذلك أهل الكهف الذين شربوا منها، مث إنه رضي اهللا عنه سأل سؤاهلم يشري أنه قد ناله ا أن من آتاه ربه رمحة من ذه اآلية السنية العلية، ووجه مناسبة اخلتم ما ناهلم، وختم بصلواته النبوية

اية مطالب عنده وهيأ له من أمره رشدا فقد كمل بدر سعوده ومت ظهور نور شهوده، وحصل غاية املرام والكرام، فناسب ذكرها يف اخلتام، وليكن هذا آخر ما أردنا كتابته على الصلوات النبوية جعل اهللا ذلك

روعي يف شرح هذه الصلوات البشيشية جناب العارف متـقبال لديه جباه حممد خري الربية، ولقد رأيت قبل ش الكامل املرشد باإلرشاد الشامل الشيخ حممد املزطاري قدس اهللا سره وحصل بيين وبينه وصلة تامة وحمبة شاملة عامة، وألفة زائدة حتقق حصول الفائدة، مث رأيته ثانية وحصل منه منحة قطوفها دانية، مث رأيته ثالثة

هذا دليل على حتقق : جبت من توايل رؤيته وحتققت من وفور حمبته، فلما شرعت يف هذا الشرح قلتفع حصول االندراج يف سلك طريقتهم العلية الذكية، والتمسك من عبري طيب أنفاسهم الزكية، واحلمد هللا أوال

وال تستقصى، والصالة والسالم على سيد األنام وآخرا، ظاهرا وباطنا، على نعمه اليت ال حتصى أبد اآلباد ومصباح الظالم وبدر التمام، حممد املبعوث للخاص والعام، صلى اهللا تعاىل عليه وعلى آله وأصحابه األعالم، ما سح الغمام، وسلم تسليما إىل يوم القيام واحلمد هللا رب العاملني، وقد كمل الشرح واحلمد هللا

.ر ليلة األربعاء اليت هي ختام العشر األول من رمضان املبارك سنة أربع وثالثني ومائة وألفسح

ترمجة سيدي أمحد بن عبد الوهاب الوزير رضي اهللا عنه الفقيه العامل األثري، الصويف األديب ؛ 5&#بد الوهاب الوزير الغساين الشهري، ذو الفيض النوراين والفتح الرباين، أبو العباس سيدي أمحد بن الفقيه ع

النجار، األندلسي الفاسي الدار، كانت له مشاركة ومعرفة بعلوم احلديث والسري والتاريخ واألنساب وطريق أخذ عن الشيخ سيدي . الصوفية، أعجوبة الزمان يف صنعة اإلنشاء والرتسيل، ومن عليه فيها املدار والتعويل

ا يف الصالة، وفيهم شيخ املذكور أمحد بن عبد اهللا والزمة، و كان يؤدب الصبيان بزاويته ويؤم الناس وسيدي أمحد اليمين، فلهذا كان يدعى بإمام األمحدين، وذلك مما يشهد بصالحه، وأدرك رمحه اهللا مجاعة

ئق والرسائل من األشياخ وأخذ عنهم، وكان منتصبا لتحمل الشهادة بسماط شهود فاس بارع القلم يف الوثا :واخلطب والتآليف، وله تآليف جامعة مفيدة، منها

.ـ حاشية على الكالعي .ـ شرح اهلمزية والربدة للبوصريي

.ـ جالء القلب الفاسي مبحاسن سيدي املهدي الفاسيا أنشأها يف مدح سيدي أمحد بن عبد اهللا وشرحها يف سفرين كبريين .ـ مقصورة طويلة جد

.من حبر السريع يذكر فيها مشايخ سيدي أمحد املذكور وشرحها أيضاـ المية .ـ تأليف آخر مساه املقباس يف حماسن سيدي أيب العباس

.ـ شرح احلزب الكبري أليب احلسن الشاذيل .ـ شرح صالة موالنا عبد السالم بن مشيش

.ـ عواف املنة فيمن شهد له باجلنة .السالم القادري استـوىف فيه أشياخه ومقرواته ـ تقييد يف التعريف بسيدي عبد

.ـ تقييد يف التعريف بالشيخ املسناوي .ـ قصيدة يف املدح النبوي تنيف على مائة بيت وشرحها

.ـ وله أنظام ورسائل، ولد يف أول يوم من رمضان سنة ثالث وستني وألف، وتويف ثاين ربيع األول سنة ست وأربعني ومائة وألف

ترمجه يف النشر ويف التقاط الدرر ويف الزهر الباسم . ودفن بالساحة املتصلة بقبة سيدي حممد بن عبد اهللا .وغريها

، )سلوة األنفاس وحمادثة األكياش مبن أقرب من العلماء والصاحلني بفاس(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب شرح الصالة املشيشية للعارف باهللا الكبري سيدي ؛ 5&#لسيدي حممد بن جعفر الكتاين رضي اهللا عنه

هجرية احلمد هللا الذي جعل النور احملمدي 1146أمحد بن عبد الوهاب الوزير رضي اهللا عنه املتوىف عام أصل الكائنات، فاستنارت به العوامل األرضون والسمـوات، وبه قامت املوجودات من إنس وجن وأمالك

ماوات، ورش به األرواح يف العامل األسين، فمن أصابه بلل كان ممن صدق باحلسىن، وبث ومجادات وعج األسرار، يف صدور األحرار، فامتألت حكمة وإميانا، وفاض من ذلك على ظاهرهم فجملهم، فمهما

م مشوس التحقيق، وكحل أعينهم بإمثد التوفيق، وسقاهم نظرت إليهم ازدادوا حسنا وإيقانا، اطلع على قلوارا، وحالهم يف قلوب عباده، مبا حصل هلم من حمبته ووداده، م ارا، وصارت الليايل من مياه حمبته أووضع هلم القبول، فذالوا غاية األمنية والسول، والصالة والسالم على أزكى اخلليقة أصال وفرعا، وجنسا

ب اهللا األعظم، وصراطه األقـوم، وعنصر مدده األفهم، وما زال مدده ساريا، فمن سرى فيه صار ونوعا، بامهديا هاديا، وإىل حضرة اهللا داعيا، وروفض معارفه زاهيا، صل اهللا وسلم عليه وعلى آله وصحابه ومن

.انضاف إليهة للسيد اإلمام، علم األعالم، ووارث سر سيد املشهورة واملعرف) ص(أما بعد؛ فإن الصالة على النيب

األنعام، ابن النيب طينا ودينا، وممن متكنت منه املعارف متكينا، القطب األكرب، والغوث األشهر، من مدده مرتاسل على الدوام، ينال من يغشاه من خاص وعام، سيدنا وموالنا أبو حممد عبد السالم بن مشيش

احملمدي اإلدريسي العللمي، رضي اهللا عنه وعنا به، وجعلنا ممن حسب عليه والذ جبنابه، من أجل احلسين،ع وصنف يف الوجود، وأطيب ما يستعذب من كل منهل مورود، برع فيها وأعجز واختصر وأوجز، ما مج

قوة، وعليه مهابة وعليه سطوة، وكيف ال ومع هذا فقد اشتملت على معان رائقة، بألفاظ فائقة، ولكالمه وقد رضع لبان النبوة، وحاز القرب والبنوة، يبهر سامعها من عامل ومتعلم، وكل كالم على قدر املتكلم،

كل كالم يربز وعليه كسوة القلب الذي منه برز، وأمر هذه : ويرحم اهللا التاج ابن عطاء اهللا حيث قالأل األفواه واألمساع، وسار يف البـر واحلضر، مسري الشمس والقمر، واختذها املشايخ الصالة شاع وذاع، وم

م وردا، ومل جيدوا هلا مثيال وال ندا، وقد طلب مين شرحها منله حمبة يف رضوان اهللا عليهم هلم وألصحانية صادقة صحيحة، وهو السيد األسعد، جنابه الرحيب، وممن رتع يف مربعه اخلصيب، وله يف ذلك قرحية، و

املوفق املبارك األهدى األرشد، أبو عبد اهللا سيدي حممد بن سيدنا وموالنا، ونعمة اهللا اليت أوالنا، سيدي

أمحد بن الشيخ اإلمام العارف باهللا سيدي حممد بن عبد اهللا رضي اهللا عنهما، وجعل هذا النجل ممن ، يقتفي نـهجهم ا، فاعتذرت أوال وتعللت من قصور الباع، وكون هذا األمر ال يستطاع، مث كرر ذلك علي

وأشار إيل، فتجشمت وقلت القدرة صاحلة، ويد اهللا ماحنة، وهذا من األعمال الصاحلة، والتجارات الراحبة، وىل ونعم النصري، وأبدأ بالتعريف بنسب إن يكن العون والتيسري، ممن بيده تـيسري كل عسري، وهو

نعم امل

نيف، على سبيل االختصار، من غري إطالة وال هذا السيد الشريف، وأذكر رجال سنده ذوي القدر العلي امل

.إكثاررفان الراسخ، هو العامل العلم والركن امللتزم، الطود الشامخ، وجبل الع: أما التعريف به رضي اهللا عنه، فأقول

حامل راية اإلميان، واملتخلي عن كل غرض فان، أجل األقطاب، من حال ذكره يف القلوب وطاب، حمل القاصدين، ومنهل الواردين، وفائدة الوافدين، وحرز الواهلني، أبو حممد سيدنا وموالنا عبد السالم بن

ر بن علي امللقب حيدرة بن اإلمام حممد بن اإلمام مشيش بن أيب بكر بن علي بن حرمة بن سالم بن مزواإدريس باين فاس بن اإلمام إدريس األكرب بن عبد اهللا الكامل بن حسن املثىن بن احلسن السبط بن علي

، دفني جل العلم من القبائل اهلبطية بين حسان أو بين عروس وبه ولد ونشأ، )ص(وفاطمة بنت رسول اهللا ع سنني ومل يشعر مبن وصل له لك على يده، فلما كرب وترعرع انقطع للعبادة تاركا أدركه اجلذب لسب

للمألوفات والعادة، سالكا سبيل اجلادة، راكنا إىل مواله، ال يلتفت لسواه، معرضا عن الدنيا وزينتها جتها، فبينما هو يوما من األيام يف مغارة له هنالك فوق ضرحيه، وما الت معروفة إىل اآلن إذ أشرف و

أنا شيخك، فقال : من أنت يا سيدي؟ فقال له: عليه رجل واردا ووصل إليه وافدا، فسلم عليه، فقال لهنازالت واألحوال والوردات كذا كذا يف : مل أعرفك؟ فقال له: له

أنا شيخك وقد وصل لك من املدد وامل

حاال، وهو الشيخ الكبري، القطب الشهري، السري وقت كذا، وصار يصف له ذلك مقاما مقاما، وحاال نيف، الغين بشهرته عن التعريف سيدي عبد الرمحـن بن احلسني الشريف

الشرف، ذو القدر الشامي امل

دين، ويلقب أيضا بالزيات لسكناه حبارة الزياتني من املدينة املنورة، على منورها الصالة والسالم، العطار امل

كنت آتيه ويأتيين، : هل كان يأتيك أو تأتيه؟ قال: ئل عنه بـعد سيدي عبد السالم رضي اهللا عنهمامث س دين ـ أخذ عن القطب تقي الدين : طيا أو سفرا؟ فقال: فقيل له

بل طيا، وهو ـ أي سيدي عبد الرمحـن امل

ين، عن الفقري ـ بالتصغري ـ فيهما، عن القطب فخر الدين، عن الق طب نور الدين، عن القطب تاج الدك، عن القطب زين الدين القزويين، عن القطب أيب إسحـق البصري، القطب مشس الدين حممد بأرض الرت

عن القطب أمحد املرواين، عن القطب سعيد، عن القطب سعد، عن القطب فتح السعود، عن القطب بر، عن أول األقطاب سيدنا احلسن بن موالنا علي بن أيب طالب سعيد الغزواين، عن القطب أيب حممد جا

إن الشيخ سيدي عبد الرمحـن املدين أخذ أيضا عن الشيخ أيب أمحد جعفر بن : ويقال. رضي اهللا عنهمسيدي مونة اخلزاعي األندلسي عن الشيخ الغوث سيدي أيب مدين بن شعيب بن احلسني األنصاري،

يدي أيب مدين بال واسطة، وسيدي أيب مدين أخذ عن مجاعة أوهلم سيدي علي بن إمنا أخذ عن س: وقيلحرزهم األموي العثماين دفني خارج باب الفتوح، وثانيهم سيدي أبو يعزى دفني تاغيا، وثالثهم سلطان

سيدي األقطاب موالنا عبد القادر اجيالين لقبه بعرفة وأخذ عنه وجلس بني يديه وألبسه اخلرقة، ورابعهمأيب عبد اهللا الدقاق دفني خارج باب اجليسة، وخامسهم سيدي علي بن غالب القرشي دفني باب الوادي من القصر الكبري رضي اهللا عنهم أمجعني، وأماتنا على حمبتهم مسلمني، تائبني، يف عافية ال مبدلني وال

.وجل املستـوىف املبدأ والرجوع مغريين، إنه أرحم الرامحني، وهذا أوان الشروع، وإىل املوىل عز هو : أللهم مبعىن يا أهللا، قال احلسن البصري: أللهم صل على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار

أللهم فيها تسعة وتسعون إمسا من أمساء اهللا تعاىل، : جممع الدعاء، وقال أبو رجاء العطاردي امليم يف قولهيا : إذا قال الداعي اللهم فكأنه قال: من قال أللهم فقد داه جبميع أمسائه، وقال غريه: ر بن مشيلوقال النض

قال الشيخ أبو عبد اهللا اخلرويب رمحه اهللا يف مقدمته قبل كالمه على شرح . أهللا الذي له األمساء احلسىنامه يف املعرفة بربه وعلى صدقه يف حمبته وعلى وخطاب الشيخ يف تصليته هذه يدل على علو مق: (الصالة

متكنه يف مقام الوصلة والقربة، ولعمري لقد ضمن فيها معاين لطيفة وأسرارا شريفة تؤذن بعلو قدر الرسول رسلني

، ولقد أحسن فيها اللفظ واملعىن وضمن فيها كل مقصد )ص(العظيم وعظيم خصوصيته بني امل

يها بكل سر عجيب ومعىن غريب، ونبه فيها على خصوصية النيب الكرمي ورفيع قدره املاجد أسىن، أتى فالعظيم بعبارة لطيفة وإشارة دقيقة ال يدركها إال ذو روح عرشي وسر كرسي وقلب لوحي ولسان قلمي،

والصالة من اهللا تعاىل : (صالة، مث قال بعد يف الكالم على ال)ولقد أحسن فيها البداية وأجاد فيها النهايةوهي أفضل عبادات املتعبدين ... زيادة تكرمي وإنعام، وهي من املالئكة رمحة واستغفار) ص(على نبيه

إذ ما صلى على : (إىل أن قال) وأعظم قربات السالكني وعالمة على صدق احملبني وكهف إيواء الواصلني، فبحق ما )ص(ارية يف املصلي عليه ما وجد سبيال إىل الصالة عليه ؛ إذ لوال مادته الس)إال هو) ص(حممد

ا، ويف ) ص(صلى عليه ا وقو إال نفسه وفضله وجوده وخريه ونوره وسره الساري يف األكوان الذي به حيا :معىن ذلك قيل

ا تدي إذا حنن أهدعينا إليك فإمن دي بل جبودك بفضلك يوافيك منها بعض ما لك من يد عطاياك فالذي وما عندنا إال معىن صالة اهللا على نبيه ثناؤه عليه عند املالئكة، ومعىن صالة املالئكة عليه الدعاء، : وقال أبو العالية

وهذا أوىل األقوال، فيكون عىن صالة اهللا عليه تعاىل تعظيمه وصالة املالئكة وغريهم : قال يف فتح الباري .ك من اهللا تعاىل، واملراد طلب الزيادة ال طلب أصل الصالة، انتهى من املواهبطلب ذل

، )]299[(}وصل عليهم {: لغريه من املؤمنني دعاء، ومنه قوله تعاىل) ص(الصالة من النيب : وقيل أيضا أللهم «: تهم، قالإذا أتاه قوم بصدق) ص(كان النيب : ويف صحيح البخاري عن عبد اهللا بن أيب أوىف قال

.» صل على آل أيب أوىفانشقت وانفلقت، فإن معنامها واحد، ويقرب واإلنفالق أعم، فتكون الكلمتان متغايرتان، فإن : وقوله

األسرار أمور باطنية واألنوار ظاهرة لكن ال تشرق وتلوح على الظاهر إال بعد إشراقها يف الباطن، واألسرار لإلمام السهروردي رضي مر بني اهللا وبـني عبده ال يطلع عليه سواه، ويف عوارف املعارفمجع سر وهو أ

اإلخالص سر من سري أودعه قلب من : (عن اهللا عز وجل أن قال) ص(اهللا عنه حديث بسنده إىل النيب ومعىن انشقاق . بح إذا بان وظهر وانتشر، وانفالق األنوار هو إشراقها ومنه فـلق الص)أحببت من عبادي

هو أصلها ومنه استـهد ويستمد كل أحد من مضى ومن يأت؛ ألن ) ص(األسرار وانفالق األنوار من النيب أول ما خلق اهللا نوره، ومن نوره خلق كل شيء، فهو الواسطة األعظم والرابطة بني احلدوث والقدم، ومن

، ويف بعض » كنت نبيا وآدم بني الروح واجلسد«): ص(على يده وبسببه من العدم، وعنه أخرجنا اهللا مىت كنت : مىت كنت نبيا؟ ويف رواية: ، وسئل عليه الصالة والسالم» وآدم بني الروح والطني«: الروايات

، يعين ملقى طرحيا قبل أن ينفخ فيه » نتهإين عبد اهللا خامت النبيني، وإن آدم لمنجدل يف طي«: نبيا؟ فقال .الروح، وهو أول األنبياء خلقا وآخرهم بعثا، فهو إمامهم واملقدم عليهم يف الدارين

م إماما يف بيت املقدس ويف السماء وأما يف اآلخرة، فبالشفاعة وكون لواء . أما يف هذه الدار، حيث صلى أنا سيد ولد آدم «: ، وقال عليه السالم» يـوم القيامة دم فمن دونه حتت لوائيآ«): ص(احلمد بيده، قال

ملا أراد اهللا أن : (قال سهل بن عبد اهللا التسرتي رضي اهللا عنه. » يوم القيامة، وأنا أكرم ولد آدم على ريب

د، فخلق اهللا من سجدته أظهر من نوره نورا أضاء به امللكوت، فلما بلغ العظمة سج ) ص(خيلق حممدا عمودا من نور يـرى ظاهره من باطنه، وباطنه من ظاهره، فخلق اهللا عز وجل آدم عليه السالم من نور حممد

)).ص(وقال الشيخ أبو حممد سيدي عبد اجلليل بن موسى بن عبد اجلليل القصري األوسي رضي اهللا عنه يف

يف البدء، فكان بذرة الوجود، وأقرب موجود هو ) ص(ما خلق اهللا تبارك وتعاىل نوره فأول : (شعب اإلميانمقام احلبيب من احلبيب، مث نشأ عنه الوجود كله كما تنشأ الشجرة عن البذرة حىت كملت املوجودات، مث

الدنيا وكمال اخللق خلق آدم عليه السالم والنور ميد الكل من األصل حىت ظهر جسده الطاهر يف آخر كما تظهر مثرة الشجرة بعد كماهلا، فهو األول واآلخر وعليه تقوم اآلخرة؛ ألنه اآلخر كما عنه نشأت األوائل، ألنه األول كما بظهور منزلته وعظيم شرفه ظهرت رتبته ومنزلته على املنازل، وظهر دينه على الدين

له وخفي أسراره يف مقام شفاعته، فحفيت أسراره مع حبيبه يف غيب كله، فكان هو الظاهر كما بطن بتوس قرب على امللك، فكان هو الشفيع للكل، ال يقوم ذلك

الغيب بدخوله عليه وحده كما يدخل الوزير امل

) ص(املقام غريه بشفاعة الغيب ورمحته للكل، فكان هو الباطن يف درجات احلب وغيب القرب، فكان وآخرا وظاهرا وباطنا أول يف اخلليقة والتقدمة وآخر يف البعث ورجوع الكل إليه وانتظارهم ليـومه وظاهر أوال

تتباهى بكل العصور : ، وإىل هذا املعىن ينظر قول البوصريي رمحه اهللا يف مهزيته)يف املنزلة وباطن يف الوسيلةن لدن آدم إىل يوم القيامة وما بعده، فكل عصر يفتخر على أي تتفاخر بوجودك األزمنة الطويلة م... اخل

العصر الذي قـبله بوجودك فيه بكمال أعلى مما قبله، ولو يف ضمن آياتك لكن أعظمها افتخارا عصر يروزك مث عصر نشأك مث عصر رضاعك، فشق بطنك فتعبدك حبراء وغريه، مث عصر نبوتك، مث عصر

عائك اخللق إىل اهللا، مث عصر إقباهلم عليك، مث عصر معراجك، مث عصر هجرتك، مث رسالتك، مث عصر دعصر جهادك، مث عصر سراياك وبعوثك، مث فتوحك، مث عصر دخول الناس يف دين اهللا أفواجا،مث عصر

م إىل قيام الساعة، كما دل عليه احلديث املشهور ة ال تزال طائف«: حجك، مث عصر أتباعك على تفاوله، وحبسب ذلك يكون افتخار ذلك » من أميت ، فمزاياه تتزايد يف كل عصر من أعصار حياته على ما قـبـ

العصر على غريه، وكذلك عصور أتباعه تتفاوت مزاياهم املستمدة من مزاياه، ويـروى أنه ملا خلق اهللا آدم يرمحك اهللا يا آدم، : أن قال احلمد هللا، فقال اهللا تعاىل عليه السالم ألقى اهللا عليه ريح العطاس، فأهلمه اهللا

: رب مل كنـيتين أبا حممد؟ قال اهللا تعاىل: يرمحك ربك أبا حممد، فأهلمه اهللا أن قال: مث عطس أخرى فقال

: فقال يا رب، ما هذا النور؟: يف سرادق العرش، فقال) ص(يا آدم ارفع رأسك، فرفع رأسه فرأى نور حممد ويف . نور نيب من ذريتك امسه يف السماء أمحد ويف األرض حممد، لواله ما خلقتك وال خلقت مساء وال أرضا

إن كنت : إن ربك يقول: ، فقال)ص(هبط جربيل على النيب : حديث سلمان عند ابن عساكر، فقالكرم علي منك، ولقد خلقت الدنيا وأهلها اختذت إبراهيم خليال فقد اختذتك حبيبا، وما خلقت خلقا أ

.ألعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولوالك ما خلقت الدنيافما أول ما ظهر من املوجودات : فإن قلت: وقال الشيخ أبو حممد عبد الوهاب الشعراين رضي اهللا عنه

، )ص(ن ظهر بعد العمى هو حممد أن أول م : بعد فتق العمى؟ فاجلواب كما قاله الشيخ ابن أيب منصورمث . فاستحق بذلك األولية لألوليات، فهو أبو الروحانيات كلها، كما أن آدم عليه السالم أبو اجلثمانيات

أول ما خلق اهللا؟ هل املراد به خلق خمصوص أو املراد به اخللق ) ص(فما معىن قوهلم أنه : فإن قلت: قالأن : ا قاله الشيخ حمي الدين بن عريب احلامتي يف الباب السادس من الفتوحاتعلى اإلطالق؟ فاجلواب كم

راد به خلق خمصوص، وذلك أن أول ما خلق اهللا اهلباء وأول ما ظهر فيه حقيقة حممد قبل سائر ) ص(امل

العامل عن تلك احلقائق وإيضاح ذلك أن اهللا تعاىل ملا أراد ظهور العامل على حد ما سبق يف علمه انفعل اإلرادة املقدسة بضرب جتليات التنزيه إىل احلقيقة، فحدث اهلباء وهو مبنزلة طرح البناء اجلص ليفتح فيه من األشكال والصور ما شاء، وهذا هو أول موجود يف العامل، مث إنه تعاىل جتلى بنوره إىل ذلك اهلباء والعامل فيه

يف ذلك اهلباء على حسب قربه من النور، كقبول زوايا البيت نور السراج، كله بالقوة، فقبل منه كل شيء، فكان أقرب )ص(فعلى حسب قربه يشتد ضوؤه وقبوله، ومل يكن أقرب قبوال إىل للهلله من حقيقة حممد

عامل مبدأ ظهور ال) ص(قبوال إليه من مجيع ما يف ذلك اهلباء، وكان أقرب الناس إليه يف ذلك اهلباء، فكان وكان أقرب الناس إىل ذلك اهلباء علي بن أيب طالب رضي : قال الشيخ حمي الدين بن عريب. وأول موجود

اهللا عنه اجلامع ألسرار األولياء أمجعن، فعلم كما قال الشيخ حمي الدين يف الفتوحات مستمد مجيع األنبياء جلميع الناس أوال وآخرا، فهو ممد كل نيب ؛ إذ هو قطب األقطاب، فهو ممد )ص(واملرسلني من روح حممد

ويل سابق على ظهوره حال كونه يف الغيب، وممد أيضا لكل ويل الحق به، فيوصله بذلك إىل مرتبة كماله يف حال كونه موجودا يف عامل الشهادة، ويف حال كونه منتقال إىل الغيب الذي هو الربزخ والدار واآلخرة،

.أنوار رسالته غري منقطعة عن العامل من املتقدمني واملتأخرينوإن

أول ما خلق اهللا العقل، فما اجلمع : قد ورد احلديث أن أول ما خلق اهللا نوري، ويف رواية: فإن قلت .تارة يـعبـر عنها بالعقل وتارة بالنور) ص(أن معنامها واحد؛ ألن حقيقة حممد : بينهما؟ فاجلواب

أن : ممد األنبياء السابقني يف الظهور عليه من القرآن؟ فاجلواب) ص(فما الدليل على كونه : فإن قلت ، أي هديهم هو هداك )]300[(}أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقـتده {: الدليل على ذلك قوله تعاىل

ديك؛ إذ األولية لك باطنا الذي سرى إليهم منك يف الباطن، فإذا اهتديت ديهم فإمنا ذلك اهتداء : فبهم اقتده، وتقدم حديث): ص(واآلخرية لك ظاهرا، ولو أن املراد بغري هديهم ما قررنا لقال تعاىل له

، فكل نيب تقدم على زمن ظهوره، فهو نائب عنه يف بعثته بتلك » كنت نبيا وآدم بني املاء والطني«، )أي كما يليق جبالله(» وضعع احلق يده تعاىل بني ثديي «: يف حديث) ص(لشريعة، ويؤيد ذلك قوله ا

فلمت علم األولني واآلخرين؛ إذ املراد باألولني هم األنبياء الذين تقدموه يف الظهور عند غيبة جسمه ، )ص(خلق آدم، ومرة بعد ظهو رسالته مرة قبل : العلم مرتني) ص(الشريف واتضاح ذلك أنه أعطي

.انتهى، واحلقائق مجع حقيقة، واحلقيقة يف اللغة، واحلق ضد الباطل، )ص(أي يف النيب : وفيه ارتقت احلقائق

واحلقيقة أيضا ما يـلقيه احلق لعبده من العلوم اإلهلامية، وارتقت أي طلعت احلقيقة العيانية، والتجليات أي احلقيقة زوج الشريعة وسرها، فال حقيقة إال بالشريعة، وال شريعة إال باحلقيقة، فاحلقيقة الذاتية، وهي

باطن والشريعة ظاهر، ومثلوا ذلك جبناحي الطائر إن تعطل أحدمها تعطل اآلخر، فإذا اجتمعا يف اإلنسان احلقيقة حىت للماء والرمل، : يقول كان شيخا كامال، وكان الشيخ أبو احملاسن الفاسي رضي اهللا عنه

نيفة، ومعىن والشريعة كذلك، واحلقيقة ما ينتج عن احلق ويثمره من األحوال الشريفة واملقامات العالية امل

ارتقت أيضا طلعت احلقيقة العيانية، وهي ـ أي احلقيقة ـ زوج الشريعة، فإذا اجتمعا يف العبد كان شيخا .يعة كان سالكا، وإذا غلبت احلقيقة مسي جمذوباكامال، وإذا غلبت الشر

أي ويف مساء ذاته الباطنة النورانية ) وفيه ارتقت احلقائق: (قال سيدي احلسن الزيايت رمحه اهللا على قولهأعلم الربية على ) ص(وحيتمل أن يراد حقائق األشياء على العموم؛ ألنه : ارتقت، أي طلعت، مث قال

.مه علم اللوح والقلم، انتهىاإلطالق، ومن علو معدن احلقائق ومرساها ومنه مبدؤها وإليه منتهاها، وجتلت يف ) ص(ومرجع هذا إىل العلوم واملعارف، وهو

باطنه وتعلقت به، وتشبثت لكونه حمبوبا مصطفى، فجميع اخلصال احلميدة واملناقب اجمليدة تقرب وتزدلف

إنه ليـغان «: ومل تزل احلقائق ترتقى على الدوام، وهذا ينظر إىل قوله عليه السالم إليه وتغشاه وتنثال عليه، .» مائة مرة«: ، ويف رواية» على قليب فأستغفر يف اليوم سبعني مرة

) ص(هذا غني أنوار ال غني أغيار؛ ألنه : قال العارف القطب سيدي أبو احلسن الشاذيل رضي اهللا عنهلرتقي، فكان كلما توالت أنوار العلوم واملعارف على قلبه ارتقى إىل مرتبة أعلى مما هو فيا، ويرى كان دائم ا

ا، فيستغفر تواضعا وطلبا لتزايد كماله، وهو معىن قول البوصريي رمحه اهللا يف مهزيته لها دو : أن ما قـبـفيه من املدح ما ال خيفى؛ ألنه : بن حجر رمحه اهللا، وقا، قله شارحها ا)وتسموا بك علياء بـعدها علياء (

وفيه : (جعل تلك املراتب هي اليت تسمو وترتفع به، وهذا معىن قول سيدي عبد السالم رضي اهللا عنه، ويف حديث حارثة رضي اهللا عنه إشارة إىل ذلك، وقد ذكره اإلمام العارف سيدي حممد )ارتقت احلقائق

روى أنس بن مالك : ، قال)لو أشرق نور اليقني: (عنه يف شرحه على احلكم عند قوله بن عباد رضي اهللا): ص(ميشي إذا استقبله شاب من األنصار، فقال له النيب ) ص(بـينما رسول اهللا : رضي اهللا عنه قال

: روايةويف » انظر ما تقول، فإن لكل قول«: أصبحت مؤمنا حقا، قال: قال» كيف أصبحت يا حارثة؟«يا رسول اهللا، عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت : قال» حق حقيقة، فما حقيقة إميانك؟«

اري، فكأين بعرش ريب بارزا، وكأين أنظر إىل أهل اجلنة يتزاورون فيها، وكأين أنظر إىل أهل النار يتعاوون .» ر اهللا قلبهأبصرت أو عرفت، فالزم عبد نو «: فيها، فقال

يعين وعلوم غريه من األنبياء واملرسلني؛ ألنه أويت ذلك وعلمه، فقد روي أنه أورثه اهللا : وتنزلت علوم آدم علم األولني واآلخرين وخص آدم بالذكر؛ ألنه األب األكرب وأول األنبياء، وأن اهللا علمه األمساء كلها،

:عرب عن ذلك البوصريي رمحه اهللا يف مهزيته بقوله ولكن هي بعض معلوماته، ولقد لك ذات العلوم من عامل الغيب ومنها آلدم األمساء ألن آدم ميزه اهللا بالعلوم اليت علمها له، وكان سببا ألمرهم : قال شارحها ابن حجر اهليثمي رمحه اهللا

فرمبا يتوهم أن هذه ... أجتعل فيها، اخل: بقوله بالسجود واخلضوع له بعد استعفائهم عليه بذمه ومدحهماملرتبة الباهرة مل جتعل لنبينا؛ إذ قد جيعل له يف املفضول ما ليس يف الفاضل من ذلك التوهم بيان أن آدم مل

ا، وال ر يب أن حيصل له من العلوم إال جمرد العلم بأمسائها، وأن احلاصل لنبينا هو العلم حبقائقها ومسمياا لتبيني املسميات، فهي املقصود بالذات، ا إمنا يؤتى ذا أعلى وأجل من العلم مبجرد أمسائها؛ أل العلم

من صلبه، ) ص(وهي بالوسيلة وشتان ما بينهما، ونظري ذلك أن املقصود من خلق آدم إمنا هو خلق نبينا إمنا سجدت املالئكة آلدم : ومن مث قال بعض احملققني. وسيلةفهو املقصود بطريق الذات، وآدم بطريق ال

يف جبينه، مث ما سلكه الناظم إمنا علم بإحدى الطريقة السابقة آنفا األمساء فقط، ) ص(ألجل نور حممد .أي األلفاظ املوضوعة بإزاء األعيان واملعاين هو الوارد عن ابن عباس رضي اهللا عنه، انتهى

ع يف شفاء الصدور يف حديث املعراج بعد عروجه إىل السبع الطباق ورجوع جربيل عليه السالم ذكر ابن سب : حيث زجه يف النور ووصل مقاما مل يصله أحد ووقع له استيحاش، فإذا النداء من قبل العلي) ص(عنه

$ £ { : يث كنت كما قال تعاىلفأدناين ريب عز وجل ح ،ادن يا أمحد، ادن يا حممد، ليدنو احلبيبوسألين ريب، فلم أستطع أن أجيبه فوضع يده بني ثديي، بال : ، قال)]301[(} 9( ) * ' × %8

تكييف وال حتديد، فوجدت بردها فأورثين علم األولني واآلخرين وأورثين علوما شىت، فعلم أخذ علي ين فيه وعلمين القرآن، فكان جربيل كتمانه؛ إذ علم أنه ال يقدر على كتمانه أحد غريي، وعلم خري

.يذكرنيه، وعلم أمرين بتبليغه إىل اخلاص والعام من أميتيعين من تقدم أو تأخر، مع أنه أجمي ما قرأ وال درس كتبا وال القى أهل العلم وال : فأعجز اخلالئق

ة أمية وري فيهم، مث ملا نبأه اهللا وأرسله رمحة للعاملني، وأنزل عليه خالطهم وال جالسهم، ونشأ بني العرب أم الكتاب واحلكمة اليت هي النبوة واإلصابة يف القول، وجاءهم باحلجج العقليات والرباهني واألدلة

ياء عليهم الصالة الواضحات من إخباره بالقرون املاضية واألمم السالفة والشرائع الداثرة، وما يف كتب األنبوالسالم وقصصهم وما فيها مع ما فيها مع ما خصه به تعاىل من صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخالقه وحسن سريته وعالوة منطقه وقوانني أحكامه، عجزوا عن معارضة سورة واحدة مما أتى به من القرآن العظيم

الفصاح والبالغة، فكلما راموا معارضته ولو بكلمة كبت والذكر احلكيم، مع ما كانوا موصوفني به من م من العي والعجز ما أفحمهم، وكل كلمة من كلمه أو حكمة من حكمه سيوفهم ورغمت أنوفهم وأصا

منزلته متأل معانيها أسفارا وواوين كبارا، كما عجز أيضا كل من األنبياء فضال عن غريهم عن مرتبته العلية و انظر أحاديث اإلسراء واألحاديث الواردة فيه، فقد ركب الرباق ورقي يف املعراج : قال يف الشعب. السمية

.وركب الرفرف وجاوز مقامات األمالك واألنبياء عليهم السالم، انتهىمبعىن عن، أي وعنه، أي وله،: الالم من قوله: (قال سيدي احلسن الزيايت رمحه اهللا: وله تضاءلت الفهوم

:عن إدراك معناه تضاءلت الفهوم، أي ضعفت وقد عرب عن ذلك البوصريي رمحه اهللا بقوله

للقرب والبعد فيه غري منفحم أعىي الورى فهم معناه فليس يـرى صغرية وتكل الطرف من أمم كالشمس تظهر للعينني من بـعد قوم نيام تسلوا عنه باحللم قيقته وكيف يدرك يف الدنيا ح ).ص(أو كما قال » يا أيا بكر، واهللا ما عرفين غري ريب «: أليب بكر رضي اهللا عنه) ص(قال رجل ضئيل اجلسم إذا كان صغري اجلسم حنيفا، وقد ضوئل ضآلة إذ : ومعىن تضاءلت، قال يف الصحاح

أن فهوم األولني واآلخرين تضاءلت وتصاغرت وذلت يف جانب :صغر وقل وليه، ورجل متضائل، واملعىنقد احتوى على الكماالت كلها، وبلغ إىل أقصى غاية مل يدركها غريه من ) ص(، واحلاصل أنه )ص(فهمه

العلوم والفهوم واألسرار واحلقائق، وإذا كان األولياء ال تعرف حقيقتهم وما خصهم به موالهم يف هذه فكيف باملرسلني؟ فكيف بإمامهم وسيدهم على مجيعهم أفضل الصالة وأزكى السالم؟ فكل أحد الدار،

وأعظم : (، قاله اخلرويب وقال بإثره)ص(كشف له من ذلك حبسب مقامه وعلى قدر قرب روحه من روحه ه، وما كشف له من الناس كشفا لذلك وأكثرهم عليه اطالعا صفيه وصديقه أبو بكر الصديق رضي اهللا عن

خصوصية الرسالة احملمدية وحقيقة السر األمحدي، مل يكشف ألحد غريه، وهلذا كان أشد الناس قربا منه وأعظمهم خلة له وأكثرهم تعظيما واحرتاما، وكان أول املؤمنني بنبوته واملصدقني برسالته من غري ) ص(

).طلب دليل ومل يعثره توقف وال تأويلوهذا غاية املدح والثناء، وكان سيدنا العارف باهللا سيدي أمحد بن العارف : فلم يدركه منا سابق وال الحق

مبثل ما مدحه سيدي ) ص(ما مدح أحد النيب : باهللا سيدي حممد بن عبد اهللا معان رضي اهللا عنهما يقولمدحه إمنا مدح ظاهره، وهو رضي اهللا ، وغالب من )فلم يدركه منا سابق وال الحق: (عبد السالم بقوله. وقال سيدي احلسن الزيايت املذكور سابق عليه يف اخللقة الطينية وال الحق له فيها). ص(عنه مدح باطنه

راد بالسابق والالحق معا : وأما باعتبار ذاته اللطيفة النورانية، فهو أول املخلوقات، قالوحيتمل أن يكون امل

فال ثناء أعظم وال أكرب وال أجل من ثناء . ، انتهى)ص(شر الضفي عنهم اإلدراك ال باعتباره باعتبارنا مع وىل عليه وسلم، وقد قال جل من قائل

، وما زال املداح )]302[(}*وإنك لعلى خلق عظيم {: امل

وصف واصف من نعته عشر معشاره، ميدحونه من لدن برز للوجود إىل اآلن، وما بلغ أحد من مدحه والكل ما بلغ ما جيد وما أخرجته قرحيته ودفعته سجيته وأنتجته حمبته، وقد عجزوا واعتذروا وكلوا وقصروا، فمن

رئي الشيخ عمر بن الفارض السعدي رضي اهللا عنه يف : ذلك ما ذكره صاحب املواهب رمحه اهللا، قالنام، فقيل له

:؟ فقال)ص(مدحت النيب مل ال : امل

ثين عليه وأكثـر أرى كل مدح يف النيب مقصرا وإن بالغ امل

عليه فما مقدار ما ميدح الورى إذا اهللا أثىن بالذي هو أهله :وقال أيضا

يفىن الزمان وفيه ما مل يوصف وعلى تفنن واصفيه حبسنه :وقال غريه

من اجملد إال والذي نال أطول كف أمري متناوال فما بلغت هدون يف القول مدحة

ولو صدقوا إال الذي فيه أفضل وال بـلغ امل

:وقال غريه فاحلب يقضي واحملاسن تشهد ما شئت قل فيه فأنت مصدق

:وقال غريه ك تلك املنتاقبقصوري عن إدرا أروم امتداح املصطفى فيصدين ومن يل بإحصاء احلصا والكواكب فمن يل حبصر البحر والبحر زاخر وهلذا مل يـتعاط فحول الشعراء املتقدمني؛ : قال الشيخ بدر الدين الزركشي: وقال صاحب املواهب أيضا

لونه، فإن املعاين دون ، وكان مدحه عندهم من أصعب ما حياو )ص(كأيب متام والبحرتي وابن الرومي مدحه مرتبته واألوصاف دون وصفه، وكل علو يف حقه تقصري، فيضيق على البليغ جمال النظم، وعلى التحقيق إذا

ا صادقة يف حق النيب ، حىت )ص(اعتربت مجيع األمداح اليت فيها علو بالنسبة إىل من فرضت له وجدكانوا يعتمدون وإىل أمداحه كان يقصدون، وقد أشار البوصريي رمحه كان الشعراء على وصفه عليه السالم

:األبيات الثالثة املتقدمة، وقد قيل أيضا يف هذا املعىن) دع ما ادعته النصارى يف نبيهم: (اهللا بقوله تـبـلد ذهين هيبة ملقامه إذا رمت مدح املصطفى شغفا به هوى فيه أجلى من لذيذ منامه مطرقا فأقطع ليلي ساهر اجلفن رؤوف رحيم يف سياق كالمه إذا قال فيه اهللا جل جالله

معجزة ملختلقيه نثره ونظامه فمن ذا جياري الوحي والوحي يا مصطفى من قبل نشأة آدم :وكما قال ابن اخلطيب يف تارخيه أيروم خملوق ثناءك بعدما والكون مل تـفتح له أغالق أثىن على أخالقك اخلالق :ويل من قصيدة أثـىن عليه اهللا يف القرآن من ذا يقاوم أو يطيق مديح من مدحا وتنويها من الرمحان يف نون باخللق العظيم كفى به أبدا يويف قدر ذاك الشان ال سابق منا يرى أو الحق ا يناسب هذا املعىن أن أبا نواس احلسن بن هاىنء رمحه اهللا ليم يف عدم مدح موالنا علي الرضا بن ومم

بن موالنا جعفر الصادق بن موالنا حممد الباقر بن موالنا زين العابدين بن موالنا موالنا موسى الكاظم :احلسني بن موالنا علي بن أيب طالب رضي اهللا عنهم فقال

يف فنون من املديح النزيه أحسن الناس طرا قيل يل أنت يثمر الدر يف يدي جمتنيه لك من جيد القريض مديح واخلصال اليت جتمعن فيه فـعالم تركت مدح ابن موسى كان جربيل خادما ألبيه قلت ال أستطيع مدح إمام

.واألشعار يف هذا املعىن كثرية امللكوت عبارة عن عامل الغيب : فرياض امللكوت بزهر مجاله مونقة وحياض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة

الذي ال يدرك باحلس والوهم، وإمنا يدرك بالعقل، وهو عبارة عن حضرة األرواح، واجلربوت هو ما ال نطلع لذات الذي هو حمل نظر السر، الذي هو عن عامل ا: عبارة: عليه، وهو كما قال سيدي احلسن الزيايت

.باطن الروح، كما أن رياض امللكوت عبارة عن عامل الصفات، انتهى منه باملعىنوهذه العبارات هنا كلها استعارات من . وحياض اجلربوت عبارة عن حضرة األسرار، ويفهم هذا بالذوق

حمل تنزل ) ص(، ومرجع هذا كلي إىل كونه الرياض واحلياض والفيضان واألنوار تقدم الكالم عليهاا ومنه اإلمدادات الربانية واألسرار اإللـهية، وأن الكل منه وبوجوده وهو أبو األرواح وأمريها ويعسو

ا، ومن ذاق عرف امتدادها، ومونقة أي معجبة، والتدفق هو االنصباب وكلها كما قـلنا معاين يعرفها أرباهو الذي مجل العوامل وحسنها، وهو مشسها املشرق فيها ) ص(فليسلم ويعرتف وال يعتسف، ومجاله ومن ال

.كما قيل حبر املىن، عني الغىن، مشس العوامل كلهاواحلياض مجع حوض، إال أن واوه قلبت ياء، وهو يف مثال احلس كالصهريج لذي جيمع فيه املاء، فيمتلىء

ومتدفقة . ما زال يسري يف العوامل ومتتد منه) ص(وما حتته من األرضني، فكذلك مدده ويسقي ما حولهأي تنصب منه املياه وتفيض مما ينصب فيه من املدد اإللـهي الساري فيه، ويف دالئل اخلريات لإلمام القطب

لك وامللكوت، يا من هو يا ذا العزة واجلربوت، يا ذا: سيدي محد بن ليمان اجلزويل احلسين رضي اهللا عنهامل

على هذا احملل : قال شارحه الفقيه العالمة الربكة سيدي املهدي بن أمحد الفاسي رمحه اهللا). حي ال ميوتإن هللا تعاىل يف «: أثناء حديث) ص(أخرج أبو نعيم يف احللية عن سعيد بن جبـري مرسال عن النيب

يعين رجال من املنافقني يف احلديث أوال، » فهو غين عن صالة فالن السمـوات السبع مالئكة يصلون له،م يا نيب اهللا؟ قال: فقال عمر رضي اهللا عنه يا نيب اهللا : فلم يرد عليه شيئا، فأتاه جربيل فقال: وما صال

ل مساء اقرأ على عمر السالم وأخربه أن أه: ، فقال» نعم«: سألك عمر عن صالة أهل السماء، فقاللك وامللكوت، وأهل مساء الثانية ركوع إىل يوم القيامة : الدنيا سجود إىل يوم القيامة، يقولون

سبحان ذي امل

سبحان احلي الذي ال : سبحان ذي العزة واجلربوت، وأهل مساء الثالثة قيام إىل يوم القيامة يقولون: يقولونعامل العلم واإلرادة، وهو : عندما عالمان: رضي اهللا عنهوقال الشيخ أبو حممد عبد العزيز املهدي . ميوت

عرب عنه بالعامل العلوي عرب عنه بالعامل السفلي؛ فالعامل امللكويت هو الذي . امل

لك والشهادة، وهو امل

وعامل امل

ذا أردناه أن نقول له ال يقتضي الرتتيب وال الزمان وال املكان، وإمنا هو أمر رباين إرادي، إمنا أمرنا لشيء إكن فيكون؛ إذ ليس يف وجوده تقدمي وال تأخري، وال زيادة وال نقصان، فهذه عبارة عن العامل امللكويت ضاف

لك والشهادة امل

املستمر على حقيقة واحدة وهو األزل الذي ال كسب فيه، وإمنا الكسب يف عامل امل

ب والكسب والزمان واملكان واألكوان واألحكام، فعرب عما ظهر يف إىل القدرة املصرفة للحكمة، وفيه الرتتيسمى بالعامل امللكويت باألزل وعرب عما ظهر يف اخرتاع القدرة املصرفة للحكمة

عامل العهلم واإلرادة امللك والشهادة وعامل امللك واألزل؛ فال إلـه إال اهللا أزلية لفراغ اخللق

سمى بعامل امل

منها، وهي صفة عامل امل

امللكوت، وحممد رسول اهللا أبدية من صفة عامل امللك، فما يظهر بغري كسب يعزى إىل األزل، ما يظهر مع .ترتيب األحكام بالسبب يـعزى إىل األبد، انتهى

والنياط عرق : قال يف الصحاح: وال شيء إال وهو به منوط، إذ لوال الواسطة لذهب كما قيل املوسوط يعلق به القلب من الوتني، فإذا قطع مات، والنواط ما يعلق على اهلودج يزين به، والنائط عرق يف الصلب

ميتد منه كل ) ص(وهذا منوط به معلق، وال خفاء أنه : ممتد يعاجل به املصفون يقطعه، وقال يف القاموسإذ لوال الواسطة لذهب كما : (ر، وقولهشيء، وكل أحد يتعلق به ويستغيث به يف هذه الدار ويف تلك الدا

).ص(، فالواسطة هو )قيل املوسوطفإن تسميته بالواسطة للوجود والوسيلة العظمى شائع بني القوم : قال سيدي احلسن الزيايت رمحه اهللا

بني أي ليصرح بأنه الواسطة... النفصال الكل عنه وبسببه، ولذا أتى به ظاهرا ومل يقل لوال هو لذهب، اخل .عزة القدم وذلة احلدوث، انتهى

اإلشارة بذلك إىل ما ورد من ) كما قيل: (قوله. أي كل ما عداه من العرش إىل الفرش) املوسوط: (وقولهما كانت جنة وال نار وال ولدان وال حو وال غرف وال قصور وال الوجود كله، وقد ) ص(لوال هو ) ص(أنه

الواسطة بني اهللا وبني خلقه يف هذه الدار ويف تلك الدار باإلمدادات ) ص(نه تقدم هذا املعىن وال شك أوتلقي ما يرد منه، ويف اآلخرة بالشفاعة والوسيلة ودخول اجلنة وما بعده من رفع الدرجات والقرب منه

.سبحانه والنظر إىل وجهه الكرميأللهم صل، وضع موضع املصدر، وتليق : هو مفعول قوله أوال : صالة تليق بك منك إليه كما هو أهله

بك أي بعظمتك وجودك وفضلك وكرمك على قدرك؛ ألن العطية على قدر معطيها وليس ما يعطيه امللك م منه وأحظاهم لديه، وقوله ، )إليه كما هو أهله: (مثال لبعض رعيته مثل ما يعطيه ألحب الناس إليه وأقر

ه على قدر حاله ومنزلته ومرتبته، وكيف يعرب عما يصدر من أكرم األكرمني ومالك أي ما يستحقه من مواللك الرمحـن الرحيم، فال يقاس ذلك وال يقدر قدره

.املوحيتمل كل لفظ سر، : السر هو األمر، قال يف شرح دالئل اخلريات: أللهم إنه سرك اجلامع الدال عليك

.طن الروح أو مبعىن سر األحوال إما مع التوافق أو التخالف واهللا أعلمواألسرار أن يكون مبعىن باويطلق لفظ السر على ما يكون مصونا مكتوما بني لعبد : قال األستاذ أبو القاسم القشريي رضي اهللا عنه

عوارق املعارف بعد أن تكلم على النفس والروح والعقل، مث واحلق سبحانه يف األحوال، وقال صاحبوأما السر، فليس هو شيئا مستقال بنفسه له وجود وذات كالروح، وإمنا هو ملا صفت الروح وتزكت : قال

انطلق الروح من وثاق ظلمة النفس، فأخذ يف العروج إىل حمل القرب وتبعه القلب متطلعا إىل الروح،

وصفه يف حال عروجه، فاستعجم فاكتسب وصفا زائدا على وصفه، وملا صار للقلب وصفا زائدا على .ذلك على الواجدين فسموه سرا، انتهىتقدم أنه املعرب ألسرار الذات، وأن األسرار منه ) سرك اجلامع: قوله: (وقال سيدي احلسن الزيايت رمحه اهللا غيب فكل قلب وروح أحبه من مجيع اخلالئق ائتلف مع روحه الكرمي يف: انشقت، وقال سيدي عبد اجلليل

احلديث، فاجتمعت األرواح كلها » األرواح جنود جمندة، فما تعارف منها ائتلف«): ص(الغيب كما قال ا، وهو ملك النحل اجلامع هلا، فاجتمعت األرواح على حبه وعلى على حمبته اجتماع النحل على يعسو

د يف األولية للجميع ويف كل مكان، الداعي إىل التوحي) ص(دينه وتوحيده وحب خالقه تعاىل؛ إذ هو ، فما من نعمة إال على يديه وصلت، وما من رمحة )وعليه أسبغت مجيع النعم وخلعت حلل اجلود والكرم

.إال بسببه وصلت واتصلت، فهو أصل كل خري ومبناه، وروح الوجود وسر معناهه يف الغيب ويف عامل الشهادة عند بروزه فهو الدال على اهللا والداعي إىل حضرت) الدال عليك: (وقوله

وظهوره باحلال واملقال، وما زال الدعاة إىل اهللا من زمنه إىل اآلن وإىل قيام الساعة إمنا هم نواب عنه ، فقد دعى اخللق إىل موالهم، )قل هذه سبيلي أدعو إىل اهللا على بصرية أنا ومن اتبعين. (وقائمون بأمره

م وهداهم، وما فيه صالحهم يف دينهم ودنياهم، وكذلك كل داع إىل اهللا مثله، وكان حريصا على جناأمره أن ) ص(نبينا حممد إن اهللا تعاىل ملا خلق نور: وقيل: قال يف املواهب... فذاك حبسب النيابة عنه

ربنا من غشينا من نوره؟ يا : ينظر إىل أنوار األنبياء عليهم السالم، فغشيهم من نوره فأنطقهم اهللا به، وقالواآمنا به وبنبوته، فقال اهللا : هذا نور حممد بن عبد اهللا، إن آمنتم به جعلتكم أنبياء، قالوا: فقال اهللا تعاىل

8 7 6 5 4 3 2 1 0. / - ، ( ) * + { ' :نعم، فذلك قوله تعاىل: أشهد عليكم؟ قالوا: تعاىل )].303[(}ن الشاهدين وأنا معكم م {: إىل قوله} 81 9

وتعظيم قدره العلي ما ال خيفى وفيه مع ) ص(يف هذه اآلية الشريفة من التنويه بالنيب : قال الشيخ السبكيم يكون مرسال إليهم، فتكون نبوته ورسالته عامة جلميع اخللق من زمن آدم ذلك على قدر جميئه يف زما

.بلهم أيضاإىل يوم القيامة، بل يتناول من قاحلجاب يف احلقيقة هو احلاجز واحلائل بني الشيئني، وال يفهم : وحجابك األعظم القائم لك بني يديك

لك مثال واسطة بينه وبني رعيته، وهو متويل هذا على ما ذكر، بل املراد به أيضا الواسطة كما يكون وزير امل

.األمور وقائم بسياسة اخللق عن إذنه وبأمره

اتفق أهل املعرفة أن اهللا تعاىل ال يتجلى ألحد من أوليائه وال ينظر إليه أحد : (ل اإلمام اخلرويب رمحه اهللاقاا عن إدراك كنه ذاته العظيمة، ولوال تلك احلجب منهم يف هذه الدار إال من وراء احلجب اليت حجبهم

حجب العقول عن النظر ) ص(له بني يديه؛ نه حجابه القائم) ص(وأما كونه : (، وقال)لتالشى املوجودذا أرسل وبه أمر، ) ص(يف حقائق الذات والتفكر فيها، فغفل العقل عن النظر إىل ما ليس له إليه سبيل،

فكان حجاب اهللا األعظم القائم له بني يديه، فأبطن الفرق وأظهر اجلمع، فكلما طلبت األرواح اجلمع ها زاجر الشرع وعقلها بعقال املنع، فرجعت القهقهرى ونكصت إىل الوراء، فلم املطلق يف دار الفرق زجر

وحجابك : يكن هلا إليه سبيل وال أبيح هلا يف قليل من ذلك وال أقل من قليل، وافهم قوله رضي اهللا عنهنبيه هذا وأودع اهللا تعاىل: (وقال). حجاب به ال عنه) ص(األعظم القائم لك بني يديك إشارة إىل أنه

السر العظيم ليكون رمحة ونعمة للوجود وحياة لألرواح حيث حجبها عما فيه استهالكها وفناؤها؛ إذ ال قوة هلا على كشف حقائقه ولو كشف هلا عن شيء من ذلك يف هذه الدار ورفعت عنها احلجب لتفرقت

وإمنا خص قلبه : (، وقال)ليم عليه السالماملوجودات ومتزقت وتدكدكت كما تدكدك اجلبل عند التجلي للك ).عليه السالم بأن صار معدن احلقائق واألسرار ومهبط العلوم واألنوار التساعه، فما وسعه مل يسعه غريه

وسيلة عظمى وواسطة كربى بني عزة القدم وذلة ) ص(ملا كان : (قال سيدي احلسن الزيايت رمحه اهللاق وعلى يده يدخل من سبق له جذب عناية، وكان من سار إىل حضرة ربه احلدوث وخليفة على اإلطال

بواسطته واتباع صراطه املستقيم ظفر، ومن حاذ عن ذلك واتبع السبل تفرقت به فخسر، فكان بابه لك املقرب املتويل شؤون امل

ملكة وحجابه األعظم القائم له بني يديه بذا العتبار، كما يقال يف وزير امل

، وقد سئل سيدنا العارف باهللا سيدي أمحد بن العارف باهللا سيدي حممد بن عبد اهللا معان رضي )حجابسأله بعض ) وحجابك األعظم: (اهللا عنهما عن قـول القطب موالنا عبد السالم بن مشيش رضي اهللا عنه

وصل إىل اهللا ) ص(النيب علماء الوقت واحلجاب هو احلائل بني الشيئني والقاطع بينهما، فكيف و هو امل

حجابا أنه حجب اخللق عن صدمة تلقي التوحيد؛ إذ لو ) ص(معىن كون رسول اهللا : والوسيلة إليه، فقالمل يكن حجابا وواسطة بني اهللا وبني خلقه ألحرقهم نور التوحيد، وملا قدروا على تلقيه ومثال ذلك وهللا

د الغليان، فهل يتوصل إليه إال بواسطة كمغرفة مثال أو آنية؟ فلم لو تكن املثل األعلى كقدر يغلي ماؤه أشحجاب بني اهللا وبني خلقه لتلقي ) ص(املغرفة واآلنية الحرتق اإلنسان ولما انتفع بذلك احلار، فالنيب

.التوحيد على ما ذكر

اهللا عنه من طلبه أن يلحقه بنسبه الظاهر من كالم الشيخ رضي : أللهم أحلقين بنسبه وحققين حبسبه وأما الطيين، فهو حاصل وحىت الديين حصل، واحلمد هللا لكن هذا منه طلب حتقق وزيادة، وأن . الديين

يكون تابعا له قلبا وقالبا وروحا وذاتا ووارثا، وأن يكون على قدمه، وظهر له من نفسه التقصري يف أعماله ه ما قام بشيء؛ إذ القناعة من اهللا حرمان، وكما قيل على كل حال يف هواها والنقص يف أحواله على أن

مقصر، ويكون أيضا تلذذا واستعطافا وتلطفا ومناجاة، ويكون أيضا من عدم ركونه إىل الوعد وشدة القرب لح على ربه يف العريش وهو ي) ص(توجب اخلوف، وأن اهللا يفعل ما يشاء ويف قضية بدر حيث كان النيب

يا : ويـنشده ما وعده حىت سقط الرداء عن ظهره وألقاه عليه الصديق رضي اهللا عنه والتزمه، وجعل يقول لهوهذا شأن الكبار . نيب اهللا بعد مناشدتك ربك فقد أحلحت على ربك، فإنه منجز لك وعدك، احلديث

محـن الفاسي رضي اهللا عنه يف بعض أجوبته يف هذا رضي اهللا عنهم، وقد قال العارف باهللا سيدي عبد الر وهكذا ينبغي أن يكون كل أحد يف كل فضيلة وعد عليها يف العقىب، فإن شرط ذلك كمال اإلميان : املعىن

ودوامه وثبوته وهو غيب غري مقطوع به ألح إال من ميزه النص على أن من حتقق قبضة احلق ال يسكن .، فإن الطيين مشروط بالديين، انتهى)أحلقين بنسبه: (ول سيدي عبد السالملوعد ربه، وبه تعلم ق

عند هذا احملل املعترب أوال بالذات أصل النسب : قال سيدي احلسن الزيايت رمحه اهللا يف شرحه هلذه الصالةصاحبه شأو وال الديين وفرعه، مث إن انضاف إىل ذلك النسب الطيين كان مؤكدا له، فال جرم ال يدرك ل

قال الشارح . ، يعين احلايل)وحققين حبسبه: (وقوله. يشق له غبار وال تشم له رائحة وال خياض له تيار: واحلسب يف اإلنسان يطلق باعتبار لطائفه وأخالقه احلميدة، فقد طلب رضي اهللا عنه بقوله: املذكور

ورانية، وما هي عليه من األخالق والكماالت، وأن وحققين حبسبه أن يلحق به باعتبار ذاته الباطنة النأحلقين وحققين بصيغة األمر، : ومعىن. يكون وارثا على قدمه يف الظاهر والباطن والقلب والقالب، انتهى

، أي دوموا على اإلميان، )]304[(}ياأيـها الذين آمنوا آمنوا{: أي أدمين على ذلك، ومنه قوله تعاىلنا عبد السالم رضي اهللا عنه كان متصفا مبا طلب راسخ القدم يف ذلك متحققا بالوجود دائم وسيد

الشهود، لكن طلب الدوام على ذلك وإظهارا للعبودية والتلذذ باخلطاب كما قدمنا، والشيء بالشيء كره الويل العارف احلليل يذكر، ومما يناسب ما ذكرناه أوال من مقام اخلوف وعدم الركون إىل الوعد ما ذ

سيدي عالل بن عالل املالكي العمري والد سيدي ثرار رضي اهللا عنهما حسبما ثبت خبطه وقد رفع نسبه أو ) ص(وجيب على من انتسب لألشراف من نسل نبينا حممد : إىل سيدنا عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه

عز وجل الذي جعله من نسله وال يتكرب وال من نسل الصحابة رضي اهللا عنهم أمجعني أن يشكر اهللايتجرب وال يتعدى على حدود اهللا عز وجل مما بينه وبني اخللق ويلزمهم التواضع والذل واخلشوع والتقوى والورع؛ ألن الصحابة رضي اهللا عنهم كانوا كذلك وبذلك فضلوا على غريهم، فجب على من انتسب

م يف ذ لك، فمن كان من نسل عمر رضي اهللا عنه ومل يتبعه يف ورعه وخوفه من ربه إليهم أن يقتدي خيشى أن يكون عمر خصمه يوم القيامة، ال سيما إن كانت فيه إذاية للخلق، وكذا مجيع نسل سائر

قياء كلهم أللهم اسرتنا بالعافية يف الدنيا واآلخرة، وقد كانوا رضي اهللا عنهم أت. الصحابة رضي اهللا عنهما راضية مرضية شفقاء علماء رمحاء كرماء وا النفس عن اهلوى حىت رجعت نفوسهم مطمئنة راجعة إىل ر و

وأزواجه وذريته رضي اهللا ) ص(حلماء على اخللق رضي اهللا عنهم أمجعني وحشرنا معهم على حب نبينا .عنهم أمجعني، آمني آمني آمني

ا من موارد الفضل وعرفين إياه معرفة ا من موارد اجلهل وأكرع طلبه رضي اهللا عنه معرفته للنيب : أسلم ، وإن كان يعرف أحواله وسريته املعرفة احلقيقية، وهي معرفة معناه، فإن منعرفه عرف اهللا عز وجل، )ص(

ا؛ ألن من عرفه هذه املعرفة يسلم ـ كما قال ـ من موارد اجل هل ويكرع من موارد الفضل، فهي مرتبطة والكرع هو الشرب بالفم، واملوارد مجع مورود وهو حمل السقي والشرب والكرع، وكالمه رضي اهللا عنه كله استعارات وكناية، وهو من أبلغ الكالم يدل على أنه من العلماء األعالم الذين ارتقوا عن الثانية إىل

وا إىل صحو اجلمع والبقاء، فيكون الفرق على ظاهرهم موجودا، مشاهدة الذات، وفنوا عن الفناء ورد :واجلمع يف باطنهم مشهودا، ليقوموا وبوظائف العبودية على بساط الربوبية بدليل قوله بـعد

أي أخرجين بسرعة، وقد سئل ) وانشلين: (وقوله: وانشلين من أوحال التوحيد وأغرقين يف عني حبر الوحدة ، )وانشلين من أوحال التوحيد: (عارف باهللا سيدي أمحد بن عبد اهللا رضي اهللا عنه عن قولهسيدي اإلمام ال

األوحال هي الكائنات عند النظر إليها وحلظ ما اشتملت عليه من اجلالل واجلمال الدالني على : فأجاب: يه، وبه يتبني موقع قولهمجال اهللا وجالله، والنشول منها اخللوص عنها والنفوذ إىل اهللا تعاىل والغيبة ف

، ويلوح للفهم معناه، وطلب هذا السيد أن يغيب اهللا عنه األكوان كلها وما )عني حبر الوحدة وأغرقين يف(فيها حىت النعيم وما احتوى عليه، وقد أشار إىل هذا املعىن الشيخ العارف باهللا سيدي عبد الوارث

:عنه اليالصويت دفني بين زروال رمحه اهللا ورضيوى نفوسهم من حب مال ومن عز ومن جاه تركنا للناس ما

والقصد غيبتها عما سوى اهللا مث ترك املقامات هنا وهناك .وكالم السادة وحكايتهم يف هذا املعىن كثرية ا ذا تفهم قوله : حىت ال أرى وال أمسع وال أجد وال أحس إال : به عز وجل فيما حيكيه عن ر ) ص(وا، « ا، ورجله اليت ميشي فإذا أحببته كنت مسعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده اليت يبطش

فقد طلب أن حتظى كثائفه من : (وقال سيدي احلسن بن مهدي الزيايت رمحه اهللا. » وفؤاده الذي يفهم به ).ذلك مبا حظيت به لطائف، وكذلك كان

ألعظم حياة روحي، وروحه سر حقيقييت، وحقيقته جامع عواملي بتحقيق احلق األول، واجعل احلجاب ا أي امحلين على طريق الشريعة احملمدية إىل احلضرة : وامحلين على سبيله إىل حضرتك محال حمفوفا بنصرتك

إنه كان يب { :القدسية، محال حمفوفا أي حمفوظا من مجيع الطوارق ملطوفا به، ومنه قوله تعاىلواحلضرة دائرة الوالية وهي مشتقة : (قال سيدي احلسن الزيايت رمحه اهللا. ، أي برا لطيفا)]305[(}حفيا

).من احلضور، وهو حضور العبد مع ربه بقلبه أو روحه أو سره كل حبسبهفيدمغه، فإذا هو زاهق، وهو أن يفعل به معناه ارم يب وادفعين على الباطل : واقذف يب على الباطل فأدمغه

:ويكون هو املتويل ألموره وشؤونه تأيت له من كل صعب مراده إذا كان عون اهللا للمرء خادما

فعون اهللا للعبد واعتناؤه به ونصرته له هو الذي يبلغه إىل أقصى املرام، ويتم له الغرض واملقصود غاية :التمام، وقلت من قصيدة

فعن أوصافه قصر الثناء من يكن اإللـه له وليا و فال تسأل عمن توىل اهللا أمره وتأييده ومعونته ونصره، فلهذا املعىن أتى الشيخ رضي اهللا عنه يف هذه

الصالة بالطلب على هذا الوجه، وإن كان ما طلبه حاصال فمقصوده دوام ذلك، وأن ال يقطع عنه مدده وهؤالء املخصوصون يكون دعاؤهم غالبا عبادة وتلذذا باخلطاب، وإن كان حصل هلم ما ومعونته ورفده،

م معربون .حصل فهم باهللا متكلمون وعنه ناطقون، وعن مشاهداعلم أن القوم يقصدون بذلك عني الذات القدمية؛ ألن التوحيد له ثالث : وزج يب يف حبار األحدية

د اخلاصة وتوحيد خاصة اخلاصة؛ فاألوىل للعوام أهل الدليل والربهان وقفوا من توحيد العامة، وتوحي: مراتب

وراء الباب، والثانية للخاصة وهم يشاهدون اهللا يف كل شيء وهم أهل توحيد الصفات، والثالثة خلاصة ئبا فيه ، كما مر، ومطلوبه أن يكون غا)ص(وقد تقدم أن احلجاب األعظم هو النيب . اخلاصة وهم

مستهلكا يف حمبة ذاته حىت ميتزج ذلك بروحه ويشتبك فيها اشتباك الروح يف اجلسد، ومنه قول سيدي علي ، وطلب الشيخ ما هو حاصل، وقد قدمنا أنه )روح الوجود حياة من هو واجد: (بن وفا رضي اهللا عنه

غا حقيقيا ال ميكن زواله، وللشيخ يطلب دوامه، وأن ال ينفك عنه وأن ميتزج روحه بروحه وينصبغ انصبا :سيدي أيب احلسن الششرتي رضي اهللا عنه من بعض مقطعاته

وقد ظهر يف بيض وسود حمبويب قد عم الوجود ويف احلروف مع النقط ويف النصارى واليهود إفهن قط إفهن قط يف كل شيء قد اختلط ، وأظنه سيدي عبد اجمليد دفني قرب سيدي أيب )ص(لغائبني يف النيب وقد سئل بعد اجملذوبني املوهلني ا

ما ألحد علي فيها يد ـ أو مبعناه ـ إال : من أين جاءتك هذه السكرة؟ فقال: عبد اهللا التاودي بباب اجليسةموهلا أعطاين كأسا مقدرا فشربت حىت رويت، والباقي دفقته علي، إال أن بعضهم يبقى) ص(أن النيب

غائبا فيه والبعض يرد إىل الوجود، فيكون الفرق على ظاهره واجلمع يف باطنه، وبه ينتفع الوجود وبوجوده .يزول عنهم الباس، حمفوظة عليه رسومه يعطي كل ذي حق حقه من الشريعة واحلقيقة مؤيدا ممكنا

أللهم أحلقين بنسبه وحققين : (املتقدم حىت تكون حممدية، وهو مثل قوله) وروحه سر حقيقيت: (وقوله ، ومعنامها واحد وهو من التفنن يف العبارات ومن بديع االستعارات، وكل كالمه رضي اهللا عنه يف )حبسبه

.غاية البالغة واإلجياز والقوة ونصاعة األلفاظ واملعاينواجعل حقيقته األمحدية جامعة : اهللا، قال سيدي احلسن الزيايت رمحه )وحقيقته جامع عواملي: (وقوله

عواملي اللطيفة اليت هي حمل املعرفة بتحقيق احلق األول، وذلك معرفة يوم امليثاق وهي املعرفة األوىل يوم :فهي منه رضي اهللا عنه حتنن واشتياق إىل ذلك احملل األسىن السابق. ألست، انتهى

ه أبدا ألول منزل وحنين كم منزل يف األرض يألفه الفىت ألن ذلك اليوم هو حيث اجتمعت األرواح وآمنت وصدقت بعد أن خوطبت من احلق جل جالله

ألست، ومث اختار اهللا من اختار من خلقه واصطفى من اصطفى وما برز بعد يف عامل امللك إمنا هو نتيجة

د وشقي فيه من شقي، وكان سيدنا العارف باهللا سيدي عما كان يف ذلك اليوم الذي سعد فيه من سع : يوم عجيب ما كان أحاله يقول أمحد بن عبد اهللا رضي اهللا عنه إذا كان األصحاب يذكرون قول القائل

.هو يوم امليثاق، يوم ألست بربكمذه األمساء رضي اهللا عنه لما فيها : يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن من اإلشعار باإلحاطة، هو دعى

:األول واآلخر والظاهر والباطن، ويف كالم الششرتي رضي اهللا عنه وغبت مل تظهر لكل حد ظهرت مل ختف على أحد

يا ظاهر ويا باطن حاروا يف أمرك، إمسع ندائي مبا مسعت به نداء عبدك زكرياء، مبعىن إقبل دعائي، : وقوله ر {: ول، ونداء زكرياء عليه السالم قولهوالسماع مبعىن القب رب ال تذرين فـردا وأنت خيـ

نا له حيىي {: ، ومساع اهللا تعاىل إياه استجابته بقوله)]306[(}الوارثني نا له ووهبـ ، )]307[(}فاستجبـاإلرث إرث السر اإللـهي، وقد ، ويعين ب)]308[(_ } 5ء ] گ [ غ { : نداؤه هو قوله تعاىل: وقيل

قبل اهللا دعوته حىت أبقى سره يف خليفته القطب اإلمام سيدي أيب احلسن الشاذيل رضي اهللا عنهما، وكان مل خص الشيخ رضي اهللا عنه زكرياء عليه : سيدنا العارف باهللا سيدي أمحد بن عبد اهللا رضي اهللا عنه يقول

بياء إشارة إىل ما وقع له رضي اهللا عنه من القتل، كما وقع لسيدنا زكرياء السالم بالذكر من بني سائر األن .عليه الصالة والسالم

النصر والتأييد مبعىن واحد، بك لك أي انصرين وأيدين وقوين على : وانصرين بك لك وأيدين بك لك به سبحانه دون وسائطه طلب النصر: قال اإلمام أبو عبد اهللا اخلرويب رضي اهللا عنه. طاعتك وخدمتك

وأسبابه ومراده أن تكون نصرته له على القيام بالتكاليف الدينية والوظائف الشرعية، على أن يكون عبدا دليل ) لك: (، دليل على عدم تعلقه باألكوان وإعراضه عنها، ويف قوله)بك لك: (ويف قوله. على احلقيقة

.ظ نفسه، انتهىعلى اكتفائه حبقوق ربه وإعراضه عن حظو اجلمع بني اهللا وبني عبده هو أن يكون حمبا فيه مستغرقا يف حمبته : وامجع بيين وبينك وحل بيين وبني غريك

فانيا عن غريه، أيا كان ذلك الغري من دنيا وآخرة وما فيهما، وعن نفسه وأبناء جنسه وعن عوامله كلها حىت .قة اإلميان الذي عليه مدار العبدال يبقى إال اهللا، وهذا هو حقي

شعرة بالبعد لغيبته فيه، وأنه ال مطلوب له سواه، : أهللا أهللا أهللا ذكر هذا االسم الشريف من غري ياء النداء امل

: قال سيدي احلسن الزيايت رمحه اهللا. وال يعبد وال يرجو وال خياف إال إياه، وأنه مطلوبه دون من عداهأهللا عن شهود : اللة ثالثا إشارة إىل العوامل الثالثة، فيغيب العبد إن ساعده التوفيق بقوله أوال وكرر لفظ اجل(

فعله بشهود فعل مشهوده، ويغيب بتكرير ذلك ثانيا عن شهود وصفه بشهود وصف مدعوه، ويغيب ا بشهود ذات معبوده هو للمستغرقني يف ، وهذا الذكر وهو اسم اجلاللة )بإعادته ثالثا عن شهود ذا

التوحيد املستهرتين بذكر العلي اجمليد يأنفون من النفي، وال حيبون ذكره ويستوحشون من ذلك، وقد سئل أستحي من ذكر كلمة النفي يف : أهللا أهللا ال تقول ال إلـه إال اهللا؟ فقال: مل تقول: الشبلي رضي اهللا عنه

اربه وتعلقوا بالشبلي وادعوا علي بالدم بني يدي اخلليفة، فقال حضرته، فزعق السائل ومات، فاجتمع أقروح حنت فرنت ودعيت فسمعت فعلمت فأجابت، فما ذنيب؟ فصاح : ما جوابك؟ فقال: اخلليفة للشبلي

.خلوا سبيله: اخلليفةذا اللفظ الشريف عقب مطالبه للتربك وليكون به اخلتم، كما كان به البدء؛ ألنه كل أتى رضي اهللا عنه

.شيء منه بدأ وإليه يعودأتى باآلية رضي اهللا عنه إشارة إىل ما تقدم )]: 309[(}إن الذي فـرض عليك القرآن لرآدك إىل معاد {

إن اهللا تعاىل خلق : وهو يوم ألست بربكم؟ قال اإلمام الورجتيب رضي اهللا عنه ،من احلنني إىل اليـوم األولنور اجلمال ونور اجلالل حني أظهر ذاته سبحانه، فوصل نور الذات إىل : بني نورين) ص(روح املصطفى

نور اجلمال واجلالل، مث جتلى من مجيع الصفات والذات بني اجلمال واجلالل، فكمن غيب الغيب، فظهر ا بأهلية رؤية الذات والصفات مجيعا، فنزل القرآن روحه عليه السالم، فصار أهال للقرآن؛ ألنه كان خمصوص

إن الذي فرض عليك : (على معدن حقيقته فيأخذه ويرجع إىل معدنه الذي بدأ مه، وهذا معىن قولهنزه عن )القرآن

، أي إن الذي أحاط بكالمه القدمي لرادك إليه مبواكب القرآن، وذلك معدن التنزيه املجتماع واالفرتاق نظرا ىل شوقك يف قلبك إىل معدنك من عامل امللكوت واجلربوت التشاكل والتباغض واإل

حب «: بردك بأنوار صفاته إىل مشاهدة ذاته تعاىل اهللا عن إشارة الزنادقة والتنويه لذلك، قال عليه السالم .» الوطن من اإلميان

وقال ابن . رى إىل خماطبات الروح بالقرآنجمالسة ليلة املس : لرادك إىل معاد، قال: يف قوله: قال الواسطيإن الذي فرقك برسم : الذي منه ظهرت حىت تشاهده هذه بسرك على دوام أوقاتك، وقال احلسني: عطاء

م والرتسم معهم على حد اإلبالغ برسومهم اإلبالغ إىل اخللق سريدك إىل معىن اجلمع بالفناء عن مالحظاالذي حفظك يف أوقات املخاطبة لرادك إىل : بيان األخالص، وقال ابن عطاءبتخصيصك مبقام األخص وال

: إىل حيث شاهد روحك وإىل الكرم الذي أظهرك منه، وقال األستاذ: وطنك من املشاهدة، وقال الواسطي .إن الذي أقامك بشواهد العبودية فيما أثبتك لرادك إىل الفناء عنك مبحوك يف وجود احلقيقة

لحني . اآلية كررها ثالثا لإلحلاح يف الدعاء)]: 310[(}ذ ر ز س ش ص ض ح خ د{ إن اهللا حيب امل

يف الدعاء، وهو دعاء حسن جامع حكاه اهللا سبحانه عن أهل الكهف وأهل اهللا هم أهل كهف اإليواء؛ م إىل اهللا يأوون وببابه قاطنون وإليه يستندون وعلي ه يعتمدون، كالمهم باهللا ففي ذلك أيضا إشارة إىل أ

م آمني .ونطقهم باهللا وشغلهم اهللا ومهتهم اهللا رضي اهللا عنهم وعنا وهذا آخر ما قصدناه ومتام ما أردناه على قدر االستطاعة، وقلة البضاعة والعذر عند كرام الناس مقبول،

انتهى حبمد اهللا . وسلم تسليماواحلمد هللا كما هو أهله وصلى اهللا على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه .أللهم اختم لنا حبسن اخلامتة. وحسن عونه

الشيخ اإلمام، العامل العالمة اهلمام، املشارك احملقق، ترمجة سيدي ابن زكري رضي اهللا عنه؛ 5&#فتحا بن عبد الرمحـن الصويف املدقق، احلجة الضابط األرقى، الويل الصاحل األتقى، أبو عبد اهللا سيدي حممد

ولد واملنشأ والوفاةكان رمحه اهللا يف أول أمره حيرتف بصناعة الدباغة مع والده، وكان . بن زكري الفاسي امل

والده مصاحبا لسيدي حممد بن عبد القادر الفاسي ومالزما جمللس تدريسه، وكان هو حيضر مع والده فيه، كان يبحث مع الشيخ كثريا ويسأله، وكان الشيخ يعجبه سؤاله وكان لصغره جيلس يف مؤخر الناس، و مثلك ال : مث إنه أقامه يوما من املؤخر وأجلسه قريبا منه، وقال له. ويستحسنه من غري أن تكون له به معرفة

نعم، : لإنه ولد سيدي عبد الرمحـن بن زكريا، قا: يتأخر، مث رآه يوما ويف يده أثر الدبغ فسأل عنه فقيل لهإنه ال تناسبه الصنعة، وإمنا تناسبه القراءة لنجابته وفطنته، فأخرجه من الصنعة وال ترتكه : فقال له الشيخ

فيها أصال واجعله يف قراءة العلم ولك أجره، وإن عجزت عن شيء من مؤونته فأنا أعينك؛ فأخرجه عند ا عامال، صوفيا كامال، ممن تقصر ... عليهذلك والده وتركه لقراءة العلم، فكان يقرأ حىت فتح اهللا

وكان عامل

عن حماسنه األقالم، وتكل دون منتهاها ألسنة األنام، أمره أشهر من نار على علم، فكأنه بدر مت طلع يف ، جامعا دجيور الظلم، قد بـرع يف سائر الفنون، وغاص يف جلجها، فاستخرج منها نفائس الدرر املكنون

ألدوات االجتهاد، مائال إليه يف احلكم واالعتقاد، قادرا على االستنباط، عارفا مبا بـني العلة واملعلول من

جوامع االرتباط، بالغا غاية اإلرب، يف حتقيق علوم األدب من النحو والتصريف واللغة والعروض والقوايف الرتسيل وأنساب العرب وأيامها وتواريخ غريها من األمم السالفة واملعاين والبيان والبديع وصناعة الشعر و

ا يف سائر وتراجم األعيان وسائر احملاضرات ال يدرك شأوه وألف تآليف عديدة خمتلفة األوضاع عم :األقطار االنتفاع، منها .ـ شرح الفريدة للسيوطي

.ـ شرح النصيحة .ـ شرح احلكم العطائية

.شيشيةـ شرح الصالة امل .ـ شرح القواعد الزروقية

ا مهزية البوصريية .ـ اهلمزية اليت عارض .ـ حاشية على توضيح ابن هشام مل تكمل بلغ فيها إىل املفعول املطلق

.ـ تعليق على البخاري .ـ تفسري على مواضع من القرآن

.ـ أنظام وأشعار، وتآليفه كلها يف غاية التحقيقا بزيارة شرفاء أهل وزان، كالشيخ موالي الطيب الوزاين، فنفحت عليه أنوارهم وظهرت كان رمحه اهللا معتني

م وصحب تلميذهم الشيخ سيدي احلاج اخلياط الرقعي، فنفعه اهللا بصحبته : قال بعضهم. عليه بركا) ص(النيب وأخربين بعد الثقات عن غري واحد من العلماء أنه رضي اهللا عنه كانت حتصل له غيبة فريى

يقظة، ومما قيل يف مدحه من نظم تلميذه الشيخ أيب حممد سيدي عبد اجمليد بن علي الزبادي املنايل رمحه :اهللا

يف الصحو مين وسكري أجلت يف الناس فكري شيخا كشيخي ابن زكري فلم أجد طوال عمري :ومن نظمه أيضا فيه

ومن ثـووا وسط صدري ي وسري يا أهل ود

عليكم بابن زكري إن شئتم نـيل ذخري .تويف رمحه اهللا ليلة األربعاء ثامن عشر من شهر صفر اخلري سنة أربع وأربعني ومائة وألف هجرية ، )قرب من العلماء والصاحلني بفاسسلوة األنفاس وحمادية األكياش مبن أ(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب

لسيدي حممد بن جعفر الكتاين رضي اهللا عنه شرح الصالة املشيشية للعارف باهللا الكبري سيدي ابن زكري أللهم : هـ أللهم صل على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار 1144رضي اهللا عنه املتوىف عام

أللهم صل على من . ظهرت مشس املعرفة وقمر التوحيد وجنوم العلم لذي االستبصارصل على من فيه أللهم صل على من محل قوله رآين . جعلته مرآة لتجلي سرار ذاتك وأنوار صفاتك على ما يليق بكمالك

يه أسرار ذاتك خلاصة أللهم صل على من ظهرت ف. فقد رأى احلق على أنه جملى لذاتك وصفاتك وأفعالكأللهم صل على من ظهرت فيه أنوار صفاتك هلم . اخلاصة والختصاصها جيء باإلسرار واإلنشقاق .وللخاصة ولظهورها النسيب جيء باألنوار واإلنفالق

أللهم صل . رأللهم صل على من تكونت منه كليات املكونات كما تتكون من البذر واألشجا: وجـه آخـر أللهم صل على من . على من خرجت من كليات بذره جزئيات املوجودات كما خترج من األشجار األنوار

أللهم صل على من استعري لكليات بذره من أجل . شبه بالبذرة يف األصالة وكين باحلرف عن املستعارا من أج ا األسرار وجلزئيا ا . ل ظهورها األنواربطو أللهم صل على من شبه إنتاج كليات بذره جلزئيا

ا باإلنفالق. باإلنشقاق أللهم صل على من . أللهم صل على من شبه ظهور جزئيات بذره من كلياعلى من أللهم صل . اجتمع يف مدحه هذا استعارة مكنية وتصرحيية أصلية وتبعية حاصلة باإلنشقاقأللهم صل على من . خلقت نوره قبل كل شيء، فسجد لك سبعمائة عام ودورته حيث شئت فدار

أللهم صل على من خلقت من نوره . خلقت من نوره العرش والقلم واللوح والكرسي العطيمة املقدارعلى من خلقت من نوره نور القلوب وهو املعرفة، أللهم صل . املالئكة والسمـوات واألرض واجلنة والنارأللهم صل على من خلقت من نوره العقل وأنوار الكواكب . ونور األنس وهو التوحيد ونور األبصار

. أنت املنتخب املختار: أللهم صل على من خلقت نوره قبل األشياء، فسطع فقلت له. والشمس واألقمار .أللهم صل على من هو السر الساري يف كل موجود. ل على من هو حياة الوجودأللهم ص

أللهم صل على من لواله لبقي العدم على ما . أللهم صل على من ألجله خلقت األكوان: وجـه آخـر أللهم صل . خلقت مساء وال أرضاأللهم صل على من قلت يف شأنه آلدم لواله ما خلقتك وال . عليه كان

ا ببهجته روضا أللهم صل على من علم من هذا . على من أخرجت العوامل بسببه من ظلمة العدم وصريأللهم صل على من فهم مما سبق أنه أول األنبياء نبوة، وإن . ا فهو أبوه روحا6أنه وإن كان ابن آدم جسد

أللهم . أللهم صل على من قال أنا يعشوب األرواح، يعين أنه هلا أصل ومدده. هم ظهورا ووضوحاكان آخر أللهم صل على من هو الوارث يف حضرة الفرق . صل على منقال كنت نبيا وآدم بني الروح واجلسد

أللهم صل على . وث يف حضرة اجلمع والوجود الروحاينأللهم صل على من هو املور . والوجود واجلسماينثين عليه . يا ولد ذايت ويا والد معناي: من ألجل ذلك يقول له آدم إذا لقيه

أللهم صل على من يتشرف امل

ه أللهم صل على من حيق علي بذل عيين الصفراء والبيضاء حىت تظفر برؤيت. بقوله فيه سيدي ومواليأللهم . أللهم صل على من أشري يف هذا الوجه إىل أن ما ظهر من املكونات فهو السبب يف ظهوره. عيناي

.صل على من أشري يف الوجه الذي قبله إىل أن األكوان على اتساعها واستفاضتها بعض نورهأللهم صل على من منه به تنبعث . اردات املزعجةأللهم صل على من منه ترد على البواطن الو : وجـه آخـر

ا اسم . الظواهر إىل األوراد اليت هي للقريب منتجة أللهم صل على من استعري لوارداته من أجل بطوأللهم صل على من ناسب . أللهم صل على من استعري ألوراد مدده من أجل ظهورها لفظ األنوار. األسرار

أللهم صل على من ناسب أوراد مدده من أجل . استعمال اإلنشقاق اردات مدده من أجل إنتاجهاو .اجنالئها استعمال االنفالق

أللهم صل على من به حيصل اإلنتقال من اإلسالم لإلميان، مث لإلحسان، مث للمراقبة، مث : وجـه آخـر أللهم . على من تصري به النفوس قلوبا، والقلوب أرواحا، واألرواح أسراراأللهم صل . لشهود البصرية جهارا

أللهم صل على من تصري به األسرار مطالع . صل على من يفيض عليها عند ذلك من مشوس املعارف أنوارامعىن ر، وهوأللهم صل على من تتجلى به األنوار يف آفاق األسرا. األنوار، وذلك معىن انشقاقها

.انفالقها. أللهم صل على من منه ما هو سر بينك وبني العبد ال يطلع عليه احلفظة فضال عن الغري: وجـه آخـر

أللهم صل على من منه انشقاق األول . أللهم صل على من منه ما هو قدر ظاهر على أهل الصالح واخلري .أللهم صل على من ليس له ثان يف األصالة هلذه املعاين. وانفالق الثاين

. أللهم صل على من منه تدفقت أنوار اجلربوت. أللهم صل على من منه برزت أسرار امللكوت: وجـه آخـر لى من به ترقوا أللهم صل ع. أللهم صل على من منه اكتسب اخلواص شهود الصفات يف عامل امللكوت

أللهم صل على من ملا كان مدده األول قويا عاليا استعمل فيه . إىل شهود الذات يف عامل اجلربوت .أللهم صل على من ملا كان مدده الثاين أقوى وأعلى استعمل فيه اإلنفالق واألنوار. االنشقاق واألسرار

أللهم صل على من . من منه إمدادات أهل امللك الباطن وأهل امللك الظاهر أللهم صل على: وجـه آخـر أللهم صل على من ناسب مدده األول األسرار . أهل مساواتك وأرضك لساري أنواره جمايل ومظاهر

.أللهم صل على من ناسب مدده الثاين األنوار واإلنفالق. واإلنشقاقأللهم صل . بلى: لهم صل على من منه انشقت األسرار يف عامل األرواح، فقالت عن يقنيأل: وجـه آخـر

.على من منه انفلقت األنوار يف عامل األشباح للمؤمنني، فاكتسبوا باإلميان به الشرف والعالأللهم صل على من . قوا عنه العلم املكنونأللهم صل على من منه انشقت أسرار اخلوض فتل : وجـه آخـر

.منه انفلقت أنوار مجيع املؤمنني، فأوضح هلم ما حيتاجونه من الفنونأللهم صل على من منه انفلقت . من منه انشقت ملتبعيه أسرار علم احلقيقة أللهم صل على: وجـه آخـر

.فتمت الطريقة هلم أنوار علم الشريعة،أللهم صل على من منه انفلقت أنوار . أللهم صل على من منه انشقت أسرار النبوة والرسالة: وجـه آخـر

أللهم صل على من جعلته أول األنبياء نورا وآخرهم ظهورا وخصصته بكمال شرف . الوالية ومرجع كلها لهأللهم صل على . أللهم صل على من جعلت سيادته عامة للعامل العلوي والسفلي. دي والقبليالوجود البـع

أتدري من أنا؟ أنا الذي : أللهم صل على من قال لعمر. من جعلت نوره ساريا يف الوجود اجلزئي والكليأللهم صل على من أخذت امليثاق . بإقرار نبويت وفضلي من أجلي أخذ اهللا ميثاق األنبياء والرسل واألمم

أللهم صل على من جعلتهم . على األنبياء إن أدركوه أن يؤمنوا به، وبيـنت هلم يف كتبهم صفة خلقه وخلقهأللهم صل على . ققوهأللهم صل على من عرفه مجيع النبيني وحت. نوابا عنه وحاكمني ببعض شرائعه وطرقه

أللهم صل على من قلت يف . يا مسوى مجيع املرسلني آمنوا بأمحد واشتاقوا إليه وصدقوه: من قلت يف شأنهأللهم صل على من أمرت نبيك . يا موسى من آمن بأمحد أحببته أيام حياته ومل أوحشه يف قربه: شأنه

: أللهم صل على من أظهرت نوره ألنوار األنبياء، فـغشيهم فقالوا. من ذكره موسى بالصالة عليه واإلكثارأللهم صل على من تغرق القلوب واألفكار يف هذا التعظيم الطذي عظمته إن تأملت . آمنا به وصدقناه

اللهم . معهم إعظاما وإجالال أللهم صل على من زدته باستشهاد األنبياء على اإلميانبه وشهادتك. معناهأللهم صل على من جعلته مشسا . ته دالال: صل على من يقال خطابا له عند فـهم هذه اخلصوصية

أتعطي روحك يف : أللهم صل على من قيل لقارىء هذا وسامعه. واألنبياء كواكب باإلستمداد منه تتالالم أن يأخذوا العهد على أممهم بتصديقه ويتواصوا به جيال . قربه؟ لقال نعم بال ال أللهم صل على من أمر

. أللهم صل على من ومست املتويل من األمم عن تصديقه بالفسق زيادة يف التنويه والتبجيل. بعد جيلأللهم صل على من . وصفوة األصفيا أللهم صل على من أنتج من علم من هذا أنه خالصة املستخلصني

م إماما يف إسرائه أللهم صل على من تظهر مثرة ذلك يوم . ظهر تقدمه عليهم يف قضية املعراج فصلى .القيامة، فيحشرون مجيعا حتت لوائه

أللهم صل على . احملبوبنيأللهم صل على من منه انشقت أسرار االستدالل بك ألهل اجلذب : وجـه آخـر أللهم صل على ساقي مجيع أهل حضرة . من منه انفلقت أنوار االستدالل عليك للسالكني احملجوبني

.قدسك الطالبينب والطلوبنيلى من منه أللهم صل ع. أللهم صل على من منه انشقت أسرار املشايخ أهل الداللة واإلرشاد: وجـه آخـر

ريدين أهل الطلب واإلسرتشادأللهم صل على من أهل اخلصوصية كلهم ألنواره تفاصيل . انفلقت أنوار امل

.اللهم صل على من كل زائر هلم فهو له يف احلقيقة زائر. ومظاهرودعة يف األ: وجـه آخـر

أللهم صل على من منه انفلقت . كوانأللهم صل على من منه انشقت األرار امل

.األنوار املظهرة ملا احتوت عليه من األشكال واملقادير واأللوانأللهم صل على من منه انفلقت أنوار احلواس . أللهم صل على من منه انشقت أسرار البصائر: وجـه آخـر

.اليت هي طرف اإلدراك الظاهردركات اليت هي دقائق العلوم: آخـر وجـه

أللهم صل على من . أللهم صل على من منه انشقت أسرار امل

.منه انفلقت أنوار املعلومات اليت يستوي فيها مطلق املفهوممن يف مساء باطنه أللهم صل على. أللهم صل على من فيه ارتقت احلقائق الوهبية: وفيه ارتقت احلقائق

أللهم صل على . أللهم صل على من يف ظهور روحه توالت التجليات العيانية. طلعت مشوس العلوم اللدنيةأللهم صل على من . أللهم صل على من هو إمام أئمة العارفني. من يف أفق سره أشرقت األسرار العرفانية

أللهم . أللهم صل على من أوضحها فتلقاها عنه العلماء حتققا. أخذت ومنه اكتسبت مقامات اليقنيعنه أللهم صل على . أللهم صل على من ورثها علما وحاال . صل على من وهبها فاكتسبها منه العارفون ختلقا

أللهم صل على من هو قاسم الفتوحات . حظه نساء ورجاال من توصل بواسطته كل ذي حظ منها إىل

أللهم صل على من قال إين . أللهم صل على من هو الواسطة يف نـيل أسرار احلضرة القدسية. الغيبيةىنأللهم صل على من منه اغرتف أئمة هذا الشأن ف. ألعلمكم باهللا وأشدكم له خشية

أللهم صل . نالوا امل

أللهم . أللهم صل على من شبه بالسما يف كونه جملي األنوار. على من قال إن أتقاكم وأعلمكم باهللا أناأللهم صل على من شبه اجنالء . صل على من شبهت العلوم املنجلية فيه بالشموس والنجوم واألقمار

ستعار العلوم فيهأللهم صل . بارتقاء األنوار احلسية يف السماء واستعري الثاين لألول مث اشتق الفعل من امل

.على من دلت التبعية التحقيقية يف احلرث يف مدحه على املكنيتني بدون ختييل كما هو الصحيح املختارأللهم صل على من فيه ارتقت حقائق . لعموماخلالئق على ا أللهم صل على من هو أعلم: وجـه آخـر

أللهم صل على من عليه عول كل . أللهم صل على من أتى من العلوم مبا تقر عنه العقول. مجيع العلومنقول

هو أللهم ل على من . أللهم صل على من كالمه برهان وحجة ألهل االجتهاد. حمقق يف املعقول وامل

أللهم صل على . أللهم صل على من علمه أصل علوم العلما. قدوة الراسخني يف العلم من كل حاضر وبادأللهم صل على من علم كل عامل بالنسبة . من معرفته معدن معارف العارفني وحكمته منبع حكم احلكما

على من حكمة كل حكيم بالنسبة إىل حكمته كأدىن السر من أللهم صل . إىل علمه كقطرة من حبر اهلممأللهم صل على من كان يكتسب األعراب اجللف مبجرد شهود طلعته ما ال حيصل لذكي . أعلى اجلهر

أللهم صل . أللهم صل على من األمة من أهل عصره تفوق يف العلم فحول علماء العصور. النقاد يف الدهرم فيما أشكل من األمورع أللهم صل على . لى من حكم من أجل ذلك جلميع أصحابه بصحة االقتداء

م يف الظلمات ملريد اإلهتدا نور أللهم صل على من كل حكمة . من شبه أصحابه بالنجوم، فأعلم أا األلهم صل على من قال أنا مدينة الع. جلت أو قلت فإليه انتسا أللهم صل على من . لم وعلي با

أرجح ) ص(أللهم صل على من قال فيه وهب أن حممدا . جوامع كلمه لتدفق لطائف املعاين البحر العبابأللهم صل على من قال فيه أيضا ما العقول يف جنب عقل حممد إال كحبة رمل . الناس عقال وأفضلهم رأيا

أللهم صل . أللهم صل على من ملا جزأت العقل إىل مائة جزء أعطيته تسعة وتسعني منها. رمال الدنيا بنيأللهم صل على من بعث يف . على من بلغ من سياسة اخللق وتأديبهم مرتبة عجزت العقول العقال عنها

أللهم . ى من دعاهم وهم ذوو طباع متنافرة وآراء متباعدةأللهم صل عل. بالد قوم كانوا كاألنعام الشاردةأللهم صل على من اشتدت إذابتهم له فصرب على . صل على من ساسهم مع ذلك واحتمل جفاهم

اإلباية أللهم صل على من اتبعوه بعد . أللهم صل على من مل يزل كذلك حىت أذنوا له وانقادوا إليه. أذاهم

أللهم صل على من . أللهم صل على من قاتلوا دونه أهاليهم وآباءهم وأبناءهم. ونصروه واجتمعوا عليهم وأحباءهم أللهم صل على من استقام له هذا من غري . اختاروه على أنفسهم وهجروا يف رضاه أوطا

.يتعلم سري املاضني وأتى بأبدع منها حىت سلم ذوو املنازعةأللهم صل على من مل . ممارسة وال مطالعةأللهم صل على من حتلت . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم بكمال التحقيق: وجـه آخـر

.عنده مبا مل تتحل عند غريه من حلل التحرير والتدقيقأللهم صل على من . ت فيه حقائق العلم بكمال البث واإلنتشارأللهم صل على من ارتفع: وجـه آخـر

.بلغت به ما مل تبلغه بغريه من الظهور واالشتهارأللهم صل على من ال تزال . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم بكثرة االنتفاع: وجـه آخـر

.لالتباعطائفة من أمته ظاهرة على احلق مالزمة أللهم صل على من . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم باجتماعها له على التمام: وجـه آخـر

.مجع علم األولني واآلخرين، وكان فيه األوحد اإلمامأللهم صل على من . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم مبالزمة الوعظ والتذكري: وجـه آخـر

.كانت جمالسه توجب للقلوب الصفاء والتنويرأللهم صل على . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم ببذله للمستحق ومنعه من غريه: وجـه آخـر

.من كان خياطب الناس بقدر عقوهلم ويعطي كل مؤمن ما يستحقه من أنواع بره وخريهرسلني: جـه آخـرو

. أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم جبمعه ما افرتق يف غريه من النبيني وامل

.أللهم صل على من ختموا به لذلك وكانوا يف البعث أولنيأللهم صل . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم، فكانت رؤية ذاته توجب ذكرك: وجـه آخـر

.على من كانت صفاته وأفعاله وأخالقه تذكر توحيدك وشكركأللهم . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم باألمية، فكان العلم له معجزة قاطعة: وجـه آخـر

.صل على من أتى مع أميته بالعلوم الباهرة املؤيدة باحلجج الساطعةا بني العرب والعجم: ه آخـروجـ أللهم . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم بالسياسة اليت ألف

.صل على من قوي على محل أعباء البعثة لسائر األمم

أللهم . ببـلىأللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم فسبق يوم ألست بربكم إىل اجلواب : وجـه آخـر .على من تقدم يف النبوة والرسالة والسعادة ومجيع املقامات العلى صل

أللهم صل . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم، فوقع عند والدته ساجدا جلاللك: وجـه آخـر أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم، . على من وقع عند والدته رافعا سبابته مبتهال لعز كمالك

.أللهم صل على من جاهد أعداءك حىت ظهر دينه على مجيع األديان. فجمع بني النبوة والسلطانأللهم صل على من . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم، فقوي على آداب الرؤية: وجـه آخـر

أللهم صل على من أثنيت عليه بكمال علمه باألدب حال . قاب قوسني أو أدىن، فنال املراد والبغيةكان أللهم صل على من مل يلتفت بصره إىل السوى مع كثرة أنواع . ما زاغ البصر وما طغى: الرؤية بقولك

. كمال االنقطاع إليك اعتدل بصرهأللهم صل على من كما اعتدل قلبه يف. احلضرة بل اعتدل وما بغى .أللهم صل على من كما أكمل شهود بصريته لذاتك املقدسة كمل بعيـين رأسه نظره

.أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم، فاختص بكونه يوم القيامة خطيب األمم: وجـه آخـر

قلبه على لسانه من الثناء ما مل يسمع به أحد ممن له يف املعرفة أللهم صل على من يفيض عند ذلك من .قدم

أللهم صل . أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم، فكان يغان على قلبه غني أنوار: وجـه آخـر .على من كان يعدله يف اجمللس الواحد املائة من اإلستغفار

صل على من ارتفعت فيه حقائق العلم، فكان يظهر االفتقار إليك تارة واالستغنا بك أللهم : وجـه آخـر أللهم صل على من شد . أللهم صل على من اشتد به العطش يوم أحد وصري عني تبوك تزخر زخرا. أخرى

تتابعة أللهم ص. باخلندق على بطنه احلجر من اجلوع وأطعم فيه ألفا من صاعل على من بات الليايل امل

. طاويا وأشبع جيشا من إحدى وعشرين ترمة، ودفع الباقي أليب هريرة فأكل منه إىل قعتل عثمان وضاعأللهم صل على من عرف يف وجهه اجلوع باخلندق وأطعم فيه ثالثة آالف من قليل متر وزود من آخر

.تطاعأربعني وأربع مائة جممل كل ما اس :تنبيـه

أللهم صل على من كل كالمه يف . أللهم صل على من كان من جوعه وعطشه يف هذه املواطن اختياريا. أللهم صل على من قال أبيت عند ريب يطعمين ويسقني. حديث الوصال على أن ذلك مل يكن اضطراريا

أللهم صل على من قيل . اه إنك تعطيه قوة روحانية وتغذوه بأنوار اليقنيأللهم صل على معن قيل يف معنأللهم صل على من مل يقدح . يف معناه أيضا أنك تغذوه حقيقة من طعام اجلنة، وذلك ال ينايف الوصال

من كان أغىن اخللق أللهم صل على . أكله على سبيل خرق العادة يف وصاله؛ ألنه ليس من منافذ اإليصالأللهم صل على من كان يعطي عطاء تعجز عنه أكابر . بك ومل يكن فقريا قط وال كانت حالته حالة الفقرا

أللهم أحيين مسكينا، أن املراد به استكانة : أللهم صل على من قيل يف معىن قوله. امللوك وعظماء األمراأللهم صل على من جاءت إليه مفاتيح خزائن األرض، وكانت له على تناول ما . ةالقلب ال الفقر والفاق .فيها القدرة والطاقة

لك، وهي يف احلقيقة : وجـه آخـر أللهم صل على من ارتفعت فيه حقائق تعلم، فاختار العبودية على امل

لك األبديعبودية هي كمال شرف اإلنسان، ويف ضمنها النعيم أللهم صل على من علم أن ال. امل

.السرمديأللهم صل على من فيه ارتقت احلقائق اليت هي املسميات وتنزلت : وتنزلت علوم آدم فأعجز اخلالئق

.أللهم صل على من خص عن أبيه جسدا لكونه هو أباه روحا مبا هو أشرف وأمسى. بالنسبة إليها األمساذا . أللهم صل على من عرف أبوه األشياء من حيث داللة األمساء عليها أللهم صل على من عرفها أبوه

أللهم صل على من دل على علم أبيه نفس . االعتبار دون حقائقها املركبة من الذاتيات املنسوبة إليهاأللهم صل على من مل يكن علم . كل اسم على مسماه األشياء على الوجه املذكور عرضها عليه وتطبيقه. أللهم صل على من علم األشياء باالعتبار األول والثاين. أبيه مبجرد األلفاظ، فإن اهللا على ذلك أمساه

على من عرفها من أللهم صل . أللهم صل على من عرفها باحلدود اإلمسية واحلقيقية، فكمل له علم املعاينأللهم صل على من عرفها من الوجه الوخص الصادق مبا من الذاتيات ال . الوجه األعم، وهو طريق املفهومأللهم صل على من اختص عن آدم بعلم املسميات تفصيال وشاركه يف علم . غريها وباملوجود دون املعدوم

ى من قال مثلت يل أميت يف املاء والطني، فعلمت األمساء كلها كما علم آدم أللهم صل عل. األمساء اليت هلاأللهم صل على من اختص عن كافة اخللق بعلوم عظيمة وخص أقواما بأخرى بعد التبليغ . األمساء كلها

كتمانه، وعلم خريين فيه، وعلم أمرين أللهم صل على من قال أورثين ريب علوما شىت، فعلم أخذ علي . التام .بتبليغه إىل اخلاص والعام

أللهم صل على من تدلت . أللهم صل على من فيه تنزلت العلوم بعد رفعها بقبض أهلها: وجـه آخـر وم آدم وأعظم بعلوم أللهم صل على من تنزلت فيه عل. بوجوده وجود األنوار مملكة القلوب بعد عزهلا

أللهم صل على من هلذه النكتة أضيف ما تنزل فيه آلدم حىت يستنتج باألحروية . عجزت املالئكة عنهارسلني. إعجاز غريهم منها

أللهم . أللهم صل على من فيه تنزلت علوم آدم وأجرى علوم غريه من النبيني وامل

ريب يده بني ثديي من غري تكييف وال حتديد، فوجدت بردها فأورثين علم اآلخرين صل على من قال وضع أللهم صل على من يناسب . أللهم صل على من تنزلت فيه علوم آدم الذي هو األب األكرب. واألولني

أللهم صل . تباعد عصره أللهم صل على من تنزلت فيه علوم آدم مع. ذلك حيازته لعلوم من عنه تأخرأللهم صل على من اقتضت اإلشارة لإلعجاز مع اإلجياز . على من اقتضى ذلك أولوية حيازته لعلوم غريه

.أللهم صل على من استبان مما سبق نكتة اإلتيان باجلمع املفيد لكثرة ما تنزل فيه. اإلقتصار على ذكر أبيهأللهم صل على من هلذه . هم صل على من له أذعنت علوم آدم ومل يستعص شيء منهاألل : وجـه آخـر

.النكتة جيء ملا يفيد احنصارها فيه متييزا للخصوصية وإبانة عنهايف مرتقى أللهم صل على من ملا تنزل العلم فيه نسيبا صح كون املنزل مندرجا: وجـه آخـر باعتبار العطف

أللهم صل على من ذكر األخص من علومه بوصف التنزل والنسبة آلدم يف تشريفه . احلقائق أخص منها .أنـهى

أللهم صل على من منه تنزلت العلوم آلدم مث ترقت له، فلما كان أصلها منه : وجه آخر يف أصل املعىن أللهم . على من اجتمعت يف علومه طريقة التديل والرتقي ومدار الطريقتني عليه أللهم صل . صار مآهلا إليه

أللهم صل على من كلمة يف . صل على من ملا أعطى العلوم تنزلت وملا أخذها ترقت؛ إذ ال يد فوق يديهأللهم صل على من . معنـيـيهالداخلة يف ضمريه يف هذا الوج مبعىن من وإىل من قبيل استعمال املشرتك يف

أللهم صل على من ال . وصف علومه بالتنزل على أول الوجوه باعتبار املعلوم وعلى هذا باعتبار العاملأللهم صل على من . تنقيص فيه تفضيله لمن فضل عليه، بل كمال الثناء للتشريف معه يف الفضل الزم

أللهم صل على من يفهم . عن املتنزل فيه باحلقائق إىل أن علم آدم ليس مقصورا على األمساءأشري بالتعبري رسلني وأمسى

.من نسبة علوم آدم له أن علمه أشرف من علوم مجيع امل

ودع يف آدم مل تتجل له تلك العلوم، بل مل يكن له: وجـه آخـر . وجود أللهم صل على من لوال نوره امل

.أللهم صل على من فيه تنزلت علوم آدم يف احلقيقة عند إبانة فضله وأمر املالئكة له بالسجود

أللهم صل على من أمده بتلك . أللهم صل على من فيه تنزلت علوم آدم قبل أن يوجد ويظهر: وجـه آخـر . ل على من فيه تنزلت علوم آدم حيث تلقاها منك بال واسطةأللهم ص. العلوم ومن مث قيل فيه آدم األكرب

ذا االعتبار؛ إذ ال غىن لغريه عن الواسطة أللهم صل . أللهم صل على من تبينت صحة احنصار تنزهلا فيه أخرس الفصحا أللهم صل على من . على من أعجز اخلالئق بعلومه من غري قراءة علم وال خمالطة ألهله

أللهم صل على من أخرب مع أميته بوقائع القرون السالفة . وأفحم البلغا حيث أتى مبا مل يأت أحد مبثلهأللهم صل . أللهم صل على من وقعت وتقع طبق أخباره ما بينه من املغيبات اآلتية. وقصص األمم املاضية

أللهم صل على من خصصته باملعراج . ه عن أن يدانوه يف مرتبته العاليةعلى من أعجز اخلالئق كمال علمنتهى ودخل . وخصصته فيه بعلوم هي يف العجز عن حلاقه كافية

أللهم صل على من رفعت له سدرة امل

أللهم صل على من . أللهم صل على معن دخل اجلنة ورأى ما فيها من القباب والقصور. البيت املعمورأللهم صل على من رقى به إىل . مسع صريف األقالم يف تصاريف األقدار مبا كان أو هو كائن من األمور

أللهم صل على من . إن جاوزت مقامي احرتقت بالنور: العرش والرفرف ووقف جربيلال دون ذلك، وقالسله أن : أللهم صل على من قال له جربيل. فأشفع لك إليه هل لك من حاجة إىل ربك: قال عند ذلك

مث زج يب يف النور فخرقت : أللهم صل على من قال. يبسط جناحي على الصراط ألمتك حىت جيوزوا عليهلك انقطع عين حس كل ملك وإنسي، فلحقين عند ذ: أللهم صل على من قال. سبعني ألف حجاب

إن ربك يصلي : ناداين منادي بلغة أيب بكر، فقال: أللهم صل على من قال. استيحاش فسمعت اخلطابادن يا أمحد، : فإذا بالنداء من العلي األعلى: أللهم صل على من قال. فبينما أنا أتفكر يف معناه الغريب

هل سبقين : عجبت من هاتـني : قلت لريب : هم صل على من قالألل . ادن يا حممد ليدن احلبيب من احلبيبأنا الغين عن أن أصلي : أللهم صل على من قلت له. أبو بكر إىل هذا املقام؟ وإن ريب لغين عن أن يصلي

هم صل على ألل . إىل أحد، وإمنا أقول سبحاين سبحاين رمحيت سبقت غضيب، فأقرأ ما أنزلت عليك من قويلأللهم صل على من . فصاليت رمحة لك وألمتك: من قلت له اقـرأ هو الذي يصلي عليكم ومالئكته مث قلت

ملا أنس : أللهم صل على من قلت له. وأما مسألة صاحبك، فناداك ملك بلغته إزالة لوحشتك: قلت لهأللهم صل على من قلت له ملا . فشغل بذكرها عن عظيم اهليبة وما تلك بيمينك: موسى بالعصا قلنا له

. جعلنا أبا بكر أنيسك يف الدنيا واآلخرة خلقنا ملكا على صورته يناديك بلغته لتأنس بسابق الصحبةل على من أللهم ص. أللهم إنك أعلم وأنتظر غيبك: أين حاجة جربيل؟ فقال: أللهم صل على من قلت له

. أللهم صل على من ملا كان يف هذه املنزلة. قلت له قد أجبته فيما سأل ولكن فيمن أحبك وصحبكم حسنات . أللهم إنك عذبت األمم فما أنت فاعل بأميت أللهم صل على من أجبته بقولك أبدل سيئا

م واشفع فيهم وأنزل علي يا رب لكل : أللهم صل على من قال عند اإلنصراف. هم رمحيتواسرت على عصاأنا هلم ما عاشوا، وأنا هلم إذا ماتوا، وأنا : قادم من سفر حتفة، فما حتفة أميت؟ أللهم صل على من قلت له

ما أوحيت إليه يف شأنه، أللهم صل على من تذكر نبيك موسى . هلم يف القبور، وأنا هلم يف النشور برمحيتفأوحى إىل عبده ما أوحى {أللهم صل على من رأى موسى هالل . فجعل يردده ليفوز بالنظر إليه

أللهم صل على من أراد موسى عند ذلك رؤية من رأى والنظر حلبيب احلبيب . بني عينيه)] 311[(}*اية أللهم . حىت جيلي اجلمال عليه صل على من أكرمته بالرؤية البصرية وعلم أسرار الذات العلية، فنال

. أللهم صل على من مجعت له بني احملبة واخللة وبني الرؤية والكالم، فنال ما مل يـنـله منك قريب. التقريبأللهم صل . م وأعلى وأعم أللهم صل على من تضمنت هذه القضية أن علومه أكثر من علوم اللوح والقل

أللهم . على من أخربك عنك أنك خلقت ألف ألف أمة مل يطلع عليها اللوح احملفوظ وال صريف القلمأللهم صل على من تضمن . صل على من أخرب أن كل أمة من هذه األمم مل تعلم أنك خلقت سواها

أللهم صل على من علمه بأحوال هذه . يطلع عليه اللوح والقلم إذ مل يشمالهاإخباره أنه اطلع على ما مل أللهم صل على من اتفقت كلمة أهل . األمم الزائد على اطالعه عليها من اجلائز الذي مل مينع منه مانعصل على من قال فيه السيوطي أنه اللهم . اإلسالم على أنه أعلم اخللق وأفضلهم من غري منازع وال مدافع

أللهم صل على من قيل أنه أويت علمها أيضا لكنه أمر . أويت علم كل شيء إال اخلمس اليت يف آخر لقمانأللهم صل . أللهم صل على من قال مع هذا أمحد ريب مبحامد يوم القيامة ال أعلمها اآلن. فيها بالكتمان

أللهم صل على من قال فيه . أمرته مع هذا بطلب زيادة العلم فبان أنه ال يزال مرتقـيا يف العرفان على من ا ما هو كائن أو قد كان . اجليالين فتح فاه ليلة اإلسراء، فقطرت فيه قطرة من حبر العلم األزيل، فعلم

.أن عظمتك فوق ما تدرك العقول واألذهان أللهم صل على من أفهم قول اجليالين فقطرت فيه قطرةأللهم صل على . أللهم صل على من فيه على احلقيقة تنزل ما أعطيه آدم من العلوم واحلقائق: وجـه آخـر

أللهم صل على من ملا كان إعجاز علومه للمالئكة يف. من بنوره الذي سرى يف آدم أعجز آدم اخلالئقا . قضية آدم متضمنا باألحروية إلعجاز غريهم صح االستغراق أللهم صل على من كل معجزة أتى

.املرسلون، فهي من نوره الطي له فيهم سريان وإشراق

هم ألل . أللهم صل على من فيه على احلقيقة تنزلت علوم آدم وقت إبانة فضله للمأل األكرب: وجـه آخـر .صل على املعجز يف ذلك الوقت على احلقيقة وآدم خليفة له ومظهر

رسلني وهو الذي أمدهم باألنوار: وجـه آخـر أللهم . أللهم صل على من فيه تنزلت علوم آدم وغريه من امل

أللهم صل على من . األعصارصل على من استبان من ذلك أنه املعجز للمالئكة واألمم املرسلني يف كل أللهم صل على من هذا الشرح األخري . عموم اخللق الذي أعجزهم على هذا أكثر منه على الوجوه املتقدمة

.أمدح له فجعلته لبنة متام املعاين وما سبق له مقدمةم صل على من عن اإلحاطة حبقيقته ألله. أللهم صل على من له تضاءت الفهوم: وله تضاءت الفهوم

أللهم صل على من عجز أكابر العلماء عن كمال العلم به، وإمنا . تصاغرت إدراكات اخلصوص والعمومأللهم صل على من مل يصل إىل اإلحاطة حبقيقته نيب مرسل وال ملك مقرب . كان هلم منه القدر النسيب

يا أبا بكر والذي بعثين باحلق مل يعلمين : أللهم صل على من قال. مل متبحر وال شيخ مريب فضال عن عاما : أللهم صل على من دل هذا احلصر يف حديثه على صدق أويس يف قوله ألصحابه. حقيقة غري ريب

وال : وال ابن أيب قحافة، فقال: به ألويسأللهم صل على من قال أصحا. إال ظله) ص(رأيتم من رسول اهللا أللهم صل على من سئل عن قول أويس فيه الشاذيل فقال هو قول صحيح ملا . ابن أيب قحافة، وعمم قوله

أللهم صل على من قال فيه الشاذيل مقام على إدراك نفسه، ومقام عثمان إدراك قلبه، . يف الواقع مطابقأللهم صل على . وأما حقيقته، فلم يعلمها إال اخلالق. دراك عقله، ومقام أيب بكر إدراك روحهومقام عمر إ

أللهم صل على من قال اخلرويب ملا . من ملا اختلفت مقامات اخللفاء اختلف ما أدركوه منه من احلقائقا أدرك نفسه أللهم صل على من ملا كان . الشريفةغلب على علي علم الشرائع، وكان حاله اإلنبساط نيفةأللهم صل على من ملا غلب على . من شأن النفس أال تصمت وكل إىل نفسه تبليغ علوم الشرائع امل

أللهم صل على من ملا غلب على عمر التدبر يف العلوم . عثمان التفكر يف العلوم أدرك قلبه الدائم الفكرأللهم صل على من ملا غلب على أيب بكر علم احلقائق وكان . أدرك عقله الصحيح التدبر املخلص الذكرأللهم صل على من ملا كان شأن الروح الصمت وكل إىل روحه . حاله االنقباض عليها أدرك روحه القدسية

فيه بعض العلماء كل صاحب مقام من األنبياء أللهم صل على من قال. الشريفة علم أهل اخلصوصيةأللهم صل على من كل صاحب مقام متحقق بقصوره عن إدراك . واألولياء ممتد منه وواقف عند حد قربه

أللهم صل على من قيل يف متثيل واسطته هو كنخلة أصلها يف األرض وفرعها . ما خص به الرسول من ربه

م منه كل على حسب قوته . ة من أصلها إىل أعالهايف السماء مثمر أللهم صل على من اخللق يف أخذ قوأللهم صل على من رأس خنلته ممتنع عن اجلميع المتناع وصول البشر إىل السماء، . وغاية طاقته ومنتهاها. يقته عجزوا عن اإلتيان مبا يستحقه من الثناأللهم صل على من ملا مل يعرف اخللق حق. فال يدركون عالها

أللهم صل على من . أللهم صل على من كلت القرائح وتقاصرت السجايا عن بيان ما له من اجملد والسناأللهم صل على من كان مدحه عندهم أصعب . اعرتف فحول الشعراء عن كمال مدحه بالعجز والقصور

أللهم صل على من صعب مدحه على البلغا من أجل أن كان مبالغة يف حقه . ولونه من األمورما حياأللهم صل على من . أللهم صل على من كل نظم بديع وسجع حمكم رفيع يف مدحه قليل قصري. تقصري

أللهم صل على من . اخلصال اليت فيه قيل يف شأن ولده علي الرضا أليب نواس ما لك مل متدحه ومل تبني .ال أستطيع مدح إمام كان جربيل خادما ألبيه: الحظ أبو نواس نسبته فقال

:تفصيل لبعض ما مشله هذا الوجهأللهم صل على من لو ظهر كنه . أللهم صل على من تقاصرت الفهوم عن إدراك جالله، رمحة منك ولطفا

أللهم صل على من تقاصرت الفهوم عن إدراك كماله . ه لتالشت أفئدة الناظرين إليه مهابة وخوفاجاللم وصاروا . وضاقت الغبارات عن الواصفني أللهم صل على من كان الفصحا إذا راموا مدحه تبلدت أذها

أللهم صل على . ه منة على اخلالئق وفضالأللهم صل على من تقاطرت الفهوم عن إدراك مجال. متوقفني .من لو ظهرت حقيقة مجاله مل تبق لناظر إليه عقال

أللهم صل على من مل تصل . أللهم صل على من تقاصرت الفهوم عن إدراك عقله: وجه آخر يف التفصيل أللهم صل . من تقاصرت الفهوم عن إدراك علمهأللهم صل على . اإلدراكات لإلحاطة بعلي قدره وفضله

أللهم صل على من تقاصرت الفهوم عن إدراك . على من عجزت العقول عن االطالع على كمال حلمهأللهم صل على . أللهم صل على من عجزت العقول عن حقيقة رجائه لفضل اهللا ورمحته. خوفه وخشيتهأللهم صل على من عجزت العقول عن استقصاء أوجه . لفهوم عن إدراك كمال عبوديتهمن تقاصرت ا

أللهم صل على من عجزت . أللهم صل على من تقاصرت الفهوم عن معرفة زهده ورفع مهته. خصوصيتهعجزت العقول عن إدراك شفقته أللهم صل على من . العقول عن إدراك تواضعه وتركه التمييز يف خدمته

أللهم صل على من عجزت . أللهم صل على من تقاصرت الفهوم عن إدراك جوده احلسي واملعنوي . ورمحته .العقول عن اإلحاطة بأوجه مدده ونوره الصديقي وامللكي والنبوي

أللهم صل على . ر عظيم سبحت فيه الفهومأللهم صل على من شبه ببح: وجه آخر يقابل الوجه األول .من خفيت فيه ودقت فلم تظهر هلا آثار وال رسوم

أللهم صل على من كل . أللهم صل على من له خضعت الفهوم وأذعنت واعرتفت بالقصور: وجـه آخـر .معىن مما احتمله هذا النص عليه مقصور

. باعتبار ذاته النورانية على كل خملوق سابق أللهم صل على من هو: ال الحقفلم يدركه منا سابق و .أللهم صل على من مل يدركه منا معشر اخلليفة سابق عليه يف اخللقة الطينية وال الحق

. وهو السابق أللهم صل على من يقال على اعتبار أصالة نوره وخلق األشياء منه هو األول: وجـه آخـر .أللهم صل على من مل يدركه منا معشر اخلليقة سابق باعتبارنا وال الحق

أللهم صل على من ال يتبادر إدراك غرينا له بالكنه املباينة يف اجلنسية : وجه آخر باعتبار مرجع الضمري . ركه منا معشر اآلدميني سابق وال الحقيد أللهم صل على من مل. واإلختالف يف العواض واللواحق

أللهم صل على من ال . أللهم صل على من ال ينتقض هذا بإدراكه حلقائق األدناس؛ ألنه من خصوصياتهأللهم صل على من املنفي تبادر إدراك . ينتقض هذا بإدراكنا ملا أدركناه منها؛ ألن اعتمادنا به على توفيقاته

أللهم صل على من يكفي انتفاء تبادر إدراك الغري له يف ختصيص . له بالكنه ال أصل اإلمكانغرينا . أللهم صل على من ال يلزم من عدم إحاطة علم املالئكة مبا خص به مستحيل. الضمري جبنس اإلنسان

.على هذا دليلأللهم صل على من انفراده عن جربيل يف اإلسراء خبرق احلجب وما بعده م مبا له من : وجـه آخـر أللهم صل على من ال يتبادر إدراك غرينا له بالكنه لتأخر خلق جسده عن زما

أللهم صل على . أللهم صل على من مل يدركه منا معشر األمة سابق وال الحق. الصفات الشريفة واللواحقم واطالعهم على صفاته املاجدةمن ال يعارض هذا إخبار األن أللهم صل على من اطالع األنبياء . بياء

م اليت ال تشملها قاعدة أللهم صل على من املقول فيهم . عليه قبل وجوده منغري إحاطة من خصوصيامعرفتهم به مبعرفة أللهم صل على من شبهت. يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كانوا معاصرين له وقت وجوده

أللهم صل على من ملا . األبناء لتنزيلهم ما كان معروفا عندهم من املشخصات على شخصه حال شهودهأللهم صل على من ظهرت يف مدحه . كان اإلدراك بالفهوم كان عدم إدراك كنهه ناشئا عن قصورها

نتجها وجريان السببيةا املذكور مغايرة النتيجة مل أللهم صل على من أشري يف هذه العبارة . على أسلو

أللهم صل على من نبه يف مدحه هذا على أن الواقع يف . املادحة له إىل أنه ال مبالغة يف استغراق الفهوم

كمه أللهم صل على من جاءت هذه العبارة يف مدحه حم . نفس األمر والثابت يف اخلارج هو ذلك العمومراد مطبقة

ا ملدحه اختصاص مل يكن باملاضي، وكون . وعلى املعىن امل أللهم صل على من ال يقدح يف إفاد

ذا من قبيل ما يقدر فيه العامل بعد . الالحق حينئذ الحقا باعتبار من سبقه أللهم صل على من مدحه ن معىن مدحه هذا أنه مل يدركه سابق وال يدركه الحق، فاستقام يف أللهم صل على م . الواو دفعا للوهم

أللهم صل على من . أللهم صل على من أرشدت هلذا املعىن يف حقه أيضا قرينة التعميم يف الفهوم. الفهمعلى من ال يعارض أللهم صل . ملا استلزم عموم الفهوم يف مدحه نـفى املاضي، فهو لنفي اآليت ملزوم

أللهم صل على . أحكام هذه العبارة يف مدحه ما يتبادر من أن األوىل فلم يدركه سابق فضال عن الحقمن سبب تبادر هذا يف مدحه عدم استوا معرفة األنبياء وغريهم على الوجهني السابقني والصحابة وغريهم

ن حيقق أحكام هذه العبارة املادحة له على الوجهني السابقني أللهم صل على م . على األخري الالحقاختصاص معرفة تفاصيل ذات ودقائق أحواله على طريق الرؤية البصرية ذات ودقائق أحواله على طريق

أللهم صل على من ال تنعكس األخروية يف مدحه على هذا ملا اختص به . الرؤية البصرية باملتأخر الالحقأللهم صل على من حيرز األولوية يف . ابق املذكورين من تقادم العلم بروحانية وتطاول أمده عن الالحقس

.مدحه على الوجوه كلها التعبري بالسابق والالحقأللهم صل على من به استنار : فرياض امللكوت بزهر مجاله مونقة وحياض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة

أللهم صل على من به أضاء عامل امللكوت، وهو . امللك، وهو حضرة األجسام اليت هي مظهر األفعالعاملأللهم صل على من به أشرق عامل اجلربوت، وهو حضرة . حضرة األرواح اليت هي صفة اجلمال واجلالل

أللهم صل على من معىن هذا أنه . األسرار اليت هي مظهر الذات املنزهة عنكل ما هو للمخلوقات كمالأللهم صل عى من ال يستغين عن وساطته ذو حظ من الشهود يف . مرآة جتلي الذات والصفات واألفعال

أللهم صل على . أللهم صل على من به صارت القلوب بشهود الفعل منك متحققة. حال من األحوالأللهم صل على من به صارت . بشهود الصفات متحلية ولشهود الذات متشوقة من به صارت األرواح

ا فيها مستغرقة أللهم صل على من رياض امللكوت بزهر مجاله مونقة . األسرار بشهود الذات متنعمة وألوقا. هذا أن أرض امللك ببذر نواله متفتقة أللهم صل على من فهم من . وحياض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة

زهر به باملتنزهات ودل على ذلك باسم الرياضأللهم صل على من . أللهم صل على من شبه امللكوت امل

نري به بالبحر الذي على حافتيه الرياض ودل على ذلك بلفظ احلياضأللهم صل على من . شبه اجلربوت امل

أللهم صل على من شبهت أنواره باملاء الساقي . شبه مجاه بغروس الرياض ودل على ذلك بإضافة الزهر إليه .ودل باسم الفيض عليه

لك وهو ما يدرك باحلس والوهم: وجه آخر يف تفسري العوامل أللهم . أللهم صل على من به استنار عامل امل

أللهم صل على من به أشرق عامل . به أضاء عامل امللكوت، وهو ما يدرك بالعقل والفهم صل على من أللهم . اجلربوت، وهو ما يدرك باألول أو بالثاين يف ثاين حال كما يف اجلنة، فللطريقتني فيه حظ وسهم

أللهم صل على من مبدده . مشرقةصل على من سريان أنواره صارت مدركات احلس والوهم واضحة أللهم صل على من به يصري احلس وما . صارت العقول واألفهام يف خزائن ذخائر املعاين من سعتها منفقة

دركات حمققة .معه والعقل وما معه ملا كان حمجوبا عنها من غرائب امل

أللهم صل على من بتجلي أسرار : وامللكوت باألخريتـني وجه ختصيص اجلربوت باإلستعارتني األوليني أللهم صل على من بتجليها فيه يفىن العبد عن نفسه وعن فنائه . الذات فيه حيصل للعبد الفناء األكرب

الصفات أللهم صل على من بتجليها فيه يكمل شهود . ويصري مبا كان أعلم أجهل، ومبا كان أجهل أخربأللهم صل على من يف جتلي الصفات يلتقي السالك يف ترقيه . الذي هو ملتقى البحرين ووسط املنرب

أللهم صل على من ألجل ذلك التكميل . واجملذوب يف تدليه لكن األول لك والثاين بك، فكماله أظهرأللهم صل على من ألجل . كان القرب فيها أكثركانت حضرة اجلربوت ساقية بنوره حلضرة امللكوت، و

نري به احلياض وما يناسبها من الفيض واالنصبابأللهم صل على من ألجل . ذلك جعلت للجربوت امل

زهر به الرياض وما يشاكلها من الزهر واإلعجاب .ذلك جعلت للملكوت امل

. أللهم صل على من شبه باجلربوت املنري به باملشارب لألسرار: وتوجه آخر يف معىن السقي من اجلرب .أللهم صل على من استعمل للجربوت املنري به من أجل ذلك احلياض وفيض األنوار

أللهم صل على من االطالع على حقائق األشياء : وجه آخر يف بيان ذلك على الشرح الثاين للعوامل ا يكون يف حضرة اجلربوت اليت هي به مشرقةوالوقوف ع أللهم صل على من كمال السقي . لى كنهها إمن

.والري من نوره إمنا يكون فيها، فلذلك أثبتت هلا احلياض اليت هي بفيض أنواره متدفقةمن ال موجود من أللهم صل على: وال شيء إال وهو به منوط، إذ لوال الواسطة لذهب كما قيل املوسوط

مكنات إال وليه استنادهأللهم صل . أللهم صل على من ال شيء من العوامل إال ومن مدده استمداده. امل

أللهم صل على من هو الواسطة . على من هو الواسطة يف نعمة اإلجياد، فلوال أصل وجوده ما وجد موجود

أللهم صل على من ال عامل إال ومن علمه . فلوال ثبوت وجوده لتهدمت دعائم الوجود يف نعمة اإلمداد،أللهم صل على من ال متخلق . أللهم صل على من ال عارف إال ومن حبر معرفته اغرتافه والتماسه. اقتباسه

هم صل على من العامل من العرش إىل الثرى إليه حمتاج ألل . خبلق رباين إال وخلقه الكرمي عمدته وأساسهأللهم صل على من . أللهم صل على من ال شيء من األشياء إال وهو به متعلق ومنوط. وبوجوده مربوط

إلضمار أللهم صل على من أظهر يف موضع ا. بساط إحسانه جلميع املوجودات يف مجيع األوقات مبسوطأللهم صل على من الذهاب . إذ لوال الواسطة لذهب كما قيل املوسوط: مدحا مبعىن التوسط حيث قيل

أللهم صل على من الذهاب املرتب على . املرتب على فـقد توسطه هو عدم الكون بالنسبة إىل نعمة اإلجيادوما {: أللهم صل على من دل قولك. نعمة اإلمدادفـقد توسطه هو اإلضمحالل والتالشي بالنسبة إىل

: أللهم صل على من قال جلربيل. على أنه الواسطة يف كل نعمة)] 312[(}*أرسلناك إال رمحة للعالمني للهم صل على من قال فيه أ. نعم أمنت بالثناء علي بسببك النقمة: هل نالك من هذه الرمحة شيء؟ فقال

رسي مجيع األنبياء خلقوا من الرمحة ونبينا هو عني الرمحةأللهم صل على من دل جعله عني الرمحة على . امل

أللهم صل على من دل عموم العاملني على أن العامل من العرش إىل . أن أنواعها وأفرادها مكتسبة منهلك الذي ميأل العامل ونصفه وثلثه والذي يقوم مقام مجيع . رش بوجوده مرحومالف

أللهم صل على من امل

أللهم صل على من ناداه العرش يف إسرائه بلسان حاله جعلين أعظم خلقه، . املالئكة من رمحته مسهومالعرش كتب على قائميت ال إلـه إال أللهم صل على من قال له. فكان خويف منه أعظم من خوف غرييأللهم صل على من قال له العرش كتب على قائميت حممد رسول . اهللا، فازداد هليبة امسه خويف وعيل بري

رسل : أللهم صل على من قال له العرش. اهللا فسكنت، وكان امسك لقاحا لقليب وطمأنينة لسريأنت امل

أللهم صل على من قال له العرش نصييب . وال بد يل من هذه الرمحة بنصيب يشفي الغليلرمحة للعاملني ستحيل

أللهم صل على من أعرض عنه وجعل . منك أن تشهد يل بالرباءة مما نسب إيل من االستقرار امل

املفروض على أمته أوال ليبقى هلم ثواب أللهم صل على من كثر . املراجعة يف التخفيف عن أمته أهم شغلهأللهم صل على من مجعت لنا يف الباقي بربكته أنواع عبادة املالئكة تشريفات . مجلته بعد إسقاط جله

أللهم صل على من الناس يف . أللهم صل على من هذه اللطائف من نتائج كونه رؤوفا رحيما. وتكرمياأللهم صل على من أوهلا موقف أهله شهود شريعته وهو . دة وساطته على أربع مقامات منحصرينمشاه

أللهم صل . أللهم صل على من ثانيها موقف أهله شهود ذاته، وهو لألولياء والصاحلني. لعامة املؤمنني

أللهم صل على من رابعها موقف أهله . يقنيعلى من ثالثها موقف أهله شهود روحه وهو للشهداء والصد رسلني

أللهم . أللهم صل على من مشاهد شريعته واقف مع شهود التكليف. شهود سره، وهو لألنبياء وامل

ا حجاب بني العبد وسخطك وباب للتعريف أللهم صل على . صل على من وجه كون شريعته مشهدا أأللهم صل على من ال سبيل ملشاهد ذاته إىل إدراك حقيقتها . ه واقف يف مقام هيبة اجلمالمن مشاهد ذات

أللهم . أللهم صل على من مشاهد ذاته الشريفة بـني إثبات وحمو. بالبصر وال بالبصرية يف حال من األحوالاب، وإذا شاهد صورته البشرية على صل على من إذا رام مشاهد ذاته حصر أوصافها تعذر عليه فغ

أللهم صل . أللهم صل على من ختلق مشاهد ذاته بأخالقه جبلة ال تكلف فيه. اإلمجال عاد إىل الصحوأللهم صل على من وجه كون . على من ختلق مشاهد شريعته بأخالقه ال خيلو عن تعمل حىت يف ذكره بفيه

ا ح أللهم صل على من لوال وساطة بشريته . جاب بني العبد وما ال يطيقه من هيبة جنابكذاته مشهدا أأللهم صل على من مشاهد . مل يستطع أحد تلقي األحكام من واسطة امللك، فأحرى من عظيم خطابك

مر تبعا ملشهوده ومل أللهم صل على من استوطن مشاهد روحه عامل األ. روحه واقف يف مقام هيبة اجلاللأللهم صل على من . أللهم صل على من ليس ملشاهد روحه مع غريك قرار. يبق له يف عامل األغراض حبال

أللهم صل على من ختلق مشاهد روحه بأخالقه جبلة وله على . ليس ملشاهد روحه عمن سواك إخبارصل على من خيرج مشاهد روحه يف تلقياته عن العوائد؛ إذ ال حكم أللهم . مشاهد ذاته يف التخلق زيادة

أللهم صل على من ال اطالع لنا على مقام مشاهد سره وال علم لنا حبقيقة حاله . على الروح للعادةعىن الداللة أللهم صل على من ال مناسبة بني األنبياء واألولياء يف احلظ منه إال يف مطلق م. الشريفةأللهم صل على من قال أبو يزيد يف الفرق بني حظ الطائفتني منه حظ النيب زق من عسل وحظ . والتعريف

أللهم صل على من أسرار األنبياء واألولياء كلها مطوية يف حشو بعض ما من مواهب . الويل ما منه رشح أللهم صل على من قد ال . ستبان من هذا أنه ال غىن ألحد عن واسطتهأللهم صل على من ا. سره ألمح

أللهم صل على من إذا جتلت مشس . يستحضر الفاين يف التوحيد توسطه، وإن كان حاصال لغلبة حالتهيف نور مشس أللهم صل على من يغيب قمر حممديته . األحدية يف سر أحد استغرق نورها قمر حممديته

مث {: أللهم صل على من وجه غيبة قمر حممديته يف مشس األحدية القرب املشار إليه بآية. األحدية األعلىأللهم صل على من يقرب للفهم غيبة نوره يف مشس األحدية غيبة نور القمر )]. 313[(}*دنا فـتدىل

شار هلا يف اآلية ثابتة له . احلسيةاحلسي عند تقارب املنازل يف الشمس أللهم صل على من منزلة القرب امل

أللهم صل على من التقارب بينه وبينك على معىن ما يليق . ليلة اإلسراء ذاتية وفيما بعدها روحية سريةأبيت : يف الروح والسر بقولهأللهم صل على من أشار لبقاء تلك املنزلة . ببساط التوحيد ومقتضى اليقني

.عند ريب يطعمين ويسقنيأللهم صل على من إحسانه عام وإنعامه شامل؛ إذ لواله مل خيلق : صالة تليق بك منك إليه كما هو أهله

أللهم صل على من أوجبت الصالة والسالم عليه مكافأة لبعض إحسانه . آدم ومل توجد مساء وال أرضاأللهم صل عليه صالة . أللهم صل عليه صالة تليق بعظمتك وجاللك. ت ذلك على العباد فـرضاوافرتض

أللهم صل على من . أللهم صل على من ال يقدر أحد منا قدر ما تعطيه. تناسب عظيم فضلك ونوالكم صل على من ملا عربنا عن مكافأته سألناك ألله. عطاؤك له على قدرك وقدره فال تستطيع العقول تبديه

أللهم صل على عليه صالة . أللهم صل عليه صالة منك إليه بال واسطة. أن تكافئه عنا وتعطيه ما يرضيهأللهم صل عليه صالة ال تصلي مثلها على أحد؛ إذ ليس يف خلقك . لفضلك ممطرة وألنعمك باسطة

أللهم . صل عليه صالة تدخل سائلها وقارئها وناظرها مبحض الفضل يف دائرة أهل الصالح أللهم . مثله .من قال جزى اهللا عنا حممدا ما هو أهله أتعب سبعني كاتبا ألف صباح: صل على من قال

:فائدة عظيمة متضمنة لفوائد جسيمةصالة عليه وسلم معراج وسلوك إليك إذا مل يلق الطالب شيخا أللهم صل على من قال فيه احلضرمي أن ال

أللهم صل على من قال فيه تلميذه زروق أن الصالة عليه ترفع مهة املتوجه وإن كان يف مقام . مرشداا يف تقوية أللهم صل على من قال فيه ابن عباد أن للصالة عليه تأثري . التخليط؛ ألن ذكره كله نور وهدى

ا : أللهم صل على من قال فيه السنوسي . اليقني من فقد شيوخ الرتبية فليكثر بالصالة عليه، فإنه يصل بني. أن الصالة عليه قرآن القرآن، وفرقان الفرقان: أللهم صل على من قال فيه املشرع اليمين. إىل الفتح امل

أللهم صل على من قال إن . ر ما قيل فيه بأن ذكره يورث تام الشهود وكامل العيانأللهم صل على من فس إن الصالة عليه : أللهم صل على من قيل. الصالة عليه تفتح لصاحبها شهود الذات يف حقائق الصفات

ن شهود ذكره للذات ال يشغله أللهم صل على م . تفتح لصاحبها شهود حقائق الصفات يف معاين الذاتأللهم صل . أللهم صل على من شهود ذاكره للصفات ال يشغله عن شهود الذات. عن شهود الصفات

أللهم صل على من تثمر الصالة عليه . على من جيمع ذكره لذاكره بني مثريت ترقي السالك وتديل اجملذوبأللهم صل على من املصلي عليه مطلوب مقبول مرضي . بكثرة تنويرها للقلوب القوة على الشهودين

أن الصالة عليه تفتح من كيمياء السعادة أبوابا ال : أللهم صل على من قال ابن حجر العسقالين. حمبوبا الزيادة ما ال ينقطع عن أللهم صل على من قال فيه أيضا أن الصالة عليه تنتج من مزاي. يفتحها غريهارها ؤونة الدنيوية . املصلي ميـ

أللهم صل على من قال فيه أيضا أن الصالة عليه توصل إىل كفاية امل

أللهم صل على من قال فيه أيضا أن الصالة عليه متنح اللحظات احملمدية والتجليات . واألخرويةأللهم . صل على من قال فيه املشرع اليمين أن الصالة عليه توصل طالب الفتح وتربيهأللهم . اإلستقاظية

دي مزيد الوصول وترقي أللهم صل على من قال فيه . صل على من قال فيه أيضا أن الصالة عليه أللهم صل على من . ال جتاب له الدعوةالرصاع أن الرمحة حتية باملصلي عليه ومن أحاطت به الرمحة كيف

قال فيه أيضا إذا كان الدعاء مقبوال عند ذكر كثري من الصاحلني، فكيف بذكر من هو جلميع العارفني قدوة؟

:وجه ما قاله هؤالء الشيوخ رضي اهللا عنهم ودالئلهاألدب والتدبر سبب النطباع صورته يف قلب أللهم صل على من اإلكثار من الصالة عليه باإلخالص و

أللهم صل على . أللهم صل على من انطباع صورته يف القلب موجب لصفائه بتوارد أنوار التجلي. املصليأللهم صل على من . من صفاء القلب بذكره سبب لظهور األشياء له على ما هي عليه من حسن وقبح

أللهم صل على من صفاء القلب . اليقني اجنالء فلق الصبح بذكره، فتنجلي له مقاماتيصفو القلب أللهم صل على من صفاء القلب بذكره كاشف له عن معاطب الطريق . بذكره ينفي عنه االشتباه واللبس

أللهم صل على من . ظاأللهم صل على من صفاء القلب بذكره يبعث منه لصاحبه واع. ودسائس النفسأللهم صل على من صفاء القلب بذكره يضطر . ال يدع ذكره مالزمه أن يكون لشر مستمعا أو به الفظا

. أللهم صل على من صفاء القلب بذكره يلجأ صاحبه للعمل مبا علم من حينه. صاحبه للبحث عن دينهأللهم صل على من . ال ينال مبعتاد الطلب بذكره مفتاح للعلم الذي أللهم صل على من صفاء القلب

أللهم صل على من جتول روح مالزم ذكره يف امللكوت . صفاء القلب بذكره جللب لدين العلم أقوى سببق من غري أن أللهم صل على من ترسم يف سر مالزم ذكره دقائق احلقائ. وترجع لصاحبها بطرائف احلكمة

أللهم صل على من . أللهم صل على من جيد مالزم ذكره العلم عند احلاجة إليه. يؤدي إليه عامل علمهإستفت قلبك : أللهم صل على من ملثل هذا يتوجه قوله. يواجه مرآة قلب ذاكره احلق فيتحققه ويعول عليه

أللهم صل . ى من أنعمت على مالزم ذكره إنعاما غري حمصور وال ممنونأللهم صل عل. وإن أفتاك املفتون

أللهم صل على من انطباع صورته يف القلب . على من انطباع صورته يف القلب سبب جملالسته ومشافهتهأللهم صل . ته ومواجهتهأللهم صل على من انطباع صورته يف القلب مفتاح ملفاحت. منتج ملكاملته وحمادثته

أللهم صل على من قال فيه بعض الشيوخ ال . على من انطباع صورته يف القلب موصل ملطالعته ومشاهدتهأللهم صل على من قال فيه أيضا ال . يزال أحدنا يكثر الصالة عليه حىت يصري يشاهده يف اليقظة والنوم

أللهم صل على . حىت يصري يسأله عما يشكل عليه من أمر دينه يف الليلة واليوم يزال أحدنا يكثر الصالةأللهم صل على من إذا متكن ذكره من قلبه ذاكره . من إذا تولع القلب بذكره صارت حضرته العلية مأواه

ق بني الصالة عليه وغريها من أنواع أللهم صل على من هذا وجه الفر . صارت دائرة مجعه مسكنه ومثواهأللهم صل على من شاهد هذا قوله املرء مع من أحب ومن أحب شيئا أكثر من ذكره طبعا . العباداتأللهم صل على من كل . أللهم صل على من أومأت هلذا املعىن يف الصالة عليه اآليات واألخبار. وعادة

.حه اإلنشاء وعجز عن استقصاء كماالته األخبارعن استيفاء مد} 56( ) ' × % $ £ ! " } ) ص({ { : الدليل األول ملا ذكره الشيوخ رضي اهللا عنهم قوله تعاىل )].314[(}ياأيـها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما{أللهم صل على من توليت الصالة عليه . على العبادات بفعلك أللهم صل على من شرفت الصالة عليه

أللهم صل على من أمرت مالئكتك بالصالة عليه، فبادروا . بنفسك وخصصتها بذلك عنف رضك ونفلكأللهم صل على من افرتضت الصالة والسالم عليه على املكلفني، فأجاب أهل قبضة . المتثال قولكأللهم صل على من يف هذا دليل على أنه أشرف اخللق عندك منزلة؛ إذ مل . أهل قبضة عدلك فضلك وأىب

. أللهم صل على من يف هذا تنبيه على ختصيصه مبنصب ال يدانيه فيه من عداه. تفعل هذا ملخلوق سواهأللهم صل . فه مع املالئكةأللهم صل على من أوضحت الفرق بني تشريفه وتشريف آدم بكونك يف تشري

ا من أخربتنا باستمرار صالتك وصالة مالئكتك عليه أللهم . على من أومأت بتقدمك للصالة عليه إىل أأللهم . صل على من أمرتنا بالصالة عليه عقب ذلك لنفعل مثل ذلك يف اإلستمرار حىت تدم هدايانا إليه

الة عليه أوال أمرا ضمنيا بالرتغيب بفعلك وفعل مالئكتك لنشتاق لتعظيم من صل على من أمرتنا بالصأللهم صل على من أمرتنا بالصالة عليه ثانيا أمرا صرحييا ليتحقق التكليف مع فقعد مشقته حلالوة . عظمته

ة عليه أقرب ما يتقرب به املتقربون أللهم صل على من يف اآلية إشارة إىل أن الصال. خدمة من أحببتهأللهم صل . أللهم صل على من فيا تلويح إىل أن الصالة عليه أعظم الشغل بك وأمت اإلقبال عليك. إليك

أللهم صل على من علم من هذا . على من فيها إعالم بأنه لك حبيب ومعلوم أن مالزم ذكره له حبيب .ملصلي عليه عندك؛ ألن حبيب احلبيب حبيبحمبوبية ا

)].315[(}*ورفـعنا لك ذكرك {: قوله تعاىل: الدليل الثاين أللهم صل على من رفعت . أللهم صل على من صرحت برفعة ذكره، فكان ذلك عن رفعة ذاكريه كناية

أللهم صل على من توفق خدامه للتوبة . ألكرب عنايةخدامه ألجله، فتكون هلم باإلحنياش إليه يوم الفزع ا .حىت ال تضرهم اجلناية

، )]317[(} 46% { $ : ، وقوله)]316[(}قد جاءكم من الله نور {: قوله تعاىل: الدليل الثالث )].318[(}ه أفمن شرح الله صدره لإلسالم فـهو على نور من رب {: قوله

كيف ال حتدث الصالة عليه قلب املصلي نورا وقد مساه اهللا نورا : أللهم صل على من قال فيه ابن فـرحونأللهم صل على من قال فيه أيضا كيف ال حتدث الصالة عليه يف قلب املصلي نورا وقد . وسراجا منريا

أللهم صل على من حتفظ املصلي عليه عند هيجان . رحا وتنويراأضاف اهللا لصدور أصحابه وأتباعه شأللهم صل . أللهم صل على من تنري قلب املصلي عليه عند اشتداد ظلمة الباطل وضعف السنن. الفنت

عني أللهم صل على من يفوز ذاكره مبرغوبه م. على من يظفر ذاكره مبطلوبه مع فقد املساعدع عدم امل

ارا. واملعاضد أللهم صل على من . أللهم صل على من إذا كان الوقت على الناس ليال كان على ذاكره أللهم صل على من إذا أظلم الباطل البواطن واليت على . إذا جذبت القلوب كان غيث قلب ذاكره مدرارا

. هم صل على من إذا توقفت اهلمم عندما فتح هلا كان كوكب ذاكره سياراألل . قلب ذاكره من احلق أنواراأللهم صل . أللهم صل على من يقطع مالزم ذكره يف يسري الزمان ما ال يقطعه العباد يف متطاول السنني

صل على من تؤيذ ذاكره أللهم . على من تطوى يف نظر ذاكره مسافة الدنيا مبا ينقدح له من نور اليقنيأللهم صل على من تفعل بذاكره ذلك فريحتل عن األكوان إليك . بالتوفيق وتوجه إليه منك النصر والعون

أللهم صل على من . أللهم صل على من الصالة يف مقامات االشتباه منرية وقادة. ويرفض مجلة الكونأللهم صل على من إذا صارت الصالة عليه شغل أحد حلت . متيسرة منقادة أعمال الرب مللتزم الصالة عليه

أللهم صل على من . اهلداية قلبه، أللهم صل على من إذا صارت الصالة عليه شغل أحد حلت اهلداية قلبهصل لكثرة الصالة عليه فيما أللهم صل على من حي. إذا الزم شخص الصالة عليه نشط للعمل حمبة

أللهم صل على من الصالة . أللهم صل على من يف الصالة عليه لإلميان تقوية وجتديد. يرضيك ولوع ورغبة

أللهم صل على من مكثر الصالة عليه مصحوب منك فيما تريد منه . عليه ملقام اإلحسان توفية وتنفيذأللهم صل على من يتمكن ذكره يف . على من حيلو ذكره يف قلب ذاكره فيتواجد شوقا أللهم صل . بالتأييد

أللهم صل على من تتجلى حماسنه يف قلب املصلي عليه فينجذب . قلب ذاكره، فيصري مغرب العارف شرقالهم صل على من يصري هوى ذاكره أل. أللهم صل على من ميلك حبه من كثرة ذكره حبه قلبه. إليه عشقا

. أللهم صل على من جيود ذاكره عند ذلك بروحه ابتغاء رضاه وقربه. عند ذلك تبعا ملا جاء به من ربهأللهم صل على من الصالة عليه حمببة . أللهم صل على من الصالة عليه مبغضة للمخالفة واالبتداع

حبوبية. تباعلالقتداء واالأللهم صل على . أللهم صل على صرحت يف آل عمران بأنك تويل متبعه مقام امل

أللهم صل على من إذا سرمد أحد الصالة عليه . من إذا اعتاد أحد ذكره كان له حظ من املرادية واملطلوبيةصل على من إذا أبد أحد الصالة عليه صار له نصيب أللهم . كان له قسط من التحقق بأوصاف العبودية

. أللهم صل على من إذا حضر املصلي عليه قلبه عند الصالة عليه غاب فيه. من اإلمداد بأوصاف الربوبيةذا وجد النعيم أللهم صل على من إ. أللهم صل على من إذا غاب املصلي فيه حبضوره وجد النعيم كله فيه

أللهم صل على من إذا ترفع املصلي عليه على األكوان شاهد من . فيه ترفع على األكوان بالعز والتيه .أللهم صل على من تنفعل لذاكره األكوان بدعائه؛ ألن دعاء ذاكره مستجاب. خدمتها العجب العجاب

.عليه السالم ما أوحاه اهللا إىل موسى: الدليل الرابع أللهم صل على من أوحيت يف شأنه إىل موسى إن أردت أن أكون أقرب إليك من كالمك إىل لسانك،

إن أردت أن أكون أقرب إليك : أللهم صل على من أوحيت يف شأنه إىل موسى. فأكثر الصالة على حممدأللهم صل على من أوحيت يف شأنه إىل موسى إن .من وسواس قلبك إىل قلبك، فأكثر الصالة على حممد

أللهم صل على من أوحيت . أردت أن أكون أقرب إليك من روحك إىل بدنك، فأكثر الصالة على حممد. يف شأنه إىل موسى إن أردت أن أكون أقرب إليك من نور بصرك إىل عينيك، فأكثر الصالة على حممد

ا من كل عمل حممود أمحد أللهم صل على .من ملا أنتجت الصالة عليه هذا القرب العظيم منك علمنا أ .»من صلى علي واحدة صلى اهللا عليه عشرا«حديث : الدليل اخلامس

: أللهم صل على من قال جاءين جربيل، فقال. أللهم صل على من جاء ذات يوم ترى يف وجهه البشريالصالة عليه يف هذه املنقبة أللهم صل على من مل تشارك. لى عليك واحدة صلى اهللا عليه عشرا من ص

أللهم صل . أللهم صل على من مل يساوي الصالة عليه شيء يف نـيل هذه الدرجة الكربى. عبادة أخرى

من صلى اهللا عليه واحدة كفاه هم الدنيا على من قال ابن عطاء اهللا يف شأن صالتك على املصلي عليهأللهم صل على من إذا صليت على املصلي عليه صالة واحدة ! واآلخرة، فكيف مبن صلى عليه عشرا

أللهم صل على من واحدة من تلك . أللهم صل على من هذا كنز عظيم بربكة ذكره لعبادك فتحته. أغنيتهأللهم صل على من عمل العامل يف عمره . لة للصالة عليه ترجح بكل بر يعمله العامل يف عمرهالعشر املقاب

ذا املعىن عند ذوقه. إذا قوبل بذكره ال يفي من ثوابه بعشره . أللهم صل على من يطري قلب ذاكره فرحا .يرتك املوفق شيئا مما يف طوقه أللهم صل على من يثمر فهم هذا االجتهاد يف ذكره حىت ال

.ما روي عن عبد اهللا بن عمرو بن العاص: الدليل السادس أللهم صل على من وعدت ذاكره أن جتعله يف اجلنة مع . أللهم صل على من عظمت جاهه وأعليت أمره

من صلى عليه صالة صلى اهللا عليه : بن العاصأللهم صل على من قال فيه عبد اهللا بن عمرو . أكرم زمرها سبعني مرة أللهم صل . أللهم صل على من عمر ذاكره وإن قلت أماده فقد كثرت أمداده. ومالئكته

أللهم صل على من تبارك يف عمر . على من عمر ذاكره وإن نقضت آحاده، فقد زادت باملضاعفة أعدادهأللهم صل على من ترزق ذاكره من الفطنة واليقظة ما . ك يف يسري من الزمن جالئل املننذاكره حىت يدر

أللهم صل على من جعلت أوقات ذاكره كلها ليلة القدر . حيمله على تعمري أوقاته خبدمة القلب والدنعنييه وكيفيتها حيث قابلت كل ما أللهم صل على من زكيت كمية صالة املصلي عل. وكنت له نعم امل

أللهم صل على . أللهم صل على من الصالة عليه من أزكى األوراد. يفعله منك ومن مالئكتك بالسبعنيأللهم صل على من اتسعت على املصلي عليه من أجل ذلك . من الصالة عليه من أكمل أنواع االستعداد

.األمداد .من حديث أيب وحديث ذكره جرب السابع والثامن . أللهم صل على من تكفل ملن جعل له ثواب صالته عليه بكفاية مهه وغفران ذنبه كما يف حديث أيب

أللهم . أللهم صل على من قال لكل شيء طهارة وغسيل وطهارة قلب املؤمنني من الصدأ الصالة علي أللهم صل على من ال تدع الصالة عليه . من القلب جند الشيطان صل على من خترج الصالة عليهأللهم صل على من تصري القلوب اخلربة باإلكثار من الصالة عليه . إلبليس على صاحبها من سلطان

من أللهم صل على . أللهم صل على من تسد الصالة عليه على مفسد القلب مداخله. للخريات أوطانأللهم صل على من تبطل الصالة عليه على حماول . تطمس الصالة عليه على مريد اإلغواء طرقه ودالئله

أللهم . أللهم صل على من تكفي مالزم الصالة عليه شر كل ذي شر وغوائله. اإلضالل عدته ووسائلهلهم صل على من إذا طلب أحد قربه ناداه لسان أل. صل على من إذا أكثر أحد ذكره تعلق به ورام قـربه

. أللهم صل على من إذا تاب مكثر الصالة عليه أتقن عمله واقـتىن كسبه. الصدق تطهر فيسرع إىل التوبةمن يوصل أللهم صل على . أللهم صل على من ترد الصالة على قلب ذاكره وخترجه عن التقيد بالعوائد

أللهم صل على من جيعل ذكره مىن ذاكره وجدانه لك . ذكره ذاكره للعلم بك فيصري لقربك منه مشاهد .أللهم صل على من يوصل ذكره ذاكره إىل األنس بك واالستيحاش مما عداك. وفقده لسواك

.التاسع حديث ذكره أبو الصرب أيوب بن عبد اهللا الفهري إن الصالة علي تنضر القلب وتنوره وتطهره من النفاق كما يطهر الشيء باملاء : هم صل على من قالألل

: أللهم صل على من قال أن من صلى علي سبع مرات أحبه اهللا، وأن من قال. فيخرج منه جند الظلمةأللهم صل على من أفهمت هذه األلفاظ . بابا من الرمحةأللهم صل على حممد فقد فتح على نفسه سبعني

أللهم صل على من أفادت أن الصالة عليه توصل . أن الصالة عليه تؤهل صاحبها لدخول حضرة قدسك. أللهم صل على من أشارت إىل أن الصالة عليه سلم للوصول ومرقاة. صاحبها للحلول يف بساط أنسك

أللهم صل على من تطيب . أللهم صل على من دلت على أن الرمحة على املصلي عليه مصبوبة وملقاةأللهم صل على من تعظم إنعامك على مالزم ذكره . لذاكره عند مساع هذه املناقب الساعات واألوقات

أللهم صل على . الزم ذكره ميادين الغيوبأللهم صل على من تفتح مل. بتحلية باطنه باإلستسالم لقهرك .من يتجلى ملالزم ذكره من أسرار امللكوت واجلربوت ما هو عن غريه حمجوب

.العاشر تضمنها لثواب أصول العبادات ا تتضمن ثواب أمهات العبادات على أللهم صل . أللهم صل على من يشهد ملا ذكرناه يف الصالة عليه أ

أللهم صل على من ال حصر . من صرح بأن الصالة عليه تقوم يف األجر مقام املتعدد من أكيد الطاعاتأللهم صل على . أللهم صل على من الصالة عليه للجلب والدفع أقوى عماد. لفضل الصالة عليه وال نفاذ

ا احلج ألل . من يستنزل بالصالة عليه منك العطف والوداد هم صل على من قال إن الصالة علي يعدل ثواأللهم صل على من إذا تليت . أللهم صل على من يف الصالة عليه لقلب املؤمن تسلية وفرجة. واجلهاد

اكرين لسماعها رجة إليه ما أللهم صل على من أوجبت. مناقب الصالة عليه على املسامع رجت قلوب الذأللهم صل على من يكثر . صلى عليك أحد إال كتبت صالته بأربعمائة غزاة، كل غزاة بأربعمائة حجة

أللهم صل على من قال من صلى علي من أميت . املؤمن من ذكره حىت يصري من أهل الشهود واإلقرتابل على من نتمىن ألجل هذا يوم القيامة إن مل تقع لنا أللهم ص. خملصا من قلبه كانت له عدل عشر رقاب

أللهم صل على من إذا رأى الغافل عن ذكره ما حيصل يوم القيامة لذاكريه علم . عن اإلشتغال بذكره فلتة. أللهم صل على من إذا كشف لشخص عن عظيم جمده مل يسكت عن ذكره سكتة. أن حياته كانت موتة

أللهم صل . ل على من إذا صار علم قدر الصالة عليه حاال لشخص استغرق فيها مجعته وسبتهأللهم صأللهم صل على من إذا استعملت أحدا . على من إذا استعملت أحدا يف الصال عليه فبسمة السعادة ومسته

أحدا بذكره كنت له مسعه وبصره، ومن أللصهم صل على من إذا أشغلت. يف خدمته علمنا أنك أحببتهأللهم صل . أللهم صل على من انبسط جاهه فوصل املصلي عليه هلذا اخلري العظيم. رامه بسوء قصمته

ذا الثواب اجلسيم .على من ارتفع قدره فظفر املصلي عليه .كالم أيب بكر الصديق رضي اهللا عنه: احلادي عشر

صل على من قال فيه أبو بكر الصديق الصالة على النيب حممد أحمق للذنوب من املاء البارد للنار، أللهم أللهم صل على من دل كالم صاحبه هذا على أن الصالة عليه تطهر . والسالم عليه أفضل من عتق الرقابأللهم صل على . عاين مجيع أمسائك احلسىنأللهم صل على املتخلق مب. صاحبها وترفع عن قلبه احلجاب

أللهم صل على من أظهرت فيه سر مجالك وجاللك، . من جتلت فيه صفاتك العلية، ففاق اخللق حسناأللهم . أللهم صل على من مسيته لذلك التخلق بكثري من أمسائك. فصار النظر إليه من مجيع املطالب أسىن

أللهم صل على األول . على الرؤوف الرحيم احلق الويل العظيم الشهيد اخلبري العزيز يف أرضك ومسائك صل أللهم صل على . اآلخر الظاهر الباطن العفو اجلبار السميع البصري احلكيم احلليم السالم الشكور آلالئك

هيمن الوكيل الكرمي العامل العليم الغين الكايف القوي القدوس املاجد اهلجيب احمليي املؤمن امل

ادي الواحد امل

أللهم صل على من قد مسي لتجليك فيه سر األسرار وكنز األسرار ومعدن األسرار . القاسم لعطائكللهم أ. أللهم صل على من مسي لذلك لوح األسرار ومنبع العلوم وحبر األنوار ومنبع األنوار. ومهبط األسرار

ى أللهم صل على مسي السر احمليط . صل على من مسي السر األنوه والسر األنزه والسر األكمل والسر األأللهم صل على من مسي جامع أسرار التوحيد ومرآة . وسر العلم وحضرة األسرار اليت كل سر منها

على من مسي مبني أسرار الذات وسر اهللا الساري يف العامل والعامل أللهم صل . التجليات وأمني سر األلوهية .بأسرار الالهوتية

. أللهم صل على من األسرار اليت جتلت يف أنبيائك وأوليائك بعض أسراره؛ إذ منه اقتبسوا: أللهم إنه سرك أللهم صل على من . ما منه اغرتفوا والتمسوا أللهم صل على من جتلى فيه من األسرار ما انفرد به عنهم مع

أللهم صل على من مجعها أوال يف عامل األرواح وثانيا يف . تكاملت فيه التجليات واجتمعت فيه األسرارأللهم صل على من . عامل األشباح وورث ما ورث ألهل اخلصوصية واستبد مبا يناسب ما له من املقدار

أللهم صل على املخصوص جبميع ما . اجتمع فيه من الكمال ما كان ملائة وأربعة وعشرين ألفا من األنبيا .افرتق من الفضائل والفواضل يف كمل األصفيا

. أللهم صل على من ملا كان جملي ومرآة ومظهرا ألسرار ذاتك وأنوار صفاتك كملت داللته عليك: اجلـامـع أللهم صل . هم صل على من عقدت له النبوة قبل كل شيء ويوم ألست برببكم دعا اخلالئق كلهم إليكألل

طلق املخصوص بعموم دعاء العباد. على من دعاهم أخريا بعد خلق األجساد. أللهم صل على الرسول امل

أللهم صل . فكانوا كاألجزاء والتفاصيل حلقيقته األوحديةأللهم صل على من ناب عنه الرسل يف الدعوة، .على من مل يكن داع من االبتداء إىل اإلنتهاء على احلقيقة إال حقيقته األمحدية

. أللهم صل على من ملا مضى حكم سلطنة ذاتك األزلية ببسط مملكة ألوهيتك خلقته: الـدال عليـك أللهم صل على من ملا . صل على من ملا قضى حكم صفاتك العلية بنشر ألوية ربوبيتك أوجدتهأللهم

أللهم صل على من ملا اقتضت . اقتضت حكمتك إظهار اخلليقة وتسخريها وإمضاء األمور وتدبريها خلقتهتكن صل على من ملا أردت ذلك ومل أللهم . حكمتك حفظ مراتب الوجود ورفع مناصب الشهود ملكته

أللهم صل على من خلعت عليه خلع مجيع أمسائك . بني عزة القدم وذلة احلدوث مناسبة وسطتهأللهم صل . أللهم صل على من مكنته يف اخلالفة وألقيت إليه مقاليد األمور يف تنفيذ تصرفاتك. وصفاتك

ما من التصرف يف امللك وامللكوتعلى من جعلت له ح أللهم صل . قيقة باطنة وصورة ظاهرة ليتمكن أللهم صل على . على من جعلته اخلليفة الكربى والواسطة العظمى يف العوامل كلها حىت عامل العزة واجلربوت

أللهم صل على من . جلبل عند التجليمن لوال توسطه يف التلقي عنك لتدكدكت املكونات كما تدكدك األلهم صل على من . لوال التوصل به إىل شهود مجالك وجاللك لتهدمت دعائم الوجود العلوي والسفلي

أللهم صل على من أجنيتهم به من الفناء . جعلته حجابا للموجودات عن التالشي واإلضمحاللذا اإلعتبار أضيف امسه . درة هلم يف مقام الرتقي عن اإلستقاللواإلحرتاق؛ إذ ال ق أللهم صل على من

.أللهم صل على من ظهر أنه ال منافاة بني كونه حجابك ومعرفا بك وداال عليك. احلجاب إليك

ليفة الكربى وجعلت له نوابا أللهم صل على من ملا جعلته اخل: وحجابك األعظم القائم لك بني يديك أللهم صل على من ملا جعلته الواسطة الكربى جعلت له خلفاء خيلفونه يف . ينوبون عنه يف احلفظ والرعاية

أللهم صل . أللهم صل على من جعلت نوابه حجبا خللقك عن اهلالك وهو أعظمهم. اإلرشاد واهلدايةأللهم صل على من استبان . فاءه قائمني خبدمتك وتعظيمك وهو أكربهم وأفخمهمعلى من جعلت خل

أللهم صل على من اتضح مما سبق أنه حجابك األعظم القائم لك . من هذا أنه سرك اجلامع الدال عليك .بني يديك

أللهم صل على . عليك باحلال واملقال أللهم صل على من كان ومل يزل داال : وجه آخر يف معىن احلجاب : أللهم صل على من زجرها عن ذلك بقوله. من هو للعقول عن النظر يف أسرار الذات والتفكر فيها عقال

ار الفرق أللهم صل على من كلما رامت األرواح اجلمع التام يف د. تفكروا يف خملوقاته وال تتفكروا يف ذاته .ردها، فسلمت من العطب بربكاته

أللهم صل على من . أللهم صل على من ملا أرسلته رمحة كان حجابا للعباد عن العذاب: وجـه آخـر .دعاهم إىل اإلميان والطاعة طوعا وكرها حىت أجناهم وجعلهم من أهل الثواب

أللهم صل . ى من ملا جعلته نيب الرمحة كان حجابا للخلق عن التدابر والتقاطعأللهم صل عل: وجـه آخـر

م ومحاهم من آفات التنافر والتدافع .على من ألف بني قلوأللهم صل على من ملا جعلته داال عليك وموصال إليك كان حجابا للخليقة من نار الفرق : وجـه آخـر

.أللهم صل على من به توصل املؤمنون إىل معرفتك ومشاهدة أسرارك البديعة. يعةوالقطيف اجلاهلية من أللهم صل على من ملا جعلته نيب احلكم واحلكمة حجب املؤمنني عما كان: وجـه آخـر

ه قتل اجلماعة بالواحد وقتل األوالد أللهم صل على من حجب املؤمنني بشريعته عما يشب. ردي األخالق .خشية اإلمالق

أللهم صل على من حيق على كل مؤمن أن يسأل اللحاق بكمال نسبه الديين : أللهم أحلقين بنسبه أللهم صل على من ظهر من هذين الوجهني معىن طلب اللحاق بنسبه الديين مع حصوله، . ويطلب دوامه

.ورت استقامته ومتامهفتص

أللهم صل على من حيق على كل منتسب إليه أن يطلب حتقق نسبه الطيين وظهور نتائجه يوم : وجـه آخـر أللهم . أللهم صل على من حيق على كل منتسب إليه أال يركن للحاصل يف احلال، بل يعترب ختامه. القيامة

نتسب له أال يتكل على ما ورد من الوعد ألهل نسبته، بل يوجه التباع سنته صل على من حيق على امل

أللهم صل على من مل يسكن لظاهر الوعد رعيا لباطن العلم حىت أحل يف سؤال النصر . تشمريه واحتزامهكريا لي: أللهم صل على من قال صاحبه مع شهادته له باجلنة. ببدر

. ت عمر مل تلده أمه خوفا من امل

. لعل حصول املوعود به مشروط بشرط مل نطلع عليه: أللهم صل على من وجه صاحبه املذكور ذلك بقوله .أللهم صل على من شأن كبار املقتدين به يف كل ما جاء فيه وعدا ال يسكنوا إليه

يينأللهم صل على م : وجـه آخـر أللهم صل على من . ن اإلنتفاع بنسبه الطيين مشروط بثبوت نسبه الدأللهم صل على من ال يشق ملنحصل له كمال نسبه الديين مع . يتأكد ويتقوى نسبه الديين حبصول الطيين

قدمي على رقبة كل : يالينأللهم صل على من الجتماع نسبيه مع كمال الديين قال اجل. الطيين غبارنتسب له ألجل ذلك طلب كمال . معدود يف زماين من املقربني واألبرار

أللهم صل على من حيق على امل

أللهم . أللهم صل على من محل طلب اللحاق بنسبه على هذا أفيد من متقدم املعاين. األول وحتقق الثاينأللهم صل على من . هذا محل طلب الشيخ اللحاق بنسبه على خصوص الطيين صل على من أظهر من

يين .دل على هذا طلب التحقق حبسبه، فإن معناه كما يأيت سؤال كمال النسب الد :فائـدة

ؤمن أللهم صل على من حيق على كل م. أللهم صل على من جيب على كل مسلم تعظيم أهل نسبه وقربهأللهم صل على من حيق علينا أن نذكر نفوسنا ما ورد يف . به أن حيرتمهم ويوقرهم؛ ألن ذلك من نتائج حبه

أللهم صل على من حيق علينا أن نذكر ألهل بيته ما جاء يف حقهم من التخويفات . أهل بيته من الفضائلعلى من حيق على كل منتسب إليه أن يكون أعىن الناس باتباع أللهم صل . لئال يتكلوا ويهملوا الوسائل

أللهم صل على من حيق على كل منتسب إليه أن يبالغ يف شكرك بقلبه وجوارحه على ما أسديت . السنةهم صل على من ألل . أللهم صل على من حيق على كل منتسب إليه مباعدة الكرب واجتنابه. إليه من املنة

.حيق على كل منتسب إليه أن يلتزم التواضع ويستحضر أنه طريق من إليه انتسابه :فائدة يف ذكر نسب املؤلف رضي اهللا عنه

أللهم صل على من حاز . أللهم صل على من حاز شرف االنتساب إليه الشيخ سيدنا وموالنا عبد السالمبوه سيدنا مشيش بن أيب بكر وسيدنا أبو بكر بن علي وسيدنا علي بن حرمة وسيدنا حرمة االنتساب إليه أ

أللهم صل على من حاز االنتساب إليه سيدنا سالم بن مزوار وسيدنا مزوار بن حيدرة وسيدنا . بن سالمحممد بن إدريس وسيدنا إدريس بن أللهم صل على من حاز االنتساب إليه سيدنا . حيدرة بن حممد اإلمام

أللهم صل على من حاز االنتساب إليه سيدنا إدريس األكرب . إدريس األكرب داعي أهل املغرب لإلسالمبن عبد اهللا بن احلسن املثىن وسيدنا احلسن بن سيدنا احلسن السبط وسيدنا احلسن بن سيدنا علي

.اموسيدتنا فاطمة أم أهل البيت الكر . أللهم صل على من حيق على كل مؤمن أن يطلب التحقق حبسبه، أي التخلق بأخالقه: وحققين حبسبه

أللهم صل على من . أللهم صل على من بالتخلق خبلقه حيصل ارتفاع حجب القلب وانفتاح أغالقهأللهم صل على من أيأس بلغاء العلماء من .عن حضرة اخلصوصية بإطالقه بالتخلق خبلقه يظفر املقيد

. أللهم صل على من عظمت خلقه حيث مل جتعل له مهة يف سواك. التوفية بالثناء على خلقه ثناء خالقهأللهم صل على من . أللهم صل على من عظمت خلقه ألنه جاد بالكونـني، واكتفى بك عما عداك

أللهم صل على من عظمت خلقه؛ . خلقه لوجدانه حالوة املطالعة، فلم يؤثر فيه من اخللق اجلفاءعظمت . أللهم صل على من عظمت خلقه حيث ختلق بالقرآن. ألنه احتمل فيك البال وما شكى، بل رحم وعفى

أللهم صل على من اجتمع يف خلقه .أللهم صل على من من أخالقه الكرم والصفح والعفو واإلحسانأللهم صل على من نـزهته عن اللذصات والشهوات وجعلت بأخالقك . السخاء واأللفة والنصيحة والشفقة

ذة أللهم صل على من عرف برتك مؤاخ. أللهم صل على من من أخالقه احللم والتجاوز مع اإلقتدار. ختلقهأللهم صل على من . أللهم صل على من جذبه أعرايب بردائه وأغلظ عليه القول. املسيء وبقبول اإلعتذار

أللهم صل على من ملا سبه أهل الطائف ورمجوا عراقيبه . ضحك يف وجهه وأوسع عليه العطا والطولم أللهم صل على من ملا استأذنه ملك . باإلحسان باحلجارة حىت اختضبت قدماه بالدماء قابل إساء

م من يوحد الرمحـن: اجلبال أن يطبق عليهم اجلبلني قال أللهم صل على . ال، بل أرجو أن خيرج من أصالا أللهم صل على من مل . من تقاضاه يهودي قبل أجله بوجه غليظ أمر عمر أن يزيده لرتويعه على قضائه

أللهم صل على من أخرجه بعظيم حلمه من الظلمات إىل . كان ذلك منه سببا إلسالم اليهودي املذكورأللهم . أللهم صل على من قابل إساءة من كسروا رباعيته وشجوا وجهه يوم أحد بالدعاء باهلداية. النور

أللهم صل على من عفى عن اليهودية . م مع شدة اإلذايةصل على من كان يستغفر للمنافقني ويدعو هلأللهم صل على من عفى عن املشرك الذي تصدى لقتله بعد أن اختطف . اليت مسته واملنافق الذي سحره

ا وجه اهللا وقال. سيفه من الشجرة وذي قد أ : أللهم صل على من عفى عمن قال يف قسمته ما أريد اعدل يا حممد، فعفى عنه بعد : أللهم صل على من قال له أعرايب عند القسم. موسى بأكثر من هذا فصرب

أللهم صل على من كان . أللهم صل على من كان ال تزيده شدة اجلهل عليه إال حلما. أن طلب قتله عمرهم صل على من قبل معذرة قيس بن الربيع بعد أن هجاه ألل . مع ذلك حيذر الناس وحيرتس منهم حزما

أللهم صل على من قال عند اعتذاره من مل يقبل من متنصل صادقا . ووقع منه يف إذايته السعي واخلوضبطالقة الوجه أللهم صل على املعروف . أللهم صل على سيد املتواضعني. كان أو كاذبا مل يرد على احلوض

أللهم صل على من قال فيه أنس كانت . أللهم صل على من كان خيدم من خدمه. والتبسم والبشر واللنيأللهم صل على من كان ال يلوم . خدمته يل أكثر من خدميت له، فمهما صحبته يف سفر أو حضر ألخدمه

كان أحسن الناس خلقا وال والمين أحد من : صل على من قال فيه أنس أللهم . خادمه فيما منه صدرأللهم صل على من كان يصابر اجلليس ويعود املريض ويفي . دعوه إمنا كان هذا بكتاب وقدر: أهله إال قال

أللهم صل . لس العبدأللهم صل على من قال إمنا أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما جي. بالوعدأللهم صل على من . على من كان يسلم على الصبيان يبدأ من لقيه بالسالم ويكره القيام له الكره الشديد

أللهم صل على من مل يـر قط مادا . إمنا أنا ابن امرأة تأكل القديد: قال لرجل أرعد بني يديه من اهليبةأللهم صل على من . أللهم صل على من كان يباسطهم ويالينهم ويؤنسهم يف خطابه. صحابهرجليه بني أ

أللهم صل على من كان يعطي جليسه النصيب منه حىت . كان إذا جالسه أحد ظن أنه أكرم الناس عليهان له عبيد وإماء وكان ال يرتفع عنهم يف مأكل أللهم صل على من ك. كان مسعه وحديثه وتوجهه كله إليه

أللهم . أللهم صل على من كان ميسح وجه فرسه بكفه وكمه ومييل إىل اهلرة اإلناء حىت تشرب. وال مشربر أللهم صل على من كان يف بيته بشرا من البش. صل على من كان حيمل الصبيان بني يديه وخلفه ويركب

أللهم صل على من كان يتأخر عن أضيافه يف أكل الطعام وحيب . خييط ثوبه وحيلب شاته وخيصف نعلهأللهم صل على . أللهم صل على من أمر أبا هريرة بالركوب معه فوثب، فلم يستطع فتغلق به فوقعا. ثقله

أللهم صل على من ركب وأذن له يف الركوب معه ثالثا . عامن ركب وأمره بالركوب ثانيا فتعلق به فنزال مأللهم . أللهم صل على من كان يؤاكل املساكني واألرقاء وجيالس الفقراء. فاستحىي وسار على رجليه ممتنعا

هم صل على من كان ألل . صل على من كان يدعو الناس إليك دعاء واحدا سواء عنده الضعفاء واألمراءأللهم صل على من كان يقبل اهلدية، ولو جرعة لنب وجييب . حيمل بضاعته من السوق ويأكل مع اخلادم

أللهم صل . أللهم صل على من ملا كمل علمه كمل فيما سواك زهده. الدعوة ولو إىل أقل وحيضر الوالئمأللهم صل على من مل يلتفت فيما قل أو جل . كوان مهته وانفرد لك توجه وقصدهعلى من ارتفعت عن األ

أللهم صل على من نـزل عليه . أللهم صل على من انقطع بالكلية إليك واستمر هذا دأبه. لغريك قلبهامة ذهبا أللهم صل على . وفضة وزمردا وياقوتا إسرافيل مبفاتيح خزائن األرض عليه أن تسري معه جبال

أللهم صل على من حج على رحل رث . أللهم اجعل رزق آل حممد قوتا: من أعرض عن مجيع ذلك وقالأللهم صل على من أهدى يف ذلك احلج مائة من البدن السليمة . وعليه قطيفة ال تساوي أربعة دراهم

أللهم صل على من حتقق بالعبودية على . أللهم صل على من زهد يف كل مقام، فحاز أعلى مقام. رائمالكأللهم صل على من ملا كان أكمل العلماء بك علما كان أشد اخلائفني . الكمال وحاز الزهد على التمام

أللهم صل على من . على من قال إين ألعلمكم باهللا وأشد له خشية أللهم صل . لك خوفا عالنية وخفيةأللهم صل على من كان يصلي ولصدره من البكاء أزيز . ملا كان لكل قريب أقرب كان من كل وجل أوجل

أللهم . إجالال لك وتكبرياأللهم صل على من ملا اتسعت معرفته كان أمت أهل اخلصوصية . كأزيز املرجلأللهم صل على من ملا نظر سيدنا . لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليال ولبكيتم كثريا: صل على من قال

أللهم صل على من مل يكن خوفه مع وله وقلق، . أبو بكر يوم العريش لظاهر الوعد نظر هو لباطن العلم. كان أجود الناس كفا وأكثرهم عطاء: أللهم صل على من قال فيه سيدنا علي. حلمبل مع طمأنينة و

ا أو مبيسور من القول قد وسع الناس بسطه أللهم صل على من قال فيه أيضا من سأله حاجة مل يرده إال لى من كان يرضى بالدون من العيش أللهم صل ع. وخلقه، فصار هلم أبا وصاروا عنده يف احلق سواء

: أللهم صل على من أعطى رجال غنما بني جبلني، فرجع إىل قومه وقال. ويعطي العطاء اخلارج عن احلصرمل يكن سبابا وال : أللهم صل على من قال فيه أنس. أسلموا، إن حممدا يعطي عطاء من ال خياف الفقر

لو كان يل عدد هذه العضات غنما لقسمته بينكم مث : أللهم صل على من قال يوم حنني. لعانا فحاشا والما سئل شيئا قط فقال ال، وال : أللهم صل على من قال فيه جابر. ال جتدوين خبيال وال كذابا وال جباناصل على من كان إذا جاءه مال عجل قسمته ومل يبيت بل مل أللهم . سئل قط فمنعه إال أن يكون مأمثا

أللهم صل على من أتته مخسة دنانري عشاء فسهر حىت أخرجها آخر الليل . يقبل يف بيته دينارا وال درمها

أللهم . ه عندهما ظن حممد بربه لو لقي اهللا عز وجل وهذ: أللهم صل على من قال عند ذلك. ونام بعدهأللهم صل على . صل على من كان يعطي عطاء يعجز عنه عظماء امللوك ويعيش يف نفسه عيشة الفقراء

أللهم . من فرق السيب ودل فاطمة على الذكر بعد أن شكت إليه الرحا، فاختار هلا حال القانتني الكبـراأللهم صل على من قوم ما . دى له رطبا وقثاء من الذهب واحللى ملء الكف صل على من أعطى لمن أه

أللهم . أللهم صل على من عم جوده وفضله العامل. أعطاه هلوازن يوم حنني، فكان مخسمائة ألف ألفأنفق وال ختش من : األنصار أللهم صل على من قال له رجل من. أنا أجود بين آدم: صل على من قال

انثروه يف : أللهم صل على من جاءته مائة ألف من البحرين فقال. ذي العرش إقالال، فتهلل وجهه وتبسمأللهم . أللهم صل على من عم عدله البالد الطول والعرض. املسجد، مث جلس يفرقه فما قام ومث منه درهم

أللهم صل على من كان يتحاكم إليه يف اجلاهلية . إين ألمني يف السماء أمني يف األرض: ن قالصل على م أللهم صل . أللهم صل على من كان يدعى األمني قبل النبوة لتقرر صدقه عند اخلاص والعام . قبل اإلسالم

أللهم صل على من . على من شهد له بالصدق أعداؤه أللهم صل . على من شهد له بالصدق أعداؤهأللهم صل على من قال فيه رأس األعداء عتبة بن . ناشدون الرحم أن يسكت خمافة أن يهلكهم دعاؤه

هلب ملا أللهم صل على من قال فيه عتيبة بن أيب. قد علمتم أن حممدا إذا قال شيئا ال يكذب: ربيعةأللهم صل على من قال فيه . أمل أقل لكم إن حممدا أصدق أهل املشرق واملغرب: مضغه األسد بدعوته

ما كان : أللهم صل على من قال فيه هرقل. عتيبة أيضا ما أظلت السماء من ذي هلجة أصدق من حممدأللهم صل على من كان أشد . مة، وإن مل يسددليذر الكذب على الناس ويكذب على اهللا فنطق باحلك

أللهم صل . أللهم صل على من كان ال يشاقه أحدا مبا يكره استبقاء للسرت. حياء من العذراء يف اخلدرة حيائه ه له أللهم صل على من كان يكين عما يضطر . على من كان ال يثبت بصره يف وجه أحد من شد

أللهم صل على من كان . أللهم صل على من هو باملؤمنني رؤوف رحيم. الكالم مبا يكره التصريح بأمسائهأللهم صل على من كان إذا خري بني أمرين اختار أيسرمها ما مل . حريصا على إنقاذ األمة من العذاب األليم

أللهم صل على من إذا . على من كان يأمر بالسرت والدعاء ال حمدود باملغفرة والرمحةأللهم صل . يكن إمثاإين ألدخل يف : أللهم صل على من قال. أميت أميت: نفسي نفسي، قال هو: قال الناس يوم الفزع األكرب

أللهم صل على من قرأ آية فمن . فأوجزها من رمحيتالصالة وأريد أن أطيلها فأمسع بكاء الصيب تصلي أمه م عبادك، فرفع يديه وقال م فإ أللهم صل على من . أللهم أميت أميت وبكى: تبعين فإنه مين، وآية إن تعذ

لهم صل على أل. يا جربيل إهبط إىل حممد فاسأله ما يبكيك، فهبط فأخربه بالواقعة وحكى: قلت ألجلهأللهم صل على من . إنا سنرضيك يف أمتك وال نسوءك: يا جربيل إذهب ىل حممد فقل له: من قلت ألجله

أللهم . أللهم صل على من كان أحسن الناس عهدا. عظم من بركته على أمته فضلك وإحسانك وجودكأللهم صل على من كان حيسن إىل أصدقاء خدجية بعد . م وأصدقهم وعداصل على من كان أوصلهم للرح

أللهم صل على من قام خيدم وفد النجاشي بنفسه مكافأة على . إن حسن العهد من اإلميان: موته، ويقولأللهم . ا سواك أللهم صل على من ال يعرف قدر أخالقه وال حييط. ما فعلوا مع أصحابه من اإلحسان

أللهم صل على من أدرك . صل على من ختلق بأخالقه عبدك عبد السالم ونال أوفر حظ من طريق هداكنيا وجد يف . ولده املذكور اجلذب، وهو ابن سبع سنني أللهم صل على من أعرض ولده املذكور عن الد

صل على من ختلى ولده عن املألوفات وصارت احلظوظ عنده حقوق مبا صاحبها أللهم . حلاق كمل املتقنيأللهم . أللهم صل على من انقطه ولده للعبادة يف مغارة خارجة عن العمران. من النية اليت تقلب األعيان

ب عد مدة رجل عليه سيما أهل العرفان هم صل على من قال ألل . صل على من دخل على ولده يف مغارأللهم صل على من وصف الرجل . أنا شيخك الذي كنت أمدك من وقت اجلذب إىل اآلن: الرجل لولده

أللهم صل على من فصل الرجل لولده ذلك . لولده ما وصل له على يديه من املنازالت والواردات والعيانأللهم صل على من أمد ولده عبد السالم ولده . رفه من الزمانمقاما مقاما وحاال حاال وعني لكل ظ

هل : أللهم صل على من سئل ولده عبد السالم بعد ذلك. امللقب الزيات والعطار املسمى عبد الرمحـنل كان اإلتيان طيا ه: أللهم صل على من قيل لولده عبد السالم. كل قد كان: كان يأتيك أو تأتيه؟ فقال

أللهم صل على من أخذ شيخ ولده على القطب تقي الدين الفقري . طيا ملسافة املكان: أو سفرا؟ فقالأللهم صل على من انتسب ولده بواسطة الشيخني املذكورين إىل . بتصغري االسم واملسمى عظيم الشأن

أللهم صل . ى من انتسب ولده بثالثة وسائط إىل القطب نور الدينأللهم صل عل. القطب فخر الدينين أللهم صل على من انتسب ولده خبمسة . على من انتسب ولده بأربعة وسائط إىل القطب تاج الد

ين . دينأللهم صل على من انتسب ولده بست وسائط إىل القطب زين ال. وسائط إىل القطب مشس الدأللهم صل على من انتسب ولده بسبع وسائط إىل القطب إبراهيم البصري، وهو إىل القطب أيب القاسم

رواينأللهم صل على من انتسب ولده بتسع وسائط إىل القطب حممد سعيد، وهو إىل القطب حممد . امل

على من انتسب ولده بثالث عشرة واسطة إىل أللهم صل . فتح السعود، وهو إىل القطب سعيد الغزواين

أللهم صل على من . القطب أيب حممد جابر، وهو إىل سيدنا احلسن أول األقطاب الوارثني للسر الرباين. أللهم صل على من ولده املذكور من صدور أهل اإلجتباء املقربني. ولده املذكور من كبار األولياء العارفني

أللهم صل على من كان ولده املذكور . أللهم صل على من كان ولده املذكور قطب الدائرة وعليه مدارها. أللهم صل على من تويف ولده املذكور سنة اثنني وعشرين وستمائة قتيال . رئيس الطريقة، ومنه استمدادها

.يف احلني، فلم جيدوا للنجاة سبيال أللهم صل على من أهلكت قتلة ولدها من موارد الفضل ا من موارد اجلهل وأكرع أللهم صل على من ملا كان هو : وعرفين إياه معرفة أسلم

أللهم صل على من أقرب . العظمى كان حصول معرفته على حسب املعرفة به املرآة الكربى والواسطةأللهم صل . التوغل يف معرفته؛ ألنك جعلت الدخول إليك من بابه والتوصل إليك بسببهالطرق حلضرتك

أللهم صل على من . على من معرفة صفاته بالبحث عن سريه وإخباره تثمر حمبته اليت هي روح اإلميانلى من ال سيل ملعرفته الثانية بالكسب، وإمنا أللهم صل ع. معرفة معناه وملكوتيته ترقي العبد ملقام اإلحسان

أللهم صل على من ليس للعبد يف هذا النوع من معرفته اختيار إال من جهة . تنال مبحض فضلك وعطائك أللهم صل على. أللهم صل على من يتأكد على املؤمن أن يهتم بسؤال معرفته الكاملة. طلبك ودعائك

. من حيق على طالب معرفته أن يبالغ يف التضرع إليك والتذلل بني يديك وصدق التوجه إليك لتستجيب لهأللهم صل على من حمبة العبد فيه على قدر . أللهم صل على من حمبتك للعبد على قدر حمبة العبد فيه

نزه عن املثيل وإحسانه اقارب والشبيهمعرفته حبسنه امل

أللهم صل على من ألجل هذا طلب . ملرفع عن املا من موارد اجلهل أللهم صل على من إذا ختلى العبد عن رذيلة اجلهل به . الشيخ معرفته اخلاصة ليسلم

: صفيت معرفته قولهأللهم صل على من هلذه النكتة أخر الشيخ من . حتلى بفضيل املعرفة وفاز بالوصلا من موارد الفضل . أللهم صل على من سأل الشيخ السالمة من نوعي اجلهل به املركب والبسيط. وأكرع

حيط: أللهم صل على من ال ينايف هذا قولهر ريب، فنفى عن غريك العلم امل أللهم . ال يعلمين حقيقة غيـ

. ملنافاة بأن البسيط هو عدم العلم به، وال خيلو خملوق من ثبوت مفهومه له يف اجلملةصل على من تصور األلهم صل على من االستغراق لفي موارد اجلهل املتضمن كمال العلم به إمنا هو حبسب ما يليق بالعبد وما

ة على موارد الفضل املفيد أنه مل أللهم صل على من قرينة هذا احلمل إدخال من التبعيضي. هو أهل لهأللهم صل على من التبعيض يف العلم به حبسب ما يف املوارد، فال ينايف العموم الذي . يسأل العلم كله

أللهم صل على من اتضى هذا التبعيض يف العلم به التعبري مبن مع الكرع الذي . تقتضيه اإلضافة للجنس

أللهم صل على من شبه اجلهل به باملاء الضار، ودل . واسطة يد وال آنية يف احلس هو الشرب بالفم بال. أللهم صل على من دل لفظ املوارد الثاين على تشبيه العلم به باملاء النافع للوارد. على ذلك بإثبات املوارد

أللهم صل على من فضلك أصل لما . ضه يف الوهيبأللهم صل على من عبـر عن العلم به بالفضل لتمج .تعلق به من العلم الكسيب

ا من اجلهل : وجه آخر يف املشبه أللهم صل على من ملا كانت معرفته سببفا ملعرفتك طلبت السالمة .كرع من حبر العلم بعظيم كمالكأللهم صل على من لذلك طلب التوصل مبعرفته إىل ال. جباللك ومجالك

أللهم . أللهم صل على من سأل الشيخ من املعرفة به ما يسلم به من اجلهل بعلي قدرك وقدره: وجـه آخـر .صل على من سأل الشيخ من املعرفة به ما حيصل معه الكرع من العلم بك وبه، وهذا الوجه أفيد من غريه

أللهم صل على من الناس يف القرب منك : له إىل حضرتك محال حمفوفا بنصرتكوامحلين على سبي أللهم صل على من سبب اختالف أهل القرب منك اختالف ما هلم يف . بواسطته على ثالث مراتب

لتكليف من أللهم صل على من مشاهد شريعته يشاهد ما يف ا. حضرة شهودك من األذواق واملشاربأللهم صل على . أللهم صل على من مشاهد شريعته يشهد ما منه إليك من أعمال وأحوال. حتمل األثقال

من مشاهد شريعته وإن كان ذا حظ من القرب، فقد أثبت نفسه ونسب هلا ما أجريت عليه من أفعال مشاهد شريعته الكمد واحلزن لتحمله ما فرت من محله السمـوات أللهم صل على من يالزم . وأقوال

أللهم صل على من مشاهد شريعته حامل يف طريق سريه فتطول عليه املسافات ويـبـعد يف . واألرض واجلبال. ون والنصرةأللهم صل على من مشاهد ذاته يرى ضعف نفسه ويستعني بك فتمده بالع . حقه الوصال

أللهم . أللهم صل على من مشاهد ذاته يشهد ما منك إليه من الفضل واإلحسان، فيالزمه الفرح واملسرة. صل على من مشاهد ذاته حممول يف حمفات املنن مروح عليه بنفحات اللطف، فيستحلي إليك سريه

ا وال يتكلف صربه أللهم صل على من تصري خدمة أللهم صل على من . مشاهد ذاته جبلة يستلذ رضاه أللهم صل على من مشاهد ذاته مثبت . مشاهد ذاته أكمل من مشاهد شريعته، ولكن بقيت فيه بقية

تكامل فناؤه، فهو أللهم صل على من مشاهد روحه هو الذي. لنفسه حيث رأى اهلداية منك إليها هديةأللهم صل على من مشاهد روحه يشهد ما منك إليك قد حفت به نصرتك . فيك وبك وإليك ذاهبأللهم صل على من لالحرتاس عن املقام األول طلب الشيخ أن يكون حمموال . وحياطتك من كل جانبحرتاز عن املقام الثاين سأل أن يكون محله على سبيله أللهم صل على من لإل. على سبيله إىل حضرتك

أللهم صل على من معىن االستعالء على سبيله أن يكون متمكنا منه قويا على . إليك حمفوفا بنصرتك. سلوكهأللهم صل على من هذا يف احلقيقة معىن احلمل على سبيله، وذلك بأن يكون جمذوبا حال . سلوكه

أللهم صل على من جعلت قرينة . أللهم صل على من شبه سبيله بالرباق يف التوصيل إىل حضرتك العليةشعر بأن التمكن من سبيله هو االجتذاب واخلصوصية

أللهم صل على من عمم الشيخ يف . ذلك احلمل امل

أللهم صل على من سأل . سبيله ومل خيصها بالنفس؛ ألنه شأن أهل البداياتالنصرة احلافة باحلمل على . الشيخ النصرة يف احلمل على سبيله على كل شيء حىت تنفعل له األشياء كما هو شأن أهل النهايات

أللهم . ن واإلخوانأللهم صل على من تندرج يف النصرة احلافة باحلمل على سبيله النصرة بالشيخ للمريديصل على من سأل الشيخ كامل النصرة يف احلمل على سبيله حىت يكون رحيله إليك ال إىل شيء من

أللهم صل على من سأل الشيخ كامل النصرة يف احلمل على سبيله حىت يكون من أهل اخلالفة . األكوانيخ كامل النصرة يف احلمل على سبيله حىت تكمل مرتبة أللهم صل على من سأل الش. الدالني عليك

أللهم صل على من سأل الشيخ كامل النصرة يف احلمل على سبيله حىت يتبدل فـقر . اإلمامة واإلرشاد إليكلى أللهم صل على من سأل الشيخ كامل النصرة يف احلمل ع. غريه به غىن ويصري سبب الغىن ألوليائك

.سبيله حىت يتبدل خوف غريه به أمنا ويصري برزخا بينهم وبني أعدائكأللهم صل على من ال يسكن مشاهد روحه إىل شيء من املقامات : واقذف يب على الباطل فأدمغه

أللهم صل . أللهم صل على من ال يلتفت مشاهد روحه يف حلظة من حلظاته إىل شيء من األغيار. واألنوار. على من ال يرضى مشاهد روحه بشيء دونك وهلذا استعاذ الشيخ فيما حكي عنه من بـرد الرضا والتسليم

أللهم صل على من تعرف يف وجوه املشاهدين لروحه نضرة النعيم وأثر الري من رحيق حضرته املمزوج ه باطال أللهم صل على من مل . بالتسنيم نتهى أعرض مشاهد روحه عما سواك وعد

أللهم . ا كان إليك امل

صل على من ملا كان قربك هو املقصد الذي املقاصد وسائله قصر مشاهد روحه نظره عليه وتيقن غريه أللهم صل . وغيبته عنهاأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه فطلب دوام غلبته لألكوان . زائال

.على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فيسأل استمرار دفعك به على األغيار وجناته منهاأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فشبه نفسه باحلق الذي هو للباطل مهلك : وجـه آخـر

مبشاهدة روحه، فسأل أن يكون القذف به على الباطل من جهة أللهم صل على من حتقق الشيخ . قامعأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن يكون القذف به . العلو ليصري له أقوى دافع

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل . على الباطل من جهة العلو ليصري له أقوى دافعنتسبني إليه من القواطع واملوانعأن

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة . يكون الدفع لتطهري بواطن امل

أللهم صل على من حتقق الشيخ . روحه فسألك أن تتوىل القذف به حىت يكون مدفوعا، وذلك نتيجة فنائه .مبشاهدة روحه حىت صار ذلك ظاهرا من كالمه ودعائه

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه وترقى عن مقام شهود أهل : وزج يب يف حبار األحدية أللهم . أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه وترقى عن مقام أهل شهود مجال صورته. شريعته

توحيد عن الفانني يف وحدانية األفعال، مث عن الفانني صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه وترقى يف الأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه . يف وحدانية الصفات الذين مل يتكامل هلم الفناء والعرفان

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن . وصار من أهل كمال املشاهدة وصريح العيانأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن ترقى به يف حبار . تزج به يف حبار األحدية

أللهم صل على من . التوحيد اخلاص حىت ال يشهد كونه موخدا وال فناه عن ذلك غيبة يف الذات الصمدية. اعتبار نظره يف ذاتك حىت ال يبقى له بذاته شعورحتقق الشيخ مبشاهدة روجه، فسأل أن تضمحل ذاته ب

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن تضمحل صفاته باعتبار نظره يف صفاتك حىت أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فأنتجت حمبته فيك طلب . ال يوجد منه يف صفاته حضور

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فأنتجت حمبته فيك سؤال أن يكون . قصر نظره عليكأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فصار حاله يف طلب معرفتك حال . توجهه كله إليكه إال الدخول يف حبار األحدية أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فلم يكف . املتعطش اللهفانأللهم صل على من حلت للشيخ مشاهدة روحه، فلم يلتفت إىل أن خائض البحر قد . بني جلج العرفان

أللهم صل على من أنتجت للشيخ حالوة مشاهدة روحه حمبتك، فسأل . يرتتب على خوضه له تلفهأللهم صل على من شبه الشيخ علوم األحدية . ان عليك خلفهخوض البحر ألن من كان فيك تلفه ك

أللهم . املتوصل إليها بواسطته باملاء املروي الذي ال حد له ودل بذكر البحار على االستعارة اليت كىن عنهاتتحقق إال إذا صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل األحدية اليت هي مبالغة يف الوحدة، وال

.كانت الوحدة حبيث ال ميكن أن تكون أشد وال أكمل منها

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فلم خيرج يف سؤال خوض : وانشلين من أوحال التوحيد دعائه عما قد أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فاحرتز يف. حبر األحدية عن حد األدب

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فتنبه إىل أن . يعرض خلائض البحر من اهلالك والعطبأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فاستحضر أن . كثريا من خوض هذه البحار قد أخذوااد فأبعدوا وطردوامن اخلائضني من لبس عليهم، فادعوا أللهم صل على من حتقق الشيخ . احللول واالحت

أللهم صل على من . مبشاهدة روحه، فعرف أن من اخلائضني من غلبت عليه احلقيقة غلبة أوجبت له اجلربحلكمة واألحكام فلحقه حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فعرف أن من اخلائضني من لبس عليه، فقال بنفي ا

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فعلم أال عاصم عند ركوبه البحر إال من رمحته، . السكرأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه فاحتـرز يف طلبه من حال من حال . فدعا دعاء املوفقني

وج، فصار من املغرقني بينه وبني السنة احملمديةأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل . امل

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن حترسه مما عرض . أن تنشله من أوحال التوحيد .من االعتقادات الردية ملن مل يصحبه التوفيق

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فعرف أن صاحب هذا : لوحدةحبر ا وأغرقين يف عني أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فاستحضر أن . الفناء، وإن كان كامال، فليس بأكمل

ذا الوصف، وإن كان مجيال فهو غري أمجل يخ مبشاهدة روحه، أللهم صل على من حتقق الش. املتصف أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة . فعلم أن صاحب هذا الفناء غريق يف شهود أسرار الذات

أللهم صل على من . روحه، فعلم أن صاحب هذا الفناء مل يقف بساحل اآلثار الذي هو موقف النجاةأللهم صل على . خضنا حبرا وقف األنبياء بساحله: لنقص بقولهنزهه وخلفاءه من األنبياء أبو يزيد عن هذ ا

وله والوقوف بساحله من املعرفة من نبه أبو يزيد على كماله وكمال األنبياء بأن خوض البحر من اجلهل حوه، أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فعلم أن من غلب سكره على ص. مبا يف داخله

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فعلم أن من . ومجعه على فرقه، وإن كمل ال يكمل غريهأللهم صل على من حتقق . غلب فناؤه على بقائه وغيبته على حضوره رمبا أوجبت خلطته التلف واحلرية

ا وغاية ومقصوداالشيخ مبشاهدة روحه، فطلب أن يكون فناؤه وسيلة لب أللهم صل على من . قائه ال حدأللهم . حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فطلب أن يكون الفرق على ظاهره موجودا واجلمع يف باطنه مشهودا

. صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن خترجه لساحل السالمة وتغرقه يف عني حبر الوحدةصل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل اإلغراق يف العني؛ ألنه حيصل معه الري وال خيشى أللهم

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل اإلغراق يف العني . على صاحبه ما يوجب فقدهشيخ مبشاهدة روحه، فسأل اإلغراق يف أللهم صل على من حتقق ال. اليت هي لبحر الوحدة منشأ ومدد

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، . العني لسالمتها من األوحال، فال عطب فيها ألحدأللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن جتعل . فسأل أن تكون عني حبر الوحدة وطنه

أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن جتعل . ه ومسكنهحضرة اجلمع عليه معشش قلبار العافية باحلمد والشكر وشهود املنة أللهم صل على من حتقق . حضرة قربك وكره الذي يأوي إليه يف

باللجا واإلستسالم الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن جتعل حضرة قربك وكره الذي يأوي إليه يف ليلة البلية .والرضا الذي هو للعارفني جنة

ا: حىت ال أرى وال أمسع وال أجد أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل : وال أحس إال أللهم صل على من حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأله أال . االستهالك يف حمبتك حىت يشهد قلبه سواك

ا من مجلة ما عداكي أللهم صل على من حتقق . كون له من حيث نفسه بصر وال مسع وال يد وال قدم؛ ألا، الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل أن تكون مسعه الذي يسمع به، وبصره الذي يـبصر به، ويده اليت يبطش

ا، فال يرى إال إياك ن حتقق الشيخ مبشاهدة روحه، فسأل الغيبة يف أللهم صل على م . ورجله اليت ميشي أللهم صل على من حتقق الشيخ . عني حبر الوحدة لينحصر شهوده فيك ويكمل انقطاعه إليك بسببها

ا: مبشاهدة روحه، فقال .وأغرقين يف عنب حبر الوحدة حىت ال أرى وال أمسع وال أجد وال أحس إال أللهم صل . أللهم صل على من أراده الشيخ باحلجاب األعظم: ة روحيواجعل احلجاب األعظم حيا

ا ما تقدم أللهم صل على من ملا حجب األرواح عما فيه هالكها . على من حلى الشيخ امسه بأل املعهود ا تدعت وخاضت فيما جلب وباهلا أللهم صل على من مل حيجب أرواح طوائف فابـ .مماتقدم كان حيا

ا أللهم . أللهم صل على من سأل الشيخ لذلك دوام كونه حياة روحه حىت تبقى مبعرفتك متنعمة. ومماصل على من عرب الشيخ هنا خبصوص امسه احلجاب ملناسبة كونه حياة وما فيه إىل معىن احلفظ من

فهمة .اإلشارات امل

أللهم صل على من . أللهم صل على من سأل الشيخ دوام كون روحه مشهد بصريته: حه سر حقيقيتورو أللهم صل على من صحح تسمية روحه سرا . أراد الشيخ أن يكون شهود روحه املطهرة شغل سر حقيقتهأللهم صل على من أراد الشيخ أن حيصل له . تهمع أن السر أعلى اعتبار نسبتها إىل ماهية الشيخ وحقيق

أي روح النيب (أللهم صل على من أراد الشيخ أن تكون روحه . بشهود روحه املطهجرة كمال لطيفته الربانيةا إنسانا)) ص( قيقته أللهم صل على من أراد الشيخ أن ال تكون ح. سر لطيفة الشيخ الربانية اليت كان

بواسطة شهود روح الرسول نـفسا يف مقام اإلسالم وال قلبا يف مقام اإلميان، وال روحا يف أول مرتبيت .اإلحسان، بل تصري سرا يف ثانيتهما املسماة أيضا يف مقام املسمى إحسانا

بانية الصادقة بالنـفس والقلب أللهم صل على من سأل الشيخ أن تكون لطيفته الر : وحقيقته جامع عواملي

أللهم صل على من سأل الشيخ أن تكون لعوامله اللطيفة اليت . والعقل والروح جامع عوامل الشيخ اللطيفة .هي النـفس وما معها احلظ األوفـر من شهود حقيقة الرسول اليت هي عوامله الشريفة

ى من يعني على شهود عوامله الشريفة يف عامل األجسام حتقيق ما سبق أللهم صل عل: بتحقيق احلق األول أللهم صل على من لذلك سأل الشيخ أن تعينه بتحقيق الشهود . يوم ألست بربكم من الشهود الروحاين

ألول له حىت ال أللهم صل على من سأل الشيخ دوام إعانته بتحقيق الشهود ا. األول على شهوده الثاين .ينحجب حلظة عن شهود الرسول بالقالب اجلسماين

أللهم صل على من أقسم الشيخ عليك يف إعطاء شهوده بتحقيق احلق األزيل الذي سبق كل : وجـه آخـر ل الذي به أللهم صل على من معىن هذا القسم يف شهوده أسألك بالتحقيق الصادر من احلق األو . حق

، وهو حق احلق .حتقق كل حقأللهم صل على من استغاث الشيخ يف سؤال شهوده خبصوص هذه : يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن

أللهم صل على من استغاث الشيخ يف . األمساء احلسىن لما فيها من اإلشعار باإلحاظة مع التنزيه والقيومية .به أيضا ملا تضمنته من مشول أوصاف األلوهيةسؤال شهوده

ذه األمساء على توريث شهوده : امسع ندائي مبا مسعت به نداء عبدك زكرياء أللهم صل على من استغاث أللهم صل على من تـرجع االستغاثة إىل ما قبلها من سؤال . حىت ينتفع به هو واملؤمنون إىل يوم القيامة

النداء يف أللهم صل على من معىن مساع. وده وما بعدها من توريثه، فضمنت حصول اإلنتفاع ودوامهشه

أللهم صل على من خص الشيخ يف سؤال توريث شهوده زكرياء . تدوين شهوده قبول الدعاء واإلستجابةلهم صل على من استجيبت للشيخ يف سؤال أل. من بني النبيني؛ ألن نداءه تضمن طلب الوارث واكتسابه

أللهم صل على من استجبت للشيخ يف سؤال توريث . توريث شهوده فورثه عبدك الشاذيل وأظهر مددهشهوده حىت صارت طريق اخلصوصية منسوبة لتلميذه وخترج على يديه من الرجال ما ال حيصي احلاسبون

.عددهأللهم صل على من حقق : ين بك لك وأيدين بك لك وامجع بيين وبينك وحل بيين وبني غريكوانصر

أللهم صل على من حقق شهوده للشيخ . شهوده للشيخ إلغاء الوسائط واألسباب، فطلب النصرة بكى من مل يبق شهوده للشيخ عرضا أللهم صل عل. القيام باحلقوق واإلعراض عن احلظوظ، فسأل النصرة لك

أللهم صل على من حقق شهوده للشيخ سؤال أن جتمع بينه وبينك وحتول بينه . إال يف شهودك وذكركأللهم صل على . أللهم صل على من حقق شهوده للشيخ حمبة التنزه عن اإلقامة مع األغيار. وبني غريك

أللهم صل على من حقق شهوده للشيخ طلب . ه للشيخ حمبة الرتفع عن االستئناس باآلثارمن حقق شهودأللهم صل على من حقق شهوده للشيخ طلب احليلولة بينه . السالمة مما يكدر صرف مشرب مقام مجعه

.وبني األغيار اليت هي ملشاهدها سبب حجبه وقطعه. م صل على من حقق شهوده للشيخ اإلستغراق فيك، فختم مبا بدأ من إمسك اجلامعألله: أهللا أهللا أهللا

أللهم صل على من حقق شهوده للشيخ اإلستغراق فيك، فأشار بذلك إىل أن الكل منك صادر، وإليك أللهم صل . كا واستلذاذاأللهم صل على من حقق شهوده للشيخ اإلستغراق فيك، فكرر ذلك ترب . راجع

على من حقق شهوده للشيخ اإلستغراق فيك، فكرر امسك اجلامع ليكون التكرير الستحضار اجلملة من أللهم صل على من حقق شهوده للشيخ اإلستغراق فيك، فكرر ذلك ثالثا إشارة . املفرد إعانة واستعدادا

أللهم صل على من حقق شهوده للشيخ اإلستغراق فيك جمرد إمسك . ثالثةإىل أن اخلروج عن العوامل الأللهم صل على من حقق شهوده للشيخ اإلستغراق . الشريف عما فيه رائحة البـعد من النداء واإلستغاثة

قق شهوده للشيخ أللهم صل على من ح. فيك، فجعل ذكرك أوال إشارة للفناء يف فعلك عن األفعالأللهم صل على . اإلستغراق فيك، فجعل ذكرك ثانيا إشارة للفناء يف مجالك وجاللك عن كل مجال وجالل

من حقق شهوده للشيخ االستغراق فيك، فجعل ذكرك ثالثا إشارة للفناء يف ذاتك األحدية عن الذوات اليت . هلا أشكال وأمثال

؛5&#دي ابن زكري رضي اهللا عنه ونفعنا به انتهى شرح املشيشية لسياإلملام واإلعالم بنفثة من حبور علوم ما تضمنته صالة القطب موالنا عبد : (هذا الشرح مأخوذ من كتاب

لسيدي ابن زكري رضي اهللا عنه ونفعنا بربكاته ) السالم :هذا الكتاب حيتوي على

ان صفات ذاته الشريفة ليكون ذلك طريقا لتشخيص املصلى وبي) ص(ـ املقدمة األوىل يف كيفية خلق النيب .عليه

فيما يثمره ذلك التشخيص واإلنطباع من رؤيته اليت هي أسىن املطالب وأعظم الوسائل : ـ املقدمة الثانية .والرغائب

.ـ شرح الصالة املشيشية .ـ بيان شرح ما تقدم وإيضاح ما يصعب فهمه منه

عبد العزيز الدباغ رضي اهللا عنه الويل الكامل، الغوث احلافل، الصويف الباهر، جنم ترمجة سيدي؛ 5&#العرفان الزاهر، صاحب اإلشارات العلية، والعبارات السنية، واحلقائق القدسية، واألنوار احملمدية، واألسرار

.الدباغ رضي اهللا عنه الربانية، واهلمم العرشية، الشريف احلسين سيدي عبد العزيزهجرية من أب شريف ينتمي نسبه إىل سيدي علي بن موالنا إدريس األزهر رضي اهللا 1095ولد عام

وأما ولدته، فهي بنت أخت العارف الكبري سيدي العريب الفشتايل رضي اهللا عنه، تويف والدها وهي . عنها رجال ثانيا وبقيت البن ت حتت كفالة خاهلا سيدي العريب، فوجه إليها عنايته ورعايته صغرية وتزوجت والد

وملا بلغت احللم زوجها من سيدي مسعود الدباغ والد سيدي عبد العزيز، وكان من مجلة أصحابه الذين : ، فقال يل)ص(رأيت النيب : يقرؤون عليه القرآن وجيودونه ويصححونه، وكان سيدي العريب الفشتايل يقول

مسعود، وكان : يا رسول اهللا صلى اهللا عليك، ومن أبوه؟ فقال: زيد ويل كبري عند ابنة أختك، فقلتإنه سي، أي قبل والدته خبمس 1090سيدي العريب يتمىن أن يدرك والدة موالي عبد العزيز لكنه مات عام

هذه : ديه، وقال هلماسنوات، وملا حضرته الوفاة أوصى لسيدي عبد العزيز بشاشية وحذاء تركهما عند والأمانة اهللا عندكما حىت يزيد عندكما عبد العزيز، فأعطوه هذه األمانة؛ وملا ولد وبلغ من العمر حنوا من أربعة

يا ولدي إن سيدي العريب الفشتايل أوصى : عشر عاما أهلم اهللا تعاىل والدته، فجاءت باألمانة وقالت لهذه األمانة، فأخذها سيدي ع بد العزيز وجعل الشاشية على رأسه ولبس احلذاء يف رجليه، فحصلت إليك

له سخانة عظيمة حىت دمعت عيناه وعرف ما قال له سيدي العريب وفهم إشارته، وعقب هذا توفيت والدته، فتزوج والده امرأة أخرى، فكانت تسيء إىل سيدي عبد العزيز، وكانت جبانبها أيضا أمه لوالده

شدائدمها معا، ومبناسبة ذلك يذكر لنا حادثة عجيبة ومشهدا غريبا حصل له يف ذلك اإلبان، فكان يقاسي وقد وقع يل، عام أحد عشر، بعد موت أمي ما يستغرب، وذلك أن أيب تزوج امرأة أخرى واستجور : فيقول

أة؟ فتكدرت وتغريت مث جرت يل أي هم أقاسيه هم األمة أم هم املر : أمة له، فجاءت األمة فضربتين فقلتسنة، فرأيت مجيع ما يقع يل إىل انصرام أجلي، فرأيت من التقى معي من األشياخ، ورأيت املرأة اليت أتزوجها ومضي املدة إىل والدة ولدي حممد، وذحبت له وسبعت، مث رأيت مجيع ما يقع يل بعد والدة عمر

عت، مث مجيع ما يقع يل بعده إىل والدة ابنيت فاطمة، ورأيت الفتح إىل والدة ولدي إدريس، وذحبت له وسب ا ومجيع ما أدركته ال يغيب عين شيء منه، ومن مجيع ما وقع ويقع يل يف عمري، الذي وقع يل بعد والد

.وهذا كله يف سويعة ولست بنائم حىت تكون رؤيا مناما سيدي العريب الفشتايل وفهمت ما قال يل فيها منذ لبست األمانة اليت أوصى يل: (قال رضي اهللا عنه

ألقى اهللا يف قليب التشوف إىل العبودية اخلالصة، فجعلت أحبث عنهما غاية البحث، فما مسعت بأحد يشيخه الناس ويشريون إليه بالوالية إال ذهبت إليه وشيخته، فإذا شيخته ودمت على أوراده مدة يضيق

كه مث أذهب إىل غريه، فأشيخه فيقع يل مثل ما وقع من األول، فأتركه مث أذهب صدري وال أرى زيادة، فأتر إىل غريمها، فوقع يل مثل ذلك فبقيت متحيـرا يف أمري من سنة تسع إىل سنة إحدى وعشرين، وكنت أبيت كل ليلة مجعة يف صريح الويل الصاحل سيدي علي بن حرزهم، وكنت أقرأ الربدة مع من يبيت به حىت

تمها كل ليلة مجعة، فلما كانت ذات ليلة طلعت ليلة اجلمعة كالعادة، فقرأنا الربدة وختمناها مث خرجت خنفجعل يكلمين ويكاشفين بأمور يف باطين، فعلمت أنه من األولياء ... من الروضة فوجدت رجال جالسار، فجعل يتغافل عين ويتكلم معي يف يا سيدي أعطين الورد ولقين الذك: العارفني باهللا عز وجل، فقلت له

أمور أخر، فجعلت أحل عليه يف الطلب وهو ميتنع، ومقصوده أن يستخرج مين العزم الصحيح حىت ال أرك ال أعطيك الورد حىت : ما أمسع منه، فلم أزل معه كذلك إىل أن طلع الفجر وظهر الغبار يف الصومعة، فقال

عطيته عهد اهللا وميثاقه أين ال أتركه، وكنت أظن أنه يعطيين مثل أوراد من تعطيين عهد اهللا أنك ال ترتكه، فأأللهم يا رب جباه سيدنا حممد بن عبد اهللا (أذكر كل يوم سبعة آالف : شيخت قبله، فإذا به يقول يل

ي عمر بن ، مث قمنا فخلط علينا سيد)إمجع بيين وبني سيدنا حممد بن عبد اهللا يف الدنيا قبل اآلخرة) ص(

هو : ذلك الرجل مث أنشأ يف هذا أوصيك به خريا، فقال سيدي عمر: حممد اهلواري قيم الروضة، فقال لهأتدري من الرجل الذي لقنك : سيدي يا سيدي، فقال يل سيدي عمر عند خروج روحه وانتقاله إىل اآلخرة

فبقيت على ذلك ... دنا اخلضر عليه السالمهو سي : ال يا سيدي، فقال: الذكر عند السدرة احملررة؟ فقلتالذكر، فثقل علي يف اليوم األول، فما كملته حىت جاء الليل، مث جعل خيف علي شيئا فشيئا، وذايت تصطحب معه حىت كنت أكمله عند الزوال، مث جعل خيف علي حىت كنت أكمله عند الضحى، مث زاد يف

وع الشمس، وبقيت مع سيدي عمر أحبه وحيبين يف اهللا إىل أن كانت سنة اخلفة حىت صرت أكمله عند طل: ال يا سيدي، فقال: أتدري من شيخي؟ فقلت: مخس وعشرين، فجاءته الوفاة وكنت جالسا معه، فقال

ا كان عنده ... هو سيدي العريب الفشتايل ومل يكن سيدي عمر حامال ألسرار سيدي العريب بأسرها، وإمنوبعد وفاة سيدي ... ا، وتفضل اهللا تبارك وتعاىل علي جبميعها، وزادين عليها ما ال أقدر على شكرهبعضه

عمر بثالثة أيام وقع يل واحلمد هللا الفتح وعرفنا اهللا حبقيقة نفوسنا، فله احلمد وله الشكر، وذلك يوم ...اخلميس الثامن من رجب عام مخسة وعشرين ومائة وألف

باب الفتوح دخلتين قشعريرة مث رعدة كبرية، مث جعل حلمي يتنمل كثريا، فجعلت أمشي وأنا فلما بلغت مث خرج شيء من ذاته كأنه خبار الكسكاس، مث جعلت ذايت تتطاول حىت ... على ذلك، واحلال يتزايد

ا بني يدي، فرأيت مجيع الق رى صارت أطول من كل طويل، مث جعلت األشياء تنكشف يل وتظهر كأواملدن واملداشر، ورأيت كل ما يف هذا الرب، ورأيت النصرانية ترضع ولدها وهو يف حجرها، ورأيت مجيع البحور ورأيت األرضني السبع وكل ما فيهن من دواب وخملوقات، ورأيت السماء وكأين فوقها وأنا أنظر ما

ذلك النور من فوق ومن حتيت وعن فيها، وإذا بنور عظيم كالربق اخلاطف الذي جييء من كل جهة، فجاء، فبادرت ورقدت على مييين وعن مشايل وعن أمامي وخلفي وأصابين منه برد عظيم حىت ظننت أين متوجهي لئال أنظر إىل ذلك النور، فلما رقدت رأيت ذايت كلها عيونا، العني تبصر والرأس تبصر والرجل تبصر

ا ال حتجب ذلك النظر الذي سرى يف الذات، ومجيع أعضائي تبصر، ونظرت إىل ال ثياب اليت علي فوجدورمحين اهللا تعاىل بأن مجعين مع بعض العارفني من ... فعلمت أن الرقاد على وجهي والقيام على حد سواء

فبقي معي سيدي عبد ... امسه عبد اهللا الربوناين وأنه من برنو، وإمنا جاء لفاس بقصدي، ففرحت.. أوليائههللا الربناوي يرشدين ويسددين ويقويين وميحو اخلوف من قليب فيما أشاهده بقية رجب وشعبان ورمضان ا

، فقال )ص(وشوال وذي القعدة وعشر ذي احلجة، فلما كان اليوم الثالث من يوم العيد رأيت سيد الوجود

يك واليوم حيث مجعك اهللا مع يا سيدي عبد العزيز، قبل اليوم كنت أخاف عل: سيدي عبد اهللا الربناويأمن قليب واطمأن خاطري، فأستودعك اهللا عز وجل، فذهب إىل بالده ) ص(رمحته تعاىل سيد الوجود

وتركين، وكانت إقامته معي بقصد أن حيفظين من دخو الظالم علي يف الفتح الذي وقع يل أن يقع يل الفتح ).لفتوح حينئذ، وإمنا خياف عليه قبل ذلكألنه ال خياف على ا) ص(يف مشاهدة النيب

إنه يزال عن املفتوح عليه حني الفتح شيء شبه السلخ األسود، وهو الظالم : كان رضي اهللا عنه يقول ا من حيط بالذات كلها، فإذا زال ذلك السلخ صب على الذات نور الفتح، وهو كبكبة عظيمة يأيت

امل

آخرون يشتغلون بزوال السلخ واملالئكة حاملة للسر، وبنفس زوال السلخ تضع شاء اهللا من املالئكة وقوم املالئكة النور يف الذات، ويف وقت زوال السلخ تدهش اخلالئق على املفتوح عليه جلعلهم بعاقبة مره من

د والتوفيق حلمل موت أو زوال عقل أو سالمة، فال يزالون يتضرعون إىل اهللا تعاىل يف أن يرزقه القوة والتأييوالويل إذا وقع له الفتح نزع اهللا منه اثنني وسبعني عرقا من عروق الظالم، فبعضها : ما طوقه، وكان يقول

ينشأ عنه الكذب، وبعضها ينشأ عنه الكرب، وبعضها ينشأ عنه الرياء، وبعضها ينشأ عنه حب الدنيا، وأهل الفتح رضي اهللا عنهم إذا : ك من القبائح، وكان يقولوبعضها ينشأ عنه الشهوة وحمبة الزنا وغري ذل

ا أسباب النزول اليت يف تعاطوا تفسري القرآن فيما بينهم مل يكن هلم هم إال أسباب النزول، وليس املراد وقت النزول، فيسمع منهم يف ذلك ما ) ص(علم الظاهر، بل األحوال واألنوار اليت تكون عليها ذات النيب

م خيوضون يف البحور اليت يف باطنه عليه الصالة والسالم، وكان يقولال لكل شيء عالمة، : يكيف ألذا النيب اشتغاال دائما حبيث ال يغيب ) ص(وعالمة إدراك العبد مشاهدة النيب يف اليقظة أن يشتغل الفكر

اصم وهو كذلك وينام وهو عن الفكر وال تصرفه عنه الصوارف وال الشواغل، ويشرب وهو كذلك وخيأمرها جسيم وخطبها عظيم، فلوال أن اهللا تعاىل يقوي العبد ما ) ص(ومشاهدة النيب : كذلك، وكان قول

أطاقها لو فرضنا رجال قويا عظيما اجتمع فيه قوة أربعني رجال كل واحد منهم يأخذ بأذن األسد من ج من مكان على هذا الرجل النفلقت كبده وذابت ذاته خر ) ص(الشجاعة والبسالة، مث فرضنا النيب

، ومع هذه السطوة العظيمة ففي تلك املشاهدة الشريفة من )ص(وخرجت روحه، وذلك من عظمة سطوته ا عند أهلها أفضل من دخول اجلنة؛ وذلك ألن من دخل اجلنة ال اللذة ما ال يكيف وال حيصى، حىت أ

، فإنه إذا حصلت )ص(عم، بل كل واحد له نعيم خاص، خبالف مشاهدة النيب يرزق مجيع ما فيها من الن له املشاهدة املذكورة سقيت ذاته جبميع نعيم أهل اجلنة، فيجد لذة كل لون وحالوة كل نوع، كما جيد أهل

م وعلى وآله وشرف وكرم وجمد وعظ ) ص(اجلنة يف اجلنة، وذلك قليل يف حق من خلقت اجلنة يف نوره .وصحبه

أفضل األعمال، وهي ذكر املالئكة الذين هم على ) ص(ال شك أن الصالة على النيب : وكان يقول م كلما ذكروها زادت اجلنة يف االتساع، فـهم ال يفرتون ) ص(أطراف اجلنة، ومن بركة الصالة على النيب أ

جيرون واجلنة جتري خلفهم، وال تقف اجلنة عن االتساع حىت عن ذكرها واجلنة ال تفرت عن االتساع، فهم ينتقل املالئكة املذكورون إىل التسبيح، وال ينتقلون إليه حىت يتجلى احلق سبحانه ألهل اجلنة يف اجلنة، فإذا

املنازل جتلى هلم وشاهده املالئكة املذكورون أخذوا يف التسبيح، فإذا أخذوا فيه وقفت اجلنة واستقرت ).ص(بأهلها، ولو كانوا عندما خلقوا أخذوا يف التسبيح مل تزد اجلنة شيئا، فهذا من بركة الصالة على النيب

: دون التسبيح وغريه من األذكار؟ فقال) ص(مل كانت اجلنة تزيد بالصالة على النيب : وسئل رضي اهللا عنهي حتن عليه حنني الولد إىل أبيه، وإذا مسعت بذكره انتعشت ، فه)ص(ألن اجلنة أصلها من نور النيب ا تسقى منه ولوال إرادة اهللا ومنعه خلرجت إىل الدنيا يف حياة النيب : ، وكان يقول)ص(وطارت إليه، أل

) ص(، وتذهب معه حيث ذهب وتبيت معه حيث بات، إال أن اهللا تعاىل منعها من اخلروج إليه )ص( .على طريق الغيب) ص(به ليحصل اإلميان

كان سيدي عبد العزيز الدباغ رضي اهللا عنه كله كرامة؛ ألنه كان خيوض يف العلوم اليت تعجز عنها نقول مع كونه أميا ال حيفظ القرآن العزيز، فضال أن يسام بتعاطي

الفحول، ويأيت فيا مبا يوافق املعقول وامل

.ر يف جملس درس من صغره إىل كربهشيء من العلوم، مع أنه قط مل يـ سيدي أمحد بن املبارك رضي اهللا عنه الذي مجع : ترك سيدي عبد العزيز رضي اهللا عنه تالميذ خصوصا

الذي يعترب من أهم كتب الصوفية، وسيدي عبد الوهاب التازي رضي ) اإلبريز(بعض كالم شيخه يف كتاب س رضي اهللا عنه مؤسس الطريقة اإلدريسية، اليت هي فرع من اهللا عنه الذي هو شيخ سيدي أمحد بن إدري

.الطريقة الشاذليةهجرية، ودفن بالقباب خارج باب الفتوح مبدينة فاس، ودفن معه 1131تويف سيدي عبد العزيز عام

.تلميذه العالمة سيدي أمحد بن املباركجنم العرفان احلافظ سيدي أمحد بن املبارك عن الذي تلقاه) اإلبريز(هذه الرتمجة جلها مقتبس من كتاب

شرح الصالة املشيشية للعارف باهللا ؛ 5&#قطب الواصلني سيدي عبد العزيز الدباغ رضي اهللا عنهما

هـ هذا الشرح مأخوذ من كتاب اإلبريز 1131الكبري سيدي عبد العزيز الدباغ رضي اهللا عنه، املتوىف عام ضي اهللا عنه، وهذا الكتاب مجعه وقيده تلميذه سيدي أمحد بن املبارك رضي من كالم سيدي عبد العزيز ر

:اهللا عنه، الذي قالفمن ذلك أنه شرح لنا رضي اهللا عنه بعض األلفاظ من صالة القطب الكامل الوارث الواصل موالنا

هم صل على من منه ألل : (عبدالسالم بن مشيش رضي اهللا عنه، فسمعته رضي اهللا عنه يقول يف شرح قوله، حاكيا عن سيدي حممد بن عبد الكرمي البصراوي رضي اهللا عنه، أن اهللا تعاىل ملا أراد ) انشقت األسرار

ار واألشجار والثمار واألزهار، أرسل إخراج بركات األرض وأسرارها مثل ما فيها من العيون واآلبار واأللك إىل سبعني ألف ملك، ثالث سبعينات من األلوف، فنزلوا يطوفون سبعني ألف ملك إىل سبعني ألف م

، ومرادنا باإلسم اإلسم العايل على ما يأيت يف شرح )ص(يف األرض، فالسبعون األوىل يذكرون اسم النيب منه، والسبعون ) ص(من ربه عز وجل ومنزلته) ص(، والسبعون الثانية يذكرون قربه )وتنزلت علوم آدم() ص(مع الطوائف الثالث، فتكونت الكائنات بربكة ذكر امسه ) ص(، ونوره )ص(لثالثة تصلي عليه ا

ا قربه وذكروه على األرض، فاستقرت وعلى : من ربه عز وجل، قال) ص(وحضوره بينها ومشاهدنيه ففتحت السمـوات فاستقلت، وعلى مفاصل ذات ابن آدم فالنت بإذن اهللا تعاىل، وعلى مواضع عي

فهذا معىن قول دالئل اخلريات، وباإلسم : منه انشقت األسرار، فقلت: باألنوار اليت فيها، فهذا معىن قولهالذي وضعته على الليل فأظلم وعلى النهار فاستنار، وعلى السمـوات فاستقلت، وعلى األرض فاستقرت،

.بعت، وعلى السحاب فأمطرتوعلى اجلبال فرست، وعلى البحار فجرت، وعلى العيون فن، فبربكته تكونت الكائنات، واهللا )ص(نعم ذلك االسم هو اسم نبينا وموالنا حممد : فقال رضي اهللا عنه

.أعلميا ولدي لوال نور سيدنا : وقد سبق كالم سيدي أمحد بن عبد الغوث رضي اهللا عنه، وقوله ملريده: قلت

ار، إن ما ظهر من أسرار األرض؛ فلو ) ص(حممد ر من األ ال هو ما تفجرت عني من العيون، وال جرى ، )ص(يا ولدي يفوح يف شهر مارس ثالث مرات على سائر احلبوب، فيقع هلا اإلمثار بربكته ) ص(نوره

ما أمثرت، ويا ولدي إن أقل الناس إميانا من يرى إميانه على ذاته مثل اجلبل وأعظم منه، ) ص(ولوال نوره عليها، فيكون ) ص(جرى غريه، وإن الذات تكل أحيانا عن محل اإلميان، فرتيد أن ترميه فيفوح نور النيب فأ

.معينا هلا على محل اإلميان، فتستحيله وتستطيبه

ما ظهرت ) ص(أنه لوال هو ) من منه انشقت األسرار: (ومسعته رضي اهللا عنه مرة أخرى يقول يف شرح، )ص(اجلنة والنار، ولكانوا كلهم على مرتبة واحدة فيهما؛ وذلك أنه تعاىل ملا خلق نوره تفاوت الناس يف

يل عنه، ظهر ذلك عليهم حيث خلق ذلك النور، فعلم وسيق يف سابق علمه تفاوت الناس يف قبوله وامل

وف درجة كذا، وأن لون كذا هناك أن منهم من يبلغ من اخلشوع درجة كذا، ومن املعرفة درج كذا، ومن اخل .من نوع كذا، وفالنا شرب منه نوعا آخر قبل ظهورهم، وهم يف عدم العدم

.، واهللا أعلم)ص(فتفاوت املراتب وتباينها هو معىن انشقاق األسرار منه : قال رضي اهللا عنهسرار األنبياء واألولياء وغريهم إن أ: ومسعته رضي اهللا عنه مرة أخرى يقول يف شرح من منه انشقت األسرار

أحدمها يف املشاهدة وهو موهوب، واآلخر حيصل : ، فإن له سرين)ص(كلها مأخوذة من سر سيدنا حممد من هذا السر وهومكسوب؛ فلنفرض املشاهدة مبثابة ثوب ما بقي صاحب حرفة من احلرف إال وصنع فيه

شارب لذلك الثوب بأسره، فإذا شرب اخليط الذي صنعه شيئا من صنعته، ولنفرض صاحب املشاهدة كا كلها، وإذا شرب ه اهللا تعاىل مبعرفة صناعة احلرير، وكل ما حتتاج إليه يف أمورها وشؤو اجلرار مثال أمداخليط الذي صنعه النساج مثال أمده اهللا تعاىل بصناعة النسج، ومعرفة مجيع ما تتوقف عليه، وهكذا حىت

نفرضها مشتملة على ) ص(على سائر الصنائع واحلرف اليت تعرفها واليت ال تعرفها، فهكذا مشاهدته تأيت ا إرادته تعاىل .مجيع املعارف اليت سيقت

ووجه الشبه بينها وبني الثوب السابق تباين األمور؛ ففي اثوب السابق تباينت فيه الصنائع واحلرف، : قلت .تباينت فيه األمساء احلسىن وظهرت فيها أسرارها وأنوارهاويف املشاهدة الشريفة

ووجه آخر أن الصنائع املتباينة اجتمعت كلها يف الثوب السابق، وكذا أنوار األمساء احلسىن كلها اجتمعت

).ص(يف مشاهدته ا، كذا األمساء احل سىن بالسقي ووجه آخر أن تلك الصنائع املتباينة مبعرفتها يقع التصرف يف موضوعا

بأنورها يقع التصرف يف هذا العامل، فوجه الشبه حينئذ مركب من جمموع هذه األشياء الثالثة، وهي تباين .األمور يف شيء مع استيفائها، وكون التصرف يضاف إليها، واهللا أعلم

وممدودة بسائر مشتملة على مجيع ما يلزم يف تلك املشاهدة، ) ص(فتكون ذاته : مث قال رضي اهللا عنه أسرارها من رمحة اخللق وحمبتهم والعفو عنهم والصفح واحللم والدعاء هلم خبري، لعل اهللا تعاىل يقويهم على

.اإلميان باهللا عز وجل

ذا كان : قال رضي اهللا عنه يدعو أليب بكر الصديق رضي اهللا عنه، والناس اليوم ال يعرفون قيمة ) ص(و .هذا الدعاء

كالشارب ) ص(يعين ملا فرضنا املشاهدة املشتملة على سائر األمساء احلسىن، وفرضنا صاحبها : قلت مسقية جبميع أنوار األمساء احلسىن وممدودة بأسرارها، ) ص(السابق للثوب السابق، لزم قطعا أن تكون ذاته

فرة ونور العلم ونور القدرة ونور نور الصرب ونور الرمحة ونور احللم ونور العفو ونور املغ) ص(فيكون يف ذاته ونور الكالم، وهكذا حىت تأيت على مجيع األمساء احلسىن؛ فتكون أنوارها يف الذات السمع ونور البصر .الشريفة على الكمال

فنلتفت إىل غريه من املالئكة واألنبياء واألولياء، فنجدهم قد تفرق فيهم بعض : مث قال الشيخ رضي اهللا عنهم انشقت ما يف الذ ات الشريفة مع كون السقي وصل إليهم من الذات الشريفة، فاألسرار املوجودة يف ذوا

لوال الدم الذي يف الذات واللحم والعروق املانع من معرقة : ، حىت إين مسعته رضي اهللا عنه يقول)ص(منه إال بأمر نبينا ) ص)إىل أن ظهر نبينا حقائق األمور، مل يتكلم األنبياء عليهم الصالة والسالم منذ وجدوا

م )ص( م يصرحون لكل من تبعهم بأ م إال إليه، وال تكون داللتهم إال عليه؛ حىت أ ، فال تكون إشارم مبنزلة )ص(إمنا رحبوا منه، وأن مددهم مجيعا إمنا هو دونه م يف احلقيقة نائبون عنه ال مستقلون، وأ ، وأ

) ص(مبنزلة األب هلم، حىت يكون اخللق كلهم فيه سواء، دعوة اجلميع إليه ) ص(، وهو )ص(أوالده م وانفصاهلم عن هذه الدار يعلمونه واحدة، فإن هذا هو الكائن يف نفس األمر واألمم املاضية مبجرد مو

جلنة حيث تنكمش عنهم يقينا ويف اآلخرة يظهر عليهم عيانا، وعند دخول اجلنة يقع الفصل بينهم وبني ام وإن سبقوا عليه، فهم )ص(ال أعرفقكم لستم من نور حممد : وتنقبض، وتقول هلم ، فيقع الفصل بأ

).ص(، فإذن اجلميع ممتد منه )ص(ممتدون من أنبيائهم، وأنبياؤهم عليهم السالم ممتدون من النيب .زلية، لكان هذا الواقع يف دار الدنيالوال الدم وما سبق يف اإلرادة األ: قال رضي اهللا عنه

ومل منع هذا الدم من معرفة احلق؟: فقلتا إىل األمور الفانية، فتتشوف للبناء : فقال رضي اهللا عنه ألنه جيذب الذات إىل أصلها الرتايب ومييل

ا إىل ذلك يف كل حلظة وهو عني الغفلة واحلجاب عنه تعاىل، والغرس وجلميع األموال وغري ذلك، مييل .ولوال ذلك الدم مل تلتفت الذات إىل شيء من هذه األمور الفانية أصال

وال خيفى أن حجابيت ختتلف، فهي كثيفة يف حق العوام ضعيفة يف حق اخلواص، وتقرب من : قلت، وقد )ص(ولني واآلخرين االنتفاء يف حق األنبياء عليهم الصالة والسالم، ومنتفية رأسا يف حق سيد األ

.سبق ما يدل على ذلك يف الكتاب، واهللا أعلم) ص(إن أول ما خلق اهللا تعاىل نور سيدنا حممد ) : وانفلقت األنوار: (ومسعته رضي اهللا عنه يقول يف قوله

العرش واألرواح مث خلق منه القلم واحلجب السبعني ومالئكتها، مث خلق اللوح، مث قـبل كماله وانعقاده خلق .واجلنة والربزخ

أما العرش، فإنه خلقه اهللا تعاىل من نوره، وخلق ذلك النور من النور املكرم، وهو ـ أي النور املكرم ـ نور نبينا ، وخلقه ـ أي العرش ـ ياقوتة عظيمة ال يقاس قدرها وعظمها، وخلق يف وسط هذه الياقوتة )ص(حممد

اقوتة واجلوهرة كبيضة بياضها هو الياقوتة وصفارها هو اجلوهرة، مث إن اهللا تعاىل أمد جوهرة، فصار جمموع الي، فجعل خيرق الياقوتة ويسقي اجلوهرة، فسقاها مرة مث مرة مث مرة إىل أن )ص(تلك اجلوهرة وسقاها بنوره

فل الياقوتة اليت هي انتهى إىل سبع مرات، فسالت اجلوهرة بإذن اهللا تعاىل، فرجعت ماء ونزلت إىل أس .العرش

مث إن النور املكرم الذي خرق العرش إىل اجلوهرة اليت سالت ماء مل يرجع، فخلق اهللا منه مالئكة مثانية وهم محلة العرش، فخلقهم من صفائه وخلق من ثقله الريح وله قوة وجهد عظيم، فأمرها تعاىل أن تنزل حتت

جعلت ختدم وجعل الربد يقوى يف املاء، فأراد املاء أن يرجع إىل أصله املاء فسكنت حتته، فحملته مث وجيمد، فلم تدعه الرياح، بل جعلت تكسر شقوقه اليت جتمد، وجعلت تلك الشقوق تتعفن ويدخلها الثقل والنتونة وشقوق تزيد على شقوق، مث جعلت تكرب وتتسع وذهبت إىل جهات سبع وأماكن سبع، فخلق اهللا

ضني السبع ودخل املاء بينها وبني البحور، وجعل الضباب يتصاعد من املاء لقوة جهد الريح، مث منه األر .جعل يرتاكم، فخلق اهللا منه السمـوات السبع

ا أوال وآخرا، فجعلت النار تزيد يف اهلواء من قوة حرق الريح مث جعلت الريح ختدم خدمة عظيمة على عادا إىل حملللماء واهلواء، وكلما ز جهنم اليم فذلك أصل جهنم، ندت نار أحسها املالئكة وذهبت

فالشقوق اليت تكونت منها األرضون تركوها على حاهلا، والضباب اليت تكونت منه السمـوات تركوه على م لو تركوها ألكلت الش قوق اليت حاله أيضا، والنار اليت زندت يف اهلواء أخذوها ونقلوها إىل حمل آخر أل

.منها األرضون السبع والضباب الذي منه السمـوات السبع، بل وتأكل املاء وتشربه بالكلية لقوة جهد الريح

، وأمرهم أن يعبدوه عليها، وخلق مالئكة السمـوات )ص(مث إن اهللا تعاىل خلق مالئكة األرضني من نوره .، وأمرهم أن يعبدوه عليها)ص(من نوره

ا أيضا خلق من نور، وخلق ذلك النور من نوره األروا وأما ).ص(ح واجلنة إال مواضع منها، فإونصف الربزخ واحلجب . ، فخرج من هذا أن القلم واللوح)ص(وأما الربزخ، فنصفه األعلى من نوره

اسطة، وأن بال و ) ص(السبعني ومجيع مالئكتها ومجيع مالئكة السمـوات واألرضني كلها خلقت من نوره ).ص(العرش واملاء واجلنة واألرواح خلقت من نور خلق من نوره

).ص(مث بعد هذا، فلهذه املخلوقات أيضا سقي من نوره وهو أعظم املخلوقات، حبيث أنه لو كشف نوره جلرم ،أما القلم، فإنه سقي سبع مرات سقيا عظيما

.إنه سقي سبع مرات، لكن ليس كسقي القلموكذا املاء، ف. األرض لتدكدكت وصارت رميماا يف سقي دائم .وأما احلجب السبعون، فإ

ا سقيت : وأما العرش ذاته سقي مرتني مرة يف بدء خلقه، ومرة عند متام خلقه لتستمك ذاته، وكذا اجلنة فإ .امرة يف بدء خلقها، ومرة بعد متام خلقها لتستمسك ذا: مرتني

م سقوا وأما األنبياء عليهم الصالة والسالم، وكذا سائر املؤمنني من األمم املاضية ومن هذه األمة، فإ

:مثان مرات .يف عامل األرواح حني خلق اهللا نور األرواح مجلة، فسقاه: األوىل ).ص(حني جعل يصور منه األرواح، فعند تصوير كل روح سقاها بنوره : الثانية، فإن كل من أجاب اهللا تعاىل من أرواح املؤمنني واألنبياء عليهم الصالة )ألست بربكم(يوم : الثالثة

، لكن منهم من سقي كثريا ومنهم من سقي قليال، فمن هنا وقع التفاوت بني )ص(والسالم سقي من نوره .املؤمنني، حىت كان منهم أولياء وغريهم

ا كرهت شرب ذلك النور وامتنعت منه، فلما رأت ما وقع لألرواح اليت شربت منه وأما أر واح الكفار، فإ .من السعادة األبدية واالرتقاءات السرمدية ندمت وطلبت سقيا، فسقيت من الظالم والعياذ باهللا

ى من النور الكرمي لتلني عند تصويره يف بطن أمه وتركيب مفاصله وشق بصره، فإن ذاته تسق : الرابعة .مفاصله وتنفتح أمساعها وأبصارها، ولوال ذلك ما النت مفاصلها

عند خروجه من بطن أمه، فإنه يسقى من النور الكرمي ليـلهم األكل من فمه، ولوال ذلك ما أكل : اخلامسة .من فمه أبدا .قى من النور الكرمي أيضاعند التقامه ثدي أمه يف أول رضعة، فإنه يس : السادسةعند نفخ الروح فيه، فإنه لوال سقي الذات بالنور الكرمي ما دخلت فيها الروح أبدا، ومع ذلك ال : السابعة

تدخل فيها إال بكلفة عظيمة وتعب حيصل للمالئكة معها، ولوال أمر اهللا تعاىل هلا ومعرفتها به ما قدر .ملك على إدخاهلا يف الذات

مثل املالئكة الذين يريدون أن يدخلوا الروح يف الذات كعبيد صغار : ته رضي اهللا عنه مرة أخرى يقولومسع مللك يـرسلها إىل الباشا العظيم ليدخلوه إىل السجن، فإذا نظرنا إىل الغلمان الصغار وإىل الباشا العظيم

ظرنا إىل امللك الذي أرسلهم وأنه احلاكم وجدناهم ال يقدرون على معاجلة الباشا يف أمر من األمور، وإذا نيف الباشا وغريه حكمنا بأنه جيب أن يذل هلم الباشا وغريه، وإذا أرادوا إدخاهلا يف الذات حصل هلا كرب

ا إال اهللا تعاىل، واهللا أعلم .عظيم وانزعاجات كثرية، وجتعل ترغرغ بصوت عظيم، فال يعلم ما نزل .ند البعث، فإنه يسقى من النور الكرمي لتستمسك ذاتهعند تصويره ع: الثامنة

فهذا السقي يف هذه املرات الثمان اشرتك فيه األنبياء واملؤمنون من سائر األمم ومن : قال رضي اهللا عنههذه األمة، ولكن الفرق حاصل، فإن ما سقي به األنبياء عليهم الصالة والسالم قدر ال يطيقه غريهم،

.ك حازوا درجة النبوة والرسالةفلذل .وأما غريهم، فكل سقي بقدر طاقته

وأما الفرق بني سقي هذه األمة الشريفة وبني سقي غريها من سائر األمم، فهو أن هذه األمة الشريفة ا ال ، فحصل له من الكمال م)ص(سقيت من النور الكرمي، بعد أن دخل يف الذات الطاهرة وهي ذاته

، خبالف سائر األمم، فإن )ص(يليق وال يطاق؛ ألن النور الكرمي أخذ سر روحه الطاهرة وسر ذاته الطاهرة النور يف سقيها إمنا أخذ سر الروح فقط، فلهذا كان املؤمنون من هذه األمة الشريفة كمال وعدوال، وكانت

ر أمة أخرجت للناس {: هذه األمة .، وهللا احلمد والشكر)]319[(}خيـوكذا سائر املخلوقات سقيت من النور الكرمي، ولوال النور الكرمي الذي فيها ما انتفع : قال رضي اهللا عنه .أحد منها بشيء

وملا نزل سيدنا آدم على نبينا وعليه الصالة والسالم إىل األرض كانت األشجار : قال رضي اهللا عنه ، فمن ذلك اليوم )ص(ا يف أول ظهورها، فلما أراد اهللا تعاىل إمثارها سقاها من نوره الكرمي تتساقط مثاره

الذي يف ذوات ) ص(جعلت تـثمر، ولقد كانت قبل ذلك كلها ذكارا تنفتح مث تتساقط، ولوال نوره ا سقيت به عند تصويرها يف البطون عند نفخ الروح وعند اخلروج وعند ال رضاع خلرجت إليهم الكافرين فإ

جهنم وأكلتهم أكال، وال خترج إليهم يف اآلخرة وتأكلهم حىت ينزع منهم ذلك النور الذي صلحت به م، واهللا أعلم .ذوا

ملا خلق اهللا تعاىل النور املكرم وخلق بعده القلم والعرش واللوح : ومسعته رضي اهللا عنهم مرة أخرى يقوليا رب مل خلقتين؟ : املالئكة الذين هم سكان العرش واجلنة واحلجب، قال العرش والربزخ واجلنة، وخلق

ا ألين : فقال اهللا تعاىل م ال يطيقو ألجعلك حجابا حتجب أحبايب من أنوار احلجب اليت فوقك، فإأحبابه أخلقهم من تراب، ومل يكن يف ذلك الوقت أعداء وال دارهم اليت هي جهنم، فظن املالئكة أن

.الذين خيلقهم اهللا تعاىل من تراب خيلقهم يف اجلنة ويسكنهم فيها وحيجبهم بالعرشمث خلق اهللا تعاىل نور األرواح مجلة فسقاه من النور املكرم، مث ميزه اهللا تعاىل قطعا قطعا، فصور من كل

ا، مث بقيت األرواح على ذلك مدة؛ قطعة روحا من األرواح، وسقاهم عند التصوير من النور املكرم أيض فمنهم من استحلى ذلك الشراب، ومنهم من مل يستحله، فلما أراد اهللا تعاىل أن مييز أحبابه من أعدائه وأن

، فمن استحلى ذلك النور، )ألست بربكم: (خيلق ألعدائه دارهم اليت هي جهنم مجع األرواح، وقال هلمليه أجاب حمبة ورضا، ومن مل يستحله أجاب كرها وخوفا، فظهر الظالم الذي وكانت منه إليه رقة وحنو ع

هو أصل جهنم، فجعل الصالم يزيد يف كل حلظة، وجعل النور أيضا يزيد يف حلظة؛ فعند ذلك علموا قدر .النور املكرم حيث رأوا من مل يستحله استوجب الغضب وخلقت جهنم من أجلهم، واهللا أعلم

إن األنبياء عليهم الصالة والسالم وإن سقوا من نوره مل يشربوه : مسعته رضي اهللا عنه يقول مرة أخرىو بتمامه، بل كل واحد يشرب منه وما يناسبه وكتب له، فإن النور املكرم ذو ألوان كثرية وأحوال عديدة

.وأقسام كثرية، فكل واحد شرب لونا خاصا ونوعا خاصافسيدنا عيسى عليه الصالة والسالم شرب من النور املكرم، فحصل له مقام الغربة، وهو : ل رضي اهللا عنهقا

.مقام حيمل صاحبه على السياحة وعدم القرار يف موضع واحد

وسيدنا إبراهيم عليه الصالة والسالم شرب من النور املكرم، فحصل له مقام الرمحة والتواضع مع املشاهدة ا ا لكامنة، فرتاه إذا تكلم مع أحد خياطبه بلني ويكلمه بتواضع عظيم، فيظن املتكلم أنه يتواضع له، وهو إمن

.يتواضع هللا عز وجل لقوة مشاهدتهوسيدنا موسى عليه السالم شرب من النور املكرم، فحصل له مقام مشاهدة احلق سبحانه يف نعمه وخرياته

.ر قدرها، وهكذا سائر األنبياء عليهم الصالة والسالم واملالئكة الكرام، واهللا أعلموعطاياه اليت ال يقد ، وأهل اخلري هم املالئكة واألنبياء واألولياء )ص(إمنا ظهر اخلري ألهله بربكته : ومسعته رضي اهللا عنه يقول

.وعامة املؤمنني وكيف يفرق بينهم؟: فقلت

م املالئكة : فقال رضي اهللا عنه م من النور وأرواحهم من النور، واألنبياء عليهم الصالة والسالم ذوا ذوام، وكذا األولياء، غري أن األنبياء من تراب وأرواحهم من نور، وبني الروح والذات نور آخر، هو شراب ذوا

.عليهم الصالة والسالم زادوا عليهم بدرجة النبوة اليت ال تكيف وال نطاقم شبه عرق من ذلك النور الذي لألولياء وأما عوا م املؤمنني، فلهم ذوات ترابية وأرواح نورانية، ولذوا

.واألنبياء عليهم الصالة والسالم؟ وكيف استمدادها منه؟ فضرب رضي اهللا عنه مثال )ص(وما نسبه هذه األنوار من نور نبينا حممد : فقلت

كمن جوع مجاعة من القطط مدة حىت اشتاقوا لألكل اشتياقا كثريا، : لعاميا على عادته نفعنا اهللا به، وقا) ص(مث طرح خبزة بينهم، فجعلوا يأكلون منها أكال حثيثا واخلبزة ال ينقص منها قالمة ظفر، فكذا نوره

يادة بأن يتسع تستمد منه العوامل وال ينقص شيء، واحلق سبحانه وتعاىل ميد بالزيادة دائما، وال تظهر فيه الز فراغها، بل الزيادة باطنة فيه ال تظهر أبدا كما أن النقص ال يظهر، فهذا النور املكرم تستمد منه املالئكة

.واألنبياء واألولياء واملؤمنني واملدد خمتلف كما سبق، واهللا أعلمربزخ، ونور الربزخ مستمد من أنوار الشمس والقمر والنجوم مستمدة من نور ال: ومسعته رضي اهللا عنه يقول

).ص(النور املكرم ومن نور األرواح اليت فيه، ونور األرواح مستمد من نوره وإمنا ظهرت األنوار فيها عند قرب خلق آدم وبعد خلق األرض وجباهلا، فكانت : قال رضي اهللا عنه

ت يف الشمس والقمر والنجوم، ففر املالئكة واألرواح يعبدون اهللا تعاىل، فلم يفجأهم إال واألنوار ظهر املالئكة الذين يف األرض من نور الشمس إىل ظل الليل، فجعلت الشمس تنسخه وهم يذهبون معه إىل أن

عادوا إىل املكان الذي بدؤوا منه، وحصل هلم هول عظيم، وظنوا أن ذلك حدث ألمر عظيم، فاجتمع م ملا رأوا وأ. مالئكة كل أرض يف أرضهم وفعلوا ما سبق ما مالئكة السمـوات واألرواح اليت يف الربزخ، فإ

فأما أرواح بين آدم، فوقفوا مع مالئكة األرض األوىل . مالئكة األرض فعلوا ما فعلوا نزلوا معهم إىل األرض واجتمع اجلميع من مالئكة األرض والسمـوات واألرواح على تلك الليلة، فلما رجعت الشمس إىل موضعهااألول ومل حيدث شيء أمنوا فرجعوا إىل مراكزهم، مث صاروا يفعلون ذلك كل عام، فهذا سبب ليلة القدر،

.واهللا أعلمإن املراد باحلقائق أسرار احلق تعاىل اليت فرقها يف ) وفيه ارتقت احلقائق: (ومسعته رضي اهللا عنه يقول يف قوله

، ظهرت يف احليوانات على ما أراد احلق سبحانه، وظهرت يف خلقه، وهي ثالمثائة وستة وستون سرا .اجلمادات كذلك، وهكذا سائر املخلوقات

ففي النبات مثال سرعتها وهو النفع، فلهذا النفع حقيقة من حقائق احلق سبحانه أي : قال رضي اهللا عنه مث هذا النفع ارتقى يف . ء اهللا تعاىلاملتعلقة به؛ ألن كل حق فهو متعلق به سبحانه كما سيأيت بيانه إن شا

، ومل )ص(أال ترى النفع السابق يف استمداد املكونات كلها من نوره . وبلغ مقاما مل يكن لغريه) ص(النيب !!يثبت هذا ملخلوق

ويف األرض مثال سر احلمل ملا فيها وهو حقيقة من حقائق احلق سبحانه، وقد ارتقى : قال رضي اهللا عنه إىل حد ال يطاق، حىت أنه لو جعل ما فيه من األسرار واملعارف على املخلوقات لتهافتوا ومل ) ص(النيب يف

م ال يغفلون عنه تعاىل طرفة عني، وهذا يطيقوا ذلك، ويف أهل املشاهدة مثال سر من األسرار، وهو أاهدته الشريفة، ويف الصديقني سر من أسرار إىل حد ال يطاق، كما سبق يف مش) ص(املعىن ارتقى فيه النيب

إىل حد ال يطاق، ويف أهل الكشف سر من أسرار ) ص(احلق سبحانه وهو الصدق، وقد ارتقى يف النيب .إىل حد ال يبلغ كنهه) ص(احلق سبحانه، وهو معرفة احلق على ما هو عليه، وقد ارتقى يف النيب

.قائق على قدر السقي من أنوار احلق سبحانهوباجلملة، فارتقاء احلهو األصل يف األنوار، ومنه تفرقت لزم أن احلقائق ارتقت فيه على قدر نوره ونوره ال ) ص(وملا كان النيب

.يذيقه أحد؛ فارتقاء احلقائق الذي فيه ال يطيقه أحد، واهللا أعلمإن املراد بعلوم آدم ما حصل له من األمساء اليت ) : دموتنزلت علوم آ: (ومسعته رضي اهللا عنه يقول يف قوله

)].320[(}وعلم آدم األمساء كلها{: علمها املشار إليها بقوله تعاىل

واملراد باألمساء األمساء العالية ال األمساء النازلة، فإن كل خملوق له اسم عال واسم نازل؛ فاالسم النازل هو مى يف اجلملة، واالسم العايل هو الذي يشعر بأصل املسمى ومن أي شيء هو؟ وبفائدة الذي يشعر باملس

املسمى، وألي شيء يصلح الناس من سائر ما يستعمل فيه؟ وكيفية صنعة احلداد له فيعلم من جمرد مساع ) 1(} األمساء كلها{: واملراد بقوله تعاىل. لفظه هذه العلوم واملعارف املتعلقة بالناس، وهكذا كل خملوق

ا تعلق، وهي من كل خملوق حتت العرش إىل ما األمساء اليت يطيقها آدم وحيتاج إليها سائر البشر أوهلم حتت األرض، فيدخل يف ذلك اجلنة والنار والسمـوات السبع وما فيهن، وما بينهن وما بني السماء واألرض

ر واألودية والبحار واألشجار، فكل خملوق يف ذلك ناطق أوجامد إال وآدم وما يف األرض من الرباري والقفايعرف من امسه تلك األمور الثالثة أصله وفائدته؟ وكيفية ترتيبه ووضع شكله، فيعلم من اسم اجلنة من أين

ويعلم خلقت؟ وألي شيء خلقت وتتيب مراتبها، ومجيع ما فيها من احلور وعدد من يسكنها بعد البعث،من لفظ النار مثل ذلك، ويعلم من فظ السماء مثل ذلك، وألي شيء كانت األوىل يف حملها، والثانية وهكذا يف كل مساء، ويعلم من لفظ املالئكة من أي شيء خلقوا، وألي شيء خلقوا وكيفية خلقهم،

ه مقاما آخر، وهكذا يف كل ملك يف وترتيب مراتبهم وبأي شيء استحق هذا امللك هذا املقام واستحق غري العرش إىل ما حتت األرض، فهذه علوم آدم وأوالده من األنبياء عليهم الصالة والسالو، واألولياء الكمل

.رضي اهللا عنهم أمجعنياملراد وإمنا خص آدم بالذكر ألنه أول من علم هذه العلوم ومن علمها من أوالده، فإمنا علمها بعده، وليس

أنه ال يعلمها إال آدم، وإمنا خصصناها مبا حيتاج إليه وذريته ومبا يطيقونه لئال يلزم من عدم التخصيص ذه العلوم، وبني علم ) ص(تنزلت إشارة إىل الفرق بني علم النيب : اإلحاطة مبعلومات اهللا تعاىل، وإمنا قال

م إذا توجهوا إليها حيصل هلم شبه مقام عن مشاهدة آدم وغريه من األنبياء عليهم الصالة والسالم ا، فإاحلق سبحانه وتعاىل، وإذا توجهوا حنو مشاهدة احلق سبحانه وتعاىل حصل هلم شبه النوم عن هذه العلوم،

لقوته ال يشغله هذا عن هذا، فهو إذا توجه حنو احلق سبحانه وتعاىل حصلت له املشاهدة ) ص(ونبينا تامة، وحصل له مع ذلك مشاهدة هذه العلوم وغريها مما ال يطاق، وإذا توجه حنو هذه العلوم حصلت له ال

مع حصول هذه املشاهدة يف احلق سبحانه وتعاىل، فال حتجبه مشاهدة احلق عن مشاهدة اخللق، وال .مشاهدة اخللق عن مشاهدة احلق سبحانه وتعاىل

، فإن غريه تزول عنه إذا توجه حنو احلق )ص(ا نزلت ورسخت فيه دون غريه ـتلك العلوم العلوم إمن) فـ( فيه، أي اضمحلت فلم يفهموه ومل ) اخلالئق وتضاءلت الفهوم) (ص) (أعجز(سبحانه وتعاىل، ولذلك

وهم ) سابق(أي من بين آدم ) فلم يدركه منا(يعرفوه، والفهوم مجع فهم وهو نور العقل الذي هو اإلدراك وهم األولياء الكمل، واملوجب لذلك هو أن روحه عليه الصالة والسالم ملا كانت ) وال الحق(ألنبياء ا

أي ) فرياض امللكوت(كاملة يف الكماالت الذاتية، ) ص(كاملة يف الكماالت الباطنية، فكذلك ذاته ووضعه يف موضعه من املالئكة فأسرار العامل العلوي، أي فأسرار القدر اليت فيه ويف خلق كل خملوق فيه

أي رمحها اهللا تعاىل ) بزهر مجاله مونقة(ومجيع ما فيه، ومل كانت السماء يف حملها واللوح احملفوظ يف حمله ).وحياض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة) (ص(بنوره ى

اعتبارات خمتلفة، فعامل امللك اعلم أن العامل العلوي يقال له عامل امللك، وعامل امللكوت، وعامل اجلربوت بم اتفقوا على نظر واحد والتفات واحد باعتبار اتفاق أهله أعين ناطقهم وصامتهم وجامدهم وعاقلهم، فإإىل معبود واحد وهو احلق سبحانه وتعاىل، فهم متفقون على معرفته وسلب االختيار عنهم خبالف أهل

اد مشس وعباد قمر وعباد كواكب وعباد صليب وعباد وثن إىل غري األرض من العامل السفلي، فمنهم عب م، فاختلفت نظرهم خبالف أهل العلم العلوي .ذلك من ضالال

وباجلملة، فكل عامل اتفق أهله على كلمة حق فهو عامل امللك، وليس ذلك إال العامل العلوي، وعامل ب امللكوت باعتبار اختالف أنوار أهله وتباين م م وأحواهلم، وعامل اجلربوت باعتبار األنوار اليت قاما

م وأرواحهم ومعارفهم عليهم كما يهب علينا ريح اهلواء يف عاملنا، فتهب عليهم تلك األنوار لتسقي ذواب عليهم كاحلافظة جلميع ما سبق من أحواهلم، فجعل لتلك م، فهي أي األنوار اليت ا مقاما وتدوم

.ار اليت أشري إليها باجلربوت حياضااألنو ).ص(إن تلك احلياض تدفقت من فـيض أنواره : ، قال)ص(وملا كانت تلك األنوار إمنا تستمد من نوره

.وهذا الذي ذكره الشيخ رضي اهللا عنه يف هذه العوامل الثالثة حسن: قلتدرك باحلواس، وعا: وذهب بعضهم

مل امللكوت هو املدرك بالعقول، وعامل إىل أن عامل امللكوت هو امل

.اجلربوت هو املدرك باملواهبعامل امللك هو الظاهر احملسوس، وعامل امللكوت هو الباطن يف العقول، وعامل اجلربوت هو : وقال بعضهم

.املتوسط بينهما اآلخذ بطرف كل منهما

ا وسائط اجلربوت هو حضرة األمساء، كما أن امللكوت حضرة ال: وقال بعضهم صفات من حيث كوالتصرف بني األمساء واألفعال؛ كاللطف والقهر املتوسطني بني اللطيف وامللطوف، والقهار واملفهور، واهللا

.تعاىل أعلم ).فرياض امللكوت: (وقال رضي اهللا عنه مرة أخرى يف قوله

العلوي، وقصده هنا هو اللوح اعلم أن الرياض هنا كمن يقول حماسن امللكوت، وامللكوت هو العامل ، وأمساء )ص(احملفوظ مع القلم والربزخ وما فوق ذلك من العرش؛ ألن اللوح احملفوظ مكتوب فيه امسه

األنبياء واألولياء وعباد اهللا الصاحلني وسائر املؤمنني، وحروف اللوح احملفوظ تسطع منها األنوار وخترج على مساء املتقدمة عند اهللا عز وجل، فأنوار اللوح املتعلقة حبروف األمساء قدر اختالف مقامات أصحاب األ

ا كاالختالف السابق .املتقدمة يف غاية االختالف، وكذلك األنوار اخلارجة من القلم خمتلفة جداء وعباد اهللا وأما الربزخ، فال يطيق أحد أن حيصي ألوان األنوار اخلارجة منه، وهي أنوار أرواح األنبياء واألولي

ا خمتلفة السطع فيه على حسب اختالف منازل سكان . الصاحلني وسائر املؤمنني وكذلك أنوار العرش، فإاجلنة، فكل منزل فيها له نور خيصه والعرش يسطع فيه نور كل منزل فأنواره خمتلفة، وملا اختلفت أنوار هذه

شتملة على أزهار متددة وأنوار متباينة، ولذلك أطلق عليها األشياء حسن تشبيهه هلا بالرياض احملسوسة امليف تلك األشياء املتقدمة، إن امسه مكتوب يف ) ص(فرياض امللكوت، وملا كان نوره : اسم الرياض، فقال

م اللوح احملفوظ وخرج نوره من أسرار القلم، ولروحه الشريفة مقام يف الربزخ، وله يف اجلنة املقام الذي ال مقاموجود مع تلك األنوار املتقدمة، وحيث كان موجودا معها حصل هلا بسببه حسن ) ص(فوقه، فلزم أن نوره

اء ورونق عجيب ونظام غريب، وإليه أشار بقوله أي ) وال شيء إال وهو به منوط) (ص(بزهر مجاله : وإذ لوال الواسطة لذهب ( احلقيقة ومستند عليه يف) ص(معلق استمدادا واستنادا، فإن الكل مستمد منه

).كما قيل املوسوط .، وهو وسيلتهم العظمى)ص(، ومساه بالواسطة لوجود األشياء من أجله )ص(الواسطة هنا هو نبينا

).ص(واملراد باملوسوط ما عداه ص والعام، وأنه كما قيل، إشارة إىل أن هذا أمر قد قاله غريه وأشار به إىل ما اشتهر على ألسنة اخلا: وقوله

ار وال غري )ص(لوال هو ، ما خلقت جنة وال نار وال مساء وال أرض وال زمان وال مكان وال ليل وال .ذلك

اللهم إنه (أي صادرة منك ال مين إليه، أي تنتهي إليه ) منك(أي بقدرك وعظمتك ) صالة تليق بك( ا أي الذي محل من أسرارك ومجع منها م) سرك اجلامع ا مل جيمعه غريه، فإن املشاهدة كلما اتسعت دائر

على ، وعندنا يعلم من العرش إىل الفرش ويطلع)ص(اتسعت علوم صاحبها وال أعظم من مشاهدته كألف من ستني حزبا اليت هي القرآن ) ص(مجيع ما فيه ما فوقه أحد، وهذه العلوم كلها بالنسبة إليه

.العزيز، واهللا أعلمفلم يدركه منا سابق إىل آخر : علم وفقك اهللا، أين مل ميكين أن أسأله رضي اهللا عنه كما أحب عن قولهوا

ما كتبته يف شرحه رضي اهللا عنه هلذه املواضع من هذه الصالة املباركة حلضور بعض من ال يعتقد الشيخ ناه من أول الصالة لسمعنا منه العجب رضي اهللا عنه يف جملسنا فلم ينطلق لسانه رضي اهللا عنه على ما مسع

.العجاب، واهللا أعلمأن املراد بالنسب ما ثبت يف باطنه ) أللهم أحلقين بنسبه وحققين حبسبه: (ومسعته رضي اهللا عنه يقول يف قوله

شاهدة اليت عجز عنها اخلالئق أمجعون) ص( .من امل

. حىت سقي من مشاهدته الشريفة) ص(ووارثا كامال له والشيخ عبد السالم رضي اهللا عنه كان قطبا جامعا راد باحلسب صفاته : قال رضي اا عنه

، مثل الرمحة والعلم واحللم وغري ذلك من أخالقه الزكية )ص(وامل

.الطاهرة املرضيةا؛ ألنه ال يطيقه) ص(وملا كانت مشاهدته ا دون التحقق .ال يطيقها أحد طلب اللحوق

اية عزمه توجهت لغري ذاته الشريفة : رضي اهللا عنهقال وإياك أن تظن أن حرية نظر الشيخ وجممع قصده و .من كشف وتصرف ووالية، بل هي مقصورة على الذات الشريفة) ص(

ما محل أي: أللهم أحلقين بنسبه ، أي اجلهد والقوة، وحققين حبسبه : ومسعته رضي اهللا عنه مرة أخرى يقولوما حيمله، مث ضرب مثال برجل له إبل ال حتصى وتركها مدة تتناسل وهو يف كل ذلك يفصل ) ص(عليه

الثياب الفاخرة واللباسات الزاهرة واألمحال الباهرة، ونظر فيمن يطيق محل مجيع ما فصل فلم جيد يف إبله .ة، واهللا أعلمكلها سوى واحد، فحمل اجلميع عليه ومحله بغري كلفة وال مشق

ترمجة سيدي عبد الرمحـن الفاسي رضي اهللا عنه سيدي عبد الرمحـن بن حممد الفاسي رضي اهللا عنه كان ا كبريا وعارفا راسخا وطودا شاخما، قوي األنوار، فياض األسرار، ممن مجع بني اإلمامتني

إماما شهريا وعاملبالقصر الكبري يف حدود سنة ثالث وسبعني وتسعمائة، بالقصر كان ولد رضي اهللا عنه. وحظي باملرتبتني

سلفه رمحهم اهللا، مث انتقل إىل فاس مع أخيه ألبيه الشيخ أيب احملاسن يوسف الفاسي رضي اهللا عنه استوطنها معه سنة مثان ومثانني من القرن املذكور، وهو إذ ذاك ابن مخس عشرة سنة أو حنوها، وأخذ يف

العلم وحتصيله على مشاخيها، فأخذ عن غري واحد منهم وخترج بالشيخ اإلمام العالمة اهلمام قدوة طلب احملققني وعمدة احملصلني شيخ اإلسالم ومفيت األنام أيب عبد اهللا سيدي حممد بن قاسم القصار، ومهر يف

ري، وريب يف حجر أخيه وشيخه يف العلوم وبرع يف الفنون، فكان إماما فيها وخصوصا احلديث والتفسالطريق الشيخ أيب احملاسن رضي اهللا عنه ونفعنا به، فقرأ عليه وأخذ عنه العلم يف عداد من أخذ عنهم وتأدب يف أثناء ذلك بآدابه والتمس من بركاته، فكان علمه وطلبه حمصوبـني بالنور حمفوفـني بالتوفيق، ال

مرحبا حببيب : يه، وكان شيخه القصار رمحه اهللا كثريا ما يقول إذا رآه مشرفا عليهيشاكل الطلبة وما هم علال ميل، لما يرى من حسن سريته وطيب سريرته، واستمر يف حجر أخيه املذكور مشتغال بالعلم واستفادته

يئته حلضرته وتأهيله وجذبه إليه و مجعه عليه، فبينما هو مشتغل بكتب وإفادته إىل أن أراد اهللا تكميله والقاموس عنده وصل إىل قوله فيه مع تكون للمصاحبة إذ نزل به من قبل أخيه الشيخ سيدي يوسف رضي اهللا عنه وارد عظيم ومدد جسيم اقتطعه عن حسه ومألوف أبناء جنسه، فلم يكمل الكتا املذكور ومل يعبق

نزل بسيدي عبد الرمحـن : قال سيدي حممد بن عبد اهللا رضي اهللا عنه. فيه متسع ملا كان يسعه قبل ذلكأخي عبد الرمحـن لوال أنه حصل بيد : وارد عظيم وحال قوي، فكان يقول الشيخ سيدي يوسف رمحه اهللا

الشيخ املعلم ـ يعين نفسه ـ لكان مما يبول على ساقه ـ يعين مثل البهاليل ـ لكثرة ما نزل به وغيبته فيه، وكانسيدي يوسف رضي اهللا عنه مهتما به وصارفا عنان العناية إليه يربيه ويرقيه ويؤدبه ويهذبه إىل أن تكمل : وخترج به، ومدة مالزمته له على طريق اإلرادة والتحكيم ثالث وعشرون سنة، وقد صرح هو بذلك فقال

رانني بسبتة ـ مثل يضرب عند الناس لسرعة اإلنتقال وعدم إن بعض الناس ال يالزم الشيخ ومير عليه مرور العوأنا ما جلست هذه اجللسة ـ يعين التصدي للمشيخة ـ بعد سيدي يوسف : طول اإلقامة ـ مث يقول شيخي

حىت جالست أخي سيدي يوسف كذا وكذا، وذكر املدة املذكورة، وكان بعد وفاة سيدي يوسف جيلس معه سيدي حممد بن عبد اهللا، وهو أول من تبعه وعرف خالفته بعد وفاة سيدي يوسف، جبامع القرويني و

مث جعل الناس من أصحاب أخيه وغريه يأيت إليه واحدا واحدا، وجيتمعون عليه هنالك حىت كثروا مث انتقل ...عنها

قراءه، فأفاد الطريقني ونفع مث أذن ببناء الزاوية، وكان جيلس فيها لنشر العلم وإقرائه وتربية أصحابه وفالفريقني، فكان يقرأ فيها احلديث والتفسري والتصوف وغري ذلك ويفرد ألصحابه املنتسبني إليه جملسا يدهلم فيه على اهللا ويرشدهم إليه ويبث فيهم ما منحه اهللا من األنوار واملعارف، وخرج ليلة على أصحابه وهم

سيدي، ال يا: تدرون على أي شيء يصحب الناس املشايخ؟ فقالواأ: ، فقال هلم)]321[(بالزاويةم على الرضا بأحكام اهللا ـ حىت يكون مراد اهللا هو : فقال على أن يصحبوهم مع قدر اهللا ـ يعين يرضو

مرادهم، وهب مرة هو والقاضي العالمة أبو القاسم بن أيب النعيم رمحهما اهللا إىل فاس اجلديد بقصد صالح بني صاحبها وبني أهل فاس، فقال له القاضي املذكور وقد علم شأنه من القوة فيه اهللا والصدع اإل

ر أو خيشى {: يا سيدي الطف هذا الرجل، وتال عليه: باحلق ، )]322[(}*فـقوال له قـوال لينا لعله يـتذكوقل احلق من ربكم {: وي، ومقامنا حنن حممدي، وتال عليهذلك مقام موس : فقال له سيدي عبد الرمحـن

)].323[(}فمن شاء فـليـؤمن ومن شاء فـليكفر وله رضي اهللا عنه كالم بديع يف الطريق وإشاراتعالية وحكم سامية ال يسعنا إيرادها وتتبعها وتعدادها

:يفه، ومن تصانيفهوأكثرها مبثوث يف تصان .ـ تفسري الفاحتة على طريق اإلشارة .ـ حاشية يف التفسري عظيمة الفائدة

ا .ـ حاشية على صحيح البخاري كثرية النكت والفوائد تداوهلا الناس وانتفعوا .ـ تعليق على الصالة املشيشية

.ـ حاشية على احلزب الكبري أليب احلسن الشاذيل رضي اهللا عنه .يق على صالة سيدي علي بن وفا رضي اهللا عنهـ تعل

.ـ حاشية مفيدة على دالئل اخلريات .ـ حاشيتان على شرح الصغرى

ـ وله أجوبة وتقاييد كثرية يف التفسري واحلديث والفقه والتصوف وغريها، وعلى كتبه حواش كثرية يف فنون ا نفع عظيم إن شاء اهللا .متعددة إذا أخرجت حصل

رضي اهللا عنه يف آخر ليلة األربعاء السابع والعشرين من ربيع األول سنة ست وثالثني وألف، ودفن تويف يف روضة أخيه الشيخ أيب احملاسن قريبا من القبة يف مشاهلا وبين عليها بناء حسن يف صورة البيت رمحه اهللا

.ورضي عنهاملقصد األمحد يف (ومن كتاب ) اسن من أخيار الشيخ أيب احملاسنمرآة احمل(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب تعليق على الصالة املشيشية للعارف باهللا الكبري سيدي عبد ؛ 5&#) التعريف بسيدنا ابن عبد اهللا أمحد

أللهم صل على من منه انشقت األسرار: (هـ قوله 1036الرمحـن الفاسي رضي اهللا عنه املتوىف عام فهو سر ) أللهم إنه سرك اجلامع الدال عليك(ما افتتح به هذه الصالة هو كقوله بعد ) وانفلقت األنوار

يعين ) وفيه ارتقت احلقائق: (وقوله. األسرار ومنبع األنوار وعني التجلي الذايت واإلسم األعظم، واهللا أعلميعين التنزالت األمسائية والتعرفات الصفاتية اإلحاطية، ) موتنزلت علوم آد: (وقوله. العيانية والتجليات الذاتية

لكونه روح كل شيء ) شيء إال وهو به منوط(ويف تنزل ذلك سر اخلالفة ومظهرية الربوبية، ولذلك مل يكن وحجابك : (وأما قوله. وحياته وزين التعينات امللوكتية ومدد احلياض اجلربوتية العلمية واملعاين الكشفية

، فيعين به أن بقاء، بل اإلبقاء على األرواح من أن تتالشى بصدمات القدم وحترتق بسبحات ) األعظما أعباء احلقائق؛ كما يشري إليه قوله واجعل : (أنوار األزل، فمعناه قوت، بل قوة وحياة لألرواح تتحمل

).احلجاب األعظم حياة روحيا من روحهفيعين ب) وروحه سر حقيقيت: (وأما قوله وحقيقته : (وقوله. ه أن يكون فرعا من أصله ومستمد

، فإشارة إىل كونه قطبا وإنسان عني معارفه وأصل فصول معانيه ولطائفه، وهو رمز لبعض ما ) جامع عواملي .حتتمله وبسط ذلك مبا تسعه العبارة، والتلويح كاف ألهله

لد يف نصف مجادى الثانية سنة أربع وستني ترمجة سيدي احلسن الزيايت رضي اهللا عنه و ؛ 5&#وتسعمائة، مث رحل إىل فاس يف طلب العلم الظاهر، وقد أتقن علوم القرآن العزيز من القرآن وغريها، وعلوم العربية حنوا وتصريفا وغري ذلك، وانفرد مبعرفة معاين الشاطبية معرفة مل يشاركه فيها غريه، وشارك يف علوم

.حمققا يف مجيعها كثريةعته رمحه اهللا يقول . صحب الشيخ أبا احملاسن يوسف الفاسي رضي اهللا عنه على طريق اإلرادة والتحكيم مس

أنه ملا تويف شيخه أبو العباس القدومي وجد عليه وجدا عظيما واشتد به األسف حىت غلبت عليه : ما معناهاألفكار الردية، فكان خييل إليه يف كثري من األوقات أن املوت قد نزل به، فبينما هو السوداء واستـولت عليه

يوما يف بيته مبدرسة احللفاويني من البيوت املشرفة على الصحن يف اجلانب الفوقاين عن ميني الداخل الن من الطلبة يف املباح الذي بني صفي للمدرسة والبيت مغلق عليه، وهو معمور البال بأفكاره؛ إذ مر رج

إن سيدي حممد النيجي اختذ سيدي يوسف الفاسي شيخا له وسلب له : البيوت، فقال أحدمها لآلخرفتنبـهت وكان يل وألخوي اعتقاد عظيم يف سيدي حممد النيجي ووثوق بعلمه : اإلرادة وانتفع به، قال

هذا الذي انقاد إليه ال نـعدل عنه، فلو سألت الشيخ ذا بصرية مل أسأل غريه :ومعرفته بطريق القوم، فقلتوما أحوجين إىل هذا الشيخ وقد كان سيدي حممد النيجي صحبه قبل ذلك، فسار إىل الشيخ من حينه،

ض الدنيا ولبس اخلشن فكان شفاؤه يف لقائه وصادف عناية مل تدع له ملتفتا عن السلوك، فأقبل عليه ورف بعد ما كان عليه من الرتفه والزم اجملاهدة، ففتح عليه ووردت عليه واردات املعارف واألسرار والحت عليه أنوار االختصاص والوالية، إىل أن لقي اهللا تعاىل على خري عمل وأحسن حال، وقد قرأ على الشيخ أيب

ي ختمات كثرية من القرآن العزيز، والزم جملسه يف أنواع العلوم وزوجه الشيخ ابنته، احملاسن يوسف الفاسوقام جبميع مؤونه إىل أن تويف الشيخ رضي اهللا عنه، ودرس يف أنواع العلوم وصنف وقيد كثريا، وكان مشارا

قدم الزمناه أيضا يف اجلماعة، وأقبل على التدريس إليه بالتحقيق معتـرفا له به، وملا انتصب للتدريس كما ت :وانتفع به خلق كثري، وصنف كتبا مفيدة منها

.ـ شرح على صالة القطب أيب حممد عبد السالم بن مشيش .ـ شرح مجل اجملراد

.ـ حاشية على شر الالمية للمكاليت .ـ حاشية على شرح الصغرى

.الضبط للتنيسيـ حاشية على شرح .ـ حاشية على شرح اجلرومية لسيدي الشريف

ا مل تكمل .ـ حاشية على شرح األلفية للمكودي، إال أ .ـ شرح توضيح ابن هشام يتكلم فيه مع األزهري، كتب منه حنو النصف يف حنو سفرين

ا تـركها يف هامش نس .خته من املختصرـ حاشية على خمتصر الشيخ خليل مفيدة جدـ بطائق وأوراق تصدى لتخرجيها بـعده ولده األستاذ العالمة أبو فارس عبد العزيز، فكتب منها مجلة صاحلة

.يف كراريس عديدة، ومل أدر هل أكملها أم ال

.ـ مجع أجوبة شيخه أيب احملاسن .عنهوله غري ذلك، ومجع وقيد وأفاد رمحه اهللا ورضي

ملا اضطرب أمر هذا املغرب واختلفت أحواله وعظم اخلطب بفاس خرج سنة اثنني وعشرين وألف إىل جبل كرت من بالد عوف، وكان له أصحاب هنالك وهي بالد من أخصب بالد املغرب، فأقام هنالك منفردا

ني الظهرين من يوم الثالثاء الرابع والعشرين بنفسه، وله سبب من حرث وماشية إىل أن مرض مدة، وتويف بمن شهر رمضان سنة ثالث وعشرين وألف، ودفنع باملوضع املعروف بزاوية اهلبطي من جبل كرت رمحه اهللا

.ورضي عنهأي سيدي يوسف الفاسي ) مرآة احملاسن من أخبار الشيخ أيب احملاسن(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب

.الكتاب من تأليف سيدي حممد العريب بن سيدي يوسف الفاسي رضي اهللا عنهما. عنه رضي اهللاشرح الصالة املشيشية للعارف باهللا الكبري سيدي احلسن الزيايت رضي اهللا عنه املتوىف عام ؛ 5&#

الوجود، هجرية احلمد هللا ملا حبب اهللا تبارك وتعاىل إلينا تفضال منه ورمحة الصالة على واسطة 1023، وجمد وعظم، وشرف وكرم، وعلى آله وصحبه وسلم )ص(سيد كل والد ومولود، سيدنا وموالنا حممد

تسليما بتصلية حجة الطريقة، وينبوع احلقيقة، أستاذ العارفني، ورافع لواء الواصلني سيدي عبد السالم بن ل التالوة تراكيبها كي يكون القلب متواطئا مع مشيش رضي اهللا عنه وزاده تكرمة وإنعاما كنت أتأمل حا

اللسان، ودمت على ذلك حينا من الدهر، مث إين رأيت أن أرسم ما أفهمت فيها يف هذه الوريقات كي ذا املقصد، فقيدت ذلك ال على أنه أوعيه أكثر، ويكون عند املفكرة أحضر، فامتثلت أمر هذا الوارد

ا، وافتضاض جلودة من أبكارها، بل وعلى أنه جامع ملا كان خييل إيل فيها، وإمنا كشف لشيء من أستارههو ما حضرين ساعة قيدت ذلك وال ينقص جتاسر مثلي عليه شيئا من قدرها، بل هو من أدلة ارتفاع

ا، فإن أحسن الكالم ما كان حبيث تطمح فيه األصاغر، وتشيب يف استقصائه مناحر األكابر وه و شأسمى بالسهل املمتنع، وكذلك هي

.امل صلى اهللا على سيدنا وموالنا حممد وآله وصحبه وسلم

هي للنداء احملض ال للتمكني ) أللهم : (قوله: أللهم صل على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار األوىل ما يف إثبات حرف النداء من : ا لنكتتنييا أهللا، وعدل هن: جواب، وال داللة على قلة وقوع، واألصل

اإلشعار بالبـعد، فإن يا لنداء البعيد منك غري مناسب يف هذا املقام، الثانية ما يقتضيه لفظ أللهم من توفر

ا آخر داللة على الرغبة يف املتوجه إليه وتربية العزم يف طلبه ملكان امليم املزيدة يف آخره، فقد عهدت زيادا الغرضان ا عوضا من حرف النداء ال يقدح يف ذلك، فقد قضى قوة املعىن حنو زرقم لكثري الزرقة وكو

.معاأللهم ارحم حممدا وشرعت لنا : صلى اهللا على حممد، فمعناه: أصل الصالة الرتحم، فإذا قلت) صل : (قوله

مقطوع له بالرمحة، وهي فرض مرة يف العمر، وظاهر هذا أنه ، ف)ص(وأما سيدنا حممد . ليحصل لنا األجرا يعود النفع إلينا، وهو قول ا وفضل اهللا ال حد له، وإذا نظرت : وقيل. ال ينتفع بصالتنا عليه، وإمن ينتفع

على إال سيدمنا حممد؛ فإن اهللا تعاىل خلق آدم وولده أمجعني ) ص(بعني احلقيقة فما صلى على حممد ، كي ال يرى بالبصر إال امسه، ولذلك من أحب شيئا ال يرى إال صورته، فجعل )ص(صورة حروف امسه

هي الرأس، فإذا ما صدرت الصالة عليه إال من ميم صورة امسه، وجعل احلاء ) ص(امليم األوىل من حممد ن والساقان والقدمان، وهكذا صورته يف هي اليدان، وجعل امليم الثانية هي البطن، وجعل الدال هي الفخذا

اخلط القدمي وعلى هذه الصورة صورة أهل اجلنة رجاال ونساء وولدانا، كي يرى امسه يف كل مكرم ا خرجت البهائم والنبات واآلالت واملعادن )ص(وحمبوب معظم، فيعم حبه كل شيء برؤية امسه ، وإمن

ا مستخدمة مملوكة لبين آدم خملوقة اجلوهر واألثاث وسائر األشخاص عن هذه الصورة احملمدية من جهة أ .من أجلهم كي ال يستخدم اسم احلبيب وال يستذل

ا وفتحها بامسيه) على من منه انشقت األسرار: (قوله ا كانت مبطنة مغلقة حىت أبا : أي أسرار الذات، فإهلداية ملا منح هلا من ذلك، وأطلق األلسنة وهو معرب أسرار الذات املبني والفاتح، فهو الذي فتق العقول با

واخلليفة على اإلطالق، وللربوبية سر لو ظهر لبطل نور الشريعة، وهو قد اطلع على ذلك فأبطن ما يليق ، )منه: (املعمول وهو قوله وأظهر ما يليق، فمنه انشق ما ظهر من ذلك وهو معدن األسرار، وتقدمي

مؤذن بانشقاق مجيع األسرار منه ال من غريه، وهو ) األسرار: (تيان بأل اجلنسية اإلستغراقية يف قولهواإلأن أول ما خلق : كذلك ألنه أول خملوق خلق باعتبار ذاته الباطنة النورانية ال الطينية، كما ورد يف األخبار

.ه تستمد مجيع العوامل، قاله يف شعب اإلميان، فإن املراد به ذاته الباطنة النورانية، ومن)ص(اهللا نوره أي األنوار كلها امللكية وامللكوتية، وما يرد على القلوب من عالم الغيوب كلها منه ) وانفلقت األنوار: (قوله

ء ] { : وقد روت عائشة رضي اهللا عنها يف تفسري قوله تعاىل. ال من غريه، قاله يف الشعب) ص(انفلقت بني الذي منه يستمد كل نور يف : ، قالت)]324[(} 4. _

كان خلقه القرآن، والقرآن هو النور امل

املوجودات، والقرآن هو اجلامع لألشياء والصفات الربانية القائمة جبميع األشياء أوجد اهللا تبارك وتعاىل عن ز العلم عن علمه، وهكذا مجيع كل معىن من معاين أمسائه وصفاته القدمية حمدثة بثها يف العاملني، فأوج

وذاته الباطنة عن معاين القرآن، وخلق كبكل صفة حممودة فيه ) ص(أمسائه وصفاته، فخلق نور حممد هيمن عليها، ولذلك مسي قرآنا، والقرآن هو اجلمع، فهو يعين النيب

والقرآن جامع ملعاين الكتاب كلها وامل

ن ومجال، ومنه تستمد مجيع العوامل، وقد ورد يف األخبار أن أول ما جامع لكل نور وخري وبركة وحس ) ص(قد تبني أن نور : مث قال بعد كالم. ، يعين ذاته الباطنة النورانية، انتهى)ص(خلق اهللا تعاىل نور حممد

اهللا تعاىل الوجود ومجاله وخريه يف البواطن والظواهر إمنا تستمد ويستمد من نور ذاته الباطنة، وقد مساه، قال تعاىل )]325[(} 46% $ £ ! " 45} ) ص({ » « { : سراجا منريا يف قوله عز وجل الوجود منها يستمد مجاله ونوره وحسنه، فكما أن األبصار تستمد من ) ص(يف الشمس سراجا، فذاته

كل شيء، فكذلك تستمد أشعة الشمس املبثة من القرص إىل أقطار العامل، فريى بنورها ويظهر ويتبني العقول والبصائر والذات من ذات املصطفى النورانية اليت هي مشس الوجود وسراجه، فافهم؛ فأول ما خلق

يف البدء، فكان بذرة الوجود وأقرب موجود هو مقام احلبيب من احلبيب، مث نشأ عنها ) ص(اهللا تعاىل نوره كملت املوجودات الكليات، مث خلق اهللا آدم عليه السالم الوجود كله كما تنشأ الشجرة عن البذرة حىت

وولده والنور ميد الكل من األصل حىت ظهر جسده الطاهر يف آخر الدنيا، وكمال اخللق كما تظهر مثرة فقد بان لك أن األنوار كلها منه انفلقت، والنور ظل يقع . الشجرة بعد كماهلا، فهو األول واآلخر، انتهى

ا أحضره باملوصول، وهو يف ال صدر من معىن اسم أو صفة، كذا فسره سيدي زروق يف شرح احلكم، وإمندون امسه العلم ملا يف هذه الصفة من التفخيم والصلة إذا كانت صلته كذلك، ... على من منه، اخل: قوله

.فإنه أوقع يف النفس وأبقى عند احملافظةويف مساء ذاته الباطنة النورانية : أي) وفيه ارتقت احلقائق: (قوله: دموفيه ارتقت احلقائق وتنزلت علوم آ

ارتقت أي طلعت احلقائق العيانية مجع حقيقة املقابلة بالشريعة، وهي ما يلقيه احلق لعبده من العلوم ليل خارج اإلهلامية اليت ال يشك من ألقيت إليه حقيقتها وال حيتاج إىل برهان يف حتقيقها وال تستند إىل د

عنها وال خترج عن أصل شرعي يف وجودها، كذا فسرها سيدي أمحد زروق يف شرح احلكم، وحيتمل أن يراد .أعلم الربية على اإلطالق، ومن علومه علم اللوح والقلم) ص(حقائق األشياء على العموم؛ ألنه

والصفات الربانية القائمة جبميع األشياء تنزال أي وفيه تنزلت علوم آدم باألمساء) وتنزلت علوم آدم: (قولهعقدت له النبوة قبل كل شيء، ودعى اخلليقة عند خلق األرواح ) ص(باألصالة أوال قبل خلق آدم، فإنه

ا، كما وبدأ األنوار إىل اهللا تعاىل، كما دعاهم آخرا يف خلق جسده آخر الزمان، فهو آدم األرواح ويعسو .ساد وسببها وبالوراثة ثانيا، فمنه بدأت وإليه عادتآدم أبو األج

مكانته وعلو منزلته وإدراك : أي كل خملوق وآدم منهم عجزوا عن بلوغ مرتبته، وقيل: فأعجز اخلالئق انظر أحاديث اإلسراء واآليات الواردة فيه، فقد رتب الرباق ورقى املعراج ورتب : قال يف الشعب. علمه

ات األمالك واألنبياء عليهم الصالة والسالم، إىل أن كان قاب قوسني أو أدىن، فإمنا الرفرف وجاوز مقامإىل مقامه األول الذي هو بدء للنور الذي خلق منه العرش من نوره األول الذي ليس بينه وبني ) ص(صعد

نه الذي ورد أن اهللا اهللا تعاىل واسطة، بل هو الواسطة للوجود كله، ومن هذا تفهم حديث قتادة رضي اهللا ععلى العرش الستغنائه هو جل جالله عن العاملني، فيقعده مكان الربوبية، ويهب ملكه ) ص(جيلس حممدا

له الستغنائه عن الكل، فيكون مشرفا على الوجود كله؛ ألن الوجود من نوره ومن مجاله استنار، وليست اخللق إال يف اآلخرة، ويشهد لذلك قوله عليه الصالة اليت ظهرت ألهل العلم لعموم) ص(تظهر منزلته

أنا سيد ولد آدم، أنا حامل لواء احلمد، أنا سيد األولني واآلخرين، أنا أول من حيرك خلق «: والسالما ال » اجلنة، أنا أول شافع وأول مشفع، أنا أول من تنشق عنه األرض ، فقد أشار إىل خصائص خص

).ص(ملك مقرب وال نيب مرسل إظهارا ملزيته يناهلا .وتنزلت علوم آدم: منه انشقت األسرار، إىل قوله: نتيجة عن كل ما تقدم من قوله) فأعجز: (الفاء يف قوله

ا مبعىن عن أي، ) وله: (الالم من قوله: وله تضاءت الفهوم، فلم يدركه منا سابق وال الحق حيتمل كو :دراك معناه تضاءت الفهوم، أي ضعفت، وقد عبـر عن ذلك البوصريي رمحه اهللا بقولهوعنه أي عن إ

للقرب والبـعد فيه غري منفحم أعيا الورى فـهم معناه فليس يـررى صغرية وتكل الطرف من أمم كالشمس تظهر للعينني من بـعد لوا عنه باحللم قوم نيام تس وكيف يدرك يف الدنيا حقيقته ، أو كما قال عليه الصالة » يا أبا بكر، واهللا ما عرفين غري ريب «: أليب بكر رضي اهللا عنه) ص(وقد قال

ا من التعليق وضمري له حينئذ ا على با والسالم؛ فهذا دليل شاهد على صحة هذا اإلحتمال، وحيتمل أ

بتأويل ما ذكر، أي ألجل ما ذكر من انشقاق األسرار .. ار، اخلعائد على كل ما تقدم من انشقاق األسر

وانقالب األنوار منه وارتقاء احلقائق وتنزل علوم آدم، فيه ضعفت الفهوم عن إدراك معناه وإحصاء فضله ):ص(

حد فيعرب عنه ناطق بفم فإن فضل رسول اهللا ليس له عن إحصاء تلك املناقب قصوري أروم امتداد املصطفى فريدين ومن يل بإحصاء احلصا والكواكب ومن يل بعد القطر والرمل والكأل سابق عليه يف اخلقة الطينية، وال ) سابق وال الحق: (قوله. ، أي معشر اخللق طرا)فلم يدركه منا: (قوله

أول املخلوقات، وحيتمل أن يكون املراد بالسابق وأما باعتبار ذاته اللطيفة النورانية، فهو . الحق له فيها ).ص(والالحق معا باعتبارنا معشر املنفي عنهم اإلدراك، ال باعتباره

امللكوت ما شأنه أن يدرك بالعقل والفهم ال باحلس والوهم، وهو عنا : فرياض امللكوت بزهر مجاله مونقة ، وملا كانت الصفات متعددة متنوعة استعار هلا لفظ عبارة عن عامل الصفات، وهو حمل جمال األرواح

الرياض املتنوع األنوار، مث فرع عليه ما يناسب الرياض وهو األزهار؛ فالرياض عبارة عن آلة شهود الصفات، ، أي تأنق يف الروضة إذا وقع فيها متتبـعا ملا يونقه: أي معجبة، يقال) مونقة: (قوله. وهي القلوب واألرواح

.يعجبهاحلياض مجع حوض قلبت واو ياء ملكان الكسرة قبلها، واجلربوت : وحياض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة

ما ال اطالع لنا عليه اآلن وسنطلع عليه، وهو هنا عبارة عن عامل الذات الذي هو حمل نظر السر الذي هو الصفات إىل عامل الذات، بل تتخالف لدهشها بشعاع باطن الروح وال وجود للروحعندما يرتقي من عامل

؛ إذ ال ينال شيء إال بواسطة روحه عليه الصالة والسالم، )ص)أنوار الذات، وضمري مجاله وأنواره للنيب وملا كان الذات واحد غري متنوع استعار لفظ احلوض احملتوي غالبا على نوع واحد مث فرع عليه ما يناسب

.ض من الفيض والتدفق أي التصبب، فاحلياض عبارة عن األسرار اليت هي آلة شهود الذاتاحلو أي معلق أناطه استناد واستمداد، فإن الكل مستمد منه ومستند إليه وقد : وال شيء إال وهو به منوط

.تقدم أنه بذرة الوجود عنه نشأ الوجود كله، فراجعه، واملراد بالواسطة )وال شيء إال وهو به منوط: (هذا علة لقوله: ا قيل املوسوطإذ لوال الواسطة لذهب كم

، فإن تسميته بالواسطة للوجود والوسيلة العظمى شائع بني القوم النفصال الكل عنه )ص(نبينا حممد ة القدم وذلة أي ليصرح بأنه الواسطة بني عز ... وبسببه، ولذا أتى به ظاهرا ومل يقل لوال هو لذهب، اخل

إشارة إىل األخبار الواردة يف ذلك ) كما قيل: (وقوله). ص(احلدوث، واملراد باملوسوط الوجود بأسره عداه إذ : ما خلقت جنة وال نارا وال أرضا وال زمانا وال مكانا وال غري ذلك، وتـقدير كالمه) ص(من أنه لوال هو

إشارة إىل مثل يف اخلارج أو إىل أن هذا الكالم ) كما قيل: (ا جعل قولهوأم . ما وجد الوجود) ص(لوال هو .مثل، فيعيد من الذوق

أللهم صل، والصالة اسم : هو معمول قوله أوال ) صالة: (قوله: صالة تليق بك منك إليه كما أهو أهله فرارا من صليت العود يف النار ولعله : قالوا. تصلية: صليت صالة، وال تقول: وضع موضع املصدر، تقول

حال من ) منك إليه: (قوله. أي بعظمتك وكربيائك وكرمك، واجلملة صفة لصالة) تليق بك: (قوله. تصليةا صادرة منك إليه، فإن ما يليق مبلك فاعل تليق، أي صل عليه صالة تليق بك يف هذه احلالة، وهي كو

باعتبار صدوره منه إىل أحد السفلة ال يليق به باعتبار صدوره منه إىل عظيم القدر مثال وهللا املثل األعلى وزيره األعظم، فقد طلب له رضي اهللا عنه أمت صالة وأكملها؛ ألن ما يصدر من أكرم األكرمني إىل أكرم

.أي صل عليه هذه الصالة حسبما هو أهل لذاك) كما هو أهله: (قوله. األكرمني ال يقاس عليه مبقياسأللهم الذي يؤتى به : كأنه فصل من فصول الكالم، ولذا صدر بلفظ: أللهم إنه سرك اجلامع الدال عليك

أللهم الذي صدر به الكالم أوال، وكذا حيث جاءت ونسبته مما قيل : يف اإلفتتاح والكالم فيه كما تقدم يف) سرك اجلامع: (قوله). كما هو أهله: (فهو بيان لقولهإنه علة وبيان الستحقاقه ما طلب له من الصالة،

فكل قلب وروح أحبه : تقدم أنه املعرب ألسرار الذات، وأن األسرار منه انشقت، وقال سيدي عبد اجلليلاألرواح جنود جمندة، فما «): ص(من مجيع اخلالئق ائتلف مع روحه الكرمي يف غيب الغيب، كما قال

احلديث، فائتلف أرواح العامل كله باحملبة له على حبه، فكان أمري األرواح كلها » تلفتعارف منها ائا، وهو ملك النحل اجلامع هلا، فاجتمعت وسيدها، واجتمعت على حمبته كاجتماع النحل على يعسو

وحيد يف األزلية الداعي إىل الت) ص(األرواح على حبه وعلى دينه وتوحيده وحب خالقه تعاىل؛ إذ هو وعليه : للجميع ويف كل مكان، فكان ذلك من األرواح إمجاعا واجتماعا عليه، وقال يف موضع آخر

أسبغت مجيع النعم وخلعت حلل اجلود والكرم، فهو جامع بكل اعتبار وعلى كل وجه وجعله نفس السر؛ رك ومصطفاك من خلقك وحتفتهم سرك، أي خمتا: ألنه يرد مبعىن خيار الشيء وخالصته، فمعىن قوله

خفيت أسراره مع حبيبه يف : قال. وخالصتهم، وحيتمل أنه على حذف مضاف، أي حمل سرك اجلامع له

: قوله. غيب الغيب بدخوله عليه وحده، كما يدخل الوزير املقرب على امللك، وعليه فالسر مقابل العناية ).ص(ا عند بعثته أي أوال عند خلق األرواح، وآخر ) الدال عليك(وسيلة عظمى وواسطة كربى بني عزة القدم وذلة ) ص(ملا كان : وحجابك األعظم القائم لك بني يديك

احلدوث وخليفة على اإلطالق وعلى يده يدخل من سبق له جذب عناية، وكان من سار إىل حضرة ربه بع السبيل تفرقت به فخسر، فكان بابه بواسطته واتباع صراطه املستقيم ظفر، ومن حاد عن ذلك وات

ذا اإلعتبار، كما يقال يف وزير امللك املقرب املتويل شؤون اململكة وحجابه األعظم القائم له بني يديه حجاب، وحيتمل أنه يسمى باحلجاب األعظم القائم له بني يديه حلجبه العقول وحتجريها عن اخلوض يف

.كنه ذاتهعترب أوال بالذات أصل النسب الديين وفرعه، مث انضاف إىل ذلك : بنسبه وحققين حبسبه أللهم أحلقين

امل

النسب الطيين كان مؤكدا له، فال جرم ال يدرك لصاحبه شأو وال يشق له غبار وال تشم له رائحة وال خياض حبسبه، احلسب احلايل، ولك أن : بقولهونسبه، النسب الديين، و : له تيار، فالشيخ رضي اهللا عنه قصد بقوله

فالن بن فالن؛ إذ هو : النسب يف اإلنسان هو باعتبار شخصه الظاهر الذي هو جسده، وبه يقال: تقولا مل تتولد عن النطفة . املتولد عن النطفة وأما ذاته الباطنة اليت هي روحه، فال مدخل هلا يف النسب، أل

د، واهللا عز وجل كما فرض على القلوب عمال من اإلعتقادات كذلك فرض واألرواح سابقة على األجساأحلقين بنسبه، أي يلحق به : على اجلوارح الظاهرة عمال من الطاعات، فقد طلب رضي اهللا عنه بقوله

باعتبار جسده الظاهر، أي يكون تابعا له وعلى قدمه فيما هو من وصف اجلوارح الظاهرة؛ إذ حينئذ يكون ، واحلسب يف اإلنسان يطلق )ص(ه رضي اهللا عنه، أي جسده الظاهر يلحق بنسبه، أي ذاته الظاهرة نسب

وحققين حبسبه أن يلحق به باعتبار ذاته : باعتبار لطائفه وأخالقه احلميدة، فقد طلب رضي اهللا عنه بقولهنه أن يكون تابعا له، وأن الباطنة النورانية وما هي عليه من األخالق والكماالت، فقد طلب رضي اهللا ع

يكون وارثا على قدمه يف الظاهر والباطن والقلب والقالب، وحيتمل وجها ثالثا هو عندي كبري امللتفت إليه باعتبار ما قبله، وهو أن كونه من نسبه وأنه حمفوظ النسب من لدن احلسن رضي اهللا عنه إىل هلم جرا أمر

اتر املفيد للقطع واملظنون يطلب ويدعى أن يكون حمققا يف نفس األمر، ولكن مظنون؛ ألنه ما نقل بالتو هذا الوجه خيتص به الشيخ ومن شاركه يف تلك املعىن وال يبقى لغريمها عند ذكر هذا الكالم إال قصد

.احلكاية وما قبله عام يف كل ذاكر، فهو أوىل التوفيق، وهو أعلم بالصواب

للدوام، فإن قولك للمتلبس بفعل إفعل كذا مما هو متلبس به ) وحققين) (وأحلقين: ( قولهوصيغة األمر يف معناه إلزم فعلك ودم عليه؛ ألنه طلب إلجياد الفعل من أصله، إذ هو حاصل، واألمر يكون للدوام، من

ما على أحد )]326[(}ياأيـها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله {: قوله تعاىل ، أي دوموا على اإلميان التأويلني يف اآلية والشيخ رضي اهللا عنه كان متصفا مبا طلب حني الطلب، بل كان راسخ القدم فيه، ومع كونه كما ذكرنا أي للدوام، فاحلامل عليه إظهار العبودية والتلذذ باخلطاب واألمر به، ال قصد نـيل

صة اخلاصة يدعون لألمر بالدعاء مع نسيان حظهم وحيث وجدت لفظ األمر يف كالمه، املطلوب؛ ألنه خا .فامحله على هذا احلمل

ا من موارد الفضل ا من موارد اجلهل وأكرع أي فهم معناه هي ) ص(معرفته : وعرفين إياه معرفة أسلم ق بأشياء كمن شاهد ذاته، وإن مل ينتفع به أو سبب ملعرفة اهللا، بل هي عينها، وملا كان لفظ معرفة يصد

عرفه باخلرب وكم فهم معناه وأدرك حقيقته طلب رضي اهللا عنه هذا القسم األخري من املعرفة؛ إذ به حتصل ا من ا من ورود موارد اجلهل وأكرع السالمة والكرع مما ذكر، وتقدير كالمه وعرفين إياه معرفة أسلم

املوارد مجع مورد وهي حمل السقي والشراب، والكرع الشرب بالفم بال واسطة اليد، ففيه موارد الفضل، و .إشارة إىل مطلبه علم لدين من الرب إىل القلب بال واسطة، واألمر أيضا للدوام

وامحلين على كاهل شريعته احملمدية إىل : أي: وامحلين على سبيله إىل حضرتك محال حمفوفا بنصرتك ية القدسية محال حمفوفا حمفوظا بالنصر والتأييد، واحلضرة دائرة الوالية، وهي مشتقة من حضر تك األحد

.احلضور، وهو حضور العبد مع ربه بقلبه أو روحه أو سره، كل حبسبه دمغه أي: أصل القذف الرمي، وأصل الدمغ من إصابة الدماغ، يقال: واقذف يب على الباطل فأدمغه

وارم يب على : أصاب دماغه، والباطل ضد احلق، وباطل كل أحد ركونه إىل طبعه وحظوظ نفسه، أيهذا باعتبار البداية والباطل باعتبار البساط الذي تكلم : حظوظ نفسي وركوين إىل طبعي، فأذهبت ذلك

ا، : وزج يب، إىل قوله: قوله منه الشيخ رؤية غري اهللا أيا كان، أال كل شيء ما خال اهللا باطل، بدلل إالج .واألمر أيضا للدوام

ية ا عني : وزج يب يف حبار األحد األحدية أحد اعتبار الوحدة، وذلك أن الوحدة عند القوم يقصدون أحدمها يسمى أحدية، واآلخر واحدية؛ فإن أخذت الوحدة باعتبار سقوط الكثرة، : الذات وهلا اعتباران

وإن أخذت باعتبار الكثرة واحلقائق . ولوحظت ال باعتبار ترتيب صور املوجودات عنها، فذلك األحدية

تناعية ولوحظت حبسب ترتيب صور املوجودات، فذلك الواحديةقال ابن خلدون يف كتابه شفاء . الغري امل

واألمساء واحلضرات، وهو الرأي األول رأي أصحاب التجلي واملظاهر : السائل لتهذيب املسائل، ما نصهوحاصله يف ترتيب صور املوجودات عن : أي غريب، ومن أشهر املتذهبني به ابن الفارض، إىل أن قال

الواجب احلق أن آنية احلق هي الوحدة، وأن الوحدة منشأة عنها األحدية والواحدية، ومها اعتباران للوحدة؛ وإن أخذت من حيث اعتبار . العتبارات، فهي األحديةألنه إن أخذت من حيث سقوط الكثرة وانتفاء ا

الكثرة واحلقائق غري املتناهية، فهي الواحدية ونسبة الواحدية إىل األحدية نسبة الظاهر إىل الباطن، والشهادة إىل الغيب، فهي مظهر لألحدية مبنزلة املظهر للمتجلي، مث تلد الوحدة اجلامعة اليت هي عني الذات وعني

لإلعتبارين، أعين اعتبار الباطن وتوحده واعتبار الظاهر وتكثره، فهي بـني الظهور والبطون كاملتحدث قبوهلا .مع نفسه، انتهى

ية: (ولنرجع إىل بيان كالم اإلمام قوله ، أي أدخلنيها وغيبين فيها، فقد طلب رضي )وزج يب يف حبار األحدا قلبا وروحا وسرا اهللا عنه أن يزج يب فيها حىت يكو ا ال طالبا هلا، وحىت تعتمره اعتماء فيحظى ن مطلوبا

ا نشرا يظهر أثره على ظاهره كما حتقق به باطنه، وملا كان هذا مجعا بال فرق، وحموا وقالبا، حبيث ينشر لك العالم عقبه بال إثبات، وهو جممل تضل فيه األحالم ومدحض تزل فيه األقدام إن مل يكن ت

أييد من امل

:بقولهأي احفظين وأزلين منها بسرعة، فقد طلب أن يكون مزجي به يف حبار : وانشلين من أوحال التوحيد

طلق األحدية حمفوظا من خماوف ذلك املقام يف حالة واحدة، وذلك بأن يكون مردودا من مقام اجلمع امل

رق على ظاهره موجودا، واجلمع يف باطنه مشهودا كي يؤدي لوازم العبودية إىل حمو اجلمع والفرق، فيكون الفستفاد من الدليل

على بساط حضرة الربوبية، وقد حيتمل بأن يراد بأوحال التوحيد توحيد أهل الرسوم امل

وإن كان له والربهان، فإن ما يفيده النظر يف الفجاج والوهود وحل ووهم بالنسبة للنظر والعيان والشهود،بيت من اجملد مشيد بالنسبة ملا دونه من التقليد، فإن األمر نسيب وإضايف، ويف معىن ذلك أنشد قائلهم

:حيث يقول طار اليقني من العيان تومها كرب اليقني علي حىت أنه

.واألمر أيضا للدوام

اوأغرقين يف عني حبر الوحدة حىت ال أرى وال أمسع وال أ راد بالعني نفس الشيء، : جد وال أحس إال امل

ا، فقد والوحدة هي عني الذات حسبما قدمناه، أي وأغرقين يف مشاهدة الذات حىت ال أدرك شيئا إال طلب أن حتظى كثائفه من ذلك مبا حطيت به لطائفه، وكذلك كان؛ فالدعاء للدوام، وعليه فاحلاصل

.لذذ باخلطاب، ال قصد نيل احلظ حاشاهإظهار العبودية والت: قوله : واجعل احلجاب األعظم حياة روحي وروحه سر حقيقيت وحقيقته جامع عواملي بتحقيق احلق األول

باحلجاب األعظم، ومعىن كالمه أنه طلب أن ) ص(واجعل احلجاب األعظم حياة روحي وروحه تسميته اته حىت ميتزج ذلك بروحه وينصبغ فيها انصباغا ال ميكنها االنفكاك عنه يكون غائبا يف حمبته مستهلكا يف ذ

.وينطبع فيها انطباع املرء يف املرآة، ويشتبك فيها اشتباك احلياة باحلي، فيكون حياة روحه .واجعل روحه احملمدي سر حقيقيت حىت تكون حقيقيت حممدية: ، أي)وروحه سر حقيقيت) :قولهواجعل حقيقته األمحدية جامعة عواملي اللطيفة اليت : ، أي)ه جامع عواملي بتحقيق احلق األولوحقيقت: (قوله

: بتحقيق احلق األول معمول لقوله: هي حمل املعرفة بتحقيق احلق األول، ذولك معرفة يوم امليثاق، فقولهإىل معرفتها األصلية السابقة هلا، جامع عواملي، واإلضافة األوىل، أي يوم ألست، فقد طلب أن ترد لطائفه

.واألمر يف مجيع ذلك للدوامعبدك زكرباء، وانصرين بك لك، وأيدي يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن، إمسع ندائي مبا مسعت به نداء

فيها خص هذه األمساء بالذكر من بني سائر األمساء لما : بك لك، وامجع بيين وبينك وحل بيين وبني غريكاقبل طليب بالفضل : امسع ندائي، أي: ومعىن... امسع ندائي، اخل: من اإلشعار باإلحاطة ومطلوبه هو قوله

خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ { : الذي قبلت به طلب عبدك زكرياء حيث قلت خمربا عنه وجميبا طلبهي قبلته، وهذا شيء مسعت عذرك أ: ، والسماع يقع مرادفا للقبول، تقول)]327[(}] گ [ ع غ 89

وانصرين وأيدين بك : ال أمسعه أي ال أقبله، وكالمه طبق قوهلم العارف فعله باهللا وشواغله هللا ومهته هللا، فقولهطبق قوهلم فعله باهللا وشغله هللا، وامجع بيين وبينك، وحل بيين وبني غريك طبق قوهلم ومهته هللا، ... لك، اخل

لك، أي للقيام حبق ربوبيتك، ال لالشتغال حبظي، والنصر والتأييد مبعىن وانصرين بك لك وأيدين بك .واحد، فهو من التفنن بفن الكالم وهو حسن، وباقي الكالم بني واضح، واألمر يف مجيع ذلك للدوام

: الثاين قوله... يا أول يا آخر، اخل: يريد نداءين األول قوله... امسع ندائي، اخل: وسط قوله: أهللا أهللا أهللا أللهم من أنه للبعد وهو غري : أهللا أهللا أهللا، فإنه مناد ترك معه حرف النداء ملا تقدم يف قوله يف افتتاح الكالم

أللهم افعل يف كذا يا موالي، وكرر لفظ اجلاللة : مناسب للمقام اعتناء بشأنه واهتباال بأمره، كما يقالاهللا عن شهود فعله بشهود فعل : مل الثالثة، فيغيب العبد إن ساعده التوفيق بقوله أوال ثالثا إشارة إىل العوا

مشهوده، ويغيب بتكرير ذلك ثانيا عن شهود وصفه بشهود وصف مدعوه، ويغيب بإعادته ثالثا عن .شهود ذاته بشهود ذات معبوده

تفسري اآلية معروف ويقتبس منها هنا البشارة )]: 328[(}معاد إن الذي فـرض عليك القرآن لرآدك إىل {على ما قدمنا من أن املراد به معرفة يوم امليثاق؛ ) وحقيقته جامع عواملي بتحقيق احلق األول: (بإجابة قوله

.إذ ذاك هو معاذ أرواحنا، لكن لرتاكم اجلهل وطول الغفلة نسينا العهد القدمي )]329[(}ض ح خ د ذ ر ز س ش ص{ ) 2(} ح خ د ذ ر ز س ش ص ض { ) 2(} ح خ د ذ ر ز س ش ص ض {

ختم كالمه رضي اهللا عنه باآلية احلاكية دعاء أهل الكهف لما اشتملت عليه من حسن الدعاء، وكررها سخ غري ثالثا ألن اإلحلاح حيسن يف مواضع منها الدعاء، واهللا حيب امللحني يف الدعاء، وتقع يف بعض النأللهم . مكررة، وهو بني ال حيتاج إىل توجيه، وصلى اهللا على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

بربكة املصلي واملصلى عليه غيبين فيك عمن سواك واغنين بك عمن سواك، وانسين بك عمن سواك، رين بك، وأوقمين بشهودك، وعرفين الطريق إليك، وعلمين من علمك، وفهمين عنك، وأمسعين منك، وبص

ا بفضلك وألبسين التقوى منك وبك، إنك على كل شيء قدير .وهوانتهى حبمد اهللا حسن عونه وصلى اهللا على سيدنا حممد وآله وصحبه وسلم تسليما، واحلمد هللا رب

.العاملنيعبد اهللا حممد بن علي اخلرويب الطرابلسي، اجلزائري، ترمجة سيدي حممد اخلرويب رضي اهللا عنه أبو؛ 5&#

ولد بطرابلس الغرب، ودخل مراكش سفريا بني سلطان آل عثمان واألمري . املالكي، فقيه اجلزائر يف عصره ).ميالدية 1555(هجرية 963عبد اهللا الشريف للمهادنة بينهما، وتويف باجلزائر عام

:منها ترك رضي اهللا عنه مؤلفات عديدة .ـ كتاب يف التفسري

.ـ احلكم الكربى

.ـ شرح الصالة املشيشية .ـ مزيل اللبس عن آداب وأسرار القواعد اخلمس

.ـ رسالة يف ذي اإلفالس . ـ األنس يف التنبيه على عيوب النفس

املشيشية شرح الصالة ؛ 5&#للسيد عمر رضا كحالة ) معجم املؤلفني(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب هجرية اسم هذا الشرح 963للعارف باهللا الكبري سيدي اخلرويب الطرابلسي رضي اهللا عنه، املتوىف عام

مفتاح املقام لفهم ما عرب عنه يف تصليته الشيخ موالنا عبد السالم احلمد هللا الذي جعل الصالة على : هورب، ووفق إليها أهل العناية، وجعلها معراجا سيد العرب والعجم من أعظم الرتب وأفضل الق ) ص(النيب

إىل حتقيق الوالية، ودليال على صحة البداية، وبلغ النهاية، وسببا لتكفري كل جناية، ومل يزل احملبوب من ز أرواحهم م أنوار احملبة، و أمته وأهل القرب من أهل ملته، من شدة احلب ودنو القرب تفيض على قلو

الدنو والقربة، فتنطلق ألسنتهم مبعاين ما حصل يف بواطنهم من شهود النور احملمدي، وما انكشف عواصفألرواحهم من كمال السر األمحدي، وما رام أحد منهم بذلك بلوغ الغاية، ولو بلغ مقاله النهاية؛ إذ ال يبلغ

م، وهيهات أن يبلغ أحد من اخللق، وإن أحد معرفة قدر الرسول الكرمي، ذي القدر العظيم، إال اخلبري العليوىف ببعض حبه وصف أحوال املصطفى، وإمنا حيول حول احلق، بل كيف يلحق أحد بيده السماء؟ إيه،

) ص(وممن خاطب يف هذا بأفصح خطاب، ونطق فيه بالصواب، وسلك يف الصالة على رسول اهللا االقرتاب، وقربه من اجلناب بتحقيق ما قاله، وأدب مسلك أوسط األلباب، ودل خقابه على حتقيق يف مقام

بني يدي الرسالة، هو الشيخ اإلمام القطب العارف باهللا الدال عليه، ذو الطريقة السنية املستقيمة، احلسين أعاد » سيدي عبد السالم بن مشيش«واألحوال السنية العظيمة، وشرف النسب وأصل احلسب

مبنه، وملا كانت التصلية املنسوبة إليه تضمنت حقائق شريفة، ومعاين دقائق احلقيقة، من علينا اهللا من بركاته عامل غيب رب العاملني، إىل مساء قلوب العافني، سألين شرح تصلية الشيخ املذكور حفيده السيد العابد

أبو حفص «البحر الصامت الصاحل الزاهد سين الطريقة، الباحث على حتقيق رسوم احلقيقة، اجلبل الثابت، بن عيسى بن عبد الوهاب الشريف احلسين نفعنا اهللا به وبصاحل نسبه آمني مبنه وكرمه، فلم » سيدي عمر

يسعين إال إجابة داعيه وتلبية مناديه، وإن كنت مل أصلح لذلك؛ إذ ال قدرة يل على سلوك هذه املسالك،

د عليه، واستندت إليه فيما أردته، إذ هو الذي يعني من لكن اعتمدت على الرب الذي ال خييب من اعتم .استند إليه، وبه سبحانه وتعاىل أستعني، وال حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم

ا أرحييته، إمسا، ونسبا، وطريقة، حيسن قبل الكالم على ألفاظ التصلية أن يعرف بالشيخ الذي أجادت آدابه ومقامه؛ إذ قبول كل مقالة فرع عن معرفة قائلها، ووددت أن أستقصي الكالم يف ومعاملة يف أحواله و

ذلك كله لو تيسر يل، لكن أذكر ما حضر يل يف ذلك، وعلى من علم شيئا زائدا مما ذكرناه عليه أن يلحقه .به وأجره على اهللا سبحانه

بن مشيش » موالي عبد السالم«اعي إليه، أبو حممد أما امسه، فهو الشيخ العارف باهللا تعاىل، القطب الد: بشيش بالباء املوحدة من أسفل، وكان بعض من لقيناه من األشياخ يصحح األول، ويقول: بامليم، ويقال

.مشيش بامليم وتشديد الشني األوىل وختفيفهاياء العارفني باهللا، صدر أما نسبه، فهو إدريسي حسين ثابت الشرف، وكان رضي اهللا عنه من أكابر األول

.الصدور، يف األكابر مذكور، وبينهم مشهور، قطب الدائرة، فعليه مدارها ومنه استمدادهاوأما طريقته يف معامالته وأحواله يف منازالته وآدابه ومتعبداته، فكانت طريقة سنية وتعبداته زكية، أخذ

ملديين، مث واحد عن واحد إىل احلسن بن علي بن أيب طالب الطريقة عن األكابر، منهم الشيخ عبد الرمحـن ارضي اهللا عنهم أمجعني، وأخذها عنه أكابر، فممن أخذها عنه القطب الوارث ـ أي لسره ـ أبو احلسن علي الشاذيل، وكان رضي اهللا عنه ذا جد واجتهاد وحمافظة على األوراد، قطع املقامات واملنازالت حىت نفذ إىل

.ملعرفة باهللاطريق ا :تنبيـه

حبسب املخاطب ـ بكسر الطاء ـ من اسم فاعل، وتارة يكون حبسب اعلم أن اخلطاب يكون تارةاملخاطب ـ بفتحها ـ من اسم مفعول، وهنا وقع حبسب األول؛ إذ الثاين ال خياطب بقدره، إذ هو مقام

ا كان خماطبا حبسب معرفته جبانبه وحبسب ) ص(عن رسول اهللا الرسالة األمحدية والنبوة احملمدية، وإمنوخطاب الشيخ يف تصليته هذه يدل على علو مقامه يف . صل : اطالعه على خصوصيته وقربه، أي يف قوله

املعرفة بربه وعلى صدقه يف حمبته وعلى متكنه يف مقام الوصلة والقربة، ولعمري لقد ضمن فيها معاين لطيفة رسلني صلى اهللا عليه وعليهم وأسرارا شر

يفة تؤذن بعلو قدر الرسول العظيم وعظيم خصوصيته بني امل

أمجعني، ولقد أحسن فيها اللفظ واملعىن وضمن فيها كل مقصد أسىن، أتى فيها بكل سر عجيب ومعىن

رة لطيفة وإشارة دقيقة، ال غريب، ونبه فيها على خصوصية النيب الكرميع ورفيع قدره املاجد العظيم، بعبايدركها إال ذو روح عرشي، وسر كرسي، وقلم لوحي، ولسان قلمي، ولقد أحسن فيها البداية وأجاد يف

:النهاية، فقال مبتدئاتوجه للمطلوب وطلب حلصول املرغوب بالتوسل باإلسم األعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا : أللهم

، ولفظ بصيغة حذف فيها ياء النداء املتضمنة لوجود البينونة املعنوية النفسانية؛ إذ حذفها سئل به أعطىذه التصلية كان يف مقام مجع غائب عن الفرق، يقتضي زوال ذلك، وال شك أن الشيخ حني خاطبه

وإمنا جعل هذا اإلسم وتعويض امليم من ياء النداء يف لفظ اجلاللة يقتضي قوة اهلمة يف الطلب واجلزم به،األعظم يف أول األدعية غالبا؛ ألنه جامع جلميع معاين األمساء الكرمية وهو أصلها، فجميع معاين أمساء اهللا

أللهم تسعة وتسعني امسا من أمساء اهللا تعاىل، وقال : ردد يف قوله: قال أبو رجاء العطار. تعاىل راجعة إليهأللهم فكأنك دعوت اهللا تعاىل بأمسائه : أللهم مبثابة ميم اجلمع، فإذا قلت: يف قولكامليم : النضر بن مشيل

ا، ولذلك قال كلها، فعلى هذا من دعى وتوسل به، فكأمنا دعى جبميع أمساء اهللا تعاىل كلها وتوسله .الدعاء أللهم مجيع: يف قولك: اإلمام احلسن بن أيب احلسن البصري رمحه اهللا

زيادة ) ص(، والصالة من اهللا تعاىل على نبيه )ص(طلب من اهللا تعاىل ودعاء أن يصلي على نبيه : صـل ) ص(تكرمي وإنعام، وهي من املالئكة رمحة واستغفار، وهي من العباد دعاء، فتكرمي اهللا عز وجل لرسوله

من العبيد وسيلة للقرب منه عليه الصالة ) ص(اهللا زيادة تشريفية له وتقريبية منه، والصالة على رسولا إليهم وليعود نفعها عليهم؛ إذ أنه ) ص(والسالم كما جعلت هدايا الفقراء إىل األمراء وسائل ليتقرجب

ع بعد صالة اهللا عليه ال حيتاج إىل صالة أحد، وإمنا شرعت تعبدا هللا تعاىل وقربة إليه، ووسيلة إىل جنابه املني، وهذا من العبيد على سبيل التأكيد ال على سبيل التأسيس بأمر من اهللا تعاىل؛ إذ )ص(مقامه الرفيع

سبقت صالة غريه، فلم حيتج إىل صالة غري اهللا تعاىل بعد صالته عليه، ولكن ) ص(صالة اهللا على رسوله ه ومعدنا للكماالت، ومفتاحا جعلها لعباده سببا للوصول إىل رضاه تعاىل وبابا للدخول عليه سبحان

ألبواب اخلريات، وسببا لنيل الربكات وحصول الكرامات، وهي أفضل عبادات املتعبدين، وأعظم قربات السالكني، وأدل دليل على إرادة املريدين، وعالمة على صدق احملبني، وكهف إيواء الواصلني، وهي وإن

إال ) ص(ه، وحقيقتها منه وعليه؛ إذ ما صلى على حممد اختلفت مواردها شاعت مصادرها، فمرجعها إليصدرت منهم بأمره، من صورة امسه، فجميع اسم حممد نفس صورة آدم ) ص(هو، ألن صالة العبيد عليه

كرم، وهذا احلكم جاء فيما تفرع من آدم عليه السالم، فميم نطقت بالصالة عليه، وكذلك كل عبادة امل

إال اهللا؛ ) ص(ومن صورة امسه، وبالتحقيق ما صلى على رسول اهللا ) ص(فإنه بأمره صدرت من آدم وبنيهإذ أنه تعاىل إمنا صلجى عليه بنفسه وبفعله مع أنا ال نلقى إال به يف الظاهر، بل نثبتها ونراها، وهذه

صورة امسه عليه، صدرت من ) ص(اإلشارة اليت أشرنا إليها والشبيه الذي نبهنا عليه يف كون الصالة عليه فأهلمته ومل نسبق إليه وال رأيت أحدا ممن تقدم نبه عليه وال أشار إليه، وإمنا هو جمرد إهلام أهلمته عند

.وحني غاب حسي يف حضرة احلق رجع علي بلسان القربة) ص(احلضور يف ورد الصالة عليه ، واألسرار مجع سر، )ص(د سيدنا ونبينا وموالنا حممدا يري: على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار

ا جتلى عليها من امسه ا أسرار الذات وأسرار الصفات وأسرار األفعال؛ فهذه األسرار كلها مبطنة واملراد فحوهلا بامسه تعاىل الظاهر، ) ص(الباطن وحجب عنها خلقه بنور كربيائه، فكانت كذلك حىت جاء

ا بامسه املبني ورفع عن بصائر املؤمنني احلجاب، فظهرت األسرار الئحة األنوار بادية األسرار، فكان وأظهرهظهر هلا وكاشف احلجاب عنها، فبنوره ظهرت األسرار وبسره انكشفت األنوار، واملراد باألنوار ) ص(

هو امل

مستورة بظلمة الكفر ودخان ) ص(عثته األنوار اإلميانية اليت انشقت يف قلوب املؤمنني، وقد كانت قبل بالشرك، فلما جاء النور احملمدي أشرقت يف قلوب من أراد اهللا هدايته، فكشف عنها ظالم الكفر وأشرق فيها نور اإلميان، وكان النور احملمدي هو املزيل عن قلوب املؤمنني ظالم الكفر والكاشف لدخان الشرك

انشقت األسرار وانفلقت : وإىل هذا املعىن أشار الشيخ اجلامع يف التصلية بقوله واملشرق فيها النور اإلمياين،األنوار، أي منه ظهرت وعنه صدرت، فمنه بدئها وعنه صدورها، وما قلناه من انكشاف األسرار بذلك فذلك حبسب املقامات، فكل ذي مقام ينكشف له من األسرار ما يليق مبقامه؛ فأهل مقام اإلسالم إذاحتققوا فيه وقاموا بوظائفه وداموا على الذكر اخلاص به وحلوا مبعىن ذلك الذكر حتلية تتميز معها مثراته وحتصل هلم أسرار األفعال ويكون هلم هذا الكشف سبيال إىل كشف أسرار الصفات، وهذا الكشف يكون

إلسالم إىل مقام اإلميان، فإذا ترقوا من هلم معراجا إىل كشف أسرار الذات، وذلك عند انتقاهلم من مقام اذلك إىل هذا وثبتوا فيه وحتققوا وقاموا بوظائفه وداموا على الذكر اخلاص به وحتلوا مبعىن ذلك الذكر حتلية تثمر معها مثراته وحتصل معها نتائجه انكشف هلم من أسرار الذات ما تسعه عقوهلم وحتمله أرواحهم،

ذه األسرار منهم من كشف له مجلة، ومنهم من كشف وذلك رمحة من اهللا م، مث إن املكاشفني تعاىل له تفصيال، ومنهم من كشف له مجلة وتفصيال، وهم الرسل عليهم الصالة والسالم وأعظمهم يف ذلك

ء عابسا، فبنوره حبرا طامسا ومسا) ص(، وقد كانت األسرار التوحيدية قبل بعثته )ص(كشفا نبينا حممد أشرقت، وباجلملة فجميع ما أودع اهللا ) ص(ظهرت، وكانت األنوار اإلميانية حمجوبة بظالم الكفر، فبسره

ظهر هلا بعدما كانت القلوب غافلة عنها، واألرواح جاهلة ) ص(سبحانه يف مكنوناته من األسرار، فهو امل

.وعلم األرواح ما كانت به جاهلةالقلوب ملا كانت عنه غافلة، ) ص(ا، فنبه فيه ارتقت حقائق مجيع األشياء العلوية والسفلية، املعنوية واحلسية، ) ص(أي أنه : وفيه ارتقت احلقائق

اللطيفة والكثيفة، فجميع هذه احلقائق ارتقت فيه وجتلت يف باطنه حىت صار قلبه معدنا هلا وباطنه مرساها، ا خص قلبه ،ائق واألسرار، وباطنه مهبط العلوم واألنوارمعدن احلق) ص(فقلبه بذلك ) ص(وإمن

افرتق يف غريه من املرسلني والنبيني والصديقني ) ص(التساعه، فما وسعه ال يسعه غريه، فما جتمع فيه ) ص(ان قلبه اجتمع فيه ما افرتق يف غريه؛ ألنه اإلنسان الكامل، وإمنا ك) ص(والعارفني، وهلذا قيل حممد

معدن احلقائق واألسرار وباطنه مهبط العلوم واألنوار للمجانسة؛ إذ احلقائق عرشية، واألسرار كرسية، والعلوم .لوحية، واألنوار ملكوتية، وقلبه وباطنه من تلك العلوم العلوية، والشيء قد يولد الشيء بنسبة بينهما

، وأن معلوماته عجز عن إدراكها )ص(ر إىل اتساع قلبه أشار مبا ذك: وتنزلت علوم آدم فأعجز اخلالئق حبسب ) ص(مجيع اخلالئق، وأراد بعلوم آدم علم األمساء اليت علمها له اهللا تعاىل، فنزلت يف نبينا حممد

الوراثة ما أعجز اخلالئق كما عجزت املالئكة الكرام عن علم ما علمه اهللا تعاىل خلليفته آدم عليه السالم، مقام موروث يف اإلعجاز، وما وقع به اإلعجاز، وهذا التوارث وإن وقع يف حضرة الفرق ) ص(امه فمق

فوقوعه فيها كذلك حبسب احلكمة العادية الواقعة بني السابق حسا وجسما على الالحق، ويف حضرة رسلني والنبيني وعباد مفيد ال مستفيد، فأرواح العلماء وقلوب العارفني وا) ص(اجلمع السابق؛ فنبينا حممد

مل

العلم واحلكمة واملعارف الربانية واألسرار امللكوتية، وهلذا مسى روحه ) ص(اهللا الصاحلني تتلقى من روحه ومعارفه ) ص(أبو األرواح، فعلوم العلماء ومعارف العارفني وحكم احلكماء مستفادة من علومه ) ص(

رفون وفهمه احلكماء من علوم ومعارف وحكم، اجلميع نقطة وحكمه، وكل ما علمه العاملون واستفاده العاا وباطنه مهبطها ومرساها، فظهر من هذا أنه )ص(من حبره ) ص(، فهو حبر العلوم ومنبعها وقلبه معد

إذا لقي آدم عليه : قيل. وارث يف حضرة الفرق للوجود الذايت، املوروث يف حضرة اجلمع والوجود الروحاينيا ولد ذايت ويا والد معاين، يشري إىل أن روحه ) ص(آدم لنبينا حممد : ، يقول)ص(مدا السالم نبينا حم

.أبو األرواح) ص(

أشار رمحه اهللا إىل خفي سر روحانيته األمحدية ورفيع : وله تضاءلت الفهوم فلم يدركه منا سابق وال الحق مه، وال حييطون بشيء من علمه إال مبا شاء من قدر صورته احملمدية؛ إذ حقيقة ذلك مل يدركها أحد بفه

ظواهر املأمورات دونبواطنها وجليها دون خفيها، فالفهوم كلت والعقول وقفت عن طلب اإلستشراق وتضاءلت عند خفي سره والوقوف على حقيقة أمره، وال يفهم ذلك إال الذي خصه به سبحانه، وإذا كان

هذه املدارك، فكيف الرسل عليهم أفضل الصالة والسالم، وعلى األخص سيدهم الويل ال تدرك حقيقته يف ، وما أدرك الناس حقيقة أمره وخفي سره إال على قدر عقوهلم البشرية، فما )ص(وإمامهم سيدنا حممد

م؛ إذ لو ظهر ظهر هلم من ذلك نعمة عليهم ليعرفوا قدره ويعظموا أمره، وما خفي عنهم فرمحة من اهللا مع عدم قيامهم باحلقوق لكان فتنة هلم، واهللا تعاىل أرسله رمحة للعاملني، فكانت النعمة فيما ظهر واحلكمة م، فكل م ومنازال فيما استرت، مث إن الناس يف اطالعهم على سر نبوته وخصوصية رسالته حبسب مقاما

ن روحه عليه الصالة والسالم، وأعظم الناس أحد كشف له من ذلك حبسب مقامه وحمل قدر قرب روحه مكشفا لذلك وأكثرهم عليه اطالعا صفيه وصديقه أبو بكر الصديق رضي اهللا عنه وما كشف له من خصوصية الرسالة احملمدية وحقيقة السر األمحدي مل يكشف ألحد غريه، وهلذا كان أشد الناس قربا منه

رهم تعظيما واحرتاما، وكان أول املؤمنني بنبوته واملصدقني برسالته من غري وأعظمهم خلة له وأكث) ص( .طلب دليل ومل يعثره توقف وال تأويل

رياض امللكوت عبارة عن : فرياض امللكوت بزهر مجاله مونقة، وحياض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة ظهر يف حضرة األرواح جبماله ) ص(هو حضرة األرواح، وحياض اجلربوت عبارة عن حضرة األسرار، و

فتأنقت، ويف حضرة األسرار بنوره فأشرقت، وزهر مجاله كناية عما ظهر من مجال سر النبوة احملمدية يف حضرة األرواح، فظهر بذلك اجلمال معاين آثار أمساء األفعال، فظهرت عجائب الكون وانكشف رداء

جاب، وملا كان عامل امللكوت موطن جمال األرواح ومسرح الصوت، فشرهت األلباب إذ انكشف احلذا االعتبار مسي رياضا، لكن إمنا أينع وتأنق األفكار تنزه فيما جتلى فيه من معاين آثار أمساء األفعال، فهو

ياض ، أي مبا ظهر فيه من سر النبوة احملمدية، وكذلك حضرة األسرار املعرب عنها حب)ص(بزهر املصطفى .اجلربوت امتألت مبا أفاض فيها من أنواره عليه الصالة والسالم، والتدفق عبارة عن كثرة األنوار احملمدية

، منها ما هو متعلق تعلق استناد، ومنها )ص(أشار إىل تعلق مجيع األشياء به : وال شيء ال وهو به منوط .ومنه استمداده ما هو متعلق به تعلق استمداد، فكل شيء إليه استناده،

) ص(الوجود؛ إذ لوال وجوده يف) ص(يشري إىل اعتبار وجوده : إذ لوال الواسطة لذهب كما قيل املوسوط .ملا وجد املوجود، فنسبته منه كنسبة الواسطة إىل املوسوط

فصالة مفعول مطلق بصل، فهذه هي أفضل الصالة وأمتها : صالة تليق بك منك إليه كما هو أهله أهل ) ص(رفها وأعظمها وأكملها؛ إذ ال يليق من الرب العظيم إىل النيب الكرمي إال ما هو عظيم، وهو وأش

.كما أنت أهله، لكان أكمل: ألن يعامل بالكماالت، ولو قال رمحه اهللا ورضي عنهظاهره اإلخبار هذا اللفظ : أللهم إنه سرك اجلامع الدال عليك، وحجابك األعظم القائم لك بني يديك

، وهو املقصود بالضمري )ص(ومعناه اإلقرار باملخرب به على جهة تعظيم املخرب عنه، وهو سيدنا حممد سر اهللا اجلامع، ) ص(كونه : ، األول)ص(املتصل بأن، وأضمر الشيخ يف كالمه هذا ثالث مقامات لنبينا

له بني يديه؛ فهذه مقامات ثالث أقامه احلق فيها كونه حجابه القائم : كونه الدال عليه، الثالث: الثاينواختاره هلا وأهله إليها وأمده فيها باملعونة والتأييد والتيسري والتسديد، وهذه املقامات وإن شاركه فيها غريه

رسلني عليهم الصالة والسالم، فلم يبغ أحد منهم فيها مبلغه ، وال ترقى أحد إىل مقامه؛ فأما)ص(من املسره اجلامع، فألنه عليه الصالة والسالم مجع مجيع أسرار أمساء الصفات وأسرار أمساء األفعال، ) ص(كونه

فهو مظهرها وهو سر اهللا تعاىل الذي أودعه مكنوناته العلوية والسفلية، وهو السر الذي ظهرت به األسرار، سره الذي قام به بأمره؛ فاألول السر احملمدي الذي وهو النور الذي أشرقت به األنوار، فال مكون إال وهو

ا أمساء أودعه اهللا املكنونات املالكية والسر األمحدي الذي أودعه اهللا املكنونات امللكوتية ملا قامت ا اإلستدالل دليل وأما كونه داال على اهللا تعاىل؛ إذ هو ال. الصفات وأمساء األفعال، وهلذا كانت آثارا يقوم

األعظم بعثه اهللا تعاىل دليال يدل عليه ويعرف الطريق إليه، بعثه يف زمن فرتة عمت فيه الضاللة وكثرت فيه اجلهالة، اخللق فيه عن ذكره معرضون وعن بابه حمايدون شاردون، فدهلم على اهللا تعاىل وعرفهم الطريق إليه

ج الصراط املستقيم ، فكانت رسالته عامة وداللته تامة؛ فدل على اهللا بأقواله وردهم إىل بابه الكرمي ووأفعاله وأيقظ األرواح إىل مالحظة جالله ومجاله، فكل داع إىل اهللا تعاىل، فإمنا يدعو بدعوته، وكل دليل فهو يدل بداللته، وكانت دعوته إىل اهللا تعاىل وداللته عليه لسياسة حممدية وتعرفهم به تعاىل حلكمهية، فلم خيرق حجاب العظمة والوقار، وإمنا رفع عن بصائر العارفني حجاب األغيار وظالم سحائب أمحد

حجب العقول عن النظر يف حقائق الذات ) ص(حجابه القائم له بني يديه، ألنه ) ص(وأما كونه . اآلثارا، فغفل العقل عن النظر إىل ما ليس له والتفكر فيها، فغفل العقل عن النظر يف حقائق الذات والتفكر فيه

ذا أرسل وبه أمر، فكان حجاب اهللا األعظم القائم له بني يديه، فأبطن الفرق وأظهر ) ص(إليه سبيل، طلق يف دار الفرق وزجرها زاجر الشرع وعقلها بعقال العلم، فرجعت

اجلمع، فكلما طلبت األرواح اجلمع امل

فلم يكن هلا إليه سبيل، وال أبيح هلا يف قليل من ذلك وال أقل من قليل، القهقرى ونكصت إىل الوراء، حجاب به ال عنه، ) ص(وحجابك األعظم القائم لك بني يديك أشار إىل أنه : وافهم قوله رضي اهللا عنه

.أي فهو حجاب من جهة تعلق خلقه به ال من جهة تعلقه سبحانه خبلقهاللحوق بالنسب هو االتصال اجلسماين، والتحقيق باحلسب هو : قين حبسبهأللهم أحلقين بنسبه وحق

االتصال احلايل، وذا يقتضي شرف امللحق بشرف امللحق به، وكمال احملقق بكمال من يتحقق به، وهذا حسا ومعىن، قرب اتصال دون ) ص)الطلب يقتضي القرب، ومعىن طلب الشيخ ذلك ليكون قريبا منه

.، ومن صح له ذلك فقد استمسك بالعروة الوثقى ال انفصام هلاانفصالا من موارد الفضل ا من موارد اجلهل، وأكرع ) ص(املعرفة احلقيقية هللا ولرسوله : وعرفين إياه معرفة أسلم

، فالشيخ هي ما أمثرت مثرة ونتجت نتيجة، وكل معرفة ال مثرة هلا وال نتيجة فليست مبعرفة على احلقيقة: معرفة تثمر له مثرة وتنتج نتيجة، وذكر ذلك فقال) ص(رضي اهللا عنه طلب من اهللا تعاىل أن يعرفه برسوله

ا من موارد الفضل، وال شك أن من عرف رسول اهللا ا من موارد اجلهل وأكرع حق املعرفة ) ص(أسلم اتني اخلصلتني الظيمتني؛ ألن ) ص(عرفته الفضل، وحق ملن حتقق يف م) ص(أمثرت له معرفته به أن يكرم

معرفته عليه الصالة والسالم تقتضي ذلك، وكيف ال وقد قرب سر املعارف من سر معروفه، وتألفت روحه مع روحه، والقرب واإليالف يقتضيان املتابعة واالقتداء، وذلك سبب يورد التابع موارد متبوعه وينهل مناهله

سر العارف ولروحه من العلوم اللدنية واألسرار العرفانية ما يزحزحه عن موارد اجلهل ويتصف فينكشف لا، ويرد هذا العارف موارد الصفا اليت وردها املقربون وينهل

مبقتضى العلم، فيصري القلب عارفا والروح عامل

ش اللهفان السابق إىل الورود الراغب يف املناهل اليت يشرب منها العارفون، والكرع عبارة عن شرب املتعط االزدياد، وموارد الفضل هو مشارب أرواح املقربني وموارد أسرارهم اليت ال تدرك بطلب، وال تنال بسبب،

.بل مبحض الفضل اإلهلي والعناية الربانية، وهلذا قيل فيها موارد الفضلهذا مطلب الصديقني القاصدينإىل حضرة موالهم : كوامحلين على سبيله إىل حضرتك محال حمفوفا بنصرت

جل جالله؛ إذ غاية مقصدهم وأقصى مرادهم ومطلبهم الوصول إىل احلضرة الربانية اليت جتذب السالك إىل حضرة اهللا تعاىل جذبا على سبيل السنة احملمدية، فإذا أراد اهللا سبحانه أن يبلغ السالك إىل احلضرة الكرمية

، فيكون يف سلوكه متبعا )ص(ليها على سبيل االقتداء بالدليل األعظم، والرسول األكرم سيدنا حممد محله إيف أقواله وأفعاله وأحواله ويف حركاته وسكناته حمفوفا يف مجيع ذلك بنصرة اهللا تعاىل له، فيكون يف ) ص(له

ة، واحلضرة مأخوذة من احلاضرة، وكثريا ما سلوكه بربه ال بنفسه، وهذا من عالمات الوصلة وأمارات القربجيري ذكرها على لسان القوم، وكثريا من املتصوفني ال يعلمون هلا حقيقة، وهي عبارة عن موطن من مواطن القرب واملشاهدة، وإذا كان العبد على بساط احلق مشاهدا الصفات مسي ذلك املوطن حضرة األفعال،

.وهي أول مرحلة السالكنيطلب رضي اهللا تعاىل عنه أن يكون حجة من حجج اهللا الدامغة للباطل، : اقذف يب على الباطل فأدمغهو

م وهذا مقام من مقامات الوارثني الذين أقامهم اهللا تعاىل مقام اخلالفة وجعلهم مصابيح اهلدى وئمة م، فباهللا ينطقون ومنه يسمعون وبه يبصرون وعنه نائبون، وصاحب هذا يقتدى، فاحلق جيري على لسا

.املقام يكون آية إلظهار احلق وإمخاد الباطلية الزج الرمي، ومقصد الشيخ بدعائه هذا أن ينقله من حضرة الفرق إىل حضرة : وزج يب يف حبار األحد

ود متصل اجلمع، واملستغرق يف هذه احلضرة مستغرق يف حبار األحدية، فال يشاهد إال اهللا، فهو دائم الشهالورود، منزه الروح عن علق التفرقة، ممنوع بالبقاء الدائم واملعىن التام واجلمع الصحيح، قد أعطي اجللوس على حبر التفريد وأذن له يف االرتقاء على مقام التوحيد، فيعود نظره إليه ومجعه به عليه، فتفىن الرسوم ومل

)].330[(}المؤمنون وزلزلوا زلزاال شديدا ابـتلي {: يبق إال احلي القيوم، فهنا)] 331[(انشلين معناه خلصين، وأوحال التوحيد هي مكبتات أحكامها: من أوحال التوحيد وانشلين

فيها اليت زلت فيها أقدام كثري من الناس إال من رحم اهللا، فرتى العارفني إذا غرقوا يف حبر التوحيد وساروا م يف موج كاجلبال، فال عاصم اليوم من أمر اهللا إال بفلك أسرارهم تالطمت عليهم أمواجه، وهي جتري

غرقني .من رحم، فآواه إىل السنة احملمدية، وآخرون حال بينهم املوج، فكانوا من امل

أراد أن يكون مستهلكا يف : اوأغرقين يف عني حبر الوحدة، حىت ال أرى وال أمسع وال أجد وال أحس إال عرب عن بفناء الفناء، وصاحب هذا

حقائق التوحيد غائبا يف الشهود عن الوجود، وهذا هو الفناء التام املاملقام فإن غائب عن فنائه باق مع احلق بعني اجلمع، فداىن الصفات وحاذى األفعال، وإىل هذا أشار

ا، وهذه املعاين تضيق عنها العبارة لدقة معناها، وإمنا يشار ال أرى وال أمسع وال أج: بقوله د وال أحس إال .إليها من بعد

راد باحلجاب األعظم : واجعل احلجاب األعظم حياة روحي، وروحه سر حقيقيت، وحقيقته جامع عواملي امل

إمنا كان كذلك ألنه حجب العقول احلجاب األعظم القائم له بني يديه، وتقدم ) ص(ما تقدم ذكره من أنه وعقلها بعقال شرعه املستقيم عن النظر يف حقائق الذات العظيمة؛ إذ ليس هلا إىل ذلك سبيل، وأودع اهللا

هذا السر العظيم ليكون رمحة ونعمة للوجود وحياة لألرواح حيث حجبها عما فيه ) ص(تعاىل نبيه حممدا قوة هلا على كشف حقائقه، ولو كشف هلا عن شيء من ذلك يف هذه الدار استهالكها وفناؤها؛ إذ ال

ورفعت عنها احلجب لتفرقت املوجودات ومتزقت وتدكدكت كما تدكدك اجلبل عند التجلي للكليم عليه السالم، هلذا اتفق أهل املعرفة على أن اهللا تعاىل ال يتجلى ألحد من أوليائه وال ينظر إليه أحد منهم يفا عن إدراك كنه ذاته العظيمة، ولوال تلك احلجب لتالشى هذه الدار إال من وراء احلجب اليت حجبهم ا، فطلب الشيخ أن يكون احلجاب األعظم حياة املوجود وماتت األرواح، فكان احلجاب األعظم حيا

لروح احملمدي سر حقيقته لتكون وروحه سر حقيقيت أراد أن يكون ا: روحه إشارة إىل ما قلناه فافهم، وقوله .وحقيقته جامع عواملي أراد احلقيقة احملمدية؛ إذ هو جامع العوامل اللطيفة اإلنسانية: حقيقة حممدية، وقوله

قسم أقسم به عليه تعاىل أن أسألك بتحقيق احلق األول، وحتقيق احلق األول باحلق : بتحقيق احلق األول .نعم كل ذي حق إمنا حتقق به، فهو حق احلق. ق األزيل الذي سبق كل ح

ذه األمساء دون غريها : يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن نداء على جهة االستغاثة باملنادى، وإمنا ناداه قال الرازي رمحه اهللا يف . من األمساء احلسىن ملا تضمنته من معىن األزلية والقيومية ومشول أوصاف األلوهية

هو األول واآلخر {: حدثين شيخي ووالدي أنه ملا نزلت هذه اآلية، يريد قوله تعاىل): امع البيناتلو ( 24استقبل املشركون املدينة وسجدوا، وذكر أن ألهل اإلشارات فيها حنو )] 332[(}والظاهر والباطن

.تأويال ذكرها كلها يف كتابه املذكوروحل بيين وبني غريك، : هذا وما بعده إىل قوله: مسعت به نداء عبدك زكرياء عليه السالم امسع ندائي مبا

ستغاث ألجلها، وهي مطلب العارفني، واملراد بنداء زكرياء هو قولهز س ش ص { : هي األمور املطلوبة امل

)].333[(} 90ف ق ك ل م ن ه و ى ي . _ ء ] گ [ ع غ 89ض ط ظ إنه كان يطلب : اهللا عنه أن يستجاب له كما استجيب لزكرياء عليه السالم، وقيل فطلب الشيخ رضي

.الوارث لسره :تنبيـه

مقاصد الناس يف مطالبهم وإجابة دعائهم خمتلفة، فالعامة مرادهم إجاة الدعاء وإعطاء مسألتهم ال غري، ال وطالبون حلظوظهم، وهذا غري منهاج ينقذ أرواحهم وال يلوح لفكرهم غري ذلك، فهؤالء عبيد أهوائهم

م قصدوا مبطالبهم العبودية، واخلاصة جعلوا هذا املقصد تابعا ملقصد أعلى ومقام أكمل وأسىن، وذلك أوسؤاهلم إظهار وصف العبودية من الفقر واالحتياج والعجز وغري ذلك من أوصافها والتعلق بأوصاف

طلق والقدرة الكاملة، ومل ينسوا حظهم من فضل موالهم عز وجل، فهؤالء أعطوا لكل الربوبية من الغىن امل

ذي حق حقه ولكل ذي قسط قسطه، وهؤالء عبيد اهللا إال أن فيهم شائبة حظ وبقية هوى، وأكمل منهم كنهم وهم خاصة اخلاصة أعرضوا عن هذا املقصد األول ومل يلتفتوا إليه أصال، واعتربوا املقصد الثاين ل

م قصدوا مبطالبهم ومسائلهم اجللوس على جنحوا إىل مقصد أمت وأكمل ومقام أعلى وأفضل، وذلك أخاطبة ومثرات املسامرة ونتائج

بساط العبودية والتحلي بني يدي الرب جل جالله ولذة املكاملة وفوائد امل

سبحانه منها، وأهل هذا املقصد يستوي املساءلة، وهذا املقصد هو أفضل األبواب اليت يدخل على اهللا عندهم العطاء واملنع والضر والنفع مبا حصل هلم من املقصد األكمل واملراد األفضل، ومل يـفتهم من مقاصد م شيء؛ إذ ملا توجهوا إىل اهللا سبحانه وأقبل عليهم أقبل عليهم كل شيء، فاشتغلوا مبقام العبودية من دو

).ص(القصوى تبعا لرسول اهللا اليت هي غايتهم ولتكن على يقني أن الشيخ رضي اهللا عنه ونفعنا به هو من أهل املقام اكمل؛ إذ ابـتلي فصرب يف آخر حلظة

وما يزال تعبدي «: يف احلديث القدسي) ص(من حياته، ومن الذين لو أقسموا على اهللا ألبرهم؛ لقوله فإذا أحببته كنت مسعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده اليت يتقرب إيل بالنوافل حىت أحبه،

ا، وإن سألين ألعطينه وإن استعاذين ألعيذنه ا ورجله اليت ميشي ، ومراده يف هذا هو ما أراده » يبطش :خاصة اخلاصة، وأسألته تدل على ذلك حيث قال

فهذه املطالب تدل على : ك، وحل بيين وبني غريكوانصرين بك لك، وأيدين بك لك، وامجع بيين وبين االحنياز إىل اهللا تعاىل واالكتفاء به واالستناد إليه واجلمع له، وليس فيها شائبة غريية، وال ركون إىل غري

طلب النظر به سبحانه دون وسائطه وأسبابه، ) وانصرين بك لك: (فقوله. األحدية، وتعرف لسوى الفردانيةبك لك، ومراده أن تكون نصرته له على القيام بالتكاليف الدينية والوظائف الشرعية على : قولههذا معىن

هو مبعىن األول؛ إذ النصر والتأييد مها مبعىن واحد، ) وأيدين بك لك: (أن يكون عبدا على احلقيقة، وقولهلفظ وجزالته، ويف طلب الشيخ ألن كل لفظ منهما حيث أردف لفظه باآلخر، فاملراد به التأكيد وتنويع ال

) لك: (رضي اهللا عنه النصر والتأييد به سبحانه دليل على عدم تعلقه باألكوان وإعراضه عنها، ويف قولهطلب ملقام اجلمع ) وامجع بيين وبينك: (دليل على اكتفائه حبقوق ربه وإعراضه عن حظوظ نفسه، وقوله

تربأ من القواطع ) وحل بيين وبني غريك: (االستئناس باآلثار، وقوله وتنزه عن اإلقامة مع األغيار وترفع عناملكدرة لشرب أهل مقام اجلمع، أن األغيار قاطعة وحاجبة، وصاحب مقام اجلمع إذا مل حيل بينه وبينها

.تكدر صفو مشربهأما تلفظه به عقب مطالبه بلفظ . أتى عقب مطالبه بلفظ اجلاللة لفوائد، وكرره ثالثا لفوائد: أهللا أهللا أهللا

اجلاللة فللتربك به، وليكون به االختتام كما كانبه االفتتاح، وفيه إشارة إىل أن كل شيء منه بدأ وإليه يعود ، إيقاظا )وامجع بيين وبينك وحل بيين وبني غريك: (هو األول واآلخر، وحسن جميء اسم اهللا بعد قوله

مث ذرهم يف {: التعلق مبا له طلبت والتخلي عما عنه رغبت، عمال بقوله تعاىل لألرواح وتنبيها هلا إىل، وكرره ثالثا ليثبت معناه يف الباطن ويتأكد يف القلوب، وأيضا ملا كان اسم )]334[(}خوضهم يـلعبون

ء الذات كرره حبسب ما تضمنه من اجلاللة تظهر معناه أمساء األفعال ومعاين أمساء الصفات ومعاين أمسااملعاين ليدرك ذاكره يف كل مرة معىن من املعاين اليت تضمنها، وهذا أثبت يف النفوس وأرسخ يف البواطن؛ ال سيما ألهل البداية الذين يضعفون عن إيراد معان كثرية مع لفظ واحد، ومقصد الشيخ وأمثاله غري هذا؛ إذ

وال يبعد أن يكون مقصده يف تكرار العدد الثاين لما يف هذا العدد من األسرار املقاصد حبسب املقامات، ا من هذه العوامل، فال

احلرفية أو خرقا للحجب الكونية امللكية وامللكوتية واجلربوتية، مع كل ذكر خيرق عامل

بعض من له هيئة يكمل العدد إال وهو يف حضرة القدس يف مقعد صدق عند مليك مقتدر، وقد شاهدتأهللا : عالية يف السلوك الرباين إذا ذكر اهللا ثالثا يرتقى يف كل مرة مقاما من مقامات أرباب السلوك، فإذا قال

أوال يكون يف مقام اإلسالم، وثانيا يف مقام اإلميان، وثالثا يف مقام اإلحسان، وهو أعظم مقامات القرب أن تعبد «: يا حممد أخربين عن اإلحسان؟ قال: ديث جربيل حني قالمن الرب سبحانه، كما جاء يف ح

، ويسمى هذا » من حيث ال تراه«: ، ويف بعض الروايات» اهللا كأنك تراه، فإن مل تكن تراه، فإنه يراك .مقام املكاشفة وبعده مقام املراقبة، هذا حكم أرباب املقامات

أهللا، وهو يف : ذكره من حال إىل حال أعلى، فيقول أوال وأما حكم أرباب األحوال، فقد ينتقل العبد يفحال البقاء، مث إذا قاهلا ثانيا فيكون يف حال الفناء، مث إذا قاهلا ثالثا فيكون يف حال الفناء عن الفناء، وهذا

ودين عن أمت حاالت أهل األحوال وسرعة االنتقال يف املقامات واألحوال، وإمنا يكون ألرباب اجلذب املاق

م عرشية إذا سارت طارت، وأسرارهم جربوتية إذا أنفسهم، فأرواحهم مسـوية إذا عاشت طاشت، وقلو .طابوا غابوا، فافهم

ا رضي اهللا عنه لما فيها من معىن الرجوع )]: 335[(}. / - ، ( ) * + { هذه آية قرآنية أتى ين الشريفة مع تقريرهم اآلية على ظاهرها املعروف وفهم معناها واملعاد، منحا ألهل اإلشارات اللطيفة واملعا

يف اهلجرة إىل املدينة وخرج من الغار ) ص(املألوف، وهو أن سبب نزول اآلية هو أنه ملا أذن اهللا لرسوله كة صحبة صديقه وصفيه أيب بكر الصديق ليال، فسارا يف غري الطريق، فلما نزال باجلحفة، وهي قرية بني م

ا، نزل عليه جربيل بالبشارة، فقال له : واملدينة، وعرف طريق مكة اشتاق إليها، وذكر مولده ومولده أبيه -، ( ) * + { : إن اهللا تعاىل يقول: ، فقال جربيل» نعم«: أتشتاق إىل بلدك ومولدك؟ فقال عليه السالم

د والتمسك به، ومعىن إىل معاد أي إىل مكة ، ومعىن فرض أنزل وأوجب عليك تبليغه إىل العبا) 1(} . / ا مطمئنا، مث

ا للمسافر رجاء عوده إىل بلده ظافرا سامل ظاهرا منتصرا على أعدائك، وهذه اآلية ينبغي قراء

:ختم بقوله تعاىلدعاء ورغبة، واهللا سبحانه املستعان وهو حسبنا ونعم )]: 336[(}ح خ د ذ ر ز س ش ص ض {

ال حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم، وصلى اهللا على سيدنا ونبينا وموالنا حممد الفاتح اخلامت عدد الوكيل و ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، انتهى واحلمد هللا على توفيقه

.وإعانته عنه كان من الظرفاء األجالء األخيار والعلماء ترمجة سيدي أيب املواهب الشاذيل رضي اهللا؛ 5&#

الراسخني واألبرار، أعطي رضي اهللا عنه ناطقة سيدي علي أيب الوفاء وعمل املوشحات الربانية، وألف الكتب الفائقة اللدنية، وكان مقيما بالقرب من اجلامع األزهر، وكان له خلوة فوق سطحه موضع املنارة اليت

السلطان الغوري، وكان يغلب عليه سكر احلال، فينزل يتمشى ويتمايل يف اجلامع األزهر، فيتكلم عملها الناس فيه حبسب ما يف أوعيتهم حسنا وقبحا، وله كتاب القانون يف علوم الطائفة، وهو كتاب بديع مل

يقيمون له وزنا ألنه حاكى يؤلف مثله يشهد لصاحبه بالذوق الكامل يف الطريق، وكان أوالد أيب الوفاء الدواوينهم وطار كالمه ينشد يف املوالد واإلجتماعات واملشاهد على رؤوس العلماء والصاحلني، فيتمايلون طربا من حالوته وما خال جسد من حسد، وكان هو معهم يف غاية األدب والرقة واخلدمة، وأمسكوه مرة

.أنتم أسيادي، وأنا عبدكم: ا رأسه وهو يبتسم ويقولوهو داخل يزور السادات فضربوه حىت أدمو

جرهم أخالقك السوء، فإن : من كالمه رضي اهللا عنه جر إخوان السوء، فاهجر قبل أن إذا أردت أن العارف ينمو حاله حال حياته وال يشتهر إال بعد : نفسك أقرب إليك واألقربون أوىل باملعروف، وكان يقول

العارف كلما عال به املقام صغر يف أعني العوام؛ كالنجم يرى صغريا وإمنا العيب من :مماته، وكان يقولم، وهناك يعرف : العيون، وكان يقول م، متأسف عليهم بعد مما أهل اخلصوصية مزهود فيهم أيام حيا

أهل اهللا تعاىل أن كل ملا علم: الناس قدرهم حني مل جيدوا عند غريهم ما كانوا جيدونه عندهم، وكان يقولنبات ال ينبت وال يثمر آال جبعله حتت األرض تعلوه األرجل جعلوا نفوسهم للكل أرضا ليعطيهم ما أعطى

ومما جربناه فصح أنه من أراد قضاء حوائجه ودفع مصائبه، فلريفع األمر إىل : أصفياءه وأولياءه، وكان يقولا النا س، هكذا عادة اهللا تعاىل مع من يتعلق به أول مرة، فاعمل على ذلك، فإنه اهللا تعاىل قبل أن يعلم

عني على ذلك الصرب، وكان يقولينبغي ملن خدم كبريا كامال مث فقده : الكربيت األمحر والفرج القريب وامل

وإذا مات الويل : يقولأن ال خيدم من دونه إال إذا كان أكمل منه، وإال جعل صحبته مع اهللا تعاىل، وكان من األولياء من ينفع مريده الصادق بعد موته أكثر ما : صلى عليه مجيع أرواح األنبياء واألولياء، وكان يقول

يا هذا أنا من صحبة : إذا نقل إليك أحد كالما عن صاحب لك فقل له: ينفعه حال حياته، وكان يقولسألت ريب ليلة أن يلهمين : وال يرتك يقني لظن، وكان يقول أخي ووده على يقني، ومن كالمك على ظن

احلمد هللا وهللا احلمد بكل احملامد على كل احملامد جبميع : محدا أمحده به، فأملى على لساين الوارد يف احلالده حبمده املدائح احملمودة يف مجيع احلمد واملدح مبا جيب للحمد لك محدا أزليا ال أول لبداية محده غري مح

حلمده يف مجيع احملامد األزلية واألبدية بلسان مجع احلمد وفرقه يف مجع احملمود بذاته لذاته وبصفاته لصفاته من مل يشكر النعم فقد تعرض لزواهلا، : وبفعله على فعله، وطال يف ذلك يف شرح قوله يف احلكم العطائية

ارا مع حمبته يف السادة )ص(النيب من أراد أن يرى: وكان يقول. فراجعه إن شئت ، فليكثر من ذكره ليال وم سادات الناس وربنا يغضب لغضبهم، وكذلك رسول اهللا األولياء، وإال فباب الرؤيا عنه مسدود؛ أل

).ص(ذبونين إن الناس يك): ص(قلت لرسول اهللا : ، وكان يقول)ص(عنه كثري الرؤيا لرسول اهللا كان رضي اهللا

ا أو كذبك فيها ال ميوت إال ): ص(يف صحة رؤييت لك، فقال رسول اهللا وعزة اهللا وعظمته من مل يؤمن كناين سيدي حيىي بن أيب الوفاء بأيب عابد، فرأيت سيدي عليا : يهوديا أو نصرانيا أو جموسيا، وكان يقول

ك، إمنا تصلح ألرباب األثقال، وإمنا كنيتك أبو حامد، مث هذه الكنية ال تصلح ل: رضي اهللا عنه وقال يل

كنيتك عندما أبو حامد، وكذلك يف السماء، وقد دخلت يف دائرة بين الوفاء : ، فقال)ص(رأيت النيب مب : أنت تشفع ملائة ألف، قلت له: ، فقال يل)ص(رأيت رسول اهللا : ومقامك كبري وأنت ويل، وكان يقول

) ص(رأيت رسول اهللا : بإعطائك يل ثواب الصالة علي، وكان يقول: سول اهللا؟ قالاستوجب ذلك يا ر ) ص(تفل رسول اهللا : أقبل الفم الذي يصلي علي ألفا بالنهار وألفا بالليل، وكان يقول: فقبل فمي، وقال: ال ويربأ، وكان يقولال تتفل بعدها على مريض إ: يا رسول اهللا ما فائدة هذا التفل؟ فقال: يف فمي، فقلت

قد غفر : فقال يل) ص(ال كالبشر، بل هو ياقوت بني احلجر، فرأيت النيب : قلت مرة يف جملس حممد بشر: اهللا لك ولكل من قاهلا معك، وكان رضي اهللا عنه مل يزل يقوهلا يف كل جملس إىل أن مات، وكان يقول

أما علمت أن العجلة من ): ص(كان ألفا، فقال يل ألكمل وردي، و ) ص(استعجلت مرة يف صاليت عليه قل أللهم صل على سيدنا حممد وعلى آل سيدنا حممد بتمهل وترتيل إال إذا ضاق : الشيطان؟ مث قال

وهذا الذي ذكرته لك على جهة األفضل، وإال فكيفما صليت فهي : الوقت فما عليك إذا عجلت، مث قال .صالة

على من صلى عليك مرة يا رسول اهللا صالة اهللا عشرا: ، فقلت)ص(رسول اهللا رأيت: وكان يقولال، بل هو لكل مصل علي غافال ويعطيه اهللا تعاىل أمثال : واحدة، هل ذلك ملن كان حاضر القلب؟ قال

وكان . اهللا أما إذا كان حاضر القلب فيها، فال يعلم ذلك إال . اجلبال من املالئكة تدعو له وتستغفر لهمدة، فحصل يل غم بذلك، فتوجهت بقليب إىل شيخي يشفع ) ص(انقطعت عين رؤية رسول اهللا : يقول

ما رأيته، : ها أنا، فنظرت فلم أره، فقلت: فقال) ص(، فحضر عنده رسول اهللا )ص(يف عند رسول اهللا د اشتغلت بقراءة مجاعة يف الفقه ووقع سبحان اهللا غلبت عليه الظلمة، وكنت ق: فقال عليه الصالة والسالم

يا رسول اهللا : بيين وبينهم جدال يف إدحاض حجج بعض العلماء، فرتكت االشتغال بالفقه، فرأيته فقلتأنا ): ص(قال يل رسول اهللا: بلى، ولكنه حيتاج إىل أدب بني األئمة، وكان يقول: الفقه من شريعتك؟ فقال

على سطح ) ص(رأيت رسول اهللا : مع الناس وال يقوم منها، وكان يقول ال أجتمع مبن جيلس جمالس الغيبةيا ولدي الغيبة حرام، أمل تسمع : اجلامع األزهر عام مخسة وعشرين ومثامنائة ، فوضه يده على قليب وقال

، وكان قد جلس عندي مجاعة فاغتابوا بعض )]337[(}وال يـغتب بـعضكم بـعضا{: قول اهللا تعاىلا ): ص(لناس، مث قال ا فإن كان وال بد من مساعك غيبة الناس، فاقرأ سورة اإلخالص واملعوذتني وأهد ثوا

يف ) ص(رأيت رسول اهللا : للمغتاب، فإن الغيبة والثواب يتوارثان ويتوافقان إن شاء اهللا تعاىل، وكان يقول

: جيم مخسا، بسم اهللا الرمحـن الرحيم مخسا، مث قلقل عند النوم أعوذ باهللا من الشيطان الر : املنام، فقال يل .أللهم حبق حممد أرين وجه حممد حاال ومآال، فإذا قلتها عند النوم فإين آيت إليك وال أختلف عنك أصال

؛ 5&#لسيدي عبد الوهاب الشعراين رضي اهللا عنه ) الطبقات الكربى(هذه الرتمجة مقتبسة من كتاب 882ة املشيشية للعارف باهللا الكبري سيدي أيب املواهب الشاذيل رضي اهللا عنه املتوىف عام مزج الصال) على من منه انشقت األسرار(وسلم جبميع الشؤون يف عامل الظهور والبطون ) أللهم صل (هجرية

نطوية يف مس) وانفلقت األنوار(الكامنة يف ذاته العلية ظهورا ) وفيه ارتقت احلقائق(اء صفاته السنية بدورا، امل

وله (من السر فيه 2، فـهم ما أود) اخلالئق(كال من ) فأعجز(به فيه عليه ) وتنزلت علوم آدم(منه وإليه منا يف وجوده، وال يبلغ ) مل يدركه منا سابق(وكل عجزه يكفيه، فذلك السر املصون ) تضاءلت الفهوم

لك و ) رياض(على سوابق شهوده، فأعظهم أللهم به من نيب ورسوله، ) الحق() امللكوت بزهر مجاله(امل

، وبسره ) متدفقة، وال شيء إال وهو به منوط(سره الباهر ) مونقة، وحياض اجلربوت بفيض أنوار(الزاهر لذهب كما قيل املوسوط، وصالة تليق بك منك (ط يف كل صعود وهبو ) إذ لوال الواسطة(الساري حموط،

وتوارد بتوارد اخللق اجلديد، والفيض املديد عليه، وعلى آله سالما جيازي هذه الصالة فـيضه وفضله ) إليهلكل ) أللهم إنه سرك اجلامع(، وعلى آله مشوس مساء العال، وأصحابه والتابعني ومن تال، ) كما هو أهله(

، وقائد ركوب العوامل إليك، ) عليك(بك ) الدال (األسرار، ونورك الواسع جبميع األنوار، ودليلك ، فال يصل واصل إال إىل حضرتك املانعة، وال يهتدي احلائر إال ) وحجابك األعظم القائم لك بني يديك(

ا ) وعرفين إياه معرفة(السبوحي، ) قين حبسبهوحق (الروحي، ) أللهم أحلقين بنسبه(بأنواره الالمعة، أشهد ا من مورود ا جماله، كما حيبه ويرضاه، وأسلم ا من(بعوارفه، ) موارد اجلهل(حمياه، وأصري ) وأكرع

) سبيله(جنائب لطفك وركائب حنانك وعطفك، وسر يب يف ) وامحلين على(مبعارفه، ) موارد الفضل(مورود القدوسية، املتجلية بتجليات احملاسن األنسية، ) حبضرتك(حضرته املتصلة ) إىل(القومي وصراطه املستقيم

جبميع أنواعه يف مجيع ) واقذف يب على الباطل(مصحوبا بعوامل سرائرك، ) نصرتك(جبنود ) محال حمفوفا(يةوز (، وباحلق على وجه األحق، ) فأدمغه(بقاعه احمليطة بكل مركبات وبساطات ) ج يب يف حبار األحد

نزه عن اإلطالق والتقييد، ) وانشلين من أوحال التوحيد() وأغرقين يف عني حبر الوحدة(إىل فضاء التفريد، امل

ا(شهودا ا نزوال وصعودا كما هو كذلك، ال يزال وجود ) حىت ال أرى وال أمسع وال أجد وال أحس إال حجابك األعظم (أللهم ) واجعل(وإمجاال وتفصيال، واجعل أللهم ذلك لديه ممدوحا وعندك حممودا،

كشفا وعيانا؛ إذ األمر كذلك لك رمحة منك وحنانا، ) حياة روحي) (ص(وبابك األكرم سيدنا حممدا يف جمامع معامله حاال ) وحقيقته جامع عواملي(ا وحاال ومقاال شوقا وذوق ) روحه سر حقيقيت(واجعل أللهم

لك ) يا أول(واآلخر والظاهر والباطن ) بتحقيق احلق األول(ومآال، وحققين بذلك على ما هنالك فليس قـبـإمسع ( فليس دونك شيء) يا باطن(فليس فـوقك شيء، و ) يا ظاهر(ويا آخر فليس بـعدك شيء و (شيء واجعلين عنك راضيا وعندك مرضيا ) مبا مسعت به عبدك زكرياء عليه السالم(يف بقائي وفنائي ) ندائي

بتأييد أهل ) وأيدين بك لك(على عوامل اجلن واإلنس واألمالك وامللوك العلوية والسفلية ) وانصرين بك لك(نك، ) وامجع بيين وبينك(ك فسلك، الصدق يف الرماد منا ممن سلك فملك، ومن مل وارفع عن عيين غيـ

إن . (منه بدأ األمر وإليه يعود، اهللا واجب الوجود وما سواه مفقود) أهللا أهللا أهللا(وحل بيين وبني غريك (من لدنك رمحة ربنا آتنا. (يف كل اقرتاب وابتعاد وانتهاض واقتعاد) الذي فرض عليك القرآن لرادك إىل معاد

واجعلنا ممن اهتدى بك فهدى، حىت ال يقع منا نظر إال عليك، وال يسري بنا ) وهيء لنا من أمرنا رشداوطر إال إليك، وسر بنا يف معارج مدارج إن اهللا ومالئكته يصلون على النيب يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه

أمسائي حتت أمسائك، وصفايت حتت صفاتك، وأفعايل حتت أفعالك درج أللهم أدرج . وسلموا تسليماالسالمة وإسقاط املالمة، يا حي يا قيوم يا ذا اجلالل واإلكرام جباهك أستغيث، يا إلـهنا وإلـه كل شيء إلـها

.واحدا ال إلـه إال أنت، سبحانك يا مغيث أغثين :هقال احلاج املرون قدس اهللا روح

من قرأ سورة يس مرة واحدة وسورة أهلاكم التكاثر عشر مرات ومزج الصالة املشيشية أليب املواهب ( وإىل روح الشاذيل، فإن روح الشاذيل رضي اهللا ) ص(الشاذيل مث يهدي ثواب هذا كله إىل روح سيدنا حممد

) .عنه جتيء مناما مث يقظة، لكن هذا حيتاج إىل اإلذن من الشيخزيارة الشيخ موالي عبد السالم بن مشيش قدس اهللا سره ذكر بعض فضائلها ـ الشيخ الغزواين ؛ #5&الشيخ الغزواين هو العارف باهللا تعاىل (هو مؤسس زيارة القطب موالنا عبد السالم ) هـ 935تويف عام (

يه املفزع يف عصره يف تدريس العامل العالمة شيخ العارفني باهللا من مشايخ القرن العاشر اهلجري، كان إلالعلوم الدينية والرتبية والسلوك الرباين، أخذ الطريقة عن الشيخ التباع، وهو عن القطب سيدي حممد اجلزويل

.رضي اهللا عنهم

مكث الشيخ الغزواين بالزاوية اليت بناها بقرية تزروت ببين زكار إحدى قبائل اهلبط ثالثني سنة يف تعليم ألتباع الذين منهم الشريف سيدي حممد بن علي وأخوه موالي عبد الرمحـن الشريف والشيخ العلم وتربية ا

التليدي والشيخ اهلبطي، وكان طيلة هذه املدة خيرج مصحوبا بأتباعه قاصدا زيارة موالنا عبد السالم بن ن شعبان يوم مشيش على رأس كل سنة، وقد اختار لذلك يوم النصف من شعبان، ولن يزال يوم النصف م

احتفال بضريح القطب موالنا عبد السالم إىل يومنا هذا، مث انتشرت شهرة زيارته يف مجيع أحناء املغرب، فتقاطر الناس عليه زرافات وواحدانا للرتحم عليه والتربك بأحفاده، وال عربة مبغاالة اجلاهلية واجلاهالت،

يصل إليه من كتب عليه الشقاء، وإذا وصل إليه شفعه فيه وسيأيت يف مناقبه أنه طلب من اهللا تعاىل أنال .يوم القيامة

وذكر أن الغزواين يف زيارته األوىل للشيخ املذكور خرج من مدينة مراكش مصحوبا بتالميذه ومريديه، وملا أعمامه، وصل إىل قرب الشيخ موالنا عبد السالم وجده كسائر القبور العادية ال يعرفه إال أحفاده وبنو

ار وأعيد بناؤه مرارا حىت فخشي عليه أن يضمحل مع مرور الزمن، فرفع بنيانه باحلجارة دون طني مث ا ) .استوى على اهليئة الذي هو عليها اآلن

، لسيدي الطاهر بن عبد السالم اللهيوي ) حصن السالم بني يدي أوالد موالي عبد السالم(من كتاب .العلمي

املقصد األمحد يف التعريف بسيدنا «د السالم بن الطيب القادري رضي اهللا عنه يف كتابه ـ قال سيدي عب :»ابن عبد اهللا أمحد

حىت إذا بلغ األشد وبلغ حدود ثالثني سنة أرشده اهللا تعاىل بسابق عنايته ملا أراد به من كرامته ـ أي (وإمام حتقيقه الشيخ اإلمام العامل العارف بسيدي حممد بن عبد اهللا رضي اهللا عنه ـ فجمعه بشيخ طريقه

الكامل الراسخ أيب احملاسن سيدي يوسف الفاسي نفعنا اهللا به وأفاض علينا من بركاته، وسبب ذلك أنه كان يزور مع والده الشيخ القطب سيدنا عبد السالم بن مشيش نفعنا اهللا به فطلب مرة عنده أن جيمعه

بقي سيدي حممد بن عبد : (، وقال) ليه، فظفر هنالك مبرامه وتعيني إمامهاهللا بشيخ يوصله إليه ويدله عاهللا مع شيخه حوايل أربع سنني حىت تويف الشيخ، مث صحب بعده وارث حاله أخاه الشيخ العارف سيدي عبد الرمحـن الفاسي رضي اهللا عنه، وكانت مدة صحبته إياه ثالث وعشرين سنة، وذلك مدة ما بني وفاة

وملا تويف سيدي عبد الرمحـن رضي اا عنه مكث ـ سيدي حممد بن عبد اهللا ـ حنو : (، وقال) يخنيالش

إن : العامني ال يتصدى ألحد واإلخوان يرتددون إليه يستعطفونه وهو ال يريد أن ينتصب هلم، ويقول هلمزيارته للقطب سيدنا عبد السالم بن احلقيقة ورثتها، وال إذن عندي، مث وقع له اإلذن يف جبل العلم عند

) .مشيش رضي اهللا عنه ونفعنا به فتصدى للمشيخةاملقصد األمحد يف التعريف بسيدنا «ـ قال سيدي عبد السالم بن الطيب القادري رضي اهللا عنه يف كتابه

:»ابن عبد اهللا أمحدذهب سيدي أمحد ) هجرية 1064(كورة مث إنه كما ذكر يف اإلملاع يف أواسط ذي احلجة من السنة املذ (

بن عبد اهللا رضي اهللا عنه إىل زيارة قطب األقطاب أيب حممد سيدي عبد السالم بن مشيش احلسين رضي ا أفادة، كان بعد أن رجع يرى يف معناه أنه ميد يديه إىل اهللا عنه، فتجددت له به إرادة وصحبته منه أمي

ائال سنه طالبا ومتملقا إليه راغبا حسبما أخرب هو عن نفسه سيدي قاسم اخلصاصي رضي اهللا عنه س) بذلك وأنبأ عما هنالك، فأراه ابن مشيش بذلك أنه إمام وجهته وحمراب قبلته وشيخ طريقه وقدوة حتقيقه

كان سيدي أمحد بن عبد اهللا رضي اهللا عنه يصف زيارة موالي عبد السالم بأنه حيصل منه املدد : (، وقالا حبيث ال يقدم عليه يف الفضل أحدا من مشايخ املغربلل ) .وافدين عليه واستعظامه ملقامه جد

اعلموا يا إخواين وإياكم : (ـ قال سيدي علي اجلمل الذي هو شيخ موالي العريب الدرقاوي رضي اهللا عنهمامن عوام املسلمني، فأتت له ال تنكروا فضل العوام، واهللا ما فتح يل الباب إال على يد رجل عامي جاهل

أيام كان يرافق فيها أحدا من العارفني، فلم اجتمعت مع ذلك العامي مصادفة من غري قصد وكنت يف ارا صباحا ومساء، ملا أراد اهللا أن يفتحها يل اجتمعت ذلك الوقت واقفا بلصق الباب أدق عليها ليال و

املفتاح وهو ال بدري ما الباب وما الفتاح، فأهلمين اهللا تبارك وتعاىل مع ذلك العامي بقرب الباب ويف يده إليه، فمددت يدي إليه لنأخذه على أين أقيسه على الباب هل تفتح به أم ال، فدفعه إىل ذلك العامي وهو

اري زاهد فيه ال يعرف له قدرا، فأدخلت املفتاح يف الباب فانفتح الباب، فدخلت يف احلني، فكنت أول اري مع اخلصوص، فلما دخلت سبحت وقلت احلمد هللا الذي أذهب عنا احلزن إن : من العموم وآخر

، وأصل ذلك كله أين كنت أكثر زيارة الشيخ موالنا عبد السالم )ص(ربنا لغفور شكور، فاملنة هللا ولرسوله لفنا ليس للداخل عنه حميد، وال ننكر بن مشيش نفعنا اهللا به وبأمثاله، وهذا الباب الذي ذكرنا هو باب ا

) .فضل املريب الذي ربانا بعد الدخول جزاه اهللا عنا خريا مجعنا اهللا تبارك وتعاىل به بعد الدخول .، لسيدي علي اجلمل رضي اهللا عنه»اليواقيت احلسان يف تصرف معاين اإلنسان«من كتاب

:»سلوة األنفاس«نه يف كتابه ـ قال سيدي حممد بن جعفر الكتاين رضي اهللا عوقد ذكر يف الروضة املقصودة أنه أمجع أهل البصائر على أنه تنبغي زيارته ـ أي زيارة موالنا عبد السالم ه (

بقدر االستطاعة واإلمكان يف كل يوم أو يف كل أسبوع أو يف كل شهر أو يف كل سنة، وتتأكد تعيينا ليلة ) .ن واملولد النبوي وسابعهاجلمعة ويوم عرفة وصبيحة العيدي

من فيه احملبة جيب عليه زيارة موالي عبد السالم كل شهر لكي يفتح له األبواب، العارفون واألولياء : ـ قـلت الضعيف منهم يزور ليصبح قويا، والقوي يزور ليزداد : يزورون موالي عبد السالم بن مشيش رضي اهللا عنه

عليه بزيارة موالي عبد السالم، ومن أراد اآلخرة فعليه بزيارة موالي عبد السالم، وذلك من أراد الدنيا ف. قوة .أن الدعاء عنده مستجاب

انتهى هذا الكتاب حبمد اهللا وعونه وحسن توفيقه--------------------------

pksl/Text Tag: "tx2" --------------------------

.15اآلية : لقمان .119اآلية : التوبة .60اآلية : البـقرة .65اآلية : الكهف .282اآلية : البـقرة .3اآلية : احلجرات .31اآلية : آل عمران .43اآلية : األحزاب .11اآلية : األحقاف الشارح سيدي أمحد بن عجيبة أخذ النسبة عن سيدي حممد البوزيدي عن موالي العريب الدرقاوي

.ي اهللا عنهم أمجعنيرض

الشارح سيدي أبو بكر البناين أخذ النسبة عن سيدي عبد الواحد الدباغ عن موالي العريب .الدرقاوي رضي اهللا عنهم أمجعني

.سيدي حممد احلراق هو أحد شراح املشيشية رضي اهللا عنهم عبد اهللا رضي اهللا الشارح سيدي أمحد بن عبد الوهاب الوزير أخذ النسبة عن سيدي أمحد بن .عنهما .سيدي عبد الرمحـن الفاسي هو أحد شراح املشيشية رضي اهللا عنهم .الشارح سيدي احلسن الزيايت أخذ النسبة عن سيدي يوسف الفاسي رضي اهللا عنهما .الشارح سيدي اخلرويب أخذ النسبة عن سيدي أمحد زروق رضي اهللا عنهما ذ النسبة عن أبيه سيدي حممد الصاحل الشرقاوي عن سيدي أمحد الشارح سيدي حممد املعطي أخ

.بن ناصر عن أبيه سيدي حممد الكبريعن سيدي أمحد بن إبراهيم عن سيدي عبد اهللا بن حسني الرقي عن سيدي أمحد بن علي احلامي

عن سيدي الغازي عن سيدي علي بن عبد اهللا السجلماسي عن سيدي أمحد بن يوسف امللياين عن .يدي أمحد زرق رضي اهللا عنهم أمجعنيس

.10اآلية : الكهف ،182ـ 180اآليات : الصافات .182ـ 180اآليات : الصافات .52اآلية : النور .69اآلية : العنكبوت .97اآلية : آل عمران .114اآلية : طـه .صديق يف تلك املدينة سجن رضي اهللا عنه سجنا معنويا حيث مل يكن له حبيب وال خليل وال .6اآلية : األحزاب .15 - 13اآليات : النجم .23اآلية : األنبياء

.68اآلية : القصص .152اآلية : البـقرة .65اآلية : الكهف .22اآلية : الزمر .122اآلية : األنعام .35اآلية : النور .40اآلية : النور .35اآلية : النور .66اآلية : الكهف .31اآلية : البـقرة .37اآلية : البـقرة .124اآلية : البقرة .15اآلية : غافر .269اآلية : البـقرة ائدة

.54اآلية : امل .31، 30اآليتان : البقرة .3اآلية : احلديد .9 - 5اآليات : النجم .33اآلية : البقرة .5اآلية : نوح ).69إىل آية 57ء من آية انظر سورة األنبيا) .69اآلية : األنبياء .46اآلية : احلج .4اآلية : القلم

.4اآلية : الرعد .122اآلية : األنعام .60اآلية : البـقرة .56اآلية : األحزاب .7، 6اآليتان : النازعات .101اآلية : املؤمنون .13اآلية : احلجرات .189اآلية : البـقرة .11اآلية : الضحى .110اآلية : اإلسراء .29اآلية : الفتح .6اآلية : الصف .10اآلية : الفتح .60اآلية : البـقرة .38اآلية : األنعام .153اآلية : األنعام .1اآلية : اإلسراء .7اآلية : احلشر .23اآلية : األحزاب .10اآلية : فاطر .32ية اآل: يونس .103اآلية : األنعام .104اآلية : األنعام .8 - 6اآليات : االنفطار

.6اآلية : التحرمي .10اآلية : الكهف .56اآلية : األحزاب .23، 22اآليتان : القيامة .260اآلية : البقرة .75اآلية : األنعام .3اآلية : احلديد .40اآلية : الروم .38، 37اآليتان :آل عمران .6 - 5اآليات : مرمي .16اآلية : ق .4اآلية : احلديد .46اآلية : طـه .91اآلية : األنعام .31، 30اآليتان : فصلت .91اآلية : األنعام .85اآلية : القصص .10اآلية : الكهف .10اآلية : الكهف .56اآلية : األحزاب .182 - 180اآليات : الصافات .10اآلية : الكهف .56اآلية : األحزاب .45اآلية : العنكبوت

.125اآلية : النحل .101اآلية : يوسف .27اآلية : النور .52اآلية : الشورى ).إماطة السوى والكون من القلب والسر: التجريد: (قال سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه ).رته احلق عنك منك ال منهكل ما س: الغيب: (وقال غيبه الذي ال ميكن ظهوره ولكن باعتبار : هوية احلق: (قال سيدي عبد الكرمي اجليلي رضي اهللا عنه

ا اإلشعار بالبطون والغيبوبية، وهي مأخوذة من لفظة هو الذي لإلشارة إىل ... مجلة األمساء والصفات وشأ ).نه ذاته باعتبار أمسائه وصفاته مع الفهم بغيبوبية ذلكالغائب، وهي يف حق اهللا تعاىل إشارة إىل ك

.}فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين {] 81اآلية : آل عمران[ أ ؤ إ ئ ا .حديث نبوي رواه أبو يعلى والسيوطي» إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف» أين كان ربنا قبل أن خيلق : قلت يا رسول اهللا: عنه قالعن أيب رزين العقيلي رضي اهللا. (العماء

حديث نبوي رواه » كان يف عماء ما حتته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على املاء«: خلقه؟ قال .الرتمذي

.الضباب: الكثيف، وقيل: السحاب الرقيق، وقيل: العماء يف اللغة ]2[ـوهذا صورة العماء الذي هو اجلسم احلقيقي : ( عنهقال سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا ]3[ـ

العام الطبيعي الذي هو صورة من قوة الطبيعة جتلي ملا يظهر فيه من الصور وما فوقه رتبة إال رتبة الربوبية اليت طلبت صورة العماء من االسم الرمحـن فتنفس فكان العماء فشبهه لنا الشرع مما ذكر عنه من هذا

ما فوقه هواء يعلو عليه فما فوقه إال حق وما حتته هواء يعتمد عليه : منا صورته بالتقريب قالاالسم فلما فه). أي ما حتته شيء مث ظهرت فيه األشياء، فالعماء أصل األشياء والصور كلها وهو أول فرع ظهر من أصل

.الفتوحات املكية، الباب األحد والسبعون وثلثمائة: انظرزا مل ) حديث ) أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا فتعرفت إليهم فيب عرفوين كنت كنـ .قدسي .}ورمحيت وسعت كل شيء {] 156اآلية : األعراف[ م ن ه و

اهليوىل عند طائفة : (عنه قال سيدي الربزجني رضي اهللا. لفظ يوناين مبعىن األصل واملادة: اهليوىل لصوفية اسم للشيء باعتبار نسبته إىل ما هو ظاهر فيه حبيث يكون كل باطن هيوىل الظاهر الذي هو ا

ا ما يشمل كل صورة معنوية كانت أو صورة فيه، وال يعنون بالصورة اجلسمانية فقط بل يعنون ).جسمانية .حديث نبوي» أوتيت جوامع الكلم واختصر يل الكالم اختصارا» .حديث نبوي، رواه البخاري» ين فقد رأى احلقمن رآ» { ! " £ $ % × ' ( ) * + ، - . / 0 1 2 72 [ .72اآلية : األحزاب[ {أثر مشاهدة مجال احلضرة اإللـهية يف القلب : األنس: (قال سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه

).وهو مجال اجلالللك والشهادة كالنداء من الشجرة ملوسىخطاب احلق للعارفني من : احملادثة: (وقال

).عامل امل

حديث نبوي، رواه أمحد والنسائي واحلاكم، قال سيدي» وجعلت قـرة عيين يف الصالة» أي صالة اهللا » وجعلت قـرة عيين يف الصالة«: (حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنه = ]4[ـ

).علي أللهم أنت الصاحب يف السفر واخلليفة يف «: يقول يف دعائه ربه يف سفره) ص(كان رسول اهللا .»األهلؤمن شفاء »

} ( قال سيدي حممد بن عبد الكبري الكتاين رضي اهللا عنه، . حديث نبوي» سؤر امل

[ژ ـ£ ! " املراد بالفتح فتق رتق ما أغلق من :}*إنا فـتحنا لك فـتحا مبينا {] 1اآلية : الفتح! !مكامن التجليات الذاتية املتضمنة املوروثة من سؤر املؤمن شفاء، واملؤمن من أمسائه تعاىل، وسؤره عبارة عن

).انبساط أشعة مقتضيات األمساء الذاتية الالهوتية { [ .6اآلية : النمل]} 6ى ي .ث نبويحدي» جف القلم مبا هو كائن» .حديث قدسي» الكربياء ردائي والعظمة إزاري من نازعين واحدا منهما قصمته» ] .45اآلية :الفرقان[ ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ

ژ پ! ! ه و ى ژ ـ ما ضل صاحبكم *والنجم إذا هوى {] 2، 1اآليتان : النجم! ! [ي .}*وما غوى ، 1اآليتان : اإلخالص]} 2 8 7 1 6 5 4 3{ : لكل شيء نسبة ونسبة اهللا عز وجل »

.155، حديث نبوي، خزينة األسرار ص [ 2 .اللئيم: القلزم. البحر األمحر: القلزم. ابـتـلعه : قـلزم الشيء .}الروح قل الروح من أمر ريب ويسألونك عن {] 85اآلية : اإلسراء[عع ؟ ژ ء = ؛ چ : ◌ .حديث نبوي» من عرف نفسه عرف ربه» عع ؟ ژ ء آ أ ؤ إ= ؛ چ : 9 8 7 6◌

سنريهم آياتنا يف اآلفاق ويف أنـفسهم حىت {] 53اآلية : فصلت! ! [«ئ ا ب ژ ف = ]5[ـ هلم أنه احلق .}*أومل يكف بربك أنه على كل شيء شهيد يـتبـني

، 17اآليتان : اإلنسان! ! [ـ}ژ . - ، ! ! + ـ)ص(ژ ( ) * ' × % إشارة إىل اآلية القرآنية .}*ال عينا فيها تسمى سلسبي*ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زجنبيال {] 18

مث دنا {] 9، 8اآليتان : النجم! ! [ژ ( ) * ' × ! ! }ژ % $ £ إشارة إىل اآلية القرآنية .}*فكان قاب قـوسني أو أدىن *فـتدىل ).وهو ما ظهر من احلس : الناسوت: (قال سيدي أمحد بن عجيبة رضي اهللا عنه عىن ما: الالهوت: (وقال

).بطن من امل

ا يـبايعون الله {] 10اآلية : الفتح. [ -، ) * + ◌ .}إن الذين يـبايعونك إمنوما يزال عبدي يتقرب إيل بالنوافل حىت أحبه فإذا أحببته كنت مسعه الذي يسمع به وبصره »

ا ورجله ا الذي يبصر به ويده اليت يبطش .حديث قدسي، رواه البخاري» اليت ميشي .}قل سريوا يف األرض فانظروا كيف بدأ اخللق {] 20اآلية : العنكبوت[ ج ح خ د ذ ر ز س .}أفمن هو قائم على كل نـفس مبا كسبت } ائدة[ ذ ر ز س ش ص

.}ا تـوفـيتين كنت أنت الرقيب عليهم فـلم {] 117اآلية : امل

حق، قال سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه ).فناؤك يف عينه: احملق: (امل

ال تنال رؤية الذات إال بعد : (قالت الصوفية. حديث نبوي» لن يرى أحدكم ربه حىت ميوت» .ية إال بعد خراب الذات البشريةمعناه ال تنال رؤية الذات اإللـه) خراب الذات

[ .34 - 32اآليات : طـه]} 34[ غ 33ط ظ ع 32ش ص ض } .}فـلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ريب {] 76اآلية : األنعام. [_ ء ] گ [ ظ ع غ م إال رداء الكرب » .حديث نبوي» ياء على وجهه يف جنة عدنوما بني أهل اجلنة وبني أن يروا رالعامل املشهود بني عامل املعاين وعامل : الربزخ: (قال سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه ).األجسامياأيـها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا {] 24اآلية : األنفال[ عع ؟ ژ ء آ أ ؤ إ ئ ا

.}عاكم لما حيييكم د حديث نبوي، رواه الدارمي وابن » إن اإلسالم بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوىب للغرباء»

.ماجه وأمحد والبيهقي .}وخشعت األصوات للرمحان فال تسمع إال مهسا{] 108اآلية : طه[◌ 1 0. / - ، + ◌ 6ف ق ك ل م ن . _ 5ء ] گ [ غ } [ 7 - 5اآليات : مرمي]} 7ه و ى ي

. : مجع اجلمع: (، وقال)اجلمع إشارة إىل حق بال خلق: (قال سيدي ابن عريب احلامتي رضي اهللا عنه

).االستهالك بالكلية يف اهللا عع ؟ ژ ء آ= ؛ چ : 9 8 7 6 5 }

[ .2اآلية : احلج]} 2أ ؤ إ ئ ا ب ة ت = ]6[ـ ].18اآلية : الكهف% [$ £ ! " } ) ص({ ◌ وشرط ذلك لقومه ) ص(إشارة إىل غزوة ذي الرقاع حيث أتى أحد املشركني ليفتك برسول اهللا

وأصلته بعد أن استأذنه يف أن ينظر إىل السيف، فلما أصلته هم به، فصرفه ) ص(وأخذ سيف رسول اهللا .، فـرد السيف يف غمده»اهللا«: من مينعك مين يا حممد؟ قال: فقال. وحلقه بـهتاهللا عنه وقال ). احلقيقة احملمدية التعني األول مع الذات وهو االسم األعظم: (قال اجلرجاين رضي اهللا عنه

م قا: (سيدي إبراهيم الكوراين رضي اهللا عنه إن التعني األول : لوااعلم أن احملققني من املشايخ نفع اهللا

أول مرتبة للذات األقدس وأول مراتب العلم من حيث إنه عني الذات ال نعت زائد عليها والعلم حبسن املرتبة األوىل اليت هي التعني األول هو ظهور الذات لنفسه باندراج اعتبارات الواحدية فيها فإنه علم ذاته

...).فقطفإن : قال سيدي أبو املواهب الشاذيل رضي اهللا عنه. ديث نبويح» حب الوطن من اإلميان»

املوطن موطنان؛ موطن أهل اجلنان وموطن : ؟ قـلت »حب الوطن من اإلميان«): ص(ما معىن قوله : قلت .أهل شهود العيان ـ فاجلناين ألهل اليمني ـ والعياين للمقربني

.10اآلية : الكهف .85اآلية : اإلسراء .56اآلية : حزاباأل .115اآلية : البـقرة .67اآلية : النحل .182 - 180اآليات : الصافات .10اآلية : مرمي .110اآلية : آل عمران .57اآلية : غافر .4اآلية : القلم .88اآلية : القصص .11اآلية : الشورى .85اآلية : القصص .85اآلية : القصص .85آلية ا: القصص

.10اآلية : الكهف .10اآلية : الكهف

.56اآلية : األحزاب .180اآلية : الصافات .110اآلية : آل عمران .62اآلية : األنفال .94اآلية : األنعام .42اآلية : النجم .85اآلية : القصص .10اآلية : الكهف .10اآلية : الكهف .182ـ 180اآليات : الصافات .255اآلية : البـقرة .43اآلية : األعراف .70اآلية : األنعام .20اآلية : اإلسراء .31اآلية : البـقرة .112اآلية : األنعام .99اآلية : يونس .68اآلية : القصص .30اآلية : اإلنسان .198اآلية : البـقرة .114اآلية : طـه .13اآلية : الشورى .32اآلية : يونس .60اآلية : اإلسراء

.172اآلية : األعراف ائدة

.61اآلية : امل .3اآلية : احلديد .1اآلية : األحزاب .85اآلية : القصص .10اآلية : الكهف .28اآلية : فصلت .56اآلية : األحزاب .182 - 180اآليات : الصافات .85اآلية : القصص .5 اآلية: الضحى .10اآلية : النجم ( ) * فسر سيدي حممد املعطي بن الصاحل رضي اهللا عنه اآلية الكرمية الواردة يف الصالة املشيشية

مث فسر اآليات اليت أتت بعدها إىل آخر } إن الذي فـرض عليك القرآن لرآدك إىل معاد {. / - ، + ذه اآليات قد وردت مفسرة يف كتابه الذخرية كما هي مفسرة يف شرحه للصالة سورة القصص وألن ه

.املشيشية فقد حذفتها من شرحه بعد استسماحه اكتفاء بوجودها يف الذخرية وإحالة للقارىء عليها .10اآلية : الكهف .26اآلية : اجلاثية .203اآلية : البـقرة .103اآلية : آل عمران .85اآلية : القصص .10اآلية : الكهف .سائل: هامع .صديق: خدير

.الفقر واحلاجة: خلة سيدي مصطفى البكري رضي اهللا عنه يف شرحه للصالة املشيشية يقدم أوال شرح نصها من عنده

.مث يعقبه مبا شرح بها، ومبا أن شرح سيدي حممد اخلرويب رضي اهللا عنه ذلك النص وهكذا إىل آخر فقرة من فقرا

سيدي حممد اخلرويب رضي اهللا عنه يوجد مستقال ضمن هذا اجملموع فقد ارتأيت جتريده عن شرح سيدي مصطفى البكري احرتازا من التكرار وتفاديا من التطويل ال سيما وقد حذف سيدي مصطفى البكري نفسه

عن شرحه فكان حذفه كاإلذن يف هذا يف إحدى شروحه للصالة املشيشية شرح سيدي حممد اخلرويبن يريده

.احلذف مل .56اآلية : األحزاب .56اآلية : األحزاب .5اآلية : يونس ائدة

.15اآلية : املائدة

.16اآلية : امل .35اآلية : النور .81اآلية : آل عمران .1اآلية : الفرقان .28اآلية : سبأ .81اآلية : آل عمران .107اآلية : األنبياء .114اآلية : طـه .لسيدي عبد الكرمي اجليلي رضي اهللا عنه) اإلنسان الكامل(انظر الباب املويف ستني من كتاب .60اآلية : األنفال .48اآلية : القصص .113اآلية : النساء

.216اآلية : البـقرة .85اآلية : اإلسراء .69اآلية : العنكبوت .282اآلية : لبـقرةا .29اآلية : األنفال .31اآلية : آل عمران .31اآلية : البـقرة .282اآلية : البـقرة .4اآلية : اجلمعة .68اآلية : الزمر ائدة

.35اآلية : امل .69اآلية : األعراف .9، 8اآليتان : النجم .12اآلية : يونس .29اآلية : الكهف .احلية اليت ال تنفع فيها الرقية: لالص .18اآلية : األنعام .السرت: السجف .85اآلية : الواقعة .47اآلية : الذاريات .43اآلية : النحل .28اآلية : آل عمران .85اآلية : اإلسراء ائدة

.116اآلية : امل

.65اآلية : النمل .188اآلية : األعراف .35اآلية : نعاماأل .9اآلية : األحقاف .32اآلية : النساء .70اآلية : اإلسراء .20، 19اآليتان : القمر .20اآلية : القمر .7اآلية : احلاقة .108اآلية : يوسف .18اآلية : األنبياء .81اآلية : اإلسراء .115اآلية : البـقرة .8اآلية : فاطر .88آلية ا: النمل .96اآلية : الصافات .خالص: صرف .29اآلية : الكهف .122اآلية : األنعام .42اآلية : النجم .120اآلية : النحل .108اآلية : يونس .48اآلية : القصص .108اآلية : يونس

.5اآلية : األنعام .85اآلية : احلجر .89اآلية : األنبياء .90آلية ا: األنبياء .90اآلية : األنبياء .6اآلية : التني .18، 17اآليتان : طـه ائدة

.54اآلية : امل .199اآلية : األعراف .37اآلية : األنفال .91اآلية : األنعام .110اآلية : اإلسراء .8اآلية : النجم .9اآلية : النجم .1اآلية : اإلخالص .45اآلية : العنكبوت .85اآلية : القصص .10اآلية : الكهف .65اآلية : الكهف .103اآلية : التوبة .90اآلية : األنعام .9، 8اآليتان : النجم .4اآلية : القلم .81اآلية : آل عمران

.136اآلية : النساء .47اآلية : مرمي .89اآلية : األنبياء .90اآلية : األنبياء .6، 5آليتان ا: مرمي .85اآلية : القصص .10اآلية : الكهف .10اآلية : النجم .107اآلية : األنبياء .8اآلية : النجم .56اآلية : األحزاب .4اآلية : الشرح ائدة

.15اآلية : امل .46اآلية : األحزاب .22اآلية : الزمر .110اآلية : آل عمران .31اآلية : البـقرة .الزاوية بناها بباب حومة الفلفليني مبدينة فاس .44اآلية : طه .29اآلية : الكهف .4اآلية : القلم .46، 45اآليتان : األحزاب .136اآلية : النساء .90، 89اآليتان : األنبياء

.85اآلية : القصص .10اآلية : الكهف .11اآلية : األحزاب .»كبتوا كما كبت«: ات، مأخوذ من قوله تعاىلمكتبات أحكامها أي مهلك .3اآلية : احلديد .90، 89اآليتان : األنبياء .91اآلية : األنعام .85اآلية : القصص .10اآلية : الكهف .12اآلية : احلجرات