986
1 ُ ةَ ّ يِ رَ بْ نِ مْ ل اُ بَ طُ خْ ل ا

› v2 › wp-content › uploads › 2018 › 11 › …  · Web viewkhutbahbank.org.ukAll praises are due to Allah (SWT). To him belongs all gratitude and because of his favours,

  • Upload
    others

  • View
    9

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

522

الْخُطَبُ الْمِنْبَرِيَّةُ

بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْإِنْجِلِيزِيَّةِ

مِن إِعْدَادِ الشَّيْخِ / مُحَمَّد عُوَيْس

مُقَدِّمَةُ الْكِتَابِ

الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ وَفَضْلِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ؛ فَهُوَ الْمُعِينُ وَهُوَ الْهَادِي لِإِتْمَامِهَا، وَهُوَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْإِثَابَةِ عَلَيْهَا إِنْ قُبِلَتْ عِنْدَهُ؛َ فَسُبْحَانَهُ مِنْهُ الْفَضْلُ، وَمِنْهُ الْكَرَمُ وَالْعَطَاءُ، سُبْحَانَهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِهَذَا الدِّينِ الْقَوِيمِ، وَحَفِظَهُ لَنَا فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ، الَّذِي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فُصِّلَتْ 41].

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ خَيْرُ مَنْ بَلَّغَ الرِّسَالَةَ عَنْ رَبِّهِ وَأَدَّى الْأَمَانَةَ عَنْ مَوْلَاهُ، صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، كَانَ التَّطْبِيقَ الْعَمَلِيَّ الْمُشَاهَدَ لِمَا فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى مِنْ عَقَائِدَ وَعِبَادَاتٍ وَأَخْلَاقٍ، نَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ كَأَوْضَحِ وَأَظْهَرِ مَا بَلَّغَ مُبْلِغٌ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ إِلَى يَوْمِ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ.

أَمَّا بَعْدُ....

فَهَذِهِ مَجْمُوعَةُ خُطَبٍ مِنْبَرِيَّةٍ بِاللُّغَتَيْنِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْإِنْجِلِيزِيَّةِ، أَلْقَيْتُهَا فِي عِدَّةِ مَسَاجِدَ فِي الْمَمْلَكَةِ الْمُتَّحِدَةِ (بِرِيطَانْيَا) وَفِي الْوِلَايَاتِ الْمْتَّحِدَةِ (أَمْرِيكَا)، وَفَّقَنِي اللهُ تَعَالَى لِجَمْعِهَا فِي كِتَابٍ وَاحِدٍ لِتَكُونَ زَادًا وَعَوْنًا لِمَنِ انْشَغَلَ بِالدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى فِي الْمَسَاجِدِ خَاصَّةً فِي البِلَادِ النَّاطِقَةِ بِالإْنْجِلِيزِيَّةِ، مَعَ أَنَّهَا تُفِيدُ كَذَلِكَ مَنْ يَخْطُبُ فِي البِلَادِ النَّاطِقَةِ بِالْعَرَبِيَّةِ.

وَقَدْ رَاعَيْتُ فِيهَا مَا يلي:-

1. وَحْدَةُ الْمَوْضْوعِ

فَكُلُّ خُطْبَةٍ تُعْنَى بِمَوْضُوعٍ مْحَدَّدٍ لَا تَتَفَرَّعُ مِنْهُ إِلَى مَوْضُوعَاتٍ أُخْرَى؛ فَإِنَّهُ يُؤْخَذُ عَلَى بَعْضِ الْخْطَبَاءِ أَنَّهُ إِذَا بَدَأَ خُطْبَتَهُ بِمَوْضُوعٍ فَإِنَّهُ يَتَفَرَّعُ مِنْهُ إِلَى مَوْضُوعَاتٍ أُخْرَى؛ فَيَتْرُكُ الْمُسْتَمِعَ حَيْرَانَ لَا هُوَ أَتَمَّ لَهُ جَوَانِبَ الْمَوْضُوعِ الَّذِي بَدَأَ الْحَدِيثَ عَنْهُ وَلَا هُوَ أَعْطَى الْمَوْضُوعَاتِ الْأُخْرَى الَّتِي تَطَرَّقَ إِلَيْهَا حَقَّهَا مِنَ الْحَدِيثِ.

2. التَّأَكُّدُ مِنَ النُّصُوصِ الْوَارِدَةِ فِي هَذِهِ الْخُطَبِ

فَبِجَانِبِ كْلِّ آيَةٍ ذَكَرْتُ اسْمَ السُّورَةِ وَرَقْمَ الْآيَةِ، وَفِي جَانِبِ كُلِّ حَدِيثٍ ذَكَرْتُ تَخْرِيجَهُ مِنْ كُتُبِ الْأَحَادِيثِ، وَقَدْ يَكُونُ الْحَدِيثُ مَوْجُودًا فِي أَكْثَرَ مِنْ كِتَابٍ فَأَكْتَفِي بِذِكْرِ كِتَابٍ وَاحِدٍ بُعْدًا عَنِ الْإِطَالَةِ.

3. انْفِصَالُ اللُّغَتَيْنِ

وَضَعْتُ النَّصَّ الْعَرَبِيَّ مُنْفَصِلًا عَنِ التَّرْجَمَةِ الْإِنْجِلِيزِيَّةِ حَتَّى يَتَسَنَّى لِمَنْ يَخْطُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَحْدَهَا أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنَ الْكِتَابِ، وَكَذَلِكَ مَنْ يَخْطُبُ بِالْإِنْجِلِيزِيَّةِ وَحْدَهَا أَنْ يَسْتَفِيدَ كَذَلِكَ.

4. تَرْتِيبُ الْخُطَبِ

رَتَّبْتُ الْخُطَبَ عَلَى أَشْهُرِ السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ؛ لِيَتَسَنَّى لِمَنْ يَحْتَاجُ إِلَى الْخُطَبِ أَنْ يَخْتَارَ الْخُطْبَةَ الْمُنَاسِبَةَ لِلْوَقْتِ الَّذِي يَخْطُبُ فِيهِ وَوَضَعْتُ فِي كُلِّ شَهْرٍ خَمْسَ أَوْ سِتَّ خُطَبٍ لِيَخْتَارَ مِنْهَا الْخَطِيبُ مَا يَرَاهُ مُنَاسِبًا لَهُ، وَقَدْ رَاعَيْتُ أُنْ تُوضَعَ خُطَبٌ عَنِ الْمُنَاسَبَاتِ الدِّينِيَّةِ فِي وَقْتِهَا.

أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَنْتَفِعَ بِهَذَا الْعَمَلِ كْلُّ مَنِ اطَّلَعَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ اللهُ تَعَالَى لِي ذُخْرًا عِنْدَهُ أَنَالُ ثَوَابَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

الشَّيْخُ / مُحَمَّد عُوَيْس

إِمَامُ مَسْجِدِ الْبِرِّ Woking Surrey

Introduction

All praises are due to Allah (SWT). To him belongs all gratitude and because of his favours, righteousness is achieved. We praise him for helping and guiding us to achieve righteousness, and we praise him if accepts our deeds. He is the most generous and the best of providers. Glory be to him, our Lord, the most compassionate, the most merciful.

I bear witness that there is no god except Allah, without partners. He blessed us by giving us this great religion and protecting the Qur’an for us

(لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فصلت 41 .

falsehood shall not reach from before or from behind. It is a revelation from the Wise, the One worthy of all praise.

And I bear witness that Muhammad is his slave and messenger. He was the best messenger of Allah and delivered his trust perfectly. May the peace and blessings of Allah (SWT) be upon him. He was the perfect living example to the message of Islam and instructions of Allah (SWT) revealed in the Qur’an. We testify that he (PBUH) delivered the message in the clearest and best possible way.

This a collection of a few sermons (khutab), in Arabic and English, which I have delivered in several mosques in the UK and USA. Allah (SWT) has given me the tawfeeq to collect them all in one book, so that they can be a reference and a resource for imams working in any mosque, especially in English speaking areas.

Please note the following:

1. Each khutbah deals only with one topic. It is a common mistake that some imams make, to start with one topic and branch into several, so that they never completely cover the original nor the branch topics, and leave the listener confused.

2. All of the texts (the Qur’anic verses and ahadeeth) are referenced, so that whoever wishes to go back to the original can do so. Whenever a hadith is quoted by more than one book of hadith, I have only mentioned one.

3. The Arabic khutab are listed completely separately to the English, so that whoever wishes to deliver the khutbah in one language only can do so.

4. I have ordered the khutab by topic according the Hijri calendar, so that the appropriate occasional khutab are delivered at the correct time. I have included four or five khutab per month, to give some degree of choice to the imam.

I pray to Allah (SWT) to benefit all those who read this book and use it, and to give me its reward on the Day of Judgment. Ameen.

Sheikh Mohamed Ewas

Imam of Masjid Al-Birr, Woking, Surrey, UK

خْطَبُ شَهْرِ الْمْحَرَّمِ

احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ

الْحَمْدُ لِلهِ، الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ. وَمَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ. وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الْمَأْمُونُ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ. وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ :

حَدِيثُنَا الْيَوْم حَوْلَ وَصِيَّةٍ عَظِيمَةٍ مِنْ وَصَايَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَحَابِيٍّ جَلِيلٍ مِنْ صَحَابَتِهِ.

حَدِيثُنَا حَوْلَ حَدِيثٍ رَوَاهُ حَبْرُ الْأُمَّةِ وَعَالِمُهَا؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا؛ فَقَالَ: يَا غُلَامُ، إنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوك إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ؛ رُفِعَتِ الْأقْلَامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ". وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ التِّرْمِذِيِّ: "احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَك لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

أَمَّا عَنِ الصَحَابِيِّ فَهُوَ عَالِمُ الْأُمَّةِ وَتُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الْقُرَشِيُّ، ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اجْتَمَعَ لَهُ مَجْدُ الصُّحْبَةِ وَمَجْدُ الْقَرَابَةِ وَمَجْدُ الْعِلْمِ، وَاجْتَمَعَ لَهُ مَجْدُ التُّقَى؛ فَقَدْ كَانَ صَوَّامًا بِالنَّهَارِ قَوَّامًا بِاللَّيْلِ يُكْثِرُ البُكَاءَ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمْسُتَغْفِرًا بِالْأَسْحَارِ. أُمُّهُ: لُبَابَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ، أُخْتُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛َ فَكَانَتْ خَالَتَهُ.وُلِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَمَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ وَالْنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَاصَرُونَ فِي شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ؛ فَأَخَذُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَحَنَّكَهُ بِرِيقِهِ؛ فَكَانَ أَوَّلَ مَا كَانَ فِي فَمِهِ رِيقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛َ وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سَنَوَاتٍ.

لَازَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِغَرِهِ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأَنَّ خَالَتَهُ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ مِنَ العُمُرِ 13 سَنَةً وَقِيلَ 15 سَنَةً. كَانَ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- يُلَقَّبُ بِالْحَبْرِ وَالْبَحْرِ؛ لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ، وَكَانَ عَلَى دَرَجَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الاجْتِهَادِ وَالْمَعْرِفَةِ لِمَعَانِي الْقُرْآنِ.

وَقَدْ لَازَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صِغَرِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَكَانَ يُعِدُّ لَهُ مَاءَ الْوُضُوءِ إِذَا هَمَّ أَنْ يَتَوَضَّأَ، وَيُصَلِّي خَلْفَهُ إِذَا وَقَفَ لِلصَّلَاةِ، وَيَكُونُ مَعَهْ فِي السَّفَرِ؛ حَتَّى أَصْبَحَ كَظِلِّهِ يَسِيرُ مَعَهُ إِذَا سَارَ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَحْمِلُ قَلْبًا وَاعِيًا وَذِهْنًا صَافِيًا وَيُحَدِّثُ عَنْ نَفْسِهِ فَيَقُولُ: "هَمَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالوُضُوءِ ذَاتَ مَرَّةٍ فَأَسْرَعْتُ بِإِعْدَادِ مَاءِ الْوُضُوءِ لَهُ، وَلَمَّا هَمَّ بِالصَّلَاةِ أَشَارَ إِلَيَّ أَنْ أَقِفَ بِإِزَائِهِ فَوَقَفْتُ خَلْفَهُ؛ فَلَمَّا انْتَهَتِ الصَّلَاةُ مَالَ عَلَيَّ وَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ بِإِزَائِي يَا عَبْدَ اللهِ؟ فَقُلْتُ: أَنْتَ أَجَلُّ فِي عَيْنِي وَأَعَزُّ مِنْ أَنْ أُوَازِيَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ آتِهِ الْحِكمْةَ).

وَقَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دَعْوَةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَأَصْبَحَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ مِنَ الْحُكَمَاءِ وَالْعُلَمَاءِ الْعَارِفِينَ؛ فَلُقِّبَ بِحَبْرِ الْأُمَّةِ.

وَقَدْ سَلَكَ الْفَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ إِلَى الْعِلْمِ كُلَّ سَبِيلٍ، وَبَذَلَ مِنْ أَجْلِ تَحْصِيلِهِ كُلَّ جُهْدِ؛ فَقَدْ بَقِيَ يَنْهَلُ مِنْ مَعِينِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِوَالَ فَتْرَةِ حَيَاتِهِ؛ فَلَمَّا لَحِقَ رَسُولُ اللهِ بِرَبِّهِ تَعَالَى اتَّجَهَ إِلَى بَاقِي الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ وَأَخَذَ مِنْهُمْ وَتَلَقَّى عَنْهُمْ الْعِلْمَ فَقَدْ رُوِيَتْ لَهُ فِي كُتُبِ الْأَحَادِيثِ 1660 حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

أَمَّا عَنِ الوَصِيَّةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي وَصَّاهُ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَهِيَ الْوَصِيَّةُ الَّتِي تَبْنِي الْعَقِيدَةَ فِي قَلْبِ الْمُسْلِمِ؛ خَاصَّةً فِي قَلْبِ كُلِّ أَشْبَالِ الْإِسْلَامِ.

"احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ" أْيِ احْفَظْ حُدُودَ اللهِ تَعَالَى، بِالْبُعْدِ عَنْ كُلِّ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ، وِبِعَمَلِ كُلِّ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ، وَبِحُبِّ كُلِّ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ خُلُقٍ يُحِبُّهُ اللهُ تَعَالَى، وَبِبُغْضِ كُلِّ فِعْلٍ أَوْ قَوْلِ أَوْ خُلُقِ يَكْرَهُهُ اللهُ تَعَالَى؛ فَحِفْظُ الْعَبْدِ لِلهِ تَعَالَى يَعْنِي أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ مَوْجُودًا عِنْدَ كُلِّ أَمْرٍ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِهِ، وَأَنْ يَكُونَ غَائِبًا وَبَعِيدًا عَنْ كُلِّ نَهْيٍ نَهَى اللهُ تَعَالَى عَنْهُ.

"احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ" فَبِحِفْظِ الْعَبْدِ لِحُدُودِ اللهِ تَعَالَى يَكُونُ اللهُ تَعَالَى مَعَهُ، وَمَنْ كَانَ اللهُ مَعَهُ فَلَنْ يَضِيعَ وَلَنْ يَضِلَّ أَبَدًا.

يَحْفَظُ الْعَبْدُ رَبَّهُ بِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ لِلهِ تَعَالَى؛ فَيَكُونُ اللهُ تَعَالَى مَعَهُ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ".

مَا أَعْظَمَهَا نِعْمَةً وَفَضْلًا عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ الْحَافِظُ وَالْمْعِينُ لَهُ هُوَ اللهُ الَّذِي لَا يَغِيبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

ثْمَّ يُعَلِّمُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَمَعَهُ الْأُمَّةُ كُلُّهَا صَفَاءَ التَّوْحِيدِ لِلهِ تَعَالَى؛ فَيَقُولُ لَهُ: "إذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْت فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ"؛ فَلَا مَسْؤُولَ إِلَّا اللهُ تَعَالَى؛ فَلَا بَشَرٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ؛ بَلِ الطَّلَبُ وَالَرَّجَاءُ وَالْخَوْفُ مِنَ اللهِ تَعَالَى وَحْدَهُ.

فَمَنْ سَأَلَ غَيْرَ اللهِ تَعَالَى فَقَدْ أَشْرَكَ مَعَ اللهِ غَيْرَهُ لَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ مَنْ يَدْعُو نَبِيًّا مُرْسَلًا أَوْ مَلَكًا مُقَرَّبًا أَوْ عَبْدًا صَالِحًا. وَلَا اسْتِعَانَةَ إِلَّا بِهِ تَعَالَى وَحْدَهُ.

ثُمَّ يُعَلِّمُهُ أَنَّهُ لَا أَحَدَ يَمْلِكُ لِلْعَبْدِ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى، وَمَهْمَا اجْتَمَعَ النَّاسُ كُلُّ النَّاسِ عَلَى عَبْدٍ أَنْ يَنْفَعُوهُ أَوْ يَضُرُّوهُ؛ لَا يَمْلِكُونَ جَمِيعُهُمْ بِقُوَّتِهِمْ وَعَتَادِهِمْ وَسِلَاحِهِمْ أَنْ يَنْفَعُوا أَوْ يَضُرُّوا إِلَّا بِمَا كَتَبَهُ اللهُ تَعَالَى لِلْعَبْدِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، "وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ".

ثُمَّ يُبَيِّنُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللهَ قَدْ كَتَبَ كُلَّ شَيْءٍ وَأَنَّ مَا قَدَّرَهُ اللهُ تَعَالَى قَدْ كُتِبَ وَلَنْ يَحْدُثَ جَدِيدٌ؛ فَالْقَلَمُ قَدْ رُفِعَ وَالَصُّحُفُ قَدْ جَفَّتْ بِكُلِّ مَا كَتَبَهُ اللهُ تَعَالَى لِلْعَبْدِ "رُفِعَتِ الْأقْلَامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ".

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

وَيُعَلِّمُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَكُونَ عَلَى صِلَةِّ بِاللهِ تَعَالَى، عَابِدًا مُطِيعًا مُنِيبًا دَاعِيًا لِلهِ تَعَالَى فِي وَقْتِ الرَّخَاءِ وَالْيُسْرِ؛ حَتَّى يَكُونَ اللهُ تَعَالَى مَعَهُ فِي وَقْتِ الشِّدَّةِ يَسْتَجِيبُ لَهُ دُعَاءَهُ وَيُفَرِّجُ عَنْهُ كَرْبَهُ وَهَمَّهُ؛ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفُكَ فِي الشِّدَّةِ".

ثُمَّ نَصِيحَةٌ مُهِمَّةٌ عَلَى عَدَمِ النَّدَمِ عَلَى مَا فَاتَ، وَأَلَّا يَفْتَحَ الْإِنْسَانُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ، إِذَا أَخْطَأَهُ خَيْرٌ كَانَ يَرْجُوهُ، أَوْ أَصَابَهُ شَرُّ كَانَ يَحْذَرُ مِنْهُ؛ فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ"، ثُمَّ يَفْتَحُ بَابَ الْأَمَلِ فِي فَرَجِ اللهِ تَعَالَى بِشَرْطِهِ، وَهُوَ (مَنْ أَرَادَ النَّصْرَ فَعَلَيْهِ بِالصَّبْرِ، وَأَنَّهُ بَعْدَ الْكَرْبِ سَيَأْتِي لَا مَحَالَةَ الْفَرَجُ)؛ مِصْدَاقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِنَّ مَعَ الْعسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعسْرِ يُسْرًا} [الشرح 5-6]، فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنْ الْفَرَجَ مَعَ الْكرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعسْرِ يُسْرًا".

نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا وَيَهْدِيَنَا لِحِفْظِ حُدُودِهِ كَيْ يَحْفَظَنَا وَيَمُنَّ عَلَيْنَا بِنَصْرٍ وَفَرَجٍ قَرِيبَيْنِ لِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ. آمِينْ.

Khotbas for Muharram

Mindfulness of Allah

All praises are due to Allah; we praise Him and ask Him His support, we seek His Guidance, we ask Him for Forgiveness, and we seek refuge in Allah from the evil of ourselves and from our sinful actions. Whoever Allah guides no one can lead astray and whoever he misguides will find none to guide him to the right way. I testify that there is no god except Allah, Alone without any partner. He gives life and causes death. He has power over all things, and I testify that Mohammed is His servant and messenger, the best of His creation, and His most beloved. He delivered the message of Islam, fulfilled the trust, advised the nation, removed the darkness from it, and he strove in the path of the religion until his death. May Allah's Blessings and peace be upon him, his family, his companions, and those who followed his guidance until the Day of Judgment. (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

O You who believe, - Fear Allah, as He should be feared, and die not except as Muslims.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

“O you who believe! Keep your duty to Allah and fear Him, and speak always the truth. He will direct you to do righteous good deeds and will forgive you your sins. And whosoever obeys Allah and His Messenger has indeed achieved a great achievement.”

Dear Muslims:

Our talk today is about one of the great companions of the prophet (PBUH) and a great piece of advice given to him from the Prophet (PBUH).

The Sahaby is Abdullah ibn Abbas.

Abdullah was the son of Abbas, an uncle of the Prophet (PBUH). He was born just three years before the Hijrah. When the Prophet died, Abdullah was therefore only thirteen years old. His mother is Umm al-Fadl Lubaba bin Al Hareath, the second woman who converted to Islam, on the same day as her close friend Khadijah (RAA).

When Abdullah reached an age of understanding and maturity, he attached himself to the service of the Prophet (PBUH). He would run to get water for him when he wanted to make wudu. He narrated: "Once the Prophet (PBUH) was on the point of performing wudu; I hurried to get water ready for him. He was pleased with what I was doing. As he was about to begin Salat, he indicated that I should stand at his side. However, I stood behind him. When the Salat was finished, he turned to me and said: 'What prevented you from being at my side, O Abdullah?' 'I said that you are too great in my eyes for me to stand side by side with you, ‘He (PBUH), raised his hands to the heavens, then prayed: 'O Allah, grant him wisdom." In another hadith he (PBUH) said: "Oh Allah! Grant him understanding (fiqh) of the religion and teach him the explanation of the Qur’an".

The Prophet's prayer certainly was granted; for the young Abdullah was to prove time and again that he possessed wisdom beyond his years. During the lifetime of the Prophet (PBUH), Abdullah did not miss any of his congregations and he would commit to memory whatever he (PBUH) said.

After the Prophet passed away, he would take care to go to as many companions as possible especially those who knew the Prophet longer and learn from them what the Prophet had taught them.

Whenever he heard that someone knew a hadith of the Prophet which he did not know he would go quickly to him and memorise it.

Dear Muslims:

Now we look at the advice of the prophet (PBUH) to ibn Abbas. On the authority of `Abdullah ibn `Abbas (RAA) who said: One day I was riding (a horse/camel) behind the Prophet when he said, to me: “O young man, I shall teach you some words of advice: Be Mindful of Allah and Allah will protect you. Be Mindful of Allah and you will find Him in front of you. When you ask, then ask Allah alone; and when you seek help, then seek help from Allah alone. And know that if the entire Nation were to gather together to benefit you with anything, they would not benefit you except with what Allah had already prescribed for you. And if they were to gather together to harm you with anything, they would not harm you except with what Allah had already prescribed against you. The Pens have been lifted and the Pages have dried.

Another narration adds: “be mindful of Allah, and you will find Him in front of you. Recognize and acknowledge Allah in times of ease and prosperity, and He will remember you in times of difficulty. And know that what has passed you by [and you have failed to attain] was not going to befall you, and what has befallen you was not going to pass you by. Know that victory comes with patience, relief with affliction, and ease with hardship.”

Dear Muslims:

There are many important lessons that we learn from this hadith, and these are:

1- Muslims must remember Allah (SWT) everywhere and every time, which means that we must follow Allah’s Commandments and keep away from what He (SWT) forbade, and we must also stick to all our obligations. If Muslims obeyed Allah (SWT) and fulfilled all their obligations, then He (SWT) will protect them from the evil in this world, and on the Day of Judgement, Allah will protect them from the hell fire and admit them in Paradise.

2- The second lesson that we should deduct from this hadith is that whenever we need any support or help we must ask Allah only because Allah is the only one who can answer. The Prophet (PBUH) narrated in a Hadith Qudsi that “Allah (SWT) descends to the lower heaven in the last third of every night and says: “Is there anyone asking me for something, so that I will answer him? Is there anyone repenting back to me and I will accept his repentance? Is there anyone asking for my forgiveness and I will forgive him?”

Dear Muslims:

3- The third lesson that we conclude from this hadith is that we must put our trust in Allah (SWT) and be certain that if all the people came to benefit somebody, they will not be able to unless Allah (SWT) has ordained the action to happen. And if all the people came together to harm somebody with something, they will not be able to do so unless Allah (SWT) has ordained it to happen. He (SWT) says:

قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا ڪَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَٮٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَڪَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ

“Say: nothing shall ever happen to us except what Allah has ordained for us. He is our Mawla and in Allah let the believers put their trust.”

Dear Muslims:

We must follow the Commandments of Allah (SWT) and keep away from what he forbade us to do, and we should always put our trust in Allah (SWT) and never ask anyone else for assistance or help. If we did that, we would be strong Muslims and we would not fear anyone but Allah (SWT). We cannot be harmed or benefited by anything or anyone, no matter how large they are in number or strong they appear, except by the will of Allah. What Allah has allowed in our destiny will definitely happen. One should remember and take care of Allah's rights in times of ease, and Allah will take care of him in times of difficulty.

Dear Muslims:

The saying of the prophet (PBUH) "and know that victory comes with patience, relief with affliction, and ease with hardship" informs Ibn `Abbas and every Muslims to consider that man in this world will be presented with trials and misfortunes, especially the pious, due to the statement of Allah (SWT):

وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَىۡءٍ۬ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٍ۬ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٲلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٲتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٌ۬ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٲجِعُونَ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ عَلَيۡہِمۡ صَلَوَٲتٌ۬ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٌ۬ۖ وَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ

“And certainly, we shall test you with something of fear, hunger, loss of wealth, lives and fruits, but give glad tidings to As-Sabireen (the patient ones); Who, when disaster strikes, they say, "Indeed we belong to Allah, and indeed to Him we will return. It is they who will receive blessings and mercy from Allah and it is they who are the guided-ones”

Dear Muslims:

Victory comes with patience. Relief comes after suffering. Ease comes after hardship.

I pray to Allah (SWT) to guide us to the Right Path and support us. Ameen

اللَّهُمّ انصرِالإسلامَ وأعزَّ المسلمين ، االلَّهُمّ وَحِّد صُفُوفَ المسلمين ، اللّهُمّ اِحفظِ المسلمين فى كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين

اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُوَّاتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا.

عباد الله : إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ،للَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الْأُخُوَّةُ

الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الَّذِي امْتَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِأَنْ خَلَقَهُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً، وَالصَّلَاةُ وَالْسَّلَامُ عَلَى أَفْضَلِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، الَّذِي امْتَنَّ اللهُ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ بِأَنْ بَعَثَهُ لِيُؤَلِّفَ بَيْنَ الْقُلُوبِ وَيَجْمَعَ بِهِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

عِنْدَمَا هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلِى الْمَدِينَةِ بَدَأَ حَيَاتَهُ الْمَيْمُونَةَ فِي الْمَدِينَةِ بِعَمَلَيْنِ جَلِيلَيْنِ هُمَا مِنْ أَعْظَمِ أَعْمَالِ الْقَادَةِ فِي بِنَاءِ الْأُمَّةِ الْجَدِيدَةِ؛ ألَا وَهُمَا:-

بِنَاءُ مَقَرٍّ يَجْمَعُ أَبْنَاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رِبَاطٍ مُقَدَّسٍ أَلَا وَهُوَ الْمَسْجِدُ، بُنِيَ لِيَكُونَ مَرْكَزَ التَّجَمُّعِ وَالْتآلُفِ، ثُمَّ الْمُؤَاخَاةُ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَهُوَ مِنْ أَرْوَعِ مَا يَحْفَظُهُ التَّارِيخُ مِنْ عَمَلٍ عَظِيمٍ.

وحَدِيثُنَا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عَنِ الْأُخُوَّةِ فِي الْإِسْلَامِ..

لَقَدْ جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانُوا تِسْعِينَ رَجُلًا نِصْفُهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَنِصْفُهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ، آخَى بَيْنَهُمْ عَلَى الْمُوَاسَاةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ.

وَلَقَدْ ضَرَبَ الْمُسْلِمُونَ أَرْوَعَ الْأَمْثِلَةِ فِي هَذِهِ الْأُخُوَّةِ الصَّادِقَةِ؛ يَرْوِي الْبُخَارِيُّ أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ سَعْدٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: "إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا فَاقْسِمْ مَالِي نِصْفَيْنِ، وَلِيَ امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لِي أُطَلِّقْهَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا؛ قَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ؛ وَلَكِنْ دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ".

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

يَرْوِي الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ الْأَنْصَارَ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا النَّخِيلَ، قَالَ: لاَ؛ فَقَالُوا: تَكْفُونَا الْمَؤُونَةَ وَنُشْرِكُكُمْ فِي الثَّمَرَةِ؟ قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا".

وَيُبَيِّنُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُوَّةَ الْعَلَاقَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَأَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُؤْمِنْ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشْدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُسْلِمْ أَخْو الْمُسْلِم لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ. مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ الله فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

مِنْ أَجْلِ هَذَا أَيُّهَا الْمُسْلِمونَ كَانَ الْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِم أَنْ يُشَارِكَ أَخَاهُ الْمُسْلِم فِي السَّرَّاءِ وَالْضَّرَّاءِ، فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ؛ فَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ولَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَنْ يَكْتَمِلَ إِيمَانُهُ إِلَّا إِذَا أَحَبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ -أَوْ قَالَ لِجَارِهِ- مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.لَقَدْ جَعَلَ الْإِسْلَامْ النَّاسَ جَمِيعًا مُتَسَاوِينَ لَا فَرْقَ بَيْنَ أَبْيَضَ وَأَسْوَدَ وَلَا بَيْنَ عَرَبِيٍّ وَعَجَمِيٍّ، الْجْمِيعُ مُتَسَاوُونَ، لَا فَضْلَ إِلَّا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ. يَقُولُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْحُجُرَاتِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الْحُجُرَاتْ 13].

فَالْحَاكِمُ أَخُو الْمَحْكُومِ، وَالرَّاعِي أَخٌ لِرَعِيَّتِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ" مُسْلِمٌ.

وَالسَّيِّدُ أَخٌ لِعَبْدِهِ، وَإِنْ أَوُجَبَتْ ظُرُوفٌ خَاصَّةٌ أَنْ يَكُونَ تَحْتَ يَدِهِ. وَفِي الصَّحِيحِ: "إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ (أَيْ خَدَمُكُمْ) جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، وَلَوْ شَاءَ جَعَلَكُمْ تَحْتَ أَيْدِيهِمْ؛ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ؛ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُونَ؛ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمونَ:

لَقَدْ شَرَعَ لَنَا الْإِسْلَامُ مِنَ التَّعَالِيمِ وَالْأَوَامِرِ التَّي تَزِيدُ الْأُخُوَّةَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَصَلاةِ الْجُمُعَةِ وَصَلاةِ الْعِيدَيْنِ. وَأَيْضًا بَيَّنَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقَّ الْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ؛ تِلْكَ الْحُقُوقُ التَّي تُسَاعِدُ عَلَى تَمَاسُكِ الْمُجْتَمَعِ وَقِيَامِ الْأُخُوَّةِ بَيْنَ أَفْرَادِهِ جَمِيعًا؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ". قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمونَ:

لَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى أَنْ نَتَّحِدَ وَأَنْ نُمَثِّلَ جَمِيعًا يَدًا وَاحِدَةً فَقَالَ تَعَالَى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ}. [آل عمران 103].

بَلْ يَتَحَدَّثُ الْقُرْآنُ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَهُمَا مِنَ الْكَبَائِرِ الْمُوبِقَةِ فِي نَظَرِ الْإِسْلَامِ؛ فَيَجْعَلُ الْعِلَّةَ الْأُولَى فِي تَحْرِيمِهِمَا، الْجَدِيرَةَ بِالنَّصِّ عَلَيْهَا، هِيَ إِيقَاعُ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ فِي الْمُجْتَمَعِ؛ رَغْمَ مَا لَهُمَا مِنْ مَضَارَّ وَمَسَاوِئَ أْخْرَى لَا تَخْفَى؛ فَيَقُولُ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ). [المائدة: 91].

أَيُّهَا الْمُسْلِمونَ:

وَلِهَذَا نَجِدُ النُّصُوصَ الْكَثِيرَةَ التَّي تَنْهَى عَنِ الْفُرْقَةِ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ؛ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا؛ إِلَّا رَجَلٌ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا" [مُسْلِمٌ].. "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ؛ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ" [روَاهُ الشَّيْخَانِ].. "ثَلَاثَةٌ لَا تَرْتَفِعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ شِبْرًا: رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَأَخَوانِ مُتَصَارِمَانِ" أَيْ مُتَقَاطِعَانِ. [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ]..

أَيُّهَا الْمُسْلِمونَ:

لِهَذَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ كَانَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ وَالْقُرُبَاتِ إِلَى اللهِ تَعَالَى؛ فَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الْحجرات 10].

وَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ؟ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ... لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ؛ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ". [أَبُو دَاوُدَ].

وَلِأَهَمِّيَّةِ إِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ، رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ يَقُومُ بِالإِصْلَاحِ أَلَّا يَلْتَزِمَ الصِّدْقَ الْكَامِلَ فِي وَصْفِ مَوْقِفِ كُلِّ طَرَفٍ مِنَ الْآخَرِ؛ فَلَا بَأْسَ بِشَيْءٍ مِنَ التَّزْيِينِ، وَلِهَذَا جَاءَ الْحَدِيثْ الصَّحِيحْ: "لَيْسَ بِكَذَّابٍ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَقَالَ خَيْرًا، أَوْ أَنْمَى خَيْرًا" [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].

عِبَادَ اللهِ:

فِي نِهَايَةِ هَذِهِ الْخُطْبَةِ أُذَكِّرُكُمْ بِحَدِيثِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ". [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ]، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ" [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ].

نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُدِيمَ عَلَيْنَا نِعْمَةَ الْإِسْلَامِ، وَأَنْ يُؤَلِّفَ بَيْنَ قُلوبِنَا، وَأَنْ يَجْعَلَنَا جَمِيعًا إِخْوَةً مُتَحَابِّينَ فِي اللهِ.

Brotherhood

All praise is due to Allah and may the peace and blessings of Allah be upon His Prophet, his household and companions.

Dear Brothers and sisters, fear Allah as He should be feared and be conscious of Him in private and in public.

“O you who believe! Keep your duty to Allah and fear Him, and speak always the truth. He will direct you to do righteous good deeds and will forgive you your sins. And whosoever obeys Allah and His Messenger has indeed achieved a great achievement.”

I testify that there is no deity worthy of worship except Allah and that Muhammad is the Messenger of Allah. May peace and blessings of Allah be upon him, his household and companions.

Dear Muslims:

When the Prophet (PBUH) emigrated from Mecca to Medina, he began his blessed life in Medina with two great achievements.

The first was the building of his Holy mosque to be the central meeting place to gather all the Muslims.

The second was the bond of brotherhood, which he established between Al-muhajreen and Al-ansar, which was one of the most significant achievements in the whole of the Islamic history.

It was narrated that the Prophet (PBUH) gathered 90 persons; half from Al-Muhajeroon and the other half from Al-Ansar in the house of Anas ibn Malik. The Prophet (PBUH) made a brotherhood between them in everything even in inheritance. He (PBUH) used to call a man from Al-Ansar and another man form Al-Muhajeroon, and say to them: You are now brothers in Islam, and the Muslims gave the highest examples of true brotherhood. For example, Imam Al-Bukhary narrated that Sa’d bin Ar-Rabi’, a person from Al-Ansar said to his brother Abdul-Rahman Bin Awf from Almuhajeroon: “I am the richest man amongst the Al-Ansar. I am glad to share my property half-and-half with you. I have two wives, I am ready to divorce one and then you may marry her; and I have two houses you can take one of them”. But Abdul-Rahman was not prepared to accept neither property nor home. So he blessed his brother and said: “Kindly direct me to the market so that I may make my fortune with my own hands”. Also Abu Huraira (RAA) narrated: The Ansar said to the Prophet: Distribute the palm trees between us and our emigrant brothers. He replied: No. So, the Ansâr said (to the emigrants), Look after the trees, water and watch them, and share the fruits with us. The emigrants said: “We listen and obey.”

Our topic today, dear Muslims, is about brotherhood in Islam.

Dear brothers and sisters:

Islam has encouraged all Muslims to be brothers and one nation, Allah (SWT) says in Surat Al-Hujurat: {إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}

“The believers are nothing else than brothers (in Islamic religion)”. The Prophet (PBUH) said: “The relationship of the believer with another believer is like (the bricks of) a building, each supports the other.” He PBUH) illustrated this by interlocking the fingers of both his hands.

Also on the authority of Ibn `Umar who reported that the Messenger of Allah (PBUH) said: "A Muslim is a brother of another Muslim. So he should not oppress him nor should he hand him over to his enemies. Whoever fulfils the needs of his brother, Allah will fulfil his needs; whoever removes the troubles of his brother, Allah will remove one of his troubles on the Day of Resurrection; and whoever covers up the fault of a Muslim, Allah will cover up his fault on the Day of Resurrection."

For this reason, dear Muslims, it is essential that all Muslims share their happiness and sadness with their brothers in Islam. On the authority of Al - Nu`man bin Bashir (RAA) who reported that the Messenger of Allah (PBUH) said: "The believers in their mutual kindness, compassion and sympathy are just like one body. When one of the organs suffers, the whole body responds to it with wakefulness and fever.”

And He (PBUH) made it clear that A Muslim will not have complete faith unless he likes for his brothers what he likes for himself. Anas bin Malik, narrated that the Prophet (PBUH) said: “No one among you will be a truthful believer until he likes for his brother or for his neighbour that which he loves for himself”.

Dear Muslims:

Islam makes everyone equal; there is no difference between a black and a white, an Arab and a non-Arab, except by piety and good deeds. Allah (SWT) says:

{يَأَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}

“O mankind! We have created you from a male and a female, and made you into nations and tribes, that you may know one another. Verily, the most honourable of you with Allah is the one who has taqwa (piety). Verily, Allah is All Knowing, All Aware”.

This means that the leader is the brother of the ordinary people. On the authority of `Auf bin Malik (RAA) who narrated that the Messenger of Allah (PBUH) said: "The best of your rulers are those whom you love and who love you, and those who supplicate to Allah in your favour and you supplicate to Allah in their favour. The worst of your rulers are those whom you hate and who hate you; and whom you curse and who curse you."

The slaves, servants and their masters are also brothers and equal. The Prophet (PBUH) says: “Your slaves are your brothers, whom Allah has placed in your hands (i.e. control), and he who has his brother under him should feed him with what he eats and dress him with what he dresses. You should not burden them beyond their capacities, and if you burden them, help them”.

Dear Muslims:

Islam has ordained upon us teachings with which brotherhood increases between the Muslims, some of these teachings are the congregated prayers, Juma’a prayer, the prayers of the two Eids and Zakat. The teachings of the Prophet (PBUH) also show our rights upon each other and how to treat each other. He (PBUH) says: “There are six rights of a Muslim upon a Muslim: When you meet him, greet him; when he invites you, respond to the invite; when he seeks counsel, give him advice; when he sneezes and praises Allah, say to him: 'May Allah have mercy on you (Yarhamuk - Allah)'; when he is sick, visit him; and when he dies, follow his funeral.”

Dear Muslims:

Islam ordered us to be united. Allah (SWT) says:

{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ}

“And hold fast, all of you together, to the Rope of Allah, and be not divided among yourselves, and remember Allah’s Favour on you, for you were enemies to one to another but He joined your hearts together, so that, by His Grace, you became brothers”.

As the Holy Quran mentioned, the first reason for which Allah (SWT) has forbidden drinking wine and gambling is that they create enmity between the people, and it makes them fight. He (SWT) says:

{إِنّمَا يُرِيدُ الشّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مّنتَهُونَ}

“Shaitân wants only to excite enmity and hatred between you with alcoholic drinks and gambling, and keep you away from the remembrance of Allah and from AsSalât (the prayer). So, will you not then abstain?”

The prophet (PBUH) has made it very clear that one of the sins that Muslims should refrain from is being the enemy of another Muslim, and to desert other Muslims. On the authority of Abu Aiyub Al - Ansari (RAA) who reported that Allah's Messenger (PBUH) said: "It is not lawful for a Muslim to desert or stop talking to his brother for more than three nights, the one turning one way and the other turning to the other way when they meet, the better of the two is one who is the first to greet the other."

And He (PBUH) also said:

"People's deeds are presented before Allah on Mondays and Thursdays, and then every slave (of Allah) is granted forgiveness (of minor sins) if he does not associate anything with Allah in worship. But the person in whose heart there is hatred towards his brother, will not be forgiven. Allah (SWT) will say about them to his angels twice: 'Hold these two until they are reconciled.'"

For these reasons, dear Muslims, Allah (SWT) ordered us to reconcile between our brothers if there is any hatred between them. He (SWT) says:

{إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ}

“The believers are nothing else than brothers. So make reconciliation between your brothers, and fear Allah, that you may receive mercy”. The Prophet (PBUH) even gave permission to us that we could exaggerate or even lie about things as long as it is for a good cause and to reconcile between two brothers. He (PBUH) said: "The person who (lies) in order to conciliate between people is not a liar, when he conveys good or says (something) good."

Dear Muslims:

I would like to conclude this Khutbah by reminding you of the Prophet’s advice on Hejjat Al-Wada’a when he said: “Do not return to disbelief after me by fighting against each other”.

I pray to Allah (SWT) to strengthen our bonds of brotherhood and unite us all. Ameen.

اللَّهُمّ انصرِالإسلامَ وأعزَّ المسلمين ، االلَّهُمّ وَحِّد صُفُوفَ المسلمين ، اللّهُمّ اِحفظِ المسلمين فى كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين

اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُوَّاتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا.

عباد الله : إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ،للَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

خُطْبَةْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ

إِنَّ الْحمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.

أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، بَلَّغَ الرِّسَالَةَ عَنْ رَبِّهِ وَأَدَّى الْأَمَانَةَ عَنْ مَوْلَاهُ، وَجَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ، صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ إِلَى يَوْمِ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. {يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا ٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَقُولُوا قَوۡلاً۬ سَدِيدً۬ا، يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَـٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا}.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

نَحْنُ الْآنَ فِي شَهْرٍ مُبَارَكٍ عَظِيمٍ هُوَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ، وَهُوَ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ التَّي ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ وَشَرَّفَهَا وَقَدَّرَهَا وَهِيَ ذِي الْقَعْدَةِ وَذِي الْحَجَّةِ وَمُحَرَّمٌ وَرَجَب، وَهُوَ مِنَ الشّهُورِ الْمُبَارَكَةِ التَّي يُضَاعِفُ اللهُ فِيهَا الْعَمَلَ الصَّالِحَ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ؛ خَاصَّةً الصَّيَامَ فِيهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ". [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ؛ فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْم الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ، وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ". وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ].

فَقَدْ كَانَ فِي بِدَايَةِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ صِيَامُ رَمَضَانَ؛ فَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ صِيَامَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ فَقَدْ كَانَ أَوَّلَ فَرْضِ الصِّيَامِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

تُحَدِّثُنَا كُتُبُ السِّيرَةِ عَنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَيْفَ حَاوَلَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَقْتُلُوهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَلَكِنَّ اللهَ نَجَّاهُ مِنْهُمْ وَمِنْ كَيْدِهِمْ، وَأَعْلَى اللهُ تَعَالَى كَلِمَتَهُ، وَجَعَل كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى.

وَالْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: نَتَذَكَّرُ نَبِيَّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، حِينَمَا أَرَادَ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ أَنْ يَقْتُلُوهُ هُوَ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنْ بَنِي إٍسْرَائِيلَ، وَأَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَخْرُجَ هُوَ وَقَوْمُهُ مِنْ بَنِي إٍسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى سَيْنَاءَ، وَعِنْدَمَا عَلِمَ بِهِمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ تَبِعَهُمْ لِيَقْضِيَ عَلَيْهِمْ، حَتَّى وَصَل مُوسَى وَقَوْمُهُ أَمَامَ الْبَحْرِ؛ فَكَانَ الْبَحْرُ أَمَامَهُمْ وَفِرْعَوْنْ وَجُنُودُهُ مِنْ خَلْفِهِمْ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى نَبِيِّهِ مُوسَى أَنْ يَضْرِبَ الْبَحْرَ بِعَصَاهُ، فَانْفَلَقَ الْبَحْرُ شِقَّيْنِ كُلُّ شِقٍّ مِثْلُ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ، وَعَبَرَ مُوسَى وَقَوْمُهُ وَأَنْجَاهُمُ اللهُ مِنْ فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ، وَأَغْرَقَ اللهُ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ فَأَصْبَحَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْهَالِكِينَ، وَكَانَتْ هَذِهِ مُعْجِزَةً يَرَاهَا الْأُلُوفُ مِنَ النَّاسِ، مُعْجِزَةً بَاهِرَةً تَدُلُّ عَلَى صِدْقِ النَّبِيِّ مُوسَى وَأَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ وَأَنَّ اللهَ مَعَ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، نَاصِرُهُمْ وَمُؤَيِّدُهُمْ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

لَقَدْ تَشَابَهَتِ الْهِجْرَتَانِ؛ هِجْرَةُ نَبِيِّنَا الْكرِيمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِجْرَةُ النَّبِيِّ الْأَمِينِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.

كِلَاهُمَا نَبِيٌّ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى قَوْمِهِ لِيُخْرِجَهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَكِلَاهُمَا آمَنَ بِهِ بَعْضٌ مِنْ قَوْمِهِ وَكَفَرَ بِهِ مَنْ مَعَهُمُ الْقُوَّةُ وَالسُّلْطَانُ، وَكِلَاهُمَا أَرَادَ الْمُجْرِمُونَ مِنْ كُفَّارِ قَوْمِهِمْ أَنْ يَقْتُلُوهُمْ؛ وَلَكِنَّ اللهَ نَجَّاهُمَا.

وَلَكِنْ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي استقبال هَذِهِ الْهِجْرَةِ.

فَأُمَّةُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ وَأَدْرَكَهُمْ فِرْعَوْنُ كَانَ كُلُّ خَوْفِهِمْ عَلَى حَيَاتِهِمْ وَلَيْسَ عَلَى دِينِهِمْ أَوْ نَبِيِّهِمْ. لَمَّا وَجَدُوا فِرْعَوْنَ خَلْفَهُمْ قَالُوا لِمُوسَى: أَخْرَجْتَنَا مِنْ أَرْضِنَا وَهَا نَحْنُ سَنُقْتَلُ فِي مَكَانِنَا هَذَا، وَكَانَ خَوْفُهُمْ عَلَى حَيَاتِهِمْ فَقَطْ كَمَا حَكَى الْقُرْآنُ عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ: {فَلَمَّا تَرَاءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَـٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَہۡدِينِ) [الشُّعَرَاءُ 61- 62].

أَيْضًا عِنْدَمَا أَنْجَاهُمْ اللهُ تَعَالَى وَرَأَوُا الْمُعْجِزَةَ بِأُمِّ أَعْيُنِهِمْ وَشَاهَدُوا فِرْعَوْنَ وَهُوَ يَغْرَقُ فَكَانَ لِزَامًا عَلَيْهِمْ أَنْ يَزْدَادَ يَقِينُهُمْ فِي اللهِ تَعَالَى وَإِخْلَاصُهُمْ لَهُ؛ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ أَنْ عَبَرُوا إِلَى شَاطِئِ الْأَمَانِ وَنَجَوْا مِنْ فِرْعَوْنَ وَمِنَ الْغَرَقِ، مَرُّوا عَلَى قَوْمٍ قَدْ نَحَتُوا أَصْنَامًا مِنْ حِجَارَةٍ يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ؛ فَبَدَلًا أَنْ يُنْكِرُوا عَلَى الْقَوْمِ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَ اللهِ تَعَالَى؛ إِذَا بِهِمْ يَطْلُبُونَ مِنْ نَبِيِّهِمْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمْ أَصْنَامًا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ، يَحْكِي اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الْقِصَّةَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ أَيْضًا؛ حَيْثُ يَقُولُ تَعَالَى: {وَجَـٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَاءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتَوۡا عَلَىٰ قَوۡمٍ۬ يَعۡكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصۡنَامٍ۬ لَهُمْ قَالُوا يَـٰمُوسَى ٱجۡعَل لنَآ إِلَـٰهً۬ا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ۬ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٌ۬ تَجۡهَلُونَ}.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:َ

أَمَّا تَعَامُلُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ هِجْرَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْأَمْرُ مُخْتَلِفٌ؛ فَقَدْ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ كُلُّ خَوْفِ الصِّدِّيقِ عَلَى حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ عَلَى حَيَاتِهِ هُوَ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَفْسِي فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنْ أَنَا مِتُّ فَأَنَا فَرْدٌ أَمَّا أَنْتَ فَأَنْتَ أُمَّةٌ)، وَلِأَجْلِ هَذَا كَانَ حَدِيثُ الْقُرْآنِ عَنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَلِفٌ فَيَصِفُ اللهُ تَعَالَى حَدِيثَ الرَّسُولِ وَهُوَ يُطَمْئِنُ صَاحِبَهُ فَيَقُولُ: {إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَـٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَڪِينَتَهُ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُ ۥ بِجُنُودٍ۬ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ ڪَلِمَةَ ٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَڪَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

وَعِنْدَمَا وَصَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة فَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِمَقْدَمِهِ وَأَنْشَدُوا جَمِيعًا:

طَلَعَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا مِنْ ثَنِيَّاتِ الْوَدَاعِ..... وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا مَا دَعَا لِلهِ دَاعٍ.

مِنْ أَجْلِ هَذَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ كَانَ لِزَامًا عَلَيْنَا أَنْ نُخَالِفَ الْيَهُودَ فِي صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَنَجْمَعَ مَعَهُ يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ لِأَنَّ تَعَامُلَ الْمُسْلِمِينَ اخْتَلَفَ عَنْ تَعَامُلِ الْيَهُودِ.

فَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حِينَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ"، وَفِي رِوَايَةٍ: "لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

أَمَّا عَنْ فَضْلِ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَيَرْوِي النَّسَائِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: "مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَبْتَغِي فَضْلَهُ وَثَوَابَهُ إِلَّا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَلَا شَهْرًا إِلَّا شَهْرَ رَمَضَانَ"، وَعِنْدَمَا سَأَلَ الصَّحَابَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَضْلِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَصِيَامُ عَاشُورَاءَ لَهُ دَرَجَاتٌ؛ فَمَنْ أَرَادَ الْفَضْلَ الْكَثِيرَ صَامَ التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ وَالْحَادِي عَشَرَ، وَكَذَا يَجُوزُ أَنْ يَصُومَ يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ، وَلَهُ كَذَلِكَ أَنْ يَصُومَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَحْدَهُ. أَوْ يَصُومَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ أَوِ الْأَيَّامَ الْبِيضَ مِنْ مُنْتَصَفِ الشَّهْرِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

وَلْتَعْلَمُوا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ لِيَوْمِ عَاشُورَاءَ أَمْرٌ عَظِيمٌ يَحْتَفِي بِهِ الْمُسْلِمُونَ إِلَّا نَجَاةُ نَبِيِّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ مَكْرِ وَكَيْدِ الْفِرْعَوُنِ؛ أَمَّا مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ جَعْلِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ لِأَمْرٍ آخَرَ لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَهُوَ بِدْعَةٌ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ وَمَا شَرَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ وَلَا الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ.

نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا صَالِحَ الْعَمَلِ، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ.

The Day of ‘Ashura’

All praises are due to Allah, we praise Him and ask Him His support. We seek His Guidance, we ask Him for Forgiveness, and we seek refuge in Allah from the evil of ourselves and from our sinful actions. Whoever Allah guides no one can lead astray and whoever he misguides will find none to guide him to the right way.

I testify that there is no God except Allah, Alone without any partner. He gives life and causes death. He has power over all things. And I testify that Mohammed (PBUH) is His servant and messenger, the best of His creation, and His most beloved, he delivered the message, fulfilled the trust, advised the nation, removed the darkness from it, and he strove in the path of the religion until his death. May Allah's Blessings and peace be upon him, his family, his companions, and those who have treaded his path of excellence and followed his guidance until the Day of Judgment.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

“O you who believe! Keep your duty to Allah and fear Him, and speak always the truth. He will direct you to do righteous good deeds and will forgive you your sins. And whosoever obeys Allah and His Messenger has indeed achieved a great achievement.”

Dear Muslims:

We are currently in the sacred month of Al-Muharram, which is one of the four sacred months of the year which are Dhu’l-Qi’dah, Dhu’l-Hijjah, Al-Muharram and Rajab. This is an extremely virtuous month where there are special rewards for certain deeds, such as fasting. Abu Hurayrah, (RAA) reported that the Prophet (PBUH) said: “The best fasting after that of Ramadaan is fasting during the month of Al-Muharram; and the best prayers after the obligatory ones are the night prayers.”

Dear Muslims:

The tenth of Muharam is the day of Ashoraa. Ibn ‘Abbaas, (RAA) reported that: “When the Prophet (PBUH) arrived in Madina he observed that the Jews were fasting on the day of ‘the tenth of Muharram (Aashooraa’,) so the Prophet (PBUH) asked them: “Why do you fast on this day?” they replied, “This is a great day. It is on this day that Allah saved Musa and his followers while drowning Pharaoh and his people, so Musa fasted this day out of gratitude to Allah and that is why we also fast on this day.” The Prophet (PBUH) said in response: “We have more right to Musa than you.” and thereupon the Prophet (PBUH) fasted this day and commanded All Muslims to do likewise.”

Dear Muslims:

In the beginning, before Allah (SWT) commanded the fasting of Ramadan, it was the fasting of Ashoora that was obligatory for the Muslims. Afterwards, it became a Sunnah.

Dear Muslims:

Last week we were remembering the immigration of Rasul Allah (P