ّعامتجٗ ْغتك ابثك ْب ةْبك ةْعامتجٗ »وكrepository.neelain.edu.sd:8080/jspui/bitstream/123456789/... · 2016. 12. 1. · GCNU Journal ISSN: 1858-6228

GCNU Journal ISSN: 1858-6228م 1/11/2016 (24ع)،(6مج)جامعة النيلين - مجلة الدراسات العليا

209

م الإجتماعيـة البدويـة بين الثبـات والتغير الإجتماعي ـالنظ (دراسة تطبيقية عمى قبيمة الماىرية البدوية بمنطقة كتم بشمال دارفور)

: إعداد

النور حسب الرسول صلاح كدادة . أ


210

: مستخمص الدراسة

تناولت الدراسة موضوع النظم الاجتماعية البدوية عند قبيمة الماىرية بشمال دارفور حيث تمثمت مشكمة الدراسة في ماىية وطبيعة التغيرات التي طرأت عمي البناء الاجتماعي والنظم الاجتماعية لممجتمعات

البدوية بعد الإستقراربمنطقة كتم وىدفت الدراسة إلى معرفت التغيرات التي طرأت عمى نمط الحياة الاجتماعية بيذه المجتمعات بعد تغير نظام الرعي المتنقل والإقامة في أماكن ثابتة ومعرفة إلى أي مدى

. أحدث الإستقرارتغيراً في النظام الاقتصادي وفي إتجاىات افراد المجتمع في القيم البدوية التقميدية

إعتمدت الدراسة عمى فرضية اساسية قائمة عمى أساس أن نظام الإستقرار أدى إلى تغير نمط الترحال لى تغيرات في النظم الاجتماعية بمجتمع الماىرية بمنطقة كتم بشمال دارفور ستخدم الباحث . والبداوة وا وا

المنيج التاريخي في جمع البيانات التاريخية عن الظاىرة والمنيج الوصفي لوصف الظاىرة في وضعيا الراىن وتحديد العلاقات التي تربط بينيا وعوامل التغير ، وأعتمدت الدراسة عمى اداة الملاحظة والمقابمة

والإستبانة وعند إختيار عينة الدراسة إستخدم الباحث أسموب العينة الإحتمالية البسيطة وكانت وحدة أسرة من مجتمع الدراسة المتجانس ووزعت ليم إستمارة 200الدراسة ىي رب الأسرة وتم إختيار

. الإستبانة

خمصت الدراسة إلى عدد من النتائج من أىميا ، أن مجتمع الماىرية البدوي رغم الإستقرار ظل مجتمع قرابي حيث تقل فيو حالات الزواج من خارج المجموعة القرابية ويسود فيو نمط الأسرة الممتدة ، إلا أنو

يوجد تغير في المين لمغالبية العظمى من البدو المستقرين من مينة الرعي إلى الزراعة ومين أخرى ، ولا يوجد تغير كبير في نظام القيم حيث مازال التعصب لمقبيمة ونصرتيا قائما و توصي الدراسة بضرورة تشجيع غير المستقرين بالإستقرار وجعمو جاذباً ليم وتشجيع حرفة الزراعة وسط الذين أستقروا ودعميم

.بالوسائل والآليات الزراعية الحديثة وتشجيع نظام الرعي المستقر

Abstract :

This study addressed the issue of nomadic social systems in Mahria tribe in North Darfur, the study problem consisted in the nature of the changes in the social structure and social systems nomadic communities after the settlement in kutum district. And study aimed to know changes in the social lifestyle of these communities after grazing traveling and accommodation regime change in fixed places fixed and find out what the settlement impact in the economic system and in the directions of the community in a traditional nomadic values.


211

, But there is a change in the professions for the great majority of nomadic settled from the profession grazing to farming and other occupations, and there is no significant change in the value system where is still intolerance to the tribe and supporting it taking place and the study recommends the need to encourage unsettled people to stability and make it attractive for them and encourage the craft of agriculture among those who settled and support of modern agricultural means and mechanisms and encourage stable grazing system.

This study relied on the basic Hypotheses says that: the settlement system and the changing pattern of nomadic Bedouin led to changes in social systems of Mahria society in Kutum in northern Darfur region. The researcher used the historical method in the historical data on the phenomenon and descriptive approach to describe the phenomenon in the collection of their current status and determine the relations between them and the agents of change, The study relied on observation, interview and questionnaire tool, and when the study sample selection researcher used probability sample simple style and was a unit of study is the head of the household was selected 200 families of the study population homogeneous and distributed them to the questionnaire form. The study concluded that a number of the results of the most important, that Mahria nomadic community despite the stability under cognitional society where the marriages less from outside the kinship group prevails where the extended family style,

: مقدمة

تقوم أسس المجتمع البدوي عمى العصبية القبمية والعصبية ىي أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبتو أي أقاربو والتألب معيم عمى من يناوئيم ظالمين كانوا أو مظمومين وىي وسيمة من وسائل البدوي في التكيف

مع بيئتو البدوية وىي الطريقة التي يراىا مناسبة لحماية كيانو القبمي بمبادئو وتقاليده وقيمو المتوارثة والمغروسة في النفوس والتي يحافظ عمييا البدوي كما يحافظ عمى روحو بل إنو قد يفادي بروحو لأجميا ،أما النظم الاجتماعية لمبدو والتي ىي محور الحديث في ىذه الدراسة فإن طبيعة حياة المجتمع البدوي


212

أوجدت تصنيفاً يعتمد عميو البدوي في علاقاتو مع الآخرين سواء عمى مستوى الأفراد أو القبائل بحسب الوضع السياسي السائد بينيما، فيعتقد كثير من الناس أن البدو أقوام مستقمون بأنفسيم لا يذعنون

لسمطان ولا يخضعون لنظام شأنيم شأن الشعوب البعيدة عن مسالك العمران ومناىج الحضارة ولكن الحقيقة خلاف ذلك؛ ففي كل قبيمة من قبائل البادية ىناك قيادة يمثميا شيخ لو الأمر والنيي في شؤون القبيمة المختمفة ينقاد لو أفراد القبيمة جميعاً ويجمونو ويقدرونو فيو المتقمد لزمام الأمور الحامي لمذمار صلاح الخلافات ويحرص عمى تطبيق العادات والتقاليد المتوارثة ، فمن يرجع إليو حسم المنازعات وا الخطأ أن يظن ظان أن قبائل العرب في البادية مطمقو السراح ممقى حبل كل منيم عمى غاربو بل إن

ىناك غير القيادة محاكم وقضاة أشبو بمحاكم الحضر والقوانين في البادية ىي في أصميا أخبار وعوائد وتقاليد تتفق مع أخلاقيم وحياتيم تتوارثيا الأجيال لم تدون في غالبيا وىي أصل التقاضي دائماً في

كما أن ىذه القوانين تقوم أساساً عمى المحافظة عمى .جميع أحواليم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبدو في .تعاليم الدين الإسلامي والأخلاق الكريمة التي يتصف بيا البدو مثل المروءة والعفة والشيامة

دارفور ىم نفس البدو في البمدان العربية الأخرى من حيث العادات والتقاليد والنظم وفي ىذه الدراسة أراد الباحث تسميط الضوء عمى النظم الاجتماعية البدوية لمبدو بشمال دارفور بالتركيز عمى قبيمة الماىرية البدوية بشمال كتم لمعرفة إلى مدى ظمت النظم البدوية تقاوم عوامل التغير الاجتماعي وما أثر ىذا

. العوامل عمييا من حيث التغير والثبات

: مشكمة الدراسة

المشكمة الاساسية في ىذه الدراسة تتمحور حول طبيعة التغيرات التي طرأت عمي البناء الاجتماعي والنظم الاجتماعية لقبيمة الماىرية باعتبار أنيا مجتمع بدوي ، وظمت لسنوات طوال تعيش حياة الترحال البداوة بإقميم دارفور ، ولكن في السنوات الأخيرة حدثت ظروف النزاعات وعوامل الجفاف والتصحر

تغيرات اجتماعية واقتصادية أثرت في مجتمع دارفور بأكممو والمجتمعات البدوية بصفة خاصة وأصبحت تجو عدد من البدو الي الاستقرار في مكان واحد وتغيير مينة الرعي من الرعي حياة البداوة تتقمص وا المعتمد عمي التجوال الي الرعي شبو المستقر والاىتمام بنظام التعميم ، وقبيمة ىي أولى المجموعات

البدوية التي إستقرة وأنشأة عدد من القري حول منطقة كتم بشمال دارفور ، وعمى ىذا الأساس تحددت مشكمة البحث فى ماىية التغيرات فى النظم الإجتماعية بمجتمع قبيمة الماىرية البدوية بشمال دارفور بعد

. الإستقرار والتخمي عن نظام الترحال والبداوة ؟


213

: أهمية الدراسة

يعتبر موضوع إستقرار البدو ومدى تأثيره عمى النظم الاجتماعية البدوية من الموضوعات الجديره بالدراسة لا سيما أن مجتمع البدو بشمال دارفور يشيد عممية إستقرار تدريجي ، ومما لاشك فيو أن ىذه

تترك أثار عمى النظم الاجتماعية البدوية التقميدية ، ومن ىذا المنطمق فأن أىمية ىذه (الإستقرار)العممية الدراسة تكمن في أنيا تساعدنا في الكشف عن أثر عممية الإستقرار عمى النظم البدوية بمجتمع البدو

تتمثل أىمية الدراسة في تقديم بيانات ومعمومات وتحميلات عممية بشمال دار فور ، كما للإستفادة منيا في رسم السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ووضع الخطط

. المستقبمية من اجل تنمية وتطوير مجتمعات البدو الرحل بدارفور

: أهداف الدراسة

: تسعى الدراسة إلى تحقيق الاىداف التالية

معرفة التغيرات التي طرأت عمى نمط الحياة الاجتماعية بمجتمع الماىرية البدو بمنطقة كتم بشمال . 1 . دارفور بعد تغيير نظام الرعي المتنقل و الإستقرار في أماكن ثابتة

معرفة إلى أي مدى حدث تغير في النظم العائمية ونظام القرابة بمجتمع الماىرية البدو نتيجة لعوامل . 2. لمتعميم و الاستقرار

. معرفة أثر الإستقرار والتعميم في تغير مراسم وطقوس الزواج بمجتمع الماىرية البدو بمنطقة كتم. 3

معرفة أثر الاىتمام بالتعميم والإستقرار في النظام الإقتصادي لمبدو الماىرية المستقرين حول منطقة . 4. كتم

نتقاليا للإجيزة الأخرى بقرى قبيمة الماىرية . 5 الكشف عن أثر الإستقرار في تغير سمطات شيخ القبيمة وا . البدوية بمنطقة كتم

معرفة إلى أي مدى أحدث الإىتمام بالتعميم والإستقرار تغير في نظام القيم الاجتماعية بمجتمعات . 6. الماىرية البدو بمنطقة كتم


214

: فروض الدراسة

أدى نظام الإستقرار وتغير نمط الترحال والبداوة إلى تغيرات : قامت الدراسة عمى فرضية اساسية وىي في النظم الاجتماعية بمجتمع الماىرية بمنطقة كتم بشمال دارفور، وتفرعت من ىذه الفرضية الفرضيات

: الفرعية التالية

.تنوعت مظاىر النشاط الاقتصادى عند البدو الماىرية بشمال دارفور بعد عممية الإستقرار .1ما تزال ظاىرة الزواج من الداخل تمثل أحد دعائم النظام القرابى عند الماىرية البدو بشمال .2

.دارفورانتقمت سمطات شيخ القبيمة عند بدو الماىرية إلى الأجيزة الإدارية التابعة ليا الاسرة بمنطقة .3

. الإقامة . مازالت قيم الإنتماء لمقبيمة والتعصب ليا لم تتغير عند مجتمع البدو الماىرية بشمال دارفور .4

: منهجية الدراسة

براز أىم النظم البدوية التي كانت موجوده في مجتمع البدو إعتمدت المنيج التاريخي لتوضيح وا الماىرية ، كما إستخدمت المنيج الوصفي التحميمي الذي يعتمد عمى التحميلات الكمية وييدف إلى

. إكتشاف الوقائع ووصف الظواىر وصفاً دقيقاً وتحديد خصائصيا تحديدا كيفياً وكمياً

: حدود الدراسة

الحدود. م 2016 م وحتى يناير 2015أجريت ىذه الدراسة في الفترة من سبتمبر : الحدود الزمانية تمت ىذه الدراسة بمنطقة كتم بولاية شمال دارفور : المكاننية

إنحصرت ىذه الدراسة في دراسة التغير الاجتماعي بالنظم الاجتماعية بمجتمع : الحدود الموضوعية . قبيمة الماىرية بشمال دارفور حول منطقة كتم


215

: مفاهيم الدراسة

: البدو والبداوة -1

أي خرج إلى البادية " بداوةً "أي ظير و " بداءً "و " بدا"أصل كممة البداوة في المغة العربية من فضاء واسع فية المرعى والماء ، والبداوة تعني الحياة في البادية التي يغمب عمييا التنقل " البادية "و

وذكر ابن منظور في قاموس (.م2006محمد عبدو وفاتن ، )ىم أىل البادية" البدو "والترحال ، و لسان العرب أن البادية ىي الأرض التي ليس فييا بناء من قصور وغير ذلك ، وىي البدو أيضاً

أن البداوة ىي الإقامة في البادية وىي خلاف الحضارة ، ويقول تبدى " والنسبة إلييا بدوي ، ويقول .(م1956ابن منظور ، )"الرجل أي أقام في البادية ، أما تبادى الرجل تعني التشبو بأىل البادية

وعمى ىذا يكون البدوي ىو الذي يسكن في الصحراء ، والبدو ىم القبائل الذين يعيشون في القفار ويسكنون في الخيام ويعتمدون عمى منتجات حيواناتيم بصفة أساسية ومباشرة ويورد صلاح الفوال أن مفيوم البداوة إصطلاحاً يطمق عمى فئة من السكان يتميزون بخصائص معينة وسموك خاص ترسمو

البيئة المحيطة بيم ، ولا تسمح بإقامة حياة سكنية مستقرة ، أي بمعنى آخر البداوة تعني الترحال وعدم الإستقرار في مكان ثابت طوال العالم ، إذ تضطر بعض الجماعات أن تغير مناطق إقامتيا من حين لآخر ، أو من فصل لآخر سعياً وراء الغذاء أو الرعي أو التجارة ، كما ىو الحال في كثير

ويرى محي الدين صابر ولويس . (155ت ، ص.صلاح الفوال ، ب) من أقاليم السيوب والصحارىأن البداوة في مفيوميا العام ىي نمط الحياة القائم عمى التنقل الدائم للإنسان في طمب " كامل مميكة

الرزق حول مناطق إقامة مؤقتة يتوقف مدى الإستقرار عمييا عمى كمية الموارد المعيشية المتاحة . (م1966صابر ومميكة ، )فييا

: المجـتمع البدوي -2

المجتمعات البدوية ىي مجتمعات تقميدية تعتمد عمي مجموعة من النظم والعلاقات المتشابكة حيث صلاح الفوال ، )يقل فييا التخصص الي أدني درجة ممكنة كما قد ينعدم فييا نظام تقسيم العمل

. (م2005


216

:الثبات -3

ورد ىذا المصطمح في العنوان وىو يشير إلى بقاء النظام عمى ما ىو عميو سواء في حياة البداوة . والترحال أو في حياة الإستقرار أي أن عممية الإستقرار لم تؤثر عمية وبقي ثابت كما في السابق

: التغير -4

لقد ورد ىذا المصطمح في العنوان ونقصد بو ان النظام يمكن لو أن يأخذ شكلًا آخر غير الشكل الذي كان عميو في الحياة البدوية الصرفة كما يمكن ان يشير التغير إلى معنى الزوال والإضمحلال

. لمنظام تحت تأثير عوامل الإقامة والإستقرار

:التغير الاجتماعي -5

التغير الإجتماعي يدل عمى العممية التي تحدث من خلاليا تغيرات جوىرية في البنيان الاجتماعي والميام الخاصة بالأجيزة الاجتماعية ، ويقصد بالبنيان الاجتماعي تمك التغيرات التي تحدث في

أنماط التفاعل بين الافراد والعلاقات الاجتماعية بينيم والتي تحكميا المعايير الاجتماعية من ناحية ونظام الثواب والعقاب أي الدوافع والروادع من جية أخرى ، أما التغير في الميام الخاصة بالأجيزة

الاجتماعية فيي تمك التغيرات الخاصة بوظائف العناصر المكونة ليذه الاجيزة مثل دور العبادة والأسرة والتعميم والمؤسسات الاقتصادية والسياسية والقانونية وعميو فالتغير الاجتماعي ىو ذلك

التحول الذي يقع في البناء الاجتماعي من حيث القيم والمعايير والانتاج الثقافي الرمزي المعنوي . (288م ، ص2004معن خميل ، )والمادي

بأنو كل تحول يقع في التنظيم الإجتماعي سواء " كما يعرف أحمد زكي بدوي التغير الاجتماعي في بنائو أو في وظائفو خلال فترة زمنية معينة ، والتغير الإجتماعي عمى ىذا النحو ينصب عمى تغير يقع في التركيب السكاني لممجتمع أو في بنائو الطبقي، أو نظمو الإجتماعية، أو في أنماط

العلاقات الإجتماعية أو في القيم والمعايير التي تؤثر في سموك الأفراد والتي تحدد مكاناتيم وأدوارىم (.382م، ص1982بدوي ، )"في مختمف التنظيمات الإجتماعية التي ينتمون إلييا

ىناك العديد من التعريفات التي أطمقيا عمماء الاجتماع لمنظم الاجتماعية ، : النظم الاجتماعية -6النظم الاجتماعية بأنيا الطرق التي ينشئيا المجتمع وينظميا لإشباع " وليم أجبرن"فقد عرّف


217

إلى أن النظام ىو طريقة مقننة لمسموك " نادل "ويشير . الحاجات الانسانية الضرورية يعرّف النظام بأنو " روبرت ماكيفر "الاجتماعي أو لمعمل المشترك ، أما عمم الاجتماع الأمريكي

الصور والأشكال الثابتة التي يدخل النا س بمقتضاىا في علاقات اجتماعية ، ويشير أيضاً إلى " ويذىب . ان النظم الاجتماعية ىي الأشكال المقررة لأساليب العمل والسموك في الحياة اليومية

في دراسة ليما إلى أن النظم الإجتماعية ىي الأنساق ذات الأبنية المنظمة " جيمين"و " جيمينوالثابتة نسبياً من السموك والاتجاىات والأىداف والأشياء المادية والرموز والمثاليات والتي تحدد

(. 56م ، ص2007السمالوطي ، )إتجاه أغمب جوانب الحياة الاجتماعية

: أنواع النظم البدوية

يعتبر النظام القرابي في المجتمعات البدوية خير مدخل لفيم البناء الاجتماعي ليذه : نظام القرابه/ 1تصالو إتصالًا قوياً ببعض النظم المجتمعات نظراً لتشعب الموضوعات التي يتفرع إلييا ذلك النظام وا الاجتماعية السائدة في تمك المجتمعات ، ومن ىنا يحتل موضوع القرابو وما يتصل بو من موضوعات تتعمق بالزواج والعائمة من ناحية وبالتنظيم القبمي والعشائري من ناحية أخري مركزاً رئيسياً في دراسة

.(45م ، ص1990أبوزيد ، )المجتمعات البدوية

والنظام القرابي يقصد بو العلاقة أو الرابطة التي تربط الأفراد والجماعات بعضيم ببعض وىذه الرابطة وفي المجتمع البدوي يقوم النظام القرابي عمى الرابطة . تختمف من مجتمع لآخر ومن جماعة لأخرى

الدموية ، ويحكم ىذا النظام البناء الاجتماعي لممجتمع البدوي والعلاقات الاجتماعية بين أفراده ، كما فالأولاد في الأسره . يترتب عميو إلتزامات وأدوار ووظائف اجتماعية يقوم بيا الأفراد لتدعيم ىذا البناء

الواحدة يحترمون والدييم وكُل من يقربيم أي درجة قرابية بحكم الصلات والروابط الدموية ، ويقومون بأدوار ووظائف أخرى يحددىا النسق القرابي من ناحية الحفاظ عمى سمعة العشيرة أو الأسرة والذود عنيا وحمايتيا وتدعيم ابنيتيا الاقتصادية والاجتماعية والدينية ، كما أن الأسرة التي تربطيا علاقات دموية مع الأسر الآخرى يقوم أفرادىا بأدوار ووظائف تقوم عمى أساس الرابطة الدموية والرابطة الدموية ذاتيا تمعب دوراً كبيراً في بعض الظواىر كالثأر مثلًا بحيث لا يشترك في القتال فيو إلا من تربطو رابطة

وعمى أساس (18م ،ص2010عزام وآخرون ، )دموية بالقبيمة أو العشيرة التي وقع عمييا الإعتداءالرابطة الدموية يتم التشكيل المورفولوجي لممجتمع البدوي حيث أن كل عشيرة تربطيا علاقات دموية

. واحدة يسكن أفرادىا إلى جانب بعضيم البعض


218

النظام الاقتصادي البدوي يقوم عمى الاقتصاد المعيشي في البادية الذي يتسم : النظام الاقتصادي/ 2بعدم التنوع في الإنتاج ، فيو قائم عمى تربية المواشي وبيعيا أو بيع منتجاتيا ،وبالتالي فإن الاقتصاد

البدوي بشكل عام يمكن وصفو بأنو اقتصاد يتجو نحو الايفاء بالضروريات ، إذ أنو يترك الامور ىذا واتضح من خلال الدراسات التي .الانتاجية تسير مع الطبيعة ويحكميا القدر وتتحكم فييا الطبيعة

أجريت عن المجتمعات البدوية أن الاقتصاد البدوي بالاضافة إلى إعتماده عمى المواشي فإنو يعتمد ايضاً عمى التجارة ، فقد كانت المجتمعات البدوية ولا تزال حمقة وصل بين الدول العربية بعضيا البعض وبين

غيرىم من الشعوب الأخرى ورغم كل ذلك فإن الاقتصاد البدوي غير مستقر لأنو يعتمد أساساً عمى عوامل متقمبو وغير ثابتو ، فمن وجود الأعشاب إلى نزول الامطار إلى الامراض التي تداىم المواشي ،

كل ىذه الامور لا يمكن التحكم بيا ، كما أنو لا يمكن التحكم في التجارة التي يتعاطاىا البدو فيي م ، 1984ابوىلال وآخرون، )تخضع ايضاً لعوامل سياسية أواجتماعية أو اقتصادية لكل بمد عمى حده

ويرى الباحث ان النظام الإقتصادي عند البدو الماىرية بشمال دارفور لا يختمف كثيراً عن النظم (40صالبدوية في المجتمعات العربية الأخرى ،

حيث أنو يرتبط بحركة الرعي المتنقل وما تخضع لو من عوامل طبيعية ، لذلك نلاحظ أن أي تغير في . النظام الإقتصادي لابد وأن يكون مرتبط بتغير نظام الرعي والترحال

من فييا العديد جمع قد العربية و البداوة قيم من حدد خمدون ىو أول ابن يعتبر : نظام القيم/ 3 والتكافل والصدق والصراحة والوفاء والعفة والكرم الشيامة صفات ضمنيا حيث والمساوئ المحاسن والعمم العمل واحتقار مظاىرىا بكل وتقديس القوة والتخريب والنيب السمب احتراف وأيضا والتعاضد في عنده نقص ذلك لأن يكذب أو يغش أو ينافق أن العادية الظروف في يكره البدوي و. والصناعة لمظاىرىا القوة واحترامو لمنطق خضوعو خلال من والبدوي الضعف علامات من وعلامة الرجولة فيو ويرى البدوي العمل والسمب ويحتقر بالقتل يفتخر وىو الصناعة يسبقو بينما والنيب الغزو يمجد البدوي عن تحول إلى بالضرورة يؤدي البدوية القيم ليذه تناقص أي أن خمدون ابن ويرى. لو نياية ىذه في التغيير المداخل لإحداث أحد تعتبر النظرة ىذه أن ولاشك القيم، ىذه تناقص درجة بنفس بداوتو وتستمد قيم البداوة من .(44م ، ص1976الفوال ، )إصلاح كل عند منو بد لا والذي البدوية القيم

تفاعل البدو مع بيئتيم وضرورات التلاؤم مع النظام القاسي الذي تفرضو طبيعة الحياة البدوية فيي تختمف عن منظور القيم الريفية وكذلك الحضرية ، ومن خلال ذلك يرى الباحث أن القيم الاجتماعية


219

عند قبيمة الماىرية البدوية تمثل ضابط إجتماعي قوي وموجو أساسي لمسموك وبالتالي أي تغير يطرأ عمى القيم يصاحبو تغير في سموك الأفراد نحو الإتجاه الجديد ، وىذه الحقيقة تمثل مدخل اساسي

. لمتنمية في ىذه المجتمعات

أن التنقل سعياً وراء مصادر القوت يشكل السمة الاساسية لمحياة في المجتمعات : نظام الترحال / 4 البدوية ، فإنتقال البدو أو إرتحاليم بقطعانيم سواءً من الإبل أو الغنم أو البقر أو غيرىا من الحيوانات

يعرف كنمط بعممية الرعي المتنقل وىو أبسط أنواع الرعي عمى الإطلاق ، وممارسيو من البدو ىم الرحل الذين يعتمدون بصفة أساسية ومباشرة عمى الحيوان بإختلاف أنواعو ، وتصبح عممية الترحال مسخرة

.لخدمة الحيوان مما يوفر ليم ىذا الحيوان من إشباع لمعظم حاجاتيم

ولا تقتصر الحاجات المشبعة من حيث الكيف عمى الجوانب الاقتصادية أو المادية فقط ، بل يمتد ذلك الإشباع ليصل إلى المكانات والأدوار والثقل الاجتماعي كمو عمى مستوى الفرد أو الجماعة البدوية ومما

يدلل عمى أىمية الحيوانات في المجتمعات البدوية الرعوية تعتبر مصدر الغذاء لبناً ولحماً والكساء غطاءاً ورداءاً ومنيا المأوى وىي المير في الزواج وىي الفدية في فض النزاعات، فضلًا عن أنيا مصدر الثروة

.(169م ،ص2005الفوال ، )ومبعث كل فخر

: الدراسة الميدانية

: وصف مجتمع الدراسة : أولًا

، 15تقع محمية كتم في الجزء الشمالي الغربي لولاية شمال دارفور ، بين دائرتي عرض : منطقة كتم كيمومتر عن مدينة الفاشر ، 108 درجة شرقاً ، عمى بعد 26 ، 25 درجة شمالًا ، وخطي طول 16

تحدىا من الناحية الغربية محمية أمبرو ومن الناحية الجنوبية الغربية محمية كبكابية ومن الناحية الشرقية الجنوبية محمية الفاشر ومن الناحية الشمالية الشرقية محمية مميط ، وتمتد حدودىا شمالًا إلى الحدود

كيمومتر مربع ،وتأتي في المرتبة الأولى من حيث 37000السودانية الميبية ، وتبمغ مساحتيا حوالي وتتميز منطقة كتم بمناخ .(م2014التخطيط العمراني ، )المساحة من بين محميات ولاية شمال دارفور

شبو الصحراء ، حيث ترتفع درجات الحرارة في الصيف وتنخفض في الشتاء وتتراوح كمية الأمطار مممتر تكفي لزراعة المحاصيل النقدية مثل الدخن والذرة 500 مممتر إلى 150السنوية ما بين

(. 3م ، ص1997سيف الدين ، )والخضروات والفواكية بأنواعيا المختمفة


220

قبيمة الماىرية قبيمة عربية بدوية تنتسب إلى ماىر الجيني وتنطق أيضاً : نبذة عن قبيمة الماهريةمَيْرية قيل أنيم ينتسبون إلى ميْره جنوب اليمن ، وىم فرع من الرزيقات بشمال دارفور مقرىم منطقة

، تعيش قبيمة الماىرية .(2082م ، ص1996عون الشريف ، )غرير شمال كتم بالقرب من الدوردرجة 17 درجة شرقاً ودائرتي عرض 23.5درجة و26وتتجول في المنطقة الواقعة بين خطي طول

درجة شمالًا ، تحدىا من جية الشرق قبيمة الميدوب ومن الجنوب قبيمة الكايتنقا ومن جية الغرب 14.5وقبيمة الزغاوة ومن الشمال الغربي قبيمة البديات ومن جية الشمال تمتد في الصحراء الكبرى حتى الحدود

عاش (م1989محمدين ، )إستقرت قبيمة الماىرية بيذه المنطقة منذ دخول العرب إلى دارفور .الميبيةالماىرية في منطقة شمال دارفور وظموا يمارسون حياة البداوة والترحال المستمر وقل إختلاطيم بالسكان الآخرين فحافظوا عمي نقاء الدم العربي والتراث والتقاليد العربية البدوية ، وكانت منطقة كتم تمثل مقراً نشأة بيا رئيسياً لإدارتيم الأىمية و مجالسيم المحمية ، فأقاموا حوليا قري إسقر بيا عدد كبير منيم وا

.خدمات التعميم والصحة وخدمات المياه و تسمى عندىم بالدّمَرْ

: أسموب إخيار العينة/ ثانياً

تمثل مجتمع الدراسة في مجموعات قبمية الماىرية البدو المستقرين حول منطقة كتم وموزعين في عدد من القرى ، وىي قرية غرير و قرية سيح جنة ، وقرية ترميس ، وعند إختيار عينة الدراسة

وحدد الباحث وحدة العينة في رب الاسرة وعند . إستخدم الباحث أسموب العينة العشوائية البسيطة أسرة ، ولما كانت وحدات الدراسة 1000حصر عدد الاسر بالقرى الثلاث المختارة فوجد أن بيا

متجانسة بالقرى المذكورة من حيث الظاىرة موضوع الدراسة إستخدم الباحث أسموب التوزيع بالتناسب أسرة ،وصمم الباحث إستمارة 200= من كل قرية ، فأصبح حجم العينة الكمية % 20وتم أختيار

. إستبانة أحتوت عمي عدد من الأسئمة تضمنت محاور الدراسة وجية لأرباب الأسر بالعينة المختارة

: عرض البيانات ومناقشة الفرضيات : ثالثاً

تنوعت مظاىر النشاط الاقتصادى عند البدو الماىرية بشمال دارفور بعد عممية : الفرضية الأولى .الإستقرار

كان النظام الاقتصادي عند الماىرية البدو بشمال دارفور قبل الإستقرار يقوم عمى الاقتصاد المعيشي في البادية الذي يتسم بعدم التنوع في الإنتاج ، فيو قائم عمى تربية المواشي وبيعيا أو بيع منتجاتيا أي أن


221

الرعي يمثل العمود الفقري في حياتيم ومصدر الدخل الاساسي ، فيو حرفة الآباء والاجداد والابناء ، وكل من أراد أن يمتين أي مينة أو حرفة أخرى يجب أن تكون ىذه المينة مينة ثانية أو فرعية بعد

أما فقد أوضحت الدراسة الميدانية تنوع مصادر النشاط الاقتصادي عند مجموعات الماىرية .الرعي . المسترين مما يؤكد صحة الفرضية الاولى والجدول التالي يوضح ذلك

الاستقرار بعد الرئسية يوضح توزيع العينة حسب المهنة (1) جدول رقم النسبة المئوية التكرارات المتغيرات % 23.5 47الرعي % 52 104الزراعة % 13.5 27التجارة

% 9 18وظيفة حكومية % 2 4أخرى % 100 200المجموع

م2015, من الدراسة الميدانية،, إعداد الباحث: المصدرمن خلال الجدول عاليو نلاحظ أن ىناك تغيراً كبيراً حدث لأفراد مجتمع الدراسة في نظام المينة بعد

منيم إلى أن مينتيم الرئيسية الآن بعد الإستقرار ىي الزراعة ، كما نلاحظ % 52الإستقرار ، حيث أشار وىذا تحول واضح بإعتبار لا يمكن أن نجد وسط % 9أن ىناك بعض منيم تقمدوا وظائف حكومية بنسبة

لم تكن معروف مثل % 2المجتمع البدوي الراحل موظف ، كما ظيرت مين ووظائف أخرى بنسبة أن حرفتيم % 13الحرف الصناعية الصغيرة وغيرىا وأيضاً ظيرت مينة التجارة بصورة أكبر حيث أشار

% 23الرئيسية بعد الإستقرار ىي التجارة ، وبالتالي قمة مينة الرعي وسط البدو المستقرين حيث أشار . فقط من المبحوثين بأن حرفتيم الرئيسية مازالت ىي الرعي ولكن الرعي نفسة يختمف عن الرعي السابق

ما تزال ظاىرة الزواج من الداخل تمثل أحد دعائم النظام القرابى عند الماىرية البدو :الفرضية الثانية : بشمال دارفور

كان الزواج عند الماىرية قبل الإستقرار يمتاز بالبساطة وعدم التعقيد، فيبدأ الزواج بمرحمة الخطوبة وفييا يتقدم والد الزوج بطمب إبنة أخيو أو أختو أو من العشيرة أو من القبيمة لإبنو وبعد الموافقو من والدىا يتم


222

وضع والدتيا في الصورة والتي ليس ليا الحق في الرفض ، ومن ثم يقدم والد الزوج مبمغ قميل من المال لتجييز بعض مطمبات العروس في بيت الزوجية ثم تعطى فترة قبل الزواج " المعوان"لأم البنت يسمى

غير محددة أحياناً تكون سنة وأحياً أخرى تكون شير أو أيام ، بعدىا تأتي مرحمة أكمال الزواج وفييا والبكرة نوع من الأبل وىي التي يكون عمرىا بين السنتين إلى " بكرة "يدفع مير العروس وىو عباره عن

أربع سنوات، ثم تحدد أوصافيا ويتم التعرف عمييا من أحد الحاضرين ، ثم تقدم الشنطة وىي بسيطة جداً .(م2015بميمة ، مقابمة ، )تحتوي عمى قطعتان من كل صنف وبعدىا يتم عقد القران وبو يكتمل الزواج

أما الآن ومن خلال الدراسة الميدانية فقد إتضح أنو لم تحدث تغيرات في نظام القرابة في الزواج حيث مازال محور الزواج في مجتمع قبيمة الماىرية يدور حول الزواج من بنت العم والخال وكذلك الزواج من

وىذا يؤكد (2)داخل العشيرة والقبيمة وتندر حالات الزواج من خارج محور القرابة ، أنظر الجدول رقم الفرضية الثانية ، إلا أن التغيرات قد طرأت عمى الطقوس والمراسم المصاحبة لعممية الزواج وأصبح

( . 3)الزواج أكثر تعقيد وأكثر تكمفة من السابق ، أنظر الجدول رقم

يوضح توزيع العينة حسب نوع القرابة في الزواج (2)جدول رقم النسبة المئوية التكرارات المتغيرات % 41.5 80بنت عم % 4.5 9بنت عمو % 13.5 26بنت خال % 3 6بنت خالو % 30.5 59من العشيرة % 7 13من القبيمة % 100 193المجموع

م2015إعداد الباحث، من الدراسة الميدانية، : المصدر

من خلال الجدول عاليو الذي يوضح أنواع وعلاقات القرابة بين المتزوجين من مجتمع الدراسة ، نلاحظ منيم متزوجين ببنت % 13من الأزواج علاقتيم الدموية علاقة عمومو أي الزواج ببنت العم و% 41أن

عمى % 3و% 5الخال بينما ظيرت نسبة الزواج ببنت العمو وبنت الخالة بنسب ضعيفة وىي حوالي التوالي ، ومن ىنا يتبيّن لنا بأن ىذا المجتمع مجتمع أبوي أي أن العلاقة الدموية والقرابية تتجة غالباً إلى

% 30جية الأب وتقل إتجاه جية الأم ، وكذلك يتضح لنا أن نسبة الزواج من داخل العشيرة تمثل


223

وىذا يؤكد ما أوردناه في تحميل الجدول السابق أن معظم العلاقات % 7والزواج من داخل القبيمة حوالي الزواجية في المجتمع البدوي بمنطقة الدراسة تدور حول محور القرابة أي داخل الاسرة الواحدة ثم العشيرة

. ثم القبيمة يوضح توزيع إجابات العينة عن ما الذي تغير في طقوس ومراسيم الزواج (3)جدول رقم

النسبة المئوية التكرارات المتغيرات % 4.5 8نظام المير % 8 15نظام الشيمة

% 6.5 12نظام تجييز مراسم الزواج % 81 144كل ما ذكر صحيح

% 100 179المجموع م2015من الدراسة الميدانية، , إعداد الباحث: المصدر

من خلال الجدول عاليو الذي يوضح شكل التغيرات التي حدثت في نظام ومراسيم الزواج بمجتمع الدراسة من المبحوثين % 81بعد عممية الإستقرار لمذين أجابوا بنعم ، حيث نلاحظ من خلال ىذا الجدول أن

أشاروا إلى أن التغيرات التي حدثت في نظام الزواج تشمل نظام المير ونظام الشيمة وكل إجراءات يرون أن التغير حدث في نظام الشيمة فقط وىناك % 8وتجييزات مراسم عممية الزواج ، بينما ىناك

أشاروا إلى أن التغير % 6.5يرون أن التغير حدث في نظام المير ، كما أن ىناك نسبة % 4.5أيضاً حدث في جانب الأجراءات والعمميات والطقوس التي تصاحب مراسم الزواج ، عموماً أن كل ىذه

الإفادات تؤكد ان تغيراً كبيراً طرأ عمى نظام الزواج بمجتمع الدراسة بعد تغير نمط الحياة فيو من نظام الترحال والبداوة الصرفة إلى نمط الحياة القائم عمى الإستقرار في مكان ثابت ، وقطعاً أن نظم الزواج المتبعة في حياة البدواة التي تعتمد عمى البساطة وعدم التعقيد ما عادت موجوده الآن بيذه المجتمعات

جراءات أكثر تعقيداً بالنسبة لعممية الزواج ، التي أحتكت بالمجتمعات الحضرية التي تسود فييا عمميات وا وحسب ملاحظات الباحث الميدانية أن ىناك تكاليف باىظة وعمميات جديدة بدأت تظير في إجراءات الزواج بيذا المجتمع مثل أن يذبح العريس جزرتين أي إثنان من الإبل كحد أدنى وتكون الشنطة مكونة

من كل صنف فما فوق حتى البطانيات وعمى العريس أن ييدى معظم نساء العشيرة أتياب 8 إلى 7من. جديدة وبالتالي كل ىذه ظواىر جديدة غير معروفة في المجتمعات الراحمة

انتقمت سمطات شيخ القبيمة عند بدو الماىرية إلى الأجيزة الإدارية التابعة ليا الاسرة : الفرضية الثالثة . بمنطقة الإقامة


224

كان لمبدو الماىرية بشمال دارفور نظام إدارة أىمية يسمى النظارة وتتكون النظارة من عدد من العموديات وتتكون العمودية من مشيخات ليا دور فاعل في إدارة المجتمع البدوي حيث تنفرد كل عشيره ستقلاليا عن العشائر الأخرى ،وتقوم القيادات القبمية الأىمية بدور فاعل ومؤثر في بقيادتيا وسيادتيا وا

دارة شؤون القبمية والفصل في كل القضايا والمشكلات التي تحث بين بين أفراد القبيمة نفسيم وبينيم تجاوزا وقد أوضحت الدراسة الميدانية أنو مازالت الإداره الأىمية تمعب نفس الدور . وبين القبائل الأخري الفبائل

كما في السابق ولم تنتقل سمطات شيخ القبيمة إلى الأجيزة الإدراية الأخرى وىذا ينفي صحة الفرضية (. 4)الثالثة ، أنظر الجدول رقم

الخلاف أو التخاصم حالة في الناس يحتكم يوضح توزيع إجابات العينة عن كيف (4) جدول رقم النسبة المئوية التكرارات المتغيرات

% 81 162لمشيخ أو العمدة % 13.5 27لمناظر

% 2.5 5لمشرطة والمحاكم الرسمية % 3 6أخرى % 100 200المجموع

م2015, من الدراسة الميدانية،, إعداد الباحث: المصدر

من خلال الجدول عاليو بتضح لنا أن مجتمع الدراسة يعتمد بصورة أكبر عمي الإدارة الأىمية في الحكم من أفراد العينة إلى أنو يتم المجؤ % 81والتحاكم أوالفصل في حالات التخاصم أو الخلاف حيث أشار

أشاروا إلى أنو % 13إلى الشيخ أو العمدة في نشوب أي خلاف بين مواطني المجتمع ، كما أن ىناك يتم الاحتكام إلى الناظر والزعيم الأكبر لمقبيمة بيذا المجتمع ، وكلا الحالتين يمثلان نظام أىمي ونادر

جداً المجؤ لممحاكم الرسمية التي تمثل الدولة وىذا يدل عمى أن ىذا المجتمع رقم تحولو من حالة الترحال .إلى حالة الإستقرار ما زال مجتمعاً قبمياً متمسكاً ببعض العادات البدوية

مازالت قيم الإنتماء لمقبيمة والتعصب ليا لم تتغير عند مجتمع البدو الماىرية بشمال : الفرضية الرابعة . دارفور


225

أوضحت الدراسة الميدانية أنو ما زال التعصب لمقبيمة والعشيرة ىو النظام السائد عند الماىرية ، وىذا ( 5)يؤكد الفرضية الرابعة ، انظر الجدول رقم

عنها لمدفاع تهب قبيمتك عمى إعتداء حدث يوضح توزيع إجابات العينة عن ما إذا (5)جدول رقم النسبة المئوية التكرارات المتغيرات % 98 196نعم % 2 4لا

% 100 200المجموع م2015, من الدراسة الميدانية،, إعداد الباحث: المصدر

من خلال الجدول عاليو الذي يوضح إلى أي مدى تغيرت القيم البدوية ونلاحظ من الجدول أن ىناك أجابوا بنعم إذا حدث أي إعتداء لمقبيمة التي ينتمون إلييا ييبون لمدفاع عنيا وىذا يؤكد أنو مازال % 98

الولاء القبمي أو الإنتماء لمقبيمة يمثل قيمو عالية عند مجتمع البدو كما أورده ابن خمدون أن البدوي يتميز بنوع من العصبية وىي ناشئة من تضامن الأقارب وذوي الأرحام بحث ينشأ في ضمير كل فرد الشعور

بنصرة أي فرد في القبيمة وبفضل ىذا الرباط يقوقم التضامن داخل القبيمة ، وحسب إبن خمدون ىذه الحالة لا تتغير إلا عندما يدخمون مرحمة الحضارة أو المدنية التي تؤدي إلى إقامة الممك فيبتعد الناس

. عن حياة البدواة فتضعف القبمية ويميل الناس إلى حياة الترف فيقدون بذلك القيم البدوية

: نتائج الدراسة يتميز مجتمع بدو الماىرية بأنو مجتمع قرابي ، حيث مثمت نسبة الصلات القرابية بين الأزواج .1

وبالمقابل تقل حالات الزواج من خارج المجموعة القرابية وترتفع نسبة الزواج من بنت العم (96%). وىذا يعني أن العلاقات الزواجية و القرابية بمجتمع قبيمة الماىرية تدور حول محور الأب (41%)

نما القرار بزواجيا يتخذ بين . 2 لايؤخذ رأي الفتاة في موضوع زواجيا قبل أخذىا إلي بيت الزوجية وا . أفراد العائمة من الرجال وأحياناً العشيرة وىذا عادة كل المجتمعات البدوية

وشممت (%89)حدث تغير في مراسم وطقوس الزواج بمجتمع قبيمة الماىرية بمنطقة كتم بنسبة . 3التغيرات في الزواج كل مراسم عممية الزواج من نظام المير والشيمة وتجييزات مراسم الزواج بحيث

ارتفعت تكاليف الزواج بصورة كبيرة إختمفت عن البساطة وقمة التكاليف التي كانت سائدة عند البدو قبل . عممية الإستقرار


226

حدث تغير لمغالبية العظمي من سكان مجتمع الدراسة في المينة بعد عممية الإستقرار ، حيث تحول . 4منيم إلى مينة الزراعة كمينة رئيسية بالإضافة إلى ممارسة التجارة لمبعض الأخر إتجيوا (52%)

إلى ممارسة الأعمال الحرة ، وأصبح الرعي عندىم لا يشكل المحور الاساسي في الاقتصاد المعيشي كما ىو الحال في السابق ، كما أصبح الإىتمام برعي وتربية الإبل وسط الميتمين بالرعي

. نسبة لمواكبتيا لحياة الإستقرار (%54)وزاد الإىتمام بتربية الغنم (%15)ضعيف

من أرباب (%81)سيادة نظام الإدارة الأىمية والمحاكم الشعبية التي يديرىا الشيوخ والعمد حيث أفاد . 6الأسر بأنيم يحتكمون لمشيخ والعيدة في حالة التخاصم والخلاف ، وأن المشكلات الزوجية وقضايا

%( . 98)الأحوال الشخصية تحسم عن طريق نظام الجودية

كل مناطق إستقرار البدو الماىرية حول كتم توجد بيا مدارس لمرحمة الأساس و أن نسبة الأطفال . 7. وىذا يؤكد وجود إىتمام بالتعميم (%78)الذين ىم بالمدارس تصل إلى

معظم مناطق إستقرار البدو تفتقر لمنظام الصحي الجيد والرعاية الصحية الضرورية حيث أشار . 8أفادوا بأنو لا توجد داية أو (%55)من المبحوثين بأنو لا يوجد مركز صحي بمناطقم و (60%)

. قابمة قانونية وأن معظم حالات الولادة تتم عن طريق الداية التقميدية ونساء المنطقة

من المبحوثين أن الدفاع (%98)لا يوجد تغير ممحوظ في قيم العصبية والإنتماء لمقبيمة حيث أشار . 9حترامو عن القبيمة والعشيرة ميم عندىم وأن نصرة إبن العشيرة والقبيمة واجبة ، وأن أكرام الضيف وا من علامات الرجولو ، وىذه النتيجة تؤكد صحة الفرضية القائمة بأن ما زالت قيم الإنتماء لمقبيمة

.والتعصب ليا لم تتغير عند الماىرية البدو بمنطقة كتم


227

: توصيات الدراسة

: من خلال نتائج الدراسة الميدانية توصي الدراسة بالأتي

تشجيع جماعات البدو غير المتنقمين عمى الإستقرار وجعمو جاذب وذلك بخمق بديل ناجح لمذين - 1إستقروا لمينة الرعي التقميدي والعمل عمى بذل الجيود في جعل التعميم متاح بصورة أفضل مما ىو

. عميو الآن

تشجيع حرفة الزراعة وسط البدو المستقرين ودعميم بالوسائل والآليات الحديثة والبذور والتقاوى - 2الزراعية والعمل معيم لإستصلاح الأراضي الزراعية التي تحتاج لإمكانات أكبر وذلك لزيادة الإنتاج الزراعي وبث ثقافة العمل الزراعي وترسيخ أىمية الزراعة مما يقمل من الإحتكاكات والنزاعات بين

. الرعاة والمزارعين

دخال وسائل تحسين النسل - 3 إستحداث نظام الرعي المستقر المعتمد عمى المزارع والأعلاف وا . الحيواني لإنتاج الألبان والعمل عمى الحفاظ عمى نوع الحيوان بصورة حديثة خاصة الإبل

تسييل سبل التعميم وتحسينيا وذلك بتأىيل البنية التحتية والبيئة الداخمية لممدارس وتوفير الكوادر - 4. التعميمية المؤىمة لمتقميل من عميمة التسرب المدرسي

الإىتمام بالنظام الصحي وسط مجتمعات البدو المستقرين وذلك بتشييد المراكز الصحية وتأىيميا - 5بالكوادر الصحية لتوفير الرعاية الصحية الاولية وصحة الأمومة والطفولة وتدريب القابلات والعمل

عمى الإرشاد والتوعية الصحية في سبيل التخمص من العادات التقميدية الضارة بالإنسان كنظام . الداية التقميدية والعلاج الشعبي

عمى الدولة العمل عمى تدريب وتأىيل رجال الأدارة الأىمية بمجتمعات البدو وخمق قنوات إتصال - 6بينيم وبين الشرطة والمحاكم الرسمية حتى يكونوا أكثر قدرة عمى محاربة ظواىر الإنحراف والشذوذ

.التي خمفتيا النزاعات والصراعات القبيمة بيذا المجتمع


228

: قائمة المراجع

م 1956 ، دار صياد ودار بيروت ، 14ابن منظور ، لسان العرب ، المجمد .1أحلام العطا محمد عمر ، التغير الاجتماعي والثقافي لمجموعات البدوية بولاية نير النيل ، رسالة .2

.م2007دكتوراه غير منشورة ، جامعة النيمين ، أحمد أبوزيد ، المجتمعات الصحراوية في مصر ، المركز القومي لمبحوث الاجتماعية والجنائية ، .3

. م 1990القاىرة ، أحمد ابوىلال وآخرون ، تيسير تعميم البدو في الوطن العربي ، المنظمة العربية لمتدريب والثقافة .4

. م 1984والعموم ، تونس ، أحمد زكي بدوي، معجم مصطمحات العموم الإجتماعية، لنجميزي فرنسي عربي، مكتبة لبنان .5

1982ساحة رياض الصمح، بيروت إدريس عزام وآخرون ، المجتمع الريفي والحضري والبدوي ، الشركة العربية المتحدة ، القاىرة ، .6

.م 2010السيد البشرى وسعيد عمي كوزي ، الحياة الاجتماعية لمبدو في ولاية شمال دارفور ، المجمة .7

م 2013الجغرافية العربية ، الجمعية الجغرافية المصرية ، العدد الواحد وستون ، الجزء الاول ، م 197صلاح مصطفى الفوال ، البداوة العربية والتنمية ، مكتبة القاىرة الحديثة ، مصر ، .8صلاح مصطفى الفوال ، عمم الاجتماع البدوي ، سمسمة كتب عمم الاجتماع والتنمية ، بدون .9

.تاريخ ، دارغريب لمطباعة والنشر 1عمم الاجتماع البدوي ،ج: صلاح مصطفي الفوال .10

. م2005،عبدالباقي سيف الدين محمد ، ورقة بعنوان الموارد الطبيعبية ونظام الرعي بمنطة كتم .11

.م 1997والمالحة دراسة تنمية المجتمعات الرعوية بمحميتي كتم والمالحة ، ، آفروقراف 5 ، ج1 عون الشريف قاسم ، موسوعة القبائل والأنساب في السودان ، ط .12

2082م ، ص 1996لمطباعة والتغميف ، الخرطوم ، محمد عبدو محجوب وفاتن محمد شريف ، الثقافة والمجتمع البدوي ، دار الوفاء .13

.م2006 ،1لمطباعة والنشر ، الاسكندرية ، ط


229

محمدين الدود ميدي رئيس إدارة الماىرية ، تقرير عن إدارة الماىرية إلى السيد محافظ .14 . م ، مركز تراث دارفور ، جامعة الفاشر1989شمال دارفور ، مارس

مفاىيم ومناىج ، مركز تنمية – محي الدين صابر ولويس كامل مميكة ، البدو والبداوة .15 .م1966المجتمع في العالم العربي ، سرس لبنان ،

.( م 2004)معن خميل عمر وآخرون ، المدخل إلى عمم الاجتماع ، الشروق .16 سنة ، بتاريخ 70مقابمة مع محمود بميمة ، أحد أعيان البدو بمنطقة غرير ، العمر .17

. م بمنزلو بقرية غرير 2015/ 10/9 م 2007 نبيل السمالوطي ، بناء المجتمع الإسلامي ونظمو ، دار الشروق ، بيروت ، .18 .م2014ولاية شمال دارفور ، وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة ، قسم المساحة ، .19

. 1- Hartmut Lang and Uta Holter , Arab Camel Nomads in North West Sudan ( The Northern Mahria from a Census Point of View )Institute of Ethnology , University of Cologne ,1984.

2-- M.O.ELSAMMANI, Development study of the pastoral populations of KUTUM (NOMADIC) and MALHA LOCAL Councils , North Darfur State , OXFAM – Darfur Office , Marsh 1997.

Documents

ّعامتجٗ ْغتك ابثك ْب ةْبك ةْعامتجٗ »وكrepository.neelain.edu.sd:8080/jspui/bitstream/123456789/... · 2016. 12. 1. · GCNU Journal ISSN: 1858-6228