University of Petra | Home€¦ · Created Date: 1/21/2009 8:21:48 PM

انتفاضة األقصـى يف األدب اًمنوذجأحممد الدرة ىمراث

Created with Print2PDF. To remove this line, buy a license at: http://www.software602.com/

١

انتفاضة األقصـى يف "تقدمي دراسة بعنوان _ إبان االنتفاضة _ ليس من اليسري اآلن؛ ألن األنواع األدبية السردية من قصة قصرية، ورواية، ومسرح تتأخر استجاباا "األدب

وقت أطول يف معايشة احلدث الضخم، لتقوم من مث برصـد عن الشعر، فهي حباجة إىلوالشعر وحده هو األقدر . أثره على نسيج احلياة، وشبكة العالقات االجتماعية واإلنسانية

وهذا ما الحظناه إبان االنتفاضة األوىل، وها حنن ذا . على مواجهة سخونة احلدث وجدته .نراه جمددا يف انتفاضة األقصى

" حممد الـدرة "ينصب جهدنا على التجارب الشعرية اليت كان الشهيد لذا، آثرنا أنومل يعد خافياً أن الفىت الدرة قد غدا رمزا هلذه االنتفاضة، وجسدت القصائد اليت . حمورها

.خصته باالهتمام والرثاء صورة حلركة شعر انتفاضة األقصى املباركة، الذي جـاء اسـتجابة لقد كان للباحث شرف التصدي جلمع فيض الشعر العريب

لالنتفاضة األوىل، تلك الوثبة التارخيية املشهودة، ومن مث متحيصه ودرسه، مقدما بـذلك ، تلك الوثيقة اليت وضعت بني أيدي املهتمني صـورة حلركـة شـعر "ديوان االنتفاضة"

.االنتفاضةحممـد "وطاملا حنن بصدد احلديث عن التجارب الشعرية، اليت كان الفىت الشـهيد

حمورها، وهي جتارب جاءت تلبية النتفاضة األقصـى الـيت تفجـرت بتـاريخ " الدرةحيضـرنا -م، وما زالت متقدة بعد مرور سبعة أشهر على تلك البدايـة ٢٨/٩/٢٠٠٠

القول بأن املد الشعري الذي واكب االنتفاضة األوىل كان أكثر وأوفر من املد الشـعري يعد هذا تقليالً من قيمة الدور الذي تنهض بـه وال. الذي رافق انتفاضة األقصى احلالية

.الكلمة املبدعة شعراً يف دعم احلجر الفلسطيين املناضلفمن املعلوم أن الوثبة األوىل انبثقت من رحم اليأس، فكانت ضد توقع املتشـائمني، وأبعد وأكرب من أحالم املتفائلني، وال سيما أن اجليل الذي محل عبئها هو اجليل الـذي

لذا ، شـكلت . هن عليه العدو الصهيوين؛ فقد راهن على وعيه ووالئه ألرضه وقضيتهراتلك الوثبة حالة شعرية غري عادية، فجاءت االستجابات اإلبداعية عربياً على حنو غـري مسبوق كماً وكيفاً، فكان لتلك االنتفاضة فضل توحيد املشـاعر العربيـة، والتفـاف

عربية بعد أن غدا كل من الرواية والقصة القصرية منافساً اجلمهور العريب حول القصيدة ال .خطرياً، زاحم القصيدة الشعرية مكانتها لدى مجهور املتلقني

بلغ عدد القصائد اليت اجتمعت لدينا ثالثاً وعشرين قصيدة، رأينا أا قد حققت من فقـد . فنياً شروط اجلودة ما جيعلها صاحلة للدراسة، واستبعدنا بعض التجارب املتواضعة

عودتنا الصحافة العربية على نشر كل ما يصل إليها من فيض الشعر االنتفاضي، انطالقاً من دورها املقدر يف إفساح اال أمام تلك التجارب، دون النظر إىل أمساء أصـحاا، أو

.قيمتها الفنية، وحسبها دفق املشاعر النبيلة فيها وطيب النوايااألردن، : ينا تنتمي إىل عدد مـن األقطـار العربيـة، مثـل والتجارب اليت بني أيد

وحنـن . وفلسطني، والعراق، والسعودية، وسورية، ومنها قصيدة مترمجة لشاعرة أمريكية


٢

على يقني بأن هناك جتارب أخرى لشعراء من أقطار عربية أخرى، لكنها مل تصل إلينـا، .لكن ما بني أيدينا فيه غناء عما مل تصل إليه أيدينا

. لقد تنوع شكل هذه التجارب بني الشعر العمودي، وشعر التفعيلة، وقصيدة النثـر وبعضها لشعراء كبار، وأخرى لشعراء معروفني، وثالثة ألصوات شعرية بـدأت تشـق

األول دراسـة يف : وقد رأينا أن تكون الدراسة يف حمورين . طريقها على دروب اإلبداع .املوقف، والثاين دراسة يف التشكيل

:دراسة يف املوقف

لذا، تفاوتت هذه التجارب فنياً، كما سنرى من خالل الدراسة الفنية هلا، ولكن مـا يوحدها متحورها حول استشهاد الفىت الدرة، وكوا تنتمي إىل األدب املقـاوم بكـل

.مفرداته املكرسةملوقف فقد صدر أصحاا فيها عن موقف مقاوم، له أطيافه املتنوعة، فمن تعريض بـا

" الـدرة "العريب املتخاذل، إىل إدانة اهلجمة الصهيونية الشرسة، إىل تصـوير استشـهاد واغتيال براءته، باإلضافة إىل الدعوة للجهاد، انطالقاً من رؤية متفائلة بالنصر والتحريـر،

.حد اليقني -أحياناً–تصل اجللي على أدوات أثره -كما سنرى –وقد كان هلذا املوقف املقاوم بأطيافه املتنوعة

. التشكيل هلذه التجارب على مستوى اللغة، والتصوير، واإليقاع، والبناء، وقصدية العدو يف اغتيال طفولته، يشكل إدانـة "حممد الدرة"كان مشهد استشهاد

ال .. يـا دمـي " لصور التخاذل والعجز العريب، مما دفع ناصر شبانة ألن يصرخ قائالً كانت هذه الصيحة عنوان قصيدته، واستهالهلا، وا اختـتم ، ف"تصدق رصاص الكالم

مقطوعاا اخلمس، وهي صرخة تقطر مرارة، وتضج بالسخرية من حالة التردي النضايل :العريب، الذي جيعل الدم الفلسطيين عاريا وحيدا بال دعم يف هذه احلرب الظاملة

يا دمي … …

فال تنتظرنا غداة غد خلف أوراقكي خنبئ عوراتنا توت الشهامة إنا رضينا مبا قسم النفط للشهداء من الواجبات السريعة

وإذا كان ناصر شبانة قد شغل نفسه على امتداد القصيدة ـاجس تعريـة الـراهن العريب، فالشاعر عباس أمري يكتفي بسطر واحد من قصيدته ليدين ويسخر معاً، فيقـول

:خماطباً الدرة


٣

. سوى مالمثة اللحى خلف املوائدوال أحد جيري.. حلظة حصار املوت له، وتطلعه إىل مالذ عـريب أو " الدرة"وهذا حممد ضمرة خياطب

:معتصم تـرجع خالياسرنـو تفـأليا ال تلتفت كل اجلهات حبيسـة - واملوت صار لدى القنوط مداويا إنـا يتامــى فالبالد ترملت - وملا انتشلنا جمدنا املتهاويـــا ظنالوالك أنت ملا تفجــر غي حيث انطرحنا للغزاة مواليــا فلقد مشينا يف جنازة يومنــا

أما الشاعر السعودي عبدالعزيز بن عبداهللا العزاز، فتكاد تكون قصيدته كلها إدانـة :وتعريضاً بالتهاون والتواين العريب، مما أوقعه يف املباشرة واخلطابية، ومنها يقول

يكشـر عن نيوب بالتيـاح يـا عربـا تعـاموا عن عدوف والتـالح وشـأم التفرق تعــاموا، مث نامـوا، مث ماتوا كمنتظر العطايا من شحـاح ومن يطلب من العرب انتخاء

ويتكئ الشيخ عائض القرين على بائية أيب متام، وخباصة على مقدمتـها الداعيـة إىل :، واخلطب اجلوفاء، حيث يقول "رصاص الكالم"ي عن األخذ بأسباب القوة، والتخل

يف متنـه احلسم للبهتان والكذب السيف أمضى من التهريج واخلطب )١(واملوت بالعز معشوق لك أيب والثـأر يبعثـه األبطال إن صدقوا وال احلروف ولو كانت من الذهب ال تنجد اللغـة الفصحى مصيبتنـا

يت بناها على حوار محيمي رهيف متخيل بني الشهيد ويف جتربة عدنان النحوي ال :ووالده، وذلك حني استحكمت حلقة املوت من حوهلما، يقول االبن ألبيه متسائال

د نزيدــأرض، حنن املليار أو ق ماليني هم يف الـ: قلت يل يا أيب فق أو جنيدـــن أبـي أو مش ـهل يرانا األرحام يف األرض؟ هل هب ـم، وأين األخوال؟ أين اجلدود؟ ـا؟ وأين بـنـو العمـأين إخوانن

تصور حجم اخليبة اليت تصدم هذا الفىت حني يبحث عن مالذ، أو : وهي تساؤالت وكأين بالشاعر يستحضر أجواء مسرحية صـمويل . معتصم من أمتيه العربية واإلسالمية

، فقد وقع "الدرة"ه فهذا حال الفلسطيين اآلن، والذي يسجد". يف انتظار جودو"بيكيت ضحية ما ال جييء، ووقع ضحية شعارات مضللة، يتحمل الكبار وزرهـا أمـام جيـل

.املستقبل :ويكرس أمين العتوم مثل هذا املعىن بقوله

غري العد والرقم.. مليون مليون واهللا واهللا ما يف العرب لو حشدوا عدو الصهيوين، وقـد سـلك إدانة هلمجية ال -يف جمملها –التجارب اليت بني أيدينا

لكن حممود درويش يتجاوز . أكثرها سبيل املباشرة والصراحة يف تصوير بشاعة هذا العدوتلك املباشرة اليت وقع فيها اآلخرون إىل ضرب من التعبري اإلحيـائي، مسـتغالً تقنيـة

عدو، املونولوج، واالستدعاء من الذاكرة، ليحدث تلك املفارقة املدهشة، اليت تضعنا أمام :يعد احليوان املفترس أرقى منه سلوكاً وغريزة


٤

حممــد لكنـه. يرى موته قادما ال حمالة يتذكر فهداً رآه على شاشة التلفزيون، وحني. فهداً قويا حياصر ظبيا رضيعا .دنا منه شم احلليب، فلم يفترسه

ة العـدو ا سائر التجارب، فقد وقعت يف املباشرة حني سعت إىل تصوير بشـاع مأ :ومهجيته، ورمبا كان أقلها مباشرة قول الشاعر العراقي علي الطائي

سلبوا منك الشباب والشيخوخة مرة واحدة .وهم يفتحون النار على فتوتك العزالء كفرقة تنفيذ حكم اإلعدام .رأيناهم جيرون احلاضر أمام اجلميع إىل القتل

أكثرهم انشغاال بتقـدمي ) أمحد منصور(وكان الشاعر الفلسطيين املغترب يف فرنسا صورة العدو اهلمجية، حيث يبدأ برسم صورة يتوسل لتشكيلها بلغة تتراوح بني اإلحيـاء

:واملباشرة شاهدم باألمس يف عز نار الشمس ال يرمشون الرمش يف حصد الصغار ال يعرفون احلس .يف جز الكبار

تذكرنا بدراكوال، ومصاصي الدماء، وأبطال مث ميضي بعد ذلك إىل تقدمي صورة هلم :أفالم الرعب

فالدم ال يرويهمو- واللحم ال يكفيهمو جباههم يا والدي ملع الفؤوس- تنقض من معاقد الرؤوس أصداغهم خناجر عيوم جمامر أنيام تبارقت حراب تسابقت للنهش يف الرقاب

تروضها اتفاقيات السالم، وأفاعي ال تعرف سوى ويراهم أمين العتوم ذئابا مفترسة ال :الغدر خلقا، ونوعاً دمويا من البشر، ال يفهم إال لغة القوة

يروض الذئب يف شعب من الغنم ض الذئاب كمنــواحلاملون بتروي فليس تنفث غري السم يف الدسـم هاــهي األفاعي وإن أغراك ملمس

ن هم عنك يف صمموكم تصيح مب ف ملطخـــةــمتد كفا إىل ك


٥

خياطبـون بغيــر النار والضرم ال يسمعون سوى قرع السيوف والواكتفت الشاعرة األمريكية بيغي أبوجابر برميهم باجلنون، واامهم بالتخلي عن

: آدميتهم رجال جمنونون يقتلون األبرياء - هل مثة حل هلذه الثورة العارمة ؟ -

فريسةأم أن قدر اإلنسان أن يكون ملن أغلقوا عيوم، وصموا آذام عن رؤى الطبيعة اخلالبة، والسماء الزرقاء املساملة،

وحقول القمح املرتعشة، واألزهار الفواحة؟ وال ندري أهذه التقريرية مردها إىل الترمجة، أم أن النص األصلي يتحمل هذا الوزر؟

العشماوي أن خيلص جتربته من هذه املباشـرة، ومل يستطع الشاعر السعودي عبدالرمحنوالتقريرية، والبساطة يف التعبري على امتداد قصيدته، وخباصة حني يلتفت بني احلني واآلخر

:إىل صورة العدو إن جنديا يهوديا على الساحة عربد -

..ومتادى وتوعد أن جيشاً من بين صهيون، -

لإلرهاب حيشد الطغيان توقدأن نار الظلم و

أن آالف اخلنازير ..على املنبع تورد

ولعل أمجل ما يف هذه التجارب عنايتها الفائقة بتصوير استشهاد الدرة، ورسم ذلـك املرئية، واملسموعة، واملقروءة قد ضت بدور مهم : املشهد، ال سيما وأن وسائل اإلعالم

ينا، وهي تعرض صور استشهاده حلظة بلحظـة، يف مالمسة تلك املواطن العميقة الدافئة فوكيف تكور متشبثا خباصرة أبيه، وكيف لوح األب بيده العزالء املرتعشة، ولكن عبثـاً

وعندئذ دار بني االبن وأبيه حوار محيمي، قاال .. حاول، فقد استحكمت حلقات املوت صة بكل تفاصـيلها إا حلظة خا. بعضه، وصاغ الشاعر العريب من وجدانه وخميلته أكثره

.ودقائقها، وحالة شعرية نادرة، منحت الشاعر آفاقا رحبة من جتليات اإلبداعلذا، افنت الشعراء يف تصوير مشهد الشهادة هذا، وبرعوا يف توهم حوار ما قبل املوت، أو ما قبل الشهادة، أو حوار اللحظات األخرية، وذهبوا إىل أبعد من ذلك، فتخيلوا ذلـك

.الذي دار يف نفس الفىت الصغري، وهو على مشارف الشهادة، وختوم املوتاملونولوج فمحمود درويش يعرب عن هذه اللحظة بكل زمخها يف ومضة شعرية كثيفة، فصـور اهلول احملدق، وضعف الصغري وخوفه، وهاجس املوت الذي غدا يستشعره يقينـا، وذاك

:يف استهالل قصيدته احلوار احلميمي املتخيل بني االبن وأبيه، حيث يقول حممــد يعشش يف حضن والده طائرا خائفا


٦

امحين يا أيب: من جحيم السماء إنّ جناحي! من الطريان إىل فوق .والضوء اسود …صغري على الريح

ويف املقطع الرابع من القصيدة متتزج صورة العدو اهلمجية مع جانب مـن تفاصـيل زاة أو موازنة بني صورة فهد حيجم عن افتراس ظيب مشهد الشهادة، من خالل عملية موا

وقد استعان درويـش يف . صغري، وصورة عدو ال يتورع أن يقتل صبياً يف مثل عمر الدرة :ذلك بتقنييت االسترجاع واملونولوج الداخلي، وختم تلك املوازنة بقوله

حممـد- مالك فقري على قاب قوسني من .ة صياده البارد الدميبندق يف وسع صياده أن يفكر باألمركان -

سأتركه ريثما يتهجى: ثانية ويقول ..فلسطينه دون ما خطأ

:ويركز الشاعر عدنان النحوي على حوار اللحظات األخرية، وبه يستهل قصيدته والرصاص حويل شديد! خائف فإين! ضمنـي يـا أيب إليـك صاصهم ويزيـدـب علينا ر فما زال ينصب! وامحين ! ضمين

:وبه ميضي إىل اية القصيدة، فيقول يف املقطع األخري منها وطوته عنـا فياف وبيـد وغاب منه نداء... ! يا .. ! يا أيب

يف ذراعي أبيه سهم حقود أسكتتــه رصاصة ورمـــاه. فهو يرسم باللغة وعالمات الترقيم بداية الصمت األبدي، وولوج بوابـة الشـهادة

تاح حوار ما قبل الرحيل للشاعر النحوي أفقاً إبداعياً خصباً، فأقام جتربته علـى وهكذا أتقنية احلوار، مما منح القصيدة حيوية وشفافية، جعلته يتجاوز املألوف يف شعره املوسـوم

.باجلزالةويبدو أن منظر االستشهاد، وما رافقه من حوار، هو الذي أوحى ألمحـد منصـور

وبـه اسـتوى . ، وكان احلوار هو عصب جتربته"ح خلويف خاصرة افت" بعنوان قصيدته :فهو يستهلها به مصورا ذلك احلوار احلميمي حلظة االستشهاد، فيقول . بناؤها

روحي اوت ضمين هبين يديك رش الرشاش يقضين درع فؤادي ساعديك اغرزين بصلبك كرمة ما بني وادي عاتقيك أنا شفة على قلب! بابا . لوب عليككمص


٧

وميضي ذا احلوار املشحون بلغة ااز عرب مقاطع جتربته، وال خيفـي أن اسـتخدامه .إمياءة ذكية إىل طفولة الدرة املستهدفة باملوت) بابا(لكلمة

وال نسمح صوت األب إال يف مستهل املقطع السابع من القصيدة، ويصر الشاعر على :شام، حيث يقول على لسان األب استخدام تلك اللغة احملكية يف بالد ال

.معك" طخوا"خافقي …" طخوك يابا" ومل يتكرس استخدام األلفاظ الدارجة يف هذه التجربة أو يف سواها مـن التجـارب، علماً بأن هذا املنحى يشكل ظاهرة يف جتربة شعراء املقاومة يف فلسطني، وهي ظاهرة هلـا

خباصة للكثري مـن األلفـاظ الدارجـة يف أسباا ودواعيها، فاستخدام شعراء فلسطنيإمنا يهدف إىل تشبثهم جبذورهم –وإن كان لبعضها أصل يف اللغة الفصحى –أشعارهم

العربية الفلسطينية، وتثبيتهم هلا، أمام عدو شرس، حياول بشىت السبل اقتالعهم من وطنهم ) .٢(، وطمس مالمح هويتهم

ار لقطة املوت، ففي تفاصيل املشهد ما يغنيه، أما الشاعر حممد القيسي فلم يشغله حوويثري جتربته، فقد جعل املقطع الثاين من قصيدته الطويلة تصويراً الستشهاد الدرة، ومنه

:يقول هذا البكاء الذي ال شفيع له، خلف متراسه األبوي، فأية تلوحية توقف النار، !أية تلوحية توقف النار بكييبكي حممد، يبكي حممد، ي يشد على الرغبات األخرية يف دمه، قبل أن يستكني إىل فخذ والده، ..ويغطي الدخان املكان

وقد وفق يف جتنب الوقوع يف شرك اخلطابية، ولكن التجربة يف اعتمادها واقعية التعبري .كانت حباجة إىل لغة أكثر كثافة واكتنازاً

هو يفتـتح جتربتـه بـاالعتراف ف. ويقدم عباس أمري صورة مدهشة الستشهاد الدرة :بتواضع الشعر أمام هذا احلدث، فيقول

إن الذي سالت به أرض القصيدة مل يكن يعين دمك، !أىن له يعين دمك

ويأيت هذا القول متسقا مع مقولة الشاعر عبدالعزيز املقاحل، حني اعتذر عـن كتابـة أقالم الشعراء، وكتبوها باأليدي قصيدة االنتفاضة األوىل؛ ألن أطفال احلجارة سرقوها من

فالشعر عنده ال يكتب بالكلمات، والصورة الشعرية ليست تركيبـا . واألقدام املكسورة ) .٣(لغويا فحسب، لكنها قد تكون موقفا عظيماً، وقد تكون حركة احتجاج صامتة

وإذا كان اآلخرون قد جعلوا مههم التركيز على صوت الدرة يف لقطة املوت، فهـو ل مبتغاه صوت األب املكلوم، الذي ال نسمع سواه على امتداد التجربة، وعلى الرغم جيع


٨

من اتكائه على األساليب الطلبية اليت يتطلبها هذا النوع من احلـوار، إال أنـه يـنجح يف :وقد بلغ الغاية بقوله .. استخدام لغة إحيائية شديدة التوتر، واالكتناز، والومض

أم اقترحت تقدمك؟ ماذا ترى؟أأمل ظلك يف املكان، ..أوما قدمتك كي أليق بناظريك وقد قربت من البنادق قدر قلب مث سردقت الطفولة يف يديك؟ .أبين، احشر رأسك الوردي يف خصري، وعلمين عليك أبين، قدمين إليك، وأجلئ احلجر العنيد إىل جهاتك أبين، مللمين إليك إذا انكشفت، .ودل أطرايف عليك

ولعل تركيز الشاعر على صوت األب يف هذا النحو هو ضرب من التحام الشاعر وتوحده مع صوت األب، ومتثل جتربته يف فقد صغريه، وهذا هو اإلحساس الذي سكن. كل أب منا، وهوة يعاين استشهاد االبن واألب عاجز عن افتدائه، ودفع شبح املوت عنه

واجس، ال سبيل إىل التعبري عنها إال من خالل إا حلظة تفيض بزخم من التساؤالت واهل .الشعر بكل ومضه، وامتالء لغته واكتنازها

) " ٤(هو رامي أو حممد"الرمحن العشماوي يف السمو بتجربته ومل يوفق الشاعر عبدفال نظفر يف تصويره للحظة االستشهاد بتلك . إىل هذا املستوى، أو إىل ما هو دون ذلك

:عن لغة خاصة تليق ذه اللقطة الشعرية، حيث يقول املعاناة يف البحث هو رامي أو حممد :صورة املأساة تشهد أن طفالً وأبا كانا على وعد من املوت حمدد مات رامي أو حممد مات يف حضن األب املسكني، والعامل يشهد ..مشهده أبصره الناس !وكم خيفى عن األعني مشهد

سياقاا النثرية، ومل وداللتها املعجمية، فلم تغادر تقريريتها وهكذا ظلت لغته أسرية .ترتفع إىل مستوى املوقف، فحرمت القصيدة من إيقاعها الداخلي أيضاً

العزيز بن العزاز للقطة املوت، ومثل هذه البساطة يف التعبري، كان تصوير الشاعر عبد :حيث يقول

الرياحرصاص ك متطره فهذا الدرة املقتول طفــال من القتل الشنيع املستباح محـاه أبوه باجلسـم اتقاء بادروه بانتطـاح ولكن ورـوس) برميل(توارى بني


٩

ويفسح الشاعر أمين العتوم جانبا كبريا من قصيدته الطويلة لتصوير استشهاد الـدرة، بأبيه العـاجز عـن -بعد إصابته–وأمجل ما جاء يف تلك الصورة وصفه لتشبث الطفل

:محايته، حيث يقول موت خالل الوجه ملتطم عن موج تشبث الطفل واألنفاس الهثــة يف مسـاء املوت والعدم أو صرخة لعــل خيط حياة سوف ينقذه وغام الصوت يف الغمم.. أيب حبييب فصاح والرعب ميشي ملء أضلعه

ة يكلف الفىت أباه ولكن أمين العتوم زاد عن اآلخرين يف تصوير املشهد بأن ختيل وصي :بتبعة محلها وتنفيذها، وذلك بعد أن أيقن أنه راحل ال حمالة، فيقول

فإن امن ميتا وحدي فال تنم أنا سأقضي دفاعا عن محى وطين هدية، إن هذا العيد عيد دم وعد إىل البيت وامحلين لوالديت

دث، فبـه ومثل هذا النهج كان صنيع موسى حوامدة، الذي أهلب مشاعره هذا احل، وبه اختتمها، وظل هاجسه علـى "ال تنتظر كبش السماء.. أيب، يا أيب "افتتح قصيدته

امتدادها، وظل صوت الفىت هو املسموع، وكأنه وأمثاله يقدمون أرواحهم فداء لنا، وحنن ..وقوف يف انتظار ما ال جييء

مل يكن بيين وبينك يا موت سوى أيب للحم الطريوالشكر للرصاص الذي يعرف ا يعرف معىن العيد ويوم الفداء .أنا كبش يا أيب، فال تنتظر كبش السماء

مثة مالحظة مهمة، وحنن بصدد احلديث عن صورة استشهاد الدرة، انتهينا إليها أثناء تأملنا لتجارب بعض الشعراء العراقيني، وهي مالحظة مل نظفر مبثيـل هلـا يف جتـارب

فالشاعر العراقي عندما واجه مشهد استشهاد الدرة . ة األخرىأندادهم يف األقطار العربيفحصار فلسطني هـو حصـار .. رأي نفسه يف املشهد؛ رأى حصاره، وجرحه، ودمه

العراق، واستهداف أطفال فلسطني بالقتل هو استهداف أطفال العراق بكـل أشـكال ذلـك قـول ومن.. إذن، العدو واحد، واهلدف واحد، واجلرح النازف واحد . املوت

:الدكتور حكيم اجلراخ خماطبا حممد الدرة إين نسيت –عفوك –قرأت بعينيك حصاري وشحة ماء الفرات وجئتك ألثم جرحي دمائي.. ألن دماك فنم هانئا ، فوق صدر العراق ب من هذا قول واحدة من جيل الشعراء الشباب يف العراق، هي فليحة حسن، يوقر

:"البطل الشهيد"من قصيدا سأمجع هذي الدماء اليت ما تزال حتط الرحال


١٠

لكيما أقول بأن تفاصيلنا واحدة ومثة ما بيننا فارق بسيط ، بسيط هو اجلرح يا صاحيب !غري أين صداه

رفض للواقـع، "التجارب اليت بني أيدينا متتح جتلياا من أفق املقاومة، وأدب املقاومة ريه، وتعبري عن األمل، وغضب عارم ضد صور القمع، واالضطهاد، وإميان بالقدرة على تغي

) ".٥(وأمل يف استشراف حياة أخرى .. واالستالب وحني نتأمل هذه التجارب نالحظ أن الكثري منها كان صرحياً يف الدعوة إىل النضال،

مـن وهذا ال يعين أن سائر التجارب قد ختلت عن هذه املفردة . واجلهاد، ومعانقة املوتفالفن األصيل حسبه أن خيلق فينا وعيا مبعادالت الـراهن . أدب املقاومة، أو قد تناستها

والفنان ليس مطالبـا . الذي نعيش، وحسبه أن يكشف عن عالقة الفرد باحلياة من حوله .بأن يكشف الداء، ويصف الدواء يف آن واحد

ـ رحية إىل النضـال فقصيدتا حممود درويش ومريد الربغوثي مل تكن الدعوة فيهما صفقـد . واملقاومة، من خالل أساليب الطلب وأفعال األمر، ولكنهما تصبان يف الغاية ذاا

والتجارب الشعرية األصـيلة . استخدما لغة إحيائية لبقة يف مواجهة حدث استشهاد الدرةيال هي اليت تشغلنا بنفسها بعد فراغنا من قراءا، حتاورنا وحناورها، وتظل تطرح علينا س

.من األسئلة، ومهمة الفن أن يثري فينا األسئلة، ال أن جييب عنهاويف املقابل، ال تعين الدعوة الصرحية إىل اجلهاد ، والتحريض على النضـال عيبـا أمل بسائر التجارب، فهذا أدب مقاوم، يتوجه فيه الشعراء إىل مجاهري عريضة من أبناء أمتنا،

وقد تعود املتلقي العريب على هذا . ، وليس أدبا خنبويا ممن تتفاوت مستويات وعيهم الفينالصوت منذ أن دوى صوت جدنا أيب متام يف الوجدان العريب يوم فتح عمورية، ومنذ أن

من فوق صهوة حصانه يف حضرة سيف الدولـة املنتشـي -) املتنيب(أنشد جدنا األكرب ..".زم على قدر أهل الع"رائعته ذائعة الصيت -"احلدث"بانتصار

فناصر شبانة واحد من أصواتنا الشعرية الشابة، اليت تشق طريقها بقوة علـى دروب التميز اإلبداعي، جعل قصيدته إدانة للراهن العريب املتردي، ويف الوقت ذاته مل يكتف ذه اإلدانة، اليت تعين يف وجهها اآلخر التحريض والدعوة إىل اخلروج من صدفة الذل واملهانة

اق البذل والتضحية، بل جنده يؤكد على امتداد جتربته ضـرورة اعتمـاد الـدم إىل آف :الفلسطيين على نفسه

وكن يا دمي احلر يف ساحة العرس وحدك أنت الذي قمت فينا تصلي .وحنن نيام


١١

ويستلهم الشيخ عائض القرين موقفا سابقا يف تراثنا الشعري، يعد أمنوذجـا فـذا يف :أيب متام، حيث يقول ) بائية(سباب القوة، وذلك باتكائه على الدعوة إىل األخذ بأ

اد يا قوم للهنديــة القضب واكسر يراعك صاح الدهر مرجتال رصاصة، فاشتر البارود بالكتب مليون ملحمة خرساء حترقهــا

وتأيت دعوة الدكتور عبداحلكيم اجلراح إىل اجلهاد من خالل تناص موفق مع قصيدة ، حيث ختم قصيدته ذه اللقطة الكثيفة من " أخي جاوز الظاملون املدى"طه علي حممود

:حوار حلظة املوت ..أيب ، جاوز الظاملون الـ بلى ، ولدي قد مسعت الندا فحق اجلهاد وحق اجلهاد وحق الفدى،

:يف شخص الشهيد حممد الدرة، فيقول " طفل االنتفاضة " وخياطب عباس أمري س دمكاجب مث اقترحك معلما، يب حاجة لتعلمك، علم نباتات الروايب أن تطال تومسك، علم صالة الراكعني على التوضؤ يف دمك علم نياشني القيادة أن تعلق فوق منكبها غبارات .الطفولة كي تعلم مأمتك

نـا فالشاعر يرى الدرة قد غدا معلما ساميا للجهاد، ومعلما فذا للتضحية، يلقي علي .دروس الفداء النبيل

الدرة "ويذهب حسام اللحام إىل معىن قريب مما ذهب إليه عباس أمري، مكرسا معىن ، فيختتم قصيدته بامتزاج الدعوة إىل اجلهاد بتلـك الرؤيـة اليقينيـة "النموذج والقدوة

.الستشراف غد أفضل، حني ميوت رصاص الكالم ويبقى رصاص املسدسيف جتربـة حممـد -أيضا–قاومة بالرؤية املستقبلية املتفائلة وميتزج التحريض على امل

:القيسي، ولكن على حنو أكثر شفافية وإحياء، حيث يقول يف ختام املقطع األول هيئي الفلذات فما من عذاب، يشابه هذا العذاب، وما من جنون واحذري أن تشقي ثيابك، أو تقعدي عند بابك، .منتحبة هيئي أي شيء لنا وارفعي الرقبة . ارفعي الرقبة


١٢

وتستغرق الدعوة إىل الكفاح الشطر األول من قصيدة الشاعر أمين العتوم، ويصوغها ال تـربح، (يف سياقات شعرية خطابية، يستهلها بسلسلة من أفعال األمر واساليب النهي

) ..واحم القدس، والتحم، وانقش دماك، واقبض على اجلمر، وجابه، وقف، وال تـدع :ولعل أمجلها قوله

أنا انتهينا، أتيناهم من العدم نقضي عمالقة حىت إذا حسبوا وإذا كان الشاعر غازي الذيبة قد اتكأ على أفعال األمر يف دعوته النضـالية، لكنـه

:استطاع أن ينجو من تلك اخلطابية الزاعقة يف جتربة أمين العتوم، ولنأخذ مثال قوله خذ رسم قدسك شارة نعتاق من السكينة والسكونلال وخذ ارك بعد صلية حرقة يف القلب واذهب كي ترد الصاع فاخلفراء يف جبل املكرب ..مل يعودوا غري وهم رابض يف اخلوف

ويصدر وليم الصناع يف دعوته إىل النضال واملقاومة عن موقف ديين متسامح، يقـر :بدور املسلمني يف تاريخ األقصى، حيث يقول

دس تصرخ إذ تريد حترراـفالق ش واألسري مقيدـعي ال طاب حنكي احلكاية ثانيا، كي نشكرا فإننا) صالح(أو ) خالد(لو جاء

ويتصل اتصاال وثيقا ذه الدعوة إىل املقاومة واجلهاد تلك الرؤية التفاؤلية، اليت تعـد ـ ي القـادر علـى مفردة جوهرية يف األدب املقاوم، والشاعر خباصة هو ضمري أمته احل

. استشراف اآليت من خالل قراءته املستأنية للحاضر، ووعيه العميق مباضي أمته وتارخيهاوليس لدينا وقـت للسـقوط أو .. إننا نصرخ ونرتف "وهذا ما دفع درويش إىل القول

إننا خنوض املعركة، إن مل نتسلح بتفـاؤل تـارخيي، …االنكسار، أو االزام النفسي ) .٦" (العضد يف معركة التحدي، فكيف منضي؟وحبوافز تشد

" ملاذا تركت احلصان وحيـدا؟ " من ديوانه " أبد الصبار"وحني نقرأ قصيدة درويش وهي رؤية تفاؤليـة . جند أنفسنا أمام رؤية يقينية بالعودة، والتحرير، وقيام دولة فلسطني

ر بدعوته إىل اجلهاد، تأيت من خالل جممل القصيدة، ال من خالل مقطع فيها يلحقه الشاعومثل تلـك . ويأيت ختاماً لقصيدته، وكأنه وحدة بنائية تفرضها واجبات األدب املقاوم

التجربة يعد األرقى واألمسى، ألا حتترم وعي املتلقي العريب، وألا ختاطب عقل املتلقـي .العريب ووجدانه معاً

فائلة، وإن كان معظمها قد التزم مل جند يف التجارب اليت بني أيدينا قصيدة الرؤية املت :مبقطع ختامي، أو ما أشبه، مينحنا األمل يف استشراف غد أفضل، مثل قول غازي الذيبة

حىت إذا خفت إىل أوكارها الطري صعد الغناء من احلناجر واملساء بصمتك الغايف تردد


١٣

يا أيها الولد الندي ستقوم بعد هنيهة لترى الظالم وقد تبدد " الدرة"الرؤية املتفائلة يف ختام قصيدة عباس أمري، فتصل حد اليقني، حني خياطب أما

: معلم النضال النموذج بقوله أن موتك واحد،: علم بنود الذلة الرقطاء فقرة مث أن عمرك واحد، مث أن ظلك واحد، ..ولذا، فدربك واحد، ال لن جيزأ بك، مثلولذا، فأرضك مثل موتك، مثل عمرك، مثل در ..ظلك، لن تصري إىل اختصار، أو جتزأ

ومبثل هذه الرؤية اليقينية خيتتم الشاعر العراقي علي الطائي قصيدته، حيث يقول بعد :وسط هذا اهلول احملدق " سقوط املطر"أن تساءل يف مقطع سابق منها عن إمكانية

فهل سترتل األمطار؟ سترتل األمطار .ملطرسترتل األمطار يا فىت ا

العاديات "وكلما حلمنا بتحرير األقصى راودتنا صورة خيل املعتصم وصالح الدين، على ثرى عمورية وحطني، وهي ترسم بسنابكها جمد أمة، وترفع ظلما وقع هنا " ضبحا

. وآخر هناك، فبعد قرن من املعاناة يف ظل محالت الفرجنة يتـنفس األقصـى الصـعداء ميكن أن يتكرر املشهد ثانية؟ وجييب الشاعر أمين العتـوم هل : والسؤال الذي يلح علينا

:بأنه يراه ممكنا خيل املغريين من أحفاد معتصم غدا تعود إىل ساحاا ألقـا ي ساحة احلـرمحطني ثانية ف وتلتقي بصالح الدين موعدنا

ـ ن وجيعل ناصر شبانة املقطع األخري من قصيدته تعبريا عن رؤيته املتفائلة، بعيـدا عضجيج السياقات الطلبية، يف لغة تفيض بالصور والرموز الدالة على األمـل والنصـر،

:واستشراف الغد املرجتى ها هي القدس راحت متسد شعر الصغار تقلم أظافرهم باحلجارة والنار تكحل أجفام بالدماء احملالة باجلمر كل صباح انتظار كي يزرعوا األرض بالربتقال وبالغار


١٤

:دراسة يف التشكيل حنن على يقني أن أدوات التشكيل هي الوجه اآلخر للموقف، لذا كانت الضـرورة

. تستدعي أن نشري إليها أحيانا، وحنن بصدد احلديث عن املوقف املقاوم بتنويعاته املتعددةوقد آثرنا أن نرجئ احلديث عنها على حنو تفصيلي، لنبلور مالمح التشكيل املشتركة بني

وكل . موعة من التجارب لعدد كبري من الشعراء، ممن ينتمون إىل بيئات شعرية خمتلفةجمما جيمع هذه التجارب أا جاءت استجابة ملوقف بعينه، واضعني يف االعتبار تفاوت هذه

.االستجابة بني جتربة وأخرىألوىل، تلك وينبغي التنويه بداية أن انتفاضة األقصى هي امتداد لالنتفاضة الفلسطينية ا

االنتفاضة اليت تركت بصماا على قصيدة الشعر العربية، فمنحتها جتليات خاصة علـى مستوى املوقف، وشحنتها مبضامني جديدة، ولغة جديدة، وأساليب جديدة يف التعـبري،

وهي حداثة ". )٧(حداثة املعاناة والواقعية الثورية "ودخلت ا إىل حداثة جديدة، وهي دة عن اإلمعان يف الغموض، واإلغراق يف الرمزية، وتقترب ا مـن وعـي تنأى بالقصي

، دون أن تفتح الباب واسعاً لتلك التجارب املتهافتة، اليت ال )٨(اجلمهور العريب العريض .ميتلك أصحاا سوى النوايا الطيبة

وبني أيدينا بعض هذه التجارب اليت جاءت على مركـب الوضـوح واملباشـرة، والتلطف يف خماطبة وعي مجاهريي عام، ظناً منهم أن الوضوح يتعارض مع العمق، مثـل

، اليت وقعت يف مأزق التقريرية، ومثـل "هو رامي أو حممد"جتربة عبدالرمحن العشماوي لشفيق عجاج " كم شهيدا قد رزقنا"، وقصيدة لرياض العزة" يا درة تاج فلسطني"قصيدة

ولعل عبدالعزيز املقـاحل . لعامر عبد األمري" أغنية صغرية حملمد الكبري"بن مفرج، وقصيدة . )٩(كان يقصد مثل هذه التجارب اليت سحقتها املباشرة يف االنتفاضة األوىل

التعبري، وبساطة أما سائر التجارب فقد امتازت بالوضوح دون أن تقع يف فخ سذاجة .اإليقاع وشحوبه، ودون أن تفقد قدرا على اإلحياء

وكانت جتارب حممود درويش، ومريد الربغوثي، وعباس أمري، وحكـيم اجلـراخ، وفليحة حسن األكثر توفيقا، يليها يف ذلك جتارب ناصر شبانة، وغازي الذيبة، وحممـد

.، وأمين العتوم، وحسام اللحامالقيسي، وأمحد منصور، وعلي الطائي، وعدنان النحوي، اليت قاهلا إبان االنتفاضة األوىل، "عابرون يف كالم عابر"كلنا يذكر قصيدة درويش

) عاموس كينان(الكنيست اإلسرائيلي، ودفعت ناقدا يهوديا حاقدا –حينها –وزلزلت امض، هذه القصيدة جاءت يف وضوحها الغ" . قصيدة خرقاء لشاعر مشبوه"للقول بأا

وبساطتها التعبريية عمال مغايرا يف سياق ما وصل إليه حممود درويش يف جتربته السـابقة فقد قفز ا إىل مستوى مستقبلي ما كان له أن يتحقق، لوال أن االنتفاضة قـد . )١٠(

وهي اليت دفعت الشاعر الكبري نـزار . )١١(أعقبتها انتفاضة أخرى يف جسد القصيدة كان علي أن أكون معهم، " : " ثالثية أطفال احلجارة"يف افتتاحية ديوانه قباين إىل القول

إن أطفال احلجارة نقلوا الشعر العريب من حال إىل حال، ومـن .. أو أكون ضد الشعر ". مرحلة إىل مرحلة


١٥

، صاغها بلغـة "حممد"ففي مثل ذلك الوضوح الغامض صاغ درويش جتربته اجلديدة .. اطئ أدب السرد دون أن تنال من قدرا على التـوهج محيمية مدهشةـ تالمس شو

:حيث يقول منها حممد مالك فقري على قاب قوسني من من. بندقية صياده البارد الدم ساعة ترصد الكامريا حركات الصيب :الذي يتوحد يف ظله وجهه، كالضحى، واضح قلبه، مثل تفاحة، واضح وأصابعه العشر، كالشمع، واضحة ..والندى فوق سرواله واضح

فهذه هي اللغة اجلديدة اليت اقترحتها قصيدة االنتفاضة، واليت يشكل ا درويش هذه الصورة االنتشارية املدهشة، من خالل حشد هائل من الصور اليت تتصادم معا؛ الستقصاء

. )١٢(احلدث من جوانبه كافة ا دفئا، ومحيمية، وشفافية، مع توسـلها أما جتربة مريد الربغوثي، فال تقل عن سابقته

فقد اقتربت لغته من اللغة احملكيـة دون أن . بالنسق القصصي، واتكائها على تقنية احللمتفقد بالغتها اجلديدة، مكرسة منحى الربغوثي يف جتاوز قصيدة األذن، اىل ما يشبه شعر

.اهلمسـ داء يف أغلـب هـذه لقد شاعت األساليب الطلبية من أمر، وي، واستفهام، ون

التجارب، ومل ينج من مدها القوي يف لغتها إال القليل منها، مثـل جتـارب درويـش، .والربغوثي، وحكيم اجلراح، وفليحة حسن، وعلي الطائي، وحسام اللحام

وقد ألفنا أن نالحظ مثل هذه األساليب التعبريية يف جتارب الشعر املقـاوم بعامـة، عابرون " غدت من لوازمها اللغوية، ومن شاء فلريجع إىل وقصيدة االنتفاضة خباصة، حىت

لسميح القاسم يف االنتفاضة األوىل، ليجد تـراكم " تقدموا"لدرويش، و " يف كالم عابروال يعين ذلك أما وقعا ضـحية ضـجيج . أفعال األمر وتكاثرها على حنو مثري للدهشة

، بل يعين أن االنتفاضة قد غريت لغة اخلطابية والشعر السياسي، الذي يفتقر إىل ماء الشعروأعطت هذا اخلطاب صيغته اآلمرة مبا حتملـه "اخلطاب الشعري يف القصيدة الفلسطينية،

لقد جنحت االنتفاضة حتمـا يف . هذه الصيغة من دالالت مترعة باألمل واحلدس العميق – تطهري اللحظة احلاضرة من حاالت اإلحباط والقلق، وأشـعلت يف الـوعي العـريب

)١٣(. " حالة من احليوية املتفجرة بالفخر واالعتداد بالنفس –والفلسطيين خباصة على هذا النحو ميكن أن نفسر شيوع الصيغ الطلبية يف بعض التجارب دون أن تقع ضحية اخلطابية، اليت ال تفضي إىل شيء سوى الفراغ واجلدب، وميكن أن يسوغ هلم

وخري ما ميثل . حليوية املتفجرة بالفخر واالعتداد بالنفساالتكاء عليها، انطالقا من تلك اوعباس " يا دمي ال تصدق رصاص الكالم" هذه التجارب قصائد كل من ناصر شبانة


١٦

عند باب "، وحممد القيسي "افتح خلويف خاصرة" ،وأمحد منصور "واحد موتك " أمري ".العظم

شعارات السياسـية، دون ولكن بعض التجارب وقعت ضحية اخلطابية الجلة، والوعي بقيمة األساليب الطلبية يف قصيدة االنتفاضة، ومتثلها جتارب كل من عبدالعزيز بـن

، ورياض "عيد الدماء"، وأمين العتوم "من سواك راميا"، وحممد ضمرة "أشالء درة"العزاز ، "كـم شـهيدا قـد رزقنـا "، وشفيق عجاج بن مفـرج "يا درة تاج فلسطني"العزة

ال .. أيب، يا أيب "أما جتربة موسى حوامدة ". هو رامي أو حممد"محن العشماوي وعبدالرفالشعر جيب أن يكون . "، فقد تأرجحت بني هذه اموعة وسابقتها"تنتظر كبش الفداء

)١٤(" . شعرا أوال، مث وطنيا ثانيافاملوضوع وحده مهما كان نبيالً عظيما، ال يكفي لتقدمي جتربة شـعرية متميـزة،

وكون هذا الشعر مجاهرييا قد ميلك بعض الشعراء فنيا، عندما تصـبح النيـة الطيبـة، "إن اللعبة الفنيـة يف شـعر . واملباشرة، واخلطابة الرنانة هي العناصر الرئيسية يف شعرهم

)١٥.. ". (املقاومة تصبح أكثر انفضاحا :ولنأخذ مثال قول الشاعر عبدالعزيز العزاز

مكارم عزكم ذات السماح استعيدوافيا عرب استفيقوا و بامتيـاح وعـودا للعطايا الكالم بال فعـال دعوا عنا ؟ كسعد أو صالح شكيمته شهم مهام باسل فهل مـن للكفاح وقومـوا كرامتنا أال هبــوا لنصرتنا أعيدوا

حه، مما حيول فمثل هذا الضجيج التعبوي، الذي ميأل الفم واألذن، يفتقر ملاء الشعر ورودون مالمسته لتلك املناطق العميقة من وديان قلوبنا، قبل أن خياطب وعينا وعقولنا، كقول

:ناصر شبانة مثالً يا دمي ال تصدق رصاص الكالم وكن يا دمي احلر وحدك أنت الذي قمت فينا تصلي وحنن نيام ال تقشر بالغة أيامنا ال حتدق مبرآة أحالمنا عاراتنا يف الغمامال تروج ش يا دمي كن مزجيا من النار والقار للثائرين الكساىل وكن للشهيد الذي أشعل األرض بالعشق .تعويذة كي ينام


١٧

فهذا ضرب من الفن ينطوي على حيوية، وخيال، وشكل، ومهارة، كما يقول توماس ـ )١٦( مونرو اف، ، وليس مثل ذلك الفن الـدعائي الصـارخ بالشـعارات، واهلت

.والتحريضوطاملا حنن بصدد شيوع األساليب الطلبية، ينبغي أن نشري إىل أن طبيعة هذه التجارب

، كانت تستدعي بعض تلك "حممد الدرة"اليت جاءت استجابة حلدث بعينه، هو استشهاد األساليب، مثل النداء واالستفهام، باعتبارمها من لوازم احلوار الذي أداره الشعراء بـني

وهذا احلوار بأدواته كان وراء حيويـة عـدد مـن تلـك . د وأبيه يف لقطة املوتالشهي .التجارب، ومتاسك بنائها

من مألوف شعرنا العريب يف طوره البدوي " النحن"الفاعلني، أو ضمري " نا"وإذا كانت القبلي خباصة، واليت مل يتخل عنها متاما بعد ذلك، حيث متتزج ذات الفرد بـاآلخرين أو

فاملالحظ أن الضمري اجلمعي هذا قد عاد إىل الظهور جليـا يف جتـارب . اجلمعيالضمرياالنتفاضة األوىل، وها حنن ذا نراه يف عدد من القصائد اليت بني أيدينا، مثل جتارب ناصـر

ولعل جتربـة . شبانة، وعدنان النحوي، وغازي الذيبة، وأمين العتوم، وعبدالعزيز بن العزازخري ما ميثل هذا التماهي بني ذاته واآلخرين، ليعرب من " عليهم خوفهم نرمي"غازي الذيبة

:خالل الضمري اجلمعي عن مجاهري الفعل، فيقول من رآنا عند مفترق الشهادة-

حنتمي بصدورنا من ليلهم ونعوقهم نرمي عليهم خوفهم؟ وأننا جزنا حدود األجبدية-

وارتفعنا عن خماوفنا ا يف كتاب النارقرأن ..أشعار الفينيقيني

ومجاهري الفعل قد تتسع ألبعد من حدود فلسطني، لتشمل الوطن العريب من البحر إىل البحر، إميانا من شعراء األدب املقاوم أن الوقوف يف وجه اهلجمة الصهيونية الشرسـة، ال

.يعين املناضل الفلسطيين وحده، بل هو هم عريب مشتركت مالحظة أخرية ، مل نظفر ا إال يف جتربتني لشاعرين فلسطينيني، مهـا حممـد بقي

القيسي وموسى حوامدة، أال وهي ورود عدد من أمساء املدن واألمـاكن الفلسـطينية يف قصيدتيهما، مثل القدس، واألقصى، وبوابة القدس، وباب اخلليل، وحي املغاربة، واخلليل،

ومن الواضح أن هذه أمساء ألماكن يف . ارة، وطريق اإلسراءواجللزون، وبيت جاال، واملصرفهل أراد الشاعر بذلك أن يوميء إىل أن هذه االنتفاضة هـي . مدينة القدس وما جاورها

شهيدا فيها؟ أم أراد أن ميتحن الذاكرة بوصفها العالقة " الدرة"انتفاضة األقصى اليت سقط القريب؟اجلدلية الوحيدة بينه وبني املكان البعيد

–وهذه مالحظة مطردة يف الشعر الفلسطيين املقاوم، حيث سعى الشاعر الفلسـطيين لتأكيد تشبثه باملكان، هذا املكان الذي يعاين االحتالل، وسـعي العـدو –بكل السبل


١٨

وكأن الشعر املقاوم ال يكتفي بالتعبئة، والتحريض، بل يتقدم . الستالبه بتغيري امسه ومالحمه .عركة شرسة مفتوحة على كل أدوات الصراع املمكنةليقاوم يف م

هو حمور هذه التجارب وقلبها، لـذا، كانـت صـورة " حممد الدرة"كان استشهاد يف بؤرة اهتمامهم، فتصدوا هلا يشكلوا من جمموعة ضخمة من الصور اجلزئيـة، " الدرة"

وحـني . هاوكانت الصور التشبيهية سيدة املوقف، وحضورها كان طاغيا على ما عـدا تأملناها، وجدنا جانبا منها يتشكل وفق معايري الصور العصرية، اليت تقيم عالقـات بـني أطراف متباعدة، مما مينح هذه الصور دهشتها وطرافتها وقدرا على التـوهج، وجيعلـها

، وقول حكـم "حممد دم زاد عن حاجـة األنبياء"متسقة مع املوقف، مثل قول درويش حممد غيمة من بكاء، " ، وقول حسام اللحام "ونبضا.. ووهجا .. ة سيبقى صال"اجلراح

حممد رعب السـموات يف احلـدقات الصـغرية "، وقول حممد القيسي "ودماء من رحيقكان لقائي بطيئا به مثـل .. كان لقائي سريعا به مثل طلقة "، وقول فليحة حسن "يلمعدا من التشبيهات املتراكمـة، ، ومثل قول موسى حوامدة، اليت شكلت صوره عنقو"دمعة

اليت حاول من خالهلا تكوين صورة انتشارية، تسعى إىل استقصاء صورة الشـهيد بكـل : جوانبها

أنا صقر الذرى يا أيب- رعدة األنبياء باب املدى زكاة الفقراء طهارة احلدود

امسي خامت الذل واهلزمية- رنيمة الرجاءفاتح النصر وت

كما وجدنا جانبا آخر من تلك الصور التشبيهية يتشكل على حنو مألوف، مثل قـول محـل أنـا، كالكسـري، "، وقول أمحد منصور "حممد مالك، وجهه كالضحى"درويش

كأنه بدر، "كالكسيح، كالعني يف األجفان، كالسمك يف املاء، وقول الشيخ عائض القرين رصاص الغدر، شهداء القدس كـاحلمم، "، وقول أمين العتوم "أنت هيكل جمد، ر الدماء

كمثل الصقر، نار احلقـد، شـكيمته "، وقول عبدالعزيز بن العزاز "لكنهم كغثاء السيل ".كسعد أو صالح، وجيعلهم كمذرور الرياح

واملالحظ أن هذا النوع من الصور التشبيهية حفلت به التجارب العمودية، اليت مـا وميكن أن نضـيف إليهـا بعـض . ني التراث لغة، وتصويرا، وإيقاعازالت تنهل من مع

التجارب حديثة الشكل، مثل قصيدة عبدالرمحن العشماوي، وقصيدة شفيق عجاج بـن مفرج اللتني حرمتهما التقريرية والنثرية وهج اخليال، فلم يبق هلما من جتربة الشكل اجلديد

، حيث استسلم العشماوي وصـاحبه يف الشعر سوى التخلص من وحدة الوزن والقافيةلتقريرية النثر، فال نرى يف جتربتيهما بناء شعريا حديثا، وال لغة عصـرية، يفجـر فيهـا

.صاحبها عالقات جديدة بني عناصرها، فوقعت جتربتيهما يف مزلق الواجبات االجتماعية


١٩

لكن حني يرد مثل هذه الصور عند درويش جنده يسعى من خالل تالحق عدد منـها إىل رسم صورة كلية، فال تظل هذه الصور اجلزئية منعزلة داخل السياق العام للتجربـة، كما هو احلال يف استخدام التجارب السابقة هلا، مما يفقد هذه الصور طرافتها، ويوقعها يف

.شرك األلفةوقد كانت صورة السيد املسيح مصلوبا هاجس عدد من الشعراء، وهم يبحثون عـن

وهذه الصورة الرمز كثرية . تعبري عن الظلم الفادح الذي وقع على حممد الدرةلغة تليق بالذلـك ألن . الدوران يف جتربة الشعر الفلسطيين املقاوم، وخباصة يف شعر حممود درويـش

فقصـة . الشاعر العريب الذي يعيش يف األرض احملتلة حيس أنه مصلوب هو وشعبه وأرضهالسيد املسيح، الذي ميثل الدعوة إىل الرمحة والعـدل منذ أن أعده اليهود لقتل –الصليب

وجند مثل هذه الصورة يف .هي رمز الفداء والتضحية من أجل خالص اإلنسان –. بعض مراثي الدرة، لكل من حممود درويش، وأمحد منصور، وعلي الطائي، وناصر شبانة

:ومنها قول درويش حممد يسوع صغري ينام وحيلم يف قلب ايقونة صنعت من حناس ومن غصن زيتونة ومن روح شعب جتدد

قد أسعفتهم يف تصوير جانب من مشـهد " السيد املسيح مصلوبا"وإذا كانت صورة خملصا لقومه يف رحلـة ) عليه السالم(الشهادة، فقد وجد بعضهم يف صورة النيب موسى

، "حممد الدرة"لفذ الضياع مادة خصبة، يتراسلون معها يف تصوير طفل احلجارة بنموذجه اخملصا لشعبه وأمته من ضياعهما احملتوم، ومن ذلك قـول حممـد –أيضا –وهم يرونه

:ضمرة مثل الفرات لكل عجز شافيا فاضرب إذن حجرا ليفجر ماءه للعابرين وخل صوتك حاديا وافتح مبوج البحر دربـا موصال

:وقول عباس أمري على عصاك، وحتسر اآليات عـن ومطمئنا كنت تسري، تضرب احلجر املطل

معىن يشف، عن اثنيت عشرة عينا، وانفجرت كأمنا، كنت اقترحت نبوءة لتفجرك

وقد الحظنا يف جتربيت عدنان النحوي، ومريد الربغوثي أن احلوار املمتد يف األوىل قد لـف أغىن عن الصور اخليالية اجلزئية، ويف التجربة الثانية أغىن عنها احلس الدرامي الذي

مع مالحظة نزوع الربغوثي إىل الصور البصـرية يف . التجربة كلها من خالل تقنية احللم :قصيدته، مثل قوله

فهذي حقيبته املدرسية مثقوبة بالرصاص،


٢٠

على حاهلا، ودفاتره غريت لوا، .واملعزون ما فارقوا أمه

عريض، وتسـعى إىل بقي أن نقول بأن هذه التجارب اليت كانت تتغيا خماطبة مجهور تشكيل وعيه النضايل، قد استغنت متاما عن توظيف األسطورة واالعتماد على الرمـوز،

مصابيح تضيء –كما أراد هلا أصحاا –وجتنبت الدخول يف دوامات احلداثة، وجاءت :عمال بنصيحة درويش شاعر املقاومة األكرب .. كل البيوت ، والعقول، والقلوب

نقصائدنا بال لو بال طعم، بال صوت ..إذا مل حتمل املصباح من بيت إىل بيت إذا مل يفهم البسطا معانيها فأوىل أن نذريها للصمت.. وخنلد حنن

لقد تنوعت مراثي الدرة، فمنها جتارب عمودية، وأخرى من شعر التفعيلة، وثالثة من منا ما يعنينا من هذه التجارب وليس هذا ما حنن بصدده يف دراسة اإليقاع، وإ. قصائد النثر

.إيقاعيا ، هو مقدار تورطها يف، أو جتنبها ملزلق اخلطابية أو ما يسمى بقصيدة األذنفهذه جتارب انبثقت من موقف سياسي مقاوم، وشاعت فيها األساليب الطلبية علـى

طابية حنو ملحوظ، وتسربت إىل كثري منها لغة الهبة، مما وضع أكثرها يف مواجهة ابتالء خوقد .. حباجة إىل موهبة ، ولباقة، وذوق –وال شك –وجتاوز هذه احملنة . الشعر املقاوم

.أثناء دراسة املوقف ودراسة اللغة إىل شيء من ذلك –أحياناً –أومأنا وميكن القول بأن التجارب اليت برئت متاما من هذا االمتحان العسر قليلة، مثل قصائد

وقد استطاعت هـذه . الطائي، وفليحة حسن، وحسام اللحام درويش، والربغوثي، وعليومن الواضح أن حممود درويش قد بدأ . التجارب أن حتقق املعادلة الصعبة يف الشعر املقاوم

ملاذا تركت احلصان "خياطب وعي متلقيه أكثر من خماطبته ملشاعرهم منذ أن أصدر ديوانه وتبسيط اللغة، والتخلص مـن املرتكـزات ، فبدأنا نلحظ ميله إىل هدوء النربة،"وحيدا؟

.الصوتية الجلةأما الشاعر الربغوثي فتجربته اليت بني أيدينا تأيت متسقة متاما مع التحقيـق الصـحفي الذي أجري معه مؤخرا، وصرح فيه بأن مشروعه الشعري يتمثل يف حماولة االبتعاد عـن

، "تربيد اللغـة "وأنه يسعى جاهداً إىل قصيدة األذن بضجيجها اللغوي، ومفرداا الالهبة، جتنبا لتلك اللغة العالية الصوت، اليت تصلح للغزل الكاذب ال للحب، وتصـلح للرجـل السياسي ال للربامج، وتصلح للدعاء ال للصدق، وال يعين ذلك أن البساطة أمر هني، فهي

نص يفضـي إىل شيء معقد، وإن أهم ما ميكن أن يصل إليه الشاعر هو أن جيعل تعقيد ال )١٨(. البساطة


٢١

لذا، فقد يأ هلذه التجارب من اإليقاع الداخلي ما أغناها عن صخب اإليقاعات .الظاهرة، وجعلها أقدر على مالمسة وعينا ومشاعرنا على حنو محيمي دايفء

وهناك جمموعة أخرى من التجارب تفاوتت بتورطها يف اللغـة العاليـة الصـوت، ليب الطلبية اخلطابية، لكننا نظفر فيها بإيقاعات داخلية متفاوتة يف واستخدامها لتلك األسا

ولعل أكثرها توفيقا قصيدتا حممد القيسي، وحكيم اجلراح، يليهما جتارب ناصـر . ثرائها .شبانة، وغازي الذيبة، وعباس أمري، وأمحد منصور

لى حنو وهناك بعض التجارب اليت شحب فيها اإليقاع الداخلي، وتراجع حظها منه عالفت، مثل قصائد عبدالرمحن العشماوي، وعامر عبد األمري، وشفيق بن مفرج، ورياض العزة، ومل يكن مرد ذلك إىل اللغة العالية الصوت، ولكن مرده الوقوع يف شرك ضـرورة

.، أو لتواضع املوهبة)تسجيل موقف(ين، وعبدالعزيز أما القصائد العمودية لكل من أمين العتوم، وحممد ضمرة، وعائض القر

–ومل تستطع تلك التجارب . العزاز، فقد لوحظ أن نسيجها الصويت مما ميأل الفم واألذنوشكلت جتربـة عـدنان . أن تثري إيقاعها الداخلي -على الرغم من موسيقاها الظاهرة

الذي شغل القصيدة–النحوي حالة استثنائية ، ورمبا كان للحوار احلميمي بني االبن وأبيه .دوره يف إثراء إيقاعها الداخلي -كلها

حملمود درويش، أنه قد اختار هلا " حممد"لقد استرعى انتباهنا أثناء تأمل إيقاع قصيدة وحنـن نعلـم أن الشـعراء . إيقاعياً) حممد(، وهي تكافئ كلمة )فعولن(تفعيلة املتقارب

ويش حباجة إىل وقفة املعاصرين حيتفون كثريا بتفعيليت املتقارب واملتدارك، ولكن جتربة در، وهـي عنـوان "حممـد "فهو يفتتح مقاطع قصيدته السبعة بكلمة واحدة، هي . خاصة

القصيدة، وهذا اإلحلاح من الشاعر على كلمة بعينها، أو عبارة بعينها أكثر من سـواها، يكشف عن اهتمامه ا، وذا يصبح التكرار جزءا مهما من البناء العضوي للقصـيدة، ال

بؤرا، ال نستبعد أن يقترح " حممد الدرة"ففي جتربة يكون . ) ١٩(ة أو حلية جمرد صدفالشهيد إيقاع قصيدته، وأن يصبح استهالل امسه لكل مقطع منها ضـربا مـن اللـوازم

.املوسيقية الضابطة إليقاعها املوحدوحني حاولنا تلمس ذلك يف سائر التجارب، وجدنا ثالثة قصائد أخرى تقيم بناءهـا

وهي من التجارب اهلامسة، اليت ختلت عن اللغـة العاليـة ) فعولن(يقاعي على تفعيلة اإل .مريد الربغوثي، وفليحة حسن، وحكيم اجلراح: الصوت، لكل من

ولعل دراسة إيقاعية مستأنية ملراثي حممد الدرة ميكن أن تكشف عن صلة أعمق وأبعد .من ذلك

ا تتراوح بني بناء تقليـدي، وبنـاء حـديث وحني نتأمل أبنية هذه املراثي ، جند أ .عضوي، وبني جتارب أخرى حتاول البناء العضوي فيخوا التوفيق

أما التجارب العمودية، فقد غلب عليها ذلك البناء الكالسيكي، الذي يقـوم علـى أما التجارب األخرى ذات البناء احلديث العضوي، فأوهلا تلك اموعة من . منطق التراكم

د اليت اتكأت على تقنية احلوار املتخيل بني االبن وأبيه يف لقطة املوت، وأحلت على القصائ


٢٢

وخري ما ميثل ذلك جتارب أمحـد . استفراغ طاقة احلوار، مما هيأ هلا بناء عضويا متماسكاأما قصيدة الدكتور حكيم اجلراح، فهي قصـيدة . منصور، وعباس أمري، وعدنان النحوي

ادها لغة الومض، باإلضافة إىل تقنية احلوار، ولكنه حوار بني الشاعر متتاز بكثافتها، واعتم .الذي تقمص دور األب وبني الفىت الدرة، مما أتاح لتجربته بناء متميزا

وأما الشاعران الكبريان درويش والربغوثي، فقد قدما بناء عضويا يرتكز على تقنيات لوج، واالستدعاء مـن الـذاكرة، السرد احلديث، حيث اعتمد درويش على تقنييت املونو

واعتمد الربغوثي على تقنية احللم، فالقصيدة كلها حلم، وتذكر ببعض األعمال السـردية القصرية اليت تتوسل بتقنية احللم، وتأيت اللقطة األخرية منها لتحدث املفارقة، وتنقلنا مـن

:عامل احللم اجلميل إىل دنيا احلقيقة املرة والواقع األليم لصباح امس أهل اجلوار بأنوعند ا-

الرواية حمض خيال، فهذي حقيبته املدرسية مثقوبة ...بالرصاص

مث كيف يعود الشهيد إىل أهله، هكذا،- ماشيا !حتت قصف مساء طويل ؟

امي احملكـم، كما أن روح السرد اليت أطرت جتربة علي الطائي كانت وراء بنائه املتنفجاء ختام القصيدة، الذي كشف عن رؤيته املستقبلية، وكأنه ايـة منطقيـة لتراتـب

:األحدث وتناميها، حيث يقول يف املقطع الرابع، ومل تكن الرؤية قد اتضحت الربد حياصر األرض احملتلة من مجيع اجلهات فهل سترتل األمطار؟

!لو ترتل األمطار :بقول ولكنه خيتم قصيدته

فهل سترتل األمطار ؟ .سترتل األمطار يا فىت املطر

ومن التجارب احلديثة اليت سعت لتحقيق شروط هذا البناء العضـوي، ولكنـها مل توظف تلك التقنيات اليت منحها حدث الشهادة لقصيدة االنتفاضة من حوار، ومونولوج،

شبانة، وغـازي الذيبـة، جتارب ناصر.. واستدعاء من الذاكرة، وحلم ، وحس درامي .وفليحة حسن، وحسام اللحام

ولعل جتربة ناصر شبانة حباجة إىل وقفة قصرية، فقد استعان بتكرار مجلة شعرية، هي ، وذلك يف استهالل القصـيدة، ويف "يا دمي ال تصدق رصاص الكالم" عنوان قصيدته

رية تضمن هلا بناًء فكريـا ختام مقاطعها اخلمسة، يف حماولة منه لتأطري مقاطعها جبملة شعولكن املتأمل للتجربة يالحظ أن املقاطع ال تتواشج مبنطق التنامي والتآزر، . وإيقاعيا حمكما

.بقدر ما تتواصل مبنطق التوازي


٢٣

بقي أن نشري إىل تلك التجارب ذات الشكل احلديث، ولكنها مل توفق يف حتقيق بنـاء صرها الفنية، نظرا حلاجتها إىل مزيـد مـن عضوي حمكم قائم على منطق التنامي بني عنا

ومن أصـحاب تلـك . التكثيف لتخليصها مما أمل ا من زوائد لغوية، ومن ترف لغويوكانت مشـكلة . التجارب موسى حوامدة، وعبدالرمحن العشماوي، وعامر عبد األمري

فلو ختلى عن هذه الرغبة، وختلـص . موسى حواحدة تتمثل يف رغبته بأن يقول كل شيءمن بعض التكرارات اليت ال ختدم بناءه اإليقاعي والفكري الستطاع أن حيقق لتجربته بناء

.أنضج وأكمل اخلـامتـة

وهـي . اليت بني أيدينا صورة حلركة شعر انتفاضة األقصى" حممد الدرة"تقدم مراثي

جتارب تنتمي إىل عدة أقطار عربية، وتتنوع يف شكلها بني الشـعر العمـودي، وشـعر تفعيلة، وقصيدة النثر، ولكن يوحدها هم مشترك، ومتحورها حول موضـوع موحـد، ال

.وانتماؤها إىل األدب املقاومفعلى مستوى املوقف، فقد صدرت عن موقف سياسي مقاوم، كانت له جتلياته مـن التعريض باخلذالن العريب، وإدانة اهلجمة الصهيونية الشرسة، وتصوير استشـهاد الـدرة،

ولعل مشهد استشهاد الدرة . اجلهاد انطالقا من رؤية متفائلة بالنصر والتحرير والدعوة إىل .كان أكثر هذه التجليات عناية، فافنت الشعراء يف تصويره بكل دقائقه

على هذا النحو أخذت قصيدة انتفاضة األقصى تتشكل من جمموعة من احملاور، وغدا بتحقيق أكثرها، مكرسني بذلك تقاليـد الشعراء ملتزمني بتحقيق تلك املضامني كافة، أو

فنية لقصيدة انتفاضة األقصى، ولكنها تقاليد تكاد توقعها يف شرك النمطية، تلك النمطيـة اليت مل يفلت منها إال النادر من تلك التجارب، مثل جتربة حممـود درويـش، ومريـد

.الربغوثيهلذه التجـارب علـى وقد كان هلذا املوقف املقاوم أثره اجللي على أدوات التشكيل

.مستوى اللغة، والتصوير، واإليقاع، والبناءومما ال شك فيه أن انتفاضة األقصى هي الدورة الثانية النتفاضة احلجر األوىل، وهـي امتداد طبيعي هلا، تلك االنتفاضة اليت تركت بصماا على قصيدة الشعر العربية، فمنحتها

ها مبضامني جديدة، ولغة جديدة، وأسـاليب جتليات خاصة على مستوى املوقف، وشحنت .جديدة يف التعبري، ودخلت ا إىل حداثة جديدة

ولذلك واجه شعراء مراثي الدرة أكثر من حتد أثناء تشكيلهم لتجارم، كان أوهلـا فكيف ميكن للشاعر أن يكون واضحاً وعميقاً يف آن واحد، دون أن يقع . مزلق الوضوح

وبساطة اإليقاع وشحوبه، ودون أن تفقد التجربة قدرا علـى يف شرك سذاجة التعبري، التوهج؟


٢٤

فكيف يستجيب الشاعر ملطالب املوقف تعبريا، باستخدام . وكان ثانيها مأزق اخلطابيةجمموعة من السياقات الطلبية دون أن يقع ضحية الضجيج اخلطايب التعبوي، الذي ميأل الفم

قي، وولوج مسارب روحه؟واألذن، وحيول دون مالمسة وعي املتلوقد أفضى املأزق السابق إىل ابتالء آخر، يتمثل يف توريط كثري من تلك التجارب فيما

، اليت يتوسل مبدعوها لتشكيلها بتلك اللغـة الالهبـة، والعاليـة "بقصيدة األذن"يسمى .الصوت، وبالتايل مل تستطع موسيقاها الظاهرة أن تثري إيقاعها الداخلي

ميكن القول بأن هذه التجارب قد أفضت إىل مجلـة مالحظـات علـى وعدا ذلك، مستوى املوقف والتشكيل، ميثل بعضها تكريسا للتقاليد الفنية لتجربة الشعر املقاوم، وميثل بعضها اآلخر منحى فنيا جديداً، يتصل حبدث استشهاد الدرة، وانتفاضة األقصى املباركة،

:وهي على النحو التايل عر العراقي خباصة مبشهد استشهاد الدرة، والذي رأى فيه حصـاره، التحام الشا-

...وجرحه، ودمهلكن مع . حد اليقني –أحيانا –الرؤية املتفائلة يف ختام مراثي الدرة، واليت تصل -

.غياب القصيدة اليت تعد يف جمملها رؤية متفائلة؛ "الـنحن "مري الفاعلني، أو ض" نا"امتزاج ذات الفرد بالضمري اجلمعي من خالل -

.ليعرب الشاعر عن مجاهري الفعل العريب اليت قد تتسع ألبعد من حدود فلسطنيتشبث الشاعر الفلسطيين خباصة باملكان، مما دفع بعضهم إىل إيراد أمساء عدد من -

.املدن واألماكن الفلسطينيةمصلوبا للتعبري عن فداحة الظلم الذي وقـع ) عليه السالم(توظيف صورة املسيح -

خملصا لقومـه يف ) عليه السالم(، والتراسل مع صورة موسى "حممد الدرة"على حممـد "رحلة ضياعهم، للتعبري عن أثر طفل احلجارة يف شعبه وأمته، ممـثال يف

".الدرةالشهادة بني االبن وأبيه أثرى الكثري من التجارب باحليويـة، / حوار لقطة املوت -

غىن هذا احلس الدرامي بعضها عن استخدام واحلميمية، وبتماسك بنيتها، ورمبا أ .الصور اجلزئية

استغناء هذه التجارب عن توظيف األسطورة والرمز، وجتنبها الدخول يف دوامات - .احلداثة سعيا ملخاطبة قاعدة مجاهريية عريضة

إىل قصيدة يسعى صاحبها جاهداً إىل تربيد " قصيدة األذن"جتاوز بعض التجارب -لك البساطة املعقدة، اليت تضمن لتلك القصائد إيقاعا داخليـا لغتها، وصوال إىل ت

.ثرياوحدة إيقاعية لبناء عدد مـن قصـائد شـعر ) فعولن(اختاذ تفعيلة حبر املتقارب -

فهل اقترح الشهيد إيقاع قصـيدته؟ . إيقاعاً) حممد(التفعيلة، وهي تكافئ كلمة .رمبا، فالدراسة ال تستبعد ذلك


٢٥

تقنيات السرد احلديث لتحقيق بناء عضوي لتجارم، مثل استعانة بعض الشعراء ب-. املونولوج، واحلوار الظاهر، واالستدعاء من الذاكرة، واحللم، واحلس الـدرامي

.واملالحظ أن أكثر هذه التقنيات مما يتطلبه مشهد استشهاد الدرة

:هوامش الدراسة .هناك خلل عروضي يف الشطر الثاين من البيت)١( : راجع يف ذلك)٢(

دار الفكـر –اجلانب االجتماعي يف الشعر الفلسطيين –حممد شحادة عليان - .٣٠٥. ص – ١٩٨٧ –بعمان

املؤسسـة العربيـة –احلركة الشعرية يف فلسطني احملتلة –صاحل أبوأصبع . د- .وما بعدها ٢٩٤. ص – ١٩٧٩ –بريوت –للدراسات والنشر

دار اآلفاق اجلديدة –ديث حياة األدب الفلسطيين احل –عبدالرمحن ياغي . د- .٢٩٠. ص – ١٩٨١ –بريوت

–دار سـعاد الصـباح –ثالثون عاما مع الشعر والشعراء –رجاء النقاس - .٦٥. ص – ١٩٩٢ –القاهرة

:راجع )٣(دار –دراسة يف قصـيدة االنتفاضـة .. صدمة احلجارة –عبدالعزيز املقاحل . د

.١٥٥-١٥٤. ص – ١٩٩٢ –بريوت -اآلدابشهد حممد الدرة، أذاعت بعض وكاالت األنباء خرب استشـهاده باسـم حني است)٤(

من سـواك "رامي، لذا، رثاه بعضهم على أنه رامي، مثل حممد ضمرة يف قصيدته ".راميا

أمحد اخلطيب . د –شعر أمحد الرمياوي منوذجا –ظواهر حديثة يف شعر املقاومة )٥( ١٩٩٦ –نيني بالسعودية منشورات االحتاد العام للكتاب والصحفيني الفلسطي – .١٨. ص –

–دار اجلنوب للنشـر –تقدمي توفيق بكار –خمتارات شعرية –حممود درويش )٦( .٣١١. ص – ١٩٨٥تونس

بـريوت –منشورات نـزار قبـاين –ديوان ثالثية أطفال احلجارة –نزار قباين )٧( .من املقدمة – ١٩٨٨


٢٦

دار الكرمـل –األدب العريب االنتفاضة الفلسطينية يف –إبراهيم خليل . د: نظر ا)٨( .٧٣، ٤٩، ٣٧. ص – ١٩٨٩ –للنشر والتوزيع

.١٢٧. ص –صدمة احلجارة : أنظر )٩( .٦١. ص –املرجع السابق : راجع )١٠( .٢٩. ص –االنتفاضة الفلسطينية يف األدب العريب : راجع )١١(املؤسسة –جمنون التراب –شاكر النابلسي : راجع يف مفهوم الصورة االنتشارية )١٢(

حيـدر : وانظـر . ٦٢٩. ص – ١٩٨٧ –بريوت –ية للدراسات والنشر العرب –دار الكتاب العلمية –شاعر األرض احملتلة .. حممود درويش –توفيق بيضون

.٨٩. ص – ١٩٩١ –بريوت .٨٩. ص –صدمة احلجارة : راجع )١٣( –املؤسسة العربية للدراسات والنشـر –رغيف احلنطة والنار –شاكر النابلسي )١٤(

.١٣٨. ص – ١٩٨٦ –بريوت . ص – ١٩٧١ –بـريوت –دار العودة –شيء عن الوطن –حممود درويش )١٥(

٢٨٢-٢٧١. –ترمجة حممد علي أبو درة وآخرين –التطور يف الفنون –توماس مونرو : نظر ا)١٦(

.٢٤١. ص – ١٩٧١ –القاهرة –اهليئة العامة للكتاب .ص –احملتلة شاعر األرض .. حممود درويش –رجاء النقاش -: راجع )١٧(

٢١٠. –دار الكرمـل –الشعر والقضية .. حممود درويش –نادي ساري الديك -

.١٢٨. ص – ١٩٩٥ –عمان .٢٧/٤/٢٠٠١اجلمعة –صحيفة الرأي األردنية )١٨( –بـريوت –دار العلم للماليني –قضايا الشعر املعاصر –نازك املالئكة : نظر ا)١٩(

.٢٩٠، ٢٧٦. ص – ١٩٨٣


Documents

University of Petra | Home€¦ · Created Date: 1/21/2009 8:21:48 PM