التدوينمجلـة ISSN: 2170-0419 EISSN: 2602-6953 01 -20ص ، (0203) 3: العـــدد/ 31 المجلد

7

محمد أركون الأنسنة والتنظير لفلسفة الحوار والتسامح عندنزعة The humanism and theorizing trend of the philosophy of dialogue

and tolerance of Mohammed Arkoun

النوي حمادي

(الجزائر )جامعة طاهري محمد بشار

bechar.dz-oui.hammadi@univn

21/28/6261: تاريخ النشر 12/20/6261: تاريخ القبول 62/02/6261: تاريخ الاستلام

:ملخص

لقد ارتبط مشروع أركون منذ نشأته بالنزعة الإنسانية التي حاول من خلالها تجاوز التصورات والمناهج

السابقة التي سيطرت على قضايا ومشكلات الفكر العربي الإسلامي المعاصر، كيةالفلسفية الكلاسي

، ومحاولة تأسيس فكر فلسفي إنساني يقوم على فهم ودراسة الظاهرة الإنسانية وفق منهج علمي واقعي

ل الحوار والتسامح جعلالإنسان في عصور الازدهار الحضاري يقدر قيم الحق والخير والجمال، لذا شك

وفي مقالنا هذا سنحاول تحليل ومناقشة ،التواصل والتفاعل الايجابي مع الآخر قويةت سالة هامة فير

وماهيتها الفكرية والفلسفية في إضفاء قيم الحوار والتسامح على المجتمعات " نزعة الأنسنة" مفهوم

تمدها أركون في التأصيل وتبيان الآليات المنهجية التي اع ،الإنسانية عند المفكر الجزائري محمد أركون

والتنظير للنص الديني وتجلياته في التكريم الإنساني وأبعاده الجمالية والروحية، وأهمية المشروع الحداثي

وفلسفة الحوار والتسامح والموقف النقدي الذي تبناه وطبقه في دراسة المشكلات الراهنة التي تخص

.الإنسان والمجتمع

: كلمات مفتاحية

.تسامح، المشروع الحداثي، الفكر العربي الإسلامي المعاصركون، نزعة الأنسنة، فلسفة الحوار والمحمد أر

النوي حمادي

8

Abstract:

The Arkoun project has been linked since its inception with the human tendency through

which he tried to bypass previous classical philosophical perceptions and approaches that

dominated the issues and problems of contemporary Arab and Islamic thought, and

attempted to establish a humanistic philosophical thought based on understanding and

studying the human phenomenon according to a realistic scientific approach, making man in

the age of civilization prosperity appreciate the values of truth, goodness and beauty. So

dialogue and tolerance have formed an important message in strengthening communication

and positive interaction with others. In this article, we will try to analyze and discuss the

concept of "humanism" and its intellectual and philosophical nature in adding the values of

dialogue and tolerance to human societies according to the Algerian thinker Mohammed

Arkoun, and to clarify the methodological mechanisms adopted by Arkoun in the rooting and

theorizing of the religious text and its manifestations in human honor and its aesthetic and

spiritual dimensions, the importance of the modernist project, the philosophy of dialogue

and tolerance, and the critical position that he adopted and applied in the study of the

current problems of man and society.

Keywords: Mohamme Arkou: humanism ; the philosophy of dialogue and tolerance; the

modernist project; contemporary Arab-Islamic thought.

محمد أركون نزعة الأنسنة والتنظير لفلسفة الحوار والتسامح عند

9

:مقدمة .1

حملت معها الفكر العربي الإسلامي المعاصر ظهور العديد من المشاريع والاتجاهات الفكرية التيشهد لقد

الذي تجلى هتمام بموضوع الإنسانوالا تعبر عن منحى التجديد والتحديث تصورات ومفاهيم متعددة

لسفيا هاما في البحوث وكتابات شكلت محورا ف ، التيلسفة المفكر الجزائري محمد أركون بشكل واضح في ف

العقلالنهوض ب أركون حاول ، في مجال الفكر الفلسفي العربي المعاصر ها تصب إن كانت في صميمو أركون

التي افرزها الإنسانية المشكلات والقضايا واجهةالذي لممن سياجه المغلق العربي الإسلامي وإخراجه

ستمدة م إنتاج منظومة فكرية فلسفية ن كان نقطة تحول فيالحداثي عند أركو فالمشروع ،الواقع الراهن

أما ، في إطار الحوار وثقافة السلم وتقوية الصلة بالعقل النقدي المنفتح على الغيرمن ثقافته الإسلامية

في فلسفة بالنزعة الإنسية الإشكالية التي تطرحها هذه الدراسة المتواضعة والتي نحاول معالجتها فترتبط

العقلانيازدهار التيار الإنساني في محمد أركون أن يؤسس ويساهمع المفكر ي إلى أي مدى استطاوهأركون،

؟وإرساء فلسفة الحوار والتسامح

:والإجابة المؤقتة في تصورنا تكون كالآتي

.دالمعاصر ورهانات الواقع المتجد الفكر العربي الإسلامي نزعة الإنسانية فيألأصول الفلسفية لمشكلة ال -

.نساني المتعاليالنزعة الإنسانية أو الفلسفة العقلانية ودورها في ترسيخ معالم الوجود الإ -

.والابتعاد عن مظاهر الغلو والتعصب الفكري الدعوة إلى ترسيخ ثقافة السلم والحوار والتعايش -

.ة التاريخية لفهم الإسلاموترسيخ المنهجيالحضارية لمسألة الأنسنة في المشروع الحداثي المرجعية الفكرية -

.والإنسانية جمعاء الإنسانجلت في كتابات محمد أركون تجاه ي تالموضوعية والنزاهة الفكرية الت -

ى ثقافته أو جنسه معالجة قضايا الإنسان دون النظر إلالدعوة لضرورة تفعيل العقل في الحقل المعرفي و -

.أو معتقداته الدينية

الفلسفة النزعة الإنسانية ووضع نظرية قائمة بذاتها تجاه ة لغرض تحليللذلك جاءت هذه الدراس

ناهيك عن توضيح المحتوى المفهومي والفلسفي كل ذلك سنتناوله . عند محمد أركون التسامحو الإنسانية

المنسجمة وطبيعة الموضوع وفق منهجية تحليلية، مستخدمين في ذلك جملة الأفكار والمواقف الفلسفية

الذي يكون الدور الفعال في تقوية الصلة بالعقل والعلم العقلاني المنفتح التفلسف ج قصد تحقيقالمعال

.والحقيقة

النوي حمادي

10

محمد أركون محمد أركون عندعند يةيةلنزعة الإنسانلنزعة الإنسانللالبعد الفلسفي .6

محمد أركون محمد أركون في فلسفةفي فلسفة ةةالأنسنالأنسنوماهية وماهية مفهوممفهوم 1. 6

القضايا الجوهرية التي تبرز لنا دور إذا حاولنا دراسة وتحليل موضوع الإنسان الذي يعد من أهم

العلوم الإنسانية في مناقشة وحل المشكلات المتعلقة بالإنسان على المستوى الفردي والجماعي، ومن جملة

المتعلقة بالإنسان ذاته في إطار ما يعرف " نزعة الأنسنة"الأسئلة التي طرحها أركون حول إشكالية

افة التسامح والسلام والابتعاد عن كل مظاهر العنف والقوة، بالتواصل والحوار مع الغير، ونشر ثق

وإضفاء الطابع الإنساني الذي يقوم على التفاهم والمحبة، وهذا ما أدى بالمفكر الجزائري محمد أركون

، عندما خصص لها في بعض مؤلفاته وأطروحاته "الأنسنة"إلى الاهتمام بمسألة ( م6212/م 1268)

الفكر العربي الإسلامي المعاصر تحليلا فلسفيا يعبر عن رؤية موسوعية بعيدة المدى الفلسفية والعلمية في

فهذه النزعة ينبغي أن تشمل جميع أفراد الجنس البشري بغض " عن كل تعصب فكري أو سياج دوغمائي،

ت فأنسنة العلاقا ...النظر عن أصولهم الجغرافية أو الدينية أو المذهبية، أو العرقية أو اللغوية

.(88، ص 1221م، .أركون ) الاجتماعية أمر ضروري

كيف تنبثق مشكلة الإنسان بصفتها "في هذا السياق، أركون ومن جملة الأسئلة التي طرحها

حقيقة ضخمة لا يحاط بها في المجتمعات الإسلامية المعاصرة؟ وما التجهيزات الفكرية والمصادر العلمية

صر، من أجل تقديم الأجوبة الجديدة للمشاكل المطروحة، وأقصد التي يمتلكها الفكر الإسلامي المعا

الأجوبة التي تراعي في آن معا، التعاليم الإيجابية للتراث والضرورات الملحة واللازمة للحداثة؟ وكيف يمكن

على مشكلة الإنسان ضمن التصورات والمواقف المحسوسة التي يفرضها " الإسلامي"أن نموضع الجواب

. (128 -126، ص 1228م، .أركون )مي الحديث؟الفكر العل

أركون من تمام والتحليل الكافيين ما يجعل والملاحظ أن موضوع الإنسان قد لقي من الاه

الفلاسفة الذين أثاروا مسالة الأنسنة، بعد ظهور العلوم الإنسانية كنتاج علمي إنساني يحيط بمشكلات

هذا ما كشفه لنا "ه على مستوى الفكر العربي الإسلامي، الإنسان وقضاياه على نطاق شامل وفريد في نوع

ومعلوم أنه ابتدأ حياته . محمد أركون في درسه الرائع عن النزعة الإنسانية العربية في القرن الرابع الهجري

كان فيلسوف النزعة الإنسانية في . الدينية وختمها بها -العلمية في التنظير للنزعة الإنسانية الفلسفية

ولطالما نأسف لأنها ماتت بعد الدخول في عصور الانحطاط الطويلة التي لم تقم . العربي الإسلاميالفكر

لطالما افتخر أمام الأوروبيين بالمعتزلة والجاحظ والتوحيدي وأبي الحسن العامري ومسكويه . منها حتى الآن

.(68 -66، ص 6211م، .أركون ) وأمثالهم... والفارابي وابن سينا وابن رشد

لكن هذا لا يعني أن الموضوع يخلو من الصعوبات والعوائق الابستمولوجية التي تعترض كل

ي بعيدة عن أ قائمة على قواعد منطقية صحيحة يقة وتعرقل كل دراسة علمية واقعيةباحث عن الحق

فكر فهي غير إن العلوم العقلية التي هي طبيعية في الإنسان من حيث أنه ذو "، الآراء والميول الذاتية

محمد أركون نزعة الأنسنة والتنظير لفلسفة الحوار والتسامح عند

11

ة، بل يوجد النظر فيها لأهل الملل كلهم ويستوون في مداركها ومباحثها، وهي موجودة في النوع مختصة بمل

(.62، ص6221غ، .جان) وتسمى هذه العلوم علوم الفلسفة والحكمة. الإنساني منذ كان عمران الخليقة

كمثال تطبيقي للدراسة، (la personne) قد اخترت موضوع الإنسان : "ما جاء في تعبير أركون ك

وسوف أضعه على محك المناهج والمواقف الإبستمولوجية التي تفترضها أية مقاربة . لأنه مثال غني جدا

للإسلام تجمع بين مكتسبات الإسلاميات الكلاسيكية ومبادئها من جهة، وبين تساؤلات الإسلاميات

ومنه (128-126، ص 1228م، .أركون ) ة من جهة أخرى التطبيقية ومناهجها التحليلية وأهدافها العملي

برز مفهوم الإسلاميات التطبيقية الذي أصبح من المفاهيم التي تميز فلسفة أركون نفسه وأصبح ينظر لها

فغياب الفهم العلمي والمنطقي الصحيح قد لا يؤدي إلى تحقيق الغايات البعيدة التي . كضرورة علمية

. ي ناجحيصبو إليها كل مشروع فكر

ولكن إذا كنا بحاجة إلى التواصل والتعايش مع الغير في إطار العلاقات الإنسانية التي تربط

وفي "الإنسان بغيره، فإن ذلك يكون دافعا قويا لإعطاء الأولوية لمسألة الإنسان وظروفه المحيطة به،

طرق إلى مطلب الاحترام الذي السياق نفسه يغرق الناس في العنف الذي يمارس على غيرهم، لذا يتعين الت

فكر بالطريقة التي تتعامل بها مع الإنسانية سواء في شخصك : تقره الصيغة الكانطية التالية في الواجب

.(62، ص6221غ، .جان)" أوفي شخصية أخرى، وفي جميع الأحيان، فكر هذا الأمر كغاية وليس كوسيلة

والتي الطبيعة طبيعية في دراسة الظواهر وم الوبعد التقدم العلمي الباهر الذي حققته العل

ل وع والمنهج، وأصاصطدمت ببعض العوائق المعرفية والمنهجية على مستوى الموضبحت بدورها تمث

، ونخص بالذكر هنا العلوم الإنسانية التي تهتم بتكرةلعلوم المعلى في الصدق والمعقولية لالنموذج الأ

فقد بات لزاما مناقشة مشكلة الإنسان وإبعادها عن كل . ونفس يبدراسة الإنسان ككائن اجتماعي وتاريخي

العلاقات الإنسانية وتحقيق الأمن والسلم ان في مجالتأويل فلسفي إيديولوجي، وهنا تكمن أهمية الإنس

ل نقطة تحول في كل محاولة " الأنسنة"في كل أنحاء المعمورة، لذا جاء في تعبير أركون أن مصطلح الذي شك

ضرورة العودة إلى مسألة النزعة الإنسانية أو ما "اعدة والتي اختزلها في العقل المنبثق الصاعد بـ فلسفية ص

وذلك ضمن منظور العقل المنبثق الصاعد الذي يقود " الأنسنة"كنت قد دعوته بمصطلح جديد هو

.(22، ص 6212م، .أركون )المعارك في كل جبهات المعرفة وتوليد الوجود البشري

يةالإنسانلنزعة ل العقلاني تنظير ال ومسألة ون أرك 0.0

ظل أركون متشبثا بخصوصية الموضوع التي تتم في إطارها الفكري الحضاري المستمد من قدل

تعاليم شريعتنا الإسلامية وفلسفة القرآن الكريم التي نجد فيها ما يؤسس لمجتمع إنساني ينبذ كل أشكال

لأن الإنسان بطبعه كقاعدة أساسية في الخطاب القرآني،لحوار العنف والظلم ويؤصل لقيم التسامح وا

"فالعقل بالمعنى العام ملكة مشتركة لدى كل بشر" ،يتميز عن غيره بالقدرة على التعقل والاجتماع

النوي حمادي

12

والإنسان في نظر ابن خلدون، " ،مدعو للارتقاء المعنوي الروحاني فهو ومنه، (18، ص 1221م، .أركون )

ها اعلم أن العالم البشري على الرغم من انتمائه إلى عالم الكائنات المحسوس، إلا أنه أشرف العوالم كل

أشرف العوالم من الموجودات وأرفعها، وذلك لأنه المخلوق الوحيد الذي امتزجت فيه كل العوالم،

كان لذا (.18، ص 1221م، .أركون ) جسمانيتها وروحانيتها، فهو شريك للحيوان بحسه وللملائكة بعقله

موضوع الإنسان حاضرا بقوة في الكتابات الفلسفية السابقة التي ألفها مفكرو الإسلام لكنها تميزت

بالطابع النظري التأملي، لأنها تفتقر إلى المنهج العلمي الذي يقتض ي الدقة والواقعية والابتعاد عن

على التصورات مد في تحليلاتهاالتي تعت التأملات الذاتية السطحية البعيدة عن روح التفلسف الحقيقي،

بوضع نظريات ومواقف صورية خالصة ، فلا نكتفيوالمفاهيم السطحية البعيدة عن روح العلم الموضوعي

.العملية والطرائق الممارسة وتفعيل الوسائلهو أي الاعتماد على التصور بل المطلوب

عملية وهذا ما لمسناه في التجربة الناحية ال فالإسلام لا يتوقف على الأقوال النظرية بل يراعي

أن العلم هو موقف عملي وكذا الفكر الأخلاقي القائم كذلك على السلوك الصوفية لأبي حامد الغزالي،

فقد تحلى أهل الإسلام بتعاليم الدين ،هو عمليماو نظري هو ابين م والتواصل العملي أي الربط المحكم

الابتعاد عن فأنسنة الإنسان وماهيته العقلية تكمن في ،لتعقل والتحلي بمكارم الأخلاقعلى مستوى ا

الأهواء والعواطف وضرورة تحكيم العقل والعلم وثبت ذلك في الأحكام الشرعية كالفقه وعلم أصول

في " العمل"و" العلم"وبناء على ذلك سنتحدث عن أنسنة إسلامية كلما وجدنا تواصلا بين ما يسمى " .الفقه

التواصل يعني المعرفة اللازمة للأحكام المستنبطة من القرآن والحديث بالنسبة إلى وهذا. سلوك المؤمنين

(.18، ص 1221م، .أركون )أهل السنة

والإنسان المبدع والمتفائل بوضع أفضل معني هو الآخر بتربية النواحي الروحية والذوقية والاهتمام

زعة شكلية سطحية أدبية، فلقد اقترح أركون وبالتالي فإن نزعة الأنسنة ليست ن" بمظاهر الفن والجمال،

كما يقول إلى تلك الأبعاد الغائبة بعد ازدهارها في عهد الأدب والأدباء " مصطلح الأنسنة لكي يلفت الانتباه"

ثم لكي أدعو بإلحاح إلى ضرورة إحياء الموقف الفلسفي في الفكر العربي وخاصة الفكر العربي الإسلامي

أزال بأنه لا سبيل إلى الاعتناء بمصير الإنسان اعتناء شاملا نقديا، منيرا بدون عامة وكنت أعتقد ولا

. (18، ص6221م، .أركون )التساؤل الفلسفي عن آفاق المعنى التي يقترحها العقل ويدافع عنها

بالتفاؤل والعطاء، ليكون سباقا للعمل على الانفتاح سلوكه وتصرفاته سينعكس على هذا بدوره و

ل مع الغير في إطار علاقات إنسانية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، وفي هذا الصدد يقول والتواص

إذا كنا نعنى بتثقيف العقل حتى نصل إلى حب الحق، ونعنى بتهذيب الخلق :" الدكتور أحمد عبد الرازق

ال، ولكن كيف حتى نصل إلى حب الخير فينبغي أن نعنى كذلك بتهذيب الذوق حتى نصل إلى حب الجم

-السبيل إلى تحقيق هذه الغاية؟ لم يتركنا الإسلام نتخبط في سبيل تحقيقها بل نبهنا إلى أنها إنما تتحقق

برؤية مظاهر الجمال فيما أبدعه الله وفيما سوته يد الإنسان، وتحققه بإمعان النظر في هذه المظاهر

محمد أركون نزعة الأنسنة والتنظير لفلسفة الحوار والتسامح عند

13

ى فيها من تكوين محكم وتنسيق بديع، وفيما ومحاولة التعرف على سر الجمال فيها والتأمل فيما يتجل

.(812، ص 6212ع، .يونس)تضيفه على ما حولها من ظلال وأضواء

وإذا كان الإنسان يسعى من جهة أخرى لإثبات وجوده وتلمس الجمال والإحساس به والتفاعل

لعدل، وعرف معه والمحافظة عليه وتذوقه بالسلوك الجمالي، في عالم غابت فيه القيم الأخلاقية وا

سيطرة وحشية للأقوياء الذين يستبدون بالضعفاء وعدم مراعاة حقهم في التمتع بلذة الحياة وجمالها،

يقول الغزالي في "الذي كان له التأثير السلبي في تكوين مجتمع ينعم بقيم الخير والتسامح الإنساني الأمثل،

معرفة وإدراك، إذ لا يحب الإنسان إلا ما يعرفه، لا محبة إلا بعد (: إحياء علوم الدين)موسوعته الشهيرة

ولذلك لم يتصور أن يتصف بالحب جماد بل هو من خاصية الحي المدرك ويلائمه ويلذه وإلى ما ينافيه

وينافره ويؤلمه وإلى ما لا يؤثر فيه بإيلام والذاذ فكل ما في إدراكه لذة وراحة فهو محبوب عند المدرك، وما في

مقبوض عند المدرك وما يخلو عن استعقاب ألم ولذة فلا يوصف بكونه محبوبا ولا إدراكه ألم فهو

.(818، ص 6212ع، .يونس)مكروها

وإن كانا يشكلان نقطة " العقلانية والأنسنة"لذا يعد أركون من الفلاسفة الذين بحثوا في موضوع

كانت بمثابة المرجعية الفكرية لكل انطلاق في فلسفته ولكل بحث فلسفي في الفكر العربي الإسلامي، والتي

ويعتبر أركون أن ". لصلة بالتراث الفلسفي الإسلاميالمحاولات الفلسفية التي ساهمت بدورها في توطيد ا

ويجب أخذهما . العقلانية والإنسانوية الكلاسيكية في الفكر العربي الإسلامي مازالا بحاجة إلى اكتشاف

فكرية جديدة، وقد ساهم أركون هو نفسه في هذا النهج، بكتابة عن كنقطتي انطلاق ومرجعيتين لمحاولات

مسكويه تعتبر ذات أهمية أكيدة، إلا أنه يتضح أن مجرد العودة إلى الفكر الكلاسيكي لا يكفي لحل

. (150، ص 6221.أركون )مشاكل المعاصرة

خل دحبة السامية التي تروح المتميز بخطاب قرآني تجلت معالمه في إرساء فالإسلام كدين وشريعة

التي حاول إرساءها في الأوامر والنواهي التي جاء بها القرآن الكريم، وإن كان الإنسان في دائرة الإنسانية،

بالإسلاميات التطبيقية، أي دراسة الإسلام بمنهجية علمية تاريخية تجاوز من يعرف أركون ركز على ما

وفي هذه اللحظة بالذات، تتخذ الإسلاميات التطبيقية " ،القروسطية خلالها تجاوز الأطروحات التقليدية

كل معناها وأهميتها، وتفرض نفسها كضرورة علمية، نقول ذلك وخصوصا أن المشاكل اللازمة للقراءة

الفللوجية لم تعد تطرح نفسها بالنسبة للنصوص المعاصرة كما كانت تطرح نفسها بالنسبة للنصوص

بعدما انكشف نور الله على الإنسان المفكر الذي (126، ص 1228م، .أركون ) سيكيةالقروسطية أو الكلا

.تحلى بقيم الانفتاح لا التقوقع في دائرة التقليد لا العطاء والاعتقاد الصحيح

تبعث على إنسانيةبناء علاقات الآخر في إطار كان التسامح هو الموقف الذي يبديه المرء تجاهإذا و

سلوك أخلاقي التعايش والتفاهم بين الأفراد داخل المجتمع الواحدن لأ خوة والطمأنينة،تحقيق روح الأ

، والتطرف العنف ونبذوالسلام ي جاءت منادية بأصول المحبة ه كل الشرائع السماوية التتقر وحضاري

النوي حمادي

14

النزوات على ةأي السيطر مظاهر الظلم والعدوانية بكل ما أوتي الإنسان من قوة وجهدكل أشكال ومحاربة

إن الدعوة إلى التسامح قد " .والأهواء التي تدفع بالإنسان إلى تحقيق استخدام القوة والجور ضد غيره

ويزيد . -ثقافية، أو طائفية، أو سياسية –أصبحت ملحة وشائعة في مجتمعاتنا الخاصة لصراعات عرقية

وضمن مثل . أصقاع الكوكب الأرض ي كلهمن تفاقم هذه الصراعات تلك الموجات المتدفقة من الهجرة عبر

هذا الجو من الصراعات المتأزمة يميل الناس بالطبع إلى أن يتجهوا بأبصارهم نحو التراثات الفكرية

، ص 1225م، .أركون ) وتبرره( أي مفهوم التسامح)الراسخة لكي يعثروا فيها على أسس تحترم هذا المفهوم

122 ).

من والاستقرار إلا من خلاليسود الأ و ن تتحقق قيم الإنسان النبيلةفلا يمكن أ وفي السياق نفسه

الأخلاقية التي عرفها الإنسان عبر قديمها وحديثها والمذاهب ، فكل الدياناتالتفاعل والتواصل مع الغير

ونبذت الرذيلة بشتى أشكالها كما في مقولة سقراط الذي على الفضيلة فلسفات أخلاقية متعاقبة قامت

لأن الغير، بين الأفراد وعدم التعصب ، فيجب نشر المحبة والأخوة(العلم فضيلة والجهل رذيلةأن ) اعتبر

ي والتي من خلالها يحصل الصراع والظلم، فالقيم بمثابة المرآة التي تعكس الوجود الذات تجاه الأنا

. اه عالم الفضيلة، وعملت على ضبط وتوجيه سلوك الإنسان تجالأخلاقية أسست لقيم الحوار والتسامح

إن الآخر هو الحضور الذي لا يمكن أن " غياب الحقوق والواجبات، الحياة الاجتماعية فيفلا تستقيم

الديانات ضبطت القواعد التي تحدد كل المذاهب الأخلاقية وكل . أتخلص منه، والذي يزعجني أو يقويني

وحتى بالنسبة . إنها تفعل ذلك بالنسبة إليهوسواء حكمت على أفعالي أو أعمالي أو نوايا، ف. إزاءهسلوكي

لواجباتي تجاه ذاتي فإنها ليست إلا أمثلة تعليمية لما يجب أن تكون عليه واجباتي تجاه الآخر، بل إن

(.20، ص 6210ع،.اليعقوبي)مصالحي الخاصة تفرض علي أن أكون في خدمة الآخر

إن "ضرورية، التعايش والتسامح على مستوى الأنا لم والصفاء ونبذ العنف وإرساء قيمالدعوة إلى الس إن

ر لها من وجهة نطر نقديةبمعنى . مسألة التسامح مطروحة في الواقع المعاش بشكل ضمني، ولكن غير منظ

م، .أركون ) إلخ...لا توجد كتب أو قوانين تنص عليها في اللغات الإسلامية الأساسية كالعربية والفارسية

بالمحبة ومقابلته لغيرتقبل ا تتجلى المعاني الدينية والفلسفية التي تستوجبومنها .( 682، ص 6222

فالتسامح . وهكذا نفهم معنى ظاهرة التسامح ومدلولها" ،والأخوة لا افتعال الصراع والظلم والعدوانية

عا ليس عبارة عن فضيلة أخوية ما إن تأمر بها التعاليم الدينية أو الفلسفية الكبرى حتى تتحقق واق

وإنما هو عبارة عن تلبية لحاجة اجتماعية ولضرورة سياسية ملحة في لحظات الهيجان . ملموسا

م، .أركون )الخاصة بكل فئة اجتماعية على حدة" بالقيم" كما أنه عبارة عن إعادة نظر. الإيديولوجي الكبير

.( 112، ص 1225

محمد أركون نزعة الأنسنة والتنظير لفلسفة الحوار والتسامح عند

15

والدعوة إلى التعايش والتسامح النص الديني. 1

للإنسان لروحانيتجليات التكريم او ح ملام 3 .1

ينبغي أن نلاحظ طبيعة الصراع في المجتمعات القبلية التي تحكمها الأعراف والعادات المناقضة

الإنسان وربطه بخالقه الذي أحدثه القرآن الكريم في حياةوالتحول ريوح التسامح والسلام، لكن التغيلر

وقدراته العقلية ونقله من يق في تكوين شخصيته وصقل مواهبهكان له التأثير العم وعقيدته التوحيدية

ومن مفهوم القرآن تحررت البشرية حضاريا من " ،دائرة الجهل والاستعباد إلى حياة أكثر تحضرا واستقرارا

وجعل البشر ( ورومانية -فارسية –فرعونية ) مفهوم العبودية الذي سيطر على كل الحضارات القديمة

ومن مفهوم القرآن والإسلام انتقلت البشرية من منهج التأمل النظري إلى . قليلة من السادةرقيقا لمجموعة

. ( 161، ص1222م،.أركون )التجريب، وإخضاع الأمور للبحث العلمي

جعل الإسلام يحاول فك الصراع بين ظلمات الجاهلية وروحانية الإيمان التي تضفي على مما

تبعث على الطمأنينة وتقوي التعايش والتفاهم بين الأفراد لبناء يةمتعال قيمية يةالمجتمع قيم جمال

وعندما ترد كلمة الجمال ومترادفاتها في الكثير من آيات القرآن الكريم في لفتات إنسانية "مجتمع متحضر

ا في نظر الإسلام ونظرة القرآن للحياة، فالجمال عنصر أصيل في هذه النظرة، فليست وروحية لها مغزاه

النعمة هي مجرد تلبية الضرورات من طعام وشراب وركوب بل تلبية الأشواق الزائدة إلى الضرورات، تلبية

.( 810، ص 6212ع، .يونس)حاسة الجمال ووجدان الفرح والشعور الإنساني المرتفع على حاجة الحيوان

وقد كانت طبيعة الحضارة الإسلامية نتاجا حقيقيا لعقيدة التوحيد التي تتنافى وكل وثنية ملحدة،

حيث أن الإسلام لم يعارض قيام الحضارة حيث جمع بين الأخلاق والشريعة، وفي ذلك نكتشف مدى

في جمالية خالصة على أهمية هذا المنهج الذي يهدف إلى تحقيق الغايات التي تعلي من مكانة الإنسان وتض

إن روح الإسلام ومنهجه الجامع بين الأخلاق والشريعة في ظل عقيدة التوحيد لا يعارض سيرة "وجوده،

الحضارة، بل هو يدفعها دفعا إل الغايات العليا، ولكنه يتعارض مع التجاوزات الإباحية التي فرضها

ومن هنا فإن القول بأن الدين عامة، . التقدم إنها دعوة إلى. الإلحاد، والتي ليست من الحضارة في ش يء

.( 55، ص6212م، .أركون )والإسلام خاصة، يعارض تقدم الحضارة هو قول مردود

لذا فتكوين الإنسان وتشكيل شخصيته الوطنية قد لا يكون سهلا أحيانا، وذلك راجع للمعوقات

جية والمنطقية التي تضمن ذلك، واحتقار الفكرية والعملية التي يواجهها كل مجتمع في وضع الآليات المنه

كل أشكال التعصب القبلي والانغلاق الفكري والثقافي التي تؤثر على معنوياته وتجعل منه كائنا انفعاليا لا

إن نموذج تشكيل الإنسان في الإسلام وقدرة "فعالا أي يتفاعل ويتواصل مع غيره من الضمائر الأخرى،

الحدود الثقافية ثم انبثاقه المتكرر الذي لا يقاوم في كل المنعطفات التاريخية هذا النموذج على اختراق كل

" التي تتميز بالغليان الاجتماعي والإيديولوجي، ثم توسعه الحالي في مواجهة تحدي الحضارة الصناعية

.(55، ص1228م، .أركون )

النوي حمادي

16

ذي يستمد مشروعيته من وإذا كنا في حاجة إلى فلسفة حيوية هادفة وقادرة على وضع المنهج ال

الأفكار التي تغذيها ثقافتنا الوطنية، ويعمل على توحيد النمط الفكري الذي يخدم مجتمعنا في كل

المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية، لأن الإنسان يمثل جوهر البحث الفلسفي القائم عبر

. العصور

داخل التراث الإسلامي، يغذي دائما الحلم بمثال فهذا الإرث الثقافي والفكري والروحي المتراكم

القرآن الكريم ووضع ملامحه وحدد طرق تحقيقه فقد رسم (. الإنسان الكامل)الإنسان أو الإنسان المثالي

إن الميراث الثقافي والروحي المتراكم داخل التراث الإسلامي يغذي دائما الحلم بمثال الإنسان أو بالإنسان "

كما كان الله قد حدد ملامحه وطرق وجوده أو تحققه، وكما كان الأولياء ( نسان الكاملأي الإ)المثالي

فوها لنا الصالحون والصوفيون والمفكرون قد اختطوا مساره في حياتهم الشخصية وفي الرواية التي خل

(126، ص 1228م، .أركون ) "عن تجربتهم في آن معا

للتكريم الإنساني، أن جعل حريته تبدأ من تحرير عقله فمن مقتضيات حكمة الله سبحانه وتعالى

من الجهل فأوجب عليه التعليم، ومن هنا تبدأ حرية الإنسان التي تتجلى في حق التعبير عن إرادته

إن جمال النفس يجعل "وتحقيق تفوقه وتوظيف إمكاناته وسائر فعالياته، ينه من فرض وجودهوتمك

ت قدرته وتعاطفت ذاته للحياة بريقا وللذهن صفاء ونقاء،وللقلب حصنا ونورا، ولقد أبدع الله تجل

إن جمال النفس . وصفاته في خلق النفس البشرية وهيأها لتحمل بين جنباتها أسمى وأرقى غايات الجمال

.( 812، ص 6212ع، .يونس)يستمد قوته من صفاء القلب وهدوء الطبع ونقاء السريرة وراحة الضمير

عن الكائنات الأخرى، العقل ملكة تميز الإنسان وتفصله الحضارة وأساسها، و فالإنسان هو محور

ومما لا شك فيه أن هذه الآيات القرآنية الكريمة جاءت "والذي يؤهله لأن يكون خليفة الله في أرضه،

ي كدعوة مباشرة للإنسان للـتأمل الجمالي في خلق الله في هذا الكون بموجوداته من حي وجامد وظاهر ومرئ

.( 815، ص 6212ع، .يونس)ومسموع ومشموم وملموس ومدرك بالحس والعقل والوجدان

هو اللبنة الأساسية في بناء الحضارة، الذي يملك من المقومات الإنسان يتضح لنا مما سبق أن

وهو من جهة مدعو للتأمل في .المادية والمعنوية ما تجعله كائنا اجتماعيا في أسمى معانيه مكاناتوالإ

.لكوت الله سبحانه وتعالىم

وهذا ما لمسناه في . فكم هي الفلسفات التي سعت إلى تجسيد هذه السيادة الإنسانية في الواقع"

حضارتنا الإسلامية مع الفيلسوف ابن رشد، حين حاول التصدي لحماية الدين والدفاع عن العقل، وذلك

ته للإنسان، والذي يعتبره أشرف المخلوقات في ويظهر ذلك في مفهومه ونظري" بعقلنة الدين ودينية العقل"

أن الإنسان أشرف من كثير من الموجودات، ومنها أنه إذا كان كل موجود يظهر "هذا العالم، ويذهب إلى

.(602، ص 1280أ .ابن رشد)من أمره أنه لم يخلق عبثا، وانه خلق لفعل مطلوب منه وهو ثمرة وجوده

محمد أركون نزعة الأنسنة والتنظير لفلسفة الحوار والتسامح عند

17

و أن ابن رشد كان عقلانيا ودينيا في آن واحد، ويظهر ذلك في ما يمكن استنباطه من هذا النص، ه

الذي حاول فيه الجمع بين الدين والفلسفة ومعالجة قضية الإنسان، الذي يرى فيه " فصل المقال"كتابه

وهذا ما . أنه أشرف المخلوقات، لأن القرآن الكريم قد كرم الإنسان بالعقل وجعله خليفة الله في أرضه

لفلسفات اللاحقة اليوم، كالعقلانية الديكارتية المؤسسة على اليقين المرتبط بالإنسان أكدت عليه ا

.العاقل بالدرجة الأولى

وعا : )قال الله تعالىلق هل

سان خ

إن إ

ر جزوعا ( 12)إن الإه الش ا مس

ر منوعا ( 62)إذ يإ

خإه ال ا مس

وإذ

وهكذا يصور هذا النموذج الخالد : ومثلها كثير في ثنايا القرآن .(61، 62، 12ية، الآ . سورة المعارج) (61)

وكلها تلتقي عند الحقيقة الكبرى، . من زوايا النفس الإنسانية الكثيرة، ومن ملابسات حياته المتعارضة

–للحيوية على اختلاف مظاهرها وألوانها مندفع إلى الأمام، مغتر بالقوة مستجيب –الإنسان في قوته

فينظر إلى الخلف نظرات -حتى يوجد الحاجز على اختلاف أنواع الحواجز -بشتى طرائق الاستجابة

.(618، ص 6220س، .قطب)متباينات؟

العربي في المجتمعات الإسلامية وإخراج العقل دةئالمفاهيم السا وتبيئة لقد عمل أركون على تحليل

والذي أطلق وإنتاج أفكار أكثر خصوبة ثراء الإبداع إلىوالتقليد أي الجمود الإسلامي من الدائرة الضيقة

ولذلك، فقد ألححت ومنذ سنوات عديدة على ضرورة دراسة العلم " عليه بالعقل الصاعد المنبثق،

إلى التفكير " السياج الدوغمائي المغلق"الانتروبولوجي وتدريسه، فهو الذي يخرج العقل من التفكير داخل

كما أن العلم . سع بكثير، أي على مستوى مصالح الإنسان، أي إنسان كان، وفي كل مكانعلى مستوى أو

منا كيفية التعامل مع الثقافات الأخرى بروح منفتحة ومتفهمة، وضرورة تفضيل المعنى الأنتروبولوجي يعل

و على القوة أو السلطة، ثم تفضيل السلم على العنف، والمعرفة المنيرة على الجهل المؤسس أ

لكن السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو هل يملك الفكر الإسلامي .( 2، ص 6221م، .أركون )المؤسساتي

اليوم الوسائل العقلية والثقافية، أو الحريات أو الأطر الاجتماعية التي لا بد منها لتشكيل فلسفة حديثة

لى السؤال المطروح، نجد المفكر خاصة بالإنسان؟ إذا ما حاولنا التعمق في مفهوم الإنسان و الإجابة ع

ل هذه المشكلة والمشروع التنموي في البلدان المتخلفة ( م1225/1218) الجزائري مالك بن نبيقد حل

فالحياة في مجتمع معين قبل أن تتأثر بالفنون والصناعات، أي بالجانب المادي "بمنهجية علمية دقيقة،

يجعلان جميع تفاصيلها مرتبطة بالمبدأ . اما ولونا شاملاأو الاقتصادي من الحضارة تتخذ لها اتجاها ع

وبعبارة أدق إنها تكون مرتبطة بالعلاقة الخاصة القائمة . الأخلاقي ويذوق الجمال الشائعين في هذا المجتمع

حيث لاحظنا فيه الواقعية والموضوعية والابتعاد عن الأفكار المثالية، ،. (121، ص 1282ن، .مالك)بينهما

تستجيب أحيانا لطموحات هذه الشعوب، والذي استطاع أن يختزلها في العنصر الإنساني أي التي لا

.الثقافة والعمل، اللذين يعدان عنصرين هامين في معادلة التنمية والتقدم الاقتصادي

النوي حمادي

18

الحداثي أركون مشروعفي الأنسنةابستمية .4

بأديب "يلقب (م266/1268/هـ862/010) حيان التوحيدي يأب الفيلسوف العربي المسلم كانإذا

رف بموسوعيتهالتاريخية في فكر وفلسفة أركون، ع الذي مثل اللحظة، و "فلاسفة وفيلسوف الأدباءال

في الفكر العربي الإسلاميدب والفلسفة العلوم والأ أصناف، جمع الفلسفية وصرامة منهجه الفكرية و

الرابع )لدراسة الإنسية العربية في القرن "الذخائرالبصائر و "و" الإمتاع المؤانسة"ه يكتاب كتبو

–وعندما أقول بأن النزعة الإنسانية قد اختفت من الساحة العربية " ،(العاشر ميلادي/الهجري

فانتشار . الإسلامية فإنني أقصد أن الموقف العقلي الذي كان يدعمها أو يغذيها قد اختفى هو الآخر أيضا

.( 10، ص 1221م ، .أركون )"زدهار النزعة العقلانيةالنزعة الإنسانية مرتبط با

فهل أركون يدعو حقيقة إلى مشروع إنساني جديد أو ما يسمى بالإنسية الجديدة في الفلسفة

، وقد كان هذا بمثابة الدافع القوي الذي فجر الموقف الحداثي الذي غير كل ش يء، واستطاع الأركونية؟

النقد لمختلف مظاهر الحياة، ويمكن للإنسان الباحث أن يكون دوما الإنسان الغربي المجاهرة بعملية

متفائلا، بحكم أن الحضارة الإسلامية أنجبت هي الأخرى فلاسفة، كان لهم الأثر العظيم في بلورة وصياغة

على هذا " بعض المفاهيم، كالتوحيدي وابن رشد وابن خلدون باعتبارهم من مفكري العصر الذهبي،

تقد أن ابن رشد يقع في الطليعة من الإنسانيين في الثقافة العربية الإسلامية، بل في فترة الأساس نحن نع

عالمية "أواخر القرون الوسطى، وعصر النهضة حتى فهو عقلاني دعا إلى التواصل الحضاري ودافع عن

فيها، وكان " انزمالهيوم"وثقافته موسوعية بالإضافة إلى أنه أثر في أوروبا وفي الحركة الإنسانية " الفكر

ملهما لكثيرين طيلة العصور الحديثة، كما أن رواد النهضة العربية مطلع هذا القرن كام مثلهم ورائدهم

ونموذجهم مفكرا حرا رشيدا مثلا هو ابن رشد، وحديثا فهناك في شرق العالم العربي ومغربه دعاة

. الألوس ي،ح) (86، ص6222. الألوس ي،ح") ي الإنساني البشر : للاقتداء بابن رشد ممثلا للاتجاه العقلاني

.(86، ص6222

ل بحق مرحلة من مراحل العصور الذهبية التي انتعش فيها مما سبق نستنتج أن ابن رشد يمث

استطاعت أن تبرهن على وجود حركة إنسية أو عقلانية مزدهرة في ظل التي الفكر الفلسفي الإسلامي

.إسلام منفتح ومتسامح

وهذا ما ندعوه بالعصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية التي بلغت أوجها في "كون عن ذلك وقد عبر أر

القرنين الثالث والرابع للهجرة، فقد ازدهرت فيها العلوم والفلسفات والفكر العقلاني إلى جانب العلوم

لا تؤتي ثمارها عندما لأن الإنسية الشكلية السطحية قد . (622 ص، 6221 م،.أركون ) "التقليدية والدينية

تتغلغل داخل سياج عقائدي مغلق لا يتلاءم والواقع الذي يعيشه الإنسان، فهي لا تقيم أي مقارنة بين

: وفي هذا الإطار يعبر أركون قائلا تعاليم الفلسفة الإنسية النبيلة السامية والممارسات السياسية القائمة،

محمد أركون نزعة الأنسنة والتنظير لفلسفة الحوار والتسامح عند

19

نزعة الإنسيـة والإنسانيـة، حتى نعتبر الإنسان أكبر قيمة في فلا يكفي أن نقول نحن إنسيون، نحن مع ال"

الإنسان في نظر أي أن الإنسان أشكل عليه الإنسان،" :الوجود، وهناك جملة رائعة للتوحيدي تقول

السائدة في مجتمعه، لذا كان التوحيدي من أركون لا يمكن الخروج عن القيم المعرفية والمعتقدات الدينية

كيف يمكن أن نصالح باسم الإنسان ومن أجل الإنسان، انتفضواو ثاروا رب المسلمين الذينالفلاسفة الع

الإنسان على أرض الواقـع، فقد جاء الإسلام بميتافيزيقا ربانية تكرم وتخاطب الإنسان أنه خليفة الله في

ـرا، يملك القدرة على أرضه، وتجعله في أسمى المعاني والقيم المثلى التي تجعل منه كائنا متعقـلا ومتحض

. الموقف الإنساني لا يعترف إلا بالإنسان في كل زمان ومكان"، التفاعل و التكيف مع مختلف المستجدات

والإنسان إنسان بغض النظر عن . فالإنسان بالنسبة له هو قيمة عليا لا يجوز المس بها أو الاعتداء عليها

.(88 -81، ص 1221م،.أركون ) مشروطيته السوسيولوجية أو العرقية أو الدينية

الوجـود، فإن أركون التي تقـوم على احترام الإنسان واعتباره أسمى ما في إذا كانت النزعة الإنسيـة

"حكـرا على أوروبا والـغرب، بل متأصلة في التـراث العربي الإسلامي فهذه النزعة لا تعتبر: "يصرح قائلا

أن يضيف شيئا في تاريخ الإسلام ويزيد من عظمة الفكر ، فكل مفكر يريد( 622، ص 1228م، .أركون )

الإسلامي يتهمونه، و هذا ما حصل في الماض ي وما زال يحدث في الحاضر، فقد طفر أركون طفرة معرفية

بتعاطف وتأثير عميق عن التوحيدي ولقد تحدث أركون .جديدة في ساحة الدراسات العربية والإسلامية

في التاريخ العربي الأساسية اتاللحظ إحدى النموذج الأمثل الذي يمثل فيه في فكره وشخصيته ورأى

الشخصية دورا لم يؤده وقد أدى في حياتي :" واعتبره بمثابة الأب والمعلم، وقد أجاب في قوله الإسلامي

باختصار فقد عاش تجربة فكرية وثقافية و ...، إنه أبي، إنه شقيقيخيغيره، يمكنني أن أقول إنه أ

.( 651، ص1228م، .أركون )رةية هائلة ومريوأخلاق

الاهتمام والانبهار بالعلوم مسألة المفكر الجزائري عبد الله شريطالسياق نفسه تناول في و

التجريبية والتخلي عن العلوم الإنسانية التي تهتم بدراسة الإنسان من أبعاد مختلفة ككائن تاريخي

الإنسان يشكل موضوعا جوهريا في مشكلة التنمية كون يةفي غاية الأهم مشكلةواجتماعي ونفس ي، وهي

فينبغي الاهتمام بتكوين الإنسان، وعدم كنز الثروة في :" ، لذا يقول شريط والنهضة بالمجتمع

وما يلاحظ في المجتمع الجزائري أن التوجه نحو العلوم والصناعة ،( 158، ص 1281ع، . شريط)"البنوك

قادرة على إحداث هذا التغيير بر عن غياب فلسفة حيويةتماعية، بل يعلم يكن اختيارا أو قناعة اج

.لبنية الثقافية والفكرية للمجتمعداخل ا

فكري وعلمي متنوع الذي يتميز بإرث فمشكلتنا أننا لم نستوعب تراثنا الثقافي والحضاري الإسلامي

سلطة علينا منذ وقت بعيد، وهذا حتى على مستوى علوم الإنسان، ما يجعلنا نتخلص من هذه التبعية الم

ل عائقا أمام تحضرناوهذا بدوره يبرز لنا أهمية .التخلف الذي أصبحنا نعانيه في مجالات مختلفة شك

لأن نجاح الدول المتقدمة في الصناعة مثلا، لم يكن على حساب الثقافة ."الإنسان في معادلة التنمية

النوي حمادي

20

، فلا يمكن أن يحدث التقدم العلمي دون مراعاة المحيط (125، ص 1281ع، . شريط)الأدبية والاجتماعية

الثقافي المتشعب، فإذا حاولنا استقراء واقعنا الاجتماعي والثقافي و ما يحمله من قيم ومعاني التحضر

.والتقدم، فإننا نكون بحاجة إلى ضرورة الجمع بينهما وإزالة هذه الفوارق

يزال شاهدا على هذه النظريات العلمية والمواقف تراثنا العلمي لاويمكن القول أيضا أن

الفلسفية البناءة، التي حاولت تخليص العقل الإسلامي من طابعه النظري المجرد، والتوجه نحو العلم

225الحسن بن الهيثم )التجريبي وفق أصول دينية شرعية، وقد تجلى ذلك عند العالم التجريبي الإسلامي

ونبتدئ :"ظر الذي وضع خطوات المنهج التجريبي بكل دقة وموضوعية، حيث يقول في كتابه المنا( م1202/

ثم نترقى في البحث ...في البحث باستقراء الموجودات، وتصفح أحوال المبصرات، ونميز خواص الجزئيات

والمقاييس على التدريج والترتيب، مع انتقاد المقدمات والتحفظ في النتائج، ونجعل غرضنا في جميع ما

تقرئه ونتصفحه استعمال العدل لا اتباع الهوى، ونتحرى في سائر ما نميزه وننتقده طلب الحق لا الميل نس

مع الآراء، فلعلنا ننتهي بهذا الطريق إلى الحق الذي به يثلج الصدر، ونصل بالتدريج والتلطف إلى الغاية

معها الخلاف وتنحسم بها مواد التي عندها يقع اليقين، ونظفر مع النقد والتحفظ بالحقيقة التي يزول

وما نحن، مع جميع ذلك، برآء مما هو في طبيعة الإنسان من كدر البشرية، ولكننا نجتهد بقدر ما . الشبهات

(.26، ص 1286هـ، . الحسن )هو لنا من القوة الإنسانية، ومن الله نستمد المعونة في جميع الأمور

نهج العلمي وتطبيق خطواته المنهجية، وإن كانت دعوة لاتباع الم ثمة ما يمكن استخلاصه أن

تتضمن دلالات واضحة لازدهار العلوم بمختلف فروعها والابتعاد عن الآراء الشخصية التي تقف عائقا

أن يكون رائدا في ( ابن الهيثم)فقد استطاع . أمام كل عالم تجريبي، دون أن ننس ى الاهتمام بعلوم الإنسان

، وقد جاء في تعبير الطبيب والمستشرق الألماني ماكس ما يرهوف علم البصريات دون منازع

".لفكر الإسلامي تكمن في البصرياتإن عظمة ا: "عن ابن الهيثم في قوله( م1810/1205)

:خاتمة

أفرزها الفكر العربي التي لباحث الرصين في تعامله مع القضايا والمشكلاتا يمثل أركون أن خيرا نستنتج

والتعمق في جواهرها من خلال استعانته بالنقد والتمحيص على مستوى الأفكار دراستها حاول ،المعاصر

جعله إنسانيا يخص الإنسان دون النظر إلى و بتفكيك التراث ومحاولة أنسنته فهو يتمسك، والمناهج

بناء على يمكننا و .عالمية في الفكر الفلسفي المعاصرفهو يؤسس لفكرة الإنسانية ال ،جنسه أو دينه

:التحليل السابق صياغة النتائج التالية

محمد أركون نزعة الأنسنة والتنظير لفلسفة الحوار والتسامح عند

21

النزعة ومفهوم علمية تتعلق بمسألةمنهجية و رؤية فلسفية ون استطاع أن يقدم لناأن أرك -

.فلسفي وأ عن كل تعصب فكري بعيدة المدى الفكر العربي الإسلاميفي الإنسانية

في العلوم حداثةعاصر وفكرة اللمتجديد الفكر العربي الإسلامي االمستمرة على المراهنة -

.الإنسانية

حضور فلسفة القرآن الكريم التي نجد فيها ما يؤسس لمجتمع إنساني ينبذ كل أشكال العنف -

.والظلم ويؤصل لقيم التسامح

الثقافي العصر الراهن والخروج من الانغلاق مواجهة تحديات في الالتزام بروح التفلسف البناء -

. والحضاري

التفكيك مبنية على حداث حداثة عقلية وثقافيةعلى إ المعاصر فكر العربي الإسلاميقدرة ال -

.الاجتهاد وطرح التساؤلات المنهجية البناءةو

مستوى الفكر ت الإنسان وقضاياه علىظهور العلوم الإنسانية كنتاج علمي يحيط بمشكلا كان ل -

.العربي الإسلامي

:قائمة المصادر والمراجع

، مناهج الأدلة في عقائد الملة، تحقيق محمود قاسم، القاهرة، (1280. )ابن رشد أبي الوليد، -1

.مصر، مكتبة الأنجلو مصرية

، ( الطبعة الأولى)، فلسفة الإنسان عند ابن خلدون، (6211)الجيلالي، بن التوهامي مفتاح، -6

.بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية

، في الإبصار على الاستقامة، 8، 6، 1ر، المقالات ، كتاب المناظ(1286)الحسن، ابن الهيثم، -8

.السلسلة التراثية الرابعة، الكويت، (ط.د)بد الحميد صبره،تحقيق وترجمة ع

آيس فضاء العقل، مقولة أخلاقية، ترجمة وحيد بن بوعزيز، : ، الغيرية(6221. )جان، غرايش -0

.62، ص العدد الثاني

القاهرة، ( الطبعة الأولى) ابن رشد، دراسة نقدية معاصرة، (6222. )، الألوس يحسام محي الدين -5

. دار الخلود للتراث مصر،

، الجزائر،الفكر الإسلامي نقد و اجتهاد، ترجمة و تعليق هاشم صالح ،(1228) .ركون أ ،محمد -2

.لوطنية للكتابلافوميك، المؤسسة ا

لسياجات الدوغمائية المغلقة،تحرير الوعي الإسلامي نحو الخروج من ا ،(6211). أركون ،محمد -1

.دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت، لبنان ،، (الطبعة الأولى)ترجمة هاشم صالح،

النوي حمادي

22

، الهوامل والشوامل حول الإسلام المعاصر، ترجمة و تقديم هاشم صالح، (6212. )محمد، أركون -8

.، بيروت، لبنان، دار الطليعة للطباعة والنشر(الطبعة الأولى)

، الأنسنة والإسلام مدخل تاريخي نقدي، ترجمة وتقديم محمود عزب، (6212. )، أركون محمد -2

.، بيروت، لبنان، دار الطليعة للطباعة والنشر(الطبعة الأولى)

ترجمة هاشم صالح،. معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية ،( 2001) .محمد، أركون -12

.ر الساقيبيروت، لبنان دا، (الطبعة الأولى)

أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟ ...، من فيصل التفرقة إلى فصل المقال(1225. )ركون محمد أ -11

. ، بيروت، لبنان، دار الساقي(الطبعة الثانية)ترجمة و تعليق هاشم صالح،

، القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، ترجمة و تعليق (6221. )محمد، أركون -16

.، بيروت، لبنان، دار الطليعة للطباعة والنشر(الطبعة الأولى)صالح، هاشم

نزعة الأنسنة في الفكر العربي جيل مسكويه والتوحيدي، ترجمة هاشم ،(1221.)أركون ،محمد -18

.دار الساقي ، بيروت، لبنان (الطبعة الأولى)صالح،

ترجمة هاشم ،(6221) الهيمنة،رهانات المعنى وإرادات : الإسلام، أوروبا، الغرب .محمد، أركون -10

.، بيروت، لبنان، دار الساقي(الطبعة الأولى) ،صالح

، (الطبعة الأولى)، ترجمة هاشم صالح ،(1221)من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي، . محمد أركون -15

.بيروت، لبنان، دار الساقي

، تعليق هاشم صالح( 6222)؟م اليومقضايا في نقد العقل الديني كيف نفهم الإسلا . محمد أركون -12

.، لبنان دار الطليعة بيروت

، مشكلات الحضارة، شروط النهضة، ترجمة عمر كامل مسقاوي و عبد (1282.)مالك، بن نبي -11

.، دمشق،سوريا، دار الفكر للطباعة والنشر(ط.د)الصبور شاهين،

ع والسياسة نصوص مختارة من فلسفة ابن حلدون في الاجتما ،(1280) .عبد الله، شريط -18

.والثقافة،، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب

. ، معركة المفاهيم، الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع(1281. )عبد الله، شريط -12

، المشكلة الإيديولوجية وقضايا التنمية، الجزائر، ديوان المطبوعات (1281. )عبد الله، شريط -62

.الجامعية الجزائرية

، فلسفة الفن والجمال في الفكر الإسلامي، نحو استاطيقية إسلامية (6212). عيد، يونس -61

. ، القاهرة، مصر، عالم الكتب(الطبعة الأولى)الهوى عربية الهوية،

محمد أركون نزعة الأنسنة والتنظير لفلسفة الحوار والتسامح عند

23

محمد )، الحداثة الفكرية في التأليف الفلسفي العربي المعاصر(6210). عبد الرحمان اليعقوبي -66

ء للبحوث مركز نما بيروت، لبنان، ،(بعة الأولىالط)، (هشام جعيط -محمد الجابري -أركون

.والدراسات

العقل الإسلامي أمام تراث عصر الأنوار في الغرب الجهود الفلسفية عند (2001) .رون، هالبير -68

.الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع محمد أركون، ترجمة جمال شحيد، دمشق،سوريا،

.61، 62، 12الآية، . سورة المعارج -60

، القاهرة، (الطبعة الشرعية السابعة عشرة)، (6220)التصوير الفني في القرآن، . طبسيد، ق -65

.مصر، دار الشروق