2015يناير 106ص –77مجمة الجامعة اإلسالمية لمدراسات اإلسالمية، المجمد الثالث والعشرون، العدد األول، ص ISSN 1726-6807 http://www.iugaza.edu.ps/ar/periodical/

وفق المستجدات المعاصرة " فقو المعامالت المالية" تطوير فىاعي مد الر سىف ميحى د. حى

،جامعة الشارقةكمية الشريعة كالدراسات اإلسبلمية؛ قسـ الفقو كأصكلو ، اإلمارات العربية المتحدة

" في الكقت المعاصر مف تطوير فقو المعامالت الماليةتناكؿ البحث عرض مستمزمات " :ممخصحيث بياف ما تحتاجو عممية التطكير ىذه مف ضركرة تكفر كؿ مف : مبررات التطكير المتمثمة بالمتغيرات الخمسة )الزماف كالمكاف كحاؿ المكمؼ كالمصمحة كالعرؼ( ، كالعنصر المطكر المتمثؿ

مالية ، كأداة التطكير المتمثمة بالمنيج البحثي بالفقيو ، كالعنصر المطكر المتمثؿ بفقو المعامبلت الالفقيي ، كالبيئة التطكيرية التي يطبؽ فييا الشيء المطكر؛ كتتمثؿ بالبيئة أك السكؽ التجارية. كبالتالي يمكف القكؿ: إف مستمزمات تطكير " فقو المعامبلت المالية " تكمف في تكفر العناصر الخمسة اآلتية :

.مطكر ، كأداة التطكير ، كالبيئةكالمطكر ، كال المبررات ،The development of the jurisprudence of financial

transactions in accordance with the contemporary

developments Abstract: This research presents contemporary requirements to the

development of Islamic transactional law. It deals with the topic from

different points reflecting:(1)the variables of time, place, man, interest and

custom; (2)the qualified jurist who can develop the notions; (3) the subject of

development which is the law of transactions in Islam; (4) the development

tool which can be seen in the adopted legal research methodology; and (5)the

environment wherein the development project applies, namely the business

environment or the commercial market. Thus we can say that the

development requirements of transactional legal thought could be concluded

in availability of five integrated factors: the incentives, the qualified jurist,

the subject of development, the development instrument and the

environment.

المقدمةالحمد هلل رب العالميف ، كالصبلة كالسبلـ عمى المبعكث رحمة لمعالميف، سيدنا محمد ، كعمى

آلو كصحبو كمف كااله ،كبعد:إثراء الفقو اإلسبلمي ب فمقد ساىمت جيكد الفقياء في عصر ظيكر األئمة األربعة كما تبلىا

ـ ، األمر الذم أضفى عمى فقييـ صفة بدراساتيـ الفقيية لممسائؿ الفقيية التي استجدت في عصرىالمركنة ، كساىـ بالتالي في إيجاد مذاىب فقيية متعددة ، كاف ليا الفضؿ في تطكير الفقو ، بسبب مناىجيا الفقيية المبلئمة لدراسة كاقع عصرىا. كاستمر ذلؾ حتى المنتصؼ األكؿ مف القرف السابع

جاؿ، ثـ جاء بعد ذلؾ عصر الجمكد كالتأخر لميجرة ، عمى ما ذكره المتخصصكف في ىذا الم

د. حسن الرفاعي

87

. كمع بداية القرف الرابع عشر لميجرة ، بدأاالقرف الثالث عشر لميجرة تقريبن ،كالذم استمر حتى نيايةصدارىا عمى شاكمة القكانيف عصر النيضة الحالية ، حيث اتسـ بتقنيف أحكاـ الفقو اإلسبلمي كا

، كالتي تـ تشريعيا في م المتعمقة بفقو المعامالت الماليةتقنين األحكاالكضعية،ككاف مف أىميا شعباف 21ككضعت مكضع التنفيذ في مجمة األحكام العدلية"،" مسمىعيد الدكلة العثمانية تحت

يغيرىا التي ، ك ضبط نصكص األحكاـ ، كمف أىميالما لذلؾ مف إيجابيات ؛ىػ 1293لسنة ، حتى إف القضية الكاحدة يحكـ فييا القاضي اليكـ اعتمادنا عمى بعض التأكيبلت المفتكف كالقضاة

باإلباحة ، كغدنا بالمنع، كيجد في النصكص فسحة تسكغ لو الكصكؿ إلى ما بيد الطالب لئلباحة أك تراجم ستة من فقياء العالم اإلسالمي في القرن الرابع عشر وآثارىم -1 [ الطالب لممنع "

. ]200 - الفقييةلكف تطبيؽ القكانيف الفقيية التي تـ تشريعيا ، كما نتج عنيا مف سمبيات في أجزاء منيا ، كظيكر

الدعكات مف جديد إلى التعصب لممذاىب الفقيية السائدة ،أك إلى تطكيرىا مف خبلؿ نظرة الدائرة ظيور ، أدل إلى الفقيية الضيقة المنادية بحصر التطكير بالمذىب الفقيي الذم يمتزمو المنادم بو

بشكؿ عاـ كفقو المعامبلت المالية بشكؿ الدعوات المتقابمة المتمثمة بضرورة تطوير الفقو المعاصربرة عند انطالقا من ساحة الفقو الكمية المتمثمة بجعل المذاىب الفقيية اإلسالمية المعتخاص ،

الكبير . الواحد الفقيي أىل السنة بمنزلة المذىب أىمية البحث -

: ف أىمية ىذا البحث تكمف في اآلتييمكف القكؿ بأكتغير األعراؼ كتبدؿ المصالح بتجدد البيئات كمركر األزمنةيككف تجدد المسائؿ الفقيية إف -

، األمر الذم ، كىك ما اشتيرت تسميتو بفقو المستجدات أك النكازؿكتحكؿ أحكاؿ المكمفيف .ضكء الفقو اإلسبلمييستدعي متابعتيا لدراسة أحكاميا عمى

جميع أبكاب الفقو، سكاءن ا، يجد أنيا عمت تقريبن ية المعاصرة مستجدات الفقياظر في النإف ال -لكف الجانب األكبر مف ىذا التطكر جاء في ، أكاف ذلؾ في فقو العبادات أك في فقو المعامبلت

.األمر الذم يستدعي اإلضاءة عميو فقو المعامبلت المالية حصرنا ،بكؿ ة المتعمق يةفقيالتمؾ المستجدات المرتبطة بفقو المعامبلت المالية مستجداتالمف أىـ لعؿ -

) أحكاـ سكؽ األكراؽ الماليةك شركات التأميف اإلسبلمية ك المصارؼ اإلسبلمية معامبلت مفتو مف بما تضمنكالمؤسسات الكقفية التجارة اإللكتركنيةك البكرصة(تداكؿ األسيـ كالسندات في

؛ أىميا الصكر المعاصرة ألشكاؿ الكقؼ كالصيغ المعاصرة لبلستثمار الكقفي مستجدة عناصر

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

87

الصكر المعاصرة لمشركات التي تحدثت عنيا قكانيف التجارة ، كاألحكاـ المرتبطة باإلضافة إلى ،األمر الذم ، ، كغيرىا باألكراؽ النقدية كاألكراؽ التجارية ) الشيكات كالسندات كالكمبياالت (

بسبب مستجداتو المعاصرة . مستمر يظير أف ىذا الفقو في تطكر يحتاج إلىالمعاصرة ر فقو المعامبلت المالية المنطمؽ مف قاعدة المستجدات يإف تطك -

لككنيا تعتبر بمنزلة المقكمات ، في فقو المعامبلت المالية حصرنا مستمزمات قاـ البحث ببيانيا عممية التطكير .التي تحتاجيا

ليذه النكازؿ، ثـ إصدار المعاصر انطبلقنا مف تمؾ المستمزمات ) المقكمات( إف دراسة الفقيو -بيف الفقيي مسيرة التكاصؿ كاستمرار الفقو اإلسبلمي تطكير، يسيـ في األحكاـ الفقيية فييا .الماضي كالحاضر

ية البحث ، مف حيث الحاجة إلى بياف ما تقدـ بيانو كاف بمنزلة العناصر التي تكضح أىم تطكير فقو المستمزمات أك المقكمات التي تحتاجيا دراسة المستجدات الفقيية ، كالمسيمة بالتالي في

المعامبلت المالية . الدراسات السابقة والجديد في الدراسة -

التراث ال يكاد يكجد كتاب فقيي أك أصكلي أك مقاصدم أك قكاعدم مف كتب ويمكف القكؿ إنبيذا المراجع المرتبطة اإلسبلمي إال كتحدث عف التجديد أك التطكير في المجاؿ الفقيي ، لكف

الكتب التي تحدثت عف تاريخ التشريع أك المدخؿ إلى الفقو ، ب تتمثؿ في الوقت المعاصر الفن الفكر السامي في تاريخ الفكر ائميا كتاب الشيخ محمد بف الحسف الحجكم الثعالبي " كلعؿ مف أك ىػ ، أربعة أجزاء( ، فقد تحدث عنو تحت عنكاف: 1345")مطبعة النيضة بتكنس سنة اإلسالمي

لى ضركرة تجديد الفقو ،حيث دعا إلى عدة أمكر،أىميا دعكتو إلى االجتياد الذم بو الحياة كا -2[ عميـ مف خبلؿ إعداد مؤلفات معاصرة تتبلءـ مع المرحمة في مختمؼ عمكـ الشريعةإصبلح الت

.] 82/ 4السامي في تاريخ الفكر اإلسالمي الفكر" كالمسمى الفقو اإلسالمي في ثوبو الجديدكاألمر نفسو فعمو الدكتكر مصطفى الزرقا في كتابو "

ا بالمدخؿ الفقيي العاـ )ثبلثة أجزاء( ، كالذم صدرت طبعتو األكلى عف دار الفكر دمشؽ سنة أيضن، فيقكؿ : تبدك اليكـ في مصر كسكرية االتجاه العصريـ ، حيث يذكر تحت عنكاف : 1945

التفاتة نحو الفقو اإلسالمي بأجمعو ، أخرل مف العالـ العربي كاإلسبلميكالعراؽ كفي ببلد . كيتابع فيقكؿ : كما يضيؽ عنو المذىب الكاحد كنظرياتو ، ففي لالستفادة من جميع مذاىبو

مذىب آخر سعة منو كعبلج ، كلـ يكجد تشريع كثرت فيو االجتيادات كاتسعت اآلراء كالتشريع

د. حسن الرفاعي

78

. كليس مف المحتـ أف يأخذ كؿ ةوىذه المذاىب كميا نسبتيا إلى الشريعة متساوياإلسبلمي . قطر مذىب أحد المجتيديف بكاممو ، بؿ يمكف أف يؤخذ مف قكاعد كؿ مذىب كأحكامو ما يرل أنو

.] 207 – 1/206الفقيي العام المدخل -3 [ األليؽ بالمصالح الزمنيةفي التشريع " تاريخ التشريع اإلسالمي : كسار عمى الطريقة نفسيا الشيخ مناع القطاف في كتابو

ىػ ، فقد تناكؿ في 1413الصادر في طبعتو األكلى عف مكتبة المعارؼ ، الرياض ، سنة والفقو "الفقو اإلسالمي (،الذم جعمو تحت عنكاف: ىػ 1417)في الطبعة الثانية سنة الفصؿ الخامس منو

ت اإلصبلحية ، ، معالـ التجديد مف حيث بركز الدعكابين واقعو المعاصر ومحاوالت التجديد فيوكالنداءات المتضمنة إلعادة صياغة الفقو بما يتبلءـ مع الكاقع المعاصر ، كتمؾ الداعية إلى إنشاء لى إعماؿ لى إيجاد مكسكعات فقيية عمى صعيد العالـ العربي كاإلسبلمي ، كا المجامع الفقيية ، كا

لتشريع اإلسالمي: في التشريع اريخ ات -4[االجتياد الجماعي في دراسة المسائؿ المستجدة كغيرىا .] 423 - 402والفقو

البحث بعضيا ، ىذا في مفردات عنكانيا ، كتضمف "التجديد"حممت مصطمح كىناؾ بحكث أخرل ، ولم تتناول جزءا بعينو منو بالتخصيص . عن الفقو بشكل عاملكنيا تحدثت

، فإنو جاء ليضيء عمى ىذا الجانب مف باب استمرار الدعكات لتطكير الفقو انطبلقنا ىذا البحثأما فقو المعامالت "تطوير مستمزماتاقتصر عمى عرض ما لو ارتباط بمف ساحتو الكمية ، لكنو

، ألف جانبنا ميمنا مف التطكير مرتبط بفقو المعامبلت المالية بمؤسساتو المختمفة النقدية "الماليةكما تتضمنو مف حيث األسيـ البكرصة( –)سكؽ األكراؽ المالية ةمصرفية كالتأمينية كالماليكال

، كبركز الشركات المعاصرة مف كالمؤسسات السكقية األخرلكالسندات كالصككؾ إصدارنا كتداكالن ، .منيما، باإلضافة إلى أمكر أخرل شركات أمكاؿ كأعماؿ كما يتفرع عف كؿ كاحدة

حث إشكالية الب -تحتاج إلى ، المعامالت المالية في الوقت المعاصر" تطوير فقو "ىناؾ عدة مستمزمات يقـك عمييا

كلذلؾ يمكف القكؿ إنو جاء ليدرس اإلشكالية ، ليابياف كمناقشة كعرض قاـ ىذا البحث بالتصدم ؟!!!." في الوقت المعاصر تطوير فقو المعامالت الماليةمستمزمات "مدى إمكانية معرفة اآلتية :

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

78

البحثخطة -تطوير فقو "في مقدمة كمبحثيف كخاتمة ، حيث تضمف المبحث األكؿ عرض الخطة تجاء

، ثـ تناكؿ في المبحث الثاني كالنطاؽ كالمعيقاتمف حيث المفيـك كالمشركعية " المعامالت المالية، كانتيى بالخاتمة التي تضمنت في الكقت المعاصر "عامبلت الماليةفقو الم" تطكير مستمزماتأىم

النتائج كالتكصيات . منيج البحث -

كالتحميمي ، كالذم يقـك عمى تتبع مستمزمات تطكير فقو عمى المنيج االستقرائي ا البحثىذ اعتمدالمعامبلت المالية في بعض الكتب التي تعتبر مراجع ليذا العمـ كما يحتاج مف كتب المدخؿ لدراسة الفقو أك كتب تاريخ التشريع ككتب أصكؿ الفقو كالكتب التي تحدثت عف تجديد الفقو أك تطكيره ،

ر الميدانية المكجكدة في أرض الكاقع كالمرتبطة بيذا الفقو ، كذلؾ باإلضافة إلى استقراء العناصثـ التكصؿ إلى عرضيا لممشتغميف بفقو المعامبلت المالية استقراء تمك المستمزمات وتحميميابيدؼ

في الكقت المعاصر ، لما لتمؾ المستمزمات مف دكر في دراسة المستجدات بالشكؿ األمثؿ . البحث فكانت تقـك عمى اآلتي :فكار أأما طريقتي في عرض بعض عمى -ات أك بمقكمات التطكيرالمرتبطة بمستمزمالفكرة عرض خبلؿ - أعتمد في البداية -

المصادر األصكلية التي تناكلت بحديثيا تغيير األحكاـ بشكؿ عاـ ، باإلضافة إلى المرتكزات بما أسميتو في ىذا البحث بالمتغيرات التي تقـك عمييا عممية التغيير أك التطكير كالمتمثمة

)تغير الزماف كالمكاف كالعرؼ كحاؿ المكمؼ كالمصمحة( .كالسبب في ذلؾ أف تمؾ الخمس بشكؿ عاـ ، كفقو لتأصيل فكرة تطوير الفقوالمصادر تعتبر بمنزلة الدراسات الرئيسة الخادمة

شكؿ أخص. المعامبلت بشكؿ خاص ، كفقو المعامبلت المالية المعاصرة ببكتب المدخؿ لدراسة الفقو اإلسبلمي ، لككنيا عركفةالمراجع المبعض ثـ أعتمد بعد ذلؾ عمى -

التي تطرقت إلى مكضكع التطكير في باب الفقو عامة كفقو تعتبر مف أكائؿ الدراسات المعاصرة المعامبلت المالية خاصة .

؛ سكاءن منيا ما جاء تحت عناكيف المراجع الفقيية المعاصرة بعض عمى بعد ذلؾ أعتمد -أحتاجو التطكير أك التجديد الفقيي أك ما جاء تحت عناكيف فقو المعامبلت المالية ألكظؼ ما

أفكار البحث . مف معمكماتيا في خدمة

د. حسن الرفاعي

78

قاتو والمع والنطاقلمشروعية : تطوير فقو المعامالت المالية : المفيوم وااألولالمبحث . مشركعيتوىذا المبحث مفيـك " تطكير فقو المعامبلت المالية " باإلضافة إلى بياف في يعرض

مفيوم " تطوير فقو المعامالت المالية"المطمب األول : يعرض فيما يمي مفردات المفيـك تكصبلن لبياف المفيـك العاـ كفؽ الترتيب اآلتي : تعريف التطوير أوال :

التطكير في المغة مصدر مشتؽ مف الفعؿ طكر . كالطكر : التارة ، تقكؿ : طكرنا بعد طكر : أم تارة بعد تارة . كالطكر: الحاؿ . كجمعو أطكار. كطكره : حكلو مف طكر إلى طكر ، كىك مشتؽ مف

ا عمى ر.كالتطكر : التغير التدريجي الذم يحدث في بنية الكائنات الحية كسمككيا ،ك الط كيطمؽ أيضنسان ل -5[التغير التدريجي الذم يحدث في تركيب المجتمع أك العبلقات كالنظـ أك القيـ السائدة فيو

. ] 570 –المعجم الوسيط ، 2717/ 29العرب " فقو المعامالت الماليةثانيا : تعريف "

مف بيف األفراد المالي التعامؿالعبلقات التي تنظـ ) فقو المعامبلت المالية ( ىذا الفقويتناكؿ ، كيتمثؿ بمباحث البيكع كاإليجار كالرىف كالكفالة كالككالة كالمزارعة كغيرىا خبلؿ العقكد كااللتزامات

المعامالت المدنية والتجارية في فقو -6 [مف العقكد كالشركات التي تحدث عنيا الفقو اإلسبلميكلذلؾ .]33-32عمم أصول الفقو ، 20دراسة مقارنة فقو المعامالت ،، 31الشريعة اإلسالمية

مف بيع كىي تشمؿ المعاكضات األحكاـ الشرعية المنظمة لتعامؿ الناس في األمكاؿ، عرؼ بأنو :جارة ، كالتبرعات مف ىبة ككقؼ ككصية، كاإلسقاطات كاإلبراء مف الديف،كالمشاركات،كالتكثيقات كا

. ]10ت المالية المعاصرة في الفقو اإلسالمي معامالال - 7[مف رىف ككفالة كحكالة التنظيـ في مجاؿ المعاكضات كالتبرعات كالمشاركات كالتكثيقات . )التعريؼ(ببيانو لمفرداتكيتميز " تطوير فقو المعامالت المالية " مفيوم : ثالثا

، فاستعماؿ أحدىما يعبر عف اآلخر ال يكجد فرؽ بيف مصطمحي التطكير كالتجديد في ىذا البحث ،كالكتابات التي تناكلت ىذا المكضكع استعممت المصطمحيف مع بعضيما ، كربما غمب استعماؿ

، كالباحث فضؿ الشريؼ مصطمح التجديد عمى مصطمح التطكير بسبب كركد أصمو في الحديثالتعاطي مع فقو المعامبلت المالية أسمكب إلىمفت النظر لاستعماؿ مصطمح التطكير عمى التجديد

، ألنو ال يقصر التطكير عمى الحكـ )بمعنى تغيير الحكـ لكجكد مقتضى( ، بؿ يتعدل المعاصرة ذلؾ إلى األساليب كالمنيج الذم يحتاجو دراسة حكـ المستجد )النازلة( المعاصر .

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

78

أبك ىريرة رضي اهلل عنو عف الحديث الذم ركاه الشرعيمفيوم تطوير الدين أو تجديده مستنده و إن اهلل يبعث ليذه األمة عمى رأس كل مائة سنة من يجدد ليا رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ: "

. كقاؿ السيكطي اتفؽ الحفاظ عمى تصحيحو ؛ كمف ] 4291: 469سنن أبي داود ، -8 [ "دينياالفضؿ العراقي كابف حجر ، كمف المتقدميف : الحاكـ في المستدرؾ المتأخريف : أبك نص عمى صحتو مفعون المعبود عمى شرح سنن أبي داود وبيامشو شرح الحافظ ابن القيم -9[كالبييقي في المدخؿ

11 /396 [. كثر ، كيف السنة مف البدعة يبي مف يبعث ليذه األمة الحديث: دينيا " في ليا يجدد "كمعنى

سر أىؿ البدعة كيذليـ . كمعنى التجديد كما ذكره العمقمي في شرحو : ك، كينصر أىمو ، كيالعمـماتة ما ظير مف البدع قتضاىما مإحياء ما اندرس مف العمؿ بالكتاب كالسنة كاألمر ب ، كا

.] 386 / 11 -9 [كالمحدثات أدرجيا ضمف ثبلثة محاكر :ك كالمعاصريف، عدة تعريفات لمتجديد لمقدامى باحثكتتبع

:إحياء ما انطمس كاندرس مف معالـ السنف ، كنشرىا بيف الناس ، كحمؿ الناس عمى المحور األول- العمؿ بيا .

عبلف الحرب عمييـ، كتنقية اإلسبلـ مما عمؽ المحور الثاني- :قمع البدع كالمحدثات كتعرية أىميا كا إلى ما كاف عميو زمف الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ كصحابتو الكراـ. عميو ،كالعكدة بو

عمى ما يجد مف كقائع كأحداث، كمعالجتيا معالجة نابعة :تنزيؿ األحكاـ الشرعية المحور الثالث- مف ىدم الكحي .

منو ، وتخميصو ين يعني إحياء وبعث ما اندرستجديد الد ثـ خمص إلى التعريؼ الجامع اآلتي : التجديد في الفكر اإلسالمي -10[ من البدع والمحدثات ، وتنزيمو عمى واقع الحياة ومستجداتيا

كالعقدية كالفقيية لمتجديد ، ذلؾ ألف تعريؼ كتظير في ىذا التعريؼ األبعاد الحديثية . ]19 - 16أم مصطمح يتأثر بخمفية المعرؼ ، كلذلؾ كجدت تمؾ المحاكر لمتعريؼ التي تدكر حكؿ خمفية ف كاف تعريؼ عمماء الحديث كالعقيدة كالفقو ، ككؿ منيـ انطمؽ مف خمفيتو في تعريؼ التجديد ، كا

.ة ، لككنو ينطمؽ مف البعد الفقييمع الدراسالمحكر الثالث ىك التعريؼ الذم يتبلءـ ، فميس معناه تبديؿ أحكامو أك تغييرىا، تطوير " فقو المعامالت المالية "كبالنسبة لتعريؼ مصطمح

نما معناه التصدم إلعادة دراسة حكـ فقيي مطبؽ في باب المعامبلت المالية ، ترتب عمى " كا ، ككذلؾ التصدم أك كجكد ما يستدعي ذلؾ قة أك مضايقةتطبيقو إيقاع الناس في حرج شديد أك مش

، أك "لدراسة ما استجد مف مسائؿ في ىذا الباب بيدؼ دراسة أحكاميا مع االلتزاـ بمصادر التشريعمسايرة تغير أحكاؿ المعامبلت المالية لمناس بتغير الزماف كالمكاف كاألحكاؿ كالعرؼ كالمصمحة " ىك

د. حسن الرفاعي

78

-11 [ "مع الزمف بيدؼ استنباط أحكاميا في حدكد أصكؿ كمبادئ الشريعة، في إطار التحرؾ . ] 215آفاقو وتطوره :الفقو اإلسالمي

ا فقييا سابقنا ترتب عمى تطبيقو إيقاع المطب : فتطكير فقو المعامبلت إذف يتناكؿ إما كعميو ؽ لو حكمنإعماالن لمبدأ رفع الحرج في اإلسبلـ ، في حرج شديد أك مشقة شديدة ، فيككف التطكير مطمكبنا

ا " المشقة تجمب التيسير ، ] 17 مجمة األحكام العدلية ، المادة - 12 [ "كلمقاعدة الشرعية أيضنا ، ككذلؾ إذا كاف الحكـ الفقيي مجافينا لمقتضى المصمحة كالكاقع ، ككانت المصمحة معتبرة شرعن

فيككف أك النفس ، في حفظ الديف أك العقؿ أك العرض أك الماؿ، لككنيا تراعي مقصكد الشرعاليسر كالسماحة الذم مبدأ التجديد أك التطكير سائغنا ، إعماالن لمقتضى المصمحة ، كعمبلن بمقتضى

قاـ عميو التشريع . كذلؾ يتناكؿ التطكير دراسة المسألة الفقيية المستجدة في باب المعامبلت ، .] 168 – 167التجديد في الفقو اإلسالمي - 13[ ص أك اجتياد متعد كالتي ليس فييا ن " فقو المعامالت المالية" تطوير مشروعيتو: المطمب الثاني

كبعرضػػيا يعػػرؼ ، الفقيػػاء عرضػػيافقػػو المعػػامبلت الماليػػة جػػزء مػػف الفقػػو اإلسػػبلمي ، كىنػػاؾ مسػػألة األحكػاـ جيػة مػف بػاتث اإلسبلمي بال الفقو يتصؼي ىؿ: كىي حكـ " تطكير فقو المعامبلت المالية " ،

بالمركنة مف جية إمكانية تعديميا أك تطكيرىػا أك المكىمفيف بأفعاؿ المتعمقىة الفرعية االجتيادية الشرعية الفقيػػاء اعتبػػره مػػا ضػػمف كالمندرجػػة الكاحػػدة، الفقييػػة لممسػػألة الشػػرعي الحكػػـ ىػػؿ: آخػػر كبمعنػػى ؟ أف أك المكمػؼ، اإلنساف كأحكاؿ كاألمكنة األزمنة جميع في بالثبات يتصؼ ،"الفرعية الفقيية المسائؿ"

.كآخر؟ مكمؼ بيف أك كآخر، مكافو كبيفأ كآخر، زمفو بيف يختمؼ الحكـ ىذا اآلتي : بياف خبلؿ تظير اإلجابة مف

من الفقو أن"مشيكرة كىي مسألة : تكجد ير بعض فقيو دور الفقيو في تغيير أو تطو أوال : - بنسبتيا الفقيية المذاىب إلثباتيا ، مف حيث اشتيار كبير عناء إلى تحتاج الو " : الفقيو وضع يكسؼ أبي أمثاؿ مف تبلميذه كطكره حنيفة، أبك اإلماـ أسسو الحنفية فمذىب مؤسسييا، إلى

الفقيية، المذاىب لبقية بالنسبة نفسو كاألمر. بعدىـ مف المذىب مجتيدك ثـ كزفر، كمحمد اندثرت ممف كغيرىـ أحمد، اإلماـ كمذىب الشافعي اإلماـ كمذىب مالؾ اإلماـ كمذىب .األكزاعي اإلماـ كمذىب مذاىبيـ؛

كالتػػي التشػػريع؛ بمصػػادر تتمثػػؿ ،أك يطػػكره فقيػػو يضػػع عنػػدما الفقيػػو عمييػػا يعتمػػد أصػػكالن ىنػػاؾ لكػػف المصػػمحةباإلضػػافة إلػػى ،كالقيػػاس كاإلجمػػاع الشػػريفة النبكيػػة كالسػػنة الكػػريـ القػػرآف طميعتيػػا فػػي يػػأتي

إلػى العػكدة خػبلؿ مػف شػرعي نػص عمى إما يعتمد الفقيو أف يعني كىذا كغيرىا، كاالستحساف المرسمة

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

78

ما الشريفة كاإلجماع، كالسنة الكريـ القرآف خبلؿ مسائؿ، مف استجد ما دراسة في عقمو إعماؿ عمى كا عمػاؿ. يدرسػيا التػي الفقييػة لممسائؿ الشرعية األحكاـ إصداره االعتمػاد خػبلؿ مػف يػتـ لعقمػو الفقيػو كا تمػؾ كأىػـ الشػرعي، الحكػـ إلػى الكصػكؿ فػي الفقيػو عقػؿ تسعؼ أدكات مف األصكليكف ابتكره ما عمى

.كالعرؼ كاالستحساف المرسمة كالمصمحة القياس األدكات أجػؿ، إلػى برأم يقكؿ كاف فقييان أف عمى الدالة مميئنا باألمثمة الفقياء تاريخ نرل أف ذلؾ بعد غرابة كال فػػي مػػذىباف لػػو اشػػتير الػػذم الشػػافعي كاإلمػػاـ الػػرأم، ىػػذا ضػػعؼ عنػػده تػػرجح أف بعػػد عنػػو يرجػػع ثػػـ

عمػػى أممػػى العػػراؽ فػػي أقػػاـ فعنػػدما مػػثبل، كػػالنككم مؤلفػػاتيـ فػػي أتباعػػو تناكليػػا التػػي المسػػائؿ بعػػض فيػو رجػع الػذم الجديػد مذىبػو تبلميػذه عمػى أممػى مصػر إلػى انتقػؿ كعنػدما معينػة، فقييػة آراءن تبلميذه

كالمزنػػي البػػكيطي رأسػػيـ كعمػػى المصػػريكف، تبلميػػذه عنػػو كركاه القػػديـ، المػػذىب مسػػائؿ مػػف كثيػػر عػػف بػػالقكؿ أصػػحابو كتػػب فػػي عنػػو ريعبػػ قػػديـ مػػذىب: مػػذىباف لمشػػافعي كػػاف ىنػػا كمػػف المػػرادم، كالربيػػعالمدخل في التعريف بالفقو اإلسالالمي وقواعالد - 14 [ الجديػد بالقكؿ عنو يعبر جديد، كآخر القديـ،

.]195 -194الممكية والعقود فيو إف القاعدة الفقيية تػنص عمػى اآلتػي : ال ينكػر دور تغير الزمان في تغير أو تطور الحكم : ثانيا : -

: كىػذا يعنػي أف الفقيػو يقػـك بتطػكير فقيػو كممػا ] 39المالادة - 12 [تغير األحكاـ بتغيػر األزمػافيتغيػػر العػػرؼ أك تتبػػدؿ يفسػػد الزمػػاف أك تتطػػكر كسػػائؿ الحيػػاة ، أك دعػػت الضػػركرة إلػػى ذلػػؾ ، كػػأف

. ] 101 – 100 – 99مرونة الفقو اإلسالمي - 15 [ المصمحة ن ما تطالور عكامؿ تغير الزماف نكعاف : وا ، كبالتػالي يكػكف تغيػر الزمػاف المكجػب لتبػديؿ إما فساد وا

األحكاـ الفقييػة االجتياديػة ناشػئنا عػف فسػاد األخػبلؽ كفقػداف الػكرع كضػعؼ الػكازع ممػا يسػمكنو فسػاد الزمػػػاف ، كقػػػد يكػػػكف ناشػػػئنا عػػػف حػػػدكث أكضػػػاع تنظيميػػػة ككسػػػائؿ زمنيػػػة جديػػػدة مػػػف أكامػػػر قانكنيػػػة

رية كأساليب اقتصادية كنحكىا .مصمحية كترتيبات إداتطالالالور الوسالالالائل واألوضالالالاع أو تطالالالور عػػػف ئةناشػػػالاألحكػػػاـ االجتياديػػػة (تغييػػػر) كمػػػف أمثمػػػة تطػػػكير، انعقػػػاد عقػػػد البيػػع بكسػػػائؿ االتصػػػاؿ الحديثػػػة ، كيػػأتي فػػػي طميعتيػػػا انعقػػػاده بالبريػػػد أسالالالاليب الحيالالالاة

تبػػػادؿ النقػػػدم فػػػي المعػػػامبلت الماليػػػة مكػػػاف اإللكتركنػػػي ، كصػػػحة إحػػػبلؿ النقػػػكد الكرقيػػػة ككسػػػيمة لممكػػاف الػػكرؽ النقػػدم فػػي ةالػػدينار الػػذىبي كالػػدرىـ الفضػػي ، كصػػحة اعتمػػاد كسػػائؿ الػػدفع اإللكتركنيػػ

كغيرىػا مػف ،كحصكؿ تسميـ العقار بالتسػجيؿ فػي السػجؿ العقػارم مكػاف التخميػة ،المبادالت التجارية - 16 [ الحػػالي الزمػػاف أسػػاليب الحيػػاة االقتصػػادية كالتنظيميػػة فػػي األحكػػاـ التػػي تبػػدلت بفعػػؿ تطػػكر

.] 60سبل االستفادة من النوازل والفتاوى والعمل الفقيي في التطبيقات المعاصرة

د. حسن الرفاعي

78

كممة فقياء المذاىب عمى أف األحكاـ التي تتبدؿ بتبدؿ الزماف كأخبلؽ الناس ىي كلقد اتفقت كمصمحية كعرفية؛ أم التي بيدلت بناءن عمى القياس أك دكاعي األحكاـ االجتيادية مف قياسية

. ]1/924 -3 [المصمحة أك العرؼعف ضركرة اعتبار يتحدث القرافي : دور تغير العرف في تغير أو تطور الحكمثالثنا : -

مىى مىى ىىذىا القىانيكفى تيرىاعىى الفىتىاكىل عى العرؼ في إصدار األحكاـ ، كيعتبر ذلؾ قانكننا، إذ يقكؿ : كىعىمىى المى يمىا سىقىطى أىسقطوي ، كىالى تىجميد عى مى ددى في العيرؼ اعتىبرهي ، كى ا تىجى يمى في سطيكر طيكؿ األىياـ ، فىمى

مىى عيرؼ بىمى ير أىىؿ إقميمؾ يىستىفتيؾ ، الى تىجره عى ؿه مف غى اءىؾ رىجي دؾ الكيتيب طيكؿى عيمرؾ ، بىؿ إذىا جىر في كيتيبؾ مىيو ، كىأىفتو بو ديكفى عيرؼ بىمىدؾ كىالميقىر ، فىيىذىا ىيكى ، كىاسأىلوي عىف عيرؼ بىمىده ، كىاجره عى

ت أىبىدنا نقيكالى مىى المى ميكدي عى ؽ الكىاضحي ، كىالجي اء الميسمميفى الحى مىمى قىاصد عي يؿه بمى ؿه في الديف كىجى بلى ضىمىؼ المىاضيفى .] 314/ 1كتاب الفروق - 17 [ كىالس

كىىىذىا مىحضي الفقو ، ك تطكر األحكاـ أيضان : كيقكؿ ابف القيـ بعد حديثو عف دكر العرؼ في تغير أـ كى ـ كىأىزمنىتي ـ كىعىكىائدى ؼ عيرفي مىى اختبلى نقيكؿ في الكيتيب عى د المى ر مىف أىفتىى الناسى بميجى ـ كى ـ كىأىحكىالي أىمكنىتي

ؿ ؿ كىأىضى ـ فىقىد ضى قىرىائف أىحكىالي ـ كى ـى مف جنىايىة مىف طىببى الناسى كيميي مىى الديف أىعظى كىانىت جنىايىتيوي عى ، كىمىى أى ا في كتىابو مف كيتيب الطب عى ـ بمى طىبىائعي ـ كى ـ كىأىزمنىتي ـ كىعىكىائدى دى ؼ ببلى مىى اختبلى ـ ، بىؿ عى بدىاني

مىى أىديىاف الناس كىأىبدىانيـ ىىذىا الطبيبي ر مىا عى اىؿي أىضى اىؿي كىىىذىا الميفتي الجى إعالم -18 [الجى . ] 470/ 4 الموقعين عن رب العالمين

خبلؿ حديثو عف تجديد يذكر الدكتكر القرضاكم:( التجديد بالتطوير )رابعا: الفقو أولى من غيره ذا كان تجديد الدين مشروعا بصفة عامة )تطكير( الديف ، فيقكؿ : " فإن الفقو أولى جوانب ، وا

، ألنو الجانب العممي المرف المتحرؾ الذم يطمب منو مكاجية كؿ طريؼ كجديد الدين بالتجديدوفقو المعامالت .] 24لة والتجديد الفقو اإلسالمي بين األصا - 19 [بالحكـ كالفتكل كالبياف "

، ألنو مف أكثرىا تطبيقنا في أرض الكاقع ، حيث المالية يعتبر من أكثر أبواب الفقو أولوية لمتطويريظير بقكة مقارنة مع أبكاب الفقو األخرل ، تغير الزماف كالمكاف كالمصمحة كحاؿ المكمؼ كالعرؼ

المؤثرة في إصدار الحكـ الفقيي .كالتي تعتبر بمنزلة المتغيرات المستقمة أن األصل ، كىي مشروعية تطوير فقو المعامالت المالية "" تخدـكلعمو مف المناسب بياف مسألة

كط كعقكد في فقو المعامبلت يدرج ، فما يستجد مف شر في المعامالت من عقود وشروط اإلباحة كاألصؿ فييا اإلباحة ال الحظر ، كذلؾ بخبلؼ فقو العبادات . كفي ذلؾ ضمف تطكير ىذا الفقو ،

دينيـ كعادات ف تصرفات العباد مف األقكاؿ كاألفعاؿ نكعاف : عبادات يصمح بيايقكؿ ابف تيمية : إيحتاجكف إلييا في دنياىـ ، فباستقراء أصكؿ الشريعة نعمـ أف العبادات التي أكجبيا اهلل أك أحبيا ال

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

78

، يثبت األمر بيا إال بالشرع . كأما العادات فيي ما اعتاده الناس في دنياىـ مما يحتاجكف إليوكليذا كاف أحمد كغيره .و كتعالى فبل يحظر منو إال ما حظره اهلل سبحان ،كاألصؿ فيو عدـ الحظر

مف فقياء أىؿ الحديث يقكلكف : إف األصؿ في العبادات التكقيؼ فبل يشرع منيا إال ما شرعو اهلل وع ممج -20 [اهلل سبحانو كتعالى كالعادات األصؿ فييا العفك فبل يحظر منيا إال ما حرمو ،تعالى

.[ 13-12/ 29الفتاوى ، مشالروعية تطالوير الفقالو إجمالاال وفقالو المعالامالت الماليالة خاصالةعمػى كػاؼ دليػؿ كفي الذم تقػدـ

ف كاف ىناؾ أدلة أخرل ال تسمح مساحة البحث ببيانيػا إف الفقييػة المػذاىب ف أمػع اإلشػارة إلػى . كا تطػػكير خػػبلؿ مػػف عميػػو، تطبػػؽ الػػذم المكمػػؼ كحػػاؿ البيئػػة ككػػذلؾ فيػػو، تطبػػؽ الػػذم الػػزمف تكاكػػب لػػـ

ػػاؿ مػػع تبلءـبالشػػكؿ الػػذم يػػأحكاميػػا تحكػػـ ،مػػع االلتػػزاـ بمصػػادر التشػػريع كبيئتػػو كزمنػػو المكمػػؼ حى .كتطبيقيا إلييا التحاكـ عف الناس كيتخمى بالعىزؿ، نفسيا عمى

المطمب الثالث : نطاق " تطوير فقو المعامالت المالية"كؿ شيء يدخؿ السكؽ قابؿ نو مف حيث األصؿ إميداف فقو المعامبلت المالية السكؽ ، كلذلؾ ف

كلذلؾ .ىذا الفقو مثؿ الحاضنة أك البيئة التي تجرم فييا عممية تطكيرتلمتطكير ، ألف السكؽ يمكف القكؿ إف السكؽ يمثؿ مفتاح التطكير . كقد تتميز سكؽ عف أخرل في معامبلتيا المالية ،

د يككف إلحداىما عرؼ ليس مكجكدنا في األخرل ، كقد فتككف إحداىما متطكرة أكثر مف األخرل ، كقتعتمد إحداىما كسائؿ التجارة اإللكتركنية في إجراء عقكدىا ، بينما ال تككف تمؾ الكسائؿ مكجكدة في

سكؽ أخرل ؛ بسبب بساطتيا .العقكد الثبات أك عدـ التطكير ، إنما يدخؿ التطكير في كسائؿ إجرائيا طبيعة أك ماىية األصؿ في ك

ذا .كسائؿ انعقاده تختمؼ بيف عصر كآخر ، فعقد البيع كاضح كثابت ، لكف أمثمة أريد إعطاءكا فيمكف أف يتـ ذلؾ مف خبلؿ اآلتي :عف نطاؽ التطكير عمى صعيد فقو المعامبلت المالية ،

نظرية العقكد المركبة ؛ كالمرابحة لآلمر بالشراء ، ببلؿ ما عرؼ مف خ عقود قائمةتطكير -، فقد كالمشاركة المنتيية بالتمميؾ كاإلجارة المنتيية بالتمميؾكاالستصناع المكازم كالسمـ المكازم

تـ تطكير تطبيؽ عقكد المرابحة كاالستصناع كالسمـ كالمشاركة كاإلجارة بما يخدـ طبيعة المعاصرة المطبقة في المصارؼ اإلسبلمية ، كالتي ال يقتصر أمر تطبيقيا المعامبلت المالية

. عمييا

د. حسن الرفاعي

77

؛ مف خبلؿ اعتماد الكسائؿ اإللكتركنية في التجارة اإللكتركنية صعيد الوسائلعمى تطكير -في تسديد أثماف عكض النقكد الكرقية لمتعبير عف اإليجاب كالقبكؿ ، كاعتماد النقكد اإللكتركنية

السمع كالخدمات في األسكاؽ مف خبلؿ البطاقات اإللكتركنية التي تصدرىا المصارؼ. ، كما لتجارماالسـ ا ك براءة االختراع كؽ التأليؼ ك كحق؛ ماليةالحقوق صعيد العمى تطكير -

. ايرتبط بمشركعية إجراء التصرفات المالية عمييسكؽ مصرفية كتأمينية ؛ كك مالية ؿ إيجاد مؤسسات ؛ مف خبل مؤسساتصعيد العمى تطكير -

مؤسسات المصارؼ اإلسبلمية كشركات التأميف األكراؽ المالية اإلسبلمية)البكرصات( ك ا أف تمؾ المؤسسات تطبؽ فقو المعامبلت المالية اإلسبلمي . ، عممن

، مف حيث قيامو ببياف تمؾ كانت أمثمة عف نطاؽ تطكير فقو المعامبلت المالية في أرض الكقع التي تتـ مف خبلؿ أحكام التصرفات المالية، كذلؾ قيامو ببياف لتطوير العقود القائمةالحكـ الفقيي

الكسائؿ المعاصرة النعقاد العقد ، باإلضافة إلى بياف حكـ التصرفات المالية التي يككف مكضكعيا كاألمر نفسو االختراع ، االسـ التجارم ( . جزء مف الحقكؽ المالية المعاصرة ) حؽ التأليؼ ، براءة

بالنسبة لبياف حكـ إيجاد مؤسسات جديدة مف خبلؿ بياف مدل مشركعيتيا كمشركعية تصرفاتيا المالية .

" تطوير فقو المعامالت المالية" المطمب الرابع : معوقات ـ لكي يككف ىناؾ تطكير ألم شيء ال بد مف تكفر مقكماتو أك مستمزماتو التي يحتاجيا كي تت

عممية التطكير بيسر كسيكلة ، فإف لـ يتيسر ذلؾ ؛ كمو أك بعضو ، كاف ذلؾ بمنزلة المعكقات التي يا مستمزمات ، فإف ل كير فقو المعامبلتتعترض عممية التطكير . كاألمر نفسو يجرم عمى عممية تط

تحتاجيا ، فإف لـ يتيسر كجكدىا كاف ذلؾ بمنزلة المعكقات ليا .، بؿ ىي مكجكدة ، لكف بمستكيات مختمفة ، المستمزمات غير موجودةكال يمكف القكؿ إف تمؾ

كفي بعض الببلد اإلسبلمية دكف البعض اآلخر ، أك ربما ىي مكجكدة في البعض اآلخر عمى ليا ، ككجكدىا في ىذه الببلد بيذا الشكؿ يعتبر مف المعكقات ، كال يعطي ليا مساؽ معيف مرسـك

حيكيتيا المطمكبة كالمسيمة في تطكير فقو المعامبلت المالية كفؽ الشكؿ األمثؿ . كال يستطيع ىذا البحث اإللماـ بجميع المعكقات التي تعترض عممية تطكير فقو المعامبلت المالية ،

لكنو يفترض أنو ال تكجد معكقات داخمية عمى صعيد المطكر الفقيي )الباحث الفقيي( ؛ مف حيث مبنا عمى عممية يتناكؿ المعكقات الخارجية المؤثرة سك تكفر شركط صبلحيتو لمقياـ بيذا األمر ،

، كيتمثؿ أىميا باآلتي : بسبب كجكد بعضيا في أرض الكاقع التطكير

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

77

في بعض الفقيي الماليأك ندرة كجكدىا عمى صعيد البحث " الفقيية البحثيةالحرية " غياب - . الدكؿ

المالية ، الدراسات الفقيية التي تقـك بإعداد " السماح لجزء من الطاقات الفقيية المؤىمة" عدـ -بيدؼ تقديميا إلى بعض المؤتمرات كالندكات كالمجبلت ، بسبب حصر التعاكف الفقيي مع

أشخاص بأعيانيـ ، أك مع تكجو فقيي بعينو .ضمف في مساحة محددة البحث العممي حصرمف خبلؿ " البحث العممي الموجو" كجكد -

ع مف بحثو في نطاؽ المعامبلت المالية ؛ مف خبلؿ بياف المسمكح ببحثو كالممنك عناكيف عريضة كالمفاىيـ المرتبطة بالماؿ .

الييئات البحثية قسـ مف في ىيئات الفتكل كالتشريع بعض عمى " اتجاه فقيي معين" سيطرة - .الفقيية المعاصرة

أك ندرتيا ، كالمرتبطة بفقو " الشفافية في الحصول عمى المعمومات الميدانية "غياب - المعامبلت المالية ، كما ىك الحاؿ بالنسبة لبعض المصارؼ اإلسبلمية .

" بالنسبة لبعض الدكؿ . بيئة حاضنة لفريق البحث الفقيي الماليعدـ أك ندرة كجكد " -عممية التي تحتاجيا " الدعم المالي إلعداد الدراسات الفقيية المالية" تكفر عدـ أك ندرة -

.التطكير" ليس إال ، عممنا أف ىناؾ معوقات البحث الفقيي الماليما تقدـ بيانو كاف بمثابة اإلضاءة عمى "

معكقات أخرل ال تسمح مساحة البحث بالتكسع فييا . "تطوير فقو المعامالت المالية مستمزمات ": الثانيالمبحث

: تكفر مبررات تكفر األمكر اآلتية بضرورة "الماليةتطكير فقو المعامبلت " مستمزماتتتمثؿ ر المتمثؿ بالفقيو ، كتكفر كتكفر المطك كتكفر الشيء المطكر ؛ فقو المعامبلت المالية ، التطكير ،

كالعرض اآلتي يتناكليا دكف .، كتكفر بيئة التطكير التي يعتمد عمييا إلجراء التطكير أدكات التطكير .ة ، كالذم سبؽ بيانو خبلؿ تعريفوف الشيء المطكر المتمثؿ بفقو المعامبلت الماليالحديث ع

مبررات التطوير توفر المطمب األول : كأتغير "الزماف تتمثؿ مبررات أك دكاعي التطكير بكاحد مف المتغيرات الخمسة اآلتية ، كىي

عبلقة بيف الحكـ الفقيي ككؿ كاحد مف ىناؾ، ك حاؿ المكمؼ" كأالمصمحة كأالعرؼ كأالمكاف ، كيتغير الحكـ الفقيي تبعنا لتغير كؿ كاحد منيا، كيعبر عف ذلؾ بمغة ةىذه المتغيرات الخمس

االقتصاد بكجكد متغير مستقؿ كمتغير تابع ، كالمتغير المستقؿ يتمثؿ بكاحد مف العناصر الخمسة

د. حسن الرفاعي

78

ي )الزماف كالمكاف كالعرؼ كالمصمحة كحاؿ المكمؼ( ، كالمتغير التابع يتمثؿ بالحكـ الفقيي ، كسم كيتأثر بالمتغيرات الخمسة عند إصداره .ألنو يتبع اتابعن ذا أريد أف يعطى ىذا المطمب حقو مف الشرح ، فيجب إعطاء مثاؿ عف كؿك مفرداتو مفردة مف ا

ف كاف بعضو قد مر الخمسة الكاردة في العنكاف يعبر عف التغيير أك التبدؿ الذم حصؿ فيو ، كا ا سابقنا، لكف حدكد البحث ال تسمح بذلؾ ، أضؼ إلى ذلؾ أنيا مشيكرة مف كثرة الدارسيف ليا قديمن

كحديثنا .لكف سيصار إلى إعطاء مثاؿ عاـ معاصر يكضح أغمب المفردات السابقة كدكرىا في األمكنة غيرتب تتعدد الفقييةأك اآلراء المذاىببأف (لممثاؿلو )كيميد تطكير فقو المعامبلت .

، كعندما يقـك الفقيو بكضع أحكاـ فقيية لبيئة معينة، فيذه األحكاـ قد كاألزمنة كاألعراؼ كالمصالح ال تصمح لمبيئة نفسيا بفعؿ مركر الزمف كتغير األعراؼ ، كقد ال تصمح بالضركرة لبيئة أخرل،

ا في ميداف فقو فمكؿ بيئة خصائصيا التي تستدعي كضع أحكاـ فقيية تتبلءـ معيا، خصكصنقد تختمؼ بيف بيئة كأخرل ، أك بيف زماف حكـبنى عمييا الي، ألف العكامؿ التي المالية المعامبلت

.كحاؿ المكمؼ كالزماف كالمكافالعرؼ كالمصمحة تغير كآخر ، كيأتي في مقدميا ي حنيفة وتالميذه في بألإن األحكام الفقيية التي قامت عمييا المدرسة الفقيية كعميو؛ يمكف القكؿ ، كالمرتبطة بفقو المعامبلت تحديدنا، قد ال تصمح جميعيا لمتطبيؽ في بالعراؽ القرن الثاني لميجرة

ظروف الزمان والمكان وأحوال تغير أو تطورلالبيئة نفسيا في القرف الخامس عشر لميجرة، كذلؾ ظيكر فكرة المؤسسة التي مف حيث ة،المكمف، ولتطور آليات التعامل في ميدان العالقات التعاقدي

تحتاج إلى كضع أحكاـ فقيية تتبلءـ معيا، كتطكر مفيـك الشركات كتعدد صكرىا في "التطبيؽ مساىمة، كشركات التكصية المساىمة كالشركات المحدكدة الشركات أىميا مفكالتي المعاصر،

أنماط معاصرة مف التعامؿ؛ كسكؽ البكرصة؛ حيث يتـ فييا تداكؿ األسيـ كرالمسؤكلية، كظي،... ، كىذه ا اقتصاديا ميما في عالـ اليـك كالسندات، كالمصارؼ اإلسبلمية، التي أصبحت معممنكميا لـ نجد مف تناكؿ أحكاميا في تراثنا الفقيي الذم كضعو فقياؤنا ، ألنو ليس مف حقنا أف نطرح

األمر الذي يستدعي تطوير ، ئمة متعمقة بإيجاد أحكاـ فقيية لمسائؿ استجدت في عصرناعمييـ أس . مع االلتزاـ باألصكؿ الشرعية فقو المعامالت بناء عمى تمك المتغيرات

المطور الفقيوتوفر : الثانيالمطمب المعامبلت المالية ، كال يتحقؽ ذلؾ كيتمثؿ بكجكد القدرة الفقيية االجتيادية عند الفريؽ المطكر لفقو

إال مف خبلؿ تكفر عدة عناصر أىميا :

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

78

الفقيو تكوين "الممكة الفقيية" عند أوال :-كميات الشريعة كالدراسات اإلسبلمية ال يستطيع أحد إنكارىا طمبةجزء من ظاىرة مكجكدة في ىناؾ

مرتفع يسمح لو بالدخكؿ إلى الكميات األخرل عمى معدؿمنيـ أف مف لـ يستطع الحصكؿ ب، كتتمثؿ في الجامعة مف طب كصيدلة كىندسة كغيرىا ، لـ يجد أمامو إال كمية الشريعة ليدخؿ إلييا ، األمر الذم يطرح تساؤالن يتمثؿ باآلتي: ىؿ ىناؾ إمكانية لتككيف الممكة الفقيية المؤدية إلى تطكير الفقو

خاصة عند ىؤالء ؟!!! .اإلسبلمي عامة كفقو المعامبلت ، ف في الفقو اإلسبلمي في الكقت المعاصر يتصفكف بالكفرة يالمتخصصكآؿ األمر في أيامنا إلى أف

كأعدادىـ في تخصص فقو المعامبلت المالية ممحكظة ؛ بسبب شيكع العمؿ المصرفي اإلسبلمي بسبب الحضكر القكم كشركات التأميف اإلسبلمية كحاجتيما إلى مراقبيف كمدققيف شرعييف ،ك

لتخصص االقتصاد اإلسبلمي كتخصص التمكيؿ اإلسبلمي في الدراسات الجامعية )مرحمة العمـك البكالكريكس كالدراسات العميا( ، في كؿ مف كمية الشريعة كالدراسات اإلسبلمية ككمية

الفقيية أداة رئيسة يحتاجيا ، لكف الذيف يتمتعكف بالممكة الفقيية ندرة . كالممكة االقتصادية كاإلدارية كبدكنيا ال يككف ىذا الفقيو أىبلن ، الفقيو لدراسة المسألة المستجدة بيدؼ إصدار الحكـ الفقيي ليا

-إلصدار األحكاـ الفقيية عمى القضايا المستجدة . كلقد تكصؿ أستاذنا الدكتكر محمد عثماف شبير : " صفة راسخة ، إلى تعريفيا بأنيا-كمناقشتيا ا بعد أف ذكر عدة تعريفات ليا ، حيث قاـ بعرضي

في النفس ، تحقؽ الفيـ لمقاصد الكبلـ الذم يسيـ في التمكف مف إعطاء الحكـ الشرعي لمقضية المطركحة ، إما برده إلى مظانو في مخزكف الفقو ، أك باالستنباط مف األدلة الشرعية أك القكاعد

ثـ تابع بعد ذلؾ بياف العناصر الرئيسة المسيمة في .]58 ييةكوين الممكة الفقت -21[ الكمية "تككينيا ، كأرجعيا إلى أربعة ؛ كىي ضركرة كجكد االستعداد العقمي كالركحي كالشخصي عند المتفقو

كضركرة اعتماد المنياج الدراسي األصيؿ الذم تحتاجو ، كضركرة كجكد المدرس الحاذؽ القدكة ، عممية تككيف الممكة الفقيية ، ثـ اعتماد الطريقة المثمى في عممية التدريس . فالقضية إذف تحتاج إلى إرادة أك استعداد عند الطالب الراغب بالتفقو ، باإلضافة إلى إيجاد مدرس كمنيج كطريقة خادمة

، أي تنمية الممكة الفقييةكبعد عممية التككيف نحتاج إلى عممية التنمية ؛ لتككيف الممكة الفقيية. في الممارسات العمميةلما كاف قد تعممو المتفقو )طالب الفقو( ، عبر تدريب عمميكىذه تحتاج إلى

عدة مجاالت ؛ كالترجيح بيف اآلراء الفقيية ، كالتخريج عمى مذاىب الفقياء بالنسبة لممسائؿ ة ، كالمكازنة بيف المصالح كالمفاسد ، كاالشتراؾ في المحاكرات كالمناظرات كالندكات المستجد

.]وما بعدىا 87 - 20 [ ، كالرحمة في طمب العمـ لبللتقاء بالفقياء كسؤاليـ كالمؤتمرات

د. حسن الرفاعي

78

كالفقيو المعاصر ال يستطيع اإلسياـ في تطكير فقو المعامبلت إال إذا كاف متمتعنا بتممؾ الممكة الفقيية ، كعندىا يسيـ في ابتكار الحمكؿ الفقيية لمجتمعو ، كيجعمو في مصاؼ المجتمعات مف

في ىذا حيث تحقيؽ االستقرار التشريعي عمى صعيد الفقو دكف الحاجة لطمب االستعانة بالغيرالمجاؿ . ككما ىك معمـك فإف لكؿ عصر قضاياه كمشكبلتو ككقائعو المتجددة التي لـ يتكمـ عنيا الفقياء السابقكف ، فبل بد مف الفقياء ذكم الممكات الفقيية الراسخة االجتياد في تمؾ القضايا

ـ انت ال أدل إلى عزؿ المجتمع كتجميده ، كمف ث قالو إلى الببلد الغربية كالمشكبلت كالكقائع ، كا كاقتباسو قكانينيا المخالفة لعقيدة األمة كشريعتيا ، كيستكرد منيا حمكؿ مشكبلتيا ليطبقيا كما ىي

. ] 84 - -83 22 [ كالضنؾعمى مشكبلتو ، فيقع في اليكاف كالتخبط عند أبي حنيفة، عنػدما كظػؼ جػزءنا كىناؾ ما يؤنس النفس في الممكة الفقيية كالميارة العقمية المتكفرة

ال طمقػت امرأتػي، منيا، فػي تخمػيص رجػؿ مػف بػبلء محػتـ جػاءه لػيبلن، فقػاؿ لػو: أدركنػي قبػؿ الفجػر كا فقاؿ: كما ذاؾ؟ قاؿ: تىرىكىت الميمة كبلمي، فقمػت ليػا: إف طمػع الفجػر كلػـ تكممينػي فأنػت طػالؽ ثبلثػان،

تفعؿ، فقاؿ لػو: اذىػب، فىميػر مػؤذف المسػجد أف ينػزؿ فيػؤذف إلييا بكؿ أمر أف تكممني فمـ كقد تكسمتي قبؿ الفجر، فمعميا إذا سمعتو أف تكممؾ، كاذىب إلييا كناشدىا أف تكممؾ قبؿ أف يؤذف المػؤذف، ففعػؿ الرجػػػؿ، كجمػػػس يناشػػػدىا، كأذف المػػػؤذف، فقالػػػت: قػػػد طمػػػع الفجػػػري كتخمصػػػتي منػػػؾ، فقػػػاؿ: قػػػد كممتينػػػي

قػػػاؿ ابػػػف القػػػيـ بعػػػد أف سػػػاؽ ىػػػذه القصػػػة: كىػػػذا مػػػف . ]13/ 4 - 18 [ اليمػػػيف كتخمصػػػتي مػػػف أحسف الحيؿ.

نمػا بيػاف الممكػة الفقييػة كالميػارة العقميػة المتػيف الكليست غاية مف إيراد ىذه القصة بياف مضػمكنيا، كا أبك حنيفة، كالمتيف كظفيما في الػزمف المناسػب )كقػت الميػؿ( كفػي المكػاف المناسػب )منػزؿ يتمتع بيما

الػػػػزكجيف كالمسػػػػجد(، كعمػػػػى أشػػػػخاص مناسػػػػبيف )المػػػػؤذف، كالػػػػزكجيف المػػػػذيف طمػػػػؽ أحػػػػدىما اآلخػػػػر(، حيػػث التفكيػػر كالتنفيػػذ، أنقػػذ كاقػػع ىػػذيف الػػزكجيف مػػف االنفصػػاؿ عػػف بعضػػيما مػػف يمػػا كبسػػبب تكظيف

سبب تسرع الرجؿ بمفظ الطبلؽ بالثبلث، كعناد الزكجة باالمتناع عف مكالمة زكجيا.البعض، باقتصػادية إف تككيف الممكة الفقيية لتطكير الفقػو عامػة كفقػو المعػامبلت خاصػة ىػك حاجػة اجتماعيػة

تشريعية لمكاجية المسػتجدات التػي ظيػرت فػي ىػذا العصػر ، كبيػاف الحكػـ الفقيػي فييػا ، كفػي حػاؿ ، مػػا داـ ذلػػؾ ممكننػػا )تمػػؾ المسػػتجدات( السػػعي إليجػػاد البػػديؿ المشػػركع ليػػاأك حظػػر بعضػػيا حظرىػػا

يجػػاد التػػأميف كمػػف األمثمػػة عمػػى ذلػػؾ إيجػػاد المصػػارؼ اإلسػػبلمية كبػػديؿ عػػف المصػػارؼ الربكيػػة ، كا التعاكني المشركع كبديؿ عف التأميف التجارم المحرـ .

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

78

: إيجاد "الفقيو المرن"ثانياعندما تتككف في الفقيو عقمية فقيية مرنة، فإف ذلؾ يؤدم إلى إنتاج فقو مرف يسيـ في إدارة المسائؿ الفقيية المستجدة بالشكؿ الذم يراعي قدرة المكمفيف، كيؤدم إلى استمرار مسيرة الفقو اإلسبلمي في

تعالى.صبغ معامبلت الناس باألحكاـ الشرعية التكميفية المؤدية إلى رضا اهلل ذا أراد الباحث الفقيي المعاصر أف يحصر منيجو البحثي كحكمو الفقيي في مذىبو الفقيي الذم كا يقمده ، فإف ذلؾ يسيـ في كصؼ الفقو اإلسبلمي بالجمكد كعدـ صبلحيتو التصافو بالمركنة، كيمكف

يرىـ خالفكا أف يرد عميو بالقكؿ : إف أصحاب أبي حنيفة مف أمثاؿ أبي يكسؼ كمحمد كزفر كغ، كفي إماميـ في بعض المسائؿ، فكانت مخالفتيـ لو تطكيرنا لمذىبيـ، كاستمرارنا لو حتى ىذا اليـك

ذلؾ يقكؿ الشيخ أبك زىرة :" لـ يكف أصحاب أبي حنيفة كحدىـ ىـ الذيف اختمطت أقكاليـ بأقكالو ، بؿ جاء مف بعدىـ مف أضاؼ أقكاالن أخرل لـ تكف في المأثكر عنو كعف أصحابو ، بعضيا اعتبر

ىكذا مف المذىب الحنفي ، كبعضيا لـ يعتبر منو ، كبعضيـ رجح بعض األقكاؿ عمى بعض ، ك كثر االختبلؼ ، ككثر الترجيح ، ككاف ذلؾ كمو مبنيا عمى أصكؿ دقيقة محكمة ، كفي ضكابط

-23 [ معينة ، كبذلؾ نما المذىب ، كاتسع رحابو لمبلبسات الزماف ، كمعالجة عامة األحكاؿ " . ] 496 – 495بو حنيفة : حياتو وعصره ، آراؤه وفقيو أ

كبذا يظير أف أصحاب أبي حنيفة كبعض مف جاء بعدىـ اتسمكا بالشخصية العممية الفقيية المرنة .التي ساىمت في استمرار البناء الفقيي الحنفي القائـ عمى قاعدة المركنة خبلؿ دراسة المستجدات

ف الفقيو المعاصر أيان كاف مذىبو، ؿ دراسة ، مف خبلمطالب بتطوير المذىب الذي ينتسب إليوكا ال ساىـ في إزالة مذىبو مف ساحة الكجكد، كلسائؿ يسأؿ: أيف المستجدات المعاصرة، بعقؿ نير، كا مذىب اإلماـ األكزاعي؟ كأيف مذىب ابف جرير الطبرم؟ كأيف مذىب داككد الظاىرم؟ كأيف مذىب

؟ لقد زالت تمؾ المذاىب ألسباب ال يسمح البحث ببيانيا. ابف حـزعاصرة عف الشخصيات الفقيية المرنة الدكتكر مصطفى الزرقا رحمو اهلل تعالى، كمف األمثمة الم

كالذم كصفو الدكتكر يكسؼ القرضاكم بأنو فقيو األمة في ىذه المرحمة: فقيو في فيـ النصكص، فقيو في فيـ المقاصد، فقيو في فيـ الكاقع. فمقد عايش المستجدات الفقيية المعاصرة، دراسة كتأليفنا

صدار الفتاكل المعاصرة النكعية، كتعم يمنا، كمشاركة في المكسكعات الفقيية كالمجامع الفقيية، كا كعمى الرغـ مف نشأتو الحنفية، فإنو اعتمد عمى آراء بقية المذاىب الفقيية في إصدار الفتاكل

مـ في جنة الفقيية، ككاف يذـ التعصب المذىبي كيقكؿ: "العصبية المذىبية في الففو سجفه ضيؽ مظالشريعة الفيحاء"، كيقكؿ أيضا: "الشريعة كفقييا ال يمثميا مذىب كاحد بخصكصو لعدـ عصمتو مف

بؿ جميع المذاىب المعتبرة تشارؾ في تمثيؿ الشريعة كفقييا، فالتعصب المذىبي يحـر ،الخطأ

د. حسن الرفاعي

78

أيضا قكلو كمما يدؿ عمى شخصيتو الفقيية المرنة، صاحبو مف مزايا الشريعة، كىك جيؿ كضبلؿفي معالجة قضايا الساعة: "إف معالجة قضايا الساعة ال يصح منا أف نعالجيا كنقرر ليا حمكالن شرعية منطمقيف مف خمفية مذىبية ، أك فكرة مسبقة ننظر مف زاكيتيا إلى القضية المستجدة،

ا، ا كتعميمن إلحاقن امفن ا إلى المقعد الذم ىيأناه ساتيا كظركفيا الخاصة، لنجرىا جر كنجردىا مف مبلبسلطبيعتيا كظركفيا كمبلبساتيا أك غير مبلئـ، كلك كاف ىذا اإللحاؽ كالتعميـ سيزج اسكاء أكاف مبلئمن

فتاوى مصطفى - 24 [ بالمكمفيف في مشقة كحرج، فقضايا الساعة يجب أف تعالج بفكر فقيي حر .] 48 – 47- 46الزرقا

عف ضركرة االجتياد لمشخصية الفقيية المعاصرة، حيث يقكؿ كيتحدث الدكتكر يكسؼ القرضاكمتحت عنكاف: " حؽ عمماء العصر في االجتياد" :إف مف حؽ عمماء العصر أف يجتيدكا فيما جد مف أمكر ليبينكا فييا مكقؼ االجتياد اإلسبلمي المعاصر ، كيتابع قائبلن: "كمف حقيـ كذلؾ أف يخالفكا

القضايا القديمة الجديدة، كذلؾ ألنيا كانت في زمنيـ بأحجاـ غير حجميا فتاكم السابقيف في بعض ، " كمف يدرم لك أف ىؤالء الفقياء ، كفي ظركؼ غير ظركفنا اليـك ، كأبعاد غير بعدىا اليـك اليـك

الفتكل تتغير أف كانكا أحياء، كرأكا ما رأينا، لغيركا مف اجتيادىـ، كعدلكا مف فتاكييـ، فقد قرركا .] 23 -22 يع المرابحة لآلمر بالشراءب -25[ األزمنة كاألمكنة كاألحكاؿ كاألعراؼبتغير

كيحتاج الكاقع التشريعي اليـك إلى فقياء مرنيف ، يدعمكف مسيرة استمرار الفقو اإلسبلمي في مكاكبة البناء المستجدات، كيقكمكف بإدارة البحث الفقيي المعاصر بعقمية فقيية مرنة، كيسيمكف في تشييد

األمثمة لحدإالحيا، كما المصارؼ اإلسبلمية كالفقيي المعاصر، الذم يخدـ قضايا األمة كمصالتي تعطى في ىذا المجاؿ إال حمقة ميمة في ىذا البناء الفقيي ، الذم أخرجو إلى أرض الكاقع

، كاإلسياـ في رجاؿ يمتمككف عقمية فقيية مرنة، أرادكا بعمميـ ىذا تخميص األمة مف الربا المحـر تنمية مصالحيا عمى اختبلؼ أنكاعيا.

إيجاد "الفقيو الميداني" :ثالثاىناؾ فرؽه بيف أف تسمع الشيء كبيف أف تشاىده أك تعيشو، فالذم يسمع عف كاقعة حصمت قد ال يككف حالو كالذم شاىدىا أك عايشيا، كقد ال يستكعبيا بالشكؿ المطمكب، كذلؾ عمى خبلؼ مف

الكاقعة أك عايشيا.شاىد كبالنظر إلى كاقع الفقياء فيما لو عبلقة بمعاينة ما استجد مف كقائع أك بالسماع عنيا، فإنيـ كانكا

عمى نكعيف:

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

78

، كلـ يعش مجريات الكقائع مف خبلؿ اا كمدرسن : كىك الذم أمضى حياتو دارسن فقيو غير ميدانيأ: حضكره المطمكب في بيئتو، كلذلؾ فإف أحكامو مخالطة الناس، كىذا النكع مف الفقياء لـ يكف لو

الفقيية قد ال تككف دقيقة في بعض األحياف.: كىك الذم درىس كدرس كخالط بيئتو، كفيـ أسرارىا ككؿ كقائعيا، كلذلؾ فإف فقيو ميدانيب :

ا صائبة.أحكامو الفقيية لبيئتو تمؾ تككف غالبن )نكع مف الثياب المنسكج مف الخز بتجارة يعمؿ كاف حيث حنيفة، أبك اإلماـ كاف الثاني النكع كمف

بريسـ( يتعامؿ التي أحكاليا كمعرفة التجارة أفادتو كقد. كبعده بالعمـ اشتغالو قبؿ الككفة في صكؼ كا مختمؼ في األسكاؽ في الناس مع كتعاممو بالتجارة، الشتغالو نظرنا عممية، معرفة الناس بيا

الرأم تحكيـ عمى الكاسعة القدرة أعطاه العممي الكاقعي التعامؿ ىذا أف شؾ كال المعامبلت، [ حياتيـ في الناس تقابؿ التي الكقائع مختمؼ عمى الشريعة ألحكاـ العممي التطبيؽ كعمى كالمنطؽ،

.] 181 -180المدخل إلى الفقو اإلسالمي -26حماية والثانيةالركح التجارية فيو، إحداىما: بسمتيف فقيو اتسـ: زىرة أبك اإلماـ عنو كيقكؿ

ف ذلؾ لكاضح في أمريف مف منياجو: السمة األولى. ثـ يتحدث عف "الحرية الشخصية" ال فيقكؿ: كا : أخذه بالعرؼ كأصؿ شرعي يترؾ بو القياس، كالعرؼ التجارم ميزاف ضابط لمتجارة أحدىما

القياس تطبيؽ يرل أف أساسو االستحساف ألف باالستحساف، أخذه: ثانييما .كالتعامؿ بيف التجار القياس، فيترؾ ، التجارم العرؼ مع أك المصمحة مع تتفؽ ال معاممة أك قبح إلى مؤديان الفقيي العرؼ عمى المبني أك شرعي نص إلى مردىا التي المصمحة عمى المبني باالستحساف كيأخذ

.] 374- 373تاريخ المذاىب اإلسالمية -27 [ الناس بيف كالتعامؿكالباحث يريد مف مثاؿ أبي حنيفة ىذا، أف يكضح أف مينة التجارة أكسبتو معمكمات ميمة عف ىذا

نت عنده ميارة عقمية مرنة، كقدرة تحميمية عمى دراسة مسائؿ المعامبلت بإتقاف النشاط، كما أنيا كك ة بيذا الباب.كبير، كلذلؾ فإنو تفكؽ عمى غيره مف الفقياء في آرائو الفقيية المتعمق

كعمى النيج نفسو مشى صاحباه أبك يكسؼ كمحمد مف جية االرتباط بالكاقع ، بؿ زادا عميو ، حيث عمؿ كؿ كاحد منيما في التدريس كالتدكيف كالقضاء ، األمر الذم ساىـ في نشر كتطكير كتدكيف

الحسف بف زياد ، ، كبما يشبو عمؿ الصاحبيف كاف عمؿ كؿ مف زفر بف اليذيؿ ك مذىب أبي حنيفة ف كاف بدرجة أقؿ . ]121 – 105/ 1لمذىب الحنفي ا -28 [ كا

، فاف الباحث يممس اآلتي:الواقع المعاصر لممشتغمين بالفقوكمف خبلؿ قراءة

د. حسن الرفاعي

78

ال الفئة األولى: المقتصرون عمى التدريسمرحمة الدكتكراه، كىؤالء يتمثمكف بتمؾ الفئة التي حصمت عمى شيادات شرعية، كصمت ربما إلى

كيدرسكف في المرحمة الجامعية كما دكنيا ، لكنيـ حصركا تنقميـ بيف المكتبة كالقاعة، بيف مكتبة منزليـ أك جامعتيـ ليحضركا مادتيـ العممية، كبيف قاعة الجامعة ليدرسكا طبلبيـ، كىؤالء يمثمكف

مرجكة بسبب عدـ مخالطتيـ شريحة كبرل مف المشتغميف بالفقو، لكنيـ لف يفيدكه اإلفادة اللمجتمعاتيـ، كاإلسياـ في تأليؼ الدراسات الفقيية المعاصرة. فأمثاؿ ىؤالء يمضكف حياتيـ متنقميف

بيف الكتاب كالطالب. ال الفئة الثانية : المقتصرون عمى التدريس والتأليف

داد الدراسات الفقيية كىؤالء كالفئة السابقة، لكنيـ يسعكف لفيـ كاقعيـ بقدر معيف، كيسيمكف في إعالمنصبة عمى معالجة ما استجد مف مسائؿ، كأمثاؿ ىؤالء يشارككف في تشييد البناء الفقيي

لكن أحدىم ال يشكل من وجية نظر الباحث "الفقيو األمثل" لممرحمة الراىنة.المعاصر، ال الفئة الثالثة: المشاركون في التدريس والعمل الميداني والتأليف

لفئة الثانية، إال أنيـ عايشكا الكاقع مف خبلؿ العمؿ الميداني في شركة أك مؤسسة أك كىؤالء كا محكمة.

كالباحث يعتقد أف الفقيو األمثؿ ىك مف تكفرت فيو ىذه العناصر الثبلث )التدريس كالعمؿ الميداني اية ما يجرم في كالتأليؼ(، فالتدريس يكسب الفقيو قدرة عقمية كتحميمية، كالعمؿ الميداني يكسبو در

أرض الكاقع مف خبلؿ االحتكاؾ المباشر بأعماؿ الناس، كعندىا ينجح في إعداد البحث الفقيي مف كلتكضيح ىذه النقطة خبلؿ تكصيؼ المسألة المستجدة بشكؿ دقيؽ، ثـ يصدر الحكـ الشرعي عمييا.

إلسبلمية دكف أف بشكؿ أفضؿ يذكر الباحث الفرؽ بيف الباحث الفقيي الذم يكتب عف المصارؼ ايعمؿ فييا، كبيف الباحث الفقيي الذم يعمؿ في المصارؼ اإلسبلمية كيكتب عنيا، فبل شؾ أف الثاني يخدـ البحث الفقيي بشكؿ أفضؿ مف الباحث الذم يكتب عف بعد. كاألمر نفسو يقاؿ بالنسبة

احث الذم يعمؿ في لمباحث الفقيي الذم يكتب عف الكقؼ دكف أف يعمؿ في مؤسسة كقفية، كبيف البمؤسسة كقفية كيكتب عف الكقؼ، كبيف الباحث الفقيي الذم يكتب عف مشكبلت القضاء كبيف

القاضي الذم عايش نزاعات الناس كيكتب عف مشكبلت القضاء. تمثؿ ألنيا ،لو ضرورية حاجة جزئي بدوام بنيوية ميدانية مؤسسة في المعاصر الفقيو عمل إف

عمى كيطمع ىي، كما التجربة فيعيش مجتمعو، في يجرم ما إلى خبلليا مف ينظر التي النافذةف .ليا المبلئـ الشرعي الحكـ كيصدر ،فقييا يدرسيا ثـ معضبلتيا، كيشخص تفاصيميا، المجتمع كا

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

78

مف ليـ لما العصكر، مف عصر أم في( الثالثة الفئة) الفقياء مف النمط ىذا إلى يحتاج اإلسبلمي؛ .ألمتيـ الفقيي البناءأك تطكير تجديد في اإلسياـ في دكرف الفقياء المحسوبين عمى الفئتين األولى والثانية مطالبون بالبحث عن مواقع إضافية ليم كا

، لتكفر التأثير المتبادؿ، فيـ يؤثركف فييا مف خبلؿ تسكيؽ اآلراء الفقيية التي داخل مجتمعاتيميترجح عندىـ صحتيا، كما أنيا تمثؿ ليـ نافذة عمى البيئة التي يعيشكف فييا، لككنيا تمثؿ مصدر

معمكمات ميدانية عف مجريات الحياة العممية كمستجداتيا.، كمف فقيو بكتابو وسموكو، كفقيو ينشر فقيو بسموكو، كفقيو ينشر ينشر فقيو بكتابوكىناؾ فقيو

ا أبك يكسؼ كمحمد، حيث نشرا فقو شيخيما كفقيما النكع األخير كاف أصحاب أبي حنيفة، خصكصن . تدريسا وقضاء بتآليفيما كسمككيما في مجتمعيما

رابعا : اعتماد " االجتياد الجماعي" الفقيو المسألة يدرستأخذ الطابع الفردم، حيث -فيما سبؽ -ة كانت غالب الدراسات الفقيي

المستجدة ثـ يصدر الحكـ الفقيي عمييا، إلى أف يسر اهلل سبحانو كتعالى ليذه األمة في أيامنا التصدم لدراسة نكازؿ الفقو مف خبلؿ ثمة مف الفقياء عمى ساحة العالـ العربي كاإلسبلمي، فظيرت

ف صكر الدراسات الفقيية التي تتـ بشكؿ جماعي مف خبلؿ االعتماد عمى بذلؾ صكرة ميمة مصابة دقة أكثر لككنو ؛ المعاصر الكقت في ظيكره أمر تيسر الذم ،االجتياد الجماعي "" مف كا

االجتياد ينظـ أنو كما ، اإلجماع تكقؼ بسبب الحاصؿ الفراغ لسد مرحمة كيمثؿ ، الفردم االجتياد األقرب المحطة الفقيية المجامع وتعتبر. المعاصرة بالنكازؿ إحاطة أكثر بالتالي كىك ، تكقفو كيمنع

. المستجدة المسائل دراسة في لمصحة أقرب حكميا يعتبر التي الجماعي االجتياد لتحقيق كمف الصكر المعاصرة لبلجتياد الجماعي في عصرنا كالمساعدة عمى دراسة المستجدات:

كذلؾ كمجمع الفقو اإلسبلمي بجدة التابع لرابطة العالـ اإلسبلمي كمجمع الفقو المجامع الفقيية:ػ 1اإلسبلمي الدكلي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسبلمي، كمجمع البحكث اإلسبلمية في مصر، كمجمع الفقو اإلسبلمي في اليند، كتجتمع ىذه المجامع كمما دعت الحاجة لدراسة ما استجد مف مسائؿ، ثـ تصدر القرارات كالتكصيات بشأف تمؾ المسائؿ، كسكاء ما ارتبط منيا بفقو المعامبلت

أك بغيره .: كذلؾ كالندكات التي يعقدىا بيت التمكيؿ الككيتي كبنؾ البركة، كتنصب عمى الندوات الفقييةػ 2

دراسة المسائؿ المستجدة بشأف المصارؼ اإلسبلمية.: كالتي منيا المؤتمرات المتعمقة بدراسة االقتصاد اإلسبلمي، حيث انعقد ةال المؤتمرات الفقيي 3

( بدعكة 1976شباط 26 -21المؤتمر العالمي األكؿ لبلقتصاد اإلسبلمي في مكة المكرمة )

د. حسن الرفاعي

77

انعقد المؤتمر الرابع حيث مف جامعة الممؾ عبد العزيز بجدة،كالمؤتمرات المتعمقة باألكقاؼ، /ربيع 10-8العربية السعكدية في الجامعة اإلسبلمية بالمدينة المنكرة بيف )لؤلكقاؼ بالمممكة

تحت عنكاف: "نحك استراتيجية تكاممية لمنيكض بالكقؼ اإلسبلمي"، جاءىػ( ك 1434الثاني /باإلضافة إلى المؤتمرات المتعمقة بدراسة المستجدات في مجاؿ فقو المعامبلت المالية بشكؿ

سبلمية بشكؿ خاص .عاـ ، كفقو الصيرفة اإل البحثي الفقيي()المنيج رالتطوي اةأدتحديد : ثالثلالمطمب ا

بحثي حتاج إلى منيج تإف إدارة البحث الفقيي المعاصر المسيمة في استمرار تشييد البناء الفقيي، فقيي مبلئـ يعتمد عميو الفقيو المعاصر في بحثو لؤلحكاـ المرتبطة بالمستجدات الفقيية.

ف الذم يسيـ في تككيف تطكير الفقو اإلسبلمي بشكؿ عاـ كفقو المعامبلت المالية بشكؿ خاص كا ـ انتقاء مفرداتو مف بحثي منيجو فقيي مىرفو ، يعتمد عميو في إدارة البحث الفقيي المعاصر، كيت

إلييا ، كربما تضاؼفي إصدار أحكاميا الفقيية المذاىب الفقييةالتي اعتمدت عمييا صكؿاألمفردات أخرل، ابتكرىا أك قد يبتكرىا عمماء معاصركف، فكما ابتكر اإلماـ أبك حنيفة االستحساف، ككما ابتكر اإلماـ مالؾ المصمحة المرسمة كأداتيف مف أدكات البحث الفقيي، فقد يبتكر فقياء

ثية المعركفة في أدكات فقيية تضاؼ إلى األدكات الفقيية البح -إذا دعت الحاجة إلى ذلؾ -العصر ميداف الفقو اإلسبلمي.

المعتبرة الفقيية المذاىب مع التعامل إلى الداعية الفقيية الثقافة تعميـ العصر فقياء عمى كيجب الدكتكر كيذكر ، المذاىب تمك لجميع شامل واحد مذىب وكأنيا والجماعة السنة أىل عند مجمكعة أف العصر عمماء مف المفكريف بعض كيرل:فيقكؿ ، كبلمان المجاؿ ىذا في الزرقا فىطمص

منيا فردي مذىب وكل الشريعة، في كبير كاحد كمذىب تعتبر أف يجب االجتيادية المذاىب واألقوال كاآلراء العام المذىب ىذا في يعتبر وغيرىا والحنبمي والشافعي والمالكي الحنفي كالمذىب القضاء ميداف في لمتقنيف منيا كيختاركف األمة عمماء فيرجح ،الواحد الفردي المذىب في المختمفة

. ] 210/ 1 -3[عصر كؿ في المصمحة كمقتضيات الزمنية بالحاجة أكفى ىك ما كالفتياذا اعتماد يقترح الباحث فإف الفقيية، لممذاىب كالجامعة المكحدة، الفقيية بالثقافة االقتناع تـ كا

المستجدة، الفقيية المسائؿ دراسة في المذاىب تمؾ ألصكؿ الجامع الفقييالبحثي المنيج أساسيات :تياآل الشكؿ عمى كىي

: كتتمثؿ بالكتاب كالسنة كاإلجماع كالقياس، كال دخؿ لممجتيد في تككينيا أك المتفؽ عميياأ : األدلة إيجادىا.

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

77

لعرؼ كسد الذرائع المرسمة كا ةب : األدلة المختمؼ فييا : كتتمثؿ باآلتي: االستحساف كالمصمح عمى يقدـ كأييا ترتيب، إلى تحتاج قد األدلة ىذه لكف كاالستصحاب كشرع مف قبمنا كقكؿ الصحابي.

ف ، جماعي جيد إلى يحتاج الموضوع وىذا غيرىا، عمى االستحساف قدمكا الحنفية أف يذكر كاف كا ثـ باالستحساف ثـ المرسمة ةبالمصمح ثـ سنده، صح إذا الصحابي بقكؿ أخذكا كالمالكية العرؼ، جميكر بو قاؿ فقد قبمنا، مف شرع أما كالحنابمة، الشافعية بو قاؿ كاالستصحاب. الذرائع سد بقاعدة .كالشافعية المالكية كبعض الحنفية

كمف خبلؿ االطبلع عمى بعض كتب المعاصريف الذيف كتبكا عف المعامبلت المالية المعاصرة أك صرة ، فإنو يمكف القكؿ إف مفردات المنيج البحثي في الفقو المعاصر تتمثؿ القضايا الفقيية المعا

باآلتي : ا دقيقنا ، ألف الحكـ عمى الشيء فرع عف تصكره . -1 فيـ مكضكع القضية المعاصرة فيمن عرض القضية المستجدة عمى النصكص الشرعية مف الكتاب كالسنة ، ككذا اإلجماع. -2 أقكاؿ الصحابة كاجتياداتيـ .عرض القضية المستجدة عمى -3 البحث في حكـ القضية في اجتيادات أئمة المذاىب الفقيية . -4 البحث في كتب الفتاكم الفقيية القديمة كالمعاصرة . -5 البحث في قرارات المجامع الفقيية كالندكات الفقيية المتخصصة. -6الدراسات الفقيية البحث في الرسائؿ العممية المتخصصة كرسائؿ الماجستير كالدكتكراه في -7

المعاصرة .إذا لـ يصؿ الباحث إلى الحكـ يفترض الباحث القكؿ بالجكاز ، ثـ يكازف بيف المصالح كالمفاسد، -8

كقد يفترض المنع كيكازف بيف المصالح كالمفاسد ، ثـ يجرم مكازنة دقيقة بيف النتائج المترتبة م في المسألة يعرضو عمى مقاصد عمى االفتراضيف األكؿ كالثاني ، كبعد أف يترجح عنده رأ

الشريعة لمكصكؿ إلى الحكـ الصائب. آخر باحث يأتي لعمو ، المسألة في تكقؼ المسألة في حكـ إلى الفقيي الباحث يتكصؿ لـ إذا -9

لمعامالت المالية المعاصرة في الفقو اإلسالمي ا -29 [ حكميا إلى فييتدم جديد مف يدرسيا . ]56 – 53قضايا فقيية معاصرة ، 49 – 45

كىناؾ دراسة أخرل في المجاؿ عينو ، اجتيد معدىا في استنباط منيج بحثي فقيي معاصر لدراسة المستجدات ، بعد أف ذكر أف ىناؾ ثبلثة مناىج ، منيج التضييؽ كالتشديد ، كمنيج المبالغة في

عد المنيجيف األكليف ، كرجح العمؿ كالمنيج الكسطي المعتدؿ ، كقد استب ،التساىؿ كالتيسير البنكد اآلتية : الذم تضمف بالمنيج الثالث

د. حسن الرفاعي

888

البدء بالتكييؼ الفقيي لمنازلة بعد فيميا تمييدنا لمكصكؿ إلى الحكـ الصحيح . -1 عرض النازلة عمى الكتاب كالسنة كفعؿ الصحابة في اجتياداتيـ . -2 عرض النازلة عمى اإلجماع . -3 و أصؿ يتعرؼ بو عمى كثير مف المسائؿ النازلة .نعمى القياس ، أل النازلةعرض -4إلى األدلة المختمؼ فييا كقكؿ الصحابي كاالستحساف كاالستصحاب عند عدـ كجكد النازلةرد -5

الدليؿ الخاص . رد النازلة إلى القكاعد كالضكابط الفقيية . -6ألحكاـ الشرعية العممية كما يكصؿ إلييا مف القائـ عمى استنباط اإلى التخريج الفقيي النازلة رد -7

خبلؿ آراء أئمة المذاىب كقكاعدىـ . رد النازلة إلى المقاصد الشرعية . -8

ثـ يختـ بعد ذلؾ فيقكؿ : إف المتتبع لكثير مف النكازؿ المعاصرة ، سكاءن كانت في العبادات أك د العمماء فييا ال يخرج عما المعامبلت أك األحكاؿ الشخصية أك الطبية، يجد أف طريؽ اجتيا

ذكرناه مف طرؽ لمتعرؼ عمى أحكاـ النكازؿ ، كذلؾ بأف يككف حكميا راجعنا إلى نص شرعي أك [ قاعدة أصكلية أك فقيية أك عف طريؽ التخريج الفقيي أك بردىا إلى مقاصد الشريعة العامة

. ] 711 - 708نيج استنباط أحكام النوازل الفقيية المعاصرة م -30، المالية ويحتاجيا الباحث في فقو المعامالتلـ يتـ التطرؽ إلييا ، نقطة في المنيجكىناؾ

كما تحدث عنيا االقتصاد الكضعي في بعده االقتصاديلمفاىيم المال كتتمثؿ بضركرة امتبلكو المستجدة في ، ذلؾ ألنو ليس كؿ فقيو معاصر قادرنا عمى البحث في القضايا كاالقتصاد اإلسبلمي

ىذا العمـ إف لـ يكف ممما بنظرة عمـ االقتصاد لمماؿ ، كبالنظريات االقتصادية التي تتحدث عف ككمثاؿ يعطى في ىذا المجاؿ ، . باإلضافة إلى المفاىيـ األخرل ليذا العمـ العرض كالطمب كالسعر

لجتو كأثر ذلؾ عمى تآكؿ كأسباب حدكثو ككيفية معافإف الفقيو إذا لـ يعرؼ معنى التضخـ النقدم القكة الشرائية لمعممة المحمية ، كما يتبع ذلؾ مف تأثير سمبي عمى قيـ الديكف ، فإنو ال ينبغي أف

يفتي بأحكاـ رد الديكف ، ألنو قد ال يصيب في الفتكل .تمثل مالمح ميمة لممنيج البحثي في الفقو المعاصر عامة ، وفي التي المفرداتكانت أىـ تمؾ

معالم ىذا المنيج بشكل أدق وأعمق من قبل كيفضؿ أف تتضحقو المعامالت المالية خاصة ، فمف خبلؿ االعتكاؼ إدارات البحوث الفقيية المشيورة عمى مساحة العالم العربي واإلسالمي ،

. كالخركج بأصكلو بشكؿ كاضح كجمي عمى دراسة معالمو

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

888

التطوير ) السوق التجارية ( توفر بيئة :الرابع المطمب في بيئة أك سكؽ تجارية معينة ، تطبيقو ثـ يمي ذلؾ ، ] 75 - 19 [ نشر مفاىيموإحياء الفقو ب

عبرويكون ذلك إذ يستحيؿ أف نطكر شيئنا ال يطبؽ ، كبالتالي فالتطكير يتناكؿ شيئنا ميدانيا ، ، كتمؾ في بيئة تجارية المعامالت المالية تطبق فقوميدانية وشركات مؤسسات أفراد و إيجاد

كبالتالي ىناؾ عبلقة المؤسسات تسيـ في تجديده أك تطكيره،بسبب ما يعرض ليا مف مستجدات .فبل تطكير ببل ،تكاممية بيف المفردات اآلتية المرتبطة بالفقو ، كىي :اإلحياء كالتطبيؽ كالتطكير

لفقو معناه بث الحياة الفقيية مف خبلؿ نشر مفاىيمو تطبيؽ ، كال تطبيؽ ببل إحياء ، فإحياء اكمصطمحاتو في البيئة المجتمعية ، ثـ يعقب ذلؾ أف مف اقتنع بتمؾ المفاىيـ فإنو يسعى إلى إيجاد مؤسسات فقيية في السكؽ ، كفي دراستنا ىذه يمكف أف تتمثؿ بالمصارؼ اإلسبلمية كشركات

اإلسبلمي كجميع المؤسسات االقتصادية المكجكدة داخؿ التأميف اإلسبلمية كشركات االستثمار .السكؽ كالتي تمتـز بأحكاـ الفقو اإلسبلمي

الفقو اإلسبلمي، كسببان في تطكيرككمثاؿ عممي أدؽ ، فإف المصارؼي اإلسبلمية تعتبري أثران مف آثار الفقو، ألف الفقيو المعاصر استطاع تطكيرتطكيره في آف كاحد ، فتمؾى المصارؼي أثره مف آثار

، تيضبىطي مسيرتيا العممية بقكاعد الفقو المالي اإلسبلمي، كذلؾ لتحؿ ابتكارى مؤسسةو مصرفيةو إسبلميةو محؿ المصارؼ الربكية، التي تسير نشاطيا المصرفي انطبلقنا مف الربا المحرـ.

طكير أحكاـ الفقو اإلسبلمي، ألنيا خبلؿ سبب مف األسباب المؤدية إلى ت -أم المصارؼ -كىيمسيرتيا العممية، كانت تستجد معيا مسائؿ، فتسعى إلى إعداد دراسة ليا عمى ضكء أحكاـ الفقو ال اإلسبلمي، في جميع مذاىبو، مف خبلؿ تكميؼ ىيئات الرقابة الشرعية العاممة لدييا بإعدادىا، كا

مجامع الفقيية، أك إلى العمماء المتخصصيف بفقو فمف خبلؿ تكجيو استفسارات عنيا إلى الالمصارؼ. ككاف بنتيجة ذلؾ إصدار أحكاـ فقيية متعمقة بابتكار أدكات استثمارية تتكافؽ مع ضكابط االستثمار في الفقو اإلسبلمي، األمر الذم ساىـ في تطكير الفقو المصرفي اإلسبلمي، الذم انعكس

، ليس عمى صعيد اا ميم الراىنة، كالتي أصبحت تمثؿ حيزن ميةإيجابنا عمى مسيرة المصارؼ اإلسبلنما عمى صعيد العالمي ككؿ. االقتصاداقتصادات الدكؿ العربية كاإلسبلمية، كا

، كذلؾ المالية المعامبلت فقو تجديد أك تطكير في كالمسيمة الرئيسة المستمزمات أىـ كانت تمؾ خبلؿ تكفر مبررات التطكير ككجكد كؿ مف الفقيو المطكر كأدكات التطكير كالبيئة التجارية التي مف

، كفي حاؿ عدـ القياـ بذلؾ، أك قصر معالجة تمؾ المستجدات عمى مذىب فقيي يقع عمييا التطكير بالشكؿ ةكاحد، فإف ذلؾ سيؤدم إلى اتياـ الفقو اإلسبلمي بالعجز عف دراسة المسائؿ المستجد

د. حسن الرفاعي

888

كستكجو التيمة إلى حممة ىذا الفقو، لعجزىـ عف إعماؿ عقميـ في تطكير الفقو بالشكؿ األمثؿ ،ا لمتطبيؽ في كؿ زماف كمكاف. كاألمة التي ال تربط حاضرىا بماضييا ، كال الذم يجعمو صالحن

مطالبونولذلك فإن الفقياء المعاصرين تؤسس أك تخطط لمستقبميا تحكـ عمى نفسيا بالفناء، وأن يؤسسوا بتطكير ىذا الفقو مف خبلؿ إيجاد صمة الكصؿ بيف الفقو المعاصر كالفقو الماضي،

" :، عمى قاعدة اإلماـ أبي حنيفة رحمو اهلل أو يخططوا أيضا لفقو المستقبل إذا كان ذلك متاحا / 15تاريخ بغداد -31 [ "والخروج منو إنا نستعد لمبالء قبل نزولو، فإذا نزل عرفنا الدخول فيو

كىك ما يندرج ضمف " الفقو االفتراضي"، فمربما تكمـ أبك حنيفة في مسألة فقيية لـ تحصؿ . ]477 في زمنو، لكنيا حصمت في زمف الحؽ، ثـ استفاد مف حكميا طالبيا.

ـ الصالحات ، كصمى ا هلل كبارؾ ىذا ما يسر اهلل سبحانو كتعالى بيانو ، كالحمد هلل الذم بنعمتو تت عمى سيدنا كحبيبنا محمد صمى اهلل عميو كسمـ ، كآخر دعكاىـ أف الحمد هلل رب العالميف

الخاتمة : يتمثؿ أىميا باآلتيك ، نتائج تكصؿ البحث إلى عدة ، كليس بالضركرة أف يككف ذلؾ الفقو كلبيئتو ػ الفقو مف كضع الفقيو، كقد يضع الفقيو فقينا لزمنو 1

ا لمتطبيؽ في أيامنا. صالحنف كليس الثباتأم التطكير ؛ األصؿ في فقو المعامبلت المركنة .2 تطكير الفقو اإلسبلمي ، كا

،كتغير خاص مشروع إذا توفرت مبرراتو الشرعيةبشكؿ عاـ كفقو المعامبلت المالية بشكؿ في المسائؿ المستجدة.كالعرؼ كالمصمحة أك تطكر أساليب الحياة كالمكاف كحاؿ المكمؼ الزماف

ػ لكي تبث الحياة بقكة في مسيرة استمرار بناء الفقو اإلسبلمي، ال بد مف أف تتكفر صفات معينة 3 يتمتع بكجكد الممكة الفقيية المؤىمة لدراسة المستجدات ، كأف في الفقيو المعاصر، أىميا: أف

ة عمى أنيا مذىب كاحد، كأف يتصؼ بالمركنة المبنية عمى التعامؿ مع جميع المذاىب اإلسبلمييعايش الناس مف خبلؿ ما يستجد معيـ مف قضايا تحتاج إلى دراسة فقيية، كال يتيسر ذلؾ إال

لمف كصؼ بأنو فقيو ميداني.إف الكقت المعاصر يحتاج إلى استنباط منيج فقيي مبلئـ، يعتمد عمى العنصر المشترؾ الذم . 5

مف العناصر التي اختمفكا ى أف تضاؼ إليو مفردات أخرلاتفؽ عميو الفقياء أئمة المذاىب، عم .إذا استدعى األمر ذلؾ مبتكرة فييا، كعناصر أخرل

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

888

،إف ما ابتكره الفقيو مف حمكؿ فقيية لزمنو كلبيئتو، قد تككف صالحة لتمؾ البيئة ، كلذلؾ الزمف. 6ية لتمؾ البيئة نفسيا أك كىذا قد يستمر لمدة معينة، األمر الذم يستدعي تجديد الحمكؿ الفقي

.لغيرىا في الزمف التالي مف قبؿ الفقيو الذم جاء بعد الفقيو األكؿواإلدارات الحكومية فيتوجو بيا إلى األشخاص والمؤسسات والييئات التوصيات أما

إيجاد جيل فقيي مرن يسيم في الذين يقع عمييم تأمين ىذه المستمزمات الضرورية والمسيمةفي تطوير الفقو اإلسالمي عامة وفقو المعامالت المالية خاصة أو االىتمام بتفعيل الموجود منيا

: . ويتوجو بيا وفق الترتيب اآلتي وغيرىم : من أساتذة جامعاتعمى صعيد الشخصيات الفقيية - ميتمة بدراسة المستجدات انطبلقنا مرنة في فتاوييا، ميدانية في دراستياألف تككف تيادعك ،

، كليس مف نظرة الفقو الجزئية المقتصرة عمى دراسة ما يستجد عمى نظرة الفقو الكميةمف . ضكء مذىب فقيي كاحد

يؤمف بكجكد مبدأ المدارس الفقيية ، كيككف تكوين جيل فقيي مرن ،دعكتيا ألف تسيـ في، األمر الذم يسيـ في خدمة كتطكير الفقو في الكقت نفسو بعيدنا عف التعصب المذىبي

اإلسبلمي بشكؿ عاـ ، كفقو المعامبلت المالية بشكؿ خاص . عمى صعيد مؤسسات التعميم الجامعي الشرعي : - الباحث الفقيي المعاصر، الذي يتصف بالمرونة، والذي يعتبر يجاد إلمطالبتيا بالسعي

والجماعة، بمنزلة المذىب الفقيي الواحد الكبير، المذاىب الفقيية المعتبرة عند أىل السنة الذي يمكن أن يعتمد عميو الباحث الفقيي في دراستو الفقيية لممسائل المعاصرة.

كتككف قادرة طاقات فقيية مؤىمة عمميا، وتمتمك ميارات عقمية وشخصيةإيجاد مطالبتيا ب ،إلسبلمية في ميداف الفقو عامة، عمى ابتكار حمكؿ معاصرة لممشاكؿ التي تكاجو المجتمعات ا

كفي ميداف فقو المعامبلت خاصة. إصدار األحكام في الفقو بالفقيية المرنة، والمسيمة البحثية اعتماد المناىج بمطالبتيا

اإلسالمي عامة وفقو المعامالت المالية خاصة ، والمالئمة لمواقع الميداني المعاصر . تكميف طالبيا في مرحمة الماجستير والدكتوراه، بإعداد الدراسات الفقيية الميدانية بمطالبتيا

، لما لذلؾ مف دكر في اإلسياـ المرتبطة بدراسة المستجدات في المجاالت المالية وغيرىا .بتطكير الفقو اإلسبلمي عامة ، كفقو المعامبلت المالية خاصة

قيية :عمى صعيد المؤسسات البحثية والمجامع الف -

د. حسن الرفاعي

888

اإلسراع في تكجيو الدعكات إلى أصحاب االختصاص في أصكؿ البحث الفقيي، مطالبتيا بلعقد مؤتمر فقيي ، بيدف إعداد منيج فقيي موحد، يتالءم مع واقع العصر ،ويتسم

بما فيو فقو المعامبلت الفقو المعاصر طكير، لما لذلؾ مف دكر في اإلسياـ بتبالمرونة .المالية

تعزيز نشر الثقافة الفقيية المرنة، مف خبلؿ تكجيو الباحثيف المعاصريف، إلعداد مطالبتيا بمنيـ في إطار ذكر آراء فقياء المذاىب، ثـ السعي لترجيح ما طمبي دراستيـ الفقيية التي تي

يتبلءـ منيا مع أرض الكاقع، أك استنباط الحؿ المناسب انطبلقان مف تمؾ المذاىب. خالل الضغط عمىالفقو مف الشؽ النظرم إلى الشؽ التطبيقي ، مف ؿ مطالبتيا بالسعي لنق

المؤسسات التشريعية القائمة المتمثمة بالمجالس النيابية، إلقرار ما يحتاج إلى إقرار في ميدان فقو المعامالت المالية ، أو لتعديل ما يحتاج إلى تعديل، بالنسبة لما ىو مشرع منيا

. وتطوير مسيرتيا يجاد المؤسسات المالية اإلسالمية، لما لذلك من إسيام في إ عمى صعيد اإلدارات الحكومية : - في خبلؿ إصدار قكانينيا أك تعديؿ المطبؽ منيا جميع المذاىب الفقيية اعتمادب مطالبتيا

كأف ال يقتصر ذلؾ عمى مذىب كاحد ،ألنو قد يؤدم إلى تضييؽ ،فقو المعامبلت كغيره الذم قد يعارض مركنة الشريعة ،كيؤثر عمى ككنيا صالحة لمتطبيؽ في كؿ المكسع ،األمر زماف كمكاف.

المصادر والمراجع

[1] ، ر ابف دا، 1ط .) أطركحة دكتكراه( التجديد في الفكر اإلسالميأمامو ، عدناف محمد ىػ (.1424) الجكزم، الدماـ، السعكدية

]2[ ، القاىرة ، مصر مكتبة الشركؽ الدكلية ، ، 4ط. الوسيطالمعجم أنيس، إبراىيـ، كآخركف (.2004ىػ / 1425) [3] ، تحقيؽ عامر الجزار كأنكر الباز ، دار الكفاء، ، 3، ط مجموع الفتاوىابف تيمية ، أحمد

ـ ( . 2005ىػ / 1426المنصكرة ، مصر ، ) ]4 [ دار الفاركؽ لمنشر كالتكزيع ، 1ط . مرونة الفقو اإلسالميعمى جاد الحؽ ، ،جاد الحؽ

( . 2005، القاىرة ، مصر ، ) ]5[ ، مطبعة . الفكر السامي في تاريخ الفكر اإلسالميالحجكم الثعالبي ، محمد بف الحسف

ىػ (.1345النيضة ، تكنس ، )

المعامالت المالية " وفق المستجدات المعاصرةتطوير " فقو

888

]6[ ، رابطة العالـ ، 1ط . الفقو اإلسالمي ، آفاقو وتطورهحسني ، عباس حسني محمد ىػ ( . 1402، ) 10اإلسبلمي ، السنة الثانية ، العدد

]7[العممي كالبحث العميا الدراسات كمية، 2ط . معاصرة فقيية قضايا ، الحؽ عبد ، حميش ، (.ـ 2007/ ق 1428) ، المتحدة العربية الشارقة،اإلمارات جامعة

]8[ ، تحقيؽ د. بشار عكاد معركؼ ، 1ط . بغدادتاريخ الخطيب البغدادم ، أحمد بف عمي ـ( . 2001ىػ / 1422، دار الغرب اإلسبلمي ، بيركت ، لبناف ، )

]9[ ،الدار المتحدة، دمشؽ ، سكريا ، 16ط .عمم أصول الفقوخبلؼ، عبد الكىاب. ]10[تحقيؽ فريؽ " بيت األفكار .سنن أبي داود داكد السجستاني ، سميماف بف األشعث ، أبك

الدكلية "، بيت األفكار الدكلية ، الرياض ، السعكدية . ]11[ ، سبل االستفادة من النوازل والفتاوى والعمل الفقيي في الزحيمي ، كىبة مصطفى

ـ(. 2001ق/ 1401دار المكتبي ، دمشؽ ، سكرية ) ، 1ط .التطبيقات المعاصرة ]12 [،1967 (دمشؽ،سكريا الفكر، دار، 9ط .العام الفقيي المدخل مصطفى، الزرقا.) ]13 [،الفكر العربي. ، دار 2ط .أبو حنيفة : حياتو وعصره ، آراؤه وفقيو أبك زىرة ، محمد ]14 [ر العربي،القاىرة،مص الفكر دار .اإلسالمية المذاىب تاريخ محمد، ، زىرة أبك

ـ(. 1966) ]15 [19، السنة 72كتاب األمة ، العدد . تكوين الممكة الفقيية، محمد عثماف ، شبير ،

ىػ ( . 1420كزارة األكقاؼ ، قطر ) ]16 [دار، 3ط. اإلسالمي الفقو في المعاصرة المالية المعامالت ، عثماف محمد ، شبير

.)ـ 1999/ ىػ 1419) األردف، ، عماف ، النفائس ]17 [،والعقود الممكية وقواعد اإلسالمي بالفقو التعريف في المدخل مصطفى، محمد شمبي

.ـ 1985/ ىػ 1405 لبناف، بيركت، العربية، النيضة دار. فيو ]18 [،مصر القاىرة، كىبة، مكتبة،1ط .اإلسالمي الفقو إلى المدخل محمد، محمكد الطنطاكم

.ـ( 1987/ىػ 1408( ]19 [ دار الفكر ، 1ط . التجديد في الفقو اإلسالمي، كىبة ، الزحيميعطية ، جماؿ ، ك ،

ـ (.2000ىػ / 1420دمشؽ ، سكرية ) ]20 [ ، عون المعبود عمى شرح سنن أبي داود وبيامشو شرح العظيـ آبادم ، محمد شمس الحؽ

المنكرة ، السعكدية المكتبة السمفية بالمدينة ، 2ط تحقيؽ عبد الرحمف محمد حسف،. يم الحافظ ابن الق ـ (. 1968ىػ / 1388)

د. حسن الرفاعي

888

]21 [وآثارىم عشر الرابع القرن في اإلسالمي العالم فقياء من ستة تراجم الفتاح، عبد غدة، أبك ـ(. 1997/ىػ 1417 (لبناف بيركت، اإلسبلمية، البشائر دار، 1 ط .الفقيية

]22 [ ، دراسة مقارنة ، دار المريخ لمنشر كالتكزيع ، الرياض .فقو المعامالتالفقي ، محمد عمي عثماف ـ( . 1986ىػ / 1406، السعكدية )

]23 [1ط.(دكتكراه أطركحة)المعاصرة الفقيية النوازل أحكام استنباط منيج عمي، مسفر ، القحطاني ، (. ـ 2003/ ىػ 1424 (السعكدية ، الرياض ، الخضراء األندلس دار

]24 [تحقيؽ د. محمد .(أنوار البروق عمى أنواع الفروق )كتاب الفروق ، أحمد بف إدريس ، القرافي ـ ( . 2001ىػ / 1421دار السبلـ، القاىرة ، مصر)، 1 ، طأحمد سراج كد. عمي جمعة محمد،

]25 [ ،1421) لبناف بيركت، ، الرسالة مؤسسة ،1ط. بالشراء لآلمر المرابحة بيع ، يكسؼ القرضاكم ( . ـ2001/ىػ

]26 [ ، مكتبة كىبة ، القاىرة ، مصر ، 2ط .الفقو اإلسالمي بين األصالة والتجديدالقرضاكم ، يكسؼ ـ(.1999ىػ / 1419)

]27 [ ، مكتبة المعارؼ،الرياض ) 2ط .تاريخ التشريع اإلسالمي: في التشريع والفقوالقطاف ، مناع، ـ(. 1996ىػ/ 1417

]28 [ ، دار ابف الجكزم ، 1ط .إعالم الموقعين عن رب العالمينابف القيـ ، محمد بف أبي بكر ، ىػ ( . 1423الدماـ ، السعكدية )

]29 [. مجمة األحكاـ العدلية

]30 [ ،ـ(. 2001ىػ/ 1422) ، دار القمـ، دمشؽ، سكريا2ط . فتاوى مصطفى الزرقامكي، مجد أحمد ]31 [ ، تحقيؽ : عبد اهلل عمي الكبير ، كمحمد أحمد حسب . لسان العربابف منظكر، محمد بف مكـر

اهلل ، كىاشـ محمد الشاذلي ، دار المعارؼ ، القاىرة ، مصر . ]32 [ ، مكتبة الرشد ، الرياض ، ، 1ط .)رسالة ماجستير( المذىب الحنفيالنقيب ، أحمد بف محمد

ـ (. 2001 ىػ / 1422السعكدية ) ]33 [ ، المكتبة 5ط .فقو المعامالت المدنية والتجارية في الشريعة اإلسالميةكاصؿ ، نصر فريد ،

ـ(. 1998ىػ / 1418التكفيقية ، القاىرة ، مصر )