594
م ي س ا ق ت و روق ف ن م د ي ض ن ل اُ ّ الدر د ي ح و ت ل ا اب ي ك ى عل د ي ف م ل ول ا ق ل ا) ول- ء الأ ز ج لا( ر طي ن س م ل ا ى م سا@ Smusaiteer

saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

  • Upload
    others

  • View
    2

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الدر النضيد من فروق وتقاسيم القول المفيد على كتاب التوحيد

)الجزء األول(

سامي المسيطير@Smusaiteer

Page 2: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

حيم حمن الر بسم الله الر

الحمدلله رب العالمين والص;;الة والس;;الم على خ;;اتم النب;;يين وعلى آل;;ه وص;;حبه

أجمعين ، وبع;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;د ،،

القول المفيد على كتابفقد من الله تعالى على كاتب السطور بقراءة كتاب :"

" للشيخ العالمة محمد بن صالح العثيمين رحم;;ه الل;;ه تع;;الى ، ف;;أعجبنيالتوحيد

وتعجبت من شرح الش;;يخ وم;;ا من الل;;ه تع;;الى علي;;ه من حس;;ن التعليم ، وبي;;ان

الشرح ، وإيصال العلم بأيسر طري;ق وأجم;ل أس;;لوب ، فيفهم ش;;رحه ويس;;تفيد

من عرضه طالب العلم والعامي ، بل وحتى البليد .

وقد كنت أركز على التقاسيم والفروق التي يذكرها الشيخ رحمه الله أثناء

شرحه ألبواب كتاب التوحيد ، وأسجلها على طرة الكتاب ، فاجتمع لي فيها خير

كثير .

فرأيت أن أجمع هذه الفروق والتقاسيم البديعة - كل باب على حدة - ليسهل

حفظ بعض مقاصد الباب ، ويتيسر ضبطها .

وسأشير إلى رقم الصفحة ليسهل في ذلك مراجعة المسألة وفهمها - إن لم

تتضح -، فقد يكون للمسألة ذيول تلحق بها ، وال بد من ضبطها وحفظها .

وليس لي من ذلك إال الجمع والترتيب . والله تعالى الموفق .

.والعذر عند أصحاب الفضل مأمول

وال غنى لي عن نصحكم وتوجيهاتكم .

تنويه :

Page 3: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

1421الطبعة التي أعتمدت عليها في المراجعة : طبعة دار ابن الجوزي

إعتذار :

العنوان مقتبس من عدة كتب منها :

- الدر النضيد شرح كتاب التوحيد تأليف الشيخ أحمد بن حسن النجدي .1

- الدر النضيد في شرح كتاب التوحيد - تأليف الشيخ سليمان بن عبدالرحمن2

بن حمدان )وأثنى على هذا الشرح الشيخ بكر أبوزيد حفظه الله فقال : لهذا

كان شرحه"الدر النضيد" من أنفس شروح كتاب التوحيد ( .

- الدر النضيد على كتاب التوحيد للشيخ سعد بن عبدالعزيز الجندول .3

- الدر النضيد في تخريج كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي .4

المرجع في اقتباس العنوان : كتاب عناية العلماء بكتاب التوحيد للشيخ /عبداإلله

بن عثمان الشايع .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في مقدمة شرحه لكتاب

التوحيد :

كتاب التوحيد :

أقسامه:

ينقسم التوحيد إلى ثالثة أقسام:

- توحيد الربوبية .1

- توحيد األلوهية .2

- توحيد األسماء والصفات . 3

Page 4: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وقد اجتمعت في قوله تعالى: )رب السماوات واألرض وما بينهما فاعبده

(1/9[ . )ج65واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا( ]مريم:

-----

القسم الثاني :

:ويقال له: توحيد العبادة باعتبارين توحيد األلوهية :

- فاعتبار إضافته إلى الله يسمى: توحيد األلوهية .

(1/14)ج- وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة.

-----

والعبادة تطلق على شيئين:

بمعنى التذلل لله - عز وجل - بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛ محبةاألول: التعبد:

وتعظيما .

فمعناها كما قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله: "اسمالثاني: المتعبد به؛

جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من األقوال واألعمال الظاهرة والباطنة".

مثال ذلك: الصالة؛ ففعلها عبادة، وهو التعبد، ونفس الصالة عبادة، وهو المتعبد

به.

( 1/14)ج

القسم الثالث:

توحيد األسماء والصفات: وهو إفراد الله - عز وجل - بما له من األسماء

Page 5: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والصفات .

وهذا يتضمن شيئين:

وذلك بأن نثبت لله - عز وجل - جميع أسمائه وصفاته التي أثبتهااألول: اإلثبات،

لنفسه في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وذلك بأن ال نجعل لله مثيال في أسمائه وصفاته؛ كما قالالثاني: نفى المماثلة،

[. 11تعالى: )ليس كمثله شيء وهو السميع البصير( ]الشورى:

فهيفدلت هذه اآلية على أن جميع صفاته ال يماثله فيها أحد من المخلوقين؛

وإن اشتركت في أصل المعنى، لكن تختلف في حقيقة الحال :

فمن لم يثبت ما أثبته الله لنفسه؛ فهو معطل ، وتعطيله هذا يشبه تعطيل-

فرعون .

- ومن أثبتها مع التشبيه صار مشابها للمشركين الذين عبدوا مع الله غيره .

- ومن أثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين .

(1/17)ج

-----

- فالتحريف في النصوص .

- والتعطيل في المعتقد .

- والتكييف في الصفة .

- والتمثيل في الصفة، إال أنه أخص من التكييف ؛ فكل ممثل مكيف، وال

عكس ،.

Page 6: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه األمور األربعة .

( 1/18)ج

 

قال الشيخ رحمه الله تعالى :

:كتاب التوحيد

اآلية الثانية قوله تعالى: )ولقد بعثنا في كل أمة رسوال أن اعبدوا الله واجتنبوا

[. 36الطاغوت( ]النحل:

وتطلق األمة في القرآن على أربعة معان:

- الطائفة: كما في هذه اآلية .أ

[.120ب- اإلمام، ومنه قوله تعالى: )إن إبراهيم كان أمة قانتا لله( ]النحل:

[.23ج- الملة: ومنه قوله تعالى: )إنا وجدنا آباءنا على أمة( ]الزخرف:

[. 45د- الزمن: ومنه قوله تعالى: )وادكر بعد أمة( ]يوسف:

(1/27)ج

----

والتوحيد ال يتم إال بركنين، هما:

- اإلثبات .1

- النفي .2

إذ النفي المحض تعطيل محض ، واإلثبات المحض ال يمنع المشاركة.

مثال ذلك:

- زيد قائم ، يدل على ثبوت القيام لزيد، لكن ال يدل على انفراده به .

Page 7: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- ولم يقم أحد ، هذا نفي محض .

- ولم يقم إال زيد ، هذا توحيد له بالقيام ؛ ألنه اشتمل على إثبات ونفي.

(1/29)ج

-----

اآلية الثالثة قوله تعالى: )وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه...( اآلية .

قضاء الله - عز وجل - ينقسم إلى قسمين: )قضى(قوله:

- قضاء شرعي .1

- قضاء كوني .2

وقوعه من المقضي عليه وعدمه ، وال يكون إال فيما يجوز فالقضاء الشرعي :

[؛23 مثال ذلك: هذه اآلية: )وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه( ]اإلسراء: يحبه الله .

فتكون قضى بمعنى: شرع ، أو بمعنى: وصى ، وما أشبههما .

مثالالبد من وقوعه، ويكون فيما أحبه الله، وفيما ال يحبه. والقضاء الكوني :

ذلك: قوله تعالى: )وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في األرض

[ فالقضاء هنا كوني؛ ألن الله ال يشرع4مرتين ولتعلن علوا كبيرا( ]اإلسراء:

الفساد في األرض، وال يحبه.

(1/30 )

قال الشيخ رحمه الله تعالى :

إذا قيل: ثبت أن الله قضى كونا ما ال يحبه ؛ فكيف يقضي الله ما ال يحبه؟

فالجواب: أن المحبوب قسمان:

Page 8: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- محبوب لذاته .1

- محبوب لغيره .2

فالمحبوب لغيره قد يكون مكروها لذاته ، ولكن يحب لما فيه من الحكمة

والمصلحة ؛ فيكون حينئذ محبوبا من وجه ، مكروها من وجه آخر .

مثال ذلك: الفساد في األرض من بني إسرائيل في حد ذاته مكروه إلى الله ؛

ألن الله ال يحب الفساد ، وال المفسدين ، ولكن للحكمة التي يتضمنها يكون بها

محبوبا إلى الله - عز وجل - من وجه آخر .

ومن ذلك: القحط ، والجدب ، والمرض ، والفقر ؛ ألن الله رحيم ال يحب أن

يؤذي عباده بشيء من ذلك ، بل يريد بعباده اليسر ، لكن يقدره للحكم المترتبة

عليه ؛ فيكون محبوبا إلى الله من وجه ، مكروها من وجه آخر . قال الله تعالى:

)ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا

[. 41لعلهم يرجعون( ]الروم:

(1/30)

-----

أقسام العبودية:

تنقسم العبودية إلى ثالثة أقسام :

، وهي لكل الخلق ، قال تعالى: )إن كل من فيوهي عبودية الربوبية- عامة : 1

[، ويدخل في ذلك الكفار .93السماوات واألرض إال آتي الرحمن عبدا( ]مريم:

، قال تعالى: )وعباد الرحمنوهي عبودية الطاعة العامة - عبودية خاصة :2

[، وهذه تعم كل من تعبد لله63الذين يمشون على األرض هونا( ]الفرقان:

Page 9: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

بشرعه .

قال تعالى عنوهي عبودية الرسل عليهم الصالة والسالم، - خاصة الخاصة :3

[، وقال عن محمد: )وإن كنتم في ريب3نوح: )إنه كان عبدا شكورا( ]اإلسراء:

[، وقال في آخرين من الرسل: )وأذكر عبادنا23مما نزلنا على عبدنا( ]البقرة:

[. فهذه العبودية45إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي األيدي واألبصار( ]ص:

المضافة إلى الرسل خاصة الخاصة ؛ ألنه ال يباري أحد هؤالء الرسل في

العبودية .

(1/33 )

وحيد وما يكفر من الذنوب باب فضل الت

[.82وقول الله تعالى: )الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم( اآلية ]األنعام:

والظلم أنواع :

وهو الشرك في حق الله .- أظلم الظلم ،1

فال يعطيها حقها، مثل أن يصوم فال يفطر، ويقوم فال- ظلم اإلنسان نفسه؛2

ينام.

مثل أن يتعدى على شخص بالضرب، أو القتل، أو أخذ- ظلم اإلنسان غيره، 3

مال، أو ما أشبه ذلك.

(1/61)

----

قوله: )وهم مهتدون(، أي: في الدنيا إلى شرع الله بالعلم والعمل .

Page 10: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: هداية اإلرشاد .فاالهتداء بالعلم -

: هداية توفيق .واالهتداء بالعمل-

(1/62)ج

----

قوله: "من شهد أن ال اله إال الله" : الشهادة ال تكون إال عن علم سابق ، قال

[، وهذا العلم : 86تعالى: )إال من شهد بالحق وهم يعلمون( ]الزخرف:

- قد يكون مكتسبا .

.- وقد يكون غريزيا

فالعلم بأنه ال إله إال الله غريزي، قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد

(. 2على الفطرة")

وقد يكون مكتسبا، وذلك بتدبر آيات الله، والتفكر فيها.

(63/ 1)ج

----

فالمعاصي من حيث المعنى العام أو الجنس العام يمكن أن نعتبرها من

الشرك .

وأما بالمعنى األخص؛ فتنقسم إلى أنواع :

- شرك أكبر.1

- شرك أصغر .2

- معصية كبيرة.3

Page 11: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- معصية صغيرة. 4

وهذه المعاصي منها :

- ما يتعلق بحق الله .

- ومنها ما يتعلق بحق اإلنسان نفسه .

- ومنها ما يتعلق بحق الخلق.

( 1/66)ج

قال الشيخ رحمه الله تعالى :

ولهذا كان أولئك الغالة ليلة المولد إذا تلى التالي "المخرف" كلمة المصطفى

قاموا جميعا قيام رجل واحد، يقولون: ألن الرسول صلى الله عليه وسلم حضر

مجلسنا بنفسه، فقمنا إجالال له، والصحابة رضي الله عنهم أشد إجالال منهم

ومنا، ومع ذلك إذا دخل عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حي يكلمهم

ال يقومون له، وهؤالء يقومون إذا تخيلوا أو جاءهم شبح إن كانوا يشاهدون شيئا، فانظر كيف بلغت بهم عقولهم إلى هذا الحد! فهؤالء ما شهدوا أن محمدا

عبدالله ورسوله .

وهؤالء المخرفون مساكين :

؛ فنرق لهم، ونسأل الله لهم السالمة والعافية .إن نظرنا إليهم بعين القدر-

؛ فإننا يجب أن ننابذهم بالحجة حتى يعودوا إلىوإن نظرنا إليهم بعين الشرع-

الصراط المستقيم .

( 70-1/69)ج

Page 12: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

-----

فالمبتدعون قد يقال :

، ولكننا نخطئهم فيماإذا كانوا ال يعلمون الحق إنهم يثابون على حسن نيتهم -

ذهبوا إليه .

- أما أئمتهم الذين علموا الحق ، ولكن ردوه ليبقوا جاههم ؛ ففيهم شبه بأبي

جهل ، وعتبة بن ربيعة ، والوليد بن المغيرة ، وغيرهم الذين قابلوا رسالة النبي

صلى الله عليه وسلم بالرد إبقاء على رئاستهم وجاههم .

-أما بالنسبة ألتباع هؤالء األئمة ؛ فينقسمون إلى قسمين:

- القسم األول : الذين جهلوا الحق ، فلم يعلموا عنه شيئا ، ولم يحصل منهم

تقصير في طلبه ، حيث ظنوا أن ما هم عليه هو الحق ؛ فهؤالء معذورون .

- القسم الثاني: من علموا الحق ، ولكنهم ردوه تعصبا ألئمتهم ؛ فهؤالء ال

يعذرون ، وهم كمن قال الله فيهم: )إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم

[. 22مهتدون( ]الزخرف:

(1/71)ج

----

فشريعة من قبلنا لها ثالث حاالت :

األولى: أن تكون مخالفة لشريعتنا ؛ فالعمل على شرعنا.-

- الثانية: أن تكون موافقة لشريعتنا ؛ فنحن متبعون لشريعتنا .

وفى هذه الحال اختلف علماء- الثالثة: أن يكون مسكوتا عنها في شريعتنا ،

Page 13: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

األصول: هل نعمل بها، أو ندعها؟ والصحيح أنها شرع لنا، ودليل ذلك : قوله

[. 90تعالى: )أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده( ]األنعام:

(1/72)ج

----

األول : العين- ينقسم إلى ثالثة أقسام : ما أضافه الله إلى نفسهوأعلم أن

وإضافتها إليه من باب إضافة المخلوق إلى خالقه .القائمة بنفسها ،

: وهذه اإلضافة

كقوله تعالى: )وسخر لكم ما في- قد تكون على سبيل عموم الخلق؛

[، وقوله تعالى: )إن أرضي13السماوات وما في األرض جميعا منه( ]الجاثية:

[.56واسعة( ]العنكبوت:

، كقوله تعالى: )وطهر بيتي للطائفين(- وقد تكون على سبيل الخصوص لشرفه

وهذا القسم[، 13[، وكقوله تعالى: )ناقة الله وسقياها( ]الشمس: 26]الحج:

مخلوق .

، مثاله قوله تعالى:الثاني: أن يكون شيئا مضافا إلى عين مخلوقة يقوم بها

[؛ فإضافة هذه الروح إلى الله من باب إضافة171)وروح منه( ]النساء:

المخلوق إلى خالقه تشريفا ؛ فهي روح من األرواح التي خلقها الله، وليست

جزء أو روحا من الله؛ إذ أن هذه الروح حلت في عيسى عليه السالم، وهو عين

وهذا القسم مخلوق أيضا .منفصلة عن الله،

Page 14: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

مثال ذلك قوله تعالى:الثالث: أن يكون وصفا غير مضاف إلى عين مخلوقة،

[، فالرسالة144)إني اصطفيتك على الناس برساالتي وبكالمي( ]األعراف:

والكالم أضيفا إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فإذا أضاف الله

فهذه الصفة غير مخلوقة .لنفسه صفة؛

وبهذا يتبين أن هذه األقسام الثالثة :

قسمان منها مخلوقان ، وقسم غير مخلوق .

فاألعيان القائمة بنفسها والمتصل بهذه األعيان مخلوقة .-

- والوصف الذي لم يذكر له عين يقوم بها غير مخلوق ؛ ألنه يكون من صفات

.الله ، وصفات الله غير مخلوقة

(1/75)ج

-----

قوله: "أدخله الله الجنة" .

إدخال الجنة ينقسم إلى قسمين :

األول: إدخال كامل لم يسبق بعذاب لمن أتم العمل . -

- الثاني: إدخال ناقص مسبوق بعذاب لمن نقص العمل .

فالمؤمن إذا غلبت سيئاته حسناته إن شاء الله عذبه بقدر عمله، وإن شاء لم

يعذبه، قال الله تعالى: )إن الله ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن

[.116يشاء( ]النساء:

Page 15: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

( 1/76)ج

قال رحمه الله تعالى :

ومن المعلوم أن بين القرآن والحديث القدسي فروق كثيرة :

- منها : أن الحديث القدسي ال يتعبد بتالوته ، بمعنى أن اإلنسان ال يتعبد لله1

والقرآنتعالى بمجرد قراءته ؛ فال يثاب على كل حرف منه عشر حسنات ،

بكل حرف منه عشر حسنات .يتعبد بتالوته

أن يأتي الناس بمثل القرآن أو آية منه ، ولم يردتحدى- ومنها : أن الله تعالى 2

مثل ذلك في األحاديث القدسية .

من عند الله تعالى ؛ كما قال سبحانه: )إنا نحن محفوظ- ومنها : أن القرآن3

[ ، واألحاديث القدسية بخالف ذلك ؛9نزلنا الذكر وإنا له لحافظون( ]الحجر:

ففيها الصحيح والحسن ، بل أضيف إليها ما كان ضعيفا أو موضوعا ، وهذا وإن

لم يكن منها لكن نسب إليها وفيها التقديم والتأخير والزيادة والنقص .

بإجماع المسلمين ، وأما األحاديثال تجوز قراءته بالمعنى- ومنها : أن القرآن 4

القدسية ، فعلى الخالف في جواز نقل الحديث النبوي بالمعنى واألكثرون على

جوازه .

- ومنها: أن القرآن تشرع قراءته في الصالة ومنه ما ال تصح الصالة بدون5

قراءته ، بخالف األحاديث القدسية .

على األصح ، بخالف األحاديث القدسية .ال يمسه إال طاهر - ومنها : أن القرآن 6

Page 16: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

حتى يغتسل على القول الراجح ، بخالفال يقرؤه الجنب- ومنها : أن القرآن 7

األحاديث القدسية .

المفيد للعلم اليقيني ، فلو أنكر منهثبت بالتواتر القطعي- ومنها : أن القرآن 8

حرفا أجمع القراء عليه ؛ لكان كافرا ، بخالف األحاديث القدسية ؛ فإنه لو أنكر

شيئا منها مدعيا أنه لم يثبت ؛ لم يكفر ، أما لو أنكره مع علمه أن النبي صلى

الله عليه وسلم قاله ؛ لكان كافرا لتكذيبه النبي صلى الله عليه وسلم .

(82/ 1)ج

----

وليس الخالف في هذا كالخالف بين األشاعرة وأهل السنة في كالم الله تعالى ؛

ألن الخالف بين هؤالء في أصل كالم الله تعالى ؛

كالم الله تعالى كالم حقيقي مسموع يتكلم سبحانه- فأهل السنة يقولون :

بصوت وحرف .

- واألشاعرة ال يثبتون ذلك ، وإنما يقولون : كالم الله تعالى هو المعنى القائم

بنفسه وليس بحرف وصوت ، ولكن الله تعالى يخلق صوتا يعبر به عن المعنى

القائم بنفسه ، وال شك في بطالن قولهم ، وهو في الحقيقة قول المعتزلة ،

ألن المعتزلة يقولون : القرآن مخلوق ، وهو كالم الله .

وهؤالء يقولون: القرآن مخلوق، وهو عبارة عن كالم الله ، فقد اتفق الجميع

. على أن ما بين دفتي المصحف مخلوق

(1/83)ج

Page 17: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ة بغير حساب وحيد دخل الجن باب من حقق الت

قال رحمه الله تعالى :

وتحقيق التوحيد: تخليصة من الشرك ، وال يكون إال بأمور ثالثة :

فال يمكن أن تحقق شيئا قبل أن تعلمه ، قال الله تعالى: )فاعلماألول: العلم ؛

[. 19أنه ال إله إال الله( ]محمد:

فإذا علمت ولم تعتقد واستكبرت ؛ لم تحقق التوحيد ، قال اللهالثاني: االعتقاد ،

[ ؛5تعالى عن الكافرين : )أجعل اآللهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب(. ]ص:

فما اعتقدوا انفراد الله باأللوهية.

فإذا علمت واعتقدت ولم تنقد ؛ لم تحقق التوحيد ، قال تعالى:الثالث: االنقياد ،

)إنهم كانوا إذا قيل لهم ال إله إال الله يستكبرون* ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا

[ . 35/36لشاعر مجنون( ]الصافات:

فإذا حصل هذا وحقق التوحيد ؛ فإن الجنة مضمونة له بغير حساب ، وال يحتاج

أن نقول إن شاء الله ؛ ألن هذا حكاية حكم ثابت شرعا ، ولهذا جزم المؤلف

رحمه الله تعالى بذلك في الترجمة دون أن يقول: إن شاء الله . أما بالنسبة

للرجل المعين ؛ فإننا نقول: إن شاء الله.

( 1/91) ج

------

اآلية األولى: قوله تعالى: )إن إبراهيم كان أمة...( اآلية.

وقد سبق أن أمة تأتي في القرآن على أربعة أوجه :قوله: )أمة(، أي: إماما ،

- إمام .1

Page 18: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- ودهر . 2

- وجماعة .3

- ودين . 4

(1/92)ج

-----

ويجب أن نعلم أن ثناء الله على أحد من خلقه ال يقصد منه أن يصل إلينا الثناء

فقط، لكن يقصد منه أمران هامان:

كما أن من أثنى الله عليه شرا ،األول : محبة هذا الذي أثنى الله عليه خيرا ،

فإننا نبغضه ونكرهه ، فنحب إبراهيم عليه السالم ؛ ألنه كان إماما حنيفا قانتا لله

ولم يكن من المشركين ، ونكره قومه ؛ ألنهم كانوا ضالين ، ونحب المالئكة وإن

كانوا من غير جنسنا ؛ ألنهم قائمون بأمر الله ، ونكره الشياطين ، ألنهم عاصون

لله وأعداء لنا ولله ، ونكره أتباع الشياطين ؛ ألنهم عاصون لله أيضا وأعداء لله

ولنا .

الثاني : أن نقتدي به في هذه الصفات التي أثنى الله بها عليه ؛ ألنها محل الثناء

، ولنا من الثناء بقدر ما اقتدينا به فيها ، قال تعالى: )لقد كان في قصصهم عبرة

[ ، وقال تعالى: )قد كانت لكم أسوة حسنة في111ألولي األلباب( ]يوسف:

[، وقال تعالى: )لقد كان لكم فيهم أسوة4إبراهيم والذين معه( ]الممتحنة:

[. 6حسنة لمن كان يرجو الله واليوم اآلخر( ]الممتحنة:

ألن اإلنسان أحيانا يغيب عن باله الغرض األول ، وهو محبةوهذه مسألة مهمة ؛

هذا الذي أثنى الله عليه خيرا ، ولكن ال ينبغي أن يغيب ؛ ألن الحب في الله ،

Page 19: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والبغض في الله من أوثق عرى اإليمان .

(1/94)ج

-----

فائدة أخرى :

قال اإلمام أحمد : ثالثة ليس لها أصل :

- المغازي .1

- والمالحم . 2

- والتفسير . 3

فهذه الغالب فيها أنها تذكر بدون إسناد ، ولهذا ؛ فإن المفسرين يذكرون قصة

[ ، وقليل منهم من ينكر القصة190آدم ، )فلما آتاهما صالحا( ]األعراف:

المكذوبة في ذلك .

: أنه ال أحد يعلم عن األمم السابقة شيئا إال من طريق الوحي ،فالقاعدة إذا

قال تعالى: )ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من

[. 9بعدهم ال يعلمهم إال الله( ]إبراهيم:

(1/95)ج

------

قوله: "انقض البارحة" :

، وقال بعض أهل اللغة : تقول والبارحة: أقرب ليلة مضت أي: سقط البارحة ،

فعلنا الليلة كذا إن قلته قبل الزوال ، وفعلنا البارحة كذا إن قلته بعد الزوال .

:وفي عرفنا

Page 20: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فمن طلوع الشمس إلى الغروب نقول : البارحة لليلة الماضية .-

- ومن غروب الشمس إلى طلوعها نقول : الليلة لليلة التي نحن فيها .

بل بعض العامة يتوسع متى قام من الليل قال: البارحة ؛ وإن كان في ليلته.

(1/97)ج

-----

:ويستعمل للعين طريقة أخرى

.الرقية - غير 1

، وهي أن يؤتي بالعائن ، ويطلب منه أن يتوضأ ، ثم يؤخذ مااالستغسال- وهو 2

تناثر من الماء من أعضائه ، ويصب على المصاب ، ويشرب منه ، ويبرأ بإذن

الله .

،وهي أن يؤخذ شيء من شعاره- وهناك طريقة أخرى ، وال مانع منها أيضا ، 3

أي: ما يلي جسمه من الثياب ، كالثوب ، والطاقية ، والسروال ، وغيرها ، أو

التراب إذا مشى عليه وهو رطب ، ويصب على ذلك ماء يرش به المصاب أو

وهو مجرب. يشربه ،

فينبغي إذا رأى ما يعجبه أن يبرك عليه؛ لقول النبي صلى الله عليهوأما العائن؛

وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف: "هال بركت عليه" ؛ أي: قلت:

بارك الله عليك.

(1/99)ج

---

، لما يلي : ال يطلبون من أحد أن يقرأ عليهمأي

Page 21: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- لقوة اعتمادهم على الله .1

- لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله .2

- ولما في ذلك من التعلق بغير الله. 3

(1/103)ج

-----

قال رحمه الله : فيه مسائل .... ثم قال :

الخامسة عشرة : ثمرة هذا العلم ، وهو عدم االغترار بالكثرة ، وعدم الزهد في

القلة :

فإن الكثرة قد تكون ضالال ، قال الله تعالى: )وإن تطع أكثر من في األرض

[ ، وأيضا الكثرة من جهة أخرى إذا اغتر116يضلوك عن سبيل الله( ]األنعام:

اإلنسان بكثرة وظن لن يغلب أو أنه منصور ؛ فهذا أيضا سبب للخذالن ؛ فالكثرة

إن نظرنا إلى أن أكثر أهل األرض ضالل ال تغتر بهم ، فال تقل: إن الناس على

هذا، كيف أنفرد عنهم ؟. كذلك أيضا ال تغتر بالكثرة إذا كان معك أتباع كثيرون

على الحق ؛

فكالم المؤلف له وجهان:

الوجه األول : أن ال نغتر بكثرة الهالكين فنهلك معهم .

الوجه الثاني: أن ال نغتر بكثرة الناجين فيلحقنا اإلعجاب بالنفس وعدم الزهد في

القلة ، أي أن ال نزهد بالقلة ؛ فقد تكو القلة خيرا من الكثرة .

( 1/110)ج

Page 22: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

رك باب الخوف من الش

قوله: )إن الله ال يغفر أن يشرك به(:

قال رحمه الله تعالى :

قوله: )إن الله ال يغفر أن يشرك به(.

فالشرك ال يغفره الله أبدا ، ألنه جناية على حق الله الخاص ، وهو التوحيد .

أما المعاصي ، كالزنى والسرقة ، فقد يكون لإلنسان فيها حظ نفس بما نال من

.شهوة

أما الشرك ، فهو اعتداء على حق الله تعالى ، وليس لإلنسان فيه حظ نفس ،

وليس شهوة يريد اإلنسان أن ينال مراده ، ولكنه ظلم ، ولهذا قال الله تعالى:

[. 13 ]لقمان: )إن الشرك لظلم عظيم(

وهل المراد بالشرك هنا األكبر ، أم مطلق الشرك؟ .

قال بعض العلماء :

يشمل كل شرك لو أصغر ، كالحلف بغير الله ، فإن الله ال يغفره . إنه مطلق

فإنها تحت المشيئة ، فقد يغفرهاأما بالنسبة لكبائر الذنوب ، كالسرقة والخمر ،

.الله

وشيخ اإلسالم ابن تيمية المحقق في هذه المسائل اختلف كالمه في هذه

: المسألة

فمرة قال: الشرك ال يغفره الله ولو كان أصغر .

ومرة قال : الشرك الذي ال يغفره الله هو الشرك األكبر .

Page 23: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وعلى كل حال فيجب الحذر من الشرك مطلقا ، ألن العموم يحتمل أن يكون

داخال فيه األصغر ، ألن قوله: )أن يشرك به( أن وما بعدها في تأويل مصدر ،

تقديره: إشراكا به ، فهو نكرة في سياق النفي ، فتفيد العموم .

(1/114)ج

----

)أن نعبد األصنام( . قوله:

جمع صنم ، وهو ما جعل على صورة إنسان أو غيره يعبد من دونواألصنام :

الله .

.فهو ما عبد من دون الله على أي وجه كان أما الوثن :

فالوثن أعم من الصنم .وفي الحديث: "ال تجعل قبري وثنا يعبد" ،

(1/116)ج

----

قوله: "وفي الحديث" .

ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . الحديث :

ما أضيف إليه والى غيره . والخبر :

ما أضيف إلى غير الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي: إلى الصحابيواألثر :

فمن بعده ، إال إذا قيد فقيل : وفي األثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

فيكون على ما قيد به.

(1/117)ج

Page 24: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قوله: "الرياء" ، مشتق من الرؤية مصدر راءى يرائي ، والمصدر رياء، كقاتل

يقاتل قتاال .

:والرياء

على كونه عابدا ، فيمدحوه(ليراه الناس 1)أن يعبد الله

ألنه لو أراد ذلك ، لكان شركا أكبر . ، ناس للأن تكون العبادة (يريد 2 )وليس

الناس فيثنوا عليه ، فهذا يسمعه(وقد يكون سماعا ، أي يقصد بعبادته أن3)

داخل في الرياء ، فالتعبير بالرياء من باب التعبير باألغلب .

، فليس هذا رياء ، بل هذا من الناس به فيها يقتدي( أن 4 أراد بعبادته)أما إن

الدعوة إلى الله - عز وجل ;، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "فعلت هذا

لتأتموا بي وتعلموا صالتي".

(1/117)ج

----

: إلى قسمينباعتبار إبطاله للعبادةوالرياء ينقسم

فهذا عمله باطلأي ما قام يتعبد إال للرياء ، العبادة ، أصلاألول: أن يكون في

لحديث أبي هريرة في "الصحيح" مرفوعا ، قال الله تعال: "أنا أغنىمردود عليه

الشركاء عن الشرك ، من عمل عمال أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" .

الثاني: أن يكون الرياء لكن طرأأي أن أصل العبادة لله، على العبادة ، طارئا

عليها الرياء ، فهذا ينقسم إلى قسمين :

رجل صلى ركعة ، ثم جاء أناس فيمثاله: .فهذا ال يضرهاألول: أن يدافعه ،

الركعة الثانية ، فحصل في قلبه شيء بأن أطال الركوع أو السجود أو تباكى وما

Page 25: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، فإنه ال يضره ألنه قام بالجهاد . فإن دافعه أشبه ذلك ،

كما لو، باطلالقسم الثاني: أن يسترسل معه ، فكل عمل ينشأ عن الرياء فهو

.فهذا كل عمله حابط، أطال القيام ، أو الركوع ، أو السجود ، أو تباكى ،

ولكن هل هذا البطالن يمتد إلى جميع العبادة أم ال؟

نقول: ال يخلو هذا من حالين :

، بحيث ال يصح أولها معآخر العبادة مبينا على أولهاالحال األولى: أن يكون

. وذلك مثل الصالة ، فالصالة مثال ال يمكن أنفهذه كلها فاسدةفساد آخرها ،

يفسد آخرها وال يفسد أولها ، وحينئذ تبطل الصالة كلها إذا طرأ الرياء في أثنائها

ولم يدافعه .

الحال الثانية: أن يكون أول العبادة بحيث يصح أولها دون عن آخرها ، منفصال

. مثال ذلك:فهو باطلآخرها ، فما سبق الرياء ، فهو صحيح ، وما كان بعده ،

رجل عنده مئة ريال، فتصدق بخمسين بنية خالصة، ثم تصدق بخمسين بقصد

الرياء، فاألولى مقبولة، والثانية غير مقبولة، ألن آخرها منفك عن أولها.

( 1/118)ج

قال رحمه الله تعالى :

يتخذ لله ندا سواء دعاء عبادة أم دعاءقوله: "يدعو من دون الله ندا"، أي:

ألن الدعاء ينقسم إلى قسمين : ، مسألة

فإذا: الصوم ، والصالة ، وغير ذلك من العبادات ، مثالهاألول: دعاء عبادة ،

صلى اإلنسان أو صام ، فقد دعا ربه بلسان الحال أن يغفر له، وأن يجيره من

Page 26: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

كما أنها تتضمن الدعاء ، وهذا في أصل الصالة ، عذابه ، وأن يعطيه من نواله

قوله تعالى: )وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ويدل لهذا القسم بلسان المقال .

فجعل الدعاء عبادة ، وهذا[، 60 ]غافر: إن الذين يستكبرون عن عبادتي(

، القسم كله شرك فمن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله ، فقد كفر كفرا

مخرجا له عن الملة ، فلو ركع إلنسان أو سجد لشيء يعظمه كتعظيم الله في

ولهذا منع النبي صلى الله عليه وسلم منهذا الركوع أو السجود، لكان مشركا،

االنحناء عن المالقاة لما سئل عن الرجل يلقى أخاه أن يحني له؟ قال: "ال" .

خالفا لما يفعله بعض الجهال إذا سلم عليك انحنى لك ، فيجب على كل مؤمن

بالله أن ينكره ، ألنه عظمك على حساب دينه .

، :فهذا ليس كله شركا ، بل فيه تفصيل، الثاني: دعاء المسألة

، كقوله: اسقني ماء لمن- فإن كان المخلوق قادرا على ذلك ، فليس بشرك

يستطيع ذلك . قال صلى الله عليه وسلم: "من دعاكم فأجيبوه" ، وقال تعالى:

)وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه( ]النساء:

[. فإذا مد الفقير يده ، وقال: ارزقني ، أي: اعطني ، فليس بشرك ، كما قال8

تعال: )فارزقوهم منه( .

- وأما أن دعا المخلوق بما ال يقدر عليه إال الله، فإن دعوته شرك مخرج عن

. مثال ذلك : أن تدعو إنسانا أن ينزل الغيث معتقدا أنه قادر على ذلك .الملة

والمراد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يدعو من دون لله

ندا" المراد الند في العبادة ، أما الند في المسألة ، ففيه التفصيل السابق .

، ففي بعض البالد اإلسالمية من يعتقد أن فالنا المقبور الذي بقىومع األسف

Page 27: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

جثة أو أكلته األرض ينفع أو يضر ، أو يأتي بالنسل لمن ال يولد لها ، وهذا -

وإقرار هذا أشد من إقرار شربوالعياذ بالله - شرك أكبر مخرج من الملة ،

الخمر والزنا واللواط ، ألنه إقرار على كفر ، وليس إقرارا على فسوق فقط.

(1/120)ج

----

وهناك من ال يبالي بالحلف بالله صادقا أم كاذبا ، ولكن ال يحلف بقوميته إال

صادقا ، ولهذا اختلف فيمن ال يبالي بالحلف بالله ، ولكنه ال يحلف بقوميته إال

صادقا ، ولهذا اختلف فيمن ال يبالي بالحلف بالله، ولكن ال يحلف بملته أو بما

يعظمه إال صادقا، فلزمته يمين ، هل يحلف بالله أو يحلف بهذا؟ فقيل:

يحلف بالله ولو كذب ، وال يعان على الشرك ، وهو الصحيح . -

- وقيل: يحلف بغير الله ، ألن المقصود الوصول إلى بيان الحقيقة ، وهو إذا كان

كاذبا ال يمكن أن يحلف .

لكن نقول : إن كان صادقا حلف ووقع في الشرك .

( 1/123)ج

باب الدعاء إلى شهادة أن ال إله إال الله

قوله: )قل هذه سبيلي( ، المشار إليه ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من

الشرع عبادة ودعوة إلى الله .

سبيلي: طريقي .

وقوله: )إلى الله( ، ألن الدعاة إلى الله ينقسمون إلى قسمين:

- داع إلى الله .1

Page 28: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- داع إلى غيره . 2

هو المخلص الذي يريد أن يوصل الناس إلى الله - فالداعي إلى الله تعالى

تعالى .

قد يكون داعيا إلى نفسه ، يدعو إلى الحق ألجل أن يعظم - والداعي إلى غيره

بين الناس ويحترم ، ولهذا تجده يغضب إذا لم يفعل الناس ما أمر به ، وال

يغضب إذا ارتكبوا نهيا أعظم منه ، لكن لم يدع إلى تركه .

(1/128)ج

----

قوله: )على بصيرة( ، أي: علم ، فتضمنت هذه الدعوة :

- اإلخالص .1

- والعلم .2

ألن أكثر ما يفسد الدعوة :

- عدم اإلخالص .

- أو عدم العلم .

وليس المقصود بالعلم في قوله )على بصيرة( العلم بالشرع فقط، بل يشمل:

- العلم بالشرع .1

- والعلم بحال المدعو .2

- والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود ، وهو الحكمة . 3

Page 29: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فيكون بصيرا :

بحكم الشرع .-

- وبصيرا بحال المدعو .

- وبصيرا بالطريق الموصلة لتحقيق الدعوة .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: "إنك تأتي قوما أهل كتاب" .

(1/130)ج

----

قال ذلك مرشدا له ، وهذا دليل علىقوله: "إنك تأتي قوما من أهل كتاب" ،

وما يعلمه من أحوالهم ، فلهمعرفته صلى الله عليه وسلم بأحوال الناس ،

طريقان :

- الوحي .1

- العلم والتجربة .2

(1/132)ج

----

وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك*، ألمرين :

األول: أن يكون بصيرا بأحوال من يدعو .

الثاني: أن يكون مستعدا لهم، ألنهم أهل كتاب، وعندهم علم.

---

* )أي أخبر معاذ بحال أهل اليمن(

---

Page 30: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(1/132)ج

----

من المسائل :

المسألة الثالثون : الحلف على الفتيا . لقوله: "فوالله ألن يهدي الله...." إلخ ،

فأقسم النبي صلى الله عليه وسلم هو لم يستقسم ، والفائدة هي حثه على أن

يهدي الله به والتوكيد عليه .

ولكن ال ينبغي الحلف على الفتيا إال لمصلحة وفائدة ، ألنه قد يفهم السامع أن

المفتي لم يحلف إال لشك عنده .

واإلمام أحمد رحمه الله أحيانا يقول في إجابته : إي والله ، وقد أمر الله رسوله

بالحلف في ثالثة مواضع من القرآن :

[ . 53- في قوله تعالى: )ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق( ]يونس: 1

- وفي قوله تعالى: )زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن( .2

[ . 7]التغابن:

- وفي قوله تعالى: )وقال الذين كفروا ال تأتينا الساعة قل بل وربي لتأتينكم(3

[ . 3]سبأ:

:فإذا كان في القسم

- مصلحة ابتداءا .

- أو جوابا لسؤال .

جاز وربما يكون مطلوبا.

( 1/145)ج

Page 31: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وحيد وشهادة أن ال إله إال الله باب تفسير الت

قوله: )يدعون(، أي:

: كمن يدعو عليا عند وقوعهم في الشدائد ، وكمن يدعو النبي- دعاء مسألة 1

صلى الله عليه وسلم يقول : يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول

الحادث العمم .

: كمن يتذلل لهم بالتقرب ، والنذر ، والركوع ،- وقد يكون دعاء عبادة 2

والسجود .

(1/148)ج

----

قوله : )إال الذي فطرني( : جمع بين النفي واإلثبات :

- فالنفي: )براء مما تعبدون( .1

- واإلثبات: )إال الذي فطرنى( .2

فدل على أن التوحيد ال يتم إال بالكفر بما سوى الله واإليمان بالله وحده ، )فمن

[.256يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى( [البقرة:

(1/150)ج

----

وفي قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم: )إال الذي فطرني( ، ولم يقل إال الله

لفائدتان :

Page 32: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، ألنه كما أنه منفرد بالخلق فيجباألولى: اإلشارة إلى علة إفراد الله بالعبادة

أن يفرد بالعبادة .

، ألنها لم تفطركم حتى تعبدوها ،الثانية: اإلشارة إلى بطالن عبادة األصنام

ففيها تعليل للتوحيد الجامع بين النفي واإلثبات ، وهذه من البالغة التامة في

تعبير إبراهيم عليه السالم .

يستفاد من اآلية أن التوحيد ال يحصل بعبادة الله مع غيره ، بل ال بد من إخالصه

لله، والناس في هذا المقام ثالثة أقسام :

- قسم يعبد الله وحده . 1

- وقسم يعبد غيره فقط . 2

- وقسم يعبد الله وغيره . 3

واألول فقط هو الموحد .

( 1/151)ج

----

والمحبة أنواع األول :

وهذه ال تنافي التوحيد ، بل هي من كماله ، فأوثق عرى- المحبة لله :1

اإليمان : الحب في الله ، والبغض في الله . والمحبة لله هي أن تحب هذا

الشيء ، ألن الله يحبه ، سواء كان شخصا أو عمال ، وهذا من تمام التوحيد .

التي ال يؤثرها المرء على محبة الله ، فهذه ال تنافيالثاني: المحبة الطبيعية

محبة الله ، كمحبة الزوجة ، والولد ، والمال ، ولهذا لما سئل النبي صلى الله

عليه وسلم : من أحب الناس إليك ؟ قال : "عائشة" . قيل : فمن الرجال ؟ قال

Page 33: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: "أبوها" . ومن ذلك محبة الطعام والشراب واللباس .

التي تنافي محبة الله ، وهي أن تكون محبة غير اللهالثالث : المحبة مع الله

كمحبة الله أو أكثر من محبة الله ، بحيث إذا تعارضت محبة الله ومحبة غيره

قدم محبة غير الله ، وذلك إذا جعل هذه المحبة ندا لمحبة الله يقدمها على

محبة الله أو يساويها بها .

( 1/156)ج

قوله: "فيه أكبر المسائل وأهمها، وهي تفسير التوحيد". فتفسير التوحيد أنه ال

بد فه من أمرين :

األول: نفى األلوهية عما سوى الله- عز وجل - .

الثاني: إثبات األلوهية لله وحده . فال بد من النفي واإلثبات لتحقيق التوحيد ، ألن التوحيد جعل الشيء واحدا

بالعقيدة والعمل ، وهذا ال بد فيه من النفي واإلثبات .

فإذا قلت : زيد قائم ، أثبت له القيام ولم توحده ، لكن إذا قلت : ال قائم إال

زيد ، أثبت له القيام ووحدته به .

وإذا قلت : الله إله أثبت له األلوهية ، لكن لم تنفها عن غيره ، فالتوحيد لم يتم ،

وإذا قلت : ال إله إال الله ، أثبت األلوهية لله ونفيتها عما سواه .

(1/158)ج

----

ودعاء المخلوق ينقسم إلى ثالثة أقسام :

Page 34: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

بأشياءاألول : جائز ، وهو أن تدعو مخلوقا بأمر من األمور التي يمكن أن يدركها

،فهذا ليس من دعاء العبادة ، بل هو من األمور الجائزة محسوسة معلومة ،

قال صلى الله عليه وسلم: "وإذا دعاك فأجبه" .

فيما ال يقدر عليه إال اللهسواء كان حيا أو ميتا الثاني : أن تدعو مخلوقا مطلقا ،

ألنك جعلته ندأ لله فيما ال يقدر عليه إال الله ، مثل: يا فالن!فهذا شرك أكبر،

اجعل ما في بطن امرأتي ذكرا . شرك، فهذا ال يجيب بالوسائل الحسية المعلومة الثالث : أن تدعو مخلوقا ميتا

أيضا ألنه ال يدعو من كان هذه حالة حتى يعتقد أن له تصرفا خفيا فيأكبر

الكون .

(1/159)ج

---

قال المؤلف : "فكيف بمن أحب الند أكبر من حسب الله ؟! وكيف بمن لم

يحب إال الند وحده ولم يحب الله ؟!".

فاألقسام األربعة :

فهذا هو التوحيد . األول : أن يحب الله حبا أشد من غيره ،

. وهذا شرك الثاني : أن يحب غير الله كمحبة الله ،

وهذا أعظم مما قبله . الثالث : أن يحب غير الله أشد حبا من الله ،

وهذا أعظم وأطم .، الرابع: أن يحب غير الله وليس في قلبه محبة لله تعالى

( 1/162)ج

Page 35: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البالء أو دفعه

ولبس هذه األشياء :

- قد يكون أصغر .

- وقد يكون أكبر .

ألن كل من أثبتوكان لبس هذه األشياء من الشرك ،بحسب اعتقاد البسها ،

)جسببا لم يجعله الله سببا شرعيا وال قدريا ، فقد جعل نفسه شريكا مع الله .

1/164)

----

والناس في األسباب طرفان ووسط :

، وهم كل من قال بنفي حكمة الله ، كالجبرية ،األول : من ينكر األسباب

واألشعرية .

حتى يجعلوا ما ليس بسبب سببا ، وهؤالءالثاني : من يغلو في إثبات األسباب

هم عامة الخرافيين من الصوفية ونحوهم .

الثالثة : من يؤمن باألسباب وتأثيراتها ، ولكنهم ال يثبتون من األسباب إال ما أثبته

الله سبحانه ورسوله ، سواء كان سببا شرعيا أو كونيا .

وال شك أن هؤالء هم الذين آمنوا بالله إيمانا حقيقيا ، وآمنوا بحكمته ، حيث

ربطوا األسباب بمسبباتها ، والعلل بمعلوالتها ، وهذا من تمام الحكمة .

(1/164)ج

----

ولبس الحلقة ونحوها :

Page 36: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فيفهو مشرك شركا أكبر ، - إن اعتقد البسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله1

توحيد الربوبية ، ألنه اعتقد أن مع الله خالقا غيره .

فهو مشرك شركا أصغر ، - وإن اعتقد أنها سبب ، ولكنه ليس مؤثرا بنفسه2

ألنه لما اعتقد أن ما ليس بسب سببا فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا

الشيء بأنه سبب ، والله تعالى لم يجعله سببا .

(1/165)ج

----

وطريق العلم بأن الشيء سبب :

[ ،69 وذلك كالعسل )فيه شفاء للناس( ]النحل: - إما عن طريق الشرع ،1

وكقراءة القرآن فيها شفاء للناس ، قال الله تعالى: )وننزل من القرآن ما هو

[ . 82شفاء ورحمة للمؤمنين( ]اإلسراء:

كما إذا جربنا هذا الشيء فوجدناه نافعا في هذا األلم- وإما عن طريق القدر ،2

أو المرض ، ولكن ال بد أن يكون أثره ظاهرا مباشرا ، كما لو اكتوى بالنار فبرئ

بذلك مثال ، فهذا سبب ظاهر بين .

(1/165)ج

---

قوله: "لرفع البالء ، أو دفعه" ، الفرق بينهما :

نزول البالء . بعد- أن الرفع 1

نزول البالء . قبل- والدفع 2

وشيخ اإلسالم محمد بن عبد الوهاب ال ينكر السبب الصحيح للرفع أو الدفع،

Page 37: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وإنما ينكر السبب غير الصحيح.

(1/166)ج

---

والمعنى أن المتوكل حقيقة هو المتوكل على الله ، أما الذي يتوكل على

األصنام واألولياء واألضرحة ، فليس بمتوكل على الله تعالى . وهذا ال ينافي أن يوكل اإلنسان إنسانا في شيء ويعتمد عليه ، ألن هناك فرقا

بين :

التوكل على اإلنسان الذي يفعل لك شيئا بأمرك .-

- وبين توكلك على الله ، ألن توكلك على الله اعتقادك أن بيده النفع والضر ،

(1/167)جوأنك متذلل ، معتمد عليه ، مفتقر إليه ، مفوض أمرك إليه .

---

فيه مسائل :

الثالثة: أنه لم يعذر بالجهالة . هذا فيه نظر ، ألنه قوله صلى الله عليه وسلم:

"لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا" ليس بصريح أنه لو مات قبل العلم ، بل

ظاهره : "لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا"، أي : بعد أن علمت وأمرت بنزعها

.

وهذه المسألة تحتاج إلى تفصيل، فنقول :

الجهل نوعان :

- جهل يعذر فيه اإلنسان .1

- وجهل ال يعذر فيه .2

Page 38: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فإنه ال يعذر مع قيام المقتضي للتعلم ، - فما كان ناشئا عن تفريط وإهمال

، سواء في الكفر أو في المعاصي .فيه

، أي أنه لم يهمل ولم يفرط ولم يقم المقتضي- وما كان ناشئا عن خالف ذلك

فإن كانفإنه يعذر فيه للتعلم بأن كان لم يطرأ على باله أن هذا الشيء حرام

كان منتسبا إلى الكفر ، فهو كافر فيمنتسبا إلى اإلسالم ، لم يضره ، وإن

الدنيا ، لكن في اآلخرة أمره إلى الله على القول الراجح ، يمتحن ، فإن أطاع

دخل الجنة ، وإن عصى دخل النار .

فعلى هذا من نشأ ببادية بعيد ليس عنده علماء ولم يخطر ببالة أن هذا الشيء

حرام ، أو أن هذا الشيء واجب ، فهذا يعذر ، وله أمثلة)ثم ذكرها رحمه الله (.

(1/174)ج

مائم قى والت باب ما جاء في الر

قوله: "أسفاره" ، السفر : مفارقة محل اإلقامة ، وسمي سفرا ، ألمرين :

وهو أنه يسفر ويظهر عن بلده لخروجه من البنيان . األول : حسي ،

وهي أن يسفر عن أخالق الرجال ، أي : يكشف عنها وكثير منالثاني : معنوي ،

الناس ال تعرف أخالقهم وعاداتهم وطبائعهم إال باألسفار .

(1/178)ج

----

شيء يعلقونه على الزوج ، يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى،"التولة" قوله:

ألنه ليس بسبب شرعي وال قدريزوجها والزوج إلى امرأته ، وهذا شرك ،

للمحب .

Page 39: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: خاتم يشترى عند الزواج يوضع في يد الزوج ، وإذا، والدبلة ومثل ذلك الدبلة

ألقاه الزوج ، قالت المرأة : إنه ال يحبها ، فهم يعتقدون فيه النفع والضرر ،

ويقولون : إنه ما دام في يد الزوج ، فإنه يعني أن العالقة بينهما ثابتة ، والعكس

بالعكس .

- فإذا وجدت هذه النية ، فإنه من الشرك األصغر .1

- وإن لم توجد هذه النية - وهي بعيدة أال تصحبها ; ، ففيه تشبه بالنصارى ،2

فإنها مأخوذة منهم .

- وإن كانت من الذهب ، فهي بالنسبة للرجل فيها محذور ثالث ، وهو لبس3

الذهب .

فهي :

إما من الشرك .-

- أو مضاهاة النصارى .

- أو تحريم النوع إن كانت للرجال .

- فإن خلت من ذلك ، فهي جائزة ألنها خاتم من الخواتم .

(1/182)ج

----

هل هي شرك أصغر أو أكبر ؟ نقول : بحسب ما يريدوقوله: "شرك**" ،

:اإلنسان منها

- إن اتخذها معتقدا أن المسبب للمحبة هو الله ، فهي شرك أصغر .1

- وإن اعتقد أنها تفعل بنفسها ، فهي شرك أكبر . 2

Page 40: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(1/182)ج

**"شرك" : أي التولة .

-----

قوله : "وكل إليه"، أي : أسند إليه ، وفوض .

أقسام التعلق بغير الله :

ال يمكن أن يمكن أنأن يتعلق بشيء وهو األول : ما ينافي التوحيد من أصله ،

، مثل تعلق عباد القبور ، ويعتمد عليه اعتمادا معرضا عن الله يكون له تأثير

بمن فيها عند حلول المصائب ، ولهذا إذا مستهم الضراء الشديدة يقولون : يا

فالن! أنقذنا ، فهذا ال شك أنه شرك أكبر مخرج من الملة .

مع وهو أن يعتمد على سبب شرعي صحيح الثاني : ما ينافي كمال التوحيد ،

، وهو الله - عز وجل - ، وعدم صرف قلبه إليه ، فهذا نوعالغفلة عن المسبب

، ألن هذا السبب جعله الله سببا . من الشرك ، وال نقول شرك أكبر

، مع اعتماده األصليالثالث : أن يتعلق بالسبب تعلقا مجردا لكونه سببا فقط

على الله ، فيعتقد أن هذا السبب من الله ، وأن الله لو شاء ألبطل أثره ، ولو

شاء ألبقاه ، وأنه ال أثر للسبب إال بمشيئة الله - عز وجل ; ، فهذا ال ينافي

التوحيد ال كماال وال أصال ، وعلى هذا ال إثم فيه .

ومع وجود األسباب الشرعية الصحيحة ينبغي لإلنسان أن ال يعلق نفسه

بالسبب ، بل يعلقها بالله .

فالموظف :

Page 41: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- قدمع الغفلة عن المسبب ، وهو الله ، ، الذي يتعلق قلبه بمرتبه تعلقا كامال

.وقع في نوع من الشرك

والمسبب هو الله - سبحانه وتعالى - ، وجعل أما إذا اعتقد ان المرتب سبب ،-

االعتماد على الله ، وهو يشعر أن المرتب سبب ، فهذا ال ينافي التوكل . وقد

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ باألسباب مع اعتماده على المسبب ،

وهو الله- عز وجل -.

( 1/184)ج

شروط جواز الرقية:

، فإن اعتقد أنها تنفع بذاتها من دوناألول : أن ال يعتقد أنها تنفع بذاتها دون الله

، بل يعتقد أنها سبب ال تنفع إال بإذن الله . فهو محرم ، بل شركالله ،

، كما إذا كانت متضمنة دعاء غير الله ، أوالثاني : أن ال تكون مما يخالف الشرع

. ، فإنها محرمة ، بل شرك استغاثة بالجن ، وما أشبه ذلك

،الثالث : أن تكون مفهومة معلومة ، فإن كانت من جنس الطالسم والشعوذة

فإنها ال تجوز .

، فإن كانت من أمر محرم ، أو اعتقد أنها نافعة لذاتها ، أوأما بالنسبة للتمائم

كانت بكتابة ال تفهم ، فإنها ال تجوز بكل حال .

وإن تمت فيها الشروط الثالثة السابقة في الرقية ، فإن أهل العلم اختلفوا فيها

Page 42: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

كما سبق .

(1/187)ج

ك بشجر أو حجر ونحوهما باب من تبر

، تفعل من البركة ، والبركة : هي كثرة الخير وثبوته ، وهيقوله : "تبرك"

مأخوذة من البركة بالكسر ، والبركة : مجمع الماء ، ومجمع الماء يتميز عن

مجرى الماء بأمرين :

- الكثرة . 1

- الثبوت . 2

والتبرك طلب البركة ، وطلب البركة ال يخلو من أمرين :

مثل القرآن ، قال تعالى : )كتاب معلوم ، شرعي- أن يكون التبرك بأمر1

[، فمن بركته أن من أخذ به حصل له الفتح ، فأنقذ29أنزلناه إليك مباركا( ]ص:

الله بذلك أمما كثيرة من الشرك ، ومن بركته أن الحرف الواحد بعشر

حسنات ، وهذا يوفر لإلنسان الوقت والجهد ، إلى غير ذلك من بركاته الكثيرة .

مثل : التعليم ، والدعاء ، ونحوه ، فهذا الرجل معلوم ،حسي- أن يكون بأمر 2

يتبرك بعمله ودعوته إلى الخير ، فيكون هذا بركة ألننا نلنا منه خيرا كثيرا.

وقال أسيد بن حضير : "ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر" ، فإن الله يجري

على بعض الناس من أمور الخير ما ال يجريه على يد اآلخر .

(1/194)ج

----

، تقرأ بتشديد التاء وتخفيفها ، والتشديد قراءة ابن عباس ، فعلىقوله : )الالت(

Page 43: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وكان هذا الصنم أصله رجل يلت تكون اسم فاعل من اللت ، قراءة التشديد

السويق للحجاج ، أي: يجعل فيه السمن، ويطعمه الحجاج ، فلما مات عكفوا

فإن الالت مشتقة من الله ، قراءة التخفيف. وأما على على قبره وجعلوه صنما

،، أو من اإلله ، فهم اشتقوا من أسماء الله اسما لهذا الصنم ، وسموه الالت

وهي ألهل الطائف ومن حولهم من العرب .

مؤنث أعز ، وهو صنم يعبده قريش وبنو كنانة مشتق من، وقوله : )العزى(

كان بنخلة بين مكة والطائف . اسم الله العزيز

قيل : مشتقة من المنان ، وقيل : من منى ، لكثرة ما يمنى قوله : )ومناة( ،

عنده من الدماء بمعنى يراق، ومنه سميت منى ، لكثرة ما يراق فيها من الدماء

وكان هذا الصنم بين مكة والمدينة لهذيل وخزاعة ، وكان األوس والخزرج.

يعظمونها ويهلون منها للحج .

(1/197)ج

----

فيه مسائل :

ألنهم لم يرتدوا بهذا ، حيث لمالحادية عشرة : أن الشرك فيه أصغر وأكبر ،

يطلبوا جعل ذات األنواط لعبادتها ، بل للتبرك بها ، والشرك فيه أصغر وأكبر ،

وفيه خفي وجلي .

فالشرك األكبر : ما يخرج اإلنسان من الله .

والشرك األصغر : ما دون ذلك .

ولذلك اختلف العلماء في ضابط ليس ميزانا واضحا . (ما دون ذلك)لكن كلمة

Page 44: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الشرك األصغر على قولين :

القول األول : أن الشرك األصغر كل شيء أطلق الشارع عليه أنه شرك ودلت

، مثل: "من حلف بغير الله، فقد أشرك" ،النصوص على أنه ليس من األكبر

فالشرك هنا اصغر ، ألنه دلت النصوص على أن مجرد الحلف بغير الله ال يخرج

من الملة .

القول الثاني: أن الشرك األصغر : ما كان وسيلة لألكبر ، وإن لم يطلق الشرع

، مثل : أن يعتمد اإلنسان شيء كاعتماده على الله ، لكنه لمعليه اسم الشرك

يتخذه إلها ، فهذا شرك أصغر ، ألن هذا االعتماد الذي يكون كاعتماده على الله

ألن ،وهذا التعريف أوسع من األوليؤدي به في النهاية إلى الشرك األكبر ،

األول يمنع أن تطلق على شيء أنه شرك إال إذا كان لديك دليل ، والثاني يجعل

كل ما كان وسيلة للشرك فهو شرك .

(1/206)ج

----

من المسائل :

الرابعة عشرة : سد الذرائع ، الذرائع : الطرق الموصلة إلى الشيء ، وذرائع

الشيء : وسائله وطرقه .

والذرائع نوعان :

بل تفتح وتطلب . فهذه ال تسد ، أ- ذرائع إلى أمور مطلوبة ،

، وهو مراد المؤلف رحمه الله تعالى . فهذه تسد ب- ذرائع إلى أمور مذمومة ،

وذات األنواط وسيلة إلى الشرك األكبر ، فإذا وضعوا عليها أسلحتهم وتبركوا بها

Page 45: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، يتدرج بهم الشيطان إلى عبادتها وسؤالهم حوائجهم منها مباشرة ، فلهذا سد

النبي صلى الله عليه وسلم الذرائع .

( 1/209)ج

باب ما جاء في الذبح لغير الله

قوله : "في الذبح" ، أي : ذبح البهائم . قوله : "لغير الله" ، الالم للتعليل ،

والقصد : أي قاصدا بذبحه غير الله .

والذبح لغير الله ينقسم إلى قسمين :

فهذا شرك أكبر مخرج عن الملة . ، أن يذبح لغير الله تقربا وتعظيما -1

، بل هو من األمور فهذا ال يخرج من الملة ، أن يذبح لغير الله فرحا وإكراما -2

العادية التي قد تكون مطلوبة أحيانا وغير مطلوبة أحيانا ، فاألصل أنها مباحة .

ومراد المؤلف هنا القسم األول .

فلو قدم السلطان إلى بلد ، فذبحنا له ، فإن كان تقربا وتعظيما ، فإنه شرك

أكبر ، وتحرم هذه الذبائح ، وعالمة ذلك : أننا نذبحها في وجهه ثم ندعها . أما لو

ذبحنا له إكراما وضيافة ، وطبخت ، وأكلت ، فهذا من باب اإلكرام ، وليس

بشرك .

( 1/214)ج

----

فيه مسائل :

الرابعة : لعن من لعن والديه .

Page 46: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ولعن الرجل للرجل له معنيان :

األول : الدعاء عليه باللعن .

الثاني : سبه وشتمه ، ألن الرسول صلى الله عليه وسلم فسره بقوله : "بسبب

أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه" .

(1/225)ج

----

على سبيل العموم :ولعن أهل المعاصي لعن المعينالسابعة : الفرق بين

فاألول : ممنوع .

والثاني : جائز .

، بل قل : لعن الله من آوىفال تقل : لعنك اللهفإذا رأيت من آوى محدثا ،

محدثا على سبيل العموم ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أناسا من المشركين من أهل الجاهلية بقولك: "اللهم العن فالنا وفالنا

وفالنا" نهي عن ذلك بقوله تعالى : )ليس لك من األمر شيء أو يتوب عليهم أو

[ .128يعذبهم فإنهم ظالمون( ]آل عمران:

فالمعين ليس لك أن تلعنه ، وكم من إنسان صار على وصف يستحق به اللعنة

ثم تاب فتاب الله عليه ، إذن يؤخذ هذا من دليل منفصل .

وكأن المؤلف رحمه الله قال : األصل عدم جواز إطالق اللعن ، فجاء هذا

الحديث العنا للعموم ، فيبقى الخصوص على أصله ، ألن المسلم ليس بالطعان

وال باللعان ، والرسول صلى الله عليه وسلم ليس طعانا وال لعانا ، ولعل هذا

وجه أخذ الحكم من الحديث ، وإال ؛ فالحديث ال تفريق فيه .

Page 47: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(1/226)ج

----

العاشرة : معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين.. إلخ ، وقد بينها المؤلف

رحمه الله تعالى.

هل األولى لإلنسان إذا أكره على الكفر أن يصبر ولو قتل ، أو يوافقمسألة :

ظاهرا ويتأول ؟.

هذه المسألة فيها تفصيل :

وهذا ال يجوز ألنه ردة .، أوال : أن يوافق ظاهرا وباطنا

فهذا جائز . ، ولكن يقصد التخلص من اإلكراه ثانيا : أن يوافق ظاهرا ال باطنا ،

وهذا جائز ، وهو من الصبر . ثالثا : أن ال يوافق ال ظاهرا وال باطنا ويقتل ،

لكن أيهما أولى أن يصبر ولو قتل ، أو أن يوافق ظاهرا ؟ .

فيه تفصيل :

أن للعامة ، فإن األولىال يترتب عليه ضرر في الدين- إذا كان موافقة اإلكراه 1

مثل : صاحب، ال سيما إذا كان بقاؤه فيه مصلحة للناس ،يوافق ظاهرا ال باطنا

المال الباذل فيما نفع أو العلم النافع وما أشبه ذلك ، حتى وإن لم يكن فيه

مصلحة ، ففي بقائه على اإلسالم زيادة عمل ، وهو خير ، وهو قد رخص له أن

يكفر ظاهرا عند اإلكراه ، فاألولى أن يتأول ، ويوافق ظاهرا ال باطنا .

وقد ، فإنه يصبر ،ضرر على اإلسالم- أما إذا كان في موافقته وعدم صبره 2

يجب الصبر ، ألنه من باب الصبر على الجهاد في سبيل الله ، وليس من باب

Page 48: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

إبقاء النفس ، ولهذا لما شكى الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ما يجدونه

من مضايقة المشركين ، قص عليهم قصة الرجل فيمن كان قبلنا بأن اإلنسان

كان يمشط ما بين لحمه وجلده بأمشاط الحديد ويصبر ، فكأنه يقول لهم :

اصبروا على األذى . ولو حصل من الصحابة رضي الله عنهم في ذلك الوقت

موافقة للمشركين وهم قلة ، لحصل بذلك ضرر عظيم على اإلسالم .

واإلمام أحمد رحمه الله في المحنة المشهورة لو وافقهم ظاهرا ، لحصل في

ذلك مضرة على اإلسالم .

( 1/229)ج

باب ال يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

أقسام النذر :

، لقوله صلى الله عليه وسلم: "مننذر الطاعة، وهو األول : ما يجب الوفاء به

نذر أن يطيع الله، فليطعه" .

، لقوله صلى الله عليه وسلم:نذر المعصية ، وهو الثاني : ما يحرم الوفاء به

"ومن نذر أن يعصي الله فال يعصه" ، وقوله: "فإنه ال وفاء لنذر في معصية الله"

.

فيخير بين فعله وكفارة ، نذر المباح ، وهوالثالث : ما يجري مجرى اليمين

، مثل لو نذر أن يلبس هذا الثوب ، فإن شاء لبسه وإن شاء لم يلبسه ،اليمين

وكفر كفارة يمين .

وسمي بهذا االسم ، ألن اللجاج والغضب يحمالنالرابع : نذر اللجاج والغضب ،

يقصد به معنىعليه غالبا ، وليس بالزم أن يكون هناك لجاج وغضب ، وهو الذي

Page 49: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، الحث ، أو المنع ، أو التصديق ، أو التكذيب . اليمين

مثل لو قال : حصل اليوم كذا وكذا ، فقال اآلخر : لم يحصل ، فقال : إن كان

حاصال ، فعلي لله نذر أن أصوم سنة ، فالغرض من هذا النذر التكذيب ، فإذا

، فالناذر مخير بين أن يصوم سنة ، وبين أن يكفر كفارة يمين تبين أنه حاصل ،

ألنه إن صام فقد وفى بنذره ، وإن لم يصف حنث ، والحانث في اليمين يكفر

كفارة يمين .

وعليه كفارة يمين . ، فيكره الوفاء به ، الخامس : نذر المكروه

وهو الذي ذكر فيه صيغة النذر ، مثل أن يقول : للهالسادس : النذر المطلق ،

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فهذا كفارته كفارة يمين علي نذر ،

كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين " .

(238 - 1/237)ج

-----

وقوله "وال فيما ال يملك ابن آدم" الذي ال يملكه ابن آدم يحتمل معنيين :

األول: ، كما لو قال: لله على أن أعتق عبد فالن، فالما ال يملك فعله شرعا

يصح ألنه ال يملك إعتاقه .

كما لو قال: لله علي نذر أن أطير بيدي فهذا الما ال يملك فعله قدرا الثاني:

)جيصح ألنه ال يملكه والفقهاء رحمهم الله يمثلون بمثل هذا للمستحيل .

1/240)

----

فيه مسائل :

Page 50: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الخامسة : أن تخصيص البقعة بالنذر ال بأس به إذا خال من الموانع ، لقوله:

كانت هذه الموانع واقعة أو متوقعة :"أوف بنذرك"، وسواء

: أن يكون فيها وثن أو عيد من أعياد الجاهلية. فالواقعة-

: أن يخشى من الذبح في هذا المكان تعظيمه، فإذا خشي، كان- والمتوقعة

ممنوعا، مثل: لو أراد أن يذبح عند جبل، فاألصل أنه جائز، لكن لو خشي أن

(242 /1) جالعوام يعتقدون أن في هذا المكان مزية، كان ممنوعا .

----

ذر لغير الله رك الن باب من الش

النذر لغير الله :

مثل أن يقول : لفالن علي نذر ، أو لهذا القبر علي نذر ، أو لجبريل علي نذر ،

يريد بذلك التقرب إليهم ، وما أشبه ذلك .

والفرق بينه وبين نذر المعصية :

.ليس لله أصال أن النذر لغير الله -

مثل أن يقول : لله على، ولكنه على معصية من معاصيه، لله - ونذر المعصية

نذر أن أفعل كذا وكذا من معاصي الله ، فيكون النذر والمنذور معصية .

ونظير هذا الحلف بالله على شيء محرم ، والحلف بغير الله :

- فالحلف بغير الله مثل : والنبي ، ألفعلن كذا وكذا ، ونظيره النذر لغير الله .

- والحلف بالله على محرم ، مثل: والله ، ألسرقن ، ونظيره نذر المعصية .

Page 51: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، وإذا كان عبادة ، فقدشرك ، ألنه عبادة للمنذور له : وحكم النذر لغير الله

صرفها لغير الله ، فيكون مشركا .

وهذا النذر لغير الله ، بل هو شرك تجبوال تجب فيه كفارة ، ال ينعقد إطالقا

كالحلف بغير الله فال ينعقد وليس فيه كفارة . التوبة منه ،

فينعقد ، لكن ال يجوز الوفاء به ، وعليه كفارة يمين ، وأما نذر المعصية ،

كالحلف بالله على المحرم ينعقد ، وفيه كفارة .

(1/245)ج

----

قوله : "ومن نذر أن يعصي الله ، فال يعصه" ، ال : ناهية ، والنهي بحسب

المعصية ، فإن كانت المعصية حراما ، فالوفاء بالنذر حرام ، وإن كانت المعصية

مكروهة ، فالوفاء بالنذر مكروه ، ألن المعصية الوقوع فيما نهي عنه .

والمنهي عنه ينقسم عند أهل العلم إلى قسمين :

منهي عنه نهي تحريم .-

- ومنهي عنه نهي تنزيه .

( 1/248)ج

رك االستعاذة بغير الله باب من الش

وقول الله تعالى: )وأنه كان رجال من اإلنس يعوذون برجال من الجن المتن :"

[. 6فزادوهم رهقا( ]الجن:

Page 52: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، الجملة خبر كان ، ويقال : عاذ به والذ به .قوله: )يعوذون(

فالعياذ مما يخاف .-

- واللياذ فيما يؤمل .

وعليه قول الشاعر يخاطب ممدوحة ، وال يصلح ما قاله إال لله :

يا من ألوذ ب;ه فيم;;ا أأمل;;ه *** ومن أع;وذ ب;ه مم;ا أحاذره

ال يجبر الناس عظما أنت كاسره*** وال يهيضون عظما أنت جابره

(1/250)ج

----

وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتن :"

يقول: "من نزل منزال، فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم

يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك" رواه مسلم .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله: "التامات" ، تمام الكالم بأمرين :

- الصدق في األخبار . 1

- العدل في األحكام . 2

[. 115قال الله تعالى: )وتمت كلمة ربك صدقا وعدال( ]األنعام:

(1/253)ج

----

، أي : من شر الذي خلق ، ألن الله خلق كل شيء :قوله: "من شر ما خلق"

الخير والشر ، ولكن الشر ال ينسب إليه ، ألنه خلق الشر لحكمة ، فعاد بهذه

Page 53: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الحكمة خيرا ، فكان خيرا .

وليس كل ما خلق الله فيه شر ، لكن تستعيذ من شره إن كان فيه شر .

ألن مخلوقات الله تنقسم إلى ثالثة أقسام هي :

كالنار وإبليس باعتبار ذاتيهما ، أما باعتبار الحكمة التي خلقهما- شر محض ،1

الله من أجلها ، فهي خير .

، كالجنة ، والرسل ، والمالئكة . - خير محض2

، كاإلنس ، والجن ، والحيوان . - فيه شر وخير3

وأنت إنما تستعيذ من شر ما فيه شر .

(254 - 1/253)ج

----

وفي الحديث: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" ، وهنا استعاذ

بعزة الله وقدرته ، ولم يستعذ بالله ، والعزة والقدرة من صفات الله ، وهي

ليست مخلوقة .

ولهذا يجوز القسم بالله وبصفاته ، ألنها غير مخلوقة .

أما القسم باآليات :

.، فجائز - فإن أراد اآليات الشرعية

. فغير جائز - وإن أراد اآليات الكونية ،

(1/255)ج

----

Page 54: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

أما االستعاذة بالمخلوق ، ففيها تفصيل :

، قال شيخ اإلسالم ابن فهي من الشرك- فإن كان المخلوق ال يقدر عليه ،

تيمية: "ال يجوز االستعاذة بالمخلوق عند أحد من األئمة" ، وهذا ليس على

إطالقه ، بل مرادهم مما ال يقدر عليه إال الله ، ألنه ال يعصمك من الشر الذي ال

يقدر عليه إال الله ، سوى الله .

ومن ذلك أيضا االستعاذة بأصحاب القبور ، فإنهم ال ينفعون وال يضرون ،

فاالستعاذة بهم شرك أكبر ، سواء كان عند قبورهم أم بعيدا عنهم .

وقد أشار إلى ذلك الشارح ،فهي جائزةأما االستعاذة بمخلوق فيما يقدر عليه ،

الشيخ سليمان في "تيسير العزيز الحميد"، وهو مقتضى األحاديث الواردة في

"صحيح مسلم" :

- لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفتن ، قال: "فمن وجد من ذلك ملجأ،

فليعذ به" .

- وكذلك قصة المرأة التي عاذت بأم سلمة .

- والغالم الذي عاذ بالنبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا هو- وكذلك في قصة الذين يستعيذون بالحرم والكعبة ، وما أشبه ذلك.

مقتضى النظر ، فإذا اعترضني قطاع طريق ، فعذت بإنسان يستطيع أن

يخلصني منهم ، فال شيء فيه .

لكن تعليق القلب بالمخلوق ال شك أنه من الشرك ، فإذا علقت قلبك ورجاءك

وخوفك وجميع أمورك بشخص معين ، وجعلته ملجأ ، فهذا شرك ، ألن هذا ال

( 1/255)جيكون إال لله .

Page 55: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

رك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره باب من الش

، من : للتبعيض ، فيدل على أن الشرك ليس مختصا بهذاقوله : "من الشرك"

األمر .

. طلب الغوث ، وهو إزالة الشدة واالستغاثة :

وكالم المؤلف رحمه الله ليس على إطالقه :

، إما لكونه ميتا ، أو غائبا ، أو يكونعليه المستغاث به بما ال يقدر بل يقيد - 1

الشيء مما ال يقدر على إزالته إال الله تعالى ، فلو استغاث بميت ليدافع عنه أو

بغائب أو بحي حاضر لينزل المطر فهذا كله من الشرك .

، قال الله تعالى:عليه كان جائزا فيما يقدر ولو استغاث بحي حاضر - 2

[ . 15)فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه( ]القصص:

تصحيحا لتوحيدكيجب عليك وإذا طلبت من أحد الغوث وهو قادر عليه ، فإنه

، وأنه ال تأثير له بذاته في إزالة الشدة ، ألنك ربماتعتقد أنه مجرد سببأن

تعتمد عليه وتنسى خالق السبب ، وهذا قادح في كمال التوحيد .

(1/260)ج

----

قوله : "أو يدعو غيره" ، معطوف على قوله : "أن يستغيث"، فيكون المعنى :

من الشرك أن يدعو غير الله ، وذلك ألن الدعاء من العبادة ، قال الله تعالى:

)وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون

[ ، )عبادتي( ، أي : دعائي ، فسمى الله الدعاء60جهنم داخرين( ]غافر:

عبادة . وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الدعاء هو العبادة" .

Page 56: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والدعاء ينقسم إلى قسمين :

، وهو المقرون بالرهبة والرغبة ،وهذا صرفه لغير الله شرك- ما يقع عبادة ، 1

والحب ، والتضرع .

يوجه إلى المخلوق ، قال النبي صلى اللهفهذا يجوز أن - ما ال يقع عبادة ،2

عليه وسلم: "من دعاكم فأجيبوه" ، وقال : "إذا دعاك فأجبه" ، وعلى هذا ،

فمراد المؤلف بقوله "أو يدعو غيره" دعاء العبادة أو دعاء المسألة فيما ال يمكن

للمسؤول إجابته .

(1/261)ج

----

. طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر الدعاء :وقوله : )وال تدع من دون الله( ،

وهو نوعان كما قال أهل العلم :

وهو أن يكون قائما بأمر الله ، ألن القائم بأمر الله -األول : دعاء عبادة

ففعله كالمصلي ، والصائم ، والمزكي - يريد بذلك الثواب والنجاة من العقاب ،

. متضمن للدعاء بلسان الحال ، وقد يصحب فعله هذا دعاء بلسان المقال

، وهو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضره . الثاني : دعاء مسألة

فاألول ال يجوز صرفه لغير الله ، والثاني فيه تفصيل سبق .

(1/262)ج

----

والشكر فسروه بأنه : القيام بطاعة المنعم .قوله : )واشكروا له(

وقالوا : إنه يكون في ثالثة مواضع :

Page 57: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- في القلب ،1 وهو أن يعترف بقلبه أن هذه النعمة من الله ، فيرى لله فضال

[، 53عليه بها، قال تعالى: )وما بكم من نعمة فمن الله( ]النحل:

، وهو أن يتحدث بها على وجه الثناء على الله واالعتراف وعدم- اللسان 2

الجحود ، ال على سبيل الفخر والخيالء والترفع على عباد الله ، فيتحدث بالغنى ال

ليكسر خاطر الفقير، بل ألجل الثناء على الله، وهذا جائز .

، وهو أن يستعملها بطاعة المنعم ، وعلى حسب ما يختص بهذه- الجوارح 3

النعمة . فمثال: شكر الله على نعمة العلم : أن تعمل به ، وتعلمه الناس . وشكر

الله على نعمة المال : أن تصرفه بطاعة الله ، وتنفع الناس به .

(1/268)ج

----

باب قول الله تعالى: )أيشركون ما ال يخلق شيئا وهم يخلقون * وال يستطيعون

لهم نصرا( اآلية .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

فبين الله عجز هذه األصنام ، أنها ال تصلح أن تكون معبودة من أربعة وجوه ،

هي :

أنها ال تخلق ، ومن ال يخلق ال يستحق أن يعبد .-1

- أنهم مخلوقون من العدم ، فهم مفتقرون إلى غيرهم ابتداء ودواما .2

، وقوله: )ال يستطيعون( أبلغ من قوله:- أنهم ال يستطيعون نصر الداعين لهم 3

"ال ينصرونهم"، ألنه لو قال: "ال ينصرونهم"، فقد يقول قائل: لكنهم

Page 58: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

يستطيعون ، لكن لما قال: )ال يستطيعون لهم نصرا( كان أبلغ لظهور عجزهم .

- أنهم ال يستطيعون نصر أنفسهم .4

(285/ 1)ج

---

سلب نواة التمرة . القطمير :وقوله : )من قطمير( ،

وفي النواة ثالثة أشياء ذكرها الله في القرآن لبيان حقارة الشيء :

وهو اللفافة الرقيقة التي على النواة . - القطمير :1

وهي النقرة - النقير :3وهو سلك يكون في الشق الذي في النواة . - الفتيل :2

التي تكون على ظهر النواة .

(1/285)ج

----

ع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق باب قول الله تعالى: )حتى إذا فز

[ 23 وهو العلي الكبير( ]سبأ:

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله تعالى : )وهو العلي الكبير( ، أي : العلي في ذاته وصفاته ، والكبير : ذو

الكبرياء وهي العظمة التي ال يدانيها شيء ، أي العظيم الذي ال أعظم منه .

والعلو قسمان :

وقد أجمع عليه كل من ينتسب لإلسالم حتى الجهميةاألول : علو الصفات ،

ونحوهم .

Page 59: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وقد أنكره كثير من المنتسبين لإلسالم مثل الجهمية وبعضالثانية : علو الذات ،

األشاعرة غير المحققين منهم ، فإن المحققين منهم أثبتوا علو الذات .

وعلوه ال ينافي كونه مع الخلق يعلمهم ويسمعهم ويراهم ، ألنه ليس كمثله

شيء في جميع صفاته .

(1/308)ج

----

الفرق بين الجهمية واألشاعرة في كالم الله عز وجل :

يقولون : القرآن مخلوق وهو كالم الله .الجهمية

يقولون : القرآن مخلوق وهو عبارة عن كالم الله .األشاعرة

(1/309)ج

----

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

وأما التابعين ، فإن- 2عند أكثر المفسرين .حجة - وأما تفسير الصحابي ، فإنه 1

إنه ليس بحجة إال من اختص منهم بشيء ، كمجاهد ، فإنهأكثر العلماء يقول :

عرض المصحف على ابن عباس عشرين مرة أو أكثر ، يقف عند كل آية ويسأله

عن معناها .

فليس تفسيره حجة على غيره ، لكن إن أيده سياق- وأما من بعد التابعين ، 3

القرآن كان العمدة سياق القرآن .

فال يقبل أن يقال : إذا فزع عن قلوب الناس يوم القيامة ، بل نقول : الرسول

Page 60: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

صلى الله عليه وسلم فسر اآلية بتفسير غيبي ال مجال لالجتهاد فيه ، وما كان

غيبيا وجاء به النص ، فالواجب علينا قبوله .

- ولهذا نقول في مسألة ما يعذر فيه باالجتهاد وما ال يعذر :

إنه ليس عائدا على أن هذا من األصول وهذا من الفروع ، كما قال بعض العلماء

: األصول ال مجال لالجتهاد فيها ، ويخطئ المخالف مطلقا بخالف الفروع .

لكن شيخ اإلسالم ابن تيمية أنكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع ، ويدل على

بطالن هذا التقسيم: أن الصالة عند الذين يقسمون من الفروع ، مع أنها من

أجل األصول .

والصواب :

أن مدار اإلنكار على :

- ما لالجتهاد فيه مجال .1

- وما ال مجال فيه .2

، سواء كانت تتعلق بصفاتينكر على المخالف فيها وال يعذر - فاألمور الغيبية

الله أو اليوم اآلخر أو غير ذلك ، ألنه ال مجال لالجتهاد فيها .

فال ينكر على المخالف فيها إال إذاالتي لالجتهاد فيها مجال ، - أما األمور العملية

وإن كان يصح تضليله بهذه المخالفة .خالف نصا صريحا ،

(311/ 1)ج

-----

Page 61: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قوله : " ثم يلقيها اآلخر إلى من تحته حتى يلقيها "، أي : يلقي الكلمة آخرهم

الذي في األرض على لسان الساحر أو الكاهن .

عزائم ورقى وتعوذات تؤثر في بدن المسحور وقلبه وعقله وتفكيره . والسحر :

هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل . :والكاهن

وقد التبس على بعض طلبة العلم ، فظنوا أنه كل من يخبر عن الغيب ولو فيما

بل هو، ليس غيبا مطلقا مضى ، فهو كاهن ، لكن ما مضى مما يقع في األرض

مثل ما يقع في المسجد يعد غيبا بالنسبة لمن في الشارع ، وليسغيب نسبي ،

غيبا بالنسبة لمن في المسجد .

وقد يتصل اإلنسان بجني ، فيخبره عما حدث في األرض ولو كان بعيدا ،

فيستخدم الجن ، لكن ليس على وجه محرم، فال يسمى كاهنا ، ألن الكاهن من

يخبر عن المغيبات في المستقبل . وقيل : الذي يخبر عما في الضمير ، وهو نوع

من الكهانة في الواقع ، إذا لم يستند إلى فراسة ثاقبة ، أما إذا كان يخبر عما

في الضمير استنادا إلى فراسة ، فإنه ليس من الكهانة في شيء ، ألن بعض

الناس قد يفهم ما في اإلنسان اعتمادا على أسارير وجهه ولمحاته ، وإن كان ال

( 1/313)جيعلمه على وجه التفصيل ، لكن يعلمه على سبيل اإلجمال .

----

قوله : "فربما أدركه الشهاب.... إلخ" ، الشهاب : جزء منفصل من النجوم ،

ثاقب ، قوي ، ينفذ فيما يصطدم به .

نيازك تنطلق من النجوم . وهي كما قال أهل الفلك : تنزل إلى- فالشهب :

Page 62: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

األرض ، وقد تحدث تصدعا فيها .

فلو وصل إلى األرض ، ألحرقها . - أما النجم ،

(1/315)ج

----

من فوائد الحديث :

إثبات اإلرادة لقوله : "إذا أراد الله" ، وهي قسمان :

- شرعية .1

- وكونية . 2

والفرق بينهما :

: المتعلقأوال / من حيث

- فاإلرادة الشرعية تتعلق بما يحبه الله - عز وجل ; ، سواء وقع أو لم يقع .1

- وأما الكونية ، فتتعلق بما يقع ، سواء كان مما يحبه الله أو مما ال يحبه .2

- فالشرعية ال يلزم منها وقوع1 ، أي حصول المراد : الحكمثانيا / من حيث

المراد .

- أما الكونية ، فيلزم منها وقوع المراد . 2

[ هذه إرادة شرعية ،27- فقوله تعالى: )والله يريد أن يتوب عليكم( ]النساء:

ألنها لو كانت كونية لتاب على كل الناس ، وأيضا متعلقها فيما يحبه الله وهو

التوبة .

[ هذه كونية ، ألن الله ال يريد34- وقوله: )إن كان الله يريد أن يغويكم( ]هود:

Page 63: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

اإلغواء شرعا ، أما كونا وقدرا، فقد يريده .

- وقوله : )يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم(

[ هذه كونية ، لكنها في األصل شرعية ، ألنه قال: )ويتوب عليكم(26]النساء:

[. وقوله تعالى: )يريد الله بكم اليسر وال يريد بكم العسر( ]البقرة:26]النساء:

[ هذه شرعية ، ألن قوله: )وال يريد بكم العسر( ال يمكن أن تكون كونية ،185

إذ إن العسر يقع ولو كان الله ال يريده قدرا وكونا ؛ لم يقع.

(1/320)ج

-----

- إثبات العزة والجالل لله - عز وجل ;، لقوله: "عز وجل" .8

والعزة بمعنى : الغلبة والقوة ، وللعزيز ثالثة معان : -

- عزيز : بمعنى ممتنع أن يناله أحد بسوء . 1

- عزيز : بمعنى ذي قدر ال يشاركه فيه أحد . 2

قال ابن القيم في النونية :- عزيز : بمعنى غالب قاهر .3

وهو العزيز فلن يرام جنابه *** أني يرام جناب ذي السلطان

وهو العزيز القاهر الغالب لم *** يغلبه شيء هذه صفتان

وهو العزيز بقوة هي وصفه *** فالعز حينئذ ثالث معان

(322/ 1)ج

-----

إثبات الصفات خالفا لألشعرية المعطلة .العشرون :

هم الذين ينتسبون إلى أبي الحسن األشعري وسموا معطلة ألنهم- األشعرية :

Page 64: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

يعطلون النصوص عن المعنى المراد بها ويعطلون ما وصف الله به نفسه .

.والمراد تعطيل أكثر ذلك فإنهم يعطلون أكثر الصفات وال يعطلون جميعها

، هؤالءينكرون الصفات ويؤمنون باألسماء - بخالف المعتزلة ، فالمعتزلة :

فغالتهم ينكرون حتى األسماء ، وأما األشاعرة ، فهم معطلةعامتهم ، وإال ،

اعتبارا باألكثر ، ألنهم ال يثبتون من الصفات إلى سبعا ، وصفاته وتعالى ال تحصى

، وإثباتهم لهذه السبع ليس كإثبات السلف ،

( 326/ 1)ج

فاعة باب الش

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

ولكن يقصد بها )أي الشفاعة( أمران ، هما :

- إكرام الشافع . 1

- نفع المشفوع له . 2

والشفاعة :

اسم من شفع يشفع ، إذا جعل الشيء اثنين ، والشفع ضد الوتر ، قال- لغة :

[ . 3تعالى : )والشفع والوتر( ]الفجر:

التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة . - واصطالحا :

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ألهل الجنة بدخولها . مثال جلب المنفعة :

: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن استحق النار أن المثال دفعة المضرة

يدخلها .

Page 65: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

( 1/330)ج

----

، هما : الشفاعة إلى قسمين رئيسيينوقد قسم أهل العلم رحمه الله

القسم األول :

وهي أنواع : الشفاعة الخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم ،

وهي من المقام المحمود الذي وعده الله ،النوع األول : الشفاعة العظمى ،

فإن الناس يلحقهم يوم القيامة في ذلك الموقف العظيم من الغم والكرب ما ال

يطيقونه .

، ألنهم إذا عبروا الصراطالنوع الثاني : شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوها

ووصلوا إليها وجدوها مغلقة ، فيطلبون من يشفع له ، فيشفع النبي صلى الله

عليه وسلم إلى الله في فتح أبواب الجنة ألهلها .

النوع الثالث : شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب أن يخفف عنه

، وهذه مستثناة من قوله تعالى: )فما تنفعهم شفاعة الشافعين(العذاب

[ ، وهذه الشفاعة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم ال أحد48]المدثر:

يشفع في كافر أبدا إال النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك لم تقبل الشفاعة

كاملة ، وإنما هي تخفيف فقط .

القسم الثاني :

الشفاعة العامة له صلى الله عليه وسلم ولجميع المؤمنين . وهي أنواع :

، وهذه قد يستدل لهاالنوع األول : الشفاعة فيمن استحق النار أن ال يدخلها

Page 66: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته

أربعون رجال ال يشركون بالله شيئا ، إال شفعهم الله فيه" ، فإن هذه شفاعة قبل

أن يدخل النار ، فيشفعهم الله في ذلك .

، وقد تواترت بهاالنوع الثاني : الشفاعة فيمن دخل النار أن يخرج منها

األحاديث وأجمع عليها الصحابة ، واتفق عليها أهل الملة ما عدا طائفتين ،

وهما :

- المعتزلة .1

- والخوارج .2

فإنهم ينكرون الشفاعة في أهل المعاصي مطلقا ألنهم يرون أن فاعل الكبيرة

مخلد في النار ، ومن استحق الخلود ، فال تنفع فيه الشفاعة ، فهم ينكرون أن

النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره يشفع في أهل الكبائر أن ال يدخلوا النار ، أو

إذا دخولها أن يخرجوا منها ، لكن قولهم هذا باطل بالنص واإلجماع .

، وهذه تؤخذ من دعاءالنوع الثالث : الشفاعة في رفع درجات المؤمنين

المؤمنين بعضهم لبعض كما قال صلى الله عليه وسلم في أبي سلمة: "اللهم

اغفر ألبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، وأفسح له في قبره، ونور له فيه،

واخلفه في عقبه" ، والدعاء شفاعة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : "ما من

مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجال ال يشركون بالله شيئا ، إال

شفعهم الله فيه".

(334- 1/332)ج

----

Page 67: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

:فللشفاعة شرطان ، هماقوله : )إال من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى( ،

- اإلذن من الله ، لقوله: )أن يأذن الله( . 1

- رضاه عن الشافع والمشفوع له ، لقوله : )ويرضى( ، وكما قال تعالى: )وال2

[ .28يشفعون إال لمن ارتضى( ]األنبياء:

فال بد من :

- إذنه تعالى .

- ورضاه عن الشافع .

.- والمشفوع له ، إال في التخفيف عن أبي طالب ، وقد سبق ذلك

(1/336)ج

----

والحكمة من هذه الواسطة بينها بقوله : "ليكرمه وينال المقام المحمود" ، ولو

شاء الله لغفر لهم بال شفاعة ، ولكنه أراد بيان فضل هذا الشافع وإكرامه أمام

الناس ، ومن المعلوم أن من قبل الله شفاعته ، فهو عنده بمنزلة عالية ،

فيكون في هذا إكرام للشافع من وجهين :

األول : إكرام الشافع بقبول شفاعته .

الثاني : ظهور جاهه وشرفه عند الله تعالى .

(1/344)ج

-----

فيه مسائل :

Page 68: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، وهي ما كان فيها شرك ، فكل شفاعة فيهاصفة الشفاعة المنفية الثانية :

شرك ، فإنها منفية .

بشرط :وهي شفاعة أهل التوحيد صفة الشفاعة المثبتة الثالثة :

- إذن الله تعالى .1

- ورضاه عن الشافع .2

( 1/346)ج- والمشفوع له .3

---

باب قول الله تعالى: ) إنك ال تهدي من أحببت(اآلية

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

[ .56قوله تعالى: )إنك ال تهدي من أحببت( ]القصص:

هداية التوفيق .عن رسوله صلى الله عليه وسلم نفاها الله - والهداية التي

، ولهذا أتت مطلقة لبيان أن الذي بيدههداية الداللة واإلرشاد أثبتها له - والتي

هو هداية الداللة فقط، ال أن يجعله مهتديا ، قال تعالى: )وإنك لتهدي إلى صراط

[ . 52مستقيم( ]الشورى:

(1/348)ج

----

باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

هو مجاوزة الحد في الثناء مدحا أو قدحا . : قوله : "هو الغلو" ، والغلو

Page 69: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(1/362)ج

----

واعلم أن الحقوق ثالثة أقسام ، وهي :

وهو ما : ال ملك مقرب ، وال نبي مرسل ، األول : حق لله ال يشرك فيه غيره

الثاني : حق خاصيختص به من الربوبية واأللوهية واألسماء والصفات .

وهو إعانتهم وتوقيرهم وتبجيلهم بما يستحقون . للرسل ،

، وهذه الحقوق موجودة فيوهو اإليمان بالله ورسله الثالث : حق مشترك ،

اآلية الكريمة ، وهي قوله تعالى: )لتؤمنوا بالله ورسوله( ، فهذا حق مشترك ،

)وتعزروه وتوقروه( هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم ، )وتسبحوه بكرة

[ هذا خاص بالله - سبحانه وتعالى - . 9وأصيال( ]الفتح:

والذين يغلون في الرسول صلى الله عليه وسلم يجعلون حق الله له ، فيقولون

: )وتسبحوه( ، أي: الرسول ، فيسبحون الرسول كما يسبحون الله ، وال شك أنه

شرك ، ألن التسبيح من حقوق الله الخاصة به ، بخالف اإليمان ، فهو من

(1/371)جالحقوق المشتركة بين الله ورسوله .

----

أقسام الناس في العبادة :

والناس في العبادة طرفان ووسط :

- فمنهم المفرط .1

- ومنهم المفرط .2

Page 70: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- ومنهم المتوسط . 3

فدين الله بين الغالي فيه والجافي عنه ، وكون اإلنسان معتدال ال يميل إلى هذا

وال إلى هذا هذا هو الواجب ، فال يجوز التشدد في الدين والمبالغة ، وال التهاون

وعدم المباالة ، بل كن وسطا بين هذا وهذا .

والغلو له أقسام كثيرة ، منها :

- الغلو في العقيدة .

- الغلو في العبادة .

- الغلو في المعاملة .

- الغلو في العادات .

واألمثلة عليها كما يلي :

فمثل ما تشدق فيه أهل الكالم بالنسبة إلثبات- أما الغلو في العقيدة :1

حتىالصفات ، فإن أهل الكالم تشدقوا وتعمقوا حتى وصلوا إلى الهالك قطعا ،

أدى بهم هذا التعمق إلى واحد من أمرين :

- إما التمثيل .

- أو التعطيل .

، فقالوا : هذا معنى إثبات الصفات ، فغلوا في اإلثباتإما أنهم مثلوا الله بخلقه

حتى أثبتوا ما نفى الله عن نفسه .

وقالوا : هذا معنى تنزيهه عن مشابهة المخلوقات ، وزعموا أن إثباتأو عطلوه

Page 71: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الصفات تشبيه ، فنفوا ما أثبته الله لنفسه .

اقتصدت في ذلك ، فلم تتعمق في اإلثبات وال في النفيلكن األمة الوسط

والتنزيه ، فأخذوا بظواهر اللفظ ، وقالوا : ليس لنا أن نزيد على ذلك ، فلم

يهلكوا ، بل كانوا على الصراط المستقيم .

- أما الغلو في العبادات : 2

- فهو التشدد فيها ، بحيث يرى أن اإلخالل بشيء منها كفر وخروج عن اإلسالم ،

كغلو الخوارج والمعتزلة ، حيث قالوا : إن من فعل كبيرة من الكبائر ، فهو خارج

عن اإلسالم وحل دمه وماله ، وأباحوا الخروج على األئمة وسفك الدماء ، وكذا

المعتزلة ، حيث قالوا : من فعل كبيرة ، فهو بمنزلة بين المنزلتين : اإليمان

والكفر ، فهذا تشدد أدى إلى الهالك .

، فقالوا : إن القتل والزنا والسرقة وشرب- وهذا التشدد قابله تساهل المرجئة

الخمر ونحوها من الكبائر ، ال تخرج من اإليمان ، وال تنقص من اإليمان شيئا ،

وإنه يكفي في اإليمان اإلقرار ، وإن إيمان فاعل الكبيرة كإيمان جبريل ورسول

الله صلى الله عليه وسلم ألنه ال يختلف الناس في اإليمان ، وهؤالء في الحقيقة

يصلحون لكثير من الناس في هذا الزمان ، وال شك أن هذا تطرف بالتساهل ،

واألول تطرف بالتشدد .

- ومذهب أهل السنة أن اإليمان يزيد وينقص ، وفاعل المعصية ناقص اإليمان

بقدر معصيته ، وال يخرج من اإليمان إال بما برهنت النصوص على أنه كفر .

Page 72: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- وأما الغلو في المعامالت :3

حتى ولو كان وسيلة ، وأنه ال يجوز- فهو التشدد في األمور بتحريم كل شيء

لإلنسان أن يزيد عن واجبات حياته الضرورية ، وهذا مسلك سلكه الصوفية ،

حيث قالوا : من اشتغل بالدنيا ، فهو غير مريد لآلخرة ، وقالوا : ال يجوز أن

تشتري ما زاد على حاجتك الضرورية ، وما أشبه ذلك .

من قال : يحل كل شيء ينمي المال ويقوي- وقابل هذا التشدد تساهل

االقتصاد ، حتى الربا والغش وغير ذلك . فهؤالء - والعياذ بالله - متطرفون

بالتساهل ، فتجده يكذب في ثمنها وفي وصفها وفي كل شيء ألجل أن يكسب

فلسا أو فلسين ، وهذا ال شك أنه تطرف .

، )وأحل الله- والتوسط أن يقال : تحل المعامالت وفق ما جاءت به النصوص

[، فليس كل شيء حراما ، فالنبي صلى الله275البيع وحرم الربا( ]البقرة:

عليه وسلم باع واشترى ، والصحابة رضي الله عنهم يبيعون ويشترون ، والنبي

صلى الله عليه وسلم يقرهم .

- وأما الغلو في العادات :4

- فإذا كانت هذه العادة يخشى أن اإلنسان إذا تحول عنها انتقل من التحول في

العادة إلى التحول في العبادة ، فهذا ال حرج أن اإلنسان يتمسك بها ، وال يتحول

إلى عادة جديدة .

- أما إذا كان الغلو في العادة يمنعك من التحول إلى عادة جديدة مفيدة أفيد

من األولى ، فهذا من الغلو المنهي عنه ، فلو أن أحدا تمسك بعادته في أمر

Page 73: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

حدث أحسن من عادته التي هو عليها نقول : هذا في الحقيقة غال ومفرط في

هذه العادة .

- وأما إن كانت العادات متساوية المصالح ، لكنه يخشى أن ينتقل الناس من

هذه العادة إلى التوسع في العادة التي قد تخل بالشرف أو الدين ، فال يتحول

إلى العادة الجديدة .

( 377-1/374)ج

----

الشهوة أشد من الشبهة :

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

وهكذا المعاصي ، فالمعاصي لها تأثير قوي على القلب ، وأشدها تأثيرا :

الشهوة فهي أشد من الشبهة .

- ألن الشبهة أيسر زواال على من يسرها الله عليه ، إذ إن مصدرها الجهل ، وهو

يزول بالتعلم .

- أما الشهوة ، وهي إرادة اإلنسان الباطل ، فهي البالء الذي يقتل به العالم

.والجاهل

ولذا كانت معصية اليهود أكبر من معصية النصارى ، ألن معصية اليهود سببها

الشهوة وإرادة السوء والباطل ، والنصارى سببها الشبهة .

(1/385)ج

----

فيه مسائل :

Page 74: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الرابعة عشر : - وهي أعجب العجب - قراءتهم إياها في كتب التفسير

والحديث .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

والعجب نوعان :

، وهو ما إذا تعلق بمحمود ، كقول عائشة رضي اللهاألول : بمعنى اإلستحسان

عنها في الحديث :" كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله ،

وترجله ، وطهوره ، وفي شأنه كله ".

وذلك فيما إذا تعلق بمذموم ، قال تعالى :" وإن تعجبالثاني : بمعنى اإلنكار ،

فعجب قولهم .. " اآلية .

(1/388)ج

----

الفرق بين التنطع والغلو واإلجتهاد :

الغلو : مجاوزة الحد .-

- التنطع : التشدق بالشئ والتعمق فيه ، وهو من أنواع الغلو .

- اإلجتهاد :بذل الجهد إلدراك الحق ، وليس فيه غلو إال إذا كان المقصود

باإلجتهاد كثرة الطاعة غير المشروعة ، فقد تؤدي إلى الغلو .

(391/ 1)ج

--

غليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح ؛ فكيف إذا عبده ؟ ! باب ما جاء في الت

Page 75: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : "التغليظ" ، التشديد . قوله: "من عبد الله عند قبر رجل صالح" ، أي :

عمل عمال تعبد الله به من قراءة أو صالة أو صدقة أو غير ذلك .

قوله: "فكيف إذا عبده؟" ، أي : يكون أشد وأعظم ، وذلك ألن المقابر والقبور

فهم يزارونللصالحين أو من دونهم من المسلمين أهلها بحاجة إلى الدعاء ،

إال باتباع السنة في زيارة المقابر ، والثواب الحاصل بذلك ،لينفعوا ال لينتفع بهم

لكن هذا ليس انتفاعا بأشخاصهم ، بل انتفاع بعمل اإلنسان نفسه بما أتى به من

السنة .

- فالزيارة التي يقصد منها االنتفاع باألموات زيارة بدعية . 1

- والزيارة التي يقصد بها نفع األموات واالعتبار بحالهم زيارة شرعية .2

(1/393)ج

----

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

اعتراض وجوابه :

إذا قال قائل : نحن اآلن واقعون في مشكلة بالنسبة لقبر الرسول صلى الله

عليه وسلم اآلن ، فإنه في وسط المسجد ، فما هو الجواب ؟

قلنا : الجواب على ذلك من وجوه :

: أن المسجد لم يبن على القبر ، بل بني المسجد في حياة النبيالوجه األول

صلى الله عليه وسلم .

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال:الوجه الثاني :

Page 76: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

إن هذا من دفن الصالحين في المسجد ، بل دفن في بيته .

: أن إدخال بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومنها بيتالوجه الثالث

عائشة مع المسجد ليس باتفاق من الصحابة ، بل بعد أن انقرض أكثرهم ولم

ه; تقريبا ، فليس مما أجازة الصحابة أو94يبق منهم إال القليل ، وذلك عام

أجمعوا عليه ، مع أن بعضهم خالف في ذلك ، وممن خالف أيضا سعيد بن

المسيب من التابعين ، فلم يرض بهذا العمل .

: أن القبر ليس في المسجد ، حتى بعد إدخاله ، ألنه في حجرةالوجه الرابع

مستقلة عن المسجد ، فليس المسجد مبنيا عليه ، ولهذا جعل هذا المكان

محفوظا ومحوطا بثالثة جدران ، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة ،

أي مثلث ، والركن في الزاوية الشمالية ، بحيث ال يستقبله اإلنسان إذا صلى

ألنه منحرف .

فبهذا كله يزول اإلشكال الذي يحتج به أهل القبور ، ويقولون هذا منذ عهد

التابعين إلى اليوم ، والمسلمون قد أقروه ولم ينكروه ، فنقول : إن اإلنكار قد

وجد حتى في زمن التابعين ، وليس محل إجماع ، وعلى فرض أنه إجماع ، فقد

تبين الفرق من الوجوه األربعة التي ذكرناها .

(1/398)ج

----

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

وال ريب أن أصل تحريم بناء المساجد على القبور أن المساجد مكان الصالة ،

والناس يأتون إليها للصالة فيها ، فإذا صلى الناس في مسجد بني على قبر ،

Page 77: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فكأنهم صلوا عند القبر ، والمحذور الذي يوجد في بناء المساجد على القبور

فتبين بهذا أن اتخاذيوجد فيما إذا اتخذ هذا المكان للصالة ، وإن لم يبن مسجد .

القبور مساجد له معنيان :

األول : أن تبنى عليها مساجد .

الثاني : أن تتخذ مكانا للصالة عندها وإن لم يبن المسجد ، فإذا كان هؤالء القوم

مثال يذهبون إلى هذا القبر ويصلون عنده ويتخذونه مصلى ، فإن هذا بمعنى بناء

(1/403)جالمساجد عليها ، وهو أيضا من اتخاذها مساجد .

----

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : "الذين يتخذون القبور مساجد" ، فهم من شرار الخلق ، وإن لم

يشركوا ، ألنهم فعلوا وسيلة من وسائل الشرك ، والوسائل لها أحكام

المقاصد ، وإن كانت دون مرتبتها ، لكنها تعطى حكمها بالمعنى العام ، فإن

كانت وسيلة لواجب صارت واجبة ، وإن كانت وسيلة لمحرم ، فهي محرمة .

فشر الناس في هذا الحديث ينقسمون إلى صنفين :

األول : الذين تدركهم الساعة وهم أحياء .

الثاني : الذين يتخذون القبور مساجد .

( 1/406)ج

رها أوثانا تعبد من دون الله باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصي

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

هذا الباب له صلة بما قبله ، وهو أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد

Page 78: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

من دون الله . أي: يؤول األمر بالغالين إلى أن يعبدوا هذه القبور أو أصحابها .

والغلو : مجاوزة الحد مدحا أو ذما ، والمراد هنا مدحا .

والقبور لها حق علينا من وجهين :

- أن ال نفرط فيما يجب لها من االحترام ، فال تجوز إهانتها وال الجلوس عليها ،1

وما أشبه ذلك .

(1/419)ج- أن ال نغلو فيها فتتجاوز الحد .2

----

قوله: "غضب الله" ، فالغضب صفة حقيقية ثابتة لله تليق بجالله ال تماثل غضب

المخلوق ، ال في الحقيقة وال في األثر .

وهناك فروق بين غضب المخلوق وغضب الخالق ، منها :

، وجمرة يلقيها الشيطان فيغضب المخلوق حقيقته هو : غليان دم القلب - 1

، قالفإنه صفة ال تماثل هذا ، أما غضب الخالق قلب ابن آدم حتى يفور ،

[ . 11تعالى: )ليس كمثله شيء وهو السميع البصير( ]الشورى:

، فاآلدمي إذا غضب قد يحصل منه أن غضب اآلدمي يؤثر آثارا غير محمودة -2

ما ال يحمد ، فيقتل المغضوب عليه ، وربما يطلق زوجته ، أو يكسر اإلناء ، ونحو

، فال يمكن أنأما غضب الله ، فال يترتب عليه إال آثار حميدة ألنه حكيم ذلك ،

يترتب على غضبه إال تمام الفعل المناسب الواقع في محله . فغضب الله ليس

كغضب المخلوقين ، ال في الحقيقة وال في اآلثار .

( 1/422)ج

----

Page 79: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الخروج إلىقوله : "زائرت القبور" ، زائرت : جمع زائرة ، والزيارة هنا معناها :

المقابر ، وهي أنواع :

، وهي زيارة الرجال لالتعاظ والدعاء للموتى . منها ما هو سنة -

، وهي زيارتهم للدعاء عندهم وقراءة القرآن ونحو ذلك . ومنها ما هو بدعة-

، وهي زيارتهم لدعاء األموات واالستنجاد بهم واالستغاثةومنها ما هو شرك -

ونحو ذلك .

(1/427)ج

----

وحيد وسده كل باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب الت

رك طريق يوصل إلى الش

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : "المصطفى" ، أصلها : المصتفى ، من الصفوة ، وهو خيار الشيء ،

فالنبي صلى الله عليه وسلم أفضل المصطفين ألنه أفضل أولي العزم من

الرسل ، والرسل هم المصطفون ، والمراد به: محمد صلى الله عليه وسلم ،

واالصطفاء على درجات :

أعالها اصطفاء أولي العزم من الرسل .-

- ثم اصطفاء الرسل .

- ثم اصطفاء األنبياء .

- ثم اصطفاء الصديقين .

Page 80: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- ثم اصطفاء الشهداء .

- ثم اصطفاء الصالحين .

(1/437)ج

---

والمعنى :قوله : )حريص عليكم( ، الحرص : بذل الجهد إلدراك أمر مقصود ،

باذل غاية جهده في مصلحتكم ، فهو جامع بين أمرين :

- دفع المكروه الذي أفاده قوله : )عزيز عليه ما عنتم( .1

- وحصول المحبوب الذي أفاده قوله : )حريص عليكم( .2

فكان النبي صلى الله عليه وسلم جامعا بين هذين الوصفين ، وهذا من نعمة

الله علينا وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون على هذا الخلق العظيم

[.4الممثل بقوله تعالى: )وإنك لعلى خلق عظيم( ]القلم:

(1/440)ج

----

 

باب ما جاء أن بعض هذه األمة يعبد األوثانقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

- قوله : "سنن من كان قبلكم" ، فيها روايتان : "سنن" و "سنن" .

. جمع سنة ، وهي الطريقة : - أما "سنن" بضم السين

فهي مفرد بمعنى الطريق .:- وأما "سنن" ، بالفتح

Page 81: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(1/464)ج

---

قوله : " وأعطيت الكنزين : األحمر واألبيض" ، الذي أعطاه هو الله . والكنزان :

.هما الذهب والفضة كنوز كسرى وقيصر

- فالذهب عند قيصر .

- والفضة عند كسرى .

وكل منهما عنده ذهب وفضة ، لكن األغلب على كنوز قيصر الذهب ، وعلى

كنوز كسرى الفضة .

(1/472)ج

----

اعلم أن قضاء الله نوعان : قوله : "إذا قضيت قضاء ، فإنه ال يرد" ،

، فقد يريده الله وال يقبلونه . قد يرد- قضاء شرعي 1

. والبد أن ينفذ ، ال يرد- قضاء كوني 2

، وقد جمعهما قوله تعالى: )والله يقضى بالحق(وكال القضاءين قضاء بالحق

[ . 20]غافر:

: قوله تعالى: )وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه( ]اإلسراء:ومثال القضاء الشرعي

[ ، ألنه لو كان كونيا، لكان كل الناس ال يعبدون إال الله .23

قوله تعالى: )وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتابومثال القضاء الكوني:

[، ألن الله تعالى ال4لتفسدن في األرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا( ]اإلسراء:

يقضي شرعا بالفساد ، لكنه يقضي به كونا وإن كان يكرهه سبحانه ، فإن الله ال

Page 82: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

يحب الفساد وال المفسدين ، لكنه يقضي بذلك لحكمة بالغة ، كما قسم خلقه

إلى مؤمنين وكافرين ، لما يترتب على ذلك من المصالح العظيمة .

(1/474)ج

----

قوله: "وال تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين"، الحي : بمعنى

القبيلة .

وهل المراد باللحوق هنا :

بمعنى أنه يذهب هذا الحي إلى المشركين ويدخلون فيهم .- اللحوق البدني ،

بمعنى أن يعملوا بعمل المشركين .- أو اللحوق الحكمي ،

أو األمران معا ؟ الظاهر أن المراد جميع ذلك .

(1/478)ج

----

فيه مسائل :

ووجه هذا الحصرالثالثة عشرة : حصر الخوف على أمته من األئمة المضلين ،

أن األئمة ثالثة أقسام :

- أمراء .1

- وعلماء .2

- وعباد .3

فهم الذين يخشى من إضاللهم ألنه متبوعون :

- فاألمراء لهم السلطة والتنفيذ .

Page 83: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- والعلماء له التوجيه واإلرشاد .

- والعباد لهم تغرير الناس وخداعهم بأحوالهم .

فهؤالء يطاعون ويقتدى بهم ، فيخاف على األمة منهم ، ألنهم إذا كانوا مضلين

ضل بهم كثير من الناس ، وإذا كانوا هادين اهتدى بهم كثير من الناس .

( 1/488) ج

حر باب ما جاء في الس

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

حر آلخر الليل ، ألن األفعال:السحر لغة ما خفي ولطف سببه ، ومنه سمي الس

التي تقع فيه تكون خفية ، وكذلك سمي السحور ، لما يؤكل في آخر الليل ، ألنه

يكون خفيا ، فكل شيء خفي سببه يسمى سحرا .

وأما في الشرع ، فإنه ينقسم إلى قسمين :

أي: قراءات وطالسم يتوصل بها الساحر إلى استخداماألول : عقد ورقي ،

الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور ، لكن قد قال الله تعالى: )وما هم

[ . 102بضآرين به من أحد إال بإذن الله( ]البقرة:

تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله ، فتجدهالثاني : أدوية وعقاقير

ينصرف ويميل ، وهو ما يسمى عندهم بالصرف والعطف ، فيجعلون اإلنسان

ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى ، حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء ،

والصرف بالعكس من ذلك ، فيؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئا فشيئا حتى

يهلك ، وفي تصوره بأن يتخيل األشياء على خالف ما هي عليه ، وفي عقله ؛

Page 84: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فربما يصل إلى الجنون والعياذ بالله .

فالسحر قسمان :

وهو األول الذي يكون بواسطة الشياطين ، يعبدهم ويتقرب إليهم أ- شرك ،

ليسلطهم على المسحور .

وهو الثاني الذي يكون بواسطة األدوية والعقاقير ونحوها . ب- عدوان وفسق ،

وبهذا التقسيم الذي ذكرناه نتوصل به إلى مسألة مهمة ، وهي : هل يكفر

الساحر أو ال يكفر ؟.

اختلف في هذا أهل العلم :

- فمنهم من قال : إنه يكفر .

- ومنهم من قال : إنه ال يكفر .

ولكن التقسيم السابق الذي ذكرناه يتبين به حكم هذه المسألة :

ألنه ال يتأتى ذلك إال بالشركفإنه يكفر- فمن كان سحره بواسطة الشيطان ،

غالبا ، لقوله تعالى: )واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر

سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين

ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقوال إنما نحن فتنة ال تكفر...(

إلى قوله: )وما هم بضآرين به من أحد إال بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم وال

[ .102ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في اآلخرة من خالق( ]البقرة:

فال يكفر- ومن كان سحره باألدوية والعقاقير ونحوها ، ، ولكن يعتبر عاصيا

Page 85: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

معتديا .

(490-1/489)ج

----

قوله : "وقتل النفس" ، القتل : إزهاق الروح ، والمراد بالنفس : البدن الذي فيه

الروح ، والمراد بالنفس هنا : نفس اآلدمي وليس نفس البعير والحمار وما

أشبهها .

والنفس المحرمة أربعة أنفس ، هي :

- نفس المؤمن .1

- والذمي .2

- والمعاهد .3

- والمستأمن ، بكسر الميم : طالب األمان . 4

- فالمؤمن إليمانه .

- والذمي لذمته .

- والمعاهد لعهده .

- والمستأمن لتأمينه .

والفرق بين الثالثة : الذمي ، والمعاهد ، والمستأمن :

- أن الذمي هو الذي بيننا وبينه ذمة ، أي : عهد على أن يقيم في بالدنا1

معصوما مع بذل الجزية .

Page 86: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وأما المعاهد ، فيقيم في بالده ، لكن بيننا وبينه عهد أن ال يحاربنا وال نحاربه .- 2

وأما المستأمن ، فهو الذي ليس بيننا وبينه ذمة وال عهد ، لكننا أمناه في- 3

، كرجل حربي دخل إلينا بأمان للتجارة ونحوها ، أو ليفهم اإلسالم ،وقت محدد

قال تعالى: )وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كالم الله ثم

[ .6أبلغه مأمنه( ]التوبة:

وهناك فرق آخر وهو :

أن العهد يجوز من جميع الكفار .-

- والذمة ال تجوز إال من اليهود والنصارى والمجوس دون بقية الكفار ، وهذا هو

والصحيح : أنها تجوز من جميع الكفار .المشهور من المذهب ،

فهذه األنفس األربع قتلها حرام ، لكنها ليست على حد سواء في التحريم ،

فنفس المؤمن أعظم ، ثم الذمي ، ثم المعاهد ، ثم المستأمن .

وهل المستأمن مثل المعاهد أو أعلى ؟.

أشك في ذلك ، ألن المستأمن من له عهد خاص ، بخالف المعاهدين ،

فالمعاهدون يتولى العهد أهل الحل والعقد منهم ، فليس بيننا وبينهم عقود

تأمينات خاصة ، وأيا كان ، فالحديث عام ، وكل منهم معصوم الدم والمال .

( 1/499)ج

Page 87: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

----

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : "وأكل الربا" ، الربا في اللغة : الزيادة ، ومنه قوله تعالى: )فإذا أنزلنا

[ ، يعني : زادت . 5عليها الماء اهتزت وربت( ]الحج:

وفي الشرع : تفاضل في عقد بين أشياء يجب فيها التساوي ، ونسأ في عقد

بين أشياء يجب فيها التقابض .

والربا :

- ربا فضل ، أي : زيادة .1

- وربا نسيئة ، أي : تأخير .2

وهو يجري في ستة أموال بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله :

"الذهب بالذهب ، والفضة بالفضة ، والبر بالبر ، والتمر بالتمر ، والشعير

بالشعير ، والملح بالملح " ، فهذه هي األموال الربوية بنص الحديث وإجماع

المسلمين .

وهذه األصناف الستة :

إن بعت منها جنسا بمثله جرى فيه ربا الفضل وربا النسيئة .-

- فلو زدت واحدا على آخر ، فهو ربا فضل .

- أو سويته لكن أخرت القبض ، فهو ربا نسيئة .

- وربما يجتمع النوعان كما لو بعت ذهبا متفاضال والقبض متأخر ، فقد اجتمع في

فال بد،هذا العقد ربا الفضل وربا النسيئة ، وعلى هذا ، فإذا بعت جنسا بجنسه

Page 88: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

من أمرين :

- التساوي .1

- والتقابض في مجلس العقد . 2

وإذا اختلفت األجناس واتفقت العلة ، أي: اتفق المقصود في العوضين ، فإنه

يجري ربا النسيئة دون ربا الفضل ، فذهب بفضة متفاضال مع القبض جائز ،

وذهب بفضة متساويا مع التأخير ربا لتأخر القبض . قال صلى الله عليه وسلم:

"فإذا اختلفت هذه األصناف ، فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد " .

( .1/500)ج

----

قبل بلوغه ، سواء كان أبوهالذي ماتهو اليتيم : قوله: "وأكل مال اليتيم" ،

قبل بلوغه ، فليس يتيما ال شرعا وال لغة . أمهذكرا أم أنثى ، أما من ماتت

ألن اليتيم مأخوذ من اليتم ، وهو اإلنفراد ، أي : انفرد عن الكاسب له ، ألن أباه

هو الذي يكسب له .

(1/503)ج

----

قوله "والتولي يوم الزحف". التولي : بمعنى اإلدبار واإلعراض ، ويوم الزحف ،

أي : يوم تالحم الصفين في القتال مع الكفار ، وسمي يوم الزحف ، ألن الجموع

إذا تقابلت تجد أن بعضها يزحف إلى بعض ، كالذي يمشي زحفا كل واحد منهم

يهاب اآلخر ، فيمشي رويدا رويدا .

والتولي يوم الزحف من كبائر الذنوب ، ألنه يتضمن :

Page 89: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- اإلعراض عن الجهاد في سبيل الله .

- وكسر قلوب المسلمين .

- وتقوية أعداء الله .

وهذا يؤدي إلى هزيمة المسلمين . لكن هذا الحديث خصصته اآلية ، وهي قوله

تعالى: )ومن يولهم يومئذ دبره إال متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء

فالله سبحانه استثنى حالتين : [. 16بغضب من الله( ]األنفال:

كمن ينصرف ليصلح من شأنهاألولى : أن يكون متحرفا لقتال ، أي : متهيئا له ،

أو يهيئ األسلحة ويعدها ، ومنه االنحراف إلى مكان آخر يأتي العدو من جهته ،

فهذا ال يعد متوليا ، إنما يعد متهيئا .

الثانية : المتحيز إلى فئة كما إذا حصرت سرية للمسلمين يمكن أن يقضي عليها

، فانصرف من هؤالء لينقذها ، فهذا ال بأس به لدعاء الضرورة إليه ،العدو

بشرط أال يكون على الجيش ضرر ، فإن كان على الجيش ضرر وذهبت طائفة

كبيرة إلى هذه السرية بحيث توهن قوة الجيش وتكسره أمام العدو ، فإنه ال

يجوز ، ألن الضرر هنا متحقق ، وإنقاذ السرية غير متحقق ، فال يجوز ألن

المقصود إظهار دين الله ، وفي هذا إذالل لدين الله ، إال إذا كان الكفار أكثر من

مثلي المسلمين ، فيجوز الفرار حينئذ ، لقوله تعالى: )اآلن خفف الله عنكم

وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف

[ ، أو كان عندهم عدة ال يمكن للمسلمين مقاومتها ،66يغلبوا ألفين( ]األنفال:

كالطائرات إذا لم يكن عند المسلمين من الصواريخ ما يدفعها ، فإذا علم أن

الصمود يستلزم الهالك والقضاء على المسلمين ، فال يجوز لهم أن يبقوا ، ألن

Page 90: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

مقتضى ذلك أنهم يغررون بأنفسهم .

(505 - 1/504)ج

----

فيه مسائل :

السابعة : أنه يقتل وال يستتاب . يؤخذ من قوله "حد الساحر ضربة بالسيف" .

- والحد إذا بلغ اإلمام ال يستتاب صاحبه ، بل يقتل بكل حال .

- أما الكفر ، فإنه يستتاب صاحبه .

وهذا هو الفرق بين الحد وبين عقوبة الكفر .

وبهذا نعرف خطأ من أدخل حكم المرتد في الحدود ، وذكروا من الحدود قتل

الردة .

فقتل المرتد ليس من الحدود ، ألنه يستتاب ، فإذا تاب ارتفع عنه القتل .-

- وأما الحدود ، فال ترتفع بالتوبة إال أن يتوب قبل القدرة عليه .

- ثم إن الحدود كفارة لصاحبها وليس بكافر .

- والقتل بالردة ليس كفارة وصاحبها كافر ، ال يصلى عليه ، وال يغسل ، وال

(1/512)جيدفن في مقابر المسلمين .

حر باب بيان شيء من أنواع الس

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : "باب بيان شيء من أنواع السحر" . أي : بيان حقائق هذه األشياء مع

وقد سبق أن السحر ينقسم إلى قسمين :حكمها .

- كفر .1

Page 91: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

.- وفسق 2

وكذلك ما ذكره هنافإن كان باستخدام الشياطين وما أشبه ذلك ، فهو كفر .

من أنواع السحر :

- منها ما هو كفر .

- ومنها ما هو فسق .

. حسب ما تقتضيه األدلة الشرعية

واألنواع : جمع نوع ، والنوع أخص من الجنس ، ألن :

اسم يدخل تحته :لجنسا

يدخل تحته :والنوعأنواع

.أفراد

وقد يكون الجنس نوعا باعتبار ما فوقه ، والنوع جنسا باعتبار ما تحته .

فاإلنسان نوع باعتبار الحيوان ، والحيوان باعتبار اإلنسان جنس ، ألنه يدخل فيه

اإلنسان واإلبل والبقر والغنم ، والحيوان باعتبار الجسم نوع ، ألن الجسم يشمل

الحيوان والجماد .

(1/513)ج

----

قال أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا عوف ، عن حيان بن العالء ،:" لمتنا

حدثنا قطن بن قبيصة ، عن أبيه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال :

"إن العيافة ، والطرق ، والطيرة من الجبت ".

Page 92: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال عوف : العيافة : زجر الطير ، والطرق : الخط يخط باألرض ، والجبت :

قال الحسن : رنة الشيطان .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : "العيافة" ، مصدر عاف يعيف عيافة ، وهي : زجر الطير للتشاؤم أو

ألن زجر الطير له أقسام : التفاؤل ، فعند العرب قواعد في هذا األمر ،

كما قال أهل العلم في باب الصيد : إن تعليم الطير بأن- فتارة يزجرها للصيد ،

. فهذا ليس من هذا الباب ينزجر إذا زجر ،

، فإذا زجر الطائر وذهب شماال تشاءم ،- وتارة يزجر الطير للتشاؤم أو التفاؤل

وإذا ذهب يمينا تفاءل ، وإن ذهب أماما ، فال أدري أيتوقفون أم يعيدون الزجر ؟

فهذا من الجبت .

(1/514)ج

----

:" وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليهالمتن

وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما

زاد". رواه أبو داود، وإسناده صحيح ".

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

وعلم النجوم ينقسم إلى قسمين :

وهو أن يستدل باألحوال الفلكية على الحوادث األرضية ،األول : علم التأثير ،

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من اقتبس شعبة منفهذا محرم باطل

النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر" ، وقوله في حديث زيد بن خالد: "من

Page 93: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال: مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب" ، ولقول النبي

صلى الله عليه وسلم في الشمس والقمر : "إنهما آيتان من آيات الله، ال

ينكسفان لموت أحد وال لحياته" ، فاألحوال الفلكية ال عالقة بينها وبين الحوادث

األرضية .

فهذا جائز ،، وهو ما يستدل به على الجهات واألوقات ، الثاني : علم التسيير ، كما قال الفقهاء : إذا دخل وقت الصالة يجب علىوقد يكون واجبا أحيانا

اإلنسان أن يتعلم عالمات القبلة من النجوم والشمس والقمر ، قال تعالى:

)وألقى في األرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبال لعلكم تهتدون( ]النحل:

[ ، فلما ذكر الله العالمات األرضية انتقل إلى العالمات السماوية ، فقال15

[ ، فاالستدالل بهذه النجوم16تعالى: )وعالمات وبالنجم هم يهتدون( ]النحل:

على األزمات ال بأس به ، مثل أن يقال : إذا طلع النجم الفالني دخل وقت

السيل ودخل وقت الربيع ، وكذلك على األماكن ، كالقبلة ، والشمال ،

والجنوب .

(1/520)ج

----

:" وللنسائي من حديث أبي هريرة: "من عقد عقدة، ثم نفث فيها، فقدالمتن

سحر، ومن سحر، فقد أشرك، ومن تعلق شيئا، وكل إليه" .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : "ثم نفث فيها" . النفث : النفخ بريق خفيف ، والمراد هنا :

أجل السحر . - النفث من

Page 94: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، فليس بداخلمن أجل أن تحتكم بالرطوبة - أما لو عقد عقدة ، ثم نفث فيها

في الحديث .

( 1/521)ج

----

ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليهالمتن :"

وسلم قال: "إن من البيان لسحرا" "

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

والبيان نوعان : قوله : "إن من البيان".

، وهذا يشترك فيه جميع الناس ، فكل إنسان إذا جاع قال :األول : بيان البد منه

إني جعت ، وإذا عطش قال : إني عطشت ، وهكذا .

، وهيالثاني : بيان بمعنى الفصاحة التامة التي تسبي العقول وتغير األفكار

التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن من البيان لسحرا".

وعلى هذا التقسيم تكون "من" للتبعيض ، أي : بعض البيان ; وهو البيان الكامل

الذي هو الفصاحة ; سحر .

أما إذا جعلنا البيان بمعنى الفصاحة فقط ، صارت "من" لبيان الجنس .

(1/527)ج

----

وقوله : "إن من البيان لسحرا" ، وهل هذا على سبيل الذم ، أو على سبيل

المدح ، أو لبيان الواقع ثم ينظر إلى أثره ؟ الجواب : األخير هو المراد .

ولكن ينظر إلى أثره ،فالبيان من حيث هو بيان ال يمدح عليه وال يذم ،

Page 95: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

:والمقصود منه

، ألنه استعمالفهو مذموم ، فإن كان المقصود منه رد الحق وإثبات الباطل -

لنعمة الله في معصيته .

. فهو ممدوح ،وإن كان المقصود منه إثبات الحق وإبطال الباطل -

فهو خير من،وإذا كان البيان يستعمل في طاعة الله وفي الدعوة إلى الله -

العي .

فهذا ال خير فيه ، ، لكن إذا ابتلي اإلنسان ببيان ليصد الناس عن دين الله-

والعي خير منه .

( 1/528)ج

باب ما جاء في الكهان ونحوهم

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

الكهان: جمع كاهن ، والكهنة أيضا جمع كاهن ، وهم قوم يكونون في أحياء

العرب يتحاكم الناس إليهم ، وتتصل بهم الشياطين ، وتخبرهم عما كان في

ثم الكاهن يضيف إلىالسماء ، تسترق السمع من السماء ، وتخبر الكاهن به ،

هذا الخبر ما يضيف من األخبار الكاذبة ، ويخبر الناس ، فإذا وقع مما أخبر به

شيء ، اعتقده الناس عالما بالغيب ، فصاروا يتحاكمون إليهم ، فهم مرجع

للناس في الحكم ، ولهذا يسمون الكهنة ، إذ هم يخبرون عن األمور في

المستقبل ، يقولون : سيقع كذا وسيقع كذا .

فإن األمورمن يخبر عن أمور تدرك بالحساب، وليس من الكهانة في شيء-

Page 96: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

التي تدرك بالحساب ليست من الكهانة في شيء ، كما لو أخبر عن كسوف

الشمس أو خسوف القمر ، فهذا ليس من الكهانة ، ألنه يدرك بالحساب ، وكما

من برج الميزان مثال في الساعة كذا وكذا ،20لو أخبر أن الشمس تغرب في

فهذا ليس من علم الغيب ، وكما يقولون : إنه سيخرج في أول العام أو العام

الذي بعده مذنب ) هلي (، وهو نجم له ذنب طويل ، فهذا ليس من الكهانة في

شيء ، ألنه من األمور التي تدرك بالحساب ، فكل شيء يدرك بالحساب ، فإن

اإلخبار عنه ولو كان مستقبال ال يعتبر من علم الغيب ، وال من الكهانة .

(1/531)ج

---

قوله : "فسأله ، لم تقبل له صالة أربعين يوما". ظاهر الحديث أن مجرد سؤاله

فسؤال العرافيوجب عدم قبول صالته أربعين يوما ، ولكنه ليس على إطالقه ،

ونحوه ينقسم إلى أقسام :

لقول النبي صلى الله عليهفهذا حرام القسم األول : أن يسأله سؤاال مجردا،

وسلم: "من أتى عرافا..." ، فإثبات العقوبة على سؤاله يدل على تحريمه ، إذ ال

عقوبة إال على فعل محرم .

ألن تصديقه فيفهذا كفر : القسم الثاني : أن يسأله فيصدقه ، ويعتبر قوله

علم الغيب تكذيب للقرآن ، حيث قال تعالى: )قل ال يعلم من في السماوات

[ . 65واألرض الغيب إال الله( ]النمل:

: هل هو صادق أو كاذب ، ال ألجل أن يأخذالقسم الثالث : أن يسأله ليختبره

، وال يدخل في الحديث . وقد سأل النبي صلى الله عليهفهذا ال بأس به بقوله ،

Page 97: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وسلم ابن صياد ، فقال : "ماذا خبأت لك؟ قال : الدخ ، فقال : اخسأ ، فلن تعدو

قدرك" ، فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن شيء أضمره ، ألجل أن يختبره

، فأخبره به .

، فيمتحنه في أمور يتبين بها كذبهالقسم الرابع : أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه

وعجزه ، . وإبطال قول الكهنة ال شك أنه أمروهذا مطلوب ، وقد يكون واجبا

مطلوب ، وقد يكون واجبا ، فصار السؤال هنا ليس على إطالقه ، بل يفصل فيه

هذا التفصيل على حسب ما دلت عليه األدلة الشرعية األخرى .

( 1/533)ج

----

نفي القبول هنا هل يلزم منه نفيقوله : "لم تقبل له صالة أربعين ليلة".

الصحة أوال ؟ نقول :

نفي القبول :

- إما أن يكون لفوات شرط .

- أو لوجود مانع .

ففي هاتين الحالين يكون نفي القبول نفيا للصحة ، كما لو قلت : من صلى بغير

وضوء لم يقبل الله صالته ، ومن صلى في مكان مغصوب لم يقبل الله صالته

عند من يرى ذلك .

وإن كان نفي القبول ال يتعلق بفوات شرط وال وجود مانع ، فال يلزم من نفي

: وإنما يكون المراد بالقبول المنفي القبول نفي الصحة ،

، أي: لم تقبل على وجه التمام الذي يحصل به تمام- إما نفي القبول التام

Page 98: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الرضا وتمام المثوبة .

- وإما أن يراد به أن هذه السيئة التي فعلها تقابل تلك الحسنة في الميزان ،

، ويكون وزرها موازيا ألجر تلك الحسنة ، وإذا لم يكن له أجر صارتفتسقطها

كأنها غير مقبولة ، وإن كانت مجزئة ومبرئة للذمة ، لكن الثواب الذي حصل بها

قوبل بالسيئة فأسقطته . ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: "من شرب الخمر ،

( 1/535لم تقبل له صالة أربعين يوما" . )ج

----

وقد ذكر شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله أن استخدام اإلنس للجن له ثالث

:حاالت

، كأن يكون له نائبا في تبليغ الشرع ،الحال األولى : أن يستخدم في طاعة الله

فمثال : إذا كان له صاحب من الجن مؤمن يأخذ عنه العلم ، ويتلقى منه ، وهذا

شيء ثبت أن الجن قد يتعلمون من اإلنس ، فيستخدمه في تبليغ الشرع

،فهذا ال بأس بهلنظرائه من الجن ، أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعا ،

بل إنه قد يكون أمرا محمودا أو مطلوبا ، وهو من الدعوة إلى الله ; عز وجل ;،

والجن حضروا النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم القرآن ، وولوا إلى

قومهم منذرين ، والجن فيهم الصلحاء والعباد والزهاد والعلماء ، ألن المنذر البد

أن يكون عالما بما ينذر ، عابدا مطيعا لله ; سبحانه ; في اإلنذار .

، مثل أن يطلب منهم العون علىالحال الثانية : أن يستخدمهم في أمور مباحة

فإن، : فهذا جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة أمر من األمور المباحة ، قال

، كما لو كان الجني ال يساعده في أموره إال إذا ذبحكانت محرمة ، صار حراما

Page 99: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

له أو سجد له أو ما أشبه ذلك . ثم ذكر ما ورد أن عمر تأخر ذات مرة في

سفره ، فاشتغل فكر أبي موسى ، فقالوا له : إن امرأة من أهل المدينة لها

صاحب من الجن ، فلو أمرتها أن ترسل صاحبها للبحث عن عمر ، ففعل ،

فذهب الجني ، ثم رجع ، فقال : إن أمير المؤمنين ليس به بأس ، وهو يسم إبل

الصدقة في المكان الفالني ، فهذا استخدام في أمر مباح .

، كنهب أموال الناس وترويعهم ،الحال الثالثة : أن يستخدمهم في أمور محرمة

، ثم إن كان الوسيلة شركا صار شركا ، وإن كانفهذا محرموما أشبه ذلك ،

وسيلته غير شرك صار معصية ، كما لو كان هذا المجني الفاسق يألف هذا

اإلنسي الفاسق ويتعاون معه على اإلثم والعدوان ، فهذا يكون إثما وعدوانا ، وال

يصل إلى حد الشرك .

ثم قال : إن من يسأل الجن ، أو يسأل من يسأل الجن ، ويصدقهم في كل ما

يقولون ، فهذا معصية وكفر ، والطريق للحفظ من الجن هو قراءة آية

الكرسي ، فمن قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ، وال يقربه شيطان

حتى يصبح ، كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ، وهي: )الله ال إله إال هو

الحي القيوم...( اآلية .

(1/546)ج

----

وقال ابن عباس في قوم يكتبون ) أباجاد ( وينظرون في النجوم ، ما أرى من

فعل ذلك له عند الله من خالق" .

وقوله: "أباجاد". هي: أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضطغ... وتعلم

Page 100: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

أباجاد ينقسم إلى قسمين :

،فهذا ال بأس به، وما أشبه ذلك ، األول : تعلم مباح بأن نتعلمها لحساب الجمل

وما زال أناس يستعملونها ، حتى العلماء يؤرخون بها ، قال شيخنا عبد الرحمن

بن سعدي رحمه الله في تاريخ بناء المسجد الجامع القديم :

جد بالرضا واعط المنى ***من ساعدوا في ذا البنا

تاريخه حيث انتهى ****قول المنيب اغفر لنا

والشهر في شوال يا ***رب تقبل سعينا

ه; .1362فقوله: "اغفر لنا" لو عددناها حسب الجمل صارت

وهو كتابة "أبا جاد" كتابة مربوطة بسير النجوم وحركتها : محرم ،الثاني

، وينظرون في النجوم ليستدلوا بالموافقة أو المخالفة علىوطلوعها وغروبها

ما سيحدث في األرض :

- إما على سبيل العموم ، كالجذب والمرض والجرب وما أشبه ذلك .

- أو على سبيل الخصوص ، كأن يقول لشخص : سيحدث لك مرض أو فقر أو

سعادة أو نحس في هذا وما أشبه ذلك ، فهم يربطون هذه بهذه ، وليس هناك

عالقة بين حركات النجوم واختالف الوقائع في األرض .

(1/548)ج

----

والنظر في النجوم ينقسم إلى أقسام :

، سواء كانت عامةاألول : أن يستدل بحركاتها وسيرها على الحوادث األرضية

أو خاصة :

Page 101: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

إن اعتقد أن هذه النجوم هي المدبرة لألمور ، أو أن لها شركا ، فهو فهو شرك-

كفر مخرج عن الملة.

ولكن يسمى كفرا ، فكفره غير مخرج من الملة، ،وإن اعتقد أنها سبب فقط-

لقول النبي صلى الله عليه وسلم على إثر سماء كانت من الليل: "هل تدرون

ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي

وكافر ، أما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب،

وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب" . وقد سبق

لنا أن هذا الكفر ينقسم إلى قسمين بحسب اعتقاد قائله .

الثاني : أن يتعلم علم النجوم ليستدل بحركاتها وسيرها على الفصول وأوقات

، ألنه يستعان بذلكفهذا من األمور المباحة والغرس وما أشبهه ، البذر والحصاد

على أمور دنيوية .

، وما أشبهالقسم الثالث : أن يتعلمها لمعرفة أوقات الصلوات وجهات القبلة

فالتعلم هنا مشروع ، وقد يكون فرض كفاية أوذلك من األمور المشروعة ،

فرض عين .

( 1/550)ج

----

فيه مسائل :

ذكر الفرق بين الكاهن والعراف . وفي هذه المسألة خالف بين أهلالسابعة :

: العلم

. فال فرق بينهما ،القول األول : أن العراف هو الكاهن ، فمهما مترادفان

Page 102: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

هو الذي يستدل على معرفة األمور بمقدمات يستدلالعرافالقول الثاني : أن

بها ، فهو أعم من الكاهن ، ألنه يشمل الكاهن وغيره ، فهما من باب العام

والخاص .

هووالكاهن يخبر عن أمور بمقدمات يستدل عليها ، العرافالقول الثالث : أن

. الذي يخبر عما في الضمير ، أو عن المغيبات في المستقبل

فالعراف أعم ، أو أن العراف يختص بالماضي ، والكاهن بالمستقبل ، فهما

متباينان ، والظاهر أنهما متباينان :

فالكاهن من يخبر عن المغيبات في المستقبل .-

والعراف من يدعي معرفة األمور بمقدمات يستدل بها على المسروق- )

(.ومكان الضالة ونحو ذلك

غير واضح ألنهمالو كانا متباينين لقلنا : والعراف هو الذي يخبر عما في الضمير

أو أن يكونا من باب العام والخاص فيقال في العراف ماهو مطبوع هنا بين

القوسين .

( 1/552)ج

Page 103: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ر طي باب ما جاء في الت

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

وإن شئت ، فقل : التطير : هو التشاؤم بمرئي ، أو مسموع ، أو معلوم :

: لو رأى طيرا فتشاءم لكونه موحشا . - بمرئي مثل1

: من هم بأمر فسمع أحدا يقول آلخر : يا خسران ، أو يا- أو مسموع مثل2

خائب ، فيتشاءم .

: كالتشاؤم ببعض األيام أو بعض الشهور أو بعض السنوات .- أو معلوم 3

(1/559)ج

----

والمتطير ال يخلو من حالين :

وهذا من أعظم التطير ، األول : أن يحجم ويستجيب لهذه الطيرة ويدع العمل

والتشاؤم .

يخشى من تأثير هذا المتطير به ،الثاني : أن يمضي لكن في قلق وهم وغم

وهذا أهون

، بل انطلق إلى ما تريدوكال األمرين نقص في التوحيد وضرر على العبيد

بانشراح صدر وتيسير واعتماد على الله ; عز وجل ; ، وال تسيء الظن بالله ;

عز وجل ; .

( 1/560)ج

واألنواء : هي منازل القمر ، وهي ثمان وعشرونقوله: "ال نوء" . واحد األنواء ،

منزلة ، كل منزلة لها نجم تدور بمدار السنة .

Page 104: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وهذه النجوم بعضها يسمى :

- النجوم الشمالية ، وهي أليام الصيف .1

وأجرى الله العادة أن- وبعضها يسمى النجوم الجنوبية ، وهي أليام الشتاء .2

المطر في وسط الجزيرة العربية يكون أيام الشتاء ، أما أيام الصيف ، فال

مطر .

(1/568)ج

----

قوله : "ال يأتي بالحسنات إال أنت" . أي : ال يقدرها وال يخلقها وال يوجدها للعبد

إال الله وحده ال شريك له ، وهذا ال ينافي أن تكون الحسنات بأسباب ، ألن خالق

هذه األسباب هو الله ، فإذا وجدت هذه الحسنات بأسباب خلقها الله ، صار

الموجد هو الله .

والمراد بالحسنات : ما يستحسن المرء وقوعه ، ويحسن في عينه . ويشمل

ذلك :

- الحسنات الشرعية ، كالصالة والزكاة وغيرها ، ألنها تسر المؤمن .1

- ويشمل الحسنات الدنيوية ، كالمال والولد ونحوها .2

(1/572)ج

وعن ابن مسعود مرفوعا: "الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إال،المتن :"

ولكن الله يذهبه بالتوكل" رواه أبو داود والترمذي وصححه " .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

وقوله: "شرك". أي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإال لقال :

Page 105: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

شرك . لالطيرة ا

وهل المراد بالشرك هنا الشرك األكبر المخرج من الملة ، أو أنها نوع من أنواع

.الشرك ؟

نقول:

هي نوع من أنواع الشرك ، كقوله صلى الله عليه وسلم : "اثنتان في الناس

"كفرلاليس الكفر المخرج عن الملة ، وإال لقال : "هما بهم هما بهم كفر" ، أي:

، بل هما نوع من الكفر .

لكن في ترك الصالة قال : "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصالة" ،

فيجب أن نعرف الفرق بين "أل" المعرفة أو الدالة علىفقال : "الكفر" .

االستغراق ، وبين خلو اللفظ منها :

، فالمراد أنه نوع من الكفر ال يخرج من الملة .هذا كفر - فإذا قيل :

، فهو المخرج من الملة . كفر ال هذا - وإذا قيل :

فإذا تطير إنسان بشيء رآه أو سمعه ، فإنه ال يعد مشركا شركا يخرجه من

الملة ، لكنه أشرك من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله

سببا ، وهذا يضعف التوكل على الله ويوهن العزيمة ، وبذلك يعتبر شركا من

والقاعدة : هذه الناحية ،

" إن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا ، فإنه مشرك شركا

".أصغر

وهذا نوع من اإلشراك مع الله :

- إما في التشريع إن كان هذا السبب شرعيا .

Page 106: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونيا .

فهو مشرك ،لكن لو اعتقد هذا المتشائم المتطير أن هذا فاعل بنفسه دون الله

( 1/574 )ج، ألنه جعل لله شريكا في الخلق واإليجاد .شركا أكبر

----

:" وله من حديث الفضل بن عباس: "إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك" .المتن

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : "ما أمضاك أو ردك". أما "ما ردك" ، فال شك أنه من الطيرة ، ألن

وأما "ما أمضاك" ، فال يخلو من أمرين : التطير يوجب الترك والتراجع .

األول : أن تكون من جنس التطير ، وذلك بأن يستدل لنجاحه أو عدم نجاحه

، كما لو قال: سأزجر هذا الطير ، فإذا ذهب إلى اليمين ، فمعنى ذلكبالتطير

اليمن والبركة ، فيقدم ، فهذا ال شك أنه تطير ، ألن التفاؤل بمثل انطالق الطير

عن اليمين غير صحيح ، ألنه ال وجه له ، إذ الطير إذا طار ، فإنه يذهب إلى الذي

يرى أن وجهته ، ،فإذا اعتمد عليه ، فقد اعتمد على سبب لم يجعله الله سببا

وهو حركة الطير .

الثاني : أن يكون سبب المضي كالما سمعه أو شيئا شاهده يدل على تيسير هذا

، وهو الذي يعجب النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن إنفإن هذا فأل ، األمر له

اعتمد عليه وكان سببا إلقدامه ، فهذا حكمه حكم الطيرة ، وإن لم يعتمد عليه

ولكنه فرح ونشط وازداد نشاطا في طلبه ، فهذا من الفأل المحمود .

. والحديث في سنده مقال ، لكن على تقدير صحته هذا حكمه

(1/580)ج

Page 107: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ويليه بإذن الله تعالىالمجلد األول تم بحمد الله وفضله وكرمه

وأوله باب ما جاء في التنجيمالمجلد الثاني

Page 108: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الدر النضيد من فروق وتقاسيم القول المفيد على كتاب التوحيد

)الجزء الثاني(

سامي المسيطير@Smusaiteer

Page 109: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

نجيم باب ما جاء في الت

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

مصدر نجم بتشديد الجيم ، أي : تعلم علم النجوم ، أو اعتقد تأثيرالتنجيم :

النجوم .

وعلم النجوم ينقسم إلى قسمين :

- علم التأثير .1

- علم التسيير . 2

:علم التأثير فاألول :

وهذا ينقسم إلى ثالثة أقسام :

، بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث فاعلة مؤثرة أن يعتقد أن هذه النجومأ-

فهذا شرك أكبر والشرور ، ، ألن من ادعى أن مع الله خالقا ، فهو مشرك شركا

أكبر ، فهذا جعل المخلوق المسخر خالقا مسخرا .

، فيستدل بحركاتها وتنقالتها وتغيراتهاسببا يدعي به علم الغيب أن يجعلها ب-

على أنه سيكون كذا وكذا ، ألن النجم الفالني صار كذا وكذا ، مثل أن يقول :

هذا اإلنسان ستكون حياته شقاء ، ألنه ولد في النجم الفالني ، وهذا حياته

ستكون سعيدة ألنه ولد في النجم الفالني .

ودعوى علم الغيب كفر مخرجفهذا اتخذ تعلم النجوم وسيلة الدعاء علم الغيب ،

، ألن الله يقول : )قل ال يعلم من في السماوات واألرض الغيب إالعن الملة

Page 110: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

[ ، وهذا من أقوى أنواع الحصر ، ألنه بالنفي واإلثبات ، فإذا65الله( ]النمل:

ادعى أحد علم الغيب ، فقد كذب القرآن .

، أي أنه إذا وقع شيء نسبة إلىسببا لحدوث الخير والشر أن يعتقدها ج-

.فهذا شرك أصغرالنجوم ، وال ينسب إلى النجوم شيئا إال بعد وقوعه ،

(2/5)ج

----

الثاني : علم التيسير :

وهذا ينقسم إلى قسمين :

، وإذا كان يعينفهذا مطلوب، الدينيةاألول : أن يستدل بسيرها على المصالح

على مصالح دينية واجبة كان تعلمها واجبا ، كما لو أراد أن يستدل بالنجوم على

جهة القبلة ، فالنجم الفالني يكون ثلث الليل قبلة ، والنجم الفالني يكون ربع

الليل قبلة ، فهذا فيه فائدة عظيمة .

، وهو نوعانفهذا ال بأس به ، الدنيويةالثاني : أن يستدل بسيرها على المصالح

:

، كمعرفة أن القطب يقع شماال ، الجهاتالنوع األول : أن يستدل بها على

والجدي وهو قريب منه يدور حوله شماال ، وهكذا ، فهذا جائز ، قال تعالى:

[.16)وعالمات وبالنجم هم يهتدون( ]النحل:

، وهو ما يعرف بتعلم منازل القمر ،الفصولالنوع الثاني : أن يستدل بها على

فهذا كرهه بعض السلف ، وأباحه آخرون .

والذين كرهوه قالوا : يخشى إذا قيل : طلع النجم الفالني ، فهو وقت الشتاء أو

Page 111: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الصيف ؛ أن بعض العامة يعتقد أنه هو الذي يأتي بالبرد أو البحر أو بالرياح .

والصحيح عدم الكراهة ، كما سيأتي إن شاء الله .

(2/6)ج

----

قال البخاري في "صحيحه" : " قال قتادة : خلق الله هذه النجومالمتن :"

، فمن تأول فيهاوعالمات يهتدى بها لثالث : زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ،

غير ذلك ، أخطأ ، وأضاع نصيبه ، وتكلف ما ال علم له به " انتهى .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

، تؤخذ من قوله تعالى: )وألقى في األرض رواسيالثالثة : عالمات يهتدى بها

أن تميد بكم وأنهارا وسبال لعلكم تهتدون * وعالمات وبالنجم هم يهتدون(

فذكر الله تعالى نوعين من العالمات التي يهتدى بها : [ ، 16]النحل:

: وتشمل كل ما جعل الله في األرض من عالمة ، كالجبال ،األول : أرضية

واألنهار ، والطرق ، واألودية ، ونحوها .

في قوله تعالى: ) وبالنجم هم يهتدون (.والثاني : أفقية

(9/ 2)ج

----

وكره قتادة تعلم منازل القمر " .المتن :"

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وقوله : " تعلم منازل القمر " يحتمل أمرين :

، الليلة يكون في الشرطين ، ويكونمعرفة منزلة القمر األول : أن المراد به

Page 112: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

في اإلكليل ، فالمراد معرفة منازل القمر كل ليلة ، ألن كل ليلة له منزلة حتى

يتم ثمانيا وعشرين وفي تسع وعشرين وثالثين ال يظهر في الغالب .

، أي : يخرج النجم الفالني ، في اليوم تعلم منازل النجومالثاني : أن المراد به

[ نجما :28ألنها ]الفالني وهذه النجوم جعلها الله أوقاتا للفصول ،

[ يمانية .14- منها ]

[ شمالية .14- و]

فإذا حلت الشمس في المنازل الشمالية صار الحر ، وإذا حلت في الجنوبية

صار البرد ، ولذلك كان من عالمة دنو البرد خروج سهيل ، وهو من النجوم

اليمانية .

والصحيح أنه ال بأس بتعلم منازل القمر ، ألنه ال شرك فيها ، إال أن تعلمها

ليضيف إليها نزول المطر وحصول البرد ، وأنها هي الجالبة لذلك ، فهذا نوع من

الشرك ، أما مجرد معرفة الوقت بها : هل هو الربيع ، أو الخريف ، أو الشتاء ،

فهذا ال بأس به .

(10/ 2)ج

----

وعن أبي موسى ، قال رسول الله صلى الله علية وسلم : "ثالثة الالمتن :"

ومصدق بالسحر " رواه أحمدوقاطع الرحم ،يدخلون الجنة : مدمن الخمر ،

وابن حبان في "صحيحه" .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

Page 113: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قوله : "قاطع رحم".

الرحم : هم القرابة ، قال تعالى: )وأولوا األرحام بعضهم أولى ببعض( ]األنفال:

أنهم أقارب الزوجين ، ألن هذه تسمية غيروليس كما يظنه العامة[ ، 75

شرعية ، والشرعية في أقارب الزوجين : أن يسموا أصهارا .

ومعنى قاطع الرحم : أن ال يصله ، والصلة جاءت مطلقة في الكتاب والسنة ،

[ ، ومنه21قال تعالى: )والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل( ]الرعد:

األرحام وما جاء مطلقا غير مقيد ، فإنه يتبع فيه العرف كما قيل :

وكل ما أتى ولم يحدد*** بالشرع كالحرز فبالعرف احدد

فالصلة في زمن الجوع والفقر : أن يعطيهم ويالحظهم بالكسوة والطعام دائما ،

وفي زمن الغنى ال يلزم ذلك .

وكذلك األقارب ينقسمون إلى :

- قريب .1

- وبعيد .2

فأقربهم يجب له من الصلة أكثر مما يجب لألبعد .

ثم األقارب ينقسمون إلى قسمين من جهة أخرى :

- قسم من األقارب يرى أن لنفسه حقا ال بد من القيام به ، ويريد أن تصله1

دائما .

- وقسم آخر يقدر الظروف وينزل األشياء منازلها ، فهذا له حكم ، وذلك له2

حكم .

Page 114: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وهل صلة الرحم حق لله أو لآلدمي ؟

الظاهر أنها حق لآلدمي ، وهي حق لله باعتبار أن الله أمر بها .

(13 - 12/ 2)ج

----

باب ما جاء في االستسقاء باألنواء

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

االستسقاء : طلب السقيا

كاالستغفار : طلب المغفرة

واالستعانة : طلب المعونة

واالستعاذة : طلب العوذ

واالستهداء : طلب الهداية

ألن مادة استفعل في الغالب تدل على الطلب ، وقد ال تدل على الطلب ، بل

تدل على المبالغة في الفعل ، مثل : استكبر ، أي : بلغ في الكبر غايته ، وليس

المعنى طلب الكبر .

واالستسقاء باألنواء ، أي : أن تطلب منها أن تسقيك .

واالستسقاء باألنواء ينقسم إلى قسمين :

القسم األول : شرك أكبر ، وله صورتان :

، كأن يقول : يا نوء كذا ! اسقنا أو أغثنا ، وما أن يدعو األنواء بالسقيا األولى :

Page 115: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، ألنه دعا غير الله ، ودعاء غير الله من الشركفهذا شرك أكبر أشبه ذلك ،

األكبر ، قال تعالى : ) ومن يدع مع الله إلها أخر ال برهان له به فإنما حسابه عند

[ ، وقال تعالى : ) وأن المساجد لله17ربه إنه ال يفلح الكافرون (]المؤمنون :

[ ، وقال تعالى : ) وال تدع من دون الله ما ال18فال تدعو مع الله أحدا ( ]الجن :

[. 106ينفعك وال يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ( ]يونس :

إلى غير ذلك من اآليات الكثيرة الدالة على النهي عن دعاء غير الله ، وأنه من

الشرك األكبر.

أن ينسب حصول األمطار إلى هذه األنواء على أنها هي الفاعلة بنفسهاالثانية :

واألول في العبادة ، ألن،فهذا شرك أكبر في الربوبية دون الله ولو لم يدعها ،

الدعاء من العبادة ، وهو متضمن للشرك في الربوبية ، ألنه لم يدعها إال وهو

يعتقد أنها تفعل وتقضي الحاجة .

القسم الثاني : شرك أصغر ، مع اعتقاده أن اللهوهو أن يجعل هذه األنواء سببا

هو الخالق الفاعل ، ألن كل من جعل سببا لم يجعله الله سببا ال بوحيه وال

.فهو مشرك شركا أصغر بقدره ،

(19 - 18/ 2)ج

----

[.82وقال الله تعالى ) وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون (]الواقعة : المتن :"

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

Page 116: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

واعلم أن التكذيب نوعان :

، بأن يقول هذا كذب ، أو المطر من النوءأحدهما : التكذيب بلسان المقال

ونحو ذلك .

، بأن يعظم األنواء والنجوم معتقدا أنها السبب ،والثاني : التكذيب بلسان الحال

ولهذا وعظ عمر بن عبد العزيز الناس يوما ، فقال : " أيها الناس ! إن كنتم

مصدقين ، فأنتم حمقى ، وإن كنتم مكذبين ، فأنتم هلكى " . وهذا صحيح ،

فالذي يصدق وال يعمل أحمق ، والمكذب هالك ، فكل إنسان عاص نقول له اآلن

: أنت بين أمرين :

- إما أنك مصدق بما رتب على هذه المعصية .

- أو مكذب .

فإن كنت مصدقا ، فأنت أحمق ، كيف ال تخاف فتستقيم ؟ ! وإن كنت غير

مصدق ، فالبالء أكبر ، فأنت هالك كافر .

(2/20)ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

والمراد بالكوكب النجم ، وكانوا ينسبون المطر إليه ، ويقولون : إذا سقط النجم

الفالني جاء المطر ، وإذا طلع النجم الفالني جاء المطر ، وليسوا ينسبونه إلى

فنسبة المطر إلى النوء تنقسم إلى ثالثةهذا نسبة وقت ، وإنما نسبة سبب ،

أقسام :

- نسبة3 شرك أصغر . ، وهذه- نسبة سبب2شرك أكبر .، وهذه - نسبة إيجاد 1

Page 117: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

بأن يريد بقوله : مطرنا بنوء كذا ، أي : جاءنا المطر فى هذا جائزة ، وهذهوقت

النوء أي فى وقته .

ولهذا قال العلماء : يحرم أن يقول : مطرنا بنوء كذا ، ويجوز مطرنا في نوء كذا

، وفرقوا بيهما أن الباء للسببية ، و"في " للظرفية .

( 31/ 2)ج

----

ونهم كحب ه أندادا يحب خذ من دون الل اس من يت باب قول الله تعالى : " ومن الن

ه " . الل

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

والمحبة تنقسم إلى قسمين :

وهي التي توجب التذلل والتعظيم ، وأن يقومالقسم األول : محبة عبادة ،

بقلب اإلنسان من إجالل المحبوب وتعظيمه ما يقتضي أن يمتثل أمره ويجتنب

وهذه خاصة بالله ، فمن أحب مع الله غيره محبة عبادة ، فهو مشركنهيه ،

.ويعبر العلماء عنها بالمحبة الخاصة شركا أكبر ،

القسم الثاني : محبة ليست بعبادة في ذاتها ، وهذه أنواع :

، وذلك بأن يكون الجالب لها محبة الله ، أى :المحبة لله وفي اللهالنوع األول :

كون الشيء محبوبا لله تعالى من أشخاص ، كاألنبياء ، والرسل ، والصديقين ،

والشهداء ، والصالحين .

أو أعمال ، كالصالة ، والزكاة ، وأعمال الخير ، أو غير ذلك .

وهذا النوع تابع للقسم األول الذي هو محبة الله .

Page 118: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، وذلك كمحبة الولد ، والصغار ، والضعفاء ،محبة إشفاق ورحمةالنوع الثاني :

والمرضى .

، كمحبة اإلنسان لوالده ، ولمعلمه ،محبة إجالل وتعظيم ال عبادةالنوع الثالث :

ولكبير من أهل الخير .

كمحبة الطعام ، والشراب ، والملبس ، والمركب ، ،محبة طبيعيةالنوع الرابع :

والمسكن .

وأشرف هذه األنواع النوع األول ، والبقية من قسم المباح ، إال إذا أقترن بها ما

يقتضى التعبد صارت عبادة .

( 45 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

قال شيخ اإلسالم : " من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا " . والوالية سبق أنها

النصرة والتأييد واإلعانة .

والوالية تنقسم إلى :

- والية من الله للعبد .1

- ووالية من العبد لله .2

[ ومن الثانية257فمن األولى قوله تعالى ) الله ولي الذين آمنوا ( ] البقرة :

[ .56قوله تعالى ) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا …. ( ] المائدة :

Page 119: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والوالية التي من الله للعبد تنقسم إلى :

- عامة .

- وخاصة .

الوالية على العباد بالتدبير والتصريف ، وهذه تشمل فالوالية العامة هي :

المؤمن والكافر وجميع الخلق ، فالله هو الذي يتولى عباده بالتدبير والتصريف

والسلطان وغير ذلك ، ومنه قوله تعالى . ) ثم ردوا إلى الله موالهم الحق آال له

[.62الحكم وهو أسرع الحاسبين ( ] األنعام :

أن يتولى الله العبد بعنايته وتوفيقه وهدايته ، وهذه خاصة:والوالية الخاصة

بالمؤمنين ، قال تعالى : ) الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور

والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجهم من النور إلى الظلمات ( ]البقرة :

[ وقال : ) أال إن أولياء الله ال خوف عليهم والهم يحزنون الذين آمنوا257

[ .62وكانوا يتقون ( ] يونس :

(60/ 2)ج

----

يطان يخوف أولياءه فال تخافوهم وخافون ما ذلكم الش باب قول الله تعالى :" إن

."إن كنتم مؤمنين

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

والخوف أقسام :

Page 120: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

األول : خوف العبادة والتذلل والتعظيم والخضوع ، وهو ما يسمى بخوف

فمن أشرك فيه مع الله غيره ؛ فهو- ، وهذا ال يصلح إال لله – سبحانه السر .

، وذلك مثل : من يخاف من األصنام أو األموات ، أو منمشرك شركا أكبر

يزعمونهم أولياء ويعتقدون نفعهم وضرهم ؛ كما يفعله بعض عباد القبور : يخاف

من صاحب القبر أكثر مما يخاف الله .

، لقوله تعالى عنفهذا في األصل مباح ؛ الثاني : الخوف الطبيعي والجبلي

موسى : ) فخرج منها خائفا يترقب ( ، وقوله عنه أيضا : ) رب إني قتلت منهم

:لكن نفسا فأخاف أن يقتلون ( ،

- إن حمل على ترك واجب أو فعل محرم ؛ فهو محرم .

- وإن استلزم شيئا مباحا كان مباحا .

فمثال من خاف من شيء ال يؤثر عليه وحمله هذا الخوف على ترك صالة

الجماعة مع وجوبها ؛ فهذا الخوف محرم ، والواجب عليه أن ال يتأثر به .

وإن هدده إنسان على فعل محرم ، فخافه وهو ال يستطيع أن ينفذ ما هدده به ،

فهذا خوف محرم ألنه يؤدي إلى فعل محرم بال عذر ، وإن رأى نارا ثم هرب

منها ونجا بنفسه ؛ فهذا خوف مباح ، وقد يكون واجبا إذا كان يتوصل به إلى

إنقاذ نفسه .

مثل أن يرى ظل شجرة تهتز فيظن أنوهناك ما يسمى بالوهم وليس بخوف ،

، بل يطارد هذه األوهامفهذا ال ينبغي للمؤمن أن يكون كذلك هذا عدو يتهدده ،

Page 121: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ألنه حقيقة لها ، وإذا لم تطاردها ؛ فإنها تهلكك .

(68 / 2)ج

----

" وقوله : ) إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم اآلخر وأقامالمتن :

الصالة وآتى الزكاة ولم يخش إال الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين (

[ .18] التوبة :

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

واإلقامةقوله : ) وأقام الصالة ( : أي : أتى بها على وجه قويم ال نقص فيه ،

نوعان :

وهي التي يقتصر فيها على فعل الواجب من الشروط- إقامة واجبة : 1

واألركان والواجبات .

وهي التي يزيد فيها على فعل ما يجب فيأتيى بالواجب- وإقامة مستحبة :2

والمستحب .

(72 / 2)ج

----

قوله : ) ولم يخش إال الله ( .المتن :"

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

في هذه اآلية حصر طريقة اإلثبات والنفي . ) لم يخش ( نفي ، ) إال الله ( إثبات

، والمعنى : أن خشيته انحصرت في الله – عز وجل - ؛ فال يخشى غيره .

:والفرق بينهما والخشية نوع من الخوف ، لكنها أخص منه ،

Page 122: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

– أن الخشية تكون مع العلم بالمخشي وحاله ، لقوله تعالى : ) إنما يخشى1

[ ، والخوف قد يكون من الجاهل .28الله من عباده العلماء ( ] فاطر :

– أن الخشية تكون بسبب عظمة المخشي ، بخالف الخوف ، فقد يكون من2

ضعف الخائف ال من قوة المخوف .

(73 - 72/ 2)ج

----

وقوله : ) ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنةالمتن :"

[ اآلية .10الناس كعذاب الله ( ] العنكبوت :

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وفي هذه اآلية من الحكمة العظيمة ، وهي ابتالء الله العبد ألجل أن يمحص

إيمانة ، وذلك على قسمين :

كقوله تعالى : ) ومن الناس من يعبداألول : ما يقدره الله نفسه على العبد ؛

الله على حرف فإن أصابه خير أطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه

[ وقوله تعالى : ) وبشر الصابرين الذين إذا11خسر الدنيا واآلخرة ( ] الحج :

[ .156 ، 155أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( ] البقرة :

، وذلك كاآليةالثاني : ما يقدره الله على أيدي الخلق من اإليذاء امتحانا واختبارا

التي ذكر المؤلف .

(75 / 2)ج

----

لوا إن كنتم مؤمنين ( ه فتوك باب قول الله تعالى : ) وعلى الل

Page 123: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

هو اإلعتماد على الله – سبحانه وتعالى – في حصول المطلوب ،والتوكل :

ودفع المكروه ، مع الثقة به وفعل األسباب المأذون فيها ، وهذا أقرب تعريف له

والبد من أمرين :،

أن يكون االعتماد على الله اعتمادا صادقا حقيقيا .األول :

فعل األسباب المأذون فيها .الثاني :

توكله على الله ، ويكون قادحا فينقص ، فمن جعل أكثر اعتماده على األسباب

كفاية الله ، فكأنه جعل السبب وحده هو العمدة فيما يصبو إليه من حصول

المطلوب وزوال المكروه .

، ألن الله طعن في حكمة الله ، فقدومن جعل اعتماده على الله ملغيا لألسباب

جعل لكل شيء سببا ، فمن اعتمد على الله اعتمادا مجردا ، كان قادحا في

حكمة الله ، ألن الله حكيم ، يربط اإلسباب بمسبباتها ، كمن يعتمد على الله في

حصول الولد وهو ال يتزوج .

(2/87)ج

Page 124: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

والتوكل ينقسم إلى ثالثة أقسام :

، وهو اإلعتماد المطلق على من توكل عليه ، بحيثتوكل عبادة وخضوع األول :

يعتقد أن بيده جلب النفع ودفع الضر ، فيعتمد عليه اعتمادا كامال ، مع شعوره

بافتقاره إليه ، فهذا يجب إخالصه لله تعالى ، ومن صرفه لغير الله ، فهو مشركا

ذين يعتمدون على الصالحين من األموات والغائبين ، وهذا ال يكون إالكال، أكبر

ممن يعتقد أن لهؤالء تصرفا خفيا في الكون ، فيعتمد عليهم في جلب المنافع

ودفع المضار .

وهذا من الشرك، االعتماد على شخص في رزقه ومعاشه وغير ذلك الثاني :

اعتماد كثير من الناس على مثل ، وقال بعضهم : من الشرك الخفي ،األصغر

وظيفته في حصول رزقه ، ولهذا تجد اإلنسان يشعر من نفسه أنه معتمد على

هذا اعتماد افتقار ، فتجد في نفسه من المحاباة لمن يكون هذا الرزق عنده ما

هو ظاهر ، فهو لم يعتقد أنه مجرد سبب ، بل جعله فوق السبب .

، كما لو وكلتأن يعتمد على شخص فيما فوض إليه التصرف فيه الثالث :

، ألنه أعتمد عليه وهو يشعروهذا ال شيء فيهشخصا في بيع شيء أو شرائه ،

Page 125: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

على ابن أبيأن المنزلة العليا فوقه ، ألنه جعله نائبا عنه ، وقد وكل النبي

طالب أن يذبح ما بقي من هديه ، ووكل أبا هريرة على الصدقة ، ووكل عروة

بن الجعد أن يشتري له شاة ، وهذا بخالف القسم الثاني ، ألنه يشعر بالحاجة

ل عليه اعتماد افتقار . إلى ذلك ، ويرى اعتماده علي المتوك

(89 / 2)ج

---

ه إال القوم الخاسرون ( ه فال يأمن مكر الل باب قول الله تعالى :) أفأمنوا مكر الل

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

هذا الباب اشتمل على موضوعين :

األمن من مكر الله .األول :

القنوط من رحمة الله .والثاني :

وكالهما طرفا نقيض.

(100 / 2)ج

----

المتن : وقوله : ) ومن يقنط من رحمة ربه إال الضالون ( .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

فالقنوط من رحمة الله ال يجوز ، ألنه سوء ظن بالله – عز وجل - ، وذلك من

Page 126: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وجهين :

، ألن من علم أن الله على كل شيء قديرطعن في قدرته سبحانه األول : أنه

لم يستبعد شيئا على قدرة الله .

، ألن من علم أن الله رحيم ال يستبعد أنطعن في رحمته سبحانه الثاني : أنه

يرحمة الله - سبحانه - ، ولهذا كان القانط من رحمة الله ضاال .

(104 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وتبين مما سبق أن المؤلف رحمة الله أراد أن يجمع اإلنسان في سيره إلى الله

تعالى بين :

فال يأمن مكر الله .الخوف -

فال يقنط من رحمته .الرجاء - وبين

- فاألمن من مكر الله ثلم في جانب الخوف .

- والقنوط من رحمته ثلم في جانب الرجاء .

( 104 / 2) ج

----

المتن : وعن ابن عباس رضي الله عنهما : ) أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم سئل عن الكبائر ؟ فقال : " الشرك بالله ، واليأس من روح الله ، واألمن

Page 127: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

من مكر الله "

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : في حديث ابن عباس رضي الله عنهما : " أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم سئل عن الكبائر ". جمع كبيرة ، والمراد بها : كبائر الذنوب ، وهذا

: الذنوب تنقسم إلى السؤال يدل على أن

- صغائر .

- وكبائر .

وقد دل على ذلك القرآن ، قال تعالى : ) إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر

[ ، وقال تعالى : ) الذين يجتنبون كبائر اإلثم31عنكم سيئاتكم ( ]النساء :

[ ، والكبائر ليست على درجة واحدة ، فبعضها أكبر32والفواحش ( ]النجم :

من بعض .

واختلف العلماء : هل هي معدودة أو محدودة ؟.

، وصار يعددها ويتتبع النصوص الواردة في إنها معدودة فقال بعض أهل العلم :

ذلك .

، وقد حدها شيخ اإلسالم ابن تيميه رحمة الله ، فقال : " كلمحدودةوقيل إنها

ما رتب عليه عقوبة خاصة ، سواء كانت في الدنيا أو اآلخرة ، وسواء كانت

بفوات محبوب أو بحصول مكروه " ، وهذا واسع جدا يشمل ذنوبا كثيرة .

ووجه ما قاله : أن المعاصي قسمان :

؛ فعقوبة هذا تأتي بالمعنى العامقسم نهي عنه فقط ولم يذكر عليه وعيد -

للعقوبات ، وهذه المعصية مكفرة بفعل الطاعات ، كقوله صلى الله عليه وسلم

Page 128: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: " الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان كفارة لما

بينهن إذا اجتنبت الكبائر " ، وكذلك ما ورد في العمرة إلى العمرة ، والوضوء

.فهذه من الصغائر من تكفير الخطايا ،

كاللعن ، أو الغضب ، أو التبرؤ من فاعله ، أو؛وقسم رتب عليه عقوبة خاصة -

فهذه كبيرة تختلف في مراتبها، الحد في الدنيا ، أو نفي اإليمان ، وما أشبه ذلك

.

(105 - 104 / 2) ج

----

المتن : قوله : " الشرك بالله "

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وهو الظاهر ، ألن الشركالمراد به الشرك األصغر واألكبر ، : أن ظاهر اإلطالق

األصغر أكبر من الكبائر ، قال ابن مسعود : " ألن أحلف بالله كاذبا أحب إلى من

أن أحلف بغيره صادقا " ، وذلك ألن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكذب ، فدل

على أن الشرك من الكبائر مطلقا .

والشرك بالله بتضمن الشرك :

- بربو بيته .

- أو بألوهيته .

- أو بأسمائه وصفاته .

Page 129: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(106 / 2) ج

----

المتن : وعن ابن مسعود ، قال : " أكبر الكبائر : اإلشراك بالله ، واألمن من

مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله " . رواه عبد الرزاق

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

: أن السائر إلى الله يعتريه شيئان يعوقانه عن ربه ، وهما :والخالصة

- األمن من مكر الله .1

- والقنوط من رحمة الله .2

أن لم يتداركه ربه يستوليتجده ، فإذا أصيب بالضراء أو فات عليه ما يجب

عليه القنوط ويستبعد الفرج وال يسعى ألسبابه .

اإلنسان مقيما على المعاصي مع توافر النعم فتجد ،األمن من مكر الله وأما

عليه ، ويرى أنه على حق فيستمر في باطله ، فال شك أن هذا استدراج .

(107 / 2) ج

---

باب من اإليمان بالله الصبر على أقدار الله

Page 130: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

اللغة" : فيالصبر " : الحبس ، ومنه قولهم : " قتل صبرا " ، أي : محبوسا

مأسورا .

: حبس النفس على أشياء وعن أشياء ، وهو ثالثة أقسام : االصطالحوفي

، كما قال تعالى : ) وأمر أهلك بالصالة واصطبر الصبر على طاعة الله :األول

[ وقال تعالى : ) إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيال فأصبر132عليها ( ] طه :

، ألنه إنما نزلوهذا من الصبر على األوامر [ ، 24-23لحكم ربك ( ] اإلنسان :

عليه القرآن ليبلغه ، فيكون مأمورا بالصبر على الطاعة ، وقال تعالى : ) واصبر

[ ،28نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ( ]الكهف :

وهذا صبر على طاعة الله .

، كصبر يوسف عليه السالم عن إجابة امرأةالصبر عن معصية الله : الثاني

العزيز حيث دعته إلى نفسها في مكانة لها فيها العزة والقوة والسلطان عليه ،

ومع ذلك صبر وقال : ) رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه وإال تصرف

[ ، فهذا صبر عن33عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ( ] يوسف :

معصية الله .

Page 131: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، قال تعالى : ) فاصبر لحكم ربك ( ] اإلنسان :الصبر على أقدار الله : الثالث

[ ، فيدخل في هذه اآلية حكم الله القدري ، ومنه قوله تعالى : ) فاصبر كما24

[ ، ألن هذا صبر35صبر أولو العزم من الرسل وال تستعجل لهم ( ] األحقاف :

على تبليغ الرسالة وعلى أذى قومه ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لرسول

إحدى بناته : " مرها ، فلتصبر ولتحتسب " .

إذن الصبر ثالثة أنواع :

.على طاعة الله - أعالها الصبر

.عن معصية الله - ثم الصبر

.على أقدار الله- ثم الصبر

(109 / 2) ج

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

، ألنه يتضمن إلزاما وفعال ، فتلزم نفسك الصالةوكان الصبر على الطاعة أعلى

فتصلي ، والصوم فتصوم ، والحج فتحج .. فيه :

- إلزام

- وفعل .

Page 132: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فيها نوع من المشقة والتعب .- وحركة

، أي : إلزاما للنفس بالترك .فيه كفا فقط ألن الصبر على المعصية ثم

فليس فعال وال تركا ، ، فألن سببه ليس باختيار العبد ،الصبر على األقدارأما

وإنما هو من قدر الله المحض .

(110 /2) ج

----

المتن : قوله : " على أقدار الله "

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وتطلق :جمع قدر ،

.لمقدور - على ا

، وهو الله تعالى .فعل المقدر - وعلى

. فيجب على اإلنسان الرضا به والصبر ،بالنسبة لفعل المقدر - أما

.فيجب عليه الصبر ويستحب له الرضا ، وبالنسبة للمقدور -

Page 133: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: قدر الله على سيارة شخص أن تحترق ، فكون الله قدر أن تحترقمثال ذلك

هذا قدر يجب على اإلنسان أن يرضي به ، ألنه من تمام الرضا بالله ربا .

وأما بالنسبة للمقدور الذي هو احتراق السيارة ، فالصبر عليه واجب ، والرضا به

مستحب وليس بواجب على القول الراجح .

والمقدور :

- قد يكون طاعات .

- وقد يكون معاصي .

- وقد يكون من أفعال الله المحضة .

: يجب الرضا بها .فالطاعات

: ال يجوز الرضا بها من حيث هي مقدور ، أما من حيث كونها قدروالمعاصي

الله ، فيجب الرضا بتقدير الله بكل حال .

(111 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

Page 134: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

إلى رجل يعمل معصية ، فعليه الرضا ألن اللهالقضاء والقدر - فمن نظر بعين

هو الذي قدر هذا ، وله الحكمة في تقديره .

، فال يجوز له أن يرضي به ألنه معصية . فعله - وإذا نظر إلى

وهذا هو الفرق بين القدر والمقدور .

(111 / 2) ج

----

المتن / قوله : " النياحة على الميت " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

أي : أن يبكي اإلنسان على الميت بكاء على صفة نوح الحمام ، ألن هذا يدل

على التضجر وعدم الصبر ، فهو مناف للصبر الواجب ، وهذه الجملة هي

الشاهد للباب .

والناس حال المصيبة على مراتب أربع :

، وهو إما أن يكون :السخط : األولى

Page 135: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

كأن يسخط على ربه ويغضب على قدر الله عليه ، وقد يؤدى إلىبالقلب -

الكفر ، قال تعالى : ) ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير

أطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجه خسر الدنيا واآلخرة ( ] الحج :

11. ]

، كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك .باللسان - وقد يكون

؛ كلطم الخدود ، وشق الجيوب ، ونتف الشعور ، وما أشبهبالجوارح - وقد يكون

ذلك .

، وهو كما قال الشاعر :الصبر : الثانية

الصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

فيرى اإلنسان أن هذا الشيء ثقيل عليه ويكرهه ، لكنه يتحمله ويتصبر ، وليس

وقوعه وعدمه سواء عنده ، بل يكره هذا ولكن إيمانه يحميه من السخط .

، وهو أعلى من ذلك ، وهو أن يكون األمران عنده سواء بالنسبةالرضا : الثالثة

لقضاء الله وقدرة وإن كان قد يحزن من المصيبة ، ألنه رجل يسبح في القضاء

والقدر ، أينما ينزل به القضاء والقدر فهو نازل به على سهل أو جبل ، إن أصيب

بنعمه أو أصيب بضدها ، فالكل عنده سواء ، ال ألن قلبه ميت ، بل لتمام رضاه

بربه – سبحانه وتعالى – يتقلب في تصرفات الرب – عز وجل - ، ولكنها عنده

Page 136: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وهذا الفرق بين الرضا والصبر . سواء ، إذ إنه ينظر إليها باعتبارها قضاء لربه ،

، وهو أعلى المراتب ، وذلك أن يشكر الله على ما أصابه منالشكر : الرابعة

مصيبة ، وذلك يكون في عباد الله الشاكرين حين يرى أن هناك مصائب أعظم

منها ، وأن مصائب الدنيا أهون من مصائب الدين ، وأن عذاب الدنيا أهون من

عذاب اآلخرة ، وأن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته شكر

الله على ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما يصيب المؤمن من هم

وال غم وال شيء إال كفر له بها ، حتى الشوكة يشاكها " رواه البخاري ومسلم .

(115 / 2) ج

---

عجل له وعن أنس ، أن رسول الله قال : " إذا أراد الله بعبده الخير المتن :

وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه ، حتى يوافي به يومالعقوبة في الدنيا

القيامة "

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

والعقوبة أنواع كثيرة :

، وهي أشدها ، ألن العقوبات الحسية قد ينتبه لهاما يتعلق بالدينمنها :

اإلنسان ، أما هذه ؛ فال ينتبه لها إال من وفقه الله ، وذلك كما لو خفت المعصية

Page 137: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

في نظر العاصي ، فهذه عقوبة دينية تجعله يستهين بها ، وكذلك التهاون بترك

الواجب ، وعدم الغيرة على حرمات الله ، وعدم القيام باألمر بالمعروف والنهي

عن المنكر ، كل ذلك من المصائب ، ودليله قوله تعالى : ) فإن تولوا فاعلم أنما

[ .49يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ( ] المائدة :

، وذلك كاألمراض العضوية والنفسية .العقوبة بالنفس ومنها :

، كفقدانهم ، أو أمراض تصيبهم .العقوبة باألهل ومنها :

، كنقصه أو تلفه وغير ذلك .العقوبة بالمال ومنها :

(117 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

" . أي : يوافيه الله به : أي : يجازيه به يومحتى يوافي به يوم القيامة قوله : "

القيامة ، وهو الذي يقوم فيه الناس من قبورهم لله رب العالمين .

Page 138: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وسمي بيوم القيامة لثالثة أسباب :

، لقوله تعالى : )يوم يقوم الناس لرب العالمين (قيام الناس من قبورهم - 1

[.6] المطففين :

، لقوله تعالى : ) إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنياقيام األشهاد - 2

[ .51ويوم يقوم األشهاد ( ] غافر :

، لقوله تعالى : ) ونضع الموازين القسط ليوم القيامة (قيام العدل - 3

[ 47] األنبياء :

( 118 / 2) ج

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

ومن ذلك يتضح لنا أمران :

،تعتبر تكفيرا لسيئاته وتعجيال للعقوبة في الدنيا - أن إصابة اإلنسان بالمصائب 1

Page 139: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وهذا خير من تأخيرها له في اآلخرة .

أكبر من المعائب ليصل المرء بصبره أعلى درجات- قد تكون المصائب 2

، والصبر من اإليمان بمنزلة الرأس من الجسد .الصابرين

(120 - 119 /2) ج

---

ياء باب ما جاء في الر

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

والرياء يبحث في مقامين :

في حكمة .: المقام األول

وقد يصل، ألن اإلنسان قصد بعبادته غير الله الرياء من الشرك األصغر فنقول :

، وقد مثل ابن القيم للشرك األصغر ، فقال : " مثل يسير الرياء " ،إلى األكبر

وهذا يدل على أن الرياء كثير قد يصل إلى األكبر .

في حكم العبادة إذا خالطها الرياء ، وهو على ثالثة أوجه : : المقام الثاني

، كمن قام يصلياألول : أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من األصل

Page 140: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

.فهذا شرك والعبادة باطلة من أجل مراءاة الناس ولم يقصد وجه الله ،

، بمعنى أن يكون الحامل له فيالثاني : أن يكون مشاركا للعبادة في أثنائها

أول أمره اإلخالص لله ثم يطرأ الرياء في أثناء العبادة .

فإن كانت العبادة ال ينبني آخرها على أولها ، فأولها صحيح بكل حال ، والباطل-

آخرها .

مثال ذلك : رجل عنده مئة ريال قد أعدها للصدقة ، فتصدق بخمسين مخلصا

وراءى في الخمسين الباقية ، فاألولى حكمها صحيح ، والثانية باطلة .

أما إذا كانت العبادة ينبني آخرها على أولها، فهي على حالين :

فإنه ال يؤثر عليه، بل يعرض عنه ويكرهه ، أن يدافع الرياء وال يسكن إليه أ – ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تجاوز عن آمتي ما حدثتشيئا

به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " .

: رجل قام يصلي ركعتين مخلصا لله ، وفي الركعة الثانية أحسمثال ذلك

بالرياء فصار يدافعه ، فإن ذلك ال يضره وال يؤثر على صالته شيئا .

Page 141: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ألن آخرها تبطل جميع العبادة ، فحينئذ أن يطمئن إلى هذا الرياء وال يدافعهب -

مبني على أولها ومرتبط به .

: رجل قام يصلي ركعتين مخلصا لله ، وفي الركعة الثانية طرأ عليهمثال ذلك

الرياء إلحساسه بشخص ينظر إليه ، فأطمأن لذلك ونزع إليه ، فتبطل صالته

كلها الرتباط بعضها ببعض .

، اللهم إال أن يكون فإنه ال يؤثر عليها شيئا ،الثالث : ما يطرأ بعد انتهاء العبادة

فيه عدوان ، كالمن واألذي بالصدقة ، فإن هذا العدوان يكون إثمه مقابال ألجر

الصدقة فيبطلها ، لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا ال تبطلوا صدقاتكم بالمن

[ .264واألذي ( ] البقرة :

، ألن هذا إنما طرأ بعدوليس من الرياء أن يفرح اإلنسان بعلم الناس بعبادته

الفراغ من العبادة .

، بل ذلك دليلوليس من الرياء أيضا أن يفرح اإلنسان بفعل الطاعة في نفسه

على إيمانه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سرته حسناته وساءته

سيئاته فذلك المؤمن" وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال :

" تلك عاجل بشري المؤمن " .

Page 142: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(126- 124 / 2) ج

----

تابع لباب ماجاء في الرياء :

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

( المراد بالرجاء : الطلب واألمل ، أي :فمن كان يرجو لقاء ربه فقوله تعالى : )

ألن اللقيامن كان يؤمل أن يلقى ربه ، والمراد باللقيا هنا المالقاة الخاصة ،

:على نوعين

األول : عامة لكل إنسان ، قال تعالى : ) يا أيها اإلنسان إنك كادح إلى ربك كدحا

[ ، ولذلك قال مفرعا على ذلك : ) فأما من أوتي6فمالقيه ( ] االنشقاق :

[ ) وأما من أوتي7كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ( ] االنشقاق :

[ .10كتابه وراء ظهره ….. ( اآلية ] االنشقاق :

، وهو لقاء الرضا والنعيم كما في هذه اآلية ،الثاني : الخاصة بالمؤمنين

وتتضمن رؤيته تبارك وتعالى ، كما ذكر بعض أهل العلم .

Page 143: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

( الفاء رابطة لجواب الشرط ، واألمر لإلرشاد ،فليعمل عمال صالحا فقوله : )

أي : من كان يريد أن يلقى الله على الوجه الذي يرضاه سبحانه ، فليعمل عمال

صالحا : .والعمل الصالح ما كان خالصا صوابا

وهذا وجه الشاهد من اآلية .

: ما قصد به وجه الله ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليهفالخالص

وسلم : " إنما األعمال بالنيات " .

: ما كان على شريعة الله ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليهوالصواب

وسلم : " من عمل عمال ليس عليه أمرنا ، فهو رد " .

ولهذا قال العلماء : هذان الحديثان ميزان األعمال :

فاألول : ميزان األعمال الباطنة .

والثاني : ميزان األعمال الظاهرة .

( .127 / 2) ج

Page 144: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

----

: وعن أبي سعيد مرفوعا : " أال أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منالمتن

المسيح الدجال ؟ " . قالوا : بلي . قال : " الشرك الخفي ، يقوم الرجل فيصلي

فيزين صالته ، لما يري من نظر رجل إليه " رواه أحمد

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

" . المسيح ، أي : ممسوح العين اليمني ، فذكر النبيالمسيح الدجالقوله : "

صلى الله عليه وسلم عيبين في الدجال :

، كما قال النبي صلى اللهأعور العين اليمني ، وهو أن الدجال أحدهما : حسي

عليه وسلم : " إن الله ال يخفى عليكم ، إنه ليس بأعور وإن الدجال أعور العين

اليمنى " .

: وهو الدجال ، فهو صيغة مبالغة ، أو يقال بأنه نسبة إلى وصفهوالثاني معنوي

. وهو الدجل والكذب والتمويه المالزم له ،

(.131 / 2) ج

----

Page 145: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قوله : " الشرك الخفي " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

الشرك قسمان :

- خفي .1

- وجلي .2

فالجلي :

مثل : الحلف بغير الله أو قول ما شاء الله وشئت .بالقول- ما كان

مثل : االنحناء لغير الله تعظيما .بالفعل- أو

، مثل : الرياء ، ألنه ال يبين ، إذ ال يعلم ما فيما كان في القلب : والخفي

، وهذا هو الذي بينه الله بقولهويسمي أيضا " شرك السرائر "القلوب إال الله ،

[ ، ألن الحساب يوم القيامة على السرائر9: ) يوم تبلى السرائر ( ] الطارق :

، قال تعالى : ) أفال يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور (

[ وفي الحديث الصحيح فيمن كان يأمر بالمعروف وال يفعله10، 9]العاديات :

وينهى عن المنكر ويفعله : أنه " يلقى في النار حتى تندلق أقتاب بطنه ، فيدور

عليها كما يدور الحمار برحاه ، فيجتمع عليه أهل النار ، فيسألونه ، فيخبرهم أنه

Page 146: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

كان يأمر بالمعروف وال يفعله ، وينهي عن المنكر ويفعله " .

( 133 / 2) ج

رك إرادة اإلنسان بعمله الدنيا باب من الش

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وعنوان الباب له ثالث احتماالت :

أن يكتب المؤلف ترجمتينوهذا بعيد مع ما قبله ، مكررا األول : أن يكون

متتابعتين لمعنى واحد .

من هذا الباب ، ألنه خاص في الرياء ، أخص الثاني : أن يكون الباب الذي قبله

. وهذا محتمل وهذا أعم ،

وهذا هو الظاهرعن الباب الذي قبله ، نوعا مستقال الثالث : أن يكون هذا الباب

ألن اإلنسان في الباب السابق يعمل رياء يريد أن يمدح في العبادة ، فيقال :،

.هو عابد ، وال يريد النفع المادي

وفي هذا الباب ال يريد أن يمدح بعبادته وال يريد المراءاة ، بل يعبد الله مخلصا

، كالمال ، والمرتبة ، والصحة في نفسه وأهلهولكنه يريد شيئا من الدنيا له ،

Page 147: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وولده وما أشبه ذلك ، فهو يريد بعمله نفعا في الدنيا ، غافال عن ثواب اآلخرة .

( .136 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

· أمثلة تبين كيفية إرادة اإلنسان بعمله الدنيا :

- أن يريد المال ، كمن أذن ليأخذ راتب المؤذن ، أو حج ليأخذ المال . 1

- أن يريد المرتبة ، كمن تعلم في كلية ليأخذ الشهادة فترتفع مرتبته .2

- أن يريد دفع األذي واألمراض واآلفات عنه ، كمن تعبد لله كي يجزيه الله بهذا3

في الدنيا بمحبة الخلق له ودفع السوء عنه وما أشبه ذلك .

- أن يتعبد لله يريد صرف وجوه الناس إليه بالمحبة والتقدير .4

(137 / 2) ج

Page 148: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يقال إنه مخلص مع أنه أراد المال مثال ؟ .

أجيب :

- إنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطالقا ، فلم يقصد مراءاة الناس

.بل قصد أمرا ماديا ، فإخالصه ليس كامال ألن فيه شركا ومدحهم ،

، وهذا لم يرد مدحكشرك الرياء يريد أن يمدح بالتقرب إلى الله - ولكن ليس

الناس بذلك ، بل أراد شيئا دنيئا غيره .

، ولكن الوال مانع أن يدعو اإلنسان في صالته ويطلب أن يرزقه الله المال -

يصلي من أجل هذا الشيء ، فهذه مرتبة دنيئة .

فهذا، كالبيع ، والشراء ، والزراعة ، طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية - أما

.ال شيء فيه

واألصل أن ال نجعل في العبادات نصيبا من الدنيا ، وقد سبق البحث في حكم

العبادة إذا خالطها الرياء في باب الرياء .

(138 / 2) ج

Page 149: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

---

/ وفي الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليهالمتن

وسلم : " تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد

الخميلة ، إن أعطي رضي ، وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فال

انتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة

قدماه ، إن كان في الحراسة ؛ كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة ؛ كان

في الساقة ، إن استأذن ، لم يؤذن له ، وأن شفع ، لم يشفع " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

والحديث قسم الناس إلى قسمين :

، إما لتحصيل المال ، أو لتجميل الحال ، فقدليس له هم إال الدنيااألول :

استبعدت قلبه حتى أشغلته عن ذكر الله وعبادته .

، فهو يسعى لها في أعلى ما يكون مشقة وهو الجهاد أكبر همه اآلخرة الثاني :

في سبيل الله ، ومع ذلك أدى ما يجب عليه من جميع الوجوه .

Page 150: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(146 / 2) ج

---

مه فقد باب من أطاع العلماء واألمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حر

خذهم أربابا ات

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وأولو األمر هم أولو الشأن :

؛ ألنه يستند إليهم في أمر الشرع والعلم به . العلماء- وهم

؛ ألنه يستند إليهم في تنفيذ الشرع وإمضائه .واألمراء -

وإذا استقام العلماء واألمراء استقامت األمور ، وبفسادهم تفسد األمور ، ألن

العلماء أهل اإلرشاد والداللة ، واألمراء أهل اإللزام والتنفيذ .

(149 / 2) ج

---

/ وعن عدي بن حاتم : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذهالمتن

اآلية : ) أتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما

[ ،31أمروا إال ليعبدوا إلها واحدا ال أله إال هو سبحانه عما يشركون ( ] التوبة :

Page 151: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فقلت له : إنا لسنا نعبدهم . قال : " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ،

ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟ " . فقلت : بلى . قال : " فتلك عبادتهم " . رواه

أحمد والترمذي وحسنه .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

واعلم أن اتباع العلماء أو األمراء في تحليل ما حرم الله أو العكس ينقسم إلى

ثالثة أقسام :

أن يتابعهم في ذلك راضيا بقولهم ، مقدما له ، ساخطا لحكم الله ، فهواألول :

ألنه كره ما أنزل الله فأحبط الله عمله ، وال تحبط األعمال إال بالكفر ،كافر

فكل من كره ما أنزل الله ؛ فهو كافر .

أن يتابعهم في ذلك راضيا بحكم الله وعالما بأنه أمثل وأصلح للعبادالثاني :

ال يكفر ،، كأن يريد مثال وظيفة ؛ فهذا والبالد ، ولكن لهوى في نفسه أختاره

ولكنه فاسق وله حكم غيره من العصاة .

فينقسم إلى قسمين :، فيظن أن ذلك حكم الله ، أن يتابعهم جاهال الثالث :

Page 152: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، ألن اللهآثم ، فهو مفرط أو مقصر ، فهو أن يمكنه أن يعرف الحق بنفسه أ -

أمر بسؤال أهل العلم عند عدم العلم .

،أن ال يكون عالما وال يمكنه التعلم فيتابعهم تقليدا ويظن أن هذا هو الحق ب -

ألنه فعل ما أمر به وكان معذورا بذلك ، ولذلك ورد عنفهذا ال شيء عليه

رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن " من أفتي بغير علم ، فإنما إثمه

على من أفتاه " ، لو قلنا : بإثمه بخطأ غيره ، للزم من ذلك الحرج والمشقة ،

ولم يثق الناس بأحد الحتمال خطئه .

( .158 / 2) ج

--

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

)*( فائدة :

:وصف الله الحاكمين بغير ما أنزل الله بثالثة أوصاف

( ] المائدة :الكافرون - قال تعالى : ) ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم 1

44]

Page 153: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

( ] المائدةالظالمون - وقال تعالى : ) ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم 2

:45. ]

( ] المائدةالفاسقون - وقال تعالى : ) ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم 3

:47 . ]

وأختلف أهل العلم مع ذلك :

فقيل : إن هذه األوصاف لموصوف واحد ، ألن الكافر ظالم ، لقوله تعالى :

[ ، وفاسق ، لقوله تعالى : ) وأما254) والكافرون هم الظالمون ( ] البقرة :

[ ، أي : كفروا .20الذين فسقوا فمأواهم النار ( ] السجدة :

.وهذا هو الراجح ، وقيل : إنها لموصوفين متعددين ، وإنها على حسب الحكم

:- فتكون كافرا في ثالثة أحوال

، بدليل قوله تعالى : ) أفحكمالحكم بغير ما أنزل الله اعتقد جواز أ – إذا

[ ، فكل ما خالف حكم الله ، فهو من حكم50الجاهلية يبغون ( ] المائدة :

الجاهلية ، بدليل اإلجماع القطعي على أنه ال يجوز الحكم بغير ما أنزل الله

Page 154: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فالمحل والمبيح للحكم بغير ما أنزل الله مخالف إلجماع المسلمين القطعي ،

، وذلك كمن اعتقد حل الزنا أو الخمر أو تحريم الخبز أو اللبن .وهذا كافر مرتد

.حكم الله مثل ب - إذا أعتقد أن حكم غير الله

من حكم الله .أحسن ج - إذا اعتقد أن حكم غير الله

بدليل قوله تعالى : ) ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ( ] المائده :

[ ، فتضمنت اآلية أن حكم الله أحسن األحكام ، بدليل قوله تعالى مقررا ذلك50

8: )أليس الله بأحكم الحاكمين( ]التين: [، فإذا كان الله أحسن الحاكمين أحكاما

وهو أحكم الحاكمين؛ ، فمن أدعى أن حكم غير الله مثل حكم الله أو أحسن

فهو كافر ألنه مكذب للقرآن .

: إذا اعتقد أن الحكم بما أنزل الله أحسن األحكام ، وأنه أنفع- ويكون ظالما

حمله البغض والحقد للمحكوم عليهللعباد والبالد ، وأنه الواجب تطبيقة ، ولكن

حتى حكم بغير ما أنزل الله ، فهو ظالم .

: إذا كان حكمه بغير ما أنزل الله لهوى في نفسه مع اعتقادة- ويكون فاسقا

، أي محبة لما حكم بهحكم بغيره لهوى في نفسه أن حكم الله هو الحق ، لكن

ال كراهية لحكم الله وال ليضر أحدا به ، مثل : أن يحكم لشخص لرشوة رشي

Page 155: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

إياها ، أو لكونها قريبا أو صديقا ، أو يطلب من ورائه حاجة ، وما أشبه ذلك مع اعتقاده بأن حكم الله هو األمثل والواجب اتباعه ، فهذا فاسق ، وإن كان أيضا

ظالما ، لكن وصف الفسق في حقه أولى من وصف الظلم .

( 160 - 158/ 2)ج

-----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

مع علمه بحكم الله وبمخالفة هذهبالنسبة لمن وضع قوانين تشريعية أما

ألنه لمفهو كافرالقوانين لحكم الله ، فهذا قد بدل الشريعة بهذه القوانين ،

يرغب بهذا القانون عن شريعة الله إال وهو يعتقد أنه خير للعباد والبالد من

شريعة الله ، وعندما نقول بأنه كافر ، فنعني بذلك أن هذا الفعل يوصل إلى

الكفر .

، مثل أن يغرر به كأن يقال : إن هذا ال يخالفولكن قد يكون الواضع له معذورا

اإلسالم ، أو هذا من المصالح المرسلة ، أو هذا مما رده اإلسالم إلى الناس .

(160 / 2) ج

Page 156: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

-----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وتكفير الشخص يترتب عليه أحكام كثيرة ، فيكون مباح الدم والمال ، ويترتب

عليه جميع أحكام الكفر ، وكما ال يجوز أن نطلق الكفر على شخص معين حتى

يتبين شروط التكفير في حقه يجب أن ال نجبن عن تكفير من كفره الله

ورسوله .

ن ، فالمعين يحتاج الحكم بتكفيره ولكن يجب أن نفرق بين المعين وغير المعي

إلى أمرين :

أن هذه الخصلة التي قام بها مما يقتضي الكفر .ثبوت ( 1

، وأهمها العلم بأن هذا مكفر ، فإن كان جاهال ،انطباق شروط التكفير عليه ( 2 فإنه ال يكفر ، ولهذا ذكر العلماء أن من شروط إقامة الحد أن يكون عالما

بالتحريم ، هذا وهو إقامة حد وليس بتكفير ، والتحرز من التكفير أولى وأحرى .

قال تعالى : ) رسال مبشرين ومنذرين لئال يكون للناس على الله حجة بعد

Page 157: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

[ وقال تعالى : ) وما كنا معذبين حتى نبعث رسوال ( ]165الرسل ( ] النساء :

[ ، وقال تعالى :) وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى15اإلسراء :

[ .115يبين لهم ما يتقون ( ] التوبة :

، فلو قام الشخص بما يقتضي الكفرعدم الموانعوالبد مع توفر الشروط من

إكراها أو ذهوال لم يكفر ، لقوله تعالى : ) من كفر بالله من بعد إيمانه إال من

[ ، ولقول الرجل الذي وجد دابته106إكراه وقلبه مطمئن باإليمان (] النحل :

في مهلكة : " اللهم ! أنت عبدي وأن ربك ، أخطأ من شدة الفرح " ، فلم يؤاخذ

بذلك .

( 163/ 2) ج

 

ذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل باب قول الله تعالى : ) ألم تر ال

من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد

[ اآليات .60الشيطان أن يضلهم ضالال بعيدا ( ] النساء :

وقوله : ) فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوكالمتن /

يحلفون بالله إن أردنا إال أحسانا وتوفيقا ( .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

Page 158: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والمصيبةاالستفهام هنا يراد به التعجب ، أي : كيف حالهم إذا أصابتهم مصيبة ،

لعدم تضاد المعنيين .هنا تشمل المصيبة الشرعية والدنيوية

: الفقر ، والجدب ، وما أشبه ذلك ، فيأتون يشكون إلى النبيفالدنيوية مثل-

صلى الله عليه وسلم ، فيقولون : أصابتنا هذا المصائب ونحن ما أردنا إال

اإلحسان والتوفيق .

: إذا أظهر الله رسوله على أمرهم ، خافوا وقالوا : يا رسول الله ! والشرعية-

ما أردنا إال اإلحسان والتوفيق .

(169 / 2) ج

----

/ قوله : ) وقل لهم في أنفسهم بليغا ( .المتن

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وبالغة القول تكون في أمور :

، وكان النبي صلى اللهاألول : هيئة المتكلم بأن يكون إلقاؤه على وجه مؤثر

Page 159: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ت عيناه ، وعال صوته ، واشتد غضبه حتى كأنه عليه وسلم إذا خطب ، احمر

اكم . حكم ومس منذر جيشا ، يقول : صب

.الثاني : أن تكون ألفاظه جزلة مترابطة محدودة الموضوع

، بأن يكون كالمه : سليمالثالث : أن يبلغ من الفصاحة غايتها بحسب اإلمكان

التركيب ، موافقا للغة العربية ، مطابقا لمقتضى الحال .

(171 / 2) ج

-----

اآلية الثانية قوله تعالى : ) وإذا قيل لهم ال تفسدوا في األرض ( .المتن /

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

اإلفساد في األرض نوعان :

: وذلك مثل هدم البيوت وإفساد الطرق وما أشبهاألول : إفساد حسي مادي

ذلك .

Page 160: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، وذلك بالمعاصي ، فهي من أكبر الفساد في األرض ،الثاني : إفساد معنوي

قال تعالى : ) ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض

[ .41الذي عملوا لعلهم يرجعون ( ] الروم :

(2/172)ج

----

اآلية الرابعة قوله تعالى : ) أفحكم الجاهلية يبغون ( .المتن /

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

واإلضافة للجاهلية تقتضي التقبيح والتنفير .

وكل حكم يخالف حكم الله ، فهو جهل وجهالة .

. فهو جهالة- فإن كان مع العلم بالشرع ،

. فهو جهل - وإن كان مع خفاء الشرع ،

والجهالة هي العمل بالخطأ سفها ال جهال ، قال تعالى : ) إنما التوبة على الله

Page 161: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

[ .17للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ( ] النساء :

وأما من يعمل السوء بجهل فال ذنب عليه ، لكن عليه أن يتعلم .

( 174 / 2) ج

باب من جحد شيئا من األسماء والصفات

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

الجحد : اإلنكار ، واإلنكار نوعان :

بال شك ، فلو أن أحدا أنكر أسما من أسماء اللهوهذا كفر ، األول : إنكار تكذيب

أو صفة من صفاته الثابتة في الكتاب والسنة ، مثل أن يقول : ليس لله يد ، أو

أن الله لم يستو على عرشه ، أو ليس له عين ، فهو كافر بإجماع المسلمين ،

ألن تكذيب خبر الله ورسوله كفر مخرج عن المللة باإلجماع .

، وهو أن ال ينكرها ولكن يتأولها إلى معني يخالف ظاهرها ،الثاني : إنكار تأويل

وهذا نوعان :

، فهذا ال يوجب الكفر .أن يكون للتأويل مسوغ في اللغة العربية - 1

، فهذا حكمه الكفر ألنه إذا لم يكن لهأن ال يكون له مسوغ في اللغة العربية - 2

Page 162: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

مسوغ صار في الحقيقة تكذيبا ، مثل أن يقول : المراد بقوله تعالى ) تجري

[ تجري بأراضينا ، فهذا كافر ألنه نفاها نفيا مطلقا ، فهو14بأعيننا ( ]القمر :

مكذب .

(183 / 2) ج

-----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

والمراد باألسماء هنا أسماء الله عز وجل ، وبالصفات صفات الله عز وجل .

والفرق بين االسم والصفة :

- أن االسم ما تسمي به الله .

- والصفة ما اتصف بها .

(184 / 2) ج

-----------

البحث في أسماء الله :

Page 163: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

المبحث األول :

، وليست أعالما محضة ؛ فهي من حيث داللتهاأن أسماء الله أعالم وأوصاف

على ذات الله تعالى أعالم ، ومن حيث داللتها على الصفة التي يتضمنها هذا

االسم أوصاف ، بخالف أسمائنا ، فاإلنسان يسمي ابنه محمدا وعليا دون أن

يلحظ معنى الصفة ، فقد يكون اسمه عليا وهو من أوضع الناس ، أو عبدالله

وهو من أكفر الناس ، بخالف أسماء الله ، ألنها متضمنة للمعاني ، فالله هو

العلي لعلو ذاته وصفاته ، والعزيز يدل على العزة ، والحكيم يدل على الحكمة ،

وهكذا .

وداللة االسم على الصفة تنقسم إلى ثالثة أقسام :

، وهي داللته على جميع معناه المحيط به . األول : داللة مطابقة

، وهي داللته على جزء معناه .الثاني : داللة تضمن

على أمر خارج الزم .الثالث : داللة التزام

مثال ذلك :

Page 164: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- الخالق يدل على ذات الله وحده .

.داللة تضمن - وعلى صفة الخلق وحدها

.دالله مطابقة - ويدل على ذات الله وعلى صفة الخلق فيه

.داللة التزام - ويدل على العلم والقدرة

الله الذي خلق سبع سماوات ومن األرض مثلهن يتنزلكما قال الله تعالى : )

األمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء

فعلمنا القدرة من كونه خلق السماوات واألرض ،[ ،12( ] الطالق : علما

وعلمنا العلم من ذلك أيضا ، ألن الخلق البد فيه من علم ، فمن ال يعلم ال

يخلق ، وكيف يخلق شيئا ال يعلمه ؟!.

---

المبحث الثاني :

، المترادف : ما أختلف لفظه واتفق معناه ،أن أسماء الله مترادفة متباينة

والمتباين : ما اختلف لفظه ومعناه .

عز وجل ألنها تدل على فأسماء الله مترادفة باعتبار داللتها على ذات الله-

مسمى واحد ، فالسميع ، البصير ، العزيز ، الحكيم ، كلها تدل على شيء واحد

هو الله .

Page 165: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، ألن معنى الحكيم غير معنى السميع وغير معنىومتباينة باعتبار معانيها-

البصير ، وهكذا .

----

المبحث الثالث :

، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليهأسماء الله ليست محصورة بعدد معين

وسلم في حديث ابن مسعود الحديث الصحيح المشهور : " اللهم إني عبدك ،

ابن عبدك ، ابن أمتك .. – إلى أن قال : أسألك بكل اسم هو لك سميت به

نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم

الغيب عندك " ، وما استأثر الله به في علم الغيب ال يمكن أن يعلم به ، وما

ليس بمعلوم فليس بمحصور .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : " أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها

، لكن معناه أن منفليس معناه أنه ليس له إال هذه األسماء دخل الجنة " ،

أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة ، فقوله : " من

أحصاها " تكميل للجمله األولى ، وليست استئنافية منفصلة ، ونظير هذا قول

عندي مئة فرس أعدتها للجهاد في سبيل الله ، فليس معناه أنه ليسالقائل :

.عنده إال هذه المئة بل معناه أن هذه المئة معدة لهذا الشيء

Page 166: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

---

المبحث الرابع :

فيجب علينا أناالسم من أسماء الله يدل على الذات وعلى المعنى كما سبق ،

نؤمن به اسما من األسماء ، ونؤمن بما تضمنه من الصفة .

االسم متعديا ونؤمن بما تدل عليه هذه الصفة من األثر والحكم إن كان- ، فمثال

:

السميع نؤمن بأن من أسمائه تعالى السميع ، وأنه دال على صفة السمع ، وأن

لهذا السمع حكما وأثرا وهو أنه يسمع به ، كما قال تعالى : ) قد سمع الله قول

التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله و الله يسمع تحاوركما إن الله سميع

[ .1بصير ( ] المجادلة :

، كالعظيم ، والحي ، والجليل ، فنثبت االسم االسم غير متعد- أما إن كان

والصفة ، وال حكم له يتعدى إليه .

---

Page 167: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

المبحث الخامس :

هل أسماء الله تعالى غيره ، أو أسماء الله هي الله ؟.

- إن أريد باالسم اللفظ الدال على المسمى ، فهي غير الله عز وجل .

- وإن أريد باالسم مدلول ذلك اللفظ ، فهي المسمى .

فمثال :

- الذي خلق السماوات واألرض هو الله ، فاالسم هنا هو المسمى ، فليست "

الالم ، والهاء " هي التي خلقت السماوات واألرض .

- وإذا قيل : اكتب بسم الله ، فكتبت بسم الله ، فالمراد به االسم دون

المسمى .

- وإذا قيل : اضرب زيدا ، فضربت زيدا المكتوب في الورقة لم تكن ممتثال ،

ألن المقصود المسمى .

- وإذا قيل : اكتب زيد قائم ، فالمراد االسم الذي هو غير المسمى .

Page 168: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(187- 184 / 2) ج

--

البحث في صفات الله :

المبحث األول :

تنقسم صفات الله إلى ثالثة أقسام :

ويقال معنوية .ذاتية األول :

.فعلية الثاني :

.خبرية الثالث :

، والتي لم يزل وال يزال متصفا بها ،المالزمة لذات الله هي فالصفات الذاتية :

مثل : السمع والبصر وهي معنوية ، ألن هذه الصفات معاني .

إن شاء فعلها وإن لم يشأ لم يفعلها ، مثل :تتعلق بمشيئته : هي التي والفعلية

النزول إلى السماء الدنيا ، واالستواء على العرش ، والكالم من حيث آحاده ،

Page 169: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والخلق من حيث آحاده ، ال من حيث األصل ، فأصل الكالم صفة ذاتية ، وكذلك

الخلق .

: هي أبعاض وأجزاء بالنسبة لنا ، أما بالنسبة لله ، فال يقال هكذا ، بلوالخبرية

يقال : صفات خبرية ثبت بها الخبر من الكتاب والسنة ، وهي ليست معنى وال

فعال ، مثل : الوجه ، والعين ، والساق ، واليد .

----

المبحث الثاني :

، ألن كل اسم متضمن لصفة ، وليس كل صفةالصفات أوسع من األسماء

تكون اسما ، وهناك صفات كثيرة تطلق على الله وليست من أسمائه ، فيوصف

الله بالكالم واإلرادة ، وال يسمي بالمتكلم أو المريد .

---

المبحث الثالث :

إن كل ما وصف الله به نفسه ؛ فهو حق على حقيقته ، لكن ينزه عن التمثيل

Page 170: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

.والتكييف

فلقوله تعالى : ) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (أما التمثيل :

[ ، وقوله : ) فال تضربوا لله األمثال إن الله يعلم وأنتم ال تعلمون11] الشورى :

[ .74( ] النمل :

: والتعبير بنفي التمثيل أحسن من التعبير بنفي التشبيه ، لوجوه ثالثة

وهو منفي مطلقا ، بخالف التشبيه ،أن التمثيل هو الذي جاء به القرآن : أحدهما

فلم يأت القرآن بنفيه .

، ألن كل موجودين فال بد أنأن نفي التشبيه على اإلطالق ال يصح : الثاني

يكون بينهما قدر مشترك يشتبهان فيه ويتميز كل واحد بما يختص به ، ف; : "

الحياة " مثال وصف ثابت في الخالق والمخلوق ، فبينهما قدر مشترك ، ولكن

حياة الخالق تليق به وحياة المخلوق تليق به .

: أن الناس اختلفوا في مسمى التشبيه ، حتى جعل بعضهم إثباتالثالث

الصفات التي أثبتها الله لنفسه تشبيها ، فإذا قلنا من غير تشبيه ، فهم هذا

البعض من هذا القول نفي الصفات التي أثبتها الله لنفسه .

Page 171: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ف صفة من الصفات ،وأما التكييف ف صفات الله ، فمن كي : فال يجوز أن نكي

فهو كاذب عاص ، كاذب ألنه قال بما ال علم عنده فيه ، عاص ألنه واقع فيما

نهى الله عنه وحرمه في قوله تعالى : ) وال تقف ما ليس لك به علم ( ]اإلسراء

[ ، وقوله تعالى : ) وأن تقولوا على الله ما ال تعلمون ( بعد قوله : ) قل36:

[ اآلية ،33إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن .. ( ]األعراف :

وألنه ال يمكن إدراك الكيفية ، لقوله تعالى : ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وال

) ال تدركه األبصار وهو يدرك األبصار ([ وقوله :110يحيطون به علما ( ] طه :

[ .103] األنعام :

وسواء كان التكييف :

- باللسان تعبيرا .

- أو بالجنان تقديرا .

.- أو بالبيان تحريرا

ولهذا قال مالك رحمه الله حين سئل عن كيفية االستواء : " الكيف مجهول ،

والسؤال عنه بدعه " ، وليس معنى هذا أن ال نعتقد أن لها كيفية ، بل لها

كيفية ، ولكنها ليست معلومة لنا ، ألن ما ليس له كيفية ليس بموجود .

فاالستواء والنزول واليد والوجه والعين لها كيفية ، لكننا ال نعلمها .

Page 172: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

أن نثبت كيفية معينه ولو تقديرا وبين أن نؤمن بأن لها كيفية غيرففرق بين

، وهذا هو الواجب ، فنقول : لها كيفية ، لكن غير معلومة .معلومة

: كيف يتصور أن نعتقد للشيء كيفية ونحن ال نعلمها ؟.فإن قيل

: إنه متصور ، فالواحد منا يعتقد أن لهذا القصر كيفية من داخله ، ولكن الأجيب

يعلم هذه الكيفية إال إذا شاهدها ، أو شاهد نظيرها ، أو أخبره شخص صادق

عنها .

(190- 187 / 2) ج

-

تابع لباب من جحد شيئا من األسماء والصفات :

المتن / قوله : " ويهلكون عند متشابه " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

Page 173: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

أي : متشابه القرآن .

الذي اتضح معناه وتبين .: - والمحكم

.هو الذي يخفي معناه ، فال يعلمه الناس : - والمتشابه

وهذا إذا جمع بين المحكم والمتشابه .

فمعناه المتقن الذي ليس فيه خلل ، - وأما إذا ذكر المحكم مفردا دون المتشابه

: ال كذب في أخباره ، وال جور في أحكامه ، قال تعالى : ) وتمت كلمة ربك

[ ، وقد ذكر الله اإلحكام في القرآن دون115صدقا وعدال ( ]األنعام :

[ ،1المتشابه ، وذلك مثل قوله تعالى : ) تلك آيات الكتاب الحكيم ( ] يونس :

[. 1وقال تعالى : ) كتاب أحكمت آياته ( ] هود :

يشبه بعضه بعضا في جودته صار المعنى أنه- وإذا ذكر المتشابه دون المحكم

، قال تعالى ) الله نزل أحسن الحديثوكماله ، ويصدق بعضه بعضا وال يتناقض

[ .23كتابا متشابها مثاني ( ] الزمر :

والتشابه نوعان :

- تشابه نسبي .1

- وتشابه مطلق .2

Page 174: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والفرق بينهما :

- أن المطلق يخفى على كل أحد .

- والنسبي يخفى على أحد دون أحد .

وبناء على هذا التقسيم ينبني الوقف في قوله تعالى : ) وما يعلم تأويله إال الله

[ فعلى الوقف على ) إال الله ( يكون7والراسخون في العلم ( ] آل عمران :

المراد بالمتشابه المتشابه المطلق ، وعلى الوصل ) إال الله والراسخون في

العلم ( يكون المراد بالمتشابه المتشابه النسبي .

( 195 / 2) ج

----

باب قول الله تعالى : ) يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها (

/ قال مجاهد ما معناه : " هو قول الرجل : هذا مالي ، ورثته عن آبائي " .المتن

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

" . قوله : " هذا مالي ورثته عن آبائي

Page 175: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ظاهر هذه الكلمة أنه ال شيء فيها ، فلو قال لك واحد : من أين لك هذا البيت ؟

فليس فيه شيء ألنه خبر محض .قلت : ورثته عن آبائي ،

أن يضيف القائل تملكه للمال إلى السبب الذي هو اإلرث مراد مجاهد لكن

، فبتقدير الله – عز وجل – أنعم على آبائكمتناسيا المسبب الذي هو الله

وملكوا هذا البيت ، وبشرع الله – عز وجل – انتقل هذا البيت إلى ملكك عن

طريق اإلرث - ، فكيف تتناسى المسبب لألسباب القدرية والشرعية فتضيف

األمر إلى ملك آبائك وإرثك إياه بعدهم ؟! فمن هنا صار هذا القول نوعا من كفر

النعمة .

ولهذا ثبتأما إذا كان قصد اإلنسان مجرد الخبر كما سبق ، فال شيء في ذلك

أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يوم الفتح : " أتنزل في دارك غدا ؟ "

فقال : " وهل ترك لنا عقيل من دار أو رباع " فبين صلى الله عليه وسلم أن

هذه الدور انتقلت إلى عقيل باإلرث .

وبينالخبر ،بين إضافة الملك إلى اإلنسان على سبيل فتبين أن هناك فرقا

وهو الله – عز وجل .متناسيا المسبب إضافته إلى سببه

(203 / 2) ج

Page 176: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

----

قوله : " وقال عون بن عبد الله : يقولون لوال فالن لم يكن كذا " .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

وهذا القول من قائله فيه تفصيل :

وكان الخبر صدقا مطابقا للواقع ، فهذا ال بأس به .أراد به الخبر - إن

، فلذلك ثالث حاالت :أراد بها السبب- وإن

، كأن يقول : لوال الولي الفالني مااألولى : أن يكون سببا خفيا ال تأثير له إطالقا

شرك أكبر حصل كذا وكذا ، فهذا ألنه يعتقد بهذا القول أن لهذا الولي تصرفا

في الكون مع أنه ميت ، فهو تصرف سري خفي .

أنجائز بشرط، فهذا الثانية : أن يضيفه إلى سبب صحيح ثابت شرعا أو حسا

ال يعتقد أن السبب مؤثر بنفسه ، وأن ال يتناسى المنعم بذلك .

،الثالثة : أن يضيفه إلى سبب ظاهر ، لكن لم يثبت كونه سببا ال شرعا وال حسا

، وذلك مثل : التوله ، والقالئد التي يقال أنها تمنعنوع من الشرك األصغر فهذا

Page 177: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

العين ، وما أشبه ذلك ، ألنه أثبت سببا لم يجعله الله سببا ، فكان مشاركا لله

في إثبات األسباب .

بقول النبي صلىويدل لهذا التفصيل أنه ثبت إضافة ) لوال ( إلى السبب وحده

لوال أنا ، لكان في الدرك األسفل منالله عليه وسلم في عمه أبي طالب : "

" ، وال شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الشرك ،النار

وأخلص الناس توحيدا لله تعالى ، فأضاف النبي صلى الله عليه وسلم الشيء

إلى سببه ، لكنه شرعي حقيقي ، فإنه أذن له بالشفاعة لعمه بأن يخفف عنه ،

فكان في ضحضاح من النار ، عليه نعالن يغلي منهما دماغه ال يرى أن أحدا أشد

منه عذابا ، ألنه لو يرى أن أحدا أشد منه عذابا أو مثله هان عليه بالتسلي ، كما

قالت الخنساء في رثاء أخيها صخر :

ولوال كثرة الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلت نفسي

ومايبكون مثل أخي ولكن *** أسلي النفس عنه بالتأسي

وابن القيم رحمه الله – وإن كان قول العالم ليس بحجة لكن يستأنس به – قال

في القصيدة الميمية يمدح الصحابة :

ماكان في األرض مسلم ولوال همو أولئك أتباع النبي وحزبه ***

كادت تميد بأهلها *** ولكن رواسيها وأوتادها هم ولوال همو

كانت ظالما بأهلها *** ولكن همو فيها بدور وأنجم ولوال همو

Page 178: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فأضاف ) لوال ( إلى سبب صحيح .

(204 - 203/ 2) ج

-

باب قول الله تعالى : ) فال تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون (

/ وقال ابن عباس في اآلية : " األنداد هو الشرك ، أخفى من دبيب النملالمتن

على صفاة سوادء في ظلمة الليل ، وهو أن تقول : والله وحياتك يا فالن ،

وحياتي ، وتقول : لوال كليبة هذا ، ألتانا اللصوص ، ولوال البط في الدار ، ألتى

اللصوص ، وقول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت ، وقول الرجل : لوال الله

وفالن ، ال تجعل فيها فالنا ، هذا كله به شرك " . رواه ابن أبي حاتم " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : " وقال ابن عباس في اآلية " : أي : في تفسيرها .

: ألن التفسير تفسيران قوله : " هو الشرك " : هذا تفسير بالمراد ،

، وهو المقصود بسياق الجملة بقطع النظر عن مفرداتها . تفسير بالمراد - 1

Page 179: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، وهو الذي يسمى تفسير الكلمات .تفسير بالمعنى - 2

: فعندنا اآلن وجهان للتفسير

: وهو تفسير الكلمات ، هذا يقال فيه : معناه كذاأحدهما : التفسير اللفظي

وكذا .

، فيقال : المراد بكذا وكذا ، واألخير هنا هو المراد .والثاني : التفسير بالمراد

.المعنى، فهو تفسير باألنداد األشباه والنظراء - فإذا قلنا :

، يقول رضي الله عنه :بالمراد فهو تفسير األنداد الشركاء أو الشرك - وإذا قلنا

" األنداد هو الشرك " فإذا الند الشريك المشارك لله _ سبحانه وتعالى _ فيما

يختص به .

(209 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

Page 180: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فيها نوعان من الشرك :" : والله وحياتك وقوله : "

األول : الحلف بغير الله .

فضمها إلى الله بالواو بقوله : والله ! وحياتك ! الثاني : اإلشراك مع الله

المقتضية للتسوية فيها نوع من الشرك .

الحالف أن المقسم به بمنزلة الله في العظمة ،اعتقد- والقسم بغير الله إن

. أكبرفهو شرك

.أصغر - وإال ، فهو شرك

(211 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وقوله : " لوال كليبة هذا " :

- يكون فيه شرك إذا نظر إلى السبب دون السبب ، وهو الله – عز وجل .

Page 181: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، فقد تقدم أنه ال بأسأما االعتماد على السبب الشرعي أو الحسي المعلوم -

به ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لوال أنا ، لكان في الدرك األسفل

من النار " .

لكن قد يقع في قلب اإلنسان إذا قال : لوال كذا لحصل كذا أو ما كان كذا ، قد

يقع في قلبه شيء من الشرك باالعتماد على السبب بدون نظر إلى المسبب ،

وهو الله عز وجل .

( 211/ 2) ج

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

شرك" : فيه شرك ، ألنه وقول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت وقوله : "

غير الله مع الله بالواو :

الله عز وجل في التدبير والمشيئة ، فهو شرك أكبر .اعتقد أنه يساوي - فإن

واعتقد أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء ؛ فهو شركلم يعتقد ذلك- وإن

أصغر ، وكذلك قوله : " لوال الله وفالن " .

Page 182: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(212 / 2) ج

----

/ وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليهالمتن

وسلم قال : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " . رواه الترمذي وحسنه ،

وصححه الحاكم .

، نبه عليه الشارح في " تيسيرصوابه عن ابن عمر قوله : " وعن عمر " .

العزيز الحميد ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

والحلف : تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة بالباء أو التاء أو الواو .

.والواو ، والتاء ، الباء وحروف القسم ثالثة :

: أعمها ، ألنها تدخل على الظاهر والمضمر وعلى اسم الله وغيره ،- والباء 1

ويذكر معها فعل القسم ويحذف :

Page 183: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- فيذكر معها فعل القسم ، كقوله تعالى : ) وأقسموا بالله جهد أيمانهم (

[ .109] األنعام :

- ويحذف مثل قولك : بالله ألفعلن .

- وتدخل على المضمر مثل قولك : الله عظيم أحلف به ألفعلن .

- وعلى الظاهر كما في اآلية .

- وعلى غير لفظ الجاللة ، مثل قولك : بالسميع ألفعلن .

فإنه ال يذكر معها فعل القسم ، وال تدخل على الضمير ، ويحلف- وأما الواو :2

بها مع كل اسم ،.

فإنه ال يذكر معها فعل القسم وتختص بالله ورب ، قال ابن- وأما التاء :3

مالك : " والتاء لله ورب " .

(213 / 2) ج

----

/ وقال ابن مسعود : " ألن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيرهالمتن

صادقا ".

Page 184: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

فابن مسعود رضي الله عنه ال يحب ال هذا وال هذا ، ولكن الحلف بالله كاذبا

: فالحلف كاذبا محرم من وجهينأهون عليه من الحلف بغيره صادقا ،

- أنه كذب ، والكذب محرم لذاته .1

، واليمين تعظيم لله – عز وجل ، فإذا كان على- أن هذا الكذب قرن باليمين 2

صار فيه شيء من تنقص لله – عز وجل ، حيث جعل اسمه مؤكدا ألمركذب

، ولذلك كان الحلف بالله كاذبا عند بعض أهل العلم من اليمين الغموسكذب

التي تغمس صاحبها في اإلثم ثم في النار .

سيئةلكن، الحلف بغير الله صادقا ، فهو محرم من وجه واحد وهو الشرك وأما

الشرك أعظم من سيئة الكذب ، وأعظم من سيئة الحلف بالله كاذبا ، وأعظم

من اليمين الغموس .

(218 / 2) ج

Page 185: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

----

تابع لباب قول الله تعالى : ) فال تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون (

/ وجاء عن إبراهيم النخعي : " أنه يكره : أعوذ بالله وبك ، ويجوز أنالمتن

يقول : بالله ثم بك " . قال : " ويقول : لوال الله ثم فالن ، وال تقولوا : لوال الله

وفالن " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

بحرف، ألنه جمع بين الله والمخلوق محرم " : هذا أعوذ بالله وبك وقوله : "

.الواويقتضي التسوية وهو

تدل على الترتيب والتراخي ." ثم بك" ، ألن " ثم "بالله ويجوز

فإن قيل : سبق أن من الشرك األستعادة بغير الله ، وعلى هذا يكون قوله :

.أعوذ بالله ثم بك محرما

، لقوله صلى الله عليهبمن يقدر على أن يعيذك جائزة : أن االستعاذة أجيب

وسلم في " صحيح مسلم " وغيره : " من وجد ملجا ، فليعذ به " .

Page 186: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ألنه ال يقدر علىشرك أكبر ، فهذا أعوذ بالله ثم بفالن ؛ وهو ميت لكن لو قال :

أن يعيذك .

(221 / 2) ج

----

فيه مسائل :

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

الخامسة : الفرق بين "الواو" و "ثم" في اللفظ :

.فتكون شركا ، المساواة " تقتضي الواو- ألن "

.فال تكون شركا ، الترتيب والتراخي " تقتضي ثم- و "

(223 / 2) ج

-

Page 187: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد :

أن االقتناع بالحلف بالله من تعظيم الله ، ألن الحالف أكد ما حلف عليه

بالتعظيم باليمين وهو تعظيم المحلوف به ، فيكون من تعظيم المحلوف به أن

يصدق ذلك الحالف ، وعلى هذا يكون عدم االقتناع بالحلف بالله فيه شيء من

واالقتناع بالحلف بالله ال يخلو مننقص تعظيم الله ، وهذا ينافي كمال التوحيد ،

أمرين :

، فإنه يجب الرضا بالحلف بالله فيمااألول : أن يكون ذلك من الناحية الشرعية

بهذا اليمين بمقتضىفيجب الرضا إذا توجهت اليمين على المدعى عليه فحلف ،

الحكم الشرعي .

الثاني : أن يكون ذلك من الناحية الحسية :

.ترضى بيمينه ، فإنك فإن كان الحالف موضع صدق وثقة -

. ترفض الرضا بيمينه ، فلك أنوإن كان غير ذلك-

Page 188: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

صة : " تبرئكم يهود ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحويصة ومحي

بخمسين يمينا . قالوا : كيف نرضي يا رسول الله بأيمان اليهود ؟ " . فأقرهم

النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك .

(224 / 2) ج

----

/ عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ال تحلفواالمتن

بآبائكم ، من حلف بالله ؛ فليصدق ، ومن حلف له بالله ؛ فليرض ، ومن لم

يرض ، فليس من الله " . رواه ابن ماجه بسند حسن .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

من حلف بالله ؛ فليصدق ، ومن حلف له بالله ،قوله صلى الله عليه وسلم : "

" . فليرض

هنا أمران :

Page 189: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

؛ فقد أمر أن يكون صادقا . للحالف األمر األول :

، فقد أمر أن يرضى بيمين الحالف له .للمحلوف لهالثاني :

فإذا قرنت هذين األمرين بعضهما ببعض ، فإن األمر الثاني ينزل على ما إذا كان

الحالف صادقا ؛ ألن الحديث جمع أمرين :

- أمرا موجها للحالف .

- وأمرا موجها للمحلوف له .

فإذا كان الحالف صادقا ؛ وجب على المحلوف له الرضا .

(225 / 2) ج

--

فيه مسائل :

- أمر الحالف أن يصدق ألن الصدق واجب فيالرابعة : - ولم يذكرها المؤلف

Page 190: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

غير اليمين ، فكيف باليمين ؟! .

وقد سبق أن من حلف على يمين كاذبة أنه آثم ، وقال بعض العلماء : إنها

اليمين الغموس .

وأما بالنسبة للمحلوف له ، فهل يلزمه أن يصدق أم ال ؟.

المسألة ال تخلو من أحوال خمس :

.فال أحد يقول : إنه يلزم تصديقه ؛ األولى : أن يعلم كذبه

.فكذلك ال يلزم تصديقه ؛ الثانية : أن يترجح كذبه

.فهذا يجب تصديقه ؛ الثالثة : أن يتساوى األمران

.فيجب أن يصدق ، الرابعة : أن يترجح صدقه

.فيجب أن يصدقه ؛ الخامسة : أن يعلم صدقه

في باب التحاكم ، فيجب أنوهذا في األمور الحسية ، أما األمور الشرعية

Page 191: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

يرضى باليمين ويلتزم بمقتضاها ، ألن هذا من باب الرضا بالحكم الشرعي ، وهو

واجب .

( 227 / 2) ج

باب قول : ما شاء الله وشئت

مناسبة الباب لكتاب التوحيد

أن قول : ) ماشاء الله وشئت ( من الشرك األكبر أو األصغر :

.فهو شرك أكبر ؛ مساو لله- ألنه إن اعتقد أن المعطوف

.فهو أصغر ؛ دونه لكن أشرك به في اللفظ - وإن اعتقد أنه

وقد ذكر بعض أهل العلم : أن من جملة ضوابط الشرك األصغر أن ما كان

وسيلة لألكبر فهو أصغر .

(228 / 2) ج

---

Page 192: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

قوله : " " اليهودي : هو المنتسب إلى شريعة موسى عليه السالم ،أن يهوديا

وسموا بذلك :

( ، أي : رجعنا .إنا هدنا إليك - من قوله تعالى : )

" ، فتكون التسمية من أجل النسب ،يهوذا بن يعقوب- أو ألن جدهم اسمه "

.وال يبعد أن تكون من االثنين جميعا وفي األول تكون التسمية من أجل العمل ،

(228 / 2) ج

---

: فيه مسائل

الخامسة : أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي :

تؤخذ من حديث الطفيل ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا الصالحة جزء

من ستة وأربعين جزءا من النبوة " .

وهذا موافق للواقع بالنسبة للوحي الذي أوحي إلى النبي صلى الله عليه

وسلم ، ألن أول الوحي كان بالرؤيا الصالحة من ربيع األول إلى رمضان ، وهذا

ستة أشهر ، فإذا نسبت هذا إلى بقية زمن الوحي ، كان جزءا من ستة وأربعين

Page 193: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

جزءا ، ألن الوحي كان ثالثا وعشرين سنة وستة أشهر مقدمة له .

هي التي تتضمن الصالح ، وتأتي منظمة ، وليست بأضغاث: والرؤيا الصالحة -

أحالم .

.فإنها مشوشة غير منظمة : - أما أضغاث األحالم

( 237 / 2) ج

باب من سب الدهر ؛ فقد آذى الله

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

: الشتم ، والتقبيح ، والذم ، وما أشبه ذلك .السب

: هو الزمان والوقت .الدهر

وسب الدهر ينقسم إلى ثالثة أقسام :

، مثل أن يقول : تعبنا من جائز األول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم ، فهذا

شدة حر هذا اليوم أو برده ، وما أشبه ذلك ، ألن األعمال بالنيات ، ومثل هذا

اللفظ صالح لمجرد الخبر ، ومنه قول لوط عليه الصالة والسالم : ) هذا يوم

[ .77عصيب ( ]هود :

Page 194: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، ، كأن يعتقد بسبه الدهر أن الدهرالثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل

ألنه اعتقد أن مع اللهشرك أكبر هو الذي يقلب األمور إلى الخير والشر ، فهذا

خالقا ؛ ألنه نسب الحوادث إلى غير الله ، وكل من اعتقد أن مع الله خالقا ؛ فهو

كافر ، كما أن من اعتقد أن مع الله إلها يستحق أن يعبد ؛ فإنه كافر .

الثالث : أن يسب الدهر ال العتقاد أنه هو الفاعل ، بل يعتقد أن الله هو الفاعل ،

، وال يصل إلى درجة محرم يسبه ألنه محل لهذا األمر المكروه عنده ، فهذا لكن

ه تعود فه في العقل والضالل في الدين ، ألن حقيقة سب الشرك ، وهو من الس

إلى الله سبحانه ، ألن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر ويكون فيه ما أراد من

خير أو شر ، فليس الدهر فاعال ، وليس هذا السب يكفر ، ألنه لم يسب الله

تعالى مباشرة .

(240 / 2) ج

----

سمي بقاضي القضاة ونحوه باب الت

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

مناسبة الباب لكتاب التوحيد :

Page 195: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

أن من تسمى بهذا االسم ، فقد جعل نفسه شريكا مع الله فيما ال يستحقه إال

، ألنه ال أحد يستحق أن يكون قاضي القضاة أو حاكم الحكام أو ملكالله

األمالك إال الله – سبحانه وتعالى - ، فالله هو القاضي فوق كل قاض ، وهو الذي

له الحكم ، ويرجع إليه األمر كله كما ذكر الله ذلك في القرآن .

وقد تقدم أن قضاء الله ينقسم إلى قسمين :

- قضاء كوني .1

- قضاء شرعي .2

قال تعالىويكون فيما أحب الله وفيما كرهه ، ، والقضاء الكوني البد من وقوعه

: ) وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في األرض مرتين (

[ فهذا قضاء كوني متعلق بما يكرهه الله ، ألن الفساد في األرض4] اإلسراء :

ال يحبه الله ، والله ال يحب المفسدين ، وهذا القضاء الكوني البد أن يقع وال

معارض له إطالقا .

، فمثل قوله تعالى :وأما النوع الثاني من القضاء ، وهو القضاء الشرعي

والقضاء[ ،23) وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه وبالوالدين إحسانا ( ] اإلسراء :

الشرعي ال يلزم منه وقوع المقضي ، فقد يقع وقد ال يقع ، ولكنه يتعلق فيما

Page 196: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، وقد سبق الكالم عن ذلك .يحبه الله

(250 - 249 2) ج

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

فإن قلت : إذا أضفنا ) القضاة ( وحصرناها بطائفة معينة ، أو ببلد معين ، أو

بزمان معين ، مثل أن يقال : قاضي القضاة في الفقه ، أو قاضي قضاه

المملكة العربية السعودية ، أو قاضي قضاة مصر أو الشام ، أو ما أشبه ذلك ،

فهل يجوز هذا ؟ .

، فحينئذ الأن هذا جائز ، ألنه مقيد ، ومعلوم أن قضاء الله ال يتقيد فالجواب :

ال ينبغي أيضا أن يتسمى اإلنسانيكون فيه مشاركة لله – عز وجل - ، على أنه

، ألن النفس قد تصعب السيطرة عليها فيمابذلك أو يسمى به وإن كان جائزا

فقد يأخذهإذا شعر اإلنسان بأنه موصوف بقاضي قضاة الناحية الفالنية ،

حتى ال يقبل الحق إذا خالف قوله ، وهذه مسألةاإلعجاب بالنفس والغرور

عظيمة لها خطرها إذا وصلت باإلنسان إلى اإلعجاب بالرأي بحيث يرى أن رأيه

مفروض على من سواه ، فإن هذا خطر عظيم ، فمع القول بأن ذلك جائز ال

ينبغي أن يقبله اسما لنفسه أو وصفا له ، وال أن يتسمى به .

Page 197: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- فإذا قيد بزمان أو مكان ونحوهما ، قلنا : إنه جائز ، ولكن األفضل أال يفعل .

- لكن إذا قيد بفن من الفنون ، هل يكون جائزا ؟.

بأن قيل : ) عالم العلماءمقتضى التقييد أن يكون جائزا ، لكن إن قيد بالفقه

في الفقه ( ، وقلنا : إن الفقه يشمل أصول الدين وفروعه على حد قول

الرسول صلى الله عليه وسلم : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " ، صار

فيه عموم واسع ، ومعنى هذا أن مرجع الناس كلهم في الشرع إليه ، فهذا في

واألولى التنزه عنه .نفسي منه شيء ،

، لكن يجب مع الجواز مراعاة جانب الموصوف- وأما إن قيد بقبيلة ، فهو جائز

أن ال يغتر ويعجب بنفسه ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للمادح : "

قطعت عنق صاحبك " .

، مثل أن يقال : شيخ اإلسالم ابن تيميه ، أووأما التسمي ب; ) شيخ اإلسالم (-

أي أنه الشيخ المطلق الذي يرجع إليهشيخ اإلسالم محمد بن عبد الوهاب ،

، إذ إن أبا بكر رضي الله عنه أحق بهذا الوصف ، ألنهاإلسالم ، فهذا ال يصح

قصد بهذا الوصف أنه جدد في اإلسالمأفضل الخلق بعد النبيين ، ولكن إذا

.فال بأس بإطالقه وحصل له أثر طيب في الدفاع عنه ،

Page 198: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، فهو أهون بكثير من التسمي ب; ) شيخوأما بالنسبة للتسمية ب; ) اإلمام (-

اإلسالم ( ، ألن النبي صلى الله عليه وسلم سمى إمام المسجد إماما ولو لم

يكن عنده إال اثنان .

لكن ينبغي أن ينبه أنه ال يتسامح في إطالق كلمة "إمام" إال على من كان قدوة

، كاإلمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم ممن له أثر في اإلسالم ، ألنوله أتباع

وصف اإلنسان بما ال يستحق هضم لألمة ، ألن اإلنسان إذا تصور أن هذا إمام

وهذا إمام هان اإلمام الحق في عينه ، قال الشاعر :

ألم تر أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

، فإنها ألقاب حادثة ال ومن ذلك أيضا : ) آية الله ، حجة الله ، حجة اإلسالم (-

تنبغي ألنه ال حجة لله على عباده إال الرسل .

،، فال مدح فيه ألن كل شيء آية للهأريد به المعنى األعم وأما آية الله ، فإن

كما قيل :

وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد

، أي : أن هذا الرجل آية خارقة ، فهذا في الغالب يكونأريد المعنى األخص وإن

مبالغا فيه ، والعبارة السليمة أن يقال : عالم مفت ، قاض ، حاكم ، إمام لمن

كان مستحقا لذلك .

Page 199: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(252 - 250 / 2) ج

-----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

فيه مسائل :

الرابعة : التفطن أن هذا ألجل الله - سبحانه - : يؤخذ من قوله : " ال مالك إال

الله " ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى العلة ، وهي : " ال مالك إال

الله " ، فكيف تقول : ملك األمالك وهو ال مالك إال الله عز وجل ؟ .

الفرق بين ملك ومالك :

- ليس كل ملك مالكا ، وليس كل مالك ملكا .

- فقد يكون اإلنسان ملكا ، ولكنه ال يكون بيده التدبير .

- وقد يكون اإلنسان مالكا ويتصرف فيما يملكه فقط .

- فالملك من ملك السلطة المطلقة ، لكن قد يملك التصرف فيكون ملكا

مالكا .

Page 200: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- وقد ال يملك فيكون ملكا وليس بمالك .

- أما المالك ، فهو الذي له التصرف بشيء معين ، كمالك البيت ، ومالك

السيارة وما أشبه ذلك ، فهذا ليس بملك ، يعني : ليس له سلطة عامة .

(256 /2) ج

باب احترام أسماء الله وتغيير االسم ألجل ذلك

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

أسماء الله - عز وجل - هي : التي سمى بها نفسه أو سماه بها رسوله صلى

الله عليه وسلم .

وقد سبق لنا الكالم فيها في مباحث كثيرة منها :

قال رحمه الله :

الذي يترتب عليه دخول الجنةمعنى إحصاء هذه التسعة والتسعين : السادس

ولكن معنىليس معنى ذلك أن تكتب في رقاع ثم تكرر حتى تحفظ فقط ،

Page 201: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ذلك:

اإلحاطة بها لفظا .: أوال

.فهمها معنى : ثانيا

ولذلك وجهان :، التعبد لله بمقتضاها : ثالثا

، لقوله تعالى : ) ولله األسماء الحسنى فادعوهالوجه األول : أن تدعو الله بها

، فتختار االسمبأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك [ 180بها ( ] األعراف :

المناسب لمطلوبك ، فعند سؤال المغفرة تقول : يا غفور ! وليس من

المناسب أن تقول : يا شديد العقاب ! اغفر لي ، بل هذا يشبه االستهزاء ، بل

تقول : أجرني من عقابك .

، فمقتضىالوجه الثاني : أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه األسماء

الرحيم الرحمة ، فاعمل الصالح الذي يكون جالبا لرحمة الله ، ومقتضي الغفور

المغفرة ، إذا افعل ما يكون سببا في مغفرة ذنوبك ، هذا هو معنى إحصائها ،

وهذا الثمن ليس علىفإذا كان كذلك ، فهو جدير ألن يكون ثمنا لدخول الجنة ،

، ألن األعمال الصالحة سبب لدخولوجه المقابلة ، ولكن على وجه السبب

الجنة وليست بدال ، ولهذا ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه

Page 202: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وسلم قوله : " لن يدخل الجنة أحد بعمله . قالوا : وال أنت يا رسول الله ؟

قال : وال أنا ، إال أن يتغمدني الله برحمته " .

(258 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

الثامن : أسماء الله - عز وجل - اليتم اإليمان بها إال بثالثة أمور إذا كان االسم

متعديا :

- اإليمان باالسم اسما لله .

- واإليمان بما تضمنه من صفة .

- وما تضمنه من أثر وحكم .

فالعليم مثال ال يتم اإليمان به حتى :

- نؤمن بأن العليم من أسماء الله .

- ونؤمن بما تضمنه من صفة العلم .

- ونؤمن بالحكم المرتب على ذلك ، وهو أنه يعلم كل شيء .

Page 203: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وإذا كان االسم غير متعد ، فنؤمن بأنه من أسماء الله وبما يتضمنه من صفة .

(260 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

احترامها " : أي وجوب احترام أسماء الله ، ألن باب احترام أسماء اللهقوله : "

، فال يسمى أحد باسم مختصاحترام لله عز وجل ومن تعظيم الله عز وجل

وأسماء الله تنقسم إلى قسمين :بالله ،

، وإن سمي وجب تغييره ،األول : ما ال يصح إال لله ، فهذا ال يسمى به غيره

مثل : الله ، الرحمن ، رب العالمين ، وما أشبه ذلك .

، مثل : الرحيم ، والسميع ، والبصير ،الثاني : ما يصح أن يوصف به غير الله

، وإن لم تالحظ الصفة جاز التسمي بهفإن لوحظت الصفة منع من التسمي به

على أنه علم محض .

Page 204: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(260 / 2) ج

----

/ عن أبي شريح ، أنه كان يكنى أبا الحكم ، فقال له النبي صلى الله عليهالمتن

وسلم : " إن الله هو الحكم ، وإليه الحكم ".

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

" : الخبر فيه جار ومجرور مقدم ، وتقديم الخبر يفيدوإليه الحكم وقوله : "

الحصر ، وعلى هذا يكون راجعا إلى الله وحده .

وحكم الله ينقسم إلى قسمين :

، فال يستطيع أحد أن يرده ، ومنه قوله تعالى :األول : كوني ، وهذا ال راد له

) فلن أبرح األرض حتى بأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين (

[ .80] يوسف :

الثاني : شرعي ، وينقسم الناس فيه إلى قسمين :

- مؤمن .

Page 205: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- وكافر .

- فمن رضيه وحكم به فهو مؤمن .

- ومن لم يرض به ولم يحكم به فهو كافر .

ومنه قوله تعالى : ) وما اختلفتم فيه من شيء فحكمة إلى الله ( ] الشوري :

10. ]

[ ، وقوله تعالى : ) ومن8وأما قوله : ) أليس الله بأحكم الحاكمين ( ] التين :

[ ، فهو يشمل الكوني50أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ( ] المائدة :

والشرعي ، وإن كان ظاهر اآلية الثانية أن المراد الحكم الشرعي ، ألنه في

سياق الحكم الشرعي ، والشرعي يكون تابعا للمحبة والرضا والكراهة والسخط

، والكوني عام في كل شيء .

(262 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

Page 206: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

غيره النبي صلى الله عليه وسلم ، ألمرين :" . فأنت أبو شريح قوله : "

، فإذا قيل : يا أبا الحكم ! كأنه قيل : يا أبا الله ! .األول : أن الحكم هو الله

: إن هذا االسم الذي جعل كنية لهذا الرجل لوحظ فيه معنى الصفة وهيالثاني

فصار بذلك مطابقا السم الله ، وليس لمجرد العلمية المحضة ، بل، الحكم

للعلمية المتضمنة للمعنى ، وبهذا يكون مشاركا لله – سبحانه وتعالى – في ذلك

ولهذا كناه النبي صلى الله عليه وسلم بما ينبغي أن يكنى به .،

(263 / 2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

فائدة :

يجب على طالب العلم أن يعرف الفرق بين :

- التشريع الذي يجعل نظاما يمشى عليه ويستبدل به القرآن .

- وبين أن يحكم في قضية معينة بغير ما أنزل الله ، فهذا قد يكون كفرا أو

Page 207: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فسقا أو ظلما .

.إذا اعتقد أنه أحسن من حكم الشرع أو مماثل له : - فيكون كفرا

.إذا كان لهوى في نفس الحاكم : - ويكون فسقا

، وظهور الظلم في هذه أبين منإذا أراد مضرة المحكوم عليه : - ويكون ظلما

ظهوره في الثانية ، وظهور الفسق في الثانية أبين من ظهوره في الثالثة .

(266 / 2) ج

----

سول باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الر

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

" : سخر واستهزأ ورآه لعبا ليس جدا .من هزل قوله : "

ومن هزل بالله أو بآياته الكونية أو الشرعية أو برسله ، فهو كافر ، ألن منافاة

االستهزاء لإليمان منافاة عظيمة .

Page 208: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

؟! فالمؤمن بالشيء البد أن يعظمه وأنكيف يسخر ويستهزئ بأمر يؤمن به

يكون في قلبه من تعظيمه ما يليق به .

والكفر كفران :

.إعراض - كفر

.معارضة- وكفر

، وهذهوالمستهزئ كافر كفر معارضة ، فهو أعظم ممن يسجد لصنم فقط

المسألة خطيرة جدا ، ورب كلمة أوقعت بصاحبها البالء بل والهالك وهو ال يشعر

، فقد يتكلم اإلنسان بالكلمة من سخط الله عز وجل ال يلقي لها باال يهوي بها

في النار .

- فمن استهزأ بالصالة ولو نافلة ، أو بالزكاة ، أو الصوم ، أو الحج ، فهو كافر

بإجماع المسلمين .

بأن قال مثال : إن وجود الحر في أيام الشتاء- كذلك من استهزأ باآليات الكونية

سفه ، أو قال : إن وجود البرد في أيام الصيف سفه ، فهذا كفر مخرج عن

الملة ، ألن الرب عز وجل كل أفعاله مبنية على الحكمة وقد ال نستطيع بلوغها

بل ال نستطيع بلوغها .

Page 209: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(267 / 2) ج

-----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

إال أن ساب الرسول صلى الله عليه وسلم تقبل توبته ويجب قتله ، بخالف من

سب الله ، فإنها تقبل توبته وال يقتل ، ال ألن حق الله دون حق الرسول صلى

الله عليه وسلم ، بل ألن الله أخبرنا بعفوه عن حقه إذا تاب العبد إليه بأنه يغفر

الذنوب جميعا .

أما ساب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه يتعلق به أمران :

لكونه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن هذا الوجهاألول : أمر شرعي

تقبل توبته إذا تاب .

لكونه من المرسلين ، ومن هذا الوجه يجب قتله لحقهالثاني : أمر شخصي

صلى الله عليه وسلم ويقتل بعد توبته على أنه مسلم ، فإذا قتل ، غسلناه

Page 210: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وكفناه وصلينا عليه ودفناه مع المسلمين .

(268 / 2) ج

----

( : أي ما لنا قصد ، ولكننا نخوض ونعلب :إنما كنا نخوض ونعلب قوله : )

: يقصد به الهزء . واللعب-

: فهو كالم عائم ال زمام له .وأما الخوض-

هذا إذا وصف بذلك القول ، وأما إذا لم يوصف به القول ، فإنه يكون الخوض

في الكالم واللعب في الجوارح .

(270 / 2) ج

----

( . قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون قوله : )

( : جمع آية ، ويشمل : وآياته قوله : )

Page 211: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: كاالستهزاء بالقرآن ، بأن يقال : هذا أساطير األولين -- اآليات الشرعية

والعياذ بالله - ، أو يستهزئ بشيء من الشرائع ، كالصالة والزكاة والصوم والحج

.

: كأن يسخر بما قدره الله تعالى ، كيف يأتي هذا في هذا واآليات الكونية -

الوقت ؟ ، كيف يخرج هذا الثمر من هذا الشيء ؟ ، كيف يخلق هذا الذي يضر

الناس ويقتلهم ؟ ؛ استهزاء وسخرية .

( 271 / 2) ج

----

فيه مسائل :

الثالثة : الفرق بين النميمة والنصيحة لله ولرسوله .

: من نم الحديث ، أي : نقله ونسبه إلى غيره : وهي نقل كالم الغير- النميمة

للغير بقصد اإلفساد ، وهي من أكبر الذنوب ، قال صلى الله علسه وسلم : " ال

يدخل الجنة نمام " وأخبر عن رجل يعذب في قبره ، ألنه كان يمشي بالنميمة .

Page 212: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: فال يقصد بها ذلك ، وإنما يقصد بها احترام شعائر وأما النصحية لله ورسوله-

الله - عز وجل- وإقامة حدوده وحفظ شريعته ، وعوف بن مالك نقل كالم هذا

الرجل ألجل أن يقام عليه الحد أو ما يجب أن يقام عليه وليس قصده مجرد

النميمة .

ومن ذلك لو أن رجال اعتمد على شخص ووثق به ، وهذا الشخص يكشف سره

ويستهزئ به في المجالس ، فإنك إذا أخبرت هذا الرجل بذلك ، فليس هذا من

النميمة ، بل من النصيحة .

( 278 / 2) ج

----

ته ليقولن هذا اء مس ا من بعد ضر باب قول الله تعالى : ) ولئن أذقناه رحمة من

لي ( .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

مناسبة الباب ل; " كتاب التوحيد " :

، ففيه نوع من اإلشراكأضاف النعمة إلى عمله وكسبه - أن اإلنسان إذا

Page 213: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

بالربوبية .

وأن ما أعطاه الله ليسأضافها إلى الله لكنه زعم أنه مستحق لذلك- وإذا

محض تفضل ، لكن ألنه أهل ، ففيه نوع من التعلي والترفع في جانب العبودية .

(280 / 2) ج

----

/ اآلية الثانية قوله تعالى : ) إنما أوتيته على علم ( .المتن

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وشكر النعمة له ثالثة أركان :

. االعتراف بها في القلب .1

. الثناء على الله باللسان .2

. العمل بالجوارح بما يرضي المنعم .3

Page 214: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فمن كان عنده شعور في داخل نفسه أنه هو السبب لمهارته وجودته وحذقه ،

فهذا لم يشكر النعمة ، وكذلك لو أضاف النعمة بلسانه إلى غير الله أو عمل

بمعصية الله في جوارحه ، فليس بشاكر لله تعالى .

(284 / 2) ج

----

( :أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن قوله : )

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

السؤال هنا :

.سؤال استخبار - ليس

.سؤال استجداء - بل

ألن " سأل " تأتي بمعنى استجدى وبمعنى استخبر ، تقول :

- سألته عن فالن ، أي : استخبرته .

- وسألته ماال ، أي استجديته واستعطيته .

Page 215: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(289 / 2) ج

----

" .فرد الله علي بصري قوله : "

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

العمل بالجوارحبنعمة الله ، وهذا أحد أركان الشكر ، والركن الثاني : أعترف

، قال الشاعر :العتراف بالنعمة في القلبفي طاعة المنعم ، والركن الثالث : ا

أفادتكم النعماء مني ثالثة *** يدي ولساني والضمير المحجبا

(292 / 2) ج

----

" . وسخط على صاحبيك قوله : "

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

: وفي هذا الحديث من العبر شيء كثير ، منها

Page 216: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

. أن اإلنسان ال يلزمه الرضاء بقضاء الله - أي بالمقضي - ؛ ألن هؤالء الذين6

أصيبوا قالوا : أحب إلينا كذا وكذا ، وهذا يدل على عدم الرضا .

: ولإلنسان عند المصائب أربع مقامات

: وهو محرم .- جزع

: وهو واجب .- صبر

: وهو مستحب .- رضا

: وهو أحسن وأطيب .- شكر

وهنا إشكال وهو : كيف يشكر اإلنسان ربه على المصيبة وهي ال تالئمة ؟.

أجيب : أن اإلنسان إذا آمن بما يترتب على هذه المصيبة من األجر العظيم

عرف أنها تكون بذلك نعمة ، والنعمة تشكر .

(294 / 2) ج

Page 217: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

----

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : " فمن رضي ؛ فله الرضا ، ومن سخط ؛

فعليه السخط " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

فالمراد بالرضا هنا الصبر ، أو الرضا بأصل القضاء الذي هو فعل الله ، فهذا

ففرق بين :يجب الرضا به ألن الله - عز وجل - حكيم ،

- فعل الله .

- والمقضي .

والمقضي ينقسم إلى :

- مصائب ال يلزم الرضا بها .

- وإلى أحكام شرعيه يجب الرضا بها .

(294 / 2) ج

----

Page 218: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

أن من صفات الله - عز وجل - الرضا والسخط واإلرادة ، وأهل السنة. 16

والجماعة يثبتونها على المعنى الالئق بالله على أنها حقيقة .

وإرادة الله نوعان :

- كونية .1

- وشرعية .2

والفرق بينهما :

: يلزم فيها وقوع المراد وال يلزم أن يكون محبوبا لله ، فإذا أراد أن الكونية -

الله شيئا قال له : كن فيكون .

: فإنه ال يلزم فيها وقوع المراد ويلزم أن يكون محبوبا لله .- وأما الشرعية

ولهذا نقول :

- اإلرادة الشرعية : بمعنى المحبة .

- والكونية : بمعنى المشيئة .

Page 219: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فإن قيل : هل الله يريد الخير والشر كونا أو شرعا ؟.

أجيب :

؛ فهو مراد لله كونا وشرعا .الخير إذا وقع - إن

- وإذا لم يقع ، فهو مراد لله شرعا فقط .

، فهو مراد لله كونا ال شرعا .الشر فإذا وقع- وأما

- وإذا لم يقع ، فهو غير مراد كونا وال شرعا .

(296 /2) ج

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

. أن التذكير قد يكون :19

- باألقوال .

- أو األفعال .

- أو الهيئات .

Page 220: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

( 297 / 2) ج

باب قول الله تعالى : ) فلما آتاهما صالحا جعال له شركاء فيما آتاهما (

( . ليسكن إليها قوله : )

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

سكون الرجل إلى زوجته ظاهر من أمرين :

: ألن بينهما من المودة والرحمة ما يقتضي األنس واالطمئنان واالستقرار . أوال

: سكون من حيث الشهوة ، وهذا سكون خاص ال يوجد له نظير حتى بينثانيا

األم وابنها .

(299 / 2) ج

-----

( .دعوا الله ربهما قوله : )

Page 221: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

أتى باأللوهية والربوبية ؛ ألن الدعاء يتعلق به جانبان :

جانب األلوهية من جهة العبد أنه داع ، والدعاء عبادة .: األول

: الثاني جانب الربوبية ، ألن في الدعاء تحصيال للمطلوب ، وهذا يكون متعلقا

بالله من حيث الربوبية .

والظاهر أنهما قاال : اللهم ربنا ، ويحتمل أن يكون بصيغة أخرى .

(301 / 2) ج

----

( .لئن آتيتنا صالحا قوله : )

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

Page 222: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

أي : أعطيتنا .

، أي : لئنصالح الدين أو المراد صالح البدن وقوله : " صالحا " ؛ هل المراد آتيتنا بشرا سويا ليس فيه عاهة وال نقص ، أو صالحا بالدين ، فيكون تقيا قائما

بالواجبات ؟.

، وكثير من المفسرين لم يذكر إال األمر األول ،الجواب : يشمل األمرين جميعا

وهو الصالح البدني ، لكن ال مانع من أن يكون شامال لألمرين جميعا .

(301 / 2) ج

----

( . جعال له شركاء فيما آتاهما وقوله : )

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

فإن قيل : هذا الولد الذي آتاهما الله - عز وجل - كان واحدا ، فكيف جعال في

هذا الولد الواحد شركا بل شركاء ؟.

Page 223: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فالجواب أن نقول هذا على ثالثة أوجه :

أن يعتقدا أن الذي أتى بهذه الولد هو الولي الفالني والصالح : الوجه األول

ألنهما أضافا الخلق إلى غير الله . فهذا شرك أكبر ونحو ذلك ؛ الفالني

ومن هذا أيضا ما يوجد عند بعض األمم اإلسالمية اآلن ، فتجد المرأة التي ال

يأتيها الولد تأتي إلى قبر الولي الفالني ، كما يزعمون أنه ولي الله - والله أعلم

بواليته - ، فتقول : يا سيدي فالن ! ارزقني ولدا .

وإلىيضيف سالمة المولود ووقايته إلى األطباء وإرشاداتهم : أن الوجه الثاني

القوابل وما أشبه ذلك ، فيقولون مثال : سلم هذا الولد من الطلق ، ألن القابلة

وهذا نوع من الشرك والامرأة متقنة جيدة ؛ فهنا أضاف النعمة إلى غير الله ،

يصل إلى حد الشرك األكبر ، ألنه أضاف النعمة إلى السبب ونسي المسبب وهو

- .الله - عز وجل

: أن ال يشرك من ناحية الربوبية ، بل يؤمن أن هذا الولد خرجالوجه الثالث

؛ فيقدم محبته علىولكن يشرك من ناحية العبوديةسالما بفضل الله ورحمته ،

، ويلهية عن طاعة الله ورسوله ، قال تعالى : ) إنما أموالكممحبة الله ورسوله

[ ، فكيف تجعل هذا الولد15وأوالدكم فتنة والله عنده أجر عظيم ( ] التغابن :

ندا لله في المحبة ، وربما قدمت محبته على محبة الله ، والله هو المتفضل

Page 224: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

عليك به ؟! .

( 304 - 303 / 2) ج

----

/ قال ابن حزم : " اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله ، كعبدالمتن

عمرو ، وعبد الكعبة ، وما أشبه ذلك ، حاشا عبد المطلب " .

" .اتفقوا قوله : "

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

، واألدلة هي :األدلة الشرعية التي ثبتت بها األحكام أي : أجمعوا ، واإلجماع أحد

- الكتاب .1

- والسنة .2

- واإلجماع .3

- والقياس .4

Page 225: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(305 / 2)ج

----

ولكن الصواب تحريم التعبيد للمطلب ، فال يجوز ألحد أن يسمي ابنه "عبد

المطلب" ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن عبد المطلب " ، فهو :

.باب اإلخبار - من

.باب اإلنشاء من وليس-

فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن له جدا اسمه عبد المطلب .

- ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه سمى عبد المطلب .

- أو أنه أذن ألحد صحابته بذلك .

- وال أنه أقر أحدا على تسميته عبد المطلب .

،والكالم في الحكم ال في اإلخبار ، وفرق بين اإلخبار وبين اإلنشاء واإلقرار

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما بنو هاشم وبنو عبد المطلب

شيء واحد " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " يا بني عبد مناف " وال يجوز

التسمي بعبد مناف .

وقد قال العلماء : إن حاكي الكفر ليس بكافر ، فالرسول صلى الله عليه وسلم

Page 226: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فالصواب أنه ال يجوز أن يعبد لغير اللهيتكلم عن شيء قد وقع وانتهى ومضى ،

؛ ال بعبد المطلب وال غيره ، وعليه ؛ فيكون التعبيد لغير الله من الشرك .مطلقا

( 30 6 / 2) ج

----

فيه مسائل :

الخامسة : ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة :

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

:الفرق بين الطاعة وبين العبادة وقبل ذلك نبين

، فال فرق بينهما وبين العبادة ، فإن عبادة الله- فالطاعة إذا كانت منسوبة لله

طاعته .

فنحن نطيع الرسول صلى ، فإنها غير العبادة ، - وأما الطاعة المنسوبة لغير الله

Page 227: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، واإلنسان قد يطيع ملكا من ملوك الدنيا وهوالله عليه وسلم لكن ال نعبده

يكرهه .

فالشرك بالطاعة : أنني أطعته ال حبا وتعظيما وذال كما أحب الله وأتذلل له

وأعظمة ، ولكن طاعته اتباع ألمره فقط ، هذا هو الفرق .

وبناء على القصة ، فإن آدم وحواء أطاعا الشيطان ولم يعبداه عبادة ، وهذا

مبني على صحة القصة .

( 312 / 2) ج

ذين يلحدون ه األسماء الحسنى فادعوه بها وذروا ال باب قول الله تعالى : )ولل

. في أسمائه ( .اآلية

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

التوحيدهذا الباب يتعلق بتوحيد األسماء والصفات ، ألن هذا الكتاب جامع ألنواع

:الثالثة

- توحيد العبادة .

- وتوحيد الربوبية .

- وتوحيد األسماء والصفات .

Page 228: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

هو إفراد الله عز وجل بما ثبت له من صفات : وتوحيد األسماء والصفات

. الكمال على وجه الحقيقة ، بال تمثيل وال تكييف وال تعطيل

ألنك إذا عطلت لم تثبت ، وإن مثلت لم توحد .

والتوحيد مركب من :

- إثبات .

- ونفي .

أي : إثبات الحكم للموحد ، ونفيه عما عداه ، فمثال :

- إذا قلت : زيد قائم ، لم توحده بالقيام .

- وإذا قلت : زيد غير قائم ، لم تثبت له القيام .

- وإذا قلت : ال قائم إال زيد ، وحدته بالقيام .

وإذا قلت : ال إله إال الله ؛ وحدته باأللوهية :

هو توحيد األسماءلله األسماء والصفات دون أن يماثله أحد : فهذا وإذا أثبت -

والصفات .

. فهذا تعطيل عنه : وإن نفيتها -

Page 229: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

. إشراك: فهذامثلت - وإن

( 313 / 2) ج

-----

ه األسماء الحسنى " .المتن : وقوله : " ولل

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

وقد سبق لنا مباحث قيمة في أسماء الله تعالى :

: هل أسماء الله تعالى أعالم أو أوصاف ؟. األول

: هل أسماء الله مترادفة أو متباينة ؟.الثاني

: هل أسماء الله هي الله أو غيره ؟ .الثالث

: أسماء الله توفيقية .الرابع

Page 230: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: أسماء الله غير محصورة بعدد معين .الخامس

أسماء الله :: السادس

الذي يسمىتؤمن باالسم والصفة وبالحكم : فإنه يجب أن إذا كانت متعدية -

أحيانا باألثر .

.تؤمن باالسم والصفة : فإنه يجب أن وإن كانت غير متعدية-

:إحصاء أسماء الله معناه : السابع

اإلحاطة بها لفظا ومعنى ..1

، لقوله تعالى : ) فادعوا بها ( ، وذلك بأن تجعلها وسيلة لك عنددعاء الله بها. 2

الدعاء ، فتقول : يا ذا الجالل واإلكرام ! ، يا حي يا قيوم ! ، وما أشبه ذلك .

، فإذا علمت أنه رحيم تتعرض لرحمته ، وإذا علمت. أن تتعبد لله بمقتضاها3

أنه غفور تتعرض لمغفرته ، وإذا علمت أنه سميع اتقيت القول الذي يغضبه ،

وإذا علمت أنه بصير أجتنبت الفعل الذي ال يرضاه .

( 314 / 2) ج

Page 231: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

واعلم أن دعاء الله بأسمائه له معنيان :

، وذلك بأن تتعبد لله بما تقتضيه تلك األسماء ، ويطلق علىاألول : دعاء العبادة

الدعاء عبادة ، قال تعالى : ) وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين

يستكبرون عن عبادتي ( ، ولم يقل : عن دعائي ، فدل على أن الدعاء عبادة .

: الرحيم يدل على الرحمة ، وحينئذ تتطلع إلى إسباب الرحمة وتفعلها . فمثال

والغفور يدل على المغفرة ، وحينئذ تتعرض لمغفرة الله عز وجل بكثرة التوبة

واالستغفار كذلك وما أشبه ذلك .

، وهو أن تقدمها بين يدي سؤالك متوسال بها إلى اللهالثاني : دعاء المسألة

تعالى .

مثال : يا حي ، يا قيوم أغفر لي وارحمني ، وقال صلى الله عليه وسلم : "

فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " ، واإلنسان إذا

دعا وعلل ، فقد أثنى على ربه بهذا االسم طالبا أن يكون سببا لإلجابة ،

Page 232: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والتوسل بصفة المدعو المحبوبة له سبب لإلجابة ، فالثناء على الله بأسمائه من

أسباب اإلجابة .

(316 / 2) ج

----

المتن : " وذروا الذين يلحدون " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

: مأخوذ من اللحد ، وهو الميل ، لحد وألحد بمعنى مال ، ومنه سميواإللحاد

الحفر بالقبر لحدا ، ألنه مائل إلى جهة القبلة .

واإللحاد في أسماء الله : الميل بها عما يجب فيها ، وهو أنواع :

، أن ينكر شيئا من األسماء أو مما دلت عليه من الصفات أو األحكام :األول

ووجه كونه إلحادا أنه مال بها عما يجب لها ، إذ الواجب إثباتها وإثبات ما تتضمنه

من الصفات واألحكام .

Page 233: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، كقول الفالسفة في الله :أن يثبت لله أسماء لم يسم الله بها نفسه : الثاني

إنه علة فاعلة في هذا الكون تفعل ، وهذا الكون معلول لها ، وليس هناك إله .

وبعضهم يسميه العقل الفعال ، فالذي يدير هذا الكون هو العقل الفعال ، وكذلك

النصاري يسمون الله أبا وهذا إلحاد .

، فيقول : الله سميع بصير قدير ،أن يجعلها دالة على التشبيه : الثالث

واإلنسان سميع بصير قدير ، اتفقت هذه األسماء ، فيلزم أن تتفق المسميات ،

ويكن الله سبحانه وتعالى ممائال للخلق ، فيتدرج بتوافق األسماء إلى التوافق

بالصفات .

: أن أسماءه دالة على معان الئقة بالله ال يمكن أن تكون مشابهةووجه اإللحاد

لما تدل عليه من المعاني في المخلوق .

، كتسمية الالت من اإلله أوأن يشتق من هذه األسماء أسماء لألصنام : الرابع

من الله ، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان حتى يلقوا عليها شيئا من

األلوهية ليبرروا ما هم عليه .

(318 / 2) ج

---

Page 234: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

واعلم أن التعبير بنفي التمثيل أحسن من التعبير بنفي التشبيه ، لوجوه ثالثة :

. أنه هو الذي نفاه الله في القرآن ، فقال : ) ليس كمثله شيء وهو السميع1

البصير ( .

. أنه ما من شيئين موجودين إال وبينهما تشابه من بعض الوجوه ، واشتراك في2

المعني من بعض الوجوه .

فمثال : الخالق والمخلوق اشتركا في معنى الوجود ، لكن وجود هذا يخصه

ووجود هذا يخصه ، وكذلك العلم والسمع والبصر ونحوها اشترك فيها الخالق

والمخلوق في أصل المعنى ، ويتميز كل واحد منهما بما يختص به .

3 . أن الناس اختلفوا في معنى التشبيه حتى جعل بعضهم إثبات الصفات تشبيها

، فيكون معنى بال تشبيه ، أي : بال إثبات صفات على اصطالحهم .

( 318 / 2) ج

Page 235: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس : ) يلحدون في أسمائه ( : " يشركونالمتن

" . وعنه : " سموا الالت من اإلله ، والعزى من العزيز " . وعن األعمش : "

يدخلون فيها ما ليس منها" .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

تفسير لإللحاد ، ويتضمن اإلشراك بها في" . يشركون قول ابن عباس : "

جهتين :

على المماثلة .دالة أن يجعلوها . 1

، كما في الرواية الثانية عن ابن عباس التي منها أسماء لألصنام يشتقواأو . 2

ذكرها المؤلف .

ألنه جعل لله مثيال .فقد أشرك؛ فمن جعلها دالة على المماثلة -

ألنه جعل مسميات هذه األسماءفقد أشرك ، ومن أخذ منها أسماء ألصنامه -

مشاركة لله عز وجل .

( .319 / 2) ج

Page 236: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

----

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

: تتمة

جاءت النصوص بالوعيد على اإللحاد في آيات الله تعالى كما في قوله تعالى : )

إن الذين يلحدون في آياتنا ال يخفون علينا ( ، فقوله :) ال يخفون علينا ( فيها

تهديد ، ألن المعنى سنعاقبهم ، والجملة مؤكدة ب; ) إن ( .

:وآيات الله تنقسم إلى قسمين ·

: وهي كل المخلوقات من السماوات واألرض والنجوم والجبال آيات كونية. 1

والشجر والدواب وغير ذلك ، قال الشاعر :

فواعجبا كيف يعصى اإلله *** أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد

واإللحاد في اآليات الكونية ثالثة أنواع :

بها أو ببعضها .منفرد أحدا سوى الله . اعتقاد أن1

لله فيها .مشارك. اعتقاد أن أحدا 2

Page 237: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

. اعتقاد أن لله فيها 3 في إيجادها وخلقها وتدبيرها . معينا

مثقالال يملكون والدليل قوله تعالى : ) قل أدعو الذين زعمتهم من دون الله

وما له منهم منشركذرة في السماوات وال في األرض وما لهم فيهما من

( ، ظهير ، أي : معين .ظهير

وكل ما يخل بتوحيد الربوبية ، فإنه داخل في اإللحاد في اآليات الكونية .

، وهو ما جاءت به الرسل من الوحي كالقرآن ، قال تعالى :آيات شرعية . 2

) بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ( .

واإللحاد في اآليات الشرعية ثالثة أنواع :

. تكذيبها فيما يتعلق باألخبار . 1

. مخالفتها فيما يتعلق باألحكام . 2

. التحريف في األخبار واألحكام .3

Page 238: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

واإللحاد في اآليات الكونية والشرعية حرام .

، كتكذيبها ، فمن كذب شيئا مع اعتقاده أن الله ورسولهومنه ما يكون كفرا -

أخبرا به ؛ فهو كافر .

، كقتل النفس والزنا .معصية من الكبائر- ومنه ما يكون

، كالنظر ألجنبية لشهوة .معصية من الصغائر - ومنه ما يكون

· قال الله تعالى في الحرم :) ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب إليم ( ،

فسمى الله المعاصي والظلم إلحادا ، ألنها ميل عما يجب أن يكون عليه

اإلنسان ، إذ الواجب عليه السير على صراط الله تعالى ، ومن خالف ، فقد

ألحد .

( 321- 320 / 2) ج

باب : ال يقال : السالم على الله

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

: والسالم له عدة معان

Page 239: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

؛ كما يقال : سلم على فالن ؛ أي : حياة بالسالم .التحية . 1

؛ كقولنا : " السالم عليك أيها النبي ورحمة اللهالسالمة من النقص واآلفات . 2

وبركاته ".

، قال تعالى : ) الملك القدوس السالم (اسم من أسماء الله تعالى. السالم : 3

[ .23] الحشر :

(324 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

.والسالم : اسم ثبوتي سلبي

: أي أنه يراد به نفي كل نقص أو عيب يتصوره الذهن أو يتخيله العقل ،فسلبي

فال يلحقه نقص في ذاته أو صفاته أو أفعاله أو أحكامه .

: أي يراد به ثبوت هذا االسم له ، والصفة التي تضمنها وهي السالمة .وثبوتي

Page 240: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(325 / 2) ج

---

: في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : كنا إذا كنا مع النبيالمتن

صلى الله عليه وسلم في الصالة ؛ قلنا : السالم على الله من عباده ، السالم

على فالن وفالن . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ال تقولوا : السالم على

الله ، فإن الله هو السالم " .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

" . أي : يطلبون السالمة لله منقلنا : السالم على الله من عباده قوله : "

اآلفات ، يسألون الله أن يسلم نفسه من اآلفات ، أو أن اسم السالم على الله

: قول اإلنسان السالم عليكم خبر بمعني الدعاء ، وله معنيان من عباده ، ألن

.اسم السالم عليك ، أي : عليك بركاته باسمه . 1

، فهو سالم بمعني تسليم ، ككالم بمعني تكليم .السالمة من الله عليك . 2

(326 / 2) ج

Page 241: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

---

هم اغفر لي إن شئت باب قول : الل

: في الصحيح عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمالمتن

قال : " ال يقل أحدكم : اللهم أغفر لي إن شئت . اللهم ارحمني إن شئت .

.ليعزم المسألة ، فإن الله ال مكره له "

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

" . اللهم اغفر لي ، اللهم ارحمني قوله : "

.النجاة من المكروه " أغفر لي - ففي الجملة األولى : "

.الوصول إلى المطلوب " ارحمني- وفي الثانية : "

فيكون هذا الدعاء شامال لكل ما فيه حصول المطلوب وزوال المكروه .

(331 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

Page 242: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: والمحظور في هذا التعليق من وجوه ثالثة

أنه يشعر بأن الله له مكره على الشيء ، وأن وراءه من يستطيع أن: األول

، فكأن الداعي بهذه الكيفية يقول : أنا ال أكرهك ، إن شئت فاغفر وإنيمنعه

شئت فال تغفر .

كأنه يرى أن هذا أمر عظيم على الله: أن قول القائل : " إن شئت "الثاني

ونظير ذلك أن تقول لشخص من الناس -فقد ال يشاؤه لكونه عظيما عنده ،

والمثال للصورة بالصورة ال للحقيقة بالحقيقة - ، أعطني مليون ريال إن شئت ،

فإنك إذا قلت له ذلك ، ربما يكون الشيء عظيما يتثاقله ، فقولك : إن شئت ،

ألجل أن تهون عليه المسألة ، فالله عز وجل ال يحتاج أن تقول له : إن شئت ،

ألنه سبحانه وتعالى ال يتعاظمه شيء أعطاه ، ولهذا قال عليه الصالة والسالم :

" وليعظم الرغبة ، فإن الله ال يتعاظمه شيء أعطاه " .

، كأنه يقول : إن شئت فافعل ،أنه يشعر بأن الطالب مستغن عن الله: الثالث

وإن شئت فال تفعل ال يهمني ، ولهذا قال : " وليعظم الرغبة " ، أي : يسأل

برغبة عظيمة ، والتعليق ينافي ذلك .

(331 / 2) ج

Page 243: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

وهل يجزم باإلجابة ؟.

بأن الله قادرفهذا يجب أن تجزم ، إذا كان األمر عائدا إلى قدرة الله الجواب :

[ . 60على ذلك ، قال الله تعالى : ) ادعوني أستجب لكم ( ] غافر :

،أما من حيث دعائك أنت باعتبار ما عندك من الموانع ، أو عدم توافر األسباب

، ومع ذلك ينبغي أن تحسن الظن بالله ، ألن الله عزفإنك قد تتردد في اإلجابة

وجل قال ) ادعوني أستجب لكم ( ، فالذي وفقك لدعائه أوال سيمن عليك

باإلجابة آخرا ، ال سيما إذا أتى اإلنسان بأسباب اإلجابة وتجنب الموانع .

:ومن الموانع

- االعتداء في الدعاء ، كأن يدعو بإثم أو قطيعة رحم .

: ومنها أن يدعو بما ال يمكن شرعا أو قدرا -

كأن يقول : اللهم اجعلني نبيا . فشرعا :

Page 244: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: بأن يدعو الله تعالى بأن يجمع بين النقيضين ، وهذا أمر ال يمكن ،وقدرا

فاالعتداء بالدعاء مانع من إجابته ، وهو محرم ، لقوله تعالى : ) ادعوا ربكم

[ ، وهو أشبه ما يكون55تضرعا وخفية إنه ال يحب المعتدين ( ] األعراف :

باالستهزاء بالله سبحانه .

(333 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

: مناسبة الباب للتوحيد : من وجهين

، فإن من أتى بما يشعر بأن الله له مكره لم يقم بتمام ربومن جهة الربوبية . 1

بيته تعالى ، ألن من تمام الربوبية أنه ال مكره له ، بل إنه ال يسأل عما يفعل ؛

[ .23كما قال تعالى : ) ال يسأل عما يفعل وهم يسألون ( ] األنبياء :

وكذلك فيه نقص من ناحية الربوبية من جهة أخرى وهو أن الله يتعاظم األشياء

التي يعطيها فكان فيه قدح في جوده وكرمه .

Page 245: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

؛ فإنه يشعر باستغنائه عن ربه ، وهذا نقص في توحيدمن ناحية العبد . 2

اإلنسان ، سواء من جهة األلوهية أو الربوبية أو األسماء والصفات ، ولهذا ذكره

المصنف في الباب الذي يتعلق باألسماء والصفات .

(333 / 2) ج

--

باب ال يقول : عبدي وأمتي

: في الصحيح عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمالمتن

قال : " ال يقل أحدكم : أطعم ربك ، وضيء ربك ، وليقل : سيدي وموالي . وال

يقل أحدكم : عبدي وأمتي . وليقل : فتاي وفتاتي وغالمي ".

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

" . الجملة نهي .ال يقل قوله صلى الله عليه وسلم : "

" ، أي : للغالم .عبدي "

" ، أي : للجارية .أمتي و "

Page 246: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

:والحكم في ذلك ينقسم إلى قسمين

فهذا جائز، مثل أن يقول : عبد فالن أو أمة فالن ، أن يضيفه إلى غيره : األول

قال تعالى : ) وأنكحوا األيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ( ، وقال

النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس على المسلم في عبده وال فرسه صدقة

. "

، وله صورتان : أن يضيفه إلى نفسه : الثاني

، مثل : أطعمت عبدي ، كسوت عبدي ، أعتقتأن يكون بصيغة الخبر : األولى

عبدي :

فال بأس بهالعبد أو األمة ،غيبة - فإن قاله في

العبد أو األمة ، فإن ترتب عليه مفسدة تتعلق بالعبد أوحضرة - وإن قاله في

، وإال فال ؛ ألن قائل ذلك ال يقصد العبودية التي هي الذل ، وإنمامنع السيد

يقصد أنه مملوك .

منهي، فيقول السيد : يا عبدي ! هات كذا ، فهذا يكون بصيغة النداء : أن الثانية

والراجح، وقد اختلف العلماء في النهي : هل هو للكراهة أو التحريم ؟ عنه

، وأقل أحواله الكراهة .التفصيل في ذلك

Page 247: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(338 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

… .. ألخ " أي : الال يقل أحدكم : أطعم ربك قوله صلى الله عليه وسلم : "

يقل أحدكم لعبد غيره ، ويحتمل أن يشمل قول السيد لعبده حيث يضع الظاهر

موضع المضمر تعاظما .

واعلم إن إضافة الرب إلى غير الله تعالى تنقسم إلى أقسام :

، مثل : أطعم ربك ،أن تكون اإلضافة إلى ضمير المخاطب : القسم األول

: ألن فيه محذورين ، فيكره ذلك للنهي عنه وضيء ربك ،

، ألنه يوهم معنى فاسدا بالنسبة لكلمة رب ، ألن الرب منمن جهة الصيغة . 1

أسمائه سبحانه ، وهو سبحانه يطعم وال يطعم ، وإن كان بال شك إن الرب هنا

غير رب العالمين الذي يطعم وال يطعم ، ولكن من باب األدب في اللفظ .

أنه يشعر العبد أو األمة بالذل ، ألنه إذا كان السيد ربا كانمن جهة المعني . 2

Page 248: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

العبد أو األمة مربوبا .

، كقولهفهذا ال بأس به ، أن تكون اإلضافة إلى ضمير الغائب : القسم الثاني

صلى الله عليه وسلم في حديث أشراط الساعة ، " أن تلد األمة ربها " .

، بأن يقول العبد : هذا ربياإلضافة إلى ضمير المتكلم : أن تكون القسم الثالث

، فهل يجوز هذا ؟.

، ألن هذا من العبد لسيده ، وقد قال تعالى عنجائز : إن هذا قد يقول قائل

[ أي : سيدي ، وألن23صاحب يوسف : ) إنه ربي أحسن مثواي ( ] يوسف :

المحذور من قول ) ربي ( هو إذالل العبد ، وهذا منتف ، ألنه هو بنفسه يقول :

هذا ربي .

فظاهر، فيقال : هذا رب الغالم ، يضاف إلى االسم الظاهر : أن القسم الرابع

، وهو كذلك ما لم يوجد محذور فيمنع ، كما لو ظن السامع أنالحديث الجواز

السيد رب حقيقي خالق ونحو ذلك .

(339 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

Page 249: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

" . السيادة في األصل علو المنزلة ، ألنها من السؤدد والشرفسيدي وقوله "

والجاه وما أشبه ذلك .

: والسيد يطلق على معان ، منها

- المالك .

- الزوج .

- والشريف المطاع .

وسيدي هنا مضافة إلى ياء المتكلم وليست على وجه اإلطالق ، فالسيد على

وجه اإلطالق ال يقال إال لله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم : " السيد الله

. "

(341 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

" . أي : وليقل موالي .وموالي قوله : "

Page 250: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والوالية تنقسم إلى قسمين :

، وهذه لله عز وجل ال تصلح لغيره ، كالسيادةوالية مطلقة : القسم األول

.المطلقة

:ووالية الله نوعان

، وهي الشاملة لكل أحد ، قال الله تعالى : ) ثم ردوا إلىعامة : النوع األول

الله موالهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون ( ، فجعل له والية على هؤالء

المفترين ، وهذه والية عامة .

، قال تعالى : ) ذلك بأن الله مولي الذين آمنواخاصة بالمؤمنين : النوع الثاني

وأن الكافرون ال مولي لهم ( ، وهذه والية خاصة ، ومقتضي السياق أن يقال :

وليس مولى الكافرين ، لكن قال : ) ال مولى لهم ( ، أي : ال هو مولى للكافرين

وال أولياؤهم الذين يتخذونهم آلهة من دون الله موالي لهم ألنهم يوم القيامة

يتبرءون منهم .

، فهذه تكون لغير الله ، ولها في اللغة معانوالية مقيدة مضافة : القسم الثاني

كثيرة ، منها الناصر ، والمتولي لألمور ، والسيد ، والعتيق .

Page 251: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(342 / 2) ج

---

باب : ال يرد من سأل بالله

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

والسؤال بالله ينقسم إلى". أي: من سأل غيره بالله ، من سأل بالله وقوله: "

: قسمين

، مثل أن يقول : أسألك بالله كما تقدم فيالسؤال بالله بالصيغة : أحدهما

حديث الثالثة حيث قال الملك :)أسالك بالذي أعطاك الجلد الحسن واللون

الحسن بعيرا(.

، أي : يسأل سؤاال يبيحه الشرع ، كسؤالالسؤال بشرع الله عز وجل : الثاني

الفقير من الصدقة ، والسؤال عن مسألة من العلم ، وما شابه ذلك .

( 347 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

Page 252: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: وأما إجابة السائل ، فهو موضوع بابنا هذا ، وال يخلو السائل من أحد أمرين

، كأن يقول مثال : يا فالن ؛ أعطني كذا وكذا ،أن يسأل سؤاال مجردا : األول

فإن كان مما أباحه الشارع له فإنك تعطيه ، كالفقير يسأل شيئا من الزكاة .

وإن لم يكن مستحقا ، ألنه سأل بعظيمفهذا تجيبه ، أن يسأل بالله : الثاني

فإجابته من تعظيم هذا العظيم ، لكن لو سأل إثما أو كان في إجابته ضرر على

المسؤول ؛ فإنه ال يجاب .

: أن يسألك بالله نقودا ليشتري بها محرما كالخمر . مثال األول

: أن يسألك بالله أن تخبره عما في سرك وما تفعله مع أهلك ،ومثال الثاني

فهذا ال يجاب ألن في األول إعانة على اإلثم ، وإجابته في الثاني ضرر على

المسؤول .

(349 / 2) ج

---

: عن ابن عمر رضي الله عنهما ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليهالمتن

وسلم : ) من سأل بالله ؛ فأعطوه ، ومن استعاذ بالله ؛ فأعيذوه ، ومن دعاكم ؛

Page 253: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فأجيبوه ، ومن صنع إليكم معروفا ، فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه ؛ فادعوا

له حتى تروا أنكم قد كافأتموه (. رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". " من " شرطية للعموم ، والظاهر أن المرادومن دعاكم فأجيبوه قوله: "

بالدعوة هنا الدعوة لإلكرام ، وليس المقصود بالدعوة هنا النداء .

وظاهر الحديث وجواب إجابة الدعوة في كل دعوة ، وهو مذهب الظاهرية .

وجمهور أهل العلم : أنها مستحبة إال دعوة العرس ، فإنها واجبة لقوله صلى الله

عليه وسلم فيها : ) شر الطعام طعام الوليمة ، يدعي إليها من يأباها ويمنعها

من يأتيها ، ومن لم يجب ، فقد عصي الله ورسوله (.

: وسواء قيل بالوجوب أو االستحباب ، فإنه يشترط لذلك شروط

. أن يكون الداعي ممن ال يجب هجره أو يسن . 1

. إال يكون هناك منكر في مكان الدعوة ، فإن كان هناك منكر ، فإن أمكنه2

إزالته ، وجب عليه الحضور لسببين :

- إجابة الدعوة .

Page 254: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- وتغيير المنكر .

وإن كان ال يمكنه إزالته حرم عليه الحضور ؛ ألن حضوره يستلزم إثمه ، وما

استلزم اإلثم ؛ فهو إثم .

. أن يكون الداعي مسلما ، وإال لم تجب اإلجابة ، لقوله صلى الله عليه وسلم3

: ) حق المسلم على المسلم ست ... ( ، وذكر منها : ) إذا دعاك فأجبه ( . قالوا

: وهذا مقيد للعموم الوارد .

. أن ال يكون كسبه حراما ، ألن إجابته تستلزم أن تأكل طعاما حراما، وهذا ال4

يجوز، وبه قال بعض أهل العلم .) وذكر الشيخ رحمه الله الخالف والراجح ( .

. أن ال تتضمن اإلجابة إسقاط واجب أو ما هو أوجب منها ، فإن تضمنت ذلك5

حرمت اإلجابة .

. أن ال تتضمن ضررا على المجيب ، مثل أن تحتاج إجابة الدعوة إلى سفر أو6

مفارقة أهله المحتاجين إلى وجوده بينهم .

(352-351 / 2) ج

---

Page 255: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ة ة باب : ال يسأل بوجه الله إال الجن باب : ال يسأل بوجه الله إال الجن

لم يذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فروقا أو تقاسيم في

هذا الباب ، بل ذكر االختالف في معنى ) ال يسأل بوجه الله إال الجنة ( .

 

باب : ما جاء في ال;) لو (

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

ألن " لو"والمؤلف رحمه الله جعل الترجمة مفتوحة ولم يجزم بشيء ؛

: تستعمل على عدة أوجه

، وهذا محرم ، قال اللهفي األعتراض على الشرع : أن تستعمل الوجه األول

تعالى : } لو أطاعونا ما قتلوا { ، في غزوة أحد حينما تخلف أثناء الطريق عبد

الله بن أبي في نحو ثلث الجيش ، فلما استشهد من المسلمين سبعون رجال

اعترض المنافقون على تشريع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : لو

وهذا محرمأطاعونا ورجعوا كما رجعنا ما قتلوا ، فرأينا خير من شرع محمد ،

. وقد يصل إلى الكفر

أيضا ، قال اللهوهذا محرم ، في االعتراض على القدر : أن تستعمل الثاني

تعالى : } يا أيها الذين آمنوا ال تكونوا كالذين كفروا وقالوا إلخوانهم إذا ضربوا

Page 256: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

في األرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا{ ، أي: لو أنهم بقوا ما

قتلوا ، فهم يعترضون على قدر الله .

أيضا ، ألن كل شيء يفتحوهذا محرم ، للندم والتحسر : أن تستعمل الثالث

الندم عليك فإنه منهي عنه ، ألن الندم يكسب النفس حزنا وانقباضا ، والله يريد

منا أن نكون في انشراح وانبساط ، قال صلى الله عليه وسلم : ) احرص على

ما ينفعك واستعن بالله وال تعجز ، وإن أصابك شيء ؛ فال تقل : لو أني فعلت

كذا لكان كذا ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ( .

: رجل حرص أن يشتري شيئا يظن أن فيه ربحا فخسر ، فقال لو أنيمثال ذلك

ما اشتريته ما حصل لي خسارة ، فهذا ندم وتحسر ، ويقع كثيرا ، وقد نهي عنه .

، كقول المشركين : }لواالحتجاج بالقدر على المعصية : أن تستعمل في الرابع

. وهذا باطل شاء الله ما أشركنا{، وقولهم : }لو شاء الرحمن ما عبدناهم{ ،

: وحكمه حسب التمني ، في التمني : أن تستعمل الخامس

- إن كان خيرا فخير .

- وإن كان شرا فشر .

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة النفر األربعة قال أحدهم

: " لو أن لي ماال لعملت بعمل فالن " ؛ فهذا تمنى خيرا ، وقال الثاني : " لو أن

Page 257: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

لي ماال لعملت بعمل فالن " فهذا تمنى شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم

في األول : " فهو بنيته ؛ فأجرهما سواء " ، وقال في الثاني : " فهو بنيته ؛

فوزرهما سواء ".

، مثل : لو حضرتوهذا جائز ؛ في الخبر المحض : أن تستعمل السادس

الدرس الستفدت ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " لو استقبلت من أمري

ما استدبرت ما سقت الهدي، ألحللت معكم " ، فأخبر النبي صلى الله عليه

وسلم أنه لو علم أن هذا األمر سيكون من الصحابة ما ساق الهدي وألحل ،

وهذا هو الظاهر لي .

وبعضهم قال : إنه من باب التمني ، كأنه قال : ليتني استقبلت من أمري ما

استدبرت حتى ال أسوق الهدي .

لكن الظاهر : أنه خبر لما رأي من أصحابه ، والنبي صلى الله عليه وسلم ال

يتمني شيئا قدر الله خالفه .

(362-361 / 2) ج

---

المتن : وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي اله عنه ، أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال : ) احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ، وال تعجزن ، وإن

أصابك شيء ، فال تقل : لو أني فعلت كذا ، لكان كذا وكذا ، ولكن قل: قدر الله

Page 258: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وما شاء فعل ؛ فإن " لو " تفتح عمل الشيطان ( .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". الحرص : بذلك الجهد لنيل ما ينفع من أمراحرص على ما ينفعك قوله : "

الدين أو الدنيا .

: وأفعال العباد بحسب السبر والتقسيم ال تخلو من أربع حاالت

. نافعة ، وهذه مأمور بها . 1

. ضارة ، وهذه محذر منها . 2

. فيها نفع وضرر . 3

، وهذه ال يتعلق بها أمر وال نهي ، لكن الغالب أن ال تقع. ال نفع فيها وال ضرر4

إال وسيلة إلى ما فيه أمر أو نهي ، فتأخذ حكم الغاية ، ألن الوسائل لها أحكام

المقاصد .

( 367 / 2)ج

---

". إن أصابك شيء فال تقل : لو أني فعلت كذا ؛ لكان كذا وكذا قوله : "

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

Page 259: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

هذه هي المرتبة الرابعة مما ذكر في هذا الحديث العظيم إذا حصل خالف

المقصود .

: الحرص علي ما ينفع . فالمرتبة األولى

: االستعانة بالله . والمرتبة الثانية

: المضي في األمر واالستمرار فيه وعدم التعاجز ، وهذهوالمرتبة الثالثة

المراتب إليك .

: إذا حصل خالف المقصود ؛ فهذه ليست إليك ، وإنما هي بقدرالمرتبة الرابعة

الله ، ولهذا قال : " وإن أصابك.. " ، ففوض األمر إلى الله تعالى .

(370 / 2) ج

---

". أي : مما ال تحبه وال تريده ومما يعوقك عنوإن أصابك شيء قوله : "

الوصول إلى مرامك فيما شرعت فيه من نفع .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

: فمن خالفه القدر ولم يأت على مطلوبه ال يخلو من حالين

. لو لم أفعل ما حصل كذا : أن يقول : األول

Page 260: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

. لو فعلت كذا - ألمر لم يفعله - لكان كذا : أن يقول : الثاني

مثال األول قول القائل : لو لم أسافر ما فاتني الربح .

ومثال الثاني أن يقول : لو سافرت لربحت .

(370 / 2) ج

يح هي عن سب الر باب : الن

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". الهواء الذي يصرفه الله عز وجل ، وجمعه رياح . الريح قوله: "

: وأصولها أربعة

- الشمال .

- والجنوب .

- والشرق .

.- والغرب

، ألنها ناكبة عن االستقامة في الشمال ، أو الجنوب ،النكباء وما بينهما يسمي -

أو الشرق ، أو الغرب .

:وتصريفها من آيات الله عز وجل

- فأحيانا تكون شديدة تقلع األشجار ، وتهدم البيوت ، وتدفن الزروع ، ويحصل

معها فيضانات عظيمة .

Page 261: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- وأحيانا تكون هادئة .

- وأحيانا تكون باردة .

- وأحيانا حارة .

- وأحيانا عالية .

- وأحيانا نازلة .

كل هذا بقضاء الله وقدره .

(2/378) ج

---

ة يقولون هل لنا من ه غير الحق ظن الجاهلي ون بالل باب قول الله تعالى : } يظن

ه { اآلية . ه لل األمر من شيء قل إن األمر كل

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

ذكر المؤلف في هذا الباب آيتين :

واألصل في{ : الضمير يعود على المنافقين ، يظنون األولى قوله تعالى : }

، كما في قوله تعالى :يطلق علي اليقين ، وقد االحتمال الراجح : أنهالظن

وضد الراجح المرجوح ،} الذين يطنون أنهم مالقو ربهم { ، أي : يتيقنون ،

. ويسمي وهما

Page 262: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: والظن بالله عز وجل على نوعين

. خيرا األول : أن يظن بالله

.شرا الثاني : أن يظن بالله

: واألول له متعلقان

؛ فهذا يجب عليك أن تحسن الظنالكون متعلق بالنسبة لما يفعله في هذا . 1

بالله عز وجل فيما يفعله سبحانه وتعالى في هذا الكون .

، فهذا يجب أن تظن بالله أحسن الظن ، لكنبك متعلق بالنسبة لما يفعله . 2

بشرط أن يوجد لديك السبب الذي يوجب الظن الحسن .

(382 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

{ .قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهمقوله : }

هذا رد لقولهم : لو كان لنا من األمر شيء ما قتلنا هاهنا .

وهذا االحتجاج ال حقيقة له ؛ ألنه إذا كتب القتل على أحد ، لم ينفعه تحصنه في

: والكتابة قسمان بيته ، بل البد أن يخرج إلى مكان موته ،

، وهذا ال يلزم منها وقوع المكتوب ، مثل قوله تعالى : } إنكتابة شرعية . 1

Page 263: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

الصالة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا { ، وقوله : } يا أيها الذين آمنوا كتب

عليكم الصيام {.

، وهذه يلزم منها وقوع المكتوب كما في هذه اآلية ، ومثل قولهكتابة كونية . 2

تعالى : }ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن األرض يرثها عبادي الصالحون{

، وقوله }كتب الله ألغلبن أنا ورسلي{ .

(384 / 2) ج

---

: وقوله: }الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء{ اآلية: ]الفتح:المتن

6 .]

قال ابن القيم في اآلية األولى : " فسر هذا الظن بأنه سبحانه ال ينصر رسوله ،

وأن أمره سيضمحل ، وفسر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته .

ففسر بإنكار الحكمة ، وإنكار القدر ، وإنكار أن يتم أمر رسوله صلى الله عليه

وسلم ، وأن يظهره على الدين كله ، وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون

والمشركون في سورة الفتح .

وأنما كان هذا ظن السوء ؛ ألنه ظن غير ما يليق به سبحانه ، وما يليق بحكمته

وحمده ووعده الصادق .

فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق ، أو

أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره ، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة

Page 264: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

يستحق عليها الحمد ، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة ، فذلك ظن الذين

كفروا ، فويل للذين كفروا من النار .

وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم ، وفيما يفعله بغيرهم ، وال

يسلم من ذلك إال من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده .

فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا ، وليتب إلى الله ، وليستغفره من ظنه بربه

ظن السوء .

ولو فتشت من فتشت ؛ لرأيت عنده تعنتا على القدر ومالمة له ، وأنه كان

ينبغي أن يكون كذا وكذا ، فمستقل ومستكثر ، وفتش نفسك ؛ هل أنت

سالم ؟.

فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة === وإال فإني ال إخالك ناجيا

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

: وخالصة ما ذكر ابن القيم في تفسير ظن السوء ثالثة أمور

: أن يظن أن الله يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معهااألول

الحق ، فهذا هو ظن المشركين والمنافقين في سورة الفتح ، قال تعالى : } بل

ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا { .

: أن ينكر أن يكون ما جرى بقضاء الله وقدره ؛ ألنه يتضمن أن يكون فيالثاني

ملكه سبحانه ما ال يريد ، مع أن كل ما يكون في ملكه فهو بإرادته .

: أن ينكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد ، ألن هذاالثالث

Page 265: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

يتضمن أن تكون تقديراته لعبا وسفها ، ونحن نعلم علم اليقين أن الله ال يقدر

شيئا أو يشرعه إال لحكمة ، قد تكون معلومة لنا وقد تقصر عقولنا عن إدراكها ،

ولهذا يختلف الناس في علل األحكام الشرعية اختالفا كبيرا بحسب ماعندهم

من معرفة حكمة الله سبحانه وتعالى.

( .389 / 2)ج

 

باب : ما جاء في منكري القدر

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". هو تقدير الله عز وجل للكائنات ، وهو سر مكتوم ال يعلمه إالالقدر قوله : "

الله أو من شاء من خلقه .

قال بعض أهل العلم : القدر سر الله عز وجل في خلقه ، وال نعلمه إال بعد

وقوعه ؛ سواء كان خيرا أو شرا .

:والقدر يطلق على معنيين

؛ أي : إرادة الله الشيء . التقدير األول :

؛ أي : ما قدره الله عز وجل . المقدر الثاني :

، فالمصاحب للفعل هو الذي يكون بهوالتقدير يكون مصاحبا للفعل وسابقا له

الفعل ، والسابق هو الذي قدره الله عز وجل في األزل ، مثال ذلك :

Page 266: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

خلق الجنين في بطن األم فيه تقدير سابق علمي قبل خلق السماوات واألرض

بخمسين ألف سنة ، وفيه تقدير مقارن للخلق والتكوين ، وهذا الذي يكون به

الفعل ، أي : تقدير الله لهذا الشيء عند خلقه .

(396 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

: والناس في القدر ثالث طوائف

، أثبتوا قدر الله تعالى وغلوا في إثباته حتى سلبواالجبرية الجهمية: األولى

العبد اختياره وقدرته ، وقالوا : ليس للعبد اختيار وال قدرة في ما يفعله أو يتركه

، فأكله وشربه ونومه ويقظته وطاعته ومعصيته كلها بغير اختيار منه وال قدرة ،

وال فرق بين أن ينزل من السطح عبر الدرج مختارا وبين أن يلقى من السطح

مكرها .

، أثبتوا للعبد اختيارا وقدرة في عمله وغلواالقدرية المعتزلة : الطائفة الثانية

في ذلك حتى نفوا أن يكون لله تعالى في عمل العبد مشيئة أو خلق ، ونفى

غالتهم علم الله به قبل وقوعه ؛ فأكل العبد وشربه ونومه ويقظته وطاعته

Page 267: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ومعصيته كلها واقعة باختياره التام وقدرته التامة وليس لله تعالى في ذلك

مشيئة وال خلق ، بل وال علم قبل وقوعه عند غالتهم .

) وذكر الشيخ رحمه الله شبهاتهم ورد عليها (

، الطائفة الوسط ، الذين جمعوا بينأهل السنة والجماعة : الطائفة الثالثة

األدلة وسلكوا في طريقهم خير ملة ، فآمنوا بقضاء الله وقدره ، وبأن للعبد

اختيارا وقدرة ، فكل ما كان في الكون من حركة أو سكون أو وجود أو عدم ،

فإنه كائن بعلم الله تعالى ومشيئته ، وكل ما كان في الكون فمخلوق لله

تعالى ، ال خالق إال الله وال مدبر للخلق إال الله عز وجل ، وآمنوا بأن للعبد

مشيئة وقدرة ، لكن مشيئته مربوطة بمشيئة الله تعالى ، كما قال تعالى :

} لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إال أن يشاء الله رب العالمين { ،

فإذا شاء العبد شيئا وفعله ، علمنا أن مشيئة الله تعالى قد سبقت تلك المشيئة

.

(402 - 397 / 2)ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

Page 268: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: مراتب القدر

، وذلك بأن تؤمن بأن الله تعالى علم كل شيء جملةالعلم : المرتبة األولى

وتفصيال ، فعلم ما كان وما يكون ، فكل شيء معلوم لله ، سواء كان دقيقا أم

جليال من أفعاله أو أفعال خلقه .

وأدلة ذلك في الكتاب كثيرة ، منها : قوله تعالى : } وعنده مفاتح الغيب ال

يعلمها إال هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إال يعلمها وال حبة

في ظلمات األرض وال رطب وال يابس إال في كتاب مبين { ، فاألوراق التي

تتساقط ميتة ؛ أي ورقة كانت صغيرة أو كبيرة في بر أو بحر ، فإن الله تعالى

يعلمها ، والورقة التي تخلق يعلمها من باب أولى .

ثم قال رحمه الله :

ومنها قوله تعالى : } ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء واألرض إن ذلك في

كتاب إن ذلك على الله يسير { ، ففي اآلية أيضا إثبات العلم وإثبات الكتابة .

، وقد دلت عليها اآليتان السابقتان . الكتابة : المرتبة الثانية

، وهي عامة ، ما من شيء في السماوات واألرض إالالمشيئة : المرتبة الثالثة

وهو كائن بإرادة الله ومشيئته ، فال يكون في ملكه ما ال يريد أبدا ، سواء كان

ذلك فيما يفعله بنفسه أو يفعله المخلوق ، قال تعالى : } إنما أمره إذا أراد شيئا

Page 269: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

أن يقول له كن فيكون { ، وقال تعالى : } ولو شاء ربك ما فعلوه { ، وقال

تعالى: }ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم.. { اآلية .

، فما من شيء في السماوات وال في األرض إال اللهالخلق : المرتبة الرابعة

خالقه ومالكه ومدبره وذو سلطانه ، قال تعالى : } الله خالق كل شيء { ،

وهذا العموم ال مخصص له ، حتى فعل المخلوق مخلوق لله ، ألن فعل المخلوق

: وألن فعله ناتج عن أمرين من صفاته ، وهو وصفاته مخلوقان ،

. إرادة جازمة . 1

. قدرة تامة . 2

والله هو الذي خلق في اإلنسان اإلرادة الجازمة والقدرة التامة ، ولهذا قيل

ألعرابي : بم عرفت ربك ؟ .قال : بنقض العزائم ، وصرف الهمم .

: والعبد يتعلق بفعله شيئان

. خلق ، وهذا يتعلق بالله . 1

، قال تعالى : }جزاء بما كانوامباشرة ، وهذا يتعلق بالعبد وينسب إليه . 2

يعملون{ ، وقال تعالى : } ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون { ولوال نسبة الفعل

إلى العبد ما كان للثناء على المؤمن المطيع وإثابته فائدة ، وكذلك عقوبة

العاصي وتوبيخه .

Page 270: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وأهل السنة والجماعة يؤمنون بجميع هذه المراتب األربع ، وقد جمعت في

بيت :

علم كتابة موالنا مشيئته ** وخلقه وهو إيجاد وتكوين

 

(403 / 2) ج

--

ال يرد من سأل بالله تابع لباب :

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

: وهناك تقديرات أخرى نسبية

: حين يبلغ الجنين في بطن أمة أربعة أشهر يرسل إليهتقدير عمري - منها :

الملك ؛ فينفخ فيه الروح ، ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد .

: وهو الذي يكون في ليلة القدر ، يكتب فيها ما يكونالتقدير الحولي - ومنها :

في السنة ، قال الله تعالى : } فيها يفرق كل أمر حكيم { .

كما ذكره بعض أهل العلم واستدل له بقوله تعالى :التقدير اليومي - ومنها :

} يسأله من في السماوات واألرض كل يوم هو في شأن { ، فهو كل يوم يغني

Page 271: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

فقيرا ، ويفقر غنيا ، ويوجد معدوما ، ويعدم موجودا ، ويبسط الرزق ويقدره ،

وينشئ السحاب والمطر ، وغير ذلك .

(405 / 2) ج

---

: وقال ابن عمر : ) والذي نفس ابن عمر بيده ؛ لو كان ألحدهم مثل أحدالمتن

ذهبا ، ثم أنفقه في سبيل الله ، ما قبله الله منه ، حتى يؤمن بالقدر ( ، ثم

استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " اإليمان أن تؤمن بالله ومالئكته

وكتبه ورسله واليوم األخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " رواه مسلم .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

أربعة أمور : يتضمن ". واإليمان بالله عز وجل أن تؤمن بالله قوله : "

. اإليمان بوجوده . 1

. وبربو بيته . 2

. وبألوهيته . 3

. وبأسمائه وصفاته . 4

فمن أنكر وجود الله ، فليس بمؤمن، ومن أقر بوجوده وأنه رب كل شيء ، لكنه

Page 272: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

أنكر أسماءه وصفاته ، أو أنكر أن يكون مختصا بها ، فهو غير مؤمن بالله .

(409 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

أربعة أمور : يتضمن ". واإليمان بالمالئكة ومالئكته قوله : "

. اإليمان بوجودهم . 1

. اإليمان باسم من علمنا اسمه منهم . 2

. اإليمان بأفعالهم . 3

. اإليمان بصفاتهم .4

(410 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". أي : الكتب التي أنزلها على رسله . وكتبه قوله : "

ما يلي : يتضمن واإليمان بالكتب

Page 273: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

. اإليمان بأنها حق من عند الله . 1

. تصديق أخبارها . 2

، وعلي هذا، فال يلزمنا أن نلتزم بأحكام الكتب. التزام أحكامها ما لم تنسخ3

السابقة ، ألنها كلها منسوخة بالقرآن ، إال ما أقره القرآن .

وكذلك ال يلزمنا العمل بما نسخ في القرآن ، ألن القرآن فيه أشياء منسوخة .

، مثل : التوراة ، واإلنجيل ، والقرآن ، والزبور ،. اإليمان بما علمناه معينا منها 4

وصحف إبراهيم وموسى .

؛ كما قال تعالى : } لقد أرسلنا. اإليمان بأن كل رسول أرسله الله معه كتاب5

رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب { ، وقال عيسى : } إني عبد الله آتاني

الكتاب { ، وقال عن يحيي كذلك .

: تنبيه *

الكتب التي بأيدي اليهود والنصارى اليوم قد دخلها التحريف والكتمان ، فال يوثق

بها ، والمراد بما سبق اإليمان بأصل الكتب .

(411 - 410 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

Page 274: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

". هم الذين أوحى الله إليهم وأرسلهم إلى الخلق ليبلغواورسله قوله : "

شريعة الله .

ما يلي : يتضمن واإليمان بالرسل

. أن نؤمن بأنهم حق صادقون مصدقون . 1

وبما ثبت عنهم من األحكام ؛ ما لم،أن نؤمن بما صح عنهم من األخبار . 2

. تنسخ

، فنؤمن بهم على سبيلأن نؤمن بأعيان من علمنا أعيانهم ، وما لم نعلمه. 3

اإلجمال ، ونعلم أنه ما من أمة إال خال فيها نذير ، وأن الله سبحانه وتعالى أرسل

لكل أمة رسوال تقوم به الحجة عليهم ، كما قال تعالى : } رسال مبشرين

ومنذرين لئال يكون للناس على الله حجة بعد الرسل { .

(411 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". اليوم النهائي األبدي الذي ال يوم بعده ، وهو يوم واليوم اآلخر قوله : "

القيامة الكبرى .

قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله : يدخل في اإليمان باليوم اآلخر اإليمان

Page 275: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ، ذكر هذا في

" العقيدة الواسطية " ، وهو كتاب مختصر ، لكنه مبارك من أفيد ما كتب في

بابه .

:وعلى هذا

- فاإليمان بفتنة القبر ، وعذابه ، ونعيمه من اإليمان باليوم اآلخر .

- واإليمان بالنفخ في الصور ، وقيام الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة

عراة غرال بهما من اإليمان باليوم اآلخر .

- واإليمان بالموازين ، والصحف ، والصراط ، والحوض ، والشفاعة ، والجنة وما

فيها من النعيم ، والنار وما فيها من العذاب األليم ؛ كل هذا من اإليمان باليوم

اآلخر .

.معلوم بالقرآن - ومنه ما هو

بالتواتر وباآلحاد فكل ما صحت به األخبار عن رسول معلوم بالسنة - ومنه ما هو

الله صلى الله عليه وسلم من أمر اليوم اآلخر ، فإنه يجب علينا أن نؤمن به .

(413 - 412 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

Page 276: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

قوله : ) وتؤمن بالقدر خيره وشره (. هنا أعاد الفعل ولم يكتف بواو العطف ،

ألن اإليمان بالقدر مهم ، فكأنه مستقل برأسه .

: واإليمان بالقدر هو

- أن تؤمن بتقدير الله عز وجل لألشياء كلها ، سواء ما يتعلق بفعله أو ما يتعلق

بفعل غيره .

- وأن الله عز وجل قدرها وكتبها عنده قبل أن يخلق السماوات واألرض

بخمسين ألف سنة .

". الخير : ما يالئم العبد ، والشر : ما ال يالئمه . خير وشره وقوله : "

ومعلوم أن المقدورات خير و شر ، فالطاعات خير ، والمعاصي شر ، والغني

خير ، والفقر شر ، والصحة خير ، والمرض شر ، وهكذا .

(413 / 2) ج

---

: وفي رواية ألحمد : ) إن أول ما خلق الله تعالى القلم ، فقال له :المتن

اكتب ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة (.

Page 277: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

وسمي يوم القيامة ؛ لقيام أمور" : هو يوم البعث ، إلى يوم القيامة قوله : "

: ثالثة فيه

: قيام الناس من قبورهم لرب العالمين ، كما قال تعالى : } ليوم عظيماألول

* يوم يقوم الناس لرب العالمين { .

: قيام األشهاد الذين يشهدون للرسل وعلى األمم ، لقوله تعالى : } إناالثاني

لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم األشهاد { .

: قيام العدل ، لقوله تعالى : } ونضع الموازين القسط ليوم القيامة { . الثالث

(424 / 2) ج

---

: وفي رواية البن وهب : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } فمنالمتن

. لم يؤمن بالقدر خيره وشره ، أحرقه الله بالنار {

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

" بعد قوله : " فمن لم يؤمن " يدل على أن منأحرقه الله بالنار وقوله : "

Page 278: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: ألن لدينا ثالث مقامات أنكر أو شك فإنه يحرق بالنار ؛

: اإليمان والجزم بالقدر بمراتبه األربع . األول

: إنكار ذلك . الثاني

وهذان واضحان ، ألن األول إيمان والثاني كفر .

: الشك والتردد . الثالث

فهذا يلحق بالكفر ، ولهذا قال : " فمن لم يؤمن " ، ودخل في هذا النفي من

أنكر ومن شك .

(425 / 2) ج

باب : ما جاء في المصورين

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

: والتصوير له أحوال

كما يقولون ، أي: ما له جسم علىيصور اإلنسان ما له ظل : أن الحال األولى

أجمع العلماء فيما أعلم علىهيكل إنسان أو بعير أو أسد أو ما أشبهها ، فهذا

، فإن قلت : إذا صور اإلنسان ال مضاهاة لخلق الله ، ولكن صور عبثا ،تحريمه

يعني : صنع من الطين أو من الخشب أو من األحجار شيئا على صورة حيوان

Page 279: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وليس قصده أن يضاهي خلق الله ، بل قصده العبث أو وضعه لصبي ليهدئه به ،

فهل يدخل في الحديث ؟.

المضاهاة الفالجواب : نعم ؛ يدخل في الحديث ، ألنه خلق كخلق الله ، وألن

، وهذا هو سر المسألة ، فمتى حصلت المضاهاة ثبتيشترط فيها القصد

حكمها ، ولهذا لو أن إنسانا لبس لبسا يختص بالكفار ثم قال : أنا ال أقصد

التشبه بهم ، نقول : التشبه منك بهم حاصل أردته أم لم ترده ، وكذلك لو أن

أحدا تشبه بامرأة في لباسها أو في شعرها أو ما أشبه ذلك وقال: ما أردت

التشبه ، قلنا له : قد حصل التشبه ، سواء أردته أم لم ترده .

، فهذايصور صورة ليس لها جسم بل بالتلوين والتخطيط : أن الحال الثانية

لعموم الحديث ، ويدل عليه حديث النمرقة حيث أقبل النبي صلى اللهمحرم

عليه وسلم إلى بيته ، فلما أراد أن يدخل رأى نمرقة فيها تصاوير ، فوقف

وتأثر ، وعرفت الكراهة في وجهه ، فقالت عائشة رضي الله عنها : ما أذنبت يا

رسول الله ؟ فقال : ) إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم :

أحيوا ما خلقتم ( ، فالصور بالتلوين كالصور بالتجسيم ، وقوله في " صحيح

البخاري " : ) إال رقما في ثوب ( ، إن صحت الرواية هذه ، فالمراد باالستثناء ما

يحل تصويره من األشجار ونحوها .

بدون أي تعديل أو تحسينتلتقط الصور التقاطا بأشعة معينة : أن الحال الثالثة

Page 280: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

بين العلماء المعاصرين . ) وذكر الشيخ الخالفمحل خالف من الملتقط ، فهذا

والراجح ( .

، وهذا على نوعين : التصوير لما ال روح فيه : أن يكون الحال الرابعة

؛ ألنه إذا جاز ال بأس به باالتفاق ؛ فهذايكون مما يصنعه اآلدمي : أن النوع األول

األصل جازت الصورة ، مثل أن يصور اإلنسان سيارته ؛ فهذا يجوز ، ألن صنع

األصل جائز ، فالصورة التي هي فرع من باب أولى .

: نوع نام، ونوعفهذا نوعان ، ما ال يصنعه اآلدمي وإنما يخلقه الله : النوع الثاني

غير نام :

بتصويرهاال بأس : كالجبال ، واألودية ، والبحار ، واألنهار ، فهذه فغير النامي -

باالتفاق .

فاختلف في ذلك أهل العلم ، فجمهور أهل العلم على؛ النوع الذي ينمو - أما

لما سيأتي في األحاديث . جواز تصويره

( 440 - 438 / 2)ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

" خبره ، ومعنى يضاهئون ؛ أي :والذين يضاهئون " مبتدأ، " أشد وقوله : "

Page 281: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

يشابهون .

" بخلق الله " ، أي : بمخلوقات الله سبحانه وتعالى .

والذين يضاهئون بخلق الله هم المصورون ، فهم يضاهئون بخلق الله سواء

كانت هذا المضاهاة جسمية أو وصفية :

: أن يصنع صورة بجسمها .فالجسمية -

: أن يصنع صورة ملونة ؛ ألن التلوين والتخطيط باليد وصف للخلق ،والوصفية -

وإن كان اإلنسان ما خلق الورقة وال صنعها لكن وضع فيها هذا التلوين الذين

يكون وصفا لخلق الله عز وجل .

(442 / 2) ج

---

: ولمسلم عن أبي الهياج، قال: قال لي علي. )أال أبعثك على ما بعثنيالمتن

عليه رسول الله ; صلى الله عليه وسلم ;: أن ال تدع صورة، إال طمستها، وال

قبرا مشرفا، إال سويته( .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". أي : عاليا . وال قبرا مشرفا قوله : "

: له معنيان ". إال سويته قوله : "

Page 282: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

: أي سويته بما حوله من القبور . األول

: جعلته حسنا على ما تقتضيه الشريعة ، قال تعالى : } الذي خلق فسوىالثاني

{ ، أي : سوى خلقه أحسن ما يكون ، وهذا أحسن ، والمعنيان متقاربان .

: واإلشراف له وجوه

: أن يكون مشرفا بكبر األعالم التي توضع عليه ، وتسمي عند الناساألول

) نصائل ( أو ) نصائب ( ، ونصائب أصح لغة من نصائل .

: أن يبني عليه ، وهذا من كبائر الذنوب ، ألن النبي صلى الله عليه وسلمالثاني

: ) لعن المتخذين عليها المساجد والسرج ( .

: أن تشرف بالتلوين ، وذلك بأن يوضع على أعالمها ألوان مزخرفة . الثالث

: أن يرفع تراب القبر عما حوله فيكون بينا ظاهرا . الرابع

فكل شيء مشرف ، أي : ظاهر على غيره متميز عن غيره يجب أن يسوى

بغيره ، لئال يؤدي ذلك إلى الغلو في القبور والشرك .

(448 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

Page 283: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

أن ال تدع صورة إال طمستهاتؤخذ من حديث علي رضي الله عنه ، وهو قوله : "

:فإن اقتناء الصور على أقسام " أنه ال يجوز اقتناء الصور ، وهذا محل تفصيل ،

، لكونه ذا سلطان أو جاه أو علم أويقتنيها لتعظيم المصور : أن القسم األول

، وال تدخل المالئكة بيتا فيه هذهفهذا حرام بال شك عبادة أو أبوة أو نحو ذلك ،

الصورة ، ألن تعظيم ذوي السلطة باقتناء صورهم ثلم في جانب الربوبية ،

وتعظيم ذوي العبادة باقتناء صورهم ثلم في جانب األلوهية .

أيضا ،حرام ، فهذا للتمتع بالنظر إليها أو التلذذ بها : اقتناء الصور القسم الثاني

لما فيه من الفتنة المؤدية إلى سفاسف األخالق .

حنانا أو تلطفا ، كالذين يصورون صغارللذكرى : أن يقتنيها القسم الثالث

للحوق الوعيد به في قوله صلىحرام أوالدهم لتذكرهم حال الكبر ، فهذا أيضا

الله عليه وسلم : ) إن المالئكة ال تدخل بيتا في صورة ( .

،تأتي تبعا لغيرها : أن يقتني الصور ال لرغبة فيها إطالقا ، ولكنها القسم الرابع

كالتي تكون في المجالت والصحف وال يقصدها المقتني ، وإنما يقصد ما في

فالظاهر أن هذا الالمجالت والصحف من األخبار والبحوث العلمية ونحو ذلك ،

، ألن الصور فيها غير مقصودة ، لكن إن أمكن طمسها بال حرج والبأس به

Page 284: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

مشقة ، فهو أولى .

ملقاة في الزبل ،مهانة : أن يقتني الصور على وجه تكون فيه القسم الخامس

، وهل يلحق بذلكال بأس به عند جمهور العلماء أو مفترشة ، أو موطوءة ؛ فهذا

لباس ما فيه صورة ألن في ذلك امتهانا للصورة وال سيما إن كانت المالبس

داخلية ؟.

الجواب : نقول ال يحلق بذلك ، بل لباس ما فيه الصور محرم على الصغار

والكبار ، وال يلحق بالمفروش ونحوه ؛ لظهور الفرق بينهما ، وقد صرح الفقهاء

رحمهم الله بتحريم لباس ما فيه صورة ، سواء كان قميصا أو سراويل أم

عمامة أم غيرها .

وقد ظهر أخيرا ما يسمي بالحفائظ ، وهي خرقة تلف على الفرجين لألطفال

والحائض لئال يتسرب النجس إلى الجسم أو المالبس ، فهل تلحق بما يلبس أو

بما يمتهن ؟.

هي إلى الثاني أقرب ، لكن لما كان امتهانا خفيا وليس كالمفترش والموطوء

صار استحباب التحرز منها أولى .

، كالصور التي تكون في بطاقةيلجأ إلى اقتنائها إلجاء : أن القسم السادس

لعدم إمكان التحرز منه ، وقدفال إثم فيه إثبات الشخصية والشهادات والدراهم

قال الله تعالى : } وما جعل عليكم في الدين من حرج { .

Page 285: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(450 / 2) ج

 

باب : ما جاء في كثرة الحلف

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

{. هذه اآلية ذكرها الله في سياق كفارةواحفظوا أيمانكم قوله تعالى : }

:وكل يمين لها ابتداء وانتهاء ووسط اليمين،

- فاالبتداء الحلف .

- واالنتهاء الكفارة .

؛ وهو أن يفعل ما حلف على تركه ، أو يترك ما حلف على- والوسط الحنث

فعله .

(454 / 2) ج

---

:والكفارة

- إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم .

- أو كسوتهم .

- أو تحرير رقبة .

، فمن لم يجد : التخيير وهذا على سبيل

Page 286: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

- فصيام ثالثة أيام ، وفي قراءة ابن مسعود متتابعة .

:فحفظ اليمين له ثالثة معان

، وذلك بعدم كثرة الحلف ، وليعلم أن كثرة الحلف تضعفحفظها ابتداء . 1

الثقة بالشخص وتوجب الشك في أخباره .

، وذلك بعدم الحنث فيها ، إال ما استثني كما سبق . حفظها وسطا . 2

في إخراج الكفارة بعد الحنث . حفظها انتهاء . 3

، وهو أن ال يحلف بغير الله ، ألن الرسولرابع ويمكن أن يضاف إلى ذلك معنى

صلى الله عليه وسلم سمى القسم بغير الله حلفا .

(457 / 2) ج

---

: وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى اللهالمتن

عليه وسلم يقول : ) الحلف منفقة للسلعة ، ممحقة للكسب (. أخرجاه .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

" أي : ترويج للسلعة ، مأخوذ من النفاق وهو مضيمنفقة للسلعة قوله : "

Page 287: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

والحلف على السلعة قد يكون حلفا على ذاتها أو نوعها أوالشيء ونفاذه ،

. وصفها أو قيمتها

: كأن يحلف أنها من المصنع الفالني المشهور بالجودة وليست منه . الذات -

: كأن يحلف أنها من الحديد ، وهي من الخشب . النوع -

: كأن يحلف أنها طيبة ، وهي رديئة . الصفة -

: كأن يحلف أن قيمتها بعشرة ، وهي بثمانية . القيمة -

(457 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

:واإلتالف يشمل " أي : متلفة له ، ممحقة للكسبقوله : "

: بأن يسلط الله على ماله شيئا يتلفه من حريق أو نهب أواإلتالف الحسي-

مرض يلحق صاحب المال فيتلفه في العالج .

: بأن ينزع الله البركة من ماله فال ينتفع به ال دينا وال دينا ،واإلتالف المعنوي-

وكم من إنسان عنده مال قليل ، لكن نفعه الله به ونفع غيره ومن وراءه ، وكم

من إنسان عنده أموال لكن لم ينتفع بها صار - والعياذ بالله - بخيال يعيش عيشة

الفقراء وهو غني ، ألن البركة قد محقت .

Page 288: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(458 / 2) ج

---

: وعن سلمان ؛ أن رسول الله ; صلى الله عليه وسلم ; قال: )ثالثة الالمتن

يكلمهم الله وال يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل

جعل الله بضاعته، ال يشتري إال بيمينه، وال يبيع إال بيمينه( . رواه الطبراني بسند

صحيح.

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". أي فقير ، قال تعالى: } ووجدك عائال فأغنى { ،عائل مستكبر قوله : "

فالمقابلة هنا في قوله : } فأغنى { بينت أن معني عائال : فقيرا .

: واالستكبار : الترفع والتعاظم ، وهو نوعان

- استكبار عن الحق بأن يرده أو يترفع عن القيام به .

- واستكبار على الخلق باحتقارهم واستذاللهم ، كما قال النبي صلى الله عليه

وسلم : ) الكبر بطر الحق وغمط الناس ( .

(461 / 2) ج

Page 289: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

---

ه صلى الله عليه وسلم باب : ما جاء في ذمة الله وذمة نبي

: وعن بريدة ؛ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراالمتن

على جيش أو سرية ؛ أوصاه بتقوى الله ، وبمن معه من المسلمين خيرا ، فقال

: " اغزوا باسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ، وال تغلوا ، وال

تغدروا ، وال تمثلوا ، وال تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين ؛ فادعهم

إلى ثالث خصال ) أو : خالل ( ، فأيتهن ما أجابوك ؛ فاقبل منهم ، وكف عنهم :

ثم ادعهم إلى اإلسالم ، فإن أجابوك ؛ فاقبل منهم ، ثم ادعهم إلى التحول من

دارهم إلى دار المهاجرين ، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين ،

وعليهم ما على المهاجرين ، فإن أبوا أن يتحولوا منها ؛ فأخبرهم أنهم يكونون

كأعراب المسلمين ، يجري عليهم حكم الله تعالى ، وال يكون لهم في الغنيمة

والفيء شيء ، إال أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن هم أبوا ؛ فاسألهم الجزية ،

فإن هم أجابوك ؛ فاقبل منهم وكف عنهم .

فإن هم أبوا ؛ فاستعن بالله ، وقاتلهم .

وإذا حاصرت أهل حصن ؛ فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ، فال تجعل

لهم ذمة الله وذمة نبيه ، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك ، فإنكم أن

تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه .

وإذا حاصرت أهل حصن ؛ فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فال تنزلهم على

حكم الله ، ولكن أنزلهم على حكمك ، فإنك ال تدري أتصيب فيهم حكم الله أم

Page 290: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ال " . رواه مسلم .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". هذه ليست للشك ، بل للتنويع ، فإن الجيش ما زاد على أو سرية قوله : "

أربع مئة رجل ، والسرية ما دون ذلك .

: والسرايا ثالثة أقسام

أ . قسم ينفذ من البلد ، وهذا ظاهر ، ويقسم ما غنمه كقسمة ما غنم الجيش .

ب . قسم ينفذ في ابتداء سفر الجهاد ، وذلك بأن يخرج الجيش بكامله ثم يبعث

سرية تكون أمامهم.

ت . قسم ينفذ في الرجعة ، وذلك بعد رجوع الجيش .

:وقد فرق العلماء بينهما من حيث الغنيمة

- فلسرية االبتداء الربع بعد الخمس ، ألن الجيش وراءها ، فهو ردء لها وسيلحق

بها .

- ولسرية الرجعة الثلث بعد الخمس ، ألن الجيش قد ذهب عنها ، فالخطر عليها

أشد .

وهذا الذي تعطاه السريتان راجع إلى اجتهاد اإلمام : إن شاء أعطى وإن شاء

Page 291: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

منع حسبما تقتضيه المصلحة .

(477 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". الغدر : الخيانة ، وهذا هو الشاهد من الحديث ، وهذا إذاوال تغدروا قوله : "

عاهدنا ، فإنه يحرم الغدر ، أما الغدر بال عهد ، فلنا ذلك ألن الحرب خدعة ، وقد

ذكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج إليه رجل من المشركين ليبارزه

، فلما أقبل الرجل على علي صاح به علي : ما خرجت ألبارز رجلين ، فالتفت

المشرك يظن أنه جاء أحد من أصحابه ليساعده ، فقتله علي رضي الله عنه .

: وليعلم أن لنا مع المشركين ثالث حاالت

: أن ال يكون بيننا وبينهم عهد ؛ فيجب قتالهم بعد دعوتهم إلىالحال األول

اإلسالم وإبائهم عنه وعن بذل الجزية ، بشرط قدرتنا على ذلك .

: أن يكون بيننا وبينهم عهد محفوظ يستقيمون فيه ، فهنا يجبالحال الثانية

الوفاء لهم بعهدهم ؛ لقوله تعالى : } فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله

يحب المتقين { ، وقوله : } فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم{ .

: أن يكون بيننا وبينهم عهد نخاف خيانتهم فيه ، فهنا يجب أن ننبذالحالة الثالثة

Page 292: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

إليهم العهد ونخبرهم أنه ال عهد بيننا وبينهم ، لقوله تعالى : } وإما تخافن من

قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله ال يحب الخائنين { .

(480 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

".وال يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إال أن يجاهدوا مع المسلمين قوله : "

يعني : إذا لم يتحولوا إلى دار المهاجرين ، فليس لهم في الغنيمة والفيء

شيء .

: ما أخذ من أموال الكفار بقتال أو ما ألحق به . والغنيمة

: ما يصرف لبيت المال ؛ كخمس خمس الغنيمة ، والجزية ، والخراج ،والفيء

وغيرها .

(485 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

Page 293: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

". يفيد أنهم إن جاهدوا مع المسلمينإال أن يجاهدوا مع المسلمين وقوله : "

استحقوا من الغنيمة ما يستحقه غيرهم .

: فإذا أسلموا فلهم ثالث مراتب

. التحول إلى دار المهاجرين ، وحينئذ يكون لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على1

المهاجرين .

. البقاء في أماكنهم مع الجهاد ؛ فلهم ما للمجاهدين من الغنيمة وفي الفيء2

الخالف .

. البقاء في أماكنهم مع ترك الجهاد ؛ فليس لهم من الغنيمة والفيء شيء . 3

(485 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

: وحكم الله ينقسم إلى قسمين فيه إثبات الحكم لله عز وجل ،

، وهو ما يتعلق بالكون ، وال يمكن ألحد أن يخالفه ، ومنه قولهكوني أ. حكم

تعالى : } فلن أبرح األرض حتى بأذن لي أبي أو يحكم الله لي { .

، وهو ما يتعلق بالشرع والعبادة ، وهذا من الناس من يأخذ بهشرعي ب. حكم

ومنهم من ال يأخذ به ، ومنه قوله تعالى : } ذلكم حكم الله يحكم بينكم { .

Page 294: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

(493 / 2) ج

---

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في مسائل الباب

: الفرق بين حكم الله وحكم العلماء : وفيه فرقان السادسة :

. أن حكم الله مصيب بال شك ، وحكم العلماء قد يصيب وقد ال يصيب . 1

. تنزيل أهل الحصن على حكم الله ممنوع ؛ إما في عهد الرسول صلى الله2

عليه وسلم فقط أو مطلقا ، وأما على حكم العلماء ونحوه ، فهو جائز .

(495 / 2) ج

باب ما جاء في األقسام على الله

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

: والحلف له عدة أسماء ، هي

- يمين .

- وألية .

- وحلف .

- وقسم .

Page 295: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

وكلها بمعنى واحد ، قال تعالى : } فال أقسم بمواقع النجوم { ، وقال : } للذين

يؤلون من نسائهم { ، أي : يحلفون ، وقال : } ال يؤاخذكم الله باللغو في

أيمانكم { ، وقال تعالى : } يحلفون بالله لكم ليرضوكم { ، وقال تعالى :

} وأقسموا بالله جهد أيمانهم { .

(497 / 2) ج

---

:ال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ق

: والقسم على الله ينقسم إلى أقسام

فهذا ال بأس؛ أن يقسم على ما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات : األول

، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله ، مثل : والله ؛ ليشفعن اللهبه

نبيه في الخلق يوم القيامة ، ومثل : والله ؛ ال يغفر الله لم أشرك به .

إلقرارجائز ، فهذا يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه : أن الثاني

النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قصة الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك

رضي الله عنهما ، " حينما كسرت ثنية جارية من األنصار " .

Page 296: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، وتحجر فضل الله عزالحامل له هو اإلعجاب بالنفس : أن يكون القسم الثالث

وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذامحرم وجل ، وسوء الظن به تعالى ؛ فهذا

المقسم ، وهذا القسم هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله .

(499 - 497 / 2) ج

باب ال يستشفع بالله على خلقه

لم يذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فروقا أو تقاسيم في

هذا الباب

وحيد وسده طرق بي صلى الله عليه وسلم حمى الت باب ما جاء في حماية الن

رك الش

المتن : وعن أنس رضي الله عنه : ) أن ناسا قالوا : يا رسول الله ؛ يا خيرنا

وابن خيرنا ! وسيدنا وابن سيدنا ! فقال : " يا أيها الناس ؛ قولوا بقولكم ، وال

يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد عبد الله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق

منزلتي التي أنزلني الله عز وجل (. رواه النسائي بسند جيد .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". أي : المرسل من عنده إلى جميع الناس ، كما قال تعالى :ورسوله قوله: "

} قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا { .

Page 297: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ف في الرسول صلى الله عليه وسلم طائفتان : وقد تطر

- طائفة غلت فيه حتى عبدته ، وأعدته للسراء والضراء ، وصارت تعبده وتدعوه

من دون الله .

- وطائفة كذبته ، وزعمت أنه كذاب ، ساحر ، شاعر ، مجنون ، كاهن ، ونحو

ذلك .

" رد على الطائفتين . عبد الله ورسولهوفي قوله : "

(521 / 2) ج

ه حق قدره واألرض جميعا باب ما جاء في قول الله تعالى: }وما قدروا الل

قبضته يوم القيامة { اآلية .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

(. هذا نص صريح بإثبات علو الله تعالى علوا ذاتيا ،والله فوق العرش قوله : )

: وعلو الله ينقسم إلى قسمين

، وهذا ال ينكره أحد ينتسب لإلسالم ، والمراد به كمال صفاتعلو الصفة أ.

الله ؛ كما قال تعالى : } للذين ال يؤمنون باآلخرة مثل السوء ولله المثل األعلى

وهو العزيز الحكيم { .

Page 298: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

، وهذا أنكره بعض المنتسبين لإلسالم ، فيقولون كل العلو الواردعلو الذات ب.

المضاف إلى الله المراد به علو الصفة ، فيقولون في قوله صلى الله عليه

وسلم : ) والله فوق العرش ( ، أي : في القوة والسيطرة والسلطان ، وليس

فوقه بذاته .

وال شك أن هذا تحريف في النصوص وتعطيل في الصفات .

: والذين أنكروا علو الله بذاته انقسموا إلى قسمين

أ. من قال : إن الله بذاته في كل مكان ، وهذا ال شك ضالل مقتض للكفر .

ب. من قال : إنه ال فوق وال تحت وال يمين وال شمال وال متصل بالخلق وال

منفصل عن الخلق ، وهذا إنكار محض لوجود الله والعياذ بالله ، ولهذا قال بعض

العلماء : لو قيل لنا : صفوا العدم ؛ ما وجدنا أبلغ من هذا الوصف .

ففروا من شيء دلت عليه النصوص والعقول والفطر إلى شيء تنكره النصوص

والعقول والفطر .

(539 / 2) ج

---

: وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، قال : قال رسول اللهالمتن

Page 299: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

صلى الله عليه وسلم : ) هل تدرون كم بين السماء واألرض ؟. قلنا : الله

ورسوله أعلم . قال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، ومن كل سماء إلى سماء

مسيرة خمسمائة سنة ، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة ، وبين السماء

السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعاله كما بين السماء واألرض ، والله تعالى

فوق ذلك ، وليس يخفي عليه شيء من أعمال بني آدم (. أخرجه أبو دواد

وغيره .

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

". جاء العطف بالواو ، ألن علم الرسول منقلنا : الله ورسوله أعلم قوله : "

علم الله ، فهو الذي يعلمه بما ال يدركه البشر .

، ألنه صلى الله عليهوكذلك في المسائل الشرعية يقال : الله ورسوله أعلم

وسلم أعلم الخلق بشرع الله ، وعلمه به من علم الله ، وما قاله صلى الله

عليه وسلم في الشرع فهو كقول الله ، وليس هذا كقوله : ) ما شاء الله وشئت

( ، ألن هذا في باب القدر والمشيئة ، وال يمكن أن يجعل الرسول صلى الله

عليه وسلم مشاركا لله في ذلك ، بل يقال : ما شاء الله ، ثم يعطف ب; ) ثم ( ،

وأما الكونية ؛والضابط في ذلك أن األمور الشرعية يصح فيها العطف بالواو ،

. فال

Page 300: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب على بعض األعمال : } وقل اعملوا

فسيرى الله عملكم ورسوله { بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وتعذر

رؤيته ، فالله يرى ، ولكن رسوله ال يرى ، فال تجوز كتابته ألنه كذب عليه صلى

الله عليه وسلم .

(542 / 2) ج

---

Page 301: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

:قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

: وفي الحديث صفتان لله

: وهي العلو المستفاد من قوله : " والله فوق ذلك ". ثبوتية -

المستفاد من قوله : " ليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم ".وسلبيه -

وال يوجد في صفات الله عز وجل صفة سلبية محضة ، بل صفاته السلبية التي

هي النفي متضمنة لثبوت ضدها على وجه الكمال ، فينفي عنه الخفاء لكمال

علمه ، وينفي عنه اللغوب لكمال قوته ، وينفي عنه العجز لكمال قدرته ، وما

أشبه ذلك .

فإذا نفي الله عن نفسه شيئا من الصفات ، فالمراد انتفاء تلك الصفة عنه

نة : النعاس ، لكمال ضدها، كما قال تعالى : } ال تأخذه سنة وال نوم { ، الس

والنوم : اإلغفاء العميق ، وذلك لكمال حياته وقيوميته ، إذ لو كان ناقص الحياة

ال حتاج إلى النوم ، ولو نام ما كان قيوما على خلقه ، ألنه حين ينام ال يكون

هناك من يقوم عليهم ، ولهذا كان أهل الجنة ال ينامون لكمال حياتهم ، وألن

النوم في الجنة يذهب عليهم وقتا بال فرح وال سرور وال لذة ؛ ألن السرور فيها

(545 / 2دائم ، وألن النوم هو الوفاة الصغرى ، والجنة ال موت فيها . ) ج

 

Page 302: saaid.net · Web viewأي: إنها من أنواع الشرك ، وليس الشرك كله ، وإلا لقال : الطيرة الشرك . وهل المراد بالشرك هنا

تم بحمد الله تعالى وعونه وتوفيقه االنتهاء من جمع وترتيب وتفريغ ) فروق

وتقاسيم القول المفيد على كتاب التوحيد ( للشيخ العالمة / محمد بن صالح

العثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس األعلى .

ه; 1426 / 5 / 30وكانت بداية الجمع والتفريغ : يوم اإلربعاء الموافق

ه; 1431 / 8 / 15وكان نهاية الجمع بتاريخ :

وكان التأخير بسبب التفريط والتسويف .. أسأل الله أن يصلح الحال .

وكما ذكر سابقا .. سيتم عرض الموضوع على مؤسسة الشيخ ..

وعليه ؛ فال أسمح وال أبيح بأن يستغل هذا العمل تجاريا .. أيا كانت األسباب .