393
1 www.RaoufAbbas.org ة من فراعن ؟ة المصريةة القومي الهويلمتاحف ور واثا علم اولىلمية العاتى الحرب اابليون ح حملة ن منالكولم ريدونالد م تأليف: دجمة: رءوف عباس تر

New ؟نم ةنعارف · 2018. 7. 28. · :¨اݯك ةݸجݙت ىݘً Whose Pharaohs? Archaeology, Museums and Egyptian National Identity from Napoleon to World War I By: Donald

  • Upload
    others

  • View
    1

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • 1 www.RaoufAbbas.org

    ؟فراعنة من

    علم اآلثار والمتاحف والهوية القومية المصرية من حملة نابليون حتى الحرب العالمية األولى

    تأليف: دونالد مالكولم ريد

    ترجمة: رءوف عباس

  • 2 www.RaoufAbbas.org

    هذه ترجمة كتاب:Whose Pharaohs?

    Archaeology, Museums and Egyptian National Identity from Napoleon to

    World War I

    By: Donald Malcolm Reid

    The Regents of the University of California, 2002

    جميع الحقوق محفوظة لورثة المترجم. وال يحق ألى طرف أن يعيد نشر هذه الترجمة العربية أو أى جزء منها بأى وسائل سمعية أو بصرية أو إلكترونية أو مطبوعة أو أى وسيلة

    م. هفة حالًيا أو تستحدث مستقباًل إال بعد الحصول على موافقة كتابية مننشر معرو [email protected]لإلتصال:

    mailto:[email protected]

  • 3 www.RaoufAbbas.org

    المحتويات

    8 ..................................................................................................... إهداء 9 ............................................................................................... تقديم المترجم 20 ............................................................................................ عرفان وتقدير

    22 ...................................................................................................... مقدمة 43 ..................................... 1882 – 1798الباب األول البدايات اإلمبريالية والوطنية

    43 .......................... الفصل األول إعادة إكتشاف مصر القديمة شامبليون والطهطاوى 45 ............................................... روبيين لمصر القديمة قبل شامبليون رؤية األو

    49 ...................................................... إعادة إكتشاف األوروبيين آلثار الصعيد 52 ............................................... رؤية المسلمين لمصر القديمة قبل الطهطاوى

    54 .................................................... الحملة الفرنسية والمجمع العلمى المصرى 58 ...................................................................................... وصف مصر

    60 ........................................................................ سيةالجبرتى والحملة الفرن 62 .................. فرنسى –القناصل جامعى اآلثار )سولت ودروفتى( والصراع األنجلو

    66 ...................................................................... الجبرتى واآلثاريون الفرنجة 67 .......................... فرنسى لحل الهيروغليفية )يانج وشامبليون( –التسابق األنجلو

    69 .......................................................... رسامو اآلثار البريطانيين والفرنسيين 73 ........................................................ الظهور األول لأللمان، بعثة ليبسيوس

    75 ................................. سباق المؤسسات، المتاحف والجمعيات العلمية األوروبية 78 ..................................... جمعية المصرية بالقاهرةاستلهام النموذج األوروبى، ال

    79 ...................................................................... الطهطاوى يكتشف الفراعنة 85 ....................................................... دبلوماسية محمد على فى مجال اآلثار

    90 ............................................................ الوساطة األرمينية، يوسف حككيان 98 ..................................... الفصل الثانى توماس كوك من االستكشاف إلى السياحة

    99 .................................................................... ، والسائحالمكتشف، والرحالة

  • 4 www.RaoufAbbas.org

    101 .................................................................. الباخرة والقطار وزمن الرحلة 104 ......................................................... المال، والمتعة، والطبقة اإلجتماعية

    106 .......................... موراى، بايدكر، جوان –مولد كتاب الدليل السياحى الحديث 111 ...................................................................... فنادق القاهرة واإلسكندرية

    112 ................................................. عالم واألسلحة الناريةالفرامانات والزى، األ 114 ............................................................................. مخالطة أهل الشرق

    118 ........................................ السياح واألوروبيون المقيمون، الجنسيات واألعداد 120 .............................................................. القراءات واألماكن الموصى بها

    122 ............................................................ من بلد األوبئة إلى منتجع صحى 125 ........................................... ة، الباخرة، القطارالدهبي –اإلتجاه إلى الصعيد

    128 ........................................ الرسم وقصص الرحالة، والصور، وبطاقات البريد 132 ........................................................ صناعة السياحة، توماس كوك وولده

    1850الفصل الثالث علم المصريات فى عصر إسماعيل مارييت والطهطاوى وبروجش )– 1882) ........................................................................................... 138

    141 .......................................................... النهضة المبتسرة فى عهد إسماعيل 145 .................................................. إعادة تأسيس مصلحة اآلثار )األنتكخانة(

    151 ...................................................... مارييت فى بوالق –المتحف المصرى 157 ................................................... صر قبل اإلسالمتاريخ الطهطاوى عن م

    163 ............... الفرنسيون، واأللمان، وغيرهم –التنافس فى حقل "المصريات" بالقاهرة 168 .............. للسان المصرى القديمبروجش ومدرسة ا –علم "المصريات" للمصريين

    172 ............................................................ مصر القديمة والجمهور المصرى 174 ......... علم "المصريات" فى المجمع العلمى المصرى والجمعية الجغرافية الخديوية

    181 ........................................ تمثيل مصر فى المعارض الدولية، روائع الفراعنة 187 ........................................... تقديم "المصريات"، المؤتمر الدولى للمستشرقين 192 .......................................... نذر العاصفة، إسماعيل ومارييت فى السبعينات

    195 .............................. 1914 – 1882الباب الثانى ظهور اإلمبريالية وفجر الوطنية

  • 5 www.RaoufAbbas.org

    الرومانى –الفصل الرابع كرومر والكالسيكيات التوظيف األيديولوجى للتاريخ اليونانى ........................................................................................................ 195

    196 ...................................................... الخطاب الكالسيكى فى الهوية الغربية 198 .......................................... مصر من خالل عدسات األوروبيين الكالسيكية

    202 .................................... آراء المسلمين عن اإلغريق والرومان قبل الطهطاوى 204 ....................................................... هطاوى اليونان وروما القديمة عند الط

    208 ........................ اليونان واإليطاليون ونهضة اإلسكندرية فى القرن التاسع عشر 213 ........................................ محمود الفلكى، حفائر وخرائط اإلسكندرية القديمة

    215 .............................................. جالدستون وكرومر واإلمبريالية قديمًا وحديثاً 222 .................................. الرومانى وجمعية آثار اإلسكندرية –المتحف اليونانى

    227 ..................... الرومانية –المهاجرون الشوام المسيحيون والكالسيكيات اليونانية 231 ........................................ التجريب المصرى للكالسيكيات اليونانية الرومانية

    233 .............................................. المؤتمر الدولى لآلثار الكالسيكية فى القاهرة 236 ............................... الرومانى عشية الحرب العالمية األولى –التراث اليونانى

    238 ........................... فصل الخامس علم المصريات فى عهد ماسبيرو وأحمد كمالال 239 ............. 1886ماسبيرو والمعهد الفرنسى لآلثار الشرقية، ومصلحة اآلثار حتى

    242 ............ بترى وصندوق الكشوف المصرية –ماء المصريات البريطانيين عودة عل 247 ............................................ األهرام والتقدم، مصر القديمة عند على مبارك

    249 ........... 1899 – 1886ات فى الطريق إلى فاشودة المناوشات فى حقل المصري 255 ............................ البحث عن موضع قدم فى "المصريات"، أحمد كمال وجيله

    259 ....................... جمع العلمى المصرى"علم المصريات والوجود المصرى فى "الم 261 ............... تمثيل مصر القديمة فى المعارض الدولية ومؤتمر المستشرقين الدولى

    263 ........................................ هرةمارسيل دورنو وتصميم المتحف المصرى بالقا 268 ........................................................................ ماسبيرو والوفاق الودى 270 ......................................................................... عودة األلمان والطليان

    272 ....................................................................... ور األول لألمريكانالظه

  • 6 www.RaoufAbbas.org

    276 ............................................................................... أعمال أحمد كمال 281 ............................... الوعى الوطنى –مصر القديمة فى مطلع القرن العشرين

    291 ... الفصل السادس الفن اإلسالمى واآلثار واالستشراق لجنة حفظ اآلثار وعلى بهجت 294 .................................. القاهرة على طريقة هاوسمان –إرهاصات حفظ اآلثار

    297 ................................... حفظ المواقع التاريخية فى أوروبا، وتقدير الفن العربى 303 ................................................. اإلمبريالية ومولد لجنة حفظ اآلثار العربية

    308 ..........................................................اللجنة فى عهد اإلحتالل البريطانى 311 .............................................................................. تكوين على بهجت

    313 .................................................. على مبارك وحفظة اآلثار من األوروبيين 317 ......................................................... التمثيل الوطنى األوروبى فى اللجنة

    321 ............................................................................. متحف الفن العربى 324 ...................................................................... العمارة اإلسالمية الجديدة

    329 ................................................... مواقع المقاومة، موظفو األوقاف والقصر 331 ....................................................... على بهجت، والوطنية، والمستشرقون

    337 ........................................... تمثيل مصر فى المؤتمرات الدولية للمستشرقين 341 ....................................... تمثيل مصر، "شوارع القاهرة" فى المعارض الدولية

    344 ............................................. ط ونشوب الحربعلى بهجت وكشف الفسطا 348 .............................. الفصل السابع أحفاد الفراعنة مرقص سميكة والتاريخ القبطى

    350 ..................................................................... 1854األقباط حتى العام 352 ................................... البطريرك كيرلس الرابع وما بعده –النهضة والنكوص

    357 ............................................................................ تربية مرقص سميكة 358 ...................................................... واإلحتالل البريطانىاإلصالح القبطى

    360 .......................................... إعادة تقييم الماضى القبطى من منظور أوروبى 364 ............................... سميكة ولجنة حفظ اآلثار –إعادة تقييم الماضى القبطى

    366 ......................................................................... من األرمن إلى األقباط 369 ........................................................................ تأسيس المتحف القبطى

  • 7 www.RaoufAbbas.org

    371 ....................................................................... واألمة األقباط بين الملة 374 ....................................................... أبناء الكنيسة القبطية أم أبناء الفراعنة

    379 .................................................................................................. الخاتمة 384 .......................................................................... ملحق بالجداول اإليضاحية

    393 ................................................................................. المؤلف فى سطور 393 ................................................................................. المترجم فى سطور

  • 8 www.RaoufAbbas.org

    إهداء

    إلى

    براهيم الجميعىعبد المنعم إ

    صديقًا حميمًا للمؤلف والمترجم

    ومؤرخًا قديرًا....

    رءوف عباس

  • 9 www.RaoufAbbas.org

    تقديم المترجم( من أحدث العلوم اإلنسانية. إذ يرتبط Egyptologyيعد علم اآلثار المصرية )المصريات

    بفضل جهود العالم الفرنسى 1822بفك طالسم الكتابة المصرية القديمة الذى تم عام ذى عكف على دراسة حجر رشيد فى المتحف البريطانى، حيث أخذه اإلنجليز شامبليون ال

    معهم عندما جاءوا إلى مصر إلخراج الفرنسيين منها. وقد صدر هذا الكتاب الجديد من دار اآلثار والمتاحف -نشر جامعة كاليفورنيا بالواليات المتحدة، وحمل عنوان "فراعنة من ؟

    ابليون حتى الحرب العالمية األولى" ليسد فراغًا فى الدراسات والهوية الوطنية المصرية من نالتاريخية الخاصة بتاريخ العلوم، وتاريخ علم المصريات على وجه الخصوص، وهو مجال

    ندر التأليف فيه عمومًا، وغاب التأليف فيه عندنا.

    يخ أستاذ التار Donald Malcolm Reidومؤلف الكتاب هو الصديق دونالد مالكولم ريد منذ ما يزيد على ربع –بجامعة والية جورجيا بالواليات المتحدة األمريكية، الذى تخصص

    فى تاريخ الثقافة العربية الحديثة، وبدأه بكتاب عن فرح أنطون وريادته للعلمانية –القرن " 1960 – 1880(، وثنى بكتاب عن "المحامين والسياسة فى العالم العربى 1975)نشر

    (، وكان كتابه الثالث عن "جامعة القاهرة وصناعة مصر الحديثة" )نشر 1981)نشر عام ( وصدرت ترجمته العربية عن المجلس األعلى للثقافة )المشروع القومى 1990عام

    –، والكتاب الذى بين أيدينا هو عمله الرابع المهم الذى شغل بإعداده 2001للترجمة( عام . 1999و 1988وقضى بالقاهرة عامين متفرقين فى فى السنوات العشر األخيرة، –فيما أعلم

    عكف خاللهما على جمع مادته العلمية، حتى استطاع أن يقدم لألوساط العلمية هذا الكتاب تميزه –بهذا الكتاب –المهم الذى ينفرد به فى التأريخ لعلم المصريات. ولم يثبت دونالد ريد

    فحسب، بل أثبت تميزه كمصور بين المؤرخين الغربيين المتخصصين فى تاريخ مصر ينافس المصورين المحترفين؛ فالكثير من الصور التى وردت بالكتاب كانت من عمله، وهى

    على درجة عالية من المستوى الحرفى.

    مع اإلمبريالية والهيمنة الغربية يدًا بيد، فهناك –كما يالحظ المؤلف –لقد سار علم اآلثار فى مصر وغيرها من البالد التى كانت تخضع –ه وقناصل ورحالته من علماء الغرب،

  • 10 www.RaoufAbbas.org

    من كانوا يرون أن أهل البالد ال حق لهم فى تلك اآلثار التى يتم العثور –للدولة العثمانيةعليها، فهم ال يقدرون قيمتها، وال يعنيهم من أمرها إال ما قد يدره عليهم بيعها من مال،

    ماكن الالئقة بها فى متاحفهم بإعتبارها تراث واألولى بها األوروبيون الذين يفردون لها األأو الفلسطينيين )المتخلفين( بما يتم العثور عليه أو العراقيين اإلنسانية. فال عالقة للمصريين

    من آثار فى بالدهم، فهى تخص حضارات أرقى ال يمت إليها أولئك )الهمج( بصلة.

    ابه القيم، كان إنطالقه لتأليف من هذه المقولة التى رددها المؤلف غير مرة فى فصول كتللوهلة –الكتاب لدحضها، متخذًا من حالة مصر ومن علم المصريات مدخاًل للدراسة، فيبدأ

    بنفى تلك الفرية التى كادت أن تصبح حقيقة مسلمة فى الثقافة الغربية، بل كانت –األولىريد كتاب الخطط الذين كذلك )على أقل تقدير( فى القرن التاسع عشر، فيعدد دونالد مالكولم

    ذكروا اآلثار المصرية وقدموا وصفًا لها فى العصر الذى كتبوا فيه قبل القرن التاسع عشر بعدة قرون، ولكنه يلقى المزيد من الضوء على إهتمام الشيخ عبد الرحمن الجبرتى ورفاعة

    ، ويبين ما رافع الطهطاوى وعلى باشا مبارك ال باآلثار وحدها، ولكن بتاريخ مصر القديمتدل عليه كتاباتهم من وعى بالقيمة التاريخية لما يقع على أرض مصر من شواهد أثرية تدل على تراثها الحضارى العريق ومن ثم يصبح إتهام المصريين خصوصًا والعرب عمومًا، بعدم

    من وجهة –إدراك القيمة التاريخية للحضارات القديمة التى قامت فى بالدهم مجرد مبرر الستالب المصريين آثارهم الثمينة لتعمر بها متاحف أوروبا، ولتزدان ميادينها –المؤلف نظر

    بالمسالت المصرية.

    وإذا كان النصف الثانى من القرن التاسع عشر يمثل عصر نضج الثورة الصناعية فى أوروبا، الذى يشهد هيمنة غرب أوروبا على األسواق العالمية لتصريف بضاعتها واستثمار

    ئض رءوس أموالها، وضمان الحصول على المواد الخام الالزمة للصناعة بأبخس األثمان، فافهو العصر الذى لعب فيه األوروبيون الدور الرئيسى فى وضع أسس "علم المصريات" وفى

    1858إرساء دعائم علم اآلثار والعناية بها، وإقامة المتاحف فى مصر. ففيما بين عامى ن على اإلدارة التى عنيت باآلثار، وعلى المتاحف التاريخية سيطر األوروبيو 1908و

    األربعة التى أقيمت خالل تلك الفترة: المتحف المصرى )األنتكخانة( الخاص بتاريخ مصر الرومانى باإلسكندرية، والمتحف القبطى بمصر –فى العصر الفرعونى، والمتحف اليونانى

  • 11 www.RaoufAbbas.org

    حف الفن اإلسالمى فيما بعد(، وهكذا سيطر القديمة، ومتحف الفن العربى )الذى عرف بمتاألوروبيون على اآلثار المصرية فى الوقت الذى كانوا يحكمون فيه السيطرة على مصر

    ماليتها ثم إحتاللها. –ذاتها من خالل الهيمنة على إقتصادها

    لقد عرف المصريون علم اآلثار عن طريق األوروبيين، ولكنهم ما لبثوا أن عملوا على ناصيته، وتوظيفه لخدمة أمانيهم الوطنية. وإذا كان سعيد باشا هو أول من أنشأ إمتالك

    ، وإدارة لآلثار، رأسهما معًا مارييت بك الفرنسى، فقد 1858متحفًا لآلثار الفرعونية عام أول مدرسة مصرية عليا لدراسة المصريات عرفت بإسم 1869أسس الخديو إسماعيل عام قديم" تولى )نظارتها( عالم اآلثار األلمانى هنريش بروجش، "مدرسة اللسان المصرى ال

    ختيروا من بين المتفوقين فى اللغة اوإلتحق بالمدرسة عشرة من الطالب المصريين الذين الفرنسية، بإعتبارها لغة التدريس بالمدرسة، وقد درس أولئك التالميذ الكتابة المصرية القديمة

    نية واإلنجليزية، وتاريخ مصر القديم، وأصول علم اآلثار. واللغة القبطية، إضافة إلى األلماوإلى جانب إدارته لهذه المدرسة وتكوينه للطالب المصريين، قام هنريش بروجش بإلقاء محاضرات فى تاريخ مصر القديم بدار العلوم، كان يلقيها بالفرنسية، ويترجمها أحد تالميذه

    "روضة المدارس المصرية" التى رأس رفاعة أو معاونيه إلى العربية، ونشر بعضها بمجلةالطهطاوى تحريرها، كذلك نشر بروجش جدواًل بملوك مصر القدامى، ومقاالت فى أصول الكتابة المصرية القديمة بالمجلة نفسها، مما أتاح فرصة نشر المعرفة بالمصريات وتاريخ

    ان المصرى القديم على مصر القديم ألول مرة باللغة العربية. وتدرب الطالب بمدرسة اللس الحفائر األثرية فى الصعيد.

    تخرج فى أول مدرسة لآلثار المصرية سبعة طالب كان على رأسهم أحمد 1872وفى عام كمال )الذى أصبح أول عالم مصريات مصرى فيما بعد(. ولكن مارييت باشا مدير اآلثار

    إلى إنهاء الوجود األوروبى رفض قبولهم للعمل بإدارة اآلثار خشية أن يؤدى وجودهم فيها )وخاصة الفرنسى( باإلدارة. وكان قد بدأ يضايق الطالب منذ إفتتاح المدرسة، فأصدر أوامره لموظفى المتحف بمنع الطالب من نسخ النصوص المصرية القديمة، ولما لم يجد أولئك

    ية واأللمانية. الخريجون مكانًا لهم فى مجال اآلثار، عينوا مدرسين ومترجمين للغتين الفرنسوهكذا بددت السيطرة األوروبية على إدارة اآلثار الجهود التى بذلها إسماعيل إلعداد أول

  • 12 www.RaoufAbbas.org

    أثريين مصريين، فقد أغلقت "مدرسة اللسان المصرى القديم" فى نفس السنة التى تخرج فيها أولئك الطالب السبعة.

    ضة المدارس المصرية" من ورغم ذلك أثمرت جهود المدرسة وناظرها، وما نشرته مجلة "رو محاضرات الدكتور بروجش فى دار العلوم وغيرها من المقاالت والدراسات التى نشرت مترجمة إلى العربية أو كتبها بعض طالب المدرسة، أثمرت فى نشر الوعى بتاريخ مصر القديم بين المتعلمين ورجال السياسة، وتجلى ذلك فى الخطاب السياسى والثقافى الذى تغنى

    بمجد مصر القديم، سواء كان ذلك فى كتابات رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك وميخائيل عبد السيد، أو فى أحاديث السيد جمال الدين األفغانى وأحمد عرابى وعبد هللا النديم، أو فى تصميم الجناح المصرى فى معارض لندن وباريس والواليات المتحدة على النسق الفرعونى،

    تخاذ "األهرام" إسمًا اهرام وأبى الهول رمزًا لمصر على طوابع البريد وغيرها، و تخاذ األاأو فى ألبرز الصحف التى صدرت فى الربع األخير من القرن التاسع عشر. هذا الوعى بالتراث المصرى القديم ما كان ليتحقق لوال ذلك الدور البارز الذى لعبته أول مدرسة للمصريات

    وأسهمت فى نشره أهم مجلة ثقافية –رغم قصر عهدها –ديم( )مدرسة اللسان المصرى الق مصرية )روضة المدارس( ظهرت فى القرن التاسع عشر.

    فى ذيوع اإلهتمام بالتراث المصرى القديم، –أيضاً –وأسهم األجانب المقيمون فى مصر أسست مجموعة من نخبة الجاليات األجنبية فى مصر "المجمع المصرى" 1859ففى عام

    سكندرية، حيث كان الوجود األجنبى كثيفًا، وجاء إنشاء "المجمع المصرى" مصاحبًا للبدء باإلفى أعمال حفر قناة السويس. وقد كانت ذكريات "المجمع العلمى المصرى" الذى أقامه نابليون بونابرت فى مصر أيام الحملة الفرنسية حاضرة فى أذهان مؤسسى المجمع

    هتمامه مركزًا ا رعاية الوالى محمد سعيد باشا، ولكن ليصبح اءه تحتيالمصرى، فأرادوا إح – 1861على اآلثار المصرية والتراث المصرى القديم. وتعاقب على رئاسته )فيما بين

    ( أربعة فرنسيين ثم خلفهم يعقوب باشا أرتين وكيل نظارة المعارف، وضم المجمع فى 1917نجليز واإليطاليين واأللمان، وكانت اللغات عضويته باإلضافة إلى الفرنسيين، أعضاء من اإل

    األربع لغات معتمدة لمنشورات ومحاضرات المجمع، بينما كانت الفرنسية لغة مجلس اإلدارة، وحدد المجمع هدفه بالعمل على "إحياء المعارف القديمة على ضفاف النيل، تلك المعارف

  • 13 www.RaoufAbbas.org

    نتقل "المجمع االفنون"، وقد التى تعود إليها عظمة مصر القديمة مهد اآلداب والعلوم و .1880المصرى" إلى القاهرة عام

    ورغم أن األجانب كانوا يمثلون أغلبية أعضاء "المجمع المصرى" فقد وجدت نخبة من العلماء المصريين لنفسها مكانًا بين األعضاء، وكان على رأس تلك النخبة رفاعة الطهطاوى

    الذى كان العضو المصرى الوحيد بمجلس وإلى جانبه على باشا مبارك ومحمود الفلكى ) اإلدارة(.

    توتجلى إهتمام "المجمع المصرى" باآلثار المصرية من إختيار مارييت نائبًا للرئيس، وغلبالموضوعات األثرية على محاضرات المجمع ومنشوراته، فألقى مارييت ومحمود الفلكى

    النيل الكانوبى الذى كان يصل محاضرات حول تاريخ مصر القديم، وقدم الفلكى دراسة لفرع فرع رشيد باإلسكندرية، وقد نشرت دراسات الفلكى بالفرنسية فى عدد من الدوريات العلمية

    نضم أحمد كمال )أول عالم آثار مصرى( إلى المجمع عام ااألوروبية الشهيرة عندئذ، و 1904.

    ، إهتمامًا 1875ل عام هتمت الجمعية الجغرافية الخديوية، التى أسسها الخديو إسماعيا كذلك جزئيًا باآلثار المصرية القديمة، وكانت تلك الجمعية تضم فى عضويتها أغلبية من األجانب

    بمصر، على نحو ما رأينا فى "المجمع –عندئذ –الممثلين للجاليات المختلفة الموجودة الضباط المصرى"، ولكن تميزت "الجمعية الجغرافية الخديوية" بوجود أعضاء أمريكيين من

    الذين عملوا فى قيادة الجيش المصرى فى عهد الخديو إسماعيل.

    شتراك مصر فى المعارض الدولية فى النصف الثانى من القرن التاسع اويربط المؤلف بين عشر ورواج حركة السياحة األوروبية واألمريكية المتجهة إلى مصر لمشاهدة اآلثار

    بة اإلهتمام بزيارة مصر بدء حركة السياحة المصرية، ويلفت المؤلف األنظار إلى مواكاألوروبية الخارجية فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، حيث نضجت مرحلة

    تسع نطاق الطبقة الوسطى ذات الدخول الكبيرة، وزاد ميلها إلى االرأسمالية الصناعية، و ة مصر االستمتاع بجانب من فائض مدخراتها فى السياحة الخارجية، وخاصة زيار وفلسطين؛ حيث مهد الحضارة القديمة ومسرح األحداث التى سجلها الكتاب المقدس.

  • 14 www.RaoufAbbas.org

    فقد جاء إشتراك مصر فى "المعرض الصناعى الدولى الكبير" الذى أقيم فى لندن عام هتمام األوروبيين واألمريكيين الذين البجناح صمم على الطراز الفرعونى، مثيرًا 1851

    دولى يقام فى العالم، وبهرتهم مظاهر الحضارة المصرية القديمة جاءوا لزيارة أول معرض شتركت مصر فى "المعرض االتى عبر عنها الجناح المصرى، وحدث نفس األثر عندما

    ، وخاصة أن المعرض األخير 1867، وكذلك عام 1855الدولى" الذى أقيم فى باريس عام لقديم ببعديه الفرعونى واإلسالمى.شهد جناحًا مصريًا متميزًا، عبر عن التراث المصرى ا

    وبعد أن كان قدوم األجانب إلى مصر قاصرًا على الرحالة والمغامرين وأعضاء البعثات التى جابت إلى مصر بقصد جمع اآلثار لإلتجار بها فى أوروبا أو لحساب المتاحف األوروبية،

    ياحية التى نظمها شهدت مصر فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر قدوم األفواج السعتباره مشروع يعرفه العالم فى هذا اكتسب شهرة عالمية بابيت سياحى بريطانى؛ ما لبث أن

    بتنظيم رحالت داخلية 1841المجال، ونعنى به "توماس كوك وولده" الذى بدأ نشاطه عام عام تسع نشاطه مع إقامة "المعرض الصناعى الكبير" ابالقطار من وسط إنجلترا إلى لندن، و

    –، فزادت رحالته الداخلية إلى لندن لمشاهدة المعرض، ثم نظم رحالت خارجية 1851، وكذلك رحالت لزيارة جبال األلب وإيطاليا. 1855لزيارة معرض باريس عام –ألول مرة

    وجاء تنظيم توماس كوك للرحالت السياحية إلى مصر ليحول هذا البيت السياحى إلى با وأمريكا بمصر من خالل الرحالت السياحية التى قام مشروع دولى كبير يربط أورو

    بتنظيمها مستخدمًا السفن البخارية، ومبتدعًا خطوط البواخر النيلية، ومشجعًا ومشاركًا فى إقامة الفنادق إلقامة السياح باألقصر وأسوان والقاهرة. ثم جاء إمتداد الخطوط الحديدية إلى

    تزال زمن الرحلة، ومن ثم تخفيض تكلفة الرحلة، أسون قبل نهاية القرن ليساعد على إخوزيادة أعداد الرحالت السياحية المتجهة إلى مصر، وهكذا صنع "توماس كوك وولده" إمبراطورية سياحية كبرى ظلت تسيطر على هذا المجال كبيت عائلى حتى تم بيعها لشركة

    (.1926ام "عربات النوم الدولية" لتتحول بذلك إلى شركة مساهمة عالمية )ع

    ويرتبط بظاهرة السياحة الخارجية التى كان اإلهتمام باآلثار المصرية وراء قيامها وتطورها، ظهور نوع من المطبوعات لم يكن معروفًا من قبل وهو "دليل السائح" الذى حمل باإلنجليزية

    ، ففى Livre de Pocheوبالفرنسية إسم "كتاب الجيب" Hand Bookإسم "كتاب اليد"

  • 15 www.RaoufAbbas.org

    ثينيات القرن التاسع عشر طبع أول دليل سائح لمصر باللغة اإلنجليزية وآخر بالفرنسية، ثالزداد العدد فى الستينيات من نفس القرن ليصبح أربعة باإلنجليزية وثمانية بالفرنسية، وظهر او

    أول دليل باإليطالية فى الستينيات، وباأللمانية فى السبعينيات، وعند نهاية القرن التاسع دلياًل، وباأللمانية 15دلياًل، وبالفرنسية 31، بلغ عدد أدلة السائح المنشورة باإلنجليزية عشر

    تسعة، وبالروسية دلياًل واحدًا، وهكذا صاحب ظاهرة اإلهتمام بالسياحة الخارجية التى استقطبتها مصر، ظهور وتطور صناعة األدلة السياحية المطبوعة التى أصبحت عند نهاية

    سع عشر تتنافس مع بعضها البعض، من حيث تنوع المعلومات التى تهم السائح القرن التاال عن اآلثار المهمة وحدها وإنما عن مصر ذاتها: تاريخًا، ومناخًا، ومجتمعًا، إلى غير ذلك

    من معلومات، وكذلك بما تقدمه للسائح من خرائط ورسوم وصور إيضاحية.

    المرسومة باليد لمناظر من مصر كان ج الوحاتروا كذلك إرتبط بظاهرة السياحة الخارجيةيرسمها بعض السياح األوروبيين، ثم يطبعونها ويبيعونها فى بالدهم أو يصدرونها إلى مصر لتباع للسياح. ومع ظهور التصوير الفوتوغرافى عند منتصف القرن التاسع عشر،

    الحياة فى مصر، بدأت تظهر صناعة طبع الصور التى تعبر عن اآلثار المصرية ومظاهر التى تحمل صورًا من مصر، ويرسلها Post – Cardوأتاح ذلك ظهور "البطاقات البريدية"

    السائح ألصدقائه من مصر بالبريد، وكان ذلك فى التسعينيات من القرن التاسع عشر.

    ولم تكن زيارة المواقع األثرية وحدها على جدول زيارات األفواج السياحية األوروبية كية التى كان يجلبها "توماس كوك وولده" إلى مصر، بل كانت زيارة المتحف واألمري

    –المصرى بالقاهرة من أهم المواقع التى تتجه إليها أفواج السياح، وكان المتحف قد أقيم فى عهد سعيد باشا على شاطئ النيل عند بوالق )وهو 1858عام –على نحو ما رأينا

    لتليفزيون ومبنى وزارة الخارجية على كورنيش النيل(، وكان الموقع الذى يقع اآلن بين مبنى اختيار الموقع يهدف إلى تيسير نقل اآلثار التى ترد من الصعيد على المراكب النيلية. اشتمل المبنى على "مصلحة األنتكخانة" )التى كانت تابعة لنظارة األشغال العمومية(، او

    اآلثار، ولكن ما لبث المكان أن ضاق وصاالت عرض التحف األثرية، ومقر إقامة مديربمقتنياته وزواره، فتم نقل المتحف فى أواخر عهد الخديو إسماعيل إلى قصر الحرملك بالجيزة. )وكان يقع على مشارف حديقة األورمان(، واستمر هناك حتى أقيم له مبنى خاص

  • 16 www.RaoufAbbas.org

    ح فى عهد الخديو بميدان الخديو إسماعيل )التحرير اآلن( وهو المبنى الحالى الذى إفتتحتويه من آثار بعد قرن من الزمان، دون ي، وينوء اآلن بما 1902عباس حلمى الثانى عام

    أن تسعى الحكومات المتعاقبة إلى التفكير فى إقامة متحف آخر إال فى السنوات األخيرة، ولم يتجاوز األمر بعد حدود التفكير !!

    حتى العقود األخيرة من القرن التاسع عشر وظلت اآلثار الفرعونية وحدها موضع اإلهتمام الرومانية وكذلك اآلثار العربية )اإلسالمية( لتضاف –عندما بدأ اإلهتمام باآلثار اليونانية

    بذلك نواة لمتحفين آخرين لهذين العصرين، وجاء اإلهتمام بالعصر القبطى متأخرًا )فى أوائل المتحف القبطى لتكتمل بذلك دور العرض القرن العشرين(، وأسفر ذلك اإلهتمام عن إقامة

    المتحفى لآلثار المصرية على مر العصور.

    الرومانى من خالل البحث فى تاريخ مدينة اإلسكندرية، –جاء اإلهتمام بالعصر اليونانى ويعود إلى العالم المصرى محمود الفلكى فضل ريادة الحفائر األثرية باإلسكندرية )عام

    حقق من بعض مواقع اإلسكندرية القديمة، ونشر خريطة ( بهدف الت1866 – 1865( مع تقرير 1869 – 1868اإلسكندرية القديمة محققة فى مجلة المجمع العلمى المصرى )

    بنتائج الحفائر، وقد نشرها أيضًا بكوبنهاجن، وقد استفاد محمود الفلكى من خبرته كمهندس األصول العلمية والفنية –بعد –يه فى تحديد مواقع الحفر وتنفيذه فى وقت لم يكن عرف ف

    لتنفيذ الحفائر األثرية، ومن ثم كان عمل محمود الفلكى مبتكرًا فى هذا المجال، ولم يتابع بشكل علمى منظم حتى نهاية القرن. بألسكندرية أحد بعده الحفر

    أسس بعض اإليطاليين باإلسكندرية "الجمعية األثينية" ونجحت الجمعية فى 1891وفى الرومانى ومكتبة –تخاذ قرار بإنشاء المتحف اليونانى اع المجلس البلدى باإلسكندرية بإقنا

    البلدية، ووافقت الحكومة على القرار بعد تردد لبعض الوقت، على أن يخضع المتحف إلشراف مصلحة اآلثار المصرية، وتتحمل البلدية نفقات إقامته. وتأسست "جمعية آثار

    رعى إقامة المتحف دون أن يكون بين أعضائها مصرى واحد، بل لت 1893اإلسكندرية" عام ضمت نخبة الجاليات األجنبية بالمدينة من المثقفين ورجال األعمال. ونجحت الجمعية فى

    . وظلت إدارة المتحف بيد اإليطاليين حتى 1897الرومانى عام –إقامة المتحف اليونانى

  • 17 www.RaoufAbbas.org

    ين ظلت إدارة "المتحف المصرى" بيد مطلع النصف الثانى من القرن العشرين، على ح الفرنسيين حتى ذلك التاريخ أيضًا.

    واستطاعت "جمعية آثار اإلسكندرية" أن تجمع أموااًل كونت "صندوق اإلكتشافات المصرية"، الرومانى، وشراء التحف –تم اإلنفاق منها على الحفائر األثرية المتعلقة بالعصر اليونانى

    أوراق البردى اليونانية التى تم جمعها من الحفائر.لتعرضها بالمتحف، وكذلك

    أما عن اآلثار اإلسالمية، فيعود اإلهتمام بها إلى "لجنة حفظ اآلثار العربية" التى شكلها قتراح من مهندس نمساوى )أوجست سالزمان( لترميم ابناء على 1869الخديو إسماعيل عام

    صدور القرار بتشكيل اللجنة، ولم تتم مسجد الظاهر بيبرس، ولكن األمر لم يتجاوز حد ، أعاد الخديو توفيق تشكيل 1881دعوتها لإلنعقاد حتى نهاية عهد إسماعيل. وفى ديسمبر

    اللجنة من شخصيات أجنبية: إنجليز، وفرنسيين وإيطاليين وألمان، وكانت اللغة المستخدمة ، 1882اعاتها فى فبراير فى أعمال اللجنة هى اللغة الفرنسية. وقد عقدت اللجنة أول إجتم

    ثم تعطلت أعمالها بسبب حوادث الثورة المصرية ووقوع اإلحتالل البريطانى لمصر، برئاسة ناظر األوقاف محمد زكى باشا الذى أصبحت اللجنة 1882فإجتمعت فى ديسمبر

    تتبع وزارته. وظل عمل اللجنة قاصرًا على النظر فى ترميم المساجد القديمة التاريخية فى دود الميزانية الفقيرة التى ظلت فى حدود ما يقل قلياًل عن أربعة آالف جنيه سنويًا، حتى ح

    عندما قفزت الميزانية المخصصة لها إلى عشرين ألفًا من الجنيهات، ولم يتجاوز 1896عام )أى بعد ربع قرن من إنشاء 1906ما تم إنفاقه على ترميم اآلثار اإلسالمية حتى عام

    آالف من الجنيهات. 205اللجنة(

    فى فناء مسجد 1884وتولت "لجنة حفظ اآلثار العربية" إقامة "متحف الفن العربى" عام الحاكم بأمر هللا، حيث تكدست التحف المجموعة من هنا وهناك دون إتباع ألساليب العرض المتحفى، بل لم يكن هناك خبراء بالفن العربى )اإلسالمى( بذلك المتحف، ولم تهتم كتب

    تم رصد 1898"الدليل السياحى" الخاصة بمصر بذكر ذلك المتحف إال نادرًا. وفى عام إعتماد لبناء مبنى بباب الخلق يضم دار الكتب الخديوية ومتحف الفن العربى معًا، حيث تم

    )ويعرف اآلن بمتحف الفن اإلسالمى(. 1903إفتتاح المتحف عام

  • 18 www.RaoufAbbas.org

    أحد أعيان –مبادرة شخصية من مرقص سميكة وجاء اإلهتمام بإقامة "المتحف القبطى" بالذى راعه ما تتعرض له التحف القبطية من ضياع، فأخذ على عاتقه مهمة جمعها –األقباط

    والدعوة إلقامة متحف للفن القبطى للحفاظ عليها. وكان مرقص سميكة قد سعى لمد تاريخية، وهو ما كان ختصاص "لجنة حفظ اآلثار العربية" ليشمل ترميم الكنائس واألديرة الا

    تم تعديل تشكيل اللجنة لينضم إليها 1896عتراض البابا كيرلس الخامس. وفى عام ا محل عضوان من األقباط، وتم رصد إعتماد لترميم الكنيسة المعلقة. ولكن كيرلس الخامس ظل

    ، عتباره أمرًا يخص الكنيسة وحدهاامعترضًا على تدخل اللجنة فى أعمال ترميم الكنائس ب)وهو العام الذى أصبح فيه مرقص 1906وأخيرًا وافق البابا على ترميم الكنيسة المعلقة عام

    مقابل مساندة 1908سميكة عضوًا باللجنة(، كما وافق على إقامة "متحف قبطى" عام مرقص سميكة له فى مواجهة دعاوى اإلصالح التى تبناها المجلس الملى لألقباط

    ون "المتحف القبطى" تابعًا للكنيسة. وتم إفتتاح المتحف القبطى شترط أن يكااألرثوذكس. و .1914عام

    وقد حرص دونالد مالكولم ريد فى هذا الكتاب أن يؤرخ لرواد علم اآلثار المصريين، ممن مارسوا العمل األثرى ليدحض مقولة إن علم اآلثار علم غربى ال شأن ألهل الشرق به.

    هتمام الكتاب المصريين باآلثار، وألقى الضوء على ا وهكذا رأيناه يحرص على تسجيل الوعى بتاريخ مصر القديم وتراثها الحضارى عند المصريين، كما سجل فضل محمود الفلكى فى ريادة الحفائر األثرية فى اإلسكندرية )على نحو ما رأينا(، ولكنه أفرد مساحة أوسع من

    حمد كمال، وعلى بهجت، ومرقص سميكة دراسته لثالثة من رواد العمل األثرى المصريين: أ )بإعتباره صاحب فكرة المتحف القبطى(.

    وخالل تتبعه لتاريخ علم اآلثار المصرية والمتاحف من حملة نابليون بونابرت حتى عام عتباره التطور العلمى والمعرفى والثقافى فى مصر القرن ا ، لم يسقط المؤلف من 1914

    عامًا لدراسة موضوعه األساسى، فرسم للقارئ معالم تخذ منه إطارًا االتاسع عشر، بل النهضة العلمية والثقافية التى صاحبت مشروع محمد على من إقامة نظام التعليم الحديث إلى حركة الترجمة، إلى اإلتصال المعرفى بالحضارة األوروبية الحديثة. كذلك وضع بين

    عهد الخديو إسماعيل ومشروعه يدى القارئ العالقة بين التطورات التى شهدتها مصر فى

  • 19 www.RaoufAbbas.org

    الثقافى الشامل الذى تولى صياغته على مبارك بمساعدة رفاعة الطهطاوى. كما لم يفصل المؤلف بين اإلهتمام باآلثار من جانب األجانب، والموجة اإلمبريالية فى النصف الثانى من

    ال وتصريف القرن التاسع عشر التى استهدفت فتح األسواق الستثمار فائض رءوس األمو اإلنتاج، وسعت إلى حماية مصالحها من خالل الهيمنة السياسية على مصر.

    وهو إذ يتحدث عن محاوالت األجانب إبعاد المصريين عن ميدان اآلثار، يضع أمام القارئ صورة الصراع الذى دار بين المصريين واألجانب من أجل تحرير بالدهم من الهيمنة

    ين الرواد أحمد كمال وعلى بهجت واألجانب فى سياق العمل األجنبية، ويعالج العالقة بالوطنى الذى يهدف إلى الحفاظ على الهوية المصرية، ويحرص فى خاتمة الكتاب على أن يلقى الضوء على ما حدث لعلم اآلثار من تطورات بعد ما ملكت مصر أمرها بيدها، وما

    عنخ آمون( من آثار إيجابية على كتشاف مقبرة توتاتركته الكشوف األثرية المهمة )قبل الحركة الوطنية المصرية.

    لقد سبق للمؤلف أن قدم تاريخًا ثقافيًا لمصر من خالل دراسته لجامعة القاهرة، وكتابه الذى بين أيدينا اليوم يقدم تاريخًا ثقافيًا لمصر فى القرن التاسع عشر من خالل دراسته لتاريخ علم

    و ما يضفى على العمل أهمية خاصة، ويجعله مرجعًا أصياًل اآلثار والمتاحف فى مصر، وهلمن يريد الوقوف على تطور مصر الثقافى فى القرن الذى شهد التحوالت الكبرى فى تاريخ

    مصر الحديثة.

  • 20 www.RaoufAbbas.org

    عرفان وتقديرما كان باستطاعتى متابعة البحث فى موضوع هذا الكتاب بمصر لوال المنح التى حصلت

    ى للعلوم اإلنسانية" )من خالل مركز البحوث األمريكى بمصر(، عليها من "الوقف القومهايز ألبحاث أعضاء هيئة التدريس –ومن لجنة فولبرايت بمصر، وبرنامج فولبرايت

    بالخارج، وجامعة والية جورجيا بالواليات المتحدة األمريكية. وخالل عامين جامعيين رعاية د. جاب هللا على (، كنت موضع1999 – 98، 1988 – 87قضيتهما فى مصر )

    جاب هللا األمين العام للمجلس األعلى لآلثار بمصر، ود. حسنين ربيع نائب رئيس جامعة القاهرة، ود. رأفت النبراوى عميد كلية اآلثار بجامعة القاهرة، ود. رءوف عباس حامد وكيل

    طبيًا من د. كلية اآلداب بجامعة القاهرة، ومركز البحوث األمريكى بمصر. كما لقيت عوناً مختار الكسبانى من كلية اآلثار جامعة القاهرة. وحظيت بدعم وتشجيع الزمالء من جامعة والية جورجيا: العميد أحمد عبد العال، ورئيس قسم التاريخ بالجامعة: تيموثى كريمنز، وديان

    د. ويللن، وتحملت منحة كوين ألعضاء هيئة التدريس نفقات الفهرسة، كما ساعدنى كل من جيمس هينرمان وبالك يوسرى على إعداد الخرائط.

    ولعب األستاذان د. ل. كارل براون، ود. فرحات ج. زيادة دورًا فعااًل فى تشجيعى على المضى قدمًا فى هذا العمل، وتركت صداقة وزمالة عمرها ثالثين عامًا جمعتنى بوليم

    األصدقاء اآلخرين الذين قدموا كيفالند وروبرت هانتر بصماتها على هذا الكتاب، ومن بين لى مساعدات قيمة: أحمد عبد هللا، وجير باتشراتش، وإدموند بروك الثالث، وبروس كريج، وإسرائيل جرشونى، وآرثر جولد شمث جونيور، وعالء الحبشى، وفايزة هيكل وكينيث بركنز،

    سمير ومايكل رايمر، وجون رودنبك، وجاسون طمسون، ومى طراد، وجورج سكانلون، و سميكة، ودورالند وتكومب، وكارولين وليامز.

    كما لقيت مساعدة قيمة من د. عبد المنعم الجميعى، والسيد / مكرم نجيب اللذين غمرانى تصالى المتأخر بإريك جادى حائاًل دون أن ابكرمهما أثناء وجودى بمصر. ولألسف جاء

    ارات الببليوجرافية فى هذا الكتاب.أدخل على الكتاب سوى القليل من مقترحاته الممتازة واإلش

  • 21 www.RaoufAbbas.org

    وكدأبهما دائمًا كانت زوجتى باربرا جيبس ريد خير عون ومشجع وناقد موضوعى لهذا العمل.

    كما قدم األستاذ نيل آشر سلبرمان وأحد المحكمين المجهولين الذين استعانت بهم إدارة لكتاب. كما أدين بالفضل النشر بجامعة كاليفورنيا، قدما نظرات نقدية ثاقبة على مخطوطة ا

    لآلنسات لين ويتى، ولورا هارجر، ووبن ويتاكر من إدارة النشر بجامعة كاليفورنيا.

    وأذن لى بعض الناشرين باستخدام بعض المقتطفات من بحوثى التى نشرت لديهم مما يستوجب تقديم الشكر إلى مركز الدراسات الوثائقية واإلقتصادية والقانونية واإلجتماعية

    (، وفرانك كاس للنشر بلندن، وإدارة النشر بجامعة كولومبيا.SEDEJالقاهرة )سيديج ب

    وتبقى مسئولية اآلراء التى قدمتها فى هذا الكتاب من نصيبى وحدى.

    المؤلف

  • 22 www.RaoufAbbas.org

    مقدمةبالمثقفين األوروبيين أن يقدموا الشكر لفرنسا إلنتزاعها مسلة "جدير

    من أعماق الطمى المتراكم فى مصر، ومن الجهل البربرى للترك، فاألوروبيون هم أصحاب الحق فى اآلثار القديمة، ألنهم وحدهم يعرفون كيف يتذوقونها، فهى حقيقة تخص من لهم الحق الطبيعى فى

    رعايتها وجنى ثمارها".

    مور –كابتن فرانك سان ال

    (1835رحلة األقصر )

    "إنه لمؤسف حقًا أن تكون اآلثار آثارنا، والتاريخ تاريخنا، ولكن من يكتبون تاريخ مصر القديم ليسوا من المصريين ... غير أننا ال نملك سوى التعبير عن إعجابنا باألستاذ سليم حسن لبراعته فى علم اآلثار

    ائمة، والتى كان آخرها الهرم الرابع"وإلكتشافاته األثرية الد

    1932فبراير 26صحيفة "البالغ" المصرية

    يعالج هذا الكتاب الكيفية التى تناول بها المصريون )ومعظمهم من الوطنيين(، واألوروبيون )ومعظمهم من اإلمبرياليين(، حقبًا معينة من تاريخ مصر الممتد فيما بين غزو نابليون

    ، وإندالع نيران الحرب العالمية األولى.1798لمصر فى العام

    وتعود البداية األوروبية لعلم اآلثار فى مصر إلى زمن الحملة الفرنسية، فقد إكتشف الجنود ، واستطاع جان فرانسوا شامبليون أن يحل رموز 1799الفرنسيون حجر رشيد صدفة عام

    لك التاريخ، ففتح بذلك الباب النص الهيروغليفى المدون عليه بعد ثالثة وعشرون عامًا من ذ، 1908و 1858أمام علم "المصريات" الحديث. وعلى مدى نصف القرن الذى يقع بين

  • 23 www.RaoufAbbas.org

    لعب األوروبيون الدور الرئيسى فى تأسيس مصلحة اآلثار المصرية وأربعة متاحف تاريخية ى، هى: المتحف المصرى )للعصر الفرعونى(، والمتحف اليونانى الرومانى، والمتحف القبط

    نصف –ومتحف الفن العربى )ويعرف اآلن بمتحف الفن اإلسالمى(. وخالل نفس الفترة أحكم االستعمار األوروبى قبضته على مصر؛ مدفوعًا لتحقيق متطلبات الثورة –القرن

    الصناعية: الحاجة للقطن وغيره من المواد الخام، والسعى إليجاد أسواق وفرص استثمار ام مشكالت اإلنتاج الواسع، والصراعات بين الدول األوروبية. وبدا حتدافيما وراء البحار، و

    .1وكأن علم اآلثار واإلمبريالية يسيران معًا يدًا بيد

    –تدريجياً –وعندما تعرف المصريون على علم اآلثار عن طريق األوروبيين، بدأوا يدركون من الدور الحيوى الذى إمكانية استخدامه لخدمة أهدافهم الوطنية. وعندما أيقن المصريون

    ، راحوا يلتمسون السبل التى تتيح لهم تدريب -فى صياغة هويتهم القومية –يلعبه علم اآلثار اآلثاريين المصريين، وهيأ ذلك المسرح للتحدى الوطنى للهيمنة األوروبية على المؤسسات

    اآلثارية المصرية، وللتفسيرات الغربية اإلمبريالية لتاريخ مصر.

    عتبارات الجيوبوليتكية وحدها هى التى دعت األوروبيين فى القرن التاسع عشر إلى كانت اإلمحاولة السيطرة على مصر، ولكن الرؤية المبهرة لتاريخها السحيق أعطت تلك المحاوالت دفعة قوية. فقد أحس الغربيون الذين يطأون أرض مصر أنهم يدخلون عالم الفراعنة، عالم

    ومان، والقرآن، وألف ليلة وليلة. وقد عبرت فلورانس نايتنجيل عن هذه التوراة، واإلغريق والر العوالم األربعة فى جملة واحدة حين قالت: "هنا عاش أوزيريس وعباده، وسار إبراهيم

    ليتعلم مبادئ دينه ويدرس المسيحية، 2وموسى، وإلى هنا جاء أرسطو، وفيما بعد جاء محمد .3ت بإبنها إلى هنا ليفتح عينيه على النور"ولعل أم مخلصنا )السيدة مريم( جاء

    1ار" يعنى بدراسة المجتمعات القديمة من خالل ما يتم العثور عليه من آثار مادية فى الحفريات، وقد استخدمنا "علم اآلث

    المصطلح فى هذا الكتاب ليعنى "التاريخ القديم" )ويجمع بين الفلسفة والتاريخ(، وقد ساد هذا المعنى فى العقود األولى من

    ثار بجاعمة القاهر تتى اآلن، ويرك قسم اآلثار اسإسالمية فيها على التاريخ القرن العشرين. وأخذت بهذا المفهوم كلية اآل

    والفن أكثر من إهتمامه بالحفائر.2هذا نص اسإقتباس من نايتنجيل أورده المؤلف، ونقلناه بأمانة وال يعنى ذلك أن النبى محمد تعلم مبادئ الدين فى مصر.

    )المترجم(.3 Florence Nightingale, Letters From Egypt, A Journey on the Nile 1849 – 1850 (New York),

    33.

  • 24 www.RaoufAbbas.org

    ولم تكن تلك الزوايا الوحيدة التى رأى الغربيون من خاللها تراث مصر، فورثة السحر رأوا فى مصر منبع الحكمة السحرية، وال زال اإليمان بالسر الخفى لألهرام موجودًا حتى اليوم.

    وا السترداد مواقعهم المفقودة، وإن وتصور البعض اآلخر من الغربيين أنفسم صليبيين عادرتباطًا بفلسطين وسوريا، مثلما كان شعور الجنرال اللنبى عند دخوله القدس اكان ذلك أكثر

    فتقدوا ا. وراح الرومانسيون الذين 1920، والجنرال جورو عند دخوله دمشق عام 1917 عامدو "األرستقراطية الطبيعية" عالم ما قبل الثورة الصناعية فى بالدهم، راحوا ينشدون فى الب

    والمثل الخلقية الفطرية ورأى بريطانيو الهند فى المصريين الصفات الوراثية للشرقيين الذين يمكن حكمهم باألساليب التى استخدمت فى الهند. ولما كانت الحكمة غائبة عن الجميع،

    كان السؤال األساسى يتعلق بنوع الغرابيل التى يمكن

    ص استخدامها الستخالتصال احقيقة مصر، ومدى

    ذلك بالواقع المصرى وتعبيره عنه.

    وثمة رؤيتان فرنسيتان رتباط الغرب اترمزان إلى

    باآلثار المصرية طوال القرن التاسع عشر، أحدهما:

    من المجلد األول فاتحةكتاب "وصف مصر" الذى أعدته الحملة الفرنسية، وثانيهما: مبنى "المتحف

    عام فتتح االمصرى" الذى وال زال يستخدم حتى 1902

    اليوم، ففى فاتحة المجلد

  • 25 www.RaoufAbbas.org

    األول من "وصف مصر" رسم إطار زخرفى غنى، يدعو ناظره إلى الغوص فى مناظر النيل الخالبة من اإلسكندرية إلى أسوان

    . فهذه 4(1)انظر الشكل رقم بالد قديمة مليئة بالخرائب الفرعونية، وال نرى أثرًا

    نظرًا إسالميًا بينها. أو مللقاهرة، أو سكان مصر المحدثين. وعلى رأس اإلطار منظر عاٍر لنابليون فى صورة أبوللو أو اإلسكندر، يصوب رمحًا من عربته الحربية بينما يخر المماليك أمامه، ووراء "البطل" إثنتا عشرة من آلهات الفنون )فى األساطير اإلغريقية( يعدن إلى مصر الفنون لتستقر فى أرضها

    ألسطورية التى نبعت منها.ا

    ، وحديقة النصب 1902وبعد ذلك بقرن من الزمان، خلدت واجهة "المتحف المصرى" عام التذكارى لمؤسسة أوجست مارييت، أبطال علم المصريات األوروبى منذ نابليون )انظر

    (. وتضمنت 3، 2الشكلين قائمة رواد علم المصريات األوروبيين: ستة من

    سة من الفرنسيين وخمالبريطانيين، وأربعة من األلمان، وثالثة من اإليطاليين، وهولندى، ودانماركى، وسويدى )انظر

    4 ، انظر:1810 –فإنه لم ينشر إال فى 1809رغم أن المجلد األول من "وصف مصر" يحمل تاريخ

    Commission des monuments d'Egypt, Description de l'Egypt, vol. 1, Paris 1809,

    Frontispiece.

  • 26 www.RaoufAbbas.org

    (. وخلت القائمة من أسماء المصريين. وثمة لوح تذكارى آخر أكد المدخل 4الشكل الكالسيكى الذى أطال من خالل الغرب النظر إلى مصر القديمة، إذ يبرز اللوح هيرودوت،

    حتل ذلك اللوح مكانه بين ألواح أخرى خلدت حكام مصر امانيتو، وهورا بوللو. و وإراتوس، و القدامى والعلماء المحدثين.

    وعلى جانبى مدخل المتحف، نحت تمثاالن جداريان يمثالن إلهة الوجه القبلى، وإلهة الوجه

    ( 5البحرى )انظر الشكل يرتدى كل منهما "عباءة مبتلة"

    اثيل على نحو ما جرت عليه تمالنساء عند اإلغريق، حيث تكشف تلك العباءة عن

    تفاصيل الجسد، وذلك فى وقت كانت فيه نساء الطبقة العليا فى مصر يعشن فى عصر الحريم وال يستطعن الخروج من بيوتهن دون نقاب. وجاء نقش إسم الخديو عباس حلمى

    الثانى على المدخل طبيعيًا، ولكنه لم يقدم ر الوطنية )انظر الشكل ترضية كافية للمشاع

    (، فقد كتب النص بالالتينية التى ال يعرفها إال 6الندرة من المصريين، وجاءت إضافة السنة الهجرية إلى جانب السنة الميالدية كنوع من الترضية ولكنها كتبت بالالتينية أيضًا وبطريقة الترقيم الرومانية. وقد تعنى بذلك واجهة المتحف

    "علم المصريات أوروبى عند المصريين أن: خالص، وهو العلم الذى كشف عن عظمة مصر القديمة التى تعد أصل الحضارة األوروبية، وأن

  • 27 www.RaoufAbbas.org

    المصريين المحدثين ال يستحقون أن يكونوا ورثة قدماء المصريين، فهم لم يصلوا إلى عظمتهم، ولم يأخذوا علم المصريات مأخذ

    .5الجد"

    وكان للمصريين نظراتهم هم فى مجال السياسة وعلم اآلثار، فعلى الصفحة األولى من أحد أعداد العام الخاصة ب

    لصحيفة األطفال المصرية "السمير الصغير" التى لم تعمر طوياًل، وضعت مصر 1899، فأشعة الشمس التى ترمز إلى 6(7الحديثة )انظر شكل وطنيةالقديمة فى بؤرة النهضة ال

    بدت فى زيها الوطنى، والتى توجه أنظار أطفالها إلى "نور المعرفة" تتجه نحو األم التىحتل عباس حلمى الثانى )وليس نابليون( قمة المشهد الذى أحاط به ااألهرام وأبى الهول. و

    أربعة من رموز اإلصالح من رجال الدولة والمعلمين والعلماء، ثالثة منهم يحتلون موقعًا مهمًا من كتابنا هذا، وهم: رفاعة

    ومحمود الفلكى، الطهطاوى، وعلى مبارك. وبذلك وضعت عند ختام القرن التاسع عشر البذور التى أنبتت أكلها فى العشرينات من القرن العشرين

    5 انظر:

    Benedict Anderson, Imagined Communities, 2nd

    ed. (London 1991), 181; Karl Baedeker,

    Egypt and the Soudan, 8th

    ed. (Leipzig 1929) 88.

    تيث يذكر أن فردينان فيفر هو النحات الذى صنع تمثالى إلهة الوجه القبلى وإلهة الوجه البحرى على جانبى مدخل

    المتحف.6 Bertrand Millet, Samir, Mickey, Sindbad et les autres: Histoire de la presse en Fantine en

    Egypt (Cairo 1987) 30 – 31.

    لتقديم المعلومات المصور لألطفال. 1897وقد تأسست "السمير الصغير" عام

  • 28 www.RaoufAbbas.org

    تسمت باإلعتزاز القومى بالماضى الفرعونى وعلم المصريات.االتى

    ن دعى العلماء الغربيون وشعوبهم حقهم فيه، فقد كاالم يكن العصر الفرعونى وحده الذى الرومانى –لألوروبيين فضل الريادة فى تأسيس متاحف أخرى فى مصر: المتحف اليونانى

    باإلسكندرية، ومتحف الفن العربى )اإلسالمى اآلن( بالقاهرة، وهم الذين ألهموا من أسسوا المتحف القبطى، وكما رأينا فى "المتحف المصرى"، عبر كل المتاحف الثالثة عن أحد

    قائمة، وعن عصر من عصور تاريخ مصر الضارب فى أعماق الزمن، الفروع العلمية التصلت بها، شعر المصريون بالحاجة إلى اومع وجود هذه المتاحف والحقول المعرفية التى

    تكوين وتدريب المتخصصين الذين يعطون مصداقية لتطلع المصريين إلى تولى مهمة دراسة وتفسير مختلف عصور تاريخهم المديد.

    ع تأسيس المتاحف ليعكس أولويات اإلهتمام األوروبى بمصر أكثر من تعبيره عن وجاء تتابهتمام ا األولويات المصرية. فجاء تأسيس "المتحف المصرى" لآلثار الفرعونية نتيجة

    األوروبيين بالكشف عن الحضارة المصرية القديمة، وكان اإلهتمام باإلغريق تأكيدًا ألهمية الغربية. وتسمية "المتحف المصرى" وعلم "المصريات" تعكس هذه الحضارة كأصل للحضارة

    األهمية الكبرى التى يوليها الغرب للعصر الفرعونى، وكان من المنطقى أن يتضمن علم المصريات دراسة لتاريخ مصر فى مختلف عصور التاريخ، ولكن المصطلح صيغ فى

    –عتبار العصرين اليونانى ا منتصف القرن التاسع عشر ليعنى دراسة تاريخ مصر القديم مع بصورة أو –الرومانى والقبطى نتاجًا له. وهذا االستثناء للعصرين اإلسالمى والحديث يعنى

    .7"أن مصر فقدت هويتها عند نهاية تاريخها القديم" –بأخرى

    وجاء تأسيس متحف القاهرة للفن العربى تاليًا لتأسيس "المتحف المصرى" نتيجة عمل "لجنة ، وكان تأسيس اللجنة لهذا المتحف الذى 1881لفن العربى" التى تأسست عام حفظ آثار ا –تعبيرًا عن إفتتان أهل الغرب باآلخر "الشرقى"، وال يدخل هذا اإلهتمام 1884افتتح عام

    فى نطاق سعى الغرب للبحث عن جذوره الحضارية. –بحال من األحوال

    7 A. Zvie, "Lgypte ancien ou l'Orient perdu et retrouve" in D'un Orient l'autre, 2 vols, (Paris

    1991), 1:38.

  • 29 www.RaoufAbbas.org

    الذى لم يقم بالقاهرة، وإنما أقيم 1892ام الرومانى ع –وأعقب ذلك تأسيس المتحف اليونانى باإلسكندرية العاصمة البطلمية لمصر. ومن السهولة بمكان تعريف األوروبيين فى إطار

    الرومانية أكثر من حضارتى مصر القديمة واإلسالم. فقد قلل –الحضارة اإلغريقية رد نقطة إرتكاز فى عتبروها مجا الكثيرون من فضل مصر القديمة على اليونان والرومان، و

    الرومانية العظيمة. ومع وجود العديد من المتاحف التى –الطريق إلى الحضارة اليونانية ضمت آثار اليونان والرومان فى أوروبا، كان إنشاء متحف آخر بمصر ال يحتل األولوية.

    ، ومع وجود نخبة من البريطانيين المثقفين ممن حكموا مصر، 1892ولكن بحلول عام ود جاليات أوروبية كبيرة، أصبح الوقت مناسبًا إلقامة هذا المتحف، ففى إيطاليا كانت ووج

    الطبقات العليا تبحث منذ عصر النهضة عن اآلثار الرومانية القديمة وأعطى القوميون الذين أسسوا الوحدة اإليطالية فى القرن التاسع عشر دفعة جديدة لتلك الجهود، وتعاقب على

    الرومانى ثالثة من المديرين اإليطاليين الذين بذلوا الجهود لدعم –ليونانى إدارة المتحف ا الجانب الثقافى من مطالب بالدهم فى تلك الوالية القديمة من واليات اإلمبراطورية الرومانية.

    آخر المتاحف األربعة التى تمت إقامتها –1908الذى أسس عام –وكان المتحف القبطى ثوليك والبروتستانت فى الغرب ينظرون إلى الكنيسة القبطية منذ زمن فى مصر، لقد ظل الكا

    واليهود –بعيد على أنها هرطقة تعكس عيوب "البيئة الشرقية". ولكن المسيحيين الغربيين إهتموا بعلم اآلثار إلقامة الدليل على صحة الكتاب المقدس فى مواجهة دعاوى –فيما بعد

    ًا لقضيتهم. وقد جاسوا خالل فلسطين وبقية بالد الهالل العلمانية والنزعة العلمية، دعمالخصيب بحثًا عن األدلة األثرية التى تدعم دعواهم، وكان من الصعب عليهم تجاهل بلد

    رتبط بها يوسف، وموسى، والمسيح، وأمه مريم، والقديس مرقص. االنيل )مصر( التى ن إبتدعوا نظام الرهبنة ويرجع األقباط أصل كنيستهم إلى القديس مرقص، وهم الذي

    المسيحية. وفى التسعينات من القرن التاسع عشر، إهتم بعض األوروبيين بالفن القبطى والعمارة القبطية، وكان حماسهم مصدر إلهام مرقص سميكة فكرة تأسيس "المتحف القبطى"،

    ترعاه وكان المتحف فريدًا فى نوعه، يديره مؤسسه المصرى، وال يخضع لسلطة الدولة وإنما الطائفة القبطية.

  • 30 www.RaoufAbbas.org

    والغرض الرئيسى لهذا الكتاب هو كتابة تاريخ المصريين المحدثين من خالل دراسة تاريخ رتبطت بهم: علم المصريات، والدراسة القديمة اهذه المتاحف والمؤسسات والعلوم التى

    ية فى تاريخ تلك )الكالسيكية(، والدراسات القبطية، والفن والعمارة اإلسالمية. فالكتابات الغربحتفت االعلوم تعكس عادة النظرة اإلمبريالية التى طبع بها ذلك العصر، وحتى الكتابات التى

    بالبحث فى المفاهيم األكثر شيوعًا –أيضاً –بها، همشت دور المصريين. ويهتم هذا الكتاب ومدى صلتها –فى مصر والغرب على حد سواء –عن المصريين فيما يتعلق بماضيهم

    اإلمبريالية، والقومية والهوية المصرية.ب

    وكانت تلك التطورات التى شهدها علم اآلثار المصرى والمتاحف جزءًا من عملية دولية، سعت من خاللها الدول والشعوب لتقديم نفسها بإعتبارها "أممًا حديثة"، وكان البون شاسعًا

    ية الكبرى: بريطانيا، أو فرنسا، أو بين أن يكون أو ال يكون المرء مواطنًا إلحدى الدول الغربألمانيا، أو حتى الواليات المتحدة األمريكية، تلك الدول التى حظى نفوذها السياسى

    عتراف العالم أجمع. وكانت المتاحف التى أنشئت فى المستعمرات كمصر اواإلقتصادى بتقلة شبه الطرفية والهند، ساحات متميزة للنضال من أجل االستقالل الوطنى. أما البالد المس

    كاليونان وإيطاليا، واإلمبراطورية الروسية، والمكسيك. فقد بذلت فيها جهود مضنية لدراسة مالمح علم –بدرجات مختلفة –وعرض ما يتصل بماضيها لخدمة أهداف توسعية عكست

    اآلثار فى البالد المستقلة والمستعمرة على السواء.

    مستويات خمسة: أواًل، المقابلة بين التواريخ المألوفة ويحاول هذا الكتاب تقديم أطروحة ذاتزال علم اآلثار المصرية يحتاج لآلثاريين الغربيين والتاريخ المهمل لنظرائهم المصريين، فال

    إلى أن يكتب عنه الكثير حتى بعد ميشيل فوكو، وإدوارد سعيد، وعودة اإلهتمام بأنطونيو فة التقدمية، الموضوعية، "العلمية". فالذين جرامشى، والفرضيات الوضعية حول المعر

    يحتلون على مسرح علم اآلثار المصرية دور "البطولة" هم: شامبليون، ريتشارد ليبسيوس، شارل ماسبيرو، أدولف إرمان، فلندزر بترى، هوارد –كاميل –أوجست مارييت، جاستون

    ن بإعتبارهم مالحظى كارتر، جيمس برستيد، وجورج ريشنر. بينما تحجب الظالل المصرييعمال أكفاء، وخدم مخلصين، وعمال، ولصوص جبانات، وتجار عاديات، وموظفين معوقين للعمل، ووطنيين مهووسين. ومن المقابالت التى ال جدال فيها، مقابلة شامبليون

  • 31 www.RaoufAbbas.org

    ورفاعة الطهطاوى، وكذلك إدوارد لين ورفاعة الطهطاوى، وماسبيرو وأحمد كمال، وماكس بهجت، على نحو ما فعلنا فى هذا الكتاب لتحدى الفكرة السائدة عن تفرد هيرتز وعلى

    الغربيين فى علم اآلثار المصرية، دون أن نقلل من حجة مساهمات الغربيين أو نبالغ فى مساهمات المصريين أو أوجه التشابه بين الفريقين، ولندحض الفكرة القائلة باستحالة إلتقاء

    ًا محضًا، يلعب المصريون فيه دور المتفرج.يثار كان غربالطرفين، وأن تاريخ علم اآل

    Who Was Who( من موسوعة أعالم علم المصريات )1951لقد أسقطت الطبعة األولى )in Egyptology إسم رائد المصريات المصرى أحمد كمال، ولم يذكر فى الطبعتين الثانية )

    ( 1995ه الموسوعة البريطانية الشهيرة )والثالثة إال عرضًا، وإن خصته الطبعة الثالثة من هذسطرًا. وال 134سطرًا، ونصيب بترى 82بعشرين سطرًا، على حين كان نصيب ماسبيرو

    شك أن ماسبيرو وبترى كانوا عمالقين، ولكن التعامل مع أحمد كمال بهذا القدر من العلم" من اإلهمال يحتاج إلى تفسير. إن الموسوعات من هذا النوع تهدف إلى استخالص "

    عتبارها اإلنتماء القومى لألعالم أو الصراعات ا السياق السياسى اإلجتماعى، وال تضع فى الشخصية ولكن ما فعلته "موسوعة أعالم علم المصريات" يحول دون فهم علم المصريات

    . كانت سيادة اللغات اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية فى حقل 8كما عاشه أولئك الرواد ت أحد العوامل المهمة التى أعطت لألوروبيين ميزة بارزة فى هذا المجال.المصريا

    أما المستوى الثانى لألطروحة فهو وضع تاريخ علم اآلثار والمتاحف فى المجرى العام حتدام الحركات الوطنية فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، زعم التاريخ مصر الحديث. فبعد أقاموا أسس علمهم على قواعد الموضوعية ونبذ المنفعة. وفى علماء اآلثار الغربيون أنهم

    فتراض أن األهداف السياسية كانت االعقدين الماضيين تعرض هذا الزعم لهجوم متزايد ب، ولكن بالنسبة لمصر بدأت عملية إعادة التقويم. فال يذكر 9كامنة وراء علم اآلثار فى الغرب

    ار علماء المصريات، ولكن يجب أن يذكرا أيضًا مارييت وماسبيرو إال بإعتبارهما من كب

    8 W. R. Dawson, Who Was Who in Egyptology (London 1951), W. R. Dawson and Eric P.

    Uphill, 2nd

    ed., (1972); W. R. Dawson, Eric P. Uphill and M. L. Bierbrie, 3rd

    ed., (1995). 9 Bruce Trigger, A History of Archaeological Thought (Cambridge, Mass., 1989; Bruce

    Kuklick, Puritans in Babylon: The Ancient Near East and American Intellectual Life 1880 –

    1930 (Princeton, N, J., 1996): Suzanne L. Machand, Down From Olympus, Archaeology and

    Philhellenism in Germany, 1750 – 1970, (Princeton, N. J., 1996).

  • 32 www.RaoufAbbas.org

    بإعتبارهما ممثلين بارزين لإلمبريالية فى عصرهما، وعناوين مثل "إغتصاب النيل"، و"إغتصاب مصر"، و"إغتصاب توت عنخ أمون"، تعكس اإلعتراف الغربى الراهن بالجانب

    تترك الغربيين اإلمبريالى من علم المصريات فى القرن التاسع عشر، ولكن هذه الكتب .10يتصدرون المسرح، وتترك للمصريين دور "الضحايا"

    غير أن المؤرخين المصريين المحدثين ركزوا جهودهم فى مراجعة التاريخ على مجاالت أخرى، ولم ينل علم اآلثار إال القليل من إهتمامهم فالقليل من المصريين واألقل من الغربيين

    لى بهجت، أو مرقص سميكة وغير هؤالء من المصريين يعرفون شيئًا عن أحمد كمال، أو عالذين تناولهم هذا الكتاب معروفين بشكل أفضل، كالجبرتى، والطهطاوى، وعلى مبارك،

    ولكن علم اآلثار، والمتاحف والتاريخ القديم –وأحمد لطفى السيد، وطه حسين، والملك فؤاد سين عندما عين أستاذًا ال تدخل ضمن ما عرف عن هؤالء. ترى من يتذكر أن طه ح

    .11الرومانى وليس أستاذًا لألدب العربى ؟ –بالجامعة كان أستاذًا للتاريخ اليونانى

    وفى المستوى الثالث لألطروحة التى يقدمها هذا الكتاب، يتسع إطار النظر إلى تواريخ علوم والفن اإلسالمى، الرومانية، والدراسات القبطية، والعمارة –المصريات، والدراسات اليونانية

    ليضمنها جميعًا معًا. فمجال هذه العلوم األربعة هو ماضى مصر، ولكن المتخصص فى هتمامه إلى العصر ا واحد منها نادرًا ما يهتم بما يخرج عن إطار تخصصه، وأحيانًا يمتد

    السابق أو الالحق لمجال تخصصه. والتخصص فى واحد من هذه العلوم ضرورى بحكم وطرق الكتابة واألديان فى كل عصر من تلك العصور عنها فى غيره، ختالف اللغاتا

    ولكن حدود التخصص والعصور التاريخية قد تترك آثارًا سلبية على الدراسات نفسها. وقد إرتضى المؤرخون المصريون المعاصرون أن يتركوا تاريخ علم اآلثار لآلثاريين )ولهواة

    إلى نقص فى دراسة تاريخ علم اآلثار، فرغم أن الكتابة من غير المتخصصين(، مما يؤدى كتابة اآلثاريين فيه مطلوبة إال أن مؤرخى مصر الحديثة أقدر على وضع تطور ذلك العلم

    فى سياق تاريخ مصر الحديث.

    10 Brian M. Fagan, The Rape of the Nile (London 1975); Peter France, The Rape of Egypt:

    How Europeans Stripped Egypt of Its Heritage (London 1991); John and Elizabeth Romer,

    The Rape of Tutankhamun. (London 1993). 11هو "تاريخ الشرق القديم"، وقد قام بتدريسه 1919ن تدريسه بالجامعة المصرية عام كان المقرر الذى تولى طه تسي

    مرك اً على التاريخ اليونانى الرومانى وموقع مصر منه.

  • 33 www.RaoufAbbas.org

    ويتناول المستوى الرابع من أطروحة هذا الكتاب، اإلهتمام العلمى والشعبى بتاريخ مصر، البًا ما تقوم الدراسات التاريخية لعلم المصريات وغيره من فى مصر، وكذلك فى الغرب. وغ

    بتنحية األفكار الشعبية المتصلة بموضوع دراستهم، رغم ما –تخصصات اآلثار المصرية فى بعضها من إثارة للخيال: فاألدبيات الخاصة "بالولع بمصر" طرقت موضوعات فرعونية

    وأدب الرحالت، و