25
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ـــــــــــــــــــــ اﻟﺪﻛﺘﻮر: ﻣﺴﻌﻮد ﺷﻌﻨﺎن أﺳﺘﺎذ ﻣﺤﺎﺿﺮ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﻋﻼم ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮSummary : This study surveys the definition and development of the concept of human rights as well as the controversy that still exists between supporters of the idea of the universality of human rights and those who favor conformity with the specificities of each society. The study also questions the impact of globalization on the acceleration of the universality of human rights. The study tries also to address the double standards and selectivity through which major powers and international organizations handle their evaluation of Arab countries with respect to human rights. In the conclusion, the study makes three future scenarios through which it shows how states , which advocates cultural specifity of rights, maneuvers with international pressures that aim to impose a single global system of human rights. اﻟ ﻤﻠﺨﺺ: ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﺘﻌﺮﯾﻒ وا ﻟﻤﻔﮭﻮم واﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﻋﺮﻓﺘﮫ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻨﺎول اﻟﺠﺪل اﻟﺬي ﻻ ﯾﺰال ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﯿﻦ أﻧﺼﺎر ﻓﻜﺮة ﻋﺎﻟﻤﯿﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺆﯾﺪﯾﻦ ﻟﻀﺮورة ﻣﻼﺋﻤﺔ واﻧ ﺴﺠﺎم اﻟﺤﻘﻮق ﻣﻊ ﺧﺼﻮﺻﯿﺎت ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺘﺴﺎءل اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻦ ﻣﺪى ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺮﯾﻊ ﺑﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎ ن أو اﻻﺗﺠﺎه ﻧﺤﻮ ﻋﻮﻟﻤﺘﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺪراﺳﺔ ﻧﺤﺎول ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﻄﺮق ﻟﻠﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﻤﺰدوﺟﺔ واﻻﻧﺘﻘﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﮭﺎ اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﺗﺠﺎه ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ﻋﻨﺪ ﺗﻘﯿﯿﻤﮭﺎ ﻟﻤﺪى اﺣﺘﺮام ھﺬه اﻷﺧﯿﺮة ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن. ﺛﻼث وﻓﻲ اﻷﺧﯿﺮ ﺗﻄﺮح اﻟﺪراﺳﺔ ﺳﯿﻨﺎرﯾﻮھﺎت ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ ﻧ ﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎدي ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﻀﻐﻮطﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﻔﺮض ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻋﺎﻟﻤﯿﺔ واﺣﺪة ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن.

نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

  • Upload
    others

  • View
    19

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسعود شعنان : الدكتور

جامعة الجزائر –أستاذ محاضر بكلية العلوم السياسية واإلعالم Summary : This study surveys the definition and development of the concept of human rights as well as the controversy that still exists between supporters of the idea of the universality of human rights and those who favor conformity with the specificities of each society. The study also questions the impact of globalization on the acceleration of the universality of human rights. The study tries also to address the double standards and selectivity through which major powers and international organizations handle their evaluation of Arab countries with respect to human rights. In the conclusion, the study makes three future scenarios through which it shows how states , which advocates cultural specifity of rights, maneuvers with international pressures that aim to impose a single global system of human rights.

:ملخص الھذه الدراسة تتعرض للتعریف

لمفھوم والتطور الذي عرفتھ منظومة واحقوق اإلنسان ، كما تتناول الجدل الذي ال یزال قائما بین أنصار فكرة عالمیة حقوق اإلنسان وبین المؤیدین لضرورة مالئمة

.سجام الحقوق مع خصوصیات كل مجتمعوانكذلك تتساءل الدراسة عن مدى

ظاھرة العولمة على التسریع بعالمیة حقوق من خالل ’ن أو االتجاه نحو عولمتھا اإلنسا

الدراسة نحاول كذلك التطرق للمعاییر المزدوجة واالنتقائیة التي تتعامل بھا الدول الكبرى والمنظمات الدولیة تجاه بعض الدول عند تقییمھا لمدى احترام ھذه األخیرة لحقوق

.اإلنسان وفي األخیر تطرح الدراسة ثالث

ستشف من خاللھا سیناریوھات مستقبلیة نكیفیة تعامل الدول التي تنادي بالخصوصیة مع الضغوطات الدولیة التي ترید أن تفرض

.علیھا منظومة عالمیة واحدة لحقوق اإلنسان

Page 2: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 228 -

: ة ـــــــــدمــمقمن – الثانیةبعد الحرب العالمیة السیما – اإلنساناالهتمام الدولي بحقوق یعد

اإلنسانالرغم من حداثة منظومة حقوق على ام الدولي المعاصر ، و للنظأهم السمات الممیزة كانت قد تداولتها اإلنسانإال أن جل المبادئ والمواد التي جاء بها اإلعالن العالمي لحقوق

، وهي المتعاقبةالبشریة عبر المراحل التاریخیة هامختلف الحضارات اإلنسانیة التي عرفتمعروفة مثل العدالة والحریة والمساواة واإلخاء والتي نادت صارتمرتبطة على العموم بقیم

.بها مختلف الثورات العالمیة ولي یركز على السالم واألمن وتقریر مصیر الشعوب أن كان المجتمع الدوبعد ها البشریة ، بدأ االهتمام منمن االستعمار ، نظرا للحروب والویالت التي عانت للتخلص

العالمي الذي اإلعالنوخاصة بعد اإلنسانر وتجسید مبادئ حقوق الحقا بالعمل على نش .)1( 1948دیسمبر 10صدر في

ز احترام حقوق اإلنسان عز العالمي لحقوق اإلنسان جاء لیشجع وی إلعالنإن هذا ا .الدیناللغة أو وأاعتبار لفارق الجنس والحریات األساسیة دون إعطاء أي

اإلعالن هذا ق عنبثمفهوم حقوق اإلنسان المن استطاع هل مة،ومع بروز ظاهرة العول وعلیهأم " العالمیة " العالمي لحقوق اإلنسان أن یعكس ویعبر عن مختلف القیم والثوابت والمبادئ

قیم ومبادئ وثقافة المجتمعات والحضارات األخرى غیر الغربیة ؟ أم أنه تجاهل أو تناسى تحمل خصوصیة الثقافة و والتي في حد ذاتها تعكس ،یةأنه ركز على القیم والثوابت األورب

. ؟ األوروبیةالواقع وتحاول التعرض في إیجاز تستقرئانطالقا من هذه اإلشكالیة فان الدراسة

بین مفهومي عالمیة فرقثم التعرض للومن اإلنسان في الحضارات المختلفة ، لمفهوم حقوق تحدث على الساحة الدولیة بعد بدأت عیات التيوالتطورات والتدا اإلنسانوخصوصیة حقوق

.ظهور ظاهرة العولمة تصورا مستقبلیا لكیفیة تعامل المنادون تقدیم الدراسة حاولتوفي األخیر الملموس للعولمة مع هذا المد ،في مجال حقوق اإلنسانالثقافیة بالخصوصیة أو النسبیة

حیانا وتتناقض مع مبادئ وقیم بعض المبادئ التي تتعارض أ الذي یرید أن یفرض بعض : ومن فرضیات الدراسة ما یأتي .منهاالمجتمعات خاصة اإلسالمیة

Page 3: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 229 -

مع المد الذي تعرفه ظاهرة العولمة فإن الخصوصیات الثقافیة في مجال حقوق -، سوف تضطر إلى التكیف مع القیم العالمیة التي رسمها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان

.اإلنسان مجاالت تتقاطع فیها مختلف الثقافات ویمكن بواسطة الحوار الجاد التقارب هناك -

و االهتداء إلى إیجاد أرضیة مشتركة یعتمد علیها في بناء منظومة حقوق إنسان دولیة .یشترك فیها الجمیع

نظرا للمقومات والمبادئ الثقافیة والحضاریة التي تمیز المجتمعات البشریة -وال یقبل م فإن كل مجتمع سوف یعمل على الحفاظ على قیمه ومبادئه واإلنسانیة عبر العال

. بالتنازل عنها والذوبان داخل قیم مجتمع أخرر حقوق اإلنسان و من هذا المنطلق تنقسم الدراسة إلى ثالثة محاور أوال مفهوم وتط

عین عبر التاریخ، ثانیا مفهوم عالمیة وخصوصیة حقوق اإلنسان و حجج ومبررات المدافثر على الدول التي تنادي قة العولمة بحقوق اإلنسان وكیف تؤ على كل اتجاه ، ثالثا عال

. ضع تصور مستقبلي لهذه العالقة بالنسبیة الثقافیة مع و : حقوق اإلنسان وتطور مفهوم: أوال

هي تلك القواعد والمعاییر الدولیة التي تساعد على حمایة جمیع اإلنسانإن حقوق شر من التجاوزات الخطیرة ضدهم في المجاالت السیاسیة والقانونیة واالجتماعیة بني الب

تطورت والتي ، في الحیاة وفي الحریة وفي عدم التعذیب الحق ومن أبرزها ،واالقتصادیة ،.... إلخ والسكن األرض فى حقالإلى الحق في بیئة نظیفة و تعبر التاریخ حتى وصل

لشمولیته نظرا اإلنسانلحقوق محددنه یمكن إعطاء تعریف وبدون الولوج في التفاصیل فاحقوق اإلنسان هي تلك الحقوق المتأصلة في " : وهو مستمد من تعریف األمم المتحدة

والتي تهدف إلى ترقیة وتنمیة ،طبیعتها والتي تكرس مبادئ وقیم العدالة والحریة والمساواة " . كإنسانعیش والتي بدونها ال یمكن أن ی ،اإلنسان وتكریمه

والمصدر األساس للمفهوم المعاصر لهذه الحقوق هو اإلعالن العالمي لحقوق سواء على المستوى ومعاهدات أخرى خاصة بترقیة حقوق اإلنسان مواثیقاإلنسان وعدة

.عبر التاریخ ؟ اإلنسانلكن كیف تطورت فكرة حقوق . الدولي أو اإلقلیمي أو الوطني : لحقوق اإلنسان التطور التاریخي

Page 4: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 230 -

حضارة كعرفت العصور القدیمة مجموعة من الحضارات : في الحضارات القدیمة -1 باإلنسانعرفت مبادئ خاصة التي و . اإلغریقیةبابل وحضارة مصر القدیمة والحضارة

إلیهیمكن مقارنتها بما وصلت ال إنه الإ ،اإلنسانحمایة إلىوحریته ، كانت تهدف لم توضع في القدیم قانونا ألنها اإللزامبصفة لحقوق االنسان المدعمة هتمامات الحدیثةاإل

. ، كما هي اآلن واضحة المعالم في شكل قوانین أو نصوص أو مواثیق .ومع ذلك یمكن االعتماد على هذا التطور التاریخي لفهم حقوق اإلنسان بصفة أفضل

دق ، وأشتهر حامورابي في عرفت مصر الفرعونیة قانونا یقوم على الحق والعدل والصالحضارة البابلیة بقوانینه المشهورة لحكم البالد حیث كانت تهدف لتحقیق العدالة ، وفي

على أساس المحبة بین الناس ونشر العدالة اقیم دعوتهت یةحضارة الهند القدیمة كان البوذ .وتحقیق المساواة

الحضارة اإلغریقیة هو أهم ماعرفته : حقوق اإلنسان في الحضارة اإلغریقیة -وعلى اعتبار أن الدیمقراطیة هي أسلوبهم األمثل للحكم كانت حریة المشاركة في الحكم

للفرد بالحریة الشخصیة رفلم یكن یعت إال أنهنظرتهم لإلنسان أنه األصل في كیان الدولة، الحریة في ولكن مفهوم الحریة في دیمقراطیة أثینا تختلف عن مفهوم وال للجمیع بممارستها

فالحریة عند قدماء اإلغریق كانت تعني حریة المواطن بصفته " الدیمقراطیات المعاصرة عضوا في المجتمع دون أن یمتاز بالحریات المدنیة الحدیثة مثل

)2( "الحریة الشخصیة وحریة التملك وحریة العقیدة وحریة السكن -ة عند الرومان تعني كانت الحری: حقوق اإلنسان في الحضارة الرومانیة -

المشاركة في الحیاة السیاسیة، على خلفیة الحكومة الشعبیة التي یشارك فیها جمیع األفراد ، ولقد عرفت الحضارة الرومانیة الملكیة الفردیة والجماعیة لألرض ، أما الحریة الدینیة فكانت

العملیة إال األحرار ال یشارك في " ،وكان االنتخاب عندهم هو أساس اختیار الحاكممعدومة وكان المجتمع مقسم إلى طبقتین طبقة األشراف وطبقة العامة ، وال توجد مساواة " األثریاء

.بینهم أمام القانون . )3(منذ والدتها ةمن هذه الحقوق فهي تابع اوكانت المرأة ال تملك أی

- یمقراطیة والقانونللد -هما تبنی على الرغم من ن اإلغریقیة والرومانیةاوكانت الحضارت االسترقاق والتمییز بین المواطنین األصلیین واألجانب وبین الجنسین الذكر واألنثىتقران . هافي أوج ازدهار هيو حتى

Page 5: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 231 -

عند التعرض لمفهوم حقوق اإلنسان في :حقوق اإلنسان في الدیانات السماویة -2ي تأسیس الوعي بحریة اإلنسان ما ساهمت به فالدیانات السماویة فإنه یجب التمییز بین

حیث جعلت اإلنسان هو مدار ( وحقه في العیش الكریم باعتبارها ذات مصدر أالهي واحدوبین تطبیق هذه الدیانات في حیاة المجتمعات وما عرفته من انحراف وتطرف في ) الكون

.ة نظرا لكثرة المذاهب واختالف الرؤى حتى داخل الدیانة الواحد ،بعض المجتمعاتفي نفوس في أصولها األولى غرست الدیانة الیهودیة : الدیانة الیهودیة -

ومصالحه ونادت بالجزاء على ،اعتبارات المصلحة القومیة وقواعد العنایة بالشعبأتباعها للتحریفات التي وقعت في التوراة فان مفاهیم جدیدة لكن نظرا ،الفضیلة والعقاب على الرذیلة

بعدم إقرارهموهذا یعني ،الیهود بأنهم شعب اهللا المختار إظهارمثل شوهت هذه الدیانةتحریفات إلى، إضافة اإلنسانالمساواة مع بني البشر وهي صورة من صور انتهاك حقوق

فان الممارسة الدینیة الیهودیة وباختصار .نفسهلكتاب المقدس ا طالت وتأویالت أخرىسماویة ألنها بعیدة الدیانة ال من ریة ، ال یمكن اعتبارهابالمفاهیم المحرفة المبنیة على العنص

. )4( عن مبادئ العدل والحریة والمساواة واحترام الحقوق الطبیعیة لإلنسانكانت الدیانة المسیحیة دعوة دینیة خالصة ، فلم تهتم : الدیانة المسیحیة -

التسامح والمحبة إلىبنظام الحكم الذي تفضله ، فاكتفت بإعالن حریة العقیدة والدعوة . تحقیق المثل العلیا إلىوكانت تهدف

ألنه ،على أساس المحبة واالحترام والتقدیر اإلنسانهو تكریم وأهم ما أكدت علیه مخلوق من طرف اهللا الذي خصه بهذه الكرامة ، وفكرة اإلخاء والمحبة في المسیحیة تتضمن

الممارساتبعض هناك مع مالحظة أن ،واحترام الشخصیة البشریةالمساواة والحقوق . مختلفة عن بعضها البعض أدت لوجود عدة مذاهب ته الدیانة االمحرفة له

لقد أقر اإلسالم بالحقوق والحریات العامة لجمیع الناس : الدیانة اإلسالمیة - ،بدون تمییز بینهم بسبب الجنس أو اللون أو العقیدة أو الوضع االجتماعي أو االقتصادي

ستغني عنها ألن اهللا هو الذي منحها یوال" أزلیة " اإلنسانه فان اإلسالم یعتبر حقوق وعلیومن ،الجماعیة المصلحةالفردیة و المصلحةوالشریعة اإلسالمیة قامت بالتوفیق بین ،للبشر

المجتمع اإلسالمي في اإلسالم هي العدالة والحریة علیها یقومالمبادئ واألسس التي ، كما أن األحكام التي جاء بها اإلسالم ترتقي بمكانة ئمة على اإلنصافالقا والمساواة

مما جعلهامطلقة صالحة لكل زمان ومكان عامة و اإلنسان الذي كرمه اهللا ، لذا فهي أحكامإلى تهدفوالمكون األساسي ألركان الدولة التي )5(النظام السیاسي واالجتماعي أسس من

حقوق االنسان في االسالم لیست منحة : " كما قال محمد الغزالي ، و التنمیة الشاملة لإلنسان

Page 6: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 232 -

نما هي حقوق الملكمن وال الحاكم أو إقرارا صادرا من سلطة محلیة أو منظمة دولیة وا )6( مصدرها إالهي ملزمة التقبل النسخ وال التعطیل وال التغییر أو التنازل عنها

حفظ الدین : لكلیات الخمس وهي اإلسالم یهدف لحمایة ما یسمى باولهذا ، فوهذه تمثل في عصرنا الحالي الحقوق المدنیة والسیاسیة والنسل والعرض والمال والعقل ،

.والثقافیة واالجتماعیة واالقتصادیة معا :حقوق اإلنسان من عصر النهضة إلى بدایة القرن العشرین -3 : عصر النهضة -

كان أول إال أنه ،ذي كان یؤید الحكم المطلقافیلي الیمن أبرز مفكري عصر النهضة میكوأباح للشعوب استعمال ،حیث قال ال حریة دون مساواة ،عن الحریة االمفكرین الذین دافعو

وكان لفالسفة العقد االجتماعي كذلك ،العنف للحصول على حقوقها في الحریة والمساواةجون لوك و مونتسكیو اللذین دافعا مثل ،اإلنسانفي التطور الفكري لمفهوم حقوق ابارز ادور

حیث كان یرى أنها الوحیدة ،. السیادة الشعبیةوجون جاك روسو الذي ناصر )7( عن الحریة .الكفیلة بحمایة حقوق األفراد وحریاتهم

إن األساس الذي انطلقت منه المدارس الفلسفیة في القرن الثامن عشر في الغرب في الدعوة و ،رة الحق الطبیعي التي بدورها أدت إلى نظریة العقد االجتماعيإلى حقوق اإلنسان هو فك

ورأى بأن هناك تالزم حتمي ،بعد ذلك ربط الفكر الرأسمالي بین الحقوق الطبیعیة والفردیة .بینهما : اإلعالنات التاریخیة المرتبطة بحقوق اإلنسان -

كانت هناك 1948دیسمبر 10 الصادر فى قبل اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على وجه عدة وثائق أخرى صدرت في كل من بریطانیا، فرنسا والوالیات المتحدة األمریكیة

.التحدیدالعهد األعظم أو ( هي انجلیزیة هامة أول وثیقة: اإلعالنات اإلنجلیزیة -

،ملك دستوریاوالتي جاءت لتحد من سلطة ال 1215لعام )Magna-kartaالماغناكارتا لن یقبض على ( ومما جاء فیها ،وقد استفاد منها الشعب بحصوله على المزید من الحریات

كانت إال بعد محاكمة رجل حر أو یسجن أو یحجز أو یتشرد أو ینفى بأي وسیلة ....)قانونیة

Page 7: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 233 -

قانون الحریة 1676مذكرة ملتمس الحقوق وفي عام 1628وصدرت في عام .) Bill of rights(صدرت وثیقة قانون الحقوق 1683عام الشخصیة وفي

هو الذي 1776كان إعالن استقالل الوالیات المتحدة عام : اإلعالنات األمریكیة - ( أسس لبقیة اإلعالنات المتعلقة بحقوق اإلنسان ، حیث جاء في مقدمة إعالن االستقالل

اهم بحقوق مؤكدة غیر قابلة للتخلي بلق قد حأن الناس جمیعا خلقوا متساوین ، وأن الخافي نفس السنة حررت وثیقة و ، )8( )الحیاة والحریة والسعادة في الحق هاعنها ، ومن ضمن

،تم تعدیل الدستور األمریكي 1791-1789بین ماوفي الفترة ،فرجینیا إلعالن الحقوقطت ضمانات جدیة للحریات أعالتي ،حیث نظم إعالن الحقوق للدولة االتحادیة األمریكیة

،إلغاء الرق وتثبیت مبدأ المساواةفي تمثلت 1865الفردیة ثم لحقت تعدیالت أخرى في سنة .وأخیرا منح المرأة حق االنتخاب

1789لقد تضمن إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة : اإلعالنات الفرنسیة - : أربع مبادئ أساسیة

.حریة والمساواة حقوق طبیعیة مقدسة لإلنسان أن الحیاة وال -* .أن هدف المجتمع السیاسي هو المحافظة على حقوق اإلنسان -* .أن ال حد للحریة سوى الحدود الناجمة عن ممارسة الغیر حقوقه الطبیعیة -* .أن القانون بدوره محدود -*

هذا األخیر ،1848وفي 1793وفي 1791وصدرت دساتیر أخرى في سنة وأهم ما جاء فیه إلغاء الرق فوق كل ، 1789الذي كرس الحقوق التي جاء بها إعالن

لغاء عقوبة اإلعدام .األراضي الفرنسیة وا :عالمیة وخصوصیة حقوق اإلنسان : ثانیا

العالمیة والخصوصیة على المستوى الفكري تم تداولها في الستینیات من القرن ث كان بعض المفكرین یدعون إلى تغییر األدوات النظریة المختلفة وتوحیدها الماضي، حی

.تم التعامل بها من طرف جمیع بني البشرالمیة، وبالتالي تصبح صالحة لكي یلتصبح عفكرین المنتمین لحضارات مختلفة ومنهم مولكن في نفس الفترة كان هناك من ال

التصور ودافعو على خصوصیة مجتمعاتهم إنطالقا من العرب والمسلمین الذین رفضوا هذا، وكان أغلبهم یرون بأن هذا الفكر )9( القیم والثقافة والحضارة التي یتمیز بها كل مجتمع

یدخل في إطار مفهوم االستعمار الجدید الذي یرمي للسیطرة على الشعوب األخرى

Page 8: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 234 -

ستغاللها بوسائل مختلفة ومنها طمس الهویة والشخصیة ا التي و العقائدیة لقومیة والثقافیةوافماذا نعني بالعالمیة والخصوصیة في مجال حقوق اإلنسان و ماهي . تركب هذه الحضارات

.حجج ومبررات كل من أنصار االتجاهین : علیها المدافعینمفهوم عالمیة حقوق اإلنسان وحجج

عالمي الصادر سنة بحكم أن القواعد الحدیثة لحقوق اإلنسان انطلقت من اإلعالن ال فإن الطبیعة العالمیة لهذه القواعد تستمد من عالمیة الحقوق التي یجب على البشریة 1948ألن مصدرها ،عامة وشاملة یستفید منها كل أفراد المجتمع الدوليعلى أساس أنها ،حمایتها

ان حقوق وبقائه وضمال هذه یعبر عن اإلرادة المشتركة لكل الشعوب بهدف الحفاظ على ،إذا العالمیة من هنا تعني االشتراك في الحقوق والتوزیع العادل للثروة. تمتعه بإنسانیته

تتضمن وتشمل المبادئ التي هيو ،جمیع البشریةوجعل ما تستحوذ علیه األقلیة في متناول ، تشترك فیها مختلف األمم والحضارات في مجال حمایة حقوق اإلنسان والحریات األساسیة

و التي تضمنتها .تلك الحقوق والحریات التي عبر عنها اإلعالن العالمي ماعمو وهي سواء قبل أو بعد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أما الشعوب مواثیق ودساتیر مختلف

: الحجج والمبررات التي أستند علیها أنصار هذا االتجاه فهي كما یلي إلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي فكرة العالمیة هو ا أنصارأول ما یستند إلیه

االتحاد وهي ،عنه امتناع ثالث دول عن التصویت (رغم لم ترفضه أیة دولة في العالمحقوق أصبحت ال هذه فاإلعالن ینص على أن .)10( )السوفیتي وجنوب أفریقا والسعودیة

لإلنسانیة ، وبأن أعمالها هدف جماعي تهامسؤولیة عالمیة من خالل التأكید على عالمیطبقا للمساءلةمع إرساء مبدأ خضوع الدول تهاوترقی هاوالتأسیس لنظام دولي من أجل تعزیز

. )11( للقانون الدولي في حال عدم التزامها باحترام حقوق اإلنسانإن العدید من االتفاقیات الدولیة التي جاءت بعد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان

تضمنت اإلرادة العالمیة طبقا لما یؤكده میثاق منظمة األمم المتحدة والتي أشرفت علیها ،األمم المتحدة من ضرورة أن یشیع العالم احترام حقوق اإلنسان والحریات األساسیة للجمیع

حسب میثاق األمم فهي ،) ، فقرة ج 55المادة (تمییز بین الجنس أو اللغة أو الدین ال وبحقوق تتوفر هذه الوالوثائق الدولیة الخاصة ب ،بصفة مطلقة بشریةالالمتحدة تطبق على جمیع

التي تضم في عضویتها ،المتحدة فیها صفة العالمیة بحكم أنها صادرة عن منظمة األممبمكوناتها الروحیة والثقافیة واألخالقیة ،جمیع ممثلي الحضارات الموجودة في العالم

حیث صدق علیها ،على هذه الوثائق مهمةات اعتراض أیةولم تحدث ،وبمذاهبها المختلفةوهذا ،معظم دول العالم ذات األنظمة المتباینة والمستویات المتفاوتة في التنمیة االقتصادیة

Page 9: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 235 -

یعني أن الحقوق التي تضمنتها هذه الوثائق مقبولة ویمكن االلتزام بها وبذلك فهي تراث .مشترك

ضامین كل الدساتیر الوطنیة عالمیة حقوق اإلنسان كذلك تبرز من خالل مالتي استلهمت كل موادها الخاصة بالحقوق والحریات العامة من ،والمواثیق اإلقلیمیة والدولیة

فهي إذا تتضمن المبادئ المشتركة بین مختلف األمم ،اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسانق اإلنسان فالطبیعة البشریة وحقو ،والحضارات في مجال ضمان وحمایة حقوق اإلنسان

هناك عقبات تعترض توجه عالمیة حقوق اإلنسان حیث تها، إال أنهالمتوارثة تقرر عالمییوجد اتجاه آخر ینادي ویؤید فكرة الخصوصیة أو النسبیة الثقافیة لحقوق اإلنسان ، فماهي

أراء وحجج هذا االتجاه ؟ : وحجج المدافعین على ذلك خصوصیة حقوق اإلنسانمفهوم

إضافة - كتلتین شرقیة وغربیة في فترة الحرب الباردة إلىانقسام العالم قد أفرز ل قراءات -ثقافات تمتاز ببعض الخصوصیات لوجود أمم ومجتمعات متنوعة تحمل قیم و

بمحاولة كل - والتناقض أحیانا –ویمكن تفسیر هذا التباین ،متباینة لمفهوم حقوق اإلنسانخاصة انسجاما مع فلسفته في الحكم ، ولقد ساهم هذا االنقسام طرف الدفاع عن مصالحه ال

التي أرتكبها عبر العقود المتعاقبة هذا الطرف أو ،في تبریر مختلف انتهاكات حقوق اإلنسان .لدى الدول التي تتبع نظام األحادیة واألنظمة الدیكتاتوریة في العالم الثالث السیما ،ذاك

نموذج واحد عالمي أبأنه ال یوجد صوصیة الثقافیة المدافعون عن الخوعلیه یقول ألن خصوصیة المجتمعات ،لحقوق اإلنسان یصلح للتطبیق في كل مكان وكل زمان

.للتطبیقحقوق غیر قابلة ال هذه تفرض شروطا تجعل من فكرة عالمیة المتنوعة المختلفةیدرك بأن اإلنسانإال أن في مجاالت متعددة تتقاطعالثقافات متقاربة و مهما كانت و

لعدم ،فهي في التطبیق لیست كذلك) بالرغم من عالمیتها كمفاهیم( اإلنسانمبادئ حقوق المتباینة في كثیر من اها واعتقاداتهوثقافات اهتانتمائإقبولها من طرف كل المجتمعات بسبب

.مظاهرها القیمأن ندرك بأن البد كنل .مشكال في األساسلیس التباین هذاوعلى الرغم من أن

. لعالمیة حقوق اإلنسان اتحدی ما تزال تشكلو )12(غیر متجانسة تماما والدیانات والثقافاتعدم وجود فهم " هو اإلنسانمن أهم األسباب التي تبرر خصوصیة ونسبیة حقوق

كما أن لكل ثقافة ،... .ومبادئها وااللتزام بها اإلنسانحقوق تهأو تأویل موحد لعالمیة لغفهمها الخاص وبشكل مغایر لما هو شائع في الثقافات األخرى، وأن فكرة الحقوق الواجبة

Page 10: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 236 -

التي ،مقبولة في المجتمعات التقلیدیةتكون من حیث أنها ملزمة للدولة والمجتمع قد الق األفراد أكثر من انشغالهم بحقو ،ینشغل فیها الناس أكثر باإلنسان والتكافل االجتماعي

. )13( "ونفاذ تلك الحقوق في مواجهة الدولة والمجتمع والذي یختلف عن اإلنسانفهمها الخاص لحقوق -على سبیل المثال –للصین إن

فقد ذكرت الحكومة الصینیة مرارا أنه بالنسبة للشعب الصیني ،مفهوم الدول الغربیة المتقدمةولذا ،یجعل حق البقاء والتنمیة هما الحقان األساسیانفي المرحلة الحالیة من النمو ما

. )14( التي یجب تنفیذها اإلنسانفإنهما أهم حقوق یختلف تماما على المفهوم الغربي اخالل الحرب الباردة كان لالتحاد السوفیتي تصور

مفهومه لحقوق اإلنسان الجماعیة حسب هیتهم الغرب بتجاهلبل كان ،لحمایة حقوق اإلنسان .طبعا ففي الوقت الذي كان الغرب یركز على حقوق األفراد كي یتحرروا من قیود وتدخل

جتماعیة، أما قتصادیة واإلفإن األسبقیة في الدول االشتراكیة كانت للحقوق اإل ،اآلخرینات بها كثیرا ، فالحریة هناك كان یعبر عنها من منطلق ىالحقوق السیاسیة والمدنیة فلم یعن

ألن فلسفة الحكم التي سادت في الدول اإلشتراكیة كانت تعتمد على ،اقتصادیة واجتماعیةدیكتاتوریة البلوریتاریا ونظام الحزب الواحد، وذلك یصطدم بالحقوق المدنیة والسیاسیة، التي

في الدول اللیبرالیة فالمسألة مدنیة وسیاسیة إلى حد أما . )15(وردت في اإلعالن العالميتؤكد على التنمیة بأنها كانت دائما نجددول العالم الثالث وعند التطرق إلى .بیرك

الكریم االقتصادیة بدال من الحمایة القانونیة للحریات المدنیة، وبذلك فإن البحث عن العیشوكسب الرزق وتحقیق االحتیاجات األساسیة كانت تعطى لها االهتمامات واألولویة على

. )16(نیة الوقائیةاإلجراءات القانو أنصار هذا االتجاه هو الغموض الفلسفي والسیاسي الذي مالحظة أساسیة یقدمها

مفاهیم مأخوذة من مجتمعات تحمل رؤى هذه ال فإذا كانت .،اإلنسانیكتنف مفهوم حقوق فلسفیة وسیاسیة مختلفة فكیف یمكن اعتبارها إذا حقوق مجموعة منسجمة ، ومن

ألسباب التي تؤدي إلى خصوصیة حقوق اإلنسان عدم وجود فهم موحد تتفق المالحظات واألن لكل أمة فهمها الخاص والمتباین أحیانا أخرى انطالقا من إیدیولوجیة ،ه جمیع األممیعلفالحقوق التي یعتبرها المجتمع ولهذا .هذه األمة أو تلك بل وحتى تطور وعقیدة وثقافةأ

،ال یقبلها أصال أنه من الرفاه أو ایعتبرها أفراد مجتمع آخر نوعأساسیة وملزمة للدولة قد وال تتعارض كذلك مع الطبیعة ،فالحقوق یجب أن ال تتعارض مع قیم وثقافة وعقیدة المجتمع

.والفطرة البشریة

Page 11: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 237 -

تبعا للمشاكل وتوجیهها حقوق اإلنسان تمتاز بالخصوصیة كذلك ألنه تم التأسیس لها سواء في الوالیات المتحدة األمریكیة ( ي منها اإلنسان في هذا المجتمع أو ذاك التي كان یعان

. )17() أو في فرنسا أو في بریطانیا ة للشعوب تقرر ینإن الخلفیة التاریخیة واالقتصادیة واالجتماعیة والثقافیة المتبا

ه جاء یحمل ذروة في حد ذات 1948اإلعالن العالمي لسنة ، وألن خصوصیة حقوق اإلنسانحیث ركز على حقوق الفرد المدنیة والسیاسیة ولم یعط ،الفكر الدستوري التحرري الغربي

مع صدور العهدین 1966 عام (أهمیة للحقوق الجماعیة االقتصادیة واالجتماعیة إال الحقا رغم ،الشرقوهكذا جاء اإلعالن متأثرا بالثقافة الغربیة ولم یحمل في بنوده ثقافة ،) الدولیین

كانت أعضاء في التي تحمل ثقافات إسالمیة وبوذیة وهندیة وكنفوشیوسیةأن بعض الدول .بالثقافة الغربیة متأثرین، غیر أن ممثلیها كانوا 1948األمم المتحدة سنة

مشاركة الدول النامیة في المواثیق التي تهتم بحقوق اإلنسان وفي الوقت نفسه فإن كان قد تم هذه المشاركة كانت على أساس مفاهیم ومبادئ خاصة، وحتى متأخرا،جاء

وهكذا جاء اإلعالن ،الحسم فیها من طرف الدول الفاعلة التي ساهمت في اإلعالن العالميلیعبر عن المثل التي كانت تحرك الوالیات المتحدة أثناء الحرب العالمیة الثانیة وبعدها

على البالغلوالیات المتحدة مما أدى لتأثیر الي عموما ، والمتعلقة بوضع ترتیبات النظام الدو . )18( قرارات األمم المتحدة عبر حلفائها

مبرر أخر یقدمه أنصار الخصوصیة هو الجدال والتباین الدائم الذي وهناك تحفظ أو الذي یؤدي إلى و ،حدث في كل اللقاءات والمؤتمرات التي تهتم بحقوق اإلنسانی

( على بعض ما جاء في تلك اإلعالنات وما صدر عن تلك المؤتمرات بعض الدول عامتنایدیولوجیة ذات ،) بكینهلسنكي ، القاهرة ، ألن ترتیباتها غالبا ما تعبر عن نظرة فلسفیة وا

.طبیعة خصوصیة ولیست عالمیة ة التنویهوما یجدر اإلشارة إلیه فیما یتعلق بفكرة عالمیة حقوق اإلنسان هو ضرور

یجب التأكید على أن ما یسمى عالمیة حقوق اإلنسان التي : بالمالحظة المبدئیة التالیةال تحمل من العالمیة شیئا ، 1948لحقوق اإلنسان في " العالمي " ظهرت مع اإلعالن

لم یكن كذلك فال الحدث كان عالمیا وال " عالمي " وحتى اإلعالن الذي یوصف بأنه نها فالغرب یسمي األحداث التاریخیة التي عرفها بأ" عالمیا" كان كذلك موضوع اإلعالن

" فنزعة ،حداث عالمیة ألنه كان وال یزال یرى أنه هو العالم وال یوجد شيء قبله وال بعدهأإقصاء اآلخر و احتقاره و التغاضي عن رؤیته والتركیز فقط على رؤیة الذات " اإلقصاء

أي المفعول (هو ما یقع علیه الفعلفوالفاعل الوحید وما عداها الغربیة باعتبارها الحاضر

Page 12: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 238 -

هو الذي )Ego-centric(هذا الموقف االستعالئي المبني على نظرة المركزیة الذاتیة ).بهن ما یسمیه الغرب بالعالمي أو یصفه بأنه عالمیا إوبالتالي ف، یقف وراء إدراك الغرب لآلخر

.العالم هو الغرب ه لكن الغرب یصفه بالعالمي ألنه في نظر و ،ما هو في الحقیقة إال غربیا : الحقوق الفردیة وحقوق اإلنسان -

یجب اإلشارة إلى أن حقوق اإلنسان التي كان ینادي بها الغرب ویصفها بالعالمیة :أ لم تأخذ بعدا عالمیا ي في الواقع، وه" الغربي " حقوق إنسان الغرب أو هي المقصود بها

والذي كان یسعى في ،النظام االشتراكي في الغرب كنقیض للنظام الرأسمالي ظهورال بعد إ ،ویض المصالح االستعماریة للنظام الرأسمالي في العالمإطار الصراع بین النظامین إلى تع

بتحریض شعوب المستعمرات ضد الدول الرأسمالیة االستعماریة ، وبذلك أخذت هذه الحقوق .بقیت محافظة على مضمونها الغربي إال أنها ،بعدها العالمي

إن مضمون حقوق اإلنسان في المفهوم الغربي ال یختلف عن مضمون الحقوق الفردیة كما جاءت بها فلسفة القانون الطبیعي ، فبعدما كان الغرب یسمیها الحقوق الفردیة

فالتسمیة هي التي ،نبحقوق اإلنسا 20و 19في عصر التنویر أصبح یسمیها في القرن بینما نجد أن الفكر االشتراكي وظهور النظام االشتراكي في بدایة ،تغیرت ولیس المضمون

هاأعطى مدلوال آخر لحقوق اإلنسان ذا أبعاد اجتماعیة أكثر من الذيالقرن العشرین هو ن نظرا النتشار اإلیدیولوجیة االشتراكیة في العالم و أصبح التحرر موذلك ،فردیة

حقوق اإلنسان األساسیة مكونات االستعمار و استرجاع االستقالل الوطني والحریة من . للشعوب المستعمرة

إن القول أنه ال بد من تأصیل عالمیة حقوق اإلنسان ومشروعیتها في ثقافات العالم :بلى إ بها من اإلجماع العالمي الرسمي ، بدال من العودة قدرالمختلفة مادامت تقوم على

يماه: فالسؤال الذي یمكن طرحه اآلن ،موضوع یحتاج إلى نقاش الصفر،نقطة قیق هذه الغایة ؟ هناك عدة المیكانیزمات والطرق والمنهجیات التي یمكن أن تعتمد لتح

: موانعالصفة العالمیة التي ألحقت بمنظومة حقوق اإلنسان لیست حقیقیة ، فالعالم -1

وال یعكس التنوع الحضاري ،نتوج ثقافي غربي برمتهم هي كله یعرف أن هذه الحقوق .والثقافي الواقع في العالم

فهو على ،إن كان فعال موجودا) اإلجماع العالمي الرسمي(یبقى هذا -2أي إجماع بین الحكومات المختلفة الممثلة لدولها في إطار االتفاقیات ،المستوى الرسمي فقط

Page 13: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 239 -

بینما المطلوب إلرساء منظومة حقوق ،سیاسيالجماع باإل یسمى ما أي ،والمواثیق الدولیةإنسان عالمیة أن یكون هناك إجماع ثقافي یبنى على أساس الحوار الحضاري الذي یعكس

قیام هذا اإلجماع الثقافي ، حتى إلىیمكن أن یؤدي ، والذيالتعددیة الحضاریة في العالم .الثقافي والحضاري ولو كان نسبیا ، في إطار التنوع

كیف یمكن تحقیق هذا التأصیل ؟ هل هو برسم سیاسات دولیة ؟ أي -3كیف یمكن :امطروح الذي یبقى فالسؤال. باآللیات السیاسیة والقانونیة ؟ إذا كان األمر كذلك

علما بأن سیاسات داخلیة عجزت عن تحقیق ذلك ؟لسیاسات دولیة أن تغیر ثقافات محلیةق اإلنسان بوضعه الحالي یعتبر مثالیا، حیث یتطلب إن تطبیق اإلعالن العالمي لحقو . ؟

أخر، إن تطبیقه یقتضي تغییرا جذریا كبیرا جدا، إال لم یكن بمعنى . مجتمعا غیر موجود بعدفي الذهنیات والتشریعات وبل في تغییر بعض المعتقدات الموجودة في بعض جذریا )19( ، أو إلغاء هذه الدیانات أصال فهل هذا ممكنا ؟الدیاناتمثالیین حتى ولو أنهم یتحدثون عن العالمیة " العالمیة " یبدو أن أنصار -4

ألنهم ال یأخذون ،)Concrete abstract universel(الواقعیة كبدیل عن العالمیة المجردة بعین االعتبار واقعا أساسیا وهو أن العالقات الدولیة هي عالقات تحكمها اعتبارات دولیة ال

هذه طالقا مصالح الشعوب ومواقفهم النابعة من ثقافاتهم ، حتى و إن استندتتعكس إمن منظور النخب انطالقا" بالمصلحة الوطنیة " ما یسمى أسس العالقات الدولیة على

الحكومات ولیس من منظور من منظور أي ،الحاكمة والقوة السیاسیة الموجودة في السلطة .الشعوب القیمیة تختلف باختالف مضامینها تعد ظاهرة ثقافیة، وأن وقإن الحقوبناءا علیه ف

وأن األفراد والشعوب هي التي تعطي لها ،و تتغیر عبر الزمان والمكان الثقافات و أنها تنموإن نظرة اإلنسان إلى ذاته و إدراكه لمحیطه و من ثم نظرته إلى غیره المعنى الحقیقي، و

، فإذا كانت تهوهي حالة تمارس تأثیرها على ذهنی ،نسانهي ما نسمیه بالحالة الثقافیة لإلهذه الحالة تتغیر و تتطور عبر الزمان و المكان فعال إال أن ذلك قلیال ما یعتري ما یعتبره

إال لدیه التطور ال یعتري الجوانب المقدسةألن ،اإلنسان مقدسا في مكونات حالته الثقافیة . من الزمنطویل قلیال وعبر أمد

إن االختالفات الثقافیة هي ما یجب أن یشكل األساس الذي یمكن أن یقوم ف وبالفعل فالعالم من حیث هو عالم متعدد ،علیه اإلجماع الشعبي العالمي حول حقوق اإلنسان

لحقوق اإلنسان ال تقوم على هذا ) عالمیة ( الثقافات والحضارات، وبالتالي فإن أیة صیغة فالعالمیة التي ال تبنى على التعدد و التنوع واإلرادة ،ة و لن تكون كذلكالتعدد لیست عالمی

Page 14: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 240 -

و ،ونوعا من التمییز العنصري ،الحرة ال تكون إال شكال من أشكال الهیمنة السیاسیة .االعتداء على قیم و ثقافات اآلخرین

لغاء إن االختالف خاصیة فطریة وهو حق من الحقوق األساسیة لإلنسان ، واتأخذ مضامینها من الثقافة التي ن الحقوقأل ،االختالف اعتداء على الذات اإلنسانیة

و إن احترام حقوق ،أنتجتها ، ومادامت الثقافات مختلفة فإن الحقوق هي كذلك مختلفة . نفسها م اختالف هذه الحقوقیجب أن یبنى على احترا اإلنسان

االتجاه التوفیقي بین العالمیة والخصوصیةالمعني ( و مقولة ) الطبیعة البشریة و الوجود البشري(یعتمد هذا االتجاه على مقولة

بمعنى أن الوجود ،)الذي یجب أن یعطي لمفهوم الثقافة في بناء النظام المعیاري األخالقي لذلك یجب العمل على توحید مفهوم الثقافة من أجل ،عة البشریة واحدةالبشري واحد والطبی

:ا تحتویان على مغالطة مهاتان المقولتان في حد ذاته ،بناء نظام أخالقي بشري واحدإذا كان الوجود البشري واحد والطبیعة البشریة واحدة فان نظرة البشر إلى - 1

ري في الفكر والفلسفة الغربیة العلمانیة فإذا كان الوجود البش ،هذه المعطیات لیست واحدة ،فإن األمر یختلف عند أصحاب الدیانات السماویة )Self-cogent(حقیقیة في حد ذاتها

كذلك األمر بالنسبة للطبیعة البشریة ، فإذا و ،ألن الوجود البشري عندهم من إرادة الخالقجاك روسو ، فإنها عند وهي الخیر كله عند جون ،كانت هي الشر كله عند طوماس هوبز

وبالتالي فإن هذه المقولة ال ،أصحاب الدیانات السماویة محایدة تقع تحت طائلة میزان العقل .تحقق التوافق الفكري الذي یمكن أن یعول علیه إلیجاد اإلجماع العالمي المنشود

أما المقولة الثانیة والتي ترمي إلى توحید مفهوم الثقافة عبر العالم لبناء - 2إذ كیف یمكن إعطاء مفهوم موحد للثقافة عبر ،ام أخالقي موحد فهي ضرب من الخیالنظ

بل یجب ،العالم بینما نجد أن األشیاء تأخذ مفاهیمها ومضامینها من الثقافة التي أنتجتهاإلیه لبناء ادالبحث عن قاسم مشترك بین المفاهیم المختلفة للثقافات المختلفة یمكن االستن

.شود اإلجماع المننه تقریب وجهات النظر أمن ش إذا كانال شك أن أسلوب الحوار یكون ناجحا

فالحضارات كانت وال تزال تتحاور عبر التاریخ ولم یتراجع الحوار الحضاري إال في ظل فأنتجت ،سیطرة الحضارة المادیة الغربیة القائمة على االستعالء واإلقصاء واحتقار اآلخر

.كآلیة جدیدة لممارسة العدوان و إلغاء اآلخرمقولة صدام الحضارات

Page 15: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 241 -

بـــالرغم مـــن أن كــــل فـــرد یــــرى حقـــوق اإلنســـان مــــن منطلـــق ثقافتــــه، فـــال یجــــب أن ــــك مبــــررا إللغــــاء األخــــر، ــــف الحضــــارات وتجــــاهالیكــــون ذل بــــدون –لمــــا ســــاهمت بــــه مختل

ــــــوق اإلنســــــان -اســــــتثناء ــــــالغرب ســــــاهم كمــــــا ســــــاهم. )20( مــــــن أجــــــل تطــــــویر حق كــــــل تف جــــــــــــــــــــــــــاء فــــــــــــــــــــــــــي كتـــــــــــــــــــــــــــابوانطالقــــــــا مــــــــن الحــــــــوار الــــــــذي األخــــــــرى، الحضــــــــارات

in another key Humman Rights< . Johan Galtung< نجو ن غـــالتاجـــو ، دعنــــا نطبــــق ونحتــــرم المتفــــق علیــــه مــــن المبــــادئ، وال " قــــوس قــــزح" وأطلــــق علیــــه اســــم

یلغــــــي كــــــون الحقــــــوق عالمیــــــة، فــــــاالعتراف بالخصوصــــــیة ال. حولــــــه اختلفنــــــانتنــــــازع فیمــــــا ــــــي العــــــالم ، والســــــماح لهــــــم ألنــــــه ــــــین مختلــــــف الجماعــــــات ف ــــــة والمســــــاواة ب ــــــق العدال بتحقی

ـــــــة، وهـــــــذا ال ـــــــات اإلنســـــــانیة العالمی ـــــــق فعلیـــــــا الحاجی ـــــیاتهم، تتحق ـــــــى خصوصــ بالحفـــــــاظ عل . )21( كمبدأ اتفق علیه الجمیع اإلنسانمع فكرة عالمیة حقوق أبدایتناقض

: مقاربة حقوق اإلنسان الخاصة بحقوق الناميأن القیم المحلیة لم تشكل أساسا لمقاربة العالم في الواقع تعتبر الحریة السیاسیة والمدنیة التي یتمتع بها الفرد في الغرب أساسیة هوأن شعوب ،اإلنسان

و أن هذه األنظمة تتذرع بذرائع كالتنمیة وتقریر ،لحمایة نفسها من األنظمة السیاسیة القمعیةمصیر و األمن الوطني لمصادرة الحقوق السیاسیة والمدنیة لشعوبها ، ولكن یجب أن ال ال

ننسى أن هذه األنظمة القمعیة هي التي تتلقى المساعدة من قبل الغرب الذي یدعمها ویحافظ ن كان یجسد الحقوق -ألن ذلك ،وال یرغب أن یرى نظما دیمقراطیة تحل محلها ،علیها وا

،إال أنه من شأنه تقویض المصالح المادیة للدول الكبرى -ة للشعوب السیاسیة والمدنیخاصة في الدول – النامیةالعالم دول وبالتالي فإن التفتح السیاسي والتحول الدیمقراطي في

من شأنه أن یؤدي إلى التفاف الشعوب نحو قیمها والعودة إلى ذاتیتها -العربیة واإلسالمیة ،ا یؤدي إلى تقویة اتجاه النسبیة الثقافیة على حساب اتجاه العالمیةوهذ ،الثقافیة والحضاریة

. أهداف السیاسات الغربیة هو ما یتعارض مع و إن كل المقاربات سواء الغربیة التي ترتكز على الحقوق السیاسیة والمدنیة أو

التي تركز النامیةول دالفي االشتراكیة التي تركز على الحقوق االقتصادیة واالجتماعیة أو ،على تقریر المصیر و التنمیة االقتصادیة ، تعبر بحق عن منظور شامل لحقوق اإلنسان

ألن كل تلك األبعاد جوهریة ومتساویة من حیث األولویة ، لكن القضیة لیست هنا ، فالقضیة ادیكالیة فعندما یدیر العالم ظهره للنسبیة الثقافیة الر ،في مضمون تلك الحقوق ومفهومها

لكل شخص حق التمتع بها بصرف ، واحدة متجاهال إیاها ویقرر بأن هناك حقوق إنسانالنظر عن المجتمع الذي یعیش فیه، وبصرف النظر عن الخصوصیة التاریخیة والثقافیة

Page 16: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 242 -

فإننا نتساءل كیف یمكن تجسید هذه الحقوق على أرض الواقع وعبر )22(لذلك المجتمع، العالم ؟ ) 1966-1948( كذلك أن اإلعالن العالمي والعهدین الدولیین ومن الواضح

وأنه من ،قد شكل مقاربة صحیحة نحو حمایة الكرامة اإلنسانیة ضد المخاطر التي تهددهاالصعب أن نجد في عالمنا المعاصر من ینكر على أساس من الحجة حقوقا أساسیة مثل

التاریخ یعلمنا أن الغرب الذي یرفع إال أنالشخصیة ، الحق في الحیاة والحریة والسالمة عندما قام بخرقها عن ،هذه الشعارات هو السباق إلى إنكار هذه الحقوق في عالمنا المعاصر

واالعتداء العسكري والتمییز العنصري ،"االستدمار " طریق االحتالل و .إلخ ....القتصادیة والسیاسیة واالستغالل الرأسمالي والهیمنة ا ،وسیاسة الكیل بمكیالین

العالمیة یقدم وعلى ذكر الخصوصیة التي یبدو أنها تتعارض مع مغالطات -وهو من أنصار الخصوصیة الرادیكالیة– )Jack Donnelly )23(ليلجاك دان

عندما یشیر للدیانات السماویة التوحیدیة وهي الیهودیة والمسیحیة واإلسالم ویدعي بأنها الخاصة فیما یتعلق باإلسالم ، مناف للواقعتسوي بین الرجل والمرأة في مجال الحقوق، وهذا

وهذا یدل على مشكلة أساسیة ،فالنصوص الشرعیة التي تقیم هذه المساواة في اإلسالم كثیرةوهي المشكلة التي ال یتم ،"mis perception " وهي مشكلة سوء اإلدراك وفهم اآلخر

وأن الالمساواة بین الرجل والمرأة في كل أبعادها ،ا إال بالحوار الحضاري الجادالتغلب علیهإال -كما أشرنا آنفا - في الغرب فالحق في االنتخاب لم تعرفه المرأة ،أقامها الغرب في دیاره

وأن ، )24(لمة اكتسبت هذا الحق منذ أربعة عشر قرنابینما المرأة المس ،في القرن الماضيبین الرجل والمرأة في العمل لم یعرفها الغرب إال في بدایة القرن العشرین حیث المساواة

كانت المرأة التي تقوم بنفس العمل الذي یؤدیه الرجل تتقاضى نصف األجر الذي یحصل .علیه الرجل

إن االستعمار واالمبریالیة منتوج ثقافي غربي یمثل أكبر خرق ألبسط حقوق وخرق للحق في الحیاة وخرق للحق ،عمار واالمبریالیة خرق للحق في الحریةفاالست ،اإلنسان

فما . إنما هدر كامل للكرامة اإلنسانیة ،في تقریر المصیر ، خرق لكل معاني الحیاة البشریةعسى الغرب أن یعلم العالم ؟ فمحرقة غزة التي زكاها النظام الرسمي للدول الغربیة ال تزال

وهو ،رب هو الذي أنشأ دولة الكیان الصهیوني في قلب الوطن العربيفالغ ،ماثلة للعیانوهو الذي مدها بأحدث األسلحة لكي تقوم ،الذي ساهم في تهجیر الیهود لدولة هذا الكیان

فهل للغرب أن یتحدث عن حقوق ،بتجریبها على أطفال ونساء فلسطین في قطاع غزة اإلنسان بعد الذي حدث ؟

Page 17: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 243 -

: حقوق اإلنسان العولمة و : ثالثا أدى ظهور فكرة العولمة التي بدأت في المجال االقتصادي إلى تغییر كبیر على

ففي المجال االقتصادي ساد مفهوم اقتصاد السوق عبر العالم، ولم یعد . المستوى العالمينجد أن جل دول العالم في المجال السیاسيو تقریبا لمفاهیم اقتصادیة أخرى، هناك وجود

امت بتغییر دساتیرها وقوانینها الداخلیة وأنظمتها السیاسیة متأثرة بالضغوطات الخارجیة، قوفتح فأصبحت التعددیة السیاسیة واألسلوب الدیمقراطي الذي یرمي للمشاركة السیاسیة

لم تستطع الدول هو الذي یسود في معظم دول العالم، وفي مجال اإلعالم المجال للحریاتها مخترقة أن تنغلق وتمنع المعلومة على المواطن الذي أصبح یلتقطها التي أضحت حدود

ویتلقفها كالبرق عبر األقمار الصناعیة والفضائیات و األنترنت التي جمیعها قدمت خدمة كبیرة لإلنسان، وجعلت البشریة في كل دول العالم تعیش و كأنها في قریة إلكترونیة، وهكذا

نتیجة لذلك أصبحت . تي كانت تختبئ وراء الحدودظهرت الكثیر من الخصوصیات الانتهاكات حقوق اإلنسان مكشوفة للعیان وال یستطیع أي نظام حجبها عن مختلف وسائل

.اإلعالم واالتصالهذه األخیرة ومنها األنترنت على وجه الخصوص ساهمت في إنشاء شبكات دولیة

حیث یساعد هذا الربط العالمي خاصة بالجمعیات التي تعمل في مجال حقوق اإلنسان،، في أي بقعة في العالم تنتهك فیها، على التحرك وبسرعة من أجل حمایة حقوق اإلنسان

. والحث على معاقبة من تسبب فیها بواسطة الكشف عنهاللجمعیات غیر الحكومیة الوطنیة والدولیة دور فعال في رصد هذه االنتهاكات و

ك، والتي غالبا ما تربك األنظمة التي ال تحترم حقوق اإلنسان، ألن وتقدیم تقاریر على ذللكن لألسف ال . هذه الجمعیات النشطة لها القدرة على تعبئة الرأي العام المحلي والدولي معا

تحدث في أغلبیة الدول النامیة ومنها نتهاكات كثیرة في مجال حقوق اإلنسانإتزال هناك وفي نفس الوقت یحدث تراجع في فعالیة منظمات المجتمع .الدول العربیة و اإلسالمیة

، وهذا ربما یعود لتراجع الضغط الدولي الذي كان مع بدایة التسعینیات یطالب المدنيوفتح المجال للحریات الدول النامیة ومنها العربیة و اإلسالمیة بتطبیق الدیمقراطیة وبإلحاح خیرة بدأت الدول الغربیة تنتهج سیاسة الالمباالة وحقوق اإلنسان، لكن في السنوات األالعامة

. في الدول النامیة عندما یتعلق األمر بالدیمقراطیة وحقوق اإلنسان :عالمیة وعولمة حقوق اإلنسان

Page 18: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 244 -

تعني االلتزام بالمفاهیم التي أقرها المجتمع الدولي وأن هذه الحقوق ال عالمیة حقوق اإلنسان مسؤولیات والعالمیة ال تلغي دور الدولة بل تحملها . )25( بیةرات تتجزأ وهي لیست ت

المشاركة و وجود توافق بین أعضاء المجتمع الدولي على والتزامات، وهي تعني كذلك .مفاهیم و أهداف محددة طبقا لحوار جاد یتم االتفاق علیه

وتعمیم رضفإنها تعتمد على التحویل من الخارج عبر ف حقوق اإلنسان أما عولمة ، والتي هي حالیا الوالیات المتحدة األمریكیةالمهیمنة، ةدوللل حقوق اإلنسان قیم وثقافة

.باعتبارها الدولة التي تسعى للسیطرةعند مناقشة أثار العولمة وحقوق اإلنسان، فإنه یتحتم علینا العودة إلى الجدل القائم

مواثیق الدولیة تشیر لحق اإلنسان في التمتع بثقافته خاصة وأن البین العالمیة والخصوصیة، ، األفراد الثقافیة خصوصیات الخاصة واستخدام لغته، والمجاهرة بدینه، وذلك من أجل صیانة

لكن السؤال الذي یطرح هو كیف یمكن صیانة الثقافات المختلفة في ظل المد والزحف الهائل الثقافات .ود في اإلمكانیات بین دول العالموجلظاهرة العولمة خاصة في ظل هذا التفاوت الم

، )في مجال الثقافة والتعلیم والتطور التكنولوجي واإلعالمي(التي تملك دولها إمكانیات كبیرة هي التي تؤثر و تشكل تهدیدا كبیرا على ثقافات الدول التي ال تملك إمكانیات في هذا

.المجالوضع ). المتلقي(هي التي تؤثر في الدول النامیة ) رسلالم(فالدول الغربیة المتطورة

كهذا یؤدي إلى مخاوف لدى الدول التي ال تملك اإلمكانیات الكثیرة، حیث تشعر بأن هویتها بالرغم من أن المواثیق الدولیة تعتبر هذه الخصوصیة حق من وثقافتها الخاصة مهددة،

ثل نهایة التاریخ لفوكو یاما و صدام موخاصة بعد الترویج لعدة نظریات ،نسانإلحقوق اوالتي مفادها أن الثقافة الغربیة سوف تهیمن عبر العالم والثقافات ونتنغتینغلها الحضارات

.األخرى سوف تتراجع ألنها ال تستطیع الصمود أمام الحضارة الغربیة رها البالغ على یوأهم ما یالحظ في ظل هذا المد واالنتشار المذهل للعولمة هو تأث

كل القطاعات اإلقتصادیة والسیاسیة و اإلجتماعیة، إضافة إلى التغییر في المفاهیم لكن هل مفاهیم حقوق اإلنسان بعیدة عن هذا . والسلوكات عبر وسائل اإلعالم المختلفة

؟التأثیر صیاغة التأكید على ضرورةبینما یحاول بعض المتفائلین من الكتاب اللیبرالیین

، فإن األغلبیة في )26( ، وتجاوبا مع ظاهرة العولمةحقوق إنسان جدیدة كضرورة ملحةبأن العولمة تمثل -ولو ضمنیا –الغرب یتبنون مقاربة اللیبرالیین الجدد، الذین یتوقعون

Page 19: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 245 -

فرصة یتم بواسطتها الضغط أكثر على من ال یهتم بحقوق اإلنسان العالمیة ، وهذا یؤدي ، وهم یتوقعون كذلك بأنه في ظل العولمة سوف یتم )27( وتدعیم حقوق اإلنسان إلى ترقیة

. اإلنسانكانیزمات ذات فعالیة من أجل حمایة أشمل لحقوق یم وضع آلیات و Human" الحاكمیة اإلنسانیة " والعولمة في المحصلة هي فرصة لتطویر مفهوم

Governance دات ، حیث أعتبرهم الواقعیون جد لكن هذا الفریق لم یسلم من االنتقافالشيء الذي تقوم به الوالیات . ألن نظرتهم للعولمة نظرة قاصرة متفائلون أو مثالیون ،

، لم یؤد إلى ترقیة وتدعیم حقوق اإلنسان بل أدى إلنتهاكات وتجاوزات المتحدة األمریكیةذلك الوالیات المتحدة ما في (عبر كل دول العالم كبیرة في مجال الحریات وحقوق األفراد

لعب دورا فعاال في تأصیل حقوق اإلنسان، كما هو الشأن والجانب السیاسي لم ی). األمریكیةالمدعومة بالعوامل اإلیدیولوجیة والتي فبإسم الدوافع السیاسیة . القانوني والفلسفيمع الجانبین

عدیها الصارخ على تهدف إلى تحقیق المصلحة ترتكب الدول الكبرى تجاوزات خطیرة عبر ت .خطیرة تصل لمستوى الجرائم ضد اإلنسانیةمبادئ حقوق اإلنسان وأصبحت تقوم بتجاوزات

أول حرب (فحرب الوالیات المتحدة األمریكیة في العراق أطلق علیها البعض أنها إن اإلنتقائیة في التعامل مع الدول في مجال حقوق اإلنسان والكیل ). ضد حقوق اإلنسان

التي تخضع لسیطرة ونفوذ هذه أصبح من سمات الدول الكبرى والمنظمات الدولیة ین بمكیالالتي لم تستطع تنفیذ حوالي ) وهي أعلى منظمة في العالم(الدول، مثل منظمة األمم المتحدة

فهذه ، أصدرته ضد إسرائیل وذلك بسبب إنحیاز الوالیات المتحدة لصالح إسرائیلقرار 150أنواع الجرائم وتنتهك كل أنواع الحقوق اإلنسانیة، لكن ال یوجد من األخیرة تقترف كل

. یحاسبهاتقدما كبیرا على المستوى الدولي في مجال ه حصلرغم ذلك یمكن القول بأن

حقوق اإلنسان، فكل الدول بدأت تهتم كثیرا بحقوق اإلنسان وذلك بإنشاء المؤسسات الخاصة قامة البرامج وسن قلیمیا(القوانین بذلك وا بما في وتفعیلها ألجل حمایتها وترقیتها، ) وطنیا وا

وال تعتمد النظام السیاسي ذلك دول كانت ومازالت ال تهتم كثیرا بالحریات الفردیة وهذا یقودنا لمناقشة عالقة حقوق اإلنسان .، كالصین الدیمقراطي القائم على التعددیة

. بالدیمقراطیة : إلنسان الدیمقراطیة وحقوق ا

في إطار التطور الدیمقراطي واحترام حقوق اإلنسان والخصوصیة الثقافیة للمجتمعات فإن أهم ما یالحظ في السنوات األخیرة هو تراجع الدول الغربیة، وعلى رأسها

Page 20: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 246 -

، حیث أصبحتالوالیات المتحدة األمریكیة بأن خففت من ضغطها على بعض الدول العربیة. نسانمن أجل تفعیل العمل الدیمقراطي، وتتجاهل انتهاكاتها لحقوق اإلال تلح علیها

حقوق اإلنسان، ألن الربط بینهما یعني ضمان الحد األدنى من وللدیمقراطیة عالقة وطیدة بالشروط الضروریة لإلنسان كي یستطیع متابعة حیاته الخاصة بصفة عادیة، ویعني كذلك

الثقافیة (المختلفة ماعات أحرار في االحتفاظ والدفاع عن خصوصیاتهبأن األفراد و الجمفإذا لم یكن یتأتى إال إذا ربطناه باإلعالم، ن، وذلك ل )28( )واإلقتصادیة والسیاسیة

وهذا (هم عبر وسائل اإلعالم المختلفة، أي مجتمع إمكانیة التعبیر عن رأیللمجموعات داخل فلن تكون لهم فرصة للدفاع عن خصوصیاتهم )عالمیعني ضرورة تطبیق دیمقراطیة اإل

. )29(والمحافظة علیهافتطویر وترقیة حقوق جوهریة إذا العالقة بین اإلعالم والدیمقراطیة عالقة وطیدة و

اإلنسان یساعد على تطویر الدیمقراطیة ونجاحها، ولحریة اإلعالم ودیمقراطیته دور مهم في .إنجاح العملیتین

وفیما یخص عالقة الخصوصیة الثقافیة بالعولمة، وعالقة ذلك بأنظمة الدول النامیة : فإنه من الضروري تقدیم المالحظة التالیة

من مصلحة األنظمة الوطنیة احترام الخصوصیات الثقافیة والدینیة لألقلیات ، تقویة وحدتها وسیادتهایؤدي إلى امساعد الدولة، ألن ذلك عامالوالعرقیات الموجودة داخل

ذا لم تحترم خصوصیاتها الثقافیة فإن ذلك هذه الدول مطالب هذه األقلیات و إذا لم تلب ، وا، والدول الكبرى مستعدة لمساندة هذه األقلیات لى تفكیكهاإ، ویؤدي یمكن أن یهدد وحدتها

. )30( سم مبدأ التدخل اإلنسانيإبخاصة مع ي تتعرض له الدول التي تنادي بالخصوصیة هذا الضغط الذ معإذا

الحفاظ على التي ترید ته الدولامجتمعات ه ما مستقبلانتشار ظاهرة العولمة، :یمكن في هذا المجال إقتراح ثالث سیناریوهات ؟خصوصیاتها

تفتح األنظمة نحو شعوبها من أجل كسب ثقتهم وذلك بإعطاء مجاالت :السیناریو األول .سعة للدیمقراطیة وتجسید الشرعیة الفعلیة وا

: الحجج والمبرراتالطبیعیة اإلنسانتعتبر الحریة في الفكر الغربي حقا من حقوق : الحریة -1

وبالتالي فإنه ال ،وحق الملكیة على غرار حق الحیاة )31(التي یستمدها مباشرة من الطبیعةي طبیعي ، فلیس للمجتمع أو یحق ألي كان التصرف في هذا الحق الذي هو حق فرد

Page 21: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 247 -

الذي هو حق ،الدولة سواء باسم الدین أو الثقافة أو أیة عقیدة كانت أن ینال من هذا الحق .باعتباره إنسان قبل أن یكون شخصا وعضوا داخل الجماعة ،اإلنسان الطبیعي

الذي لحق من حقوق اإلنسان األساسیة فضیعافإن المساس بهذا الحق یعد خرقا وبالتالي إذ ال مجال للحدیث عن الخصوصیة عندما یتعلق ،القیم العالمیة المشتركة یشكل جوهر

.، وال یمكن التستر بالخصوصیة لممارسة القمع السیاسي للحریات األمر بحریة اإلنسانالتعددیة نتعتبر النظرة الغربیة بأ: الدیمقراطیة أو التعددیة السیاسیة -2

وترقیتها، اإلنسانركیزة من ركائز العمل على صیانة حقوق هي ةالسیاسیة أو الدیمقراطی اإلنسانوبالتالي فإن التفتح السیاسي والتحول الدیمقراطي من شأنه أن یخدم حقوق

وعلیه فإنه یتوجب على األنظمة الحاكمة في الدول النامیة أن تتفتح سیاسیا ،ویصونهاوتعمل على فتح المجال یات المدنیةوتسمح بممارسة الحر ،وتتحول نحو الدیمقراطیة

عن حقوق االنسان إذ ال مجال للحدیث ،لترقیة حریة الصحافة وحریة التعبیر اإلعالميیعني الذي أو التحول الدیمقراطي ،والتعددیة السیاسیة ؛ وترقیتها في ظل األنظمة الشمولیة

ور والمشاركة السیاسیة ترقیة المجتمع المدني ومؤسساته وأدوات عمله ، والسماح له بالتط .الفاعلة

ترقیة حقوق اإلنسان وصیانتها رفع تتطلب : االنفتاح على العالم سیاسیا -3والسماح لألفكار والمعلومات أن تخترق ،الحواجز السیاسیة والتفتح على العالم الخارجي

فادة المجتمعات في كل دول العالم من االست الحدود وأن تنتشر عبر العالم من أجل تمكینواالنتفاع بانجازات العقل البشري في مجاالت العلم والفن والفكر والثقافة ، مما یعزز حقوق اإلنسان وخاصة الحق في المعرفة واإلعالم ، ویقرب بین الشعوب وینشر الوعي بین البشر

. األفراد والمجتمعاتسیما الوعي بحقوق في االقتصاد العالمي واالستفادة إن االندماج: العولمة والحریة االقتصادیة -4

من مزایاه والدخول في مسار العولمة االقتصادیة التي أصبحت من مستلزمات الحیاة وتتبنى المفهوم العالمي ،العصریة ، یتطلب من الدول النامیة أن تتفتح على الثقافة العالمیة

نظمة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان وتنتمي إلى القیم العالمیة المشتركة التي تجسدها ماقتصادیا وتجاریا من مسار إذ ال یمكن لهذه الدول أن تستفید ،وهیئاتها ووكاالتها العالمیة

التي یقوم علیها االقتصاد العالمي " القیم اإلنسانیة " العولمة وفي نفس الوقت تتحفظ على لك الدول خسارة التشبث بمبدأ الخصوصیة الثقافیة قد یكلف ت ألن ،والحریة االقتصادیة

ویبقیها على حالتها المتخلفة وال تتحقق لدیها أیة تنمیة لشعوبها ،اقتصادیة وتجاریة كبیرة

Page 22: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 248 -

ینعكس سلبا على وضعیة حقوق اإلنسان في مجتمعاتها ویهدد بقاء واستمرار تلك الدول ،مما .اسیاسی

الكبرى بالتنازل عن الرضوخ للضغوطات الخارجیة وتلبیة مطالب القوى : السیناریو الثاني .بعض المبادئ والقیم والخصوصیات الثقافیة التي تكون المجتمع

: الحجج والمبررات إن إهمال الخصوصیة الثقافیة عند التعاطي في مجال حقوق : االنفصام السیاسي -1

ث یح الناميیؤدي إلى اتساع الهوة بین الدول وشعوبها في العالم ن، من شأنه أ اإلنسانو أن ما یربطها بالعالم الخارجي أقوى ومقوماتها، فسها تعیش بمعزل عن شعوبهاتجد ن

وهذا یؤدي إلى تزاید أعباء السیطرة السیاسیة المفروضة التي ،بكثیر مما یربطها بشعوبهاوهذا األمر یتطلب الزیادة في الدعم الخارجي لهذه ،على على شعوبها أن تفرضها یجب

هذا یعني أن الدول الكبرى تزداد مشاكلها ، ألن الدول و ،ئهاالدول حتى تحافظ على بقاالنامیة إذا أصبحت عاجزة على التأثیر في شعوبها وفرض السیطرة علیها ، فإنها تفقد القدرة

ال تستطیع األخیرةعلى الحفاظ على مصالح الدول الكبرى وخاصة الغربیة منها ، وأن هذه .كمة في الدول النامیة للقیام بهذه المهمة مهما فعلت أن تحل محل األنظمة الحا

(ومن النتائج التي قد تفرزها الحالة األولى : التآكل المتزاید للشرعیة السیاسیة -2لشرعیتها السیاسیة نظرا لغربتها بین شعوبها ، الحاكمة األنظمةفقدان )االنفصام السیاسي

وهذا یعني حلول ،ات السیاسیةمما ینذر بالعصیان المدني والثورة الشعبیة أو االنقالبخدم تال وهي ظاهرة ،الفوضى وانعدام االستقرار السیاسي وتعطیل المؤسسات الدستوریة

وبالتالي فلیس من صالح الدول الغربیة منها،الغربیة وبالخصوص مصالح الدول الكبرى حقوق الضغط على الدول النامیة للتغاضي عن خصوصیتها الثقافیة عند التعاطي مع ملف

. قتصادیة للدول الكبرى لترقیة المصالح اإل اضرورییعد هافاالستقرار السیاسي فی ،اإلنسان الدیمقراطي السیما األخذ باألنموذج إن التحول السیاسي: لتحول السیاسيا -3

، قد یشكل مغامرة اإلنسانالذي تنشده الدول الكبرى من أجل صیانة و ترقیة حقوق الغربيإحالل الدیمقراطیة في الدول النامیة على ألن ،نفسها الكبرى الدول هياألكبر فیها الخاسر

وخاصة -من شأنه هاالصیغة الغربیة دون االعتبار للخصوصیة االجتماعیة و الثقافیة فیشیوعیة ، قومیة ، " وصول قوى سیاسیة إلىأن یؤدي -إذا كانت العملیة االنتخابیة نزیهة

سلطة معادیة تماما لمصالح الغرب والدول الكبرى ، حیث تقوم هذه القوى ال إلى "دینیة بجدیة أن تفكر السیاسیة بنسف تلك المصالح كلیة ، ولذلك فإن الدول الكبرى یجب علیها

Page 23: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 249 -

قبل أن تحاول تغییر أنظمة الحكم في الدول النامیة باسم التحول الدیمقراطي وحقوق تلك ما وررات كأن یتم التسویق لفكرة أن هذه الدول أالسهل إیجاد المب ألنه من ،اإلنسان

! .؟ ذلكیشبه شيءزالت غیر مستعدة للدخول في العملیة الدیمقراطیة أو یمكن لألنظمة التكیف مع التطورات التي تحدث بتقدیم بعض التنازالت : السیناریو الثالث

عطاء مكاسب أكثر ألفراد المجتمع داخلیا وذلك بهدف االستمرار بالحكم و للقوى الخارجیة وا .المحافظة على النظام

: الحجج والمبررات یمكن للطرفین االتفاق على صیغة من شأنها أن تحقق المصالح : تكریس الوضع القائم

كان نفالدول الكبرى تخاف التغییر الذي یكون غیر محسوب بدقة وحتى وا ،المشتركة لهمالم تكن في الحسبان ، ولهذا قد تفضل الحفاظ على محسوبا فهي تخاف المفاجآت التي

و ترقیة الصداقة مع الدول الكبرى بنوع من االهتمام بالخصوصیة الثقافیة ،الوضع القائمدون تخصیص مواد وفقرات ،باإلشارة إلیها في السیاق العام لنصوص االتفاقیات المشتركة

المفهوم العالمي لحقوق اإلنسان إن "،كأن یشار إلیها في الدیباجة ،معینة لتلك الخصوصیةالذي وافقت علیه جمیع الدول یكیف عند التجسید السیاسي والقانوني له مع الخصوصیة

جوء لالتلك االتفاقیات دون إلىالرسمي لتلك الدول باالنضمام یكتفيكما قد . "الثقافیة للدولتلك االتفاقیات على أرض تحت طائلة تجسید یهافرض صیغ سیاسیة وقانونیة معینة عل إلى ،مادامت تلك الدول ماضیة في سیاسیة التعاون االقتصادي مع الغرب والدول الكبرى ،عاقالو

فالدول الكبرى ال تكترث في حقیقة ،بما یؤدي إلى ترقیة مصالحها االقتصادیة واإلستراتیجیةن شانه توسیع األمر بوضعیة حقوق اإلنسان في أي مكان في العالم إال إذا كان ذلك م

.إستراتیجیة في مكان ما في العالمأو كان ذلك ذریعة لتحقیق أهداف ،مصالحها االقتصادیةإذ یكفي لهذه الدول الكبرى وخاصة منها الغربیة أن تضمن مصالحها االقتصادیة

لكي تتغاضى كلیة عما قد یرتكبه ذلك النظام من انتهاكات ،مع النظام الحاكم في أیة دولةتحكمها المصلحة ما تزال العالقات الدولیة السیما و أن ،ق اإلنسان والحریات المدنیةلحقو

وأن الزمن الذي تصبح فیه العالقات الدولیة خاضعة للقیم والمبادئ األخالقیة ال غیر .المنال بعیدمطلبا یزال مااإلنسانیة المشتركة

ى من السیناریوهات یمكننا نفى أو تأكید وقوع أ األخیر أقول بأنه ال في غییرا ت إنماالحاضر كما المستقبل لیس قدرا محتوما فيمنها أنما یصنع أيالمقدمة،ذلك ألن

.ابتداء من الحاضر اإلنسانیقوم به

Page 24: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

بالعوملة ذلك وعالقة الثقافات وخصوصية القيم عاملية ن ب سان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق

- 250 -

الخاصة بتوسیع مجال طویر المتغیراترغبنا أن یتحقق السیناریو األول فال بد من ت فإذامة على شعوبها من أجل تجسید الدیمقراطیة التعددیة والحریات العامة وانفتاح األنظ

وعندما یتم توفیر الظروف الالئقة وجرى العمل من أجل تحقیقها على كافة .الحقیقیة .ح عالیة وتبدأ مؤشرات ذلك من اآلنالمستویات،فأن نسبة تحقیق هذا السیناریو تصب

مع لة حدوث العكس بالتضییق على الحریات وعدم تجسید أرادة الشعباوفى ح تكون له الثانين السیناریو الذي یؤدى لتآكل األنظمة، فإ الشيءالخضوع لمؤثرات العولمة،

. السیاسينفصام إمكانیة عالیة لكي یتحقق وعندها یحدث اإلضع القائم فنسبة تحقیقه تكون عالیة فى حال ما حافظت األنظمة على الو أما السیناریو الثالث

وفى المقابل واالقتصادیة اإلستراتیجیةلغربیة مصالحها من خالله تضمن الدول ا الذيمن هذه فأيالحكم، فيئها اتضمن أنظمة دول العالم الثالث ومنها األنظمة العربیة بق

السیناریوهات یتحقق یا ترى؟ :ش ـــــــــالهوام

:تمت اإلشارة 1945من میثاق األمم المتحدة لسنة 62و 55في المادتین ): 1(

حقوق احترام -

.وإشاعة احترامھا في العالم من طرف المجلس االقتصادي واالجتماعي -

.24، ص 1999دار الحامد ، : فیصل شطناوي ، حقوق اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني ، عمان ) : 2(

. 24ص . 1999دار الحامد ، : فیصل شطناوي ، حقوق اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني ، عمان )3(

مساعدي عمار ، حقوق اإلنسان في أحكام القرآن ومواد اإلعالن ، مجلة كلیة أصول الدین ، جامعة : )4( 164ص .1999السنة األولى سبتمبر 1الجزائر ، العدد

، 1منشورات دار األفاق ، ط: شاكر بن نابلسي ، لو لم یظھر اإلسالم ما حال العرب اآلن ، بیروت : ) 5( . 342، ص 2003

. 223، ص 2000محمد الغزالي ، بین تعالیم االسالم وإعالن األمم المتحدة ، الجزائر ، دار الدعوة ، :(6)

. 92، ص 1993الجمعیة المصریة للنشر : أنور رسالن ، الحقوق والحریات في عالم متغیر ، القاھرة : )7(

45الشطناوي فیصل ، مرجع سابق ، ص : ) 8(

بن نبي وأنور عبد المالك مثل مالك : )9(

. 312، ص 2004للعالقات الدولیة ، ترجمة ونشر مركز الخلیج لألبحاث ، دبي، نیقاموس بنغو: )10(

حقوق اإلنسان في القانون الدولي والعالقات الدولیة المحتویات واآللیات، الجزائر قادري عبد العزیز ،): 11( . 50- 43،ص2002دار ھومة، :

یرید البعض أن یثبت ھذا التقارب والتجانس عبر ما یسمى حوار الحضارات و األدیان ): 12(

رؤیة المجلس القومي لحقوق اإلنسان في : ة الثقافیة وسیاسات حقوق اإلنسان یصوصالخ: میمھ عبود أ): 13( . .www.hewaronline.net/conference/omayma/%20ahmedمصر

Page 25: نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ رﻮﺘﻛﺪﻟا ﺮﺋاﺰﺠﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ …fdsp.univ-biskra.dz/images/revues/mf/r8/22.pdf · نﺎﻨﻌﺷ دﻮﻌﺴﻣ: رﻮﺘﻛﺪﻟا

شعنان: دــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زائر - مسعود ا جامعة

- 251 -

www.arabicpeople.com.ch. 09/03/2004جریدة یومیة صینیة : الشعب ):14(

، 1999: حقوق اإلنسان العربي ، مركز دراسات الوحدة العربیة ، بیروت برھان غلیون واخرون ، ): 15( . 200ص 1.ط

. 314، اإلمارات ، ص 2004مركز الخلیج لألبحاث ، : قاموس بانغوین ، ترجمة ونشر ): 16(

:)17 ( Stanford Encyclopedia of Philospophy ,First published , Feb 2003, P 08 .

: )18( Edward McWhinney , les nations unies et la formation du droit …., paris , unisco , , P254

. 47ص مرجع سابق ، قادري عبد العزیز ،: )19(

: )20 ( Johan Galtung , Human rights in another key, polity press , oxford ,1994 , p.155

:)21( David beetham ,Democracy and human rights , Cambridge, polity press, reprinted 2004. p.109

(22): Jack Dannelly,International Human rights , Westview press, Colorado, Oxford, 1998 .P.33

(23) : Jack Dannelly , Ibid

وما یطبق في المجتمعات اإلسالمیة شيء آخر ،المبادئ اإلسالمیة شي): 24(

1.دار المالیین ط: عالمیة اإلقلیمیة ، لبنان محمد بسیوني ، حقوق اإلنسان دراسات حول وثائق ال): 25( .214، ص 1989

:)26( Global Perspective , Pluto press , London,2005 page 3 , , Tony Evans , the politics of human rights

(27) : Tony Evans , ibid p.4

(28) : David beetham ,Democracy and human rights , Cambridge, polity press, reprinted 2004. p.89

(29):David Beetham, Ibid, p91

(30): p110 Johan Galtung , Human rights in another key, polity press , oxford ,1994

، 1999: برھان غالیون وآخرون ، حقوق اإلنسان العربي ، مركز دراسات الوحدة العربیة ، بیروت : )31( . 199.، ص 1.ط