1

الحزب الشيوعي الإسرائيلي

المؤتمر الـ ٢٥

2

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

3

الحزب الشيوعي الإسرائيلي

المؤتمر الـ ٢٥

الدورة الأولى: ٣١ أيار - ٢ حزيران، ٢٠٠٧

الدورة الثانية: ٢٨ حزيران، ٢٠٠٨

إصدار الحزب الشيوعي الإسرائيلي

4

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

تصميم الغلاف: أمير دافيدي

تصميم داخلي: وائل واكيم

طباعة: مطبعة أبو رحمون - عكا

طبع في إسرائيل، ٢٠٠٩

www.maki.org.il

info@maki.org.il

25th CONGRESSCOMMUNIST PARTY OF ISRAEL

First Session: 31 May– 2 June, 2007Second Session: 28 June, 2008

5

المحتويات

٦ مسار المؤتمر ال-٢٥ ١٠ ملتزمون بجعل السلام واقعا – تمار غوجانسكي ١٢ تلخيصا للتجربة ودفعا لمعارك السلام، والديمقراطية، والمساواة،

والتحولات الاجتماعية – عصام مخول ٢٤ تقرير اللجنة المركزية ٢٤ الفصل ١. عولمة الشركات الرأسمالية الكبرى ومناهضتها ٢٩ الفصل ٢. التطورات السياسية منذ انعقاد المؤتمر ال-٢٤ ٤٤ الفصل ٣. الرأسمالية الإسرائيلية والنضالات الاجتماعية

في العقد الأول من القرن ال-٢١٥٧ الفصل ٤. تصعيد التهديدات للمجال الديمقراطي وتصاعد خطر الفاشية ٦٣ الفصل ٥. النضال من أجل مساواة الجماهير العربية في إسرائيل ٧٨ الفصل ٦. الحزب الشيوعي الإسرائيلي والنضال لمساواة النساء ٨٧ الفصل ٧. نضال أيديولوجي وجبهة سياسية ٩٣ الفصل ٨. الحزب ١١٧ تقرير لجنة المراقبة المركزية - يورام غوجانسكي ١٢٢ حزب شيوعي قوي ، أكثر حضورا وأشد وحدة – عصام مخول ١٣٦ نداء المؤتمر الـ ٢٥ ١٣٨ قرارات المؤتمر ١٤١ مبادرة القدس ١٤٤ هيئات الحزب الشيوعي الإسرائيلي المنتخبة ١٤٦ الدورة الثانية للمؤتمر

6

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

25 ��� ������� ��

الإفتتاح الإحتفالي

في قاعة الأوديتوريوم في حيفا، المزدانة بالأعلام الحمراء، وبشعار المؤتمر ، احتشد في يوم ٣١ أيار عام ٢٠٠٧ ما يقارب ال-١،٥٠٠ شخص من مندوبي المؤتمر، ورفاق الحزب الشيوعي الإسرائيلي، والشبيبة الشيوعية الإسرائيلية، وأصدقاء الحزب، وشخصيات جماهيرية ورؤساء بلديـات، وكتاب وفنانين، وأكاديميين وناشـطين في منظمات نسـائية وحركات احتجاجية، يهودا وعربا. احتفالا بافتتاح المؤتمر ال-٢٥ للحزب الشـيوعي الإسرائيلي. وشـكل الافتتاح تظاهـرة وحدويـة رائعة تأييدا لنضال الحزب الشـيوعي الاسرائيلي، الـذي يحتفل في العام

٢٠٠٩ بمرور ٩٠ عاما على تأسيسه. بحضـور أعضاء المكتب السـياسي للحزب الشـيوعي الإسرائيلي، على المنصـة ، أعلنت تمار

غوجانسكي، عضو المكتب السياسي للحزب، عن افتتاح المؤتمر ال-٢٥ مؤكدة: «إن الحـزب الشـيوعي الإسرائيلي هو حـزب العمال اليهود والعرب، وحزب السـلام العادل والثابت، وحزب المساواة المدنية والقومية للجماهير العربية في إسرائيل، وحزب مساواة المرأة والمسـاواة الطائفيـة، وحزب النضالات الطبقية والعدالـة الاجتماعية، الحزب الذي يدل على

طريق الحياة والمستقبل السعيد لكلا الشعبين». وحياالمؤتمر على التوالي : يونا ياهاف، رئيس بلدية حيفا، والقائد الشيوعي العريق توفيق طوبي، والذي قرأت تحيته تغريد شبيطة، ومحمود عباس ( أبو – مازن )، رئيس السلطة الفلسطينية، رئيس م.ت.ف.، والذي ألقى تحيته الكاتب ووزير الثقافة السابق يحيى يحلف، وسـليم مراد، السكرتيرالعام لإتحاد الشبيبة الشيوعية الإسرائيلية، وميسم جلجولي، التي انتخبـت مؤخرا رئيسـة لقضاء نعمات في المثلث الجنوبي، والطالبـة الجامعية نوعا ليفي، عضـو مجلـس إتحاد الطلاب في جامعة تـل أبيب ممثلة عن الحزب الشـيوعي الإسرائيلي – الجبهة الديمقراطية للسـلام والمساواة، ونعيم الأشهب، القائد الشيوعي العريق ممثلا عن حزب الشـعب الفلسطيني، وشوقي خطيب، رئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وعضو الكنيسـت يوسي بيلين، رئيس حزب

ميرتس – ياحد، وأيمن عودة، مركز سكرتارية الجبهة الديمقراية للسلام والمساواة.وقدم الأمين العام للحزب الشـيوعي الإسرائيلي عصام مخول كلمة اللجنة المركزية، وشدد في مداخلتـه على مخاطر التصعيد الحربي والتهديدات الخطيرة التي تواجهها الديمقراطية. وأشار في حديثه إلى الفرص الموانية لتصعيد المعركة لإنهاء الاحتلال المتواصل منذ ٤٠ عاما، ومن أجل إحلال سـلام إسرائيلي - فلسـطينيي، وصد الهجوم العنصري والسياسة النيو –

7

ليبراليـة. وأكـد عصام مخول على الدور التاريخي والاني للحزب الشـيوعي الإسرائيلي، في طليعة المعارك السياسـية والاجتماعية، وأكد على سياسة الحزب، التي صمدت في الامتحان،

والمستندة إلى الفكر الشيوعي الثوري. وكان حضر افتتاح المؤتمر اضافة الى خطباء ضيوف من أحزاب شيوعية وأحزاب يسارية في

العالم، حضروا خصيصا للمشاركة في أعمال المؤتمر:زياد حموري، عارف ناصرالدين ووعماد بدرة ممثلين عن حزب الشعب الفلسطيني.

عوني أبو غوش، عضو المكتب السـياسي لجبهة النضال الشـعبي الفلسـطيني، والدكتور سليمان غوشة من قيادة الجبهة.

سـناء عنبتاوي، عضو المكتب السياسي للإتحاد الديمقراطي الفلسطيني ( فدا )، وفتحي نصراوي من قيادة فدا.

سوزان ويب، رئيسة تحرير مجلة ” بيبلس وورلد ويكلي ” الاسبوعية، وعضو قيادة الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة.

سـيتارام ييتشـوري، عضو المكتب السياسي ورئيس قسـم العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعى الهندى ( الماركسي )، ورئيس كتلة اليسار الموحدة في البرلمان الهندي.

وي جيي ناير، نائب رئيس مركز النقابات المهنية في الهند.ديمتريوس كوتسـومفاس، عضو المكتب السـياسى للحزب الشـيوعى اليونانى، ورئيس

تحرير جريدة RIZOSPASTIS اليومية. اليـاس لنجريس، عضو في اللجنة المركزية، ومدير قسـم إدارة العلاقات الخارجية للحزب

الشيوعي اليوناني. جاك فات، رئيس قسم العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الفرنسي.

كريستين مندلسون، مندوبة عن حزب اليسار الأوروبي. جورجي مشادو، عضو قيادة الحزب الشيوعي البرتغالي، وعضو البرلمان.

بولين فريزر، عضو اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي البريطاني. فابيو أماتو، رئيس قسـم العلاقات الخارجية لحزب التجدد الشـيوعي ( ريفوندتسيوني )

في ايطاليا. فدلي ستيفانو، عضو قيادة حزب الشيوعيين الإيطاليين.

مايـكل لوطـر، عضـو البرلمان الألمانـي نيابة عن حـزب الإشـتراكية الديمقراطية - حزب اليسار.

سـتيلا ميسـياولي - ديميتريو، عضو اللجنة المركزية لحزب أكل في قبرص، وعضو سابق في البرلمان.

ستابرولا كلوفسيديوطو، ناشطة في كتلة اليسار في البرلمان الأوروبي. كمـا حـضر في القاعـة مندوبـا عـن السـفارة الصينيـة في إسرائيـل تسـاي وي مينـغ.

8

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

وقد شـاركت في البرنامـج الفني تطوعا فرقة الرقص من كفر ياسـيف بـإشراف الراقصة ومصممـة الرقص رابعة مرقص، والمغني ناتن سـلور، والمغني والملحن الموسـيقي سـمير

مخول.

مناقشات المؤتمر في الأول مـن حزيران، جرت مناقشـات المؤتمر في قاعة واسـعة في مدينـة الناصرة. وافتتح أبحاث المؤتمر بنيامين غونين، رئيس لجنة رئاسة المؤتمر الذي أدار الجلسة. وأقر مندوبو المؤتمـر جدول أعمـال المؤتمر وانتخبوا هيئات المؤتمر : رئاسـة المؤتمـر ، واللجنة الدائمة،

ولجنة الاعتمادات. واسـتكمل عصام مخول، الأمين العام للحزب الشـيوعي الإسرائيلي، تقرير اللجنة المركزية للمؤتمـر، والـذي كان قـدم خلاصتـه السياسـية – الفكريـة في كلمته في إفتتـاح المؤتمر. وقدم يورام غوجانسكي، القائم بأعمال رئيس لجنة المراقبة للحزب الشيوعي الإسرائيلي،

تقرير اللجنة للمؤتمر. بعـد التقارير، جرى نقاش، شـارك فيـه ١١٢ مندوبة ومندوب من أصـل 495 مندوبا من

مندوبي المؤتمر. وفي الثاني من حزيران، استمرت مناقشات المؤتمر.

وقدمـت لجنـة الاعتمادات ، برئاسـة مريد فريـد ، تقريرها الـذي أقره مندوبـو المؤتمر. وقدمت اللجنة الدائمة، برئاسة أحمد سعد، اقتراح قررات المؤتمر. وقامت بعرض الملاحظات والتعديلات التي قدمها المندوبون على الاقتراح . وأقر مندوبو المؤتمر قرارات المؤتمر، بما في

ذلك التعديلات التي تم قبولها. وقدم عصام مخول تلخيصا لمناقشات المؤتمر.

ووافق المندوبون بالإجماع على تقرير اللجنة المركزية، بما في ذلك التعديلات المقترحة من قبل المندوبين، وعلى تلخيص النقاش الذي قدمه عصام مخول.

في وقـت لاحق، تم الإعلان عن جلسـة مغلقة، جرى خلالها انتخـاب لجنة انتخابات، وجرت الإنتخابات للجنة المراقبة المركزية وللجنة المركزية للحزب.

الدورة الثانية بموجـب قـرار المؤتمـر، عقـدت دورة ثانيـة للمؤتمـر ال-٢٥ في ٢٨ حزيـران ٢٠٠٨، في بيت الصداقة في الناصرة. وكرسـت مناقشـات الدورة لتجديد سياسـة الحزب في انتخابات السـلطات المحلية الإنتخابات للسـلطات المحلية، والتى تقررت فى شـهر تشرين الثاني من

العام ٢٠٠٨.

9

����� ������ ������

��� ���� ����

للمؤتمر الـ ٢٥

العشرات من الأحزاب والمنظمات من اسرائيل، والمنطقة، والعالم، أرسـلوا تحياتهم

ورسائل التأييد للمؤتمر ال-٢٥ من بينها:

حركـة النسـاء الديمقراطيـات في إسرائيـل، وإتجاه-إتحـاد الجمعيـات العربيـة،

والإتحـاد الفلسـطيني الديمقراطي ( فدا )، والجبهة الشـعبية لتحرير فلسـطين،

والجبهـة الديمقراطية لتحرير فلسـطين، وجبهة النضال الشـعبي الفلسـطيني،

والحـزب الشـيوعي الصينـي، والحزب الشـيوعي في كوبـا، والحزب الشـيوعي في

،( PT ) الإتحـاد الروسي، والحزب الشـيوعي في البرازيل، وحزب العمـال في البرازيل

والحزب الشـعبي - الإشـتراكي في البرازيل، والحزب الشـيوعي الجديد في بريطانيا،

والحزب الشـيوعي في الدانمرك، والحزب الشـيوعي في بوهيميـا ومورافيا، والحزب

الاشـتراكي في لاتفيـا، والحزب الشـيوعي في فنلندا، والحزب الشـيوعي في فنزويلا،

والمنتـدى الديمقراطي التقدمي في البحرين، الحزب الشـيوعي في إسـبانيا، والحزب

الشـيوعي لشـعوب إسـبانيا، والحـزب الشـيوعي في الفليبين، والحزب الشـيوعي

في ألمانيـا، وحـزب العمـال في إيرلنـدا، والحـزب الشـيوعي في الأرجنتـين، والحـزب

الشـيوعي الدانيماركـي، والحـزب الشـيوعي ( الماركـسي - اللينينـي الموحـد ) في

نيبال، والحزب الشـيوعي في جنوب – افريقيا، والحزب الشـيوعي الهندي، ورابطة

العمال لتجدد الحزب الشـيوعي في ألمانيا، وحزب الشـيوعيين في المكسـيك، والحزب

.( ICUF ) الشـيوعي في النرويج، واتحاد المنظمـات الثقافية اليهودية في الأرجنتين

10

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

����� ����� ���� ����!"�

كلمة تمار غوجانسكي في افتتاح المؤتمر الـ 25

يشرفنـي أن اعلن بهذا عن افتتاح المؤتمر الـ 25 للحزب الشـيوعي الاسرائيلي – حزب العمال اليهود والعرب، حزب السـلام العادل والدائم، حزب المسـاواة المدنية والقومية للجماهير العربية في اسرائيل، حزب مساواة النساء، حزب النضالات الطبقية والعدالة الاجتماعية، الحزب الذي يشير الى درب الحياة

والمستقبل السعيد للشعبين، الاسرائيلي والفلسطيني.لقد حظي الحزب، الذي يحتفل في العام 2009 بمرور 90 سنة على اقامته، على امتداد السنين برفيقات ورفاق ملتزمين، كرسوا حياتهم لإعلاء الأفكار السامية للماركسية-اللينينية، الأخوة اليهودية-العربية،

المساواة القومية والاجتماعية. ولا ننسى الرفيقات والرفاق الذين خسرناهم في السنوات الأخيرة.نحن مدينون بالشـكر الى قادتنا القدامى: الى من يتواجدون معنا في هذه الامسـية الاحتفالية والى من

لم يتمكنوا من الحضور لمختلف الأسباب.تكتمل في هذه الأيام 40 سـنة للاحتلال الكولونيالي الاسرائيلي في المناطق الفلسـطينية المحتلة. ونحن نفخـر بـأن حزبنا عارض منذ اليوم الأول الحرب العدوانية في حزيـران 1967، ووقف ضد الاحتلال وجرائمه ودعم رافضي الخدمة العسـكري لاسباب ضميرية . نحن فخورون أنه بمرور السنين انضم المزيد من الأطر الى المطالب الواضحة: الانسحاب من جميع المناطق المحتلة، تفكيك جميع المستوطنات وجدار الفصل، اقامة دولة فلسـطينية مسـتقلة وعاصمتها القدس الشرقية الى جانب اسرائيل، وحل

مشكلة اللاجئين وفقا لقرارات الأمم المتحدة.إن الحزب الشيوعي بجميع منظماته المحلية ورفاقه متحفز لاخذ دوره في عشرات نشاطات الاحتجاج

ضد الاحتلال، التي يبادر الى تنظيمها مع مختلف التنظيمات في الذكرى السنوية ال- 40 للاحتلال.في هذه الأيام، حين تواصل حكومة أولمرت أعمالها العدوانية، وحين يدفع سكان غزة وسكان سديروت ثمنـا فادحـا في حياة الناس، فإننـا نطالب حكومة أولمـرت بازالة الحصار المـادي وجميع الجدران،

واجراء مفاوضات مع القيادة الفلسطينية على سلام بدون احتلالات وضم.مـن عـلى منصة المؤتمر الـ 25، نلتزم بأننـا لن نكل ولن نمل الى أن نجعل حلمنـا واقعا، حلم جميع انصار السـلام في اسرائيل والعالم، من اجل دولتين، اسرائيل وفلسـطين اللتين تعيشان معا بسلام –

السلام العادل .حزبنا الشيوعي هو واحد من مئات الاحزاب الشيوعية واحزاب اليسار في ارجاء العالم. احزابنا جميعا يوحدها السـعي والنضال من اجل عالم بلا حروب، بلا جوع واسـتغلال، عالم من المساواة والحقوق

الاجتماعية، عالم يقف في مركزه الانسان وليس أرباح الشركات العملاقة.نحـن فخورون بأن يشـارك في مؤتمرنا الــ 25 ضيوفنا المحترمون، ممثلو احزاب شـيوعية واحزاب يسـار ونقابـات عمالية. لدينا علاقات ممتـازة مع احزاب كثيرة، بعضها ارسـل ممثلين الى مؤتمرنا،

11

������� ������� ������ ������!"�

وبعضها ارسل لنا التحيات.ولكـن هناك حزبا تربطنا به علاقات مميزة، علاقات أخوة، لأن حزبينا انبثقا من الجذر نفسـه – من الحزب الشـيوعي اليهودي-العربي الذي نشـط في البلاد تحت ظروف العمل السري في ظل الانتداب البريطاني. في هذه الأيام يحضر الحزبان الشـيوعي الاسرائيلي وحزب الشـعب الفلسطيني معا اللقاء الاسرائيلي-الفلسـطيني-الدولي في ذكرى اربعين سـنة للاحتلال، ومن اجل سلام يقوم على دولتين – اسرائيل وفلسـطين. هذا اللقاء الهام سـوف يتم فـورا مع الانتهاء من أعمال مؤتمرنـا، في الرابع من

حزيران في القدس.ان حزبنا الشـيوعي الاسرائيلي يفخر بكونه مركز جذب لرفاق ورفيقات شـباب، وخصوصا رفيقات ورفاق الشـبيبة الشـيوعية الاسرائيلية، الذين يتثقفون على ان يصبحوا شيوعيين نشيطين في ظروف

قاسية من الاحتلال والتمييز.لقد حضرت اللجنة المركزية لحزبنا تقريرا مفصلا عشـية المؤتمر. وهو يضم اسـتعراضا للتطورات والنضالات في السـنوات الأخيرة وبرامجنا المسـتقبلية. هـذا التقرير، الذي صـدر بالعربية والعبرية،

نوقش في فروع الحزب.الرفاق الأعزاء، لقد واجهنا مؤخرا امتحانين اجتماعيين-سياسيين مهمين اصطدما مباشرة بالسياسة النيوليبراليـة، سياسـة الخصخصـة والفقر لـدى حكومة البرجوازيـة التي ترعى فسـاد رأس المال

والسلطة.نحن فخورون بنجاحنا، الى جانب شركائنا في الجبهة، في انتخابات نقابة العمال العامة التي فزنا فيها

بنسبة- %4.6 من الأصوات.نحن فخورون برفاقنا، الذين نشـكل بفضلهم أكبر القوائم في لواءي الناصرة والمثلث الجنوبي. نحن فخورون خصوصا باعادة انتخاب ردينة جرايسي، رئيسة لـنعمت في لواء الناصرة، وبانتخاب ميسم

جلجولي للمرة الأولى رئيسة لـنعمت في المثلث الجنوبي.إن اضراب الطلاب العام الذي اسـتمر لما يزيد عن 40 يوما، شـكل معركة اجتماعية هامة: فالطلاب أضربوا، واجهوا الشرطة بجرأة، من خلال التمسك بمطالبهم: عدم رفع رسوم التعليم، اعادة الميزانيات التي خصمت من الجامعات، وصد عملية خصخصة التعليم العالي. رفاقنا، الطلاب الشيوعيون، قاموا

بدور هام في الاضراب، وكانوا عنصرا محفزا على النضال. حزبنا الشيوعي الذي رفع طيلة الوقت لواء النضال ضد التمييز والعنصرية، ضد هدم البيوت والتهجير ومن اجل المسـاواة القوميـة والمدنية للمواطنين العـرب، فخور بدوره الطليعـي لاقامة هيئات تمثل مصالح الجماهير العربية، ومنها اللجنة القطرية لرؤسـاء السـلطات المحليـة العربية ولجنة المتابعة

العليا للجماهير العربية.لقد بادر حزبنا الشـيوعي الاسرائيلي الى اقامة الجبهة الديمقراطية للسـلام والمسـاواة قبل 30 عاما، انطلاقـا من رغبـة حقيقية لبلورة تعاون سـياسي متفق عليه مع أحزاب وهيئـات اضافية. لقد كان هدفنـا ولا يـزال، الدفع قدما بمعارك السـلام، وحماية الديمقراطية، ومواجهـة العنصرية والتمييز، وحماية حقوق العمال، ومسـاواة المرأة وحماية البيئة. نحن فخورون بشركائنا في الجبهة ونطمح الى

توسيع وتعزيز اطار التعاون الديمقراطي اليهودي-العربي هذا.

12

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

#��� ��$%� &���!"� �'�("�

)������� *&�+��,�-.��� �����

&�/�!01� �1��!���

كلمة عصام مخول، أمين عام الحزب الشيوعي الاسرائيليفي امسية الافتتاح الاحتفالية وافتتاح اعمال المؤتمر

الضيوف الاعزاء، مندوبو المؤتمر، الرفاق والرفيقات،

إن حضوركـم معنـا هنا اليوم، في افتتاح المؤتمر الـ 25 لحزبنا الشـيوعي الاسرائيلي في حيفا، المدينـة اليهودية-العربيـة، التـي اختاروا من بين جميـع المدن ان يطلقوا عليها اسـم ”حيفا الحمراء“، ينعش القلب ويقوي التزامنا بالوحدة اليهودية-العربية في النضال من أجل السلام والمساواة، والديمقراطية، والبديل الاشتراكي، وبالعلم الأحمر وبالدرب الطويل والمتين لحزبنا

الشيوعي منذ قرابة الـ 90 عاما.إن درب الحـزب ورؤيته تبدوان اليوم أكثر صدقا، وأكثر حاجة، وأكثر تميزا، لأنهما واعدتان وضروريتان في الواقع السياسي والاجتماعي في اسرائيل والمنطقة. فاليوم بات واضحا أكثر من أي وقت مضى أن جميع الرؤى التي زعمت أنها تشكل بديلا لدرب الحزب الشيوعي في البلاد، لرؤيته الأممية وتوجهه الطبقي، وصلت الى طريق مسـدود، وانتهت غير مرة بإفلاس فكري-

سياسي وحتى تنظيمي.في هذه الفترة الحساسـة، يبرز تميز الحزب الشـيوعي كحزب يراهن على الركض الماراثوني، حزب سـباقات المسـافات الطويلة، والنفس الطويل والنضالات بعيـدة المدى. فمقابل ظواهر السياسة المعدة للاستعمال لمرة واحدة ، وذات البعد الواحد ، مقابل مختلف الرؤى البرجوازية، ومقابـل تيـارات قومجية وأصوليـة، يطرح الحزب الشـيوعي رؤية طبقية وأممية، تشـتمل في داخلهـا أجوبة على المسـألة القومية والنضالات العادلة من أجـل الحقوق القومية. فرؤية الحزب الشيوعي تربط جدليا بين التوجه الطبقي وبين النضال العادل لأجل الحقوق القومية

والتحرر الوطني. إن التوجـه الاممي الـذي يفخر حزبنا اليهودي-العربي برفع لوائه عاليا في ظروف هذه البلاد التـي تعج بالحـروب العدوانية، وسـفك الدماء، والاحتـلال، والقمع، والسياسـة العنصرية،

13

&�/�!01� �1��!��� )������� *&�+��,�-.��� ����� #��� ��$%� &���!"� �'�("�

والكراهيـة والصراع القومي المتواصل – ليس حدبة على ظهر الحزب ولا نقطة ضعفه. بل إن توجهنا الأممي هو مصدر قوة حزبنا الشيوعي وقيمته الزائدة، ونحن فخورون بهذا.

لا سلام بدون الانسحاب وتفكيك المستوطناتنعقد مؤتمرنا الـ 25 في موعد يتزامن مع ذكرى مرور 40 سـنة لحرب الاحتلالات التي قامت بهـا اسرائيل في حزيـران 1967. وهذا الربـط في اختيار موعد انعقـاد مؤتمرنا في تزامن مع ذكـرى العـدوان ، يعكس التزامنا اللامحدود بالنضال لإنهـاء الاحتلال في جميع المناطق التي احتلت في هذه الحرب. ففي غياب أنبياء وعجائب، علينا الاعتماد على النضال اليهودي-العربي من أجل السلام العادل ، بغية إخراج ”شعب اسرائيل ” من التيه السياسي الخطير، في صحراء الاحتلال على مدى الـ 40 عاما الماضية، ودفعه نحو واحة السـلام العادل على أساس دولتين، اسرائيل وفلسـطين، في حدود الرابع من حزيران 1967، دون مسـتوطنات ولا جدران فصل

عنصري. قبـل انـدلاع الحرب في عـام 1967 حذر الحزب الشـيوعي منهـا، وطالب بتسـوية الصراع الاسرائيلي-العربي بالطرق السلمية، على اساس احترام حقوق اسرائيل والشعب الفلسطيني. وعنـد انـدلاع الحرب، كنا الحـزب الوحيد في اسرائيل الذي عارضها بشـكل حاسـم ودعا الى

الانسحاب من جميع المناطق المحتلة والى سلام يقوم على العدل.طيلة سنوات الاحتلال، ثابرنا دون توقف على مطلبنا بحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، عـلى أسـاس قـرارات الأمم المتحـدة . لقد أكدنـا دائما أن حـل قضية اللاجئين ليـس تهديدا للجماهيرالشـعبية في اسرائيل. بل على العكس، فحل قضية اللاجئين هوالضمانة لسلام عادل

وثابت وآمن لكلا الشعبين.كان العام 1967 والأعوام التي تلته قاسية. وقد شنت المؤسسة الاسرائيلية حملة من التحريض والارهاب ضد قادة حزبنا، وقامت السـلطة باعتقالات وبفرض أوامر اقامة جبرية. وتم فصل شـيوعيين من عملهم بسبب معارضتهم للحرب. وقاد التحريض الارعن المعادي للشيوعية الى

محاولة اغتيال أمين عام الحزب آنذاك، الراحل مئير فلنر.خلال السـنوات الأربعين التي انقضـت منذ ذلك الحين، لم نتوان ولـو للحظة في نضالنا ضد الاحتـلال وجرائمه، ضد نهـب الأراضي وهدم البيـوت، ضد الاغتيالات وجرائـم الحرب، ضد بنـاء المسـتوطنات في المناطق المحتلة، ضد بناء جدار الفصـل العنصري، ضد عقلية الكراهية والعنصريـة التي ينميها الاحتلال بين الشـعبين. نحـن فخورون بوقوفنـا المثابر ضد موجة

الشوفينية وعقلية العسكرة البشعة.إن نضالنا ضد الاحتلال كان طيلة السـنوات مقرونـا بنضالنا ضد تحويل اسرائيل الى قاعدة فعليـة للامبرياليـة الأمريكية وضد انخـراط حكومات اسرائيل في تنفيـذ مخططاتها لفرض الهيمنـة العالمية والحروب الاقليمية. ومن بين جميع الاحزاب في اسرائيل، لن تجدوا حزبا آخر

14

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

كحزبنا الشيوعي يهتف في مظاهراته: ”لا نريد الموت والقتل في خدمة الولايات المتحدة“.إننا نشـير بكثير من الرضى الى أن البرنامج الذي كنا أول من حمله – لأجل تسوية سلمية على أسـاس دولتين، اسرائيل وفلسـطين، في حدود الرابع من حزيران؛ لأجل عاصمتين، اسرائيلية وفلسطينية، في القدس؛ ولأجل تفكيك كل المستوطنات والانسحاب مقابل السلام – هو برنامج يحظى اليوم بدعم غالبية المواطنين في اسرائيل وفي الشـعب الفلسـطيني، وهو يشكل اجماعا عالميـا لحـل الأزمة الداميـة. صحيح أن المناطـق المحتلة في حرب حزيران 1967 ليسـت لب الصراع بين الشعبين، ولكن انهاء الاحتلال الاسرائيلي والانسحاب الى حدود الرابع من حزيران

1967 هو فرصة الحل والتسوية السلمية العادلة والثابتة اليوم.نحن نعي وجود أصوات قليلة في أوسـاط اليسار في اسرائيل وعلى هامش الشعب الفلسطيني، ممـن يئسـوا من النضال المعقـد لحل الصراع، وقـد أداروا ظهورهم لحـل الدولتين في حدود الرابـع من حزيران 1967، ويقترحـون بدلا منه حل الدولة الواحدة في فلسـطين التاريخية. في حينه، حتى صدور قرار الأمم المتحدة بشـأن اقامة دولتين في فلسطين الانتدابية (1947)، طالب الحزب الشـيوعي في البلاد بطرد البريطانيين وبإقامة دولة مسـتقلة، يتم فيها احترام حقوق الشعبين. وإذا كان تطبيق هذا البرنامج في الظروف التي سادت حينذاك، كان سيمكن الشـعب الفلسـطيني من ممارسـة حقه في تقرير المصـير، بينما اليوم، في الظـروف المحلية، الاقليمية والدولية القائمة، للدعوة لحل الدولة الواحدة هو التنازل عن النضال لإنهاء الاحتلال وتفكيك المسـتوطنات، والتنازل عن حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير في دولته المستقلة ونثر الأوهام بشـأن امكانية حقوق مواطن متسـاوية. هذا الاقتراح بجوهره إنهزامي، يسـلم باسـتمرار الوضع الراهن الذي يعيش الشعب الفلسـطيني فيه تحت نير الاحتلال الاسرائيلي

لعشرات أخرى من السنين.هنا يسـأل السـؤال: ما الذي منحنا منذ العام 1947 قوة التمسـك بموقفنا المبدئي والعادل بشـأن سلام على أسـاس دولتين، اسرائيل وفلسطين، ورفض المقترحات الانهزامية التي تسلم بواقع الاحتلال، والحواجز، والقصف وسـلب حق الشـعب الفلسطيني بالاستقلال الوطني في

دولته السيادية؟لقد سبق وشرح رفيقنا العزيز توفيق طوبي في مؤتمرنا السادس عشر (1969)، سر صمودنا

في الامتحانات الصعبة عندما أشار:” إن ما يوجه موقفنا برفض الحرب وتحديد الطريق الحقيقي الى السلام، هو المصالح الحقيقية للجماهير الشعبية في اسرائيل، التي تتوافق مع قضية السلام واحترام الحقوق العادلة للشعب العربي الفلسطيني .. هذه مساهمة وطنية حاسمة لحزبنا في النضال التاريخي ضد الامبريالية في المنطقة ، العدو المشـترك للشـعب في اسرائيل وللشـعوب العربية، ومن اجل السلام العادل

الذي يقود نحو التعاون المستقبلي بدلا عن العداء بين اسرائيل وبين الدول العربية“.

15

&�/�!01� �1��!��� )������� *&�+��,�-.��� ����� #��� ��$%� &���!"� �'�("�

الرؤية الطبقية – أداة التحليل الصحيح:لم يرتكب الحزب الشيوعي خلال دربه الطويل وفي نضالاته المركبة أخطاء سياسية جوهرية، ليـس لأننا عباقـرة. نحن لم نخطئ لأننا نحلـل بالأدوات الفكرية الصحيحـة. من يحاول أن يدهن بمطرقة سيفشـل، ومن يريد أن يدق مسـمار بفرشـاة لن ينجح. إن حزبنا، حين يقوم

بتحليل الواقع وتغييره، يكون مزودا بصندوق الأدوات الفكرية والسياسية الملائمة.مـن أجل بلورة مواقف أمميـة مبدئية ومنحها تعبيرا عمليـا في كل واحدة من مراحل التطور السـياسي والاجتماعي، لا يكفي الطموح الانساني لوقف سفك الدماء برغم أهميته. ولا يكفي

الحلم بالصداقة بين الشعوب.مـن أجل بلورة مواقف صحيحة، تصمد في امتحان التاريخ وتخلق أساسـا لنضال سـياسي مشـترك لأنصار السـلام في الشـعبين، الفلسـطيني والاسرائيلي، هناك ضرورة لرؤية أممية،

تشكل تطبيقا للرؤية الطبقية، الماركسية-اللينينية، في واقع المسألة القومية المركب.نحن نرفض بحزم كل محاولة لتصوير الرؤية الطبقية، التي تؤكد على وحدة مصالح العمال من جميع الشـعوب، والتي تسـعى الى مجتمع بدون اسـتغلال، وتمييز وظلم، وكأنها تتعارض مع الدعـم التام لقضية التحرر القومي، وتتعارض مع النضال بلا هوادة في وجه العنصرية والتمييز القومي، وفي تعارض مع المعركة على الحقوق المدنية والقومية للأقلية القومية العربية. إن العلاقات المتبادلة بين الطبقي والقومي ليست لعبة حاصلها صفر، وبموجبها إذا تمسكت بالرؤية الطبقية فإنك تتنازل عن النضال في المسألة القومية. بل ان العكس هو الصحيح. فالرؤية الطبقية تشتمل في داخلهـا ، بشـكل عضوي، على رفـض كل تمييز وظلم واضطهاد وكل ألوان الاسـتغلال. وهذا يصح على ظروف حياة الأقلية القومية، والعمال، والفقراء، والنسـاء، والمسنين، وسكان الأطراف، وذوي الاحتياجـات الخاصة . إن الرؤيـة الطبقية تضيف الى هذا الرفض للتمييز والاسـتغلال ، البعد الجوهري الأهم ، المتمثل في وحدة ضحايا الاسـتغلال، والقمع، والتمييز، في المعارك اليومية ضد الخصخصة والتقليص في جهازي التعليم والصحة، ضد نهب الأراضي والتمييز في الميزانيات، ضد تقليـص المخصصات ومنح الامتيازات الضريبية للأغنيـاء، وفي المعركة التاريخية ضد نظام الاسـتغلال الرأسمالي نفسه. إن وحدة المستغلين والمظلومين هي الضمانة لصد محاولات المؤسسة الحاكمة لتجزأة وحدة ضحاياها وتحرض مجموعة قومية، أو اجتماعية أو طائفية ضد مجموعة

أخرى، وبالتالي افشال معارك السلام، والمساواة والعدالة الاجتماعية.حين تنتهج حكومة ممثلي الرأسـمال سياسـة تمييز وتحريض ضد الأقلية القومية العربية، تقمعهـا على أسـاس عنـصري وتمس بشرعيـة مواطنتها، فإنهـا تتآمر على نهـب أراضيها، وترهيبها وإحكام السـيطرة عليها. ولكن في الوقت نفسـه، في المعادلة الاجتماعية الاسرائيلية، تقوم الحكومة باستغلال التحريض ضد المواطنين العرب أيضا من أجل تحييد النضال الطبقي للعمال اليهود، وزرع رؤى قومجية بينهم وذلك بغية ضمان مواصلة سـيطرة الرأسـمال في

الاقتصاد والسياسة.

16

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

لقد أثبتت تجربة حزبنا المكثفة أن العلاج الأنجع ضد العصبية القومجية،والعنصرية، وكراهية المختلف، والتهديد بالترانسـفير يتمثل في الرؤية الطبقيـة والأممية، التي صمدت في الامتحان

طيلة سنوات وجود حزبنا الشيوعي.

في وجه سياسة الهيمنة وإدارة بوشفي السـنوات الأخيرة سـوق نظام بوش في العالم عموما، وفي الشرق الأوسط خصوصا، سياسة تشـطب الشرعيـة عن كل نظـام وكل حركة سياسـية ترفـض الانخراط في الاسـتراتيجيات العدوانيـة الهادفـة الى احـكام هيمنة الولايات المتحـدة الأمريكية وتدفعهـا كأنظمة ”مؤيدة للإرهاب“ أو“غير ذات صلة“. فقد أعلنت إدارة بوش، ياسر عرفات، قائد الشعب الفلسطيني الـذي رفض الارتمـاء تحت المظلة الأمريكية كــ ”غير ذي صلة“. وكان هـذا بالأحرى إعلانا امبرياليـا، لالغـاء القضية الفلسـطينية التي لم تعد بموجبه قضيـة ذات صلة ، ولم تعد قلب

الصراع في الشرق الأوسط. إن التطورات في السـنوات الأخيرة، من فنزويلا، وكوبا وسـائر دول أمريـكا اللاتينية، وحتى العراق، ولبنان والمناطق الفلسـطينية، تدل بما لا يقبل الشـك أن أوفر الطرق ثمنا، وأقصرها أمام الشـعوب هي في رفض اسـتراتيجيات الهيمنة الامريكية ومقاومتها. وهي تدل أيضا على أن الانخـراط في مخططـات الهيمنة الأمريكية في العالم عموما وفي الشرق الأوسـط خصوصا، والخضوع لإملاءات الاحتلال الاسرائيلي، والتسليم بالدور البائس والذليل الذي تقوم به الأنظمة الرجعيـة في المنطقة، في خدمة سياسـة الولايات المتحدة، لا يجلب غير الكوارث على الشـعوب . مـن هنا فـإن النضال ضد الخضوع لاملاءات بوش هو الذي يشـكل الخيـار الأكثر واقعية والأجدى من ناحية الشـعوب. ان ما عرضته الامبريالية الامريكية، في ظل العولمة الرأسـمالية، بوصفـه ”حـرب الديمقراطية ضد الارهاب“، انكشـف سريعا على انه حـرب إرهابية بقيادة الولايات المتحدة ضد الديمقراطية، وإرهاب رسمي موجه ضد حقوق الانسان وحريات الفرد

في العراق، وفلسطين وأفغانستان، مثلما في الولايات المتحدة واسرائيل وغيرها.إن حزبنـا لم يتردد حين قام بإدانة الارهاب بكافة أشـكاله: الارهاب الرسـمي، ارهاب الدولة وإرهـاب المجموعـات وإرهاب الأفراد ضـد المدنيين الأبرياء. لكن حزبنـا رفض كل المحاولات لوصـم نضال الشـعوب العـادل ضد الاحتـلال والقمع والاذلال عـلى أنه ارهـاب. فالحروب العدوانية ضد الشـعوب، والاملاءات النيوليبرالية، وتفشي الفقر، وتعميق التقاطب الاجتماعي وبؤس الجماهير، كلها تشكل المستنقع الذي ينمو فيه اليأس والارهاب. ونحن ندعو الى أوسع

نضال مشترك، محلي وعالمي، من أجل تجفيف هذا المستنقع.

خديعة "الانفصال عن غزة" واستمرار الاحتلالإن حزبنـا الشـيوعي الاسرائيـلي، المخلـص لـرؤاه الفكريـة الطبقيـة، ولبرنامجه السـياسي

17

&�/�!01� �1��!��� )������� *&�+��,�-.��� ����� #��� ��$%� &���!"� �'�("�

والاجتماعي، ولمواقفه الرافضة للعنصرية والدفاع المثابر عن المسـاواة والديمقراطية – مر في السنوات الأخيرة بنجاح في امتحانات عديدة.

لقد أدركنا فورا المخاطر التي كانت كامنة في ”خطة الانفصال عن غزة ” التي جاء بها رئيس الحكومة أرئيل شـارون. رفضنا الدعوات لدعم هذه الخطـة، انطلاقا من تقديرنا أنها جاءت بهدف اعفاء الاحتلال الاسرائيلي من العبء الفلسطيني من دون إعفاء الشعب الفلسطيني من عبء الاحتلال. فلم يكن هذا ”الانفصال“ الأحادي الجانب، جزءا من عملية سياسـية بل بديلا عنيفا للحل السـياسي؛ ليس جزءا مـن انهاء الاحتلال بل منـاورة مخادعة لتكريس الاحتلال

وخلق ظروف لحرب اضافية. مقابل خطة الانفصال التي بادر اليها شـارون، وضعنا بديلا سياسيا لإنهاء الاحتلال واحلال سـلام عادل وثابت. مقابل رافعي علم الفاشـية والترانسـفير، وضعنا بديلا حقيقيا لنشاط مشـترك ليهود وعرب دفاعا عن الحريات الديمقراطية. مقابل سياسة الخصخصة، والبطالة والقضـاء على دولة الرفاه، وضعنا بديلا قوامه الحقـوق الاجتماعية والعدالة الاجتماعية. لقد وقفنا بشـكل مثابر ضد هدم البيوت وجميع أشـكال التمييز ضد المواطنين العرب. ثابرنا في

المعارك ضد التمييز بحق النساء ودفاعا عن حقوق الشباب والطلاب.

ما هو التحدي الماثل أمام الشيوعيين في اسرائيل اليوم؟لقـد وصل المجتمع الاسرائيلي الى مفترق مصيري. فعلى المسـتوى السـياسي، وصلت سياسـة العنف والاملاءات التي انتهجها شارون وأولمرت الى طريق مسدود. وعلى المستوى الاقتصادي-

الاجتماعي تتعمق الفجوة ويتعمق التناقض بين السياسة النيوليبرالية المتواصلة وبين مصالح معظم الجمهور. وفي حين تتراكم المشاكل يتعمق عجز قيادة المؤسسة عن إعطاء الحلول.

لقد دخلت اسرائيل عميقا في أزمتها. إنها أزمة البنى السياسية القائمة وأزمة الاجوبة السياسية التقليدية. في الانتخابات الداخلية لرئاسـة حزب العمل، التي جرت هذه الأيام، استطاع رئيس الحكومة السـابق بـراك الحصول على معظم معظم الاصوات لانـه اختار المحافظة على ”حق السـكوت“ ” ولم يعرض مواقف واضحة. ولكنه فور انتخابه رئيسا للحزب أعلن انه سيكون

”رئيس حكومة جيد للحروب“.حـرب لبنان الثانية قادت الى تعميق الازمة العامة للمؤسسـة الاسرائيليـة. لكن تعمق الأزمة الشـاملة لدى المؤسسـة الاسرائيلية قد تقود مـن جهتها الى حرب اقليميـة جديدة في محاولة

للخروج من الازمة.

اليمين المتطرف يستعد لاحتلال الحكمتحمـل الازمـة الاجتماعية-السياسـية معها مخاطـر كبرى. قـوى اليمين المتطـرف بقيادة نتنياهو تسـتغل مشـاعر الاحباط، الناجمة عن الحرب الفاشـلة في لبنان ومظاهر الفساد في

18

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

المؤسسـة الحاكمة، وتسـتعد لاحتلال الحكم. قوى اليمين المتطرف تبنت مواقف غير مسبوقة في خطورتها، تزاوج ما بين المغامرة السياسية والعسكرية، وتتعاطي مع الديمقراطية كعائق

تجدر ازالته من طريقها، وتتزامن مع عنصرية فظة تجاه الجماهير العربية في اسرائيل.ان اعلان رئيس الشـاباك يوفال ديسـكين بخصوص ملاحقة مواطنين، بحجة رفضهم موقف المؤسسـة الايديولوجـي مـن يهوديـة الدولة، والـذي حظي بغطـاء من المستشـار القضائي للحكومة، يكشف مخاطر الفاشية التي تتربص بالديمقراطية في إسرائيل، والحريات الفردية، وحرية الرأي. إن تنصيب الشـاباك في موقع الحارس المأجور، القيم على مبدأ الدولة ”اليهودية والديمقراطية“ يلغي بنيويا العنصر الديمقراطي في تعريف الدولة. وأريد أن أعلن من على هذا المنبر، وليسجل رئيس الشاباك أمامه: إن حزبنا لم يتعاط ولن يتعاطى مع دولة اسرائيل كدولة يهودية كما تطرحها المؤسسة الاسرائيلية. دولة اسرائيل التي قامت قبل 59 سنة في اطار تنفيذ حق تقرير المصير للشعبين في البلاد ووفقا لقرار التقسيم، هي دولة ذات اغلبية يهودية وأقلية

عربية كبيرة، من ابناء وبنات هذه البلاد المتجذرين في وطنهم الذي لا وطن لهم سواه.لقـد قـاد الحزب الشـيوعي ولا يزال يقود النضال على المسـاواة في الحقـوق القومية والمدنية للاقليـة القومية العربية في اسرائيل، وسـيواصل دوره هذا. لقد أبـدع الحزب مفهوم الوحدة الكفاحية للجماهير العربية، بالاشتراك مع القوى الديمقراطية اليهودية، في المعركة على التغيير الديمقراطـي العميق في المجتمع الاسرائيلي. الحقيقة التاريخية هي أن الحزب الشـيوعي، على اسـاس رؤيته الاسـتراتيجية، بلور الرؤية الاسـتراتيجية للأقلية القومية العربية وعمقها بين الجماهير العربية. بفضل هذا، تمكنت الجماهير العربية أيضا من ادارة نضالاتها العادلة بعزة وطنية، برأس مرفوع وبقامة منتصبة. المواطنون العرب هم جزء لا يتجزأ من الطبقة العاملة التي تناضل في سـبيل حقوقها ومستقبلها؛ انهم ليسـوا عبئا على الديمقراطية الاسرائيلية بل

ركن هام في النضال الديمقراطي من أجل تعميقها.

امكانية البديل اليساريإن أزمة المؤسسـة الاسرائيلية الشـاملة تنتج ايضا امكانيات جديدة. اليوم، أكثر من ذي قبل، هناك امكانية لبديل يسـاري حقيقي. والتحدي التاريخي الكبير أمام الحزب الشيوعي هو في

العمل على تحشيد دعم شعبي واسع لهذا البديل.هناك دور عظيم المسؤولية ملقى على عاتقنا في بلورة البديل اليساري المطلوب. نحن قادرون على القيام بذلك، بفضل رؤيتنا وصمودنا المجرب في المهام الحاسـمة : فلم ننجرف مع سـيل التيـارات القومجية، ورفضنا الانضواء تحت مظلة التفكير الأحادي الليبرالي الجديد السـائد ، بل سبحنا ضدها؛ وفي فترات البلبلة السياسية وفرنا أجوبة سياسية صحيحة. إن الحفاظ على

تميزنا هو أول شروط نجاحنا.مع ذلك، فمن الواضح لنا أن بلورة بديل سـياسي يساري له وزنه، يلزمنا بأشكال واسعة من

19

&�/�!01� �1��!��� )������� *&�+��,�-.��� ����� #��� ��$%� &���!"� �'�("�

التعاون الواسع ، داخل الجمهور العربي وبين الجمهور اليهودي. هذه هي نقطة انطلاقنا حين نعرض مهمة تقوية الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وبلورة جبهة سلام يهودية-عربية

واسعة يكون بمقدورها منع المخاطر ودفع التغيير الاجتماعي والسياسي المطلوب قدما. نحـن نعلن بأوضح الأشـكال من عـلى منصة المؤتمر ال 25: إننا عازمـون على القيام بكل ما في وسـعنا من أجل المحافظة على الحزب وتقويته كحزب شيوعي. نحن ندعو جميع أصدقاء الحزب، جميع الشركاء الذين يوافقوننا على دربنا الفكري والسياسي: تعالوا، انضموا للحزب،

ساهموا في الانطلاقة التي يصنعها الحزب الشيوعي في مؤتمره ال 25.إن الجانب المكمل المطلوب لتقوية الحزب وتوسـيع صفوفه ، هو التزامنا بالعمل مع شركائنا للحفاظ على الجبهة كجبهة سياسـية ، وتقويتها وتوسيعها. نحن ندعو الجماعات السياسية التقدميـة التـي تلتقـي مواقفها مـع برنامج الجبهـة في النضالات لأجل السـلام، والمسـاواة والديمقراطية والنضالات الاجتماعية والبيئية، وأنصار السـلام والديمقراطية اليهود والعرب: تعالوا وكونوا شركاء في الجبهة؛ الجبهة السياسـية الاجتماعية التي ينشـط في اطارها الحزب

الشيوعي الاسرائيلي ومركبات وشخصيات ديمقراطية.

التحضيرات للمؤتمر ليست مسألة داخلية فقطفي الفترة التي يلقى خلالها على ساحتنا بوثائق مستقبلية وأوراق عمل ومواقف مختلفة تتناول الواقع الاسرائيلي، وطابع النظام الاجتماعي والسياسي ومكانة الجماهير العربية في الدولة، على خلفية اشـتداد الجدل بشأن الحل السياسي وطابع الدولة، وفي ازاء المحاولات المنهجية لعرض الرؤيـة الطبقية، كرؤية تقادم عليها الزمن والتعامل معها باسـتخفاف، كان من المهم لنا ألا يكـون تقرير اللجنة المركزية نحو المؤتمر ال 25 مسـألة داخليـة، بل تقريرا مفتوحا للنقاش العام الواسـع. لذلك اولينا اهتماما لنشر كافة فصول التقرير في الصحافة الشـيوعية ومواقع

الحزب بالعبرية والعربية.خلال النقاشـات الكثيرة التي شـهدتها اجتماعات الفروع والمناطق، بمشـاركة أعضاء قيادة الحزب، سـاهم الرفاق في توضيح المشـاكل التي تشـغل الحزب وبلورة طرق مواجهتها. هذه النقاشـات تجسدت بالتغييرات التي أدخلت الى تقرير اللجنة المركزية. النقاش الواسع ترافق مع أجواء من النهوض في معظم فروع الحزب. لقد عبر نشطاء الحزب عن رغبتهم في المشاركة

بشكل أعمق في حياة الحزب والمساهمة الحقيقية لتقويته وزيادة حضوره الجماهيري. خلال نقاشات الفروع والمناطق وكذلك في تلخيصات اللجنة المركزية، ساد الاتفاق العام حول ضرورة بـذل جهـود أكبر في التثقيف السـياسي-الفكري. هناك فروع ومناطق تعقد بشـكل مستمر نقاشات سياسية وفكرية. ولكن هناك فروع لم تعقد على مدار سنوات نشاطا فكريا-

سياسـيا منظما. وهي عادة لم تنفذ أيضا البرنامج الفكـري الذي بلورته اللجنة المركزية. أن غياب فرص التثقيف والنقاش الفكري يعكس أثره سلبا غير مرة على طبيعة الجدل الداخلي

20

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

في هذا الفرع أو ذاك: فنشـهد ثقافة سياسـية غريبة عن الحزب، واعتبـارات ورؤى كثيرا ما رفضناها حتى لدى خصومنا.

إن الحاجة الى تعزيز التثقيف الفكري والسياسي تزداد أهمية في ظل الهجمة الفكرية المعادية للشيوعية، التي تدار منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. وهي حاجة ماسة أكثر كلما ازداد انخراط أعضاء الحزب وقيادته في نضالات شـعبية وطبقية، من خلال التعاون مع اطر غير شـيوعية، وبعيدة عن الشيوعية في بعض الأحيان. إن الربط بين تعميق الابحاث الفكرية وبين الانخراط في النضال الواسع هو الضمانة لدفع سياسة الحزب قدما وتقوية الحزب نفسه. لقد انخرطنا في نضـالات ضـد البطالة وضد الهجمة عـلى دولة الرفاه والقضاء عليهـا،وفي نضالات عمالية ونضـالات الطـلاب الجامعيين، في النضالات ضد جـدار الفصل وهدم البيـوت. إن النجاح في

الانخراط في هذه المعارك ، ليس مسألة تنظيمية فحسب، بل مسألة فكرية، مسألة وعي.رفيقتنا نوعا ليفي، طالبة في جامعة تل أبيب، روت في تحيتها للمؤتمر عن الدور الهام الذي قام به رفاقنا في قيادة اضراب الجامعيين، ووصفت تأثير الطلاب الشـيوعيين والشـبيبة الشيوعية على المضامين الثورية لنضال الجامعيين كافة في اسرائيل. في محادثة اجريتها مع جامعيين من اعضاء الحزب والشـبيبة، ممن كانوا ناشـطين في اضراب الطلاب، روى لي الرفاق كيف اهتموا بـأن يحضروا معهم الى مقر القيادة القطرية للاضراب كمية كبيرة من الاعلام الحمراء، وبهذه الطريقـة ثبتوا العلـم الأحمر والهتاف ”ثورة!“ كرمـز الاضراب والمظاهرات. لقد صبغ رفاقنا مظاهـرات الطـلاب بالأحمر، فلم تعد أيدي الطلاب الشـيوعيين وحدها هـي التي تلوح بالعلم الاحمـر، بـل أيدي الطلاب الآخريـن ممن انضموا للنضـال. وقد اتضح في المحادثـة أن رفاقنا الطـلاب لم يكتفـوا بقدرتهم التنظيمية وبالمشـاركة الفعالة في النضال، بـل انهم يخصصون لقاءاتهـم أيضا لقراءة مشـتركة ونقاش في الادبيات الماركسـية اللينينيـة. وان هذا الربط بين الانخـراط في النضال وبين الاثراء الفكري هو حاسـم لتطور الحـزب. انطلاقا من هذا الفهم،

وضعت اللجنة المركزية أمامها هدف اقامة مدرسة فكرية ماركسية، تلبي تلك الاحتياجات.

قواعد العمل الحزبي وتنفيذ القراراتتواجهنا في السنوات الأخيرة ظاهرة النشر المغرض في بعض وسائل الاعلام بهدف الاساءة الى الحزب وتشويه جوهر النقاش الداخلي المشروع القائم في الحزب، وهو في الأساس نقاش حول درب الحـزب، وبعض أعرافه وأنظمته، وشـحذ ثوابته وهويته الفكريـة وإخضاع التكتيكي

للاستراتيجي في سياسة الحزب.لقـد اصطدمنا أيضا بمحاولة بعض رفاق الحزب تجاهل قرارات مؤسسـات الحزب وقيادته الجماعية ، والتهرب من ذلك من خلال التعامل المفتعل مع كل نقاش باعتباره نقاشا شخصيا لا أكثر. إن خطورة هذا التوجه، أنه يلغي القضايا والاسئلة السياسية والطبقية والفكرية التي يفترض حسـم النقاش من حولها، والاستعاضة عن ذلك ”بتضييع الطاسة“ وتضييع الاسئلة

21

&�/�!01� �1��!��� )������� *&�+��,�-.��� ����� #��� ��$%� &���!"� �'�("�

الحقيقية. فيجري مثلا تهميش السـؤال حول طبيعة القوى السياسـية والاجتماعية في بلدان المنطقـة التي يعنينا التواصل معها والقوى السياسـية والطبقية التي يجدر الامتناع عن هذا التواصل معها ، أو السؤال: كيف نطبق مبادئ الحزب الأساسية في الظروف المتغيرة. لكن كل

هذا يصبح بلا أهمية ما دام ”كل شيء شخصي“ – كما يقول أصحاب هذا التوجه.

لقد رفض المكتب السـياسي واللجنة المركزية ومجلس الحزب هذه التوجهات واسـتنتاجاتها. كمـا رأت مؤسسـات الحزب بعين الخطورة التعـاون بين اعضاء في الحـزب وبين بعض من

يقفون خلف النشر المغرض والمشوه المسيء للحزب وهيئاته.وكان من تعامل مع النقاشـات الداخلية المشروعة التي طفت أحيانا على السـطح في الهيئات

الحزبية وكأنها نابعة عن صدام مفترض بين الحزب والجبهة.إن النقاشات في اطار منظمات الحزب ومؤسساته هي جزء لا يتجزأ من الديمقراطية الحزبية. وليـس هناك مكان لكنس النقاش الدائر في الحزب تحت سـجادة الجبهـة، او اخفائه خلف

الادعاء بوجود نقاشات شخصية. في اطار الجبهة ندير حوارا صريحا ومثمرا بين شركاء. المشكلة ليست في العلاقات بين شيوعيين وبين غير حزبيين في الجبهة إذن. بل في توجه عدد من رفاق الحزب الى الحزب وقراراته. حين يلتزم رفاق الحزب بقرارات مؤسساته وأنظمته خلال عملهم في الجبهة والتحالفات مع شركاء غير حزبيين – لا توجد أية مشكلة مع الشركاء. وكل محاولة لنقل النقاش الداخلي-الحزبي الى الحسم في مؤسسات الجبهة ستكون خطيرة على الحزب وخطيرة على الجبهة. وهذا ما ثبت في

النقاشات نحو تركيب القائمة لانتخابات الكنيست ال 16.في تقريـر اللجنـة المركزية للمؤتمر ، رفضنا بحدة موقف عدد مـن رفاق الحزب ، بما في ذلك بعـض القياديـين، بأن الحـزب هو مجـرد ”مجموع أعضائـه“، ومن هنا اسـتنتاجهم بأن "مواقـف الحـزب ، هي عبارة عن مجموع مواقف أعضائـه ، وموقف كل رفيق في الحزب هو

موقف الحزب كله".ونحـن نعـود ونقرر ، أن مواقـف الحزب تتبلور وتحسـم في منظمات الحـزب وهيئاته، بعد أن تعطـى الفرصة لكل رفيقة ورفيق في الحزب بإبـداء مواقفهم. والقرارات التي يتم قبولها وإقرارهـا تصبـح هي موقـف الحزب، وموقف الحـزب هذا ملزم لجميع أعضـاء الحزب أيا كان موقفهم في النقاش داخل الحزب. إننا كشـيوعيين ملزمين بالاسـس الفكرية والسياسية والتنظيمية للحزب، وملزمون بأسـس التعامل التي يقرها دستور الحزب وملزمون بقرارات الهيئات الحزبية المخولة. ان كل موقف أو مقولة تضع علامة سؤال حول مجمل هذه الثوابت،

يضر بالحزب ويزعزع أسسه .الحزب الشيوعي كحزب معافى معني بنقاش فعال، حر وشفاف في مؤسسات الحزب ومنظماته. النقـاش الفعال والصريح هو الضمانة لبلورة مواقف صحيحة ولتطور الحزب. لكن النقاش

22

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية. من يشكك بقواعد اللعبة الديمقراطية انما يشكك في وحدة الحزب. كل تردد في التعامل مع مواقف تشـكك في الالتزام بقرارات الحزب يهدد الحزب وقد

يكلفه ثمنا باهظا. هذه ليست مسألة تنظيمية فحسب بل سياسية وفكرية أيضا.هناك ظاهرة أخرى تشـوش على عمل الحزب وهو التعاطي من قبل رفيق في الحزب ، انتخب لمنصب قيادي في المنطقة الحزبية او الفرع ، وكأن هذه المنطقة أو الفرع ، هي ”عزبة“ خاصة ، يفـترض ان تخـدم موقف المنتخب او مكانته . انطلاقا من هـذا التوجه المضر يقرر صاحب المنصـب القيـادي في المنطقة أو الفرع ، ان ينقل او ألا ينقل الى المنطقة التي يتولى المسـؤولية عليها قرارات مؤسسـات الحزب المركزية. او أحيانا يبذل جهوده لافشـال قرارات المؤسسات الحزبيـة المركزية. هكذا علقت نقاشـات هامة، ولم تنفذ طيلة سـنوات قرارات متكررة لعقد مؤتمر منطقة او اجتماع فرع. هذا السـلوك هو مس فظ بأنظمة الحزب ودوس للديمقراطية

الحزبية. لذلك فمن واجب الحزب اجتثاث هذه الظواهر من الحياة الحزبية.في حـالات معينة يوحد سـكرتير الفرع او قيادة الفرع فرعي الحـزب والجبهة في اطار واحد بدعـوى الراحة والعملية. النتيجة الفعلية لخطوة كهذه هي ان فرع الجبهة يتحول الى الاطار التنظيمي والسـياسي الوحيد الذي ينشـط فيه رفاق الحزب الى جانـب الشركاء غير الحزبيين بينما يختفي فرع الحزب. يجب رفض هذه الممارسـة ايضا والاهتمام بأن يعمل فرع الحزب

بصفته تنظيما حزبيا، بينما يعمل في فرع الجبهة اعضاء الحزب وحلفاؤهم. لقد اخذت اللجنة المركزية على عاتقها في تقريرها للمؤتمر المسؤولية الكاملة عن وضع الحزب بمـا في ذلك المسـألة التنظيمية. القيادة القطريـة بما فيها المكتب السـياسي واللجنة المركزية والسـكرتاريا ملزمة باعطاء حلول للمشـاكل التظيمية عموما وفي كل موقع. لكن هذا يقارب العبث حين يتم في اجتماع موسع للجنة منطقة معينة توجيه انتقاد حاد للمؤسسات القطرية وتحميلها المسؤولية الحصرية عن الوضع التنظيمي الاشكالي في منطقتهم الحزبية وفروعها . فلجنة المنطقة مسـؤولة عن ادارة المنطقة، عن إدارة النشاط السياسي والاجتماعي فيها، جمع اشـتراكات للصحافة الحزبية والمساعدة في اقامة فروع للشبيبة الشيوعية وتطوير العمل بين النسـاء. بالطبع انتقاد قيادة الحزب وارد، لكن قواعد الممارسـة الشـيوعية تلزم بأن تنتقد لجنة المنطقة نفسها وتعمل على اصلاح الخلل وعدم الاكتفاء بالتخلص من المسؤولية بانتقاد

المؤسسات المركزية.

إجابات صمدت في الامتحانلـم تنضج في اسرائيل المعاصرة الظروف من اجل نضال جماهيري لاحداث التغيير الاجتماعي الثوري ولكن هناك ظروف لتوسـيع نشـاطنا الجماهيري ضد الاحتلال ولأجل السلام العادل والثابت، والدفاع عن الحريات الديمقراطية والمعركة ضد التمييز القومي والتهديد بالترانسفير، وفي القضايا الطبقية والاجتماعية الجارية، وعلى المسـتوى البلدي، وفي الجامعات، والثانويات

23

&�/�!01� �1��!��� )������� *&�+��,�-.��� ����� #��� ��$%� &���!"� �'�("�

وبين النساء وفي أحياء الفقر. الواقـع الصعب الناتج عن 40 سـنة من الاحتـلال والحروب المتواصلـة، والتمييز العنصري والهجمة النيوليبرالية المتطرفة، تلزمنا كحزب بالعمل في ظروف مركبة وفي العديد من المسائل الطارئـة. ولكن وسـط هذا مـن واجبنا كحزب ان نهتـم بتوفير التثقيف الفكري والسـياسي والتنظيمـي لكل رفيقـة ورفيق، وخلق مناخ اجتماعـي ورفاقي من الاصغـاء والثقة لتقوية

التنظيم الحزبي الشيوعي ودفع نشاط الشبيبة الشيوعية وتوسيع صفوفها. مـن لم يفهم بعـد خطورة التدهور الشـوفيني المعادي للديمقراطية وعمليـة تعمق الظواهر الفاشـية في المجتمع الاسرائيلي سـيصعب عليه فهم الأهمية العليا التـي يوليها حزبنا للنضال المشـترك العربي-اليهودي في جميـع مجالات الحياة. نحن نواجه هجمة شـوفينية متصاعدة ضد السياسـة العربية-اليهودية التي نتفرد بها والتركيبة الأممية للحزب الشيوعي. لذلك كان هنـاك تراجع مقلـق في أن تركيبة قائمة الجبهة في الانتخابات للكنيسـت ال 16 التي أوصلت كتلة كانت احادية القومية لأول مرة في تاريخ حزبنا. ان الدعوة للحفاظ على الوحدة العربية-

اليهوديـة للحـزب والجبهة لا تأتي بشـكل مصطنع لدفع عملية خفية ولا كمسـألة تكتيكية. في قلـب نهج التعصب القومجي المتفاقـم في البلاد والمنطقة يطرح الحزب الشـيوعي الأممية

كجوابه الاستراتيجي، الذي صمد في الامتحان. نحـن فخورون برفيقـات ورفاق الحـزب الملتزمين بالعمل السـياسي والاجتماعـي اليومي، المدافعين عن خط الحزب ويساهمون في تطويره، ويحافظون على انظمة الحزب ويبدعون في نشـاطهم. نحـن نكرر التزامنا بالقاعدة القائلة التي وضعناهـا: إن الحزب لن يتخلى عن أي

رفيق طالما لم يتخل هو عن الحزب من ناحية فكرية، سياسية وتنظيمية.إن التحضـيرات لمؤتمرنـا ال- 25 ترافقت مع جو من النهوض في فـروع الحزب ومنظماته، بتوسـيع صفوف الحزب وبتقويـة التنظيم والنشـاط. والابحاث التي شـهدها المؤتمر حول

تقرير اللجنة المركزية كانت حية وأسهمت في إثراء التقرير. المؤتمـر ال 25 هو فرصـة لدفع الحزب قدما. وزيادة مسـاهمته بقوة في المعارك السياسـية

والاجتماعية لتقوية مكانته وحضوره الجماهيري. مزودين بالنظرية الثورية، وبوحدة النضال اليهودية العربية، وبالأجوبة على الأسئلة السياسية الملحة، نعمل على بناء الشراكات الديمقراطية الكفاحية، ونخرج من المؤتمر موحدين في تفجير طاقاتنا من أجل تقوية حزبنا وقدرته على المساهمة في تغيير السياسة الاسرائيلية نحو السلام

العادل والثابت، والمساواة، والديمقراطية والتقدم الاجتماعي.إن المهام الملقاة على عاتق الحزب الشيوعي كبيرة والحمل ثقيل ، لكن حزبنا الذي يحتفل قريبا

بعامه التسعين كان دائما وسيبقى حزب سباقات المسافات الطويلة.يعيش مؤتمرنا ال 25

يعيش حزبنا الشيوعي الإسرائيلي

24

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

�3��+� 4"�����1� 4/��6�� 7����

المؤتمر الـ 25 31.5 -2.6.2007

الفصل الاول: عولمة الشركات الرأسمالية الكبرى والنضال ضدهافي المؤتمر الـ٢٤ للحزب الشـيوعي الاسرائيلي، قمنا بتحليل عولمة رأس المال كمميز جوهري للرأسـمالية في مراحلها الاولى. اشرنا الى ان التطـور السريع للصناعة الحديثة والتكنولوجيا وانظمة المعلومات والاعلام، تم استغلاله على يد رأس المال بغية إحكام السيطرة على الموارد ورؤوس الاموال والعمال والاجيرين، ولكنه شـكل ايضا القاعدة المادية لتضامن عمالي دولي،

كان عبر عنه ماركس وانجلس في الشعار: ”يا عمال العالم، اتحدوا.“! في العقـد الاول مـن القـرن ال- ٢١، تنعكـس العولمة بمـدى أقل من خلال فـرض النظام الراسـمالي على دول اخرى، وبمدى اكبر من خلال فرض سياسـة الليبرالية الجديدة عنوة، بواسـطة تهديدات عسـكرية وضغوط سياسية واستعمال واسـع لآليات الإكراه في منظمة

التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للاصلاح والتطوير.ان تبني نموذج الليبرالية الجديدة عمق بشكل غيرمسبوق الفجوات الاقتصادية-الاجتماعية داخـل كل واحدة من الدول وبين الـدول الغنية وتلك الفقيرة، وادى الى زيادة عدد العاطلين عن العمل والعمال الفقراء والنسـاء والاطفال والشـيوخ، الذين يعيشون في ضائقة صعبة.

خلقت العولمة الرأسمالية ازمة بيئية لا سابق لها. في صلب الازمة البيئية تقع طريقة الانتاج والتصنيـع التـي تحركها وتتحكم بها الارباح التي لا تأخذ بالحسـبان الاعتبارات البيئية او الاجتماعيـة. ان ازمة المنـاخ، والمعروفة ايضا بارتفاع حرارة الكـرة الارضية، تعرض حياة البشرعـلى وجـه الارض للخطـر، وهي ناجمـة عن اقتصاد يقـوم على حرق النفـط والغاز والفحـم. مسـؤولية تفاقم الازمـة والحيلولة دون مواجهتها عالميا بشـكل فعـال تقع على الـشركات الكبرى في مجال الطاقة التي تحقق الارباح من التلويث، وكذلك الادارة الامريكية التي تقوم بدعمها. ان المصالح الاقتصادية للملوثين هي المسؤولة عن ازمتي النفايات والمواد السـامة. فالرأسـمالية تتسبب في ضعضعة الشروط البيئية الحساسـة اللازمة للحفاظ على وجود البشرية. في القرن الحادي والعشرين يتحول النضال ضد الرأسمالية الى نضال لانقاذ

مجرد وجود البشرية.منذ سـنوات الـ٩٠ من القرن السـابق، فرضـت الولايات المتحدة عنوة عـلى دول في القارة الامريكيـة اتفاقيات تجارية في صالح رؤوس الاموال الامريكية. ولكن معارضة دول عديدة

25

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

في امريكا اللاتينية التوقيع على اتفاقيات ”تجارة حرة“ مع الولايات المتحدة، اضافة الى فتح الحدود بين هذه الدول، بدون مشاركة الولايات المتحدة- تضع عائقا لم يسبق له مثيل امام

تنفيذ مؤامرات رأس المال الامريكي.في العقـد الاول من القرن الـ٢١ ايضا، اسـتمر تركيز رأس المـال في ايدي ٢٠٠ من كبريات الـشركات المتعـددة القوميات وفي ايدي بضعـة مئات من اصحاب المليـارات، بينما تضطر غالبية البشرية للعيش في ظروف فاقة وحرمان من امور اولية كالمياه النقية والغذاء والسكن والمدارس والمستشفيات. ان الادارة الامريكية تواصل التخريب على كل المحاولات للتوصل الى اتفاقيـات دوليـة ملزمة بخصوص الوسـائل للحد من ارتفاع حرارة غـلاف الكرة الارضية

(تأثير الدفيئة)، وهي تعرض بذلك الوجود البشري على سطح الكرة الارضية للخطر.ان الادارة الامريكيـة تقوم باسـتخدام سـاخر لمصطلـح ”الدمقراطيـة“، في محاولة منها للتسـتر من خلاله على سياسة الاحتلال الوحشية ، والقضاء على الحقوق الاجتماعية، والمس بالحريـات الدمقراطيـة في الولايات المتحدة نفسـها. ان ”الحرب عـلى الارهاب“ هي صيغة مسـتحدثة لجهود الولايات المتحدة لبلـورة ”نظام عالمي جديد“. في هـذا ”النظام“ منحت الولايات المتحدة لنفسها الحق الكامل في التدخل في ادارة حياة الشعوب في كل مكان وزمان، بما في ذلك بوسـائل عسكرية مباشرة ومن خلال التحكم بأجهزة الامن والمخابرات في الدول المختلفـة، بما في ذلك دول الشرق الاوسـط. ان الادارة الامريكيـة تواصل زيادة المصروفات العسـكرية، وتسرع بذلك سـباق التسلح العالمي، بما في ذلك تطوير انواع من اسلحة الدمار

الشامل، واجهزة الصواريخ، واقمار اصطناعية للتجسس.نحن نعـود ونؤكد، على ان الاصولية الليبرالية الجديدة التي ترعاها بشـكل رئيسي الولايات

المتحدة، هي مصدر الاخطار التي تتهدد حقوق العمال وحقوق الشعوب.ان حزبنا الشـيوعي الاسرائيلي يعود ويذكر، بان ”الحرب عـلى الارهاب“ التي تديرها ادارة بوش ليست حربا للدفاع عن الدمقراطية من الارهاب، وانما حربا ارهابية على الدمقراطية، وعلى حريات المواطن، وضد شبكات الحماية الاجتماعية. من الواضح لنا أن الاجندة الامنية المغاليـة لـ“الحـرب على الارهـاب“ في العالم كما في اسرائيل، هي وسـيلة اساسـية للمس

بالدمقراطية ولتحييد القضايا الاجتماعية والبيئية الملتهبة جانبا.خلافا للادارة الامريكية وكل اولئك المتعاونين معها، فان حزبنا الشـيوعي يأتي بايد نظيفة حينما يدين الارهاب. ان الحزب الشـيوعي الاسرائيلي محسـوب على تلك القوى العالمية التي تعـارض الارهاب مبدئيا وفكريا وسياسـيا واخلاقيا مهما اختلفت اشـكاله: ارهاب الدولة، ارهاب الافراد، ارهاب المنظمات، الارهاب الذي يسـتخدم ”قنابل ذكية“ ويجوع شـعبا آخر

ويحرمه من حريته والارهاب الذي يرسل المنتحرين.خلافا للارهاب الرسمي، ينمو ارهاب المنظمات والافراد في مستنقعات الفقر والجوع والقهر والاسـتغلال والاذلال والاحتـلال، ولذلك مـن الضروري تجفيف هذه المسـتنقعات. ولبلوغ

26

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

هذه الغاية، على العمال والشـعوب ان يعيدوا صياغة النظام العالمي بشكل يحمي الشعوب وحقـوق العمـال والدمقراطية من تجبر الشركات الكبرى واسـتبدادها ومن الاسـتراتيجية

العدوانية لادارة الولايات المتحدة.

ادارة بوش واحتلال العراقفي العام ٢٠٠٣، شـنت ادارة بوش حربا عدوانية واحتلت العراق. ان الروايات التي نشرتها ادارة بوش، وكأن سبب الحرب كان مخزون اسلحة نووية واسلحة دمار شامل اخرى مخبأة في العراق- تبين لاحقا انها روايات كاذبة. ومثل الحرب في افغانستان فإن الحرب في العراق، أيضا، اعدت لكي تؤمن لكبريات اتحادات شركات النفط والسلاح في الولايات المتحدة ارباحا

عالية، وسيطرة على الثروات الطبيعية والاسواق، واقصاء المنافسين والتضييق عليهم. في الحـرب الكولونياليـة ضد العـراق، انضمت للولايـات المتحدة دول اخرى، على رأسـها- بريطانيا برئاسـة طوني بلير، مع ان الشعوب في ارجاء العالم تعبر عن معارضتها المتزايدة للحـرب. وهنـاك اهمية خاصة للمعارضة الواسـعة للحرب داخل الولايات المتحدة نفسـها

والهبوط الشديد في شعبية الرئيس بوش بسبب الحرب. ان تهديـدات ادارة بـوش وحلفائهـا بالحرب ضد ايران وسـوريا، هي المرحلـة الثالثة من استراتيجية طويلة الأمد للادارة الامريكية، تسعى من خلالها الى احكام سيطرتها في الشرق الاوسـط، حتى ولـو كان ثمن ذلك تدمير دول وتجويع شـعوب. ان الاتحاد الاوروبي، الذي يلعب دور دولة امبريالية عظمى ، انجر اكثر من مرة وراء السياسة الامريكية. ولكنه يحاول ايضا مواجهة القوة الامريكية من خلال ضم دول المنطقة الى السوق الاوروبية المحكومة من

قبل الشركات المتعددة-القوميات المتمركزة في اوروبا.في العقـد الاول مـن القـرن الـ٢١، تواصـل الادارة الامريكيـة رعاية محور مـوال لمصالح اسـتراتيجيتها يضم دولا عربية مثل السـعودية ومصر والاردن ودولـة الامارات في الخليج، ويتم بشكل او بآخر التنسيق مع اسرائيل، كما كان بالامكان الملاحظة بوضوح خلال حرب لبنـان الثانية (٢٠٠٦). ويزداد محور اسرائيـل وتركيا في التوطد، وذلك ايضا بعد ان تولى الحزب الاسلامي الحكم في تركيا. هذان المحوران يعززان من تأثير الولايات المتحدة ويمكناها

من التحضير لحروب اضافية.في هـذه الظروف، سـيواصل الحزب الشـيوعي الاسرائيلي تحذير الشـعب في اسرائيل وكل شـعوب العالم من خطر تهديد الادارة الامريكية باستخدام القوة العسكرية، وحتى السلاح النووي لإخضاع ايران والضغط على سـوريا. وفي الوقت الذي تعلن فيه الولايات المتحدة عن امكانية اسـتخدام السـلاح النووي الذي تملكـه، وتمنح رعاية كاملة للدولـة النووية الاولى في الشرق الاوسـط (اسرائيل)، فهي تدعي بوقاحة فائقـة ان مخططاتها الحربية في الشرق

الاوسط اعدت لمنع ايران من تطوير وتخزين سلاح نووي.

27

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

تغييرات دمقراطية في العالمان السياسة الامبريالية، التي تدمج بين الحروب الاحتلالية والاملاءات الاقتصادية التي تصب في منفعة الشركات الكبرى، تعمق التقاطب بين الدول الغنية وتلك الفقيرة. ان املاءات الادارة الامريكية والمؤسسـات الماليـة الخاضعة لها (صندوق النقد، البنـك الدولي، منظمة التجارة العالميـة) تؤدي الى تعميق الازمة الاقتصادية-الاجتماعيـة في دول العالم الثالث، بما في ذلك دول الشرق الاوسـط. ان اتسـاع البطالة، وتعميق التقاطب بين الاغنياء والفقراء، وتقليص خدمـات الرفـاه والتعليم- كلها تزيد من الشـعور باليـأس، الذي تقـوم الدعاية الاصولية

باستغلاله في دول عديدة بسبب ضعف اليسار لدفع الشباب الى اذرع الارهاب.ان اتسـاع الفقر واسـتمرار عدوانية الادارة الامريكية يعززان من قـوة الحركات الاصولية. بالمقابل، فان العمليات الانتحارية ذاتها التي نفذت في اماكن مختلفة، والتصريحات بشـأن محو اسرائيل او الولايات المتحدة عن الخريطة – تصب في مصلحة الادارة الامريكية وتساندها في جهودها لتجنيد التأييد للحروب التي تخطط لها وتنظمها، وتلحق ضررا مباشرا بالنضال لانقاذ الشـعوب من حياة الفقر والتبعية المدمرة للـشركات المتعددة القوميات. هكذا تغذي

الامبريالية والاصولية الواحدة منهما الاخرى. ولكـن عالمنا اليـوم لا تميزه الحروب الامبريالية والاحتلال الكولونيالي فقط. ففي السـنوات الاخيرة حدثت تغييرات دمقراطية هامة في دول عديدة في امريكا اللاتينية. فقامت الشـعوب في البرازيل وفي بوليفيا وفي فنزويلا وفي تشيلي وفي الارجنتين بانتخاب رؤساء يقفون في خط المواجهة مع مخططات واشـنطن ويعملون على تنفيذ اصلاحات اجتماعية مختلفة وتأميم

الثروات الطبيعية.ان الولايـات المتحدة، التي تعمل جليا للقضاء على هذه الحكومات الدمقراطية، وقعت في آب ٢٠٠٥ مع سـتة دول في امريكا الوسـطى على اتفاقية اسـتعباد، اطلقت عليها اسم اتفاقية ”التجـارة الحرة“. هذه الاتفاقية التي تدعى ”كافتـا“ وصفت من قبل ادارة بوش على انها

”خطوة مناهضة للشيوعية“ في القارة الامريكية.في دول الاتحاد الاوروبي ازدادت حدة الصراعات الطبقية على خلفية الهجوم الذي شنه رأس المال والحكومات على حقوق العمال والشـباب. في استطلاعات رأي جرت في فرنسا وهولندا في حزيران ٢٠٠٥ قالت الشـعوب ”لا“ لاقتراح الدسـتور الاوروبي الذي يمس بشكل شرس بحقـوق العمال، وبذلـك حالت دون المصادقـة عليه. وفي نيسـان ٢٠٠٦، جرت مظاهرات ضخمة للطلاب الثانويين وطلاب الجامعات والعمال في فرنسـا ضد موجة الفصل التعسفي مـن العمل التي طالت ابناء الشـبيبة والعمال الشـباب وفقا لقانون ”اتفـاق العمل الاول“ والـذي اطلق عليه- نموذج جديـد للعبودية، وقد احرزت هذه النضـالات نجاحا باهرا. وفي الشـهر ذاته احرزت قائمة مشـتركة من احد عشر حزبا من احزاب اليسـار والمركز نجاحا في الانتخابـات العامـة في ايطاليا، اسـتطاعت من خلالـه ان تخلع حكومة اليمين برئاسـة

28

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

برلوسكوني عن الحكم.كذلـك، تعـززت المعركة العالمية ضد ”النظـام الجديد“ المعادي للدمقراطيـة، الذي تحاول الادارة الامريكية ان تفرضه عنوة على العالم. ان تآكل الحريات الدمقراطية وتقلصها بحجة ”الحرب على الارهاب“ ولد موجات من الاحتجاج في دول عديدة، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسـها. حتى ان عددا مـن الحكومات في اوروبـا اضطرت للخروج عن صمتهـا والتنديد بممارسـات الادارة الامريكيـة وفقـا ”لمعايـير غوانتانمـو“ واخلاقياته التي امـرت الادارة

الامريكية في اطارها وكالاتها الاستخباراتية بخطف وتعذيب مواطنين من دول مختلفة.

معارضة عولمة الشركات الكبرىان المعارضة المتزايدة للعولمة، كما تبلورت في السنوات الاخيرة، هي معارضة للسياسة الحربية للولايات المتحدة وللسياسة الليبرالية الجديدة التي يمليها صندوق النقد الدولي على دول العالم.

ان التناقضـات بـين الولايات المتحدة واوروبا، والتي تكشـفت بعد ان اتضح فشـل الحملة العسـكرية الامريكية في العراق، ليسـت الشـاهد الوحيـد على تقلص مجال المنـاورة امام

الولايات المتحدة.تجدر الاشـارة الى موجـة النضال والمعارك ضـد عولمة الشركات الكـبرى، وضد الامبريالية والليبراليـة الجديدة، ومن اجل الاسـتقلال والعدل الاجتماعي. هـذه الموجة تظهر على ثلاثة

مستويات اساسية:- تصاعد المعارضة دول وحكومات في العالم الثالث لعولمة الشركات الكبرى: وتشـكل فنزويلا برئاسـة الرئيس هوجو تشـافيز مثالا على ذلك. فنزويلا تساهم مساهمة مركزية في وضع بديل للاستراتيجية الامبريالية في امريكا اللاتينية، بل وتقوم بمساندة كوبا الاشتراكية،

التي وقفت وحدها وخلال سنوات طويلة في هذه المعركة في امريكا اللاتينية.- تعميق النضالات الشعبية في دول العالم الثالث وفي الدول الرأسمالية المتطورة ضد العولمـة والامبريالية: من امريكا اللاتينية وحتى العـراق، من نيبال وحتى جنوب افريقيا، شـعوب تشعر بانه آن اوان الاستقلال الاقتصادي والسـياسي والعدالة الاجتماعية. ان نجاح مواطني فرنسـا وهولندا في افشـال تبني الدسـتور الاوروبي الليبرالي الجديد (٢٠٠٦)، هو مثال على ان المعركة ضد العولمة لا تدور في ”الجنوب“ فقط. وفي النضال ضد العولمة، تأخذ

دورها الى جانب العمال، منظمات بيئية ونسائية وشبيبة وحركات سلام.- موجة نضالات عمالية في كل دولة ودولة: في دول كثيرة في العالم، يدير العمال معركة عنيـدة ضد خصخصة خدمـات الماء والكهربـاء والاعلام والمواصـلات والتعليم والصحة. في الاشـهر الاولى من العام ٢٠٠٧، سـجلت نضالات عمالية هامة في الشرق الاوسـط ايضا. من بـين هـذه النضالات- اضراب عام في لبنان، موجة اضرابات لم يسـبق لهـا مثيل في ال- ٥٠ سـنة الاخيرة بين عمال الصناعة وخصوصا صناعة النسـيج في مصر، واضرابات في قطاعات

29

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

اقتصاديـة عديدة في اسرائيل،ونضالات عمال ونقابـات مهنية ضد خصخصة صناعة النفط العراقيـة لصالح الـشركات الكبرى الامريكية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشـها العراق

المحتل.ان المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي يشكل اطارا للنضال العالمي ضد عولمة الشركات الكبرى، يعقد اجتماعاته سـنويا. هذا المنتدى الاجتماعي العالمي والمنتديات الاجتماعية الناشـطة في اماكـن عديدة في ارجاء العالم، هي التعبير السـياسي والتنظيمي البارز عن جيل جديد من النشـطاء الاجتماعيين، الذين يشكلون عقبة جديدة امام الليبرالية الجديدة. هؤلاء النشطاء يعارضـون وضع الارباح قبل وفـوق احتياجات الناس، قبل وفوق احتياجات حماية البيئة،

قبل وفوق حقوق الانسان. لا تزال الحركة المناهضة للعولمة في اسرائيل في مراحلها الاولى. ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي هـو الحزب الوحيـد في البلاد الذي يطـرح موقفا قاطعا ضد عولمة الـشركات الكبرى وضد الليبرالية الجديدة، ويدير معركة جماهيرية واسعة لمناهضتها. حقيقة انه باستثناء الحزب الشيوعي وشركائه في الجبهة فان ايا من الاحزاب الممثلة في الكنيست لا يدعم توجها كهذا ،

تشير الى الإشكالية القائمة في تعريف اجسام سياسة في اسرائيل على انها ”يسارية“.كلما قمنا بتعميق النضال في اسرائيل ضد الاحتلال وضد الخصخصة، ضد سياسة الليبرالية الجديدة وضد توطيد العلاقة مع امبريالية الولايات المتحدة – كلما سـاهم الحزب الشيوعي الاسرائيلي مساهمة اكبر في المعركة العالمية لمناهضة عولمة الشركات الكبرى ومن اجل حريات

العمال والشعوب.

الفصل الثاني: التطورات السياسية منذ المؤتمر الـ24

التطورات في المنطقةتدلل تطورات مطلع القرن الحادي والعشرين على تعمق التناقضات الداخلية في النظام الرأسمالي وفي السياسة النيولبرالية، وعلى فشل الحرب الشاملة التي يشنها النظام الأمريكي وحلفاؤه، بمن فيهـم الأنظمة الرجعية العربية، ضد الـدول التي ترفض الإملاءات الإمبريالية، والتي تسـميها إدارة بوش ”محور الشر“. ان التورط في أفغانسـتان واتسـاع المعارضة للحرب في العراق (منذ

آذار ٢٠٠٣) لا يمنعان إدارة بوش من مواصلة التجهيز لحرب ضد إيران وسوريا أيضا.إن السياسـة العدوانية التـي تنتهجها إدارة بوش ومجموعة ”المحافظـين الجدد“ المحيطة بهـا، والرامية إلى تعميق سـيطرة المنظمـات الاقتصادية الأمريكية عـلى مرابض احتياطي النفـط في الشرق الأوسـط وضمان الأربـاح الضخمة لكبريـات شركات النفط والسـلاح – هي التهديد الأخطر على سـلام ومسـتقبل شـعوب المنطقة، بما في ذلك مسـتقبل إسرائيل.

30

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

وجدير بالانتباه أن سعر برميل النفط، الذي تبلغ تكلفة إنتاجه دولارين فقط، ارتفع من ٣٠ دولار تقريبـا عند اندلاع الحرب في العراق إلى قرابة الــ٨٠ دولار في صيف ٢٠٠٦، بموازاة

تورط جيش الاحتلال الأمريكي.ــفـت آلاف الضحايا، إن الوضـع الداخـلي المتفاقم في العـراق، والانزلاق إلى حرب أهلية خلوانفضـاح التصريحـات الجوفاء التي تطلقها إدارة بوش عـن ”تعميم الدمقراطية“ – هي عوامل تعزز من اتسـاع دعم الشعب الأمريكي لمطلب إخراج الجنود الأمريكيين من العراق. وينعكس هذا الدعم في الهزيمة التي مـني بها الحزب الجمهوري، حزب بوش، في الانتخابات

النصفية للكونغرس في تشرين الثاني ٢٠٠٦.لقد اتخذ الحزب الشـيوعي الإسرائيلي موقفا حاسما ضد احتلال العراق منذ اللحظة الأولى. ونظم الحزب بالتعاون مع شركائه في الجبهة، في نهاية آذار ٢٠٠٣ مظاهرات عربية- يهودية

في حيفا والناصرة وتل أبيب، للمطالبة بخروج الولايات المتحدة الفوري من العراق.لقد جاء في قرار اللجنة المركزية للحزب، في جلسة عقدت يوم ١١ نيسان ٢٠٠٣، أن الحرب في العراق والاحتلال الأمريكي يهدفان إلى زيادة أرباح احتكارات النفط والسـلاح وتحصين هيمنـة الاسـتراتيجية الأمريكية. وأكـد البيان أن الاحتـلال الأمريكي سيشـكل عائقا أمام دمقرطة النظام الداخلي التي يحتاجها الشـعب العراقي بشـدة. كما حذرت اللجنة المركزية من استغلال حكومة إسرائيل للحرب الدائرة في العراق بغية جعلها ستارا من دخان لتوسيع

الاستيطان وتشديد الحصار على القرى والمدن الفلسطينية.إن حكومـات إسرائيـل، بتنفيذهـا جميـع التعليمات الأمريكيـة وباندماجهـا في المغامرات العسـكرية التـي تحيكهـا إدارة بوش، فانها تـضرب عرض الحائط وبشـكل خطير بأمن مواطنـي إسرائيـل. وقد وجد هذا التوجه تعبيره البارز وبشـكل لافت في حرب لبنان الثانية (تموز-آب ٢٠٠٦) وأيضا من خلال الاسـتعداد العلني الذي تبديه اسرائيل الرسـمية لشن

هجوم على إيران، حتى بثمن مجازفة بالدفع نحو حرب نووية.كان السـياق الإيراني برز قبل ذلـك أيضا، حين صعدت الولايات المتحـدة حملة التهديدات تجـاه إيـران في آب ٢٠٠٣، وافتعلت إسرائيل توترا على الحدود مع لبنان من خلال مهاجمة حزب الله. وفي شـباط ٢٠٠٤ قال الرئيس بـوش إن إيران تهدد إسرائيل، ما فهم منه عمليا عـلى انـه اعطاء اسرائيـل الضوء الاخـضر لمهاجمة إيـران. وفي كانـون الأول ٢٠٠٥ نشرت الـ»سـاندي تايمز» البريطانية خبرا مفاده أن شارون أمر الجيش الإسرائيلي بتجهيز نفسه لإمكانية مهاجمة المنشـآت النووية في إيران لغاية آذار ٢٠٠٦ (موعد انتخابات الكنيسـت) كحـد أقصى، وكلف رئيس هيئة الأركان دان حالوتـس بالمهمة. إلا أن المعارضة التي تبديها روسـيا والصين، لا بل وحتى معظم دول حلف شـمال الأطلسي («الناتو») لهجوم عسكري عـلى إيـران، حتى كتابة هذه السـطور، تحول دون خـروج هذه البرامج إلى حيـز التنفيذ.

لقد تواصل التنسـيق الإسرائيلي-الأمريكي على صعيد التحضير لحرب على إيران بعد حرب

31

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

لبنـان أيضـا. ففـي آب ٢٠٠٦ التقى نائـب رئيس الحكومة شـمعون بـيرس بوزير الأمن الأمريكي دونالد رمسفيلد، لمناقشة «الخطر الإيراني» وقضايا المقتنيات الأمنية.

إن قوى السـلام في العالم تناضل لإحباط مخططات الحرب على إيران، والتي تحيكها إدارة بوش بالتنسـيق مـع إسرائيل ودول أخـرى. بالمقابل، تطالب قوى السـلام بتحويل الشرق الأوسط بأسره إلى منطقة منزوعة من السلاح النووي ومن جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل. ويعمل الحزب الشـيوعي الإسرائيلي على تجنيد الرأي العام الإسرائيلي لهذه الأهداف الهامة. لقد انتقد الحزب الشيوعي تصريحات الرئيس الإيراني، والمتعلقة بإنكار كارثة يهود أوروبا في فترة الاحتلال النازي والتهديد بازالة اسرائيل . حيث يتم اسـتغلال هذه التصريحات من

قبل حكام الولايات المتحدة وإسرائيل لتبرير تجهيزهم لحرب على إيران.لقد أسسـت إدارة بوش كتلة من دول عربية واسـلامية في المنطقة، تشـكل متكأ لها لتعزيز الهيمنـة الأمريكية على حسـاب شـعوب المنطقـة ودعم حروبهـا على العراق وضـد إيران وسـوريا. ويضم هذا المحور المؤيد لأمريكا قيادات السـعودية ومصر ودول الخليج والأردن والعـراق ولبنان، وكذلك تركيا. وفي هذا السـياق قام رئيس وكالة الاسـتخبارات الأمريكية (سي. آي. ايـه) بزيـارة إلى تركيـا في كانون الثانـي ٢٠٠٦ لطلب موافقتها على اسـتخدام مجالها الجوي في حال نشـوب حرب على إيران. وكانت رعايـة المحور العربي المؤيد لحرب عـلى إيران غايـة جلية في الزيـارات المتواتـرة التي قامت بهـا وزيرة الخارجيـة الأمريكية كوندوليزا رايس إلى المنطقة. وليس من قبيل المصادفة ان الدول التي تشـارك في هذا المحور كانـت أيدت احتـلال العراق من قبـل الولايات المتحـدة وحلفائها في العـام ٢٠٠٣ علانية.

كما شـكلت حرب لبنان الثانية اختبارا في هذا السـياق. ففي بداية الحرب، اصطفت غالبية الـدول الأعضاء في الجامعة العربية ضد حزب الله وامتنعت جهارا عن المطالبة بوقف النار. ولكن مع مضي الأيام واتضاح فشـل إسرائيل العسكري والسـياسي والدبلوماسي في الحرب التي حصدت ضحايا كثيرين ودمرت لبنان بشـكل منهجـي – اضطر قادة الدول العربية،

بضغط الشعوب العربية، إلى الوقوف ضد العدوانية الإسرائيلية.تحاول إدارة بوش تبرير سياستها الحربجية من خلال تصويرها جهدا لكبح الإرهاب ومنع تطوير سـلاح نووي في دول مثل العراق وإيران. ولكن بعـد احتلال العراق اعترفت الإدارة الأمريكية نفسـها بعدم العثور على أسلحة الدمار الشامل الذي شنت الحرب بذريعتها. وفي أيلول ٢٠٠٦ نشر تقرير لوكالة الاستخبارت الأمريكية يؤكد أن احتلال العراق شكل محفزا عـلى انتشـار الإرهاب. وقد قـوض هذا التقرير الرسـمي زعم إدارة بوش بأنه في مسـتطاع

الحرب والاحتلال تصفية الإرهاب.

سباق التسلح وخطوراتهإن تفنيـد ذرائـع إدارة بوش لتبريـر حروبها، لا يزيل خطر اندلاع حـرب نووية عن جدول

32

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

الأعمال.في تشرين الأول ٢٠٠٣ سربت مصادر رفيعة في إدارة بوش وحكومة شارون لصحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأمريكية معلومات حول قدرات إسرائيل في مجال استخدام السلاح النووي. وبحسـب ما جاء في الصحيفة، فقد جهز سلاح البحرية الإسرائيلي غواصاته بصواريخ ذات رؤوس نوويـة من طراز «هربـون» زودتها بها الولايات المتحدة. وبهـذا، نوهت الصحيفة، تكون إسرائيل قد استوفت امكانية هجومها النووي من البر والجو والبحر. في نهاية الشهر، نـشر الفيزيائي من جامعة سـان دييغـو خورخي هيرش مقالا في «هآرتـس» تحت عنوان «ها هي الحرب النووية تأتي». ويعدد المقال سلسـلة طويلة من الحقائق التي تشـير إلى ما تقـوم بها الولايات المتحدة من تحضيرات لعمل عسـكري نووي ضـد إيران. ويقول هيرش إنـه بحسـب الخطة الأمريكية تنتظر الولايـات المتحدة من اسرائيل أن تقـوم بإلقاء القنبلة النوويـة الأولى على منشـأة نووية إيرانيـة، ويوضح هيرش إن ردة الفعل الإيرانية سـتكون إطـلاق صواريـخ باتجـاه إسرائيل. وفي أيلـول ٢٠٠٦ طرح الموضوع مجـددا في الصحافة الإسرائيليـة، حيث نشر عن التحضيرات التي يقوم بها جهاز الدفاع المدني تحسـبا لقصف

إسرائيل بصواريخ من إيران.وفي إطار التحضيرات لهجوم عسكري على إيران، زودت الولايات المتحدة إسرائيل بـ٥٠٠ قنبلة «مخترقة للخنادق»، تزن الواحدة منها طنا، هذا بالإضافة إلى ٢،٥٠٠ قنبلة عادية بوزن طن للقنبلة الواحدة («هآرتس»، ٢١ أيلول ٢٠٠٤). وقد جرى استخدام قنابل من هذا النوع في حرب لبنان الثانية، حيث ألقت مروحيات سلاح الجو الإسرائيلي قنابل «مخترقة للتحصينات» على بيروت.

في أيار ٢٠٠٥ نشرت «واشـنطن بوست» الأمريكية عن وجود خطة عسكرية أمريكية تدعي COMPLAN ٨٠٢٢ لشن هجمة نووية استباقية على إيران وكوريا الشمالية. وفي إطار هذه الخطة سـتهاجم الولايات المتحدة منشآت تقع عميقا تحت الارض بقنابل نووية ”صغيرة“

(بوزن ١٠ آلاف طن) قوتها التدميرية موازية للقنبلة التي ألقيت على هيروشيما.حين تقلد الجنرال دان حالوتس رئاسـة هيئـة الأركان في آذار ٢٠٠٥، حذر محللون من أن تعيين من شغل موقع رئيس سلاح الجو لهذا المنصب يهدف لاعداد الجيش الإسرائيلي لمعركة عسكرية ضد ما يسمى بالخطر النووي الإيراني. وتعززت هذه التقديرات في حزيران ٢٠٠٥ حين وقع الرئيس بوش على تعليمات للهجوم الجوي على إيران. إلا أن الفشـل العسـكري في حـرب لبنان الثانية أدى بحالوتس إلى الاسـتقالة من منصبه في كانـون الثاني ٢٠٠٧، قبل

إنجاز مهمة قصف إيران.إن التزود الإسرائيلي بسـلاح نووي وبصواريخ لاسـتخدام هذا السـلاح يهدد سلامة شعوب المنطقة وهو اشـبه ما يكون بتحويل الجمهور الاسرائيلي كمن قضي امره او من صدر حكم إعـدام بحقه وذلك بفعل اندماج حكومـة اسرائيل الطوعي في المخططات العدوانية النووية لـلإدارة الأمريكيـة. لقد أكد الحزب الشـيوعي الإسرائيلي مرة تلو المـرة - بما في ذلك ضمن

33

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

المبادرة التي وجهها في العام ٢٠٠٦ إلى الحزب الشـيوعي الأمريكي وحزب ”توده“ الإيراني - أن مصلحة جميع الشعوب تكمن في سد الطريق وصد أية محاولة لتحويل الشرق الأوسط إلى حقل تجارب للحرب النووية، وأن ما تحتاجه الشعوب هو القضاء نهائيا على كل مخزون السـلاح النووي الموجود في الشرق الأوسـط ومنع تطوير وإنتاج أي نوع من أسلحة الدمار

الشامل.

سياسة شارونمنـذ انتخابه لرئاسـة الحكومة في شـباط ٢٠٠١ وحتـى انتهاء ولايته بسـبب مرضه، قاد اريئيل شارون سياسة تجمع بين الإملاء العسكري والسياسي على الفلسطينيين ومنع إقامة دولة فلسطينية مسـتقلة، من جهة، وسياسة نيوليبرالية متطرفة تجاه العاملين والجماهير العربية والنسـاء والأطفـال وغيرها من المجموعـات والفئات الاجتماعية، مـن جهة أخرى.

في ”مؤتمر هرتسليا“ الذي عقد أواخر العام ٢٠٠٢، وبعد إعلانه تبكير الانتخابات البرلمانية إلى كانـون الثانـي ٢٠٠٣، ألقى شـارون خطابا وصف فيه مراحل تطبيق ”مسـار بوش“ – والـذي يفترض ان يقـود ختاما الى ”الشروع بمفاوضات لتحديـد المكانة النهائية للدولة الفلسـطينية، وفي اطـار هذه المفاوضات يجري اقرار الحدود الدائمة“. وشـدد شـارون في الخطاب نفسـه عـلى أن لا مكان لتوقع تنازلات سياسـية من إسرائيل إلى أن تنفذ السـلطة الفلسطينية سلسـلة من التعليمات الأمريكية على شكل إصلاحات، وتتعاون مع إسرائيل في القضايا الأمنية. في هذا الخطاب أرسى شـارون سياسة واضحة من نثر تصريحات لا رصيد لها حول «دولة فلسـطينية» بغية مواصلة الاحتلال وتأجيل تأسـيس السـلام إلى أجل غير

مسمى.في نيسـان ٢٠٠٣ عرضـت إدارة بـوش على حكومة شـارون وحكومة أبو مـازن «خارطة الطريق» التي شـارك فيها أيضا كل من الاتحاد الأوروبي وروسـيا والأمم المتحدة. وشـدد بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي على أن خارطة الطريق ليس بمقدورها ان تـؤدي الى اي مـكان، وكل وجودها نابع من حاجة إدارة بوش إلى موازنة الحرب الدموية في العراق بـ»مبادرة سياسـية». وقد حذر الحزب الشيوعي من مغبة مضي حكومة شارون في اعمال القتل وسـائر جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، تحت غطاء «خارطة الطريق».

وقد أثبت الواقع صحة هذا التقييم.لقـد قـدر الحزب الشـيوعي أن شـارون، بحديثه عـن «دولة فلسـطينية»، إنمـا يرمي إلى كيان سـياسي معاق، مؤلف من كانتونات فلسـطينية محاطة بكتل اسـتيطانية يتم ضمها إلى إسرائيل. وأشـار الحزب الشـيوعي إلى أن شـارون يقوم بتغليف مخططات الضم التي يضمرهـا بأحاديث هدفها الايحـاء بالتجاوب مع فكرة الدولتين، إسرائيل وفلسـطين التي اخذت تحظى بتأييد شـعبي واسع . وقد بين استطلاع للرأي أجري في أيار ٢٠٠٣ أن ٥٣٪

34

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

من المستطلعين يؤيدون إنهاء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.لقـد كانـت «خطة الانفصال»، التي أعلنها شـارون في نيسـان ٢٠٠٤، بديـلا متحايلا على المطلب الشـعبي المتزايـد بإنهاء الاحتلال والتوصل إلى سـلام مع الفلسـطينيين. فبتلويحه بخطة إخلاء الجيش الإسرائيلي والمسـتوطنات من القطاع، بلور شارون، مدعوما من بوش، خطة أحادية الجانب بـ»الإخلاء والضم» دون التنسـيق مع السـلطة الفلسطينية. لقد رمت خطة الانفصال إلى الحصول على اعتراف دولي بمواصلة احتلال الضفة الغربية؛ وإبقاء ٩٠٪ من المستوطنين في المستوطنات المزمع ضمها لإسرائيل؛ ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة

عاصمتها القدس الشرقية على أراضي الضفة والقطاع.وضمن قرارات الجلسـة الثانية للمؤتمر الـ٢٤ (١٧ نيسـان ٠٤)، شـدد الحزب الشـيوعي عـلى «توصل بوش وشـارون، كقائدي دولتين محتلتين وعسـكريتين، في لقائهما الأسـبوع المنصرم إلى قرار اسـتعماري ينفي حق الشـعوب في النضال من اجـل التحرر من الاحتلال والعيش في دولة مسـتقلة وإدارة شؤونهم الحياتية على نحو سيادي. ان شارون، الذي كان أيـد بتلهف احتلال العراق مـن قبل الولايات المتحدة وحلفائها، قـد حظي بالضوء الاخضر مـن الولايـات المتحدة لمواصلة الاحتـلال والقمع ومواصلة بناء جـدار الفصل الخانق وضم أراض محتلـة والحيلولـة دون أية مفاوضات مع القيادة المنتخبة للشـعب الفلسـطيني».

في الوقـت الذي أدان فيه مؤتمر الحزب الشـيوعي الاسرائيلي المؤامرة الأمريكية-الإسرائيلية، لم يكن قد كشـف النقاب بعد عن رسـالة الضمانات من بوش إلى شارون. لاحقا، في شباط ٢٠٠٥ كشـف شـارون النقاب عن خطـة الانفصال بعد أن كان تلقـى في آذار ٢٠٠٤ من الرئيس الأمريكي رسالة غير مسبوقة يعترف فيها بوش رسميا بحق إسرائيل في ضم جميع الكتـل الاسـتيطانية في الضفة. وقـد كان هذا تحولا كارثيا في السياسـة الرسـمية للولايات

المتحدة الأمريكية. حتى في مؤسسـات الحزب الشـيوعي وفي هيئات الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة دار نقاش حول الموقف التكتيكي الذي يتوجب اتخاذه من خطة الانفصال الشـارونية. فاقترح البعض إبراز الجانب الإيجابي في إخلاء جميع المسـتوطنات من القطاع، على اعتبار أن ذلك بمثابة سـابقة لإخلاء المستوطنات الاسرائيلية من أراض فلسطينية. وشدد المكتب السياسي للحـزب ولجنتـه المركزية على أن إخلاء المسـتوطنات، الذي هو مطلـب الحزب منذ عشرات السـنين، ليس لب خطة الانفصال. كما رفض الحـزب الادعاء القائل بأن مجرد إعلان خطة الانفصـال يؤشر عـلى «انهيار الاحتلال». وعاد الحزب الشـيوعي وأكد عـلى أن الاحتلال لن ينهار من تلقاء نفسـه بل نتيجة للنضال العنيد الذي يخوضه الشـعب الفلسطيني وجميع

أنصار السلام في إسرائيل والعالم.لقد صدقت الدورة الـ١٦ للجنة المركزية (١٢ حزيران ٢٠٠٤) على محاضرة السكرتير العام عصـام مخـول، والتي جرى تعريف خطة الانفصال في اطارها عـلى انها وهم ومظهر خادع

35

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

وليـس حلا. وجاء في المحاضرة أن خطة الانفصال جاءت بهدف التهرب من حل متفق عليه تحت رعاية الأمم المتحدة، وأنها تبقي للجيش الإسرائيلي كامل السيطرة على الأراضي المحتلة، بما فيه القطاع، من خلال التملص الأحادي الجانب من مسؤولية المحتل الإسرائيلي عن حياة أكثر من مليون فلسـطيني يقطنون القطاع. وأكد مخول أن الاحتلال سيسـتمر بوحشـيته ايضا بعد إخلاء مسـتوطنات القطاع : فالجيش الإسرائيلي سـيحاصر القطاع بشكل دائم، وسيعود لاجتياجه كلما خطر ببال حكومة إسرائيل . وبالفعل شهد العام ٢٠٠٦ احتياجات

إسرائيلية متكررة للقطاع وإطلاق نار وقصف صاروخي يوميا باتجاه القطاع.في الثامـن من تشرين الأول ٢٠٠٤ نـشرت «يديعوت أحرونوت» مقابلـة مع المحامي دوف فايسـغلاس، الـذي كان اعتزل قبل ذلك بشـهرين من منصب مدير مكتب شـارون ولكنه واصل تمثيله في الاتصالات مع إدارة بوش. في تلك المقابلة، التي مثلت شارون عمليا، أوضح فايسـغلاس أن مستوطني الضفة سـيظلون في بيوتهم إلى الأبد. وأضاف أن خطة الانفصال ولـدت كرد على مبادرة جنيف ورسـائل الطيارين والضباط الذين أعلنوا رفضهم الإسـهام في الاحتـلال، وأن هـدف الخطة هو إزالة أي مفاوضات للسـلام عن جـدول الأعمال. وقال فايسغلاس إن خطة الانفصال «توفر كمية الفورملين اللازمة لمنع اية مفاوضات واية عملية

سياسية مع الفلسطينيين».وشدد بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي (١٥ تشرين الأول ٢٠٠٤) على أن تنفيذ خطة الانفصال «لن يجلب الأمن والسـلام، بل سيوسـع سـفك الدم ويوقع ضحايا إضافيين، من الفلسـطينيين والإسرائيليين». ولشـديد أسـفنا فقد أثبتت التطورات، منذ ذلك الحين وحتى

يومنا هذا، أن هذا التحذير كان صائبا.في شـباط ٢٠٠٥ أقـرت الحكومة خطة الانفصـال بغالبية ١٧ مؤيـدا مقابل ٥ معارضين،

وقررت أن يبدأ الإخلاء من القطاع في العشرين من تموز.وعلى مدار العامين اللاحقين منذ إعلان خطة الانفصال وحتى ما بعد تنفيذها، خاض الحزب الشـيوعي الإسرائيلي نقاشـا علنيا مع قيادة حركة «سـلام الآن» وقادة «ميرتس» و»العمل» الذيـن أيدوا الخطة، بما في هذا في التصويت في الكنيسـت. وقـد أدى هذا التأييد إلى إضعاف

المعركة الجماهيرية ضد سياسة شارون وإلى تقوية حكومته.

النضال ضد الاحتلال ومن أجل السلاملقد أثار الاحتلال المتواصل وابتعاد فرص السلام، وللمرة الأولى، أسئلة صعبة حول مستقبل إسرائيل. فقد صرح أربعة من رؤسـاء جهاز «الأمن» العام («الشاباك») السابقين- أبراهام شـلوم ويعقوب بـيري وكرمي غيلون وعامـي أيالون- في مقابلة مـع «يديعوت أحرونوت» (١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٣) بأن النزاع مع الفلسطينيين «يودي بإسرائيل إلى الدمار، وأبدوا قلقا شديدا على مصير دولة إسرائيل. وانتقد هؤلاء تحركات حكومات إسرائيل التي تناقض

36

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

الطموح إلى تسـوية سـلمية، وحذروا من التعامل المشين مع الفلسطينيين ومواصلة تجاهل الحاجة إلى الحوار معهم. ونبهوا الى أن هذا التوجه يقود إلى كارثة، على حد تعبيرهم.

ان الرغبة في منع الكارثة التي ينطوي عليها الاحتلال انعكسـت العام ٢٠٠٣ في نشـاطات احتجاجية متعددة نظمتها حركات السلام والاحتجاج:

في شـهر كانون الثاني من نفس العام تصاعد نضال الطلاب الثانويين دعاة رفض الخدمة في جيش الاحتلال من منطلقات ضميرية. وفي إحدى المراحل وصل عدد الشباب القابعين في السـجون العسـكرية ١١ مناضلا من رافضي الخدمة في جيش الاحتلال. وقد طالب خمسة رافضين أن تتم محاكمتهم محاكمة عسـكرية، وبوشرت محاكمتهم في شـهر تموز ٢٠٠٣. وخاض الخمسة: متان كامينر، حجاي مطار، شيمري تساميرت، نوعام باهط وآدم ماؤور،

معركة قضائية هامة مثلهم فيها الحقوقي د. دوف حنين.حظيـت المحاكمـة بتغطية إعلامية واسـعة ونظمت نشـاطات احتجاجية كثـيرة للمطالبة بإطلاق سراح الشبان الخمسة، ما أدى إلى إثارة نقاش عام حول مفاهيم الاحتلال السياسية والأخلاقية. ومع انتهاء المحاكمة في كانون الثاني ٢٠٠٤ حكم على كل واحد منهم بالسـجن الفعلي لمدة سـنة، وأطلق سراحهم في تموز من نفس العام بعد تقليص العقوبة. وبالمقابل، تمـت محاكمة الرافـض يونتان بن آرتـسي الذي رفض الجيـش احترام توجهاته المسـالمة

والمناهضة مبدئيا لاخذ دور في العنف الذي يمثله الجيش.لقـد كانت محاكمات الرافضين محاكمات سياسـية، هدفها كسر شـوكتهم وفرض سـقف عـال عقابا على المواقف الرافضة للاحتلال. لكن هذه الأهداف لم تتحقق، بينما انتصر ادعاء

الرافضين بأنه لا مكان لفصل السياسة عن الضمير وهو ما بدا ادعاء مقنعا.في آذار ٢٠٠٥ بعـث ٢٥٠ طالبا ثانويا برسـالة إلى رئيـس الحكومة، أبلغوه فيها عن نيتهم رفض التجند بسبب تواصل الاحتلال ولالتزامهم بقيم الدمقراطية والإنسانية. وشدد الطلاب على أن الاحتلال يسيء للأمن ويعمق اليأس ويفسـد المجتمع ويهدر الموارد. وكان هؤلاء أكبر

مجموعة تقوم بالتوقيع على رسالة رفض حتى الآن.وتلقـت حركة الرفـض التقليدية – والتي تضـم حركة «يوجد حـد» والثانويين – في أيلول ٢٠٠٣، تعزيزا هاما حين أعلنت مجموعة تضم ٢٧ طيارا مخضرما يؤدون خدمة الاحتياط رفضها لتنفيذ غارات غير قانونية وغير أخلاقية ضد المدنيين في الأراضي الفلسـطينية. ومما قالـه الطيارون في الرسـالة التي وجهوها إلى سـلاح الجو، «إنهم يرفضـون «مواصلة المس بالمدنيـين الأبرياء. هذه العمليات غير قانونية وغير أخلاقية، وهي النتيجة المباشرة للاحتلال المتواصل الذي يفسد المجتمع الإسرائيلي برمته. إن تواصل الاحتلال يمس أمن دولة إسرائيل ومناعتها الأخلاقية مساسا بالغا». وفي أعقاب رسالة الطيارين ورسالة شبيهة لرافضين من

وحدة هيئة الأركان الخاصة، أقيمت حركة أخرى للرافضين تحت اسم «شجاعة الرفض».وأدى المـد في حركة الرافضين إلى مهرجان جماهيري لمسـاندتهم، عقـد في تل أبيب في أيلول

37

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

٢٠٠٤ وشـارك فيه العديد من الفنانين، وذلك بعيد إطلاق سراح الرافضين الخمسـة. كان من بين الرافضين رفاق في الشبيبة الشيوعية، حيث حظي رافضو الاحتلال الشباب بتضامن

حركة السلام في العالم.في نيسـان ٢٠٠٤ عقد في تل أبيب يوم احتجاجي تحت عنوان «نرفض الاحتلال»، شـاركت فيـه منظمات الرافضين وحركات نسـائية وحركات تضامـن. وفي حزيران من نفس العام، وبعد مداولات دامت سـنتين، عقد في رام الله اجتماع تأسـيسي لمجموعة العمل الإسرائيلية-

الفلسـطينية المشتركة، بمشـاركة المئات من الفلسـطينيين والإسرائيليين من أنصار السلام العادل على أساس دولتين؛ إسرائيل وفلسطين.

وفي أيلـول مـن نفس العـام تظاهر الآلاف في تل أبيـب بدعوة من حركة «سـلام الآن» ضد تهديدات حكومة شارون بطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وتم تنظيم يوم احتجاجي

آخر تحت عنوان «يوم ضد الاحتلال ومن أجل الدمقراطية» في تل أبيب في تموز ٢٠٠٥.كما تواصلت النشاطات الاحتجاجية ضد الاحتلال وجرائمه، وضد بناء جدار الفصل وتوسيع المستوطنات، وضد قتل المدنيين وهدم البيوت. وقد تعامل الجيش والشرطة بوحشية في قمع المشـاركين في هذه النشـاطات؛ ففي كانون الأول ٢٠٠٣ أطلق الجنود النار على المتظاهرين ضد الجدار وأصابوا الشاب غيل نعماتي بجراح بالغة. ولم تستجب السلطات لمطلب الحزب

الشيوعي وحركات السلام بمحاكمة مطلقي النار والأوامر.لقـد خلقت النشـاطات الاحتجاجية المختلفـة ظروفا مريحة لبلورة «مبـادرة جنيف» التي شـاركت فيها شخصيات إسرائيلية وفلسطينية. وفي كانون الأول ٢٠٠٣ أعلن في جنيف عن الوثيقـة التي حملت نفس الاسـم. ورغم عدم قبول الحزب الشـيوعي لجميـع بنود «وثيقة جنيف»، إلا أنه يرى فيها وثيقة ذات قيمة، لتشديدها على أهمية الحل السياسي وعلى الشرط

الضروري للوصول إلى هذا الحل: المفاوضات مع القيادة الفلسطينية.خـلال العـام ٢٠٠٤ جرت مظاهرات ضخمة ضد بناء الجـدار في منطقة القدس - في قرية أبـو ديـس ومنطقة الرام وقرب كفل حـارس وغيرها – تم تفريقها بالغاز المسـيل للدموع وبإطـلاق الرصاص من الرشاشـات الخفيفة. وشـهدت التظاهرات الأسـبوعية ضد جدار الفصـل في قرية بلعين العديد من الاعتداءات الوحشـية التي نفذها الجيش ضد المتظاهرين

الإسرائيليين والفلسطينيين، جارحا الكثير منهم.في حزيـران ٢٠٠٦ وقعـت عملية كرم أبو سـالم التي أسـفرت عن مقتل اثنـين من الجنود الإسرائيليين وأسر ثالث (جلعاد شـليط). وأدان الحزب الشـيوعي الإسرائيلي استغلال هذه العملية لإخراج خطة توسـيع الحرب على الفلسطينيين إلى حيز التنفيذ، واعتقال شخصيات فلسـطينية، بينهـم وزراء ونواب في المجلس التشريعي. وقد رفـض رئيس الحكومة أولمرت جميع امكانيات الحوار في سبيل إعادة الجندي شليط. وكالمتوقع لم تؤد الحرب المدمرة على

غزة إلى استرجاعه.

38

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

في إعـلان مدفوع الأجـر نشره الحزب الشـيوعي الاسرائيلي في صحيفـة «هآرتس» في ٣٠ نيسان ٢٠٠٦، اعتبر الحزب إعادة احتلال القطاع «حربا عدوانية احتلالية»، وطالب بسحب الجيش من القطاع فورا دون قيد أو شرط. كما أكد الحزب الشـيوعي في الاعلان نفسـه أن «الحـرب في غيتـو غزة تؤكد أن أن ألاعيـب الإخلاء أحادية الجانب لا تنهـي الاحتلال». وأنه «فقـط بالمفاوضات مع السـلطة الفلسـطينية وتحويل الخط الأخضر إلى خط سـلام يمكن

ضمان السلام والأمن للشعبين».في أواسـط العـام ٢٠٠٦ نظمـت عدة مظاهرات – أمـام منزل رئيس هيئـة الاركان وقبالة وزارة «الأمـن» في تل أبيب وفي قلب مدينة الناصرة وقـرب منزل رئيس الحكومة في القدس وفي أماكن أخرى – طالبت بوقف قتل المواطنين الفلسطينيين ووضع حد للحصار الإسرائيلي

والكارثة الإنسانية التي يؤدي إليها.وكلمـا اتضحـت قلة حيلة سياسـة الحكومـة واتضحـت محدوديتها ووصولهـا الى الباب الموصود، تنامى في أوسـاط الجمهور الإسرائيلي الإدارك بأنه من غير الممكن الاسـتمرار على هـذا النحو. وانعكس هذا أيضـا في التأييد الجماهيري العريض لإخلاء مسـتوطنات غزة في

صيف ٢٠٠٥.ان حزبنـا الشـيوعي الذي يطالب على مدار عشرات السـنين بإخلاء جميع المسـتوطنات ، رفض بشـدة الادعاء بكون المسـتوطنات حقيقة ناجزة غير قابلة للتغيـير. وقد أثبت إخلاء مسـتوطنات غزة أن الحزب كان مصيبا، وأن إخلاء المسـتوطنات مرتبط بموقف الحكومة. أما بشأن الجمهور فقد أظهر استطلاع للرأي أجري بعد إخلاء مستوطنات غزة أن ٥٤٪ من

المستطلعين يؤيدون تفكيك المستوطنات في الضفة الغربية أيضا.لقـد انطلت عـلى كثيريـن في الجمهور الإسرائيـلي خدعة شـارون وحكومتـه، وكأن إخلاء مسـتوطنات غزة هـو بداية لعملية سـلمية. إلا أن النفـور المتزايد من الاحتـلال لم يترجم على شـكل حركـة جماهيرية عريضة لإنهاء الاحتلال واسـتئناف المفاوضات، وذلك بسـبب ديماغوغية شـارون، وكذلك بسبب انجرار حركات «سـلام الآن» و»مبادرة جنيف» وحزب «العمـل» وحركة «ميرتس» وراء وهم «خطة الانفصال» ودعمها وتحمسـها لشـارون. وما حـدث هو ان شـارون قام باسـتغلال سـافر للتحفظات المتزايدة شـعبيا عـلى الاحتلال والاسـتيطان من اجل تمرير سياسـته الرامية بالأسـاس، إلى قطع الطريق على المفاوضات السـلمية وضـم مسـاحات واسـعة مـن أراضي الضفـة الغربيـة إلى إسرائيل. أمـا حزبنا الشـيوعي فقد ثابر في موقفه الرافـض لـ»خطة الانفصال»، ومنطقها القائل إن مسـتقبل الأراضي المحتلة هو شـأن إسرائيلي داخلي يتم حله دون التفاوض مع السـلطة الفلسطينية.

لقد سـاعد إخلاء مسـتوطنات غزة حكومة شـارون- أولمرت على اسـتقطاب الدعم الدولي لخطواتهـا أحادية الجانـب، وتحويل جدار الفصل إلى «حدود» وضم الكتل الاسـتيطانية. لكـن هـذا الإنجاز مؤقت وعابر. فلا سـلام مع الاحتـلال والضم، وفي غياب السـلام العادل

39

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

والثابت ستندلع الحروب مجددا في المستقبل ويتواصل سفك الدماء وتزداد الكراهية واليأس ويقع ضحايا فلسطينيون وإسرائيليون.

في حزيـران ١٩٦٧ لـم يكن لنا أن نقدر أن الاحتلال سيسـتمر لأربعـين عاما. ولكن الحزب الشـيوعي لم يخطئ حين أكد طيلة هذه السـنين، كما يؤكد اليوم، على برنامج السلام الذي يطرحـه، والـذي يعتمد عـلى قيام دولة فلسـطينية عاصمتهـا القدس الشرقيـة إلى جانب إسرائيـل وتطبيـق قرارات الأمم المتحـدة. ويحظى هذا البرنامج بتأييد جماهيري واسـع في البـلاد والعالم، وهو ما أدى حتى ببوش وشـارون وأولمرت إلى الإعلان عن تأييدهم لشـعار «دولتان للشـعبين». ولكنهـم يلوحون بـ»الدولة الفلسـطينية» كي يمنعـوا إقامتها فعليا.

إن برنامج الحزب الشـيوعي من أجل السـلام العادل والثابت هو الوحيد الذي بقي واقعيا وسـاريا، والوحيد الـذي يحمل في طياته احتمال العيش بسـلام وأمن للشـعبين الإسرائيلي والفلسـطيني ولجميع شـعوب المنطقـة. وهو أيضا البرنامـج المقبول على غالبية الشـعب الفلسـطيني والدول العربية، كما أثبت «وثيقة الأسرى» (أيار ٢٠٠٦) وتبني جامعة الدول

العربية للمبادرة السعودية (٢٠٠٢).

حكومة أولمرتعين إيهود أولمرت رئيسـا فعليا للحكومة بعد مرض شـارون، فاسـتكمل تشـكيل حزبهما الجديد ”كاديما“، وتنافس في انتخابات الكنيسـت الـ١٧ رافعا راية جديدة-قديمة: ”خطة

التجميع“.إن ”خطة التجميع“، شـأنها شأن سـابقتها ”خطة الانفصال“، عبارة عن سياسة إملاءات عسـكرية وسياسـية، تنطلق من أنه ”ليس ثمة من تتحدث معه“ في الجانب الفلسـطيني. ولكن الحقيقة هي أنه ومنذ اغتيال رابين (١٩٩٥) فان حكومات إسرائيل هي الجانب الذي يرفض المفاوضات السياسـية التي تفضي إلى إنهاء الاحتلال، وتقوم هذه الحكومات بسجن الشعب الفلسطيني بين شبكة من الجدران ونهب أراضيه وخلق نظام فصل عنصري ميداني

مادي وسياسي في الأراضي المحتلة.في ٢٧ كانون الثاني ٢٠٠٦ قدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي أن انتصار حركة ”حماس“ ا جوهريا في وضع الأراضي في انتخابات المجلس التشريعي (البرلمان) الفلسطيني يشكل تغيرالمحتلة، وأن هذا التطور يتماشى مع خطط حكومة شـارون وحكومة أولمرت لاحقا، لمواصلة سياسـة الإملاءات العسكرية والاقتصادية والسياسية تجاه الفلسطينيين. لقد دأبت حكومة شـارون-أولمرت-موفاز وحكومة أولمرت-بيرتس فيما بعد على القضاء بشـكل منهجي على

البنية التحتية للسلطة الفلسطينية ، حتى تسود الفوضى التي تؤدي إلى حرب أهلية.ان حكومة ”كاديما“-“العمل“ برئاسة أولمرت، التي تشكلت في اعقاب الانتخابات للكنيست الـ ١٧ شرعت منذ تشـكيلها ببلورة خطة عسـكرية لاجتياح غزة وبنشر سـتار من دخان

40

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

”خطة التجميع“، بغية الوصول إلى ضم أجزاء واسـعة من الضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية في جميع الأراضي التي احتلت عام ١٩٦٧. ورأى أولمرت في تعيين رئيس ”العمل“ عمير بيرتس وزيرا ”للأمن“ وسيلة لنزع تأثير قوى السلام في المعسكر الصهيوني، وبالتالي

خلق ”وحدة وطنية“ تؤيد سياسة القوة والضم.حظيت مؤامرة أولمرت المعروفة بـ“التجميع“ بتأييد متلهـف من قبل حزب ”العمل“، وحتى من جانب رئيس حركة ”ميرتس“ النائب يوسي بيلين، الذي انساق بدوره (خلال مقابلة مع ”يديعـوت أحرونوت“، ١٨ حزيران ٢٠٠٦) وراء مقولة أن ليس لدى الفلسـطينيين شريك ينفذ الاتفاقيات. وفي نفس المقابلة اقترح بيلين على أولمرت أن يعرض الأخير ”خطة التجميع“ على الرئيس الفلسـطيني محمود عباس بدلا مـن تنفيذها من جانب واحد: ”لذا أقترح عليه (عـلى أولمـرت) طريقة أخرى لتنفيـذ التجميع: الاحتمـال الوحيد لتنفيذ التجميع سـيكون بواسـطة اتفاقية موقعة. لأنه في اللحظة التي يوقع فيها أبو مازن على اتفاقية معك، سيقبل العالـم بذلـك ويعترف الجميع بالقـدس عاصمة لإسرائيل ويتفق الجميـع على أن الاتفاقية

تزيل قضة اللاجئين من على جدول الأعمال“.وكان بيلين يتحدث في سياق قرار قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ٢٥، الذين كانوا رفضوا ”خطة التجميع“ الأولمرتية رفضا قاطعا في نفس الأسـبوع، واقترح بيلين طريقة للالتفاف على هذه القمة. لكن حتى تأييد بيلين لـ“خطة التجميع“ وضم الكتل الاسـتيطانية والإبقاء على احتلال القدس الشرقية، لم يفلح في بقاء هذه الخطة الخطيرة على قيد الحياة. وفي خضم

حرب لبنان الثانية، سقطت ”خطة التجميع» عمليا عن جدول الأعمال.

الحرب على لبنان أكدت اللجنة المركزية للحزب الشـيوعي في اجتماعها يوم ٢٥ أيار ٢٠٠٦ أن ”انجرار حزب العمـل الشريك في الحكومة وحركـة ميرتس وراء خطة التجميع الأولمرتية، يكبد المعركة على السـلام ضررا جسـيما“. ودعت اللجنة المركزية إلى المشـاركة الواسـعة في مظاهرة ائتلاف حركات السـلام يوم ٣ حزيران ٢٠٠٦ في الذكرى الـ(٣٩) لعدوان حزيران والاحتلال. كما هاجم الحزب بشدة رعاية الرئيس بوش لـ“خطة التجميع“ خلال لقائه أولمرت في واشنطن

في أيار ٢٠٠٦.لـم يكـن معلوما وقتئـذ أن التخطيط للحرب جـرى في نفس اللقاء. حيث نشرت أسـبوعية ”نيويوركـر“ الأمريكية يـوم ٢١ آب مقالة للمحلل الكبير سـيمور هيرش، فصل فيها عمق تداخـل إدارة بوش في تخطيط الحرب على لبنان. وبحسـب هـيرش فقد جاءت حرب لبنان الثانية لتشكل مقدمة لضربة استباقية أمريكية محتملة على المنشآت النووية الإيرانية. وذكر هـيرش أن خطة مهاجمة لبنان كانت عرضت على إدارة بوش قبل أكثر من سـنة من عملية يـوم ١٢ تموز. وقد نشر في خضم الحرب عن قطار جـوي نظمته الإدارة الأمريكية لإيصال

41

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

معدات عسكرية إلى إسرائيل.نشبت حرب لبنان الثانية يوم ١٢ تموز ٢٠٠٦، حيث أنه، وفي أعقاب أسر جنديين إسرائيليين عـلى يد «حزب الله» وإطلاق نار باتجاه إسرائيل، شـن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة من الجو والبحر، اسـتهدفت الشـوارع والجسـور ومحطات التوليد والبـث. وتواصلت الحرب ٣٣ يومـا وقتـل خلالها أكثر من ألف لبناني غالبيتهم السـاحقة مـن المدنيين وحوالي ١٦٠ ر قرابة المليون لبناني ونـزح مئات آلاف الإسرائيليين إسرائيليـا غالبيتهم مـن الجنود، وهج

من بيوتهم.في ١٣ تمـوز ٢٠٠٦، أي فور نشـوب الحرب، أصدر الحزب الشـيوعي بيانا شـدد فيه على التحضير المسبق للحرب قبل أشهر طويلة من عملية الأسر في «زرعيت»، وبالتنسيق التام مع إدارة بوش. (وقد اعترف أولمرت خلال شهادته أمام لجنة فينوغراد للتحقيق في حرب لبنان بأن هيئة الأركان كانت ناقشـت الحرب في آذار ٢٠٠٦) وأشـار الحـزب إلى أنه رغم الإعلان عـن إطلاق سراح الجنود الأسرى كهدف للحرب، فقـد انتهت الحرب دون إطلاق سراحهم، ولـم يطلق سراحهم أيضا بعد اسـتكمال الجيش الإسرائيلي انسـحابه أوائـل تشرين الأول ٢٠٠٦. وشـدد الحزب على أن حكومـة أولمرت-بيرتس التي طالبـت المواطنين الإسرائيليين بعدم الاكتراث للصواريخ التي انهالت على مدنهم، وقدمتهم قرابين على مذبح إتمام حصتها مـن الصفقـة الزخماء التـي أبرمتها مع إدارة بـوش؛ وهي صفقة ترمـي في نهاية المطاف إلى إسـقاط الأنظمة القائمة في سـوريا وإيران وتعزيز هيمنة الولايـات المتحدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية في الشرق الأوسـط. وطالب المكتب السياسي للحزب حكومة أولمرت

بالموافقة على مقترحات وقف النار فوريا في الشمال والجنوب.وكان نشـطاء الحزب الشيوعي شركاء فاعلين في تنظيم النشاطات الاحتجاجية على الحرب، والتي بـدأت في اليوم التالي لاندلاعها. وكان الحزب الشـيوعي والجبهة الدمقراطية أول من بـادر لتنظيم المظاهرة القطرية اليهودية-العربية الكبيرة التي جابت شـوارع تل أبيب يوم ٢٢ تموز، وشاركت فيها حركات وتنظيمات مختلفة ونشطاء من توجهات سياسية مختلفة، بمـن فيهم صهيونيون. وطيلة شـهر الحرب نظمت نشـاطات احتجاجيـة في الناصرة وتل أبيب وحيفا والطيبة ومواقع أخرى للمطالبة بوقف الحرب فورا وإخراج الجيش من لبنان. وبـرزت هذه التظاهـرات بطابعها اليهودي-العربي وتداخل المعركـة ضد الحرب بالمعركة ضد انسياق إسرائيل في ركب سياسة إدارة بوش الهدامة. وانعكس هذا في الهتاف الشعبي:

«لن نقتل ولن نقتل في خدمة الولايات المتحدة» (بالعبرية).وجرت نشاطات احتجاجية ضد الحرب في مختلق أنحاء العالم، ولكن النشاطات التي جرت داخل إسرائيل اكتسـبت أهمية كبرى. فقد حيا لقاء الأحزاب الشـيوعية والعمالية الذي عقد في أثينا (١٩ و٢٠ آب ٢٠٠٦) نضال الشـعب اللبناني والصمود البطولي للحزب الشـيوعي

الإسرائيلي والقوى التقدمية نصيرة السلام الأخرى في إسرائيل.

42

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

أما معسـكر السـلام الصهيوني فكان موقفه مخيبا للآمال في حرب لبنان أيضا. إذ حافظت حركة «سـلام الآن» على صمت مطبق، أما قيادة «ميرتس» فأجمعت على تبرير شـن الحرب فيمـا اختلفـت وجهات النظر على ضرورة وقفها. وعلى خلاف قادتهم، شـارك نشـطاء من «ميرتـس» في النشـاطات الاحتجاجيـة. وقبل انتهاء الحـرب بأيام قليلـة نظمت «ميرتس»

تظاهرة رفع شعارات ضد الحرب في تل أبيب.بعد بدء مفعول وقف إطلاق النار في ١٥ آب ٢٠٠٦، أصدر المكتب السياسي للحزب بيان جاء فيه أن «الحرب في لبنان، والتي خطط لها رئيس الحكومة أولمرت ووزير الأمن بيرتس وقادة الجيش بالتنسـيق التـام مع إدارة بوش، انتهـت من وجهة نظر هؤلاء بالفشـل المضاعف،

عسكريا وسياسيا».وأضاف بيان المكتب السـياسي أن «أسباب هذه الفشل هي التناقضات الكامنة في السياسية

العسكرانية، وأولها التناقض بين تصوير الحرب حربا ضرورية وعادلة، من جهة،وكونهـا منافيـة تماما لمصالح الشـعوب الحقيقية. لقد بات أولمـرت وبيرتس محط غضب سـكان الجنوب اللبناني العائدين إلى بيوتهم، لكنهما باتـا أيضا محط غضب الإسرائيليين،

وخصوصا سكان حيفا والشمال الذين يشعرون بانهم خدعوا وانهكوا».وفي إزاء الفشـل العسكري والسـياسي، والثمن الاقتصادي الباهظ للحرب (قدرت الخسائر بـ٣٠ مليار شـاقل)، شـدد الحزب الشـيوعي على المخاطر والاحتمالات. وفي معرض تعداد المخاطـر، أشـار الحـزب إلى تجديد الحرب في سـياق خطط ضرب إيران وسـوريا؛ وإذكاء الكراهية تجاه الجماهير العربية واليسار المثابر؛ والمخاطر التي تتهدد الدمقراطية من جراء تكثيف الأجواء الفاشية؛ وتحويل الميزانيات لتمويل الجيش والاحتلال على حساب الميزانيات المدنية. أما بخصوص الاحتمالات، فأكد الحزب أن الزلزال السياسي وتدهور مستوى معيشة شرائح واسـعة وهبوط أسـهم الجيش، من شـأنها خلق ظروف يتم الإصغاء فيها لخطاب الحـزب النقدي المبدئـي وترفع احتمـالات النجـاح في المعركة المصيرية لعـزل العنصريين

والقومجيين والدفاع عن الحريات الدمقراطية.في الأشهر التي تلت الحرب أطلق الرئيس السوري بشار الأسد دعوة علنية لتجديد مفاوضات السـلام مع إسرائيل. وواجهت حكومة أولمرت-بيرتس هذه الدعـوات ببرود، فأثبتت مجددا أن السـلام ليس موضوعا نصب أعينها. وقد حث رفض دعوات الرئيس السـوري عددا من الإسرائيليـين وغيرهم على نشر معلومات هامة حول الحوارات التي دارت فعليا بين موظفين سـوريين وإسرائيليين، وحول رفض حكومات إسرائيل المسـتمر للتوصل إلى تسوية سلمية

عادلة وثابتة مع سوريا.

الخارطة السياسية في إسرائيلينتـج عدم اسـتقرار الجهاز السـياسي في إسرائيل عـن الأزمة السياسـية والاجتماعية التي

43

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

يعانيها المجتمع الإسرائيلي. فليس في مقدور القوى السياسية الحاكمة توفير أجوبة حقيقية عـلى كل هذه المعضلات. وقد تخلق هذه الأزمة إمكانات جديدة للعمل اليسـاري، من جهة،

ولكنها قد تخلق مخاطر كبيرة من جهة أخرى.إن ظاهـرة ضعـف وتفكك الأحزاب السياسـية مثيرة للقلـق. فالجمعيـات الممولة من قبل أصحـاب رؤوس الأمـوال، تحل مكان الأحزاب أكثر فأكثر. وتـزداد التحفظات على الأحزاب

بفعل الفساد السياسي، ولكن ليس بمقدورها خلق بديل حقيقي.لقد أدى تأسيس اريئيل شارون لحزب «كاديما» إلى موضعة جسم يفتقر إلى برنامج سياسي محدد في مركز الخارطة السياسية. فثمة في «كاديما» من «الحمائم» أيضا، لكن أبرز رجالات الحزب من خريجي «الليكود». سياسـة «كاديما» الاقتصادية-الاجتماعية يمينية محض، أما في الجانب السياسي فيتميز «كاديما» بالاستعداد لملاءمة نفسه لاحتياجات الإدارة الأمريكية.

لقد عزز فشـل حـرب لبنان الثانية من قوة اليمين المتطـرف في إسرائيل. فتحت قيادة بيبي نتنياهـو أدرج «الليكود» في مواقفه بعدا عنصريا فظا. إذ يجمع نتنياهو بين نظريات الضم المتطرفـة والمغامرات الأمنية والتاتشريـة الاقتصادية، كما أن علاقاتـه باليمين المتطرف في

الولايات المتحدة وثيقة جدا.أمـا ليبرمـان وحزبه فيطرحـان وجها آخر للسياسـة العنصرية المتطرفـة. إذ صار اليمين الممؤسـس في إسرائيـل يعتاش عـلى المواقف الكاهانيـة ضد الجماهير العربيـة في إسرائيل.

لقد كشـفت ممارسـات قيـادة حزب «العمـل» خديعة «الأجنـدة الاجتماعيـة» التي رفعت لواءها في الانتخابات الأخيرة. حزب «العمل» لا يقدم بدائل سياسـية أو اجتماعية بل يكتفي

بالانجرار وراء أولمرت.لقد عملت السياسـة الرسـمية لحكومـات إسرائيـل المتعاقبة طيلة كل السـنين على إقصاء الجمهور العربي إلى هامش العمل السياسي والاجتماعي. وكما هو معلوم فقد منع الأجيرون العرب حتى العام ١٩٦٥ من الانتساب لنقابة العمال العامة (الهستدروت) على سبيل المثال. وفي هذه الظروف بالذات، تنشـط في أوسـاط الجماهير العربية جهات سياسـية تعمل على مقاطعة انتخابات الكنيسـت. ولكن ما يتـم عرضه كخطوة احتجاجية ليس إلا خطوة تعبر عـن اليأس مـن امكانية التأثير على وجهـة المجتمع الإسرائيلي، الـذي لا يمكن فصل الأقلية

القومية العربية الفلسطينية عنه.إن أحزابا كـ»الحركة الإسلامية» (الشق الممثل في الكنيست) و»التجمع» و»العربية للتغيير» و»الدمقراطي العربي»، تمثل توجه الوحدة الإثنية القومية («العرب») مقابل الوحدة الإثنية القوميـة الأخرى («اليهود»). وبهذا تسـاعد المؤسسـة على إظهار الجمهـور العربي ككتلة

واحدة لا تمايزات فكرية أو سياسية فيها.في إزاء هذه التوجهات يطرح الحزب الشيوعي توجها اجتماعيا تقدميا وإنسانيا، يشدد على وحدة جميع المستغلين والمقموعين في إسرائيل، عربا ويهود، في معارك السلام والمساواة والدمقراطية.

44

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

لـذا فإن الحزب هـو رأس حربة أيضا في المعركة الداخلية الدائرة في أوسـاط الجمهور العربي ضد توجهات التأييس والخنوع والتقوقع والطائفية، ومن أجل المساواة الكاملة للمرأة.

لطالما تبنى الحزب الشيوعي توجها يقول بالوحدة الكفاحية بين الجماهير العربية في قضايا متفق عليها كمقاومة نهب الأراضي وهدم البيوت والتمييز في الميزانيات والعنصرية والعنف البوليسي إلخ. ولكن مثل هذه الوحدة ليس في مقدورها ولا يفترض بها أن تغمغم الفروقات الفكريـة والسياسـية بـين الأحزاب والتنظيمات الناشـطة على سـاحة الجماهـير العربية. وتنعكس هذه الفروقات في مداولات لجنة المتابعة العليا وفي مواقف الأحزاب وفي النقاشـات

البرلمانية.ثمة في الجهة اليسارية من الخارطة السياسية الإسرائيلية قوى عديدة غير مؤطرة في حزب: إذ تتبنى حركات الشـبيبة «الزرقاء» مواقف اجتماعية اشـتراكية أو اشـتراكية-دمقراطية؛ وتنشـط التنظيمات الاجتماعية للاحتجاج على السياسـة السائدة؛ وتعمل مؤسسات حقوق الإنسان للدفاع عن هذه الحقوق؛ أما الحركة البيئية فقد أصبحت أكثر راديكالية في السنوات

الأخيرة وصارت تتميز بنقد اجتماعي جوهري. إن الحزب الشـيوعي الإسرائيلي يقترح التعاون المشترك مع جميع القوى اليسارية الحقيقية

على الساحة السياسية، من أجل بلورة بديل يساري قوي أمام الجمهور الإسرائيلي.

الفصل الثالث: الرأسمالية الاسرائيلية والنضالات

الاجتماعية في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين

الطابع المأزوم للرأسماليةبعـد ان افلتت الشركات الكبرى في الولايات المتحدة وسـائر الدول الغنية من ازمة عام ٢٠٠٠ الاقتصاديـة الخانقـة، والتي وقفـت في مركزها صناعـة ”الهاي- تك“ (التقنيـات المتقدمة) المشـبعة بالتكنولوجيا، لجأت هذه الشركات، الى سياسـة قوامها، المـزج والدمج بين كبريات الـشركات العملاقـة والهجـوم على أجور وحقـوق العاملـين وتقليص الميزانيـات الحكومية المخصصـة للرفاه الاجتماعـي. وقد أدت هذه الخطـوات الى تركيز غير مسـبوق لرأس المال، بأيدي قلة من الرأسـمالية، والى تعمـق التقاطب الاقتصادي والاجتماعي والى انتشـار انماط

العمل الجزئي والمؤقت.من ناحية اخرى، ادت هذه العملية الى تعميق استغلال هذه الشركات الكبرى لدول ”العالم الثالـث“ اقتصاديـا. وكمـا نشر حول معطيات السـنة المنصرمـة، فإن الـشركات والبنوك

45

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

المتمركـزة في الـدول الغنية نهبت مـن دول افريقيا ما يعادل الـ١٥٠ مليار دولار سـنويا، اي ما يسـاوي ثلـث الناتج المحلي لدول افريقيـا الواقعة جنوب الصحـراء الكبرى. وهكذا، ففـي الوقت الذي تزداد فيه الشركات المذكورة غنى، تزداد دول افريقيا فقرا مدقعا، ويقوم صنـدوق النقد الدولي بانتهاز الفرصـة ليفرض على هذه الدول انتهاج سياسـة اقتصاديه نيوليبراليـة تعمق من تبعيتها الاقتصادية وتهدم نهائيا شـبكة الضمان الاجتماعي القائمة

فيها والضعيفة أصلا.في العام الحالي، ٢٠٠٧، عادت الى الظهور ملامح أزمة اقتصادية قريبة انعكست في تضخيم مفتعل للاسـهم والسـندات الاخرى في بورصات الولايات المتحـدة ودول اخرى، بما في ذلك اسرائيل (وهو ما يسمى بالفقاعة المالية) اذ تقوم شركات مختلفة لم تحقق ارباحا في الواقع، بعرضهـا في البورصة ولكنهـا وبفضل تعاملها في مجال العقـارات والهاي- تك (التقنيات المتقدمـة)، فانها تحقـق قيمة في البورصة تصل الى مليارات الـدولارات؛ وبالمقابل تزيد من غرق عائلات العاملين في ديون ثقيلة. ويرافق ذلك عجز مالي غير مسـبوق في ميزانية الدولة (الولايات المتحدة) بسبب الحرب على العراق وغرق حكومتها في ديون هائلة لدول مختلفة في

العالم. وقد بلغ عجز الولايات المتحدة التجاري في العام ٢٠٠٦ نحو ٩٠٠ مليار دولار. ان للتطورات الاقتصادية الدورية في الولايات المتحدة تأثيرها على اقتصاد دول اخرى وخاصة على الاقتصاد الاسرائيلي، والذي ارتبط بقوة بالاقتصاد «الأمريكي الحديث»، ويرتبط ارتباطا وثيقا ومنذ عشرات السنين برأس المال الأجنبي ويندمج بنشاطه العالمي. ان اسقاطات ازمة أسـهم الهاي- تـك في الولايات المتحدة في العام ٢٠٠٠ على الاقتصـاد الاسرائيلي تفاعلت مع اسـقاطات الانتفاضة الفلسـطينية الثانية والتي اندلعت في نفس السنة. وبفعل الانتفاضة الثانيـة اغلقت في وجـه المنتجات الاسرائيلية، الاسـواق الفلسـطينية التي تشـكل اقتصادا فلسطينيا تحت الاحتلال تسيطر علية الشركات الاسرائيلية. ومن هنا، فالازمة «الفوقية» (في الصناعـات عالية المعلومات كصناعة الهاي- تك والتي تصدر الى الولايات المتحدة واوروبا) والازمـة «التحتيـة» (الصناعـات التي تتطلب أيـد عاملة كثيفة- والتي تصـدر الى الأراضي

الفلسطينية) قادتا الى أزمة متداخلة برزت مؤشراتها حتى نهاية العام ٢٠٠٥. في سـنوات الـ٢٠٠٠ ايضا، اسـتمر الدعم الحكومي المباشر (السوبسـيديا) لارباب العمل، عـن طريـق اعفائهم من الضريبة الموازية بقيمة ٩ مليارات شـاقل في السـنة، وبالغاء جزء مما عليهم ان يدفعوه لمؤسسـة التأمين الوطني (٣ مليارات شـاقل أخرى في السنة على وجه التقريـب). لقـد انخفضت حصة ارباب العمل من المدفوعـات للتأمين الوطني من ١٦٪ من الاجـر سـنة ١٩٨٦ الى ٥٪ منـه في العـام ٢٠٠٦.. وخلال الفترة ما بـين ١٩٨٦- ٢٠٠٧ تمتع ارباب العمل بمساعدات حكومية على شكل سوبسيديا متراكمة نتيجة لالغاء ضرائب كانت في الماضي مفروضة عليهم بما مجموعه ١٦٠ مليار شاقل، هذا المبلغ

يساوي أكثر من نصف ميزانية الدولة للعام ٢٠٠٧.

46

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

لقـد سرعـت حكومة شـارون «الاصلاحـات» في نظام الضرائـب المباشرة الامـر الذي منح تسـهيلات ضريبية واسـعة لأصحاب المدخولات العالية وللشركات ولأرباب العمل. فبحسب الاصلاح الضريبي الذي اقر في العام ٢٠٠٣ فان ضريبة الشركات، التي بلغت ٦١٪ قبل ٢٠ سنة، ستنخفض الى ٢٥٪ في العام ٢٠١٠. وحسب الاصلاح الضريبي ذاته تم فرض ضريبة منخفضـة على أرباح أفراد في البورصة وعلى الفوائد من التوفيرات، ولكن منحت تسـهيلات تسـاوي ما مجموعه ١٠ مليارات شـاقل لضريبة الدخل كان القسـط الاكبر منها للعشرين

العلويين من أصحاب المداخيل.

الثمن الاجتماعي ان الاملاءات التي تفرضها العولمة، بإدارة الشركات (متعددة الجنسيات) تجبي ثمنا اجتماعيا ثقيلا في كل الاقطار، بما في ذلك اسرائيل، وخصوصا في مراحل الازمات، فخطط ”الاشـفاء“ التي فرضها صندوق النقد الدولي والادارة الامريكية (وفقا لاعتراف المحاسب العام في وزارة الماليـة د. يرون زليخـا) فرضت على دول مختلفه بما فيها اسرائيـل ابتداء بالنصف الثاني في ثمانينيـات القرن الماضي املاءات هدفت الى تقوية سـيطرة رأس المال وزيادة تركزه على

حساب تعميق استغلال العاملين وتعميق بؤس مجمل الشرائح الشعبية.في تنفيذها ”للتغييرات البنيوية والسياسـية“ الليبراليـة الجديدة التي أملاها صندوق النقد الـدولي، قامت حكومات اسرائيـل منذ ١٩٨٥ بتحويل اسرائيل الى مقـاول ثانوي للشركات متعـددة القوميات؛ فقد ألغت كليا الحماية الجمركيـة للإنتاج المحلي؛ ومنحت حرية التنقل لرأس المال بما في ذلك نقل الأرباح، وألغت بشـكل كلي تقريبا الدعم الحكومي (السبسـدة) للمنتوجـات الاساسـية؛ وخصخصـت مجموعة من الـشركات الحكومية مثـل ”كيميكاليم ليسرائيـل“، و“بنـك هبوعليم“، و“بنك لئومي“، و“بنك ديسـكونت“، و“بنك همزراحي“، و“تسـيم“، و“بيـزك“، و“العال“، و“مصانع تكريـر البترول“، و“شركة بـاز“، و“حيفا كيميكاليم“، واقسام من الصناعات العسكرية، وغيرها، كما خصخصت خدمات اجتماعية. ويجري الاعداد لخصخصة مرافق اضافية مثل: الموانئ، والبريد، وشركة مكوروت، وشـبكة القطارات، والمستشـفيات، ومشاريع المياه والمجاري البلدية، وشـوارع، وخدمات التشغيل (التـي تمـت خصخصتهـا جزئيا من خلال خطة ويسكونسـن، سـيئة الصيت في اوسـاط

المعطلين عن العمل)، وحتى مؤسسة التأمين الوطني. لقد عمقت السياسـة الاقتصادية- الاجتماعية المنتهجـة منذ ١٩٨٥ الفجوات الاجتماعية. فقد عززت مواقع رأس المال وزادت قوة أرباب العمل وخاصة الكبار منهم، وجعلت بالمقابل البطالة تصل الى نسبة ٨- ١٠٪ من القوه العاملة، وجعلت ذلك ظاهرة ثابتة. ودفعت هذه السياسة الليبراليـة الجديدة مليونا ونصف المليون مواطن وبضمنهم ٧٧٠ الف طفل (٣٧٪ من

اولاد اسرائيل) الى ما دون خط الفقر (حسب معطيات تقرير الفقر لسنة ٢٠٠٦).

47

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

تشـكل الجماهير العربية بؤرة فقر اساسية إذ تقدر نسبة العرب الذين يعيشون تحت خط الفقر بثلاثة اضعاف نسـبة اليهود الذين يعيشون تحت هذا الخط. كما ان حوالي ٥٠٪ من الاطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر هم من الاطفال العرب. ان المحاولة التي تعزو الفقر بين العرب لاسـباب ديمغرافية مثل كبر حجم الاسرة، دحضها تقرير الفقر نفسـه، فنسـبة الفقـر العالية بصورة كبيرة ناتجة عن الاجـور المتدنية التي يتقاضاها العمال العرب، وعن

نسبة البطالة العالية بينهم، وعن فرص العمل غير القائمة اصلا امام النساء العربيات. ويطال الفقر عائلات العاملين بشـكل متواصل. ففي الخمس عشرة سنة الاخيرة انخفضت حصـة هذه العائلات (من الاجيرين) المصنفين في الاعشـار الأول حتى السـابع (في التدريج الاقتصادي الاجتماعي) من مداخيل مجمل العائلات في اسرائيل. بينما ارتفعت فقط مداخيل

العشرين العلويين (العاشر والتاسع). ويضـم «الفقراء الجـدد» بالاضافة الى المعطلين عـن العمل عددا متزايـدا من ذوي الاجور المنخفضة. ان واحدا من كل اثنين من العاملين لا يدفع ضريبة دخل، لان دخله اقل من مبلغ الحد الادنى لاسـتحقاق الضريبة؛ ما يعني ان دخله اقل من ٤٠٠٠ (أربعة آلاف) شـاقل في الشـهر. لقد نشر مكتب الاحصاء المركزي بتاريخ ٧\١٢\٢٠٠٦ تقريرا مفاده أن ٣٥٪ من الاجيرين في اسرائيل يعملون بأجر لا يتجاوز ٢٥٥٠ شاقلا شهريا وهذا اقل بشكل ملموس من أجر الحد الادنى الذي بلغ ٣٣٣٥ شاقل تلك السنة. ان احد اسباب تدهور شرائح عاملة الى البؤس والفقر هي سياسـة تصفية المكتسـبات الاجتماعية التي حققها العاملون بأجر، وتشـجيع التشـغيل عن طريق شركات القوى العاملة، والتشـغيل في اعمال جزئية ومؤقتة. وتسـاند الحكومة بواسـطة الشرطة والقضاء، ارباب العمل الذين يلغـون من جانب واحد اتفاقيـات العمل القائمـة ويمنعون بالقوة انتظام العمال في لجـان في المصنع او في الشركة (كما حـدث في شركة حيفا كيميكاليم وفي شركات اخرى). ويسـتغل ارباب العمل الضعف الاجتماعي الذي يميز العاملين الذين قدموا من دول الاتحاد السـوفييتي سابقا ومن اثيوبيا

والذين يعملون في ظروف متدنية.وسـبب مركـزي اخـر لارتفاع اعـداد النـاس الذين يعيشـون تحت خط الفقـر هو خطة التقليصات الحادة في مخصصات التأمين الوطني، التي قررتها حكومة شـارون والتي يسـتمر تنفيذهـا في العام ٢٠٠٧. لقد تقلصت مدفوعات مخصصـات التأمين الوطني التي بلغت في العام ٢٠٠١ قيمة ٤٩ مليار شـاقل الى ٤٤ مليار شـيكل في العام ٢٠٠٦، بكلمات اخرى فقد سلبت الحكومة من الاطفال، والمسنين وربات العائلات الاحادية وذوي الاحتياجات

الخاصة مبلغا سنويا بقيمة ٥ مليارات شاقل.

البطالةسـجل الاقتصاد الاسرائيلي نموا بنسـبة ٥٪ في العامـين ٢٠٠٥ و٢٠٠٦. واسرائيل معدودة

48

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

مـن الـدول المتطورة حيث يبلغ الناتج السـنوي للفـرد فيها معدل ٢٠ الف دولار (حسـب معطيـات ٢٠٠٦). ابتـداء مـن العام ٢٠٠٤، وللمـرة الاولى في تاريخ الدولة، سـجل ميزان التجـارة الخارجيـة لاسرائيـل فائضـا (التصدير اعـلى من الاسـتيراد). ولكن هـذا النمو الاقتصادي جسـد نمـوا سريعا في القطاع المالي بشـكل خاص، وفروع الهـاي- تك (فروع التقنيـات المتقدمة)، والشركات الكبرى. ونتيجة لذلك سـجل ارتفاع كبير في مداخيل العشر الاعلى (اتحادات الشركات الاقتصادية الكبرى) في الوقت الذي تدهور فيه الوضع الاقتصادي لغالبية المواطنين، بسـبب الفجوات الاقتصادية الهائلة، وتزايد صرف العائلات على الصحة

والتعليم، وغلاء تكاليف السكن، وبشكل خاص ارتفاع نسبة البطالة، الكاملة والجزئية. من مجمل عدد العاملين البالغ مليونان ونصف المليون، يشكل الاجيرون ٨٧٪. كما ان حوالي ثلث الاجيرين، يعملون بوظائف جزئية، غالبيتهم من النساء. وتصل نسبة المعطلين كليا عن

العمل (حسب المعطيات الرسمية لنهاية ٢٠٠٦) الى ٩٪ من قوة العمل. في أواخـر ٢٠٠٦ كان في البـلاد ٢٢٠ الـف معطـل عـن العمـل «رسـميا» وعدد غير معروف من المعطلين عن العمل الذين يئسـوا من امكانية ايجاد عمل فسـقطوا من الاحصائيات التي يقاس على اساسـها عـدد المعطلين عن العمل. ان اكثر من نصف

مليون من الاجيرين كانوا معطلين عن العمل جزئيا (عملوا بوظائف جزئية).ان البطالـة المسـتديمة والمتراوحة نسـبتها بين ٨- ١٠٪ من قوة العمـل والباقية على حالها حتى في سـنوات النمو الاقتصادي، تعكس ازمة اقتصادية- اجتماعية بنيوية. وهذه البطالة تزيـد من حدة مشـكلة الفقر وتعمق اكثـر فاكثر الفجوة بين الاغنيـاء والفقراء. وتبرز بين جمهـور المعطلين عـن العمل ظاهـرة ازدياد عدد حاملي الشـهادات الاكاديميـة، وظاهرة المعطلـين عن العمل ابناء جيل اربعين عاما فما فوق وايضا مجموعة المفصولين من عملهم.

ان المجموعات الاكثر تضررا من البطالة كانت وما زالت: العرب والنساء والمهاجرون. فنسبة البطالة بين العرب كانت منذ نهاية التسعينيات وحتى ٢٠٠٦ اكثر من نسبة البطالة العامة بمقـدار الثلـث. وفي آب- ٢٠٠٦ تصدرت احـدى وعشرون بلدة عربيـة قائمة البلدات المنكوبة بالبطالة. ويعمل ارباب العمل على سـحق اجور العاملين والاساءة لشروط العمل بمـا في ذلك في المصانع والـشركات القوية والمتينة اقتصاديا. فهم يسـتغلون وضع البطالة وتوفر عمال شركات المقاولة (شركات القوى العاملة) للضغط على العمال لابتزازهم وانتزاع موافقتهم على تقليص الاجور والشروط المرافقة لها، ولاستبدال عاملين ثابتين بعاملي شركات

قوى العمل ذوي شروط العمل المتدنية.لقـد عارضت الحكومات المختلفة، بمسـاعدة مختصين أكاديميين، وبدعـم «بنك اسرائيل» رفع الحد الادنى للاجور، وبررت سـحق الاجور بادعاء انها بهذه الطريقة تسـهم في زيادة وتوسـيع اماكن التشـغيل. وقد تم دحض هـذا الادعاء الكاذب في الواقـع الاسرائيلي ايضا: فالبطالـة وسـحق الاجور هما توأمـان، وعلى عكس ذلك فان رفع الاجـر الحقيقي يزيد من

49

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

الطلب على المنتجات والخدمات ويساهم ذلك في زيادة اماكن العمل.وقد انعكسـت هذه السياسة الاقتصادية الكارثية، سـلبا في مجالي الصحة والتربية والتعليم

ايضا. منـذ منتصـف ثمانينيات القـرن الماضي وبذريعة «الاشـفاء الاقتصـادي» قامت الحكومة بتقليص إسـهام الدولة في تمويل خدمات الصحة والتعليم والرفاه الاجتماعي. مسببة بذلك تعميـق الفقـر والضائقة. ووفقا «لمعطيـات مركز ادفا» فان معـدل ميزانية وزارة الصحة لعـام ٢٠٠٧ للفـرد هبط الى المسـتوى الـذي كان عليه في العـام ٢٠٠١ اي بنسـبة ١٤٪.

ان حزبنـا الشـيوعي الاسرائيـلي يعارض رفع حصـة المواطنين في ضريبـة الصحة ومقابل الادوية والخدمات الصحية المقدمة للمرضى ونهج «التأمين الصحي المكمل».

إن الطريق الأمثل لتحسـين صحة السكان تتمثل في تطوير خدمات الطب الوقائي والصحة النفسية، والخدمات الصحية للتلاميذ والطب الجماهيري والتثقيف الصحي.

وفي مجـال التربية والتعليم فقد هبطت ميزانية سـاعات التعليم الفعلية للطالب الواحد من (٨٦٧٠) شـاقلا في العام ٢٠٠١ الى (٧٣٠٠) شـاقل في ٢٠٠٧. ان تقليص ميزانية التعليم واتسـاع الفقر وغياب سياسـة التفضيـل المصحح، أديا الى عدم تمكـن ٥٥٪ من ابناء جيل السـابعة عشرة من الحصول على شـهادة البجروت. والوضع يبدو اكثر سـوءا بين الطلاب

العرب وطلاب الضواحي وبين الطلاب العرب البدو على وجه الخصوص. ان توقف الحكومة عن بناء الابنية السـكنية، وقيامها بخصخصة شركات البناء الحكومية، وتجميـد حجـم القروض للاسـكان منـذ- ١٩٩٢، ادى الى زيادة حدة الضائقة السـكنية.

وينـص برنامج حزبنا الشـيوعي لتخفيف حدة هذه الضائقة عـلى ان تقوم الحكومة ببناء المساكن الشعبية للازواج الشابة وعديمي المسكن ومضاعفة قروض السكن والغاء الضريبة

الاضافية المفروضة على المنزل الاول.

تأثير الاحتلال المستمر وعبء المصروفات العسكرية وتسديد الديون ان الثمـن الباهظ للحروب والـصرف المرهق على الاحتلال المتواصل يشـكل عبئا يثقل على ميزانية الدولة. فالمصروفات العسـكرية المعلنة، بما فيها تسديد الديون، تبتلع حوالي نصف

ميزانية الدولة.في السـنوات الاخيرة وبسـبب زيـادة البطش الاسـتعماري في المناطق الفلسـطينية المحتلة وبسـبب الحـرب الاجراميـة على لبنـان جرى رفـع الميزانيات العسـكرية بوتـيره سريعة.

حسـب معطيات مركز ادفا فقد حصلت وزارة «الامن» بين السـنوات ١٩٨٩- ٢٠٠٧ (منذ الانتفاضة الاولى وحتى الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان)على اضافات خاصة (على الميزانية المقررة لها من الكنيسـت) بقيمة ٣٧ مليار شـاقل، منها ٢٣ مليار شاقل جرت اضافتها الى

وزارة «الامن» بين الاعوام ٢٠٠١- ٢٠٠٧.

50

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

وتشـكل اسرائيـل احدى أكثر الدول عسـكرة في العالم. ووفقا للاحصائيـات الصادرة عن مركز ابحاث السـلام في سـتوكهولم فقد بلغ معـدل المصروفات العسـكرية للفرد في العام ٢٠٠٥: في الهنـد ١٨ دولارا، في الصـين ٣١ دولارا بينمـا في اسرائيل بلـغ ١،٤٣٠ دولارا وفي

الولايات المتحدة الامريكية ١،٦٠٠ دولار. وتقـدم الولايات المتحدة الامريكيـة، التي تصل مصروفاتها العسـكرية نصف المصروفات العسـكرية التي ينفقها العالم ، مساعدة عسكرية ثابتة الى اسرائيل بقيمة ٢،٢ مليار دولار سـنويا- وهي المسـاعدة الأكبر التي تنالها دولة واحدة في العالم. ووفقا للمعطيات الرسمية التـي اعلنتها الولايات المتحدة الامريكية نفسـها فان مجموع المسـاعدات العسـكرية التي

قدمتها لاسرائيل بين ١٩٤٩ وحتى ٢٠٠٤ بلغت ٦٤ مليارد دولار.ان حكومات اسرائيل المتعاقبة انتهجت سياسة تخلد التبعية الاقتصادية للمناطق الفلسطينية للاقتصـاد الاسرائيلي. ولتنفيذ ذلك تسـتغل الحكومات الاسرائيليـة «اتفاقية باريس» التي كانـت جزءا من اتفاقية اوسـلو، مع الأخذ بعين الاعتبـار ان اتفاقية باريس هذه، ابقت بيد اسرائيل حق القرار في المواضيع الاقتصادية، ونصت على ان المناطق الفلسطينية ايضا تشكل جـزءا من الغلاف الجمركـي الاسرائيلي. وبهذه الطريقة، تمنـع اسرائيل تداول عملة (نقد) فلسطينية وتحول دون اقامة ميناء عميق في غزة، ودون تطوير فروع صناعة ومصادر مياه في المناطق الفلسـطينية، وغير ذلك. ومنذ فوز حركـة حماس في الانتخابات، ترفض حكومة اولمرت دفع المدخولات من الجمارك والضرائب المخصومة، المسـتحقة للسـلطة الفلسطينية

حسب الاتفاقيات المذكورة. ان سياسة الاحتلال والرفض الاسرائيلية التي تعيق الحل السياسي هي المسؤولة عن المواجهة العسـكرية- السياسية المسـتمرة مع الفلسطينيين، التي تشـكل مصدر ضرر مباشر وغير مباشر على الاقتصاد الاسرائيلي، ولكنه يشـكل اضرارا اشد تدميرا على الاقتصاد الفلسطيني المـتردي. في اسرائيل تضررت بشـكل خاص فروع البناء والسـياحة كذلك تصدير منتجات الصناعة والغذاء الاسرائيلي الى مناطق السـلطة الفلسـطينية. اما فلسطينيا فنتيجة للحرب الاستعمارية المتدحرجة التي شنتها اسرائيل على الشعب الفلسطيني، فان البطالة في أوساطه وصلت الى اكثر من ٥٠٪ من القوى العاملة. واصبحت ٦٠٪ من العائلات الفلسطينية تعيش تحت خط الفقر (ويحتسب خط الفقر في المناطق الفلسطينية بمستوى متدن يبلغ ٢ دولار للفرد يوميا). ويزداد عدد الاطفال الفلسطينيين الذين يعانون من سوء التغذية وقد وصلت

الخدمات الصحية في المناطق المحتلة الى الانهيار.وبناء على ذلك، فان تحقيق السـلام العادل والثابت، القائم على انهاء الاحتلال واقامة الدولة

الفلسطينية الى جانب اسرائيل، يشكل مصلحة وطنية واجتماعية هامة لكلا الشعبين.

51

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

نضالات العاملينفي حديث اجرته صحيفة ”هآرتس“ بتاريخ ٥٫٥٫٠٤ مع اوري يوجف، الذي شـغل منصب المسـؤول عن جناح الميزانيات في وزارة المالية، لخـص يوجف انجازاته على مدار عامين من العمل لدفع التغييرات البنيوية في الاقتصاد. وعبر عما اعتبره اهم انجازاته والذي وصفه بانه ثورة تاريخية قائلا: ”لقد نجحنا في اسـتغلال فترة الركود الاقتصادي من اجل تغيير قواعد اللعبـة ودفع الثـورة الاكثر اثارة، وهي تحطيم العمل المنظـم في اسرائيل“. وواصل يوجف شارحا ان ”لجان العمل الكبرى قد ربطت ايدي الاقتصاد الاسرائيلي“ بينما جاء ”الاصلاح“ في نظام صناديق التقاعد (الذي نقل صناديق التقاعد من الهسـتدروت الى شركات التأمين) والخصخصـه ”ليحـررا الاقتصاد من هـذه القيود“. ان يوجف هذا يعبر بدقة عن سياسـة الحكومـات المتعاقبـة عندما يقول: ”لم تعـد هناك بعد حاجة للعمـل المنظم في اسرائيل“، ويعبر عن امنيته ان تنخفض نسـبة العاملين المنظمـين في اسرائيل (والتي تبلغ حاليا ٣٠٪

من مجموع الاجيرين) الى اقل من ٢٠٪ من الاجيرين. ان تحطيم العمل المنظم، الذي يتكلم عنه يوجف، تجري ممارسته بشكل منهجي. فبالإضافة الى تصفية صناديق التقاعد الهسـتدروتية والخصخصة، المذكوران انفا، تعمل الحكومة في نفس الاتجاه عن طريق الوسـائل التالية ايضا: توسـيع التشغيل عن طريق شركات القوى العاملـة، اسـتيراد ”عمـال اجانب“ يصل معـدل اجورهم الى نصف معدل اجـور العاملين الاسرائيليين، والتشغيل وفقا لاتفاقيات عمل شخصية، ومنح شركات خاصه هبات استثمار مقابل التزامها المسبق بمنع قيام لجنة عمال لديها. (مثل انتل)، وبتقديم مساعدات مباشرة وغير مباشرة لارباب العمل الذين يقتصون من العاملين ويضيقون عليهم اذا حاولوا تنظيم انفسهم وان في اطار لجنة عمال (مثلما جرى مع عمال مترودان)، وبتنظيم حملات تحريض

ضد لجان العمال في الشركات الحكومية الكبيرة (مثل الموانئ وشركة الكهرباء). ان تحطيـم العمل المنظم يسـاعد اربـاب العمل والحكومة على سـحق الاجور وعلى تقليص الحقـوق الاجتماعية، اضافـة الى التقليص الحاد في حق المعطلين عن العمل في مسـتحقات البطالة والتأهيل المهني، واسـاءة شروط صناديق التقاعد وتقليص خدمات مكتب التشغيل الحكومـي، وتنفيذ ”خطة ويسكونسـن“. بهـذه الطريقة يغتني اربـاب العمل والشركات

وتنجح الحكومة في تنفيذ برنامج تقليص الميزانيات الاجتماعية.لقد اعلنت الهسـتدروت في السنوات الاخيرة العديد من نزاعات العمل ونفذت سبعة اضرابات عامة (كانت ملموسة جيدا في القطاع العام). وقد ادارت الهستدروت معركة هامه ضد ظاهرة عدم دفع الرواتب لعاملي السـلطات المحلية (ومعظمها عربيـه)، وفي ”تنظيمات روابط المدن لخدمات الاطفائية“ وفي المجالس الدينية. الا ان الهستدروت لا تقوم بدورها في المعركة لتجديد اتفاقـات العمل الجماعية والقطرية. وعمليا، لم تبق اتفاقيات عمل جماعية سـارية المفعول. ففي القطاع الخاص، مثلا، لم توقع اتفاقيات جماعية منذ ١٥ عاما. وفي القطاع العام، انتهى

52

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

مفعول الاتفاقيات الجماعية بنهاية سنة ٢٠٠٠ ولم يتم تجديدها حتى اليوم. كذلك لم تتجدد اتفاقيه غلاء المعيشة، وعمليا لم تدفع للاجيرين علاوة غلاء المعيشة منذ سنين عدة.

ان المعطيات عن عدد الاضرابات والمضربين في السـنوات ٢٠٠٠- ٢٠٠٥ تشـير الى ارتفاع موجة النضالات ضد برامج نتنياهو وعلى تردي المعركة النقابية فيما بعد. ففي عام ٢٠٠٠ اضرب ثلاثمائـة الف (٣٠٠٠٠٠) من العاملين وبلـغ مجموع ايام الاضرابات مليوني يوم. وفي سنة ٢٠٠٢ اضرب مليون وستمائة الف عامل وبلغ عدد ايام الاضرابات مليون ونصف المليـون يـوم عمـل. وفي العـام ٢٠٠٣ اضرب مليون وثلاثمائـة الف عامل وبلـغ عدد ايام الاضرابات ذروة المليونين وسـبعمائة الف يوم. وفي العام ٢٠٠٤ و٢٠٠٥ بدأ هبوط في عدد المضربين وفي عدد ايام الاضراب. ففي ٢٠٠٤ سجل مليون و٢٠٠ الف يوم اضراب بينما في

٢٠٠٥ سجل ٢٤٤ الف يوم اضراب.

النضال من اجل العدالة البيئيةتتميـز الرأسـمالية الاسرائيلية ايضا بانعدام العدالة البيئيـة. صحيح ان تدمير البيئة يلحق الضرر بالجميع. ولكن هناك دائما من يتضرر اكثر: فمن تلوث الهواء يتضرر أكثر المسنون ، والمـرضى، والاولاد وسـكان المدن الكبرى، سـكان الكريوت في منطقة خليـج حيفا، والبدو الذين يعانون من العيش بجوار بؤر الصناعات الملوثة في النقب. ان الاكثر تضررا من تلوث المياه هم اولئك الذين لا يسـمحون لانفسـهم بـشراء المياه المعدنية. ان تلـوث الهواء والمياه

والغذاء هو السبب في الارتفاع المقلق في حالات المرض والموت جراء السرطان في اسرائيل.الظلم البيئي يتجسـد ليس فقط في التعرض للتلوث باشـكاله المذكـورة وانما ايضا في عدم توفر الموارد. مثلا الغبن في فرص توفر الاراضي. ان المساحات العامة المخصصة للجمهور في اسرائيل ضيقة ومكتظة، فشمالي بئر السبع تصل كثافة السكان ضعفي الكثافة في هولندا. ويصل معدل حصة كل مواطن في اسرائيل في شواطئ البلاد المعلنة كشواطئ عامة للسباحة هذه السـنة ٢٠ ملمترا!! ولهذا يكتظ الاسرائيليون ايام السـبت والاعياد في الحدائق العامة والاحراش والشواطئ بشكل كبير. وبالمقابل فان اولئك الذين تتوفر لديهم مساحات خاصة أو حيزا شخصيا أوسع فانهم في غنى عن المناطق العمومية، كما توفر لهم أمكانياتهم المادية القـدرة على قضاء الاعياد والعطل على شـواطيء الرفييرا او في حدائق السـفاري الخلابة في افريقيـا، كما نقـل عن وزير الداخلية في حينه بوراز. وعندما وجهوا اليه السـؤال: ”وماذا يفعل الذين لا تسمح لهم امكاناتهم المادية بالسفر الى الخارج بشكل دائم؟“، اجاب: ”لهذا يوجـد التلفزيون“!! وبناء على هذا، ففي شـواطئ السـباحة وفي الحدائـق العامة في البلاد

يزدحم اولا، اولئك الذين لا يشكل ”خارج البلاد“ فرصة متوفرة امامهم.كذلك فان ضائقة الارض التي يعاني من جرائها المواطنون العرب في اسرائيل، تشكل شكلا فاضحا من اشـكال الظلم البيئي. وقد بدأت المنظمات البيئيـة تفهم هذا الأمر عندما قررت

53

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

مسـاندة بلدية سـخنين في كفاحها لتوسـيع منطقة نفوذها، فمن الممكن الاحتفاظ بمناطق مفتوحة ضمن حدود سـخنين ايضا. واكثر من ذلك فان سخنين مثل جميع البلدات بحاجة

ماسة الى حدائق ومتنزهات. هنالـك من يتضرر من التعـرض للتلويث وهنالك من هو محروم من المـوارد، ولكن هنالك ايضا من يربح. وهكذا، وبهذا المفهوم، يجري تحرير النضال البيئي من سـذاجته، وتتسـع القناعة بأن الاخطار البيئية ليسـت وليدة خطأ آني يتم اصلاحه حال اكتشـافه، وانما هذه الاخطار هي وليدة مصالح. ان لخفض تلوث الهواء والمياه تكلفة، ولذلك فان من يلوث يوفر الامـوال التي يفترض ان يوظفها لمنع التلويث. ان المعركة لمواجهة التهديدات البيئية تتطلب

المواجهة مع مصالح رأس المال والنظام الذي يدافع عن هذه المصالح. لقد توطدت قوة حركة النضال البيئي في السنوات الاخيرة في اسرائيل. فمن اصبع الجليل الى وادي عربه، ومن نهاريا وسخنين الى بئر السبع ويروحام- نشأت عشرات التنظيمات البيئية المحليـة الى جانب التنظيمات البيئية القطرية. لقد اتسـعت الحركة البيئية، ولكن ما لا يقل اهمية من ذلك، انها عمقت مفاهيمها الفكرية، واخذت تطرح اسئلة سياسية جوهرية تتعلق بجوهـر النظام الاقتصادي: اي نوع من التطوير يقدمه هذا النظام؟ على حسـاب من؟ على حسـاب ماذا؟ مثلما في العالم، كذلك هو الحال في بلادنا، تتوصل المنظمات البيئية الى الوعي لـضرورة مقاومة النموذج الرأسـمالي للانتاج وفي صلبه، مفهوم الانتـاج بهدف الربح، مما يدفع الى البحث عن نماذج بديلة تقوم على استعمال صحيح ومفيد للموارد البيئة من خلال

توزيع عادل لما يمكن انتاجه فعلا.لقد حققت النضالات البيئية نجاحات في السـنوات الاخيرة. فقد تم افشـال مشاريع رؤوس الامـوال للمس بالمناطق الخضراء في حدائـق ايلون الطبيعية جنوب من تل ابيب وفي الجبال الغربية للقدس (مخطط سـفادي). كما منعت اعادة تشـغيل مصنـع الالكترو- كيماويات بجانب عكا- الذي اضر اول ما اضر بصحة عامليه. جميع الكفاحات المذكورة جندت المئات العديدة من النشـيطين، كما تضمنت اجراءات قضائية ونشـاطات في الكنيست وفي البلدات

المجاورة وكذلك نشرا واسعا في الاعلام.ان مطالبنـا الاوليـة بخصـوص المصانع الملوثـة للبيئة والتـي تضر بصحـة العاملين فيها والمجاوريـن لهـا- هو ليس اغلاقهـا وانما اجبارها عـلى الالتزام بمقاييـس بيئية وصحية حقيقية. نحن نطالب الدولة بحماية العاملين والبيئة. فواجب الدولة ان توفر العمل للعاملين

في حالة اقفال اي مصنع خطير على البيئة وعلى الصحة.ان الجماهير العربية في اسرائيل تشـكل ضحية فاضحة لغياب العدل البيئي. فدوائر الحكم تقوم برش المحاصيل التي يزرعها العرب البدو في النقب بالمبيدات، وتقيم الكسارات الملوثة ومحارق النفايات، التـي لا يمكن اقامتها في اماكن اخرى، بجانب البلدات العربية. ومؤخرا خاض اهالي طمرة وعبلين وشـفاعمرو ومسـتوطنات مسـجاف، كفاحا مشتركا ضد اقامة

54

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

محرقة نفايات بجانب مدنهم وقراهم، لقد أنشـئت هذه المحرقة برغم التحذيرات والمخاوف من مخاطر صحية محدقة. لقد نجح سـكان المنطقة بدعم من بلدية طمرة وبقيادة رئيس

البلدية ومنظمات بيئية في خوض معركة متواصلة.كما نشـأت وتطورت في السـنوات الاخيرة مجموعات للنشـاط البيئي في اوسـاط المواطنين العـرب ايضا في اماكـن مختلفة. وتبرز بين هذه المجموعات التنظيمـات التي قامت في المدن والقـرى لمكافحة الهوائيـات، التي تصدرها ووقف في مقدمتها رفـاق لنا. وقد حققت هذه التنظيمـات نجاحات ملموسـة في العديد من الاماكن. في السـنوات الاخـيرة جرت في الجليل

والمركز والجنوب كفاحات يهودية- عربية مشتركة ضد التلوث البيئي والاضرار بالصحة.

برنامج الحزب الشيوعي الاسرائيلي لدفع العدالة الاجتماعية قدماان الظلم الاجتماعي، الكامن في الرأسـمالية، يبرز اليوم اكثر من اي وقت مضى، في الفجوات والفـوارق الصارخـة في المداخيل والممتلكات داخل كل دولة رأسـمالية وبـين الدول الغنية والـدول الفقـيرة؛ في حرمان اكثر من نصـف البشرية من حقها بالعيـش الكريم؛ في وضع خدمـات الصحة والتعليم التـي أصبحت في منأى عن متناول مجموعـات هائلة من الناس؛ في التمييز بسـبب الجنس والقومية والدين، والميول الجنسـية، في الثمن الباهظ الذي تجبيه ”خطط الاشـفاء“ من الشرائح المسـتضعفة في المجتمع بالذات، ان كل ذلك يجسد امام اعين الكثيريـن كم هو ظالـم هذا النظـام القائم وغير عـادل. ولكن الغضب وحـده على النظام القائم لا يخلق بديلا فكريا وسياسـيا ولا كفاحا منظما من اجل احداث التغيير الاجتماعي.

ان دور حزبنا الشـيوعي هو صياغـة برنامج لتحقيق العدالة الاجتماعيـة، يطرح الحلول للقضايـا الملحة مثـل: التمييز على اسـاس الانتمـاء القومي والجنسي، والاجـور المنخفضة والضائقة الاقتصادية، ومسـألة الحفاظ على شـبكة الضمان الاجتماعي، وعلى حق العاملين في الدفـاع عن انفسـهم. وبالمقابل، علينـا ان ننشر مفهوم العدالـة الاجتماعية العميق الذي يتجـاوز معالجة قضايا الضائقة والتمييـز- ان مفهوم العدالة الاجتماعية الذي يلغي نظام الاسـتغلال الرأسمالي نفسـه ويقيم بدلا عنه، سـلطة العاملين لصالح العاملين. ان العلاقة بـين المرحلة الانية وبين المرحلة بعيدة المدى واضحة هنـا؛ فمن اجل احداث التغيير الثوري والتأسـيس لمجتمع اشتراكي، في مركزه الانسـان، والذي يقوم على الغاء الاستغلال الطبقي، وعلى المساواه والتضامن، نحتاج الى عاملات وعاملين والى شابات وشبان راكموا تجارب من

خلال الكفاحات الاجتماعية اليومية. في المرحلة الحالية للتطور الرأسمالي الاسرائيلي وعلى ضوء تعمق الفجوات والفوارق الاجتماعية والقوميـة والهجمة على حقوق العاملين واجورهم، فان الحزب الشـيوعي الاسرائيلي يقترح برنامجا مبنيا على خطوات قابله للتنفيذ، تضع بديلا للخطط الحكومية المنسـقة مع ممثلي ارباب العمل (المشـغلين) ومع رؤسـاء الـشركات ومع كبار اصحـاب رؤوس الاموال والتي

55

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

تخدم مصالحهم. ان برنامج الحزب الشيوعي الاسرائيلي يخدم مصالح العاملين من اليهود والعرب والمعطلين عن العمل، من النسـاء، والمسنين، والشبيبة، وطلاب الجامعات والشباب

وسكان الاحياء الفقيرة والمهاجرين والذين يعتاشون على مخصصات التأمين الوطني.

أسس برنامج الحزب الشيوعي الاسرائيلي للخروج من الازمة الاجتماعية الاقتصادية هي:١. تقليص جذري في المصروفات العسـكرية مع وقف تمويل الاحتلال والاسـتيطان، الامر الذي سـيمكن من تحويل الميزانيات للاسـتثمار المدني، وتطويـر الخدمات الاجتماعية وذلك في اطار تحقيق السـلام العادل والثابت بين اسرائيل ودولة فلسـطين المقبلة ومع

باقي البلدان العربية.٢. الغاء قانون التسويات غير الديمقراطي.

٣. الغـاء المخططـات القائمة لخصخصة شركات حكوميـة، ولخصخصة الخدمات العامة والبلديـة، وتأميـم الشركات الحكوميـة والخدمات الاجتماعية التـي تمت خصخصتها،

واجراء عملية دمقرطة في ادارة الشركات الحكومية.٤. حمايـة مصالح الاقتصاد الاسرائيلي من املاءات الشركات المتعددة الجنسـيات- (فوق القومية)، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وحماية الانتاج الاسرائيلي من الاسـتيراد

باسعار تعويم.٥. زيـادة عـدد اماكن العمل عن طريق توسـيع الاسـتثمارات الحكومية بمـا فيها تقديم المساعدة للاستثمارات الخاصة في الفروع عالية المنافسة، واستيعاب عاملين في الخدمات العامة وفي السـلطات المحلية، ورفع قـوة الجمهور الشرائية عن طريق رفع الحد الادنى مـن الاجـور وتعديل اجور العاملين ارتباطا بارتفاع الاسـعار (دفع علاوة غلاء بنسـبة ١٠٠٪ من ارتفاع جدول غلاء المعيشة)، تطوير اطر للتأهيل المهني ولاستكمال الدراسة

للمعطلين عن العمل.٦. حمايـة الاجـر الحقيقـي ورفع اجر الحد الادنـى الى ٦٠٪ من متوسـط الاجور، اضافة الى القضـاء على ظاهـرة الامتناع عن دفع اجر الحد الادنى وفرض عقوبات قاسـية على اصحـاب العمل الذين يخالفون القانون، والمحافظة بدقة وبشـكل خاص على دفع اجر الحد الادنى وكامل الحقوق الاجتماعية المنصوص عليها في القانون للنسـاء، والشـباب، والعمـال العـرب والعمال الاجانـب. مراقبة فعلية على شروط الاجـرة والعمل وذلك من

خلال اعادة بناء وترميم وزارة العمل.٧. خفض الفائدة التي تجبى من ارباب البيوت الى مسـتوى الفائدة التي تجبى من المصالح، وتشـديد القيود على صفقات "تسلط وشراء" لأصحاب الشركات الكبرى، بتمويل البنوك، والذي هو اساسا تمويل على حساب مدخولات البنوك من الفوائد التي يدفعها المواطنون.

٨. اصـلاح ضريبي يرفع سـقف ضريبة الدخل القصوى على المداخيـل العالية وعلى ارباح

56

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

الشركات الى ٦٠٪، ويعفي من دفع ضريبة الدخل أصحاب الاجور، التي تقل عن متوسط الاجـور ويعيد من جديد فرض الضريبة الموازية على ارباب العمل، وهي ضريبة موجهة لتمويل جهاز الصحة بنسـبة ٥٪ من الاجور المدفوعة للعاملين، وينص برنامج الاصلاح الضريبـي الذي يقترحه الحزب على رفـع الضريبة المفروضة على ارباح رأس المال المالي، بمـا في ذلك الارباح الناتجة عن صفقات بالبورصة، الى ٣٠٪، ويضمن اعفاء لمن يعتاش مـن مخصصات التأمين الوطني من ضريبة الارنونا (السـكن)، وتخفيض قيمة ضريبة

القيمة المضافة الى ٨٪.٩. التعليـم المجانـي من جيل الثالثة حتـى الجامعة- بما في ذلك الدراسـة لالقاب جامعية متقدمـة، وتطويـر الخدمات الصحيـة، والاجتماعية والثقافية والرياضية على حسـاب

ميزانية الدولة بالاساس.١٠. الحفاظ على اسـتقلالية مؤسسة التأمين الوطني، والغاء جميع التسهيلات التي منحت لاربـاب العمل في دفعات في مجال رسـوم التأمين الوطني، والغـاء جميع التقليصات في مخصصات الشـيخوخة من التأمـين الوطني، وفي مخصصات الاطفـال، ومخصصات ضمان الدخل والبطالة والتي جرى تنفيذها خلال السنوات العشر الاخيرة، ورفع اساس مخصصات التأمين الوطني بما فيها نسبة مخصصات الشيخوخة الى مستوى ٢٥٪ من

معدل الاجور في الدولة.١١. اقرار خطة خمسـية مسـتندة الى تمويـل حكومي، بحيث تمكن البلـدات العربية من الوصول الى مسـتوى البلدات اليهوديـة في مجالي الخدمات والتطوير، وتشـجيع اقامة مصانع ومشـاريع صناعية وسـياحية في البلدات العربية عن طريق تصنيفها كمناطق

تطوير.١٢. تأمين سـكن لكل عديمي المسـكن بطريقة الاسـتئجار او الشراء بدون تمييز بحيث لا تزيد اجرة المسكن او الدفعة الشهرية لتسديد قرض السكن عن ٢٠٪ من الدخل الصافي للعائلـة. وكذلـك بناء دور للتأجير او للبيع من قبـل شركات حكومية حتى نحول بذلك

دون الارتفاع الباهظ في اسعار الدور كما اعتدنا ان يكون.١٣. تطويـر علاقات تجاريـة واقتصادية مختلفة مـع الدول المجاورة بمـا في ذلك الدولة الفلسـطينية العتيـدة، عـلى اسـاس معاهدات سـلام وعلى اسـاس المسـاواة والتعاون

الاقليمي.

الائتلاف الاجتماعيينخرط الحزب الشـيوعي الاسرائيلي وشركاؤه في الجبهة الدمقراطية للسـلام والمسـاواة في الكفاحات الاجتماعية المتنوعة التي يخوضها الاجيرون والمعطلون عن العمل وعاملو شركات القـوى العاملة والنسـاء والمواطنون العرب والطـلاب الجامعيون والمعاقـون والمتقاعدون

57

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

والناشـطون مـن اجل البيئة، والمبدعون وسـكان بلـدات الفقر وشرائـح اجتماعية اخرى. ونعمل على تشريع قوانين تدافع عن العاملين والتي من شأنها دفع قضية المساواة وتوسيع

الحقوق الاجتماعية.كذلك، نبذل، نحن الشيوعيين، قصارى جهدنا في النضال من اجل الاهداف العينية ومن اجل تحقيـق الاهداف الملحة المبـاشرة. وكوننا جزءا من المعارك الاجتماعيـة اليومية فاننا نطرح الى جانـب المطالب الفورية العاجلة، ايضا القضايا الاساسـية التي قدمنا تحليلنا لها في هذا الفصل- مثل: من هم الذين تخدمهم سياسـة الحكومـة؟ لماذا يعجز النمو الاقتصادي بحد ذاته ان يحل المشـاكل الاجتماعية؟ لماذا يغتني الاغنياء بينما تزداد غالبية العمال فقرا؟ لماذا لا يحصـل اكثر من نصف ابناء السـابعة عشرة على شـهادة بجروت؟ لمـاذا ترتفع تكاليف الصحة والدراسـة الجامعية؟ ومن الرابح ومن المستفيد من وجود النظام الاجتماعي القائم

وهل يوجد بديل يحقق العدالة الاجتماعية؟ان حزبنا الشيوعي سيقدم ما عليه لبناء تحالف يضم العاملين والمعطلين عن العمل واوسع تحالف اجتماعي، يضم جميع المتضررين من السياسة الاقتصادية- الاجتماعية القائمة من اليهود والعرب ومن النساء والرجال. وتناضل هذه التحالفات بطرق متنوعة من اجل مستقبل افضل للعاملين والمعطلين عن العمل، والمتقاعدين ومن اجل الاطفال والجامعيين، من اجل

الشاب والنساء ومن اجل المساواة بين اليهود والعرب ومن اجل العدالة الاجتماعية.

الفصل الرابع: تصاعد التهديد على الهامش الدمقراطي

وخطر الفاشية

قدر المؤتمر الرابع والعشرون للحزب الشـيوعي ومنذ العـام ٢٠٠٢ أنه في ظروف الاحتلال الكولونيـالي المتواصل تتدهور الدمقراطية الإسرائيلية إلى أزمة خطيرة بوتيرة سريعة. ولفت المؤتمر إلى أن المواجهة مع ما يتهدد الدمقراطية باتت تحديا اجتماعيا-سياسـيا من الدرجة

الأولى. وقرر المؤتمر كذلك:«لقد أضحى سؤال /من يعزل من/ سؤلا ملحا جدا، وذا صلة. . فثمة في هذا السياق احتملان أساسـيان: إما أن ينجح اليمين الإسرائيلي الترانسـفيري في عزل اليسار والجماهير العربية،

وإما أن تنجح القوى الدمقراطية في عزل اليمين».ويزداد هذا الخيار مصيرية اليوم. إن النجاح الانتخابي الذي حققه حزب اليمين الترانسفيري «يسرائيل بيتنو» برئاسـة ليبرمان في انتخابات الكنيست الـ١٧، بالإضافة إلى تكتل «إيحود

58

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

لئومي-مفـدال» اليمينـي المتطـرف، وضم ليبرمـان إلى حكومة أولمرت-بيرتـس وتنصيبه «وزيرا للشـؤون الاسـتراتيجة» – كل هذه الأمور تدلل على أن اليمين المتطرف يشن هجوما

سياسيا.إن الاحتـلال وجرائمـه والمسـتوطنين اليهـود في المناطـق المحتلـة هم مصـدر تهديد دائم للدمقراطيـة الإسرائيليـة. إن قوانـين الاحتـلال التي تدوس حقـوق الفلسـطينيين المدنية والإنسـانية وحريـة حركتهم وتعبيرهم وحقهـم على أراضيهم وبيوتهـم وحقهم في الحرية السياسـية وتدبير شـأنهم الاقتصادي – هذه القوانين تتغلغل في المجتمع الإسرائيلي بطرق متعـددة. وأحد تعابـير هذا التغلغل هو ظاهـرة العنف والبلطجية المتفاقمـة، والتي بلغت

ذورتها في اغتيال رئيس الحكومة يتسحاك رابين عام ١٩٩٥.إن السياسـة النيولبرالية المنفلتة، من جهة، وسياسـة الحرب ومواصلة الاحتلال، من جهة، تجبيان ثمنا باهظا من العاملين والفقراء والشباب والنساء. لذا يتنامى الغضب وعدم الثقة لدى قطاعات واسعة من الجمهور تجاه الحكومة والمؤسسة الحاكمة برمتها. وينعكس تزايد خيبـة الأمل من أداء الدمقراطيـة البرجوازية وتجليات التعفن والفسـاد أيضا في انخفاض نسبة المشاركة في انتخابات الكنيست. وحتى الجيش الذي طالما اعتبر بمثابة «بقرة مقدسة»

فقد هيبته كما بدا واضحا من ردود فعل كثيرة تلت حرب لبنان الثانية.وقد أدى قلق الأوساط الرأسمالية والسلطة السياسية من إمكانية أن يقوي الغضب الاجتماعي والسياسي المتصاعد مناهضي الاحتلال والخصخصة، إلى إجراء تغييرات متواترة على تركيبة الخارطة السياسـية. هكذا ظهرت أحزاب «جديدة» كـ»شينوي» و»كاديما» و»المتقاعدون» وتعاظم نفوذها السـياسي، وتوالفت أحزاب (إيحود لئومي)، وأقيمت أحزاب فئوية (شاس،

يسرائيل بعلياه، يسرائيل بيتنو)، وشرع السياسيون يقفزون من حزب إلى آخر.ولكن هذه الألاعيب السياسـية، المجبولة بالتحريض العنـصري المعادي للعرب وبالتعصب الدينـي والتحريـض الاجتماعي على العمال المنظمين وعلى الفقـراء، لم تفلح هي الأخرى في جلـب الاسـتقرار إلى النظام السـياسي الإسرائيلي. وينعكس عدم الاسـتقرار هـذا في انعقاد الانتخابات البرلمانية مرة كل سـنتين أو ثلاث (بدلا من أربع سـنوات ونصف السـنة حسب

القانون) وفي تزعزع الائتلافات الحكومية صبح مساء.وعـلى هذه الخلفية تتبلـور صيغة جديدة، أشـد خطورة بكثير، للانتخاب المباشر لرئاسـة الحكومـة، تهدف إلى تصفيـة النظـام البرجوازي-الدمقراطي وحقوق الإنسـان والمواطن وحـق العاملين في النضال وجميع الحريات الدمقراطيـة. لقد ألغي قانون الانتخاب المباشر لرئاسـة الحكومـة (١٩٩٢) في العـام ٢٠٠٢، بعدمـا انتخب على أساسـه كل من بنيامين نتنياهو وإيهود براك وأريئيل شـارون. ولكن أوسـاطا يمينية مدعومة من الرأسمال الكبير تحاول اليوم - كما فعلت في تسعينات القرن العشرين - نقل المسؤولية عن الأزمة السياسية والاجتماعيـة المتعمقة من النظام البرجوازي الملووث ومن السياسـة الحكومية السـيئة إلى

59

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

نظام الحكم القائم ذاته. إذ يعتقد هؤلاء أن في مسـتطاعهم حشـد تأييد شعبي لسلطة ذات نزعات دكتاتورية تفاقم السياسة العدوانية وتحجب تمثيل أجزاء كبيرة من الجمهور وتجرد

البرلمان من صلاحياته.لقـد طرحـت في الانتخابات الأخـيرة للكنيسـت (آذار ٢٠٠٦) اقتراحات لتأسـيس نوع من الدكتاتورية المسماة «نظام رئاسي» من قبل رئيس «كاديما» ايهود أولمرت ورئيس «الليكود» بنيامـين نتنياهـو ورئيـس «يسرائيل بيتنـو» أفيغدور ليبرمان. وبعد الفشـل العسـكري والسـياسي الـذي منيت بـه الحكومة في حـرب لبنان الثانيـة، وبعد أن اتضـح أن الخطط الأمريكية-الإسرائيلية من شاكلة «خارطة الطريق» و»خطة الانطواء» فارقت الحياة، تحاول المؤسسة السياسية والاقتصادية إنقاذ نفسها من خلال قذف الأحزاب والطريقة الدمقراطية القائمة (الانتخابات النسـبية) بعنف ومن خلال تسـويق «النظام الرئاسي» كعلاج سحري

لاستتباب النظام وقابلية الحكم.لقـد قـام «معهد الدمقراطيـة الإسرائيلي» – الـذي يموله أصحاب رؤوس الأموال بسـخاء، والذي ينظم سـنويا «مؤتمر قيسـارية»، مؤتمر الرأسمال والسلطة الذي تبلور فيه مختلف مراحل تطبيق السياسـة النيولبرالية – ببلورة مشروع دستور يتجاهل الحقوق الاجتماعية الأساسـية كالإسـكان والعمل والتقاعد والعيـش الكريم والرفاهية والأجـر العادل وجماية البيئة. كا يقترح «دسـتور بالوفاق» الحد بشكل كبير من حرية الإضراب، وحظر الإضرابات في المرافق الخدماتية الضرورية (المدارس والمستشـفيات والمطارات وتزويد الكهرباء والماء) ومنع الإضرابات التضامنية والإضربات ضد سياسـة الحكومة. ورغم ما في إطهار «دستور بالوفاق» وكأنه حامي حقوق المواطن فإن المقترح في حقيقة الأمر يطعن في مواطنة المواطنين العرب في إسرائيل، حين يقر عدم كفاية الولادة في إسرائيل للحصول على المواطنة، ولا يعترف

بالجماهير العربية كأقلية قومية. لقد طالب الحزب الشـيوعي بوضع دسـتور دمقراطي فور تأسـيس دولة إسرائيل. وعدم وجود دسـتور من هذا النوع - دستور يؤكد حقوق الإنسان والمواطن والحقوق الاجتماعية وحقـوق الأقليـة القومية العربية - إنما يمس أداء الدمقراطيـة الإسرائيلية. ولكن، وبما أن أي دستور يعكس الإجماع الأيديولوجي والسياسي القائم، ففي الظروف السياسية القائمة، من تواصل الاحتلال وتعاظم العنصرية واليمين الاجتماعي، فإن أي دسـتور تقره الكنيست

اليوم سيكون لا دمقراطيا من أساسه.سـيواصل الحزب الشـيوعي المعركة الجماهيرية من أجل دستور دمقراطي يضمن مساواة جميـع المواطنين أمام القانون وفي الميزانيات والتعبير الثقافي لمختلف المجموعات. الدسـتور الدمقراطي سـيضمن مسـاواة المرأة ويفصل الدين عن الدولة ويحظر أي ممارسة تمييزية ويعترف بالجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل كأقلية قومية وبحقها في المساواة المدنية

والقومية..

60

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

وتتعرض الكنيسـت نفسـها لحملة متواصلة من جانب الأوسـاط السـلطوية، وتسن تحت ــص قوتها هي. ــص الحريات الدمقراطية وتقل وطأة ضغط هذه الأوسـاط تشريعات تقلففي ١٧ أيار ٢٠٠٤ أقرت الكنيست رفع نسبة الحسم في الانتخابات العامة من (١,٥٪) إلى (٢٪). وحظيت هذه الخطوة المعادية للدمقراطية بدعم الائتلاف الحكومي برئاسـة شارون

ودعم حزب «العمل» و»ميرتس ياحد».لقد أقرت الكنيست الـ١٦ التعديل العنصري على قانون المواطنة، الذي يمنع لم شمل عائلات المواطنين العرب وأزواجهم الفلسـطينيين. وبهذا شرعنت الكنيست التطهير الإثني والدعاية القومجية التي في مركزها ادعاءات ديموغرافية حول «الخطر» الذي يتهدد إسرائيل بسـبب عـدد مواطنيها العرب. ويتكرر الادعاء الديمغرافي الذي ينقط عنصرية على لسـان الحكومة وكبرى وسـائل الإعلام. فقد زعم رئيس الحكومة شارون أن الانفصال عن قطاع غزة يرمي إلى «حل مشـكلة ديمغرافية»، وهو زعم يردده «معسـكر الحمائم الصهيوني» أيضا. هكذا على سـبيل المثال بررت شخصيات في حزب «العمل» تأييدها لخطة الانفصال عن غزة بأنها

«تحرر إسرائيل من مليون فلسطيني».كمـا قلصت الكنيسـت من حريـة التعبير في إسرائيل، حـين أقرت مـشروع قانون طرحته الحكومـة واليمـين المتطرف يوسـع تعريف «التحريـض» ويمكـن الشرطـة والمحاكم من

معاقبة المواطنين الذين يوجهون نقدا حادا (يساريا بالأساس) إلى الحكومة وسياستها.في شـباط ٢٠٠٤ دهـم نحو ألف شرطة قريـة البعنة في الجليل، بذريعـة تنفيذ أوامر بهدم أربعـة منـازل. وفي خضم هذا الهجوم، الذي كان شـبيها جدا بهجمـات جيش الاحتلال في الأراضي المحتلـة، أطلـق رجال الشرطة قنابل الغـاز والقنابل الصوتيـة وأوقعوا جرحى في صفـوف الأهالي. كما يـلهم العنف البوليسي والعسـكري القتلة الـذي يعملون بتكليف من أنفسهم: ففي آب ٢٠٠٥ أمطر مستوطن كهاني مسافري حافلة في شفاعمرو وأردى أربعة

منهم قتلى.إن مـن يديـر الحملـة العنصرية على مجرد حـق المواطنين العرب في العيـش في وطنهم هو السلطة وأحزاب اليمين المتطرف. ففي مؤتمر هرتسليا عام ٢٠٠٣، أعلن وزير المالية آنذاك نتنياهو أن العـرب المواطنين في إسرائيل هم عينهم «الخطر الدمغرافي الحقيقي» و»التهديد على النسـيج الدمقراطي». وفي شـباط ٢٠٠٤ اقترح رئيس الحكومة شـارون علنا سـحب مواطنة مئات الآلاف من المواطنين العرب، حين دعا إلى نقل أم الفحم وبلدت عربية أخرى في المثلث إلى نطاق الدولة الفلسـطينية عند قيامها. ويتضح بالتالي أن دعوات الترانسـفير التي كثيرا ما تربط (وبحق) مع رئيس «يسرائيل بيتنو» أفيغدور ليبرمان نبتت عمليا في دفيئات «الليكـود»، وهو حزب حاكم منذ العام ١٩٧٧، وليـس في الهوامش اليمينية المتطرفة. ومن هنـا يتوجب على جميع الأوسـاط الدمقراطية في إسرائيـل أن تأخذ على محمل الجد خطورة إقـدام السـلطة في إسرائيل في ظروف معينة على إخراج خطة الترانسـفير وسـحب مواطنة

61

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

مواطنين عرب إلى حيز التنفيذ.في أيلـول ٢٠٠٣ نـشرت توصيـات لجنة أور للتحقيـق في قتل ١٣ مواطنـا عربيا في أحداث أكتوبر ٢٠٠٠. ومنذ ذلك الحين لم يتم تطبيق أي من التوصيات – لا تلك المتعلقة بمحاكمة رجال الشرطة المشـتبه بإطلاقهم النار، ولا تلك المتعلقة بمجمل مظاهر التمييز الذي تعاني منـه الجماهير العربيـة في مجال الأراضي والتخطيط والبناء والعمـل والخدمات الاجتماعية إلـخ. إن تعامـل الحكومة والنيابة مـع توصيات لجنة أور يؤكد وجـود خط متعنت واضح

لمواصلة التمييز القومي والمدني ضد الجماهير العربية في جميع المجالات.إن نواب الكنيسـت الشـيوعيين هم أحد أهـداف الهجمة البلطجية. ففـي ٢٤ كانون الثاني ٢٠٠٣ فجر عنصران كاهانيان قنبلة تحت سـيارة النائب عصام مخول حين كانت مركونة قـرب بيتـه في حيفا، بغية المس به وبعائلته. وبأعجوبة لم تقـع إصابات بالرغم من انفجار القنبلـة. لقـد طالب الحزب الشـيوعي بإلقاء القبض عـلى منفذي الجريمـة، ولكنه أكد أن المسـؤولية تقع على عاتق الحكومة التي تدير حملة لنزع شرعية الجماهير العربية وقيادتها وتواصـل جرائم الاحتـلال. وقد ألقي القبض على مشـتبه بهم بعد محاولة الاغتيال بسـنة كاملة. وحكم على أحدهم بالسجن فيما انتحر الثاني في السجن. وتبين ان الجموعة الارهابية

هذه كانت خططت للمس بقياديين اخرين منهم النائب محمد بركة.والنـواب الشـيوعيون هم أيضا هـدف لاعتداءات رجـال الشرطة والجنـود الذين يخرقون ــفة حصانتهم كأعضاء كنيست. فقد أصيب النائبان محمد بركة ودوف حنين بعيارات مغلبالمطـاط أطلقها عليهما جنود خلال مشـاركتهما في نشـاطات احتجاجية ضد بناء الجدار

الفاصل في الأراضي الفلسطينية.كما تقوم الكنيسـت نفسـها بالمس بحصانة النواب الشـيوعيين. ففي كانون الثاني ٢٠٠٤ قررت لجنة الكنيسـت منـع النائب عصام مخول من حق الكلام في عشر جلسـات برلمانية. وجـاءت هـذه العقوبة بعد أن قال مخول في الهيئة العامة للكنيسـت إن الحكومة، برفضها التجـاوب مع مطالب المنقذين العادلة على شـواطئ السـباحة ، هي المسـؤولة عن موت ٨ مواطنين غرقوا في البحر خلال إضراب المنقذين. لقد كان قرار لجنة الكنيسـت بمثابة تحد

لحصانة أعضاء الكنيست وحرية التعبير ولمكانة المواطنين العرب المدنية.لقد قامت حكومتا شـارون وحكومة أولمرت بعدهما بتصعيـد الهجمة على حقوق العاملين وعـلى العمـل المنظم؛ فاسـتغلت القوانين – بما فيهـا «قانون التسـويات» – للالتفاف على اتفاقات العمل الجماعية وتقليص الأجور وفصل العمال وخصخصة صناديق التقاعد والمس بحقـوق الأعضاء في هذه الصناديـق، وكذلك لتجميد أجر الحد الأدنى وسـحق مخصصات التأمين القومي. إن أحد الأهداف الرئيسية للنشاط الحكومي وسائر أذرع السلطة هو العمل المنظم، لذا يستهدف حق العاملين في الإضراب وإجراء التشويشات وانتخاب لجان للعمال.

في آب ٢٠٠٤، خـلال إضراب عاملي الموانئ ضد خصخصتها، خططت الحكومة لاسـتخدام

62

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

رجـال الشرطة وحرس الحدود لحماية شركة أجنبية كانت من المفروض أن تكسر الإضراب من خلال تشغيل الموانئ التي شملها الإضراب وكذلك ميناء كيشون. وقد كشف عن هذا النبأ رئيس اتحاد الصناعيين عوديد طيرا وأكده الناطق بلسـان وزير المالية نتنياهو. وفي كانون الثانـي ٢٠٠٥ اقـترح المذكور طيرا كـسر نضال عاملي الموانئ من خـلال إدخال الجنود إلى الموانئ واسـتخدام مطارات سـلاح الجو لتصدير البضائع. لم يتم إخراج هتين الخطتين إلى حيز التنفيذ في نهاية المطاف، ولكن مجرد طرحهما يؤشر على اسـتعداد الحكومة والطغمة الرأسـمالية لاتخاذ خطوات دكتاتورية مكشوفة واستخدام الجيش والشرطة لفض إضراب

ومواجهة عمال منظمين يضربون دفاعا عن مكان عملهم وحقوقهم.وكأذرع للسـلطة، يتعامل الجيش والشرطة بعنف مع أنصار السلام الإسرائيليين والأجانب الذيـن يناهضون الاحتلال ويرفضون جرائمه ويطالبون بوقف بناء الجدار الفاصل ونظام الحواجـز. إحدى الخطوات التي اتخذت للمـس بالمعركة الجماهيرية لرفض الاحتلال كانت محاكمة الشـابة طالي فحيما، التي زارت مخيم جنين للاجئين والتقت ناشـطين فلسطينيين وحاولـت إقامة روضة للأطفـال. اعتقلت طالي فحيما في شـباط ٢٠٠٤ وحاولت الدولة أن تلفق لها تهما بالخيانة ومعاونة العدو. وفي نهاية المطاف دينت بتهم هامشية وحكم عليها

بالسجن وأطلق سراحها بشروط معينة بعد قضاء جزء من محكوميتها.كمـا تسـتهدف الشرطة والسـلطات الطلاب الشـيوعيين والطـلاب اليسـاريين والعرب في الجامعات بشـكل دائم. وكان الاضطهاد شـديدا في جامعة حيفا بشكل خاص، حيث أقامت إدارة الجامعة محاكم طاعة لطلاب علقوا دعوة أو منشـورا نقديا، لا بل وأبعدت طلابا عن

مقاعد الدراسة بسبب نشاطهم السياسي.ورغم الظروف القاسـية تنشط في إسرائيل نقابات مهنية ومنظمات للدفاع عن الدمقراطية وحقوق الإنسـان وضد التعذيب، وتضامنا مع الشـعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، وللدفـاع عن رافضي الخدمة من منطلقات ضميرية، ومؤسسـات للدفـاع عن حقوق الأقلية العربية الفلسـطينية وحقوق النسـاء والأطفـال، وضد الاتجار بالنسـاء، ومن أجل حقوق المعوقـين وضـد التمييـز لأسـباب دينيـة أو على خلفيـة الميول الجنسـية. وتخـوض هذه المنظمات معارك جماهيرية وقانونية هامة وتنجح في بعض الأحيان في كبح قرارات معادية للدمقراطيـة. في تشريـن الثاني ٢٠٠٣، وبعد نصـف قرن من السـابقة القضائية المتعلقة بحرية التعبير (محكمة صحيفة الحزب اليومية بالعبرية «كول هعام») ألغت محكمة العدل العليا، باسـم حرية التعبير، قرار الرقابة القاضي بحظر عرض فيلم «جنين جنين» للمخرج

محمد بكري.إن معركـة الدفاع عن الدمقراطية وحقوق المواطن وعن طريقة الانتخابات النسـبية، وضد الاحتلال وجميع مظاهر التمميز – هي السبيل إلى بلورة القوة الجماهيرية اليهودية-العربية

التي تناضل ضد الفكر والممارسات ذات الطابع الفاشي.

63

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

يدرك الشـيوعيون ما تتسم به الدمقراطية البرجوازية من محدودية طبقية. ذلك أن الهدف الأسـاسي للدمقراطية البرجوازية هو الحفاظ على الاسـتغلال الرأسـمالي وتراكم الرأسمال، ولكنهـا تمنـح اليسـار وقـوى التغيير الاجتماعي هامشـا أوسـع للعمل. لذا فحين يشـعر الرأسـمال بخطر يتهدد سلطته يصبح مسـتعدا للتنازل عن المركبات الدمقراطية في نظام الحكم واتخاذ سـلطة دكتاتورية، فاشية أو أخرى. من هنا فإن معارك الدفاع عن الحريات الدمقراطية وآليات الحكم الدمقراطية هي جزأ لا يتجزأ من المعارك الاجتماعية والسياسـية التي يستحسن للعمال وعموم المستغلين خوضها في ظروف نظام دمقراطي. النظام الفاشي

هو خطر ملموس ولكنه ليس قدرا.لا يرى الحزب الشيوعي الإسرائيلي إلى الدمقراطية كبحبوحة مؤقتة، بل كقضية مبدئية يلتزم بها اليوم وفي المسـتقبل أيضا. قبل عقد من الزمن، قرر الحزب الشـيوعي في مؤتمره الثالث والعشريـن (١٩٩٧) أنه «اعتمادا عـلى الإنجازات الدمقراطية التي حققت فإن الاشـتراكية ستوسـع الدمقراطية بشـكل ثوري إلى ما بعد الحقوق الرسمية، وستمنح المبنى الاجتماعي

وحياة المجتمع برمته طابعا دمقراطيا بحق».وفي المؤتمـر الرابـع والعشرين (٢٠٠٢) شـدد الحزب عـلى أنه يرى في معركـة الدفاع عن الدمقراطية «مركبا هاما جدا في المعركة الشاملة من أجل إسرائيل مختلفة، تتوق إلى السلام والمسـاواة، ومن أجل التحولات الاجتماعية التقدمية ومن أجل الاشـتراكية. وسيوسع النظام الاشـتراكي الدمقراطية بشكل ثوري إلى ما بعد الحقوق الرسـمية، ويبني دمقراطية تلغي

استغلال الإنسان للإنسان وتشمل المبنى الاجتماعي برمته».يعود المؤتمر الخامس والعشرون ليؤكد هذه المواقف المبدئية التي توجه عمل الحزب اليومي

في الدفاع عن الدمقراطية واجتثاث العنصرية من جذورها وهزيمة الفاشية.

الفصل الخامس: النضال من أجل مساواة الجماهير العربية

في اسرائيل

الحزب الشيوعي الاسرائيلي كان اول من طالب المؤسسة السياسية الاسرائيلية بالاعتراف بحق الجماهير العربية- الفلسـطينية في اسرائيل بالمسـاواة الكاملة في جميع المجالات، وبإحقاق حقوقهـا المدنية والاجتماعية والثقافية. ان الحزب الشـيوعي الاسرائيلي كان اول من طالب المؤسسـة السياسـية باحترام الحقوق القومية للجمهور الفلسطيني في اسرائيل، وباحترام كونه جزءا فعالا من الشـعب العربي الفلسـطيني وأقلية قومية في اسرائيل. وبصفتها هذه

64

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

تحتفظ الاقلية العربية-الفلسـطينية في اسرائيل بالحق في تعميق وعيها للمقولة التاريخية: ”نحن أهل هذا الوطن، ولا وطن لنا سواه!“.

وكما اشرنا في مؤتمرنا ال-٢٤، فان الحزب الشـيوعي الاسرائيلي قام على مدار سـتين عاما الماضية بدور تاريخي مميز في صقل الجماهير الفلسـطينية في اسرائيل كقوة ديمقراطية، تأخـذ دورها الهام الى جانب القـوى الديمقراطية اليهودية، في النضال ضد الاحتلال، ومن أجل تحقيق السـلام العـادل، وحماية الحريـات الديمقراطية، ومواجهة سياسـة تعميق الفجـوات الاجتماعيـة، ومواجهة العنصرية وخطر الفاشـية، ومن اجل المسـاواة والتطور

الاجتماعي. ولذلـك، نحن نرفض المحاولات المبيتة للمؤسسـة الاسرائيلية الادعاء بـان الجماهير العربية ترفض الاعتراف بدولة اسرائيل، ونؤكد على ان المؤسسة السياسية هي التي ترفض الاعتراف بالاقلية القومية العربية في اسرائيل، وبحقها بالمساواة المدنية والقومية الكاملة. ان الطريقة الملتوية واسـاليب الاحتيال التي اتبعتها مؤسسـات الحكـم في تعاملها مع نتائج وتوصيات لجنـة التحقيق الرسـمية لاحداث اكتوبر ٢٠٠٠ برئاسـة الحاكم ثيودور اور تشـكل اثباتا قاطعا على تنكر المؤسسة السياسية للاقلية القومية العربية وحقوقها. فمن جهة، فان احدا من رجال الشرطة المتهمين باطلاق الرصاص غير القانوني، وقتل ثلاثة عشر مواطنا عربيا، لـم يقدم الى المحاكمة. ومـن جهة اخرى، فان لجنة اور قد وضعت اصبعها بشـكل واضح على اشـكال التمييز المنهجي الاساسية وعميقة الجذور المتبعة ضد الجماهير العربية في كل ما يتعلق بالارض، بالميزانيات، بمكانة السـلطات المحلية العربية، باجهزة التعليم، وبتعامل الشرطة والسلطات الاخرى. لقد دعت لجنة اور في توصياتها الحكومة لاحداث تغيير حقيقي في تعامـل الدولة مـع الجماهير العربية، والتوقف عن سياسـة التمييـز والظلم في القضايا

المركزية المتعلقة بالجماهير العربية، ولكن الحكومات لم تطبق ايا من هذه التوصيات.

حقيقة مشروع الخدمة الوطنيةبهـدف تجريد توصيات اللجنة مـن مضامينها كليا، اقامت حكومة شـارون ”لجنة لبيد“ لفحـص التوصيات. وهذه، بدلا من ان تضـع خطة لمعالجة التمييز وتطبيق توصيات لجنة اور، قـررت تمريـر قانون ”الخدمة المدنية“ وتطبيقه على الشـباب العـرب كبديل للخدمة العسـكرية، التـي تمنح الحق في تسـهيلات وتحسـينات معينة للشـاب نفسـه. ان الحزب الشـيوعي الاسرائيلي والشـبيبة الشـيوعية الاسرائيلية، قادا ويقودان النضال ضد ”الخدمة المدنية“. ان الحزب الشـيوعي الاسرائيلي يشـير الى ان مشروع ”الخدمة المدنية“ لا يأتي في سـياق برنامج لتحقيق مسـاواة الجماهير العربيـة، وانما يأتي في اطار محاولة المؤسسـة الاسرائيلية دحرجة المسـؤولية عن التمييز والاجحاف على الضحية نفسـها. ان الهدف من المـشروع هو خلق الوهـم، وكأن التمييز الـذي يتعرض له المواطن العربـي ليس نابعا عن

65

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

سياسـة التمييز الرسمية، وانما عن ”رفض هذا المواطن فكرة العمل التطوعي“ . لقد نجح الحزب الشـيوعي الاسرائيلي والشبيبة الشيوعية والشركاء في الجبهة في تقويض هذا المنطق واسقاط هذا الادعاء بالتأكيد والتذكير على كونهم اول من حفر على راياتهم القيم التطوعية . الا ان مخيمات العمل التطوعي التي ارتبطت بنا جاءت في سياق النضال الوطني وتعبيرا عـن قيم التضامن التـي نعتز بها وليس جزءا من الابتزاز السـياسي والمؤسسـاتي، جاءت جـزءا من النضال البطولي من اجل المسـاواة القومية والمدنية وليـس بديلا عنه. ان برنامج ”الخدمة الوطنية“ لم يأت لتحقيق المسـاواة للجماهير العربية، بل لتبرير سياسـة التمييز

ضدها وتخليدها. في تبنيـه تحليل المؤتمر الـ ٢٤ بشـأن الاقلية القومية العربية-الفلسـطينية، يؤكد المؤتمر الــ ٢٥ على التغييرات الطبقية-الاجتماعية والسياسـية التي حدثـت في المجتمع العربي في

اسرائيل وفي نضاله ضد العنصرية وسياسة التمييز والسلب والاقصاء.

النهب وهدم البيوتان مكانة الجماهير العربية في اسرائيل وتطورها ترتبط بشكل وثيق مع التغييرات الطبقية والاجتماعيـة العامة، وتلك التـي تحدث داخل الاقلية العربية نفسـها . ان تحليل التغيرات الطبقية في بنية المجتمع العربي يشير الى استمرار عملية ”البرتلة“ (التحول الى طبقة عاملة)، التي دفعت منذ الخمسـينات شرائح واسـعة من العمل في الزراعة والفلاحة الى سوق العمل الاجـير، حيث معظـم العرب فيه من العمـال وفقط اقلية ضئيلة منهـم تعمل في الخدمات

المالية والجماهيرية والاكاديمية. ان مـا تبقى من الارض بملكية المواطنين العرب هـو ما يقارب الـ ٧٠٠ الف دونم. اضافة الى ٧٨٠ الـف دونم في النقب هي مسـاحات مختلف عليها قضائيا بـين العرب البدو وبين الدولة. وتركز مؤسسـات الحكم في السنوات الاخيرة جل ضغطها على سكان النقب العرب، في محاولة لاقتلاعهم من اراضيهم بكل الوسـائل ، بما في ذلك بواسطة هدم قرى كاملة غير

معترف بها، ونشر مواد سامة على محصولاتهم، وحبس قطعان مواشيهم وغيرها.وتشهد منطقة المثلث موجة جديدة من تضييق حيز حياة المواطنين العرب ، من خلال شق طرق رئيسـة طولا وعرضا، تطوق البلدات وتضيق عليهـا، كما هو الحال في مدينة الطيبة. هذا الوضع يغلق مسـبقا كل امكانيات التطور والتوسـع المستقبلية للبلدات المحصورة بين شـبكة من الشـوارع . اضافة الى ذلك ، فـان مخططات ”تطوير الجليـل والنقب“، هي في الحقيقة مخططات لتهويد الجليل والنقب. ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي يطالب اليوم كما طالب في الماضي بتبني مخططات تطوير لصالح كل سكان الجليل والنقب، ويدعو لتصعيد

النضال ضد مخططات ”التهويد“ العنصرية. في ظروف غياب مخططات هيكلية، ووجود معظم المساحات التابعة لملاكين عرب في مناطق

66

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

نفـوذ مجالس اقليمية تحـوي بلدات يهودية، وفي ظـل أزمة اقتصادية خانقـة، فان الوف البيـوت العربية في انحـاء البلاد تم بناؤها من غير ان ينجحوا بالحصول على رخص للبناء. وتواجـه هـذه العائلات اوامر هـدم، يتم تنفيذ معظمها وسـط اسـتعمال العنف من قبل الشرطة. ان مشكلة البيوت غير المرخصة وسياسة هدم البيوت تفاقمت في السنوات الاخيرة بشـكل خطير في المدن المختلطة، وخصوصا في اللد والرملة ويافا. ان هدم البيوت في الاحياء العربية في هذه المدن التي تعاني من اهمال وتمييز اجرامي كثيرا ما تكون مرفقة بتحريض عنصري همجي. بهذه الطريقة تعمل المؤسسـة الحاكمة على تصوير الجمهور العربي على انه مشـاغب ومخالف للقانون، يبني بيته بدون ترخيـص بدوافع قومية. ان في هذا الطرح تجاهـل تـام ومقصود ومحاولة للتغطية على حقيقة ان سـلطات الحكـم لا توفر الحلول لقضايا السكن للجماهير العربية في هذه المدن. لقد كان تصرف رئيس بلدية الرملة فاضحا ، وهو يوجه الشتائم والبذاءات المنحطة الى الجماهير العربية في مدينته بشكل عنصري فظ، لا يعيب أي فاشي. لقد قام نشـيطو الحزب الشـيوعي الاسرائيلي بـدور مركزي في المعركة ضد هدم البيوت وضد التحريض العنصري الذي رافق الهدم. وطالبوا السـلطات المسؤولة بالغـاء المخططات المجنونة لهـدم آلاف البيوت العربية المصنفة على انهـا غير قانونية. ان الحزب الشـيوعي الاسرائيلي يطالب باعطاء الشرعية للبيوت القائمة من خلال ترخيصها ، وتوفير امكانات لبناء مرخص . ان الجماهير العربية غير معنية بالبناء غير المرخص، ولكنها

لن تتنازل عن حقها في المأوى.

التحولات الطبقية والاجتماعية في ظل النيوليبراليةكانـت عملية برتلة الجماهير العربية، والتي تسـارعت بفعل مصـادرة غالبية الأراضي التي

ملكتها، المميز الأساس لتطور هذه الجماهير الاجتماعي وتبلورها الطبقي.تشـير معطيات دائرة الإحصاء المركزية إلى ان نسـبة المسـتخدمين العـرب وصلت في العام ٢٠٠٥ إلى ١١،٪ من مجمل المسـتخدمين في إسرائيل. وهي نسـبة شـبيهة بنسـبة الأجيرين

العرب (١١٪ من مجمل الأجيرين).لين العرب، مقابل ويشكل العاملون (المهنيون وغير المهنيين) ما نسبته ٥٥٪ من مجمل المشغ٢٤٪ فقط بين المستخدمين اليهود. وبخلاف التوزيعة بين الأجيرين اليهود، يتركز الأجيرون العـرب في فروع الصناعة والبناء والزراعة (٣٨٪)، وحين يضاف إلى هؤلاء الأجيرون العرب في فـروع التجارة والضيافة والمواصلات تصل النسـبة إلى حـوالي الثلثين (٦٤٪) من مجمل

الأجيرين العرب.من هنا، ورغم ارتفاع عدد المستخدمين والأجيرين العرب ذوي التأهيل الأكاديمي في السنوات العشرين الأخيرة، ورغم ارتفاع عدد العرب المسـتخدمين في مجـالات التعليم والصحة، فإن

الأقلية العربية تتميز طبقيا واجتماعيا بكونها عمالية صرف.

67

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

وبسبب من التمييز المتواصل فإن الكثير من المصانع مغلقة أمام الأجيرين العرب، كمصانع الإلكترونيكا، والمصانع التي تعتبر «أمنية»، وكذلك الشركات الحكومية كشركة الكهرباء. لقد رفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اسـتيعاب عاملين عـرب حتى في المكاتب الحكومية (عدا وزارتي التعليم والصحة). وقد تفاقمت انعكاسـات هـذا التمييز ضد العاملين العرب مع ارتفاع عدد خريجي الجامعات العرب الذين لا يجدون عملا يلائم مؤهلاتهم. والمعطيات تتحدث عن أن آلاف الأكاديميين الشـباب العرب يضطرون لقبول شروط تشـغيل مجحفة،

أو العمل في غير مجال تأهليهم.وبسبب من التمييز البنيوي في السياسة الحكومية، لم تقم مناطق صناعية تذكر في مناطق نفوذ السـلطات المحلية العربية، لذا يعمل العمال العرب بغالبيتهم خارج أماكن سـكناهم.

في السـنوات الأخيرة، وفي ظل «خطط الإشفاء» التي طالبت الحكومة بتطبيقها، والتي تعني فصل العاملين عمليا، تقلص تشـغيل العاملين في السـلطات المحلية العربية أيضا. كما أدى اتسـاع تشـغيل مهاجري العمل في فروع البناء والزراعة إلى فصـل العاملين العرب في هذه الفـروع وإلى تقليص الأعمال التي اسـندت إلى مقاولين ثانويين عرب في فرع البناء. ما أدى إلى نشـوء طبقة من عاملي البناء العرب في أجيال الخمسـين فما فوق ممن بقوا عاطلين عن

العمل بعد إخفاقهم في العثور على عمل في فروع أخرى.كما تبرز مشـكلة عويصة أخرى وهي البطالة بين النسـاء العربيات. فنسبة اشتراك النساء لعربيات في قوة العمل بالكاد تصل نصف نسبتها لدى النساء اليهوديات. والمسبب الأساس لهـذه لظاهرة ليس التقاليـد وتأثيرها، وإنما انعدام فرص العمـل في القرى والمدن العربية وشـح الخدمات التي تسهل عمل النسـاء كالمواصلات العامة ورياض الأطفال ويوم التعليم

الطويل والحضانات (للتعمق في مشاكل النساء العربيات، أنظر/ي الفصل السادس).أدت السياسـة النيوليبراليـة المنتهجـة في إسرائيل منذ منتصف ثمانينـات القرن الماضي إلى اتسـاع فجوات الدخل والأملاك بين الفقراء والأغنياء بشـكل كبير. وبما أن المواطنين العرب غالبـا ما ينتمون للطبقة العاملة وذوي الدخل المتدني، فقد زج اتسـاع الفجوات بكم هائل من العائلات العربية في ضائقة اقتصادية وإلى ما تحت خط الفقر. وتعاني العائلات العربية – خصوصـا تلك التي بهـا ثلاثة أولاد فما أكثر – معاناة كبيرة من جراء التقليصات الحادة في مخصصات الأطفال وضمان الدخل. من هنا فإن عملية تعمق الفجوات تنعكس أيضا في

اتساع رقعة الفقر والضائقة بين الجماهير العربية.وتكشف تقارير مؤسسة التأمين القومي، والتي تتعاطى مع المدخولات الجارية وحسب، عن ارتفاع نسـبته ٥٠٪ في عدد العائلات العربية التي تعيش تحت خط الفقر خلال ٤ سـنوات فقط! إذ تفيد المعطيات بأن عدد العائلات العربية الفقيرة (حسـب الدخل وبعد التحويلات والضرائـب) قـد ارتفع من ٩١ ألـف عائلة عام ٢٠٠١ إلى ١٣٧ ألفا عـام ٢٠٠٥. وفي نفس الفترة ارتفع عدد الأفراد في العائلات العربية الفقيرة من ٤٥٥ ألفا إلى ٦٥٠ ألفا، وارتفع عدد

68

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

الأطفال الفقراء العرب من ٢٣٨ ألف طفل إلى ٣٥٠ ألفا.وثمة ظاهرة أخرى تسـتدعي القلق الشديد، ألا وهي اتساع الفقر بين الأطفال العرب. ففي العام ٢٠٠٥ كان هناك ٧٧٥ ألف طفل فقير في إسرائيل، ٣٥٠ ألف منهم من العرب، أي ما نسبته ٤٥٪. ومن بين مجمل الأطفال العرب الذي بلغ عددهم ٦٥٠ ألفا، بلغت نسبة الفقراء

قرابة ٥٠٪.إن الاسـتنتاج المترتب على هذه المعطيات هو أن المعركة ضد السياسـة النيولبرالية التي توسـع التقاطب الطبقي على نحو غير مسبوق، هي مصلحة عليا بالنسبة للغالبية الساحقة من العاملين

والأجيرين، وبشكل خاص بالنسبة للجماهير العربية؛ المتضررة الأساسية من هذه السياسة.ولكـن هذه المصلحـة الموضوعية لا تنعكس في حالـة الجماهير العربيـة في التجند للمعارك ضد التجليات المختلفة للسياسـة النيوليبرالية، بما في هذا نسـب البطالة المرتفعة، وتقليص مخصصات التأمين القومي، وخصخصة الشركات والخدمات الاجتماعية، وتزايد التشـغيل مـن خـلال شركات القوى العاملة والمـس المتزايد في حقوق العاملـين والعاطلين عن العمل

(مخصصات البطالة، التقاعد إلخ).من بين العوامل التي تكبح جماح معركة الجماهير العربية ضد السياسة النيولبرالية، يمكن الإشارة إلى ظهور مئات الجمعيات. فباسم الحاجة إلى مهننة آليات نضال الجمهور العربي، ازدهـرت الجمعيات كبديل غزير الموارد للنضال الشـعبي والمنظمات التطوعية الجماهيرية والدمقراطيـة. تلـك الجمعيـات، التـي تعتبر نفسـها اجتماعية، تنشـغل بمعالجـة عينية لمختلف تجليات الضائقة الاجتماعية، وتشـارك في خصخصة الخدمات المختلفة (المعوقون، المسنون، الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، رياض الأطفال)، وتقوم علميا بتشظية المعركة الاجتماعيـة. هنـاك العشرات والمئـات من الجمعيات التـي تعنى بقضايا النسـاء والطلاب والقانـون والتخطيـط والتعليم والصحـة والشـبيبة والاقتصاد والإعلام وحقوق الإنسـان ل لا يسـتهان به والزراعة والقرى غير المعترف بها وغيرها. تحولت هذه الجمعيات إلى مشـغللعديد مـن الأكاديميين والمهنيين العرب، وخلقت ثقافة جديـدة من النضال مدفوع الثمن،

الخاضع لرقابة الممولين في البلاد والخارج.إن ظاهـرة الجمعيـات، التي تعمل الواحدة منهـا في مجال محدد واحـد فقط، تحجب عن الجماهير العربية اشـكالية التمييز القائم ضدها وعلاقتها بحلفائها في المجتمع الإسرائيلي في

هذه المعارك.وليـس من قبيـل الصدفة أن يترافـق التصعيد في الهجوم على الحقـوق المشروعة للجماهير العربية في إسرائيل وعلى مكانتها وحرياتها الدمقراطية وعلى المساواة في الموارد وعلى شرعية مواطنتها وعلى خياراتها السياسـية وحقها بالمساواة التامة، مع هجمة شديدة من المؤسسة الايديولوجية المهيمنة. إن المؤسسة، التي تضم فضلا عن الحكومة وأحزاب السلطة ووسائل الإعلام، مؤسسات كـ»مجلس الأمن القومي» و»المنتدى الاستراتيجي في المجلس الصهيوني»،

69

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

تنتـج كمـا لانهائيا من الأبحاث والأوراق التي تناقش أسـئلة متعلقـة بالجماهير العربية في إسرائيل. وتعمل المؤسسة، مستعينة بأكاديميين معينين وبمراكز أبحاث وجمعيات مختلفة، عـلى بلورة وعي مغلوط ونشر توجهات خاطئة تشـوه تاريخ وواقع الأقلية القومية العربية

في إسرائيل.إن الهـدف من وراء هذه الأبحاث والأوراق ليس توفير الآليات الفكرية التي تحتاجها الأقلية العربيـة في معركتها للتحـرر من واقع التمييز القومي والإقصاء وإحقاق المسـاواة القومية والمدنية؛ بل تقديم الذرائع والتبريرات لهذا الواقع المجحف، وللتمييز المتواصل منذ ٦٠ عاما

ضد الأقلية العربية وعدم احترام حقوقها القومية والمدنية.وأمسـك شـوقي خطيب، رئيس اللجنة القطرية لرؤسـاء السـلطات المحلية العربية ولجنة ــف مجموعة مـن الباحثين والأكاديميين العرب بإعداد المتابعـة العليا، بزمام المبادرة، وكلوثيقـة هدفهـا تعزيز نضـال الجماهير العربية ضـد التمييز والعنصرية. وتؤدي مناقشـة الأسـئلة الجوهرية إلى ظهور النقاش الاستراتيجي الكامن في الهجمات الصحفية السطحية الراميـة إلى التنافس على مواقع القوة بين الجماهير العربية. وتزداد حيوية هذا النقاش على خلفيـة محاولة بعض مركبات لجنـة المتابعة حرفها عن المبادئ الاسـتراتيجة للشراكة بين جهات سياسـية مختلفة في قضايا متفق عليها، وتحويل لجنة المتابعة إلى مؤسسـة منتخبة

للجماهير العربية، أو بمثابة «برلمان عربي».إن الحزب الشـيوعي والجبهة الدمقراطية إذ يرفضان فكرة الانتخابات و»البرلمان العربي» التي يطرحها «التجمع» و»الحركة الإسـلامية» (الشـق الشـمالي) و»أبناء البلد»، على قناعة بأن هذا الطرح ضار، لأنه يضمر التنازل عن المواجهة في سـاحة النضال الأساسية – ساحة الدولة – والاكتفاء بسـاحات جانبية. إن التنازل عن المواجهة في ساحة الدولة يعكس اليأس مـن النضـال الدمقراطـي ويهدف إلى اسـتبداله. ومن هنـا فإنه يمس المصالـح الوجودية للجماهـير العربيـة في إسرائيل ويفضي إلى التنازل عن نضـال المواطنين العرب في البلاد مع القـوى الدمقراطيـة اليهودية ضد التمييز والعنصرية ومن أجل المسـاواة القومية والمدنية.

وتقترح وثيقة «التصور المستقبلي للعرب الفلسطينيين في إسرائيل»، وأوراق أخرى نشرت في الآونة الأخيرة، تحليلات مختلفة لهوية الجماهير العربية ومكانتها ومستقبلها.

هـذه التحليلات متأثرة بتوجهـات غير اجتماعية وغير طبقية، تنطلق من أن جذر المشـكلة القومية هو مجرد وجود قوميتين، مجموعة قومية تؤلف غالبية وأخرى تؤلف أقلية. إن توجهنا كشـيوعيين يختلف جوهريا. نحـن لا نتجاهل وجود وتأثير الفكـر الصهيوني، والتوجهات الأصولية، والتوجه النيولبرالي القائل بعدم وجود بديل للرأسـمالية؛ ولكن تحليلنا الطبقي-

الاجتماعي يفضي إلى اسـتنتاج مفاده أنه من غير الممكن فهم الأسئلة القومية ومواجهتها في معزل من الطابع الرأسمالي للمجتمع الإسرائيلي ومن تواصل الاحتلال الكولونيالي في الأراضي المحتلة. إن البرجوازية اليهودية والمؤسسـة التي تخدمها معنيتان باستغلال الأقلية العربية

70

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

كقـوة عمل بخسـة، وبتفريق جمهور العاملين على أسـاس قومي، وبنـشر الآراء التهجمية القومجية والعنصرية.

لقد أشـار لنـين قبل قرن من زمن، على أسـاس تحليل واقع روسـيا القيصريـة، إلى وجود توجهين طبقيين واضحين ومتناقضين في المسألة القومية: التوجه البروليتاري الأممي، الذي ينطلـق من تحليل الطبيعة الطبقية للمجتمع الرأسـمالي ومن مصالـح العمال من قوميات مختلفة؛ والتوجه البرجوازي، الذي يحلل الواقع على أسـاس معادلات تبدو بسـيطة: شعب

مقابل شعب، ثقافة مقابل ثقافة، دين مقابل دين وحضارة مقابل حضارة.كحـزب شـيوعي، لا نتجاهل الفروقات القائمة بين التوجهـات البرجوازية المختلفة. نرفض التوجهـات البرجوازية اليمينة والعنصرية رفضا قاطعا ونناضـل ضدها بكل ما أوتينا من قوة. أمـا التوجهات البرجوازية اللبرالية فنجري معها نقاشـا فكريـا علنيا بهدف التوصل إلى تحليل وسياسـة يخدمان بحق غاية المسـاواة القومية والمدنيـة والاقتصادية الاجتماعية

للجماهير العربية في إسرائيل.

الاستراتيجية الامميةان نـداء ”البيـان الشـيوعي“ (١٨٤٨): ”يا عمـال العالم، اتحدوا!“ – هـو الموجه الفكري

للحزب الشيوعي الاسرائيلي ولنضاله اليومي. لقد قام لينين، معتمدا على تحليل ماركس وانجلز، بتحليل القضية القومية في فترة الامبريالية والاحتـلالات الكولونياليـة، وتوصـل الى ان كل نظـام حكم محتل يبرر القمـع والاضطهاد القومي الذي يمارسه من خلال الحسم بانه يؤدي ”رسالة تاريخية“، او بادعاء ان ثقافته القوميـة تتفوق عـلى الثقافة القومية للشـعب الخاضـع لقمعه. واكد لينين عـلى ان المهمة التاريخية للطبقة العاملة هي النضال ضد الممارسة الكولونيالية، وضد كل اضطهاد قومي، وضد التعصب القومي البرجوازي، ومؤازرة نضالات التحرر القومي، والمساواة في الحقوق،

والعمل على وحدة العمال من ابناء القوميات المختلفة في كل دولة ودولة.ان الحزب الشـيوعي، منذ تأسيسـه في العـام ١٩١٩، قام بتطبيق المفهـوم الثوري لماركس ولينين بموجب ظروف البلاد. ولذلك مارس نهجا أمميا، مقاومة للحروب الاحتلالية، وصاغ الشـعار ”دولتان لشـعبين“، وقاد وبادر الى النضال ضد قمع الجماهـير العربية والتمييز ضدهـا، وقام بالتثقيف عـلى النضال اليهودي- العربي المشـترك. بنظـرة تاريخية، يمكن التلخيـص بـان الجماهير العربيـة نجحت في المحافظة على نفسـها كأقليـة قومية عربية-

فلسـطينية في اسرائيل وفي خوض نضالات هامة ضد سلب الاراضي، وهدم البيوت، والتمييز في الميزانيات، بفضل الاسـتراتيجية الطبقية للحزب الشـيوعي الاسرائيلي، وبفضل السياسة

التي ترتكز على التحليل الطبقي للقضية القومية. ان السياسـة الرسمية للحكومة الاسرائيلية، وفي صلبها التمييز ضد المواطنين العرب، تتنكر

71

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

لشرعية مطلبهم بالاعتراف بهم كاقلية قومية عربية- فلسـطينية. وبدلا من ذلك، تمسـكت هذه السياسة بالمفهوم الذي يعتبر الجماهير العربية مجموعة من الاقليات الدينية والطائفية والحمائـل، ليس الا. هـذا المفهوم هو صيغة محلية للسياسـة الكولونياليـة المعروفة بمبدأ ”فرق تسـد“، التي تخدم سياسـة القمع القومي وسلب اراضي المواطنين العرب والاقصاء، وتخدم السياسـة المعنية بحرمان المواطنين العرب من المشـاركة في المعركة من اجل احداث

التغيير الديمقراطي العميق في المجتمع الاسرائيلي وتحريم هذه المشاركة.ان المؤسسـة الحاكمة نفسـها تعمل وبشـكل منهجي على محو الذاكرة التاريخية و الدور المتميـز الذي قام به الفكر السـياسي البديل الذي رسـخه الحزب الشـيوعي الاسرائيلي بين الجماهير العربية وادار نضالاتها على اساسه. اننا نؤكد ان الدفاع عن هذا التاريخ هو دفاع عـن الاقلية القومية العربية، ودفاع عن مسـتقبلها، وخياراتها لوسـائل النضال الصحيحة التي تتلاءم مع الواقع الاسرائيلي. لذلك، من المهم جدا ان لا تقع الاقلية العربية الفلسطينية في اسرائيل في الكمين الذي نصبته معاهد ابحاث مختلفة، بهدف اعادة كتابة التاريخ السياسي

للجماهير العربية، او محو فصول مركزية منه. هنالـك العديد مـن ”اوراق العمل“ والوثائـق التي تتناول قضايا الجماهـير العربية، تقوم بتركيـز قصارى جهدها في الاجابة على السـؤال، كيـف يمكن تأمين مـكان للنخب العربية الجديدة الناشئة، حول طاولة النخب الاسرائيلية. ان هذه الوثائق تتجاهل في معظم الاحيان مصالح اوسـع الشرائح الاجتماعية العربية من العمال والمعطلين عن العمل، والعائلات التي تعيـش في ظل الفقـر. ان ما تقترحه هذه الوثائـق هو ان يتوصل اليهـود (كل اليهود) من جهـة الى اتفاق مـع العرب (كل العرب) مـن جهة اخرى، من اجل ايجـاد معادلة جديدة، تحسـن مـن مواقع النخـب العربيـة في السـاحة السياسـية، والاكاديميـة، والاقتصادية.

ان المشكلة ليست في مطلب النخب العربية بالحصول على مكان مناسب حول مائدة النخب الاسرائيليـة او بجزء اكبر من الكعكة. ان المشـكلة تكمن بان نقاشـا كهـذا لا يعطي جوابا للاغلبية الحاسـمة من الجماهير العربية، غير المدعـوة للجلوس الى المائدة اصلا، والمضطرة

الى مواصلة العيش من فتات هذه المائدة. ان ضمـان تمثيل للعرب في اجهزة السـلطة او خدمات الدولة هـو مطلب صائب بحد ذاته، ولكنه عاجز عن حل المشـاكل الاقتصاديـة- الاجتماعية المتفاقمة لعمـال البناء والصناعة، للاعمـال المؤقتـة والجزئية، للمعطلين والمعطـلات عن العمل من المواطنـين العرب. ولذلك، فـان الحزب الشـيوعي الاسرائيلي يناضل بمثابـرة لاحداث تغيير بنيـوي عميق في المجتمع الاسرائيلي، يضمن حقوق كل المواطنين، عربا ويهود، بالعمل بكرامة وبتقاضي اجور عادلة، وبحقهم بالمأوى والمسـكن وبالتعليم المجاني بمستوى ملائم للاطفال، وبحقهم في الحصول

على خدمات صحية متساوية وبعيش شيخوخة كريمة.

72

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

اشكالية البحث عن مخرج في“الدمقراطية التوافقية“ تسـمع مؤخـرا اصوات تدعو لاتبـاع بنية رسـمية في اسرائيـل يطلق عليهـا ”الدمقراطية التوافقيـة“. ان نظـام حكم كهذا، يعتمد عادة على نظـام المحاصصة القائم على تخصيص حصص للمجموعات القومية او العرقية او الطائفية في هيئات الحكم وعلى تقاسم الوظائف

بين نخب هذه المجموعات. ان معارضتنـا لهذا الطرح، هي معارضة نابعة عن دوافع مبدئية وعن دوافع عملية سـواء بسـواء. ومـن الضروري ان نفهـم اولا، انه في الظـروف القائمة فان نمـوذج ”الدمقراطية التوافقيـة“ يثبت دونية مكانة الاقلية القومية العربية، ويحـد من قدرة ابنائها وبناتها على اخـذ دور متكافـئ في النضال العـام على وجهة المجتمـع الاسرائيلي وطابـع تطوره. ان في شـعار ”الدمقراطية التوافقية“، يكمن تنازل عن هدف ”دمقراطية المسـاواة“ في اسرائيل.

وثانيا، فان محاولة الادعاء وكأن العرب في اسرائيل يشكلون كتلة متماثلة ومتجانسة طبقيا وفكريا وسياسـيا هي محاولة لمغمغة الفوارق الجوهرية القائمة في هذه المجالات، وهو امر

لا يصب في صالح الجماهير العربية.وثالثا، فان تصوير جميع العرب ككتلة متجانسة، مقابل تصوير جميع اليهود ككتلة واحدة متجانسـة طبقيا وفكريا وسياسـيا بالمقابل، والتأكيد على اسـاس هذا الفهـم، على الدعوة الى عقـد اتفـاق (توافقي) ”بين اليهـود والعرب“، كفيل بتغليب الانعزاليـة القومية، في كلا الشـعبين وهو امر ضار بشـكل خاص بنضال الاقلية القومية العربية ضد العنصرية ومن

اجل المساواة التامة في الحقوق.ان ”الدمقراطيـة التوافقيـة“ لا تشـكل حـلا للـصراع، وانمـا تشـكل وسـيلة لادارتـه.

ويمكـن اعتبار لبنان المثال الاكثر شـهرة لـ“الدمقراطية التوافقيـة“. في لبنان تم في حينه تحديد حصص في مؤسسـات الحكـم لكل للمجموعات الطائفية الفاعلـة. ان مصدر الازمة الحـادة الملتهبـة القائمة اليوم في لبنـان يكمن في الصراع على ملائمـة توزيع تلك الحصص مـع التغييرات التي حدثـت في المبنى الديمغرافي في السـنوات الاخيرة. ان الحزب الشـيوعي اللبنانـي يوجـه نقدا قاسـيا لـ“الدمقراطية التوافقيـة“، ويطالب بالغائهـا وبإتباع نظام دمقراطـي في لبنـان، يعتمـد على انتخابـات عامة (بـدون محاصصة)، ويشـجع الشراكة السياسـية ليس على اسـاس الانتماء الطائفي وانما على اسـاس الانتماء الفكري والسياسي. ان المنطلقات الاممية للحزب الشيوعي الاسرائيلي جعلته المدافع الامين عن جميع المضطهدين، ولكنها جعلت منه بشكل خاص صمام الامان لمسيرة الجماهير العربية التي بقيت في وطنها وحققـت من خلال بقائهـا هذا، مواطنتها وحقوقها عبر نضال شـاق ومركـب. ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي هو الذي صاغ التعريف المركب للهوية القومية والمدنية، والذي بموجبه تشـكل الجماهير العربية جزء من الشـعب الفلسـطيني واقلية قومية في داخل اسرائيل. ان هذا التعريف اثار حفيظة المؤسسـة الحاكمة في اسرائيل، التي حاولت بكل قواها ان تفصل

73

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

الجماهير العربية عن شـعبها الفلسـطيني وعن تاريخه وعن ثقافته، وكذلك ان تعزل هذه الجماهـير عن القوى الدمقراطية اليهودية. ولكن، في نهاية الامر، فان التعريف الذي صقله الحزب الشـيوعي الاسرائيلي هو التعريف المقبول والـذي تتبناه وتلتف من حوله وتقوى به

الغالبية الساحقة من لمواطنين العرب. نحـن نشـهد في هذه الايام هجمة فاضحة مـن نوع آخر، تديرها المؤسسـة الحاكمة الامنية والسياسية اليمينية. ان هذه المؤسسة تكشف عن ”قلق كبير“ ليس ازاء المركب الفلسطيني في هويـة المواطنين العرب وانما ازاء مركب المواطنة- (الاسرائيلي) في هوية المواطنين العرب، ومـن مجرد وعيهم لحقهم بالمسـاواة الكاملـة في الحقوق المدنيـة والاجتماعية. لقد وجدت هـذه الهجمة التعبير عنها من خلال الدعوات العنصريـة، الى التعامل مع الجماهير العربية في اسرائيـل على انها ”خطر ديمغرافي“، وكذلك من خلال المخططات لسـلب مواطنة نصف مليون مواطن عربي وخصوصا في المثلث. نحن نرفض رفضا مطلقا اعلان رئيس الحكومة، والـذي اعلن بموجبـه بان اسرائيل هي ”دولـة يهودية صهيونية“ وهو ما يسـتدعي، وفق رئيـس الحكومة، رفض الاعتراف بالحقوق القومية للجماهير العربية، ورفض الاعتراف بها

كأقلية قومية.

الجماهير العربية والدمقراطية الاسرائيليةان الجماهير العربية في دولة اسرائيل، التي تبنت استراتيجية الحزب الشيوعي، لم تسلم مع تهميش مكانتها. فقامت باسـتخدام وزنها المتزايد ومواطنتهـا لتكون شريكا كاملا لمجمل القوى الديمقراطية وقوى السلام في اسرائيل في نضالها من اجل احداث التغيير الديمقراطي العميق في داخل دولة اسرائيل، ومن اجل تحقيق سلام عادل اسرائيلي-فلسطيني، واسرائيلي- عربي شـامل. ان الجماهير العربية في اسرائيل لا تنتظر الفرج من الخارج، ولكنها تشـكل

عاملا فعالا في داخل اسرائيل في النضال من اجل حل عادل للقضية الفلسطينية. ان المفهوم الاسـتراتيجي الاممي للحزب الشـيوعي الاسرائيلي لا يشكل نقطة ضعف الحزب الشـيوعي فيمـا يتعلـق بالقضية القومية. عـلى العكس تمامـا، فهو مصدر قوتـه وقيمته المضافـة. لقد قام الحزب الشـيوعي الاسرائيلي بصياغة مفهـوم ديالكتيكي (جدلي) لانتماء الجماهير العربية للشـعب الفلسـطيني، انتماء قوميا واضحا وغير مشـكوك به، وفي الوقت نفسـه- لانتمائها الواضح وغير المتردد للمجتمـع الاسرائيلي وللطبقة العاملة في اسرائيل. ان نضال الاقلية القومية العربية- الفلسـطينية في اسرائيل يدمج بشـكل عضوي بين معركتها

للدفاع عن ارضها وبين معركتها لحماية مواطنتها وحقوقها المدنية.ان الجماهـير العربية لا تشـكل عبئا عـلى الدمقراطيـة الاسرائيلية، بل انها تشـكل دعامة رئيسـية ترتكز عليها هـذه الدمقراطية. ان المكانة المدنية والسياسـية للجماهير العربية في المجتمـع الاسرائيـلي هي المقياس الحقيقي الـذي تقاس به مكانـة الدمقراطية وموقعها في

74

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

الواقـع الاسرائيـلي. لذلك فإن كل هجمة عـلى حقوق الجماهير العربية تشـكل هجوما ضد الدمقراطية الاسرائيلية، وكل انجاز يتحقق في النضال من اجل المسـاواة- هو تعزيز لمواقع

الدمقراطية عامة.ان العـبرة التي يجب اسـتخلاصها من هذا الرؤية المبدئيـة والواقعية هي ان القضايا الوجودية للجماهير العربية تجد حلها فقط من خلال المعركة على تطوير الديمقراطية في اسرائيل، وتوسيع حقوق الانسـان وحقوق المواطن، وتحقيق المساواة. ولذلك، توجد للجماهير العربية في اسرائيل مصلحـة بنيويـة عميقة في تعزيز قوة الدمقراطية، وهي تسـاهم في ذلك من خلال نضالها ضد

التمييز تجاهها وضد كل تمييز، ومن خلال نضالها ضد اضطهادها هي وضد كل اضطهاد.ان التغيـير العميق الذي سـيؤدي الى تحقيق المسـاواة التامة في الحقـوق المدنية والقومية، لـن يحـدث بدون الجماهـير العربية وفي الموجهة معهـا، ولكنه ايضا لـن يحدث من خلال الجماهـير العربية وحدها. ومن هنا يمكن الاسـتنتاج بان النضـال الديمقراطي اليهودي-

العربي المشـترك يضع في جهة واحدة من المتراس كل اولئك الذين لديهم مصلحة في تحقيق العدل الاجتماعي والقومي، يهودا وعربا، وفي الجهة الاخرى- كل اولئك الذين لديهم مصلحة في تكريس النظام الاجتماعي القائم الذي يعطي الضوء الاخضر لتعميق الاستغلال الطبقي

والقومي.

مسألة الاصولية الدينيةحلل المؤتمر الـ٢٤ لحزبنا، بتوسـع، المواجهة الفكرية والسياسية مع الاصولية الدينية. هذا

التحليل لا زال ملائما وقد صمد في امتحان الواقع والتطورات في السنوات الاخيرة.ان الاصوليـة هي الوجه المكمل لعملة العولمة الرأسـمالية من جوانـب كثيرة. فان الاصولية والعولمة تؤديان الى تفسيخ صفوف العاملين، وترفضان التحليل الطبقي، وتتنكران لوجود الامكانية او حتى الحاجة الى بديل للرأسـمالية، وتقومان بزرع اليأس والاحباط ازاء تفاقم الازمـات الاجتماعية والقومية. ان الحركات الاصولية تنتعش وتنطلق على خلفية اسـتمرار الاحتـلال والعدوانية الامبرياليـة في العراق وفي اماكن اخرى في الشرق الاوسـط، وما يرافق ذلك من تشجيع على تفتيت الشعوب على اسس دينية وطائفية. ان الحركات الاصولية أسوة بقادة العولمة الرأسـمالية تتبنى المقولات الرجعية حول ”حرب الثقافات“، واعتبارها حربا

يفرضها الواقع ولا بد منها. ان قادة حركة ”الاخوان المسـلمون“، الذين يتمتعون بالتأثير الكبير على الحركات الاسلامية في اسرائيل وفي مناطق السـلطة الفلسـطينية، يحرضون بشكل سـافر ضد الوعي الوطني والنضـال ”الوطني“ قي مواجهة العدوانية الامبريالية في المنطقة. ويذهب الشـيخ يوسـف القرضـاوي بعيدا، (وهو ابرز دعاتهم عبر وسـائل الاعلام)، في كتابه ”الاخوان المسـلمون“ (١٩٩٩) بقوله: ”ان الوطنية هي بدعة من صنع الدول الكولونيالية، تروج لها بهدف تفتيت

75

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

وحدة المسـلمين“. وفي كتاب آخر (”معالم المجتمع الاسـلامي الـذي نطمح اليه“، ٢٠٠١)، قـال القرضاوي: ”ان تفضيل الوطن على الديـن، واعطائه الاولوية يجعل من الوطنية كفرا

وعبادة اوثان“.ان التجربـة التاريخيـة تعلمنا بان الامبرياليـة والانظمة المرتبطة بها بـادرت، او على الاقل شـجعت، اقامـة المنظمـات الاصوليـة كطالبـان في افغانسـتان وحمـاس في قطـاع غزة.

في الحالة الاسرائيلية، تقوم الحركات الاصولية باستغلال تأزم الوضع الاقتصادي-الاجتماعي للجماهير العربية وزيادة حدة القمع ضد الشـعب الفلسـطيني في المناطق المحتلة. وتستند هذه الحركات من ناحية فكرية- سياسـية على الحركات الاصولية التي عززت من قوتها في الدول العربية المجاورة، بما في ذلك في مناطق السـلطة الفلسـطينية. ان الحركات الاصولية في اسرائيل تقع في اغراء اللعب في الخانات والمفاهيم التي تمليها المؤسسـة الاسرائيلية محليا والامبرياليـة عالميـا، وهي المعنيـة بتصوير الـصراع في المنطقة على انه ”حـرب ثقافات“ و ”حرب ديانات“، مساعدة بذلك في التستر عن الطابع الطبقي والسياسي والكولونيالي للحرب

الامبريالية التي تديرها ضد شعوب المنطقة. ان الحـركات الاصوليـة تصـف المواجهـات التـي تحدث في اطـار النضال ضـد الاحتلال، بمـا في ذلـك التـي تجري حول قضية المسـجد الاقصى، عـلى انها صدام بـين المذاهب وبين الديانـات، بمعزل عن المعركة السياسـية العامة ضد الاحتلال ومن اجـل الحقوق الوطنية للشـعب الفلسطيني، وبذلك فهي تعفي سـلطات الاحتلال ومن يقف من ورائها من تحمل المسـؤولية عـن الجرائم المرتكبة، وتنقـل المواجهة الى آفاق ما وراء الطبيعـة، الى حلبة تقع خـارج حدود التاريخ، وخارج السياسـة وهي بذلك تقضي على الاسـاس الـذي يقوم عليه النضال العادل اليهودي- العربي المشـترك والعلمانـي- الديني المناهض للاحتلال، وتلحق الـضرر بالجماهير العربية في اسرائيل وفي نضالها الهام ضد التمييز ومن اجل مسـاواتها.

من وجهة نظر الحزب الشـيوعي الاسرائيلي، فان الحركات الاصولية عامة، الاسـلامية منها واليهودية والمسـيحية، هي حركات رجعية تقوم باستغلال الدين واستعماله اداة سياسية. ان هذه الحركات تعزل الشعوب والجماهير التي تعمل باسمها. وتقوم بالتخريب على وحدة النضال في سـبيل الدمقراطية والمساواة، وتعيق التقدم الاجتماعي وخصوصا تعيق مساواة

المرأة.ان الشـيوعيين في اسرائيـل، يحترمون المتدينـين ويتعاونون معهم ومع رجـال الدين الذين يناضلـون من اجل السـلام العـادل والدمقراطية والمسـاواة والعدالة الاجتماعية، وسـوف نواصل التعاون في قضايا عينية مع جميع القوى الفاعلة على سـاحة الجماهير العربية، بما في ذلك الحركة الاسلامية، وكذلك في اطار اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وفي اطار لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية. ولكن تعاوننا هذا لا يخفف من حدة

نقدنا الموجه الى الاصولية.

76

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

حقوق الجماهير العربية كاقلية قومية ونضالها لتحقيق مساواتهافي المؤتمر الـ ١٨ (١٩٧٦) لخص الحزب الشـيوعي الاسرائيلي طبيعة دولة اسرائيل، بنظرة

ثاقبة تستشرف التطورات القادمة للمستقبل، بالاسطر التالية:”صحيـح ان دولـة اسرائيـل هـي دولـة يهودية بمعنـى انها تعبر عن ممارسـة الشـعب اليهـودي في البـلاد لحقه في تقرير المصـير. ولكن دولة اسرائيل ليسـت دولة يهودية فقط، بـل هي دولـة ذات اغلبيـة يهودية واقليـة قومية عربية كبـيرة الوزن... في دولـة اسرائيل دمقراطيـة فعـلا، يجـب ان يتمتـع كل المواطنـين، بغـض النظر عـن انتمائهـم القومي، بالمساواة الكاملة في الحقوق، ويجب احترام الحقوق القومية للاقلية القومية العربية“. وتابعت تلخيصـات المؤتمر الـ١٨ بان ”الجماهير العربية هي اقلية قومية في دولة اسرائيل وجـزء من الشـعب الفلسـطيني، وهي عامل له وزن كمـي وكيفي كبـير في دولة اسرائيل، وعـلى الحكومـات الاسرائيليـة ان تمنحها المسـاواة التامـة في الحقوق المدنيـة والقومية... وان المجتمـع الاسرائيلي هو السـاحة السياسـية التي تعمـل الجماهير العربيـة على التأثير مـن خلالهـا... وان للجماهير العربيـة في اسرائيل الحق الكامل في مقاومة سياسـة التمييز والقمـع القومـي، وفي النضال من اجـل تحقيق مسـاواتها في الحقوق المدنيـة والقومية... وتمـارس الجماهـير العربية حقها في النضـال في اطار دولة اسرائيل. ان المشـكلة لا تكمن بعـدم اعـتراف الجماهير العربية بحـق دولة اسرائيل في الوجود، بـل تكمن في عدم اعتراف الحكومـات الاسرائيلية المتعاقبة بالاقلية القومية العربيـة وبحقوقها في دولة اسرائيل“. ان حزبنا الشـيوعي اليهودي- العربي يؤكد على اهمية النضال اليهودي- العربي المشـترك لتحقيق المسـاواة. ان النضال المشـترك هو شرط موضوعي لنجاح النضال من اجل السلام

والمساواة والدمقراطية والتطور الاجتماعي.

برنامج الحزب الشيوعي الاسرائيلي لمساواة الجماهير العربيةان برنامج الحزب الشـيوعي الاسرائيلي لمساواة الجماهير العربية مبني على تصعيد النضال المثابر والمبدئي واليومي، ضد سياسـة التمييز الممارسـة تجـاه الجماهير العربية، ومن

اجل مساواتها في الحقوق القومية والمدنية، ويحتوي على البنود التالية: ١. الاعـتراف بالجماهـير العربية- الفلسـطينية في اسرائيل كاقلية قوميـة من خلال قانون

يشمل فيما يشمله البنود التالية: - الحق في اللغة والثقافة العربية- الفلسطينية .

- واجب الدولة الاعتراف بالنكبة وان تتحمل مسؤوليتها عن النتائج المترتبة عنها. - تحديد رموز الدولة بحيث تعبر ايضا عن الاقلية العربية.

برامـج وضـد الترانسـفير، برامـج ضـد اليهـودي العربـي- النضـال تصعيـد .٢

77

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

اجـل ومـن العربيـة، العائـلات بيـوت وهـدم العـرب، المواطنـين اراضي سـلب الاراضي واعـادة بهـا، المعـترف غـير العربيـة القـرى بـكل الحكومـة اعـتراف المصـادرة التـي لم تسـتعمل على مـدار عشرات السـنوات لاصحابهـا العرب. ٣. التوصـل الى حـل عادل لقضية اللاجئـين العرب، مواطني دولـة اسرائيل، وذلك على اساس الاعتراف بحقوقهم على قراهم التي دمرت في العام ١٩٤٨، والاعتراف بحق سكان اقرث وبرعم وقرى اخرى دمرت، بالعودة الى بيوتهم وقراهم التي هجروا منها في العام

١٩٤٨ وما بعد.وضـع خطة لمواجهـة تركز البطالة بين الجماهـير العربية وتخصيـص الميزانيات لها، .٤والغـاء تمييز المواطنين العرب في شروط القبول للعمـل والترقية في التدريج المهني، وفي

شروط العمل وفي تلقي الاجور.وضـع قانون يمنع التحريض القومي ضد الجماهـير العربية، وتعريف التحريض على .٥انـه تحريض عنـصري، واتخاذ قرار حكومة يمنع تعاقدات حكومية ممن تفوه بشـكل عنصري او يمارس ممارسـة عنصرية في مكان العمل، واستئصال العنصرية من الكتب التعليمية، ومن اجهزة التعليم عامة، ومن جميع المؤسسـات وخصوصا الشرطة وسلطة

السجون.تصعيد النضال للمساواة في الميزانيات وفي خدمات البلديات والسلطات المحلية العربية، .٦ولتوسـيع مناطق نفوذ السـلطات المحلية العربية، ولتطبيـق برامج تطوير وتصنيع في البلـدات العربية، ولوقف محاولات فرض دمج السـلطات المحلية عـلى البلدات العربية عنـوة، ولتطوير الجليل والنقب بما يصب في مصلحة السـكان العرب واليهود وليس في

اطار برنامج ”التهويد“ العنصري.ممارسـة سياسـة التفضيل المصحـح، التي تمكن مـن اغلاق الفجوات بواسـطة اقامة .٧مؤسسـات تعليمية على كل المسـتويات وتجهيزها وفقا للمتطلبات، وبتوسـيع خدمات

الرفاه والصحة.تطويـر مكانة المرأة العربية وتحقيق مسـاواتها في جميع المجـالات، بما في ذلك، العمل .٨

والمجتمع والتمثيل في المؤسسات المنتخبة. الغاء الخدمة العسـكرية لابنـاء الطائفة العربيـة- الدرزية، ورفـض برنامج «الخدمة .٩الوطنيـة» الذي لا يشـكل خطـوة باتجاه المسـاواة بل يشـكل محاولة لتبريـر التمييز

ومواصلته. ١٠.تحويـل امـلاك الوقف الاسـلامي الى مؤسسـات منتخبـة للجماهير المسـلمة، لحماية

المؤسسات الدينية التابعة للجماهير العربية. ١١. تقوية وتحسـين ظروف عمل لجنـة المتابعة العليا لقضايا الجماهـير العربية، وكذلك

اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.

78

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

١٢. تقوية الحزب الشيوعي الاسرائيلي واقامة جبهة واسعة يهودية- عربية، من اجل صياغة تعاون واسع بين قوى السلام والمساواة والدمقراطية، من اليهود والعرب.

الفصل السادس: الحزب الشيوعي الاسرائيلي

والنضال لمساواة النساء

ان الهجمة على مكانة النساء وحقوقهن، هي مركب اساسي في سياسة الخصخصة والبطالة وتصفيـة حقوق العاملـين وتقليص الخدمات الاجتماعية. وقـد ادت هذه الهجمة الى زيادة التمييز ضد النساء اليهوديات والعربيات في شتى المجالات، والى زيادة العنف المتبع ضدهن (تعنيفهـن). ان هـذه الهجمة تضاف الى الثمن الباهظ الذي تدفعه النسـاء جراء سياسـة الحروب والاحتلال. وتشـكل معاناة النسـاء في الشـمال خلال حرب لبنان الثانية شـهادة

طازجة على ذلك.ان النسـاء في اسرائيل ايضا تتأثرن بشـكل كبير من عولمة الشركات الكبرى، التي تطمح الى دمج اكبر عدد من الدول والشـعوب والبشر في اطار سياسـة الاسـتغلال الرأسمالية. تبحث الـشركات الكبرى عن قوى عاملـة رخيصة وغير منظمة، ولكـن ذات ثقافة ومهارة مهنية. وهـذا هو حال النسـاء. ان احـدى تعابير العولمة ينعكس في ارتفاع عـدد مهاجرات العمل،

اللواتي غالبا ما تعملن في اسرائيل في اسناد المسنين والمعاقين وفي االعمل المنزلي. ان الثمن الباهظ، الذي تدفعه النسـاء جراء السياسـة النيوليبيراليـة التي اتبعتها حكومات شـارون وتتبعها حكومة اولمرت- بيرتس- ليبرمان تضع النسـاء، موضوعيا، امام الحاجة الماسـة لخوض النضالات للدفاع عن دولة الرفـاه، وعن حقوقهن كعاملات، وكعاطلات عن

العمل، وكحاصلات على الخدمات، وكأمهات.وفي حالات ”خطط الاشفاء“ في القطاع العام، والمقرونة دائما بالفصل من العمل، فان معظم المفصولين عن العمل هم من النسـاء. ومعظم الذين قلصت اجورهم هم من النسـاء، وثلث العاملـين يضطرون للاكتفاء بالوظائف الجزئية، ومعظم العاملين في وظائف جزئية، ايضا من النسـاء. ان الامتناع عن تجديد سـلة الصحة تاتي بالضرر اساسـا على النساء، اللواتي يحتجـن اكثر مـن غيرهن الى الخدمات الصحيـة. ان العاطلين عن العمـل وضحايا ”خطة ويسكونسـن“ معظمهم من النساء وخصوصا المعيلات الوحيدات منهن. ان معظم العاملين مـن خلال شركات القوى العاملة والمقاولـين، والذين غالبا لا يقومون بدفع الحد الادنى من الاجـور ولا حتـى الحقوق الاجتماعية الاساسـية، هم من النسـاء. ان شروط العمل المخزية والمهينة للمحاسـبات، اللواتي يحرمن من حق الجلوس بجانب صندوق الدفع والمحاسـبة،

79

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

تعكس مجددا المسـاس بالنساء بشـكل خاص. كذلك فان معظم ضحايا الظاهرة المنتشرة، من اصحاب العمل الذين يرفضون قبول كل من بلغ سـن الخمسين او حتى الاربعين للعمل هم من النساء، في الوقت الذي قامت به الحكومة برفع سن التقاعد بواسطة القانون، بسنتين

للرجال وباربع سنوات للنساء.ان المحـاولات المتكررة لتصفية ”محطات الام والطفل الصحية“ هي دليل قاطع على اصرار الحكومـة على الحـاق تعملن بتفان في هـذه المراكز. كذلك فان محـاولات خصخصة جهاز التعليم الزاحفة ومحاولة تطبيق تقرير ”دوفرات“، تطال النسـاء بشـكل خاص، واللواتي

تشكلن معظم المعلمين وسائر العاملين في جهاز التعليم.ان التنكيل بحقوق النساء العاملات والعاطلات عن العمل، الشابات منهن والبالغات، جاءت على خلفية الزيادة في عدد العاملات الاجيرات. ان عدد النساء العاملات يشهد ارتفاعا ثابتا في العشريـن عاما الاخيرة. ففي العام ٢٠٠٥ كانت١,٣ مليون امرأة تابعة لقوة العمل (عاملة وعاطلـة عـن العمل)، مقابل ٩٠٠ الفـا في العام ١٩٨٥. هذا العدد من النسـاء يقارب عدد

الرجال التابعين لقوى العمل- ١,٥ مليونا.ولكن، وعلى الرغم من الزيادة في عدد النسـاء العاملات، وعلى الرغم من ان النسـاء العاملات ذوات سنوات تعليمية اكثر من الرجال بالمعدل – فان تمييز النساء بالاجور ما زال مستمرا. فانه وفقا لمعطيات العام ٢٠٠٥، تتقاضى المرأة اجرا للساعة اقل بـ٪١٧ من الرجل بالمعدل، واذا قمنا بحسـاب الدخل الشهري من العمل، يتضح بان المرأة تتقاضى اجرا شهريا اقل بـ ٪٣٧ من الرجل. ان هذا التمييز قائم ايضا عندما نقارن بين الذين حصلواعلى تعليما عاليا: ففي العام ٢٠٠٢، بلغ الاجر الشـهري لرجل صاحب مهنة اكاديمية ما يعادل الـ ١٣,٦٠٠ شـاقلا، في الوقت الذي بلغ الاجر الشهري للمرأة صاحبة نفس المهنة ما يعادل ال- ٨,٦٠٠

شاقلا. تعاني النسـاء من البطالة اكثر من الرجال. ففي الوقت الذي بلغت فيه نسـبة البطالة بين الرجال في العام ٢٠٠٥ ما يعادل الـ٪٨،٥ من قوة العمل، بلغت نسـبة البطالة بين النسـاء

ما يعادل الـ٪٩,٥. ان التقليصات في مخصصات التأمين الوطني، والتي بدأت في العام ٢٠٠٢ وسـوف تسـتمر حتـى العـام ٢٠٠٩، الحقـت ضررا اساسـا بالنسـاء اللواتي يشـكلن ٪٦٥ مـن متقاضي مخصصـات تأمين الدخـل، و٪٧١ من متقـاضي مخصصات الرفـاه، و٪٥٨ من متقاضي مخصصات الشـيخوخة، و ٪١٠٠ من متقاضي رسـوم الولادة ومنحة الـولادة، وما يقارب

الـ٪١٠٠ من متقاضي رسوم النفقات. ان تقليـص ميزانيـات الخدمـات الاجتماعية يمس بشـكل خـاص بعمل النسـاء، اللواتي تشـكلن مـا يقـارب الـ٪٨٠ مـن العمال الاجيريـن في مجالات الرفـاه والصحـة والتعليم.

ان التغييرات النيولبرالية تجسـد السياسـة النيولبيرالية، وتفاقم مـن حدة الصعوبات التي

80

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

تواجه النسـاء العامـلات، اللواتي تضطـررن للعمل في اعمـال مؤقتة وجزئيـة، او لاطالة يـوم عملهن (في فروع الصناعـات عالية التكنولوجيا). اذ يقوم اصحاب العمل والمشـغلين باسـتغلال البطالة لاجبار النساء العاملات، بنصف وظيفة مثلا، بالعمل فعليا ساعات اكثر بـدون رفع اجورهن. وعادة، ينعدم التفهم للمهام الملقاة على النسـاء بحكم كونهن امهات، تدرن اقتصاد بيوتهن، او تعتنين بوالدين مسـنين، مما يؤدي الى عدم الملائمة بين السـاعات

التعليمية في الروضات والمدارس وبين ساعات عمل الام. ان الصعوبات الاقتصادية، والتي تجبر المزيد من النساء على الخروج للعمل، لا تترافق عادة مع توزيعة عمل متكافئة بين الزوجين في تحمل اعباء تربية الاطفال وتصريف شؤون البيت. وفي هذا السـياق، تعاني النسـاء من غياب اعتراف اجتماعي-قانوني بقيمة الاعمال البيتية

التي تؤدينها وبجهودهن المبذولة والمستثمرة في تربية اطفالهن.

النساء العربياتوفقـا لمعطيات مكتـب الاحصاءات العامة للعام ٢٠٠٥، تبين انـه من اصل ٤٠٠ ألف امراة عربية في سن الـ١٥ فما فوق هنالك ٧٢ الف تابعة للقوة العاملة. من بينهن ٦٠ الفا تعملن و١٢ الفـا عاطـلات عن العمل. ومن بين اللواتي تعملن، فان ٢٤ الفا فقط تشـغلن وظائف كاملـة، بينما ٣٢ الفا من النسـاء العربيات تشـغلن وظائف جزئية (البقية- مسـتقلات في العمل). وبالمقارنة مع النسـاء اليهوديات اللواتي يشـغل ثلثهن وظائف جزئية، فان ٪٦٠ من النسـاء العربيات العاملات تشـغلن وظائف جزئية (نسـبة مضاعفـة تقريبا). ان هذه المعطيات تشير الى النقص الحاد في عروض العمل، الامر الذي يدفع بمعظم النساء العربيات الى الاكتفـاء بالوظائـف الجزئيـة والتي تشـغلها ايضا نسـاء مهنيات كالمعلمـات، اللواتي

تضطررن للاكتفاء بنصف وظيفة او بثلث وظيفة.ان المعطيـات المتعلقة بثقافة وسـنوات التعليم لدى النسـاء العربيات التابعـات لقوة العمل مثيرة: فان ٣٧ الفا منهن حصلن ثقافة جامعية واكاديمية (١٣ سنة تعليمية فما فوق)، ولدى ٢٥ الفا منهن ثقافة ثانوية (٩-١٢ سـنة تعليمية)، ولدى ٩ الاف فقط ثقافة حتى ٨ سنوات تعليمية. ولكن ارتفاع نسـبة النسـاء العربيات المتعلمات، وحقيقة ان عدد الشابات العربيات اللواتي تلتحقن بمعاهد التعليم العالي اعلى من عدد الشـبان العرب – لا يحول دون ابعادهن عـن سـوق العمل ودفع نسـبة كبيرة منهـن الى الوظائف الجزئية. ان ارتفاع نسـبة النسـاء

العربيات المتعلمات غير مقرون بارتفاع مقابل في عروض اماكن العمل للنساء العربيات.ان النقص في اماكن العمل المتوفرة للنسـاء العربيات، والذي يشـكل السبب الرئيسي لبطالة عـدد كبير منهن، يعكس ازمات البطالة في الضواحـي، وغياب المناطق الصناعية في البلدات العربية، واغلاق مصانع النسـيج والمخايط، وانعدام المكاتـب الحكومية في البلدات العربية، وتحريم النساء العربيات في فروع الصناعة الالكترونية، ونتائج «خطط الاشفاء» في السلطات

81

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

المحلية العربية، التي ادت الى فصل عدد كبير من النساء العربيات من اماكن عملهن.ونتيجة للمنافسة القائمة بين النساء العربيات العاطلات عن العمل على اماكن العمل القليلة المتوفـرة في البلـدات العربية، يقوم المشـغلون واصحاب العمل بتشـغيلهن بشروط مخزية ومهينة: فبالنسـبة لمعظم النسـاء العربيات فان الحد الادنى للاجور والحقوق الاجتماعية،

هي بمثابة شائعة يسمعن عنها عن بعد .في سبيل حل ازمة البطالة في اوساط النساء العربيات، من الضروري ان تبذل جهود حكومية، تستثمر في تطوير المناطق الصناعية والبنى التحتية للتعليم ورعاية الاطفال، واقامة المكاتب الحكومية والمؤسسات الجماهيرية الاخرى في البلدات العربية، والحرص على مواصلات عامة منظمـة ومريحة، والتأكيد على تطبيق قوانين العمل وخصوصا الحد الادنى للاجور، وتوفير

تأهيل مهني محدث لا يقتصر فقط على دورات للحاضنات وتصفيف الشعر.من بين مختلف الاوسـاط الاجتماعية المضطهدة، يجب على الحكومة ان تتبع تجاه النسـاء العربيـات بالـذات سياسـة «التفضيـل المصحـح» بشـكل واضح. هـذا امر بالـغ الاهمية بالنسـبة للنسـاء العربيات، وللاطفال العرب، وللمجتمع العربـي خاصة والاسرائيلي عامة.

تعاني المرأة العربية ايضا من مكانة اجتماعية متدنية في اطار المجتمع العربي-الفلسطيني في اسرائيل. فان المفاهيم والاراء التي تدعي انها تسـتند الى الشرائع الدينية والعقلية الابوية، تخلـد تبعيـة المرأة للرجـل، وتضع على اكتافها مسـؤولية الحفاظ على ما يطلق عليه اسـم «شرف العائلة». هذه المفاهيم الرجعية تبرر تعنيف النساء وظاهرة قتلهن بذريعة ما يسمى «حماية شرف العائلة». ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي يستنكر بشدة ظاهرة تعنيف النساء وقتلهـن لاي تبرير كان، ويناضل من اجل تحقيق مسـاواة كاملة للمرأة العربية في المجتمع

عامة وفي العائلة على وجه الخصوص.لقد تحولت النسـاء العربيات الى هدف رئيسي في كل هجمة تشـنها المؤسسـة الحاكمة على تنـوع اذرعها، في ملاحقتها للاقلية القومية العربية في اسرائيل، وبالاسـاس- بكل ما يعنيه التلويـح بفزاعة «الخطر الديمغرافي»، والـذي تمثله في عرفهم، الجماهير العربية. وعلى هذه الخلفية، بادرت الحكومة الى اصدار «امر الساعة» العنصري في قانون المواطنة، الذي يحول دون اعطاء مكانة قانونية في اسرائيل للنسـاء الفلسـطينيات من المناطق المحتلة المتزوجات

من مواطنين عرب، بل ويقوم بتهجيرهن من بيوتهن وعائلاتهن. ان النسـاء العربيات شريكات في النضال العام للجماهير العربية ضد التمييز، والعنصرية، ومن اجل الاعتراف بها كأقلية قومية تسـتحق المسـاواة التامة في الحقوق القومية والمدنية. لكن تملك النساء العربيات الحق في التوقع بان تقف الجماهير العربية على جميع مؤسساتها وتنظيماتها الى جانبهن في نضالهن ضد تمييزهن في شـتى المجالات، وضد قتلهن، وضد كل

صورة من صور العنف المتبع ضدهن.

82

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

التمييز ضد النساء الشرقيات وأخرياتبالاضافة الى النسـاء العربيات، تعاني النسـاء الشرقيات والمهاجرات الجديدات ومهاجرات

العمل وضحايا تجارة البشر من أشكال خطيرة من التمييز.في اوساط النساء اليهوديات العاطلات عن العمل والفقيرات والعاملات بشروط سيئة بشكل خاص، وجدت نسـبة عالية نسـبيا من النسـاء الشرقيات والمهاجرات الجديـدات. وتعاني هذه الفئة من النسـاء، بالاضافة الى كل نواحي التمييز والاسـتغلال التي تعاني منها عامة النساء، من معاملة متعالية من قبل المؤسسة، التي تحاول ان تلوم الضحية بان تلقي عليهن

المسؤولية عن تهميشهن اجتماعيا.في السـنوات الاخيرة، ركـزت الحكومة جزءا كبيرا من هجمتهـا الاقتصادية-الاجتماعية على النسـاء اللواتي تقفـن في راس عائـلات احادية-المعيل. وهذه الشريحة من النسـاء اللواتي تواجهـن صعوبـات جمـة في تربية أطفالهن وسـط ظـروف دخل منخفـض ونقص حاد بالخدمات اللازمة للاطفال- تشـكلن هدفا رئيسيا للتقليصات في مخصصات تأمين الدخل

و“لقانون الفقراء“ المتمثل في ”خطة ويسكونسن“.منذ منتصف التسعينيات، ارتفع بشكل حاد عدد مهاجرات العمل، اللواتي يعمل معظمهن في العناية البيتية واسناد المسنين والمعاقين، ويتم جلبهن الى البلاد عن طريق شركات مقاولة، تقوم بدورها باسـتغلالهن وتشـغيلهن وسط ظروف قاسية وغير مقبولة في سوق العمل في

اسرائيل: عمل على مدار الساعة، مقابل اجر ادنى من الحد الادنى للاجور.ان مهاجرات العمل تأتين الى البلاد بسـبب الازمة الاقتصادية الصعبة التي تتعرضن لها في بلادهن، ومعظمهن تقمن بارسـال حصة الاسد من اجورهن لعائلاتهن في البلاد التي قدمن

منها.في العقدين الاخيرين تطورت في البلاد دعارة قائمة على ”اسـتيراد“ نسـاء الى البلاد ضحايا التجـارة بالبـشر. ويجـري تشـغيلهن في ظـروف عبودية وتعانـين من العنـف والاذلال.

وفقـط في اعقاب نضـالات جماهيرية، بدأت الشرطـة بالتعامل مع هؤلاء النسـاء على انهن ضحايا. ولكن لا تزال قرارات الحكم في المحاكم المنعقدة، تفرض على مشغليهم من السماسرة

والقوادين عقوبات خفيفة فقط.

النساء في النضالات السياسية والاجتماعيةلقد برزت مشاركة النساء في كافة النضالات الاجتماعية التي تم خوضها في اسرائيل في العقد الاخير: معلمات، ومربيات اطفال، وعاملات في السلطات المحلية، وممرضات، وعاملات الدولة، وعاملات اجتماعيات، ونسـاء تقفن في رأس عائلات احادية المعيل (فيكي كنافو)، ونساء في سن التقاعد. وتقف النساء في رأس العديد من التنظيمات المهنية (ممرضات وعاملات ادارة واقتصاد في المستشـفيات الحكومية)، وفي رأس لجان عماليـة كبيرة (في بنك ”همزراحي“،

83

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

مثلا). ترأس النسـاء كذلـك العديد من التنظيمات الفاعلة لاحـداث تغيير اجتماعي، وتميل هذه التنظيمات النسائية اكثر فأكثر للاندماج والانخراط في النضالات الاجتماعية.

تبرز النسـاء كذلـك في النضال من اجل السـلام وضد الاحتلال وجرائمـه، وفي النضال ضد التمييـز القومي ومن اجل المسـاواة، وفي النضال ضد العنف في العائلـة وضد العنف تجاه

الاولاد، وفي النضال للدفاع عن ضحايا العنف والتجارة بالنساء وحمايتهن،ونحن نشـيد بالمسـاهمة الهامة والمتميزة لحركة النساء الدمقراطيات في اسرائيل، على مدار سنوات وجودها منذ ٦٠ عاما، في المعركة ضد الاحتلال ومن اجل السلام العادل، وضد تمييز

المرأة، ومن اجل نضال مشترك للنساء اليهوديات والعربيات.تقع على رفيقات الحزب الشـيوعي الاسرائيلي، النشـيطات في حركة النسـاء الديمقراطيات المسـؤولية عن تطوير نشـاط الحركة ودعمه، وحثلنة اسـاليب عملها وتجديدها، وتوسيع

دائرة تأثيرها بين النساء الشابات، اليهوديات والعربيات.جراء الهجمة المتعددة الجوانب التي تشنها الحكومة على حقوق النساء كعاملات، وكعاطلات عـن العمـل، وكمتلقيات للخدمات، وكأمهـات، وكمن يقفن في رأس عائـلات احادية المعيل

يصبح من المطلوب اصطفاف نسائي نضالي مختلف.ان الحكومـة واصحـاب الاعمال يضعون تحت التهديد كل الانجـازات الهامة التي احرزتها النسـاء خلال عشرات السـنين من النضال، من خلال هجمة تشـن على كافة حقوق النساء، بمـا في ذلك الحـق في العمل، وفي تقاضي اجر ملائـم، وفي التمتع بـشروط اجتماعية جيدة، وان تكـون المرأة محمية بواسـطة اتفاقية عمل جماعية، وفي الحصول على رسـوم البطالة ومخصصات العيش بمسـتوى ملائم، وفي التمتع بالخدمات الصحية بدون دفع اضافي، وفي

شيخوخة كريمة.ولذلك، للنسـاء مصلحة خاصـة في حماية العمل المنظم، وفي النضـال ضد العمل من خلال شركات القوى العاملة والمقاولين. للنساء مصلحة خاصة ايضا بتوسيع الخدمات الاجتماعية،

وبالغاء خصخصتها التي تم تنفيذها.

مفهوم الحزب الشيوعي الاسرائيلي لمساواة المرأةيتنوع الحديث عن قضية النساء، وهناك مفاهيم مختلفة لنظرية المساواة بين الرجل والمرأة. ان التصـور الاجتماعي-الماركسي لنظرية المسـاواة بين الجنسـين يعترض على مجرد وجود النظام الاقتصادي-الاجتماعي الرأسـمالي الذي يشكل البنية التحتية الاساسية لكافة صور التمييز، بما في ذلك التمييز ضد النساء. ان النظرية الماركسية للمساواة بين الجنسين تحمل بداخلها تمردا على الاسـتغلال المضاعف والمثلث للنساء، وبناء تضامن مع النساء المستغلات والمضطهدات ورعايته، وتشـجيع النسـاء على العمل الفعال للدفـاع عن حقوقهن، وتطوير مسـاهمة اجتماعية وسياسية للنساء على السـاحة العامة، ورعاية اخوة النساء اليهوديات

84

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

والعربيات وبين النساء من خلفيات مختلفة.يختلـف تصورنـا الاجتماعي جوهريا عـن التصـور اللا-تاريخي والذي يطلق عليه اسـم ”سياسـة الهوية“، والذي يؤكد على الفروقات بين النساء والرجال، وبين مجموعات مختلفة من النسـاء (عربيات، شرقيات، اشـكنازيات، مثليـات). ويختلف مفهومنـا جوهريا ايضا عـن التوجهـات اللبرالية التي تؤكد على قضايا تمثيل النسـاء، ودمج النسـاء في أعلى الهرم

الاقتصادي، في اطار المبنى الاجتماعي الرأسمالي الحالي.وبـدلا من هذه المفاهيم، نحـن نطرح المفهـوم الاجتماعي- الماركسي لنظرية المسـاواة بين الجنسـين، والتي تكشف عن الاسـباب الاجتماعية والسياسـية التي تقف وراء التمييز ضد النسـاء، ونحـن نتحدث عن مفهوم ، نقطـة انطلاقه هي النضال لتحسـين ظروف الحياة للنساء العاملات، والمعلمات والممرضات والموظفات، والنساء الفقيرات، والذي يجند (النساء والرجـال) للنضـال من اجل تحقيق مسـاواة تامة للمرأة في الحقـوق في جميع المجالات، في العمل، وفي المجتمع، وفي العائلة، وفي التمثيل، وللنضال من اجل مجتمع متكافئ يلغي جميع

اشكال الاستغلال والتمييز.ان المحـاولات الاسرائيليـة، وكذلـك محـاولات دول اخرى، تبين انه وسـط ظـروف تعميق الاسـتغلال الطبقي والتقطب الاقتصادي، فان دخول عدد اكبر من النسـاء الى سوق العمل، وسن قوانين تؤمن اجورا متساوية مقابل عمال مماثل، وتوفير فرص عمل متساوية- كلها، لا تلغي التمييز ضد النسـاء. حتى ان نجاح نساء في تحصيل التعليم لم يلغ التمييز ضدهن بالاجور وبشروط العمل. ففي العقد الاول من القرن الـ٢١ نجد المزيد من النساء العاطلات عـن العمل، والنسـاء اللواتي تعملن في اعمال جزئية وبأجـور منخفضة وتدفعن نحو حياة الفقر. ان النسـاء اللواتي تشـكلن معظم الفقراء، تعانين من ضائقة اجتماعية، وتعشـن في ظـل الخوف من الجوع ومن عدم المقدرة عـلى تمويل حاجاتهن الضرورية ومن الغوص في

الديون.وكمـا عـبرت عن ذلك المناضلة النسـوية الامريكية بيل هوكس التابعة لحركة المسـاواة بين الرجـل والمرأة فان ”الامل الوحيد الذي بقي لتحرير المرأة يكمن برؤيا تغيير اجتماعي قادر

على تحدي الاستعلاء الطبقي“.

الحاجة الماسة الى زيادة عدد الرفيقات في الحزب ودمجهن في القيادةاشـاد المؤتمر الـ٢٤ (٢٠٠٢) بانه، ومنذ اقامته، كان في الحزب الشـيوعي نسـاء ثوريات، اخذن دورا فعالا في النشاطات اليومية وفي القيادة. ولكن في تقييمه للوضع في العقد الاخير، انتقد المؤتمر انخفاض عدد رفيقات الحزب، وعدم القيام بالتعامل الملائم من قبل مؤسسات الحـزب مع هذه الظاهرة وعـدم وضع المخططات اللازمة لدفع عناصر نسـائية الى المواقع

القيادية بشكل مبرمج.

85

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

ان تحليل الوضع الحالي للنساء، رفيقات الحزب، يعلمنا، انه منذ المؤتمر الـ٢٤ لم يطرأ اي تغيير ايجابي، بل يمكن الاشارة حتى الى تفاقم المشكلة: عدد قليل جدا من رفيقات الحزب،

في بعض فروع للحزب.ان هذه المشـكلة تبدو أشـد وضوحا على خلفية ازدياد عدد النساء (اليهوديات والعربيات) واحتلالهن مكانة بارزة في الحركات الاحتجاجية، والمنظمات الاجتماعية، وقياداتها. من بين حركات السـلام التي نظمتها وتديرها نسـاء، يمكن تعداد ”نساء بالسواد“ و“بات شلوم“

و“محسوم ووتش“ و“بروفيل حداش“ و“ائتلاف نساء للسلام“.بالاضافـة الى المشـاكل الاجتماعيـة- الاقتصادية، والتي تصعب على النسـاء عملية دمجهن

بالنشاطات السياسية، يمكن الاشارة الى بعض المشاكل البارزة في الحزب.وغالبـا ما يسـود في الحزب مفهوم خاطئ، وكأن قضايا النسـاء وكل قضية مسـاواة المرأة هي من اختصاص منظمات النسـاء فقط لا غير. لقد دعم الحزب الشيوعي الاسرائيلي دائما المنظمات النسـائية الدمقراطيـة، والتي تعمل على تحصيل حقوق المـرأة وتصعيد النضال

المشترك للنساء اليهوديات والعربيات. هذه السياسة سياسة سليمة. ولكن، عندما يتصرف الحزب وكأن المنظمات النسائية هي المسؤولة الوحيدة عن رفع مكانة

المرأة وتطويرها- فهو يخطئ الهدف في تأديته لمهمته كحزب ثوري.اذا كان جوهر تحرير المرأة هو تحريرها من الاستغلال الطبقي وتأسيس مجتمع تضامني، يلغي كل اشكال التمييز- من الضروري ان تتجند لتحقيقه اولا الشيوعيات، رفيقات الحزب، اللواتي تملكن وجهة النظر هذه وتقمن بنشرها في الاوسـاط النسـائية بطرق مختلفة. وفي الوقـت نفسـه، وبقدر لا يقل عن ذلك، مـن الضروري ان يتعمق الرجـال، رفاق الحزب، في ادراك الاستغلال المضاعف والمثلث للنساء، فالحزب الشيوعي لا يمكنه ادارة معركة سياسية واجتماعية للتحرير بدون دمج اكبر عدد ممكن من النسـاء فيها. في هذا السـياق، علينا ان نوجه النقد لانفسـنا عـلى عدد الرفيقات القليل في كتلنا في السـلطات المحليـة، وعلى اننا لم

نرشح اية امرأة لرئاسة اية سلطة من السلطات المحلية.صحيح ان رفاق الحزب أمينون على مفهوم مساواة المرأة. الا انه في بعض الاحيان، فان هذا المفهـوم حول المسـاواة لا يترجـم لافعال على ارض الواقع- لا في اطـار الحزب ولا في الاطار

العائلي للرفيق.ان التجربة علمتنا، انه في اتحاد الشـبيبة الشـيوعية يوجد عـدد كبير من الرفيقات يضاهي عـدد الرفـاق. ولكن العديد منهن لا تنتسـبن الى صفوف الحزب فيما بعـد، او تتوقفن عن

نشاطهن الحزبي بعد الزواج وانجاب الاطفال.مـن هنـا، فنحن كحـزب وكرفاق حزب لا ننجـح في خلق شروط ملائمة، تمكن النسـاء من ممارسة نشاطهن الحزبي ايضا عندما تكون ملقاة عليهن مهام عديدة اخرى. لا يقف رفاق الحزب دائما وبصورة قاطعة امام المفاهيم الشوفينية، وامام التوجهات الاصولية في التعامل

86

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

مع النساء.ان البند رقم ٢١ في دستور الحزب، يلقي على كل الرفاق والرفيقات في الحزب مهمة ”العمل لخلق اجواء عامة، تمكن وتساهم في تحرير كامل للمرأة، بما في ذلك في توزيعة عمل متكافئة في الحـزب وفي مؤسسـاته، وفي العمل عامة، بشـكل يمكن المرأة من تحقيق ذاتها كانسـان

متساو“. ولكن ليس هذا هو الواقع..ان الاجـواء العامـة التي تطغى على الاجتماعات في العديد من فـروع الحزب، تتميز بالكلام غير المقرون بالتطبيق، وغياب تناول القضايا التي تخص النسـاء بشـكل خاص- كل هذه الامور تشكل عوامل تنفر النساء من المشاركة في نشاطات الفروع، او التطوع بشغل المهام فيها. وفي نفس الوقت، فان فروع الحزب نفسـها لا تعير اهمية للنشاط الحزبي في الاوساط النسـائية، ولا تبذل جهودا كافية لضم نسـاء للحزب، ولترقية رفيقـات وتقديمهن لوظيفة في لجنـة فرع او في تركيز فرع. فقـط في القليل من الفروع (تل- ابيب، مثلا)، تؤدي رفيقة

وظيفة سكرتيرة الفرع. مشاكل مماثلة تواجه ايضا عمل لجان المناطق واللجنة المركزية.ان البند رقم ٤٠ في دسـتور الحزب يحدد بانه ”في انتخابات مؤسسـات الحزب وفي تحديد الوظائف، يجب العمل على التجدد من خلال التبدل، والتطلع والعمل لتحقيق تمثيل متكافئ للنسـاء“. ان المؤتمر الـ٢٤ قرر ان يضمن تمثيلا للنسـاء بنسـبة ٪٢٠ في اللجنة المركزية، وهـذا المبدأ تم تطبيقـه في الانتخابات للجنة المركزية. ولكن في الاربع سـنوات الماضية، منذ المؤتمر الـ٢٤، لم تبذل اللجنة المركزية ومؤسسـاتها جهودا خاصة لترقية النساء المنتخبات

وتقديمهن، ولالقاء المهام عليهن، ولفحص المجالات التي بامكانهن الاسهام فيها.هنالك نسـاء شيوعيات من حيث وجهة نظرهن، ولكنهن غير منتميات لاطر منظمة او انهن رفيقـات غير فعالات في الحزب. بالاضافة الى المشـاكل النابعة عن التوجـه الخاطئ للرفاق ولمؤسسـات الحزب فيما يتعلق بعضوية النساء في الحزب، هنالك توجه خاطئ لدى النساء انفسهن. فان مساواة المراة ليس بمثابة هدية للعيد وابدا لن تكون كذلك. لقد حازت النساء على المساواة في عدة مجالات بفضل انهن اجتهدن وناضلن، وعاركن، وبفضل مواجهتهن مع مواقف محافظة، وتجرؤهن على تحطيم آراء مسـبقة. ولذلك، على النسـاء، رفيقات الحزب، مسـؤولية خاصة: عليهن، وبامكانهن ان يشـكلن المحرك الذي يحـرك العمليات الداخلية، التي تؤدي في نهاية المطاف الى تحويل الحزب الشيوعي الى حزب ودي للنساء، ومركز جذب

للنساء المناضلات في اطر للسلام، ولحقوق الانسان، ولحقوق العمال، ولمساواة المرأة.

87

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

الفصل السابع: الصراع الفكري والجبهة السياسية

لقـد عرف الحزب الشـيوعي الإسرائيلي نفسـه كحزب ثوري يصبو إلى السـلام والمسـاواة والعدالة الاجتماعية والدمقراطية والتغيير الاجتماعي العميق - إلى الاشتراكية.

وجاء في البند ٢ من المبادئ الأساسية للحزب التي أقرت في الجلسة الثانية للمؤتمر الـ٢٤:«تشـكل الحزب الشـيوعي كقوة للتغيير الاجتماعي العميق، كقوة هدفها التأسيس لمجتمع آخر. وفي مطلع الألفية الثالثة تزداد الحاجة إلى هذا التغيير: فالرأسمالية المتأخرة هي نظام يتميـز بتناقضات عميقة وبنيويـة، بانعدام العدالة، بهدم البيئة العالمية، بسـحق منجزات العاملين، وبنظام عالمي في مركزه الإمبريالية الأمريكية. إن عولمة سـلطة الرأسـمال ليسـت

المخرج من الأزمة الاجتماعية، بل هي مسببه المركزي».وجاء في الدسـتور أن الحزب الشيوعي يناضل من أجل اشـتراكية ثورية متجددة، من أجل مجتمع إنسـاني دمقراطي قوامه العدالة الاجتماعية، لذا يسترشد الحزب في جميع نضالاته بقيـم الاشـتراكية، وفي النضالات الطبقية الاجتماعية أولا. لقـد عرفنا الحزب (في البند ٤ من الدسـتور) كالتالي: «الحزب الشـيوعي الإسرائيلي هو حزب النضال الطبقي، الحزب الثوري ة، حزب الأممية والوطنية الحقيقية، حزب عربي- ـ لطبقة العاملين وجميع الشرائح المستغل

يهودي يناضل من أجل مصالح إسرائيل الحقيقية لصالح جميع سكانها».وفي ظـروف دولـة إسرائيل، يسـبح حزبنا الشـيوعي ضد التيـارات الأيدليوجية السـائدة في المجتمـع. نحـن نمثل البديل الاشـتراكي في مجتمع يـزداد رأسـمالية. في مجتمع تحكمه القومجية والفصل بين اليهود والعرب، نمثل شراكة نضالية حقيقية بين اليهود والعرب من

أجل التغيير الاجتماعي.إن الحفـاظ على التميز الفكري للحزب الشـيوعي هو شرط وجـوده ونجاحه. ومن الأهمية بمكان ترسـيم حدود واضحة في الأسـئلة الفكرية. ولا بد أن يتميز الحزب بالنشاط الفكري المتواصـل على جميع المسـتويات، من هيئات الحـزب المركزية وحتى التنظيمـات الميدانية.

ـد وهنا سياسيا وتنظيميا أيضا. وتفيد التجربة بأن إهمال النشاط الفكري يولفي مطلـع القرن الحـادي والعشرين تتكيف الرأسـمالية مع التغـيرات التكنولوجية وتعيد ترتيب نفسـها، وتنجح إلى حد ما بإخفاء مضمونها الطبقي. إلا أن طابعها الأسـاسي، طابع الاستغلال والقمع، يبقى على حاله. إن واجبنا هو توضيح حقيقة أن الرأسمالية، وإن رممت هنا وهناك، تبقى هي الرأسـمالية التي تعمق الاسـتغلال وتركز الثروات في أيد قليلة وتزيد رقعـة الفقر وحدته لتغنـي الأغنياء وتفقر الفقراء. لقد تحدث الوزير شـمعون بيرس ذات ـد الخنزيرية مرة عن «الرأسمالية الخنزيرية»، ونحن إذ نؤكد أن الرأسمالية، بجوهرها، تول

88

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

الاجتماعية: فائض رأسمال من جهة و»فائض» عمال من جهة أخرى.تحـاول المنظمـات الاقتصاديـة والحكومـة دوس العمل المنظـم القادر على تشـكيل بديل اجتماعي، ليتمكنوا من الإعلان بأن «لا بديل لنظام الاسـتغلال». إن المعركة المتصاعدة ضد مظالـم رأسـمالية المنظمـات الاقتصادي والـشركات العملاقة ، هي ردة فعـل على الهجمة المشتركة التي يشنها الرأسمال والسلطة على حقوق العاملين وعلى الخدمات العامة كالتعليم

والصحة والرفاه والإسكان.ونحن إذ نتعاون في المعارك ضد العولمة مع أوسـاط تشـاركنا فكرة أن «عالما آخر ممكن»، إلا أن شركاءنـا من الناحية الموضوعية هم جميع ضحايا السياسـة النيولبرالية التي يجري تطبيقهـا. ومـن هنـا يتوجب علينـا أن نكون معهـم في المعارك ضد خصخصـة الشركات

الحكومية والخدمات العامة ومن أجل الدفاع عن الحقوق الاجتماعية.ترى رأسـمالية المنظمـات الاقتصادية في الدمقراطية عائقا، حيـث تقوم الحكومات في بلاد الرأسـمال بتقليص المزيد مـن حقوق المواطن وحقوق العاملـين والعاطلين عن العمل. لقد أصبحت تبعية السلطة للرأسمال أكثر وضوحا وفظاظة، لكن دعاة النيولبرالية - والتي هي سياسة تعميق استغلال العمال واستعباد الشعوب – يصورونها على أنها الضمانة لازدهار

الدمقراطية وحرية الشعوب.وفي إسرائيـل أيضا تجند رجال السـلطة وأكاديميون ومحللـون اقتصاديون لشرعنة موجة

الخصخصة وهجمة حكومة شارون-نتنياهو على العاملين وعلى الحقوق الاجتماعية.لقـد دحض تفاقم الاسـتقطاب الطبقـي والصراعات الاجتماعية ذاك الـرأي (التي لم يتبنه حزبنـا البتـة) القائل بأنه بعـد انهيار الاتحاد السـوفييتي لم يبق لدى الأحزاب الشـيوعية والقوى الأخرى شـيئا تطرحـه، وأن عليها التنـازل عن التغيير الثـوري في المجتمع وقبول التسويات. فقد أوضحت هجمة المنظمات الاقتصادية أنه من جهة الرأسمال بالذات، لا مكان

للتسوية.إن الحـزب الشـيوعي الإسرائيلي، المسـلح بالتوجه الطبقـي وبالرؤية الاشـتراكية الثورية، قـادر على تعزيز النضـالات الاجتماعية، بما فيها حقوق العاملين والأقلية العربية والنسـاء وحماية البيئة. إننا نرى إلى جميع هذه النضالات كتعبير عن مقاومة عدة جهات للرأسمالية المتوحشة. وإسهامنا المتميز يتجسد في رؤيتنا الشاملة لإمكانية استبدال الرأسمالية – نظام

الاستغلال الطبقي والتمييز، بنظام العدالة الاجتماعية والبيئية.إننا نضع أمام الرأسـمالية بديلا جوهريا هو الاشـتراكية، كما عرفناه في البند ٣ من المبادئ الأساسـية للحزب كـ»مجتمع إنسـاني ودمقراطي قوامه العدالة الاجتماعية»، كـ»سـلطة الطبقـة العاملة» و»تغيـير اجتماعي ثوري يبدل الرأسـمالية – نظام الاسـتغلال الطبقي واستغلال الإنسان للإنسان». وتوضح مبادئ الحزب الأساسية أن ليس في نيتنا أن ننسخ إلى القـرن الحادي والعشرين النموذج الذي انهار في القرن العشرين، بل أن نطبق عبرا حقيقية

89

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

مـن الانهيار. وتوضح، من جهة أخرى، أن العبرة التي اسـتخلصناها مـن إخفاقات القرن العشرين ليسـت التنـازل عن التغيير الثـوري للمجتمع وإنما النضال لإحـداث هذا التغيير بشـكل صحيح. لقد كانت ثورة أكتوبر قبل تسـعين عاما انطلاقة عظيمة في تاريخ النضال الاجتماعي. وكان للحركة الشيوعية التي تبلورت متأثرة بهذه الثورة إسهام عظيم في تاريخ القرن العشرين: في إنجازات الطبقة العاملة ونضالات المساواة والنصر التاريخي على النازية والفاشية، وفي حركات التحرر الوطني. وإلى جانب الإنجازات العظيمة وقعت أخطاء قاسية لا يمكننـا تجاهلها. لقد كان للاتحاد السـوفييتي إنجازات اجتماعيـة حقيقية ولكن، وكما سـبق أن لخصنا في مؤتمراتنا السـابقة، لم يصمد نموذج النظام الذي بني هناك في امتحان التاريخ. وكحال رفاقنا في الحركة الثورية العالمية يتوجب علينا تحليل عبر النضال الشيوعي سـة لهذا النضال بل في القرن العشرين بشـجاعة، ليس لغرض الانفصال عن الأفكار المؤس

لتطبيقها في الواقع.تدمج رؤيتنا الثورية النظرية والممارسة. وهذا ما يميزنا عن النيوماركسيين الذي يتنازلون عمليا عن الجانب التطبيقي – عن إحداث التغيير الثوري في الواقع. ونشاطنا الفكري يهدف

إلى الكشف عن التناقضات في واقعنا، والتي يمكن أن تنمو فيها قوى التغيير الاجتماعي.لا نقبـل توجه «التعددية الثقافية»، الذي يعرض عـلى المقموعين الاكتفاء بزاوية من الهوية الثقافية والتنازل عن إحداث التغيير الشامل في النظام الاجتماعي. إن توجهنا للثقافة طبقي أيضا؛ ندرك أن في كل ثقافة قومية أسس تقدمية نستلهم بها، ولكن ثمة أيضا أسس رجعية

نرفضها.الأممية كانت وما زالت مبدا ضروريا لدى الشيوعيين. «يا عمال العالم اتحدوا!» كان وما زال نداءنا الموجه الأسـاسي. إن تحليلنا الطبقي يقسـم العالم ليس على أساس الانتماء القومي، بل على أسـاس المصلحة الطبقية. وبلورة الوحدة الأممية هو شرط أسـاسي لنجاح النضال

الثوري.أممية الشـيوعيين تعبر أيضا عن الوطنية الحقيقية. وطالما اتهم أعداؤنا القومجيون الحزب الشـيوعي بقلة الإخلاص الوطني، بالكوسـموبلويتية لا بل بالخيانـة الوطنية؛ هكذا هوجم ويهاجـم رفاقنا اليهود وهكذا هوجم ويهاجم رفاقنا العـرب. وطالما عرفنا كيف نصد هذه الافتراءات وسـنواصل صدها مسـتقبلا أيضا: فالشـيوعيون يعبرون عن مصالح الشـعب الحقيقية. ورفض الشـعارات القومية الفارغة التي تستتر من ورائها مصالح طبقية هو في

نظرنا جزء من نشاطنا لمصلحة الشعب.تحـدد المبادئ الأساسـية للحزب (في البند ٨) تميزنا في السـؤال القومي أيضا: «سـبحنا في الماضي ونسـبح في الحـاضر في عكس تيار الفكـر القومجي لدى اليهود ولـدى العرب. إننا نرفض الأسـس الأيديولوجية الصهيونية وممارسـاتها، والتي تنمـي التوجهات العنصرية والمس بالمسـاواة والدمقراطية. ونرفض مواقف الرجعية العربية. إن توجهنا طبقي وأممي

90

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

ونقسم العالم بطريقة مغايرة. إن التقسيمة الأساسية بالنسبة لنا ليست بين اليهود والعرب بل بين من لديه مصلحة في النظام الطبقي القائم ومن لديه مصلحة في تغييره. ولذا يمكننا

أن نعرض سياسة يهودية عربية بحق، بدلا من سياسة لليهود وأخرى للعرب».لقـد ناضـل الشـيوعيون في البلاد على مدار سـنين طويلة ضـد الأيديولوجية والممارسـات الصهيونيـة – ضـد «احتلال الأرض» وسـلبها من الفلاحين العرب وضـد «العمل العبري» واضطهـاد العمال العرب. وقد حلـل حزبنا طابع الصهيونية الطبقي واعتبر أنها «تعبر عن مصالح البرجوازية اليهودية الكبيرة وتتناقض مع مصالح العاملين ومصلحة شعب إسرائيل الوطنيـة، ومع مجمـل قضايا التقدم والاشـتراكية. إننا نـرى في النضال ضـد أيديولوجية الصهيونيـة وممارسـاتها ليس فقط مصلحـة طبقية للطبقة العاملة وعمـوم الكادحين في إسرائيل، وليس فقط مصلحة قضايا التقدم والاشتراكية، بل - وبما لا يقل عن ذلك - اهتمام حقيقي بمصالح إسرائيل الوطنية...» (قرارت المؤتمر الـ١٨ للحزب الشـيوعي الإسرائيلي).

لذا رفضنا دوما الادعاء الصهيوني للتقاطع بين إسرائيل والصهيونية.لطالمـا حللنا المجتمع الإسرائيلي كمجتمع طبقي. لم يتبلور اليهود في فلسـطين وفي إسرائيل لاحقا كشريحة كولونيالية واحدة متماثلة، بل تمايزوا وفق تقسـيمة طبقية ، وصراع طبقي داخلي. لذا فإن التحليل الطبقي يلائم الواقع الإسرائيلي أكثر من التحليل ما بعد الكولونيالي

الذي يرى أن الصراع القومي هو الصراع الأساسي في نهاية المطاف.ولا تتناقض المعركة من أجل توحيد النضال على أساس تقدمي من جهة، مع الموجهة الفكرية من الجهة الاخرى . ويعمل حزبنا على أكبر وحدة صف ممكنة في أوساط العاملين والتقدميين

في إسرائيل لإحقاق أهداف عينية ملموسة، ويناضل ضد التوجه الفئوي والأفكار المسبقة.وقد قاد هذا التوجه بالحزب منذ العام ١٩٧٧ إلى إقامة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة كإطار للنضال السـياسي. وبلورنا، مع شركائنا اليهـود والعرب في الجبهة، برنامج الحركة في قضايا السـلام العادل والثابت، وحقوق العاملين، والمسـاواة القومية والطائفية ومساواة

المرأة، والعدل البيئي.ويعبر البند ٩ من دستور الحزب عن توجهنا المبدئي من خلال أربعة أسس:

«نعرض المضي المشترك، على أساس برنامج حد أدنى، لكل من هو مستعد للمضي معنا جزءا من الطريق.

«هذا ما قصدناه حين بادرنا إلى إقامة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، التي نرى فيها شراكة سياسية حقيقية يجب تقويتها وتطويرها وتوسيعها.

«ويسـعى الحزب الشـيوعي الإسرائيلي إلى تأسـيس جبهة سـلام يهودية عربية عريضة، في إمكانهـا أن تعرض على الشـعبين برنامجا مقنعـا للخروج من الأزمة الحالية والسـير على طريق السلام والمساواة. ويسعى الحزب الشيوعي الإسرائيلي إلى التعاون الرحب مع أحزاب

وأوساط وشخصيات ذات توجهات مختلفة على أساس متفق عليه».

91

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

وعلى أسـاس هذا التوجه، يرى الحزب من واجبه العمل على تقوية الجبهة وتوسـيعها. وقد عرضت اللجنة المركزية على الحزب وثيقة تلخص توجهنا في مسـألة الجبهة. وبعد نقاشات في فـروع الحزب، أقرت الوثيقة في مجلس الحـزب في أم الفحم (١٨ تشرين الثاني ٢٠٠٦)

ويرتكز ما ورد هنا في هذا الصدد على الوثيقة.إن الحزب الشـيوعي هو الذي بادر إلى إقامة الجبهة. ونفتخر بإسهامات الجبهة وبشركائنا في الجبهة. وما زالت لدى الحزب مصلحة عليا في تقوية الجبهة وتوسيعها. وبطبيعة الحال فإننا لن نتنازل عن الجبهة كجبهة سياسـية، ولن نتنازل عن وجود الجبهة ولا عن طابعها

كجبهة.ـص حيزها السـياسي مع مرور إن السـبب المركزي للإشـكالية القائمة في الجبهـة هو تقلالسنين، إذ يقف اليوم، على نفس القاعدة الجماهيرية، مبنيان سياسيان متوازيان – الحزب

الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة.ولا يكمن الحل لهذه الازدواجية في تحويل الجبهة إلى حزب. إن مشكلة الجبهة هي أنه رغم كونهـا جبهة لا يمكن أن تكون لها أسـس فكرية، فإنها مـن حيث التنظيم أقرب إلى الحزب منها إلى جبهة واسـعة ومفتوحة. وبدلا من التنظيم الرسمي الصارم – فالجبهة بحاجة إلى

صيغة مرنة تشجع الانضمام إليها من الخارج، وإلى مبادرات ونشاطات ميدانية.في واقـع الفراغ الذي نشـأ في اليسـار الإسرائيلي، فمـن الإمكانية والضرورة بمكان توسـيع الجبهة في أوسـاط الجبهور اليهودي والعربي على السـواء. ولن يحدث هذا من تلقاء نفسه بـل يتطلب منا بذل جهد سـياسي. إن أفق توسـع الجبهة يمتد نحو الخـارج. وعلى الجبهة التركيـز ليس في ترتيب المكعبات الداخلية بشـكل مغاير في الملعب المشـترك القائم وإنما في توسـيع الملعب توسـيعا حقيقيا. إن هدف عملية التجدد التـي نقترحها هي جلب قوى غير موجودة في دوائرنا اليوم. إنها مهمة مركبة لكنها ضرورية: على الجبهة أن تتحول إلى إطار يشـجع انضمام المجموعات والشـخصيات التي لا تتواجد في حقلها السـياسي، كمجموعات رافضي الضمير، والنشـطاء العرب واليهود في حركات الاحتجاج الاجتماعي وفي النضال ضد التدهور الفاشي، ومجموعات النسـاء والجناح اليساري في الحركة البيئية. لقد أثبت النضال ضـد حـرب لبنان الأخيرة وجود إمكانية كهذه. وقد خضنا مع هذه القوى معارك هامة ضد

السياسة الاقتصادية النيولبرالية المتوحشة.لم نضع في يوم من الأيام شروطا فكرية مسبقة للشراكة معنا في الجبهة. حين بادرنا إلى إقامة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، في المؤتمر الـ١٨ للحزب، قلنا بوضوح: «في إمكان جبهة السـلام في إسرائيل أن تكون ويجب أن تكون جبهة واسـعة لشخصيات وتنظيمات يهودية وعربيـة، ذوي أيدلوجيات مختلفة – شـيوعيين وصهاينة ومتدينين وآخرين – مسـتعدين للتعاون معا في النضال ضد السياسة السائدة... في ظروف إسرائيل فإن الفرز المفصلي ليس بين الشيوعيين والصهاينة، بل هو فرز طبقي وسياسي، بين الكادحين وأصحاب الرساميل،

92

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

بين قوى السـلام وقوى الحرب والضم، بين قوى دمقراطية وقوى تقود إلى الفاشـية. هناك صهاينة يتخذون مواقفا سـليمة في قضية سياسـية أو اجتماعية عينية. ومن هنا الإمكانية

والحاجة إلى العمل على وحدة الصف بغض النظر عن الفروقات الأيديولوجية...».الجبهـة الحقيقية هي، إذن، من حيث التعريف، شراكة المختلفين. الجبهة تسـتلزم الانفتاح والتسـامح المتبادل. الجبهـة تختلف عن الحـزب. ففي الجبهة الأهم هو الاتفاق السـياسي الأساسي، في حين الأهم في الحزب هو الحدة الفكرية. ولا يأتي استعدادنا للتعاون في الجبهة بديلا عن النضال الفكري على مواقفنا المبدئية في مسـائل الدفاع عن الاشـتراكية والمواجهة

مع الصهيونية.يجـب أن يكون مبنى الجبهـة التنظيمي مرنا، بحيث يتيح لكل شريـك الحفاظ على هويته الخاصة ويفسـح أمامـه إمكانية حقيقية للتغيير. والحزب كبير نسـبة للـشركاء الآخرين، م الشركاء ولكن الجبهة ليست استخداما للقوة العددية لهزم الشركاء. وتستلزم الجبهة تفهالصغـار أيضا، وتتطلب إعطاء وزن كبير لكل مركب، صغيرا كان أم كبيرا. الجبهة هي أخذ مواقـف المركبات بعـين اعتبار إلى أقصى درجة ممكنة. الجبهة هي استشـارة علنية، وليس سرية، بين الشركاء، في كل قضية خلافية. الجبهة هي اتخاذ القرارات على أسـاس التنسـيق

والتوافق العريض.ليـس بالضرورة أن تكون جبهة المركبات عبارة عن جبهة أحزاب. لن نصطنع أحزابا حتى تصبح لدينا جبهة. يجب أن يكون في الجبهة متسـع لمجموعـة متعددة من منظمات العمل والنشاط الميداني. خطنا الأحمر الوحيد كان وما زال أن لا مكان في جبهة معنا لتنظيم معاد

للحزب الشيوعي وقراراته.الجبهة ليسـت حزبا موازيا، ولا يجوز لها أن تكون سـاحة أخـرى للصراعات التي مكانها داخـل الحزب. لا تأتـي الجبهة لتحل مكان الحزب، ووجودهـا لا يلغي التزام رفاق الحزب

للحزب وقراراته.وليسـت جبهـة المركبات توليفـة انتخابية. وبنـاء الجبهة ليـس تركيب قائمـة لانتخابات الكنيست. الانفتاح على امكانية انضمام مركبات إضافية لا يعني توزيع مواقع في الكنيست ولا خشـبة قفز مصطنعة للمتسـلقين. على الجبهـة، بالمقابل، أن تخلق آليـة لأخذ المركبات المختلفة بعين الاعتبار عند تركيب قائمة انتخابات الكنيسـت، بحيث تعبر هذه التركيبة عن

أوسع توافق ممكن.إننا نأتي إلى شركائنا في الجبهة باقتراح لإجراء نقاش حقيقي على الآليات المطلوبة لتحسـين الجبهة وتوسـيعها. إن التغييرات في الجبهة هي بحد ذاتها مسألة سيرورة وحوار. فالجبهة التي نريد ليسـت مكانا للحسم الحاد، بل للتوافق الواسع. وسنعمل على تطبيق هذا التوجه

فيما يخص التغييرات في الجبهة نفسها أيضا.

93

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

الفصل 8: الحزب

ثمة احتمال لبديل يسـاري حقيقـي، اليوم أكثر مما في الماضي. والتحـدي التاريخي الكبير الماثـل أمـام حزبنا الشـيوعي هـو العمل على طـرح بديل كهـذا على المجتمـع الإسرائيلي*

إن حزبنا الشيوعي الإسرائيلي، الامين على توجهاته الفكرية الطبقية وعلى برنامجه السياسي والاجتماعـي وعـلى مقاومة العنصرية والدفاع المثابر عن المسـاواة والدمقراطية – قد صمد في الكثـير من الامتحانات في السـنوات الأخيرة. فقد كنا القوة الأكثـر مثابرة في المعركة ضد الاحتـلال وجرائمه، ورأينـا المخاطر الكامنة في «خطة الانفصال» عـلى الفور. طرحنا بديلا سياسـيا لسياسة الحروب الكارثية، بديلا من السلام العادل والثابت. طرحنا بديلا ملموسا ، من النضال الدمقراطي المشـترك لليهود والعرب في مواجهة دعاة الفاشـية والترانسفير . ناضلنا من أجل بديل العدالة الاجتماعية أمام سياسـة الخصخصة والبطالة وتصفية دولة الرفـاه. وقفنا بشـكل مثابر ضد هدم البيـوت وجميع أنواع التمييز ضـد المواطنين العرب.

ثابرنا في المعركة ضد تمييز النساء ودفاعا عن حقوق الشباب والطلاب.

التحدي الذي أمام الشيوعيينلقد وصل المجتمع الإسرائيلي إلى مفترق مصيري. فعلى المسـتوى السـياسي وصلت سياسـة القوة أحادية الجانب الشـارونية-الأولمرتية إلى طريق مسـدود. وعلى المسـتوى الاقتصادي الاجتماعي نشـأت فجوة بين السياسـة النيولبراليـة المتواصلة ومواقف السـواد الأعظم من الجمهـور. والقيادة عاجزة عن إنتاج أجوبة على المشـاكل السياسـية والأمنية والاقتصادية

والاجتماعية والببئية الاخذة بالتفاقم.إن إسرائيل موجودة في أزمة. وهي ليسـت أزمة البنى السياسـية القائمة وحسـب، بل أزمة

الأجوبة السياسية التقليدية.تترافق الأزمة مع إنتاج مخاطر كبيرة. فقوى اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو تجهز للاستيلاء على السـلطة، حاملة مواقف أشـد خطورة من أي وقت مضى، تدمج بين المغامرة السياسية

والعسكرية والتاتشرية الاقتصادية، والعنصرية الفظة تجاه الجماهير العربية في إسرائيل.ولكـن الأزمة تنتج إمكانيـات جديدة أيضا. فثمة اليوم، أكثر ممـا في الماضي، احتمال لبديل يسـاري حقيقي. والتحدي التاريخي الكبير الماثل أمام حزبنا الشيوعي هو العمل على طرح

بديل كهذا على المجتمع الإسرائيلي.هنـاك دور حيـوي ملقى عـلى عاتقنـا في بلـورة البديل اليسـاري المطلوب. وعلى أسـاس توجهاتنا صمدنا في كل الامتحانات في السـنوات الأخـيرة: لم يغرينا الانجرار وراء التيارات السـلبية القويـة، وقدمنا- حتـى في أصعب أيام وفترات البلبلة السياسـية بـين الجمهور- أجوبـة سياسـية واضحـة وصحيحـة. إن الحفاظ عـلى تميزنا هـو شرط نجاحنـا الأول.

94

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

إننـا نـدرك جيدا بأن طرح بديل يسـاري قـوي على المجتمـع يتطلب تعاونا واسـعا. ومن هنـا ننطلـق في فكـرة بلورة جبهـة يسـار يهودية-عربيـة عريضـة، يكـون في مقدورها تقديـم الاجابـات ازاء المخاطـر المحدقـة ودفـع التغيـير السـياسي والاجتماعـي المطلوب.

إن مؤتمرنا الـ٢٥ هو فرصة للتدقيق في بلورة ملامح هذا الرد السياسي والفكري.

النضالات الاجتماعية والشعبيةلقد عرف الحزب الشـيوعي نفسـه حزبا يهوديا-عربيا يصبو إلى السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية والدمقراطية والتغيير الاجتماعي العميق والاشتراكية (أنظر/ي التعريف المفصل

في الفصل ٧ حول الصراع الفكري).مسترشدا بنظرته الماركسية-اللنينية، وبباعه الطويل وببرامجه السياسية، مخلصا لمبادئه؛ يلائم الحزب الشـيوعي سياسته بشـكل دائم للتغييرات في التركيبة الاجتماعية-الطبقية وفي الخارطة

السياسية. وينجح الحزب في ترجمة استراتيجيته إلى نضالات يومية في مواضيع مختلفة.وكسائر الأحزاب الشيوعية وحركات اليسـار، يدرس الحزب الشيوعي الإسرائيلي التغييرات الحاصلة في الرأسـمالية في مطلع القـرن الحادي والعشرين والآليات التـي تتبعها لتغطية طابعهـا الطبقـي وكونهـا نظاما مبنيا عـلى الاسـتغلال والتمييز والفقر لطبقات واسـعة

(أنظر/ي تحليلا مفصلا في الفصلين ١ و٣).ــح بالتوجـه الطبقي والرؤية إن أحد الادوار الأساسـية المنوطة بحزبنا الشـيوعي، المسـلالاشـتراكية الثورية، هـو تقوية النضالات الاجتماعية، بما في ذلـك في مجال حقوق العاملين والجماهير العربية والنسـاء وفي مجال حماية البيئة. وهذا في متناول يدنا لأن حزبنا يطرح رؤية شاملة حول إمكانية استبدال الرأسمالية – نظام الاستغلال الطبقي والتمييز – بنظام

العدالة الاجتماعية والبيئية.ان النشـاطات المحلية التي نظمتها بعض فروع الحزب والشبيبة ضد «خطة ويسكونسين» ومن أجل حقوق العاطلين عن العمل، ومبادرات من نوع «حركة العدالة» (تسيدك)، هي نماذج تفاعل أعضاء الحزب مع النضالات الاجتماعية الهامة في المعركة الشـاملة ضد النيوليبرالية.

هنـاك تناقض واضح بين الدور المركزي الذي يؤديـه رفاق الحزب في نضالات العاملين وفي النضالات الاجتماعية ، وبين عدم نجاح الحزب في ضم اعداد متزايدة من الناشطين في أماكن

العمل الى صفوفه.في نشـاطاته الاجتماعية من الضروري أن يدمج الحزب بين ثلاثة أسـس : النضال والوعي والتنظيـم. وبكلمات أخرى : عـلى الحزب العمل على تعميق الوعي الطبقي عن طريق وضع النضالات في سـياقها السياسي، وتعزيز الجاهزية للاحتجاج ومقاومة السلبية والنكوف عن المواجهـة، والعمل على تنظيـم العاملين. والحقيقـة هي أن ثلث العاملـين في اسرائيل فقط منظمـون في نقابات مهنية، بينما يتزايد عدد العاملين غـير المنظمين الامر الذي يثلج صدر

95

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

أرباب العمل.في الفـترة منذ المؤتمـر الـ ٢٤ للحزب، شـهدنا موجة عفوية من تنظيـم العاملين في أماكن عمل في مختلف أنحاء البلاد. وتشمل القائمة اماكن عمل مثل: «حيفا خيميكاليم» في النقب، وشركـة المواصلات البلدية في بئر السـبع، وعاملي الحراسـة في مستشـفى كابلان وفي معهد وايزمـان، والعاملـين «المؤقتين» في مطار اللد، وعاملات التنضيد الالكتروني على الحاسـوب وعامـلات شركات القوى البشرية في سـلطة البريد. ان بعضا من هذه النضالات كان نصيبه الفشل بسبب أن الغالبية الساحقة من قيادة الهستدروت ليست قيادة واعية وملتزمة طبقيا

ولا قادرة على تنظيم العاملين بمقاييس كبيرة. في الفصل الثالث من أطروحات المؤتمر تناولنا الرأسمالية الإسرائيلية والنضالات الاجتماعية، وقدمنـا تشـخيصا للبنيـة الاجتماعيـة وتحليـلا للتغييرات الطارئـة على «قوانـين اللعبة» الرأسـمالية. وعلى أسـاس هذا التحليل علينا أن نبذل جهدا أكبر في بناء علاقات مع العمال المنظمـين والحركات الاجتماعية والمنظمات السـاعية إلى التغيـير الاجتماعي. وعند تلخيص عملنا في السـنوات الخمس الأخيرة، علينا الاعتراف بأننا لم ننشـط بمـا فيه الكفاية لتنظيم

العاطلين عن العمل والعاملين والنساء وغيرهم من متضرري الرأسمالية.أن بمقـدور رفاق الحـزب، ومن واجبهم دفع تنظيـم العاملين في أماكـن عملهم.ومن أجل القيـام بذلك يجب اعدادهم وتزويدهم بالمعرفة اللازمة.وسـيكون على دائرة العمل النقابي تجنيد أعداد متزايدة من الناشـطين وضمهـم الى صفوف الحزب.وعلى دائرة العمل النقابي أن تبرمـج لاقامـة حركة من العاملين والعاطلين عن العمـل ، تضم عمالا غير منظمين ممن

يتمتعون بوعي طبقي وينشطون في المنظمات الاجتماعية الكثيرة. علينـا أن نحدد ايـن تكمن مواطن ضعفنا والعمل بشـكل منهجي على التغلـب عليها. لقد قمنـا بمجهودات جديرة بالانتباه للكشـف عن العلاقة بين الفقـر والضائقة الاجتماعية من جهـة وبين الاحتلال المتواصل مـن جهة أخرى. لكننا لم نبرز بما فيه الكفاية هوية المصالح الاقتصادية من وراء استمرار الاحتلال والاستيطان. خضنا مع شركائنا في الجبهة نضالات هامـة ضـد العنصرية والتمييز القومي ونهـب الأراضي وهدم البيـوت. وبالرغم من تأثيرنا الشـعبي الواسـع بين الجماهير العربيـة، إلا أننا قمنا بالقليل نسـبيا لتنظيـم المعركة ضد البطالة ومن أجل حقوق العاطلين عن العمل والفقراء داخل القرى والمدن العربية نفسـها.

إننـا قادرون على هذه المهام. بامكاننا أخذ دورنا في النضالات الاجتماعية والبيئية وبأمكاننا المبـادرة إلى نضالات كهذه أيضا. ولكن هذا يتطلب من هيئـات الحزب المركزية ومن جميع فـروع الحـزب تجنيد رفاقنـا وشركائنا في الجبهـة وبلـورة برنامج للنشـاط الاجتماعي.

لم تثمر جهود اللجنة المركزية لتفعيل الدائرة النقابية في الحزب بشكل منتظم. ونحن نعتقد أن النشاط الهام في إطار الهستدروت ونعمات لا يمكن أن يكون نشاطنا الوحيد كحزب. كما نعتقد أن ممثلينا في مؤسسـات الهستدروت المركزية وفي الألوية لم ينشطوا بما فيه الكفاية

96

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

لتوسيع تأثير الحزب في أوساط العاملين والعاطلين عن العمل. لذا من الأهمية بمكان ضمان انتظام عمل الدائرة النقابية، لتضم الممثلين في الهسـتدروت ونعمات والناشـطين في أماكن

العمل والمنظمات الاجتماعية، لتقوم بإرشاد المناطق والفروع.

تقوية حزبنا الشيوعي – كيف؟كمـا ذكرنا أعلاه، فقد أبرزت التطورات الاجتماعيـة الاقتصادية في العقد الأخير أكثر فأكثر الحاجة الموضوعية إلى حزب شيوعي نشيط، يدمج النضال اليومي بالمعركة على طابع النظام الاقتصادي الاجتماعي ذاته. ويكمن تميزنا كشـيوعيين في طـرح الحل الجذري للتناقضات الداخلية المتعمقة في ظل رأسـمالية الشركات الرأسـمالية الكبرى : بناء نظام اشتراكي، على

أساس إلغاء الاستغلال الطبقي، وعلى أساس العدالة الاجتماعية والمساواة الحقيقية.مـن هنا فإن أفضل السـبل لتقوية حزبنا الشـيوعي هو تعميق الوعـي الطبقي لدى رفاقه ونـشر التحليل الطبقي بـين العمال والطـلاب والشرائح الاجتماعية الأخـرى. فكلما ننجح في تعميـق الإدراك بـأن التناقض الأسـاس في المجتمع ليس بين العـرب واليهود، وليس بين المتدينـين والعلمانيين أيضا، وحتى ليس بين الشـيوعيين وأصحاب التوجهات الأيديولوجية الأخـرى، بل بين العمـال وأصحاب رؤوس الأموال – كلما نجحنـا في توطيد مكانة الحزب.

إن الفكـر الطبقـي هـو المنطلق الذي يقـود الى الرؤية الأمميـة التي يؤكدهـا حزبنا في كل تلخيصاته. لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة بعض مظاهر الترهل في التوجه الأممي لدى بعض الرفـاق. وقـد انعكس هذا الترهل، في النقـاش حول تركيب قوائم المرشـحين للانتخابات. فحين يقوم بيننا من يبث الادعاء الخاطئ، وكأن هذه المجموعة أو تلك من بين رفاق الحزب «تـثـقل» كاهل الحزب وتشـكل عبء عليه، فان المشكلة عندها لن تكون مشكلة تنظيمية، وحلهـا ليـس تنظيميا. إن ردنا غير المهـاود على هذه الظواهر هو في بـذل الجهود لتعميق الوعي الاممي وإكسـاب التوجه الأممي، بمعنى الدراسة المعمقة للبنية الطبقية والتناقضات الاجتماعيـة، والكشـف عن المصلحة الطبقية لرأس المال في تأليـب الكراهية وعدم الثقة بين العاملـين، وبشرح الحاجة الضرورية لوحدة كل العاملين، من دون فارق في الانتماء القومي والدينـي والجنـسي. إن جذور الابتعاد عن المواقف الأممية تكمـن في ضعف التوجه الطبقي

والميل إلى البحث عن أجوبة سطحية وسهلة لمشاكل قومية معقدة.إن المجتمـع الذي يحيطنـا، وبنوع خاص جهاز التعليم ووسـائل الإعـلام المهيمنة، تنضح بالأفكار المسـبقة. في ظروف كهـذه ثمة حاجة إلى المناعة السياسـية والفكرية الشـيوعية، للصمـود أمـام المد القومجي والديني وعـدم التأثر به. ان أي انجرار وراء الأفكار المسـبقة

سيكلفنا أخطاء سياسية.ان قرارات اللجنة المركزية والنشر في صحافة الحزب تستند إلى التحليل الطبقي. لكن يحدث أن يقرأ بعض الرفاق ما ينشر من دون تذويت التوجه الطبقي، ومن هنا فانهم لا يترجمون

97

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

الموقف إلى نشاط طبقي واجتماعي في مكان العمل والحي والبلدة.يشـير الرفاق عادة، وبحـق، إلى أن التاريخ أثبت صحة تحليلنا وتقديراتنا السياسـية المرة تلو المرة. ولكن علينا ان نشـدد على أن صحة مواقفنا في تحليلنا قضايا الحرب والعنصرية والهجمـة النيولبرالية والاحتلال والعنف لم تـأت بفضل وحي أو ومضة فجائية، بل بفضل

توجهنا الطبقي والأممي المثابر.في عـصر تبـذل فيه أوسـاط الحكـم جهودا جبـارة لمغمغة الفـوارق بين أحزاب السـلطة، بـين اليمين واليسـار، بـين العاملين والرأسـماليين؛ فـان الحزب الشـيوعي مطالب ببذل جهـد متميـز لفضح حقيقة العلاقة بين المصالح الطبقية وبين انعكاسـاتها السياسـية في البنيـة الحزبية والتنظيمات والتصويت في الكنيسـت إلخ امام أوسـع القطاعات الشـعبية.

إن تقوية الحزب مشروطة أيضا بالحفاظ على قواعد الحزب الداخلية، المتضمنة في دسـتور الحـزب. هذه القواعد تشـمل القيادة الجماعية ورفض شـخصنة السياسـة، والتي تهدف حقيقـة الى الحط من أهمية الفروقات الفكرية والسياسـية وإضعـاف المواجهة مع مواقف الحزب والتستير على النقاش الحقيقي وتضييعه . ويحدث غير مرة، أن تتم محاولة التهرب من النقاش الفكري والسياسي باللجوء الى المهرب الرخيص بتصوير النقاش نقاشا شخصيا. وهكذا، بدلا من طرح موقف أمام موقف ومحاولة إقناع الآخرين به، يتم الهروب إلى تصوير الأمـور كـ»رفيق مقابل رفيق» أو «قائد مقابل قائد». ان مثل هذه الظواهر تحدث بشـكل عادي في الأحزاب الأخرى، ولكنها دخيلة على حزبنا الشيوعي وغريبة عن رؤيته وعن طريقه. ان الحزب يزداد متانة ويزداد قوة من النقاش الفكري-السـياسي الرفاقي، الذي تصاغ فيه المواقف من وجهات نظر متعددة. ولكن الحزب يضعف ويتدهور فكريا وسياسيا حين تتم

شخصنة النقاش.أن تقويـة الحزب مشروطة أيضا، وفضلا عن إجراء بحث فكري-سـياسي سـليم وبشـكل منتظم في كل المؤسسـات والهيئات الحزبية، بتطبيق الاستخلاصات من التحليل الذي نقوم

به، وممارستها في النضالات اليومية والمعارك الجماهيرية التي يقودها الحزب.إن الدمـج بين النقـاش الحي والنضـالات الجماهيرية هو أيضا الضمانة لتوسـيع صفوف الحزب واستقطاب العاملات والعاملين الأجيرين، والطلاب والشباب، والعمال والأكاديميين، من العرب واليهود واستيعابهم في الحزب .أننا نعي أنه من أجل تنظيم النضالات العمالية، من الضروري أن يكون لدينا المزيد من الرفاق في أماكن العمل الخاصة والعامة. وفي الوقت ذاتـه، مـن أجل أن يكون لدينا المزيد من العاملات والعاملـين في الحزب، فمن الضروري أن نصـل إليهم في اطار نضالات اجتماعية وجماهيرية في مسـتطاع اللجنـة المركزية والفروع

والرفاق ، بل من واجبهم المبادرة إليها.

98

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

معارك الانتخابات البرلمانيةفي الفـترة التـي مضـت منـذ المؤتمـر الــ٢٤ خضنـا معركتـين انتخابيتـين للكنيسـت.

جـرت معركة انتخابات الكنيسـت الــ١٦ (كانون الثاني ٢٠٠٣) في ظـل تحضيرات إدارة بوش للحرب على العراق وفي ظل سياسة الاحتلال وهدم دولة الرفاه التي انتهجتها حكومة

اليمين برئاسة شارون (عن التطورات السياسية في تلك الفترة، أنظر/ي الفصل ٢).وقدرت دورة اللجنة المركزية (يوم ٧ آذار ٢٠٠٣) أن اليمين ازداد قوة في انتخابات الكنيست الـ١٦، وأن الحرب في العراق ستسـهل على شـارون تنفيذ خطته لتصفية حقوق الشـعب الفلسـطيني وضرب حقوق العاملين. وشـددت اللجنة المركزية على الخطورة الاسـتثنائية

الكامنة في خيار تشكيل ”حكومة وحدة“ بين ”الليكود“ و“العمل“.خاضت الجبهة انتخابات الكنيسـت الـ١٦ بقائمة مشـتركة مع ”الحركة العربية للتغيير“ برئاسـة أحمـد الطيبـي. لقـد أيـدت اللجنة المركزيـة خوض الانتخابات بشـكل مشـترك مـع الطيبي، واعتـبرت ان تحالفا كهذا له قوته في الشـارع العربي. ولكـن اللجنة المركزية أوضحت أيضا أنها ضد خوض الانتخابات في اطار هذا التحالف وبشـكل مشترك بأي ثمن. وفي تلخيـص الانتخابـات اعتبرت قرارات اللجنـة المركزية أن التنازل عن المـكان الثالث في القائمـة لصالح التحالف مع ”العربيـة للتغيير“، أدى، مع حصول القائمة على ثلاثة مقاعد فقط، ا إلى أن كتلتنا البرلمانية، ولأول مرة في تاريخ الكنيسـت، لم تكن كتلة يهودية-عربية.

وانتقـدت اللجنـة المركزية عدم تطبيق قرارات اللجنة المركزيـة ومجلس الحزب بخصوص تركيبـة القائمـة، ملخصـة: ”لا يملك أي عضـو في اللجنة المركزية حق عـدم الالتزام بهذه القرارات ووضع الشراكة اليهودية العربية في الكتلة في الامتحان ”. وإلى جانب هذا، أشارت اللجنـة المركزية إلى أننا خرجنا من هذه الانتخابـات كقوة أولى بين الجماهير العربية: ٢٩٪

من أصوات الناخبين العرب منحت لقائمة الجبهة والعربية للتغيير.تميزت معركة انتخابات الكنيسـت الـ١٧ (آذار ٢٠٠٦) بهبوط إضافي في نسـبة التصويت (مـن ٦٨٪ إلى ٦٣٪ مـن أصحاب حـق الاقتراع)، وهو مـا يعكس عدم الثقـة المتزايد تجاه الجهاز السـياسي القائم. وأشـارت نتائج الانتخابات إلى ارتفاع التأييد للأحزاب التي أعلنت (ولـو من باب «رفع العتب») عن نيتها إخلاء الأراضي المحتلة، والتي كثفت النقد في القضايا الاجتماعية. ومع هذا، فقد ازدادت كذلك قوة الأحزاب العنصرية المعادية للعرب من شـاكلة

«يسرائيل بيتنو» بزعامة ليبرمان.بالتعـاون مع شركائنا في الجبهة، خضنـا الانتخابات كقائمة يسـار يهودية عربية، تطرح برنامجا للسـلام العادل والمسـاواة والعدالة الاجتماعية. وفي معـرض تلخيص الانتخابات، التي حصلت فيها الجبهة على ثلاثة مقاعد، قدر الحزب الشـيوعي أن تأييد غالبية الجمهور الإسرائيلي للانسـحاب مـن الأراضي المحتلـة ومعارضته لسياسـة الكـوارث الاجتماعية لم تنعكـس بزيـادة كبيرة في دعم قائمتنا، بالأسـاس بسـبب حاجز القومجيـة والعنصرية في

99

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

أوسـاط الجمهور اليهودي، وبسـبب حاجز اليأس في أوساط الجمهورين العربي واليهودي على حد سواء.

خلال الاسـتعدادات لانتخابات الكنيسـت الــ١٧ جرت أبحاث في هيئات الحزب الشـيوعي والجبهـة حول امكانية التحالف مع قوى أخـرى. واتخذت اللجنة المركزية ومجلس الحزب قـرارات صائبة من الناحية الاسـتراتيجية، حين أكدا عـلى ضرورة أن تحافظ الجبهة في أي قائمـة تخـوض الانتخابات من خلالهـا على قائمة تعبر عـن قوتها الانتخابيـة وأن يضمن تشـكيلها كتلة يهودية-عربية للجبهة في الكنيسـت. وقد تبنت هيئـات الجبهة هذا الموقف الـذي صمد في الامتحان الانتخابي، حيث تتمثل الجبهة في الكنيسـت الــ١٧ بكتلة يهودية

عربية من ثلاثة أعضاء.كان حزبنا الشـيوعي وما زال يولي أهمية كبرى لمعارك انتخابات الكنيسـت، كونها معركة فكريـة وسياسـية واختبـارا لتأثيرنا الجماهـيري. ونقـدر أن اللجنة المركزية، بسياسـتها

وقراراتها، نجحت في امتحاني انتخابات الكنيست الـ١٦ والـ١٧.

الحزب - التنظيم أكد لينين على اهمية التنظيم خلال تعامله مع مسـألة طبقة بأكملها ، طبقة العاملين، التي أعـد لهـا دور ثوري. ان التنظيم يكتسـب أهمية مضاعفة عندما يـدور الحديث عن حزب

شيوعي يضطلع بدور القائد الثوري للعمال ولكافة المقهورين والمستغلين.ان التنظيـم هو احد الدعائم الاساسـية التي يقوم عليها الحزب المعـافى ويقوم عليها عمله،

ووحدته، وصورته، وتعزيز قوته، ووجوده وكيانه.لا يمكـن للحـزب ان يحافظ على وجوده بـلا تنظيم. فان التنظيم يعكـس الهوية الفكرية للحـزب. ومن الضروري بالنسـبة لحزب شـيوعي ثوري كالحزب الشـيوعي الاسرائيلي أن

يتمسك بتنظيم ثوري ملائم، لانه لا يمكن الفصل بين الايديولوجيا والتنظيم.ان حزبنـا، ومنـذ تأسيسـه في العـام ١٩١٩، اولى اهتماما خاصا للاسـس التنظيمية. وكل الصعوبـات التي واجههـا الحزب، بما في ذلك الانقسـام في العام ١٩٦٥، كانت على اسـس فكرية ولكنها كانت مترافقة مع الدوس على التنظيم. ان التنظيم الحزبي هو الاداة والوسيلة لتحقيق الاهداف الفكرية والسياسـية-الاجتماعية للحزب. هناك مظاهر من الضعف بدت في الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وقد نجمت عن إهمال التنظيم وأدارة الظهر والتنكر للاسس

التنظيمية.ان النقـاش الداخلي في القضايا السياسـية والفكريـة هو الروح الحية للحـزب. والتجربة الطويلة تعلمنا، انه بفضل النقاشـات الداخلية المعمقة، تمكن الحزب الشـيوعي الاسرائيلي مـن بلورة وصياغة تقديرات صحيحة بشـأن الوضع السـياسي والاجتماعـي، ترتبت عنها مواقـف عملية وصحيحة وواضحـة. ولكن لكي يتمكن الحزب، بكافـة هيئاته ورفاقه، من

100

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

العمل المشـترك على تطبيـق المواقف والقرارات، من الضروري ان نعمل بموجب الدسـتور، الذي يعرف ويحدد سبل العمل التنظيمي للحزب.

بعـد انهيار الاتحاد السـوفييتي ودول اشـتراكية اخـرى، واجهنا محاولـة، مقصودة وغير مقصودة، لتبني تنازلات مختلفة على الصعيد التنظيمي. وكادت التغييرات التي ترتبت عن تلـك التنازلات ان تصيب العمود الفقري التنظيمـي، اي: المركزية الديمقراطية، والتي من

شأن المس بها تسديد ضربة قاتلة للحزب.هل يشكل التزام المنظمة الحزبية بمبادئ التنظيم الحزبي عائقا امام تقدم الحزب وتعزيز قوته؟ العكس هو الصحيح: فان التنظيم الحزبي يسـاهم مسـاهمة كبيرة في تحسـين أداء الحزب. وبامكاننا أن نشـير الى أسـباب مختلفـة للصعوبات التي نواجههـا والى مواضع الضعـف في عملنا، مثـل الضعف في مجال التثقيف الفكري-السـياسي ونقص الامكانيات الماليـة. كل هذا صحيح، ولكن صحيـح ايضا، ان تراجع التنظيم الحزبي يشـكل مصدرا

بارزا للضعف . وهذا الوضع لا زال يلازمنا وخصوصا منذ الانهيار.ولكي يسـاهم المؤتمر الـ٢٥ في تقوية الحزب الشيوعي الاسرائيلي وفي توسيع تأثيره، يجدر

أن نوضح، ما هو المقصود بتشخيص نقاط ضعف التنظيم الحزبي:١. هنـاك الادعاء القائل بان دسـتور الحزب الشـيوعي الاسرائيلي «اعد لانـزال اوامر عليا».

ان مجرد استعمال كلمة مثل «انزال» و «اوامر» هو امر غريب على الحياة الحزبية. وان من وراء هـذا الادعاء يقف اتهام موجه للهيئة المركزيـة او للهيئة المنطقية وكأنهما منقطعتين كليـا عن حياة الحزب وغير متفهمتين للظروف المحلية. الحقيقة هي، انه لم يتخذ في هيئات الحزب قرار بخصوص منطقة او فرع من دون ان يكون هذا القرار منسـقا مع المنطقة او

الفرع ذوي الشأن.ولكـن مـن ناحية اخرى، لا يمكـن تقييد حق الهيئـة العليا في اتخاذ القـرارات، من خلال التلويـح بالادعـاء بـان قراراتها تشـكل «انزالا من الاعـلى» و «تدخلا في شـؤون الفرع».

توجد للحزب خطوط عامة في كل قضية تقريبا، وعلى رفاق الحزب والهيئات المحلية الالتزام بعدم تجاوز هذه الخطوط.

وعندمـا يظهر خلل او صعوبة معينة – يجـب ان يجري نقاش رفاقي وموضوعي بهدف ايجاد حل للاشكال.

ليس للهيئة الحزبية أية مصلحة بالاساءة للمنطقة او للفرع او للرفيق.لقـد حـدث أن فرعـا محليا لـم يلتـزم بقـرارات لجنـة المنطقـة او اللجنـة المركزية، وكانـت نتيجة ذلك الفشـل. وهـذا صحيح في سـياق العمل البلدي على وجـه الخصوص.

علينا ان نتعامل مع دسـتور الحزب على انه دستورنا الداخلي، المصادق عليه من قبل الهيئة العليـا للحـزب، المؤتمر القطري، الذي يشـارك فيـه المندوبون الذين يمثلـون كافة رفاق

الحزب. ان التنكر للدستور يمس بعملنا مسا خطيرا.

101

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

كمـا أن محاولة ضعضعة التوازن القائم في العلاقة المتبادلـة بين المركزية والديمقراطية، وهي علاقة يعرفها الدسـتور بشكل واضح ، تعرض للخطر قدرتنا على القرار وعلى الاداء. لقـد راكـم العالم تجربة غنية في هذه المسـألة . حتى ان احزابا غير شـيوعية، والتي تعمل على الاداء بشـكل ديمقراطي، لا تسـتطيع الهروب من مبدأ اجراء النقاش ومن ثم حسـم

القضايا المعنية باغلبية الاصوات.هناك اقتراحات تدعو الى الغاء مبدأ المركزية الديمقراطية بادعاء ان القرارات المتخذة لا يتم الالتـزام بها عـلى ارض الواقع. ولكن الحل لا يكون بالغاء المبـدأ، بل على العكس: باحترام حرية النقاش والنقد وقبول حسم الاغلبية الملزم لكل رفيق ورفيق. من المهم ان نؤكد على ان مفهـوم التنظيم لدينا ليس محصورا في قضايا الاغلبية والاقلية والمركزية والديمقراطية. وانما نؤكد على ضرورة النقد، والنقد الذاتي، وتحمل المسؤولية الشخصية للرفيق الى جانب

المسؤولية الجماعية.٢. احـدى الظواهر المقلقة في المجـال التنظيمي هي خرق رفـاق في الهيئة الحزبية قرارات الهيئـة التـي ينتمون اليها .ان من حـق كل رفيق في الهيئة الحزبية طـرح مواضيع لبحثها ومناقشـتها، ومن حقه المطلق التعبير عن رأيه وموقفه في كل قضية يتم بحثها ومناقشتها. ولكن في نهاية البحث والمناقشات ، يتم اتخاذ القرار، والامر المفروغ منه و المفهوم ضمنا، ان

القرار الذي يتم اتخاذه، يصبح ملزما لكل الرفاق في الهيئة المعنية، بدون استثناء.على الهيئات العليا ان تشـكل قدوة لكل الحزب في كل ما يتعلق باحترام القرارات. ولكن من المؤسـف ان ظاهرة عدم احترام القرارات قائمة، واخذة بالانتشـار ايضا. هذا الوضع يؤدي الى بلبلـة مؤذية داخـل صفوف الحزب. نحن نعود ونؤكدعـلى ان سر قوة الحزب يكمن في تصرفـه كحزب له هيئات منتخبـة تتخذ قراراتها بعد نقاش رفاقي، وليس مجرد مجموعة

من الافراد.ان مصلحـة دفـع النضال الجماهيري تتطلـب بلورة وصياغة موقـف حزبي في كل قضية

يجري بحثها.ان المصلحـة الحزبية والجماهيرية، تقتضي منع امكانيـة ان يظهر جماهيريا وكأن للحزب اكثر من موقف في قضية معينة – سياسـية، تنظيميـة، اجتماعية-طبقية، او فكرية، كان

الحزب قد لخص موقفه منها في الهيئة المناسبة.ان ظاهرة وجود موقفين في موضوع جرى تلخيصه في الهيئة المخولة تتعارض مع الدستور، والأخطر من ذلك انها ظاهرة تضر بشـكل كبير بصورة الحزب ومكانته بين الرفاق وبين

الجماهير، وتمس بقدرته على العمل واتخاذ القرارات.علينـا ان نرى في الدسـتور اداة مسـاعدة هامة، توحـد الحزب، وتقـوي التنظيم، وتثقف الرفيـق وتمكنه من اخذ دور في بلورة وصياغة القرارات وتنفيذها. ان متطلبات الدسـتور مـن رفيق الحزب غير مبالغ فيهـا على الاطلاق، وهي تعبر عن الطابع الديمقراطي للحزب.

102

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

ان القـرارات المتخذة في نهاية أي بحث ضروريـة جدا للحزب ولكل رفيق من الرفاق. ومن وراء خرقهـا لا توجـد اية بطولـة واية جرأة واية مدعـاة للفخر والاعتـزاز. كلنا في الحزب متسـاوون من حيث الحقوق والواجبات، ولا يوجد امتيازات لاي رفيق في هذا السـياق. ان

التواضع الشخصي واحترام الالتزام الحزبي هي تعبير عن الجرأة الشخصية.عندمـا نتفحـص بعمق الدوافع التـي تدفع ببعض الرفاق الى عدم احـترام قرارات الحزب بـل وخرقها على الملأ، يبـدو في العديد من الاحيان ان جذر المشـكلة يكمن في الفكرة القائلة بأن الحزب انهى دوره وليس له ضرورة بعد اليوم، مما يضع علينا مسـؤولية اقناع هؤلاء الرفـاق، بان وجود حزب شـيوعي ماركسي-لينيني ضروري اليـوم، ليس اقل، بل اكثر من المـاضي. في بعض الاحيان يحدث ان احد الرفاق يمتنع عن الالتزام بقرارات الحزب مع انه يرفض فكرة التخلي عن الحزب. علينا اقناع هؤلاء الرفاق بانهم عندما يمتنعون عن احترام

القرارات فانهم، وبشكل موضوعي، يساهمون في اضعاف الحزب.ان الانتمـاء للحزب والعضوية فيه هما دائما مصدر فخـر واعتزاز ومثار للاحترام. ان هذا الامـر صحيح خصوصا في الفـترة الراهنة، بعد الانهيار. ان العضويـة في الحزب هي ايضا مسـؤولية كبيرة، والتي تمتحن من خلال – الالتزام بتنفيـذ القرار، حتى اذا لم يوافق عليه

الرفيق شخصيا.في هذا السـياق، نحن نرفـض المفهوم، الذي يرى بأن الحزب هـو «مجموع اعضائه» وبأن مواقـف الحزب هي «مجموع مواقف أعضائه». من حق كل رفيق ان يحاول اقناع الاخرين بصحـة موقفه. ولكن أي تشـكيك في المبدأ، القائم على ان قـرارات المنظمة الحزبية تلزم كل اعضائهـا – هو بمثابة اسـتهتار بالحزب وتحد لوجوده ولمبنـاه، وللمركزية الديمقراطية،

التي صادق عليها الحزب مجددا في المؤتمر الـ٢٤ أساسا تنظيميا له.ان عـدم احترام القـرارات يلغي عمليا الهيئات الحزبية، ويفتح المجال امام كل مجموعة من الرفاق لاتخاذ القرارات بنفسها. ان هذه وصفة خطيرة لحل الحزب وتفكيكه الى مجموعات

(تكتلات حزبية)، تعمل الواحدة الى جانب الاخرى ومقابل الاخرى.٣. ظاهـرة مقلقة اخرى هي تغيب رفاق عن الجلسـات. لا يوجد اي تبرير لتغيب متواصل لبعض الرفاق عن جلسـات الهيئة او الفرع الـذي ينتمون اليه، وخصوصا – عندما يعفون

انفسهم حتى من الإبلاغ مسبقا.نحن نواجه ايضا ظاهرة التغيبات الانتقائية عن الجلسات. فعندما تخصص الجلسة لمناقشة موضوع عيني، كالانتخابات الداخلية، تصل المشـاركة فيهـا الى حوالي ٪١٠٠ من التركيبة. ومقابل ذلك، عندما تخصص الجلسة لمناقشة مواضيع تتعلق بالعمل اليومي – فان الصورة تختلف. من هنا، فان السبب الذي يقف وراء التغيب المتواصل عن جلسات الهيئة لا ينبع عن

ضيق الوقت، وانما عن نظرة الرفيق الى التنظيم الحزبي.ان التغيـب عن الجلسـات برز في جلسـات السـكرتارية القطرية، وطـال أحيانا أعضاء في

103

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

المكتب السياسي، واللجنة المركزية، و لجان المناطق والفروع. لقد أسهم هذا الغياب في خلق صعوبات في اتخاذ القرارات وتنفيذها.

ان الرفـاق المتغيبين عن الجلسـات لن يكونـوا قادرين على نقل المعلومات بشـكل صحيح ودقيق من الجلسات. ان هذه الظاهرة تصبح أكثر حدة عندما يدعي هؤلاء الرفاق المتغيبين بشـكل متكرر عن الجلسـات، بانهم غير ملتزمين بالقرارات المتخذه فيها، لانهم لم يشاركوا

في عملية اتخاذ هذه القرارات.٤. نحن نصطدم ايضا بظاهرة لم تكن قائمة في الماضي في حياة الحزب، وهي القيام بتنظيم حملـة دعائية ضد هيئـة حزبية او ضد فرع معين، مع او ضد انتخـاب رفاق معينين لهذه الهيئة او تلك. نحن ننتقد وبحق، طريقة الانتخابات التمهيدية (برايمريز) المتبعة في احزاب اخرى. ولكننا في الواقع نواجه اسـاليب مشـابهة ومنسوخة عن نهج البرايماريز. وعلينا ان

نعمل على مواجهة هذه الظواهر السلبية.ان وجود اجواء ارفاقية في الحزب يسـاهم في حيويته. علينا ان نحرص على اجراء انتخابات شـخصية وسرية، وغير مرفقـة بتصريحات تظاهريـة، تفقدها عمليا سريتهـا. من ناحية اخرى، يجب القبول وعدم الاعتراض على نتيجة انتخابات جرت بشكل ديمقراطي، وبموجب الدسـتور. ان الموقف نفسه ينسحب على نتائج الانتخابات التي تجري في مؤتمر الحزب. ان الدفاع عن قرارات المؤتمر واالالتزام بها فعليا ، بما في ذلك الدفاع عن شرعية نتائج انتخاب الهيئـات في المؤتمر هي مسـؤولية كل رفيـق ورفيقة، وخصوصا اعضـاء القيادة الحزبية. ان الهـدف من ذلك هو الدفاع عن التنظيم الحزبي وعن أخلاقيات الحزب، وهذه مسـؤولية

جميع الرفاق بدون استثناء.

النشاط في المجال الفكريلقد حثت اللجنة المركزية الفروع على اجراء نقاشات فكرية وتنظيم دورات سياسية- فكرية. ولهـذا الهدف تم التحضـير ايضا (في نيسـان ٢٠٠٥) لبرنامج قطـري للتثقيف الفكري-

السـياسي، تم نقله الى جميع الفروع. وبالرغم من انه لا يوجد نقاش في الحزب حول اهمية التثقيف الفكري، لم يجر تفعيل لجنة التثقيف الفكري في اللجنة المركزية بشكل منتظم. كذلك فان معظم مناطق وفروع الحزب لم تعط هذا الموضوع حقه ولم تخصص له الاهتمام المطلـوب. في منطقـة تل ابيب-يافا عقدت ايام دراسـية ودورات فكرية، تم تخصيص جزء منها للشباب على وجه الخصوص وللذين يبدون اهتماما بالحزب وبالانضمام الى صفوفه.

ومـع ذلـك عقدت اللجنة المركزية لقاءات دراسـية فكرية-سياسـية قطريـة، بحثت فيها مواضيـع مختلفة. ففي حزيران ٢٠٠٤ عقد اجتماع قطري جرى تخصيصه لدور الحزب الشـيوعي الاسرائيلي في المعركة دفاعا عن الديمقراطية، ولصقل الفكر السـياسي للجماهير العربية. وعقد الاجتماع القطري في الناصرة احتفاء بالذكرى العاشرة لرحيل القائد الشيوعي

104

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

البارز توفيق زياد، وبمناسـبة اليوبيل الـ(٥٠ ) لانتخاب اول كتلة شـيوعية لمجلس بلدية الناصرة،

وفي ايـار ٢٠٠٥، وفي ذكـرى مـرور ٦٠ عاما على النصر عـلى النازية، عقد الحزب امسـية دراسـية بمشاركة شـخصيات اكاديمية أيضا، تم تخصيصها لدراسة عبر النصر وللنضال

ضد الفاشية اليوم.وفي تمـوز ٢٠٠٥، وفي ذكـرى مـرور ٢٠ عامـا عـلى رحيل د. اميـل توما، عقـدت اللجنة المركزيـة يومـا دراسـيا فكريـا قطريا، تـم تخصيصـه لبحث التوجـه الطبقي للمسـألة القومية، وتوجه الشيوعيين لمسـالة الديمقراطية، والتحولات الجارية في المجتمع الاسرائيلي.

وفي شـباط ٢٠٠٦، نظم الحزب امسية ثقافية-سياسـية، احياء لذكرى مرور مئة عام على ولادة الشاعر الشيوعي الكسندر بن.

وفي ذكرى مرور ٥٠ عاما على مجزرة كفر قاسـم، نشر الحزب الشـيوعي الاسرائيلي كراسة بالعربيـة والعبرية، تضمنـت مواد تاريخية وآنية. وكذلك، عقد الحزب أمسـية بمشـاركة

جماهيرية واسعة في تل أبيب لتحليل المجزرة واعبر التاريخية منها. وعقـدت اللجنة المركزية في كانون اول ٢٠٠٦ دورة موسـعة، خصصت لبحث وضع الاقلية القوميـة العربية في اسرائيل ومكانتها. لمناسـبة مرور ٣٠ عاما عـلى المؤتمر الـ١٨ للحزب الشـيوعي الاسرائيـلي، والذي تمـت فيه بلورة وصياغـة برنامج المسـاواة المدنية والقومية

للجماهير العربية، وقرر اقامة جبهة ديمقراطية يهودية عربية واسعة.وفي آذار ٢٠٠٧، عقدت دورة دراسـية (سـمينار) فكرية وقطرية لاعضاء الحزب الشيوعي

الاسرائيلي النشيطين في اوساط الشباب.ان المؤتمر الـ٢٥ يتبنى قرار اللجنة المركزية بشأن اقامة مدرسة حزبية، ويلقي على اللجنة

المركزية مسؤولية اقامتها في اقرب ما يمكن، وبشكل يليق باحتياجات الحزب وبقدراته.

الاعلامعلى الرغم من الازدياد المتعاظم في اهمية دور الاعلام الالكتروني، وعلى الرغم من الامكانيات المتنوعـة التـي تقدمها شـبكة الانترنت، لـم يطور الحزب حتـى الان آليـة اعلامية ملائمة باللغتين، العربية والعبرية. وباسـتثناء فترات المعارك الانتخابية للكنيسـت، يعتمد الحزب

جهازا اعلاميا مقلصا، لا يتلائم مع احتياجاتة وامكانيات نشاطه.ان موقـع الانترنت التابـع للحزب الشـيوعي الاسرائيـلي www.maki.org.il يتم/ تفعيله

باللغة العبرية والعربية بتطوع.وفي كل اسـبوع تنـشر فيه صحيفة «زو هديرخ»، ويتضمن كذلـك اصدارات حزبية اخرى (مواد عن المؤتمر الـ٢٤ للحزب، والدسـتور وغيرها). اما مـادة صحيفة «الاتحاد» اليومية فيتـم نشرهـا في موقع الجبهة بالعربيـة. وعلى الرغم من القرارات والجهـود التي بذلت، لم

105

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

يتم بعد بناء موقع للحزب الشـيوعي الاسرائيلي بالعربيـة. ان المؤتمر الـ٢٥ للحزب يلقي عـلى هيئات الحزب مسـؤولية معالجـة بناء مواقع محثلنة (مسـتحدثة) للحـزب باللغات العربيـة والعبريـة والانجليزية، والتي تفتـح مجالات لعلاقات متفاعلة مـع ضيوف الموقع.

وفيمـا يتعلق بالمنشـورات المكتوبـة ، يقوم الحزب باصـدار بياناته ونشراتـه في القضايا السياسية والاجتماعية المستجدة، وفي حالات خاصة – تنشر اعلانات في الصحافة التجارية. وفي منتصـف العـام - ٢٠٠٥، قـام الحـزب بنشر كراسـتين : تناولت احداهما السياسـة الاجتماعيـة للحكومة، وتركزت الثانية – في مواجهة نفسـية اليأس والاحباط من امكانات

النضال لانهاء الاحتلال وتحقيق السلام.ويؤكـد المؤتمر على اهمية تفعيل منتظم لدائرة اعلامية، تكون مسـؤولة ايضا عن اصدارات الحزب، ومواقعه الالكترونية وكذلك عن حضور الحزب وموقفه ونشاطاته في وسائل الاعلام.

نشاطنا في الجامعات وتطور دورنا في الحركة الطلابيةيبلغ عدد الطـلاب الجامعيين في الجامعات والكليات في اسرائيل اليوم ما يقارب ربع مليون طالبا – وهو ما يشـكل ارتفاعا هاما في عدد الطلاب بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل عشر سـنوات. ان رفاقنا، الطلاب الشـيوعيين في الجامعات، يخوضون نضالات سياسـية واجتماعيـة هامـة ، للتغلب عـلى العديد من العقبـات، النابعة عن تدهـور الديمقراطية في

مؤسسات التعليم العالي في البلاد، وعن التضييق المتزايد على حرية التعبير.فيما يلي بعض من النضالات التي خاضها رفاقنا مع شركائنا في الجبهة ومع طلاب اخرين،

والتي كان جزء منها بمبادرتنا وبتنظيمنا وبقيادتنا:١. النضـال ضد سياسـة الاحتلال ومن اجل السـلام. في بعض الجامعـات نجحنا في اقامة

ائتلافات بمشاركة تنظيمات وقوى مختلفة مناهضة للاحتلال.٢. النضال من اجل تحقيق المساواة التامة للجماهير العربية وللطلاب العرب. في هذا السياق حظـي النضال ضد اسـتفحال التمييـز في شروط القبول للجامعـات بأولوية متميزة. وقد أخذ هذا التمييز شـكل اشتراط القبول في بعض الكليات بجيل الطالب، واقامة لجان قبول تقرر بشـكل ذاتي وعلى أساس الانطباع وليس بموجب مقاييس موضوعية ولا التحصيلات التعليميـة. هـذا بالاضافة الى الـشروط المتعلقة بالخدمة العسـكرية.(غالبا مـا يكون جيل الطـلاب العرب أقـل من جيل الطلاب اليهود الذين يتسـجلون للجامعات عـادة بعد انهاء

الخدمة العسكرية.) ٣. النضـال ضـد سياسـة الخصخصـة والمسـاس بالتعليم العـالي – باعتبار أن سياسـة الخصخصـة تـضرب مصالح الطـلاب، والمحاضرين، والطواقـم المبتدئة في سـلك التعليم الجامعي، وبالعاملين. ويقوم الطلاب الشـيوعيون بدور هـام وفعال في النضال ضد لجنة «شوحط» التي اقامتها حكومة اولمرت، بهدف اجراء تغييرات بنيوية بعيدة المدى في التعليم

106

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

العالي، بما في ذلك الخصخصة، والمسـاس بـشروط عمل المحاضرين والعاملين، ورفع أجور التعليـم . وطـرح حزبنا برنامجا بديلا للتعليـم العالي في اسرائيـل، في مركزه – الحق في

الحصول على تعليم نوعي ومجاني، من الروضة وحتى الجامعة، لكل مواطن في الدولة.٤. النضـال من اجل الديمقراطية وضد العنصرية والمسـاس بالحريـات الديمقراطية. ازاء مظاهـر العنصريـة في اسرائيـل عامة وفي الجامعات بشـكل خاص، خـاض رفاقنا نضالا جماهيريـا واسـعا دفاعا عن الديمقراطيـة، وخصوصا في داخل مؤسسـات التعليم العالي، لعزل العنصرية والعنصريين. ان هدفنا هو – اقامة أوسع التحالفات ضد العنصرية وتقوية

الاطر القائمة وتوسيعها قدر الامكان.٥. النضال من اجل مسـاواة النساء وضد تمييزهن: نحن وحدنا في الجامعات الذين نحتفل بيـوم المـرأة العالمي. رفاقنا في الجامعـات ينددون بظواهر العنف ضد النسـاء في اسرائيل، وبالعنـف تجاه المـراة في اسرائيل، وبالقتل على خلفية ما يطلق عليه اسـم «شرف العائلة»،

وبكل اشكال التمييز ضد النساء.في الاول مـن ايار ٢٠٠٦، نظـم رفاقنا الطلاب مظاهرات في اربـع جامعات، وقاموا بتوزيع

الورود للعمال.ويهدف الطلاب الى تحويل هذه المظاهرات الى تقليد سنوي في الجامعات.

ان الحزب الشـيوعي الاسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسـلام والمساواة هما القوة السياسية المركزية بين الطلاب العرب وعلى الرغم من تعدد القوائم، فان نتائج الانتخابات للجان الطلاب العـرب اينمـا جرت حملت الدليل القاطع عـلى قوة الحزب الشـيوعي والجبهة. ان الخارطة السياسية للطلاب العرب تغيرت كثيرا في السنوات الاخيرة. وهذا التغيير قد تم التعبير عنه من خلال اقامة خلايا سياسية متعددة مبنية على اسس الانغلاق القومي والديني، وبظهور قوائم

وخلايا اطلق عليها اسم ”مستقلين“ والتي تقترح سياسة ال ”لا- سياسية“.ان بنية مؤسسـات الطلاب العرب تقررت قبل ثلاثة عقـود، ومنذ ذلك الحين لم يطرأ عليها

اي تغيير. وكانت الدائرة الطلابية في الحزب الحزب الشيوعي والجبهة نظمت طاولة مستديرة لبحث هذه البنية بمشـاركة نشـطاء سـابقين في الحركة الطلابية. وعلى أسـاس هذه النقاشات، بلورت الدائرة الطلابية برنامج لتطوير دور مؤسسـات الحركة الطلابية العربية وتقويتها واعادة تنظيمها ، وملائمتها مع الظروف الحالية بحيث تتمكن هذه المؤسسـات من اعطاء

حلول لاحتياجات ولقضايا الساعة.لقد اتسعت مشاركتنا في الانتخابات لمنظمات الطلاب. العامة . واذا كان طلابنا الشيوعيون والجبهويون يخوضون الانتخابات لمنظمة الطلاب العامة في جامعة حيفا وحدها على مدار سنوات طويلة، فقد خضنا الانتخابات في السنوات الاخيرة في جامعة تل-ابيب وفي الجامعة

107

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

العبريـة. وبالرغم مـن الصعوبات الكبيرة التـي نتجت عن طريقة الانتخابات على أسـاس كليات التعليم التي تشـكل بدورها دوائر انتخابية، وبفضل الجهود التي بذلها رفاقنا، فزنا في بعـض الجامعات بتمثيل بكتل يهودية-عربية. وانتخـب ممثلنا في لجنة الطلاب في تل-

ابيب لرئاسة لجنة المراقبة. ان مشاركتنا في الانتخابات لمنظمة الطلاب العامة هي فرصة لنا لعرض سياستنا اليهودية-

العربية، والبديل الذي نقترحه امام جمهور الطلاب عامة، ولاجراء نقاش مع التيارات والقوى السياسية ال- ”لا-سياسية“ التي تسيطر على معظم منظمات الطلاب العامة. نحن نرى ب ”اللا-سياسة“ التي يعرضونها خطرا كبيرا على النضالات الاجتماعية والطلابية. نحن نعتبر

بان هذه الايديولوجية تخدم تكريس الوضع القائم الصعب وتكريس سياسة الحكومة. اثمرت جهود الدائرة الطلابية في الحزب الشيوعي والجبهة، بمساعدة فروع الحزب حيث توجد الجامعات، في تجديد نشـاط خلايا الحزب الشـيوعي والجبهة في عدد من الجامعات. حتى الان، تم بناء ثلاث خلايا للحزب الشـيوعي الاسرائيلي في ثلاث جامعات. ويشـكل بناء هذه الخلايا خطوة هامة وذات معنى بالنسـبة لنا كحزب، وتقدما هاما بالمقارنة مع ما كان الوضع عليه خلال اكثر من ١٥ عاما من غياب تنظيم للخلايا الشـيوعية في الجامعات برغم وجود رفاق شـيوعيين نشـيطين فيها . وعلينا في مؤسسـات الحزب مسؤولية تقوية خلايا الحزب الشـيوعي الاسرائيلي على المستويين الفكري والسياسي . وعلينا ان نمد لهم يد العون حتى يسـتطيعوا القيام بالمهام المتعـددة التي تفرضها كثافة النشـاط في الاطر المختلفة في

الجامعات، والحاجة الملحة لاقامة علاقة منتظمة ومتينة مع فروع ومناطق الحزب.لقد نظمت الدائرة الطلابية في السـنوات الاخيرة عددا من الحلقات الدراسية والايام النظرية الفكرية-السياسـية الناجحـة. ونحن نخطط لزيـادة هذه الجهود التثقيفية على المسـتوى القطري وعلى مستوى الخلايا. وتقوم الدائرة الطلابية بتفعيل موقع الكتروني باللغة العربية، يحتوي عـلى العديد من المواد الفكرية والاخبار عن نضالات الحركات اليسـارية والحركات الطلابيـة والطـلاب في العالم. هـذا الموقع هو اداة ناجعة للوصـول الى جمهور الطلاب. وفي

برنامجناا تطوير الموقع بحيث يمكن تشغيله باللغتين، العربية والعبرية. ويقدر الحزب، ان النشـاط الاخذ بالاتسـاع بين الطلاب، بقيادة الدائرة الطلابية ورفاقتنا في الجامعـات، بالغ الاهمية ويشـكل محورا مركزيا في نشـاطنا الجماهـيري. وعلى اللجنة المركزيـة ان تواصل دعمها للطلاب الشـيوعيين في جهودهم لتقوية تأثير الحزب الشـيوعي الاسرائيلي والجبهة في مؤسسات التعليم العالي، وفتح صفوف الحزب أمام قوى فاعلة وضم

طاقات نضالية طلابية جديدة الى صفوف الحزب الشيوعي الاسرائيلي.

عمل اللجنة المركزية للحزب في الفـترة بـين المؤتمريـن، ال-٢٤ وال- ٢٥، عملـت اللجنة المركزية بشـكل منهجي على

108

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

تعزيزمكانـة الحـزب وتعميق حضـوره السـياسي-والفكري في مختلف مجالات النشـاط الشـعبي الجماهيري. وعـلى الرغم من نقاط الضعـف العديدة التي ما زالـت قائمة في هذا المجال، بامكان اللجنة المركزية أن تلخص بان السـنوات الخمس الاخيرة، حققت تحسنا في

حضور الحزب الشيوعي الاسرائيلي الشعبي ، وعلينا مواصلة هذا المجهود وتعزيزه.ترتفع بين حين وآخر اصوات من الحزب ومن خارج الحزب، تقترح علينا ان نواصل تسـمية انفسنا ”حزبا“، ولكن أن نمتنع عن استعمال حقنا في اتخاذ قرارات ملزمة لمؤسسات الحزب وجميـع اعضائـه. ان اللجنة المركزية، التي كانـت قد واجهت هذا التوجـه في حالات معينة، أوضحت وبشكل قاطع، بان الحزب الذي يتنازل عن حقه في اتخاذ القرارات – يفقد حقه في الوجود كحزب. وعلى هذا الاساس، رفضت اللجنة المركزية قبول دعوات من هذا القبيل، مؤكدة عـلى ان التنازل عـن الحق في اجراء البحـث و النقاش، داخل الحزب وحسـم نقاط الخلاف،

واتخاذ قرارات ملزمة لرفاق الحزب – يؤدي، عاجلا ام اجلا، الى الغاء الحزب وحله. هنـاك من يبالغ في امتداح الشـيوعيين كأفـراد (خصوصا اولئك الذين رحلـوا عنا) ، ولكنه يضيق صدرا بالحزب الشيوعي ويتململ من وجوده . ان هؤلاء أنفسهم يبالغون في الاشادة بالحزب الشـيوعي كتاريخ ولكنهم ينضحون حساسـية وعصبية ازاء حضوره في الحاضر السـياسي . ونحـن نؤكد امام هذه الظاهـرة أن التاريخ المجيد للحزب الشـيوعي الاسرائيلي العريق هو تاريخ ”المجموع“ المسـمى ”الحزب الشيوعي“، والذي يشيد بكل رفيق ورفيقة

ساهموا ويساهمون في نشاطه وفي تحقيق انجازاته .ان الحـزب الشـيوعي الاسرائيلي في دسـتوره وحياته اليومية، يمـارس في داخله تعددية في الاراء، ويوفر لكل رفيق/ة الحق في معارضة قيادة الحزب في هذه القضية أو تلك، ويوفر له الحـق في محاولة تغيير الموقف في اطار تنظيمـه الحزبي، بما في ذلك في المؤتمر. ولكن الحق في الدفاع عن رأيه ، لا يشمل الحق في خرق قرارات الحزب، التي تم اتخاذها في هيئة مخولة وبشـكل دسـتوري. ان واجب اللجنة المركزية، أن تحافظ على المبنى التنظيمي للحزب من

النهج الخطيرالقائم على خرق القرارات.على مدار سنوات وجود الحزب وحتى يومنا هذا عمل رفاق الحزب في اطار تشكيلات مختلفة من التحالفات والتعاون المشـترك . وكان سر تأثيرنا في التنظيمات والجبهات المختلفة نابع عن ولائنا لقرارات الحزب. ان رفاق الحزب الشـيوعي الفاعلين في أطر تحالفية ، لا يملكون

الحق في التنكر لقرارات مؤسسات الحزب.وتعتبر اللجنة المركزية، انه يجب الامتناع عن التسـامح مع الظاهرة الضارة التي يتنازل في اطارهـا اعضاء الهيئات الحزبية عن الامكانية المتوفـرة للدفاع عن مواقفهم والاقناع بها في اطار الحزب، وبدلا من ذلك، ينقلون النقاش الحزبي الى ساحة اخرى، الى ساحة التنظيمات

التحالفية والجبهات التي نعمل فيها مع آخرين.في السنوات الاخيرة، قامت بعض المناطق والفروع بمبادرات هامة في محاولة لتجنيد اعضاء

109

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

جـدد للحزب من خلال الشرح السـياسي ، والدورات الفكرية، ومنصـات النقاش التقدمية. وفي هذا المجال ، بذلت مناطق تل ابيب-يافا، حيفا، والقدس جهودا ملموسة أعطت ثمارها. وبامكاننا ان نطبق هذه التجربة الهامة على كافة مناطق الحزب، ضمن الاخذ بعين الاعتبار الشروط العينية في كل منطقة ومنطقة. وعلى سبيل المثال، في المواقع التي تقوم فيها جامعات ، توجد اهمية بالغة للعمل على ضم اعضاء جدد للحزب من بين الطلاب الجامعيين، وخاصة

من كان منهم أعضاء في الشبيبة الشيوعية. ونشـير الى أن اللجنة المركزية اجتمعت بشـكل منتظم، وعقدت حتـى المؤتمر ٣٧ اجتماعا دوريـا. وعلى الرغـم من عبء المعارك الانتخابية، فان اللجنـة المركزية عقدت بين المؤتمرين ال-٢٤ وال-٢٥ الدورة الثانية للمؤتمر ال-٢٤، والتي صادقت على النص الجديد لدسـتور الحزب، وكذلك اربع دورات لمجلس الحزب. وقام مجلس الحزب الاول (شباط ٢٠٠٥) ببحث الوضع المسـتجد عالميا، والمنطقيا، ومحليا في ظل اسـتراتيجية بوش وشارون، ومهام الحزب الشـيوعي الاسرائيـلي . وفي كانون اول ٢٠٠٥، بحـث مجلس الحزب الاسـتعداد لانتخابات الكنيست. وتركز مجلس الحزب القطري في بحث : دور الحزب ومهامه في اعقاب حرب لبنان والهجمة على الديمقراطية وحقوق العاملين،دورته في تشرين ثاني ٢٠٠٦. وكانت هذه الدورة أقرت وثيقة اللجنة المركزية حول: ”المهام المطروحة أمام الحزب الشـيوعي الاسرائيلي“. وفي

نيسان ٢٠٠٧ بحث مجلس الحزب الاستعداد لانتخابات ”الهستدروت“ و ”نعمات“.ان محاولة اللجنة المركزية ومؤسسـاتها اقامة لجـان للاهتمام في مجالات هامة كالتثقيف الفكري-السـياسي، والنشـاط بـين العاملـين والطلاب، والعمـل البلدي، والنـشر والاعلام، والعلاقات الخارجية – اسـفرت عن نتائج محـدودة. لذلك، يجب ان يمنح موضوع اللجان

اهتماما اكبر من ذلك، في سبيل تطوير مجالات العمل التي يعمل فيها الحزب.

المكتب السياسي قام المكتب السـياسي بتأدية دوره القيادي كما يجـب في الفترة بين دورتي لجنة مركزية. وأصدر المكتب السـياسي بشـكل منتظم بيانات في االقضايا السياسية والاجتماعية الناشئة ، حـدد من خلالها موقـف الحزب من القضايـا المطروحة على جدول الاعمـال. وقد نشرت البيانـات باللغتين العبرية والعربية، ونشر جزء منها بالانجليزية والفرنسـية والاسـبانية.

وقام المكتب السـياسي بعقد اجتماعات اللجنة المركزية بشـكل منتظـم،وفي وتيرة أعلى مما يحدده الدستور. ووضع على جدول أعمالها القضايا الطارئة والملحة .

وعقد المكتب السـياسي جلساته بشـكل منتظم، مرة كل اسبوعين عادة ، قام خلالها ببحث التطـورات السياسـية، والخارطة السياسـية، والقضايا المتعلقة بالنضـالات الجماهيرية وبالتطورات داخل الحزب. وقام المكتب السياسي بتوجيه عمل صحف الحزب، التي تساهم مسـاهمة هامـة في عمل الحزب ونشر افكاره. ودعيت الى جلسـات المكتـب، وفقا للحاجة،

110

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

سـكرتارية الشـبيبة الشـيوعية الاسرائيلية، وسـكرتيري مناطق وفروع، ومسـؤولين عن مجالات النشـاط المختلفة. ولكن وبسـبب الضغوطات الكبيرة، لم يحـرص المكتب بما فيه

الكفاية على عمل اللجان المختلفة التي اقيمت بعد المؤتمر ال- ٢٤.وشـارك معظم اعضاء المكتب السـياسي في معظم الجلسـات المنعقدة. ولكن برزت ظواهر تغيب متواصل عن جلسـات المكتـب وعلى اللجنة المركزية ان تقـوم بمتابعة متواصلة لاداء

الرفاق الذين تم انتخابهم للهيئة الحزبية ومتابعة مشاركتهم في الجلسلت ايضا.

السكرتارية القطرية عقدت السكرتارية جلسات بحثت فيها قضايا تتعلق بالعمل الجاري، واتخذت القرارات حول طرق تنفيذ نشـاطات سياسـية وجماهيرية، واتخذت قرارات مالية. ووجهت السكرتارية مشـاكل ليست سهلة في عملها ، بالاسـاس بسبب المشاركة غير المنتظمة لعدد من اعضائها

وتوزيعة عمل ومسؤوليات لا تجيب على احتياجات العمل.في السـنة الاخيرة التي سـبقت المؤتمر ال- ٢٥، أخذت السـكرتارية تعقد جلسـة مشتركة لسـكرتيري المناطق والفروع مرة كل شـهرين بالمعدل. وكان الهـدف من هذه الاجتماعات المشـتركة توطيـد العلاقـة بـين السـكرتارية واللجنـة المركزيـة مـع الهيئـات المحليـة.

وفي هذه الجلسـات، تلقى سكرتيرو المناطق والفروع معلومات من مصدر اول عن القضايا التـي يبحثها الحـزب، وعن اعتباراتـه في قضايا مختلفـة وعن قراراته. ولكـن ايضا هذه الجلسـات المشـتركة تميزت بمشـاركة غير كاملة ونجم تغيب البعض عن أهمال وفي أحيان

محددة عن مقاطعة . لـم تقم السـكرتارية بقيادة المجـال التنظيمي . وكانـت احدى الصعوبـات التي واجهتها السـكرتارية، تجاهل بعض الهيئات الحزبية في بعض المناطق والفروع واجبها بالعمل على تنفيـذ قـرارات اللجنة المركزية. لا توجد ايـة مصداقية لهذه الظاهـرة. حتى ولو افترضنا وجود انتقاد لدى الهيئة على اللجنة المركزية، او المكتب السياسي، او السكرتارية – فان هذا

لا يشكل تبريرا لعدم تنفيذ القرارات.

اللجنة المالية لقد حسـنت اللجنة المالية عملها بشـكل جوهري بالمقارنة مع فترات سـابقة. فقد شددت الرقابة الحزبية على صرف الاموال، وحسنت ادارة الحسابات بشكل ملموس. وقد برز ذلك

في فترات المعارك الانتخابية على وجه الخصوص. وعـلى الرغم من الجهود المبذولة، لا يزال بعـض الرفاق يمتنعون عن دفع ضريبة العضوية السنوية بشكل منتظم، ولا يزال سيل التبرعات للحملة المالية اقل من المتوقع ان تكون عليه،

وفقا للاهداف التي حددت.

111

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

وبفضل تحسين ادارة الحسابات، تم الكشف عن الاختلاس والتلاعب باموال الحزب من قبل المحاسب السابق، الامر الذي يخضع اليوم لتحقيق الشرطة بمبادرة من الحزب.

المناطق والفروعان عمل الحزب يضع المناطق والفروع في المركز . ويمنح الدسـتور حرية واسـعة للهيئات المحلية في عملها لمعالجة القضايا المحلية، وضم اعضاء جدد، والقيام بنشاط اعلامي سياسي والترويج لسياسـة الحزب ، وتنظيم التثقيف الفكري ، ورعاية نشـاط الشـبيبة الشيوعية . هنـاك مناطق وفروع تأخذ دورها بجدية وتعمل بشـكل منهجـي لتحقيق اهداف الحزب ودفعها في مجال النشاط في الجبهة الدموقراطية للسلام والمساواة، والتنظيمات الجماهيرية، والنشـاط بين جمهور العاملين والنسـاء والشـباب وطلاب الجامعات وفي تنظيم الدراسة الفكرية. تعقـد في هـذه المناطق والفروع ايضا جلسـات منتظمة، يتم مـن خلالها فحص العمـل الذي تم تنفيـذه ، وتحديد الاهداف والمهام المقبلة. هذه هـي طريقة عمل صحيحة، تعطي ثمارها أيضا في من حيث توسـيع صفوف الحزب الشـيوعي والشـبيبة الشـيوعية.

عملت اللجنة المركزية على مواجهة الظاهرة السلبية المتمثلة بتجميد النشاط في بعض فروع الحزب. هناك فروع حزبية قررت من دون الاستناد الى أي اساس سياسي او تنظيمي، الاكتفاء بتفعيل فرع الجبهة في البلدة المعنية والعمل السياسي من خلاله فقط. وكان لقرارات كهذه ، (والتي تتنافى مع دستور الحزب)، أسقاطات سلبية : ففرع الحزب لم يتوسع بل تقلص، ورفاق الحزب توقفوا عن دفع رسـوم العضوية( مع ما يحمله ذلك من بعد تنظيمي)، ولم يأخذوا دورهم في نقاشـات فكرية وسياسـية مطروحة على جدول أعمال الحزب . انتقدت اللجنة المركزية هذه الظواهر، واعتبرت أنها تشـكل خطرا على الحزب والجبهة . فحين يتم شل عمل فرع الحزب، يجري شل عمل الجسم المركزي الفعال في الجبهة. ومن جهة أخرى فان الاعتماد في بناء فرع الجبهة فقط على فرع الحزب في البلدة يحول دون توسـع الجبهة

المحلية وقدرتها على استيعاب نشطاء جدد من خارج أعضاء الحزب.وكما اشرنا في الفصل السابع، الذي يتناول النضال الفكري والجبهة السياسية، فان التحدي الـذي يقـف امامنا كحزب هو تعزيز هويتنا الشـيوعية، بينما التحـدي الذي يقف امام كل فرع الجبهة هو في كيفية توسـيع صفوف نشطائه واسـتيعابه نشطاء من حركات السلام والحركات الاجتماعية من غير الشـيوعيين. فكلما اتسـع نشاط حزبنا في تحالفات وجبهات

مع قوى اخرى، كلما نجح الحزب في تعزيز قوته.نسـمع مؤخرا، موقفا يقول: ”صحيح أن الحزب أقام الجبهة الدموقراطية للسلام والمساواة كجبهة بين الحزب الشـيوعي الاسرائيلي وأطر وأوسـاط أخـرى إلا ان الامور تغيرت! فمنذ ذلك الوقت ناضل رفاق الحزب جنبا الى جنب مع شركائهم في الجبهة من غير الشـيوعيين ،

112

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

ونشـأت في الواقع حركة مشتركة من الشـيوعيين وغير الشيوعيين ، الذين أصبحوا يشبهون بعضهـم الى حد بعيـد ، حتى بات من الصعـب التمييز بينهم.“ أن أصحـاب هذا الموقف يصلون الى الاسـتنتاج بأنـه لم يعد هناك مكان للحزب وللجبهـة ، وانما هناك حاجة لقيام ” حركـة واحدة تدير النضال ”. اللجنة المركزية اعتبرت هذا التحليل وهذه الاسـتنتاجات ، تحليلا واسـتنتاجات عبثية . فلماذا يطالب الحزب الشـيوعي بالتنازل عن وجوده بحجة أن أعـدادا متزايدة من أعضاء الجبهة من غير الشـيوعيين بمواقف الحزب الشـيوعي يقبل وطروحاته ويتماهى معها؟ فمن المنطق ان أولئك الذين ليسوا أعضاء في الحزب حتى الان، ولكنهم يقبلون طروحاته ووجهات نظره وسياسـته، مدعـوون للانضمام الى صفوفه. ان مطلب حل الحزب وتفكيكه لأن مواقفه صحيحة وعادلة ومقبولة، ما هو الا وسـيلة للتسـتر عـلى رغبة أصحاب هذه المواقف في ان تحل الجبهة مكان الحزب الشـيوعي، وهذا يتعارض

تماما مع مصلحة الجبهة نفسها، كجبهة قوى سياسية متنوعة.في السـنوات الماضية، واجهت الحزب ظاهرة مقلقة، عندما تعامل بعض سكرتيري المناطق والفـروع مع المنطقة او الفرع وكأنه رهينه لديهـم . فقد امتنعوا من جهة عن نقل قرارات الحـزب وتوجيهات هيئاته المركزيـة الى المنطقة أو الفرع، وامتنعوا من جهة أخرى عن نقل قضايـا وهموم فروعهم ومناطقهـم أو انجازاتها الى الهيئات المركزية. ان مثل هذا الانقطاع المقصود أسـاء بشكل خطير لعملنا.مما يجعل من واجب اللجنة المركزية ان تضع يدها على

ظواهر من هذا القبيل وان تضع حدا لها.لقد عملت السكرتارية على مساعدة المناطق والفروع في التغلب على نقاط الضعف في عملها. وقد بذل جهد خاص لضمان انعقاد مؤتمرات مناطق الحزب، على اسـاس الاعتبار بان هذه هي الوسيلة الصحيحة لوضع المنطقة على طريق العمل المنتظم. ونجحت الغالبية الساحقة

من المناطق في عقد مؤتمراتها.

الحزب الشيوعي الاسرائيلي والحركة الشيوعية والعمالية العالميةفي مقابل العولمة الرأسـمالية (انظر الى الفصل الاول)، تأخذ العلاقات الوطيدة بين الاحزاب الشيوعية والعمالية، وبين قوى اليسار والديمقراطية والتحرير القومي بعدا استراتيجيا اعمق. ان الهدف من وراء علاقات التنسـيق والتشـاور مع الاحزاب الشـقيقة ، وحركات التحرير القومـي والاجتماعـي، وقوى السـلام هو عزل الامبرياليـة، وخصوصا امبرياليـة الولايات المتحدة، واقامة جبهة واسـعة قدر الامكان من القوى المناضلة ضد عولمة كبريات الشركات، ومن اجل تحقيق عالم يسوده السلام والحرية والعدالة الاجتماعية. كحزب أممي في منظوره وسياسـته يعبر الحزب الشـيوعي الاسرائيلي عن تضامنه مع نضالات الشعوب والعاملين في جميع ارجاء العالم، ولكنه يتضامن بشكل خاص – مع الشعب الفلسطيني، في نضاله ضد الاحتـلال الاسرائيلي الكولونيالي المتواصل منذ العـام ١٩٦٧، ومن اجل حقه في اقامة دولته

113

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

المستقلة الى جانب دولة اسرائيل.يقدر حزبنا، انه وبسبب الطابع المتنوع والتعددي للحركة الشيوعية والعمالية، فان الشروط المناسبة ليست متوفرة لاقامة ”أممية شيوعية“ من جديد. ولكن هنالك طرق عديدة متنوعة لاجراء حوار متواصل، وعقد مؤتمرات دولية ومنطقية، والقيام بتنظيم حملات هامة من التضامن ادولي. ان كوبا الاشـتراكية، تصمد بجـرأة امام الحصار الامريكي المتواصل، وتسـتقطب تضامنا عالميـا. كما ان التطورات المناهضـة للامبريالية في امريكا اللاتينية تعلمنا، بان كوبا لا تزال تشـكل قدوة للشـعوب. بينما تنجح هي ذاتها في الصمود بفضـل التضامن الدولي المثابر.

في الفترة السـابقة منذ المؤتمر ال- ٢٤ (٢٠٠٢)، طور الحزب الشـيوعي الاسرائيلي علاقات متفرعة مع احزاب شيوعية وعمالية على الرغم من أن الصعوبات المالية لا تمكننا من المشاركة في جميـع اللقاءات الدولية. نحن نحافظ على علاقة ثابتة مع الاحزاب الشـقيقة ، من خلال نـشر مواد باللغة الانجليزيـة في الموقع الالكتروني للحزب الشـيوعي الاسرائيلي، وفي مواقع الكترونية دولية (مثل «سـوليد نيت»). وبسـبب الازمة المسـتمرة في منطقتنا، والحروبات المتقاربـة، وجرائم الاحتلال، يوجـد اهتمام دولي كبير بمواقفنا السياسـية، وكثيرا ما تنشر

بيانات الحزب الشيوعي الاسرائيلي في الصحف الشيوعية في الدول المختلفة.ويقيـم الحـزب الشـيوعي الاسرائيـلي علاقـات وطيـدة مـع حزب الشـعب الفلسـطيني، ومـع احـزاب شـيوعية وعماليـة في منطقتنـا، وفي حـوض البحـر الابيض المتوسـط، وفي اوروبـا. في اعقاب الحـرب العدوانية للولايـات المتحدة على العراق، بادر الحزب الشـيوعي الاسرائيـلي الى عقـد لقاء ثلاثي في عمان، شـارك فيـه الى جانبه ممثلون عن حزب الشـعب الفلسـطيني والحزب الشـيوعي الاردني الذي استضاف اللقاء. نحن نشـارك في المؤتمرات المنطقيـة وفي مؤتمـرات الاحـزاب الشـقيقة، بقـدر مـا تسـمح لنـا امكانياتنـا الماليـة. وتحظـى مواقـف الحـزب الشـيوعي الاسرائيـلي بتقديـر كبـير ودعـم شـامل في جميع اللقـاءات الدوليـة التـي نشـارك فيهـا . ويحيـي حزبنـا مؤتمـرات الاحزاب الشـقيقة .

وأسـفرت مبـادرات أطلقها حزبنا في العديد من الاحيان عن حمـلات تضامنية عالمية. كما حدث عندما توجهنا الى احزاب شـقيقة بشـأن رافضي التجند لجيش الاحتلال. وعقدت في

العديد من الدول نشاطات تضامنية، بما في ذلك مظاهرات امام السفارات الاسرائيلية.وقـد قمنا بالتعبير عن تضامننا مع الشـعب العراقي، الـذي يناضل ضد الاحتلال الامريكي في العراق. وامام تهديد الولايات المتحدة بشـن حرب على ايران، بادر حزبنا الى حملة دولية

منسقة مع الحزب الشيوعي الامريكي ومع حزب ”تودة“ الايراني. وفي هذا العام، انطلقنا بمبادرة مشـتركة مع حزب الشـعب الفلسطيني في ذكرى مرور ٤٠ عاما على الاحتلال الاسرائيلي المتواصل، مطالبين باحلال سلام عادل بين اسرائيل وبين الدولة

الفلسطينية، التي ستقام في حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧. وفي السـنوات الاخيرة، قامت وفود رسـمية من الحزب بزيـارات الى كوبا والصين في ضيافة

114

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

الاحزاب الشيوعية في هذه الدول. هذه الزيارات ساهمت في توطيد العلاقات بين أحزابنا .نحـن نلتقي، في احيان متقاربة، بوفود احزاب شـقيقة، ووفود نقابية ، وحركات نسـائية، وصحفيـين يحضرون للاطلاع عـن كثب على ما يحدث في المناطـق المحتلة، بهدف تصعيد

النضال ضد الاحتلال وتحقيق السلام العادل.هنـاك اهمية بالغة في مشـاركة رفاق الحزب الشـيوعي الاسرائيلي الذين يشـغلون وظائف جماهيرية في أنشـطة دولية، يجري دعوتهم للمشـاركة فيها بحكم موقعهم . من المهم جدا ومن المناسـب ومن الضروري ان يجري التشـاورفي هذه الحالات في اطار الهيئة الحزبية التي ينتمي اليها الرفيق قبل السـفر، وان يزودها بتقارير عن نتائج مشـاركته بعد عودته من الخارج – الامر الذي لا يتم دائما ويثير نقاشـات يمكن الاسـتغناء عنها. ان العلاقة مع الهيئـة الحزبية تسـاهم في تحويل هذه الزيارات لرافعة لدعـم العلاقات الخارجية للحزب.

لقـد عملـت لجنة العلاقـات الخارجيـة من خـلال الحفاظ عـلى علاقة دائمة مـع المكتب السياسي.

اتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلياتحاد الشبيبة الشـيوعية الاسرائيلي، حركة شبابية يهودية-عربية، تثقف ابناء الشبيبة على الرؤية الطبقية، الماركسـية اللينينية، وعلى قيم الاممية، والسـلام والمساواة القومية والعدالة

الاجتماعية.ومن اجل ان يورث الشـابات والشـبان الذين يثقفون في صفوفه منظـورا اجتماعيا ثوريا، ينظم اتحاد الشـبيبة الشـيوعية المحاضرات في الفروع، واياما دراسـية فكرية وسياسـية،

ويشارك في النشاطات السياسية المتنوعة.ان اتحـاد الشـبيبة الشـيوعية يشـكل الحـرس الفتـي للحـزب الشـيوعي الاسرائيـلي، الحـزب. صفـوف لتوسـيع الاسـاسي والمصـدر شـيوعية، شـبيبة حركـه كونـه

ومـن الضروري توظيف جهد خاص من اجل ان يصل خريجو الشـبيبة الشـيوعية، الذين يقبلون الى صفوف الحزب، وهم مزودون بأسـاس فكري سـياسي واسـع، وتجربة نضالية في مختلف المجالات. ويبرز رفاق ورفيقات الشـبيبة الشـيوعية في مشـاركتهم في مظاهرات الاول من ايار، ويوم الارض، وفي مظاهرات ضد الحرب، وجرائم الاحتلال. وتستحق الاشادة الخاصة مشـاركتهم في المظاهرات ضد الحرب عـلى لبنان، التي انطلقت في تل ابيب واماكن

اخرى في البلاد.ان الشـبيبة الشـيوعية تخصص الجهود لبناء تحالفات مع حـركات اخرى في قضايا متفق عليها. ففي السنوات الاخيرة، يجري تنظيم مظاهرات في الاول من ايار، مشتركة مع حركات اجتماعية شـبابية – الشـبيبة الشـيوعية، حركة الشـبيبة العاملة ”هشـومير هتسعير“، و

”محفوت همونيم“.

115

���3��+� 4"�������1� 4/����6�� 7������

وتنشـط الشـبيبة الشـيوعية بـين الشـبيبة العربيـة وبـين الشـبيبة اليهوديـة. وذلـك في ظـروف مركبـة، ناتجة عن سياسـة القـوة والاضطهاد القومـي والفجـوات الاقتصادية-

الاجتماعيـة، ومـن محاولة الترويج لابعاد ابناء الشـبيبة عن السياسـة. في هـذه الظروف، تشـكل الشـبيبة الشـيوعية مركز جـذب لابناء الشـبيبة المتحمسـين لقيم العمل المشـترك والتضامـن، بديلا عن الاحتلال والتمييز والكراهيـة، والطامحين الى تغيير اجتماعي عميق.

ان الجهود لاحداث انعطاف في نشـاطنا وسط الشـبيبة اليهودية، قد اعطت نتائج مشجعة في تـل ابيب، والقدس، وحيفـا، وفي اماكن اخرى.ان طلاب المدارس الثانوية اليهودية، الذين انضموا الى صفوف الشبيبة الشيوعية، يعملون في ظروف صعبة بشكل استثنائي، وفي اجواء شـوفينية، تعج بالعنصرية، وتدفع ابناء الشبيبة الى مواقف متشنجة. ومن اجل التغلب على الحواجز، يوزع نشيطو الشبيبة الشيوعية، لسان حالهم سبارتاكوس، الذي يصدر مرة كل عدة اشـهر، ونشرة «صوت الشـبيبة» (كول هنوعر)، التي اخذت تصدر بشكل منتظم منذ بداية العام ٢٠٠٧، مرة كل اسـبوعين، وتوزع بالاف النسـخ عـلى مداخل المدارس الثانوية

العبرية، وفي مناسبات قطرية في مختلف انحاء البلاد.ان الـشركات الكـبرى، تهيمـن ايضا على المجال الثقافي للشـباب، عن طريـق ما تنظمه من مهرجانات، وتعميق الطابع التجاري للتلفزيون، بما في ذلك، البرامج الموجهة لابناء الشبيبة والاطفـال، والترويـج للمضامين العنيفـة، والقيم العنصرية الاسـتعلائية، تجاه الشـعوب

الاخرى، وتجاه النساء وغيرهم.ان الشـبيبة الشـيوعية تنظم مهرجانات ثقافية-سياسية لابناء الشـبيبة، بمشاركة فنانين وفرق فنية، يطرحون من خلالها بديلا ثقافيا لثقافة ”البضاعة“ التجارية. وفي هذا الاطار، فان الشـبيبة الشـيوعية تنظم مشروعا هائلا في المخيمات الصيفية للاطفال وابناء الشبيبة،

ونشاطات شعبية واسعة لمناسبة يوم الطفل العالمي.ان الدوائـر الحاكمة في اسرائيل، توظف جهودا كبيرة لاسـتبعاد ابناء الشـبيبة العربية عن النشـاط السياسي بشكل عام، وفي اطار الشـبيبة الشيوعية بشكل خاص. ومن اجل تحقيق هـذا الهـدف، فان اذرع الحكم لا تكتفـي بالمضامين التربوية المفروضة عـلى جهاز التعليم

العربي، وتحاول ان تفرض برنامج ”الخدمة الوطنية“ على الشاب العربي.وتقود الشـبيبة الشـيوعية معركة شـعبية هامة، ضد برنامج الخدمة المدنية، التي تشـكل

حقيقة بديلا للخدمة العسكرية. ان الخدمـة القومية، اكثر مما تهدف الى تحقيق مسـاواة، ولـو وهمية، فانها تأتي من اجل تبرير التمييز، والقاء المسـؤولية عن التمييز على الضحية. وبدلا من انجاز المسـاواة المدنية والقومية والاجتماعية الحقة، فان الخدمة القومية تأتي لتقرر ان سياسـة التمييز نابعة عن

تصرف ضحايا التمييز، وليس عن سياسة المؤسسة التي تمارس التمييز.ان اللجنة المركزية للحزب، إذ تعبر عن تقديرها الكبير للنشاط السياسي والتثقيفي للشبيبة

116

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

الشـيوعية، تؤكد على ضرورة اصدار مجلة ”الغد“ الناطقة باسم الشبيبة الشيوعية في اللغة العربية بشـكل منتظم. وتؤكد ان على مناطق الحزب وفروعه ان تسـاعد الشبيبة في توسيع

صفوفها، وضمان وجود فرع للشبيبة بجانب كل فرع للحزب.عـلى قـادر الشـيوعية، الشـبيبة لنشـطاء السـياسي الفكـري التثقيـف تعميـق ان اعدادهـم لمهـام قياديـة في صفـوف حركـة الشـبيبة، وللانضمـام الى صفـوف الحـزب.

ان تطوير عمل الشبيبة يتطلب عقد مؤتمرات مناطق الشبيبة، ومؤتمرها القطري في مواعيد قريبـة. ان المؤتمر ال-٢٥ يقـرر ان على فروع الحزب والهيئات الحزبية في المناطق والمركز، ان تـولي اهتماما اكبر بنشـاط الشـبيبة، وان تقوم بتقديم المسـاعدة اللازمـة لها في جميع

المجالات.

الاهمية والصعوبة في الانتساب الى عضوية الحزب الشيوعيفي اسرائيـل كمـا هي في العقـد الاول من القـرن ال- ٢١، لـم تتهيأ بعد الـشروط اللازمة لخـوض نضـال جماهيري مـن اجل احـداث تغيير ثـوري. وهـذا الواقع يزيد مـن اهمية المسـاهمة الشـخصية لـكل رفيـق ورفيـق في دفـع فكـر الحـزب وتأثـيره الجماهيري. ان الواقع الصعب الذي الناتج عن أربعين عاما من الاحتلال والهجمة الليبيرالية الجديدة ، يلزمنا كحزب بالحرص على كل رفيق، وعلى تأهيله الفكري والسـياسي والتنظيمي، وبخلق

رفاقية تتميز بالمبالاة وبالاصغاء والثقة المتبادلة، في كل منظمة حزبية.في كتابه ”مرض ”اليسارية“ الطفولي في الشيوعية“ (١٩٢٠)، اكد لنين (في الفصل ١٠) على اهمية عمل الشيوعيين، وخصوصا عند غياب الشروط المريحة وبالاخص عندما تسود ظروف صعبة:

” ليس من الصعب ان تكون ثوريا حين تكون الثورة قد اندلعت واشـتعلت.. من الاصعب بمـا لايقـاس ومن الاهـم، ان تعرف ان تكون ثوريـا في وضع لم تتوفر فيـه بعد ولا تتوفر بعد الشروط المناسـبة لخـوض نضال مباشر وعلنـي، جماهيري تماما وثـوري فعلا، وان تعـرف كيـف تدافع عن قضايـا الثورة (من خلال الـشرح، والدعايـة، والتنظيم) في داخل المؤسسـات والهيئـات غير-الثورية والرجعية حقـا في اغلب الاحيان، وسـط ظروف غير-ثوريـة، ووسـط جماهير تعجز عـن ان تدرك فورا الحاجة الماسـة لاسـلوب عمل ثوري“.

ان تكون شيوعيا ليس اجراء شكليا يتم بالاعلان عن نفسك شيوعيا . ان تكون شيوعيا يعني ان تدرس الواقع، وان تبلور رؤية ثورية، وان تلتزم بالعمل السياسي والاجتماعي لأجل دفع مواقف الحزب . ان تكون شيوعيا يعني ان تأخذ دورا فاعلا في المنظمة الحزبية ، وأن تدافع

عن الحزب، عن سياسته وعن تنظيمه.

117

&��-�8���� &��9������ &��:�� ���-�,�

&-�8���� &9������ &:�� �-�,�

قدمه يورام غوجانسكي، القائم بأعمال رئيس اللجنة

الرفاق مندوبي المؤتمر الأعزاء، يلخـص التقرير الـذي قدمته اللجنة المركزية لهذا المؤتمر، والذي شـارك في إعداده أعضاء لجنة المراقبة المركزية، حقيقة أساسية مفادها أنه نجح سياسيا في مواجهة الواقع المتغير بشـكل مثير للتقدير، واجتـاز بنجاح كل الامتحانات السياسـية التـي وضعتها التطورات أمامنا ما بين المؤتمرين. وذلك بفضل أيديولوجية الحزب وتميزه على الخارطة السياسـية

الإسرائيلية. إن الحفاظ على أممية الحزب، على المسـتوى الفكري، والسـياسي، والتنظيمي، والتي أثبتت أهميتها في الماضي وفي الحاضر أيضا، هو حجر الزاوية بالنسـبة لنا . إن الفشـل الذي لحق بنـا في الانتخابـات للكنيسـت ال-١٦، والتي أوصلنا فيهـا الى الكنيسـت ، وللمرة الأولى في تاريخ حزبنا، كتلة أحادية – القومية . تسـبب لنا بأضرار كبيرة. ان تصحيح هذا الخلل في الإنتخابات للكنيسـت السابعة عشرة عاد وأثبت مرة اخرى، أن في أمميتنا تكمن قوة كبيرة، ويجـب علينـا أن نحافـظ عليهاي بكل ما أوتينا مـن قوة وبمبدئية لا تنـازل فيها. هذا هو

الإستنتاج الرئيسي من الحدث الصادم الذي مررنا به. علينا أن نستخلص من هذه التجربة إسنتاجا آخر لا بد منه: لا يجوز للأي كان ، شريك، أو رفيق ، ولا سيما عضو في مؤسسة حزبية عليا، أن يقوم بالإلتزام وبتقديم وعود، ليس هناك ما يضمن تنفيذها فعليا. مثال على هذا كان الإلتزام الذي أعطي عشية الإنتخابات للكنيست ال-١٦: « في جميـع الأحوال سـنضمن أن تكون كتلتنا يهوديـة – عربية «، بينما على أرض

الواقع فإن ذلك لم يحدث. كانت لهذا الخطأ عواقب وخيمة لا تزال نتائجها ملموسة. لقـد انتقدت لجنة المراقبة المركزية الإجراء الذي تم انتهاجه في المعركة الإنتخابية للكنيسـت ال-١٦. وهي ترى من المناسب تحذير أنفسنا من أي تنازل مبدئي ، ومن الإساءة إلى الجوهر

الأممي للحزب الشيوعي الإسرائيلي.

صياغة النظام الداخلي (دستور الحزب ) المتجددإن المسـاهمة الأساسـية للجنة المراقبة المركزية في الفترة ما بين المؤتمرين، كانت مشاركتها الفعالة في إعداد المقترحات لإجراء تعديلات في النظام الداخلي للحزب. وجرت مناقشـة هذه

118

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

المقترحات في فروع الحزب، وجرى تلخيصها في الدورة الثانية للمؤتمر ال-٢٤. وفي رأينا، فإن تحديد دورة ثانية للمؤتمر، والمكرسـة بأكملها لمناقشـة النظام، كان محاولة ناجحة، ينبغي تطبيقها في المستقبل أيضا. إن تحويل موضوع النظام الداخلي لدورة ثانية، وفـر الفرصة لإجراء نقاش جدي حول التنظيم الحزبي على جميع مسـتويات ومؤسسـات الحـزب، وسـط تحليل بنود النظـام ودوره في حياتنا اليومية. عند تلخيـص الدورة الثانية للمؤتمـر ال-٢٤، صيغ نظام داخلي حزبي جديد، يتناسـب من ناحيـة، مع الوضع الحالي للحـزب، ويضمن من ناحية أخرى الطابع الثـوري والديمقراطي - على النحو المطلوب من

نظام داخلي في حزب شيوعي. إن لجنـة المراقبـة المركزيـة تؤكـد أن نظـام الحـزب الداخـلي قد عـدل فعلا وفقـا لذلك.

في السـنوات التي مضت منذ تعديل النظام الداخلي ، عمل الحزب فكريا وسياسيا، بموجب النظام الداخلي، واعتمد خط موجها صحيحا. ومع ذلك برزت نقاط ضعف في عمل الحزب، مثل عـدم تخصيص الإهتمام الكافي للتثقيف الفكري ولتفعيـل كافة منظمات الحزب فيما

يتعلق بالقضايا الطبقية والإجتماعية. عـلى المسـتوى التنظيمي، إن الوضـع يختلف في الحزب. فـإن نقاط الضعـف، التي صيغ النظام الجديد لمسـاعدتنا على التغلب عليها - لا تزال قائمة، وتقرير اللجنة المركزية يحللها

بالتفصيل، وبحق.

لسـوء حظنـا، في معظم فـروع الحزب لا يثابرون عـلى تنفيذ بنود النظـام الداخلي. ويبدو احيانـا، أن النظـام الداخـلي في عدد غير قليل مـن قائم على الورق فقـط. ومن الامثلة على الفشـل في تنفيـذ النظـام الداخـلي :فـروع الحزب غيـاب الاجتماعـات المنتظمـة للفروع والمؤسسـات المناطقيـة والفرعيـة، والتخلـف عن دفع رسـوم العضوية والحملـة المالية. نحن نشـير بقلـق، إلى أن الإنضباط الحزبـي، وتنفيذ القرارات، والتزام رفـاق الحزب بها ، تلائم في الكثير من الحالات سلوك حزب اشتراكي - ديمقراطي، ولا تلائم ما يفرضه كوننا

حزبا شيوعيا.

مسؤولية رفاق الحزب تجاه الهيئات الحزبية التي انتخبوا إليها:إن ظاهرة عدم مشاركة بعض الرفاق في اجتماعات الهيئات الحزبية التي انتخبوا إليها، بما فيها اللجنة المركزية، والمكتب السياسي، والسكرتارية، ولجنة المراقبة المركزية – هي ظاهرة

مقلقة وتتطلب استخلاص العبر.إن كل رفيـق أو رفيقـة ، ممـن انتخبوالهيئة حزبيية أي كانت، انتخبـوا بمحض إرادتهم . ورفـاق الحزب الذين اختاروا الممثلـين في الهيئة ، فعلوا ذلك بناء على تقديرهم، أن بمقدور هؤلاء الرفاق أن يسـهموا في عمل الهيئة التي انتخبوا لها، وأنهم يرغبون في ذلك فعلا. نحن

119

&��-�8���� &��9������ &��:�� ���-�,�

نعلم جميعا، أن كل من انتخب أخذ على عاتقه مسـؤولية: المشـاركة في النقاشـات وفي عمل المؤسسة الحزبية، والمشاركة في صياغة قراراتها، وبطبيعة الحال - في تنفيذها.

في الفـترة المنصرمـة منذ انعقاد المؤتمر ال-٢٤، انقطع بعض الرفـاق في الهيئات المركزية (وإلى حـد أقـل – في الهيئات المناطقية أيضا) عن المشـاركة في عمل هيئاتهـم ، ولم يقوموا

بالدور الذي انتخبوا لتأديته.ظاهرة سـلبية أخـرى، هي تعامل بعض من الرفاق مع الهيئة التـي انتخبوا إليها كفرصة للتعبير عن آرائهم فقط. هؤلاء الأعضاء هم غالبا بمثابة « حاضرين غائبين ”: فهم يقولون في الجلسة كل ما لديهم من أقوال - ومن ثم يغادرونها. هؤلاء الأعضاء يمتنعون عن الإستماع إلى النقاش، والأهم من ذلك – هم لا يتواجدون عند التلخيص واتخاذ القرارات بشـكل مقصود

. مثل هذا السلوك يعتبر أيضا إخلالا بالمهمة التي انتخبوا لتأديتها. ولكـن الظاهرة الأكثر خطورة هـي انتهاك القرارات. فإن عددا مـن الرفاق قاموا بانتهاك القـرارات الشرعيـة التي اتختهـا هيئتهم الحزبيـة ، وذلك خلافـا لكل القواعـد الحزبية. إن موقـف لجنة المراقبـة المركزية هو، أن النظـام وقواعد عمل الحزب تحـدد بوضوح، أن عـدم المشـاركة في عمل الهيئـة المنتخبة، أو في جزء مـن التلخيص وفي اتخـاذ القرارت - لا تعفـي العضـو في الهيئـة ، ولا أعضاءالحـزب التابعين لهـذه الهيئة ، من تنفيـذ قراراتها. إن ظاهـرة انتهـاك بعض رفاق الحـزب ، قرارات الهيئات الحزبية التـي هم أعضاء فيها ، برزت في ممارسـات ومواقف رفاق في الحزب، في مؤسسـات الجبهة الديمقراطية للسـلام

والمساواة. إن موقـف الحـزب، والأهميـة التي ينسـبها للتحالفـات والجبهات بصفة عامـة، وللجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة على وجه الخصوص، واضح ومثبت في النظام الداخلي الجديد للحزب الشـيوعي الإسرائيلي، وكذلك في تقرير اللجنة المركزية لهذا المؤتمر. ولأسفنا الشديد، ظهرت خلافات غير مبررة دائما ، خلقت صعوبات في عملنا المشـترك مع شركائنا في الجبهة الديمقراطية للسـلام والمسـاواة . إن المسـؤولية عن خلق هذه الصعوبات ، تقع بشكل كبير ، عـلى أعضـاء في الحزب ، من المفروض أنهـم مبعوثو الحزب للعمل في الجبهة. والسـبب الأسـاسي لهـذه الصعوبات كان – تملص مبعوثي الحـزب في الجبهة من واجبهم في العمل على إقناع شركائنا في الجبهة الديمقراطية للسـلام والمساواة بقرارات هيئات الحزب ( التي

هم أعضاء فيها) المتعلقة بعملنا المشترك. إن لجنة المراقبة تعود وتؤكد على ما يفترض أن يكون بديهيا : ان على عضو الحزب أيا كان الموقع الذي الذي يتواجد فيه أو ينتدب اليه – في الكنيسـت، في الهسـتدروت، في مؤسسات الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في مجلس محلي، في لجنة شعبية ، أو في بعثة في البلاد أو في الخارج – فإنه ملزم بقرارات الحزب وسياسـته. ومن واجب رفيق الحزب الأسـاسي، أن يطبق القرارات الصادرة عن مؤسسـات الحـزب، وأن يكون مواليا لها، في كل ظهور له،

120

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

أو تصويت، أو سلوك.يحـدد نظام الحزب الداخـلي كيفية التعامل مع الرفـاق الذين يقومون بانتهاك الدسـتور بشـكل منهجي. ولكن على الرغم من أن لجنةالمراقبة لفتت إنتباه المكتب السـياسي لضرورة التـصرف بموجب النظـام الداخلي ، وحتى أنها قدمت تقريرا حول هـذا الموضوع - إلا أن شـيئا لم يحدث.والأمور لم تتحسـن، حتى بعد أن أرسـلت لجنة المراقبـة تذكيرا إلى جميع الأعضاء المنتخبين في الحزب (من اللجنة المركزية وحتى لجان الفروع ) بشأن الإلتزام كجزء

أساسي من تأدية دورهم الحزبي.وإزاء الأضرار التـي تتسـبب بها هذه الظواهر لعملل الحزب، تتوجـه لجنة المراقبة للرفاق والرفيقـات المقترحين للإنتخاب لهيئة حزبية ولمهمـة أي كانت، وتقترح: إذا كان المقترح أو المقترحـة لا ينـوي أن يأخـذ دورا فعالا في عمل الهيئة ، فليتفضلوا ويسـحبوا ترشـيحهم. فيمـا يتعلق بالأعضاء الذين يشـاركون جزئيا في عمل هيئتهـم: لهذه الحالة لا يوجد تطرق مفصـل في النظـام. إن رأي لجنة المراقبـة المركزية في هذا الموضوع هو أن القيم الشـيوعية تتطلب مشـاركة كاملة ( باسـتثناء التغيبات المبررة )، حتى ولو لم يتوفر بند مفصل في هذا

الموضوع في النظام. بصفة عامـة ، تدعو لجنة المراقبة المركزية جميع هيئات الحزب وكافة أعضائه، للمثابرة في تطبيق النظام الداخلي المبدئي والمرن في القت نفسه . إن النشاط المتفق مع النظام الداخلي ، سوف يساعدنا على التغلب على الكثير من الصعوبات التي واجهناها في الفترة المنصرمة منذ

انعقاد المؤتمر ال- ٢٤.

الإشراف على الإدارة المالية إن الإشراف عـلى الإدارة المالية للحزب هو أحد الأدوار التي تقوم بها لجنة المراقبة المركزية.

فيما يلي بعض الملاحظات في هذا المجال:١. نحـن نعرب عن تقديرنا الكبير للعمل المتفاني والمهني للجنة المالية، وخصوصا - لأمينة صندوق الحزب، الرفيقة جنان طوبي. بفضل مثابرة لجنة المالية في كل ما يتعلق بمصروفات الحزب، اسـتطعنا أن نوفر في السـنوات الأخيرة مبالغ كبيرة في المعارك الإنتخابية. وبفضل مثابـرة أمينـة الصندوق في عملها – كشـفت إنتهاكات خطيرة كانت قـد حدثت في الماضي، وتتعلـق بإدارة الأمـور المالية. على الرغم مـن جهودنا الرامية إلى التعجيـل في معالجة أمر

الإختلاس الذي حدث، فإن التحقيق فيه حاليا بأيدي الشرطة. وتؤكـد لجنة المراقبة أنـه وبالرغم من الانتهـاكات الخطيرة والمخططة التـي نفذها عضو معـين ، بما فيها خيانـة الامانة ، إلا أنه يجب الامتناع عن دمغ نشـاط الحزب كله، وطرق نشـاطه. إن من ينتهـك قواعد وأخلاقيات العمل المالي السـليم في الحـزب يجب أن يتحمل شـخصيا عواقب جريمته . وبالمقابل ليس هنـاك مكان لان يقرر عضو في الحزب أنه بحجة

121

&��-�8���� &��9������ &��:�� ���-�,�

هذه الانتهاكات والتجاوزات التي قام بها شـخص معين، جرى تقديمه للقضاء، فإنه يعفي نفسه من دفع رسوم العضوية أو الحملة المالية.

إن الجبايـة المنتظمة لرسـوم العضوية ومشـاركة الأعضاء في دفع الحملة المالية يشـكلان مصـدران بالغا الأهمية لتمويل النشـاط الحزبـي في جميع المجـالات. إن التملص من دفع رسـوم اعضوية بشكل منتظم ، ليس مسا بالنظام الداخلي فحسب، بل يؤدي إلى صعوبات كثـيرة إضافية في عمل سـكرتارية الحزب، وينعكس سـلبا على عمل الحـزب في العديد من

المجالات الجماهيرية. ٢. لقـد شـهدنا ظاهرة خطيرة نحذر منهـا، والتي نجمت عن الصعوبـات المالية الموصوفة أعـلاه: ظاهـرة التأخر في دفع أجور عمال الحزب ومعاشـات متقاعديـه. ليس هناك مكان لمثـل هذه الظواهر في حزبنا، الذي يعتبر نفسـه خادما مخلصا لطبقـة العمال في إسرائيل. ولكـن بسـبب النقص في المـوارد، فإن عدد العاملـين في الحزب صغير، وبالتـالي ملقاة على العاملـين الحزبيين أعمـالا إضافية، غير عادية. ترقـب لجنة المراقبة هـذه الظاهرة، والتي فيهـا يكون العامل المخلص، أول مـن يدفع ثمن الصعوبات المادية التـي يواجهها الحزب.

٣. منـذ انعقاد المؤتمر ال-٢٤، ولا سـيما بعد أن كشـف الإختـلاس، توجهت لجنة المراقبة للمكتب السياسي وأوضحت، أنه من أجل أدائها لدورها الضروري في الرقابة المستمرة لإدارة ميزانية الحزب - هنالك حاجة الى شخص مهني، والذي بإمكانه تأدية هذه المهمة. يبدو لنا، عضـو لجنـة المراقبة المركزية، ممن لا يملكون المهارة في رقابـة الأموال ، ليس بمقدوره أن يؤدي هذا الدور الهام. نحن لدينا ثقة كاملة في أمانة الصندوق الحالية، ولكنه من الضروري أن تقوم اللجنة المركزية التي ستنتخب، بحل مشكلة رقابة إدارة الميزانية، بواسطة توظيف

مراقب داخلي ذو معرفة مهنية وخبرة مناسبة.

122

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

حددنا خيارنا ان نخرج من المؤتمر الـ - 25

����3 �;8<� =��< ��/��> ���3

!).3� .><�

ما يوجهنا ونحن نجمل النقاش الواسـع والهام الذي اغنى ابحاث المؤتمر، ونلخص المواقف التي نقترح على المؤتمر حسمها، في العديد من النقاشات، الفكرية والسياسية والتنظيمية ، ان هذه المواقف التي يلخصها المؤتمر هي التي ستوجه الحزب وتلزم هيئاته واعضائه للفترة القادمة. هذه القرارات التي يصادق عليها المؤتمر ، تشكل البنية التحتية الفكرية والساسية والتنظيمية التي نواصل على أساسها تشييد وحدة الحزب. ونحن ننطلق من أن خيار وحدة الحـزب الذي وضعناه نصب اعيننا منذ البداية، ليس مفهوما مجردا . انها وحدة الالتفاف حـول المواقف الفكرية والسياسـية والتنظيمية التي يلخصهـا مؤتمرنا ال-٢٥، نخرج على أساسـها بحـزب اكثر قوة، وأشـد وحدة وأوسـع حضورا شـعبيا في كل سـاحات الكفاح.

اننا نأخذ بالاعتبار، ان المؤتمر الـ - ٢٥، شـهد في بعض الاحيان، اجواء مشـدودة، عبر عنها المتناقشـون بطرق ومسـاهمات مختلفة، ونحن نعتقد ان التوترات التي شـهدها المؤتمر في بعض اللحظات، كانت نابعة عن حساسـيات متراكمـة، نابعة حقيقة عن جهد صادق قمنا به بشـكل فاعل في الفـترة المنقضية منذ المؤتمر الـ - ٢٤، للمواجهة مع المشـاكل المتراكمة، من دون ان نولي احيانا الحساسـيات المرافقة لها الاهتمام الكافي، واحيانا قد نكون اخطأنا هنا وهناك في معالجة بعض القضايا. ومهمة المؤتمر ان يحسـم في ذلك، ومع ذلك علينا ان

نراجع كل انتقاد بشكل عيني ونتعلم منه.ان قيـادة الحزب وقيادة المؤتمـر، لها ثقة كبيرة برفاق الحـزب، ومندوبي المؤتمر، وبغض النظـر، اذا كنا نعتقد ان الانتقادات التي اسـمعت من على منصـة المؤتمر، صحيحة او غير صحيحة، تسـتند الى الحقائق ام لا، فعلى قيادة الحزب ان توليها اهمية كبيرة، وان تأخذها في حسـابها. لقد اصغينا جيدا لكل انتقاد، ولكل اقتراح لتطوير عمل الحزب وانهاضه نحو مرحلة ارقى، وعلى قيادة الحزب أن تدرس كل النقاش، وتسـتخلص الاجوبة اللازمة في كل

حالة.ان حزبنا، لا يخشى النقاش،. حتى حين يكون متوترا وحادا، ان ما يثير قلق الحزب هو عدم طـرح القضايا للنقاش، لأن من عظمة حزبنا، اننا بعد النقاش الحاد، بمقدورنا ان نلخص، وان نخرج معا الى سـاحات النضال، فشـكرا جزيلا لجميع الرفاق الذين ناقشـوا وانتقدوا

123

!).��3� .��><� ������3 ���;8<� =����< ��/����> �����3

واسـهموا في توجيه الانظار الى قضايا لم تكن مأخوذة في الحسـبان، او ان بعض زواياها لم تكن امامنا ونحن نعد للمؤتمر.

* حالة من النهوض!بالرغم من الاجواء التي خلفتها بعض النقاشـات، علينا ان نحدد بشكل واضح، ان ما يميز حزبنا اليوم وما يميز مؤتمرنا الـ ٢٥ ليس ”اجواء مأزومة“ كما حاولت بعض النقاشات ان توحي، ولا نفسية الاحباط التي يتمسك بعضهم بها. هناك صعوبات حقيقية، نحاول التغلب عليها، وهناك اشـكالات نعمل معا على حلها وتجاوزها، وفي حياة الحزب مشاكل نحاول ان نواجهها ونصحح الخطوات بشجاعة حيث يقتضي ذلك من اجل ان نكون جاهزين للمعارك الحقيقية خارج الحزب في المواجهة مع الازمة السياسية الاجتماعية والاخلاقية والدمقراطية،

التي تخنق المجتمع الاسرائيلي كله، والمؤسسة السياسية الاسرائيلية وقيادتها.لقـد طرح احد المتناقشـين وبحق، السـؤال حـول عدم تضمـين رؤوس الاقـلام والبيانات المقدمـة الى المؤتمـر، تقريـرا عن عدد الرفـاق الذين انتسـبوا الى الحزب خـلال الفترة بين مؤتمريـن، وبالرغـم مـن ان السـؤال طرح بلهجة ”سـؤال العـارف“ في محاولـة للقول ان صفـوف الحزب لم تتوسـع في الفـترة بين المؤتمرين وليسـت آخذة بالتوسـع. وبالرغم مـن معرفتـي ان عدم تقديم هذا التقرير، نابع بالاسـاس، وبناء على لجنة المراقبة، بسـبب التأخـر الذي جرى على تنفيذ الاحصـاء القطري، الا ان العديد من ممثـلي الفروع الحزبية والشـبيبة رأوا من المناسـب ان يلفتوا النظر خلال المؤتمر، الى ان هناك انتعاشـا في فروعهم في قضية الانتسـاب الى صفوف الحزب، وتبين، ان الشـبيبة الشـيوعية مثـلا، قد قامت على شرف المؤتمـر الــ - ٢٥، بترفيع ثمانـين رفيقا ورفيقة من الشـباب الى صفـوف الحزب.وتبـين انـه في تل ابيب مثلا، نجح رفاقنا في الفـترة المنصرمة في ضم اكثر من عشرين رفيقة ورفيقا جديدا، من بين الشـباب في الاسـاس. وشـهد فرع القدس عملية تبديل اجيال مثيرة للاعتـزاز لا زالـت متواصلة، وقد اسـتوعب الفرع ١٥ رفيقـة ورفيقا جديدا من الشـباب، يقـودون عمل الفرع ونضاله في السـنوات الاخـيرة. وانا اتوقف عند هـذه المعطيات، لأنني اتحدث عن فروع تعمل في الشارع اليهودي، الاكثر صعوبة والاكثر تعقيدا، وفي فرع حيفا، جـرى في آذار الاخـير على شرف المؤتمر الـ - ٢٥ تكريـم ١٢ رفيقة ورفيقا جديدا، نصفهم مـن اليهود ونصفهم مـن العرب. اضافة الى اقامة فروع شـبيبة نشـيطة وناهضة وواثقة بالنفـس، ليس فقط بين الشـبيبة العربيـة، وانما في تل ابيب والقـدس وحيفا، وهذا تطور هـام. وتلقينا في المؤتمر بشـائر طيبة ومتميزة ومثيرة، من فـرع يركا، الذي قدم على شرف المؤتمر الـ - ٢٥ اثني عشر انتسـابا لرفيقات انضممن الى الحزب في يركا. ونحن نعتز بهذا الانجاز ليس فقط بسـبب توسـيع صفوف الحزب في قرية يركا الهامـة، وانما لأننا بحاجة الى إحداث انعطاف في مسـألة تعميق حضور المـرأة وتأثيرها في حياة الحزب ونضالاته، في

124

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

كل فروع الحزب ومؤسسـاته، وذلك تجسيدا لما جاء في رؤوس اقلام المؤتمر. فقد خصصت اللجنة المركزية في هذه المرة فصلا خاصا حول القضية الاجتماعية الهامة حول وضع المرأة ومكانتها الاجتماعية. ان فرع يركا، يطرح بذلك تحديا كبيرا امام فروع الحزب، التي عليها ان تعي ان المسألة لا تقتصرعلى ادخال هذا البند او ذاك الى رؤوس الاقلام، وانما القيام بذلك ، مـن خلال الحضور النسـائي في فروع الحزب وهيئاته المنتخبـة، وخلق الظروف الملائمة

لاستيعابهن جنبا الى جنب مع رفاق الحزب.ان اسـتعراض الانجـازات التي حققتهـا الفروع الناشـطة بين الجمهـور اليهودي، حيث الظـروف أكثـر صعوبـة، الى جانب الانجاز النوعـي في يركا من الجهة الاخـرى، يهدف الى التأكيـد الى انـه اذا كان بالامكان تحقيق هذه الانجازات وتوسـيع صفـوف الحزب في هذه الظـروف المركبة فلماذا لا بكـون ممكنا في الفروع الاخرى؟ الحقيقـة أنه ليس هناك مبرر

موضوعي لعدم حدوث ذلك في اماكن اخرى.

في مسألة الدمقراطية الحزبية!إسـمحوا لي ان أعفـي نفسي من الرد على احد المتناقشـين، الذي اعلـن ان هناك ”كم افواه“ في المؤتمر ”وانه لهذا السـبب لا يصل الى حق الكلام“، لكن دعوني اضع امامكم حقيقة ان عدد المشـاركين في النقاش، خلال يـوم ونصف من الوقت المخصـص للنقاش قد بلغ ١١١ متناقشا، واحد عن كل اربعة مندوبين في المؤتمر تقريبا، وهي نسبة تكاد تكون غير مسبوقة

في المؤتمرات، مثلوا مجمل النقاش ووجهات النظر في القضايا المطروحة.هذا هو التجسـيد الحقيقي للدمقراطية وحريـة الرأي، واعتقد ان بمقدور كل منا ان يعتز، بالدمقراطيـة الداخليـة في حزبنا، وبقدرتنـا على الاصغاء المتبادل، واحـترام الرأي المخالف ومقارعـة الحجة بالحجة. لقد حسـمنا دائما، وبحـق، ان النقاش داخـل الحزب، هو امر شرعي، وان كل رأي وكل اقتراح هو شرعي ولكن بعد ان نناقش ونلخص، فان موقفا واحدا، يلـزم كل واحد منا، وهو الموقـف الذي لخصناه في الهيئة المخولة لذلك وفق الدسـتور. هذا يصبـح موقف الحزب كله، ومن غير الوارد ان يكـون للحزب اكثر من موقف واحد، واضح

وملزم.وعلينا ان نضع مسـألة الصداقات في سياقها الصحيح، ليس لأننا اصدقاء، نحن موجودون هنـا في هذا المؤتمر، وفي هذا الحـزب. الصحيح اننا اصدقاء وتربطنـا علاقات متميزة، لأننا رفـاق في الحـزب، ونلتقـي في الفكر وفي المواقف الاساسـية ونلتزم بقواعـد الحياة الحزبية التـي قررناها معا، وفق الدسـتور. نتناقش هنا في هذه القاعة، وهـذه الهيئة الاعلى في حياة الحـزب، ولكننا نلخص ونقرر ونخرج موحدين على اسـاس التلخيـص الذي يقره المؤتمر.

واقـول اكثـر من ذلـك، ان من يقبل بنـاء المجموعـات او الانتماء الى هذا القائـد او ذاك، في اطار مجموعة، او تكتل حول شـخص، لا يـسيء الى الحزب وحده، ولا يمس بمكانة الحزب

125

!).��3� .��><� ������3 ���;8<� =����< ��/����> �����3

واحترامه فقط، وانما يسيء الى نفسـه، ويمس بكرامته الشـخصية، وكرامة رفاقه. اننا من اجل ان نحافظ على الحزب الشيوعي في هذه البلاد، لسنا بحاجة الى التجميع حول اشخاص،

وانما بحاجة الى بناء وحدتنا الفكرية والسياسية والتنظيمية على اساس ثوابتنا المتميزة.

التأكيد على البعد الطبقي والأممي ليس نقطة ضعفنا وانما مصدر قوتنا المتميز في المسألة القومية!

مـن غير المناسـب في حزبنـا، خلق الاجـواء، وكأن هناك تناقضـا بين كوننا حزبا شـيوعيا، وطبقيا وامميا، وبين حقيقة اننا حزب النضال دفاعا عن الاقلية القومية العربية في اسرائيل ومسـاواتها القومية والمدنية، ودفاعا عن الحقوق المشروعة للشـعب العربي الفلسطيني، في

معركته لانهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل.وليس من المنصف ولا الاخلاقي ولو التلميح من قريب او بعيد بان حزبنا الشيوعي الاسرائيلي يتخلى عن دوره المحوري، في معركة السـلام والمساواة، او يتراجع قيد أنملة في هذه المعركة. ان مثـل هـذا التلميح ليس منصفا ولا اخلاقيا، لا تجاه الرفاق الشـباب في الحزب، ولا تجاه قدامى الحزب، ليس تجاه قواعد الحزب، ولا تجاه قيادته، ليس تجاه الرفاق العرب، ولا تجاه

الرفاق اليهود الذين يشاركون اسبوعيا في بلعين، وفي مقاومة الجدار وجرائم الاحتلال.ان محاولة قلة من المتناقشـين من على منصة المؤتمر، الايهام بان هناك نقاشـا في المسـألة القومية، داخل الحزب، والايهام وكأن هناك تراجعا عن الثوابت التاريخية في مواقف الحزب من الصهيونية، ليسـت اكثر من محاولة مبتذلة ومفتعلة، لا تمت بصلة الى الواقع، ولا تمت الى مصلحة الحزب، ان لم نقل انها تخدم موضوعيا مصالح الذين يرغبون في تشويه صورة الحزب والاسـاءة اليه، والذيـن يرغبون في دفع الحزب للعب في ملاعب ليسـت هي ملاعبنا، وتصويـر تعميق الالتـزام بالرؤية الطبقية، وكأنه انتقاص مـن الموقف الاممي الصحيح في

المسألة القومية.ونحن نذكر بأننا عقدنا مؤتمرنا في هذا الموعد اصلا، في الذكرى السنوية الاربعين للاحتلال، مـن اجـل ان نعمق التزامنـا، الاكثر مثابرة من أيـة قوة اخرى في اسرائيـل وربما في العالم , بالمعركة على وضع حد للاحتلال، وتحقيق السـلام العادل، وتحرر الشـعب الفلسـطيني واسـتقلاله. ان المؤتمر الدولي الذي نعقده مع حزب الشـعب الفلسطيني في القدس لمناسبة ٤٠ عاما على الاحتلال غداة المؤتمر، والمظاهرة التي بادر حزبنا الى تنظيمها مع قوى سـلام واسـعة في قلب تل ابيب ضد الاحتلال ومن اجل السـلام العادل خلال الايام القادمة, تشكل

جوابا قاطعا على مواقف التشكيك غير المبررة. ان هذا هو التزام حزبنا الشيوعي الاسرائيلي وهذه رسالته، برفاقه اليهود والعرب، سواء بسواء. لقد افردت رؤوس اقلام المؤتمر مسـاحة واسـعة لمناقشة وسائل تعزيز اداء الحزب في المعركة

على انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وفي قضايا الاقلية القومية العربية في اسرائيل.

126

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

ان موقفنـا في هـذه القضايا واضح كالشـمس، حتى الغيـوم المتلبدة لا تسـتطيع التغطية عليـه. وهـو لا يترك مكانا للبس في القضية القومية، حتى لمـن يبحث عن ثغرات، ولو كانت رمزية. فالانتقاد الذي سـمعناه حول اننا نسـتعمل اصطلاح ”اقليـة قومية عربية“ وليس ”اقلية قومية فلسـطينية“ في اسرائيل، لا يصمد امام وضوح موقفنا. فحزبنا دون غيره، هو صاحب الموقف الداعي باسـم الجماهير العربية في اسرائيل: ”حتى لو جوبهنا بالموت نفسه فلـن ننسى اصلنا الفلسـطيني العريق، نحن جزء حي وفاعل ونشـيط من الشـعب العربي الفلسـطيني..“ (وثيقة ٦ حزيران ١٩٨٠)، فهل بعد هذا الموقف، يمكن التشـكيك بموقف الحزب من انتماء الجماهير العربية في اسرائيل الى الشعب الفلسطيني. فلمصلحة من تطرح

هذه النقاشات؟!من الصعب والمعقد، العيش كأقلية قومية عربية في دولة اسرائيل، ولكن من الاصعب العيش لاجئا خارج الوطن.. ان بصمات حزبنا الشيوعي دون غيره من الاحزاب واضحة على معركة البقـاء، وتمجيـد هذا البقـاء في الوطن. امام النكبـة، وامام اصوات الترانسـفير العنصرية. وليـس صدفة ان يبقى حزبنا حجر الرحى في المعركة عـلى تجذر الاقلية القومية العربية في وطنها ورأس الحربة في المواجهة مع برامج الترانسـفير والعقليات العنصرية المتخلفة. هذه

ممارساتنا وهذه رؤوس الاقلام التي قدمناها للمؤتمر.

مفهومنا لمناهضة الصهيونية- ليس مقصورا على تحرير الشـعب الفلسطيني من

هيمنتها، وانما يشمل تحرير الشعب اليهودي في اسرائيل ايضا من هيمنتها!حاول بعض المتناقشـين وبشـكل منهجي التلميح وكأن هناك نقاشا في حزبنا حول الموقف من الصهيونية، والايهام بان هناك من يعمل على ”التراجع“ عن الثوابت الفكرية والسياسية التي انتهجها حزبنا تجاه الصهيونية منذ عشرات السنين.. ونحن نؤكد ليس فقط ان حزبنا دون منازع، يحمل الموقف المعمق والاكثر تجذرا وشـمولا في رفض الصهيونية ومناهضتها، فكـرا وممارسـة في المـاضي وفي الحاضر وفي المسـتقبل، وان اي تغيير لم يطـرأ على موقف

الحزب، ولم نكن بحاجة لاية اعادة نظر لا من قريب ولا من بعيد في الموضوع.ان مقولاتنا وتحليلات حزبنا في مسألة الصهيونية وطبيعتها الطبقية كأيديولوجيا برجوازية في خدمة الامبريالية والصهيونية تتأكد صحتها اليوم ودقة تحليلها اكثر من أي وقت مضى، تتناقـض تماما مع مصالح الطبقـة العاملة في اسرائيل، ومعادية لمصالح الشـعوب- ليس لمصالح الشـعب الفلسـطيني والشـعوب العربية فقط، بـل لمصالح الجماهـير اليهودية في

اسرائيل نفسها. ان حزبنا الشيوعي الاسرائيلي، حزب الطبقة العاملة لا يكتفي برفض الصهيونية وفضحها ومناهضتهـا، ولكنه يطرح على الشـعب اليهودي في اسرائيل، بديله الانسـاني والدمقراطي التقدمـي- بديلـه السـباسي والاجتماعـي ، بديله الاممي الاشـتراكي الشـيوعي لاسـتبدال

127

!).��3� .��><� ������3 ���;8<� =����< ��/����> �����3

الصهيونيـة. ان موقف حزبنا مـن الصهيونية، ليس نقطة ضعفنا وانمـا نقطة قوتنا التي لا تضاهيها اية قوة سياسـية فاعلة في هذا الموضوع. وتنضم شـخصيات وشرائح جديدة في المجتمـع الاسرائيلي الى الموقف الرافـض او على الاقل المتنصل مـن الصهيونية والبحث عن

تناقضها مع مصلحة شعبي هذه البلاد. ونحن نسـأل- لمصلحة مـن يتم افتعال نقاش حول الموقف مـن الصهيونية كهذا في مؤتمر الحـزب؟ خاصة ان هذا النقاش غير قائم في الحـزب، ولم يطرحه احد، لا في اعمال الهيئات الحزبيـة ولا في الكـوادر والفـروع، ولا خـلال إعداد مـواد المؤتمر؟!! ولمن يتـم توجيه هذا

التشكيك؟ لقد كتبنا في رؤوس اقلام المؤتمر ونحن واثقون ان المؤتمر سيقر رؤوس الاقلام ما يلي:

”سبحنا في الماضي ونسبح في الحاضر في عكس تيار الفكر القومي الرجعي لدى اليهود ولدى العرب. اننا نرفض أسـس الايديولوجية الصهيونية فكرا وممارسـة، والتي تنمي التوجهات العنصرية والمس بالمساواة والدمقراطية، ونرفض مواقف الرجعية العربية. ان توجهنا طبقي وأممي ونقسـم العالم بطريقة مغايرة. ان التقسيمة الاساسية بالنسبة لنا ليست بين اليهود والعـرب، بل بـين اولئك الذين لديهم مصلحـة في النظام الطبقي القائـم ومن لديه مصلحة في تغيـيره. ولـذا أن يمكننا نقترح سياسـة يهوديـة عربية، بدلا من سياسـة لليهود واخرى

للعرب“. لقـد ناضـل الشـيوعيون في البلاد على مدار سـنين طويلة ضـد الايديولوجية والممارسـات الصهيونيـة: ضـد ”احتلال الارض“ وسـلبها من الفلاحين العرب وضـد ”العمل العبري“ واضطهـاد العمال العرب.وقد حلل حزبنا طابـع الصهيونية الطبقي واعتبر انها ”تعبر عن مصالح البرجوازية اليهودية الكبيرة وتتناقض مع مصالح العاملين ومصلحة شعب اسرائيل الوطنيـة، ومع مجمل قضايـا التقدم والاشـتراكية. اننا نرى في النضال ضـد الايديولوجية الصهيونية وممارسـاتها، ليس فقـط مصلحة طبقية للطبقة العاملـة وعموم الكادحين في اسرائيـل، وليـس فقط مصلحة لقضايا التقدم والاشـتراكية، وانما- وبمـا لا يقل عن ذلك- اهتمامـا حقيقيـا بمصالح اسرائيل الوطنيـة...“ (قرارات المؤتمر الـ١٨ للحزب الشـيوعي الاسرائيـلي). لـذا رفضنا دومـا الادعـاء الصهيوني بافـتراض التماهي بـين اسرائيل وبين

الصهيونية وبين اليهود والصهيونية، ونحن نعود ونؤكد هذا الموقف في المؤتمر الـ٢٥.هـذا هو موقف الحزب الثابت مـن الصهيونية، وهو مثار اعتزاز في الماضي والحاضر، واكثر المواقف وضوحا في المواجهة مع الصهيونية فكرا وممارسـة. فما الذي يرمي اليه التشـكيك من على منصة المؤتمر في موقف الحزب من الصهيونية ومحاولة تشـويهه؟! ام ان هناك من يلمح او يفترض وجود تفاوت في مواقف الرفاق اليهود والعرب في هذا الموضوع؟!! ان حزبنا يرفض هذا التلميح، جملة وتفصيلا، ويعتبر ان اصحاب هذا الموقف هم المطالبون بتفسـير مواقفهـم مـن الحزب ومواقفه المبدئية. ويرفض الحزب بشـكل قاطع هـذا الافتراض، كما

128

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

يرفـض حزبنا محاولة الصهيونية افتراض حالة مـن التماهي بين الايديولوجية الصهيونية وبين الشـعب اليهودي في اسرائيل. ان الصهيونية معنية بان تضع جميع اليهود في اسرائيل في سـلتها، واقناعهـم ان لا خيار آخر لديهـم. ان رفاقنا اليهـود اولا، يرفضون هذه الكذبة وتشـويه الوعي، ويرفضـون ان تتحدث المؤسسـة الصهيونية باسـمهم، ويقولون: ”ليس باسمنا“، ويعملون على اقناع الجمهور اليهودي العامل ان الصهيونية لا تمثل مصالحه، بل

هي نقيض مصالحه.ان مفهومنا كشـيوعيين عـرب ويهود مناهضـين للصهيونية، لا ينحصر في تحرر الشـعب الفلسـطيني مـن الهيمنـة الصهيونية، بـل يقتضي تحرير الشـعب اليهودي مـن هيمنتها الايديولوجية والسياسية ايضا، ويقتدي نشر الرؤية الطبقية الماركسية اللينينية . في مواجهة الصهيونيـة التـي تعمل على تفتيت العاملين، ونـشر البديل الذي نعتز بـه: الكفاح العربي

اليهودي المشترك من أجل السلام العادل، والمساواة ، والديمقراطية والمستقبل الاشتراكي. لقد استمعنا الى اقتباسات كثيرة من لينين خلال النقاش، واحيانا لتبرير مواقف غير لينينية بالضرورة. وانا سـأكتفي باقتباس واحد من لينين : ”ليس صحيحا دائما، ان من يكثر من

اقتباس ماركس، يكون ماركسيا!“.اسـتمعت الى نقاش احد الرفاق يسـأل- اذا كانت اسرائيل قامت في اطار حق تقرير المصير،

فهل هي دولة يهودية في مفهومنا؟!ان اسرائيل قامت على اسـاس قرار التقسـيم في ٢٩٫١١٫١٩٤٧، في اطار قرار مجلس الامن الدولي باقامة دولتين في فلسطين، عربية ويهودية. وبقيام اسرائيل تحقق حق تقرير المصير للشـعب اليهودي في البـلاد، وعلى رقعة اكبر مـن الرقعة التي قررها قرار التقسـيم. وبقي القـرار باقامة الدولة الفلسـطينية وتجسـيد حق تقرير المصير للشـعب الفلسـطيني دون تطبيـق. بينما جرى تهجير جزء كبير منه وتحويله الى لاجئين. وبقيام دولة اسرائيل أصبح

النضال اكثر الحاحا على دمقراطيتها، تحسبا من يهوديتها.وعلى ذلك ننادي منذ سـتين عامـا ، بأن شرعية اسرائيل لن تكتمل وأمنها ومسـتقبلها ، لن

يتوفرا الا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانبها. إن حدود الرابع من حزبران ١٩٦٧ ، ليست لب الصراع ، ولكنها تشكل فرصة الحل.

في مقولة ”يهودية الدولة“!في الكلمـة السياسـية التـي قدمتها باسـم اللجنة المركزيـة في افتتاح المؤتمـر ، تطرقت الى تصريحات رئيس (الشـاباك) المخابرات العامة ديسـكين، حول- ذراع الشـاباك، ”للرقابة الفكريـة“، على ناشـطين وتنظيمات يتنكرون لمقولـة ”دولة يهوديـة ودمقراطية“، وقلت ان الاعـلان عن مثل هـذه الملاحقـة المخابراتية الفكريـة، (وليس الامنية فقـط) والمدعومة بمواقف المستشـار القضائي للحكومة، تكشف عن الاخطار الفاشية المتربصة بالدمقراطية،

129

!).��3� .��><� ������3 ���;8<� =����< ��/����> �����3

والحريـات الفردية، وحرية الرأي وهي الاسـس التي تقوم عليهـا كل دمقراطية. ان اللجوء الى جهاز الشـاباك ليكون حارس ايديولوجية ”الدولة اليهودية – والدمقراطية“، و“اقناع“ الناس بصحة الفكرة، من خلال ملاحقة الناشـطين والتنظيمات التي ترفض الرضوخ لهذا التعريـف، ، والتصنت اليهم، تقضي مسـبقا وبشـكل بنيوي، على العنـصر الدمقراطي في تعريف ”دولة يهودية ودمقراطية“.والغريب ان تحظى انفلاتة ديسـكين بدعم ومصادقة المستشـار القضائـي للحكومة. ممـا يفضح عمق التدهـور الفاشي في اسرائيـل، والمخاطر المتربصة بالديمقراطية والحريات الشـخصية، وحرية التفكير ، وحرية التعبير التي تشـكل

جميعها ، الاساس الذي يقوم عليه المجتمع الديمقراطي الليبرالي. ومن جهة اخرى، فانني اعلن من على هذه المنصة، وليسجل رئيس الشاباك، ”ان حزبنا الذي اعترف بحق تقرير المصير للشعبين على اساس حل الدولتين، لم يقبل في يوم من الايام، ولن يقبـل تعريف دولة اسرائيل عـلى انها دولة يهودية تتجاهل وجـود وحقوق الاقلبة القومية العربية. ان دولة اسرائيل التي قامت قبل تسـعة وخمسـين عاما في اطار انهاء الاسـتعمار البريطاني على فلسطين، وفي اطار حق تقرير المصير للشعبين العربي الفلسطيني، واليهودي في فلسـطين، وفقا لقرار التقسـيم ٢٩ نوفمـبر ١٩٤٧، هي دولة مع اكثريـة يهودية، ومع اقليـة قوميـة عربية كبيرة من ”اهل هذا الوطن الذي لا وطن لهم سـواه“. ان هذا يعني، ان اسرائيل لا يمكن تعريفها كدولة يهودية- في تجاهل لوجود الاقلية القومية العربية، من ابناء الشـعب الفلسـطيني واهل هذا الوطن.. واذا كان عنصر ”يهودية الدولة“ سـيفرض بقوة القانون، وملاحقة الشاباك، فان هذا يسقط عن اسرائيل تعريفها كدولة دمقراطية، فلا هي دولة يهودية فقط، ولا دمقراطية، مما يعمق مأزق مقولة المؤسسـة الحاكمة حول ”الدولة

اليهودية والدمقراطية“.ان قيـام اسرائيـل اعتمـادا على قرار التقسـيم، وحـل الدولتين، اجاب على طموح الشـعب اليهـودي في هـذه البلاد، في تقرير المصـير، ولكنه ابرز في الوقت نفسـه ان شرعية اسرائيل لا تكتمل الا بتنفيذ الشـق الآخر بتحقيق حق تقرير المصير للشـعب الفلسـطيني، في دولته الوطنية المسـتقلة، في حدود الرابع من حزيران، وعاصمتين في القدس، وحل قضية اللاجئين حلا عادلا وفق قرارات الشرعية الدولية. في السنوات الستين الاخيرة ، وخصوصا منذ أربعين عامـا، ليس المطروح على جدول الاعمال ،حق تقرير المصير للشـعب في اسرائيل ، وانما حق

تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني. واذا كانت مسألة تقرير المصير للشعب اليهودي في فلسطين، قد تجسدت بقيام دولة اسرائيل، مخلفة نكبة الشـعب الفلسـطيني، فان النضال اصبح عندها يسير على محورين متكاملين ومتداخلين: النضال من اجل تحقيق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، واحقاق حقوقه الوطنية المشروعة، في دولته الوطنية المستقلة من جهة، والمعركة على تحويل اسرائيل تحويلا دمقراطيـا عميقـا، والوصول الى دمقراطية حقيقية، وانجاز المسـاواة الجذرية، في الحقوق

130

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

القومية والمدنية، والاجتماعية للأقلية القومية العربية في اسرائيل من الجهة الاخرى.

من العبث مطالبتنا بضمان الاكثرية اليهودية في اسرائيل!لقد كانت تسيبي ليفني- النائبة عن الليكود في الكنيست الخامسة عشرة، قد بادرت الى لقاء في الكنيسـت، مع تمار غوجانسـكي ومعي، وفي معرض نقاشها، عبرت عن اهتمامها بفكرة دولتـين، وقالت ان هناك نضوجا في الرأي العام، بدأ يصل الى قيادات في داخل حزبها، الذي يشـكل معقلا لمشروع أرض اسرائيل الكبرى، لكنه بدأ يسـلم بمبدأ حل معين على اسـاس دولتين لشـعبين. وهي ارادت ان تناقش هذه الفكرة معنا، كممثلين للحزب الشيوعي، الذي كان اول من طرح برنامج سياسي متكامل للحل على اساس دولتين، ولو كان بعيدا جدا عن الحل الذي تبحث عنه ليفني. لقد بادرت ليفني لهذا اللقاء بهدف مناقشـة فكرة أساسـية واحـدة.: هـل توجد امكانيـة للمزاوجة بين تطبيق مبـدأ ”دولتان للشـعبين ” من جهة ” وتطبيق مبدأ ”دولة يهودية وديمقراطية ” من الجهة الاخر ؟ وكما هو واضح فإن الطريق مـن هنا اصبح قصيرا لانتقال ليفني للتعبير عن مخاوفهـا الدمغرافية والحاجة الى تعريف اسرائيـل بالقانون كدولـة ”يهودية“. مقابل هذا الطرح اكدنا رفضنـا الخطاب الديمغرافي الذي تبشر به ، وأكدنا لليفني مفهوم حزبنا الشـيوعي، بان اسرائيل التي قامت على أسـاس قرار التقسـيم الذي اتخذته الامم المتحدة ، وفي اطار ممارسـة تقرير المصير لكلا الشعبين ، وليس لشعب واحد على حساب الشعب الاخر – ليست دولة يهودية فقط ، ولم تكن كذلكم في يوم من الايام ، لا تاريخيا ولا في مفهومها ، ولكنها دولة مع اكثرية يهودية ، واقلية قومية عربية كبيرة وهامة، ليست طارئة على اسرائيل، بل تصر على حقها في استعمال وزنها للتأثير على وجهة اسرائيل ووجهها، لا يمكن تعريف اسرائيل من دون أخذها بنيويا ،في الحسبان ،

كما ان أي تعريف لاسرائيل ليست له أية قيمة ما لم يعبرعن هذه الحقيقة الناجزة.وأكدنا لليفني، ان المعركة الحقيقية والمصيرية، لليهود والعرب في اسرائيل يجب ان تنصب

على الدفاع عن الدمقراطية في اسرائيل وتعميقها، وليس على دمغرافيتها. لقد سقت هذا الحوار مع ليفني الى تلخيصات المؤتمر ، لان هذا النقاش، سرعان ما تحول الى

خطاب سائد في الشارع الاسرائيلي ، وتحولت ليفني الى أحد أقطابه البارزين. وإزاء المواقـف الواضحـة وبلا تأتأة، التي واجهنا ليفني بها ، لـم تتورع وهي التي اعلنت التزامها بالمساواة والديمقراطية ، عن توجيه سؤالها المتحدي لي: كيف تضمن لي، بان تبقى

اسرائيل مع اكثرية يهودية بعد خمسين عاما؟!لقد اسـتهجنت طلب ليفني الي، وتسـاءلت بأي حق تطلبين مني كشـيوعي، وكأبن للشعب الفلسـطيني، ان اضمن لك اكثرية يهودية في اسرائيل، بعد خمسـين عاما! هل هذا جزء من

مسرح العبث .!? ان خلاصـة القول الذي اردنا ايصاله لليفني أن: المصلحة المشـتركة اليوم، لليهود وللعرب،

131

!).��3� .��><� ������3 ���;8<� =����< ��/����> �����3

تلتقـي في المعركة على تجذير المفاهيم الدمقراطية الاكثر عمقا، وعلى ان تكون اسرائيل دولة دمقراطية حقيقية – وهو ما يلغي الحاجة، الى ضمان اكثرية دمغرافية. فليسـت التركيبة الديمغرافيـة هي المقررة. ان مفهومنا الطبقي لا يتعايـش مع العقلية الديمغرافية. وعندما تصبـح اسرائيل دمقراطية حقيقيـة، لن يكون هناك خوف من التركيبـة الدمغرافية – لأن الدمقراطيـة المعمقة والمسـاواة التامة، القومية والمدنية والاجتماعيـة والبيئية هي الضمانة التـي يفترض ان تحمي حقـوق المواطنين كل المواطنـين، والمجموعات السـكانية ايا كانت

انتماءاتها، وفي جميع التركيبات الدمقراطية.

ألمنظور الشيوعي والمنظور ”الاصولي“ للمسألة القومية!تسـاءل احد المندوبين، بلهجة المسـتنكر: ”لماذا نأخذ بحدة على مواقف الحركات الاسـلامية مثلا، لانها تقوم بتغييب البعد الوطني للنضال وترى بالمعركة على الحقوق القومية ، تهديدا لمشروعها السياسي الديني والمتعلق بالايمان وأضاف الرفيق المتناقش ، بماذا يختلف منطق مواقـف الحـركات الاصولية عن مواقف الشـيوعيين ، ما دمنا نحن أيضا ننظر الى المسـألة القوميـة و البعد الوطني، من منظور طبقي، ومفاهيم اممية؟ فكيف نسـمح لانفسـنا بما

ننتقده في الحركات الاصولية؟!إن هذا الرفيق، يطرح طرحا ميكانيكيا غريبا، لا يرى في اطاره الفارق، بين الجوهر المختلف والمتناقض بين هذين المنطلقين . فمنطلقات الاصولية الدينية المنغلقة، تعزل مجموعة دينية من اتباعها ( عادة من الطبقات الشعبية المسحوقة)، وتضعهم في مواجهة مع الطبقة العاملة ونضالها من اجل التغيير التقدمي . ان الاصولية تطرح على الجماهير الشعبية جدول أعمال مختلف، يفترض أن يحل محل النضال من أجل الحقوق، وأن يسـتبدل النضال الوطني في سبيل الاستقلال القومي. ان الاصولية تضع نفسها في مواجهة مع ابناء الديانة نفسها، من

غير الاصوليين. ومقابـل ذلـك، فان الرؤية الطبقيـة الاممية، تنطلق مـن الحاجة، الى فتح الافق الواسـع، للنضال المشـترك امـام المنتمـين الى الطبقة العاملة نفسـها من مختلف الشـعوب، وداخل الشعب الواحد، وتمزق القناع عن وجه العدو الطبقي، وخدامه الطبقيين، الذين يستفيدون مـن تأجيج الصراع القومي والديني والعنصرية والحرب، من اجل التسـتير على منطلقاتهم الطبقية،ومصالهم الضيقة التي تأتي على حسـاب الجماهير الشعبية، واطباق هيمنتهم على

مصالح شعوبهم والشعوب الاخرى.وليس صدفة أن الحزب الشيوعي الاسرائيلي ، هو الذي قاد النضال من أجل المساواة للاقلية القومية العربية الفلسـطينية في اسرائيل, طوال عشرات السـنين . وليس صدفة، أن الحزب الشـيوعي الاسرائيـلي هو الذي قاد بتفان ونجـاح، معركة هذه الاقليـة القومية، دفاعا عن حقوقها المدنية والقومية. وليس صدفة ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي هو الذي يقود بمثابرة

132

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

وعناد، النضال لانهاء الاحتلال ، وللسـلام العادل الاسرائيلي الفلسـطيني، وتحقيق الحقوق القومية المشروعة للشـعب الفلسـطيني. فليس هناك منظور أكثر وطنيـة وأكثر فاعلية في

المعركة من أجل الحقوق القومية العادلة، من المنظور الطبقي. واذا كانت الاصولية تضع نفسها في تناقض مع الوطنية، فان الاممية والرؤية الطبقية، تعبر

عن ارقى اشكال الوطنية واكثرها فاعلية.

بأي تراث نتمسك؟ وبتراث من نواصل الطريق؟!إن المنـدوب الذي ذكرته، اعتبر في نقاشـه، أن حزبنا يتنازعـه نهجان، نهج يعتمد على تراث القيـادة التاريخية للحزب، تراث ماير فلنـر وتوفيق طوبي وإميل توما وتوفيق زياد، وآخر يعتمد على تراث ميكونس وسنيه... وهذا كلام خطير، لا يجوز إلقاؤه على عواهنه، ومن دون أن نحدد جوهر تراث ميكونس وسنيه الذي قاد إلى انقسام الحزب في العام ١٩٦٥ في المؤتمر الــ١٥.. وما هـي المواقف التي تلتقي مع هـذا التراث، وما هي المواقـف التي تكمل طريق الحزب التاريخي! لقد وصل تيار ميكونس وسـنيه إلى قناعة أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي يجب أن يتحول إلى حزب أقل، وشيوعي أقل، واسرائيلي أكثر. واعتبر أن كون الحزب شيوعيا بات يشـكل عائقا يعيق تقدم طموحاتهم، فاقترحوا حزبا شيوعيا مخففا، وتنكروا للأسس التنظيميـة الثورية الماركسـية اللينينية التي قـام عليها الحزب وداسـوها وبنوا التكتلات، وعملـوا من خلالها في مواجهة مع المؤسسـات. ولكـن لب انحراف تيار ميكونس وسـنيه، تمحـور في المسـألة الأممية، فقد اعتبر هذا التيار أن البنية الأمميـة اليهودية العربية للحزب هـي نقطة ضعفه، التي باتت تشـكل عائقا أمام تطور الحزب في الشـارع اليهودي، وأمام اسـتنفاذ إمكاناته. واعتبر أن وجود الرفاق العرب في الحزب، يشـكل عبئا على الحزب، مما يتطلب تقزيم هذا الوجود والتسـتر عليه قدر الإمـكان ووضعه في مؤخرة اهتمامات الحزب وجدول أعماله، استرضاء للأجواء الشوفينية والقومجية الناشئة في اسرائيل، وبحثا عن دور

أقرب إلى الإجماع القومي الصهيوني.إن من يريد أن يسير في طريق القيادة التاريخية للحزب، طريق فلنر وطوبي، وتوما وحبيبي وزيـاد، عليه أن يدافع عـن أممية الحزب، وعن بنيته اليهودية العربية، لا أن يتطاول عليها. وعليـه أن ينبـذ الأصوات النشـاز التي تدعو إلى حـرف الحزب عن طريقـه وبنيته الأممية اليهودية العربية. إن أممية حزبنا ليسـت نقطة ضعفـه، بل هي قيمته المضافة، بين اليهود

وبين العرب، اليوم كما كان في العام ١٩٦٥.إن من يروج إلى أن وجود الرفاق اليهود في الحزب، وحضورهم السياسي والفكري، والتمثيلي والتنظيمي، أصبح عبئا وعائقا، أمام توسيع نفوذ الحزب بين الجماهير العربية في إسرائيل، مما يستدعي تقزيم حضورهم والتستر عليه في مرحلتنا هذه ، لا يقل انحرافا عن أولئك الذين

روجوا لفكرة التستر على الرفاق العرب، وتقزيم حضورهم في الحزب في العام ١٩٦٥.

133

!).��3� .��><� ������3 ���;8<� =����< ��/����> �����3

الدعوة إلى تغيير اسم الحزب!

لقد طرح أحد المندوبين في هذا السياق الحاجة إلى تغيير اسم الحزب، من ”الحزب الشيوعي الإسرائيلي“ إلى ”الحزب الشـيوعي في إسرائيل“. وأود أن أشير إلى أن هذا الطرح ليس جديدا وليس فيه إبداع فكري أو سياسي حقيقي، لأنه سبق وطرح في المؤتمر التاسع عشر للحزب، وسـبق أن لخصت ”القيـادة التاريخية للحـزب“ (فلنر وطوبي وتوما وزيـاد) الموقف من هذا الطرح ومن محاولة تصوير حزبنا وكأنه بسـبب منظوره الطبقي والأممي، ”متسـاهل في القضية القومية“، و“متهادن في الموقف من الصهيونية“، وهو أشـبه ببعض النقاشـات

القليلة التي سمعناها في المؤتمر الخامس والعشرين. ولكننا يجب أن نكون واضحين وصريحين جدا في مناقشة مواضيع من هذا النوع. فالسؤال هو ليس الاسم، فهناك أسماء كثيرة صالحة. السؤال الأهم هو ما الذي يقف من وراء اقتراح التغيـير؟ ليس الاسـم، بل ما هـو الموقف الذي يسـتتر وراء الدعوة لتغيـيره. فنحن حددنا الموقف الأسـاسي بأن الساحة التي نمارس دورنا السـياسي عليها هي الساحة الإسرائيلية.. وأن المجتمـع الذي نطـرح بديلنا لتغييره تغيـيرا ثوريا عميقا هو المجتمـع الإسرائيلي، وأن الجمهـور الذي نعمل عـلى صياغة وعيه وتحويلـه تحويلا ثوريا، هـو أولا الطبقة العاملة الإسرائيلية، العرب الفلسطينيين منها واليهود. وحددنا أن نضالنا كحزب شيوعي ليس ضد المجتمع الإسرائيلي، وإنما على المجتمع الاسرائيلي وعلى إحداث التغيير فيه. وحددنا أن دورنا في الإسهام في حل المسألة القومية، للشعب الفلسطيني وللأقلية القومية العربية في إسرائيل،

يتم على الساحة الإسرائيلية، من موقعنا فيها ومن خلال تأثيرنا عليها.. إن تلخيصات المؤتمر التاسع عشر ، كانت قاطعة وواضحة، تعكس ”تراث القيادة التاريخية“ التـي جاء عليها احد المتناقشـين اليوم. فقد رفضت هذه التلخيصات اقتراحات تغيير اسـم الحـزب يومها، ونحن نرفضها اليوم، ورفضت التشـكيك في مواقـف الحزب ومنطلقاته، في القضية القومية، ورفضت افتعال التناقض بين النهج الطبقي والمعركة على الحقوق القومية

العادلة، واعتبرتها استفزازا وافتراء على الحزب وطريقه ونحن نعتبرها كذلك اليوم.

نحو انتخابات السلطات المحليةبين القضايا الكثيرة التي جرى طرحها في المؤتر ، برزت مسألة انتخابات السلطات المحلية. إننـا نقـترح عقد دورة مكملة للمؤتمر ال-٢٥ ، في غضون سـنة من الان، يجري تكريسـها

لمناقشة انتخابات السلطات المحلية المقرر إجراؤها في نوفمبر – تشرين ثان ٢٠٠٨.لكنني أريد الان ، التوقف عند قضية واحدة تتعلق ببلدية الناصرة ، والمسؤولية التي نحملها

جميعا عن الحفاظ على موقعنا التاريخي في قيادة مدينة الناصرة. لقد قام أحد المندوبين باقتباس تصريحات كنت أطلقتها في عدد من المناسـبات، أكدت فيها

134

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

:“ أن موقع جبهة الناصرة الديمقراطية ،وموقع رئيس البلدية رامز جرايسي في قيادة بلدية الناصرة يشـكل كنزا إسـتراتيجيا لنا في الحزب الشـيوعي. ان هذا الموقع هو مكسب شعبي وانجاز تاريخي للحزب الشـيوعي ، وللحزب والجبهة لاحقا، وعلينا الحفاظ عليه. ان كوننا القوة الاولى التي تقود الناصرة طوال اكثر من ثلاثين ، هو مصدر اعتزاز ، وموضع مسؤولية

كبيرة.نحن سـنواصل بذل كل جهودنا من اجل الحفاظ على هذا المكسـب وتعزيزه في الانتخابات القادمـة لبلديـة الناصرة. ان قيادة مدينة الناصرة ، التي تشـكل الحصـن المنيع للجماهير العربية وقلعة النضال المشترك للجماهير العربية مع القوى الديمقراطية والتقدمية اليهودية ، في نضالها لاحداث التغيير الديمقراطي العميق في المجتمع الاسرائيلي. ان بقاء قيادة البلدية في الايـدي الامينة للحزب وشركائه في الجبهة – هي نقطة انطلاقنا في كل بحث، وفي كل مرة

نوجه نقدا شرعيا اليها.

من أجل أوسع وحدة كفاحيةالمؤتمر ال-٢٥ للحزب الشـيوعي الاسرائيلي ، يعود ويؤكـد أن هدفه الاكثر إلحاحا، هو بناء

الوحدة الكفاحية الاوسع من اليهود والعرب لوقف جرائم الاحتلال. ان سياسـة شـارون وأولمرت ، منذ العـام ٢٠٠١، أدت الى مقتل ٢٥٠٠ فلسـطيني وجرح الـوف كثـيرة أخرى، وكذلك ادت الى تدمـير اقتصاد المناطق المحتلة, ودفعت حياة الشـعب

الفلسطيني الى هاوية الجوع والبؤس والضائقة التي يصعب احتمالها.كمـا ان الاحتـلال المتواصل ، هو المسـؤول الى حد كبير عن اتسـاع الفقـر في اسرائيل, وعن التعفن الاجتماعي والاخلاقي, الذي تفشى في المجتمع الاسرائيلي, وعن اتسـاع ظواهر العنف

والفساد الممأسس.ان معركـة الحـزب الشـيوعي الطويلة جنبا الى جنـب مع شركائه في الجبهـة الديمقراطية للسـلام والمساواة ، وانصار سـلام اخرين، قد أعطى نتيجة بالغة الاهمية ، بحيث بات الحل على اساس مبدأ ”دولتان ، اسرائيل وفلسطين“ مقبولا على قطاعات واسعة من الجمهور في اسرائيـل. ولكن بالمقابل تصاعد التحريض الشـوفيني والعنصري لقوى اليمين ، وانتشرت

مظاهر اليأس والكراهية. في الظروف المركبة في المنطقة، يواظب الحزب الشـيوعي الاسرائيلي، على سياسته الرامية الى بلورة أوسع معسكر سلام اسرائيلي، يقوم على اساس مبادئ متفق عليها. من الممكن توحيد مؤيـدي مبدأ حل الدولتين، اسرائيل وفلسـطين، في المعركة مـن أجل اهداف عينية مباشرة ’ على المسـتوى الانساني والسياسي ، ومن أجل اتفاق سلام شامل وثابت. مقابل الادعاء وكأن الاحتـلال واقع غير قابل للتغيـير ، فإن مؤتمرنا ال-٢٥ ، يعود ويؤكـد أن الطريق الوحيد، المبدئي والعملي سـواء بسـواء، لتحقيق السـلام العادل والثابت، هو انهاء الاحتلال وإقامة

135

!).��3� .��><� ������3 ���;8<� =����< ��/����> �����3

الدولة الفلسطينية المستقلة ، وعاصمتها القدس الشرقية، الى جانب دولة اسرائيل.ان مصـير، ومسـتقبل الشـعبين الاسرائيـلي والفلسـطيني ، رهن بالتخلص مـن الاحتلال، وتحقيق سـلام عادل وثابت، من شـأنه أن يسـهل انخراط الجمهور في المعركة ضد فظائع السياسة الاجتماعية ، والتمييز والعنصرية، ومن أجل حياة أفضل,من أجل المساواة والعدالة

الاجتماعية.

يعيش مؤتمرنا ال ٢٥تعيش الوحدة الكفاحية العربية - اليهودية

يعيش الحزب الشيوعي الاسرائيليالاشتراكية هي الطريق

136

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

نداء المؤتمر الـ 25

&���/ – &-%�@- ).3�

*)������� *���"� A�:�� 4$

&�+��,�-.���

”يدعـو المؤتمر ال-٢٥ للحزب الشـيوعي الاسرائيلي كل قوى السـلام، والمسـاواة، والعدالة الإجتماعية والبيئية، للتوحد وخوض نضال مشترك ضد الإحتلال، وضد كارثة الخصخصة،

وضد التمييز القومي، وضد إغناء قلة قليلة على حساب الجمهور الواسع”.

الإحتلال مأساة للشعبين”في هـذه الأيـام، يكون قد مر ٤٠ عاما عـلى احتلال المناطق الفلسـطينية في حرب ١٩٦٧. الحزب الشـيوعي الإسرائيلي، رأى بالإحتلال، منذ يومه الأول، مأسـاة للشـعبين. لقد فرض الإحتلال حكما قمعيا وقاسـيا ضد الشـعب الفلسطيني. الإحتلال يفسد المجتمع الإسرائيلي، وفكرة أن الإحتلال هو كارثة للاسرائيليين ايضا، آخذة بالإتسـاع في المجتمع الإسرائيلي. إننا ندعو للتعاون الواسع لإنهاء الإحتلال، ومن أجل السلام الإسرائيلي - الفلسطيني، والإسرائيلي

– العربي، العادل والشامل”.

لا ”حلول“ أحادية الجانب”محـاولات حكومات الليكود، وكديمـا، والعمل، فرض ”حلول“ أحادية الجانب، وصلت إلى طريق مسـدود. فلم تقرب بين الشـعبين، أو تؤد إلى السـلام، أو تجلب الأمـن. وكذلك، فإن الآمال الكبرى التي علقت على السياسـة الإقتصادية الليبرالية الجديدة، وكأنها سـتؤدي إلى النمو الإقتصادي المفيد للجميع، تبين أنها مجرد كذبة، لم تؤد إلا إلى الفقر، والبطالة، وتآكل

الطبقة الوسطى، وتضعضع ظروف العمل”.إن تعمق ”أزمة ”الحلول“ السياسية للمؤسسة، والضائقة الإقتصادية، واليأس السياسي، تم اسـتغلالها بفظاظة هازئة في قوى اليمين المتطرف والعنصري، لتزيد من شراسة تهديداتها

للديمقراطية في إسرائيل.ولكـن إلى جانب الخطر الكبير، تنشـأ في هذه الظروف الحالية فرصـة لوجود آذان صاغية

137

25 ����� ��������� B�.��C

لإسـماع صوت تقدمي، وعقلاني - صوت ديمقراطي، من أجل السـلام والمساواة. الجمهور الذي يناضل من أجل الحفاظ على قدرته على البقاء، يبحث عن حلول لضائقاته ”.

سياسة رفاه تقدمية شمولية

” في الواقـع السـياسي في إسرائيل، طرحنا هو الوحيد الذي يوفر امـلا حقيقيا لحياة أفضل في هـذه البلاد. مقابل سياسـة الحرب، ومنطق القوة احاديـة الجانب، إننا نطرح التفاوض والتوصل الى اتفاقات سـلام. مقابل تخلي الدولة عن مسؤولياتها تجاه سكانها، نحن نقترح سياسـة رفاه تقدمية شـاملة. مقابل الرأسمالية، التي تدوس الإنسـان وبيئته، نحن نطرح

فكرا اشتراكيا، ملتزما برفاهية الإنسان، وليس بحماية أرباح أصحاب رؤوس الأموال ”.” في النضـالات الإجتماعية التي نشـارك بها، تجـد طروحاتنا هذه، آذانـا صاغية من قبل قطاعات واسـعة، مستعدة للإصغاء لطروحاتنا، وتبحث عن شراكة حقيقية تخترق حواجز الدين والقومية، شراكة قادرة على هدم أبراج الكذب التي تقوم الرأسمالية وتيارات التطرف

القومي ببنائها ”.

جبهة عربية - يهودية واسعة” في هذا النضال، يقف الحزب الشـيوعي الإسرائيلي، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة جنبـا الى جنـب، مـع كل القـوى التقدميـة في إسرائيل. المؤتمـر ال-٢٥ للحزب الشـيوعي الإسرائيلي، يدعو لإقامة جبهة واسعة، دفاعا عن الديمقراطية، ولدفع السلام والمساواة قدما. مقابـل قوى اليمـين والعنصرية، ومقابل قوى الخصخصـة، ومقابل قوى رأس المال، يجب الوقوف بجبهة عربية - يهودية واسـعة، جبهة أخوة، وحرية، ومسـاواة. هذا أوان الوحدة

الكفاحية!.

إنضموا الينا نناضل معاانضموا الى الحزب الشيوعي الإسرائيلي

البيت الذي يتسع لكل أنصارالسلام والمساواة، اليهود والعرب!

138

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

������� �����

١. اقرار تقرير اللجنة المركزية للمؤتمر. ٢. اقرار تقرير لجنة المراقبة المركزية للمؤتمر

مخـول. عصـام الرفيـق قدمـه الـذي المؤتمـر، في النقـاش تلخيـص اقـرار .٣

٤. لوقف سفك الدماء! كما توقع الحزب الشـيوعي الإسرائيلي، فإن خطة الإنسـحاب من غزة لم تكن بداية النهاية للإحتلال، بل غيرت من شكله فقط. ففي الضفة الغربية تتوسع المستوطنات ويبنى الجدار، الـذي يجري اسـتغلاله لضم أراض فلسـطينية جديدة . وفي قطاع غـزة، بدلا من الإحتلال الإسرائيلي بواسـطة الجنود والمسـتوطنين، حصلنا على احتلال من بعيـد: غارات يومية من الجـو، وحصار اقتصـادي، واجتياحات عسـكرية متكررة للجيش الإسرائيـلي داخل قطاع

غزة. ومرة أخرى، تسفك دماء الأبرياء في قطاع غزة وفي مدينة سدروت. ومرة أخرى ، نحن ندرك،

بأن الشعبين يدفعان ثمن الاحتلال. ان المؤتمر ال-٢٥ يدعو لوقف سـفك الدماء فورا، وللعودة إلى طاولة المفاوضات الإسرائيلية

– الفلسطينية، بهدف التوصل الى اتفاق سلام عادل وشامل. ويدعـو المؤتمـر الى وقف الحـرب الأهلية في قطاع غزة، والتي تلحـق الأضرار بالنضال ضد الإحتـلال. وبالمعركة لوقـف الحصار الإقتصادي عـلى قطاع غزة، ومن أجـل اعتراف دولي

وإسرائيلي بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. ويدعـو المؤتمـر ال-٢٥ الجمهـور الإسرائيـلي، للتجند للمعركـة من اجل الـزام الحكومة الاسرائيلية على التجاوب مع مبادرة الحكومة السـورية ومع المبادرة العربية، لإحلال سـلام

اسرائيلي - عربي عادل وشامل.الحـزب الشـيوعي الإسرائيلي يندد بـإصرار ادارة بوش، على الإسـتمرار بعدوانها الإمبريالي الأمريكي، للهيمنة على المنطقة بأكملها وسـلب مواردها. نحن نقف على خط واحد مع دعاة السـلام في الولايـات المتحـدة، وفي جميع أنحاء العالـم، المطالبين بوقف الحـرب العدوانية، والإحتلال في العراق، وافغانسـتان، والتدخل الأميركي في لبنان، والتهديدات بشن حرب على

ايران، وسوريا، ولبنان. يدين الحزب الشيوعي الإسرائيلي الهجوم على سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، سكان

139

��������� �������

مخيم نهر البارد في لبنان. ويؤكد ان حل مشـكلة اللاجئين الفلسطينيين، لن يتحقق، إلا على أساس قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن .

٥. ضد السلب، ولحماية الحق في السكن!

الحكومـة الإسرائيليـة تواصـل اعتداءاتها عـلى الآلاف من مواطنيهـا، وتحرمهم من حقهم الطبيعي في السكن. في قرية كفر قاسم، وفي الطيبة، وفي يافا، وفي الرملة، وفي اللد، وفي جنوب تـل – أبيب، وفي عشرات البلدات غير المعترف بهـا، وفي النقب، وفي الجليل. على الحكومة أن تكف فورا عن مواصلة سياسـة سلب الأراضي بكافة الوسائل ، بما في ذلك تغيير استعمالات الاراضي في الخرائـط الهيكليـة، كما يحـدث في الطيبة، وفي منحـدرات الكرمل، وفي مناطق

أخرى. وبـدلا من ان تقترح حلولا سـكنية، تصـدر الحكومة اوامر اخلاء وترسـل الجرافات. وبدلا من ان تسـمح بإنشاء بلدات عربية جديدة، تعمل الحكومة على سلب الأراضي وهدم المنازل. وتقـوم بتحويل الأرض إلى ملـك عقاري للألفية العليا في التـدرج الاجتماعي، ولهذا الهدف

تتبع سياسة السلب والتمييز. يدعـو المؤتمـر الى نضال جماهيري واسـع، من اجـل حق كل مواطن، عربـي ويهودي على

السواء، في السكن، وفي بناء مساكن شعبية حكومية، وفي وقف هدم البيوت.

٦. من أجل توفير العمل للعاطلين عن العمل ! إ وإلغاء برنامج ويسكونسين! يدعـو مؤتمر الحزب الشـيوعي الإسرائيـلي الى الغاء برنامج ويسكونسـين على الفور. فبعد عامـين من التنكيل بالعاطلـين عن العمل، وجرف الأرباح على ظهورهم، نحن نطالب بوقف نظام القهر والاستغلال البشع للعاطلين عن العمل، وبإيجاد حلول تشغيل مناسبة لتوظيف جميع العاطلين ، يهودا وعربا على السـواء، وذلك من خلال: تطوير اماكن عمل، ورفع الحد الأدنـى للأجور، وإقامـة مراكز للرعاية اليومية لأطفال العاملـين، وإلغاء طريقة العمل من خلال شركات القوى العاملة، وضمان تثبيت العمال في اعمالهم مع مرور عشرة أشهر من بدء العمل. ويعرب المؤتمر عن تقديره الكبير للنشـاط البرلماني لكتلة الجبهة الديمقراطية للسـلام والمسـاواة، ولنشـاط فروع الحزب في محاربة برنامج العبودية، والذي يطلق عليه

اسم ”خطة ويسكونسين“. إن إفشـال خطة ويسكونسـين، وإفشـال «تقرير دوبرات»، ونضال العاملين الإجتماعيين، والمدرسـين، وعاملي الدولة، ضـد خصخصة الخدمات العامة - كل هـذه الأهداف بالإمكان تحقيقهـا. ويدعو المؤتمـر فروع الحزب إلى أخذ دور اكثر فعالية، في المعركة لحماية العمل المنظـم، ومـن أجل تعليـم مجاني من الروضة حتـى الجامعة، وضـد خصخصة الشركات

الحكومية، والمستشفيات، والمؤسسات العلاجية.

140

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

٧. من اجل تعليم مجاني، ومن أجل تعليم عال متاح للجميع! يشـد المؤتمر على أيدي أعضاء منظمة المعلمين، في نضالهـم العادل لحماية التعليم العام في

اسرائيل، ولحماية حق المعلمين في التنظيم، وفي الحفاظ على شروط عملهم. ويعـرب المؤتمر عـن تقديره العميق للإضراب المسـتمر للطلاب الجامعيـين، والذي انتهى مؤخـرا. ان النضـال الذي بدأ كنضال ضـد رفع اجور التعليم، تطور، ايضا بفضل نشـاط رفاقنا، الى نضال شـامل ضد خصخصة نظام التعليم العالي، ومن اجل الحق في المسـاواة في

التعليم. يحيـي المؤتمر تنظيمـات المعلمين، والطـلاب، وأولياء أمور الطلاب، وطـلاب المدارس، على الصمود في تضامنهم طوال ٤٠ يوما من الإضراب، وعلى ادارتهم معركة واضحة وشـجاعة،

من أجل حماية التربية والتعليم في اسرائيل.

٧. ضد الهجوم المتصاعد على الديمقراطية وعلى جهاز القضاء يتعـرض الجهاز القضائي في اسرائيل وتتعرض اسـتقلاليته ، ومحكمـة العدل العليا ، الى هجمة غير مسـبوقة يقودهـا وزير القضاء، دانييـل فريدمان، وبالرعايـة الكاملة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، وذلك بهدف توفير الغطاء للسياسـيين المتورطين في أعمال

فساد . يدين المؤتمر موقف رؤساء جهاز الأمن العام، والذين أخذوا لأنفسهم الحق في تنفيذ ملاحقات سياسـية ضد الشيوعيين ، وضد اليسـار، وضد المواطنين العرب بشكل عام. ويرى المؤتمر بهذه الملاحقات محاولة مخزية وخطيرة لإعادة إحياء الحكم العسـكري بوسـائل قانونية. ويدين المؤتمر بشكل خاص مصادقة المستشار القضائي للحكومة على هذا الموقف المعادي

للديمقراطية. يدعـو المؤتمـر الى وحدة كافة القـوى الديمقراطية في إسرائيل، يهـودا وعربا، لصد الهجوم

الأرعن ضد حقوق الإنسان والمواطن، وضد جهاز القضاء.إن الديمقراطية في خطر! وحان الوقت لنناضل سوية، ضد العنصرية، وكره الآخر، وعسكرة

الحياة العامة في البلاد.

٨. ضد برنامج ” الخدمة الوطنية ” للشباب العرب ان برنامـج ” الخدمـة الوطنية ”، لم يـأت لضمان حقوق متسـاوية للمواطنين العرب، بل جاء ليضمن اسـتمرار سياسة التمييز القائمة . ان“ الخدمة الوطنية ” هذه ، تخدم رؤوس الأمـوال، وسياسـة الخصخصة، والتقليصات في الخدمات العامـة، وذلك من خلال توظيف

المتطوعين بدلا من تشغيل عاملين ذوي حقوق.

141

D.��,�� )%��9�

D.,�� )%9�

مبـاشرة بعـد انتهاء المؤتمر ال-٢٥ للحزب الشـيوعي الإسرائيلي، عقـد في القدس، بمبادرة الحزب الشـيوعي الإسرائيـل، وحزب الشـعب الفلسـطيني، اجتماع دولي لمـدة ثلاثة أيام، خصص لإحياء ذكرى مرور ٤٠ عاما على الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسـطينية، وعشية احيـاء ذكرى مـرور ٦٠ عاما على قرار الجمعية العامة للأمـم المتحدة في ٢٩ تشرين الثاني

١٩٤٧، بشأن اقامة دولتين في فلسطين الانتدابية، وبالإضافة الى الممثلين عن الحزب الشـيوعي الإسرائيلي، وحزب الشـعب الفلسـطيني، وعن ممثلين اسرائيليين وفلسـطينيين آخرين، شـارك في المؤتمر ٢٨ ممثلا عن ١٢ دولة: الولايات المتحـدة، والهنـد، والنرويج، وألمانيـا، وإيطاليا، واليونان، وفرنسـا، وقـبرص، والبرتغال، وبريطانيـا، والدنمـارك، وأسـتراليا. وحضر بـين المشـاركين في المؤتمر، عضـو في البرلمان

الأوروبي، وأعضاء برلمانات، من النرويج، والبرتغال، وألمانيا، والهند. في الأيـام ٢-٣ من حزيران ٢٠٠٧، قامت الوفود بجولـة في منطقة القدس، وعلى مقربة من الجدار الفاصل، وزاروا البرلمان الفلسطيني في رام الله، والتقوا شخصيات بارزة، ونشيطي

سلام، إسرائيليين وفلسطينيين. في سـاعات الصبـاح من يوم ٤ حزيران، عقـد في قاعة فندق نوتردام، عـلى خط التماس في القـدس، لقـاء مغلق للوفـود الأجنبية مع ممثلين عـن الحزب الشـيوعي الإسرائيلي، وحزب الشعب، ومع شخصيات اسرائيلية وفلسطينية، وذلك لبحث سبل توسيع نطاق الدعم الدولي لإنهاء الاحتلإل، والذي يتسبب بأضرارا شديدة لكلا الشعبين، وللسلام العالمي. هذا، ولخص

بيان صدر عن المشاركين في المؤتمر. في سـاعات المسـاء، عقد في القاعـة الكبرى لفندق نوتـردام، لقاء علني، تحـدث فيه عصام مخول، الامين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي، بإسم اللجنة المركزية للحزب ، وفؤاد رزق،

142

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، والبروفيسور نعومي حزان. هذا، والقيت تحيات من قبل محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، وتجمع اليسار الفلسطيني. وأدار الجلسة، نعيم الأشـهب، من حزب الشـعب الفلسـطيني، وتمار غوجانسـكي، من الحزب الشيوعي

الإسرائيلي.

بيان «مبادرة القدس»القـدس: في الـدولي المؤتمـر في المشـاركون اعتمـده الـذي البيـان في جـاء « نحن، المشـاركين في المؤتمر الدولي في القدس، نعرب عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني، ومع جميع القوى الداعية للسلام، والمعارضة للإحتلال وللمستوطنات، في إسرائيل وفي كافة أنحاء العالم، في نضالهم من أجل السـلام الإسرائيلي – الفلسـطيني العادل والشـامل، على اساس انهاء الإحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، على كافة الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧

.نحن نطالـب اسرائيل، والولايات المتحـدة، والإتحاد الأوروبي، وجميـع الدول التي فرضت حصـارا غير عادل على الشـعب الفلسـطيني، برفع الحصـار فورا. هذا الحصـار يزيد من حدة التدهور في الأوضاع المعيشـية للشـعب الفلسـطيني، وله عواقب وخيمة على الإقتصاد الفلسـطيني، ويمنع الفلسـطينيين من التزود بالمـواد الغذائية وبالأدويـة، ويزيد من حدة انتشار البطالة والفقر، ويمنع أي تطور اقتصادي أو اجتماعي، وبالتالي، يقضي على فرص

بناء دولة فلسطينية مستقلة. إننـا نطالب كافـة الحكومات في مختلف أرجاء العالم، بالإعـتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسـطينية، وبإقامة علاقات طبيعية معها، وبالسـماح لها بالعمل خدمة لمصالح الشعب

الفلسطيني.اننـا نرفض خطة اقامة دولة فلسـطينية ذات حدود مؤقتة، ونعتبره محاولة مدمرة اخرى، تهدف الى تأجيل التوصل إلى اتفاق نهائي، يضع حدا للإحتلال الإسرائيلي المتواصل للأراضي

الفلسطينية منذ حزيران ١٩٦٧. إننـا نؤكد على مسـؤولية الـدول دائمـة العضوية في مجلـس الامن للأمم المتحـدة، ودول اخـرى، في اجبـار اسرائيل على تطبيـق القانون الدولي، وقرارات الأمـم المتحدة ذات الصلة. ان مبادرة السـلام العربية، التي اعتمدتها جميع الـدول العربية، اذا تم تطبيقها كما هي ، تشـمل بداخلها كل الأسس الرئيسية، لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط، وبين اسرائيل

وكافة الدول العربية. نحـن، المشـاركين في المؤتمـر الدولي في القدس، سـوف نواصل بذل كل جهـد، للضغط على حكومـة اسرائيل، لإجراء مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسـطينية، من أجل التوصل الى

اتفاقية سلام عادل وشامل، والتي تستند على الأسس التالية:

143

D.��,�� )%��9�

إنهـاء الإحتـلال الإسرائيـلي، وتفكيـك كامل لجميـع المسـتوطنات ، وإزالة جـدار الفصل العنـصري، وجعل حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ حدود سـلام بـين دولة اسرائيل ودولة فلسـطين، وان تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسـطينية، وان يسود التعايش بين عاصمتي الدولتين في القدس، اسرائيل وفلسطين ، وتحرير الأسرى السياسيين الفلسطينين،

وحل مشكلة اللاجئين بموجب قرار الأمم المتحدة رقم ١٩٤. برنامـج السـلام هذا، هو البرنامـج التاريخي لكلا الحزبين - الحزب الشـيوعي الإسرائيلي، وحزب الشـعب الفلسـطيني، على مدى عقود. وقد اعتمدته كذلـك، الأمم المتحدة، والجامعة العربيـة، والمجتمـع الدولي. هذا البرنامج ، الذي لم يطبق بعد، عـلى الرغم من ان مبدأ الحل الذي يقوم على اساس دولتين، كان قد تقرر في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل ٦٠ عاما. برنامج السـلام هذا، يعبر عن الأمل في انهاء القمع، وسـفك الدماء، وبداية حقبة من السلام

ثابت ”.

ووقع على البيان الأحزاب والمنظمات التالية: حزب الشـعب الفلسطيني، والحزب الشيوعي الإسرائيلي، والحزب الشيوعي ( الماركسي ) في الهند، وحزب التجدد الشيوعي في إيطاليا، والحزب الشيوعي في بريطانيا، والحزب الشيوعي في الولايات المتحدة، والرؤية الإجتماعية الديمقراطية ( اسـتراليا )، وحزب اليسار الأوروبي، والحزب الشـيوعي الفرنـسي، والحزب الشـيوعي اليوناني، وحزب الشـيوعيين الإيطاليين، والحزب الشيوعي في البرتغال، وحزب أكل في قبرص ، والتجمع الأحمر الأخضر في الدنمارك، والحزب الإشـتراكي اليساري في النرويج، واتحاد النساء في اليونان، ومركز النقابات المهنية في الهنـد، والحركـة الإجتماعية في ايطاليا، وحركة النسـاء في قـبرص، والرابطة النرويجية

للمنظمات غير الحكومية، ومجلس السلم العالمي، ومجلس السلم في البرتغال.

144

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

&9(!:��� &-�8���� 7���� �E�F

في المؤتمر ال - ٢٥(حسب ترتيب الألف - باء لإسم العائلة)

اللجنة المركزية

آمنة أبو أحمد ابراهيم ابو يونس

ماجد ابو يونس عبد الله ابو معروف

اميمة ابو راس جميل ابو راس

أديب ابو رحمون عفو اغبارية كالمان التمان محمد بكري محمد بركة

إيناس جبالي ايلي غوجانسكي

تمار غوجانسكي فيدرو غولدفرب

بنيامين غونين منصور دهامشة

افرايم دافيدي علي هيبي

دحيل حامد

جابر خوري يوسف حيدر

دوف حنين شرف حسان علي حريكي عوني كحيل

عوفر كسيف روضة مرقس - مخول

زياد محاميد عصام مخول

محمد نفاع موسى صغيرفتحية صغيرمور سطولر

أحمد سعد جهاد سعد

عمر سعدي شكري عواودي

أحمد عراقي سامح عراقي

عادل عامر جهاد عقل

تغريد شبيطة جمال شريف

عايدة توما - سليمان

لجنة المراقبة المركزية كمال ابو احمد خليل اندراوس

احمد الحاج يورام غوجانسكي

بديع حصري أحمد حمدي اتياس صغير

صادوق صادوق فاتن غطاس

واختارت لجنة المراقبة المركزية، فاتن غطاس

رئيسا للجنة.

145

&��9(!:��� &��-�8���� 7������ ���E�F

الهيئات التابعة للجنة المركزية

في الـدورة الأولى للجنـة المركزية، والتي عقدت في النـاصرة، في ١٦ حزيران ٢٠٠٧، اجريت الإنتخابات لهيئات اللجنة المركزية.

الهيئات المنتحبة:

الأمين العام - محمد نفاع.

المكتب السياسي:

عبد الله ابو معروف جميل ابو راس أديب أبو رحمون

عفو اغبارية محمد بكري محمد بركة

تمار غوجانسكيدوف حنين

عصام مخول احمد سعد عادل عامر

عايدة توما - سليمان

سكرتارية الحزب:

ابراهيم ابو يونس ايلي غوجانسكي

فيدرو غولدفارب منصور دهامشة

دخيل حامد علي حريكي

شرف حسان

عوني كحيل روضة مرقس زياد محاميد موسى صغير سامح عراقي

مركز سكرتارية الحزب - ماجد ابو يونس.

146

الحـزب الشيـوعـي الإسـرائـيـلي المـؤتـمـر الـ ٢٥

25 GA� �����"� &�C;�� )�.��

عقـدت الـدورة الثانيـة للمؤتمر ال- ٢٥ في يوم السـبت، ٢٨ حزيـران ٢٠٠٨، في بيت الصداقة في الناصرة. وقد كرست الدورة، لبحث التطورات السياسية، وللتحضير لإنتخابات السلطات المحلية. محمد نفاع، الأمين العام للحزب الشـيوعي الإسرائيلي، أشـار في مداخلتـه، الى الفجوة العميقة بين تصريحات بوش وأولمرت بشـأن السـلام، وبـين واقع مواصلة الإحتلال، وتوسـيع المسـتوطنات، وخصوصـا - في منطقة القدس. وندد نفـاع، بحملة التهديدات والمناورات العسـكرية ضد ايران،

وبمخططات بوش لتكريس الإحتلال في العراق. وفي تطرقه الى الإنتخابات القادمة للسـلطات المحلية، اشـار نفاع الى الصعوبات الناجمة عن الأزمة المالية، التي تورطت بها معظم السـلطات، وعن الظواهر الاجتماعية الرجعية المنظمة الي يشـهدها مجتمعنـا. ودعا نفاع هيئات الحزب، الى حل الخلافات الداخليـة، لتحريك الجهود لبناء تحالفات،

من اجل تحقيق نجاح للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في الإنتخابات القادمة للبلديات. وأشـار أعضاء مكتب الجبهة الديمقراطية للسـلام والمساواة، شـوقي خطيب، رئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، ورامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة، الى التحولات العميقة التي حدثت في السـلطة المحلية، في اعقاب تخلي الحكومة عن مسؤوليتها، في توفير الخدمات الاساسية ورفاهية المواطنـين. وأشـارا في حديثهمـا، إلى المسـاهمة المميزة للجبهة الديمقراطية للسـلام والمسـاواة في السلطات المحلية. ودعا كل منهما، لإعداد برناج عمل بلدي عام، يشكل الأساس لبناء برامج العمل

البلدي لقوائم الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وشركائها، في كل مكان. واكد عضو الكنيسـت دوف حنين، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي، في مداخلته، على أهمية اقامة الحركة الواسعة « مدينة لنا جميعنا «، والتي تتنافس في الإنتخابات لبلدية تل أبيب – يافا ، وتقوم القائمة على أسـاس نضال يهودي – عربي مشـترك، ضد تمييز المواطنين العرب في المدينة، ومن اجل اتباع نهج مختلف، قائم على المسـاواة بين تل - أبيب ويافا، ومن اجل بلدية ذات ادارة ديمقراطية، تعمل لمصلحة اكثرية السكان، وضد جعل تل أبيب – يافا مدينة للأغنياء فقط،

ولدعم النساء، ولحماية البيئة.وقد شـارك في النقـاش ٢٣ مندوبا. وأقر مندوبو المؤتمر المحـاضرة والتلخيص، الذي قدمه الأمين

العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي، محمد نفاع ، واقتراح القرارات.

147

25 GA� �������"� &���C;�� )�.����

:�����"� &�C;�� )�.�� �����

لتعزيز النضال ضد الاحتلال ومن أجل السلام العادل يدعـو المؤتمـر ال-٢٥، في دورتـه الثانية، الى توسـيع النضال اليهودي - العربي المشـترك، ضد الإحتلال الإسرائيلي والمسـتوطنات، واللذان يغذيان الـصراع الدموي المتواصل، ومن اجل تحقيق سـلام عادل، على أسـاس اقامة الدولة الفلسـطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة

إسرائيل، وحل قضية اللاجئين، وفقا لقرارات الأمم المتحدة. بعـد تحقيـق «التهدئـة» ، يطالب المؤتمر حكومـة أولمرت – بـاراك، بإزالة الحصـار الإجرامي

المفروض على قطاع غزة على الفور، وبوقف أعمال القمع في الضفة الغربية. ويرى المؤتمر، بأن إعادة وحدة نضال الشـعب الفلسـطيني، هو هدف هام، والذي من شـأنه أن يعزز المعركة لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسـطينية المسـتقلة، في حدود الرابع من حزيران

.١٩٦٧ويدعو المؤتمر الى دفع عجلة السلام الإسرائيلي – السوري، على اساس اعادة الجولان الى سوريا.

لإنجاح قوائم الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والمدعومة من قبلهايدعـو المؤتمر ال-٢٥، في دورتة الثانية، كافة هيئـات الحزب وأعضائه، الى بذل كل جهد ممكن، لتحقيق زيادة في تمثيل الحزب الشـيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسـلام والمساواة، في السلطات المحلية. وفقا للشروط في كل مكان، يجب على الشيوعيين، دعم قوائم ومرشحي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، او الائتلافات الواسعة، بمشاركة شيوعيين وشخصيات جبهوية.

دعم نضالات العماليرسـل المؤتمر ال-٢٥، في دورتـة الثانية، تحية تضامن للعاملـين الإجتماعيين، ولموظفي شركة البريد، ولعمال المصانع في الجنوب، ولغيرهم من العمال، الذين يناضلون من أجل حماية أجورهم،

وحقوقهم، وضد الخصخصة، والفصل من العمل.

لإنجاح معسكر العمل في الناصرة يدعو المؤتمر ال- ٢٥، في دورته الثانية، هيئات الحزب الشـيوعي الإسرائيلي والشـبيبة الشيوعية الإسرائيلية، الى بذل كل جهد لتحقيق مشـاركة واسـعة، في مخيم العمـل التطوعي، والذي يعقد في النـاصرة، في الأيـام ٥-٣ من تموز ٢٠٠٨. مخيم العمل، سـوف يسـهم في توحيد القوى، وفي خلـق اجواء من التجند لإنتخابات بلديـة الناصرة، التي تعتبر اختبارا هاما جدا، وخاصة للحزب

الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.