ب�سم الله الرحمن الرحيم

مجلة كلية ال�شريعةت�شـــــــدر عن كليـتــــــي ال�شريعــــــــــة )مدنــــــي، الهلاليــــــــة(

بج�معة القراآن الكريم وت�أ�شيل العلوم – ولاية الجزيرة - ال�شودان

ال�شنة الث�نية – العدد الرابع�سوال 1439هـ - يونيو 2018م

فهر�ست المكتبة الوطنية – ال�سودانمجلة كلية ال�سريعة

ISSN :1858 – 8611 : ردمكجمهورية ال�سودان – ولاية الجزيرة – ودمدني

المرا�سلاتب��شم ال�شيد رئي�س تحرير مجلة كلية ال�شريعة

كلية ال�سريعة – ودمدني – ال�سودانتلفونات 0123552571 – 0126313326E-mail : shariamagazine@gmail.com

{3}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

قال تعالى :

لها وإذا حكمنتم بين الناس وان الأمانات إلى أهن {إن الله يأنمركمن أن تؤدا يعظكم به إن الله كان سيعا بصيرا} ل إن الله نعم أن تنكموان بالنعدن

)النساء : 58(

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {4}

الم�شرف الع�مد. محمود مهدي ال�سريف خالد

رئي�س هيئة التحرير ن�ئب رئي�س هيئة التحرير د. اأحمد الزين اأحمد حامد د. جمال محمد محمد اأحمد الب�سرى

مدير التحريرد. الهندي اأحمد ال�سريف مختار

هيئة التحرير5/ د. ذو النون اآدم عبد الله 1/ د. بثينة عبد القادر عبد الكريم بابتوت

6/ د. اأ�سماء ف�سل �سربل 2/ د. كمال عبد الله اأحمد المهلاوي 7/ د. الزلفا عبد الله م�سطفى 3/ د. برير �سعد الدين ال�سيخ ال�سماني

8/ اأ. محمد ها�سم العبد محمد النور 4/ د. �سديق علي العجب الجمالي

الهيئة الا�شت�ش�رية7/ د. عو�ض الح�سن النور 1/ اأ. د/ علي العو�ض عبد الله ال�ساحب

8/ مولانا/ عبد المجيد اإدري�ض علي 2/ اأ. د/ حيدر اأحمد دفع الله 9/ د. بهاء الدين الاأمين محمد نور 3/ اأ. د/ الخ�سر علي اإدري�ض 10/ د. الطاهر عبد الكريم �ساتي 4/ اأ. د/ محمد الفا�سل اأحمد مو�سى

11/ د. محمد ب�سير اإبراهيم 5/ اأ. د/ عبدالله الزبير عبدالرحمن 6/ اأ. د/ معاوية اأحمد �سيد اأحمد

التدقيق اللغوياأ . عمر ح�سن �سيد اأحمد

{5}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

قواعد الن�شر في المجلة :تن�سر المجلة البحوث العلمية المتوافقة مع ر�سالة واأهداف الجامعة والكلية. /1

تعتمد المجلة في ن�سر البحوث اللغة العربية، اأو الاإنجليزية. /2ال�سليمة المنهجية فيها تتوافر ن�سرها، بحيث ي�سبق التي لم العلمية والدرا�سات البحوث المجلة تن�سر /3

والتاأ�سيل والجدة والابتكار وت�سكل اإ�سافة نوعية في التخ�س�ض المعني.

اإجراءات الن�شر: Simplified Arabic نمط ،word برنامج على مطبوعة البحث من ن�سخ ثلاث الباحث يقدم /1 »CD«بحجم)16( للمتن، وبهوام�ض)2�سم( علوي و�سفلي واأي�سر، و)3�سم( اأيمن، وتخزن في قر�ض

اأو اأي و�سيلة من و�سائل ا�ستقباله في الحا�سوب، ويجوز اإر�ساله بالبريد الالكتروني.لا تزيد عدد �سفحات البحث عن )35( �سفحة ولا يقل عن )25( �سفحة، بما في ذلك الاأ�سكال والمراجع /2

والملاحق.يقدم الباحث ملخ�سا للبحث لا يزيد عن)200( كلمة بلغة البحث العربية، والانجليزية. /3

يتم توثيق واإثبات الم�سادر والمراجع وفق المنهج العلمي. /4ت�سلم البحوث معنونة اإلى رئي�ض التحرير، اأو تر�سل لموقع المجلة الالكتروني. /5

تخ�سع البحوث المقدمة للن�سر للتحكيم ويبلغ �ساحب البحث بنتيجة التحكيم خلال مدة اأق�ساها ثلاثة /6اأ�سهر من تاريخ ت�سليم البحث للمجلة.

قائمة من التحرير رئي�ض يختارهما المخت�سين من الاأقل على اثنين بوا�سطة محكمين التحكيم يكون /7اأحد المحكمين على رئي�ض البحث من قبل التحرير، وفي حالة رف�ض المعتمدة من قبل هيئة المحكمين

التحرير اختيار محكم ثالث مرجح.عدم حالة وفي المجلة، تحرير هيئة تقررها فنية لاعتبارات وترتيبها البحوث ن�سر اأولويات تخ�سع /8

�سلاحية البحث للن�سر لا يرد ل�ساحبه.توؤول حقوق ن�سر البحوث المحكمة للمجلة. /9

يمنح الباحث ثلاث ن�سخ على الاأقل من عدد المجلة المن�سر فيها بحثه. /10

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {6}

الفهر�شتال�شفحةمقدم المو�شوعالمو�شوع

5الفهر�شت7افتت�حية العدد

و�شطية الاأمة الاإ�شلامية في عب�دته� »درا�شة فقهية تحليلية«

9د. منير اأحمد محمد دفع الله

الاأحك�م ال�شرعية للحج ب�لم�ل الحرام »درا�شة فقهية مق�رنة«

35د. يون�ض اأحمد اآدم القدال

الاقت�ش�د في واأثره� المرعية ال�شرعية المق��شد الاإ�شلامي

51د. �سديق زين العابدين النور اأبكر

لـم وتطبيق�ته المع��شرة »درا�شة فقهية مق�رنة« 71د.بثينة عبدالقادر بابتوتال�ش"درا�شة القوانين د�شتورية على الق�ش�ئية الرق�بة

مق�رنة"95د. عائ�ض علي عودة اأبو عاذرة

حقوق على واأثره� والمق�بلة الاإ�ش�فية الطلب�ت الاأطراف في الدعوى المدنية

133د. اأحمد الزين اأحمد حامد

حجية الاأدلة الم�شتمدة من مع�ينة م�شرح الجريمة المعلوم�تية والاإجراءات الق�نونية المنظمة له�

اأ. اأميمه محمود محمد ب�سيرد.دفع الله العركي الخزين اأحمدد. عبدالكريم عبدالف�سيل محمد

153

الفطرة من لمبوروزو نظرية من الاإ�شلام موقف حول المجرم ب�لميلاد والفطرة »درا�شة مق�رنة«

175د. جودة اإبراهيم النور

د.

{7}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

افتت�حية العددعلى وال�سلام وال�سلاة العالمين رب لله الحمد اآله وعلى محمد �سيدنا اجمعين الله خلق اأ�سرف

و�سحبه اأجمعين .. وبعد:مجلة من الرابع العدد اإ�سدار تم تعالى بحمدالله امتدادا ليكون الهلالية(، )مدني، ال�سريعة كلية لم�سيرة تاأ�سيل العلوم والمعارف، في مجال العلوم ب�سقيه القانون ومجال واأ�سوله( )الفقه ال�سرعية

العام والخا�ض.عدد طياته وفي المجلة من العدد هذا اأتي لقد الفقه واأ�سوله، والقانون، ثمانية بحوث في مجال م�ستوعبا لمحاور المجلة الاأربعة وهي محور اأ�سول الفقه، ومحور الفقه المقارن، ومحور القانون العام،

ومحور القانون الخا�ض.الاأمة و�شطية بعنوان: الاأول المو�سوع جاء الاإ�شلامية في عب�دته�، للدكتور/ منير اأحمد بيان اإلى الدرا�سة هذه وهدفت الله، دفع محمد مع عبادتها، في الاإ�سلامية الاأمة و�سطية مفهوم مجال في والاعتدال التو�سط لهذا نماذج اإعطاء العبادة، وتبدو اأهمية الدرا�سة في اأنها تبين للمغالين وب�سيرة، علم بدون فيه والمتعمقين الدين في عليهم الواجب اأداء في والمق�سرين فيه والمفرطين هذا اأن الت�سريع، في والي�سر ال�سماحة بحجة الدين و�سط وخا�سة في مجال العبادة، من طهارة،

و�سلاة و�سوم وزكاة وحج.وجاء المو�سوع الثاني بعنوان: الاأحك�م ال�شرعية مق�رنة« »درا�شة الحرام ب�لم�ل للحج هدفت القدال، اآدم اأحمد يون�س للدكتور/ ، الحج بها ي�سح التي الاأموال بيان اإلى الدرا�سة وبيان الحرام بالمال للحج ال�سرعي الحكم وبيان

الذي للحاج التوبة باب وفتح فيه الفقهية الاآراء حج بالمال الحرام، اتبعت الدرا�سة المنهج الو�سفي التحليلي المقارن، وتو�سلت الدرا�سة اإلى عدة نتائج في الاإ�سلامية ال�سريعة فقهاء اإختلاف اأهمها كان الفقهاء فيه جمهور بالمال الحرام ذهب حكم الحج اآثم �ساحبه واأن الفري�سة حج عن يجزي اأنه اإلى المغ�سوب الثوب في ال�سلاة �سحة على قيا�سا

والاأر�ض المغ�سوبة.المق��شد بعنوان: جاء فقد الثالث المو�سوع اأما الاقت�ش�د في واأثره� المرعية ال�شرعية الع�بدين زين �شديق للدكتور/ الاإ�شلامي، النور اأبكر، وتاأتي اأهمية الدرا�سة اإلى اأنها تظهر الاإ�سلامي الاقت�ساد في ال�سرعية المقا�سد اأثر المرعية ال�سرعية بالمقا�سد التعريف اإلى وتهدف في الاقت�ساد الاإ�سلامي وبيان اأنواعها واأثرها وقد المنهج الدرا�سة هذه هذ اإعداد في الباحث انتهج بتو�سيات الدرا�سة واختتم التحليلي، الا�ستقرائي حقيقية �سرعية مقا�سد هنالك بيان اأهمها: كان

مرعية في الاقت�ساد الاإ�سلامي.لم وتطبيق�ته وجاء المو�سوع الرابع بعنوان: ال�شعبدالق�در بثينة للدكتور/ المع��شرة، الدرا�سة هذه اأهمية وتاأتي ب�بتوت، عبدالكريم التمويل فعال في مجال له دور لم ال�س عقد اأن في اأو الفردي الم�ستوى على كان �سواء والا�ستثمار الجماعي اأو كان على م�ستوى الدولة. وكان من اأهم لم و�سروطه ال�س بعقد التعريف البحث هذا اأهداف لهذه ال�سرعي التاأ�سيل وبيان ال�سرعية، واأحكامه

المعاملة، وبيان كيفية تطبيقاته العملية. الرق�بة بعنوان: الخام�ض المو�سوع وكان الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين، للدكتور/

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {8}

اأهمية هذه اأبوع�ذرة، نبعت ع�ئ�س علي عودة الدرا�سة من اعتبار الرقابة على د�ستورية القوانين الدول ذات القانون في اأهم �سمانات دولة اإحدى الد�ساتير الجامدة، تهدف الدرا�سة اإلى بيان اأحكام المعا�سرة، الد�ستورية النظم الق�سائية في الرقابة ال�سودان، في الد�ستوري النظام على بالتركيز التحليلي المنهج البحث هذا في الباحث اتبع وقد المقارن، وتو�سلت الدرا�سة اإلى نتائج كان اأهمها: القوانين تمثل الق�سائية على د�ستورية الرقابة اأن ثم والحريات، الحقوق لحماية جدية �سمانة المحكمة منح في: تمثلت تو�سيات اإلى خل�ست الد�ستورية الحق في النظر في د�ستورية القوانين

من تلقاء نف�سها. الطلب�ت بعنوان: ال�ساد�ض المو�سوع وجاء حقوق على واأثره� والمق�بلة الاإ�ش�فية للدكتور/ المدنية، الدعوى في الاأطراف اأحمد الزين اأحمد ح�مد، اأتت اأهمية الدرا�سة في بيان مفهوم الطلبات الاإ�سافية والمقابلة التي يقدمها اأطراف الدعوى المدنية اأثناء �سيرها، وتبرز م�سكلة والمقابلة الاإ�سافية الطلبات مفهوم في الدرا�سة الاأ�سلية، بالطلبات مرتبطة دائما تكون التي والمباديء الاأ�سا�سية التي تقوم عليها هذه الطلبات، و�سروطها، والاآثار المترتبة عليها، وح�سر وح�سم اتبع وقد ، ونهائية �سريعة ب�سورة المدني النزاع الباحث المنهج الا�ستقرائي الو�سفي المقارن، ومن اأهم النتائج التي تو�سلت اإليها ح�سر الطلبات في الدعوى المدنية ت�ساعد في ح�سمها ب�سورة نهائية. الاأدلة حجية بعنوان: ال�سابع المو�سوع وجاء الجريمة م�شرح مع�ينة من الم�شتمدة

المعلوم�تية والاإجراءات المنظمة له�، للاأ�شت�ذ/ اأميمه محمود محمد ب�شير والدكتور/ دفع الله عبدالكريم والدكتور اأحمد الخزين العركي من الدرا�سة اأهمية جاءت محمد، عبدالف�شيل عالم في الاإلكتروني الاإجرام تتبع �سرورة خلال تنظم قانونية ن�سو�ض وجود وعدم افترا�سي، في الاأدلة وتقديم والمحاكمة التحري اإجراءات الجرائم المعلوماتية، هدفت الدرا�سة لت�سليط ال�سوء على معاينة م�سرح الجريمة المعلوماتية لا�ستخلا�ض الو�سف منهج الدرا�سة ا�ستخدمت رقمي، دليل ومنهج التحليل والمنهج المقارن، وتو�سلت الدرا�سة الرقمية الاأدلة اأن اأهمها النتائج، من مجموعة اإلى غنية الحديثة المعلوماتية الو�سائل من الم�ستخل�سة ت�سبح اأن الممكن ومن معلومات، من فيما تحتويه

ذات حجية في الاإثبات.الاإ�شلام موقف بعنوان: الثامن المو�سوع وجاء من نظرية لمبوروزو من الفطرة حول المجرم ب�لميلاد والفطرة »درا�شة مق�رنة«، للدكتور/ المنهج الدرا�سة اتبعت النور، اإبراهيم جودة ما وقائع لتحليل التحليلي الا�ستنباطي التاريخي عن الاإجرام علم �سابقة في درا�سات عنه اأ�سفرت من لعدد الدرا�سة تو�سلت وقد المو�سوع. هذا النتائج من بينها: الاإن�سان يولد مفطورا على التدين من والمجتمع واأ�سرته اأبويه من بمحيطه يتاأثر ثم

حوله في الخير وال�سر وال�سوية والجريمة.

والله من وراء الق�سد،،،رئي�ض هيئة التحرير

{9}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

م�شتخل�س البحثمن طائفة على م�سيطرا الدين في الغلو كان لما مت�ساهلا الاآخر البع�ض وكان ، الاأمة هذه �سباب فيها دعني نف�سي اأن اأكتب عن هذا البحث المو�سوم

بو�سطية الاأمة الاإ�سلامية في عبادتها.و�سطية مفهوم بيان اإلى الدرا�سة هذه وتهدف الاأمة الاإ�سلامية في عبادتها، مع اإعطاء نماذج لهذا التو�سط والاعتدال في مجال العبادة ،وتبدو اأهمية والمتعمقين الدين في للمغالين يبين اأنه في البحث والمق�سرين فيه والمفرطين علم وب�سيرة، بدون فيه والي�سر ال�سماحة بحجة عليهم الواجب اأداء في في وخا�سة و�سط الدين هذا ،اأن الت�سريع في وزكاة و�سوم و�سلاة طهارة، من العبادة، مجال اقت�ست وقد ومجاله، البحث حدود وهو وحج المنهج بين التكاملي المنهج اتبع اأن الدرا�سة طبيعة البحث ا�ستمل وقد التحليلي، والمنهج الا�ستقرائي ا�ستملت وخاتمة،وقد مباحث وثلاثة مقدمة على واأهميته البحث من الدرا�سة هدف على المقدمة البحث،والمبحث وهيكل المتبع والمنهج وحدوده والمبحث والعبادة. والاأمة الو�سطية الاأول:مفهوم : الثالث الاأمة.والمبحث و�سطية على الثاني:الاأدلة و�سطية الاأمة في عبادتها. واختتمت البحث بخاتمة اأهم ومن وتو�سيات، نتائج على ا�ستملت موجزة وعدم العبادة في التو�سط تعني النتائح:الو�سطية الغلو الم�ستطاع،اأن بقدر توؤدى فيها بحيث الت�سدد

اأن �سرعا، مذموم اأمر العبادات اأداء في والت�سدد التق�سير والتفريط في اأداء العبادات اأمر منهي عنه، اأداء العبادات هو الذي اأن الاقت�ساد والتو�سط في جاء به ال�سرع، واأمر به الدين ال�سمح الحنيف.ومن اأهم التو�سيات: عدم الغلو والت�سدد المنفر في اأداء العبادات، وعدم التكا�سل والتق�سير في اأداء اأوامر ال�سرع. التو�سط في اأداء الفرائ�ض والاأوامر، على على �سبابها �سيما لا الاأمة حث والدعاة الباحثين

التو�سط الاقت�ساد في جميع مجالات العبادة.

مقدمةالحمد لله رب العالمين وكفى، وال�سلاة وال�سلام على النبي الاأمي الم�سطفى، وعلى اآله و�سحبه اأهل الجد والوفاء :وبعد: فاإن �سنة الله-عز وجل - في خلقه للكون والحياة التكامل والتوازن، وقد خلق الله–يحوي وجعله تقويم، اأح�سن الاإن�سان في تعالى- وج�سدا، عقلا،وروحا، مختلفة: كثيرة جوانب اإلا بكلحقوقها الوفاء يمكن ولا حق، منها ولكل على منها جانبا يغلب ولا جميعا، لها يكم بتوازن الو�سطية هو: التوازن اآخر.وذلك جانب ح�ساب الم�ستقيم ال�سراط وهي الاإ�سلام، بها جاء التي

وال�سرع القويم.هدف الدرا�شة:

في الاأمة بو�سطية المو�سومة الدرا�سة هذه هدفت عبادتها اإلى :

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {10}

منهم.الغلو في العبادة من بع�ض اأفراد الاأمة ،دعاني /2

اإلى اإبرز اأن الدين يحث على التو�سط.المق�سرين بع�ض من العبادة في التفريط /3اأن اأو�سح اأن اإلى دعاني بها، والم�ستهترين

ال�سرع يرف�ض ذلك.م�شكلة البحث:

: منها ت�ساوؤلات عدة في البحث م�سكلة تكمن معنى ؟وما الاأمة معنى وما ؟ الو�سطية مفهوم ما و�سطية اأدلة ما الفقهي؟ الا�سطلاح في العبادة التي العبادة اأمور وال�سن؟.ما الكتاب من اللاأمة ال�سارع، و�سوف تت�سح الاإجابة على تو�سط فيها

هذه الاأ�سئلة من خلال ثنايا هذا البحث. حدود البحث:

وال�سوم وال�سلاة الطهارة مباحث العبادات، فقه والزكاة والحج.منهج البحث:

اتبعت الدرا�سة المنهج الا�ستقرائي التحليلي والمنهج الو�سفي.

هيكل البحث:يتكون البحث من مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.

الدرا�سة من الهدف على وا�ستملت المقدمة: وم�سكلة المو�سوع اختيار واأ�سباب واأهميتها

البحث وحدوده والمنهج المتبع فيه.المبحث الاأول: مفهوم الو�سطية والاأمة والعبادة.

وفيه ثلاثة مطالب.المطلب الاأول: الو�سطية في اللغة والا�سطلاح.

المطلب الثاني :الاأمة في اللغة والا�سطلاح.

بيان مفهوم الو�سطية والاأمة والعبادة. /1ذكر اأدلة و�سطية الاأمة من الكتاب وال�سنة. /2

بيان و�سطية الاأمة في عبادتهافهي تعني التو�سط /3توؤدى بحيث فيها الت�سدد وعدم العبادة في و�سماحته الاإ�سلام فو�سطية ، الم�ستطاع بقدر دون الاإ�سلام اأمة بها تفردت للحوار ودعوته غيرها من الاأمم قال تعالى:{وكذلك جعلنناكمن أمة سول علينكمن تكونوان شهداء على الناس ويكون الر

وسطا ل

شهيدا وما جعلننا النقبنلة الت كنت علينها إلا لنعنلم من يتبع سول من ينقلب على عقبينه وإن كانتن لكبيرة إلا على الرالذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكمن إن الله بالناس

حيم} ]البقرة: 143[. لرؤوف راأهمية الدرا�شة:

تبدو اأهمية الدرا�سة في :اأن هذا البحث يتناول اأهم الق�سايا التي تم�ض /1

كيان الم�سلم، األا وهي عبادة الاأمة الاإ�سلامية.ال�سلف عليه كان ما الاأمة هذه اأبناء يب�سر /2من الو�سط يوؤدون كان اأنهم حيث ال�سالح

العبادة ويبتعدون من الغلو في اأمر العبادة.اأنه يبين للموؤمن المكلف كيف يوؤدي عبادته من /3

�سلاة و�سوم وزكاة وحج.اأ�شب�ب اختي�ر المو�شوع:

تتمثل في الاآتي:اأنه يتعلق بمباحث الفقه، فقد اأمر ال�سرع الحنيف /1وتعليمه تعلمه على الاأمة وحث الدين في بالتفقه يرد و�سلم:)من عليه الله �سلى قال فقد للنا�ض الله به خيرا يفقهه في الدين()1(، فاأردت اأن اأكون

{11}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

بمعنى المتو�سط)4(.والو�سط: في الاأ�سل هو ا�سم للمكان الذي ي�ستوي اإليه الم�ساحة من الجوانب في المدور، ومن الطرفين من الميزان ول�سان الدائرة، كمركز المطول في العمود، ثم ا�ستعير للخ�سال المحمودة لوقوعها بين {وكذلك جعلنناكمن اإفراط وتفريط قال تعالى: طرفي

أمة وسطا}]البقرة: 143[.الو�شطية في الا�شطلاح ال�شرعي:

الو�سط - وم�ستقاتها )الو�سطية( كلمة وردت والتو�سط- في ال�سرع بعدة معان.

فالو�سط هو العدل والخيار، وذلك اأن الزيادة على تفريط عنه والنق�ض اإفراط، الاأمر في المطلوب عن ميل فريط والت الاإفراط من وكل وتق�سير، {وكذلك : تعالى ـ قوله ومنه القويمة)5(، الجادة تكونوان شهداء على الناس} ]البقرة: 143[،

جعلنناكمن أمة وسطا ل

اأي: عدولا خيارا.جانب اإلى تميل لا اأنها ال�سريعة في والتو�سط الاإفراط والت�سدد على العباد، ولا اإلى جانب التي�سير ال�سديد الذي ي�سل اإلى حد التحلل من الاأحكام)6(.

الاعتدال الم�سلم يتحرى اأي�سا:اأن والتو�سط ر ولا ويبتعد عن التطرف قولا وفعلا بحيث لا يق�س

يغالي)7(.في هو:التو�سط للو�سطية اأختاره الذي والمعنى بقدر توؤدي فيهابحيث الت�سدد وعدم العبادة

الم�ستطاع،وعدم التراخي والتق�سير في اأدائها.ويعبر عن الو�سط اأي�سا بالتوازن ويعنى بها التعادل ينفرد لا بحيث مت�سادين اأو متقابلين طرفين بين

المطلب الثالث: العبادة في اللغة والا�سطلاح.المبحث الث�ني : الاأدلة على و�سطية الاأمة.

المبحث الث�لث: و�سطية الاأمة في عبادتها. وتحته خم�سة مطالب.

المطلب الاأول: و�سطية الاأمة في الطهارة.المطلب الثاني : و�سطية الاأمة في ال�سلاة.المطلب الثالث: و�سطية الاأمة في اال�سوم.المطلب الرابع : و�سطية الاأمة في الزكاة.

المطلب الخام�ض : و�سطية الاأمة في الحج.الخ�تمة : وفيها النتائج والتو�سيات.

المبحث الاأولمفهوم الو�شطية والاأمة والعب�دة

المطلب الاأولالو�شطية في اللغة والا�شطلاح

الو�شطية في اللغة:)الو�سط( من كل �سيء، اأعدله ومنه قوله - تعالى : {وكذلك جعلنناكمن أمة وسطا}]البقرة: 143[، اأي عدلا)2(.

والو�سط بالتحريك المعتدل يقال �سيء و�سط اأي بين الجيد والرديء.

والو�سط تارة يقال فيما له طرفان مذمومان كالجود الق�سد ا�ستعمال في�ستعمل وال�سرف، البخل بين نحو به فيمدح والتفريط الاإفراط عن الم�سون محمود طرف له فيما يقال وتارة والعدل ال�سواء

وطرف مذموم كالخير وال�سر)3(.انكمن ولـكن يؤاخذكم وفي التنزيل: {لا يؤاخذكم الله باللغنو ف أيمنعمون عام عشرة مساكي منن أونسط ما تطن ارته إطن ان فكف الأيمن دت با عقوتهمن أون تنرير رقبة }]الم�ئدة: 89[، اأي من و�سط ليكمن أون كسن أهن

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {12}

،]23 كبير}]الق�ش�س: شينخ وأبونا عاء الر در يصن حتى قي نسن

نكمن أمة معناه: وجد عليه جماعة، وقال: {ولنتكن م

وأونلـئك نكر الن عن ويننهونن عنروف بالن ويأنمرون يرن الن إلى عون يدنمنكم ولتكن معناه: ،]104 عمران: فنلحون}]اآل الن هم

جماعة.وتكون بمعنى اأتباع الاأنبياء؛ كما تقول: نحن /2

من اأمة محمد: اأي من اأتباعه على دينه.تعالى: قال الدين. فبمعنى الاأمة وتكون /3آثارهم على وإنا أمة على آباءنا نا وجدن {إنا

مقنتدون}]الزخرف: 23[، معناه: على دين.به، يوؤتم الذي ال�سالح الرجل الاأمة: وتكون /4 لله قانتا أمة كان إبنراهيم {إن : وجل عز - قال كما

ركي}]النحل: 102[ . شن حنيفا ولن يك من النوتكون الاأمة: الزمان؛ وكما قال تعالى: {ولئنن /5ينبسه ما ليقولن معندودة أمة إلى النعذاب عننهم رننا أخبه كانوان ما بهم وحاق عننهمن روفا لينس مصن يأنتيهمن يونم ألا

تهنزئون}]هود: 8[. يسنالاأمة، يقال: فلان ح�سن القامة. الاأمة وتكون /6

اأي: ح�سن القامة.ة فلان، اأي: اأم وتكون الاأمة: الاأم. يقال هذه اأم /7

فلان.ويكون الاأمة المنفرد بالدين. /8

الاأمة في الا�شطلاح ال�شرعي:تحمل النا�ض من مجموعة هي ا�سطلاحا الاأمة طبقا وتعي�ض للاإن�سانية، نافعة ح�سارية ر�سالة

لمباديء هذه الر�سالة)13(.فالمعنى الا�سطلاحي المتكامل للاأمة يت�سمن عنا�سر ل: العن�سر الب�سري، والثاني: العن�سر اأربعة: الاأو

اأحدهما بالثاأثير ويطرد الطرف المقابل، وبحيث لا ياأخذ اأحد الطرفين اأكثرمن حقه، ويطغى على مقابله

ويحيف عليه)8(.المطلب الثاني

الاأمة في اللغة والا�شطلاح ال�شرعيالاأمة في اللغة:

وكذلك اأمتهم)9(، من دينهم في قوم كل هي ن

قرنية م ف قبنلك من سلننا أرن ما {وكذلك الاآية: هذه تف�سير

آثارهم على وإنا أمة على آباءنا نا وجدن إنا فوها متن قال إلا نذير مقنتدون}]الزخرف: 23[، وكذلك قوله تعالى: {إن هذه أمتكمن بدون}]الاأنبي�ء: 92[، اأي: دين واحد أمة واحدة وأنا ربكمن فاعن،وكل من كان على دين واحد مخالفا ل�سائر الاأديان فهو اأمة على حدة، وكان اإبراهيم عليه ال�سلام اأمة، اأمة، فهم اإليه واأ�سيفوا نبي اإلى ن�سبوا قوم وكل وقد يجيء في بع�ض الكلام اأن اأمة محمد �سلى الله عليه واآله و�سلم هم الم�سلمون خا�سة، فهم اأمته في ا�سم الاأمة لا في الملة،وكل جيل من النا�ض هم اأمة على حدة، وكل جن�ض من ال�سباعاأمة، كما جاء في الحديث:»لولا اأن الكلاب اأمة من الاأمم لاأمرت بقتلها

كلها، فاقتلوا منها كل اأ�سود بهيم«)10(.ومنه الملة)11( بمعني وتاأتي ، الطول والاأمة: ربكمن وأنا واحدة أمة أمتكمن هذه {إن نعالى: قوله

بدون}]الاأنبي�ء: 92[ . فاعنوالاأمة تنق�سم في كلام العرب على ثمانية اأق�سام)12(:

عز الله قال كما الجماعة؛ بمعنى الاأمة تكون /1قون ن الناس يسن

ين وجد علينه أمة م وجل: {ولا ورد ماء مدن

لا قالتا بكما خطن ما قال تذودان امنرأتين دونهم من ووجد

{13}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

األ�سنة الر�سل.وقيل هي:ا�سمجامع لكل ما يحبه الله الظاهرة والاأفعال والاأقوال الاأعمال من وير�ساه

والباطنة)17(.وتنق�سم العبادات اإلى ثلاثة اأق�سام: بدنية مح�سة: كال�سلاة، وال�سوم، فاإن الق�سد من كل منهما التذلل والبدن، بالنف�ض وتعالى �سبحانه لله والخ�سوع كالزكاة، مح�سة: ومالية فيهما، للمال دخل ولا عليهم المت�سدق نفع منهما الق�سد فاإن وال�سدقة؛ بالمال، ومركبة منهما: كالحج؛ فاإن فيه الخ�سوع لله تعالى بالطواف وال�سعي والوقوف بعرفة وغيرهما من الفرائ�ض والواجبات وال�سنن، وفيه اأي�سا اإنفاق

المال في هذا ال�سبيل.

المبحث الثانيالاأدلة على و�شطية الاأمة الاإ�شلامية

الكتاب من باأدلة الاأمة هذه و�سطية على ي�ستدل وال�سنة.

اأولا- القراآن الكريم: وردت عدة اآيات تدل على و�سطية هذه الاأمة منها:

تكونوان ل وسطا أمة جعلنناكمن {وكذلك تعالى: قوله /1

وما شهيدا علينكمن سول الر ويكون الناس على شهداء سول من جعلننا النقبنلة الت كنت علينها إلا لنعنلم من يتبع الرينقلب على عقبينه وإن كانتن لكبيرة إلا على الذين هدى لرؤوف بالناس الله إن إيمانكمن ليضيع الله كان وما الله حيم}]البقرة: 143[، اأي: عدولا خيارا، فقد جاء رفي توجيه هذه الاآية:)الو�سط( هو العدل الخير الذي للمكان ا�سم الاأ�سل في وهو الفا�سل، ت�ستوي اإليه الم�ساحة من الجوانب، ثم ا�ستعير

والرابع: الاجتماعي، العن�سر والثالث: الفكري، العن�سر الزمني.

المطلب الثالثالعب�دة في اللغة والا�شطلاح ال�شرعي

العب�دة في اللغة:اأ�سل العبادة في اللغة التذلل من قولهم: طريق معبد: اأي مذلل، بكثرة الوطء عليه، والعبادة والخ�سوع والتذلل والا�ستكانة قرائب في المعاني، يقال: تعبد فلان لفلان: اإذا تذلل له، وكل خ�سوع لي�ض فوقه غير اأو للمعبود كان طاعة عبادة، فهو خ�سوع والتذلل الخ�سوع جهة على لله طاعة وكل طاعة. فهي عبادة، والعبادة نوع من الخ�سوع لا ي�ستحقه والفهم كالحياة النعم اأجنا�ض باأعلى المنعم اإلا وال�سمع والب�سر وال�سكر، والعبادة لا ت�ستحق اإلا بالنعمة لاأن العبادة تنفرد باأعلى اأجنا�ض النعم لاأن اأقل القليل من العبادة يكبر عن اأن ي�ستحقه اإلا من كان له اأعلى جن�ض من النعمة اإلا الله �سبحانه فلذلك لا ي�ستحق العبادة اإلا الله، وقد قالوا: عبد الله يعبده

عبادة ورجل عابد من قوم عبدة)14(.العب�دة في الا�شطلاح ال�شرعي:

تعظيما نف�سه هوى خلاف على المكلف فعل هي وقيل: اأوامره. وامتثال الله تعظيم وقيل: لربه. التذلل الواقعة على نهاية ما يمكن من الاأفعال هي لبع�ض، العباد بع�ض لتذلل المتجاوز والخ�سوع ولذلك اخت�ض الرب فهي اأخ�ض من العبودية لاأنها

التذلل)15(.وقيل هي ذكر مخ�سو�ض، م�ستمل على دعاء)16(.

على به الله اأمر ما بامتثال الله، طاعة هي: وقيل

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {14}

طى لاة النوسن لوات والص قال تعالى: {حافظوان على الص /3 قانتي}]البقرة: 238[، فقد روى قتادة في وقوموان للهالع�سر، �سلاة اأنها نحدث كنا الاآية: تاأويل قبلها �سلاتان من النهار، وبعدها �سلاتان من

الليل)20(.ولـكن انكمن ف أيمن باللغنو يؤاخذكم الله {لا قال تعالى: /4عشرة عام إطن ارته فكف ان الأيمن دت عق با يؤاخذكم وتهمن كسن أون ليكمن أهن عمون تطن ما أونسط منن مساكي ارة كف ذلك أيام ثلاثة فصيام يدن لن فمن رقبة تنرير أون لكمن الله

كذلك يبي انكمن فظوان أيمن إذا حلفنتمن واحن انكمن أيمن

ابن قال فقد ،]89 كرون}]الم�ئدة: تشن لعلكمن آياته الرجل كان اأو�سط: كلمة تاأويل في عبا�ض يقوت اأهله قوتا فيه �سعة، وقوتا و�سطا وقوتا

دون ذلك، فاأمروا بالو�سط)21(.لونلا لكمن أقل ألن أونسطهمن {قال تعالى: قوله /5الاآية هذه في والو�سط ،]28 حون}]القلم:

تسب

العدل والاأف�سل)22(.ومن فلنيصمنه هنر الش منكم شهد {فمن تعالى: قوله /6الله يريد أخر أيام نن

م ة فعد سفر على أون مريضا كان

وان

ة ولتكب ملوان النعد ر ولتكن ر ولا يريد بكم النعسن بكم النيسن ،]185 كرون}]البقرة: تشن ولعلكمن هداكمن ما على الله اأيها بكم الله يريد الاآية: هذه توجيه في جاء مر�سكم حال في لكم بترخي�سه الموؤمنون و�سفركم في الاإفطار، وق�ساء عدة اأيام اأخر من الاأيام التي اأفطرتموها بعد اإقامتكم وبعد برئكم من مر�سكم التخفيف عليكم، والت�سهيل عليكم لعلمه بم�سقة ذلك عليكـــــم في هذه الاأحـــــــوال. {ولا يريد بكم العسر}، اأي: ولا يريد بكم ال�سدة،

اإفراط بين طرفي لوقوعها المحمودة للخ�سال والبخل، الاإ�سراف بين كالجود وتفريط،

وال�سجاعة بين التهور والجبن)18(.ما أيها ـن حن الر عوان ادن أو الله عوان ادن {قل تعالى: قوله /2نى ولا تنهرن بصلاتك ولا تافتن سن اء الن عوان فله الأسن تدناختلف ،]110 سبيلا}]الاإ�شراء: ذلك بين وابنتغ بها بال�سلاة الجهر من عنه نهى فيما المف�سرون

والمخافتة فيها على خم�سة اأقوال:القول الاأول: اأنه نهى عن الجهر بالقراءة فيها لاأن ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم كان بمكة يجهر بالقراءة جهرا �سديدا، فكان اإذا �سمعه الم�سركون �سبوه ، فنهاه الله تعالى عن �سدة الجهر ، واأن لا يخافت بها حتى لا ي�سمعه اأ�سحابه، ويبتغي بين

ذلك �سبيلا ، قاله ابن عبا�ض. بالقراءة الجهر عن نهى اأنه الث�ني: القول في جميعها وعن الاإ�سرار بها في جميعها واأن يجهر في �سلاة الليل وي�سر في �سلاة النهار. القول الثالث: اأنه نهي عن الجهر بالت�سهد في

ال�سلاة ، قاله ابن �سيرين. القول الرابع: اأنه نهي عن الجهر بفعل ال�سلاة ، قري�ض فتوؤذيه بمكة ب�سلاته يجهر كان لاأنه بها يجهر األا الله فاأمره وا�ست�سر، بها فخافت كما كان ، ولا يخافت بها كما �سار ، ويبتغي بين

ذلك �سبيلا ، قاله عكرمة.ب�سلاتك تجهر لا يعني الخ�م�س: القول تح�سنها مرائيا بها في العلانية، ولا تخافت بها ت�سيئها في ال�سريرة )19(. فكل هذه التوجيهات

تدعوا اإلى الو�سطية في العبادة.

{15}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

في الدين لا يجوز لا �سيما في اأمور العبادة ، كما اأدائها كما جاء بها العبادة وعدم الت�ساهل في اأن

ال�سرع لا ت�سح.ثانيا- ال�شنة النبوية: وردت اأحاديث ي�ستدل بها

على و�سطية الاأمة الاإ�سلامية منها:عن عائ�سة، ر�سي الله عنها: اأن النبي �سلى الله /1عليه و�سلم كان يحتجر ح�سيرا بالليل في�سلي فجعل عليه، فيجل�ض بالنهار ويب�سطه عليه، النا�ض يثوبون اإلى النبي �سلى الله عليه و�سلم في�سلون ب�سلاته حتى كثروا، فاأقبل فقال: »يا اأيها النا�ض، خذوا من الاأعمال ما تطيقون، فاإن لوا، واإن اأحب الاأعمال اإلى الله ل حتى تم الله لا يم«)26(. اأي:لا تحملوا على اأنف�سكم ما دام واإن قلمداومتها على تقدرون لا بحيث كثيرة اأورادا فتتركونها)27(، فوجه الدلالة من هذا الحديث اأنه طاقتها، فوق نف�سه يحمل اأن للم�سلم يجوز لا

كما عليه المداومة على العبادة واإن قلت.�سلى الله ر�سول على دخل قالت: عائ�سة، عن /2الله عليه و�سلم، وعندي امراأة، فقال: »من هذه؟« من »عليكم قال: ت�سلي، تنام لا امراأة فقلت: العمل ما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان اأحب الدين اإليه ما داوم عليه �ساحبه« )28(. فنهى عليه ال�سلام عن التعمق في العبادة واإجهاد

النف�ض فى العمل خ�سية الانقطاع)29(.الله عنه، قال: دخل اأن�ض بن مالك ر�سي 3/ عن فاإذا حبل ممدود عليه و�سلم الله النبي �سلى بين ال�ساريتين، فقال: »ما هذا الحبل؟« قالوا:

والم�سقة عليكم، فيكلفكم �سوم ال�سهر في هذه الاأحوال، مع علمه �سدة ذلك عليكم وثقل حمله

عليكم لو حملكم �سومه)23(.لا عها وسن إلا نفنسا الله ف

يكل {لا تعالى: قوله /7

اأي: ،]286 }]البقرة: اكنتسبتن ما وعلينها كسبتن ما فيتعبدها اإلا بما ي�سعها، فلا ي�سيق عليها، ولا

يجهدها)24(.يقنتوا ولن رفوا يسن لن أنفقوا إذا {والذين تعالى: قوله /8اأهل واختلف ،]67 قواما}]الفرق�ن: ذلك بين وكان والاإقتار،فقيل الاإ�سراف معنى في التف�سير قلت، واإن الله مع�سية في :النفقة الاإ�سراف ابن قول وهو تعالى. الله حق منع والاإقتار: وقال جريج. وابن وقتادة ومجاهد عبا�ض معا�سي في ينفقوا لم الاآية هذه في الح�سن وقال الله. فرائ�ض عن يم�سكوا ولم الله قوم:الاإ�سراف مجاوزةالحد في الاإنفاق، حتى يدخل في حد التبذير والاإقتار التق�سير عما لا بد منه، وقيل:ولا يجيعهم ولا يعرهم ولا ينفق ذلك بين وكان اأ�سرف، قد النا�ض يقول نفقة والاإقتار، الاإ�سراف بين و�سطا ق�سدا قواما،

ح�سنة بين ال�سيئتين)25(.ولا عنقك إلى مغنلولة يدك تنعلن {ولا تعالى: قوله /9ط فتقنعد ملوما منسورا}]الاإ�شراء: 29[، ها كل النبسن تبنسطنبين و�سط هو الذي بالاقت�ساد اأمر الاآية ففي

الاإ�سراف والتقتير.الاأمة اأن على تدل القراآنية الاآيات هذه فجملة فالغلو العبادة، الاإ�سلامية و�سط في جميع �سئون

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {16}

و�سم ونم، »قم قال: ذاك، قلت قد الله، وذاك اأيام، ثلاثة �سهر من كل واأفطر، و�سم مثل �سيام الدهر« ، قال: قلت: يا ر�سول الله، اأف�سل من ذلك، قال: »ف�سم يوما، اأطيق اإني واأفطر يومين« ، قال: فقلت: اإني اأطيق اأف�سل قال: »ف�سم يوما واأفطر يوما، وهو من ذلك، اإني قلت ، داود« �سيام وهو ال�سيام، اأعدل الله �سلى اأف�سل من ذلك، فقال ر�سول اأطيق الله عليه و�سلم: »لا اأف�سل من ذلك«)34(. ورد في توجيه هذا الحديث: اأن التعمق في العبادة ال�سيام �سيما في لا للنف�ض مكروه والاإجهاد الذى هو اإ�سعاف للج�سم، وقد رخ�ض الله فيه تكلف من على ال�سعف لاإدخال ال�سفر، فى

م�سقة الحل والترحال)35(.اآخى قال: اأبيه، عن اأبي جحيفة، بن عون عن /6�سلمان بين و�سلم عليه الله �سلى الله ر�سول الدرداء، اأبا �سلمان فزار الدرداء، اأبي وبين �ساأنك ما فقال: متبذلة، الدرداء اأم فراأى له لي�ض الدرداء اأبا اأخاك اإن قالت: متبذلة؟ الدرداء اأبو جاء فلما قال: الدنيا، في حاجة قال: فاإني �سائم، فقال: كل اإليه طعاما، قرب كان فلما فاأكل، قال: تاأكل، حتى باآكل اأنا ما الليل ذهب اأبو الدرداء ليقوم، فقال له �سلمان: فنام، نم، له: فقال يقوم، ذهب ثم فنام، نم، فلما كان عند ال�سبح، قال له �سلمان: قم الاآن، حقا، عليك لنف�سك »اإن فقال: ف�سليا، فقاما واإن حقا، عليك ول�سيفك حقا، عليك ولربك

هذا حبل لزينب فاإذا فترت تعلقت، فقال النبي �سلى الله عليه و�سلم: »لا حلوه لي�سل اأحدكم والحا�سل فليقعد«)30(. فتر فاإذا ن�ساطه، في يجتهد اأن ينبغي الاآخرة طريق �سالك اأن الطاقة، بقدر وغيرها ال�سلاة من العبادة الطاعة، ويحترز ويختار �سبيل الاقت�ساد في عن ال�سلوك عن وجه ال�ساآمة والملالة، فاإن الله لا ينبغي اأن يناجى عن ملالة وك�سالة، واإذا فتر من بنوع وا�ستغل القيام، عن قعد و�سعف المباحات من الكلام والمنام على ق�سد ح�سول فاإنه يعد طاعة، واإن كان العبادة، الن�ساط في

من اأمور العادة)31(.ر�سول قال قال: الخدري، �سعيد اأبي عن /4يوم بنوح " يجاء و�سلم: عليه الله �سلى الله يا نعم، فيقول: بلغت؟ هل له: فيقال القيامة، ما فيقولون: بلغكم؟ هل اأمته: فت�ساأل رب، نذير، فيقول: من �سهودك؟ فيقول: جاءنا من ثم ،" فت�سهدون بكم، فيجاء واأمته، محمد قراأ ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم {وكذلك جعلنناكمن أمة وسطا}" )32(. فقد جاء في تف�سير ; لاأنهم لم يغلوا )و�سطا(: قيل عدولا وخيارا غلو الن�سارى، ولا ق�سروا تق�سير اليهود في

حق اأنبيائهم بالتكذيب والقتل وال�سلب)33(.لقيني قال: العا�ض بن عمرو بن الله عبد عن /5"األم فقال: و�سلم عليه الله �سلى الله ر�سول ولاأ�سومن الليل، لاأقومن تقول: اأنك اأحدث ر�سول يا نعم قال: اأح�سبه قال: النهار؟"،

{17}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

يوما خرجت قال: الاأ�سلمي برزة اأبي عن /9و�سلم عليه الله �سلى بالنبي اأنا فاإذا اأم�سي اأخن�ض فجعلت حاجة، يريد فظننته متوجها، عنه واأعار�سه، فراآني فاأ�سار اإلى فاأتيته فاأخذ بيدي فانطلقنا نم�سي جميعا، فاإذا نحن برجل النبي فقال وال�سجود. الركوع يكثر ي�سلي فقلت مرائيا". "اأتراه و�سلم: عليه الله �سلى ثم طبق بين يدي، فاأر�سل اأعلم، الله ور�سوله كفيه فجمعهما ثم جعل يرفعهما بحيال منكبيه ،" قا�سدا هديا "عليكم ويقول: وي�سعهما ثلاث مرات،؛ فاإنه من ي�ساد الدين يغلبه ")42(. الدينية الاأعمال في اأحد يتعمق لا والمعنى ويترك الرفق اإلا عجز وانقطع فيغلب، قال بن النبوة اأعلام من علم الحديث، هذا في المنير فقد راأينا وراأى النا�ض قبلنا اأن كل متنطع في الاأكمل طلب منع المراد ولي�ض ينقطع، الدين منع بل المحمودة الاأمور من فاإنه العبادة في الاإفراط الموؤدي اإلى الملل اأو المبالغة في التطوع الفر�ض اإخراج اأو الاأف�سل ترك اإلى المف�سي ويغالب كله الليل ي�سلي بات كمن وقته، عن اآخر الليل، فنام اأن غلبته عيناه في النوم اإلى عن �سلاة ال�سبح في الجماعة اأو اإلى اأن خرج ال�سم�ض، طلعت اأن اإلى اأو المختار، الوقت

فخرج وقت الفري�سة)43(.على يجب اأنه على تدل الاأحاديث هذه فكل في والتو�سط العدل جانب يراعي اأن الاإن�سان العبادة ،فالو�سطية عبارة عن حزام اأمان من الغلو والتفريط، والاإ�سلام دين يعطي النف�ض رغبتها من الراحة، من فطرتها تقت�سيه ما ويعطيها العبادة، فلا رهبانية في الاإ�سلام ولا غلو ولا تق�سير، فهو

دين و�سط في كل مجالاته.

لاأهلك عليك حقا، فاأعط كل ذي حق حقه« فاأتيا النبي �سلى الله عليه و�سلم فذكرا ذلك، فقال له: »�سدق �سلمان«)36(. ومما ي�ستفاد من الحديث: اأن الاإن�سان لا ينبغي له اأن يكلف نف�سه بال�سيام والقيام، واإنما ي�سلي ويقوم على وجه يح�سل به الخير، ويزول به التعب والم�سقة والعناء)37(.

عن اأبي هريرة ر�سي الله عنه، قال: قال ر�سول /7اأحدا ينجي »لن و�سلم: عليه الله �سلى الله منكم عمله« قالوا: ولا اأنت يا ر�سول الله؟ قال: �سددوا برحمة، الله يتغمدني اأن اإلا اأنا، »ولا وقاربوا، واغدوا وروحوا، و�سيء من الدلجة، �سددوا ومعنى تبلغوا«)38(. الق�سد والق�سد واإن به واعملوا ال�سداد اطلبوا وقاربوا: عجزتم عنه فقاربوه اأي اقربوا منه ، وال�سداد ال�سواب وهو بين الاإفراط والتفريط فلا تغلوا ولا تق�سروا)39(. ومعنى الق�سد الق�سد تبلغوا، تبلغوا المعتدل الو�سط الطريق الزموا اأي: المتعبدين �سبه مق�سدكم، هو الذي المنزل الاأوقات كلها بالم�سافرين. فقال: لا ت�ستوعبوا اأول ن�ساطكم وهو اأوقات اغتنموا بل بال�سير النهار واآخره، وبع�ض الليل وارحموا اأنف�سكم

فيما بينهما لئلا ينقطع بكم)40(.عن عائ�سة اأن ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم /8فليرقد، ي�سلي وهو اأحدكم نع�ض »اإذا قال: �سلى اإذا اأحدكم فاإن النوم، عنه يذهب حتى في�سب ي�ستغفر لعله يدري لا ناع�ض، وهو نف�سه«)41( ويوؤخذ من هذا الحديث اأنه لا ينبغي في عليها وي�سق نف�سه يحمل اأن للاإن�سان

العبادة، واإنما ياأخذ ما يطيق ويقدر.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {18}

اإن واأجاز الو�سوء بغ�سل الع�سو مرة واحدة ا�ستوعبت الع�سو المغ�سول ، كما نهى ال�سارع للحد الماء ا�ستعمال من والتقليل التفريط عن الذي لا ي�ستوعب الجزء المغ�سول.فهذا اإن دل

على �سئ اإنما يدل على التو�سط والاقت�ساد.لا جرح الو�سوء اأع�ساء اأحد اأ�ساب اإن /2ي�ستطيع �ساحبه غ�سل الع�سو الم�ساب، �سرع لمريد الو�سوء الم�سح على الجبيرة،فيعد الم�سح الع�سو ت�سريع و�سط بين غ�سل على الجبيرة المجروح وتركه بدون غ�سل.فعن زيد بن علي، عن اأبيه، عن جده، عن علي قال: »انك�سر اأحد زندي ف�ساألت ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم،

فاأمرني اأن اأم�سح على الجبائر«)47(.م�سروعية الم�سح على الخفين للم�سافر، دليل على /3و�سطية هذه الاأمة،فلم ي�سق على الم�سافر بخلع ي�سرع ، ولم لغ�سل رجله عند كل حدث خفيه له ترك الغ�سل بالكلية ، ف�سرع له فعلا و�سطا، وهو الم�سح على الخفين. فعن المغيرة بن �سعبة، اأنه كان مع ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم في »جعل مغيرة واأن له، ذهب لحاجة واأنه �سفر، وجهه فغ�سل يتو�ساأ، وهو عليه الماء ي�سب ويديه، وم�سح براأ�سه، وم�سح على الخفين« )48( وعلى مثل ذلك الم�سح على العمامة والم�سح على

الجوربين عند من يرى جواز ذلك.ث�ني�- الغ�شل :

باب �سرب من ال�سيء )غ�سل( اللغة: الغ�شل في والا�سم )الغ�سل( ب�سم ال�سين و�سكونها. و )الغ�سل(

المبحث الثالثو�شطية الاأمة في عب�دته�

وال�سوم وال�سلاة الطهارة على ت�ستمل العبادة والزكاة والحج، وتبعا لذلك ق�سمت هذا المبحث اإلى

مطالب: المطلب الاأول

و�شطية الاأمة في الطه�رةاأولا- الو�شوء :

الو�شوء لغة: الو�سوء من الو�ساءة، وهو الح�سن والنظافة كاأن الغا�سل وجهه و�ساأه)44(.

تتعلق مائية الا�شطلاح: طهارة والو�شوء في وهي مخ�سو�ض وجه على مخ�سو�سة باأع�ساء

الاأع�ساء الاأربعة)45(.نم�ذج لو�شطية الاأمة في مبحث الو�شوء:

ا�ستعمال الماء في الو�سوء ، فقد نهي ال�سارع /1عن الا�سراف في ا�ستعمال الماء ، فكرهت الزيادة الو�سوء، اأع�ساء غ�سل مرات في الثلاث عن اأبي مليكة، عن الو�سوء، فقال: فقد �سئل ابن راأيت عثمان بن عفان �سئل عن الو�سوء »فدعا بماء، فاأتي بمي�ساأة فاأ�سغاها على يده اليمنى، ثم اأدخلها في الماء فتم�سم�ض ثلاثا، وا�ستنثر ثلاثا، وغ�سل وجهه ثلاثا، ثم غ�سل يده اليمنى ثلاثا، وغ�سل يده الي�سرى ثلاثا، ثم اأدخل يده فاأخذ ماء فم�سح براأ�سه واأذنيه، فغ�سل بطونهما وظهورهما مرة واحدة، ثم غ�سل رجليه« ، ثم قال: اأين ال�سائلون عن الو�سوء؟ »هكذا راأيت ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم يتو�ساأ« )46(

{19}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

وليتم ليطهركمن يريد ولـكن حرج نن م علينكم عل ليجن الله يريد

كرون}]الم�ئدة: 6[، وقوله، {ما يريد نعنمته علينكمن لعلكمن تشنالله- يريد ما اأي: حرج...}، نن

م علينكم عل ليجن الله

تعالى- بما فر�ض عليكم من الو�سوء اإذا قمتم اإلى ال�سلاة ومن الغ�سل بعد الجنابة، ومن الاأمر بالتيمم عند وجود اأ�سبابه، ما يريد- �سبحانه- بذلك ليجعل ولكن وع�سر، وم�سقة �سيق اأي حرج من عليكم

يريد بذلك ليطهركم)55(.نم�ذج لو�شطية الاأمة في مبحث التيمم:

قد ف�سل الله تعالى هذه الاأمة الو�سط باأن جعل /1لها الاأر�ض م�سجدا وطهورا ، فقال �سلى الله عليه و�سلم: »اأعطيت خم�سا لم يعطهن اأحد من �سهر، م�سيرة بالرعب ن�سرت قبلي: الاأنبياء واأيما وطهورا، م�سجدا الاأر�ض لي وجعلت رجل من اأمتي اأدركته ال�سلاة فلي�سل ...«)56(، وقوله: )وجعلت لي الاأر�ض م�سجدا وطهورا( الاأمم على به خ�س�ض ما بيان في اختلف تكن لم الما�سية الاأمم اإن فقيل: ذلك قبله في اإلا في موا�سع مخ�سو�سة لهم تباح ال�سلاة اإلا ي�سلون لا كانوا وقيل والكنائ�ض كالبيع، الاأر�ض وخ�ست هذه تيقنوا طهارته من فيما اإلا ما الاأر�ض ال�سلاة في جميع الاأمة بجواز

تيقنت نجا�سته)57(.ولم اأكبر، حدثا اأو اأ�سغر، حدثا اأحدث من /2يجد ماء اأو لم يقدر على ا�ستعمال الماء لم يكلفه ال�سارع بال�ساق وهو ا�ستعمال الطهارة المائية، بل الطهارة، فر�ض عنه ال�سارع ي�سقط ولم

بالك�سر ما يغ�سل به الراأ�ض من خطمي وغيره. قال الاأخف�ض: ومنه )الغ�سلين( وهو ما انغ�سل من لحوم اأهل النار ودمائهم. وزيد فيه الياء والنون. و )اغت�سل(

بالماء. و )الغ�سول( الماء الذي يغت�سل به)49(.جميع اإلى الماء الا�سطلاح:اإي�سال في الغ�سل

الج�سد بنية ا�ستباحة ال�سلاة مع الدلك )50(.نم�ذج لو�شطية الاأمة في مبحث الغ�شل:

لم ياأمر ال�سارع بالغ�سل لمريد ال�سلاة في كل /1حدث كما في الو�سوء ، ولم يترك من ح�سل له موجبه من الاغت�سال بالكلية ، بل جعل الاأمر اأ�سباب موجبة، كالجنابة له باأن جعل و�سطا، ]6 هروان}]الم�ئدة: فاط جنبا كنتمن {وإن تعالى: قال

والحي�ض، والنفا�ض)51(.المراأة الم�سدود �سفر راأ�سها ، لم ياأمرها ال�سارع /2ولا ، الجنابة من للاغت�سال بنق�ض �سفائرها اأمرها ال�سارع بترك راأ�سها بدون غ�سل ، بل قلت قالت: �سلمة، اأم عن جاء كما بالو�سط، راأ�سي �سفر اأ�سد امراأة اإني الله ر�سول يا اأفاأنق�سه لغ�سل الجنابة؟ قال: »لا. اإنما يكفيك اأن تحثي على راأ�سك ثلاث حثيات ثم تفي�سين

عليك الماء فتطهرين« )52(.ث�لث�- التيمم:

التيمم في اللغة: م�سح الوجه واليدين بالتراب)53(.ت�ستمل ترابية طهارة الا�شطلاح: في والتيمم على م�سح الوجه واليدين)54(. وجعل ال�سارع للتيمم أون سفر على أون مرنضى كنتم {وإن تعالى: قال اأ�سباب ساء فلمن تدوان ماء

تم الن ن النغائط أون لامسن

جاء أحد منكم م

ما ننه م وأينديكم بوجوهكمن فامنسحوان با

طي صعيدا موان فتيم

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {20}

الاإ�سلامية هو ال�سراط الم�ستقيم الو�سط. من الو�سط القبلة هي الاإ�سلامية الاأمة قبلة /2{قدن تعالى: قال ال�سابقة، ال�سرائع قبل بين ترنضاها قبنلة ينك

فلنول ماء الس ف هك وجن تقلب نرى

فولوان ما كنتمن وحينث رام جد الن سن ر الن هك شطن وجنفول

أنه ليعنلمون النكتاب أونتوان الذين وإن ره شطن وجوهكمن ا يعنملون}]البقرة: 144[، همن وما الله بغافل عم

ب ق من ر الن

فجعلت قبلتنا و�سطا بين القبلتين، فاإن اليهود ي�سلون نحو المغرب، والن�سارى نحو الم�سرق، تقع التي مكة تجاه ت�سلى الاإ�سلامية والاأمة

و�سط العالم.والليلة اليوم في المفرو�سة ال�سلوات عدد /3كانت خم�سين �سلاة، اأن بعد �سلوات خم�ض وهذا العدد من ال�سلوات يعتبر و�سطا لا م�سقة فيه، ومقدور عليه بالن�سبة للمكلف، فقد روي اأن النبي �سلى الله عليه و�سلم قال ليلة اأ�سري خم�سين اأمتي على وجل عز الله )ففر�ض به: �سلاة، فرجعت بذلك، حتى مررت على مو�سى، فقال: ما فر�ض الله لك على اأمتك؟ قلت: فر�ض فاإن ربك، اإلى فارجع قال: �سلاة، خم�سين اأمتك لا تطيق ذلك، فراجعت، فو�سع �سطرها، �سطرها، و�سع قلت: مو�سى، اإلى فرجعت فقال: راجع ربك، فاإن اأمتك لا تطيق، فراجعت فو�سع �سطرها، فرجعت اإليه، فقال: ارجع اإلى ربك، فاإن اأمتك لا تطيق ذلك، فراجعته، فقال: القول يبدل لا خم�سون، وهي خم�ض، هي لدي()62(. فهذا اإن دل على �سيئ اإنما يدل على فير�ض الليلة اليوم في �سلوات الخم�ض اأن

و�سط.

جعل الاأمر و�سطا)الطهارة الترابية(. فقد روي فقال: عنه الله ر�سي عمر اإلى جاء رجلا اأن اإني اأجنبت فلم اأجد الماء، فقال عمر: لا ت�سل. اأنا اإذ الموؤمنين اأمير يا تذكر اأما عمار: فقال واأنت في �سرية فاأجنبنا فلم نجد ماء، فاأما اأنت ثم التراب، في فتمعكت اأنا واأما ت�سل، فلم عليه الله �سلى الله ر�سول اأتينا فلما �سليت، و�سلم ذكرت ذلك له فقال: »اإنما يكفيك و�سرب النبي �سلى الله عليه و�سلم بيديه اإلى الاأر�ض،

ثم نفخ فيهما، فم�سح بهما وجهه وكفيه«)58(.المطلب الثاني

و�شطية الاأمة في ال�شلاةال�شلاة في اللغة : الدعاء، ، ومنه: اللهم �سلي على محمد، وكانوا في �سدر الاإ�سلام اإذا جاءوا بالرجل

اإلىالم�سدق قالوا: �سل عليه، اأي ادع له)59(.ال�شلاة في الا�شطلاح: عبارة عن اأقوال واأفعال

مفتتحة بالتكبير مختتمة بالت�سليم ب�سروط)60(.مظاهر و�سطية الاأمة في ال�سلاة: هنالك عدة مظاهر

منها على �سبيل المثال:جاء في تف�سير الاآية: {صراط الذين أنعمت عليهمن /1ي}]الف�تحة: 7[، اأي: غير

ال غير الغضوب عليهمن ولا الض

ف�سدت الذين وهم عليهم، المغ�سوب �سراط اإرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا �سراط ال�سالين، وهم الذين فقدوا العلم، فهم هائمون في ال�سلالة لا يهتدون اإلى الحق، واأكد الكلام بـ "لا" ليدل على اأن ثم م�سلكين فا�سدين وهما: الاأمة ف�سراط والن�سارى)61(. اليهود طريقة

{21}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

البالغ الابن اأمر ولى الحكيم ال�سارع اأمر /6 ، لاة بال�س ياأمره باأن �سنين �سبع العمر من بلوغ بعد ح مبر غير �سربا عليها وي�سربه �سن العا�سرة، فقد روي عن عمرو بن �سعيب، عن اأبيه، عن جده، قال: قال ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم: »مروا اأولادكم بال�سلاة وهم وهم عليها، وا�سربوهم �سنين، �سبع اأبناء )66( الم�ساجع« في بينهم وفرقوا ع�سر اأبناء الحكيم ال�سارع اأن على يدل الحديث فهذا ق بين من لم يبلغ تو�سط في ت�سريعه، حيث فر�سن بلغ من بلغها، وكذلك من ال�سابعة، وبين الحلم اأدرك من ثم اأمره، يختلف العا�سرة ا �سبق. وهكذا فقد نزل الاأمور يختلف حكمهعم

منازلها، وو�سع الاأ�سياء موا�سعها.لم يخت�سر التو�سط على باب الفرائ�ض فقط، /7اأن اأراد لمن فينبغي النوافل، �سمل مبحث بل فلا يقت�سدويتو�سط، اأن �سلاته في يتطوع يترك التنفل بالكلية ، ولا يجهد نف�سه فيكلفها ما لا تطيق: فعن عائ�سة، قالت: قال النبي �سلى الله عليه و�سلم: »اإذا نع�ض اأحدكم، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فاإنه لا يدري، اإذا �سلى وهو ناع�ض، لعله يذهب في�ستغفر، في�سب نف�سه«)67( فوجه الدلالة من الحديث:اأن القليل المداوم عليه والقليل ، المنقطع الكثير من خير العمل من الم�ستمر اأحب اإلى الله ور�سوله ، وذلكمايتواءم اأدعى لتطبيق مع فطرة الاإن�سان وقدرته، فهو الله دون حرج ولا م�سقة ، وذلكم هو �سريعة

من �سروط �سحة ال�سلاة �ستر العورة:فالواجب /4على الرجل في ال�سلاة اأن ي�ستر المكان الو�سط

من ج�سمه، وهو ما بين ال�سرة والركبة.5/ كانت �سلاة النبي �سلى الله على و�سلم وخطبته بحيث فيها اإفراط لا وو�سطا، ق�سدا للجمعة الملل والكاآبة، ولا تفريط فيها بحيث لا تحدث الحكيم، والذكر الموعظة من المطلوب تحقق مع اأ�سلي »كنت قال: �سمرة، بن جابر فعن ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم، فكانت �سلاته )وخطبته وقوله: ق�سدا«)63( وخطبته ق�سدا، الا�ستقامة الق�سد اأ�سل الطيبي: قال ق�سدا( الاأمور في للتو�سط ا�ستعير الطريق، في والتباعد عن الاإفراط، ثم للتو�سط بين الطرفين عليه الله �سلى - كانت �سلاته اأي كالو�سط، ولا الطول، غاية تكن لم متو�سطة، - و�سلم في غاية الق�سر، وكذلك الخطبة)64(. وقد نهى الا�سراع عن و�سلم عليه الله �سلى الر�سول المخل للاأركان في ال�سلاة، فعن اأبي هريرة: اأن ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم دخل الم�سجد �سلى النبي على ف�سلم ف�سلى، رجل، فدخل الله عليه و�سلم، فرد وقال: »ارجع ف�سل، فاإنك لم ت�سل« ، فرجع ي�سلي كما �سلى، ثم جاء، ف�سلم على النبي �سلى الله عليه و�سلم، فقال: فقال: ثلاثا، ت�سل« لم فاإنك ف�سل، »ارجع اأح�سن غيره، فعلمني، ما بعثك بالحق والذي فقال: »اإذا قمت اإلى ال�سلاة فكبر، ثم اقراأ ما تطمئن اركع حتى ثم القراآن، من معك تي�سر

راكعا...()65(.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {22}

�سلى الله عليه و�سلم اأني اأقول: والله لاأ�سومن له "فقال ع�ست ما الليل ولاأقومن النهار، الذي »اأنت عليه و�سلم: الله الله �سلى ر�سول ما الليل النهار ولاأقومن لاأ�سومن والله تقول ع�ست« قلت: قد قلته قال: »اإنك لا ت�ستطيع ذلك، ف�سم واأفطر، وقم ونم، و�سم من ال�سهر ثلاثة مثل وذلك اأمثالها، بع�سر الح�سنة فاإن اأيام، �سيام الدهر« فقلت: اإني اأطيق اأف�سل من ذلك يا ر�سول الله، قال: »ف�سم يوما واأفطر يومين« قال: قلت: اإني اأطيق اأف�سل من ذلك، قال: ف�سم يوما واأفطر يوما، وذلك �سيام داود وهو اأعدل ال�سيام " قلت اإني اأطيق اأف�سل منه يا ر�سول

الله، قال: »لا اأف�سل من ذلك«)70(.تعجيل الفطر وتاأخير ال�سحور دليل على و�سطية /3،الذي الاإم�ساك ال�سيام فركن ، الاأمة هذه يبتدئ بطلوع الفجر وينتهي بغروب ال�سم�ض، بالتاأخير)ال�سحور( ال�سارع اأمر البداية فعند لاأنه اأرفق بال�سائم ، وعند النهاية اأمر ال�سارع بتعجيل الفطور وفي ذلك منهج رحمة وتو�سط ،فعن اأبي ذر، قال: قال ر�سول الله �سلى الله عجلوا ما بخير اأمتي تزال )لا و�سلم: عليه والحكمة ال�سحور()71(. واأخروا الاإفطار، الليل ولاأنه النهار من يزاد في اأن لا ذلك في اأرفق بال�سائم واأقوى له على العبادة ، واأي�سا كانوا فاإنهم باليهود ت�سبه الفطور تاأخير في يفطرون عند ظهور النجوم، وقد اأمر ال�سارع

بمخالفتهم في اأفعالهم واأقوالهم)72(.

الي�سر وال�سماحة ، وهو الرفق والتو�سط الذي انتهجه الاإ�سلام، ثم اإن الت�سدد والغلو والتنطع الذين ال�سابقين حال كان كما للهلاك �سبب

ت�سددوا ف�سدد الله عليهم وتنطعوا.المطلب الثالث

و�شطية الاأمة في ال�شومال�شوم في اللغة: الاإم�ساك عن اأي فعل اأو قول

كان )68(.وال�شوم في الا�شطلاح : هو الاإم�ساك عن الاأكل

وال�سرب والجماع نهارا مع النية)69(.نم�ذج للو�شطية في ال�شوم:

التو�سط في الاإم�ساك عن المفطرات ،بحيث اأن /1ال�سائم يتوقف عن تناول جميع المفطرات فترة له اأباح فقد الم�سائية الفترة اأما ، فقط النهار ال�سارع ما منع عنه، قال تعالى: {أحل لكمن لينلة ن فث إلى نسآئكمن هن لباس لكمن وأنتمن لباس ل يام الر

الص

وعفا علينكمن فتاب أنفسكمن كنتمن تنتانون أنكمن علم الله وكلوان لكمن الله كتب ما وابنتغوان باشروهن فالآن عنكمن ود ينط الأسن ينط الأبنيض من الن ربوان حتى يتبي لكم الن واشنوأنتمن تباشروهن ولا اللينل إلى يام

الص أتوان ثم ر النفجن من

فلا تقنربوها كذلك ساجد تلنك حدود الله عاكفون ف الن الله آياته للناس لعلهمن يتقون}]البقرة: 187[ .

يبي

الاقت�ساد للم�سلم ينبغي التطوع �سوم في /2والتو�سط فيه، فلا يكلف الان�سان نف�سه ما لا النبي نهى فقد ، الاأيام اأغلب في�سوم تطيق، ،حتى الدهر �سوم عن و�سلم عليه الله �سلى بن الله عبد اأن ال�سيام،فقد روي على للقادر عمرو ر�سي الله عنهما، قال: اأخبر ر�سول الله

{23}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

نم�ذج لو�شطية الاأمة في الزك�ة:لا تجب الزكاة اإلا عند بلوغ المال الن�ساب مع /1حولان الحول في اأ�سناف كثيرة من اأ�سناف الزكاة، الاأمر الذي يدل على و�سطية الاإ�سلام توؤخذ واعتداله ومرونته في هذا الجانب، فلا الزكاة من كل المكلفين )الفقراء والاأغنياء( ولا يترك الكل من اأدائها، فتجب على الغني ويترك

الفقير.في ذكاة الاأنعام ينبغي لل�ساعي اأن ياأخذ منها /2على ال�سرر فيقع المعيبة ياأخذ فلا ، الو�سط الم�ستحقين ، ولا ياأخذ الخيار فيقع ال�سرر على رب المال،فعن ابن عبا�ض ر�سي الله عنهما: اأن ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم لما بعث معاذا ر�سي الله عنه اإلى اليمن، قال: »اإنك تقدم على قوم اأهل كتاب، فليكن اأول ما تدعوهم اإليه عبادة الله، فاإذا عرفوا الله، فاأخبرهم اأن الله قد فر�ض عليهم خم�ض �سلوات في يومهم وليلتهم، فاإذا فعلوا، فاأخبرهم اأن الله فر�ض عليهم زكاة من اأطاعوا بها، اأموالهم وترد على فقرائهم، فاإذا فخذ منهم وتوق كرائم)76( اأموال النا�ض«)77(،

وجاء في كتاب بدائع ال�سنائع ما ن�سه:واأخذ الكبار من ال�سغار اأخذ من كرائم الاأموال وحزراتها واإنه منهي؛ ولاأن مبنى الزكاة على النظر من الجانبين جانب الملاك وجانب الفقراء األا ترى اأن الواجب هو الو�سط؟ وما كان ذلك الاأمر اإلا مراعاته الجانبين، وفي اإيجاب الم�سنة اإ�سرار بالملاك؛ لاأن قيمتها قد تزيد على قيمة

والم�سافر للمري�ض الحكيـم ال�سارع رخـ�ض /4الفطر في نهار رم�سان ، تي�ســرا لهما وتخفيفا قال وال�سيق، الع�سر بهما يرد ولم عنهما، لناس

تعالى:{شهنر رمضان الذي أنزل فيه النقرنآن هدى ل

هنر فلنيصمنه دى والنفرنقان فمن شهد منكم الش ن الننات م

وبي

أخر يريد الله نن أيام ة م ومن كان مريضا أون على سفر فعد

وان

ولتكب ة النعد ملوان ولتكن ر النعسن بكم يريد ولا ر النيسن بكم كرون}]البقرة: 185[. فقد الله على ما هداكمن ولعلكمن تشنر النيسن بكم {يريد الله تعالى: قوله تاأويل جاء في ر} يريد الله بكم اأيها الموؤمنون ولا يريد بكم النعسنو�سفركم مر�سكم حال في لكم بترخي�سه الاأيام من اأخر اأيام عدة وق�ساء الاإفطار، في التي اأفطرتموها بعد اإقامتكم، وبعد برئكم من ذلك بم�سقة لعلمه عليكم، التخفيف مر�سكم، عليكم في هذه الاأحوال. ولا يريد بكم ال�سدة، والم�سقة عليكم، فيكلفكم �سوم ال�سهر في هذه الاأحوال، مع علمه �سدة ذلك عليكم وثقل حمله عليكم لو حملكم �سومه)73(. فديننا الاإ�سلامي

و�سرعنا القويم ، ياأمر بالتو�سط.المطلب الرابع

و�شطية الاأمة في الزك�ةنما. وزكوا: زكاء يزكو زكا اللغة: في الزك�ة

وزكي، كر�سي : نما، وزاد)74(.والزك�ة في الا�شطلاح: اإخراج مال مخ�سو�ض من مال مخ�سو�ض بلغ ن�سابا لم�ستحقه اإن تم الملك

وحول غير معدن وحرث)75(.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {24}

وقد حث ال�سارع الحكيم على التو�سط في الاإنفاق في القراآن كذلك حيث يقول تعالى ممتدحا من يفعل ط ها كل النبسن ذلك: {ولا تنعلن يدك مغنلولة إلى عنقك ولا تبنسطنعن تم�سك لا اأي ،]29 منسورا}]الاإ�شراء: ملوما فتقنعد الاإنفاق، بحيث ت�سيف على نف�سك واأهلك في وجوه حم، اأي: لا تجعل يدك في انقبا�سها كالمغلولة �سلة الرها كل البسط} اأي: الممنوعة من الانب�ساط، {ولا تبنسطنعا مفرطا بحيث لا يبقى ع في الاإنفاق تو�س ولا تتو�سفي يدك �سيء ، والحكماء ذكروا في كتب الاأخلاق اأن لكل خلق طرفي اإفراط وتفريط، وهما مذمومان، والخلق الفا�سل هو العدل والو�سط، فالبخل اإفراط وهما الاإنفاق، في اإفراط والتبذير الاإم�ساك، في

مذمومان، والمعتدل الو�سط)81(.المطلب الخام�ض

و�شطية الاأمة في الحجق�سد الاأ�سل: معناه في اللغة: الحج الحج في في ا�ستعماله �ساع ثم اإليه، والاتجاه ال�سيء اأ�سبح مدلوله الحقيقي ق�سد البيت الحرام، حتى

مق�سورا على هذه ال�سعيرة)82(.بقاع زيارة هو الا�شطلاح: في والحج وهي اأ�سهره في مخ�سو�ض بفعل مخ�سو�سة

�سوال وذو القعدة وع�سر ذي الحجة)83(.نم�ذج للو�شطية في الحج:

الزاد - الا�ستطاعة الحج لوجوب ي�سترط /1مقام ـنات

بي آيات {فيه تعالى: قال ، والراحلة

على الناس حج النبينت من إبنراهيم ومن دخله كان آمنا وللهتطاع إلينه سبيلا ومن كفر فإن الل غن عن النعالي}]اآل اسن

وفي الاأموال باأرباب اإجحاف وفيه الن�ساب فكان بالفقراء اإ�سرار راأ�سا الوجوب نفي

العدل في اإيجاب واحدة)78(.في �سدقة التطوع ينبغي على الم�سلم التو�سط /3للفقراء ويترك في الاإخراج،فلا يدفع كل ماله بالكلية نف�سه ومن يعول، ولا يمتنع منالاإنفاق قال: الله بن عبد بل يكون و�سطا،)فعن جابر عليه الله �سلى الله ر�سول عند نحن بينما و�سلم: اإذ جاءه رجل بمثل البي�سة من الذهب اأ�سابها في بع�ض المغازي فجاء بها ر�سول الله فقال: الاأيمن، عليه و�سلم من ركنه الله �سلى ما فوالله �سدقة مني خذها الله، ر�سول يا ركنه عن جاءه، ثم عنه فاأعر�ض غيرها، لي يديه بين من فجاءه ذلك مثل فقال الاأي�سر، فحذفه مغ�سبا هاتها فقال: ذلك مثل فقال بها حذفة ولو اأ�سابه لعقره اأو اأوجعه ثم قال: »ياأتي اأحدكم بماله لا يملك غيره فيت�سدق به، ثم يقعد بعد ذلك يتكفف النا�ض، اإنما ال�سدقة، عن ظهر غنى خذ الذي لك لا حاجة لنا به، فاأخذ الرجل ماله فذهب()79(، وعن �سعد ر�سي الله و�سلم عليه الله �سلى النبي كان قال: عنه، مال، لي فقلت: بمكة، مري�ض واأنا يعودني فال�سطر؟ قلت: »لا« قال: كله؟ بمالي اأو�سي والثلث )الثلث قال: فالثلث؟ قلت: »لا« قال: كثير، اأن تدع ورثتك اأغنياء خير من اأن تدعهم عالة يتكففون النا�ض في اأيديهم، ومهما اأنفقت فهو لك �سدقة، حتى اللقمة ترفعها في امراأتك، بك وي�سر نا�ض، بك ينتفع يرفعك، الله ولعل الو�سطية )80( في�ستفاد من الحديثين اآخرون(

في الاإنفاق والت�سدق على المحتاجين.

{25}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

التو�سط في التلبية بحيث لا يكثر حتى يلحقه تفوته حتى طويلا زمنا يترك ولا ال�سجر، ت�سويته في التو�سط له يندب كما ال�سعيرة،

بها، فلا يبالغ في رفعه ولا في خف�سه)85(.الحج، في ركن والمروة ال�سفا بين ال�سعي /5ومن �سروطه اأن يكون �سبع اأ�سواط ،ومن ترك يرجع اأن وعليه ذلك، يجزه لم واحدا �سوطا اأحدث فقد ال�سبع عن زاد ومن لاإكماله)86(، في الدين ما لي�ض منه، فهو مردود عليه، فعن عائ�سة ر�سي الله عنها، قالت: قال ر�سول الله اأمرنا في اأحدث »من و�سلم: عليه الله �سلى

هذا ما لي�ض فيه، فهو رد«)87(.رمي الجماريعتبر من واجبات الحج ،في�سترط /6فيه اأن يكون �سبع مرات ب�سبع ح�سيات ،كما يكون اأن به يرمي الذي ي�سترط في الح�سى ،كما حمله ي�سق الذي الكبير فيكره و�سطا، الخلا�سة كتاب في ورد فقد ال�سغير، يكره الح�سى يكون واأن ن�سه: ما المالكي الفقهية بال�سبابتين يرمى الذي وهو الحذف كح�سى فلا النواة اأو الفولة قدر الح�ساة تكون باأن

يجزئ �سغير جدا كالحم�سة وكره كبير)88(.الطواف بالبيت الحرام )طواف الاإفا�سة( يعد ركنا /7من اأركان الحج ،ومن �سروط الطواف اأن يكون �سبعا، فاإن ترك الحاج �سيئا من ال�سبع ولو قليلا لم يجزه ذلك، واإن زاد عن ال�سبع فقد اأ�ساء لاإتيانه اأمرا مخالفا لل�سنة)89(.فينبغي للحاج اأن ياأتي بهذه

ال�سعيرة التعبدية بلا اإفراط ولا تفريط.

الم�ستطيع، على اإلا الحج يجب فلا ،]97 عمران:

فيعتبر هذا اأمر و�سط، حيث لايلزم المعدم الذي لا يجد ما ينفق على نف�سه وعلى من يعول طيلة

اأيام الحج، ولايترك الغني الحج بالكلية.مرة العمر في الم�ستطيع على الحج يجب /2واحدة ،ولا يجب في كل عام، فهذا اأمر و�سط حيث لا تفريط بترك الحج بالكلية، ولا اإفراط بحيث يوؤمر الم�ستطيع كل عام،فعن اأبي هريرة، و�سلم عليه الله �سلى الله ر�سول خطب قال: فر�ض الله اإن النا�ض، اأيها )يا فقال: النا�ض، عام، كل اأفي فقال: رجل فقام الحج، عليكم الله �سلى حتى قال ذلك ثلاث مرات ور�سول الله عليه و�سلم يعر�ض عنه، ثم قال: لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت لما قمتم به، ثم قال: ذروني ما تركتكم فاإنما هلك من كان قبلكم ب�سوؤالهم واختلافهم على اأنبيائهم، فما اأمرتكم من �سيء �سيء عن نهيتكم وما ا�ستطعتم ما منه فاأتوا

فاجتنبوه()84(.كون الحج واجب على الم�سلم على التراخي عند /3جمهور العلماء ، فعلى هذا القول ، يكون هذا اأمر على الم�سلم على واجب الحج كان فلو ، و�سط الفور لاأ�ساب كثير من الم�ستطيعين الحرج والاإثم، فهنالك اأعذار قد تطراأ على بع�ض النا�ض فتمنعهم

الحج من اأداء هذا الواجب عام الا�ستطاعة.كثرة ندبا. ولا وجوبا لا المحرم على لي�ض /4لما ذلك يكره بل بالتلبية الملازمة اأي الاإلحاح الم�ستحب بل الملل، من ملازمتها على يلزم

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {26}

ق�ئمة الم�ش�در والمراجعاأبو المجيد- القراآن تف�سير المديد في البحر /1العبا�ض اأحمد بن محمد بن المهدي- المحقق: النا�سر: - ر�سلان القر�سي الله عبد اأحمد - القاهرة – زكي عبا�ض ح�سن الدكتور

الطبعة: 1419 هـ.علاء - ال�سرائع ترتيب ال�سنائع في بدائع /2الدين، اأبو بكر بن م�سعود بن اأحمد الكا�ساني - العلمية الكتب دار النا�سر: الحنفي-

الطبعة: الثانية، 1406هـ - 1986م.بلغة ال�سالك لاأقرب الم�سالك المعروف بحا�سية /3ال�ساوي على ال�سرح ال�سغير- اأبو العبا�ض اأحمد بن محمد الخلوتي، ال�سهير بال�ساوي

المالكي- النا�سر: دار المعارف.بن محمد - خليل لمخت�سر والاإكليل التاج /4اأبي القا�سم بن يو�سف العبدري يو�سف بن - المالكي المواق الله عبد اأبو الغرناطي، النا�سر: دار الكتب العلمية - الطبعة: الاأولى،

1416هـ-1994م.وحا�سية الدقائق كنز �سرح الحقائق تبيين /5- عثمان بن علي بن محجن البارعي، لبي ال�سفخر الدين الزيلعي الحنفي- النا�سر: المطبعة الكبرى الاأميرية - بولاق، القاهرة- الطبعة:

الاأولى، 1313 هـ. - المنار( )تف�سير الحكيم القراآن تف�سير /6محمد ر�سيد بن علي ر�سا بن محمد �سم�ض الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني الح�سيني - النا�سر: الهيئة الم�سرية

العامة للكتاب - �سنة الن�سر: 1990م.

خ�تمة البحثوال�سلاة ال�سالحات، تتم بنعمته الذي لله الحمد و�سحبه اآله وعلى البركات نبي على وال�سلام وفقني فقد الدرجات، اأعلى في ذكرهم المرفوع الاأمة –و�سطية المخت�سر البحث هذا اإكمال في الاإ�سلامية في عبادتها- وقد تو�سلت فيه اإلى عدة

نتائج وتو�سيات.فمن اأهم النتائج:

وعدم العبادة في التو�سط تعني الو�سطية /1الت�سدد فيها، بحيث توؤدى بقدرالم�ستطاع،فلا

اإفراط ولا تفريط.مجالات جميع في و�سط الاإ�سلامية الاأمة /2وال�سوم وال�سلاة الطهارة �سيما لا العبادة

والزكاة والحج.الغلو في اأداء العبادات له اآثار �سالبة قد يوؤدي /3

اإلى ترك العبادة بالكلية.التفريط والتق�سير في اأداء العبادات اأمر منهي /4

عنه وله اآثار �سالبة كثيرة.ومن اأهم التو�سيات:

عدم الغلو والت�سدد المنفر في اأداء العبادات. /1عدم التكا�سل والتق�سير في اأداء اأوامر ال�سرع. /2�سيما لا الاأمة حث والدعاة الباحثين على /3جميع في والاقت�ساد التو�سط على �سبابها

مجالات العبادة.اأمور في الو�سط المتوازن بالمهج الالتزام /4

العبادة.على الدعاة والباحثين الاهتمام بتوعية ال�سباب /5–خا�سة- بعواقب الاإفراط والتفريط في اأمور

العبادة.

{27}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الطالب كفاية �سرح على العدوي حا�سية /13بن اأحمد بن علي الح�سن، اأبو - الرباني مكرم ال�سعيدي العدوي - المحقق: يو�سف ال�سيخ محمد البقاعي- النا�سر: دار الفكر –

بيروت -تاريخ الن�سر: 1414هـ - 1994م.الخلا�سة الفقهية على مذهب ال�سادة المالكية /14دار النا�سر: - القروي العربي محمد -

الكتب العلمية – بيروت.الزاهر في معاني كلمات النا�ض - محمد بن /15القا�سم بن محمد بن ب�سار، اأبو بكر الاأنباري - المحقق: د. حاتم �سالح ال�سامن - النا�سر: موؤ�س�سة الر�سالة – بيروت- الطبعة: الاأولى،

1412 هـ -1992.�سنن ابن ماجه - ابن ماجة اأبو عبد الله محمد /16يزيد- اأبيه ا�سم وماجة القزويني، يزيد بن النا�سر: - الباقي عبد فوؤاد محمد تحقيق: عي�سى في�سل - العربية الكتب اإحياء دار

البابي الحلبي.بن �سليمان داود اأبو داود- اأبي �سنن /17بن �سداد بن ب�سير بن اإ�سحاق بن الاأ�سعث عمرو الاأزدي ال�سج�ستاني - المحقق: محمد المكتبة النا�سر: - عبد الحميد الدين محيي

الع�سرية، �سيدا – بيروت.�سنن الترمذي-محمد بن عي�سى بن �سورة بن /18مو�سى بن ال�سحاك، الترمذي- تحقيق وتعليق - اإبراهيم عطوة عو�ض- النا�سر:�سركة مكتبة م�سر- الحلبي– البابي م�سطفى ومطبعة

الطبعة: الثانية، 1395هـ - 1975م.

تف�سير الماوردي - النكت والعيون - اأبو الح�سن /7الب�سري حبيب بن محمد بن محمد بن علي البغدادي، ال�سهير بالماوردي - المحقق: ال�سيد ابن عبد المق�سود بن عبد الرحيم - دار الكتب

العلمية - بيروت / لبنان.محمد - الكريم للقراآن الو�سيط التف�سير /8م�سر نه�سة دار النا�سر: - طنطاوي �سيد – الفجالة والتوزيع، والن�سر للطباعة

القاهرة - الطبعة: الاأولى.اأحمد بن الاأزهري اللغة - محمد بن تهذيب /9الهروي، اأبو من�سور- المحقق: محمد عو�ض مرعب - النا�سر: دار اإحياء التراث العربي

2001م. الاأولى، الطبعة: - – بيروت التوقيف على مهمات التعاريف - زين الدين /10محمد المدعو بعبد الروؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري - النا�سر: عالم الكتب -القاهرة -

الطبعة: الاأولى، 1410هـ-1990م.بن محمد القراآن- تاأويل في البيان جامع /11جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الاآملي، اأبو جعفر الطبري -المحقق: اأحمد محمد �ساكر - النا�سر: موؤ�س�سة الر�سالة - الطبعة: الاأولى،

1420 هـ - 2000 م.جمهرة اللغة - اأبو بكر محمد بن الح�سن بن /12دريد الاأزدي- المحقق: رمزي منير بعلبكي - – بيروت للملايين العلم دار النا�سر: -

الطبعة: الاأولى، 1987م.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {28}

محمد الترمذي- �سنن و�سعيف �سحيح /26منظومة برنامج الاألباني- الدين نا�سر

التحقيقات الحديثية بالاإ�سكندرية.طرح التثريب في �سرح التقريب- اأبو الف�سل /27عبد بن بن الح�سين الرحيم عبد الدين زين الرحمن . النا�سر: الطبعة الم�سرية القديمة -

و�سورتها دور.اللغة - علي عبد الواحد وافي - رحمه علم /28للطباعة والن�سر الله -النا�سر: نه�سة م�سر

- الطبعة: الاأولى.اأبو - البخاري �سحيح �سرح القاري عمدة /29اأحمد بن مو�سى بن اأحمد بن محمود محمد بن ح�سين الغيتابىالحنفى بدر الدين العينى -

النا�سر: دار اإحياء التراث العربي – بيروت.العين - اأبو عبد الرحمن الخليل بن اأحمد بن /30عمرو بن تميم الفراهيدي الب�سري- المحقق: د مهدي المخزومي، د اإبراهيم ال�سامرائي -

النا�سر: دار ومكتبة الهلال.فتح الباري �سرح �سحيح البخاري - اأحمد بن /31علي بن حجر اأبو الف�سل الع�سقلاني ال�سافعي-

النا�سر: دار المعرفة - بيروت، 1379هـ.زيد اأبي ابن ر�سالة على الدواني الفواكه /32القيرواني - اأحمد بن غانم )اأو غنيم( بن �سالم الاأزهري النفراوي الدين �سهاب مهنا، ابن بدون الطبعة: - الفكر دار النا�سر: المالكي-

طبعة - تاريخ الن�سر: 1415هـ - 1995م.الدكتور - وا�سطلاحا لغة الفقهي القامو�ض /33 – الفكر.دم�سق دار - حبيب اأبو �سعدي

�سورية - الطبعة: الثانية 1408 هـ-1988م.

ال�سنن ال�سغرى للن�سائي- اأبو عبد الرحمن /19الخرا�ساني، علي بن �سعيب بن اأحمد غدة- اأبو الفتاح عبد تحقيق: - الن�سائي النا�سر: مكتب المطبوعات الاإ�سلامية – حلب

- الطبعة: الثانية، 1406هـ – 1986م.�سرح ريا�ض ال�سالحين - محمد بن �سالح /20الوطن دار النا�سر: - العثيمين محمد بن

للن�سر، الريا�ض - الطبعة: 1426 ه.عبد بن محمد الدين �سم�ض الزرك�سي- �سرح /21دار النا�سر: الحنبلي- الم�سري الزرك�سي الله

العبيكان - الطبعة: الاأولى، 1413 هـ - 1993م.22/ �سرح �سحيح البخارى لابن بطال - ابن بطال الملك- عبد بن خلف بن علي الح�سن اأبو دار - اإبراهيم بن يا�سر تميم اأبو تحقيق: الن�سر: مكتبة الر�سد - ال�سعودية، الريا�ض-

الطبعة: الثانية، 1423هـ - 2003م.اأبو اإ�سماعيل بن محمد البخاري- �سحيح /23محمد المحقق: الجعفي- البخاري عبدالله زهير بن نا�سر النا�سر- النا�سر: دار طوق

النجاة -الطبعة: الاأولى، 1422هـ.اأبو الحجاج بن م�سلم - م�سلم �سحيح /24المحقق: - الني�سابوري الق�سيري الح�سن محمد فوؤاد عبد الباقي - النا�سر: دار اإحياء

التراث العربي – بيروت.محمد - داود اأبي �سنن و�سعيف �سحيح /25الكتاب: م�سدر الاألباني- الدين نا�سر من الحديثية- التحقيقات منظومة برنامج القراآن لاأبحاث الاإ�سلام نور مركز اإنتاج

وال�سنة بالاإ�سكندرية.

{29}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

المبدع في �سرح المقنع - اإبراهيم بن محمد بن /39عبد الله بن محمد ابن مفلح، اأبو اإ�سحاق، برهان الدين - النا�سر: دار الكتب العلمية، بيروت –

لبنان - الطبعة: الاأولى، 1418 هـ - 1997 م.مجلة جامعة اأم القرى - مجموعة من الموؤلفين. /40

ال�سبكي تكملة )مع المهذب �سرح المجموع /41يحيى الدين محيي زكريا اأبو - والمطيعي(

بن �سرف النووي- النا�سر: دار الفكر.فار�ض بن اأحمد فار�ض- لابن اللغة مجمل /42بن زكرياء القزويني الرازي، اأبو الح�سين- درا�سة وتحقيق: زهير عبدالمح�سن �سلطان-بيروت- – الر�سالة موؤ�س�سة الن�سر: دار

الطبعة الثانية - 1406 هـ - 1986 م.مختار ال�سحاح - زين الدين اأبو عبد الله محمد /43القادر الحنفي الرازي - اأبي بكر بن عبد بن المحقق: يو�سف ال�سيخ محمد- النا�سر: المكتبة الع�سرية - الدار النموذجية، بيروت- الطبعة:

الخام�سة، 1420هـ / 1999م.اإ�سماعيل بن اأبو الح�سن علي المخ�س�ض - /44اإبراهم خليل المحقق: المر�سي- �سيده بن جفال - النا�سر: دار اإحياء التراث العربي –

بيروت - الطبعة: الاأولى، 1417هـ 1996م. 0 الاإي�ساح نور متن �سرح الفلاح مراقي /45ح�سن بن عمار بن علي ال�سرنبلالي الم�سري الحنفي - النا�سر: المكتبة الع�سرية - الطبعة:

الاأولى، 1425 هـ - 2005 م.مرعاة المفاتيح �سرح م�سكاة الم�سابيح - اأبو /46بن ال�سلام عبد بن محمد الله عبيد الح�سن الدين ح�سام بن الله اأمان بن محمد خان اإدارة النا�سر: المباركفوري- الرحماني البحوث العلمية والدعوة والاإفتاء - الطبعة:

الثالثة - 1404 هـ، 1984 م.

طاهر اأبو الدين -مجد المحيط القامو�ض /34تحقيق: - الفيروزاآبادى يعقوب بن محمد موؤ�س�سة في التراث - تحقيق مكتب الر�سالة- النا�سر: موؤ�س�سة الر�سالة للطباعة والن�سر والتوزيع، بيروت – لبنان - الطبعة:

الثامنة، 1426 هـ - 2005 م.الك�سف والبيان عن تف�سير القراآن- اأحمد بن /35محمد بن اإبراهيم الثعلبي، اأبو اإ�سحاقتحقيق: النا�سر: دار اأبي محمد بن عا�سور- الاإمام - لبنان – بيروت العربي، التراث اإحياء

الطبعة: الاأولى 1422، هـ - 2002 م.اأبو الاإخت�سار- غاية حل في الاأخيار كفاية /36بكر بن محمد بن عبد الموؤمن بن حريز بن معلى ال�سافعي- الدين تقي الح�سني، الح�سيني النا�سر: - بلطجي الحميد عبد المحقق:علي دارالخير– دم�سق - الطبعة: الاأولى، 1994م.

والفروق الم�سطلحات في معجم الكليات /37الح�سيني مو�سى بن اأيوب - اللغوية القريميالكفوي، اأبو البقاء الحنفي - المحقق: عدنان دروي�ض - محمد الم�سري - النا�سر:

موؤ�س�سة الر�سالة – بيروت.اللباب في علوم الكتاب - اأبو حف�ض �سراج /38 - الحنبلي عادل بن علي بن عمر الدين الموجود عبد اأحمد عادل ال�سيخ المحقق: النا�سر: دار وال�سيخ علي محمد معو�ض - الطبعة: - لبنان / بيروت - العلمية الكتب

الاأولى، 1419 هـ -1998م.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {30}

تف�سير = القراآن تف�سير في التنزيل معالم /53بن م�سعود بن الح�سين محمد اأبو - البغوي محمد بن الفراء البغوي ال�سافعي- المحقق :عبد التراث اإحياء دار : لنا�سر المهدي-ا الرزاق العربي –بيروت - الطبعة : الاأولى، 1420هـ .

- الموؤلفين من مجموعة - اإ�سلامية مفاهيم /54موقع وزارة الاأوقاف الم�سرية.

منار ال�سبيل في �سرح الدليل- ابن �سويان، /55اإبراهيم بن محمد بن �سالم- المحقق: زهير الاإ�سلامي- المكتب النا�سر: - ال�ساوي�ض

الطبعة: ال�سابعة 1409 هـ-1989م.بن حميد اأبو محمد عبد الحميد - المنتخب /56بن ن�سر الك�سي - المحقق: �سبحي البدري ال�سامرائي ، محمود محمد خليل ال�سعيدي - النا�سر: مكتبة ال�سنة – القاهرة - الطبعة:

الاأولى، 1408 – 1988م. - الحجاج بن م�سلم �سحيح �سرح المنهاج /57بن يحيى الدين محيي زكريا اأبو الموؤلف: التراث اإحياء دار النا�سر: النووي- �سرف العربي – بيروت - الطبعة: الثانية، 1392.

منهج ال�سالكين -اأحمد بن حجر اآل بن علي - /58محمد بن �سليمان التميمي - النا�سر: وزارة والدعوة والاأوقاف الاإ�سلامية ال�سوؤون - ال�سعودية العربية المملكة - والاإر�ساد

الطبعة: الاأولى، 1417هـ. - خليل مخت�سر �سرح في الجليل مواهب /59�سم�ض الدين اأبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابل�سي، المعروف بالحطاب- الفكر-الطبعة:الثالثة، 1412هـ النا�سر: دار

- 1992م.

مرقاة المفاتيح �سرح م�سكاة الم�سابيح - علي /47الدين نور الح�سن اأبو محمد، )�سلطان( بن الفكر، دار النا�سر: القاري- الهروي الملا 1422هـ الاأولى، الطبعة: - – لبنان بيروت

- 2002م.يعقوب اأبو - راهويه بن اإ�سحاق م�سند /48اإبراهيم بن مخلد بن اإبراهيم بن اإ�سحاق راهويه- ابن بـ المعروف المروزي الحنظلي الحق عبد بن الغفور عبد د. المحقق: المدينة - الاإيمان مكتبة النا�سر: البلو�سي- المنورة - الطبعة: الاأولى، 1412– 1991م.اأبو عبد الله م�سند الاإمام اأحمد بن حنبل - /49اأ�سد اأحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن الاأرنوؤوط- �سعيب المحقق: ال�سيباني- اإ�سراف: د عبد الله بن عبد المح�سن التركي الطبعة: - الر�سالة موؤ�س�سة النا�سر: -

الاأولى، 1421 هـ - 2001م.عن العدل بنقل المخت�سر ال�سحيح الم�سند /50الله عليه و�سلم الله �سلى اإلى ر�سول العدل الق�سيري الح�سن اأبو الحجاج بن م�سلم -عبد فوؤاد محمد المحقق: - الني�سابوري الباقي - النا�سر: دار اإحياء التراث العربي

– بيروت.علي بن محمد بن اأحمد المنير- الم�سباح /51الفيومي ثم الحموي، اأبو العبا�ض- النا�سر:

المكتبة العلمية – بيروت.الرزاق بن همام بن اأبو بكر عبد الم�سنف- /52نافع الحميري اليماني ال�سنعاني- المحقق: المكتب النا�سر: - الاأعظمي الرحمن حبيب

الاإ�سلامي – بيروت - الطبعة: الثانية.

{31}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

ال�سبابطي - النا�سر: دار الحديث، م�سر- الطبعة: الاأولى، 1413هـ - 1993م.

نا�سر - الكريم القراآن �سوء في الو�سطية /63بن �سليمان العمر -النا�سر: وزارة الاأوقاف

ال�سعودي.64/الو�سيط في تف�سير القراآن المجيد - اأبو الح�سن الواحدي، علي بن بن محمد اأحمد بن علي الني�سابوري، ال�سافعي - النا�سر: دار الكتب – لبنان - الطبعة: الاأولى، العلمية، بيروت

1415هـ - 1994م.

-وزارة الكويتية الفقهية المو�سوعة /60الكويت- الاإ�سلامية– وال�سئون الاأوقاف

الطبعة)1404- 1427 هـ.الر�سول اأخلاق مكارم في النعيم ن�سرة /61الكريم - �سلى الله عليه و�سلم - �سالح بن عبد الله بن حميد اإمام وخطيب الحرم المكي والتوزيع، للن�سر الو�سيلة دار : النا�سر -

جدة - الطبعة : الرابعة.62/ نيل الاأوطار- محمد بن علي بن محمد بن عبد الله ال�سوكاني اليمني - تحقيق: ع�سام الدين

الهوام�س :اأ�شت�ذ الفقه واأ�شوله الم�ش�عد بج�معة القراآن الكريم وت�أ�شيل العلوم. البخ�ري عبدالله اأبو اإ�شم�عيل بن محمد البخ�ري- �شحيح -1الجعفي- المحقق: محمد زهير بن ن��شر الن��شر- الن��شر: دار

طوق النج�ة - الطبعة: الاأولى، 1422هـ- 25/1.بكر اأبي بن الله محمد عبد اأبو الدين زين - ال�شح�ح مخت�ر -2بن عبد الق�در الحنفي الرازي - المحقق: يو�شف ال�شيخ محمد- الن��شر: المكتبة الع�شرية - الدار النموذجية، بيروت – �شيدا

- الطبعة: الخ�م�شة، 1420هـ / 1999م-338/1.التوقيف على مهم�ت التع�ريف - زين الدين محمد المدعو بعبد -3الع�بدين الحدادي زين بن علي بن الع�رفين ت�ج بن الروؤوف ثم المن�وي الق�هري - الن��شر: ع�لم الكتب -الق�هرة - الطبعة:

الاأولى، 1410هـ-1990م-337/1.الم�شب�ح المنير- اأحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، -4

اأبو العب��س- الن��شر: المكتبة العلمية - بيروت- 658/2.العمر �شليم�ن بن ن��شر - الكريم القراآن �شوء في الو�شطية -5

-الن��شر: وزارة الاأوق�ف ال�شعودي- 134/1.المو�شوعة الفقهية الكويتية - وزارة الاأوق�ف وال�شئون الاإ�شلامية -6

هـ-213/14. 1427 - 1404 )من الطبعة: – الكويت- الله �شلى - الكريم الر�شول اأخلاق مك�رم في النعيم ن�شرة -7عليه و�شلم - �ش�لح بن عبد الله بن حميد اإم�م وخطيب الحرم المكي - الن��شر : دار الو�شيلة للن�شر والتوزيع، جدة - الطبعة :

الرابعة-1352/4.مف�هيم اإ�شلامية - مجموعة من الموؤلفين - موقع وزارة الاأوق�ف -8

الم�شرية -35/1.بن بن عمرو اأحمد بن الرحمن الخليل عبد اأبو - العين كت�ب -9د المخزومي، مهدي د المحقق: الب�شري- الفراهيدي تميم

اإبراهيم ال�ش�مرائي - الن��شر: دار ومكتبة الهلال-437/8.�شنن الترمذي - محمد بن عي�شى بن �شورة بن مو�شى بن ال�شح�ك، -10اإبراهيم عطوة عو�س - اأبو عي�شى- تحقيق وتعليق - الترمذي، – م�شر - الن��شر: �شركة مكتبة ومطبعة م�شطفى الب�بي الحلبي

لطبعة: الث�نية، 1395 هـ - 1975 م-38/4.والحديث �شحيح.

الاأزدي- دريد بن الح�شن بن محمد بكر اأبو - اللغة جمهرة -11 - للملايين العلم دار الن��شر: - بعلبكي منير رمزي المحقق:

بيروت - الطبعة: الاأولى، 1987م-60/1.الزاهر في مع�ني كلم�ت الن��س - محمد بن الق��شم بن محمد بن ب�ش�ر، -12اأبو بكر الاأنب�ري - المحقق: د. ح�تم �ش�لح ال�ش�من - الن��شر: موؤ�ش�شة

الر�ش�لة – بيروت- الطبعة: الاأولى، 1412 هـ -1992 -151/1.مجلة ج�معة اأم القرى - مجموعة من الموؤلفين-77/14. -13

اأبو الهروي، الاأزهري بن اأحمد بن محمد - اللغة تهذيب -14اإحي�ء دار الن��شر: - مرعب عو�س محمد المحقق: من�شور- التراث العربي – بيروت - الطبعة: الاأولى، 2001م-138/2، المخ�ش�س - اأبو الح�شن علي بن اإ�شم�عيل بن �شيده المر�شي- المحقق: خليل اإبراهم جف�ل - الن��شر: دار اإحي�ء التراث العربي

1996م-62/4. 1417هـ الاأولى، الطبعة: - – بيروت التوقيف على مهم�ت التع�ريف-235/1مرجع �ش�بق. -15

دار - حبيب اأبو �شعدي الدكتور - وا�شطلاح� لغة الفقهي الق�مو�س -16الفكر. دم�شق – �شورية - الطبعة: الث�نية 1408 هـ -1988 م 309/1.

منهج ال�ش�لكين -اأحمد بن حجر اآل بن علي - محمد بن �شليم�ن -17التميمي - عبد الرحمن بن ن��شر بن �شعدي - الن��شر: وزارة المملكة - والاإر�ش�د والدعوة والاأوق�ف الاإ�شلامية ال�شوؤون

العربية ال�شعودية - الطبعة: الاأولى، 1417هـ-18/1.بن اأحمد العب��س اأبو المجيد- القراآن تف�شير المديد في البحر -18محمد بن المهدي بن عجيبة الح�شني الاأنجري الف��شي ال�شوفي الدكتور الن��شر: - ر�شلان القر�شي الله عبد اأحمد المحقق: -

ح�شن عب��س زكي – الق�هرة - الطبعة: 1419 هـ-174/1.تف�شير الم�وردي = النكت والعيون - اأبو الح�شن علي بن محمد -19 - ب�لم�وردي ال�شهير البغدادي، الب�شري حبيب بن محمد بن ال�شيد ابن عبد المق�شود بن عبد الرحيم - دار الكتب المحقق:

العلمية - بيروت / لبن�ن– 280/3.ج�مع البي�ن في ت�أويل القراآن- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن -20غ�لب الاآملي، اأبو جعفر الطبري -المحقق: اأحمد محمد �ش�كر - الن��شر:

موؤ�ش�شة الر�ش�لة - الطبعة: الاأولى، 1420 هـ - 2000 م-179/5.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {32}

�شرح ري��س ال�ش�لحين - محمد بن �ش�لح بن محمد العثيمين -38هـ- 1426 الطبعة: - الري��س للن�شر، الوطن دار الن��شر: -

.223/2�شحيح البخ�ري – 98/8. -39

زكري� اأبو الموؤلف: - الحج�ج بن م�شلم �شحيح �شرح المنه�ج -40محيي الدين يحيى بن �شرف النووي- الن��شر: دار اإحي�ء التراث

العربي – بيروت - الطبعة: الث�نية، 162/17-1392.اأبو محمد محمود بن عمدة الق�ري �شرح �شحيح البخ�ري - -41بدر الغيت�بىالحنفى ح�شين بن اأحمد بن مو�شى بن اأحمد بيروت – العربي التراث اإحي�ء دار الن��شر: العينى- الدين

.63/33-�شحيح البخ�ري – 53/1. -42

م�شند الاإم�م اأحمد بن حنبل - اأبو عبد الله اأحمد بن محمد بن -43الاأرنوؤوط ال�شيب�ني- المحقق: �شعيب اأ�شد حنبل بن هلال بن - ع�دل مر�شد، واآخرون - اإ�شراف: د عبد الله بن عبد المح�شن الن��شر: موؤ�ش�شة الر�ش�لة - الطبعة: الاأولى، 1421 التركي -

هـ - 2001 م-32/33.اأحمد بن علي بن حجر - البخ�ري �شرح �شحيح الب�ري فتح -44اأبو الف�شل الع�شقلاني ال�ش�فعي-الن��شر: دار المعرفة - بيروت،

.94/1 -1379مجمل اللغة لابن ف�ر�س- اأحمد بن ف�ر�س بن زكري�ء القزويني -45عبدالمح�شن زهير وتحقيق: درا�شة الح�شين- اأبو الرازي، الطبعة بيروت- – الر�ش�لة موؤ�ش�شة الن�شر: �شلط�ن-دار

الث�نية - 1406 هـ - 1986 م-938/1.على ال�ش�وي بح��شية المعروف الم�ش�لك لاأقرب ال�ش�لك بلغة -46الخلوتي، محمد بن اأحمد العب��س اأبو ال�شغير- ال�شرح

ال�شهير ب�ل�ش�وي الم�لكي- الن��شر: دار المع�رف-104/1.�شنن اأبي داود -36/1. -47

الحميري ن�فع بن هم�م بن الرزاق عبد بكر اأبو الم�شنف- -48اليم�ني ال�شنع�ني )المتوفى: 211هـ( - المحقق: حبيب الرحمن الطبعة: - بيروت – الاإ�شلامي المكتب الن��شر: - الاأعظمي

الث�نية، 1403-162/1، والحديث �شعيف.مخت�ر ال�شح�ح-327/1. -49

اأحمد - القيرواني زيد اأبي ابن ر�ش�لة على الدواني الفواكه -50بن غ�نم )اأو غنيم( بن �ش�لم ابن مهن�، �شه�ب الدين النفراوي الاأزهري الم�لكي- الن��شر: دار الفكر - ت�ريخ الن�شر: 1415هـ -

1995م -111/1.الت�ج والاإكليل لمخت�شر خليل - محمد بن يو�شف بن اأبي الق��شم بن -51يو�شف العبدري الغرن�طي، اأبو عبد الله المواق الم�لكي - الن��شر: دار الكتب العلمية - الطبعة: الاأولى، 1416هـ-1994م-444/1.

الم�شند ال�شحيح المخت�شر بنقل العدل عن العدل اإلى ر�شول الله -52�شلى الله عليه و�شلم - م�شلم بن الحج�ج اأبو الح�شن الق�شيري الن��شر: دار الب�قي - الني�ش�بوري - المحقق: محمد فوؤاد عبد

اإحي�ء التراث العربي – بيروت-395/1.مخت�ر ال�شح�ح-349/1. -53

اأبو الدين �شم�س - خليل مخت�شر �شرح في الجليل مواهب -54عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابل�شي المغربي، - الفكر دار الن��شر: الم�لكي- عيني الر ب�لحط�ب المعروف

الطبعة: الث�لثة، 1412هـ - 1992م-325/1.

الو�شيط في تف�شير القراآن المجيد - اأبو الح�شن علي بن اأحمد -21بن محمد بن علي الواحدي، الني�ش�بوري، ال�ش�فعي - الن��شر: – لبن�ن - الطبعة: الاأولى، 1415 دار الكتب العلمية، بيروت

هـ - 1994 م- 221/2.الك�شف والبي�ن عن تف�شير القراآن - اأحمد بن محمد بن اإبراهيم -22 - ع��شور بن محمد اأبي الاإم�م اإ�شح�قتحقيق: اأبو الثعلبي، مراجعة وتدقيق: الاأ�شت�ذ نظير ال�ش�عدي - الن��شر: دار اإحي�ء – لبن�ن - الطبعة: الاأولى 1422، هـ العربي، بيروت التراث

- 2002 م-17/10.بن القراآن - محمد اآي ت�أويل البي�ن عن الطبري- ج�مع تف�شير -23 - الطبري جعفر اأبو الاآملي، غ�لب بن كثير بن يزيد بن جرير ب�لتع�ون - التركي المح�شن عبد بن الله عبد الدكتور تحقيق: مع مركز البحوث والدرا�ش�ت الاإ�شلامية بدار هجر الدكتور عبد ال�شند ح�شن يم�مة - الن��شر: دار هجر للطب�عة والن�شر والتوزيع

والاإعلان - الطبعة: الاأولى، 1422 هـ - 2001 م– 218/3.تف�شير الطبري– 218/3. -24

تف�شير الطبري-152/5. -25مع�لم التنزيل في تف�شير القراآن = تف�شير البغوي - اأبو محمد -26ال�ش�فعي- البغوي الفراء بن محمد بن م�شعود بن الح�شين المحقق :عبد الرزاق المهدي-ا لن��شر : دار اإحي�ء التراث العربي

.456/3 - هـ 1420 ، الاأولى : الطبعة - –بيروت البخ�ري عبدالله اأبو اإ�شم�عيل بن محمد البخ�ري- �شحيح -27الجعفي- المحقق: محمد زهير بن ن��شر الن��شر- الن��شر: دار

طوق النج�ة -الطبعة: الاأولى، 1422هـ-17/1.مرق�ة المف�تيح �شرح م�شك�ة الم�ش�بيح - علي بن )�شلط�ن( محمد، -28اأبو الح�شن نور الدين الملا الهروي الق�ري- الن��شر: دار الفكر، بيروت – لبن�ن - الطبعة: الاأولى، 1422هـ - 2002م-933/3.

الق�شيري الح�شن اأبو الحج�ج بن م�شلم - م�شلم �شحيح -29الن��شر: دار الب�قي - الني�ش�بوري - المحقق: محمد فوؤاد عبد

اإحي�ء التراث العربي – بيروت-542/1.�شرح �شحيح البخ�رى لابن بط�ل - ابن بط�ل اأبو الح�شن علي -30اإبراهيم بن ي��شر تميم اأبو تحقيق: الملك- عبد بن خلف بن الطبعة: الري��س- ال�شعودية، - الر�شد مكتبة الن�شر: دار -

الث�نية، 1423هـ - 2003م- 120/4.�شحيح البخ�ري – 53/3. -31

مرق�ة المف�تيح �شرح م�شك�ة الم�ش�بيح-933/3 -32�شحيح البخ�ري – 107/9. -33

مرق�ة المف�تيح �شرح م�شك�ة الم�ش�بيح-3536/8. -34�شنن اأبي داود - اأبو داود �شليم�ن بن الاأ�شعث بن اإ�شح�ق بن -35ب�شير بن �شداد بن عمرو الاأزدي- المحقق: محمد محيي الدين بيروت- – �شيدا الع�شرية، المكتبة الن��شر: - الحميد عبد

داود اأبي �شنن و�شعيف �شحيح �شحيح- 332/3.والحديث - محمد ن��شر الدين الاألب�ني- م�شدر الكت�ب: برن�مج منظومة لاأبح�ث الاإ�شلام نور مركز اإنت�ج من الحديثية- التحقيق�ت

القراآن وال�شنة ب�لاإ�شكندرية-2/1.�شرح �شحيح البخ�رى لابن بط�ل- 130/4. -36

�شحيح �شحبح-انظر الترمذي-608/4.والحديث �شنن -37و�شعيف �شنن الترمذي- محمد ن��شر الدين الاألب�ني- برن�مج

منظومة التحقيق�ت الحديثية ب�لاإ�شكندرية- 413/5.

{33}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

يخت�شه� م�لكه� لنف�شه ويوؤثره�.انظر :المبدع في �شرح المقنع - اإبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، اأبو اإ�شح�ق، بره�ن الدين - الن��شر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبن�ن -

الطبعة: الاأولى، 1418 هـ - 1997 م319/2.�شحيح البخ�ري-119/2. -77

بدائع ال�شن�ئع في ترتيب ال�شرائع - علاء الدين، اأبو بكر بن -78م�شعود بن اأحمد الك��ش�ني الحنفي- الن��شر: دار الكتب العلمية

- الطبعة: الث�نية، 1406هـ - 1986م31/3.اأبو محمد عبد الحميد بن المنتخب من م�شند عبد بن حميد - -79حميد بن ن�شر الك�شي - المحقق: �شبحي البدري ال�ش�مرائي، – ال�شنة مكتبة الن��شر: - ال�شعيدي خليل محمد محمود

الق�هرة - الطبعة: الاأولى، 1408 – 1988- 336/1.�شحيح البخ�ري- 63/7. -80

بن عمر الدين �شراج حف�س اأبو - الكت�ب علوم في اللب�ب -81عبد اأحمد ع�دل ال�شيخ المحقق: - الحنبلي ع�دل بن علي الكتب دار الن��شر: - معو�س محمد علي وال�شيخ الموجود العلمية - بيروت / لبن�ن - الطبعة: الاأولى، 1419 هـ -1998م

.365/13-علم اللغة - علي عبد الواحد وافي - رحمه الله -الن��شر: نه�شة -82

م�شر للطب�عة والن�شر - الطبعة: الاأولى- 320/1.بن عم�ر بن ح�شن 0 الاإي�ش�ح نور متن �شرح الفلاح مراقي -83الع�شرية المكتبة الن��شر: - الم�شري الحنفي ال�شرنبلالي علي

- الطبعة: الاأولى، 1425 هـ - 2005 م-274/1.م�شند اإ�شح�ق بن راهويه - اأبو يعقوب اإ�شح�ق بن اإبراهيم بن -84اإبراهيم الحنظلي المروزي المعروف بـ ابن راهويه- مخلد بن المحقق: د. عبد الغفور بن عبد الحق البلو�شي - الن��شر: مكتبة الاإيم�ن - المدينة المنورة - الطبعة: الاأولى، 1412 – 1991-

.124/1الفواكه الدواني على ر�ش�لة ابن اأبي زيد القيرواني -355/1. -85

ح��شية العدوي على �شرح كف�ية الط�لب الرب�ني - اأبو الح�شن، -86يو�شف المحقق: - العدوي ال�شعيدي مكرم بن اأحمد بن علي -ت�ريخ – بيروت الفكر دار الن��شر: البق�عي- محمد ال�شيخ الن�شر: 1414هـ - 1994م-535/1، المجموع �شرح المهذب )مع بن يحيى الدين محيي زكري� اأبو والمطيعي- ال�شبكي تكملة �شرف النووي- الن��شر: دار الفكر - 71/8. �شرح الزرك�شي- الحنبلي- الم�شري الزرك�شي الله عبد بن محمد الدين �شم�س 1993 - هـ 1413 الاأولى، الطبعة: - العبيك�ن دار الن��شر:

م- 209/3/3.�شحيح البخ�ري-184/3. -87

الخلا�شة الفقهية على مذهب ال�ش�دة الم�لكية - 224/1، كف�ية -88عبد بن محمد بن بكر اأبو الاخت�ش�ر- غ�ية حل في الاأخي�ر الدين تقي الح�شني، الح�شيني معلى بن حريز بن الموؤمن وهبي ومحمد بلطجي الحميد عبد علي المحقق: ال�ش�فعي- الاأولى، الطبعة: - دم�شق – الخير دار الن��شر: - �شليم�ن

.217/1-1994من�ر ال�شبيل في �شرح الدليل- ابن �شوي�ن، اإبراهيم بن محمد -89بن �ش�لم- المحقق: زهير ال�ش�وي�س - الن��شر: المكتب الاإ�شلامي-

الطبعة: ال�ش�بعة 1409 هـ-1989م-263/1.

- طنط�وي �شيد محمد - الكريم للقراآن الو�شيط 55-التف�شير الفج�لة والتوزيع، والن�شر للطب�عة م�شر نه�شة دار الن��شر:

- الق�هرة - الطبعة: الاأولى-69/4.56-�شحيح البخ�ري- 95/1.

عبد الدين زين الف�شل اأبو التقريب- �شرح في التثريب 57-طرح الرحيم بن الح�شين بن عبد الرحمن . الن��شر: الطبعة الم�شرية

القديمة - و�شورته� دور -105/2.�شعيب بن اأحمد الرحمن عبد اأبو للن�ش�ئي- ال�شغرى ال�شنن -58بن علي الخرا�ش�ني، الن�ش�ئي - تحقيق: عبد الفت�ح اأبو غدة- الن��شر: مكتب المطبوع�ت الاإ�شلامية – حلب - الطبعة: الث�نية،

.170/1-1986 – 1406الاأزدي- دريد بن الح�شن بن محمد بكر اأبو - اللغة جمهرة -59 – للملايين العلم دار الن��شر: - بعلبكي منير رمزي المحقق:

بيروت - الطبعة: الاأولى، 1987م-177/2.كف�ية الاأخي�ر في حل غ�ية الاإخت�ش�ر - اأبو بكر بن محمد بن عبد -60الموؤمن بن حريز بن معلى الح�شيني الح�شني، تقي الدين ال�ش�فعي - �شليم�ن وهبي ومحمد بلطجي الحميد عبد علي المحقق: -

الن��شر: دار الخير – دم�شق - الطبعة: الاأولى، 1994 -82/1.علي بن ر�شيد محمد - المن�ر( )تف�شير الحكيم القراآن تف�شير -61ر�ش� بن محمد �شم�س الدين بن محمد به�ء الدين بن منلا علي الع�مة الم�شرية الهيئة الن��شر: - الح�شيني القلموني خليفة

للكت�ب - �شنة الن�شر: 1990 م-81/1.�شحيح البخ�ري – 87/1. -62

�شحيح م�شلم-591/3. -63مرع�ة المف�تيح �شرح م�شك�ة الم�ش�بيح -495/4. -64

�شحيح البخ�ري-153/1. -65�شنن اأبي داود - 133/1. -66

يزيد بن محمد الله عبد اأبو م�جة ابن - م�جه ابن �شنن -67عبد فوؤاد محمد تحقيق: يزيد- اأبيه ا�شم وم�جة القزويني، عي�شى في�شل - العربية الكتب اإحي�ء دار الن��شر: - الب�قي

الب�بي الحلبي/436.الق�مو�س الفقهي لغة وا�شطلاح� - الدكتور �شعدي اأبو حبيب - -68الن��شر: دار الفكر. دم�شق – �شورية - الطبعة: الث�نية 1408 هـ

= 1988 م-218/1.- عثم�ن بن لبي تبيين الحق�ئق �شرح كنز الدق�ئق وح��شية ال�ش -69علي بن محجن الب�رعي، فخر الدين الزيلعي الحنفي- الن��شر: الاأولى، الطبعة: الق�هرة- - بولاق، الاأميرية الكبرى المطبعة

1313 هـ-312/1.�شحيح البخ�ري- 160/4. -70

م�شند الاإم�م اأحمد بن حنبل-241/35. -71ال�شوك�ني الله عبد بن محمد بن علي بن محمد الاأوط�ر- نيل -72اليمني - تحقيق: ع�ش�م الدين ال�شب�بطي - الن��شر: دار الحديث،

م�شر- الطبعة: الاأولى، 1413هـ - 1993م- 260/4.ج�مع البي�ن عن ت�أويل اآي القراآن-318/3. -73

الق�مو�س المحيط-1293/1. -74العربي الم�لكية - محمد ال�ش�دة على مذهب الفقهية الخلا�شة -75

القروي - الن��شر: دار الكتب العلمية – بيروت-160/1.المق�شود ب�لكريمة: الج�معة للكم�ل الممكن في حقه� من غزارة -76اأو �شوف، وقيل: هي التي اأو كثرة لحم اأو جم�ل �شورة لبن

{35}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

م�شتخل�س الدرا�شةتناولت هذه الدرا�سة الاأحكام ال�سرعية للحج بالمال الحرام درا�سة مقارنة ، وقد تمثلت م�سكلة الدرا�سة في هل يجوز الحج بالمال الحرام وهل يجزي الحج بالمال الحرام عن حج الفري�سة اأم لا ؟ ، نبعت اأهمية م�سادر وتعدد الحرام المال اإنت�سار اإلى الدرا�سة ك�سبه وتنوعها حتى اأ�سبح مما تعم به البلوى بين دنيا به الم�سلم م�سير وارتباط الم�سلمين اأفراد الحرام المال اكت�ساب يوؤدي الدنيا ففي ، واآخرة اإلى هلاك العبادات من حج وعمرة وزكاة وغيرهما وفي الاآخرة اإلى عذاب الله �سبحانه وتعالى ، هدفت بها الحج ، التي ي�سح الاأموال بيان اإلى الدرا�سة وبيان الحرام بالمال للحج ال�سرعي الحكم وبيان الذي للحاج التوبة باب وفتح فيه الفقهية الاآراء حج بالمال الحرام ، اتبعت الدرا�سة المنهج الو�سفي عدة اإلى الدرا�سة وتو�سلت ، المقارن التحليلي الاإ�سلامية ال�سريعة فقهاء اإختلاف : اأهمها نتائج في حكم الحج بالمال الحرام اإلى راأيين الاأول يرى يجزي الحرام بالمال اأن الحج الفقهاء فيه جمهور عن حج الفري�سة واأن �ساحبه اآثم قيا�سا على �سحة المغ�سوبة والاأر�ض المغ�سوب الثوب في ال�سلاة باطل الحرام بالمال الحج اأن اإلى الحنابلة وذهب ولا ت�سقط به الفري�سة كما اأنه لايجوز لمن اكت�سب عمرة اأو حج في نف�سه على ينفقه اأنه حراما مالا وغيرهما وكذلك لاي�سح الحج بالاأموال العامة ومن بعدة الدرا�سة اأو�ست منها، التحلل عليه بها حج

باآثار النا�ض تب�سير الدعاة على اأهمها تو�سيات الحرام المال واأن والاآخرة الدنيا الحرام في المال الحكومية الجهات على ، به الاإنتفاع لايجوز باأن للحج للمتقدم ال�سرعي الحكم بيان والدعوية الله واأن القبول عدم مظنة الحرام بالمال الحج

�سبحانه وتعالى طيب لا يقبل اإلا طيبا.

مقدمـــــــــةالحمدلله رب العالمين وال�سلاة وال�سلام على اأ�سرف و�سلم و�سحبه اآله وعلى محمد �سيدنا المر�سلين

اأجمعين ومن تبعهم باإح�سان اإلى يوم الدين .اأما بعد . . .

على وفري�سة الخم�ض الاإ�سلام اأركان اأحد الحج لوجوبها ا�سترط ولهذا وماله ببدنه يوؤديها الم�سلم الاإ�سلامية وال�سريعة والمالية البدنية الاإ�ستطاعة الك�سب من ونفرت الحلال الك�سب على حثت والاآخرة الدنيا في الم�سلم م�سير وربطت الحرام بالمال الحرام ففي الدنيا يوؤدي ك�سب المال الحرام الاآخرة وفي والطاعات العبادات اأجر هلاك اإلى عذاب الله �سبحانه وتعالى فوجب على طلاب العلم التي الاأموال ومنها ال�سرعية الاأحكام تو�سيح على ب�سيرة الم�سلم الحاج ليكون بها الحج ي�سح الدرا�سة هذه ولعل ، وعبادته حجه في اأمره من ت�سعى لبيان الاأموال التي ي�سح بها الحج والاأموال للحاج التحلل باب وفتح الحج بها ي�سح لا التي

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {36}

الذي حج بالمال الحرام . م�شكلة الدرا�شة :

بالمال الحج يجوز هل في الدرا�سة م�سكلة تمثلت حج عن الحرام بالمال الحج يجزي وهل الحرام

الفري�سة اأم لا ؟.اأهمية الدرا�شة :

نبعت اأهمية الدرا�سة من اإنت�سار المال الحرام وتعدد م�سادره وتنوعها حتى اأ�سبح مما عمت به البلوى بين اأفراد الم�سلمين ولارتباط م�سير الم�سلم به دنيا واآخرة ففي الدنيا يوؤدي اإكت�ساب المال الحرام اإلى اإلى الاآخرة وفي وغيره حج من العبادات هلاك

عذاب الله �سبحانه وتعالى .اأهداف الدرا�شة :

تهدف الدرا�سة اإلى بيان الاآتي :1- الاأموال ال�سرعية التي ي�سح بها الحج .

2- الحكم ال�سرعي للحج بالمال الحرام .3- م�سير المال الحرام الذي حج به الحاج .

منهج الدرا�شة :اإتبعت الدرا�سة المنهج الو�سفي التحليلي المقارن .

هيكل الدرا�شة :اللغة في والم�ل الحج مفهوم : الاأول المبحث

والاإ�شطلاح الفقهي.م�سروعيته واأدلة الحج ماهية : الاأول المطلب

و�سروطه .اللغة والاإ�سطلاح المال في الثاني : مفهوم المطلب

الفقهي .في الحرام والمال الحرام ماهية : الثالث المطلب

الفقه الاإ�سلامي واأدلة تحريمه .المبحث الثاني : الاأموال التي ي�شح به� الحج .

المطلب الاأول : الاإ�ستطاعة في الحج .بها ي�سح التي ال�سرعية الاأموال : الثاني المطلب

الحج .المطلب الثالث : حكم الحج بالاأموال العامة .

ب�لم�ل للحج ال�شرعي الحكم : الثالث المبحث الحرام .

المطلب الاأول : الحكم ال�سرعي للحج بالمال الحرام.المطلب الثاني : طرق التحلل من المال الحرام .

المبحث الاأولمفهوم الحج والم�ل في اللغة والاإ�شطلاح الفقهي

المطلب الاأولم�هية الحج واأدلة م�شروعيته و�شروطه

والاإ�شطلاح اللغة في الحج م�هية اأولا: الفقهي :

1/ الحج لغة:الق�سد ، ق�سد التوجه اإلى البيت الحرام بالاأعمال

الم�سروعة فر�سا و�سنة)1(.2/ الحج اإ�شطلاح�:

الحرام( البيت )هو مخ�سو�ض مو�سع ق�سد هو للقيام الحج( )اأ�سهر هو مخ�سو�ض وقت في باأعمال مخ�سو�سة وهي )الوقوف بعرفه، والطواف

وال�سعي( ب�سروط مخ�سو�سة)2(.ث�ني�: دليل م�شروعية الحج:

الحج م�سروع بالكتاب وال�سنة والاإجماع.في الكت�ب الكريم: قوله تعالى : {ولل على النهاس حج البيهت منه إستطاع إليهه سبيهلا ومنه كفر فإنه الل غن عنه

العالي} ]اآل عمران: 97[.اآي لله على النا�ض فر�ض واجب هو حج البيت لاأن

{37}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

المطلب الثانيمفهوم الم�ل في اللغة والاإ�شطلاح الفقهي

1/ مفهوم الم�ل في اللغة :للمال معان عدة في لغة العرب منها :

يملكه ما كل وهو )مول( مادة من م�ستق المال وفي اأموال)5(. والجمع الاأ�سياء من الاإن�سان عليه الله �سلى الله ر�سول نهى ال�سريف الحديث

و�سلم عن ) اإ�ساعة المال( )6(.قيل اأراد به : الحيوان الذي يح�سن اإليه ولا يهمل .

وما والمعا�سي الحرام اإنفاقه في : اإ�ساعته وقيل لايحبه الله .

في كان واإن والاإ�سراف التبذير : به اأراد وقيل حلال مباح .

وقال بن اأثير : المال في الاأ�سل : ما يملك من الذهب والف�سة ثم اأطلق على ما يقتني ويملك من الاأعيان ما واأكثر والعرو�ض والمتاع الثياب نحو والمنافع اأكثر كانت لاأنها الاإبل على العرب عند المال يطلق

اأموالهم )7(.2/ مفهوم الم�ل في الاإ�شطلاح الفقهي :

اإختلف الفقهاء في تعريفهم للمال تبعا لاإختلافهم في اإ�سطلاح : اإ�سطلاحين رئي�سين هما اأحكامه على

الحنفية ، اإ�سطلاح الجمهور .1/ تعريف الم�ل عند الجمهور :

اأ/ تعريف الم�ل عند الم�لكية :الملك وي�ستبد : مايقع عليه باأنه المال المالكية عرف به المالك عن غيره اإذا اأخذه من وجهه وي�ستوى في اإختلافها وما الطعام وال�سراب واللبا�ض على ذلك

يوؤدي اإليها من جميع المتمولات)8(.

وعلا جل بقوله اإتبعه وقد ، للاإيجاب )على( كلمة الله تعالى {ومنه كفر فإنه الل غن عنه العالي}، ف�سمى تاركه كافرا وهذا مايدل على وجوبه فمن لم يعتقد

وجوبه فهو كافر بالاإجماع .عنهما الله ر�سي عمر بن روى : ال�شنة ومن : و�سلم عليه الله �سل الله ر�سول قال : قال من الله اإلا اإله اأن لا )بني الاإ�سلام على خم�ض �سهادة واأن محمدار�سول الله واإقام ال�سلاة واإيتاء الزكاة اإليه اإ�ستطاع من البيت وحج رم�سان و�سوم

�سبيلا()3( .النقل وو�سيلة الزاد "توفر بال�سبيل والمراد ومن اأهله اإلى بها ويرجع البيت اإلى تو�سله التي وركن الم�سلمين باإجماع فر�ض الحج الاإجماع: من اأركان الاإ�سلام وهو فر�ض في العمر مره على الم�ستطيع، وفر�ض كفاية على الم�سلمين كل عام وما زاد على حج الفري�سة في حق اأفراد الم�سلمين فهو

تطوع)4(.ث�لث� : �شروط وجوب الحج:

للحج عدد من �سروط الوجوب وهي :الاإ�سلام ، فلا يطالب غيرالم�سلم بحج ولا بعمره .1ولا بغيرهما من اأنواع العبادات الاإيمان �سرط

في �سحة الاأعمال وقبولها.العقل ، اإذ لا تكليف على المجانين . .2

البلوغ ، اإذ لا تكليف على ال�سبي حتى يبلغ، .3عن القلم )رفع : و�سلم عليه الله �سل لقوله النائم وعن يفيق، حتى المجنون عن ثلاثة:

حتى ي�ستيقظ ، وعن ال�سبي حتى يحتلم( .لقوله ، والراحله الزاد وهي ، الاإ�ستطاعة .4

تعالى: {من إستطاع إليه سبيلا}]اآل عمران: 97[.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {38}

يعني �سيانة ال�سئ واإدخاره لوقت الحاجه والمنافع لا يمكن اإحرازها لاأنها تحدث اآنا بعد اآن فلا يمكن اإحرازها وبالتالي لا تكون مالا فما يوجد منها يفنى ويتلا�سى بمجرد وجوده فلا يمكن فيه الاإحراز فلا

تكون اأموالا)15(.التعريف المخت�ر:

ويمكن من خلال ما تقدم تعريف المال تعريفا جامعا مانعا : هو كل ما كان له قيمة مادية بين النا�ض واأجاز ال�سارع الاإنتفاع به في حالة ال�سعة والاإختيار)16(.

فالتعريف �سامل لعنا�سر المال عند جمهور الفقهاء والاأحناف فالقيمة المادية ت�سمل الاأعيان والمنافع ، فالمنافع في الع�سر الحالي لها قيمة وبالتالي تعتبر

اأموالا.المطلب الثالث

م�هية الم�ل الحرام في الفقه الاإ�شلامي واأدلة تحريمه

اأولا : تعريف الحرام:الحرام لغة: نقي�ض الحلال )17(.

واإ�شطلاح� : هو ما طلب ال�سرع تركه على وجهة الحتم والاإلزام .

وقال الحنفية : هو ما ثبت طلب تركه بدليل قطعي لا �سبهة فيه ، مثل تحريم القتل و�سرب الخمر)18(.

اأنواع الحرام :ينق�سم الحرام اإلى ق�سمين :

1/ الحرام لذاته :المحرم لذاته : هو ما ق�سد ال�سارع تحريمه لما فيه من �سرر ذاتي وهذه الاأ�سرار لا تنفك عنه ونظرا ال�سارع حرمها التي والمفا�سد الم�سار من فيه لما ذلك وغير النف�ض وقتل والزنا الكفر مثل اإبتداء

، مالا يعتبر ما يمكن تملكه كل اأن التعريف اأفاد النا�ض بين تقوم التي العلاقة هي المالية فاأ�سا�ض الاإنتفاع بوجوه به الاإنتفاع لحاجة ولذلك وال�سئ

الم�سروعة)9(.ب/ تعريف الم�ل عند ال�ش�فعية :

يقع : ولا الاأم : كما جاء في المال ال�سافعية عرف له قيمة يباع بها ويلزم متلفه اإلا على ما اإ�سم مال واإن قل وما لايطرحه النا�ض من اأموالهم مثل الفل�ض

وما اأ�سبه ذلك .قيمة له لي�ض ما مالا يعتبر لا التعريف هذا فعلى ولا منفعة فيه ولعدم المنفعة �سببان : اأحدهما : القلة ونحوهما والزبيب الحنطة من والحبتين كالحبة

وال�سبب الاآخر الخ�سة كالح�سرات)10(.ج/ تعريف الم�ل عند الحن�بلة :

عرفوه بقولهم : هو كل ما يباح نفعه اأو اإقتناوؤه لغير حاجة اأو �سرورة)11( .

فخرج بذلك ما لا نفع فيه كالح�سرات والمحرم كالخمر والخنزير وما لا يباح اإقتناوؤه اإلا لحاجة ككلب ال�سيد

وما فيه منفعة تباح لل�سرورة كالميتة )12(.د/ تعريف الم�ل عند الحنفية :

اإدخاره ويمكن الطبع اإليه يميل ما : باأنه عرفوه اأختير الذي هو التعريف وهذا الحاجة)13( لوقت في مجلة الاأحكام العدلية)14( فخرج بقولهم )مايميل اإليه الطبع( كل ما ينفر منه الطبع كالميتة والدم ولحم )ويمكن بقولهم وخرج الحر والاإن�سان الخنزير اإدخاره لوقت الحاجة( الاإمور المعنوية التي لا تقبل طبيعتها البقاء والاإدخار كالمنافع مثل �سكني الدار وركوب ال�سيارة وحجتهم باأن المنافع لي�ست اأموالا لاأن �سفة المالية لل�سئ اإنما تثبت بالتمويل ، والتمويل

{39}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الفرع الث�ني : اأدلة تحريم الم�ل الحرام :الكريم بالقراآن الحرام المال اإكت�ساب تحريم ثبت

وال�سنة النبوية والاإجماع .اأولا : اأدلة تحريمه من القراآن الكريم :

تحريمه على الكريم القراآن من اآيات عدة وردت اأذكرمنها :

1/ قوله تعالى : {ولاتأكلوا أمولكم بيهنكم بالباطل وتدلوا بالإثم وأنتم النهاس منه منه ؟اموال فريهقا لتأكلوا بها إلى الكام

وتعلمون} ]البقرة: 188[ .عن نهى تعالى الله اأن : الاآية من الاإ�ستدلال وجه اأكل الاأموال بالباطل وهو الوجه الذي لم يبحه ولم ي�سرعه فدل ذلك على اأن المال يجب الح�سول عليه

بالطرق الم�سروعة لا المنهى عنها)23(.يقول الاإمام القرطبي في تف�سير هذه الاآية : )المعنى لا ياأكل بع�سكم مال بع�ض بغير حق فيدخل في هذا لا وما الحقوق وجحد والن�سب والخداع القمار تطيب به نف�ض مالكه ، اأو حرمته ال�سريعة واإن طابت به نف�ض مالكه كمهر البغي)24( وحلوان الكاهن)25(

واأثمان الخمور والخنزير وغير ذلك)26(.2/ وقوله تعالى: {ولاتأكلوا أمولكم بيهنكم بالباطل إلاه أنه

تكون تارة عنه تراض منهكم} ]الن�ش�ء: 29[.نهى في تعالى الله اإن : الاآية من الاإ�ستدلال وجه لم بما بع�ض مال بع�سنا ياأكل اأن عن الاآية هذه والغ�سب والخيانة ال�سرقة نحو ال�سريعة تبحه والقماروعقود الربا)27( واأمر اإلى اإكت�ساب الاأموال على المبنية والعقود كالتجارة الم�سروعة بالطرق الترا�سي فدل ذلك على اأنه يجب على الم�سلم اإتباع واإجتناب الاأموال تح�سيل في الم�سروعة الطرق

الطرق المنهي عنها �سرعا)28(.

مما ي�سيب ال�سروريات الخم�ض )الدين ، النف�ض، العقل ، الن�سل ، المال( .2/ الحرام لغيره :

ثم الاأ�سل في م�سروعا كان ما هو لغيره المحرم عر�ض له ما يقت�سي تحريمه ، فالنهي الذي ورد لا لذات المنهى عنه ولكن لاأنه يف�سى اإلى المحرم لذاته

كالبيع الربوي)19(.ث�ني�: تعريف الم�ل الحرام :

الذي الفعل اأو بالقول يلحق و�سف الحرام المال بوا�سطة جازما نهيا الحكيم ال�سارع عنه نهى النبوية وال�سنة الكتاب في ال�سريحة الن�سو�ض على يدل الحرام المال م�سطلح اأن اإذ ، ال�سريفة غير بطريقة المكت�سب المال هو منه المق�سود اأن م�سروعة حرمها الاإ�سلام لاأن ال�سارع اأباح للم�سلم اأن يقتني ما ي�ساء من الاأموال الطيبة وطلب منه عند �سعيه للح�سول على تلك الاأموال اأن ي�سلك الطرق واأن الاأموال تلك اإلى الموؤدية الم�سروعة وال�سبل

يبتعد عن الطرق المحرمة)20(.وعرف الاإمام الغزالي المال الحرام ما كان مكت�سبا بطريق محرم كالربا)21( والر�سوة والقماروالاإحتكار من مكت�سبا كان ما اإذا الحرام فالمال . والظلم فالم�سروق م�سروع غير بطريق والمنافع الاأعيان بالغ�ض والمكت�سب والربا والر�سوة والمغ�سوب والمخدرات بالخمر والاإتجار والقمار والتذوير وكل والنج�ض الغرر كبيع باطل بعقد والمكت�سب الباطل عموم في داخلة المحرمة الاأموال من ذلك المنهى عن اأكله كقوله تعالى: {ولاتأكلوا أمولكم بيهنكم

بالباطل} ]البقرة: 188[.فالنهي �سامل لكل مال حرام باأي وجه اكت�سب)22(.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {40}

ثالثا : دليل تحريمه في الاإجم�ع :فدل بالباطل المال اأكل تحريم على العلماء اأجمع

ذلك على وجوب اأخذه بالطرق الم�سروعة)33(.

المبحث الثانيالاأموال التي ي�شح به� الحج

المطلب الاأولالاإ�شتط�عة في الحج

على الحج يجب فلا الحج �سروط من الاإ�ستطاعة غير الم�ستطيع ، لقوله تعالى : {لا يكلف الل نفسا إلا

وسعها} ]اآل عمران: 97[.والاإ�ستطاعة تتحقق باأربعة اأمور)34(:

على يقدر بحيث الكافية ال�سحة توفر الاأول: الذهاب والاإياب بلا م�سقة بالغة .

الث�ني: وجود المال الكافي لذهابه ورجوعه زائدا وقت اإلى �سفره وقت من عياله وقوت قوته عن

عودته .الث�لث: وجود ما يحمله برا اأو بحرا وهو ما ي�سميه

الفقهاء بالراحله .اآمنه الطرق تكن لم فاإن ، الطريق اأمن : الرابع الله اأمرنا فقد ، الاآمن يتوفر حتى الحج �سقط �سبحانه وتعالى باإتقاء الاأخطار ودفع الاأ�سرار عن بكم الل إنه أنهفسكم تقتلوا {ولا : تعالى لقوله اأنف�سنا

رحيما} ]البقرة: 195[.وهو خال�سا لله وحج نف�سه الم�سلم كلف ولو هذا وذلك ، حجه �سح مثلا المال لفقده م�ستطيع غير باأن اإ�ستدان اأو باع داره الذي ي�سكنها ، اأول �ساأل النا�ض من اأموالهم �سح حجه واإن كان الاأولى له اأن

لا يكلف نف�سه �سيئا لم يكلفه الله به)35(.

ثانيا : اأدلة تحريم الم�ل الحرام من ال�شنة النبوية:على تدل النبوية ال�سنة من كثيرة اأحاديث وردت

تحريمه اأذكر منها :عن عبدالله بن عمرو بن العا�ض ، قال : )لعن /1الرا�سي و�سلم عليه الله �سلى الله ر�سول

والمرت�سي()29(.وجه الاإ�ستدلال من الحديث : فالذي يبذل المال ليتو�سل به اإلى اإبطال حق اأو اإحقاق باطل والذي يقبل هذا المال كلاهما في الاإثم واللعن �سواء فلا يجوز لاأحد منهما

اأخذ لكونه خبيثا وغير م�سروع )30(.عن ابي هريرة ر�سي الله عنه ، قال : ر�سول /2اإن النا�ض )يااأيها : عليه و�سلم الله الله �سلى الله طيب لا يقبل اإلا طيبا، واأن الله تعالى اأمر الموؤمنين بما اأمربه المر�سلين فقال : {يأيها الرسل إنيه با تعملون عليهم} كلوا منه الطيبات واعملوا صالا

]الموؤمنون: 51[.

يهن آمنوا كلوا منه طيبات ما رزقناكم وقال : {يأيها الذه واشكروا الل إن كنتم إياه تعبدون} ]البقرة: 172[.

اأغبريمد اأ�سعث ال�سفر يطيل الرجل ذكر ثم ومطعمه ، يارب ، يارب : ال�سماء اإلى يديه حرام، وم�سربه حرام، وملب�سه حرام، وغذي

بالحرام، فاأنى ي�ستجاب له()31(.: دل على عدم جواز الاإ�ستدلال من الحديث وجه ال�سعي الم�سلم على فالواجب الطيب غير الك�سب غيره دون الحلال الم�سروع المال تح�سيل اإلى وفيه الطيب من الحلال الاإنفاق عليه يجب وكذلك اأن الم�سروب والماأكول والملبو�ض ونحو ذلك ينبغي اأراد اأن يكون حلالا خال�سا لا �سبهه فيه واأن من

الدعاء كان اأولى بالاإعتناء بذلك من غيره)32(.

{41}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

التجارة تدل على جواز ممار�سة الاآيات فهذه التي هي البيع وال�سراء اأو بجميع اأنواعها طلبا لتح�سيل الم�سروعة الطرق من واإنها للمال

المال)41(.: قيل قال : روى رافع بن خديج ال�سنة ومن يا ر�سول الله اآي الك�سب اأطيب ، قال : " عمل

الرجل بيده وكل بيع مبرور")42(.هما والحركة العمل اأن بيان الحديثين في الاأ�سا�ض الاأكبر لجمع المال وقد حث الاإ�سلام اإلا ياأخذ الاإن�سان هذا المال على العمل واأن لا من اأبوابه الم�سروعة ، وقد عمل النبي �سلى الله عليه و�سلم في التجارة قبل البعثة وكان عامة

المهاجرين يعملون في التجارة)43(.الاأموال المتح�سلة عن طريق الزراعة، والزراعة /2اأهم من وتعتبر المال لتح�سيل م�سروعة

الن�ساطات الاإقت�سادية واأف�سل المكا�سب .أم نن تزرعونه أنتم {أفرأيتم ماترسونه تعالى: قال الزارعون} ]الوقعة: 63-64[، فالله �سبحانه وتعالى يمن على عباده بما من عليهم من نعمة الزرع عن التملك جواز على دليلا فكان والحرث الله ر�سي عمر بن روى الزراعة)44(. طريق و�سلم عليه الله �سلى الله ر�سول اأن عنهما )عامل اأهل خيبر ب�سطر ما يخرج منها من ثمر

اأو زرع()45(.والمزارعة الزراعة جواز على دليل فالحديث

واأنها من و�سائل الك�سب الم�سروع)46(.3/ الاأموال المتح�سلة عن طريق ال�سنعة والحرفة.

{وعلمناه صنعة : عن �سيدنا داووؤد تعالى قال �سيدنا اأن على تدل فالاآية ،]80 ]الاأنبي�ء: لبوس}

واإختلف الفقهاء في تف�سير الاإ�ستطاعة على الاآتي:على القدرة هي الاإ�ستطاعة قالوا : الحنفية /1الزاد والراحله ب�سرط اأن تكون زائدة عن قوته

وقوت عياله )36(.الم�لكية : قالوا اأن الاإ�ستطاعة قدرة الو�سول /2

اإلى مكة وموا�سع الن�سك بدون م�سقه)37(. ال�ش�فعية : قالوا اأن الاإ�ستطاعة نوعان: /3

اأ/ اإ�ستطاعة بالنف�ض . ب/ اإ�ستطاعة بالغير . ، البدن �سحة عندهم بالاإ�ستطاعة وي�سترط ، الطريق واأمن والراحله الزاد على والقدرة

والمحرم بالن�سبة للمراءة )38(.القدرة هي الاإ�ستطاعة اإن قالوا : الحن�بلة /4على الزاد والراحله وي�سترط اأن عندهم يكونا فا�سلين عما يحتاجه من م�سكن ونفقة له ولعياله

على عودته)39(.المطلب الثاني

الاأموال ال�شرعية التي ي�شح به� الحجالاأموال التي ي�سح بها الحج هي كل مال اكت�سب بطريق

م�سروع لم يحرمه ال�سارع ولم ينهى عنه )40(.�سرعا والجائزه المباحة الاأموال على الاأمثلة ومن التي يجوز الحج بها ومظنة اأن يكون الحج مقبولا

هي :الاأموال المتح�سلة عن طريق التجارة التي هي /1دلت وقد النماء لطلب وت�سريفه المال تقليب وال�سنة على م�سروعية الكتاب الن�سو�ض من فقال طريقها عن المتح�سل والاأموال التجارة

تعالى: {وأحله الل البيهع وحرهم الربا} ]البقرة: 275[.وقال تعالى : {إلاه أنه تكونه تارة عنه تراضي منكم}

]الن�ش�ء: 29[.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {42}

ومفاو�سات وم�ساورات لقاءات باإجراءات المكلفة اأخرى اإ�سلامية بلدان من و�سخ�سيات وفود مع �سواء تعلق ذلك بالحج اأو بغيره من م�سالح الدول

وال�سعوب وق�ساياها .لهم يجوز فهوؤلاء لمهمة اأو لغر�ض اأر�سل من فكل على الدولة وتحديدا نفقة على ويحجو يذهبوا اأن اأن يتقا�سوا من ذلك نفقة الجهة المر�سلة لهم ولهم المهمة تكون اأن ب�سرط الحج نفقات عن مكافاأت

المر�سلين لها فعلا ذات م�سلحة عامة ملحة .نفقة على الحج اإلى يذهب من : الث�نية الح�لة اأو مخ�س�سة حكومية وموؤ�س�سات �سناديق الحج( )غر�ض الغر�ض لهذا منها جزء مخ�س�ض وتكون مداخيلها وملكيتها عائده اإلى فئة معينة مثل الاإجتماعية الاأعمال و�سناديق ، التقاعد �سناديق فمن كان م�ستحقا بمقت�سى م�سارف هذه الموؤ�س�سة اإختياره وتم الحج له �سبق يكن ولم وقوانينها

بطريقة عادلة فله اأن يحج على نفقة تلك الجهة .اإر�سال الاأ�سخا�ض لمجرد الحج الح�لة الث�لثة : كالتجارة خا�سة منافع من رحلته في يدخل وما على �سبيل التكريم والمكافاأة مع الاإنفاق عليهم من مال الدولة لا ل�سئ اإلا لمواقعهم و�سفاتهم فهذا الحج لا يجوز ويجب على الحج بهذا المال رد ما حج به

اإلى الخزانة العامة)51(.العام بالمال الحجاج اإر�سال : الرابعة الح�لة الاإ�ستقطاب اإلى يرمي �سيا�سي لغر�ض الحج اإلى حرمة اأ�سد فهذا المبتعثين مواقف على والتاأثير من غيره وهي جنابة دنيوية واأخروية ، ومثل ذلك اأي�سا اإذا تم الاأمر لمجرد المحاباة واإعتبار القرابة اأو ال�سداقة اأو لم�سلحة �سخ�سية فالواجب على هوؤلاء

داوؤود علمه الله �سبحانه وتعالى �سنعة الدروع لياأكل منها هو وعياله من عمل يده)47( فكان هذا اأ�سلا في التك�سب بالعو�ض بالمهنة والجزوع.

ومن ال�سنة : قال �سلى الله عليه و�سلم "ما اأكل اأحد طعاما قط خير من اأن ياأكل من عمل يده، من اإلا ياأكل لا ال�سلام عليه داوؤود كان قال

عمل يديه")48(.يمكن التي المباحة للاأموال نماذج ثلاثة فهذه للم�سلم اأن يحج بها وهي لي�ست على �سبيل الح�سر فكل مال اكت�سب بطريق م�سروع مباح لم يحرمه ال�سارع ولم ينهى ي�سح به يحج فيدخل في الاأموال والموروثه بها والمو�سى الموهوبه الاأموال المباحة

فكلها اأموال يمكن للم�سلم اأن يحج بها.المطلب الثالث

حكم الحج ب�لاأموال الع�مةاأولا : م�هية الم�ل الع�م :

اأحد بها يخت�ض لا التي العامة بالاأموال المق�سود هي بل منها مح�سورة جماعة اأو الاأمة اأفراد من للاأمة كلها ، مر�سودة للاإنفاق على الم�سالح العامة

بح�سب ما يراه ولي الاأمر)49(.ث�ني� : حكم الحج ب�لاأموال الع�مة )50(:

تت�سمن حالات العامة م�ساألة بالاأموال حكم الحج واأ�سكالا متعددة ينبغي التمييز بينها وبين اأحكامها

في الحالات الاآتية :الح�لة الاأولى : هنالك من تر�سلهم الدول اأو اآي جهة تابعة لها للقيام بعمل ما اأو مهمة ما في مو�سم الموكلة المهمة بجانب الحج منا�سك فيوؤدون الحج الاإدارية البعثات اأع�ساء �ساأن هو كما ، اإليهم وال�سخ�سيات الوفود وكذلك والعلمية والطبية

{43}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

وواجباته اأركانه �سلمت طالما ف�ساد فيه يوؤثر ولكن لا ثواب فيه)55(.

قيا�سا على ال�سلاة في الاأر�ض المغ�سوبة فاإنها /2�سحيحة لاأن الاإقامة والمكث فيها فترة ال�سلاةو للمكان وهو�سغل حقيقتها عن خارج اأمر ينفقه الذي المال ، فكذلك المغ�سوب بغير حق الحاج اأمر خارج عن ماهية الحج وحقيقته فلا

يوؤثر في �سحته .قال الاإمام القرافي : الذي ي�سلي في ثوب مغ�سوب كل حرام بمال يحج اأو مغ�سوب بماء يتو�ساأ اأو ثم ) . . . ال�سحة في �سواء عندنا الم�سائل هذه ركنا لي�ست لاأنها بالحج لها تعلق لا قال:)النفقه ولا �سرفت في ركن بل نفقه الطريف لحفظ حياة

الم�سافر()56(.اأو ركب اإذا حج بمال حرام : النووي الاإمام قال عندنا واأجزاءه حجه و�سح اآثم مغ�سوبة دابة ودليلنا اأن الحج اأفعال مخ�سو�سة والتحريم لمعنى

خارج عنها)57(.القول الث�ني :

هو مذهب الحنابلة : ويرون اأن الحج بالمال الحرام باطل بالتالي لا ت�سقط به الفري�سة)58(.

قال بن قدامه : ت�سرفات الغا�سب الحكمية كالحج و�سائر العبادات والعقود كالبيع والنكاح باطله)59(.

واإ�ستدلوا على ذلك بما يلي : : قال عنه الله اأبي هريرة ر�سي ما روى عن /1)من : و�سلم عليه الله �سلى الله ر�سول قال �سخ�ض الحرام الك�سب من البيت هذا اآم اأهل وو�سع رجله في فاإذا الله في غير طاعة الغرزاأو الركاب واإنبعثت به راحلته قال : لبيك

رد الاأموال العامة التي حجوا بها اإلى خزينة الدولة حتى تبراأ ذمتهم من المال الحرام)52(.

الحالة وفق من حج اأن يت�سح تقدم ما من خلال واأن عليه �سئ ولا �سحيح حجه والثانية الاأولى من حج وفق الحالة الثالثة والرابعة فحجه �سحيح مع الاإثم ولكن عليه رد ما اأنفقه على حجه للخزينه العامه لاأنه مال اأخذ بغير وجه حق . . للاأدلة ال�سابقة

التي ذكرناها .

المبحث الثالثالحكم ال�شرعي للحج ب�لم�ل الحرام

المطلب الاأولالحكم ال�شرعي للحج ب�لم�ل الحرام

وماله ببدنه يوؤديها الم�سلم على فري�ســة الحـــــــج والمالية البدنية الاإ�ستطاعة لوجوبها اإ�سترط ولهذا اأن يكون المال من ك�سب اإ�سترط الفقهاء ومن هذا حلال)53( فاإنه اأرجى للقبول عندالله �سبحانه وتعالى.

ولكنهم اختلفوا في �سحته اإذا كانت نفقته من ك�سب غير م�سروع على قولين :

القول الاأول :هو مذهب جمهور الفقهاء عدا الحنابلة وقالوا : اإن واإن الفري�سة عن حج يجزى الحرام بالمال الحج كان �ساحبه موؤثما كال�سلاة في الاأر�ض المغ�سوبة

والثوب المغ�سوب)54(.واإ�ستدلوا على ذلك بما يلي :

اأن الحج اأفعال مخ�سو�سة من اأركان وواجبات /1في ينفقه واإنما عنه خارج الحرام والمال اإلى مكة لاأداء للو�سول تح�سيلها فهو و�سيلة فلا الحج ماهية عن خارج وهو الاأفعال هذه

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {44}

ويتحلل يتخل�ض اأن الحرام بالمال الحاج الم�سلم وتبراأ ي�سلم حتى ال�سرعية بالطرق المال ذلك من ذمته اأمام الله �سبحانه وتعالى من تبعة المال الحرام من للتحلل ال�سرعية الطرق المطلب هذا في فنبين

المال الحرام :الطريقة الاأولى :

التحلل من المال الحرام اإذا كان مالكه معلوما اتفق بطرق المكت�سبة الاأموال رده وجوب عن الفقهاء محرمة اإلى اأ�سحابها اإن كانوا معروفين واإن تلفت كانت اإن وقيمتها مثلية كانت اإن مثلها �سمنوا �سمرة عن و�سلم عليه الله �سلى لقوله قيمية)64(، بن جندب ر�سى الله عنه )على اليد ما اأخذت حتى

توؤديه()65(.قال الامام النووي : اإن كان معه مال حرام واأراد وجب معين مالك كان له فاإن منه والبراءة التوبة �سرفه اإليه اأو اإلى وكيله واإن كان ميتا وجب دفعه

اإلى ورثته)66(.حق وجه بغير مال اأخذ اإن الم�سلم اأن تقدم مما فطريق التحلل من ذلك المال التوبة والرجوع اإلى الله مما �سنع وما كان عنده من مظالم النا�ض فليرجعها اإليهم وما لم يعرف �ساحبه لموته فليدفعاإلى ورثته مثل ما اأخذ منه واإن لم يكن له مثل ما اأخذ دفع قيمته ومما لا يعلم �ساحبه ولا يعلم له وارثا فليت�سدق به

عنه بهذا المال.الطريقة الث�نية :

اإذا كان مالك المال مجهولا حقيقة ولا يعرف وارثه قال جمهور العلماء من الحنفية والمالكية وال�سافعية رف في م�سالح والحنابلة اأن م�سير هذا المال اأن ي�سوالم�ست�سفيات الم�ساجد كبناء العامة الم�سلمين

اللهم لبيك ناداه مناد من ال�سماء : لا لبيك ولا وراحلتك حرام وزادك حرام ك�سبك �سعديك بما واأب�سر ماأجور غير ماأزورا فاأرجع حرام ي�سووؤك . واإذا خرج حاجا بمال حلال وو�سع : قال راحلته به واإنبعثت الركاب في رجله لبيك : ال�سماء ناداه مناد من لبيك اللهم لبيك و�سعديك راحلتك حلال وثيابك حلال وزادك بما واأب�سر ماأزور ماأجورغير فاأرجع حلال

ي�سرك)60(.2/ المال �سرط لوجوب الحج فيكون �سرطا ل�سحته فاإذا كان حراما وهوغير مملوك لمن تحت يده ،

لم ي�سح الحج )61(.الترجيح :

من خلال ما ذكر يت�سح اأن الراجح من هذين القولين هو قول الجمهور وهو اأن الحج بالمال الحرام ي�سح وتبراأ به

ذمة المكلف ولكن الفاعل اآثم وذلك للاإمور التالية :الحنفية من الجمهور بها اإ�ستدل التي للاأدلة /1

والمالكية وال�سافعية .اأن بل ثواب الح�سنة ال�سيئة لا تحيط اأن كما /2بالمال الحرام يثاب على حجه وياأثم من الحج

جهة المع�سية)62(.كما ان الحج في نف�سه لي�ض حراما بل الحرام /3في �سرطا لي�ض والمال الحرام المال اإنفاق وجوب الحج واأهل مكة يلزمهم الحج اإذا كان

لا مال لهم وت�سقط عنهم الفري�سة بذلك)63(.المطلب الثاني

طرق التحلل من الم�ل الحرامي�سح باأن الحرام بالمال الحج حكم في بينا كما ، فيجب على ياآثم فاعله بالمال الحرام ولكن الحج

{45}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

والم�سالح العامة.فاختلف الفقهاء في ذلك اإلى راأيين :

الراأي الاأول :المال اأن وقالوا والحنابلة وال�سافعية للمالكية الحرام المدفوع في المع�سية بر�سى واإختيار مالكه الفعل في الم�سترك الاآخر للطرف ملكا يكون ولا

الحرام)71(.و�سلم عليه الله �سلى الر�سول بحديث واإ�ستدلوا عن اأبي حميد ال�ساعدي قال : اإ�ستعمل ر�سول الله بن له يقال الاأ�سد من و�سلم رجلا عليه الله �سلى وهذا لكم هذا قال قدم فلما ال�سدقة على اللتيبة اأهدى لي قال فقام ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم على المنبرفحمدالله واأثنى عليه وقال : ) ما بال عامل اأفلا قعد في اأهدى لي لكم وهذا فيقول هذا اأبعثه بيت اأبيه اأو اأمه حتى ينظر اأيهدى اإليه اأم لا والذي اإلا اأحد منكم منها �سيئا ينال بيده لا نف�ض محمد جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء اأو بقرة لها خوار اأو �ساة تيعر ثم رفع يديه حتى راأينا

عفرتي ابطيه ثم قال اللهم بلغت مرتين ()72(.ووجه الدلالة من الحديث اأن النبي �سلى الله عليه و�سلم لم ياأمر بن اللتيبة برد الهدية التي اأهديت له اإلى

من اأهداها بل جعلت في بيت مال الم�سلمين)73(.الراأي الث�ني :

وهو قول الحنفية حيث ذهبوا اإلى اأن المال المبذول في المع�سية يرد اإلى اأ�سحابه ولا يرد اإلى بيت مال

الم�سلمين)74(.والراجح قول الجمهور لحديث بن اللتيبة كما اأن عدم رد المال المدفوع في الحرام اإلى �ساحبه فيه عقوبة له

حتى يعلم اأن ما دفع في الحرام لا يعود اإلى �ساحبه .

والمدرا�ض و�سفلتة الطرق ، ويجوز اإعطاءه للفقراء والم�ساكين هذا م�سير كل مال حرام جهل مالكه ولا

يجوز لاأخذه تملكه والاإنتفاع به)67(.علمت اإذا المحرمة الاأموال : القرافي الاإمام قال اأربابهاردت اإليهم واإن جهلوا وجب اأن يعرفهم واإن

تعذرت معرفتهم �سرفت في الم�سالح العامة)68(.اإ�سترى عنه الله ر�سي م�سعود بن باأن واإ�ستدلوا جارية فلم يظفر بمالكها لينقده الثمن فطلبه كثيرا فلم

يجده فت�سدق بالثمن وقال اللهم عن �ساحبها )69(.الطريقة الث�لثة :

مالكه بر�سى الماأخوذ الحرام المال من التحلل وبدون ر�سى مالكه :

ر�سى بدون الماأخوذ الحرام المال من التحلل /1مالكه :

قرر العلماء اأن طريق التحلل من المال الحرام جبرا من غير ر�سا مالكه اأن يرد اإلى اأ�سحابه كانوا اإن ورثتهم اإلى اأو موجودين كانوا اإن متوفين ، واإذا كان مالكه مجهولا فطريق التحلل منه اأن يتم �سرفه في م�سالح الم�سلمين العامة يعطي واأن وغيرها المدار�ض كالم�ست�سفيات الحاجه ح�سب على والم�ساكين الفقراء منه

والاأولوية)70(.التحلل من المال الحرام الماأخوذ بر�سى مالكه: /2

وهو المحرمات في بر�ساه ماله ينفق فالذي والزاني يقامر الذي مثل محرم ذلك اأن يعلم الذي يزني ويدفع للمزنى بها مالا فمثل هوؤلاء اأخذو مما يتحللوا اأن اأرادوا اإذا واأمثالهم اأم ؟ اأموالهم اإليهم ترد هل الحرام المال من الم�سلمين فقراء اإلى وتذهب منها يحرمون

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {46}

لاأن يجوز لا وهذا واأهله نف�سه على ينفقه اأن /2لا الحرام بالمال ينتفع اأن له يحل لا الم�سلم ال�سرورة عند اإلا اأهله على ولا نف�سه على

وال�سرورة تقدر بقدرها)78(. وقد بالاإتلاف الربوية الفوائد من يتخل�ض اأن /3نهى النبي �سلى الله عليه و�سلم عن اإ�ساعة المال، روى المغيرة بن �سعبة قال : قال النبي �سلى الله عليه و�سلم : )اإن الله حرم عليكم عقوق الاأمهات وقال قيل لكم وكره هات ومنع البنات وواأد

وكثرة ال�سوؤال واإ�ساعة المال( )79(. لاأنه ذلك يجوز فلا للدولة �سرائب يدفعه اأن /4عنه والمنهى الحرام المال اأكل اإلى يوؤدي

والاإنتفاع به .اأن يدفع هذا المال الم�ستفاد من الفوائد الربوية /5باإقامة تعني اإ�سلامية خيرية موثوقة اإلى جهة وببناء الاأيتام ودور والمدار�ض الم�ست�سفيات م�ساريع من ذلك وغير واللقطاء للعجزة دور

الخير و النفع للاأمة .الربوية الفوائد من الم�ستفاد المال يدفع اأن /6و�سدا لهم عونا والم�ساكين للفقراء مبا�سرة اأو لبا�ض اأو نقود �سكل على �سواء لحاجتهم

مواد غذائية اأو غير ذلك)80(.فهذه الاإحتمالات ال�ستة التي يمكن من خلال الم�سلم التحلل من المال الحرام الم�ستفاد من الفوائد الربوية فاأما الاإحتمال الاأول والثاني والثالث وكذلك الرابع

غير مقبولين �سرعا وواقعا .المال من للتحلل ال�سرعية الطرق اأن اعلم والله الم�ستفاد من الفوائد الربوية هي الاإحتمال الخام�ض

وال�ساد�ض .

الطريقة الرابعة :التحلل من الفوائد الربوية :

الفوائد الربوية : هي الاأجرة اأو الثمن الذي يدفعه التعوي�ض اأو النقود اإ�ستخدام مقابل المقتر�ض الوفاء التاأخيرفي لقاء المال رب يتقا�ساه الذي

بالنقود )75(.يتح�سل التي الم�سرفية الفوائد اأن العلماء قرر عليها الاإن�سان �ساأنها �ساأن كل مال حرام لا يجوز من لاأحد ولا لنف�سه لا به ينتفع اأن اكت�سبه لمن

يعوله )76(.فال�سخ�ض الذي اإ�سطر لاإيداع ماله في بنك ربوي لكونه ي�سكن بلد غير اإ�سلامي اأو اأودع بع�ض ماله ربوية فوائد لاأجل التجارية التعاقدات ل�سرورة وهذه الاأموال تترتب عليها فوائد ربوية محرمة فاإن الحل ال�سرعي هو التحلل منها والتخل�ض من اإثمها

حتى يلقى الله برئ الذمة مقبول التوبة .اأنه بالتفكر والتاأمل لي�ض اأمام التائب اإلا الاإحتمالات من اكت�سبه الذي المال الحرام للتخل�ض من الاآتية

الفوائد الربوية والاإحتمالات هي :اأن يتركها في البنك ويرف�ض اإ�ستلامها خ�سية /1الاإثم والمع�سية وهذا غير مقبول لاأن البنك اإن كان في بلد اإ�سلامي فاإبقاء الفوائد الربوية فيه اإعانة له على الاإ�ستمرار في المع�سية وت�سجيع له على الم�سي في نظامه الربوي واإن كان في دولة كافرة فاإن ترك الفوائد له فيه خطر كبير للجمعيات الاأموال بهذه تتبرع البنوك فهذه كن�سية جمعيات الغالب في وهي الخيرية وفتنتهم الم�سلمين تن�سير على تعمل تب�سرية

عن دينهم)77(.

{47}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

ث�ني� : التو�شي�ت :تو�سيات الدرا�سة :

المال الحرام باآثار النا�ض تب�سير الدعاه على /1في الدنيا والاآخرة .

الحكم بيان والدعوية الحكومية الجهات على /2ال�سرعي للمتقدم للحج باأن الحج بالمال الحرام وتعالى �سبحانه الله واأن القبول عدم مظنة

طيب لا يقبل اإلا طيبا .

ق�ئمة الم�ش�در والمراجعاأولا : الم�ش�در:

ب/ كتب التفا�سير. اأ/ القراآن الكريم. ال�سنعاني، اإ�سماعيل بن لمحمد ال�سلام �سبل /1 ، الحديث دار ط1، ، الدين عماد تحقيق

القاهرة ، 200م.�سحيح البخاري ابوعبدالله محمد بن اإ�سماعيل /2البخاري ، تحقيق بدر الدين جيتين ار ، ط2،

دار ، تون�ض ، 1992م.�سحيح م�سلم ب�سرح الاإمام النووي ، يحي بن /3

النووي ، موؤ�س�سة ، بيروت )د:ت( .بن م�سلم ابوالح�سين الاإمام م�سلم �سحيح /4الحجاج ، تحقيق محمد فوؤاد عبدالباقي ، ط2،

دار �سحنون ، تون�ض ،1992م.فتح الباري في �سرح �سحيح البخاري ، احمد /5ابن حجر الع�سقلاني ط3، دار الكتب العلمية ،

بيروت ، 2000م.ث�ني� : ال�شنة:

احمد بن محمد ، القراآن لاأحكام الجامع /1 ، ال�سفاء مركز ،ط1، القرطبي الاأن�ساري

القاهرة ، 2005م.

فكلا الطريقتين �سالحه لاأن تكون طريقة من طرق التحلل من المال الحرام المكت�سب عن طريق الفوائد كما والمحتاجين للفقراء منه ق�سطا فيدفع الربوية ثمن في عنه الله ر�سي م�سعود بن عبدالله فعل

الجارية)81(. ويدفع ق�سطا اآخر اإلى م�سروعات خيرية خ�س�ست عملها لاإقامة م�سروعات خيرية تخدم المجتمع وعلى

ذلك دلت الاأدلة ال�سرعية)82(.

الخ�تمـــــــــة الحمدلله الذي ي�سر لي هذا البحث فما كان فيه من �سواب فمن الله وحده وما كان منه من خطاأ فمن ال�سيطان ، ويقدم الباحث اأهم النتائج والتو�سيات

التي تو�سل اإليها.اأولا : النت�ئج :

اإلى الحرام بالمال الحج في الفقهاء اإختلف /1به تجزى عن حج اأن الحج والراجح ، راأيين

الفري�سة واأن �ساحبه اآثم .اإر�سال لمجرد العامة بالاأموال الحج لاي�سح /2اأو لمودتهم وك�سبا لهم اإر�ساء الحجاج

محاباتهم .لمهمه بلدانهم من المر�سلين الاأفراد حة حج �س /3ر�سمية في فترة الحج بجانب عملهم الر�سمي

المر�سلين له .حة من حج بمال حرام مع الاإثم مع وجوب �س /4المال م�سير ، الحرام المال ذلك من التحلل منه التحلل الواجب اأن به حج الذي الحرام كان اإن اأ�سحابه اإلى برده ال�سرعية بالطرق

معلوما اأو اإلى ورثته اإن كان مجهولا .

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {48}

، الفكر دار ، جزي لابن الفقهية القوانين /7بيروت، )د:ت( .

يحيى �سرح ، لل�سيرازي للمهذب المجموع /8النووي ، مطبعة العا�سمه ، م�سر .

حا�سية رد المحتارعلى الدر المختار، محمد اأمين /9ابن عابدين ، ط1، من�سورات ، م�سر 1984م.

الخطيب اأحمد بن لمحمد ، المحتاج مغني /10ال�سربيني ، من�سورات محمد علي بي�سون،

دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2000م.بن الدين لموفق الكبير، وال�سرح المغني /11

قدامه، دار الفكر ، بيروت ، 1984م.فقه ال�سنة، �سيد �سابق، دار المعارف، بيروت، /12

1991م.بن محمد وليد لابي ، الممهدات المقدمات /13

ر�سد، مطبعة ال�سادات ، م�سر)د:ت( .الموافقات في اأ�سول ال�سريعة ، ابو اإ�سحاق /14اإبراهيم ال�ساطبي ، ط2، دار الكتب العلمية ،

بيروت ،2000م.رابع� : كتب اللغة:

دار ، الدين جمال بن محمد ، العرب ل�سان /1الكتاب العربي ، بيروت ، 1991م.

دار ، محمد الدين محي ، المحيط القامو�ض /2الجيل ، بيروت ، )د: ت( .

نزيه حماد ، معجم الم�سطلحات الاإقت�سادية في لغة /3الفقهاء ، المعهد العالي للفكر ، اأمريكا، 1993م.

العربي، عبدالله بن محمد ، القراآن اأحكام /2 ، الفكر دار ، بيجاوي علي محمد تحقيق

بيروت )د: ت( .بن عمر بن اإ�سماعيل كثير، بن تف�سير مخت�سر /3كثير، دار اإحياء التراث العربي ، بيروت ، )د: ت(.

ث�لث�: كتب الفقه واأ�شوله:اإحياء علوم الدين للاإمام الغزالي ، ط2، مطبعة /1

ال�سهد الح�سيني ، م�سر.ادري�ض بن احمد الدين �سهاب الذخير /2دار ط1، ، �سبحي محمد تحقيق القرافي،

الغرب الاإ�سلامي ، بيروت ، 1989م .بن الدين علاء ، البدائع في ال�سنائع بدائع /3العلمية دارالكتب ط2، ، الكا�ساني م�سعود

بيروت ، 1986م.للاإمام المفتنين وعمدة الطالبين رو�سة /4اإ�سراف زهير ال�ساوي�ض ، النووي 350/3 ، ، بيروت ، 1412هـ- الاإ�سلامي المكتب ، ط3

1991م.ك�ساف القناع عن متن الاأقناع لل�سيخ من�سور /5ابن يون�ض بن اإدري�ض الهوتي ، عالم الكتب ،

بيروت ،1403 هــ -1983م.ادري�ض بن احمد الدين �سهاب ، الفروق /6

القرافي ، عالم الكتب ، بيروت ، )د:ت( .الهوام�س :

الزعيم ج�معة – والق�نون ال�شريعة بكلية م�ش�عد اأ�شت�ذ الاأزهري.

ل�ش�ن العرب لابن منظور 226/2، جم�ل الدين محمد بن مكرم بن -1منظور، ط3، بيروت ، دار �ش�در، 1994م .

، ط1 ، الحنفي ع�بدين بن ال�شهير امين ردالمحت�رمحمد ح��شية -2ح��شية 1984م، ، م�شر1404 ، الحلبي م�شطفى ومطبعة مكتبة الد�شوقي على ال�شرح الكبير محمد بن عرفه الد�شوقي ، دار احي�ء

الكتب العربية ، الق�هرة ، مطبعة عي�شى الحلبي )د:ت( .

اخرجه البخ�ري في �شحيحه حديث رقم8 . -3مو�شوعة الكتب وال�شنة و�شروطه� ، دار �شحنون ، تون�س ، 1992م. -4

منظور بن محمد الدين جم�ل الف�شل اأبي للاإم�م العرب ل�ش�ن -5الم�شري 635/11-636 ) م�دة مول( .

راوه المغيره بن �شعبه ق�ل : ق�ل النبي �شلى الله عليه و�شلم ) اإن الله -6حرم عليكم عقوق الاأمه�ت وواأد البن�ت ومنع وه�ت ، وكره لكم قيل وق�ل وكثرة ال�شوؤالواإ�ش�عة الم�ل ( واأخرجه البخ�ري في �شحيحه كت�ب الاإ�شتقرا�س ب�ب م� ينهى عن اإ�ش�عة الم�ل وقوله تع�لى والله

لا يحب الف�ش�د ج3 ، �س87 .

{49}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

حلوان الك�هن هو م� يتع�ط�ه الك�هن على كه�نته و�شبه ب�ل�شئ الحلو -25لاأنه ي�أخذه �شهلا بلا كلفة ولا مق�بل م�شقه �شحيح م�شلم 1199/2 ،

نيل الاأوط�ر لل�شوك�ني 240/5 ، �شبل ال�شلام لل�شنع�ني10/3.الج�مع لاأحك�م القراآن للقرطبي 266/2. -26

تف�شير الك�ش�ف للزمخ�شري 340/1. -27كثير بن اإ�شم�عيل الفداء اأبي الدين عم�د للاإم�م كثير بن تف�شير -28دار ، ال�ش�بوني 389/1 ، تحقيق محمد علي الدم�شقي ت774هـــــ

اإحي�ء التراث العربي لبن�ن ، ط1 )د:ت( .اخرجه الترمذي في �شننه ، كت�ب الاأحك�م ، ب�ب م�ج�ء في الرا�شي -29والمرت�شي 623/3 ، حديث رقم 1337، �شنن الترمذي لابي عي�شى ، تحقيق محمد فوؤاد عبدالب�قي ، ط2، تون�س ، دار �شحنون للطب�عة ،

1992م .�شبل ال�شلام لل�شنع�ني 85/3. -30

من ال�شدقة قبول ب�ب الزك�ة كت�ب ، �شحيحه في م�شلم اأخرجه -31الك�شب الطيب وتربيته� 703/1 ، حديث رقم 1015.

�شحيح م�شلم ب�شرح الاإم�م النووي مج4 ، الن��شر موؤ�ش�شة من�هج -32العرف�ن بيروت )د:ت( .

اأعلام من وجم�عة نظ�م النووي الاإم�م ب�شرح الهندية الفت�وى -33العربي بيروت 1406هــ- التراث اإحي�ء دار ، ، ط4 الهند 349/5

1986م.ن�يف �شليم�ن دلول ، اأحك�م العب�دات في الت�شريع الاإ�شلامي ، مركز -34عبدالرحمن ، 148 �س ، 2006م ، فل�شطين ، للطب�عة الاأ�شدق�ء الجزيري ، الفقه على المذاهب الاأربعة ، ج1، �س100، د. محمد بكر �شليم�ن ، الفقه الوا�شح ، دار المن�ر ، الق�هرة ، ط2، 2007م ، ج2،

�س579.محمد بكر اإ�شم�عيل ، م�شدر �ش�بق ، 580. -35

ح��شية بن ع�بدين ، رد المحت�ر 819/9 -36ابن جزي ، القوانين الفقهية ، دار الفكر ، بيروت ، ط1، �س113. -37

للرملي ، نه�ية المحت�ج ، 134/6.. -38الج�مع لاأحك�م القران للقرطبي 266/2. -39

مغني المحت�ج لل�شيخ محمد بن الخطيب ال�شربيني 104/2. -40الج�مع لاأحك�م القراآن ، الم�شدر ال�ش�بق 114/5. -41

دار ، رقم 17198 حديث ، �شنده 222/3 في اأحمد الاإم�م اخرجه -42الخير في الق�هرة ، ط1 ، 1195

�شبل ال�شلام لل�شنع�ني 7/3. -43الج�مع لاأحك�م القراآن للقرطبي 154/17. -44

اخرجه م�شلم في �شحيحه 1186/2 ، حديث رقم 1551 . -45�شبل ال�شلام لل�شنع�ني 106/3. -46مخت�شر تف�شير بن كثير 98/3. -47

المقداد بن �شعد ، واخرجه البخ�ري في �شحيحه ، كت�ب البيوع ، ب�ب -48ك�شب الرجل وعمله بيده 9/3.

ابن ع�بدين ، ح��شية رد المحت�ر819/6 ، بن عرفه ، ح��شية الد�شوقي 190/2 ، -49الرملي ، نه�ية المحت�ج 134/6، بن قدامه ، المغني وال�شرح الكبير560/10.

فت�وى اللجنة الدائمة ب�لمملكة العربية ال�شعودية 231/11. -50فت�وى اللجنة الدائمة للاإفت�ء ب�لمملكة العربية ال�شعودية 231/11. -51

، حجر6/،229 لابن الب�ري فتح ،72/4 لل�شنع�ني ال�شلام �شبل -52دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط3، 2000م ، الملخ�س الفقهي لل�شيخ

�ش�لح الفوزان 229/1.

ال�شع�دات اأبي مجدالدين للاإم�م والاأثر الحديث غريب في النه�ية -7محمود تحقيق الاأثير606-544 اإبن الجزري محمد بن المب�رك

محمد الطن�حي 373/4، احي�ء الكت�ب العربي بيروت )د:ت(.الموافق�ت في اأ�شول ال�شريعة لل�شيخ اأبي اإ�شح�ق اإبراهيم بن مو�شى -8دراز عبدالله ال�شيخ تحقيق ت790هــ ، الم�لكي ال�ش�طبي اللخمي وعبدال�شلام عبدال�ش�في محمد 17/2 ، من�شورات محمدعلي ،ط7، دار الكتب العلمية ، بيروت ، من�شورات محمد علي بي�شون ، ط7 –

2005م .الم�شدر ال�ش�بق 17/2 . -9

رو�شة الط�لبين وعمدة المفتنين للاإم�م النووي 350/3 ، اإ�شراف زهير -10ال�ش�وي�س ، ط3 ، المكتب الاإ�شلامي ، بيروت ، 1412هـ-1991م .

الفرج اأبي الدين �شم�س لل�شيخ المقنع متن على الكبير ال�شرح -11مطبوع ت682هــ المقد�شي قدامه بن اأحمد بن محمد عبدالرحمن مع المغنى لل�شيخ موفق الدين اأبي محمد عبدالله بن اأحمد بن قدامه

ت620-8/4 ، ط1 ، دار الفكر ، بيروت 1404هـ- 1984م .ك�ش�ف القن�ع عن متن الاأقن�ع لل�شيخ من�شور بن يون�س بن اإدري�س -12

الهوتي ، ع�لم الكتب ، بيروت ،1403 هــ -1983م .ح��شية رد المحت�ر لابن ع�بدين 534/4. -13

درر الحك�م ، �شرح مجلة الاأحك�م لعلي حيدر ، الم�دة 100/1-126، -14دار الكتب العلمية ، بيروت )د:ت( .

ح��شية رد المحت�ر لابن ع�بدين 532/4، و�شرح مجلة الاأحك�م لعلي -15البزدوي الاإ�شلام فخر اأ�شول عن الاأ�شرار وك�شف 100/1 حيدر للاإم�م علاءالدين عبدالعزيز بن اأحمد البخ�ري 730هــــ- 171/1 ، مكتبة الف�روق الحديثة للطب�عة والن�شر ، الق�هرة ، ط2 ، 1416هــــ-

1995م .المدخل الفقهي الع�م لم�شطفى اأحمد الزرق� 114/3 وم� بعده� ، دار -16

الفكر ، دم�شق ، 1968م .ابن منظور ، ل�ش�ن العرب 820/2 . -17

وهبه الزحيلي ، الفقه الاإ�شلامي واأدلته ، دار الفكر، �شوري� ، دم�شق ، -18ط4، �س50 .

، المجلد الاأول ، العربي الفكر ، دار الفقه اأ�شول ، محمد ابو ذهرة -19�س38 .

الج�مع لاأحك�م القراآن لل�شيخ اأبي عبدالله محمد بن اأحمد الاأن�ش�ري -20القرطبي ت671هـــــ ، تحقيق محمد بن عي�دي عبدالحليم بن �شعب�ن 266/2 وم� بعده� مكتبة ال�شف� ، الق�هرة ، ط1، 1425هـــــ- 2005م ، احك�م القراآن لابي بكر محمد بن عبدالله المعروف ب�بن العربي ،

تحقيق محمد علي البخ�ري ، دار الفكر بيروت )د:ت(.الرب� في اللغة الف�شل والزي�دة واإ�شطلاح� ف�شل م�ل بلا عو�س في -21، تبيين الحق�ئق �شرح كنز الدق�ئق لل�شيخ فخر مع�و�شة م�ل بم�ل الدين عثم�ن بن علي الزيلعي الحنفي 85/4 ، دار الكت�ب الاإ�شلامي

، ط3، )د:ت( ، ح��شية رد المحت�ر لابن ع�بدين 168/5.الج�مع لاأحك�م القراآن للقرطبي 266/2 ، اأحك�م القراآن لابن العربي -22

. 97/1الك�ش�ف للزمخ�شري 340/1. -23

مهر البغي فهو م� ت�أخذه الزانية على الزن� و�شمي مهرا لكونه على -24اأبي للاإم�م م�شلم �شحيح ، الم�شلمين ب�إجم�ع حرام وهو �شورته ت1255هــ- عبدالب�قي فوؤاد محمد تحقيق ، الحج�ح بن الح�شين

. 239/5

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {50}

بدائع ال�شن�ئع للك��ش�ني 150/7القوانين الفقهية لابن جزئ �س 282 زاد -64الميع�د لابن القيم 390/5 ، ط3 ، موؤ�ش�شة الر�ش�م ، بيروت ، 1990م.

اخرجه الترمذي في �شننه 566/3 حديث رقم 1266. -65ابو الدين علوم احي�ء واأنظر 343/3 للنووي للمهذب المجموع -66 ، الح�شيني ال�شهد مطبعة ط2، ، العزالي محمد بن محمد ح�مد

الق�هرة )د:ت( 130/2 اأحك�م القراآن للقرطبي 278/3 .ح��شية بن ع�بدين 305/4 ، القواعد لابن رجب ، �س224. -67

تحقيق ، 322/13 القرافي ادري�س بن احمد الدين �شه�ب الذخير -68محمد �شبحي ،ط1، دار الغرب الاإ�شلامي ، بيروت ،1989م.

احمد ابوبكر للبيهقي 188/6 الكبرى ال�شنن في البيهقي اخرجه -69بن الح�شن ، تحقيق محمد عبدالق�در عط� ، ط3 ، بيروت ، دار الكتب

العلمية ، بيروت ، 2003م.ح��شية بن ع�بدين 305/4. -70

المقدم�ت الممهدات لابو وليد محمد بن ر�شد 618/2 مطبعة ال�ش�دات -71، م�شر ، )د:ت(.

اخرجه م�شلم في �شحيحه 1463/2. -72فتح الب�ري لابن حجر 206/13. -73

ح��شية رد المحت�رلابن ع�بدين 372/5. -74معجم الم�شطلح�ت الاإقت�ش�دية في لغة الفقه�ء د. نزيه حم�د ، �س216، -75

ط1، المعهد الع�لمي للفكر الاإ�شلامي ، فرجيني� ، امريك� ، 1993م .من هدى الاإ�شلام ، فت�وى مع��شرة ، د. يو�شف القر�ش�وي 410/2 ، -76

دار القلم ، الق�هرة ، ط211، 2009م.من هدى الاإ�شلام ، فت�وى مع��شره ، د. يو�شف القر�ش�وي 410/2. -77

اإحي�ء علوم الدين للاإم�م الغزالي 131/2. -78اأخرجه البخ�ري في �شحيحه 78/3. -79

هدى الاإ�شلام لل�شيخ القر�ش�وي 410/2. -80الج�مع لاأحك�م القراآن للقرطبي 278/3. -81

مجموع فت�وى بن تيمية 283/28. -82

، 10/2 عرفه لابن الد�شوقي ح��شية ،485/2 المحت�ر رد ح��شية -53 -187/7 حزم لابن المحلى ،47/7 للنووي المهذب �شرح المجموع

لابن حزم د م ، ادراة الطب�عة ، الق�هرة 1950م.فتح القدير لابن هم�م كم�ل الدين محمد عبدالواحد 319/2 ، دار -54 ، الد�شوقي 10/2 ، ح��شية )د:ت( ، بيروت العربي التراث احي�ء

المجموع �شرح المهذب 47/7 ،المحلى لابن حزم 187/7.ح��شية رد المحت�ر لابن ع�بدين485/2-486، ح��شية الد�شوقي لابن -55

عرفه 10/2 ، المجموع �شرح المهذب للنووي 48/7الفروق 85/2 ، �شه�ب الدين احمد بن ادري�س القرافي ، ع�لم الكتب -56

، بيروت ، )د:ت(.المجموع �شرح المهذب للنووي 48-47/7. -57

علاءالدين لل�شيخ الاإن�ش�ف ، 112/4 للبهوتي القن�ع ك�ش�ف -58دار ، التركي عبدالمح�شن عبدالله تحقيق ، المرداوي الح�شن ابي

للطب�عة.المغني وال�شرح الكبير لابن قدامة 440/6 . -59

راوه البزار 6/2 ، حديث رقم 1079- وق�ل فيه �شليم�ن بن داوؤود -60اليم�مي وهو �شعيف ، ك�شف الا�شت�ر عن زوائد البزار لنور الدين علي بن اأبي بكر الهيثمي 735هــــ - 708هـــ ، تحقيق حبيب الرحمن

الاأعظمي ، ط1 ، موؤ�ش�شة الر�ش�لة بيروت 1979م .للح�فظ الاإ�شلامي الفقه القواعد في ، ، �س13 القواعد لابن رجب -61عبدالروؤوف تحقيق ، الحنبلي رجب بن عبدالرحمن الفرج ابي

�شعد، ط1 ، مكتبة الكت�ب الاأزهرية ، 1972م.القدير فتح ، 10/2 للدردير الد�شوقي ح��شية على الكبير ال�شرح -62

لابن الهم�م 328/2 ، ح��شية رد المحت�ر لابن ع�بدين 485/2.للنووي المهذب �شرح المجموع ، 329/2 الهم�م لابن القدير فتح -6347/7 ، ك�ش�ف القن�ع لل�شيخ من�شور بن يون�س بن ادري�س البهوتي

387/3 ، بيروت ، 1983م.

{51}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

اأما التو�سيات فقد اأو�سى الباحث اإلى اإجراء مزيد من الدرا�سات والبحوث العلمية في مجال المقا�سد ال�سرعية المرعية واأثرها في الاقت�ساد الاإ�سلامي ، ال�سرعية للمقا�سد درا�سية مقررات وتخ�سي�ض الاإ�سلامي العالم في الاقت�ساد لكليات المرعية اأثر لبيان علمية نقا�ض وحلقات دورات واإقامة المقا�سد ال�سرعية المرعية في الاقت�ساد الاإ�سلامي.

مقدمـــــــــــــةالحمد لله رب العالمين وال�سلاة ال�سلام على اأ�سرف الاأنبياء والمر�سلين �سيدنا محمد وعلى اآله و�سحبه

اأجمعين وبعد: اأثرها و المرعية ال�سرعية المقا�سد في البحث فاإن واأن خا�سة مهم، اأمر الاإ�سلامي الاقت�ساد على المقا�سد بهذه التب�سير اإلى بحاجة اليوم العالم واإبرازها ، ولهذه ال�سرورة راأيت الكتابة في هذا واإبراز اإحياء في م�ساهمة لتكون المهم المو�سوع والدولة والمجتمع الفرد يحتاجها التي القيم هذه �سيما واأن هذه المقا�سد ومراعاتها يعد طوق النجاة بل فح�سب الاإ�سلامي العالم لاقت�ساديات لي�ض تعتبر توجيهات ربانية لاأنها العالمية للاقت�ساديات بعث بها الله �سبحانه وتعالى نبيه الخاتم �سلى الله ة سلنناك إلا رحن {وما أرن : عليه و�سلم في قوله تعالى اأهمية فاإن اأخرى ]الانبي�ء: 107[، ومن ناحية لنعالي}

ل

ر�سالة من اأي�سا تنطلق المو�سوع هذا الكتابة في اإلى الرامية العلوم الكريم وتاأ�سيل القراآن جامعة

م�شتخل�س البحثالمرعية ال�سرعية المقا�سد " بعنوان البحث هذا اأهميته وتاأتي " الاإ�سلامي الاقت�ساد في واأثرها الاقت�ساد في ال�سرعية المقا�سد اأثر يظهر اأنه في الاإ�سلامي ويهدف اإلى التعريف بالمقا�سد ال�سرعية اأنواعها وبيان الاإ�سلامي الاقت�ساد في المرعية البحث هذا اإعداد في الباحث انتهج وقد واأثرها

المنهج الا�ستقرائي التحليلي .ا�ستمل البحث على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، اأهمها: وتو�سيات نتائج اإلى الباحث تو�سل وقد اأن الدرا�سة بينت اأن هنالك مقا�سد �سرعية حقيقية المقا�سد هذه واأن الاإ�سلامي الاقت�ساد مرعية في واأن الاإ�سلامي، الاقت�ساد في وا�سح اأثر لها المق�سد التعبدي في ك�سب الاأموال واإنفاقها له اأثر كبير في الاقت�ساد الاإ�سلامي .وحث الاإ�سلام على وتجويده واإتقانه فيه والاإخلا�ض والتجرد العمل مق�سد �سرعي يدفع بعجلة التنمية .واأن مق�سد رفع والر�سوة والغ�ض والربا الاحتكار بمنع ال�سرر دفع �ساأنها من مرعية �سرعية مقا�سد كلها ..الخ عجلة الاقت�ساد . ومنع الاإ�سراف والتبزير والتقتير والعمل على العدالة في الاإنفاق كلها مقا�سد �سرعية مرعية من �ساأنها الدفع بالاقت�سادالاإ�سلامي. واأن بعيدة وجعلها بو�سوحها الاأموال حفظ مق�سد العقود في التوثيق بت�سريع النزاع مواطن عن من والرهن والاإ�سهاد بالكتابة المالية والمعاملات

�ساأنه الدفع بعجلة الاقت�ساد .

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {52}

والغايات التي يرمي اإليها الت�سريع الاإ�سلامي بجلب والاآخرة الدنيا في النا�ض لاإ�سعاد

الم�سالح لهم ودرء المفا�سد عنهم . اأهمية البحث:

المقا�سد يتناول كونه في البحث هذا اأهمية تاأتي ، وهي ق�سية مهمه على م�ستوى المرعبة ال�سرعية الفرد والمجتمع والدولة ، ولا ي�ستغنى الاإن�سان عن الاقت�ساد مهما كانت الظروف فبذلك لابد من معرفة

المقا�سد ال�سرعية في هذا المجال . اأهداف البحث :

يهدف هذا البحث اإلى الاآتي: 1- التعريف بالمقا�سد ال�سرعية واأق�سامها.

بياناأثرالمقا�سدال�سرعيةالمرعيةفيالاقت�سادالاإ -2�سلامي.

3- الوقوف على اأنواع الاأنظمة الاقت�ساديةالعالمية ومميزاتها.

الاأن�سطة ال�سريعة في ممار�سة اإبراز مقا�سد -4الاقت�سادية .

5- بيان مقا�سد ال�سريعة في ك�سب المال واإنفاقه وحقوق العاملين.

منهج البحث :يتبع الباحث في اإعداد هذا البحث المنهج الا�ستقرائي

التحليلي . هيكل البحث :

يتكون البحث من ثلاثة مباحث وخاتمة على النحو الاآتي:

واأ�سباب البحث م�سكلة على وت�ستمل المقدمة البحث واأهداف البحث واأهمية البحث اختيار

ومنهج البحث .

الم�ستوى على بها والتب�سير الاإ�سلامية القيم ن�سر التوفيق القدير العلى الله فاأ�سل والعالمي المحلي

وال�سداد . م�شكلة البحث :

تتمثل م�سكلة هذا البحث في هذا ال�سوؤال الرئي�ض الاآتي:

الاإ�سلامي الاقت�ساد في المرعية المقا�سد هي ما ومامدى تاأثيرها على الاقت�ساد ؟

ومن هذا ال�سوؤال تتفرع الاأ�سئلة الاآتية :هل هنالك مقا�سد �سرعية مرعية في الاقت�ساد -1

الاإ�سلامي؟ هل لهذه المقا�سد اأثر في الاقت�سادالاإ�سلامي. -2اأنظمة اقت�سادية اإلى جانب النظام 3- هل هنالك

الاإ�سلامي ؟ اأ�شب�ب اختي�ر المو�شوع:

في المرعية ال�سرعية المقا�سد معرفة تعتبر -1ال�سرورات الاإ�سلامي �سرورة من الاقت�ساد الفرد م�ستوى على عليها الوقوف يجب التي

والمجتمع والدولة . في المرعية ال�سرعية المقا�سد معرفة اأن -2تطبيقها على ي�ساعد الاإ�سلامي الاقت�ساد واإنزالها على اأر�ض الواقع في ممار�سة الن�ساط

الاقت�سادي اليومية في كافة الم�ستويات . 3- درا�سة المقا�سد ال�سرعية المرعية في الاقت�ساد الاإ�سلامي ي�ساعد على معرفة اأ�سرار ال�سريعة مجال في الاإ�سلامي الت�سريع وحكمة

الاقت�ساد. في المرعية ال�سرعية المقا�سد على الوقوف -4الاقت�ساد الاإ�سلامي يعين على معرفة الاأهداف

{53}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

المبحث الاأولالتعريف ب�لمق��شد ال�شرعية واأق�ش�مه�

والاقت�ش�د واأنواعه المطلب الاأول

التعريف ب�لمق��شد ال�شرعية لغة وا�شطلاح�الفرع الاأول: تعريف المق��شد لغة :

ياأتي تعريف المقا�سد في اللغة بمعاني متعددة، منها التو�سط والاعتدال كما في قوله تعالى : {واقنصدن ف يك} ]لقم�ن: 19[، وياأتي بمعنى الاعتزام والتوجه مشن

نحو ال�سيء.بين ما وهو الاإفراط خلاف ال�سيء في والق�سد الاإ�سراف والتقتير، وق�سد في الاأمر تو�سط .وياأتي بمعنى العدل)1( والمقا�سد جمع مق�سد بمعنى الهدف

و الغاية والاإرادة)2(.جاء في القراآن الكريم : {وسفرا قاصدا} ]التوبة: 42[، �سفرا القراآن لاأحكام تف�سير الجامع وقد جاء في

قا�سد : اأي �سهلا معلوم الطرق)3(.وقد ورد في الحديث النبوي ال�سريف : عنه �سلى الله عليه و�سلم اأنه قال : "الق�سد الق�سد تبلغوا")4(

اأي التزموا الطريق الو�سط المعتدل.الفرع الثاني : تعريف المق��شد في الا�شطلاح: بتعريفات ال�سريعة مقا�سد الاأ�سوليون عرف متعددة فيما يلي نقف على بع�ض هذه التعريفات :

"هي بقوله: الله رحمه الغزالي الاإمام عرفها المحافظة على مق�سود ال�سرع في الخلق ومق�سود عليهم يحفظ اأن وهو : خم�سة الخلق في ال�سرع ومالهم")5(. ون�سلهم، وعقلهم، وعر�سهم، دينهم، وعرفها الاإمام الرازي باأنها: "رعاية الم�سالح" )6(، وعرفها الاآمدي رحمه الله باأنها: "جلب م�سلحة اأو

ال�شرعية ب�لمق��شد التعريف : الاأول المبحث لغة وا�شطلاح� .

الفرع الاأول : التعريف بالمقا�سد لغة. الفرع الثاني : التعريف بالمقا�سد ا�سطلاحا

الفرع الثالث : التعريف بال�سرعية لغة وا�سطلاحا المطلب الثاني : اأق�سام المقا�سد

المطلب الثالث : التعريف بالاقت�ساد واأنواع النظم الاقت�سادية .

الفرع الاأول : التعريف بالاقت�ساد لغة . الفرع الثاني : التعريف بالاقت�ساد ا�سطلاحا

الفرع الثالث : اأنواع النظم الاقت�ساديةفي المرعية ال�شرعية :المق��شد الثاني المبحث الم�ل عل والمح�فظة الك�شب )طرق الاإنت�ج

وتوزيع الم�ل واإنف�قه وحق العم�ل( . المرعية في ك�سب ال�سرعية المقا�سد الاأول: المطلب

المال وتملكه. المطلب الثاني: المقا�سد ال�سرعية المرعية في المحافظة

على المال واإنفاقه وتوزيعه. المطلب الثالث: المقا�سد ال�سرعية المرعية في العامل

وحقوقه. المرعية ال�شرعية المق��شد اأثر : الثالث المبحث

على الاقت�ش�د .في المرعية ال�سرعية المقا�سد اأثر الاأول: المطلب

مجال الك�سب والاإنتاج. في المرعية ال�سرعية المقا�سد اأثر الثاني: المطلب

توزيع المال واإنفاقه. في المرعية ال�سرعية المقا�سد اأثر الثالث: المطلب

مجال ممار�سة العمل الاقت�سادي.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {54}

ثانيا : تعريف ال�شرعية في الا�شطلاح: متعددة بتعريفات الا�سطلاح في ال�سرعية عرفت ل�سان على تعالى الله �سرعه ما هي منها: نذكر األ�سنة الاأنبياء عليهم ال�سلام نبيه في الديانة وعلى قبله)12( وقيل هي: " ما �سرعه الله تعالى لعباده من

الاأحكام التي جاء بها نبي من الاأنبياء " )13(.ت�سعى التي والغايات بالاأهداف عرفها من ومنهم النفو�ض اإلى تح�سيلها. وغير ذلك من التعريفات ، اإلا اأن الباحث يرى اأن اأقرب هذه التعريفات لاإعطاء المعنى الحقيقي لل�سريعة هو : " ما �سرعه الله تعالى

لعباده من الاأحكام التي جاء بها نبي من الاأنبياء. المطلب الثاني

اأق�ش�م المق��شدمختلفة باعتبارات المقا�سد الاأ�سول علماء ق�سم

فيما يلي نقف على هذا التق�سيم: اأولا : تق�سيم المقا�سد باعتبار مكان �سدورها :

بهذا المقا�سد الله رحمه ال�ساطبي الاإمام ق�سم ، المكلفين ومقا�سد ال�سارع مقا�سد اإلى الاعتبار ق�سد : اأق�سام اأربعة اإلى ال�سارع مقا�سد فق�سم ال�سارع من و�سع ال�سريعة ابتداء وق�سد ال�سارع من ال�سارع وق�سد للاإفهام ال�سريعة و�سع من و�سع ال�سريعة للتكليف بمقت�ساها، وق�سد ال�سارع

من و�سع ال�سريعة للامتثال )14(.ث�ني� : تق�سيم المقا�سد باعتبار العموم والخ�سو�ض: مقا�سد اإلى الاعتبار بهذا المقا�سد تق�سيم تم

عامةومقا�سد خا�سة ومقا�سد جزئية.فالمقا�سد العامة هي التي تراعيها ال�سريعة وتعمل كثير اأو الت�سريعية اأبوابها كل في تحقيقها على النا�ض عن الحرج ورفع التخفيف كمراعاة منها

دفع م�سره اأو مجموع الاأمرين بالن�سبة للعبد ...من ال�سرر والانتفاع ")7(، وعرفها العز بن عبد ال�سلام رحمه الله باأنها : "جلب الم�سالح ودرء المفا�سد" )8(. باأنها: الله رحمه تيمية بن الاإ�سلام �سيخ وعرفها "الغايات المحمودة في مفعولاته وماأموراته �سبحانه وتعالى وهي ما تنتهي اإليه مفعولاته وماأموراته من الطاهر ال�سيخ محمد وعرفها الحميدة"، العواقب الملحوظة المعاني والحكم "هي : بقوله بن عا�سور معظمها اأو الت�سريع اأحوال جميع في لل�سارع بحيث لا تختفي ملاحظتها بالكون في نوع خا�ض

من اأحكام ال�سريعة " )9(.بمقا�سد "المراد : بقوله الفا�سي علال وعرفها ال�سريعة الغاية منها والاأ�سرار التي و�سعها ال�سارع

عند كل حكم من اأحكامها " )10(.يتبين الاأ�سوليين عند التعريفات هذه خلال من محدد معنى حول وتدور متقاربة تعريفات اأنها و�سع من وغاياته واأغرا�سه ال�سارع اأهداف هو عنهم وتدراأ العباد م�سالح تحقق وهي ال�سريعة

المفا�سد . الفرع الثالث: تعريف ال�شرعية:

ال�سرعية ن�سبة اإلى ال�سريعة ولذلك نقف على تعريف م�سطلح ال�سريعة لغة وا�سطلاحا.

اأولا : تعريف ال�شريعة في اللغة : ال�سريعة في اللغة تطلق على مورد ال�ساربةومورد ، الماء الجارية اإلى الاإبل للا�ستقاء. ومورد النا�ض وقيل حق الموا�سع التي ينحدر الماء منها ، والعرب ، له انقطاع لا عدا يكون حتى �سريعة لات�سميها

ويكون ظاهرا معينا لا ي�ستقي بالر�سا)11(.

{55}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الجنة له خلق ثم ، والم�سكن اللبا�ض اكت�ساب اإلى والنار واأر�سل له الر�سل ليبينوا اأن الا�ستقرار لي�ض في هذه الحياة الدنيا ، اإنما هنالك دار اأخرى فيها تكت�سب لكنها الاأبدية وال�سقاوة الاأبدية ال�سعادة ، ال�سارع حدده ما اإلى بالرجوع هنا اأ�سبابها الاأمور ا�ستعمال في المكلف فاأخذ عنه وبالخروج

المو�سلة اإلى تلك الاأغرا�ض)17(.تم : الم�سالح باعتبار المقا�سد تق�سيم : خام�سا تق�سيم المقا�سد بهذا الاعتبار اإلى مقا�سد �سرورية ومقا�سد حاجية ومقا�سد تح�سينية ، واأف�سل من كتابه في ال�ساطبي الاإمام هو التق�سيم هذا ق�سم

الموافقات في اأ�سول ال�سريعة )18(.المطلب الثالث

التعريف ب�لاقت�ش�د واأنواع النظم الاقت�ش�دية الع�لمية

الفرع الاأول : تعريف الاقت�ش�د لغة : ، الطرفين بين الو�سط : الق�سد لغة من الاقت�ساد والق�سد اإتيان ال�سيء ، والق�سد في ال�سيء خلاف الاإفراط وهو ما بين الاإ�سراف والتقتير ، والق�سد فلان يقال ، تقتر ولا ت�سرف لا اأن المعي�سة في مقت�سد في النفقة )19(، ومنها قوله تعالى : {واقنصدن الله �سلى قال الحديث وفي ،]19 ]لقم�ن: يك} مشن ف عليه و�سلم : " ما عال مقت�سد قط ")20( اأي ما افتقر

من لا ي�سرف في الاإنفاق ولا يقتر . والق�سد ا�ستقامة الطريق ومنه الاقت�ساد وهو فيما

له طرفان اإفراط وتفريط )21(. الفرع الثاني : الاقت�ش�د في الا�شطلاح:

هو درا�سة �سلوك الاإن�سان في اإدارة الموارد النادرة وتنميتها لاإ�سباع حاجاته )22(.

ومراعاة العدل )15(.ال�سريعة تهدف التي فهي الخا�سة المقا�سد اأما ويعتبر اأبوابها)16(، من معين باب في لتحقيقها ال�سيخ محمد بن عا�سور هو اأف�سل من اعتنى بهذا الق�سم من مقا�سد ال�سريعة حيث ق�سمها اإلى مقا�سد ال�سارع في اأحكام العائلة ، ومقا�سد ال�سارع في الت�سرفات المالية وهو ما �سوف نتناوله في الجانب الاقت�سادي وكذلك مقا�سد ال�سارع في المعاملات " ومقا�سد " العمل والعمال المنعقدة على الاأبدان الق�ساء وال�سهادة ومقا�سد التبرعات والعقوبات . اأما المقا�سد الجزئية : فهي ما يق�سده ال�سارع من كل حكم �سرعي اإيجابا اأو تحريما ندبا اأو كراهة اأو

اإباحة اأو �سرطا اأو �سببا. ث�لث� : تق�سيم المقا�سد باعتبار القطع والظن :

قطعية مقا�سد اإلى الاعتبار بهذا المقا�سد تنق�سم ومقا�سد ظنية ومقا�سد وهمية.

رابع� : تق�سيم المقا�سد باعتبار الاأ�سالة والتبعية: فالمقا�سد الاأ�سلية هي التي لاحظ فيها المكلف وهي ال�سرورات وهي ملة كل في المعبرة ال�سرورات النف�ض وحفظ ، الدين حفظ " المعروفة الخم�ض " اأما المال ، وحفظ العقل الن�سل وحفظ ، وحفظ المكلف فيها حظ التيروعي : التابعة فهي المقا�سد من عليه جبل ما مقت�سى له يح�سل جهتها فمن نيل ال�سهوات والا�ستمتاع بالمباحات و�سد الخلات وهذه حكمة الله �سبحانه وتعالى في خلقه ، فخلق له �سهوة الطعام وال�سراب اذا م�سه الجوع والعط�ض، اإلى لتحركه الن�ساء اإلى ال�سهوة له خلق كذلك له خلق وكذلك ، اإليها المو�سلة الاأ�سباب اكت�ساب �سهوة الا�ست�سرار بالحر والبرد فكان ذلك داعية

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {56}

اأولا : النظ�م الراأ�شم�لي : ع�سر الثامن القرن نهاية مع النظام هذا ن�ساأ واأوائل القرن التا�سع ع�سر ، حيث ت�سكلت مدر�سة اقت�سادية تدين بالحرية الاقت�سادية المطلقة . ويتميز هذا النظام بالاأخذ بمبداأ الملكية الخا�سة ب�سكل غير محدد ويعتمد على الم�سلحة ال�سخ�سية وعدم تدخل

الدولة في الاإنتاج والتوزيع اإلا في حدود �سيقة . ثانيا : النظ�م الاقت�ش�دي الا�شتراكي :

هو نظام يعتمد على الفل�سفة المارك�سية في طغيان من ويجعل الفردية الم�سلحة على العامة الم�سلحة بيد فولاذية على كل و�سائل الحياة قاب�سة الدولة الاقت�سادية في المجتمع ويحاول الم�ساواة في الملكية

بين اأفراد المجتمع.ظهر النظام الا�ستراكي اأو المارك�سي اأو ال�سيوعي في األمانيا على يد كارلي مارك�ض اليهودي الاألماني الفكرية اأ�س�سها و�سع 1883" الذى -1818 "فردريك المارك�سي للمذهب التنظير في و�ساعده اإنجليز " 1820- 1895م" وقد تج�سدت النظرية في ظهرت التي البل�سفية الثورة في المارك�سية فلايمر وا�سمه لينين، بقيادة 1917 رو�سيا وخلف 1924م -1870 �سنة البت�سيبوليانوفولد

مارك�سي في قيادة المارك�سية . ثالثا : النظ�م الاقت�ش�دي الاإ�شلامي :

والو�سائل والقواعد الاأحكام من مجموعة هو المجتمع في الاقت�سادي الن�ساط على التيتنطبق والنواحي الاقت�سادية الم�ساكل لحل الم�سلم هذا ي�سمن كما ، والتبادلية التوزيعية الاإنتاجية النظام ما يتعلق بتوزيع الثروة وتملكها والت�سرف

فيها .

وعرفه اآخرون باأنه : هو العلم الذى يبحث في كيفية اإدارة وا�ستغلال الموارد الاقت�سادية النادرة لاإنتاج اأمثل ما يمكن اإنتاجه من ال�سلع والخدمات لاإ�سباع التي المادية متطلباتها من الاإن�سانية الحاجات تت�سم بالوفرة والتنوع في ظل اإطار معين من القيم والتقاليد والتطلعات الح�سارية للمجتمع كما يبحث بين الاقت�سادي الناتج بها التييوزع الطريقة في مبا�سرة ب�سورة الاإنتاجية العملية في الم�ستركين ظل في مبا�سرة غير ب�سورة الم�ستركين وغير

الاإطار الح�ساري نف�سه . الاقت�ساد كلمة بقوله: اأي�سا بع�سهم وعرفه البيت اأمور تدبير معناه اإغريقي لفظ من م�ستقة بحيث ي�سترك اأفراده القادرون في اإنتاج الطيبات جميع وي�سترك بالخدمات والقيام الاقت�سادية النا�ض تو�سع وقد ، يحوزونه بما بالتمتع اأفراده في مدلول كلمة البيت حتى اأطلق على الجماعة التي تحكمها دولة واحدة . وعليه فلم يعد المق�سود من كلمة الاقت�ساد المعنى اللغوي وهو التوفير ولا معنى الا�سطلاحي المعنى المق�سود اإنما فح�سب المال بتكثيره اأما المال �سوؤون تدبير وهو معين لم�سمى

وتاأمين اإيجاده واإما بتوزيعه )23(.وعرف الاقت�ساد اأي�سا باأنه الن�ساط الب�سري الذى ال�سلع وا�ستهلاك وتبادل وتوزيع اإنتاج ي�سمل

والخدمات . الفرع الثالث : اأنواع النظم الاقت�ش�دية)24(:

مع عليها نقف نظماقت�سادية ثلاثة العالم ت�سود بيان مميزات كل نظام:

{57}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

وهذا لا يتحقق اإلا با�ستغلال ما �سخره الله تبارك وتعالى له من اأر�ض وماء ونبات. قال تعالى : {هو قه زن

ض ذلولا فامنشوا ف مناكبها وكلوا من ر رن الذي جعل لكم الأن

وإلينه النشور} ]الملك: 15[.وقال �سلى الله عليه و�سلم حا�سا على الزراعة: "ما اأو يغر�ض غر�سا فياأكل منه من م�سلم يزرع زرعا اإلا كان له به �سدقة")26( اإن�سانا اأو بهيمة طيرا اأو وقال �سلى الله عليه و�سلم: " التم�سوا الرزق في

خبايا الاأر�ض" )27(.التنمية مجال في الاقت�سادية للعملية ودفعا الموات الاأر�ض اإحياء اإلى الاإ�سلام دعا الزراعية وحبب النا�ض اإلى التو�سع في العمران والانت�سار ويتوفر ثروتهم لتكثر مواتها واإحياء الاأر�ض في

لهم الرخاء وبذلك تتحقق لهم الثروة والقوة)28(.وعليه فاإن المجال الزراعي اإذا اهتممنا به يحقق لنا

مقا�سد كثره يمكن اإجمالها في الاآتي :الحاجيات توفير مق�سد تحقق الزراعة -1الاأ�سا�سية للاإن�سان والحيوان وكل المخلوقات ف�سلا عن تحقيق المق�سد التعبدي وهو التوكل

على الله. الحث على ا�ست�سلاح الاأر�ض واإحياء الاأر�ض -2الموات يدفع عجلة الاقت�ساد بزيادة دخل الفرد

والدولة والمجتمع . حاجة �سد هو عظيم مق�سد يتحقق بالزراعة -3يوم في الزكاة با�ستخراج وذلك الفقراء حصاده} يونم ه حق {وآتوان : تعالى قال الح�ساد

]الاأنع�م: 141[.

لاأن ذلك ال�سرر رفع مق�سد تحقق الزراعة -4الم�سلم الحق ممنوع من زراعة ما هو �سار مثل

المبحث الثانيالمق��شد ال�شرعية المرعية في الاإنت�جالم�ل على والمح�فظة الك�شب "طرق

والعم�ل وتوزيع الم�ل واإنف�قه"المطلب الاأول

المق��شد ال�شرعية المرعية في طرق ك�شب الم�ل وتملكه

الكون في ما كل وتعالى �سبحانه الله �سخر لقد لكم خلق الذي {هو : تعالى قال الاإن�سان لم�سلحة للاإن�سان و�سخر ،]29 ]البقرة: جيعا} ض الأرن ف ما ويتقيه عليه بالتوكل واأمره الك�سب �سبل اأي�سا علينهم نا لفتحن واتقوان آمنوان النقرى ل أهن أن {ولون تعالى: قال ناهم با كانوان بوان فأخذن ض ولـكن كذ والأرن

ماء ن الس

بركات م

سبون} ]الاأعراف: 96[. يكناليد عمل خا�سة الك�سب على الاإ�سلام ح�ض لقد قال �سلى الله عليه و�سلم " ما اأكل اأحد طعام قط خير من اأن ياأكل من عمل يده فاإن نبي الله داوود

عليه ال�سلام كان ياأكل من عمل يده ")25(.وقد عدد الله �سبحانه وتعالى للاإن�سان �سبل الك�سب و�سرعها واأباحها له في كل مناحي الحياة وفي ما

يلي نقف على هذه الطرق والمجالات ومقا�سدها . اأولا : المج�ل الزراعي :

يعد المجال الزراعي من اأهم واأعظم مجالات الن�ساط الاقت�سادي وذلك لما يحققه من اإنتاج وتنمية للموارد لاأن ذلك ، المجال هذا وحفزالعاملين في الزراعية يعد خيراتها من والا�ستفادة الاأر�ض ا�ست�سلاح ، الاأر�ض الاإن�سانوا�ستخلافهفي مهمة من جزء توفير على تتوقف الاإن�سان حياة اأن عن ف�سلا . والماأوى واللبا�ض وال�سراب الطعام من حاجياته

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {58}

لما لها من �سرر على النف�ض والحرث والن�سل.الاأ�سلحة ب�سناعة وذلك الاأمة تاأمين مق�سد -3

ال�سرورية لحماية الاأمة اذا تعر�ست لخطر . ث�لث� : المج�ل التج�ري :

الرئي�سة المجالات من التجاري المجال يعتبر �سرع وقد ، الاإ�سلامي الاقت�ساد في والحيوية الاإ�سلام واأباح الاأعمال التجارية لما تحققه للاأمه من مقا�سد عظيمة في توفير حاجياتها ال�سرورية، فقد عمل النبي �سلى الله عليه و�سلم بالتجارة قبل بعثته

�سلى الله عليه و�سلم . من بمجموعة التجارية الاأعمال الاإ�سلام اأحاط وفقا ووقوعها �سلامتها ت�سمن التي الت�سريعات م وحر النبينع الله {وأحل : تعالى قال ال�سارع لمقا�سد

با} ]البقرة: 275[.الر

يعتبر البيع محور واأ�سا�ض العملية التجارية فلذلك نقف على البيع وما يحققه من مقا�سد اقت�سادية.

البيع لغة : هو مبادلة مال بمال على �سبيل الترا�سي هو مخ�سو�ض وجه على بمال مال مبادلة هو اأو مبادلة مال بمال على �سبيل الترا�سياأو هو مبادلة مال بمال على وجه مخ�سو�ض اأو هو مبادلة �سيء اأي مخ�سو�ض مفيد وجه على بمثله فيه مرغوب باإيجاب اأو تعاطي)31( هذا التعريف للحنفية، ولكن هنالك تعريفات للحنابلة وغيرهم ولكن لا تخرج من

هذا المعنى للبيع.الاإمام قال م�سروع، فالبيع البيع، م�سروعية اأما ال�سافعي رحمه الله: "فاأ�سل البيوع كلها الاإباحةاذا تبايعا فيما الاأمر الجائزي المتبايعين بر�سا كانت و�سلم عليه الله �سلى الله ر�سول عنه نهى ما اإلا

منها")32(.

زراعة الح�سي�ض وغيره بل هو ممنوع من بيع اإنتاجه اإلى من يتخذه خمرا وذلك دفعا لل�سرر

وتحقيقا للم�سلحة العامة . ث�ني�: المج�ل ال�شن�عي :

من المجالات المهمهم في تنمية الاقت�ساد الاإ�سلامي، في كبرى مقا�سد من ال�سناعة تحققه لما وذلك حالة في للاإن�سان ال�سرورية الحاجات توفير ال�سلم والحرب . وقد وردت اآيات كثيرة تدل على اأهمية ال�سناعة قال تعالى : {وعلمنناه صننعة لبوس لكمن

ن بأنسكمن فهلن أنتمن شاكرون} ]الاأنبي�ء: 80[.صنكم م لتحن

يعنى �سنعة الدروع ، قال قتادة اإنما كانت الدروع قبله �سفائح وهو اأول من �سردها حلقا)29(.

معهم وأنزلننا نات بالنبي رسلنا سلننا أرن {لقدن تعالى: وقال

فيه ديد الن وأنزلننا ط بالنقسن الناس ليقوم يزان والن النكتاب ورسله ينصره من الل وليعنلم للناس ومنافع شديد بأنس بالنغينب إن الل قوي عزيز} ]الحديد: 25[، فقوله تعالى "فيه والحراب كال�سيوف ال�سلاح يعني شديد" بأس وال�سنان والن�سال والدروع ونحوها وقوله تعالى والفاأ�ض كال�سكة معا�سهم في اأي للناس" "ومنافع والاآلاتالتي والمجرفة والاإزميل والمن�سار والقدوم ي�ستعان بها في الحراثة والحياكة والطبخ والخبز

وما لا قوامللنا�ض بدونه وغير ذلك)30(.مقا�سد للاأمة يحقق ال�سناعي المجال فاإن وعليه

كثيرة نذكر منها: من ال�سرورية الاحتياجات توفير مق�سد -1م�سكن وملب�ض وماأكل وم�سرب ونقل وات�سال

وعلاج وغير ذلك من الاحتياجات. �سناعة بتحريم وذلك ال�سرر رفع مق�سد -2الفتاكة الاأ�سلحة والمخدرات و�سناعة الخمور

{59}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

يزان} ]الرحمن: 9[، ط ولا تنسروا الن بالنقسنوكذلك ح�ض الاإ�سلام في المعاملات التجارية على ال�سماحة فقال �سلى الله عليه و�سلم : "رحم الله رجلا

�سمحا اإذا باع واإذا ا�سترى واإذا اأقت�سى")38(.ولو الحلف اجتناب اأي�سا المعاملة �سدق ومن " : الله عليه و�سلم قال �سلى التاجر �سادقا كان الحلف منفقة لل�سلعة ممحقة للبركة ")39( - وكذلك المال الاإنفاق والت�سدق من هذا الاإ�سلام على حث " يا مع�سر التجار اإن قال �سلى الله عليه و�سلم : بيعكم ف�سوبوا البيع يح�سران والاإثم ال�سيطان الخير اأوجه في الاإنفاق وكذلك )40(" بال�سدقة مثل بناء الم�ساجد والمدار�ض والم�ست�سفيات وغيرها

والاإنفاق للجهاد في �سبيل الله.قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا هلن أدلكمن على تارة تنجيكم

نن عذاب أليم} ]ال�شف: 10[.م

ث�ني� : العمل التجاري يحقق مق�سد ت�سخير ما خلق الله �سبحانه وتعالى لم�سلحة الاإن�سان في كافة مناحي

الحياة . ماأكلا وملب�سا وم�سربا وم�سكنا ومركبا.المطلب الثاني

المق��شد المرعية في المح�فظة على الم�ل وتنمية واإنف�قه وتوزيعه

للمحافظة على المال المكت�سب وحتى يوؤدى اأغرا�سه الاإ�سلامية ال�سريعة و�سعت الاقت�سادية واأهدافه مجموعة من التدابير وهي عبارة عن مقا�سد يمكن

تلخي�سها في الاآتي :اأولا: مق�شد رواج الاأموال وتداوله�:

وحتى وتبادلها الاأموال تداول المق�سد هذا يعني الاإ�سلامية ال�سريعة منعت المق�سد هذا يتحقق

على تدلل واأحاديث كثيرة اآيات وردت وقد م�سروعية البيع نذكر منها قوله تعالى: {يا أيها الذين عن تكون تارة أن بالنباطل إلا بيننكمن أمنوالكمن تأنكلوان آمنوان لا رحيما} بكمن كان الله إن أنفسكمن تقنتلوان ولا نكمن

م تراض

]الن�ش�ء: 29[، وورد عنه �سلى الله عليه و�سلم اأنه قال

الرجل "عمل اأطيب: الك�سب اأي عن �سئل حينما عليه الله �سلى وقال مبرور")33( بيع وكل بيده

و�سلم : )اإنما البيع عن ترا�ض()34(.ال�سريعة البيع مقا�سده فقد و�سعت وحتى يحقق اأركان البيع المتمثلة الاإ�سلامية �سروط محكمه في والعاقد الحنفية عند والقبول" "الاإيجاب في ومثمن عليه" ثمن " والمعقود – م�سترى "بائع �سرط اأي اختل فاإذا الجمهور، "وال�سيغة" عند من هذه ال�سروط فياأركان البيع لا تتحقق الم�سلحة المرجوة من البيع وتتمثل هذه ال�سروط في �سروط العقد �سحه و�سروط النفاذ الانعقاد،و�سروط تلخي�ض يمكن وعليه ،)35(" العقد لزوم و�سروط

مقا�سد العمل التجاري في الاآتي: اأولا: المق�سد التعبدي : الهدف من العمل التجاري الاأ�سمى الهدف اإنما فح�سب الاأموال ك�سب لي�ض وتعالى �سبحانه الله اإلى بها التقرب هو والاأكبر

ولذلك لابد للتاجر اأن يراعى في بيعه الاآتي: �شدق المع�ملة: باأن يكون البيع خاليا من الكذب فلي�ض غ�سنا "من : و�سلم عليه الله �سلى قال

منا")36(. وقال �سلى الله عليه و�سلم: " اإن التجار يبعثون يوم

القيامة فجارا اإلا من اتقى الله وبر و�سدق ")37(.وعدم بالق�سط الوزن المعاملة �سدق في ويدخل ن النوزن {وأقيموا تعالى: قال الميزان في التطفيف

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {60}

والتحذير واإبطال العقود والت�سرفات القائمة على ال�سرر الكثير الذى يغلب عليها)45(.

ثالثا : مق�شد و�شوح الاأموال: الاأموال تكون اأن الاأموال و�سوح مق�سد يعنى المنازعات والخ�سومات ولحوق بعيدة عن مواطن الاإ�سلام �سرع المق�سد هذا ولتحقيق ال�سرر كالكتابة المالية والمعاملات العقود في التوثيق والاإ�سهاد والرهن قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوان إذا

تداينتم بدينن إلى أجل مسمى فاكنتبوه} ]البقرة: 282[. والمدنية المالية الحقوق لحفظ الاإ�سهاد �سرع عند الاأموال الرهن لحفظ �سرع وكذلك والحدود بالحق العين احتبا�ض هو والرهن الكتابة تعذر عند منافعها ثمن من اأو ثمنها ي�ستوفي الحق من

تعذر اأخذه من الغريم)46(.ثانيا : مق�شد رفع ال�شرر عن الم�ل :

برفع المال الاإ�سلامية على حفظ ال�سريعة حر�ست ال�سرر عنه بنف�ض حر�سها على ك�سبه وذلك حتى فلذلك ، ال�سرورية �سد الحاجات منه في ي�ستفاد حرمت ال�سريعة الاإ�سلامية عدد كبير من الممار�سات والتعاملات التي توؤدى اإلى هلاك الاأموال و�سياعها وبالتالي يتدهور وينهار الاقت�ساد وحتى لا يحدث و�سعت للاقت�سادالاإ�سلامي والتدهور الانهيار

هذه الت�سريعات التي تتمثل في الاآتي : 1- تحريم الرب�:

التعار�ض من فيه لما بالربا التعامل الاإ�سلام منع {الذين الاإ�سلامية قال تعالى: ال�سريعة مع مقا�سد ينطان من يتخبطه الش يقوم الذي يقومون إلا كما با لا

يأنكلون الر

م با وأحل الله النبينع وحرا النبينع مثنل الر ذلك بأنهمن قالوان إن

س الن

ه فانتهى فله ما سلف وأمنره إلى ب ن ر

با فمن جاءه مونعظة م

الر

الاحتكار)41( وكنز الاأموال ، لاأن الاحتكار يوؤدي اإلى الاأ�سرار بالمجتمع . قال �سلى الله عليه و�سلم: عليه الله �سلى وقال خاطئ")42(، اإلا يحتكر "لا �سربه طعامهم الم�سلمين على احتكر "من و�سلم: ال�سريعة الله بالجزام والاإفلا�ض")43(، كما حرمت الاإ�سلاميةاكتناز النقود و�سحبها من مجال التداول والاأفراد المجتمع لحاجات تلبية وذلك وتجميدها اأن �ساأنه من التداول منع لاأن الاأموال تداول في والاقت�سادي والتجاري المالي التوازن يف�سد من "ما و�سلم: عليه الله �سلى قال والاجتماعي، �ساحب كنز لا يوؤدى حقه اإلا جعله الله يوم القيامة يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جبهته وجنبه كان يوم في عباده بين الله يق�سى حتى وظهره اإما ثم يرى األف �سنة مما تعدون مقداره خم�سين

اإلى الجنة واإما اإلى النار")44(.ال�سلع اإنتاج على الاإ�سلامية ال�سريعة ح�ست وا�ستخراجها وزراعتها و�سناعتها وتوفيرها وال�سماح بنقلها بين الاأ�سواق وبين المدن والاأم�سار، كما منعت اأن تكون الاأموال دولة بين الاأغنياء قال آتاكم وما منكمن نياء غن الأن بين دولة يكون لا {كين : تعالى سول فخذوه وما نهاكمن عننه فانتهوا واتقوا الل إن الل شديد الر

النعقاب} ]الح�شر: 7[.ثانيا : مق�شد ثب�ت الاأموال:

ال�سريعة واأن الاأموال في الملكية حق يعنى الاإ�سلامية اأعطت حرية التملك والت�سرف في المال على العقود بناء الاإ�سلامية ال�سريعة لاأحكام وفقا العقد �سدور في المتعاقدين بين والر�سا اللزوم واإن�سائه ، واإلزام المتعاقدين بالوفاء ب�سروط العقد، ال�سبط باإجراءات المالية المعاملات اأحاطت وكذلك

{61}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

المطلب الثالثالمق��شد ال�شرعية المرعية

في الع�مل وحقوقهيعد العامل في الت�سريعات الاإ�سلامية محورا مهما في عملية الاإنتاج وقد كفلت له ال�سريعة الاإ�سلامية فاإن ناحية ومن واجبه يوؤدي حتى كاملة حقوقه الاإ�سلام عباده واجبه العمل في حد ذاته في نظر على العامل اأن يوؤديه وهو مق�سد عظيم من مقا�سد دام وما تعبديا مق�سدا ويعد الاإ�سلامية ال�سريعة هو مق�سدا تعبدي لابد فيه من الاإخلا�ض والتجرد به لله �سبحانه وتعالى وبهذا المعنى التعبدي للعمل تتحقق الرقابة الذاتية ، وعلى العامل اأي�سااأن يتقن عمله قال �سلى الله عليه و�سلم : " اإن الله يحب اذا

عمل اأحدكم عملا اأن يتقنه")50(.ويعد اإح�سان العمل واإتقانه من المقا�سد الاقت�سادية ولاأهمية الاإ�سلامية ال�سريعة راعتها التي المهمة �سددت الاإ�سلامي الاقت�ساد في ودوره العامل ذلك حقوقه اإعطاوؤه على الاإ�سلامية الت�سريعات : و�سلم عليه الله �سلى قال كرامته على حفاظا

عرقه")51(. يجف اأن قبل حقه الاأجير "اأعطوا فيما و�سلم عليه الله �سلى قال اآخر حديث وفي يرويه عن ربه تبارك وتعالى: "ثلاثة اأنا خ�سيمهم يوم القيامة رجل اأعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فاأكل ثمنه ورجلا ا�ستاأجر اأجيرا ولم يوفه حقه")52( وكذلك �سعى الاإ�سلام الى ا�ستقرار العامل باعتباره محورا مهما من محاور التنمية الاقت�سادية فلذلك يجب اأن يعطى من الاأجر ما يفي بحاجاته ال�سرورية قال �سلى الله عليه و�سلم : "من ولي لنا عملا ولي�ض اأو لي�ست له زوجة فليتزوج له منزلا فليتخذ منزلا

خالدون} فيها همن النار حاب أصن فأونلـئك عاد ومنن الله]البقرة: 275[، فالحكمة من تحريم الربا ن�سبة لما له من

اأ�سرار وكذلك خلقية واأمرا�ض اجتماعية اأ�سرار اقت�سادية )47(.

2- منع اأكل اأموال الن��س ب�لب�طل: ]البقرة: بالنباطل} بيننكم أمنوالكم تأنكلوان {ولا تعالى: قال دماءكم "اإن و�سلم: عليه الله �سلى وقال ،]188

واأموالكم حرام عليكم ..." )48( وقال �سلى الله عليه و�سلم : "لا يحل مالامرئ م�سلم اإلا بطيب نف�ض")49( اأكل على حرمة نزلت دلالة والاأحاديث الاآيات فهذه

مال الغير . 3- منع المي�شر "المق�مرة" :

منع الاإ�سلام المي�سر لاأنه يعتبر من الاأعمال ال�سارة وفيها العام الاإنتاج في خ�ساره وفيها بالمجتمع تبديد للطاقات ال�سالحة والمنتجة في الاإن�سان وفيه تعطيل للاأهداف ال�سالحة ب�سبب تبديد تلك الطاقات والبغ�ساء العداوة عن ف�سلا والاأموال والجهود التي تفرق مجتمع الم�سلمين . كما و�سعت ال�سريعة عقوبات على من يتعر�ض على مال الغير بالاإتلافاأو على الاعتداء جرائم من ال�سرقة وتعتبر ال�سرقة المال وكذلك الحرابة وقد حرمت ال�سريعة الاإ�سلامية من وغيرها والر�سوة اليتيم مال واأكل الحرابة

اأنواع التعدي على المال . 4- تحريم بيع الخمر والاأ�شن�م والنج��ش�ت

والق�ذورات والمخدرات: والاأ�سنام الخمر بيع الاإ�سلامية ال�سريعة حرمت وغيرها والقاذورات والمخدرات والنجا�سات اقت�سادية اأ�سرار من الاإ�سلامية للاأمة تجلبه لما

واأخلاقية واجتماعية.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {62}

اأولا: عدم التبذير والاإ�سراف في اإنفاق المال.ث�ني�: التو�سط في الاإنفاق قال تعالى : {والذين إذا رفوا ولن يقنتوا وكان بين ذلك قواما} ]الفرق�ن: 67[. أنفقوا لن يسن

ث�لث�: ذم البخل وال�سح قال تعالى : {الذين يبنخلون ميد} الن النغن هو الل فإن يتول ومن ل بالنبخن الناس ويأنمرون

]الحديد: 24[.

اأمر الاإ�سلام اأن نجد ال�سابقة الاآيات على بناء والاإ�سراف التبذير وذم الاإنفاق في بالتو�سط

وال�سح والبخل .المبحث الثالث

اأثر المق��شد ال�شرعية المرعية في مج�ل ك�شب الم�ل واإنف�قه ومم�ر�شة الن�ش�ط

الاقت�ش�ديالمطلب الاأول

اأثر المق��شد ال�شرعية المرعية في مج�ل الك�شب والاإنت�ج

مجال في ووا�سح كبير اأثر ال�سرعية للمقا�سد فيالمق�سد جليا ذلك ويبدو وتح�سيله المال ك�سب بالله العامل ارتباط لاأن المال ك�سب في التعبدي حرمات ك�سبه في يراعى يجعله وتعالى �سبحانه الله تعالى وبالتالي تتنزل عليه البركات من ال�سماء واتقوان آمنوان النقرى ل أهن أن {ولون : تعالى قال والاأر�ض بوان كذ ولـكن ض والأرن

ماء الس ن

م بركات علينهم نا لفتحن

سبون} ]الاأعراف: 96[. ناهم با كانوان يكن فأخذنوكذلك ، البركات تتنزل الله وتقوى بالاإيمان اإذ ح�سبه فهو الله على توكل فمن الله على بالتوكل واأمن و�سراب طعام من �سيء كل من يكفيه اأي لة وغيره كما قال تعالى : {لإيلاف قرينش • إيلافهمن رحنعمهم ينف • فلنيعنبدوا رب هذا النبينت • الذي أطن تاء والص

الش

اأو لي�ست له خادم فليتخذ خادما اأو لي�ست له دابة فهو ذلك �سوى �سيئا اأ�ساب ومن دابة، فليتخذ

غال")53(.بالحد اليوم يعرف ما منه ي�ستفاد الحديث وهذا مزيدا يعنى العامل ا�ستقرار لاأن للاأجور الاأدنى الاقت�سادية المجالات كافة والتنمية في العطاء من

وغيرها. المطلب الرابع

اإنف�ق الم�ل وتوزيعه المق�سد الاأ�سا�سي من توزيع المال واإنفاقه هو �سد م�سلحة يحقق فيما تتمثل التي الاإن�سان حاجة الاإن�سان �سواء اأكانت هذه الم�سلحة عامة اأم خا�سة الاإ�سلامية عملية توزيع الت�سريعات اأحاطت فلذلك من والاأخلاقيات القيم من بمجموعة واإنفاقه المال �ساأنها اأن تحقق الهدف المق�سود منه، فاإنفاق المال اأن يكون في الوجوه الم�سروعة لاأن المال هو يجب مال الله والاإن�سان م�ستخلف فيه ووكيل قال تعالى: لفي فيه فالذين آمنوا منكمن وأنفقوا تخن {وأنفقوا ما جعلكم مسنن مال

ر كبير} ]الحديد: 7[. وقال تعالى: {وآتوهم م لمن أجن

الذي آتاكمن} ]النور: 33[ اللوقد قام مبداأ اإنفاق المال وتوزيعه على مق�سد العدل في الاأموال ، والعدالة المق�سودة هنا هي العدالة بين الحقوق اأداء من ماليا الاإن�سان معهم يتعامل من والاإن�ساف في المعاملات من المبيعات والمقار�سات اأمر الاأموال العدالة في تتحقق وال�سدقات وحتى من وذم التبزير عدم مع وبزلها باإنفاقها ال�سارع بخل بها وقتر في اإنفاقها وعليه يمكن اأن نخرج من والعدل واإنفاقه المال بتوزيع الخا�سة الت�سريعات

فيه بالاآتي:

{63}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

والاإتقان في كل �سيء قال �سلى الله عليه و�سلم : "اإن الله عز وجل كتب الاإح�سان على كل �سيء فاإذا قتلتم فاأح�سنوا القتلة واإذا ذبحتم فاأح�سنوا الذبح، وليحد اأحدكم �سفرته وليريح ذبيحته")60(، فمق�سد لما الاإ�سلام له دعا والاإخلا�ض والاإتقان الاإح�سان اأثر كبير في كل جوانب الحياة اقت�سادية لها من كانت اأواجتماعية وغيرها وكذلك المقا�سد ال�سرعية اأو زراعية اأكانت �سواء كلها الاأعمال في المرعية اأعمال حرة لما لها من اأو حتى اأو تجارية �سناعية اأثر كبير في الاقت�ساد، وذلك لما تحققه من مق�سد مقا�سد وهي للاأمة ال�سرورية الحاجات توفير وا�سحة ومف�سلة في كل مجال من هذه المجالات ، وكذلك المقا�سد التي راعتها ال�سريعة في المحافظة على المال �سواء اأكان مق�سد رواج الاأموال وتداولها اأو مق�سد ثبات الذى منع فيه الاحتكار والاكتناز الاأموال واإقرار ملكيتها اأو مق�سد رفع ال�سرر عن اإلى التي توؤدي الممار�سات الاأموال بتحريم بع�ض اأكل ومنع الربا تحريم مثل و�سياعه المال هلاك اأموال النا�ض بالباطل اأو تحريم الر�سوة اأو تحريم هذه كل وغيرها. والمخدرات الخمر وبيع المي�سر المقا�سد المذكورة بتف�سيلاتها داخل هذا البحث لها الهدف ليحقق وتنميته المال على المحافظة اأثر في

الاقت�سادي المن�سود.المطلب الثاني

اأثر المق��شد ال�شرعية المرعيةفي توزيع الم�ل واإنف�قه

�سديدا حر�سا الاإ�سلامية ال�سريعة حر�ست لقد الم�سروعة الاأوجه في وتوزيعه المال اإنفاق على بع�ض حرمت فلذلك ك�سبه على حر�سها بنف�ض

من فالاإطعام .]4-1 ]قري�س: خونف} نن م وآمنهم جوع ن

م

اإليه الجوع والاأمان من الخوف هما قمة ما ي�سل الاأثر لهما النعمتان وهاتان التقدم في الاإن�سان اإلا يتحققان ولا الاقت�سادية التنمية في الاأكبر بالاإيمان ال�سادق. قال تعالى: {الذين آمنوان ولن يلنبسوان .]82 ]الاأنع�م: مهنتدون} وهم الأمنن لم أونلـئك بظلنم إيمانهم فالاأمن الاقت�سادي والاجتماعي يتحققان بالاإيمان

ال�سادق والعدل .ح�ض في اأي�سا يتمثل الك�سب في المقا�سد واأثر وردت فقد البطالة ومحاربة العمل على الاإ�سلام والك�سب العمل على الح�ض في كثيرة اأحاديث نذكر منها قوله �سلى الله عليه و�سلم: "اإن الله يحب الموؤمن المحترف" )54(، وقال �سلى الله عليه و�سلم "والذى نف�سي بيده لاأن ياأخذ اأحدكم حبله فيحتطب الله من اأعطاه ياأتيرجلا اأن له من على ظهره خير

ف�سله ف�ساأله اأعطاه اأو منعه ")55(.اأم�سى كالا من "من : الله عليه و�سلم وقال �سلى عمل يده اأم�سى مغفورا له ")56(، وقال �سلى الله عليه و�سلم : " اأف�سل الك�سب ببيع مبرور وعمل الرجل بيده")57(، وفي حديث اآخر قال �سلى الله عليه و�سلم:

يده")58(. عمل من اأطيب ك�سبا رجل ك�سب "ما وغير ذلك من الاأحاديث النبويةال�سريفةالتي توؤكد اأن دين الاإ�سلام دين عمل وعطاء وهذا المق�سد يعد ودفع الاقت�ساد دعم في قوية وركيزة قويا دفعا على الاإ�سلام ح�ض ذلك اإلى بالاإ�سافة عجلته، الله اإن و�سلم عليه الله �سلى قال . العمل اإتقان يحب اإذاعمل اأحدكم عملا اأن يتقنه ")59( والاإتقان له دعا من�سود وهدف مق�سد وهو الجودة هو بالاإخلا�ض اأمر فالاإ�سلام الاأثر من له لما الاإ�سلام

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {64}

المطلب الثالثاأثر المق��شد ال�شرعية المرعية في مج�ل

مم�ر�شة العمل الاقت�ش�ديالن�ساط ممار�سة في والاأخلاق بالقيم الالتزام اإن الت�سريعات عليه قامت اأ�سا�سي مبداأ الاقت�سادي اأثر كبير له من لما الاقت�ساد الاإ�سلامية في مجال الاإ�سلامية الت�سريعات دعت فلذلك الاقت�ساد على اإلى جملة من القيم التي لها تاأثير مبا�سر على العمل الاقت�سادي فدعت اإلى الاإخلا�ض في العمل اأيا كان اأدائه ودعت اإلى هذا العمل ومحا�سبة النف�ض في ال�سدق و الاأمانة في ممار�سة العمل التجاري قال الاأمين ال�سدوق "التاجر : و�سلم عليه الله �سلى وحرمت وال�سهداء")62( وال�سديقين النبيين مع الغ�ض وحرمت الكذب وحرمت الربا بكافة اأ�سكاله ممار�سة في التزوير وحرمة الاحتكار وحرمت الن�ساط الاقت�سادي وحرمت التجارة في المحرمات للاإن�سان �سرر فيه ما وكل المخدرات و الخمور و�سلم: عليه الله �سلى قال عامة ب�سورة والحياة الت�سريعات وحرمت �سرار()63( ولا �سرر )لا فالالتزام . بالباطل النا�ض اأموال اأكل الاإ�سلامية بهذه الاأخلاق يقود اإلى تحقيق مق�سد حفظ المال. والتخلي عن هذا القيم والاأخلاق يقود اإلى الف�ساد هو الاأخلاق انهيار لاأن ، الهلاك اإلى يقود الذى انهيار كل �سيء، قال �سلى الله عليه و�سلم "اإن مما اأدرك النا�ض من كلام النبوة الاأولى اإذا لم ت�ستحيي في اليوم ي�سهده ما وهذا �سئت")64(. ما فاأ�سنع

ممار�ساتنا التجارية وغيرها .

الممار�سات والاأخلاقياتالتي تحول دون تحقيق هذا والتقتير والاإ�سراف التبذير حرمت فلذلك الهدف وحجرت على ال�سفيه ووكلت على ال�سبى كل ذلك حر�سا على اإنفاق المال في الاأوجهالتي ت�سلح حال الاأمة. وتحقيقا للعدالة في توزيع الثروة خ�س�ست مالا محددا في الموارد العامة للدولة خا�سة الزكاة ل�سد حاجة الفقراء والمحتاجين وكذلك الاإنفاق يجب الدين " حفظ الخم�ض ال�سروريات في يكون اأن وحفظ وموؤ�س�ساته التعليم ودعم الجهاد بدعم حاجياتها وتوفير الاأمنية الحماية بتوفير النف�ض ومركب وم�سكن ولبا�ض طعام من ال�سرورية وحفظ الن�سل بت�سهيل اأمر الزواج ون�سر الف�سيلة تجارة بمحاربة العقل وحفظ الرذيلة ومحاربة تحريم وكذلك لها المروجين ومعاقبة المخدرات وحفظ بالعقل يذهب مما وغيرها الخمور �سناعة وتحريم وا�ستثماره لك�سبه المناخ بتهيئة . المال بالباطل" النا�ض اأموال واأكل والنهب ال�سرقة وهى الاأخرى الاحتياجات في لل�سرف بالاإ�سافة اأقل من ال�سروريات ثم التح�سينات وهي ما يتعلق بالرفاهية وغيرها . هذه هي مقا�سد الاإنفاق واأثرها و�سلام اأمن في مجتمعنا عا�ض بها التزمنا فاإن ح�سل المقا�سد هذه من مق�سد اأي اختل واإن الا�سطراب في هذه المجالات كما ن�سهده اليوم في الاأمةالاإ�سلامية جمعاء، فقد عرف الاإمام ال�ساطبي هذه ال�سرورات بقوله: " هي التي لابد منها لاإقامة واإذا فقدت لم تجر م�سالح الدين والدنيا م�سالح وفي حياة وفوت تهارج بل ا�ستقامة، على الدنيا الاآخرة فوت النجاة والنعيم والخ�سران المبين)61(.

{65}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

�سبيل الله وت�سريع الزكاة كلها مقا�سد �سرعية تدفع بالاقت�ساد الاإ�سلامي.

8- منع الاإ�سراف والتبذير والتقتير والعمل على العدالة في الاإنفاق بالمنهج الو�سط كلها مقا�سد

من �ساأنها الدفع بالاقت�ساد الاإ�سلامي.9- مق�سد حفظ الاأموال بو�سوحها باأن تجعل بعيدة العقود التوثيق في بت�سريع النزاع عن مواطن والمعاملات المالية بالكتابةوالاإ�سهاد والرهن من

�ساأنه اأن يدفع بعجلة الاقت�ساد الاإ�سلامي.في المجال ال�سناعي نجد اأن ال�سناعة تحقق -10�سواء الاإن�سان �سرورات توفير مق�سد كافة اأو الزراعية الاآلات ب�سناعة اأكانت والملب�ض الم�سكن في الاإن�سان �سرورات والماأكل والمركب ف�سلا عن توفير الحماية له

ب�سناعة الاأ�سلحة ال�سرورية.نهي الاإ�سلام عن �سناعة الخمور والمخدرات -11والمال والعقل النف�ض حفظ مق�سد يحقق

وهي اأ�سا�ض التنمية الاقت�سادية.وفي المجال الزراعي: نجد اأن الاإ�سلام حث -12على الزراعة بالغر�ض واإحياء الاأر�ض الموات حاجات لتوفير الكفاية يحقق مق�سد وهو

الاإن�سان.مق�سد يحقق الزراعي بالمجال النهو�ض -13اقت�سادي كبير هو �سد حاجة الفقير وتطهير

نف�ض الغني من البخل وال�سح. في الحلال الك�سب تحرى التجاري المجال -14ي�سهم اأن �ساأنه التجارة وتجنب الحرام من في يبارك الله لاأن الاقت�سادية التنمية في

الحلال ويمحق الحرام.

الخ�تمـــــــــةالله �سبحانه وتعالى وعونه وتوفيقه اكتملت بحمد كتابة هذا البحث الذى عر�ض فيه الباحث المقا�سد ال�سرعية المرعية واأثرها على الاقت�ساد الاإ�سلامي. نتائج اإلى الباحث تو�سل البحث هذا وفي خاتمة

وتو�سيات يمكن تلخي�سها في الاآتي: اأولا: النت�ئج :

اأكدت الدرا�سة على وجود مقا�سد �سرعية مرعية -1لها اأثر وا�سح في الاقت�ساد الاإ�سلامي.

المق�سد التعبدي في ك�سب الاأموال واإنفاقها له -2اأثر كبير في الاقت�ساد الاإ�سلامي فالله تبارك

وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين . حث الاإ�سلام على العمل والتجرد والاإخلا�ض -3فيه واإتقانه وتجويده مق�سد �سرعي يدفع بعجلة

التنمية الاقت�سادية. حفظ حقوق العاملين و�سد حاجتهم وتحفيزهم -4الاإنتاج عجلة دفع �ساأنه من �سرعي مق�سد الن�ساط في اأ�سا�سي وهدف مق�سد هو الذى

الاقت�سادي.خ�سية الله تبارك وتعالى في ممار�سة الن�ساط -5الاقت�سادي بال�سدق والاأمانة يقوداإلى تحقيق

الاأهداف الاقت�سادية. والربا الاحتكار بمنع ال�سرر رفع مق�سد -6البيع في الحلف وعدم والر�سوة والغ�ض ومنع اأكل اأموال النا�ض بالباطل ومنع الاإتجار دفع �ساأنها من �سرعية مقا�سد كلها بالحرام

عجلة الاقت�ساد الاإ�سلامي . 7- حث ال�سريعة الاإ�سلامية على الاإنفاق والت�سدق في الاأموال ووقف والمحتاجين الفقراء على

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {66}

�سرح المنهاج م�سلم، على النووي �سرح .7زكريا اأبو الحجاج، بن م�سلم �سحيح اإحياء دار النووي، �سرف بن محىالدين

التراث العربي، بيروت،ط 2 .م�سند البذار اأبوبكر اأحمد بن عمرو البذار، .8مكتبة الله، زين الرحمن محفوظ تحقيق

العلوم والحكم، المدينة المنورة، 1988م.بكر اأبو بن الرحمن عبد ، ال�سغير الجامع .9جلال الدين ال�سيوطي ، تحقيق ، البناني، دار

الفكر بيروت – لبنان 1423هـ 2003.�سبل ال�سلام �سرح بلوغ المرام للاإمام محمد .10بيروت، العلمية، الكتب دار اإ�سماعيل، ابن

ط8 ، 140هـ،ج3 ،�ض .470.اإر�ساد ال�سارح ل�سرح �سيح البخاري، احمد .11اأبي بكر عبدالملك الق�سطلاني، بن محمد بن

المطبعة الكبرى الاأميرية م�سر.المعجم الاأو�سط، اأبوالقا�سم الطبراني، تحقيق .12طارق بن عو�ض الله، دار الحرمين، القاهرة

بيروت، بدون طبعة وتاريخ. بن اأحمد عبدالله اأبو اأحمد الاإمام م�سند .13

محمد بن حنبل.�سنن بن ماجه، اأبى عبدالله محمد بن ماجه، .14اإحياء دار عبدالباقي، فوؤاد محمد تحقيق

الكتب العربية، دون طبعة وتاريخ.يزيد بن محمد اأبوعبدالله ماجه، بن �سنن .15دار عبدالباقي، فوؤاد تحقيق القزويني،

اإحياء الكتب العربية، بيروت – لبنان.حمدي المحقق للطبراني- الكبير المعجم .16عبدالحميد، مكتبة ابن تيمية القاهرة، ط1 ،

1415هـ - 1994م.

ثانيا: التو�شي�ت: العلمية والبحوث الدرا�سات من مزيد اإجراء -1على واأثرها المرعية ال�سرعية المقا�سد مجال في

الاقت�ساد الاإ�سلامي.2- تخ�سي�ض مقررات درا�سية للمقا�سد ال�سرعية الاقت�ساد لكليات الاإ�سلامي الاقت�ساد المرعية في

في العالم الاإ�سلامي. اأثر لبيان علمية نقا�ض وحلقات دورات اإقامة -3المقا�سد ال�سرعية المرعية في الاقت�ساد الاإ�سلامي.

الم�ش�درالمراجعالقراآن الكريم وعلومه:

الجامع لاأحكام القراآن ، اأبو عبد الله محمد بن .1اأحمد الاأن�ساري الرطبي ) 176هـ - 737هـ( ، ط2 1416 ، دار الحديث للطباعة والن�سر

والتوزيع القاهرة ج8.مكتبة كثير، ابن العظيم، القراآن تف�سير .2

1425 ، 2004م.ال�شنةالنبوية:

�سحيح م�سلم ، م�سلم بن الحجاج اأبو الح�سن .3الق�سيري.

مو�سى بن علي بن اأحمد البيهقي �سنن .4ط المكرمة، مكة الباز، مكتبة البيهقي،

1414،ج6.بن �سليمان : الطبراني الكبير، المعجم .5اأبوالقا�سم، تحقيق : حمدي اأيوب اأحمد بن العلوم مكتبة المو�سل ال�سلقي، عبدالمجيد

والحكم، ط2 1402هـ- 1983م.�سحيح البخاري : الاإمام اأبو عبدالله. .6

{67}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

نظرية المقا�سد عند الاإمام ال�ساطبي ، اأحمد .29للكتاب العالمية الدار ، 1416 الري�سوني

الاإ�سلامي– الريا�ض ال�سعودية.التوفيق على اأمهات التعاريف، المناوي . .30

الاقت�ساد اأ�سول ، يون�ض رفيق الم�سري .31الاإ�سلامي ، دم�سق ، دار القلم ، الدار ال�سامية. ال�سريعة �سوء في الاإ�سلامي الاقت�ساد .32المدينة مطبعة ، محمود بابلي الاإ�سلامية، المنورة ، ط2 ، 1395هـ - 1976م ال�سعودية

– الريا�ض. ، والاأقوال الاأفعال �سنن في العمال كنز .33قا�سي بن الدين الدين علي بن ح�سام علاء خان القادر ال�ساذلي ، المحقق بكري هاني، ، ط5 ، الر�سالة موؤ�س�سة ، ال�سقا �سفوة

1401-1981م.فقه ال�سنة ، ال�سيد �سابق ، دار الفتح للاأعلام .34

العربي القاهرة ، a. 1421هـ 2000م.علاء ، ال�سرائع ترتيب في ال�سنائع بدائع .35الدين ابو بكر ابن م�سعود الكا�ساني، ط2 –

1406هـ دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان.الاأم ،الاإمام محمد بن اإدري�ض ال�سافعي 150 .36

-204هـ ، دار المعرفة للطباعة والن�سر. القوانين الفقهية ، اأبي القا�سم محمد بن اأحمد .37معاني معرفة اإلى المحتاج مغني جزي بن

األفاظ المنهاج ، ال�سربيني.المنتهى، م�سطفى بن �سعد، المكتب الاإ�سلامي. .38

دار الاأ�سعث، بن �سليمان اأبوداود، �سنن .17الفكر، بيروت، ج2.

حمدي المحقق للطبراني، الكبير المعجم .18القاهرة، ط1 تيمية، ابن مكتبة عبدالحميد،

1415هـ - 1994م.الجامع الاأو�سط ، �سليمان بن اأحمد بن اأيوب .19

الطبراني ) 260هـ (.واآخرون، اأني�ض اإبراهيم ، الو�سيط المعجم .20خادم ون�سره طبعه ، وتاريخ طبعة بدون ، قطر الاأن�ساري اإبراهيم الله بن العلم عبد

الاإ�سلامي. التراث اإحياء –دار الفقه واأ�شوله:

المح�سول في علم الاأ�سول ، للاإمام الرازي ، .21ج6.

الم�ست�سفى، للاإمام الغزالي. .22الدين �سيف ، الاأحكام اأ�سول الاأحكام في .23

الاآمدي ، ج3.قواعد الاأحكام في م�سالح الاأنام ، العز بن .24

عبد ال�سلام ، ج1 . ال�سريعة الاإ�سلامية ، محمد الطاهر مقا�سد .25

بن عا�سور ، دون طبعة 1978، �ض 50 . مقا�سد ال�سريعة ومكارمها ، علال الفا�سي، .26العربية الوحدة ، مكتبة بدون طبعة وتاريخ

الدار البي�ساء.27. ل�سان العرب بن منظور ، مرجع �سابق ف�سل

مادة �سرح ، ج 8 ، �ض 186-175. حامد يو�سف ، لل�سريعة العامة المقا�سد .28

العالم .

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {68}

عبد محمد بن الله عو�ض بن طارق المحقق .42المح�سن ، دار الحرمين القاهرة.

اللغة العربية :الم�سباح المنير - اأحمد بن علي المغربي الفيومي، .43

دون طبعة وتاريخ، دار العلا، بيروت .مكرم بن محمد الدين جمال العرب، ل�سان .44بن علي الاأن�ساري، دون طبعة وتاريخ، باب

القاف مادة ق�سد.

الاحتكار : هو حب�ض الطعام ترب�سا به للغلاء .39وقيل هو حب�ض ال�سلع عن البيع ، فمن احتكر طعاما : اأي ا�ستراه وحب�سه ليقل فيغلوا ...

ج3. الدرديري الكبير، �سرح " راجع الله عبد اأبي الدين �سم�ض ، الموقعين اأعلام .40محمد بن اأبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية، دون رقم طبعة وتاريخ ، دار الفكر ، بيروت ،

لبنان ، ج2 ، �ض 69. الني�سابوري، تحقيق محمد فوؤاد عبد الباقي، .41

دار اإحياء التراث العربي ، بيروت.الهوام�س :

اأ�شت�ذ م�ش�عد، ق�شم الفقه واأ�شوله - كلية ال�شريعة - مدني. ( الاأن�ش�ري علي بن مكرم بن محمد الدين ،جم�ل العرب ل�ش�ن -1 – العرب ل�ش�ن دار رقم طبعة 1988، بدون ، ) - 1711هـ 630هـ

بيروت – لبن�ن ، ج3 ، �س 355 . الم�شب�ح المنير / اأحمد بن علي المغربي الفيومي ، دون طبعة وت�ريخ، -2

دار العلا بيروت ، ج2 ، �س 504 . الاأن�ش�ري اأحمد بن محمد الله عبد اأبو ، القراآن لاأحك�م الج�مع -3للطب�عة الحديث دار ، 1416 ط2 ، 737هـ( - 176هـ ( الرطبي

والن�شر والتوزيع الق�هرة ج8 ، �س 153 . اإبراهيم بن اإ�شم�عيل بن محمد الله عبد اأبو ، ال�شحيح الج�مع -4البخ�ري ، ط5 ، 1986م ، ع�لم الكتب بيروت – لبن�ن ، ب�ب الق�شد

والمداومة على العمل ، ج8 ، �س 182 . الم�شت�شفى ، للاإم�م الغزالي ، ج1 ، �س 287-286 . -5

المح�شول في علم الاأ�شول ، للاإم�م الرازي ، ج6 ، �س 165 . -6الاأحك�م في اأ�شول الاأحك�م ، �شيف الدين الاآمدي ، ج3 ، �س 249 . -7

قواعد الاحك�م في م�ش�لح الاأن�م، العز بن عبدال�شلام، ج1، �س 10. -8مق��شد ال�شريعة الا�شلامية ، محمد الط�هر بن ع��شور ، دون طبعة 1978، �س 50. -9

، وت�ريخ بدون طبعة ، الف��شي ، علال ال�شريعة ومك�رمه� مق��شد -10مكتبة الوحدة العربية الدار البي�ش�ء ، �س 3 .

ل�ش�ن العرب بن منظور ، مرجع �ش�بق ، ج 8 ، �س 186-175. -11الاأحك�م في اأ�شول الاأحك�م ، مرجع �ش�بق ، ج1 ، �س 46 . -12

ك�ش�ف ا�شطلاح�ت الفنون ، ج2 ، �س18 . -13نظرية المق��شد عند الاإم�م ال�ش�طبي ، اأحمد الر�شوني ، ط4 ، 1416، -14

الدار الع�لمية للكت�ب الاإ�شلامي – الري��س ال�شعودية ، �س 7 . المق��شد الع�مة لل�شريعة ، يو�شف ح�مد الع�لم ، �س76. -15

، ع��شور بن الط�هر محمد ال�شيخ الاإ�شلامية، ال�شريعة مق��شد -16، الق�هرة ، ط6 ، دار ال�شلام للطب�عة والن�شر والتوزيع والترجمة

1435هـ ، 2014م . �س 237-159 .الموافق�ت في اأ�شول ال�شريعة ، الام�م ال�ش�طبي ، مرجع �ش�بق ، ج 2، -17

�س 121. الموافق�ت في اأ�شول ال�شريعة ، مرجع �ش�بق ، ج2 ، �س5 . -18

�س ، ج3 ، الق�ف ب�ب ، �ش�بق مرجع ، منظور بن ، العرب ل�ش�ن -19 . 951 -360

المعجم الكبير ، الطبراني : �شليم�ن بن اأحمد بن اأيوب ابو الق��شم ، ، -20تحقيق : حمدي عبد المجيد ال�شلقي، المو�شل مكتبة العلوم والحكم،

ط2 1402هـ- 1983م ، ج12 ، �س 201 حديث رقم 12650 . . التوفيق على اأمه�ت التع�ريف، المن�وي : ، ب�ب الق�ف ، ف�شل ال�ش�د، -21

ج3 ، �س 583 . دار ، دم�شق يون�س، رفيق الم�شري الاإ�شلامي، الاقت�ش�د اأ�شول -22

القلم، الدار ال�ش�مية ، �س 12 . ب�بلي محمود، ، الاإ�شلامية ال�شريعة الاإ�شلامي في �شوء الاقت�ش�د -23 – ال�شعودية 1976م - 1395هـ ، ط2 ، المنورة المدينة مطبعة

الري��س ، �س15 .. WWW.AlukAH.net شبكة الاألوكة الثق�فية� -24

�شحيح البخ�ري ، مرجع �ش�بق ، حديث رقم 2072 ، ج3 ، �س 75. -25�شحيح البخ�ري : الام�م�بو عبد الله، مرجع �ش�بق، ج2، �س 103. -26الدين علي بن ح�ش�م ، علاء الاأفع�ل والاأقوال العم�ل في �شنن كنز -27الدين بن ق��شي خ�ن الق�در ال�ش�ذلي ، المحقق بكري ه�ني ، �شفوة

ال�شق� ، موؤ�ش�شة الر�ش�لة ، ط5 ، 1401-1981 ، ج4 ، �س 32 .فقه ال�شنة ، ال�شيد �ش�بق ، دار الفتح للاعلام العربي الق�هره ، ط1 -28

1421هـ 2000م ، ج3 �س 36 . تف�شير القراآن العظيم ، ابن كثير ، مكتبة ال�شف�، ط1 ، 1425 ، 2004 -29

، ج5 – 2 208 . تف�شير القراآن العظيم ، ابن كثير ، مرجع �ش�بق ، ج8 ، �س 18 . -30

بدائع ال�شن�ئع في ترتيب ال�شرائع ، علاء الدين اأبو بكر ابن م�شعود الك��ش�ني -31، ط2 – 1406هـ دار الكتب العلمية ، بيروت لبن�ن ، ج5 ، �س 133.

الام ، الاإم�م محمد بن ادري�س ال�ش�فعي 150 -204هـ ، دار المعرفة -32للطب�عة والن�شر ، دون طبعة وت�ريخ ج3 ، �س3 .

م�شند البذار اأبو بكر اأحمد بن عمرو البذار، تحقيق محفوظ الرحمن -33زين الله ، مكتبة العلوم والحكم ، المدينة المنورة ، ط 1 ، 1988 ،

ج1، �س 173 . ال�شيوطي الدين بكر جلال اأبو بن الرحمن عبد ، ال�شغير الج�مع -34 ، 1423هـ ، ط1 ، – لبن�ن بيروت الفكر دار ، البن�ني ، تحقيق ،

2003، ج1 ، �س 403 .

{69}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الج�مع الاأو�شط ، �شليم�ن بن اأحمد بن اأيوب الطبراني ) 260هـ (، -50، دار الحرمين الله بن محمد عبد المح�شن المحقق ط�رق بن عو�س

الق�هرة ، حديث رقم 897 ، ج1 ، �س 275 . في الطبراني واأخرجه ، 2343 رقم حديث ، م�جه بن اأخرجه -51

ال�شغير، حديث رقم 20 .اإر�ش�د ال�ش�رح ل�شرح �شيح البخ�ري ، احمد بن محمد بن اأبي بكر -52عبد الملك الق�شطلاني ، المطبعة الكبرى الاأميرية م�شر ، ط7 ، 1323،

ج4 ، �س 260 . اأخرجه الاإم�م احمد في م�شنده ، ج4 ، �س 229 ، اأخرجه الطبراني -53

في المعجم الكبير ، حديث رقم 778 ، ج20 ، �س 304 . بن مكتبة ، الحميد عبد حمدي المحقق ، للطبراني الكبير المعجم -54

تيمية ، الق�هرة ، ط1 1415هـ - 1994 ، ج2 ، �س 308 .�شحيح م�شلم ، مرجع �ش�بق ، ج 3 ، �س 503 . -55

المعجم الاأو�شط ، اأبو الق��شم الطبراني ، تحقيق ط�رق بن عو�س الله، -56دار الحرمين ، الق�هرة ، بيروت ، بدون طبعة وت�ريخ ، ج7 ، �س 289. م�شند الاإم�م اأحمد / اأبو عبد الله اأحمد بن محمد بن حنبل ، ج25 ، -57

�س 157 . �شنن بن م�جه ،اأبى عبد الله محمد بن م�جه ، تحقيق محمد فوؤاد عبد -58الب�قي ، دار اإحي�ء الكتب الربية ، دون طبعة وت�ريخ ، ج2 ، �س 733.

المعجم الاأو�شط، للطبراني ، مرجع �ش�بق ، ج 1 ، �س 275. -59�شنن بن م�جه ، اأبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني ، تحقيق فوؤاد -60عبد الب�قي ، دار اإحي�ء الكتب العربية ، بيروت – لبن�ن ، ج2 ، �س

. 1058الموافق�ت ،الاإم�م ال�ش�طبي ، مرجع �ش�بق ، ج2 ، �س4 . -61

الله الله الح�كم محمد ن عبد اأبو عبد ، الم�شتدرك على ال�شحيحين -62بن محمد ، تحقيق : م�شطفى عبد الق�در عط� ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 1411هـ - 1990 م ، حديث رقم )2143(، ج 2 ، �س 7 . �شنن بن م�جه ، ابو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فوؤاد -63عبدالب�قي، دار اإحي�ء الكتب العربية، حديث رقم2340، ج 2 ، �س 784. �شحيح البخ�ري ، مرجع �ش�بق ، حديث رقم 6120 ، ج8 ، �س 29 . -64

ال�شن�ئع )بدائع ، المذاهب كتب في ال�شروط هذه مراجعة يمكن -35اأبي الق��شم محمد ، ، القوانين الفقهيه للك��شني ( ، ج5 ، �س 130 بن اأحمد بن جزي ، �س 45 ، مغني المحت�ج الى معرفة مع�ني األف�ظ المنه�ج ، ال�شربيني ، ج 2 ، �س 105 ، �شرح غ�ية المنتهى ، م�شطفى

بن �شعد ، المكتب الا�شلامي ، ج 3 ، �س 10 . �شرح النووي على م�شلم ، المنه�ج �شرح �شحيح م�شلم بن الحج�ج ، -36ابو زكري� محى الدين بن �شرف النووي ، دار اإحي�ء التراث العربي،

بيروت ، ط 2 ، 1392 ، ج 2 ، �س 108 . �شنن الترمذي ، مرجع �ش�بق ، ج3 ، �س 507 . -37

�شحيح البخ�ري ، مرجع �ش�بق ، ج3 ، �س75 . -38المرجع ال�ش�بق ، ج3، �س60 . -39

�شنن الترمزي ، مرجع �ش�بق ، ج3 ، �س 506 . -40الاحتك�ر : هو حب�س الطع�م ترب�ش� به للغلاء وقيل هو حب�س ال�شلع -41عن البيع ، فمن احتكر طع�م� : اأي ا�شتراه وحب�شه ليقل فيغلوا ... " راجع �شبل ال�شلام �شرح بلوغ المرام للاإم�م محمد ابن اإ�شم�عيل ، دار

الكتب العلمية ، بيروت ، ط8 ، 140هـ ، ج3 ، �س .470 �شحيح م�شلم ، مرجع �ش�بق ، ب�ب النهى عن الحلف في البيع ، ج3 ، -42

�س 1228.�شنن البيهقي اأحمد بن علي بن مو�شى البيهقي ، مكتبة الب�ز ، مكة -43

المكرمة ، ط 1414 ، ج6 ، �س 729 . �شنن ابو داود ، �شليم�ن بن الاأ�شعث ، دار الفكر بيروت ، ج2، �س124 . -44

اللطيف عبد د. ، والم�لية الاقت�ش�دية والمع�ملات ال�شريعة مق��شد -45ال�شيخ توفيق ال�شب�غ ، �س 910.

ال�شرح الكبير ، الدرديري ، ج3 ، �س 231 . -46بكر اأبي بن محمد الله عبد اأبي الدين �شم�س ، الموقعين اأعلام -47 ، الفكر ، دار ، دون رقم طبعة وت�ريخ المعروف ب�بن قيم الجوزية

بيروت ، لبن�ن ، ج2 ، �س 69 . �شحيح م�شلم ، م�شلم بن الحج�ج اأبو الح�شن الق�شيري الني�ش�بوري، -48

مرجع �ش�بق، حديث رقم 1218 ، ج2 ، �س 886 . كنز العم�ل، علاءالدين بن ح�ش�م الدين، مرجع �ش�بق ، ج1، �س 92. -49

{71}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

التمويل والا�ستثمار، واأنه مطبق تطبيقا عمليا في الم�سارف الاإ�سلامية.

الباحث بها اأو�سى التي التو�سيات اأهم ومن والاقت�ساديين المفتين قبل من الاهتمام �سرورة

بهذه المعاملة التي تعود بالنفع عل البلاد والعباد.

مقدمـــــــــــةونعوذ ون�ستهديه، ون�ستعينه نحمده لله اإن الحمد بالله من �سرور اأنف�سنا و�سيئات اأعمالنا، من يهده الله فلا م�سل له، ومن ي�سلل فلا هادي له، واأ�سهد ثم ور�سوله، عبده محمدا واأن الله اإلا اإله لا اأن ال�سلاة وال�سلام على المبعوث رحمة للعالمين �سيدنا الله و�سلامه عليه ومولانا وحبيبنا محمد �سلوات

وعلى اآله و�سحبه اأجمعين.الاأ�سل في المعاملات الاإباحة ما لم ياأت دليل �سرعي الفقه في المعاملات واأنواع ذلك، خلاف يثبت القراآن الاإ�سلامي كثيرة، �سواء كانت مذكورة في اجتهادا مرتبة كانت اأو المطهرة، وال�سنة الكريم ،) على ما كان عليه العمل في حياة ر�سول الله )ومن هذه المعاملات المعاملة التي نحن ب�سددها الاآن المعاملات من لم ال�س فعقد لم، ال�س معاملة وهي األا قبل به يتعاملون الجاهلية في النا�ض كان التي اأقرهم عليه مع الاإ�سلام فلما جاء الاإ�سلام، مجيء قديما به الم�سلمون اهتم ولقد التهذيب، من �سيء اهتماما كبيرا فنظموا له ما يحتاج اإليه من الاأحكام

التي ت�سبط التعامل به ب�سيء من التف�سيل.

م�شتخل�س البحثجاءت ال�سريعة الاإ�سلامية بمعاملات كثيره واأباحت التعامل بها لما فيها من فوائد عظيمة للفرد والمجتمع لم، وهو بيع والدولة، ومن هذه المعاملات معاملة ال�سيتقدم فيه راأ�ض المال ويتاأخر فيه المبيع وقد اأجازه الفقه الاإ�سلامي م�ستندا اإلى القراآن وال�سنة النبوية ال�سريفة واأقوال الفقهاء، وتاأتي اأهمية هذه الدرا�سة التمويل له دور فعال في مجال لم ال�س اأن عقد في اأو الفردي الم�ستوى على كان �سواء والا�ستثمار الجماعي اأو كان على م�ستوى الدولة. وكان �سبب اختيار هذا المو�سوع جهل كثير من النا�ض خا�سة باأحكام الب�سيط الزراعي المجتمع العامة منهم في لم ال�سرعية، فكان لابد من تب�سيرهم و�سروط ال�سبهذه الاأمور المهمة، وكان من اأهم اأهداف هذا البحث لم و�سروطه واأحكامه ال�سرعية، التعريف بعقد ال�سوبيان التاأ�سيل ال�سرعي لهذه المعاملة، وبيان كيفية في اأو الاأفراد بين كان �سواء العملية، تطبيقاته

الم�سارف الاإ�سلامية. مباحث، تحدثت في ثلاثة اإلى البحث ق�سمت وقد لم وم�سروعيته، وفي المبحث الاأول عن تعريف ال�سوفي واأحكامه، لم ال�س �سروط عن الثاني المبحث

لم المعا�سرة. المبحث الثالث عن تطبيقات ال�سالا�ستقرائي المنهج الدرا�سة هذه في اتبعت وقد النتائج التي اأهم التحليلي والمنهج الو�سفي، ومن تو�سل اإليها الباحث من خلال هذا البحث اأن عقد مجال من جدا المهمة العقود من لم وال�س . لم ال�س

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {72}

بالنفع تعود التي المعاملات درا�سة في التعمق -العام.

اأهداف البحث:لم وبيان �سروطه واأحكامه. - التعريف بعقد ال�س

لم. - بيان التاأ�سيل ال�سرعي لعقد ال�سلم بين الاأفراد في - التعرف على كيفية تطبيق ال�س

المجتمع الزراعي.لم في الم�سارف - التعرف على كيفية تطبيق ال�س

الاإ�سلامية.م�شكلة البحث:

الذين اأن هنالك كثير من م�سكلة البحث تكمن في يتعاملون بهذه المعاملة خا�سة في المجتمع الزراعي لل�سوابط كافية دراية لهم لي�ست الاأفراد بين ال�سرعية التي ت�سحح هذه المعاملة وتجعلها موافقة ب�سورتها طبقت اإذا والتي الاإ�سلامية، لل�سريعة والكفالات ال�سمانات من فيه ذلك يكون ال�سرعية التي ت�سمن لكل من الطرفين )الم�سلم وال�سلم اليه(

حقه من غير اأي ظلم اأو خداع.في البحث م�سكلة �سياغة يمكن هذا خلال ومن

الاأ�سئلة الاآتية:لم وما هو حكمه؟ ما مفهوم عقد ال�س -

لم ال�س عقد تجعل التي ال�سرعية ال�سوابط ما -موافقا لل�سريعة الاإ�سلامية؟

لم ال�س لعقد معا�سرة تطبيقات هنالك هل -ب�سورته ال�سحيحة �سواء على الم�ستوى الفردي

اأو الجماعي اأو الم�سرفي؟منهج البحث:

الا�ستقرائي المنهج الدرا�سة هذه في اتبعت لقد التحليلي والمنهج الو�سفي المقارن.

وفي هذا الع�سر تجدد الاهتمام بهذا العقد من قبل من باعتباره والاإ�سلاميين، والاقت�ساديين المفتين �سواء والا�ستثمار، للتمويل ال�سرعية ال�سيغ اأهم وهو الجماعي، اأو الفردي الم�ستوى على اأكان �سورة من �سور البيع يكون الثمن فيه معجلا مع تمويل يتم وبذلك معلوم، اأجل اإلى المثمن تاأجيل زراعية، م�ساريع اأكانت �سواء المختلفة الم�ساريع المنتجة عن الم�سروعات اأو غيرها من اأو �سناعية، بالفائدة التعامل الاإنتاج مقدما بدلا من طريق بيع

الربوية التي حرمها ال�سرع الحنيف.لالت�ساقه الم�سماة العقود من لم ال�س عقد ويعتبر بالحياة اليومية للنا�ض لاأنه اأكثر وقوعا بينهم تلبية لحاجتهم الما�سة.

اأهمية البحث:تكمن اأهمية البحث في:

التمويل في كبير دور له لم ال�س عقد اأن -والا�ستثمار، �سواء كان على الم�ستوى الفردي اأو

الجماعي.لم يعد بديلا للمعاملات الربوية التي اأن عقد ال�س -

كان النا�ض يتعاملون بها.التي ال�سرعية لم فيه من ال�سمانات ال�س اأن عقد -

تكفل �سلامة التعامل بهذه المعاملة.النا�ض التعاون بين يعتبر و�سيلة لم ال�س اأن عقد -

وتبادل المنافع والاأموال فيما بينهم.اأ�شب�ب الاختي�ر:

عدم معرفة كثير من النا�ض بال�سوابط ال�سرعية -لم. لعقد ال�س

المجالات مختلف في لم ال�س معاملة انت�سار -الزراعية وال�سناعية وغيرها.

{73}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

عند الم�لكية :لم عقد معاو�سه يوجب عمارة ذمة بغير عين ولا ال�سمنفعة غير متماثل العو�سين)7( وهو نوع من البيوع لكنه جعل لقبا على مالم يتعجل فيه قب�ض المثمون بيع فهو المثمون)8( وتاأخير الثمن تقديم فحقيقته

يتقدم فيه راأ�ض المال ويتاأخر المثمن لاأجل)9(.عند ال�ش�فعية:

لم نوع من البيوع اإلا اأنه بلفظ خا�ض، وهو بيع ال�سلم)10(، وقيل هو �سيء مو�سوف في الذمة بلفظ ال�سعاجلا، يعطى ببدل الذمة في مو�سوف على عقد اأي اإ�سلام عو�ض حا�سر في مو�سوف في الذمة، اإذا اإ�سلاف عاجل في عو�ض لا يجب تعجيله، اأي هو اإثبات مال في الذمة ببدل عاأجل باأحد اللفظين لم اأو ال�سلف)11(، وهو عقد مو�سوف في الذمة ال�س

بمبزول في الحال)12(.عند الحن�بلة:

لم هو اأن ي�سلم عينا حا�سرة في عو�ض مو�سوف ال�سفي الذمة اإلى اأجل)13(، وهو عقد على مو�سوف في العقد، مقبو�ض في مجل�ض)14( بثمن موؤجل الذمة وقد �سمي �سلما لت�سليم راأ�ض المال بالمجل�ض و�سلفا

لتقديمه )15(.بعد هذا ال�سرد من تعريفات الفقهاء لل�سلم نجد اأن كل التعريفات التي وردت تحمل معنى واحدا واإن فيه يتقدم بيع عن عبارة لم فال�س الاألفاظ، اختلفت الثمن ويتاأخر فيه المثمن لاأجل، اأو هو بيع مو�سوف العقد، مقبو�ض في مجل�ض بثمن معجل الذمة في لم وال�سلف بمعنى واحد، وقد �سمي ونجد اأن ال�سو�سلفا العقد مجل�ض في المال راأ�ض لت�سليم �سلما

لتقديمه.

هيكل البحث:مباحث، وثلاثة مقدمة، اإلى البحث ق�سمت قد

وخاتمة، وفهار�ض، كالاآتي:الاختيار، و�سبب البحث، اأهمية وت�سمل: المقدمة،

والمنهج المتبع، والاأهداف، وهيكل البحث.لم وم�سروعيته واأركانه. المبحث الاأول: تعريف ال�س

لم واأحكامه. المبحث الثاني: �سروط ال�سلم. المبحث الثالث: التطبيقات المعا�سرة لعقد ال�س

المبحث الاأوللم وم�شروعيته واأرك�نه تعريف ال�ش

المطلب الاأوللم تعريف ال�شلم في اللغة: اأولا: تعريف ال�ش

ال�سلم ا�سم من اأ�سلمت وهو ال�سلف واأ�سلفت ت�سليفا وا�سلافا واأ�سلمت بمعنى واحد)1(.

اأي�سا وال�سلم ال�سلف، بفتحتين وال�سلم الا�ست�سلام)2(.

ولم اأ�سلم مال كاأنه ال�سلف ي�سمي الذي لم وال�سيمتنع عن اإعطائه)3(.

لم في الا�شطلاح: ث�ني�: تعريف ال�ش عند الحنفية:

لم ا�سم لعقد يوجب الملك في الثمن عاجلا وفي ال�ستقديم وجوب من فيه لما به و�سمي اآجلا، المثمن فيه الم�سلم والاأجل بعاجل، اآجل بيع هو الثمن)4(. المال لمبادلة بيع نوع المال)5(، وهو راأ�ض والعاأجل بالمال اخت�ض با�سم لاخت�سا�سه بحكم بدل الا�سم

عليه وهو تعجيل اأحد البدلين وتاأخير الاآخر)6(.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {74}

واجتمعت الاأمة على جوازه من حيث الجملة ولاأن الثمن يجوز تاأخيره في الذمة فيجوز المثمن قيا�سا عليه، ولاأن النا�ض يحتاجون لاأخذ ما ينفقونه على ثمارهم قبل طيبها فيباح لهم البيع وتنمية اأموالهم

ب�سراء ما يتاأخر فيباح لهم ال�سراء)21(.قال مالك: )وبلغني اأن ابن عبا�ض �سئل عن ال�سلف تعالى: قوله وتلا بذلك، باأ�ض لا فقال: الطعام في مسمى أجل إلى بدينن تداينتم إذا آمنوان الذين أيها {يا

فاكنتبوه}]البقرة: 282[.الدين كله(، وقال مالك لك قال مالك: )فهذا يجمع عن نافع: اأن ابن عمر كان يقول: لا باأ�ض اأن يبتاع الرجل طعاما م�سمى اإلى اأجل م�سمى ب�سعر معلوم،

كان ل�ساحبه طعام اأم لم يكن له.وعن عبدالله بن اأبي مجالد قال: �ساألت عبدالله بن (عن ال�سلف في اأبي اأوفى �ساحب ر�سول الله ) ) الطعام فقال: كنا ن�سلف على عهد ر�سول الله )في القمح وال�سعير والتمر والزبيب اإلى اأجل معلوم

وكيل معلوم وما هو عند �ساحبه)22(.عند ال�ش�فعية:

قال ال�سافعي: {يا أيها الذين آمنوان إذا تداينتم بدينن إلى أجل مسمى فاكنتبوه}]البقرة: 282[، يحتمل كل دين ويحتمل ال�سلف خا�سة، وقد ذهب فيه ابن عبا�ض اإلى اأنه في ال�سلف خا�سة بقوله: )اأ�سهد اأن ال�سلف الم�سمون الله في كتابه واأذن فيه، اأحله اأجل م�سمي قد اإلى ثم تلا قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوان إذا تداينتم بدينن إلى

أجل مسمى فاكنتبوه}]البقرة: 282[.قال ال�سافعي :

( والاآثار، وال�سلف جائز في �سنة ر�سول الله )وما لا يختلف فيه اأهل العلم عامتهم، واحتج بما جاء

المطلب الثانيلم م�شروعية ال�ش

عند الحنفية:بيع لكونه القيا�ض خلاف على �سرع عقد لم ال�سبالكتاب، وا�ستدلوا بجوازه، وقالوا المعدوم،

وال�سنة، والاإجماع.اأما الكت�ب فقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوان إذا تداينتم ابن قال ،]282 فاكنتبوه}]البقرة: مسمى أجل إلى بدينن لم واأنزل فيه عبا�ض: اأ�سهد اأن الله تعالى اأجاز ال�س

اأطول اآية في كتابه، وتلا هذه الاآية.(: )من اأ�سلم منكم فلي�سلف اأما ال�شنة: فقوله )معلوم()16(، اأجل اإلى معلوم ووزن معلوم كيل في عند لي�ض ما بيع عن )نهى :) ( اأنه وروى لم وعليه الاإجماع، ال�س )17( ورخ�ض في الان�سان( راأ�ض اإلى لحاجتهم �سرع المفالي�ض، بييع و�سمى فيه الم�سلم يكون لا من يعقده من اأغلب لاأن المال، في ملكه، لاأنه لو كان في ملكه يبيعه باأوفر الثمنين عبا�ض ر�سي ابن لم)18(، وعن ال�س اإلى يحتاج فلا ( المدينة وهم الله عنهما قال: قدم ر�سول الله )فقال ر�سول ال�سنتين والثلاث، التمر ي�سلفون في كيل فلي�سلف في اأ�سلف في تمر )من :) ( الله

معلوم ووزن معلوم اإلى اأجل معلوم()19(.لم عند الم�لكية : م�شروعية ال�ش

والاإجماع، وال�سنة الكتاب واأ�سله بجوازه، قالوا اأما الكت�ب: فقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوان إذا تداينتم

بدينن إلى أجل مسمى فاكنتبوه}]البقرة: 282[.(: )من اأ�سلم في �سئ ففي اأما من ال�شنة: قوله )كيل معلوم ووزن معلوم اإلى اأجل معلوم()20(، ونهى

لم . عن بيع ما لي�ض عندك واأرخ�ض في ال�س

{75}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

وليرتفق الم�سلم)27(.اأهل من عنه نحفظ من كل اأجمع المنذر: ابن قال البيع في المثمن ولاأن جائز، لم ال�س اأن على العلم اأحد عو�سي العقد فجاز اأن يثبت في الذمة كالثمن، الزروع اأرباب لاأن اإليه، بحاجة النا�ض ولاأن فجوز النفقة، اإلى يحتاجون والتجارات والثمار

لم)28(. لهم ال�سالمذاهب فقهاء باتفاق وم�سروع جائز اذا لم فال�سمن �سوا الاآدلة من كثيرا ذكروا وقد الاأربعة، الكتاب اأو من ال�سنة على م�سروعيته، وذلك لحاجة لم النا�ض الما�سة لمثل هذه المعاملة، وقد ا�ستثني ال�سمن قاعدة النهي عن بيع المعدوم تي�سيرا على النا�ض وتخفيفا عليهم، لاأن بع�ض اأرباب الزروع يملكون ما يملكون لا ولكن زراعتها ويريدون الاأرا�سي وال�سقي تكاليف الحرث الزراعة من على ينفقونه اإلى غير ذلك من النفقات، ولذلك يلجاأوون اإلى بيع ي�ستفيدوا من قبل زراعته حتى بع�ض مح�سولهم

هذا الثمن المتقدم في تكاليف الزراعة.المطلب الثالث

لم اأرك�ن ال�شاأركان اأق�سام البيع، فاأركان البيع لم ق�سم من ال�سالمالكية من الفقهاء جمهور ذهب وقد له)29(

لم ثلاثة: وال�سافعية والحنابلة اإلى اأن اأركان ال�س1- ال�سيغه وهي الاإيجاب والقبول .

العاقدان وهما الم�سلم والم�سلم اإليه . -2فيه والم�سلم المال راأ�ض �سيئان وهو المحل -3اعتبروا ركن وخالف في ذلك الحنفية، حيث لم هو ال�سيغة الموؤلفة من الاإيجاب والقبول ال�سعلى وتوافقهما الاإرادتين اتفاق على الدالين

( قال: )من اأ�سلف فلي�سلف عن ابن عبا�ض انه )في كيل معلوم ووزن معلوم اإلى اأجل معلوم()23(، وال�سنة الكتاب جوازه على والدليل جائز لم فال�س

والاإجماع .وروى جامع بن �سداد عن طارق المجازي قال: )كنت في رفقة فنزلنا قرب المدينة فكان معنا ناقة حمراء، فخرج اإلينا رجل عليه ثوبان فقال: تبيعون الناقة؟ قلنا: نعم، قال: بكم؟ فقلنا: بكذا اأو كذا و�سقا من تمر، فاأخذ الناقة ولم يترب�ض، فلما اأخذها وتوارى اأتعرفون لبع�ض: بع�سنا قال المدينة جدران بين فلما اأما وجهه فوجه غدار، بع�سنا: فقال الرجل؟ كان وقت الع�سر جاءنا رجل فقال: اأن ر�سول الله ( ياأمركم اأن تاأكلوا حتى ت�سبعوا واأن تكتالوا (واأكتلنا �سبعنا حتى فاأكلنا قال: ت�ستوفوا، حتى

حتى ا�ستوفينا(.فمو�سع الدلالة منه، اأنه ابتاع الناقة بثمن مو�سوف لم ال�س جواز اأحدهما اأمرين: على فدل الذمة، في على قيا�سا حالا)24( جوازه والثاني: الاأ�سل، في فكذلك وموؤجلا حالا يكون اأن جاز فكلما الثمن، المثمن، ولاأن فيه رفقا، فاإن اأرباب ال�سياع يحتاجون الغلة على في�ستلفون م�سالحها، على ينفقونه لما واأرباب النقود ينتفعون بالرخ�ض، فيجوز ذلك واإن

كان فيه غرر كالاإجارة على المنافع المعدومة)25(.1-عند الحن�بلة :

اأ�سلف )من :) ( لقوله بالاإجماع جائز لم ال�سفي �سئ فلي�سلف في كيل معلوم ووزن معلوم اإلى اأجل معلوم( )26(، والمعنى ال�ساهد بذلك لاأن النا�ض يحتاجون والثمار الزروع اأرباب لاأن اإليه بحاجة لينتفعوا لم ال�س لهم فجوز لتكمل عليها النفقة اإلى

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {76}

لم وال�سلف اإلا اأنهم اختلفوا في لفظ ينعقد بلفظ ال�سالبيع فمنهم من قال ينعقد، ومنهم من قال لا ينعقد، والذي يميل اإليه الباحث هو الراأي الذي يقول باأن لم، لم ينعقد بلفظ البيع اإذا تحققت �سروط ال�س ال�سوذلك ا�ستنادا للقاعدة الفقهية التي تقول باأن العبرة

في العقود للمقا�سد والمعاني لا للاألفاظ والمباني .

المبحث الثانيلم �شروط واأحك�م ال�ش

المطلب الاأوللم �شروط ال�ش

1-عند الحنفية :لم عند الحنفية الا ب�سبع �سروط تذكر لا ي�سح ال�س

في العقد وهي:جن�ض معلوم، كحنطة اأو �سعير. -

ونوع معلوم، كحوراني اأو بلدي . -و�سفة معلومة، كجيد اأو ردئ . -

ومقدار معلوم، كيلا اأو وزنا . -واأجل معلوم، واأدناه �سهر . -

المال راأ�ض كان اإذا المال راأ�ض مقدار ومعرفة -كالمكيل ذلك قدره معرفة على العقد يتعلق مما والحيوان الثوب بخلاف والمعدود، والموزون

فاإنه ي�سير معلوما بالاإ�سارة اتفاقا.وال�سابع: ت�سمية المكان الذي يوافيه فيه اإذا كان -له )اأي الم�سلم فيه( حمل وموؤونة، واأما ما لا حمل

ولا موؤونة فلا، وي�سلمه حيث لقيه.على زيادة الحنفية عند اأخرى �سروط وهنالك على البدلان ي�سمل لا اأن وهي: ال�سبع، ال�سروط يكون واأن فا�سدا، فيكون الربا علة و�سفي اأحد

ان�ساء هذا العقد.لم ال�س بلفظ الاإيجاب على �سحة الفقهاء اتفق وقد اأو ال�سلف وكل ما ا�ستق منهما كاأ�سلمتك واأ�سلفتك لاأنهما لفظان بمعنى واحد، وكذا على �سحة القبول بكل لفظ يدل على الر�سا بما اأوجبه الاأول مثل قبلت ور�سيت، غير اأن الفقهاء اختلفوا في �سحة انعقاد

لم بلفظ البيع على قولين: ال�ساأحدهم�: لاأبي حنيفة و�ساحبيه والمالكية وال�سافعية في القول المقابل للاأ�سح والحنابلة، اأنه ينعقد بلفظ �سروطه، وتحققت لم ال�س اإرادة فيه بين اإذا البيع لم: ا�ستريت منك خم�سين رطلا كاأن يقول رب ال�سحالة دنانير بع�سر كذا اأجل اإلى كذا �سفته زيتا وقبل الم�سلم اإليه، اأو يقول الم�سلم اإليه: بعتك ع�سرين بخم�سين كذا اأجل اإلى كذا قمح �سفته من �ساعا

دينارا معجلة في المجل�ض وقبل الطرف الاآخر)30(.وجه في وال�سافعية الحنفية من لزفر والث�ني: زفر وحجة البيع، بلفظ ينعقد لا لم ال�س اأن وهو اأن القيا�ض اأن لا ينعقد اأ�سلا لاأنه بيع ما لي�ض عند الاإن�سان واأنه منهي عنه، اإلا اأن ال�سرع ورد بجوازه

لم، فوجب الاقت�سار عليه )31(. بلفظ ال�سلم يرى بعد هذا ال�سرد لاآراء الفقهاء في اأركان ال�سلم، فمنهم الباحث اأن الفقهاء اختلفوا في اأركان ال�سلم له ركن واحد وهو ال�سيغة وهم من يقول اأن ال�سوجود يلزم ال�سيغة وجود اأن وحجتهم الحنفية، جمهور واأما والمحل، العاقدين من الاأركان باقي لم الفقهاء فقد ف�سلوا في ذلك وقالوا اأن اأركان ال�سالذي الراأي وهو والمحل وال�سيغة العاقدان ثلاثة

اختاره الباحث لما فيه من تف�سيل وو�سوح.لم فقد اتفق الفقهاء على اأنه اأما بالن�سبة لاألفاظ ال�س

{77}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الدينية، لانتفاء ب�سلم فلي�ض العبد، هذا الثوب في الاأظهر، ومقابله اللفظ في بيعا لاختلال ينعقد ولا

ينعقد نظرا للمعنى.اأ�سلم اإذا فيه الم�سلم ت�سليم محل بيان الث�لث: بمو�سع لا ي�سلح للت�سليم اأو ي�سلح ولحمله موؤونة.

اأن يكون الم�سلم فيه مقدورا على ت�سليمه الرابع: لم الحال بالعقد عند وجوب الت�سليم، وذلك في ال�س

وبالموؤجل بحلول الاأجل .الخ�م�س: كون الم�سلم فيه معلوم القدر كيلا فيما يكال ووزنا فيما يوزن وعدا فيما يعد وزرعا فيما

يزرع.بها يختلف التي الاأو�ساف معرفة ال�ش�د�س: فيه، الم�سلم بها وي�سبط ظاهرا اختلافا الغر�ض ولا قبله لا به مت�سله العقد في ذكرها وي�سترط بعده)37(، ولا يمكن ا�ستق�ساء كل و�سف مق�سود ولكن كل و�سف مق�سود تختلف به القيمة اختلافا

ظاهرا)38(.4- عند الحن�بلة :

لم عند الحنابلة ب�سبع �سروط وهي: وي�سح ال�ساأن يكون فيما يمكن �سبط �سفاته كمكيل ونحوه، الثمن به يختلف و�سف وكل ونوع جن�ض وذكر وزنا مكيل في ي�سح ولا قدره، وذكر غالبا، وعك�سه، وذكر اأجل معلوم ك�سهر، واأن يوجد غالبا اأخذ اأو اأو تعزر بع�سه �سبر في محله، فاإن تعزر راأ�ض ماله وقب�ض الثمن قبل التفرق، واأن ي�سلم في

الذمة فلا ي�سح في غيره)39(.لم عند الحنابلة تتمثل في الاآتي: اإذا �سروط ال�س

ان�سباط �سفاته . -1ذكر الجن�ض والنوع . -2

لم ال�س يجوز فلا بالتعيين يتعين مما فيه الم�سلم لي�ض باتا العقد الدراهم والدنانير، واأن يكون في فيه خيار)32(، واأن يكون راأ�ض المال مقبو�سا قبل باآجل، فيجب قب�ض اأخذ عاجل لم ال�س المفارقة لاأن

اأحد البدلين ليتحقق معنى الا�سم )33(.2- عند الم�لكية:

ي�سترط لل�سلم عند المالكية �سروط وهي: ت�سليم راأ�ض المال واأن يكون الم�سلم فيه دينا واأن يكون موؤجلا، واأن المحل، عند ت�سليمه على مقدورا يكون واأن يكون معلوم المقدار، واأن يكون معروف الاأو�ساف الكالئ )عن ) ( لنهيه كله، المال راأ�ض وقب�ض بالكالئ()34( وهو الدين بالدين، فوجب تقديم النقد لم فا�سد، لم ب�سرط فال�س وكل من اأخر النقد في ال�س

لم كله. واإن تاأخر بع�سه انف�سخ ال�سمال راأ�ض تاأخير جواز الم�سهور ر�سد: ابن قال فاإذا بال�سرط)35(، دونها فما اأيام ثلاثة لم ال�ساإلى المال راأ�ض قب�ض واأخر النقد على لم ال�س عقد اأو الثلاثة جاز البيع، ولا يخرج عن كونه اليومين معجلا، ومعنى ذلك اإن تاأخر اأكثر من ثلاثة اأيام لم

يجز ب�سرط اأو بغيره)36(.3- عند ال�ش�فعية:

البيع �سروط مع ال�سافعية عند لل�سلم ي�سترط المتوقف �سحته عليها اأمور �ستة:

اأحده�: ت�سليم راأ�ض المال وهو الثمن في المجل�ض، اأو جعلاه قب�سه قبل تفرقا فلو العقد، اأى مجل�ض

موؤجلا واإن �سلماه في المجل�ض بطل .الث�ني: كون الم�سلم فيه دينا لاأن حقيقته لا تتحقق واإن منه لابد ما بال�سرط فمرادهم الدينية، بغير كان جزءا من الحقيقة، فلو قال: اأ�سلمت اإليك هذا

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {78}

المطلب الثانيلم اأحك�م ال�ش

لم في الحيوان: اأولا: حكم ال�شعند الحنفية:

لم في الحيوان ولحمه واأطرافه وجلوده، لا يجوز ال�سفي لم ال�س عن )نهى وال�سلام ال�سلاة عليه لاأنه الحيوان()41( لاأنه مما يتفاوت اآحاده تفاوتا فاح�سا التفاوت يوجب وذلك الباطنة، معانيه باعتبار فمذهب اللحم اأما النزاع، اإلى فيوؤدي المالية في مو�سعا اللحم من �سمي اإذا الله رحمه اأبوحنيفة معلوما ب�سفة معلومة جاز، لاأنه وزن معلوم القدر وال�سفة فيجوز، اأما عند بع�ض م�سايخ الحنفية لا

يجوز، لاأنه قد يتفاوت بال�سمن والهزال)42(.عند الم�لكية :

لم في الحيوان دون اأع�سائه من الجلود يجوز ال�سوالروؤو�ض ل�سدة تفاوتها)43(.

ولا ي�سلم في ن�سل حيوان بعينه من الاأنعام والدواب لم في الحيوان واإن كانت حوامل، واإنما يكون ال�س

م�سمونا لا في ن�سله)44(.عند ال�ش�فعية :

لم في الحيوان، واحتجوا باأن النبي اأنه يجوز ال�سم�سمونا( حيوانا عليه م�ساربة بكرا )ت�سلف ) (بع�سرين جملا )باع جملا عليا واأن ،)45(

اإلى اأجل، واأن ابن عمر ا�سترى راحلة باأربعة اأبعرة في لم ال�س جواز هو ال�سافعي فمذهب اأجل، اإلى الحيوان وهو من ال�سحابة قول علي وابن عبا�ض قول التابعين ومن عنهم، الله ر�سي عمر وابن

�سعيد بن الم�سيب والح�سن الب�سري وغيرهم)46(.

ذكر قدره، اأي قدر الم�سلم فيه . -3ذكر اأجل معلوم، لاأن الحلول يخرجه عن ا�سمه -4

ومعناه .اأن يوجد الم�سلم فيه غالبا عند محله، اأي وقت -5

حلوله لوجوب ت�سليمه .اأن يقب�ض الثمن تاما، ويجب اأن يكون معلوم -6

قدره وو�سفه .لم في عين ال�س ي�سح فلا الذمة، ي�سلم في اأن -7اأوان قبل تلفت ربما لاأنهما و�سجرة كدار

ت�سليمها)40(.في الفقهاء عند لم ال�س ل�سروط ال�سرد هذا بعد التي ال�سروط اأهم من اأن نجد الاأربعة المذاهب قدرا معلوما فيه الم�سلم كون كثيرا عنها تحدثوا ال�سفة، معلوم يكون واأن وعددا، ووزنا وكيلا باأنه يقول: ال�سافعي الاإمام اإلا واأن يكون موؤجلا، اإليه فيه حالا، والذي يميل الم�سلم اأن يكون يجوز الباحث هو الراأي الذي يقول بوجوب تاأجيل الم�سلم بيع باأنه يقول الذي لم ال�س معنى يتحقق فيه حتى

اآجل بعاجل.اأن عنها تحدثوا التي المهمة ال�سروط من واأي�سا ووزنا كيلا القدر معلوم لم ال�س مال راأ�ض يكون اإلا العقد، واأن يكون مقبو�سا في مجل�ض وعددا، عند بع�ض المالكية يقولون باأنه يجوز تاأجيل راأ�ض اإليه يميل والذي فاأقل، اأيام ثلاثة اإلى لم ال�س مال الباحث هو الراأي الذي يقول باأنه يجوز تاأجيله اإلى

ثلاثة اأيام فاأقل مراعاة لظروف النا�ض.

{79}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

عند الم�لكية:لم في الثياب ب�سفة معلومة وذراع معلوم يجوز ال�سطوله وعر�سه و�سفاته وخفته ونحوه، ولم ي�سترط �سفاته وو�سف و�سفه اإذا الحرير في الوزن

وخفته)52(.عند ال�ش�فعية :

اأو الكتان اأو كالقطن الثياب في لم ال�س يجوز ال�سوف، اإن كانت هذه الا�سناف خاليه من الخلط اأو كان خلطها مما يمكن تقديره و�سبطه بدقة، على اأن يذكر في العقد النوع والبلد الذي ينتج فيه اإن اختلف به الغر�ض، ويذكر الطول والعر�ض والغلظة لاختلاف واللون والخ�سونة والنعومة والرقة

الغر�ض بذلك)53(.عند الحن�بلة :

لم في الثياب المن�سوجة من نوعين الكتان يجوز ال�سوالقطن ونحوها لاأن �سبطها يمكن )54(.

في لم ال�س جواز على واأجمعوا المنذر: ابن قال الثياب)55(.

لم في الثياب اإذا فقد اتفق الفقهاء على اأنه يجوز ال�سولكن بقيود و�سروط معينة، اإذا علم طوله وعر�سه وجميع �سفاته، والواقع المعا�ض يحتم على اأنه لابد على ت�سهيلا الثياب جائز لم في ال�س يكون اأن من

النا�ض.لم: ثالثا : الخي�ر في ال�ش

عند الحنفية:الم�سلم لاأن لم، ال�س في الخيار اإثبات في فائدة لا فيه دين في الذمة، واإذا رد المقبو�ض عاد دينا كما كان، وهنا اإثبات الخيار مقيد لاأنه بيع عين ، فبرده

ينف�سخ العقد ويعود اليه راأ�ض ماله )56(.

عند الحن�بلة :لم في الحيوان وي�سمل اأي حيوان من اإبل ي�سح ال�ساأو بقر اأو غنم اأو حمر اأو ظباء اأو اأرانب، والدليل ( )ا�ستلف من رجل بكرا()47(، وكان اأن النبي )عبدالله بن عمرو بن العا�ض ر�سي الله عنهما قال الاإبل، فنفذت جي�سا، يجهز اأن ) ( النبي اأمره فاأمره اأن ياأخذ على اإبل ال�سدقة البعير بالبعيرين، لم والبعيرين بالثلاثة)48(، فهذا دليل على جواز ال�ساأو ثني فيقال: �سبطه من لابد لكن الحيوان، في اأن فلابد متو�سط، �سعيف �سمين جزع اأو رباع ي�سح فعليه الثمن، به يختلف بكل و�سف ي�سبط

لم في الحيوان ب�سرط األا يكون حاملا)49(. ال�سلم في الحيوان مختلف فيه بين فقهاء المذاهب اإذا ال�سلم في الحيوان غير الاأربعة فمنهم من يقول باأن ال�سجائز وهم الحنفية، ومنهم من يقول اأنه جائز وهم المالكية وال�سافعية والحنابلة، والذي اختاره الباحث لم في الحيوان اإذا هو الراأي الذي يقول بجواز ال�سلحاجة وذلك المجوزون، قال كما و�سفه �سبط النا�ض الما�سة لمثل هذا التعامل، وخا�سة اأن اأرباب الحيوان و�سف في وا�سعة دراية لهم الموا�سي

لم فيه . الذي يراد ال�سلم في الثي�ب: ثانيا: حكم ال�ش

عند الحنفية:لم في الثياب اإذا بين طولا وعر�سا ورقعة، يجوز ال�سالت�سليم، واإن كان ثوب اأ�سلم في معلوم مقدور لاأنه حرير لابد من بيان وزنه اأي�سا لاأنه مق�سود فيه )50(.

لم في الثياب لحاجتهم اإلى ذلك فيكون ز ال�س وقد جواإجماعا منهم على الجواز، واأنه اإذا بين جن�سه ونوعه

و�سفته وطوله وعر�سه يتقارب التفاوت)51(.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {80}

فالذي عليه الطعام بالخيار في اأن يعطيه ما اأ�سلفه مقطوعا البيع يكون حتى ماله راأ�ض اإليه يرد اأو

بينهما)59(.عند الحن�بلة:

لا يدخل خيار ال�سرط في العقود التي ي�سترط فيها مال وبيع وال�سرف لم كال�س المجل�ض في القب�ض على مو�سوعها لاأن واحدة، رواية بجن�سه الربا اأن لا يبقى بينهما علقة بعد التفرق بدليل ا�ستراط

القب�ض، وثبوت الخيار يبقى بينهما علقة.ويثبت فيها خيار المجل�ض في ال�سحيح من المذهب، وهو المعاو�سه الحظ في للنظر في مو�سوعه لاأن موجود فيها، وعن الاإمام اأحمد لا يثبت فيها خيار

المجل�ض اإلحاقا بخيار ال�سرط)60(.بعد هذا ال�سرد لاآراء الفقهاء في ثبوت الخيار في على الم�ساألة هذه في اختلفوا قد اأنهم نجد لم ال�س

اأقوال:لا اأنه وال�سافعية: الحنفية قول الاأول: القول لم �سواء كان خيار ال�س يجوز ا�ستراط الخيار في �سرط اأو خيار مجل�ض، اإذ لا فائدة من اإثبات الخيار

لم . في ال�سا�ستراط يجوز اأنه المالكية: قول الث�ني: القول لم ولكن ب�سروط معينة ذكرت اآنفا، الخيار في ال�سالخيار ا�ستراط يجوز ال�سروط هذه توفرت فاإذا

واإلا فلا يجوز .بين يفرق الذي الحنابلة: قول الث�لث: القول ثبوت بعدم وقالوا المجل�ض، وخيار ال�سرط خيار خيار ال�سرط بخلاف خيار المجل�ض فاإنه يثبت فيه. اإلا اأن هنالك راأي اآخر للاإمام اأحمد بن حنبل يقول

بعدم ثبوت خيار المجل�ض اأي�سا.

عند الم�لكية:لم جائز، اي يجوز ان يجعل اأحدهما الخيار في ال�سلم ل�ساحبه او لاأجنبي الخيار في ام�ساء عقد ال�س

او رده ب�سرطين:الاأول: اأن تكون مدة الخيار ثلاثة اأيام فاأقل، وهو الاأجل الذي يجوز تاأخير راأ�ض المال اإليه بال�سرط، المال راأ�ض كان �سواء ذلك على الزيادة يجوز فلا اأكثر من ثلاثة التاأخير اإذ لا يجوز اأو غيره، عينا

اأيام ب�سرط ولا غيره .الخيار زمن في المال راأ�ض ينقد لا اأن الث�ني: لم لكان ف�سخ ب�سرط ولا تطوع، لاأنه لو نقد وتم ال�سمو�سوفة �سلعة اإليه الم�سلم لاإعطاء دين، في دين الدين ف�سخ ذمته وهو حقيقة ترتب في عما لاأجل

بالدين)57(.قال بع�ض القرويين:

فاأخبر لم ال�س في الخيار في بالنقد تطوع واإذا باإف�ساد ذلك، فرجع فاأخذ ما نقد قبل تمام الخيار لم، لاأن عقده في الاأ�سل �سحيح، اأو بعده، �سح ال�ساأحدثاه لم ما اأبطلا فاإذا اأحدثاه، ما اأف�سده واإنما فهو النقد ا�ستراط واأما ال�سحيح، العقد يبطل

مف�سد للخيار)58(.عند ال�ش�فعية:

في الخيار يجوز ولا الله: رحمه ال�سافعي قال لم، لو قال رجل لرجل : ابتاع منك بمائة دينار ال�ساأنقدكها مائة �ساع تمرا اإلى �سهر على اأني بالخيار بعد تفرقنا من مقامنا الذي تبايعنا فيه اأنت بالخيار اأن يجوز ولا البيع، فيه يجز بالخيار لم كلانا اأو اإليه يدفع اأن على دينار مائة رجلا رجل ي�سلف مائة �ساع مو�سوف اإلى اأجل كذا، فاإذا حل الاأجل

{81}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

اإجماعا، واإن اختلفا في راأ�ض المال فقال اأحدهما: هذا الثوب وقال الاآخر: هذا العير واتفقا في الم�سلم

لمين. فيه اأنه الحنطة واأقاما البينة ق�سي بال�سواإن كان راأ�ض المال دراهم اأو دنانير اإن اتفقا في البينة، واأقاما فيه الم�سلم في واختلفا المال راأ�ض اأبي عند واحد ب�سلم ويق�سي لم، ال�س لرب فالبينة يو�سف خلافا لمحمد، واإن كان الاختلاف في القلب

فعلى هذا الاختلاف.دراهم ع�سرة اأحدهما: فقال فيهما، اختلفا ولو في ع�سر خم�سة الاآخر: وقال حنطة كري في الزيادة تثبت اأبي يو�سف البينة، فعند كر، واأقاما فيجب خم�سة ع�سر في كرين ولا يق�سي ب�سلمين، وعند محمد يق�سي ب�سلمين عقد بخم�سة ع�سر في كر وعقد بع�سرة في كرين، ولو ادعى اأحدهما اأن راأ�ض المال دراهم والاآخر دنانير ينبغي اأن يق�سي

ب�سلمين.والحا�سل اأنهما اإذا اختلفا في الجن�ض وال�سفة اأو اأو الم�سلم المقدار تحالفا �سواء كان في راأ�ض المال فيه، واإن اختلفا في الاإ�ستراط والو�سف اأو الاأجل فالقول لمثبته لا لنافيه، واإن اختلفا في مقدار الاأجل فالقول لم، وان اختلفا في م�سيه ال�س فالقول لرب الاإيفاء مكان بيان في اختلفا واإن اإليه، للم�سلم فالقول للمطلوب، واإن برهنا فللطالب عند اأبي حنيفة

لم)61(. وعند ال�ساحبين يتحالفان ويترادان ال�سعند الم�لكية:

لم اأو قبل قب�سه اإذا اختلف المتبايعان عند قب�ض ال�سفي نف�ض ال�سئ، نحو اأن يقول المبتاع: اأ�سلمت اإليك في قمح ويقول البائع في �سعير اأو عد�ض، تحالفا، مثله يعرف لا بما دعواه في اأحدهما ياأتي اأن اإلا

الحنفية قول هو الباحث اختاره الذي والقول وال�سافعية الذي يقول باأنه لا يجوز ا�ستراط الخيار لم من لم اإذ لا فائدة فيه، خا�سة واأن عقد ال�س في ال�سالعقود غير اللازمة فيجوز لكلا العاقدين ف�سخه متى ما �ساء، فلا داعي للخيار، لاأن الخيار اإنما يثبت في لم جوز العقود اللازمة كالبيع والاإجارة وعقد ال�سينطبق ما كل فيه ينطبق فلا القيا�ض خلاف على على البيع، لاأن الخيار اإنما يثبت في العقود اللازمة

كالبيع والاإجارة .لم: رابعا: الاختلاف في ال�ش

عند الحنفية:ا�ستراط في اإليه والم�سلم لم ال�س رب اختلف اإذا رديئا، �سرطناه اأحدهما: قال باأن لم، ال�س و�سف وقال الاآخر لم ن�سترط �سيئا، كان القول لمن ادعى ال�سحة، مدعي لاأنه نفاه لمن لا فيهما الا�ستراط له ف�سهد مو�سوفا، موؤجلا اإلا يجوز لا لم ال�س اذ

الظاهر، وعند ال�ساحبان القول للمنكر.ويبداأ ا�ستح�سانا يتحالفان لم ال�س اختلفا في واإذا بيمين المطلوب عند اأبي يو�سف ثم رجع وقال بيمين الطالب وهو قول محمد، واأي برهن قبل، فاإن برهنا لم ب�سلم واحد عند اأبي يو�سف ق�سي ببينة رب ال�س

ويقال هو قول اأبي حنيفة.والم�ساألة على ثلاثة اأوجه، لاأن راأ�ض المال اإما عين، اأو دين، وكل وجه على ثلاثة اأوجه، اتفقا على راأ�ض المال واختلفا في الم�سلم فيه اأو على القلب اأو اختلفا فيهما، فاإن كان راأ�ض المال عينا واختلفا في الم�سلم الثوب في كرحنطة، الطالب هذا فقال فيه لا غير، في اأو �سعير في اأو كر ن�سف في الاآخر وقال لم الحنطة الرديئة، واأقاما البينة ق�سي ببينة رب ال�س

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {82}

حنطة، وقال البائع: مائة دينار في مائة �ساع حنطة اأحلف البائع بالله ما باع بالمائه التي قب�ض منه اإلا مائة �ساع فاإذا حلف، قيل للم�ستري اإن �سئت فلك عليه المائة �ساع التي اأقر بها، واإن �سئت فاحلف ما بيعك مائتي �ساع ابتعت منه مائة �ساع وقد كان لاأنه مدع عليك اأنه ملك عليك المائة دينار بالمائة �ساع واأنت منكر، فاإن حلف تفا�سخا، وكذلك لو اختلفا دينار في مائتي اأ�سلفتك فقال: منه، ا�ستري فيما اأ�سلفتني في مائة �ساع مائة �ساع تمر وقال: بل وقال مو�سوفة، �سلعة في اأ�سلفتك قال: اأو ذرة الاآخر: بل في �سلعة غير مو�سوفة يحلف البائع ثم يخير المبتاع بين اأن ياأخذ بما اأقر البائع بلا يمين اأو

ان يحلف فيبراأ من دعوى البائع ويتفا�سخان.الاأجل في واختلفا ال�سلعة في ت�سادقا لو وكذلك فقال الم�سلف: هي اإلى �سنة، وقال البائع: هي اإلى ر�سي فاإن الم�ستري، وخير البائع حلف �سنتين،

واإلا حلف وتفا�سخا)64(.عند الحن�بلة:

اأو الاأجل قدر في اإليه والم�سلم الم�سلم اختلف اإذا اإليه مع يمينه)65( فيقبل م�سيه فالقول قول الم�سلم قول م�سلم اإليه في قدر اأجل او م�سيه بيمينه، لاأن الم�سلم ولاأن بقاوؤه، فالاأ�سل الاأجل اقت�سى العقد ويقبل الاأ�سل وهو الت�سليم ا�ستحقاق ينكر اإليه براءة الاأ�سل اإذ الت�سليم، مكان في اأي�سا قوله ذمته من موؤونة نقله اإلى مو�سع ادعى الم�سلم �سرط

الت�سليم فيه)66(.في الاختلاف في الفقهاء لاأقوال ال�سرد هذا بعد اختلافات في كثيرا تحدثوا قد اأنهم نجد لم، ال�سهذا كان �سواء اإليه، والم�سلم الم�سلم بين كثيرة

اأبدا قول في راأ�ض مال ذلك الم�سلم، فيكون القول منك ابتعت اأحدهما: قال اأو ي�سبه، بما اأتى من ثوب اأحدهما: قال اأو بغلا، الاآخر: وقال حمارا قطن وقال الاآخر: ثوب كتان ونحو هذا كله، فاإنهما فاإن باليمين، البائع ويبداأ ويتفا�سخان يتحالفان حلف لزم المبتاع ما حلف عليه اإلا اأن يحلف على ما فاإن البيع، تفا�سخا المبتاع فاإن حلف ذكره ويبراأ نكل البائع عن اليمين حلف المبتاع اإن �ساء وكانت ال�سلعة له بما حلف عليه، فاإن اأبى اأي�سا من اليمين

تفا�سخا اأي�سا.البائع: قال فان لم، ال�س حلول عند اختلفا واإن اأ�سلمت اإليك في حنطة بي�ساء وقال المبتاع: اأ�سلمت باليمين البائع فالقول قول اإليك في حنطة �سمراء، لم ال�س حلول عند المال راأ�ض في اتفقا لو وكذلك واختلفا في المكيلة فقال اأحدهما: في �سفة كذا وقال الاآخر: بل �سفة كذا، وهكذا فالقول قول البائع وهو اإذا جاء بما ي�سبه ابدا مع يمينه، وذلك اإليه الم�سلم واإلا فالقول قول من جاء بما ي�سبه، وفيهما قول اآخر

اأنهما يتحالفان ويتفا�سخان وهو قول اأ�سهب.يكن ولم لم ال�س قب�ض مو�سع في اختلفا ولو لاأحدهما بينة حكم على البائع بالق�ساء في المو�سع

الذي انعقدت فيه بينهما ال�سفقة)62(. واإذا ادعى كل منهما اأنه لا يعلم قدر ما وقع به البيع وترد ويف�سخ، قدره يعلم لا اأنه على يحلف فاإنه كانت اإن قيمتها ترد واإلا قائمة كانت اإن ال�سلعة

مقومة ومثلها اإن كانت مثلية )63(.عند ال�ش�فعية :

لم ال�س في اختلفا ولو الله: رحمه ال�سافعي قال فقال الم�ستري: اأ�سلفتك مائة دينار في مائتي �ساع

{83}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

ما ماله راأ�ض عليه من بقي �سيئا ويوؤخره بما منه من عليه بقي اأخره بما �ساء واإن يقب�سه، اأو �ساء لم اإلى العام المقبل، واإن �ساء ف�سخ �سلمه واأخذ ال�س

ثمنه.القول الث�ني: اأنه لي�ض له اأن يوؤخره بما ت�سلم منه

اأو بما بقي له منه عليه اإلى قابل.بعدم منف�سخ بينهما البيع اأن الث�لث: القول

الم�سلم فيه)68(.ماله انقطع لو اأنه ال�ساوي: حا�سية في جاء وقد اأي وقت معين يظهر فيه كبع�ض الاأثمار خير اأبان البقاء وفي ماله راأ�ض واأخذ الف�سخ في الم�ستري لقابل حتى يظهر الم�سلم فيه في وقته، فاإن اأتى فلا اإذا التخيير ومحل فيه الم�سلم اأخذ وتعين ف�سخ الم�ستري، ب�سبب الانقطاع حتى التاأخير يكن لم حيث البائع ظلم قد لاأن لقابل، الاإبقاء والاأوجب

فرط في اأخذ حقه فتخييره زيادة ظلم له)69(.عند ال�ش�فعية:

قال النووي: ولو اأ�سلم فيما يعم فانقطع في محله لم ينف�سخ على الاأظهر فيخير الم�سلم بين ال�سبر وبين الف�سخ حتى يوجد، فلو علم قبل المحل انقطاعه عنده

فلا خيار قبله في الاأ�سح)70(.انقطاعه يوؤمن فيما اأ�سلم اإن التنبيه: وقد جاء في

في محله ففيه قولان:اأ�سحهما كما قال النووي: اأن الم�ستري بالخيار بين

اأن يف�سخ وبين اأن ي�سبر اإلى، اأن يوجد. والثاني: اأنه ينف�سخ العقد )71(.

عند الحن�بلة:اإن اأ�سلم اإلى محل يوجد فيه عاما فانقطع، خير بين ال�سبر والف�سخ والرجوع براأ�ض ماله اأو عو�سه ان

لم نف�سه اأو في الاأجل اأو في �سفة الاختلاف في ال�ساإليه فالذي تو�سل المال فيه وراأ�ض الم�سلم ومقدار القول دائما قول من يدعي الظاهر اأن الباحث هو اأو من يدعي ما ي�سبه كما قال الفقهاء، فمثلا اإذا قال اأحدهما: اأ�سلمتك في �سلعة مو�سوفة، وقال الاآخر: اأ�سلمتني في �سلعة غير مو�سوفة، فالقول فيه هذه الحالة قول من يدعي الو�سف لاأن الظاهر ي�سهد له، لم لا يجوز اإلا مو�سوفا، وهكذا في والظاهر اأن ال�س

كل اختلاف فيقبل قول من يدعي الظاهر.خام�سا: لوا نقطع عند المحل:

عند الحنفية:�سرطه لفوات المنقطع ال�سئ في لم ال�س يجوز لا حين اإلى العقد حين من موجودا يكون اأن وهو المحل بك�سر الحاء، حتى لو كان منقطعا عند العقد موجودا عند المحل اأو بالعك�ض، اأو منقطعا فيما بين ذلك لم يجز، لاأنه غير مقدور الت�سليم لتوهم موت اإليه فيحل الاأجل وهو منقطع فيت�سرر رب الم�سلم الاأ�سواق في يوجد لا اأن الانقطاع وحد لم، ال�سالتي تباع فيها واإن كان في البيوت، ولو انقطع عن اأيدي النا�ض بعد المحل قبل اأن يوفي الم�سلم فيه فرب لم بالخيار اإن �ساء ف�سخ العقد واأخذ راأ�ض ماله ال�س

واإن �ساء انتظر وجوده)67(.عند الم�لكية:

لا مامونا يكون حتي �سئ في ي�سلم اأن يجوز لا ينقطع من اأيدي النا�ض في وقت محله، ومن اأ�سلم ذلك �سابه ما اأو عنب اأو اأخ�سر تين اأو في رطب من الثمار، فلم يقب�سه حتى نقد اأو انقطع، فلمالك

واأ�سحابه في ذلك اأقوال:القول الاأول: اأنه يحا�سبه بما اأخذ اإن كان قب�ض

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {84}

عند الم�لكية :يكن لم اذا اإليه الم�سلم لغير فيه الم�سلم بيع يجوز قبل الطعام بيع عن نهى )قد ) ( لاأنه طعاما

قب�سه()74(.لم من غير الم�سلم قال ابن ر�سد الحفيد: واأما بيع ال�سيكن لم ما التبايع به يجوز �سئ بكل فيجوز اإليه

طعاما، لاأنه يدخل في مبيع الطعام قبل قب�سه)75(.عند ال�ش�فعية:

الاعتيا�ض قب�سه ولا قبل فيه الم�سلم بيع ي�سح لا عنه لعموم النهي عن ذلك، فلا ي�سح بيعه ولو نقدا، والمراد به كل مثمن في الذمة ولو غير م�سلم فيه،

لم)76(. في�سمل المبيع في الذمة بغير لفظ ال�سعند الحن�بلة:

(: )نهى لم قبل قب�سه لاأن النبي ) لا يجوز بيع ال�سعن بيع الطعام قبل قب�سه وعن بيع مالم ي�سمن()77(، فلا يحل ولاأنه مبيع لم يدخل في �سمانه فلم يجز

بيعه كالطعام قبل قب�سه)78(.بعد هذا ال�سرد لاآراء الفقهاء في م�ساألة بيع الم�سلم فيه قبل قب�سه نخل�ض اإلى اأن هنالك قولان في هذة

الم�ساألة:مطلقا فيه الم�سلم بيع يجوز لا اأنه الاأول: القول ذلك، في النهي لعموم غيره اأو طعاما كان �سواء

وذلك قول الحنفية وال�سافعية والحنابلة .القول الث�ني: اأنه يجوز بيع الم�سلم فيه قبل قب�سه في ورد الذي النهي اأن باعتبار طعاما يكن مالم الحديث خا�ض بالطعام وهذا قول المالكية فنجد اأن الفقهاء اتفقوا على اأنه لا يجوز بيع الم�سلم فيه قبل قب�سه اذا كان طعاما ، اأما في غير الطعام فمختلف

فيه على النحو الذي ذكر اآنفا.

كان معدوما .اإما بع�سه اأو محله عند فيه الم�سلم كل تعزر فاإن لغيبة الم�سلم فيه اأو لعجز عن الت�سليم اأو لعدم حمل الثمار تلك ال�سنة وما اأ�سبهه، فال�سحيح من المذهب اأنه يخير بين ال�سبر والف�سخ في الكل اأو البع�ض، في الخيار وله المتعذر البع�ض في يف�سخ وقيل

الباقي)72(.لم ال�س حكم في الفقهاء لاأقوال ال�سرد هذا وبعد حالة انقطاع الم�سلم فيه عند محله، فنجد اأن الفقهاء فيه الم�سلم اإذا كان لم ال�س اأنه لا يجوز اتفقوا على من كان اذا اأما غالبا، محله عند منقطعا يكون الحالة هذه فقالوا في عند محله غالبا ينقطع مالا الم�ستري بالخيار بين اأن يف�سخ العقد وياأخذ راأ�ض

ماله وبين اأن ي�سبر اإلى حين وجود الم�سلم فيه. اأن اأن الم�ستري لي�ض عليه والذي عليه الباحث هو وجود حين اإلى ي�سبر اأن عليه بل العقد، يف�سخ الم�سلم فيه، لاأن الانقطاع قد يكون ب�سبب خارج عن اإرادة الم�سلم اإليه وهو البائع، ولذلك على الم�ستري اآخر، فاإذا انتهى الاأجل الثاني اأجلا له اأن ي�سرب بعد ذلك يكون الم�ستري بالخيار بين الف�سخ وال�سبر

مرة اأخرى.�ساد�سا: بيع الم�شلم فيه قبل قب�شه:

عند الحنفية:لا ي�سح الت�سرف في راأ�ض المال ولا الم�سلم فيه قبل القب�ض، لاأن الم�سلم فيه مبيع، والت�سرف في المبيع المنقول قبل القب�ض لا يجوز، وراأ�ض المال م�ستحق فلم له مفوت فيه والت�سرف المجل�ض في القب�ض

يجز)73(.

{85}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الذي الثمن الحقيقي وا�سترداد المحكمة تراه �سلمه فعلا للبائع وحينئذ يحق للبائع اأن يبيع

مح�سوله لمن �ساء)79(.الاأردني، المدني القانون من ماأخوذة المادة هذه اأحكامه الاأردني المدني والقانون )538( المادة بعدم فيه والتزم الاإ�سلامي، الفقه من م�ستمدة مخالفة ال�سريعة الاإ�سلامية و�سارك في و�سعه عدد

كبير من الفقهاء في البلاد العربية)80(.فالملاحظ اأن هذه المادة من قانون المعاملات المدنية بع�ض ا�ستغلال م�ساألة عالجت قد 1984م ل�سنة والمنتجين المزارعين من الفقيرة للطبقة التجار بحكم علمهم الوا�سع في تجارة الحبوب وفي نف�ض الوقت يملكون �سيولة عالية فيجد المزارع الب�سيط اأن اإلا بديل له ولي�ض التجار هوؤلاء اأمام نف�سه فيها عدل المادة اأن هذه لهم ونجد يبيع مح�سوله )البائع للتاجر وبالن�سبة للمزارع بالن�سبة وا�سح والم�ستري( بحيث اأن كلا منهما لا يقع عليه اأي ظلم من الاآخر وبذلك ي�ستطيع المزارع وبكل اطمئنان اأن لم الذي لم يلجاأ اإليه اإلا للحاجة الما�سة يتعامل بال�سلم هذا مبني من قاعدة النهي عن علما باأن بيع ال�سبيع ما لي�ض عند الاإن�سان لحاجة النا�ض الما�سة لمثل تماما مطمئنا يكون الم�ستري وكذلك التعامل هذا بموجب هذا القانون والاأعراف ال�سائدة بين النا�ض التي تحتم وجود الثقة التامة حتي يتم هذا التعامل

على اأكمل وجه بين الاأفراد.المطلب الثاني

لم الم�شرفية تطبيق�ت ال�شاأداة الحا�سر ع�سرنا في لم ال�س اأن من انطلاقا الاإ�سلامي الاقت�ساد في عالية كفاءة ذات تمويل

يقول الذي الاأول القول هو الباحث عليه والذي كان �سواء قب�سه قبل فيه الم�سلم بيع جواز بعدم �سمان في قب�سه قبل المبيع لاأن غيره اأو طعاما البائع في�سمنه في حالة الهلاك وقد يربح الم�ستري في �سئ لم يتحمل فيه تبعة الخ�سارة فيظلم البائع

ولذلك يري الباحث اأن الراأي الاأول هو الاأوفق .

المبحث الثالث لم المع��شرة تطبيق�ت عقد ال�ش

المطلب الاأوللم في االبيئة الزراعية تطبيق�ت ال�ش

)بين الاأفراد(زمن منذ معروف لم ال�س عقد اأن معلوم هو كما في عندنا ويعرف ، الزراعية الاأو�ساط في بعيد معلومة معاملة وكان ، ال�سيل بنظام ال�سودان يبرم كان حيث مبكرا تطبيقه كان وقد للجميع غالبا بين المزارعين والتجار ولما درج بع�ض التجار على ا�ستغلال حاجة المزارع للتمويل وا�سترخا�ض المدنية المعاملات قانون عالج فيه( )الم�سلم �سلعته الا�ستغلال هذا )221( المادة في 1984م ل�سنة نفع حمايته وفي منتجا باعتباره للمزارع حماية ، الغذاء وتاأمين الاإنتاج با�ستمرارية للجميع عام

حيث ن�ض على الاآتي:المزارع لم حاجة ال�س الم�ستري في ا�ستغل اإذا -1اأو ب�سعر م�ستقبلا مح�سولا منه فا�سترى ب�سروط مجحفه اإجحافا بينا كان للبائع حينما يحين الوفاء اأن يطلب اإلى المحكمة تعديل ال�سعر

اأو ال�سروط ب�سورة يزول معها الاإجحاف .الذي التعديل قبول عدم في الحق للم�ستري -2

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {86}

لم عقد مرن يمكن تطبيقه في مجالات اإذا فعقد ال�سعدة ويمكن اأن يكون بديلا �سرعيا للتمويل بالفائدة في كل المجالات حيث يتح�سل الم�سلم اإليه )الممول( على التمويل النقدي الذي يريده لينفقه على زراعته اأو �سناعته اأو تجارته فيحقق بذلك م�سلحته وفي الدولة اأو البنك الممول م�سلحة يحقق الوقت ذات يرغب التي فيه( )الم�سلم ال�سلعة على بح�سوله تحقيق من يمكنه وم�سروع رخي�ض وبثمن فيها اأن البنوك وت�ستطيع فيه، �سبهة لا حلال ربح لم في كل المجالات التي يحتاج فيها تطبق عقد ال�سكالاأ�سمدة عينا اأو نقدا المال اإلى )الزبون( الممول

والتقاوى.وكان البنك الزراعي �سابقا يمول المزارعين بنظام كانت فقد الاأخرى البنوك اأما بفائدة، القر�ض مخاطر لكثرة والاإحجام الاإقدام بين مترددة

التمويل الزراعي الناتجة عن:اعتماده في معظم الاأحيان على الري المطري . -1

كثرة الاآفات الزراعية مثل الفئران والجراد و -2الع�سلة وغيرها .

بدائية العمل الزراعي وقلت ال�سمانات . -3القر�ض بنظام الزراعي التمويل ا�ستمر وقد عام الاإ�سلامية الت�سريعات �سدور حتي بفائدة التمويل من البنوك الدولة منعت حيث 1983م، بنظام القر�ض بفائدة ، فبداأت البنوك خا�سة البنك بدلا لم ال�س ب�سيغة المزارعين تمويل في الزراعي البنك فا�ستفتى بفائدة القر�ض بنظام التمويل من الزراعي هيئته الرقابية ال�سرعية فاأفتته و�ساغت له

لم الاآتي: عقد ال�س

حيث من الاإ�سلامية الم�سارف ن�ساطات وفي مرونتها وا�ستجابتها لحاجة التمويل المختلفة �سواء طويلا اأو متو�سطا اأو الاأجل ق�سير تمويل كان ومتعددة مختلفة �سرائح لحاجات وا�ستجابتها اأو الزراعيين العملاء �سواء كانوا من المنتجين من لتمويل وا�ستجابتها التجار، من اأم ال�سناعيين الاأخرى، الراأ�سمالية والنفقات الت�سغيل نفقات لم ومنها ما ولهذا تعددت مجالات تطبيق عقد ال�س

يلي :زراعية عمليات لتمويل لم ال�س عقد ي�سلح -1مع الاإ�سلامي الم�سرف يتعامل حيث مختلفة المزارعين الذين يتوقع اأن تكون لديهم ال�سلعة في المو�سم من محا�سيلهم اأو محا�سيل غيرهم اإذا ي�سلموها اأو ي�ستروها اأن يمكن التي فيقدم ، محا�سيلهم من الت�سليم في اأخفقوا لهم بهذا التمويل نفعا بالغا ويدفع عنهم م�سقة

العجز المالي عن تحقيق اإنتاجهم .لم في تمويل الن�ساط يمكن ا�ستخدام عقد ال�س -2الزراعي وال�سناعي ولا �سيما تمويل المراحل والمنتجات ال�سلع وت�سدير لاإنتاج ال�سابقة الرائجة وذلك ب�سرائها �سلما واإعادة ت�سويقها

باأ�سعار مجزية .الحرفيين لم في تمويل ال�س عقد تطبيق يمكن -3عن وال�سناعيين الزراعيين المنتجين و�سغار طريق اإمدادهم بم�ستلزمات الاإنتاج في �سورة لم معدات واآلات، اأو مواد اأولية كراأ�ض مال ال�سمقابل الح�سول على بع�ض منتجاتهم واإعادة

ت�سويقها)81(.

{87}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

لم عقد ال�شتم هذا العقد في هذا اليوم ................. من �سهر ................. �سنة ......14هـاليوم ....................... من �سهر ........................�سنة ................19م .

بين كل من: ال�سادة بنك .................................................... فرع ..............................................لم (. وي�سمى فيما بعد لاأغرا�ض هذا العقد ) طرفا اأول – رب ال�س

)الم�سلم الثاني بالطرف العقد لاأغرا�ض هذا بعد فيما ........................................... وي�سمي ال�سادة وال�سيد/ لم ووافق البنك على اإليه(، بما اأن الطرف الثاني قد رغب في بيع .................................... للبنك بموجب عقد ال�س

�سراءها، فقد اتفق الطرفان على اإبرام عقد �سلم بينهما على النحو التالي:باع الطرف الثاني للبنك عدد .............................. )ويذكر الجن�ض والنوع وال�سفة والمقدار ويو�سف و�سفا مميزا عن غيره ( بمبلغ ......................................... بواقع ........................... للوحدة )اردب – جوال – الخ(.لم( بعد التوقيع على هذا العقد في مدة لا 1- قبل البنك والتزم باأن يدفع للطرف الثاني الثمن كمال )راأ�ض مال ال�س

تتجاوز ثلاثة اأيام .التزم الطرف الثاني بت�سليم المبيع ) الم�سلم فيه ( للبنك على النحو التالي : -2

اأ.دفعة واحدة في يوم .................... من �سهر................... �سنة .........19م ب.اأو على دفعات كالاآتي:

التاريخالكميةالدفعة

التزم الطرف الثاني اأن ي�سلم البنك المبيع )الم�سلم فيه( في المكان التالي .............................................. -45 - على الطرف الثاني تقديم �سمان عيني مقبول اأو �سمان �سخ�سي يتعهد فيه ال�سامن بت�سليم اأي كمية من الم�سلم فيه

يعجز الطرف الثاني عن ت�سليمها في وقتها المحدد .يجوز للبنك اأن يطلب من الطرف الثاني اأو ال�سامن اأو منهما معا تقديم �سيكات بمبلغ يتفق عليه الطرفان ويكون -6للبنك الحق في الت�سرف في ال�سيكات ل�سراء الم�سلم فيه المطلوب من الطرف الثاني ب�سعر ال�سوق في اأي وقت بعد

يوم الت�سليم .في حالة عدم وجود الم�سلم فيه عند حلول الاأجل للبنك الخيار بين انتظار وجود الم�سلم فيه وف�سخ العقد واأخذ الثمن

لم(. )راأ�ض مالوؤ ال�س7- اتفق الطرفان على اإزالة اأي غبن)82( فاح�ض يلحق باأي منهما ب�سبب زيادة �سعر الم�سلم فيه اأو نق�سه وقت الت�سليم عن ال�سعر المتفق علية بما يزيد عن الثلث ، ففي حالة الزيادة يتحمل البنك ما زاد عن الثلث وفي حالة النق�ض يتحمل

المزارع ما زاد عن الثلث.8-اإذا ن�ساأ نزاع حول هذا العقد يحال ذلك النزاع الى لجنة تحكيم تتكون من ثلاثة محكمين يختار كل طرف محكما واحدا منهم ويتفق الطرفان على المحكم الثالث الذي يكون رئي�سا للجنة التحكيم وفي حالة ف�سل الطرفين في الاإتفاق على المحكم الثالث او عدم قيام اأحدهما باإختيار محكمه في ظرف �سبعة اأيام من تاريخ اإخطاره بوا�سطة الطرف الاآخر يحال الاأمر لمحكمة البنوك اأو اأقرب محكمة مخت�سة لتقوم بتعيين ذلك المحكم اأو المحكمين المطلوب اختيارهم، تعمل نهائية القرارات العادية وتكون هذه بالاغلبية الاإ�سلامية وت�سدر قراراتها ال�سريعة اأحكام التحكيم ح�سب لجنة

وملزمة للطرفين.

توقيع الطرف الاأول ...................................... توقيع الطرف الثاني .....................................ال�سهود 1- ............................................... 2-....................................................)83(

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {88}

مث�ل لاإزالة الغبن :اأولا : في ح�لة الزي�دة:

اإذا كان ال�سعر المتفق علية مثلا1200 ج �سوداني للجوال الواحد واأ�سبح �سعر الجوال عند الت�سليم 1800ج للجوال ، فينظر اإلى هذه الزيادة هل هي عن زائدة هي اأم عليه المتفق المبلغ لثلث م�ساوية لثلث م�ساوية كانت فاإذا عليه المتفق ال�سعر ثلث زائدة كانت اإذا اأما ، غبن فلا عليه المتفق ال�سعر هذه ففي ، غبن فيوجد عليه المتفق المبلغ ثلث عن الحالة يتحمل البنك هذه الزيادة: 1800- 1200

=600ج.اإذا كانت الزيادة اأعلى من ثلث ال�سعر المتفق عليهثلث ال�سعر المتفق عليه =1200 *3/1 = 400ج .

اإذا كانت الزيادة التي يتحملها البنك = 600- 400 =200ج .

1400ج = 200 + 1200 الجوال �سعر في�سبح بدلا من 1200ج

ثانيا : في ح�لة النق�ش�ن :في هذه الحالة تتبع نف�ض الخطوات التي اتبعت في حاله الزيادة ويتحمل المزارع النق�ض الذي ح�سل

في �سعر الجوال المتفق عليه . المطلب الثالث

لم العملية تطبيق�ت ال�شاإذا ابرم عقد �سلم بين بنك اإ�سلامي و منتج فلابد الاإ�سلامية ال�سريعة لاأحكام موافقا يكون اأن

و�سوابطها ولذلك لا بد من اإتباع المراحل الاآتية:لتحقيق العقد مجل�ض في الثمن البنك يدفع -1ت�سليم البائع ويتعهد المالية البائع حاجات على المتفق والمكان المحدد الاأجل في ال�سلعة

الم�سرفية يلاحظ لم ال�س لتطبيقات ال�سرد هذا بعد لم كما قيل عقد مرن يمكن تطبيقه في اأن عقد ال�ساأو اأو تجارية اأكانت زراعية �سواء مجالات عديدة �سناعية اأو غيرها من المجالات التي تعود بالنفع على لم من جميع الاأطراف المتعاقدة خا�سة اأن عقد ال�سالمعاملات التي اأباحتها ال�سريعة الاإ�سلامية واأباحت وال�سوابط القيود مراعاة مع �سرعا بها التعامل ال�سرعية التي و�سعت له واإنزالها الواقع الم�سرفي

العملي .المعاملة هذه اأن نجد وتعالى �سبحانه الله وبحمد طبقت بطريقة �سرعية في البنوك الاإ�سلامية كالبنك لم ب�سورة الزراعي ال�سوداني الذي قام بتطبيق ال�س�سرعية وا�سحة ويدل على ذلك العقد الذي �ساغته العقد هذا في فيلاحظ ال�سرعية الرقابية هيئته له اأنه �سيغ ح�سب الاأحكام ال�سرعية الاإ�سلامية حيث وجدت فيه كل ال�سروط وال�سوابط التي و�سعتها ال�سريعة الاإ�سلامية من ناحية دفع الثمن كاملا في براأي اأخذا اأيام ثلاثة خلال في اأو العقد مجل�ض تاأخير قب�ض راأ�ض مال الذي يقول بجواز المالكية لم اإلى ثلاثة اأيام فاأقل خلافا للجمهور اإلى غير ال�سذلك من الاأمور ال�سرعية التي لا بد من مراعاتها عند لم في الم�سارف ويلاحظ اأي�سا اأن العقد تطبيق ال�سقد تحدث عن اإزالة الغبن الفاح�ض الذي يلحق باأحد الطرفين في حالة زيادة ال�سعر اأو نق�سانه وهذا من العدل بمكان بالن�سبة للطرف المغبون حيث يتحمل الم�سرف مازاد عن الثلث في حالة الزيادة ويتحمل المزارع مازاد عن الثلث في حالة النق�سان اإذا فهذا العقد الذي �سيغ بوا�سطة البنك عقد �سرعي موافق

لاأحكام ال�سريعة الاإ�سلامية .

{89}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

وي�ستطيع البنك الانتظار حتي الموعد المحدد لت�سليم ويمكن بيعها عن يعلن قب�سها وبعد ، فيه الم�سلم للبنك اأن يبيعها �سلما اأي�سا في�سبح البنك م�سلما اليه لم بل قد يبيعها بعد ما كان في المرة الاأولي رب ال�سلم فيتقدم للبنك للعميل نف�سه ، في�سبح العميل رب ال�سلم الموازي)85(، وي�ستفيد لل�سراء وهذا ما ي�سمي بال�س

البنك من فروق الاأ�سعار في كلا الحالين)86(.لم العملية بين العميل والبنك وهكذا تتم مراحل ال�سالطرفين على بالنفع تعود الله باذن عملية وهي لم من ناحية راأ�ض مال وي�ستفيد كل منهما بهذا ال�سلم الذي ي�ستفيد منه الم�سلم اإليه )البائع( والم�سلم ال�س

لم )الم�ستري(. فيه والذي ي�ستفيد منه رب ال�س

الخ�تمــــــةوت�سمل اأهم النتائج والتو�سيات:

اأولا : النت�ئج :لم وتطبيقاته تو�سل الباحث وبعد الحديث عن ال�س

اإلى بع�ض النتائج اأهمها:لم مباح �سرعا . اأن التعامل بال�س -1

من لابد �سرعية وقواعد �سوابط هنالك اأن -2لم. اأخذها في الاعتبار عند التعامل بال�س

المجتمع في لل�سلم عملية تطبيقات هنالك اأن -3الزراعي بين الاأفراد وي�سمى بنظام ال�سيل.

عقد بموجب لل�سلم عملية تطبيقات هنالك اأن -4ملزم في الم�سارف الاإ�سلامية .

ثانيا : التو�شي�ت :المفتين قبل من المعاملة بهذه الاهتمام -1بالنفع المعاملة هذه تعود حتى والاقت�ساديين

العام.

اأن هذه المرحلة موافقة ت�سليمه فيه، والملاحظ و�سعتها التي لم ال�س عقد ل�سوابط تماما مال راأ�ض تعجيل من الاإ�سلامية ال�سريعة ومكان الاأجل وتحديد ال�سلعة وتاأجيل لم ال�س

ت�سليم الم�سلم فيه .ثم يت�سلم البنك بنف�سه اأو نائبه ال�سلعة الم�ستراهـ -2اأو حال بثمن يبيعها ثم المحدد الوقت في موؤجل، وللبنك توكيل البائع ببيع ال�سلعة نيابة عنه مجانا اأو باأجر ، وللبنك اأي�سا مطالبة البائع بت�سليم ال�سلعة اإلى �سخ�ض ثالث ي�ستريها من

البنك بمقت�سي وعد �سابق ب�سرائها .بثمن موؤجل اأو حال ب�سعر ال�سلعة بيع للبنك -3لم ال�س بطريق �سرائها ثمن من عادة اأعلى الم�ستري ويدفع ا�ستثمار عائد البنك فيحقق البنك)84(، وبين بينه الاتفاق بح�سب الثمن لم تتمثل في اإذا فال�سياغة الم�سرفية لعقد ال�س

الاآتي :اأن يتقدم العميل للبنك ويعر�ض عليه �سراء اأ - �سلعة معينة ويحدد له موعدا اأو اأجلا كما

لم . هو معروف في عقد ال�سللجنة العر�ض هذا باإخ�ساع البنك يقوم ب - قوة ومدي الاقت�سادية جدواهـ لدرا�سة و�سهرته العميل لدي التجاري المركز

واأمانته اإلى غير ذلك مما يجب اإتخاذه .المبلغ بت�سليم البنك يقوم الموافقة وبعد ج - للبائع الاإرتفاق يكون وهنا للعميل، تمويل على ح�سل فالبائع والم�ستري، �سلع على تح�سل والم�ستري لم�ساريعه

باأ�سعار رخي�سة .

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {90}

ثالثا : كتب الفقه المذهبي:اأ: المذهب الحنفي:

اأبوالح�سن علي بن اأبي بكر الميرغناني/ الهداية -8�سرح البداية/ المكتبة الاإ�سلامية/ بدون.

برهان الدين علي بن اأبي بكر الميرغناني/ متن -9بداية المبتدئ في فقه الاإمام اأبي حنيفة/ مكتبة

محمد علي �سبيح/ القاهرة/ بدون .الرائق البحر نجيم/ بن اإبراهيم بن الدين زين -10�سرح كنز الدقائق/ دار المعرفة/ بيروت/ بدون.

ال�سرخ�سي/ �سهل بن محمد الدين �سم�ض -11والن�سر/ للطباعة الفكر دار المب�سوط/

بيروت/ الاأولى/ 1421هـ .في اللباب الميداني/ الدم�سقي الغنيمي عبدالغني -12�سرح الكتاب/ دار الكتاب العربي/ بيروت/ بدون .

الحنفي/ مودود بن محمود بن عبدالله -13الاختيار لتعليل المختار/ دار الكتب العلمية/

بيروت/ الثالثة/ 1426هـ .المختار الدر الح�سكفي/ علاءالدين محمد -14�سرح تنوير الاإب�سار/ دار الفكر/ بيروت/

1386هـ/ بدون .ب: المذهب الم�لكي:

العدوي محمد بن اأحمد اأبوالبركات -15الفكر/ دار الكبير/ ال�سرح الدرديري/

بيروت/ بدون.الرباني/ الطالب كفاية المالكي/ اأبوالح�سن -16

دار الفكر بيروت/ 1412هـ .القيرواني/ القا�سم اأبي بن اأبو�سعيد خلف -17اإحياء دار المدونة/ اخت�سار في التهذيب

التراث/ دبي/ 1423هـ .

لم ال�س و�سروط باأحكام النا�ض تب�سير -2ال�سرعية.

على هيئات الرقابة ال�سرعية بالم�سارف الوقوف -3لم في الم�سارف حتى لا يكون على تطبيق ال�س

مخالفا لل�سرع .لم بديلا للقرو�ض الربوية. اعتماد عقد ال�س -4

فهر�شت المراجع والم�ش�دراولا : القراآن الكريم.

ثانيا : كتب ال�شنة النبوية.اأبوبكر عبدالرزاق بن همام بن نافع الحميري -1المكتبة عبدالرزاق/ م�سنف اليماني/

الاإ�سلامية بيروت/ الثانية/ 1403هـ.اأبوداوود �سليمان بن الا�سعري ال�سج�ستاني/ �سنن -2

اأبي داوود/ دار الكتاب العربي/ بيروت/ بدون.اأبوبكر مو�سي بن علي بن الح�سين بن اأحمد -3العلمية/ الكتب البيهقي/ دار البيهقي/ �سنن

بيروت/ الثالثة/1424هـ .بن الحجاج بن م�سلم الح�سين اأبن الاإمام -4م�سلم الق�سيري اللي�سابورى/ �سحيح م�سلم/

الاأولى/ دار الخلافة العلمية/ 1330هـ .�سليمان بن اأحمد الطبراني اأبوالقا�سم/ معجم -5

الطبراني/ مكتبة ابن تيمية/ بدون .البخاري/ اأبوعبدالله اإ�سماعيل بن محمد -6�سحيح البخاري/ دار طوق النجاة/ الاأولى/

1422هـ .ال�سحاك بن مو�سي بن عي�سي بن محمد -7الغرب دار الترمذي/ �سنن الترمزي/

الاإ�سلامي/ بيروت/ 1998م .

{91}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

اأبوزكريا �سم�ض الدين يحيى بن �سرف النووي/ -29المجموع �سرح المهذب/ مكتبة الار�ساد جده.

الح�سيني/ محمد بن بكر اأبي الدين تقي -30كفاية الاأخيار في حل غاية الاخت�سار/ دار

الخير/ دم�سق 1994م .الح�سيني محمد بن بكر اأبي الدين تقي -31غاية حل في الاأخيار كفاية ال�سافعي/

الاخت�سار/ دار الخير/ دم�سق 1994هـ .�سليمان بن عمر البجيرمى ال�سافعي/ تحفة -32الكتب دار الخطيب/ �سرح على الحبيب

العلمية بيروت/ الاأولى/ 1417هـ .اأحمد العبا�ض اأبي بن محمد الدين �سم�ض -33�سرح اإلى المحتاج نهاية الرملي/ بن حمزة

المنهاج/ دار الفكر بيروت )بدون( .قليوبى حا�سيتا القليوبي/ الدين �سهاب -34م�سر/ الحلبي/ البابي مطبعة وعميرة/

الثالثة/ 1375هـ .الحاوي الماوردي/ اأبوالح�سن العلامة -35

الكبير/ دار الفكر بيروت/ بدون .العلامة محمد الزهري القمراوي/ ال�سراج الوهاج -36

على متن المنهاج/ دار المعرفة/ بيروت/ بدون.اأبوعبدالله/ ال�سافعي ادري�ض بن محمد -37

الاأم/ دار المعرفة/ الاأولى/ 1393هـ .محمد بن محمد بن محمد الغزالي اأبوحامد/ الو�سيط -38

في المذهب/ دارال�سلام/ القاهرة/ 1417هـ .د: المذهب الحنبلي :

اإبراهيم بن محمد بن �سالم بن �سويان/ منار -39ال�سبيل في �سرح الدليل/ المكتب الاإ�سلامي/

ال�سابقة/ 1409هـ .

بن محمد بن عبدالله بن يو�سف اأبوعمر -18عبدالبر/ الكافي في فقه اأهل المدينة/ مكتبة

الريا�ض الحديثة/ الثانية/ 1400هـ.اأحمد ال�ساوي/ بلغة ال�سالك لاأقرب المالك/ -19

دار الكتب العلمية/ بيروت/ 1415هـ .اأحمد بن غنيم بن �سالم النفراوي/ الفواكه -20القيرواني/ زيد ابن ر�سالة على الدواني

مكتبة الثقافة الدينية/ بدون .اأحمد بن محمد ال�ساوي/ حا�سية ال�ساوي -21على ال�سرح ال�سغير/ دار المعارف/ بدون.

�سم�ض الدين اأبوعبدالله محمد بن محمد بن -22عبدالرحمن/ مواهب الجليل �سرح مخت�سر

خليل/ دار عالم الكتب 1422هـ .القرافي/ ادري�ض بن اأحمد الدين �سهاب -23

الزخيرة دار الغرب/ بيروت/ 1994م .�سالحبن عبدال�سميع الاآبي الاأزهري/ الثمر -24

الداني/ المكتبة الثقافية/ بيروت .والاإكليل التاج يو�سف/ بن محمد عبدالله -25لمخت�سر خليل دار الكتب العلمية/ بيروت/

1416هـ .مالك بن ان�ض بن عامر الا�سبحي المدني/ المدونة -26

الكبري/ دار الكتب العلمية/ بيروت/ بدون.محمد بن عبدالله الخر�سي/ �سرح مخت�سر -27م�سر/ الاأميرية/ الكبري المطبعة خليل/

الثانية 1317هـ .ج: المذهب ال�ش�فعي:

الفيروزابادي يو�سف علي بن اإبراهيم -28ال�سيرازي/ التنبيه في الفقه ال�سافعي/ عالم

الكتب/ الاأولى/ 1403هـ .

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {92}

رابعا : كتب الفقه الع�م اأبوالوليد محمد بن اأحمد بن محمد بن ر�سد -50المقت�سد/ ونهاية المجتهد بداية القرطبي/ م�سر/ الحلبي/ البابي م�سطفي مطبعة

الرابعة/1395هـ.المذاهب على الفقه الجزيري/ عبدالرحمن -51

الاأربعة/ دار الكتب العلمية 1424هـ.خام�سا : كتب اللغة العربية :

اأبوالح�سن اأحمد بن فار�ض بن زكريا/ معجم -52مقايي�ض اللغة/ دارالفكر/ 1399هـ.

محمد بن اأبي بكر الرازي/ مختار ال�سحاح/ -53مكتبة لبنان/ بيروت/ 1415هـ.

العرب/ ل�سان بن منظور/ بن مكرم محمد -54دار �سادر/ بيروت/ الاأولى–بدون.�ساد�سا : كتب فقه المع�ملات المع��شرة :

في الا�ستثمار ادوات بعنوان: بحث -55عبد الاأ�ستاذ مقدم من الاإ�سلامية الم�سارف الحميد محمود البعلي/ ا�ستاذ الفقه المقارن

والاقت�ساد الاإ�سلامي الكويت.الاإ�سلامي التمويل مخاطر بعنوان: بحث -56مقدم من اأ.د.علي بن اأحمد ال�سوا�ض ا�ستاذ

الفقه والاأ�سول بجامعة قطر .في لم ال�س عقد اأحمد/ يو�سف علي محمد -57الفقه الاإ�سلامي وتطبيقاته المعا�سرة/ �سركة

مطابع ال�سودان للعملة/2012م.�سابعا : كتب الق�نون:

ل�سنة ال�سوداني المدنية المعاملات قانون -581984م.

المبدع مفلح/ بن عبدالله بن محمد اإبراهيم -40الريا�ض الكتب عالم دار المقنع/ �سرح

1443هـ.الحنبلي/ قا�سم بن محمد بن عبدالرحمن -41حا�سية الرو�ض المربع �سرح زاد الم�ستنقع/

الاأولي/ 1397هـ .عبدال�سلام بن عبدالله بن الخ�سر بن تيمية -42الحراني/ المحرر في الفقه/ مكتبة المعارف/

الريا�ض/ الثانية 1404هـ .عبدالله بن اأحمد بن قدامة المقد�سى/ المغني في فقه -43الاإمام اأحمد/ دار الفكر بيروت الاأولي 1305هـ.

�سليمان بن علي اأبوالح�سن علاءالدين -44المرداوى/ الان�ساف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الاإمام اأحمد بن حنبل/ دار احياء التراث العربي الاأولي/ 1419هـ.

محمد بن اأبي الفتح الحنبلي/ المطلع على اأبواب -45الفقه/ المكتب الاإ�سلامي بيروت 1401هـ.

الدم�سقي/ �سليمان بن بدرالدين بن محمد -46مذهب على الفقه في المخت�سرات اخ�سر الاإ�سلامية/ الب�ساير دار اأحمد/ الاإمام

بيروت 1416هـ .محمد بن �سالح بن محمد العثيمين/ ال�سرح -47الممتع على زاد الم�ستنقع/ دار ابن الجوزي/

الاأولى/ 1422هـ .م�سطفي �سعد ال�سيوطي الرحيباني/ مطالب -48

اأولي النهي و�سرح غاية المنتهي/ بدون.البهوتي/ اإدري�ض بن يون�ض بن من�سور -49دار الم�ستنقع/ زاد �سرح المربع الرو�ض

الفكر/ بيروت .

{93}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الهوام�س :اأ�شت�ذ م�ش�عد- كلية ال�شريعة- ج�معة القراآن الكريم وت�أ�شيل العلوم.

محمد بن مكرم بن منظور – ل�ش�ن العرب دار �ش�در بيروت ط)1( -1.159/9

محمد بن ابي بكر الرازي / مخت�ر ال�شح�ح مكتبة لبن�ن – بيروت -21415هـ 326/1.

دار اللغة مق�يي�س معجم / ذكري� بن ف�ر�س بن اأحمد الح�شن ابو -3الفكر 1399هـ - 90/3.

عبد الله بن محمود بن مودود الحنفي/ الاختي�ر لتعليل المخت�ر دار -4الكتب العلمية – بيروت ط )3( 1426هـ 35/2.

محمد علاء الدين الح�شفكي / الدر المخت�ر �شرح تنوير الاب�ش�ر دار -5الفكر بيروت 1386 هـ بدون 209/5.

�شم�س الدين محمد بن �شهل ال�شرخ�شي/ المب�شوط دار الفكر للطب�عة -6والن�شر بيروت / الاأولي/ 1421هـ 217/12.

اأحمد بن غنيم بن �ش�لم النفراوي – الفواكه الدواني علي ر�ش�لة ابن -7زيد القيرواني / مكتبة الثق�فة الدينية / بدون 1139/3.

–بيروت الفكر – دار الرب�ني الط�لب كف�لة / الم�لكي اأبو الح�شن -81412هـ - 229/2.

ابو البرك�ت اأحمد بن محمد العدوي الدرديري / ال�شرح الكبير دار -9الفكر بيروت بدون 195/3.

علي الحبيب /تحفة ال�ش�فعي البيجيرمي عمر بن محمد �شليم�ن -10�شرح الخطيب دار الكتب العلمية بيروت ط 1417/1 – 344/3 .

نقي الدين اأبي بكر بن محمد الح�شين الح�شيني ال�ش�فعي – كف�ية -11الاخي�ر في حل غ�ية الاخت�ش�ر دار الخير / دم�شق 1994 247/1

الط�لبين رو�شة / النووي �شرف بن يحي الدين محي زكري� ابو -12وعمدة المفتين المكتب الاإ�شلامي بيروت 1405هـ 3/4.

عبد الله بن اأحمد بن قدامة المقد�شي – المغني في فقه الاإم�م اأحمد دار -13الفكر بيروت ط )1( 1405 هـ 338/4.

محمد بن ابي الفتح البعلي الحنبلي / المطلع علي ابواب الفقه المكتب -14الاإ�شلامي – بيروت 1401هـ 245/1.

ابراهيم بن محمد �ش�لم بن �شوي�ن / من�ر ال�شبيل في �شرح الدليل / -15المكتب الاإ�شلامي ط )7( 1409هـ 1/ 340.

لم في وزن معلوم 781/2 ال�ش البخ�ري في �شحيحة ب�ب اأخرجه -16رقم 2125.

اأخرجه الترمزي في �شننه / ب�ب كراهية بيع م� لي�س عند الان�ش�ن -173/ 534 ح 1232/2.

عبدالله محمد المو�شلي/ الاختي�ر لتعليل المخت�ر )مرجع �ش�بق ( 35/2. -18محمد بن الح�شن ال�شيب�ني اأبو عبد الله الحجة علي اأهل المدينة / -19

ع�لم الكتب / بيروت 1402هـ 617/2.�شبق تخريجه �س6. -20

– الغرب دار / الزخيرة القرافي ادري�س بن اأحمد الدين �شه�ب -21بيروت 1994 224/5.

م�لك ابن ان�س بن ع�مر الاأ�شحبي المدني / المدونة الكبري دار الكتب -22العلمية بيروت /بدون/ 61/3.

محمد بن ادري�س ال�ش�فعي ابو عبد الله / الاأم دار المعرفة / ط )2( -23.94/3 1393/

العلامة اأبو الح�شن الم�وردي / الح�وي الكبير دار الفكر / بيروت / -24بدون 858/5.

�شم�س الدين محمد بن ابن العب��س اأحمد بن حمزة الرملي/ نه�ية -25المحت�ج اإلى �شرح المنه�ج دار الفكر / بدون 164/13.

من�شور بن يون�س بن ادري�س البهوتي / الرو�س المربع �شرح زاد -26الم�شتقع / دار الفكر /بيروت 233/1.

ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن اأحمد بن مفلح / المبدع �شرح المقنع -27/ دار ع�لم الكتب / الري��س 1443 4/ 67.المغني لاأبي قداحة )مرجع �ش�بق ( 338/4. -28

الكتب دار الاأربعة المزاهب علي الفقة / الجزيري الرحمن عبد -29العلمية 1424هـ / 206/2.

عبد �ش�لح الداني والثمر 175 /8 لل�شرخ�شي المب�شوط انظر -30ال�شميع 515/1 والرو�س الربع للبيهوتي 233/1.

انظر المهذب لل�شيرازي 297/1. -31عبد الفني الغنيمي الدم�شقي الميداني / اللب�ب في �شرح الكت�ب دار -32

الكت�ب العربي بدون 1/ 131.عبدالله بن محمد المو�شلي / الاختي�ر لتعليل المخت�ر ) مرجع �ش�بق( -33

.37/2اأخرجه البيهقي في ال�شنن الكبري / ب�ب م� ج�ء في بيع الدين ب�لدين -34

290/5 حديث رقم 10316.عبد الله محمد بن يو�شف / الت�ج والاكليل لمخت�شر خليل 342/7 -35

دار الكتب العلمية 1416.تقريب في الداني الثمر / الاأزهري الابي ال�شميع عبد بن �ش�لح -36

المع�ني المكتبة الثق�فية بيروت 516/1.العلامة محمد الزهري القمراوي / ال�شراج الوه�ج علي متن المنه�ج -37

/ دار المعرفة للطب�عة والن�شر بيروت 208/1.محمد بن محمد بن محمد الغزالي ابو ح�مد / الو�شيط في المذهب -38

دار ال�شلام – الق�هرة 1417 431/3.في المخت�شرات اخ�شر / الدم�شقي بلي�ن بن الدين بدر بن محمد -39 / الاإ�شلامية الب�ش�ئر دار حنبل بن احمد الاإم�م مذهب علي الفقه

بيروت 1416هـ 1/ 173.الرو�س المربع للبهوتي )مرجع �ش�بق (236/1. -40

اأخرجه عبد الرزاق في م�شنفة / ب�ب ال�شلف في الحيوان ج �س 23 -41رقم 14148.

المب�شوط وانظر 38/2 ) �ش�بق مرجع ( للمو�شلي الاإختي�ر -42لل�شرخ�شي ) مرجع �ش�بق ( 229/12 .

الزخيرة للقرافي ) مرجع �ش�بق ( 243/2. -43ابي �شعيد خلف بن ابي الق��شم القيرواني / التهذيب في اخت�ش�ر -44

المدونة 51/2.اأخرجه الطبراني في معجمة ب�ب )1( ج1 �س 394 رقم 908. -45

بيروت الغد دار الكبير الح�وي / الم�وردي الح�شن ابو العلامة -46.882/15

�شبق تخريجه �س 15. -47اأخرجه ابو داوؤود في �شننه / ب�ب بيع الحيوان ب�لحيوان والرخ�شة -48

في ذلك ج 2 �س270 حديث رقم 3357.محمد بن �ش�لح بن محمد العثيمين / ال�شرح الممتع علي زاد الم�شتنقع -49

دار ابن الجوزي ط )1( 1422هـ 9/ 62.انظر الرو�س المربع للبهوتي ) مرجع �ش�بق ( 234/1.

البداية �شرح الهداية / المرغن�ني بكر ابي بن علي الح�شن ابي -50المكتبة الاإ�شلامية 77/3.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {94}

اأحمد بن محمد ال�ش�وي / ح��شية ال�ش�وي علي ال�شرح ال�شغير 7/ -69162

�شرح المجموع / النووي �شرف بن يحيي الدين محي زكري� ابو -70المهذب مكتبة الار�ش�د جدة/ 132/13

ابراهيم بن علي يو�شف الفيروزب�ي�دي ال�شيرازي التبينه في الفقه -71ال�ش�فعي ع�لم الكتب ط)1( 1403 هـ 91/1

في الان�ش�ف / المرداوي �شليم�ن بن علي الح�شن ابو الدين علاء -72احي�ء دار حبنل بن الاإم�م مذهب علي الخلاف من الراجح معرفة

التراث العرب ط )1( 1419هـ 81/5 انظر الرو�س المربع )مرجع �ش�بق( 235/1

البحر الرائق )مرجع �ش�بق ( 6/ 179 -73اأخرجه م�شلم في �شحيحة ب�ب بطلال بيع المبيع قبل قب�شه ج 5 �س -74

7 حديث رقم 3913بداية / القرطبي ر�شد بن محمد بن اأحمد بن محمد الوليد ابو -75المقت�شد / مطبعة م�شطفي الحلبي / م�شر ط)4( المجتهد ونه�ية

1395هـ 205/2الب�بي /مطبعة وعميرة قلوبي ح��شيت� / القلوبي الدين �شه�ب -76)مرجع لل�شيرازي المهذب انظر .78/7 1375هـ ط)3(، الحلبي،

�ش�بق ( 301/1�شبق تخريجه -77

زين الدين بن ابراهيم بن نجيم / البحر الرائق / مرجع �ش�بق 6/ -78179

وانظر الك�في لابن قدامة / مرجع �ش�بق 62/2 انظر ق�نون المع�ملات المدنية ل�شنة 1984م الم�دة )221( -79

لم في الفقه الاإ�شلامي وتطبيق�ته د.محمد علي يو�شف اأحمد / عقد ال�ش -80/ �شركة مط�بع ال�شودان للعملة �س 279

اأحمد بن علي اأ.د . الاإ�شلامي التمويل بعنوان مخ�طر انظر بحث -81ال�شوا�س / اأ�شت�ذ الفقه والاأ�شول / ج�معة قطر �س 36

الحميد عبد د. الاإ�شلامية ال�ش�رف في الا�شتثم�ر اأدوات وانظر محمود البعلي * ا�شت�ذ الفقه المق�رن والاقت�ش�د الاإ�شلامي الكويت

/ج)1( / �س 93 اأثن� الم�شمون يعلمه ولا القيمة في العو�شين بين التم�ثل عدم -82

التع�قدالاإ�شلامي الفقه في لم ال�ش عقد / اأحمد يو�شف علي محمد د. -83

وتطبيق�ته / المكتبة الوطنية ال�شودان �س 479– دم�شق الفكر دار المع��شرة الم�لية المع�ملات الزحيلي / د. وهبة -84

-2002م �س 295ب�لم�ش�رف ت�شتخدم التي الحديثة الم�شطلح�ت من الموازي لم ال�ش -85

ومعن�هـ ا�شتخدام �شفقتي �شلم متوافقتين دون ارتب�ط بينهم� .لم وتطبيق�ته الدكتور ا�ش�مة محمد محمد ال�شلابي بحث في عقد ال�ش -86

المع��شرة في المج�ل الم�شرفي �س 21وانظر مو�شوعة فقه المع�ملات / مجموعة من الموؤلفين 218/2

في المبتدئ بداية متن / المرغن�ني بكر ابي بن علي الدين بره�ن -51الق�هرة ابي حنيفة / مكتبة ومطبعة محمد علي �شبيح الاإم�م فقه

142/1م�لك ابن ان�س بن م�لك الا�شبحي المدني / المدونة الكبري دار الكتب -52

العلمية / بيروت / 115/3 �شرح المجموع / النووي �شرق بن يحيي الدين �شم�س ذكري� ابي -53

المهذب 125/13وانظر تقي الدين ابي بكر بن محمد الح�شيني / كف�ية الاخي�ر في

حل غ�ية الاخت�ش�ر دار الخير / دم�شق 1994 250/1 ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح / المبدع �شرح المقنع -54

دار الكتب العلمية الري��س 1422هـ 70/4اأحمد عبد الله بن اأحمد بن قداحة المقد�شي / المغني في فقه الاإم�م -55

دار الفكر / بيروت ط)1( 1305هـ 339/4المب�شوط ال�شرخ�شي / مرجع �ش�بق 12 /243 -56

160 /16 / خليل مخت�شر �شرح / الخر�شي الله عبد بن محمد -57المطبعة الكبري الاميريه / م�شر ط )2( 1317هـ

�شم�س الدين ابو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن / مواهب -58الجليل �شرح مخت�شر خليل / دار ع�لم الكتب 1422هـ 480/6

انظر ابو عبد الله محمد بن يو�شف العيدري / الت�ج والاكليل دار الكتب العلمية 1416هـ 334/7

محمد بن ادري�س ال�ش�فعي / لام دار المعرفة بيروت ط )2( 1393هـ -59134/3

ابو محمد موفق الدين عبد الله بن اأحمد بن محمد بن قدافه المقد�س -60المغني في فقه الاإم�م اأحمد بن حنبل )مرجع �ش�بق( 489/7

الرو�س ح��شية / الحنبلي ق��شم بن محمد بن الرحمن عبد انظر المربع �شرح زاد الم�شتنقع ط)1( 1397هـ 424/4

زين الدين بن ابراهيم بن نجيم / البحر الرائق �شرح كنز الدق�ئق -61دار المعرفة بيروت 184/6

انظر الدر المخت�ر للح�شكفي ) مرجع �ش�بق ( 223/5 ابو عمر يو�شف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر/ الك�في في فقه -62

اهل المدينة / مكتبة الري��س الحديثة ط )2( 1400هـ 2/ 697العلمية الكتب /دار الم�ش�لك لاقرب ال�ش�لك بلغة / ال�ش�وي اأحمد -63

بيروت 1415هـ 3/ 157الام لل�ش�فعي / مرجع �ش�بق 135/3 -64

الحراني تيمية بن محمد بن الخ�شر بن الله عبد بن ال�شلام عبد -65المحرر في الفقه علي مذهب الاإم�م اأحمد بن حنبل مكتبة المع�رف –

الري��س ط)2( 1404هـ 334/1و�شرح النهي اولي مط�لب / الرحيب�ني ال�شيوطي �شعد م�شطفى -66

غ�ية المنتهي 8/ 275البحر الرائق / مرجع �ش�بق 16/ 395 -67

انظر الدر المخت�ر / مرجع �ش�بق 212/5 الك�في في فقه اهل المدينة / مرجع �ش�بق 619/2 -68

{95}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

�سمانة تمثل القوانين د�ستورية على الق�سائية النظم تتفق لم والحريات، الحقوق لحماية جدية الق�سائية للرقابة محدد اأ�سلوب على الد�ستورية الد�ستورية المحكمة اأن القوانين، د�ستورية على تملك �سلاحيات فاعلة حال نظرها دعوى الطعن في د�ستورية القانون، الفقه الاإ�سلامي في نظريا وعمليا ثم القوانين، الق�سائية على د�ستورية الرقابة خبر خل�سنا اإلى تو�سيات تمثل اأهمها في: منح المحكمة الد�ستورية الحق في النظر في د�ستورية القوانين

من تلقاء نف�سها.

مقدمــــــــةعلى وال�سلام وال�سلاة العالمين، رب لله الحمد ر�سوله الخاتم الاأمين، وعلى اآله و�سحبه اأجمعين، كل على ت�سمو �سريعته جعل الذي لله الحمد

ال�سرائع والقوانين، اأما بعد: الجميع فيها يخ�سع التي القانونية الدولة فاإن الاأنموذج هي القانون اإلى ومحكومين حكاما المبتغاة الدولة هذه الواقع، في تكري�سه المطلوب ت�سود فيها عدة مبادئ يتقدمها مبداأ ال�سرعية الذي اأن تبا�سر كل �سلطة من ال�سلطات الثلاث يقت�سي اخت�سا�ساتها وفقا للد�ستور، فمن جانب فاإن هذا لابد كان حقيقيا بعدا اإعطائه �سبيل في و المبداأ حال ال�سلطات تلك اأعمال لمراقبة اآليه اإيجاد من تتمتع جهة بها تنه�ض لاخت�سا�ساتها مبا�سرتها الكافة، على حجية لاأحكامها وتكون بالا�ستقلالية

ملخ�س البحثالق�سائية "الرقابة عنوان تحت البحث هذا جاء النظام على بالتركيز القوانين"، د�ستورية على الجوانب بع�ض متناولا ال�سوداني، الد�ستوري القانونية للرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين، تمثلت م�سكلة البحث في اختلاف النظم الد�ستورية د�ستورية على الق�سائية الرقابة تتبنى التي القوانين في تنظيمها الد�ستوري لهذه الرقابة الاأمر الذي يظهر اأثره على فاعلية تلك الرقابة في تحقيق غاياتها، وتنبع اأهمية هذا البحث من اعتبار الرقابة دولة �سمانات اأهم اإحدى القوانين د�ستورية على حيث الجامدة، الد�ساتير ذات الدول في القانون و�سيادة �سمو مبداأ لحماية اأ�سا�سية ركيزة تمثل من اأي قبل من اأو تجاوز تغول اأي من الد�ستور حقوق وحماية التنفيذية، اأو الت�سريعية ال�سلطتين اإلى البحث يهدف الد�ستورية، وحرياتهم الاأفراد بيان اأحكام الرقابة الق�سائية في النظم الد�ستورية في الد�ستوري النظام على بالتركيز المعا�سرة، الد�ستوري الفقه موقف اإلى والتعرف ال�سودان، اتبع وقد الرقابة، من النوع هذا من الاإ�سلامي المقارن، التحليلي المنهج البحث هذا في الباحث واإلى ذلك انتهى البحث اإلى نتائج مهمة تمثلت في: اأن النظام الد�ستوري في ال�سودان على تعدد تجاربه الد�ستورية قد ظل وفيا للرقابة الق�سائية ب�سورتها في الحق الاأفراد باإعطاء الاحتفاظ مع المركزية الرقابة مبا�سرة، الد�ستوري للق�ساء التوجه

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {96}

م�شكلة البحث:الرقابة اأن في البحث مو�سوع اإ�سكالات تبرز القوانين لا يمكن تحققها د�ستورية على الق�سائية فاعلية ذات كانت اإذا اإلا اعتبار ذي وجه على حقيقية، وهذا ما يمكن التعرف اإليه من خلال النظر م بها الم�سرع الد�ستوري اأحكام في الكيفية التي نظالرقابة الق�سائية، فقد يوؤ�س�ض الم�سرع الد�ستوري اأحكام تنظيم ينتج وقد فاعلية، ذات رقابة اإلى هذه تبرز �سورية، رقابة مجرد الق�سائية الرقابة الاإ�سكالية في ظل اأن الرقابة هنا تن�سب في المقام اعتبارية لاأ�سخا�ض الت�سريعي العمل على الاأول قوية كال�سلطة الت�سريعية؛ اأو ال�سلطة التنفيذية حال تجاوز اأي منهما لحدود �سلطاتها الت�سريعية خلافا �سك بلا يم�ض قد الذي الاأمر الد�ستور، حدده لما مبداأ يقو�ض الد�ستورية، مما بالحقوق والحريات تتفرع ويهدر الحقوق والحريات، الد�ستور �سمو

عن هذه الم�سكلة الاأ�سئلة التالية:د�ستورية على الق�سائية الرقابة مفهوم هو ما -

القوانين؟كيف يتم تنظيم الرقابة الق�سائية على د�ستورية -

القوانين في النظم الد�ستورية العريقة؟كيف تم تنظيم الرقابة الق�سائية على د�ستورية -

القوانين في النظام الد�ستوري في ال�سودان؟تحريك في الحق العادي المواطن اأعطي هل -

دعوى الطعن في د�ستورية القوانين اأم لا؟ ف هل الفقه الاإ�سلامي في �سقه الد�ستوري تعر -القوانين د�ستورية على الق�سائية الرقابة اإلى

ب�سورة ما؟

د�ستورية على الق�سائية بالرقابة يعرف ما وهو القوانين، ومن جانب اأخر فاإن مبداأ �سمو الد�ستور الد�ستورية القاعدة وعلو حاكمية يقت�سي الذي على جميع الن�سو�ض القانونية الاأخرى في النظام القانوني للدولة، قد ي�سبح مبداأ اأجوفا لا قيمة له؛ ن �سلطة الق�ساء ك يعزز ب�سمانات جدية؛ تم اإذا لم قبل من لاأي تجاوز كابحة امتلاك �سلاحيات من عبر التنفيذية؛ اأو الت�سريعية الهيئتين من اأي تخالف فرعية اأو عادية لت�سريعات اإ�سدارهما هذه الق�ساء �سلطة وتملك بل الد�ستور، ن�سو�ض الت�سريعات هذه باإلغاء اأحكام اإ�سدار �سلاحية اأو حكما، التي ثبت عدم د�ستوريتها �سواء حقيقة

وتحوز اأحكامها حجية على الكافة. تبنت التي العالم دول د�ساتير تباينت وقد هذا "اأ�سلوب الرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين" ما اأن اإلا الرقابة، هذه اأحكام تنظيم في ن�سبيا بينها من اأوجه اتفاق؛ يفوق ما بينها من اختلاف؛ تحيط عدة ظروف خ�سو�سية ت�ستدعيه اختلاف بكل دولة على حدا، هذا التو�سيف ي�سدق على حالة ال�سودان؛ فنجد اأن الم�سرع الد�ستوري ال�سوداني و منذ بدايات التجربة الد�ستورية التي تعود جذورها م ونظ تبنى قد البلاد في الا�ستقلال قبل ما اإلى الرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين على ن�سق �سبه ثابت، وقد ظل وفيا لهذا الاأ�سلوب على الرغم من اختلاف الخلفيات الفكرية لاأنظمة الحكم المتعاقبة و�سع وراء تقف كانت التي ال�سيا�سية وللنخب اأي تحول جذري يحدث بل لم ال�سودان، د�ساتير في هذا المقام با�ستثناء د�ستور 1998م الذي ابتدر

التحول نحو الق�ساء الد�ستوري المتخ�س�ض.

{97}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

فرو�س البحثمفهوم القوانين د�ستورية على الرقابة مفهوم -مبررات تفر�سه بها والاأخذ وجلي وا�سح

منطقية.الاأخذ طبيعة في الد�ساتير مواقف تتباين -

بالرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانينالد�ستوري النظام في الد�ساتير تعاقب -الرقابة اأ�ساليب تعدد اإلى يوؤدي قد ال�سوداني

على د�ستورية القوانين.المواطن اإعطاء في ال�سودان د�ساتير تباين -د�ستورية في الطعن دعوى تحريك في الحق

القوانين. نظريا الد�ستوري �سقه في الاإ�سلامي الفقه -د�ستورية على الرقابة مفهوم تبنى وعمليا

القوانين.حدود البحث:

تقت�سر الدرا�سة من حيث الحدود المو�سوعية على مو�سوع الرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين، مع المقارنة مع د�ساتير ال�سودان المتعاقبة، مع مقارنة ذلك بالتجارب العريقة للنظم الد�ستورية التي تبنت

الرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين.منهج البحث:

المقارن، التحليلي المنهج �سنتبع في درا�ستنا هذه على الق�سائية الرقابة تنظيم بين �سنقارن حيث

د�ستورية القوانين في ظل الاأنظمة محل المقارنة. هيكل البحث:

�سيتم تناول هذه الدرا�سة من خلال مباحث ثلاثة جاءت على النحو التالي:

اأهداف البحث:تهدف الدرا�سة اإلى التالي:

د�ستورية على الق�سائية الرقابة مفهوم بيان -القوانين في اللغة و الا�سطلاح.

على الق�سائية الرقابة اأنماط على التعرف -د�ستورية القوانين.

القوانين د�ستورية على الق�سائية الرقابة بيان -في النظام الد�ستوري ال�سوداني.

الطعن في د�ستورية بيان طرق تحريك دعوى -القوانين في النظام الد�ستوري ال�سوداني.

التعرف اإلى الاطار النظري والنماذج الواقعية -في القوانين د�ستورية على الق�سائية للرقابة

الفقه الاإ�سلامي.اأهمية البحث:

الق�سائية على الرقابة اأن الدرا�سة من اأهمية تنبع الرقابة �سبل اأهم من اأ�سحت القوانين د�ستورية حيث �سيوعا الاأكثر و القوانين د�ستورية على باأخرى اأو ب�سورة العالم دول من %80 تتبنى تنبع لذا القوانين، د�ستورية على ق�سائية رقابة ها تتناول هذا المو�سوع اأهمية هذه الدرا�سة من اأنفي ظل الحجم الهائل للت�سريعات والتي ت�سدر اإما التنفيذية ال�سلطة الت�سريعية، واإما عن ال�سلطة عن الاأمر الذي يجعل من انعدام مثل هذه الرقابة خطرا حقيقيا على م�سداقية ووجود كثير من الاأنظمة، لذا جاءت اأهمية تناول الرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين، للحيلولة دون خلق حالة فراغ رقابي على بلا يم�ض الذي الاأمر الت�سريعي، العمل د�ستورية

�سك الحقوق والحريات الد�ستورية.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {98}

ويتوقعه، العقاب يرف�ض الخائف لاأن خافه اأي ابة الذي يرقب للقوم اأثاثهم اإذا غابوا، ويقال والرقهو رقيب نف�سه: اأي ينتقد اأعماله فلا يجعل للنا�ض

�سبيلا ي�سعون فيه اإلى لومه )2(.والمفعول مراقب ومرقوب يقال: غير مراقب: اأي لم يتم فح�سه اأو اإخ�ساعه للرقابة اأو اإعطاوؤه ت�سنيفا، وحق الرقابة: حق القيام بالمراقبة والاإ�سراف على الح�سنى الله اأ�سماء من الرقيب ومنها ما، عمل الذي لا يغيب اأي تاأتي بمعنى الحار�ض والحافظ، عنه �سيء ولا تخفى عليه خافية، ومنه قوله تعالى: مراعيا اأي ،]1 رقيبا}]الن�ش�ء: علينكمن كان الله {إن حفيظا)3(، وقوله تعالى: {ما يلنفظ من قونل إلا لدينه رقيب اأي الم�ساهد وال�سامع لكل ما يجري عتيد}]ق: 18[، وي�سجله، وكذلك قوله تعالى: {وكنت علينهمن شهيدا ما على وأنت علينهمن قيب الر أنت كنت توفينتن ا فلم فيهمن دمنت والمراقب: هو من لازم شهيد}]الم�ئدة: 117[،

ء شين

كل

اأو الم�سرف لاأن الاأماكن، على والاإ�سراف العلو الاأماكن تلك و�سميت دونه، ما على مطلع المراقب العالية مراقب، فالمعنى الذي يدور حوله لفظ رقب وا�ستقاقاته هو: الر�سد والحرا�سة والحفظ مع علو

مكانة المراقب اأو الرقيب)4(.ثانيا: تعريف الق�ش�ئية في اللغة العربية: لفظ ياأتي الق�ساء ولفظ الق�ساء، اإلى ن�سبة الق�سائية على عدة معان تدور جميعها حول انقطاع ال�سيء وتمامه، غير اأن الاأكثر �سلة بالمعنى الا�سطلاحي: هو "القطع والف�سل، والحكم والاإلزام" اأي : حكم؛ ط}]الاإ�شراء: 29[، اأي اأمر ومن ذلك قوله تعالى: {النبسنربك وحتم، والقا�سي في اللغة ياأتي بمعنى القاطع

للاأمور المحكم لها)5(.

الق�سائية الرقابة ن�ساأة و مفهوم الاأول: المبحث على د�ستورية القوانين والموقف منها.

المبحث الث�ني: الاأحكام العامة للرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين.

المبحث الث�لث: الرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين في النظام الد�ستوري ال�سوداني.

الق�سائية على د�ستورية الرقابة المبحث الرابع: القوانين في النظام الد�ستوري الاإ�سلامي.

الخ�تمة.النت�ئج.

التو�شي�ت.المراجع.

المبحث الاأولمفهوم و ن�ش�أة الرق�بة الق�ش�ئية على

د�شتورية القوانين والموقف منه�المطلب الاأول

مفهوم الرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين

على الق�ش�ئية الرق�بة تعريف الاأول: الفرع د�شتورية القوانين في اللغة العربية:

اأولا: تعريف الرق�بة في اللغة العربية: رقابة: مفرد م�سدر رقب، من رقبه رقبا ورقوبا ورقابة؛ فلانا اأرقب يقال وحفظه، وحر�سه لاحظه بمعنى في اأهله اأي اأحفظه فيهم، و اأرقب النجم: اأر�سده، تعني والارتقاب: والترقب ورقابة، مراقبة وراقبه الانتظار، والا�سم الرقبى وهي من المراقبة لاأن كل اأي ورقبه ،)1( �ساحبه موت يرقب منهما واحد اأمره: في الله وراقب حر�سه، ال�سيء اأو انتظره،

{99}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

التعريفات:اأولا: "هي الرقابة التي يبا�سرها الق�ساء بوا�سطة العادية القوانين على محددة محكمة اأو المحاكم في الواردة للقواعد موافقتها من التاأكد بق�سد

الد�ستور وعدم مخالفتها له" )8(.الق�سائي الجهاز اإلى ت�سند مهمة "هي ث�ني�: لاإ�سدار للد�ستور القوانين مطابقة مدى لمراقبة اأو عدم توافق ت�سريع معين مع حكم بمدى توافق

ن�سو�ض الد�ستور )9(.ث�لث�: "تلك المهمة القانونية التي يعهد الد�ستور بها اأحكام القانون مع تطابق للتحقق من الق�ساء اإلى الد�ستور؛ والتعرف ما اإذا كانت ال�سلطة الت�سريعية الحدود التزمت قد الت�سريعية الوظيفة بها المنوط

التي ر�سمها لها الد�ستور اأم تجاوزتها )10(.رابع�: هي تلك الرقابة التي يتولاها الق�ساء حيث ت�سدرها التي الت�سريعات مطابقة من يتحقق

الجهات المخت�سة لن�سو�ض الد�ستور )11(.محدد مفهوم حول تدور التعريفات هذه فجميع مدى من التاأكد وهي الد�ستورية؛ الق�ساء لرقابة موافقة الت�سريعات ال�سادرة عن البرلمان لن�سو�ض ي�سند التي الجهة عن الطرف بغ�ض الد�ستور؛ با�ستثناء معظمها لكن المهمة، هذه الد�ستور اإليها التعريف الثاني توقف عند حدود الاإجراء الرقابي عملية له تنتهي الذي التو�سيف اإلى التطرق دون د�ستورية عدم اأو بد�ستورية �سواء الرقابة؛

الت�سريع، وهو تو�سيف في غاية الاأهمية.

العربية: اللغة الد�شتورية في تعريف ثالثا: ن�سبة اإلى كلمة الد�ستور، وكلمة الد�ستور في الاأ�سل لي�ست عربية وفدت اإليها من اللغة الفار�سية، وهي قاعدة "د�ست" بمعنى الاأول: مكونة من مقطعين، "ور" وياأتي بمعنى �ساحب؛ كما اأو يد، والثاني: ن فيه اأ�سماء الجنود، تعني اأي�سا: الدفتر الذي تدووكذلك الملك، قوانين فيه تدون الذي الدفتر اأو يق�سد بها وزير الملك، وهكذا دخلت العربية لتاأخذ معنى القانون الاأ�سا�سي: اأي "الاأعلى" في الدولة، عن معناها يخرج لا اللغة في الد�ستور فكلمة لذا الحاكمة الاأ�سا�سية القواعد وهو الرئي�ض المعنى

لاأي منظومة )6(.العربية: اللغة في القوانين تعريف رابعا: هي جمع لكلمة قانون، وكلمة قانون يونانية الاأ�سل اأو القاعدة و الم�ستقيمة الع�سا "Kanon" تعني رئي�ض معنى عن تخرج لا وهي القدوة، اأو المبداأ الم�سطلح هذا واأ�سحى التنظيمية، القواعد وهو لاأمر �سيرورته في ال�سيء وخ�سوع النظام يفيد

ثابت في تكراره وتداوله )7(.على الق�ش�ئية الرق�بة تعريف الثاني: الفرع فقهاء اأورد ا�شطلاح�: القوانين د�شتورية الم�سطلح لهذا عدة تعريفات الد�ستوري القانون تخرج لا م�سترك معنى عن الغالب في تخرج لا يتولاها رقابية عملية اأنها على اإليها بالنظر عنه، عن ال�سادرة الت�سريعات ت�ستهدف الق�ساء موافقتها من التاأكد بهدف الت�سريعية، ال�سلطة هذه ومن الد�ستور. لن�سو�ض مخالفتها وعدم

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {100}

لم�ستعمرات الق�سائي النظام في قبولا وجد بينما المملكة المتحدة في اأمريكا ال�سمالية خا�سة الولايات منذ الق�سائية الرقابة تطور بداأ حيث الاأمريكية، �سنة 1770م، اأي قبل ظهور الاتحاد الاأمريكي �سنة 1789م، وا�ستقرت في �سنة 1803م ب�سدور حكم القا�سي اأ�سدره الذي العليا؛ الاتحادية المحكمة مادي�سون"، �سد "ماربوري ق�سية في مار�سال المتحدة الولايات في المحاكم اأحكام تتالت ثم الاأمريكية موؤكدة حق المحاكم في الت�سدي للرقابة

على د�ستورية القوانين )13(.من الد�شتوري الفقه موقف الثاني: الفرع رق�بة الق�ش�ء على د�شتورية القوانين: انق�سم فقهاء القانون الد�ستوري حول مدى �سرعية رقابة

الق�ساء لد�ستورية القوانين اإلى فريقين:اإلى الد�شتورية رق�بة اإ�شن�د مع�ر�شة اأولا: ال�شلطة الق�ش�ئية: ويذهب اأن�سار هذا الراأي اإلى القانون باعتباره العادي للقانون هي ال�سيادة اأن الاأعلى للدولة، ومن ثم فاإن وظيفة الق�ساء يتعين اأن الاإدارية الاأعمال مطابقة من التحقق على تقت�سر ال�سادرة عن ال�سلطات العامة للقانون العادي، ولا يمكن بحال من الاأحوال اأن تجاوز ذلك اإلى رقابة اأن�سار ويحتج للد�ستور، العادي القانون مطابقة

هذا الراأي بالتالي )14(.الاأكثر التعبير بمثابة العادي القانون يعد -1هذه لل�سعب، العامة الاإرادة عن و�سوحا الاإرادة التي يعد اأع�ساء ال�سلطة الت�سريعية خير من يج�سدها وهوؤلاء الاأع�ساء تم انتخابهم من قبل الاأمة ليعبروا عن تلك الاإرادة؛ ومن ثم لا يجوز اأن تخ�سع القوانين التي ي�سعونها لاأي

المطلب الثانين�ش�أة و تطور الرق�بة الق�ش�ئية على

د�شتورية القوانين وموقف الفقه الد�شتوري منه�

الرق�بة الق�ش�ئية ن�ش�أة وتطور الاأول: الفرع على د�شتورية القوانين: من المفارقات التاريخية د�ستورية على الق�سائية الرقابة ظهور بدايات اأن في عرفت الامتناع" "رقابة �سكل في القوانين الذي البرلماني الحكم نظام مهد المتحدة، المملكة في مطلقة؛ �سبه ب�سلطة البرلمان بمقت�ساه يتمتع مبداأ و البرلمان"، "�سيادة بـمبداأ يعرف ما ظل يد على البدايات تلك كانت وقد القانون"، "حكم الق�سية في ،"Sir Edward Coke"القا�سياأثناء وذلك ،"Bonham" ال�سهيرة بق�سية بونهام court of the" توليه رئا�سة محكمة الملك الم�سماة بـقانون تطبيق عن امتنع حيث ،"king's bench

القانون ذلك لتعار�ض ن�سبة البرلمان؛ اأ�سدره ،"common law" العامة ال�سريعة قواعد مع والتي الاأنجلو�سك�سوني، النظام ت�سود في والتي بفكرتي بالاأ�سا�ض تتعلق عليا مبادئ تت�سمن الحق والعدل؛ و تعد بمثابة القانون الاأعلى للبلاد؛ ل قيدا على �سلطات البرلمان )12( ، هذا ث ومن ثم تمالتوجه الذي تبناه القا�سي "كوك"، والذي يق�سي الالتزام البرلمان على يتعين اأعلى قانون بوجود ومن الت�سريعية؛ لوظيفته مبا�سرته عند باأحكامه ثم يحق للق�ساء حال مخالفة البرلمان لهذا القانون الاأعلى؛ امتناع الق�ساء عن تطبيق القانون ال�سادر وجاهة من الرغم على التوجه هذا البرلمان، عن المتحدة؛ المملكة في بالقبول يحظى لم ت�سبيبه؛

{101}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

وتدخلا في اخت�سا�ض ال�سلطة الت�سريعية من يعد انتهاكا لمبداأ الناحية الاأخرى؛ الاأمر الذي

الف�سل بين ال�سلطات )17(.القوانين الرقابة على د�ستورية اإ�سناد اأن كما يعد قانونية؛ الق�سائية وهي جهة ال�سلطة اإلى بمثابة منح وظيفة �سيا�سية لهذه ال�سلطة؛ دون اأنه كما م�سوؤولية، اأي ذلك مقابل تتحمل اأن لي�ض من الاإن�ساف فر�ض احترام القانون على الدولة والاأفراد ب�سكل مت�ساو، فهناك كل من م�سالح يتعين اأن يترك للدولة حرية الت�سرف الم�سالح تلك ب�ساأن الاأمر اإحالة اأما باأمرها؛ م�سوؤوليتها انتفاء مع الق�سائية؛ ال�سلطة اإلى اإثارة اإلى ذلك �سيوؤدي �سك فبلا ال�سيا�سية؛ الحرج والارتباك في منظومة العمل العام)18(.

وقد رد على ذلك: اإن مبداأ الف�سل بين ال�سلطات لا يعني حظر تدخل اأي من ال�سلطات الثلاث في اأعمال غيرها من ال�سلطات، بل يعني فيما يعنيه مراقبة كل �سلطة لغيرها من ال�سلطات؛ بهدف اخت�سا�ساتها؛ في منها اأي ا�ستبداد عدم الد�ستور لها ر�سمها التي الحدود تجاوز اأو عندما الق�سائية ال�سلطة فاإن ثم ومن �سلفا، عن وتمتنع الت�سريعية؛ ال�سلطة اأعمال تراقب تعد لا فهي للد�ستور مخالف قانون تطبيق تعد بل ال�سلطات؛ بين الف�سل لمبداأ منتهكة بمثابة ال�سلطة التي تقوم على اإعمال ذلك المبداأ

ب�سورة مو�سوعية )19(.لد�ستورية الق�ساء رقابة عدم تقليد ر�سوخ -3"فرن�سا": القوانين في الديمقراطيات العريقة ل�سنة 1791 م الفرن�سي الد�ستور تبنى حيث

القوانين تمثل تج�سيدا الرقابة، فتلك نوع من عن معبرا كان طالما القانون" "ع�سمة لمبداأ رقابة فاإن لذا لل�سعب، الجماعية الاإرادة منتخبين غير ق�ساة -وهم الق�سائية ال�سلطة -على الت�سريعات القانونية تعد بمثابة تعد على

اإرادة الاأمة )15(.وقد تم الرد على ذلك: باأن الد�ستور في الدول الديمقراطية يعد اأ�سمى تعبير عن اإرادة الاأمة، والاأمة حين تنتخب اأع�ساء ال�سلطة الت�سريعية اإرادتها عن التعبير في وتفو�سهم تنتخبهم وباأن تتم مبا�سرة ذلك التفوي�ض في حدود ما الاأ�سمى الاإرادة باعتباره الد�ستور عليه ن�ض ال�سلطة ت�سدره ت�سريع اأي فاإن لذا للاأمة، اأحيانا تكون قد -البرلمان-التي الت�سريعية حزبي، ائتلاف اأو الاأحزاب اأحد هيمنة تحت بالمخالفة لقواعد الد�ستور تكون بمثابة مخالفة اأ�سمى تعبير عن اإرادة الاأمة، ومن ثم فاإن تدخل ال�سلطة الق�سائية لمنع تطبيق مثل ذلك الت�سريع المخالف لا يعد تحديا لاإرادة الاأمة بل يمثل في

حقيقة الاأمر دفاعا عنها واإعلاء للد�ستور)16(.تنح�سر ال�سلطات بين الف�سل لمبداأ وفقا -2حكم تطبيق على الق�سائية ال�سلطة وظيفة القانون في الق�سايا المعرو�سة عليها، لا الحكم ال�سلطة اأع�ساء ي�سعها التي القوانين على تراقب اأن لها يجوز لا ثم ومن الت�سريعية، اأعمال ال�سلطة الت�سريعية للتحقق من مطابقتها اأو تطبيقها عن الامتناع ثم ومن للد�ستور، خروجا يمثل �سك بلا فهذا باإلغائها؛ الحكم ناحية؛ من الق�سائية ال�سلطة وظيفة على

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {102}

اإ�سناد الرقابة على د�ستورية القوانين للق�ساء من وذلك الق�ساء، واجبات �سميم و يتوافق خلال �سرورة تحديد الق�ساء للقانون الواجب اإحداها تنتمي قاعدتين تنازع حال التطبيق للقانون العادي والاأخرى للد�ستور، والقا�سي بامتثاله لمبداأ ال�سرعية وتدرج القوانين يتوجب وا�ستبعاد الاأعلى القانون قاعدة تطبيق عليه قاعدة القانون الاأدنى، وقيام القا�سي بالحيلولة يعد للد�ستور المخالف الت�سريع تطبيق دون اإليه، الم�سندة الق�سائية الوظيفة �سميم من تظهر للد�ستور مخالف ت�سريع فبوجود الم�سرع و�سعها واحدة متعار�ستان قاعدتان الد�ستوري، الم�سرع و�سعها واأخرى العادي والقاعدتان تتعلقان باأمر واحد ومن ثم يتوجب على الق�ساء تطبيق اإحدى القاعدتين فقط على القا�سي على وهنا اأمامه، المطروح النزاع اإلا حالئذ يمكنه فلا القاعدتين بين المفا�سلة الم�سرع و�سعها التي للقاعدة ينت�سر اأن لمبداأ امتثالا الاأخرى ح�ساب على الد�ستوري �سمو الد�ستور؛ وهو في هذا كله لا يخرج عن دوره كقا�ض يعمل على تحديد القاعدة القانونية اأمامه المعرو�ض النزاع على التطبيق الواجبة التي القانونية القواعد تعار�ض اأو تعدد حال من بقاعدة الاأمر تعلق �سواء النزاع، تحكم القانون الوطني اأم من القانون الاأجنبي اأم من

القانون الدولي )21(.اأ�سف اإلى ذلك ما يتمتع به الق�ساة عادة بحكم منهم تجعل مهمة قانونية خبرة من عملهم الاأكثر تاأهيلا للقيام بهذه المهمة على خير وجه،

اأن لها لي�ض المحاكم اأن منه الثالثة المادة في اأن ولا الت�سريعية ال�سلطة اأعمال في تتدخل توقف تنفيذها، غير اأن مرد هذا التقليد يعود فرن�سا في الد�ستوري القانون فقهاء اأن اإلى انت�سروا في ذلك لمبداأ الف�سل بين ال�سلطات، ت�سود كانت الفرن�سة الثورة رجال اأن كما وقوف اإلى �سيوؤدي ذلك اأن من لديهم خ�سية عدم بحجة الثورية القوانين وجه في الق�ساء

د�ستوريتها )20(.القوانين د�شتورية رق�بة اإ�شن�د قبول ثانيا: هذا اأن�سار يرى الق�ش�ئية: حيث ال�شلطة اإلى القانون باعتباره للد�ستور هي ال�سيادة اأن الراأي تقرير الد�ستور مهمة فمن ثم للدولة، ومن الاأعلى من الثلاث العامة ال�سلطات من �سلطة لكل ما �سلطة من فا�ستعمال كل واإلى ذلك اخت�سا�سات، اأن يتم وفقا لما ن�ض ال�سلطات لوظائفها يجب هذه عند تقف لا هنا الق�ساء ومهمة الد�ستور، عليه حدود رقابة الاأعمال الاإدارية للقانون؛ بل تمتد اإلى رقابة مدى اتفاق القانون مع الد�ستور، وقد احتج

اأن�سا هذا الراأي بالحجج التالية:الاإرادة عن التعبير هو القانون باأن القول: -1الد�ستور باأن القول: يقابله لل�سعب، العامة ولي�ض لل�سعب العامة الاإرادة عن التعبير هو م�سدره الد�ستور لاأن نظرا وذلك القانون، ممثلي م�سدره القانون بينما ال�سعب؛ غالبية

ال�سعب وقد يكونون اأغلبية �سيا�سية.د�ستورية على بالرقابة للق�ساء الاعتراف -2بين الف�سل ومبداأ يتعار�ض لا القوانين اأن اإذ له؛ الاأمثل التطبيق يعد بل ال�سلطات،

{103}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

باتباعها؛ على الاأخرى ال�سلطات ترغم اأن بل الد�ستور، على الاعتداء في وم�سايرتها للق�ساء حق الامتناع عن تطبيق ت�سريع �سدر الق�سائية ال�سلطة اأن طالما للد�ستور مخالفا

تحظى كبقية ال�سلطات بالا�ستقلال.ما هو �سائد في فرن�سا من حيث رف�ض الق�ساء -6رقابة برف�ض يق�سي عريق تقليد عن العدول وجود مرده القوانين، د�ستورية على الق�ساء النظر في الق�ساء على ظر تح قديمة ن�سو�ض �سيوع ذلك اإلى اأ�سف القوانين، د�ستورية في القوانين د�ستورية على الق�سائية الرقابة

معظم النظم الد�ستورية )24(.المطلب الرابع

�شور الرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين

للرقابة الد�ستوري القانون فقهاء تق�سيمات تتعدد الرقابة اإلى ينظر التي للزاوية وفقا الق�سائية الق�سائية من خلالها، و �سنتناول فيما يلي اأهم هذه

التق�سيمات:الفرع الاأول: من حيث الاأثر الذي يترتب على

الق�نون المخ�لف للد�شتور:اأولا: رق�بة الاإلغ�ء: وفقا لهذا النوع يملك القا�سي المخالف القانون باإلغاء الحكم �سلطة الد�ستوري للد�ستور، ونظرا لخطورة �سلطة الاإلغاء، وما يمكن ال�سلطة مواجهة في ح�سا�سية من به تت�سبب اأن الرقابة النوع من الت�سريعية، فغالبا ما ي�ستند هذا لن�ض د�ستوري �سريح وارد في الوثيقة الد�ستورية، وتخت�ض بها محكمة محددة "مركزية الرقابة" يتمتع

حكمها بحجية في مواجهة الكافة)25(.

د�ستورية على الرقابة تتطلبه ما مراعاة مع عن والابتعاد والنزاهة الحيدة من القوانين في يتوفر ذلك كل ال�سيا�سية، التجاذبات الق�ساة قيام من يجعل مما الم�ستقل الق�ساء الاأكثر القوانين د�ستورية على الرقابة بمهمة

ملائمة )22(.الرقابة الق�سائية هي الاأجدر في م�سمار حماية -3الم�سرع لاأن نظرا الاأفراد، وحريات حقوق الد�ستوري عند تبنيه الرقابة الق�سائية؛ فاإنه بذلك ي�سند مهمة الف�سل في المنازعات اإلى جهة م�ستقلة؛ في وحيادية مو�سوعية اإجراءات ذلك في ع تتبكافة مراحل الف�سل في المنازعة، الاأمر الذي قد

لا يتوفر في الاأنواع الاأخرى للرقابة.يعد اخت�سا�سها باأن الق�سائية ال�سلطة تت�سم -4�سلبيا؛ نظرا لاأن مهمتها تقت�سر على بيان موقف وحكم القانون في المنازعات التي تعر�ض عليها، بينما اخت�سا�ض كل من ال�سلطتين الت�سريعية فال�سلطة اإيجابي، اخت�سا�ض هو والتنفيذية قانونية كقواعد القوانين ت�سدر الت�سريعية التنفيذية حين تمار�ض ال�سلطة وكذلك ملزمة، وظيفتها غالبا ما تظهر ب�سفتها �ساحبة �سيادة قد ال�سلطتين فكلا الجبرية، للقوة ومحتكرة خلال من الاأفراد وحريات حقوق يم�سان ل�سلطتيهما، الاإيجابي للدور الوا�سعة الم�ساحة وعندئذ يكون الملاذ الاأخير للاأ�سخا�ض لحماية حقوقهم؛ هو ال�سلطة الق�سائية المخت�سة بف�ض

المنازعات بين الاأ�سخا�ض )23(.حال يفتر�ض لا ال�سلطات بين الف�سل مبداأ -5خروج ال�سلطة الت�سريعية على اأحكام الد�ستور؛

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {104}

م�سروع القانون فيمتنع الرئي�ض عن الم�سادقة عليه اأخذت التي الد�ساتير اأمثله ومن ،)27( واإ�سداره ل�سنة كولومبيا د�ستور الرقابة من النوع بهذا 1886م، والذي يمنح رئي�ض الدولة عند الاعترا�ض على اأي قانون قدم اإليه للت�سديق عليه؛ الحق في اأن يحيله خلال فترة �ستة اأيام اإلى المحكمة العليا للبت في د�ستوريته، وكذلك د�ستور بنما ل�سنة 1904م، ود�ستور الاإكوادور ل�سنة 1929م، وكذلك د�ستور

اإيرلندا ل�سنة 1937م )28(.النوع هذا اللاحقة: الق�ش�ئية الرق�بة ثانيا: من الرقابة لا يتاأتى اإعمالها اإلا بعد �سدور القانون، المخت�سة؛ المحكمة اإلى تقديمها يتم دعوى عبر اأو باإلغائه؛ حكم اإ�سدار في الحق تملك والتي اأم اأ�سلية؛ دعوى عبر �سواء تطبيقه عن الامتناع عبر دعوى فرعية، ويعد هذا النوع الاأكثر �سيوعا في الاأنظمة الد�ستورية المعا�سرة، حيث ي�سند حق اإلى القانون د�ستورية في الطعن دعوى تحريك جهات محددة د�ستوريا، �سواء اإلى هيئات عامة اأم خا�سة اأم للاأفراد، فتحريك دعوى الرقابة يتم بعد اأن ي�سبح القانون نافذا، ومن ثم ينظر الق�ساء في الدعوى للف�سل في مدى د�ستورية القانون، فاإما اأن يقرر عدم د�ستورية القانون؛ ومن ثم ي�سدر حكما القانون تطبيق عن بالامتناع اأكان �سواء �سلبيا محل القانون باإلغاء كان اأم الامتناع"، "رقابة في�سبح الاإلغاء"؛ "رقابة نهائية ب�سورة الطعن القانون معدوما بالن�سبة للم�ستقبل، واإما اأن يكون القانون؛ بد�ستورية بالحكم اإيجابيا المحكمة حكم الد�ستورية"، "قرينة الت�سريعات الاأ�سل في وهو

يملك لا النوع هذا في الامتن�ع: رق�بة ثانيا: المخالف القانون اإلغاء �سلطة الد�ستوري القا�سي في تطبيقه عن والامتناع اإهماله له بل للد�ستور؛ ذو هنا القا�سي فحكم عليه، المعرو�سة الق�سية حجية ن�سبية قا�سرة على النزاع المعرو�ض اأمامه، ال�سلطة اأي خلاف مع الرقابة و عادة لا تثير هذه ا�ستقلال مبداأ تراعي ظاهريا فهي الت�سريعية، الف�سل بين الت�سريعية، وتن�سجم مع مبداأ ال�سلطة ن�ض اإلى الرقابة هذه تحتاج فلا لذا ال�سلطات، الد�ستورية؛ الوثيقة في وارد �سريح د�ستوري القانون تطبيق عن بامتناعه القا�سي لاأن نظرا المخالف للد�ستور؛ لم يخرج عن وظيفته الق�سائية؛ ولم يتجاوز مقت�سياتها، وعادة ت�سند الرقابة لجميع المحاكم على اختلاف درجاتها " لا مركزية الرقابة"، كما اأن حكم المحكمة بالامتناع عن تطبيق القانون مواجهة في لا حجية يحوز لا الد�ستوري؛ غير الكافة؛ ولا حتى اأمام المحكمة التي اأ�سدرته، فيظل

القانون محل الطعن قائما ونافذا )26(.�شلطة اإعم�ل توقيت حيث من الثاني: الفرع

الرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين:هذا ويت�سم ال�ش�بقة: الق�ش�ئية الرق�بة اأولا: النوع من الرقابة النادر ال�سيوع؛ باأن حق تحريك الرقابة يعطى لجهات بعينها، كرئي�ض الدولة مثلا؛ حيث له اإحالة م�سروع القانون قبل الم�سادقة عليه؛ مدى في للبت متخ�س�سة محكمة اإلى ن�سره و د�ستوريته، ولا يخرج الاأمر من افترا�سين: اإما اأن تقرر المحكمة المخت�سة د�ستورية م�سروع القانون؛ قانونا لي�سبح القانون م�سيرته فيوا�سل م�سروع د�ستورية عدم المحكمة تقرر اأن واإما نافذا،

{105}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

المبحث الثانيالاأحك�م الع�مة للرق�بة الق�ش�ئية على

د�شتورية القوانينالق�سائية الرقابة اأحكام المبحث �سنتناول في هذا المحكمة في والمتمثلة القوانين، د�ستورية على الطعن دعوى تحريك وكيفية بالرقابة، المخت�سة بالرقابة، المخت�سة المحكمة و�سلطات الد�ستوري،

وذلك على النحو التالي:المطلب الاأول

الجهة الق�ش�ئية التي يعهد اإليه� بمهمة الرق�بة على د�شتورية القوانين

الفرع الاأول: الاأ�شلوب اللامركزي "الاأنموذج على الق�سائية الرقابة جذور تعود الاأمريكي": �سد "ماربوري ق�سية اإلى القوانين د�ستورية مادي�سون"Marbury v Madison �سنة 1803م، الد�ستور اأن "مار�سال" على القا�سي اأكد عندما يمثل التعبير الحقيقي عن الاإرادة ال�سعبية، ومن ثم فاأحكامه تعلو على كل اأعمال ال�سلطات الحكومية بما فيها الاأعمال الت�سريعية اأي القانون العادي ومن ثم

فالقوانين المخالفة للد�ستور تعد لاغية وباطلة )32(.وفقا لهذا الاأنموذج فاإن جميع المحاكم في الدولة اأيا كانت درجتها تخت�ض بمهمة الرقابة على د�ستورية في الد�ستوري النظام تبناه ما وهذا القوانين، اخت�سا�ض اأن حيث الاأمريكية، المتحدة الولايات على قا�سرا لي�ض القوانين د�ستورية على الرقابة المحكمة العليا، بل يحق لكل المحاكم على اختلاف المركز اأو في الولايات اأكانت في درجاتها؛ �سواء الق�ساء باأن ذلك ويف�سر المهمة، بهذه القيام باعتبارها الق�سائية الرقابة اإلى ينظر الاأمريكي

بعدم الق�ساء وحكم نافذا، القانون يبقى ثم ومن ال�سابقة الق�سائية الرقابة حال القانون د�ستورية ئا، بينما يكون الحكم بعدم د�ستورية يعد حكما من�س

القانون حال الرقابة اللاحقة كا�سفا فقط)29(.في المتبعة الطرق حيث من الثالث: الفرع د�شتورية على الق�ش�ئية الرق�بة تحريك

القوانين:الاأ�شلية: الدعوى طريق عن الرق�بة اأولا: اأم حيث ي�ستطيع كل �ساحب م�سلحة من الاأفراد من ال�سلطات العامة؛ رفع دعوى طعن اأمام المحكمة المخت�سة مبا�سرة بمعزل عن اأي خ�سومة ق�سائية ب�سفة الطعين القانون ذلك في مخت�سما اأخرى، اأ�سلية، طالبا من المحكمة اإلغاء القانون محل الطعن

لمخالفته اأحكام الد�ستور )30(.ثانيا: الرق�بة عن طريق الدفع "دعوى فرعية": لاإعمال الرقابة الق�سائية وفقا لهذا ال�سبيل يفتر�ض الق�ساء اأمام معرو�سة منازعة اأو ق�سية وجود اأطراف اأحد يدفع ثم اإداري" جنائي، "مدني، الخ�سومة بعدم د�ستورية القانون الواجب التطبيق على الق�سية مثار النزاع، عندئذ يتعين على القا�سي اأن يتثبت من مدى د�ستورية القانون الطعين، فاإذا تبين له اأنه موافق للد�ستور رف�ض الدفع وف�سل في النزاع الاأ�سلي بموجب ذلك القانون، واإذا تبين له القانون ذلك تطبيق عن امتنع د�ستوري غير اأنه

على الق�سية المعرو�سة اأمامه )31(.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {106}

عن ال�سلطات الثلاث، غير اأن بع�ض فقهاء القانون اأو المحكمة اإفراط من خ�سية يبدون الد�ستوري؛ فباإفراط الرقابي، اخت�سا�سها ب�سط في تفريطها المحكمة في ممار�سة اخت�سا�سها الرقابي؛ قد تمتد الت�سريعي؛ الن�ساط اأوجه كافة لتغطي �سلطتها الاأمر الذي قد يقود اإلى مواجهة بين المحكمة وبين ال�سلطة الت�سريعية اأو التنفيذية؛ مما قد يهدد دعائم يكون خ�سية فقد تفريطها اأما الد�ستوري، النظام بلا ج�سد اإلى تتحول وبذا ؛ ال�سدام ذلك وقوع جدية رقابة باإيجاد وجودها مبرر تفقد و روح؛

على د�ستورية القوانين )36(.وغالبية د�ساتير الدول التي تتبنى الرقابة الق�سائية وفقا لهذا الاأ�سلوب؛ تعهد بمهمة الرقابة اإلى محكمة ذلك ومثال الغر�ض، لهذا اإن�ساوؤها يتم خا�سة الد�ستور الاألماني والاإيطالي، ود�ساتير كل من م�سر ل�سنة 1998م، ال�سودان ود�ستور 1971م، ل�سنة

ود�ستور ال�سودان الانتقالي ل�سنة 2005م )37(.و ي�سار اإلى اأن الاأ�سلوب المركزي للرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين يت�سم بعدة �سمات: ك�سرعة د�ستورية في الف�سل دعاوى في والح�سم البت ت�سارب الاأ�سلوب هذا يتلافى كما القوانين، ال�سادرة في دعاوى د�ستورية الق�سائية الاأحكام باخت�سا�ض واحدة جهة لانفراد نظرا القوانين

النظر في د�ستورية القوانين )38(.المطلب الثاني

الجه�ت التي يحق له� تقديم دعوى الطعن في د�شتورية القوانين

ال�سلطة الق�سائية حين ت�سند اإليها �سلاحية الرقابة نف�سها تلقاء من تملك لا القوانين، د�ستورية على

تتمحور التي الوظيفة هذه وظيفته، �سميم من الاأ�سخا�ض منازعات في والف�سل النظر حول

وخ�سوماتهم )33(.�ض خلاف ذلك، فالدور غير اأن الواقع ال�سائد يكرفي العليا المحاكم به تنه�ض الرقابة في الاأهم الولايات؛ خا�سة اإذا تعلقت دعوى الطعن بد�ستورية ت�سريع ولائي، اأما المحاكم الاأدنى درجة فلا ت�ساهم اإذا تعلقت دعوى اأما ب�سيء يذكر في هذا المجال، الطعن بد�ستورية ت�سريعات اتحادية؛ اأو بد�ستورية قوانين ولائية من حيث علاقتها بالد�ستور الاتحادي؛ فاإن الق�ساء الاتحادي ممثلا في المحكمة العليا هو

من يملك الكلمة الف�سل في ذلك )34(."الاأنموذج المركزي الاأ�شلوب الثاني: الفرع مهمة ت�سند عندما ذلك ويتحقق الاأوروبي": ق�سائية جهة اإلى القوانين د�ستورية على الرقابة واحدة بموجب ن�ض د�ستوري، فمن جهة يمتنع على رقابة لمهمة الت�سدي الق�سائية من الجهات غيرها الد�ستورية، ومن جهة اأخرى لا يمكن لاأي �سخ�ض اأن يرفع دعواه اإلا اأمام تلك الجهة ح�سرا، وتذهب بع�ض الد�ساتير اإلى اإ�سناد هذه المهمة اإلى المحكمة اخت�سا�ساتها جانب اإلى تخت�ض حيث العليا، التقليدية في الق�ساء الجنائي والمدني...اإلخ بالرقابة �سوي�سرا في ذلك ومثال القوانين، د�ستورية على ظل د�ستور 1874م، والد�ستور العراقي 1968م، ال�سودان ود�ساتير 1962م، الكويتي والد�ستور

قبل �سنة 1998م )35(.رقابة اخت�سا�ض يتركز الاأ�سلوب لهذا ووفقا �سمن كمحكمة واحدة؛ جهة يد في الد�ستورية م�ستقلة محكمة واإما الق�سائية؛ ال�سلطة منظومة

{107}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

اأية �سلطة ذات اخت�سا�ض ت�سريعي اأن يرفع دعوى اإهداره ب�سبب بطلانه لاإعلان العليا المحكمة اأمام وهذا الد�ستور"، كفلها التي والحقوق للحريات ل�سنة ال�سودان د�ستور في عليه الن�ض تكرر ما 1998م،ود�ستور ال�سودان الانتقالي ل�سنة 2005م

.)40(

الد�شتوري الطعن حق ح�شر الثاني: الفرع الحق هذا ق�سر يتم حيث الهيئ�ت: بع�س في ومثال الاأفراد، دون معينة �سيا�سية هيئات على ذلك الد�ستور الفرن�سي ل�سنة 1958م؛ الذي ق�سر ذلك الحق على كل من رئي�ض الجمهورية؛ ورئي�ض الوزراء؛ ورئي�ض الجمعية الوطنية؛ ورئي�ض مجل�ض ومجل�ض الوطنية؛ الجمعية اأع�ساء و ال�سيوخ، كل من ع�سوا �ستون الطلب اأيد اإذا ال�سيوخ اأجاز الذي الاإ�سباني الد�ستور كذلك مجل�ض)41(، دعوى تقديم حق البرلمان من ع�سوا لخم�سين الاألماني والد�ستور القوانين، د�ستورية في الطعن البوند�ستاج، مجل�ض اأع�ساء لثلث ي�سمح الذي اأع�ساء لثلث يجيز الذي النم�ساوي والد�ستور المجل�ض الوطني، كذلك الحال د�ستور بولندا ل�سنة اأو الدولة رئي�ض على الحق ق�سر الذي 1920م الذي الاأردني والد�ستور البرلمان، اأو الحكومة البرلمان مجل�سي اأع�ساء من كل في الحق ح�سر ل�سنة �سوريا ود�ستور الوزراء)42(، ومجل�ض د�ستورية في الطعن حق ح�سر الذي 1973م القوانين قبل اإ�سدارها؛ على رئي�ض الجمهورية؛ اأو

ربع اأع�ساء مجل�ض ال�سعب )43(.

النظر في القوانين للتاأكد من مدى د�ستوريتها، بل لابد لها من دعوى ترفع اأمامها تطعن في د�ستورية في الد�ستورية الاأنظمة تباينت لكن ما، قانون تحديد الجهة التي يحق لها رفع دعوى الطعن في د�ستورية القوانين، فالغالبية منها تعطي هذا الحق اإلى كل ذي م�سلحة �سواء اأكان هيئة اأم فردا، وقلة من الاأنظمة الد�ستورية تح�سر هذا الحق في هيئات

معينة فقط دون الاأفراد على النحو التالي:الد�شتوري الطعن حق اإعط�ء الاأول: الفرع ذي فلكل فرد(: )هيئة، م�شلحة ذي لكل م�سلحة عاجلة اأو اآجلة الحق في اأن يرفع الدعوى، ولعل الد�ستور ال�سوي�سري ل�سنة 1848م هو اأول د�ستور اأعطى الاأفراد هذا الحق، فيحق لكل مواطن الطعن مبا�سرة اأمام المحكمة الاتحادية في القوانين ال�سادرة عن المقاطعات، ثم تطور الحق في الطعن في الطعن في الاأفراد حق اإلى الد�ستورية؛ بعدم اأي قانون يم�ض حقوقهم، اإلا اأن هذا التوجه يوؤدي الذي الاأمر الدعاوى؛ عدد في كبيرة زيادة اإلى يتطلب اأن تكون هيكلية المحكمة م�سممة لا�ستيعاب

ذلك)39(.هذا التوجه تبنته د�ساتير ال�سودان المتعاقبة؛ خا�سة حقوق من بحق المعني القانون م�سا�ض حال في الطاعن الد�ستورية، فنجد د�ستوري ال�سودان ل�سنة مواطن لاأي اأعطيا قد 1964م ل�سنة و 1956م، اأي في العليا المحكمة اأمام طعن تقديم في الحق قانون يهدر حق من حقوقه الد�ستورية، كذلك ن�ض د�ستور ال�سودان الدائم 1973م، على ذلك بقوله: "لكل �سخ�ض اأ�سير من جراء اأي ت�سريع اأ�سدرته

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {108}

ا�ستحدثت ثم �سنة 1998م، قبل د�ستور القوانين 1998م عام د�ستور بموجب الد�ستورية المحكمة التي انفردت باخت�سا�ض رقابة د�ستورية القوانين

بالاإ�سافة اإلى اخت�سا�سات د�ستورية اأخرى. "رق�بة الفرعية الدعوى الثاني: الفرع الامتن�ع": يق�سد بالدعوى الفرعية وجود دعوى اأمام الق�ساء �سواء اأكان دعوى ذات طبيعة ) جنائية، يدفع للدعوى المحكمة نظر واأثناء اإدارية(؛ مدنية، القانون د�ستورية بعدم الخ�سومة اأطراف اأحد فرع هنا الد�ستورية فالدعوي عليه، تطبيقه المراد الدفع فبهذا ابتداء؛ المرفوعة الاأ�سلية للدعوى في بالنظر المحكمة اخت�سا�ض يبرز الفرعي تحريكه يعد اخت�سا�ض وهو القانون؛ د�ستورية اأمام المعرو�سة الاأ�سلية الدعوى عن متفرعا المحكمة؛ بمعنى اأخر اأن نظر القا�سي في د�ستورية للقا�سي تبين فاإذا عار�ض، ب�سكل ظهر القانون �سحة الدفع بعدم د�ستورية القانون؛ فاإنه ي�ستبعد تطبيقه على الق�سية المنظورة اأمامه، حيث تنح�سر �سلطة القا�سي فقط في الامتناع عن تطبيق القانون

غير الد�ستوري)46(.ونظرا لاأن �سلطة المحكمة هنا لا تتجاوز الامتناع عن تطبيق القانون غير الد�ستوري؛ فاإن هذا الاأ�سلوب الرقابة، لامركزية باأ�سلوب عادة وجوده يقترن درجاتها اختلاف على المحاكم لكافة يحق حيث اأن تبا�سر رقابة الد�ستورية، و يتمتع حكم المحكمة اأي ن�سبية؛ بحجية عندئذ القانون د�ستورية بعدم في و فقط؛ النزاع اأطراف على اآثاره تقت�سر يلزم فلا المحكمة، اأمام المعرو�سة الق�سية حدود حكم المحكمة المحاكم الاأخرى، بل لا يلزم المحكمة

المطلب الثالثكيفية تحريك دعوى الطعن في د�شتورية

القوانينالمب��شرة اأو الاأ�شلية الدعوى الاأول: الفرع الاأ�سلية: بالدعوى يق�سد الاإلغ�ء": "رق�بة حكما اأو حقيقة المت�سرر الم�سلحة �ساحب قيام المحكمة اأمام مبا�سرة فيه بالطعن ما قانون من اأم عليا ق�سائية محكمة اأكانت �سواء المخت�سة؛ دعوى عبر وذلك مخت�سة، د�ستورية محكمة اأ�سلية يطلب فيها اإلغاء ذلك القانون لمخالفته اأحكام القانون عليه في ينتظر تطبيق اأن الد�ستور، دون للمحكمة ثبت فاإذا الق�سائية، الدعاوى من دعوى مخالفة القانون للد�ستور؛ حكمت باإلغائه واعتباره عامة حجية عندئذ حكمها ويحوز يكن، لم كاأن القانون د�ستورية للمحكمة تبين اإذا اأما ومطلقة، وتعود نافذا)44(، القانون ويبقى الدعوى فترف�ض الع�سرين القرن بداية اإلى الاأ�سلوب هذا جذور عندما تبنت د�ساتير كل من النم�سا ل�سنة 1920م؛ وت�سيكو�سلوفاكيا 1920م؛ اإن�ساء محاكم د�ستورية ثم القوانين، د�ستورية على بالرقابة تخت�ض عليا تبنت معظم د�ساتير الدول الاأوروبية هذا الاأ�سلوب؛

وبعد ذلك تبنته د�ساتير كثير من دول العالم)45(.ويجب التنويه اإلى اأن المحكمة المخت�سة هنا؛ اإما اأن تكون المحكمة العليا؛ حيث تخت�ض برقابة د�ستورية الق�سائية اخت�سا�ساتها اإلى بالاإ�سافة القوانين اأن تكون محكمة د�ستورية م�ستقلة الاأخرى، واإما تنفرد بالاخت�سا�سات الد�ستورية، هذا وقد عرفت التجربة الد�ستورية في ال�سودان كلا النوعين حيث كانت المحكمة العليا هي المخت�سة برقابة د�ستورية

{109}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

د�ستوريته في المتنازع القانون وتحيل الدعوى؛ لتبت في المخت�سة المحكمة اأو العليا؛ المحكمة اإلى د�ستورية بعدم العليا المحكمة ق�ست فاإذا ذلك؛ للقانون في مواجهة معدما القانون؛ يكون حكمها تاأخذ بهذا التي الد�ساتير الكافة، وغالبا ما تذهب بعدم القا�سي الحكم ن�سر وجوب اإلى الاأ�سلوب؛ د�ستورية قانون ما في الجريدة الر�سمية؛ كما هو الحال بالن�سبة لن�سر القوانين، ومن اأمثلة الد�ساتير ل�سنة ال�سومال د�ستور الاأ�سلوب هذا تبنت التي

1960م، والد�ستور الم�سري ل�سنة 1970م)49(.المطلب الرابع

�شلط�ت المحكمة المخت�شة ب�لرق�بة على د�شتورية القوانين

الق�نون تطبيق عن الامتن�ع الاأول: الفرع غير الد�شتوري: نجد ذلك في النظم الد�ستورية اأ�سلوب رقابة الامتناع، حيث تنح�سر التي تتبنى القانون القا�سي حكم �سلطة المحكمة في ا�ستبعاد النزاع في تطبيقه عن فيمتنع الد�ستوري، غير بالامتناع المحكمة يحوز حكم و اأمامه، المعرو�ض اأثره اأن بمعنى ن�سبية؛ حجية القانون تطبيق عن يقت�سر على الق�سية التي اأثير الدفع خلالها فقط، المحكمة يلزم لا بل الاأخرى، المحاكم به تلتزم فلا ذاتها م�ستقبلا عند نظر ق�سية اأخرى مماثلة، فمثل هذا الحكم لا يوؤثر في �سريان القانون المطعون في

د�ستوريته م�ستقبلا )50(.الفرع الثاني: اإ�شدار الاأوامر الق�ش�ئية" اأوامر الاأ�سخا�ض اأحد يطلب يتحقق ذلك عندما المنع": من المحكمة؛ اإ�سدار اأمر ق�سائي موجه اإلى اإحدى هيئات الاإدارة؛ اأو اإلى موظف عام؛ ين�ض على عدم

ذاتها التي اأ�سدرته؛ حال نظرها لنزاع م�سابه في دعوى جديدة م�ستقبلا، اإلا اأن الواقع ي�سير اإلى اأن المحاكم التي ت�سدر من الد�ستورية بعدم الاأحكام الاأعلى درجة كالمحكمة العليا؛ تحظى بمكانة مميزة؛ الاأدنى المحاكم قبل من مخالفتها يمكن لا بحيث العليا المحكمة امتناع اأن يعني الذي الاأمر درجة؛ ذلك اإلغاء حقيقته في يعادل ما قانون تطبيق عن

القانون)47(.الق�سائية الرقابة من الاأ�سلوب هذا جذور وتعود على د�ستورية القوانين اإلى الق�ساء البريطاني على �سابقا، اأو�سحنا كما كوك"؛ "اإدوارد اللورد يد غير اأن الق�ساء الولايات المتحدة الاأمريكية كان له الاأ�سلوب، ففي الاأبرز في ر�سم ملامح هذا الدور الدقة وعلى وجه الاأمريكي الاتحاد ت�سكل بدايات عن Rood Island محكمة امتنعت 1786م �سنة

تطبيق اأحد القوانين نظرا لعدم د�ستوريته)48(.طريق عن الق�ش�ئية الرق�بة الثالث: الفرع د�شتورية بعدم دعوى برفع مقرون� الدفع الق�نون: وفي هذا الاأ�سلوب يتم الدمج والمزج بين اأ�سلوب الدعوى الاأ�سلية واأ�سلوب الدفع الفرعي، مع الاأخذ بفكرة مركزية الرقابة، فمن جانب لا يترك هذا الاأ�سلوب باب الطعن مفتوحا ليطرق في اأي وقت؛ بل يجيز ذلك فقط حال نظر دعوى ق�سائية مرتبطة فدعوى د�ستوريته، في متنازع قانون بتطبيق القانون ي�سرح بها فقط على الطعن في د�ستورية يتقدم بدفع يتم ذلك هام�ض دعوى ق�سائية، حيث به �ساحب الم�سلحة اأو ال�سلطة العامة اإلى المحكمة؛ التي تنظر في النزاع ذي ال�سلة بالقانون المتنازع في النظر بتعليق المحكمة فتقوم د�ستوريته، في

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {110}

يتحدد م�سير اإجراء الموظف؛ اإما بال�سير قدما في اأو القانون، بد�ستورية الحكم �سدر اإذا التنفيذ العدول عن التنفيذ اإذا �سدر الحكم بعدم د�ستورية

القانون)52(.الفرع الرابع: اإلغ�ء الق�نون المخ�لف للد�شتور: قد ي�سند الد�ستور اإلى المحكمة �سلاحية اإلغاء القانون اأخطر من ال�سلاحية هذه وتعد الد�ستوري، غير المحكمة تملك حيث المجال، هذا في ال�سلاحيات من وتاأكدها للقانون؛ فح�سها وبعد ذلك بموجب عدم د�ستوريته �سلاحية الحكم باإلغائه، هذا الحكم بالاإلغاء يحوز عادة حجية عامة ومطلقة، بمعنى اأن اآثار الحكم بعدم الد�ستورية تمتد اإلى الكافة ولي�ض الحكم �سدور فبمجرد الدعوى؛ م مقد على فقط ي�سبح القانون في حكم المعدوم؛ ومن ثم لا يجوز القانونية المراكز اأن غير م�ستقبلا؛ اإليه الا�ستناد

التي اكت�سبت بموجبه قبل اإلغائه تبقى محمية)53(.الفرع الخام�ض: الاأوامر الاحترازية والموؤقتة: دعوى في بالنظر تخت�ض التي المحاكم لاأن نظرا ق�سائية طبيعة ذات القوانين د�ستورية في الطعن فاإنها الق�سائي، النظام تعد جزءا من اأحيانا بل و لها العادية، فيحق تبقى محتفظة ب�سلطات المحاكم اإ�سدار الاأوامر الاحترازية؛ كاأن تطلب من �سخ�ض اتخاذ اإجراءات معينة؛ اأو تمنعه من القيام باإجراء ما، كما اأن لها الحق في اإ�سدار الاأوامر الموؤقتة حال الا�ستمرار في نظر الق�سية، كاأن ت�سدر اأمرا موؤقتا باإعادة موظف اإلى عمله؛ اإلى حين البت في الدعوى

المرفوعة من قبله)54(.

ذلك من خلال يتاأتى و ما، اإجراء اأو قانون تنفيذ القانون بمهاجمة للفرد ت�سمح ق�سائية دعوى د�ستورية بعدم يدعي حيث عليه، تطبيقه قبل اأن اأو الاإجراء؛ واأن من �ساأن تطبيقه القانون ذلك ادعاء �سحة للمحكمة ثبت فاإذا ال�سرر، به يلحق اأمرا ت�سدر د�ستوري، غير القانون باأن المدعي؛ ق�سائيا اإلى الموظف المخت�ض؛ بالامتناع عن تنفيذ تنفيذ الموظف على يتعين و الطعن، محل القانون الاأمر الق�سائي ال�سادر من المحكمة، فاإن لم يمتثل للاأمر الق�سائي ال�سادر من المحكمة، فاإنه يتعر�ض الق�ساء"، "ازدراء اأ�سا�ض على للم�ساءلة الجنائية ذو يعد الق�سائي الاأمر هذا اأن بالذكر وجدير قبل عادة يتم اإ�سداره لاأن نظرا وقائية، طبيعة الاإجراء هذا جذور وتعود بالفعل، ال�سرر وقوع

اإلى الق�ساء الاأنجلو اأمريكي)51(.التقريرية: الاأحك�م اإ�شدار الثالث: الفرع بتنفيذ عام موظف ي�سرع عندما ذلك يتحقق قانون ما على �سخ�ض معين، فيقوم هذا ال�سخ�ض بالاعترا�ض على ذلك الاإجراء اأمام الجهة التنفيذية الاإجراء، ذلك د�ستورية عدم بحجة المخت�سة؛ عن بالتوقف يمثلها من اأو التنفيذية الجهة فتقوم ال�سير في اإجراءات التنفيذ؛ مع الطلب من �ساحب في للف�سل الق�ساء اأمام بالاعترا�ض الم�سلحة د�ستورية ذلك القانون اأو الاإجراء محل الاعترا�ض، المحكمة اإلى يتجه الم�سلحة �ساحب فاإن ثم ومن طالبا منها حكما تقريريا بعدم د�ستورية القانون اأو الاإجراء المراد تطبيقه عليه، وبناء على حكم المحكمة

{111}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

القائمة اأو الم�ستقبلية، و تلغى من اأحكام هذه القوانين الذي بالقدر الد�ستور اأحكام هذا ما يتعار�ض مع العليا للمحكمة اأ�سند كما التعار�ض"، ذلك يزيل حق الف�سل في دعاوى حماية الحقوق الد�ستورية الحقوق تلك حماية لكفالة يلزم ما كل واتخاذ الواردة في الد�ستور، وجعل ال�سلطة الق�سائية هي

حار�سة الد�ستور)56(.ال�شودان جمهورية د�شتور الثالث: الفرع الموؤقت ل�شنة 1964م: هذا الد�ستور هو امتداد ذات على الن�ض اأعاد فقد 1956م، عام لد�ستور المواد ترقيم خلا ما يذكر؛ تغيير دون الاأحكام فقد اأعاد التاأكيد على كل من مبداأ �سمو الد�ستور، ودعوى حماية الحقوق الد�ستورية، واأعاد التاأكيد الد�ستور حار�سة هي الق�سائية ال�سلطة اأن على وهي من لها حق الف�سل في دعاوى تطبيق الحقوق محكمة اأن�ساأ الد�ستور هذا اأن اإلا الد�ستورية، في النظر حق لها التي العليا؛ المدنية الا�ستئناف اأي ا�ستئناف للدعاوى التي تنظرها المحكمة المدنية

العليا)57(.الفرع الرابع: د�شتور ال�شودان الدائم 1973م: د�ساتير من قبله لما مغايرا الد�ستور هذا يعد لدعوى اإقراره في معها اتفق لكنه ال�سودان؛ المدنية المحكمة اأمام الد�ستورية الحقوق حماية الحقوق؛ تلك يم�ض قانون اأي مواجهة في العليا؛ العليا المدنية للمحكمة اأن على ن�ض �سراحة حيث �سلطة اإبطال الت�سريعات المخالفة للد�ستور، كما اأكد على التزام الدولة ب�سيادة حكم القانون، كما ن�ض �سراحة على �سرورة موافقة اأي ت�سريع يمثل قيدا الد�ستورية لاأحكام العامة على الحقوق والحريات

المبحث الثالثالرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين

في النظ�م الد�شتوري ال�شودانيالمطلب الاأول

التطور الد�شتوري للرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين في ال�شودان

في القوانين د�ستورية على الق�سائية الرقابة التجربة قدم قديمة ال�سوداني الد�ستوري النظام اإلى جذورها تمتد حيث ال�سودان في الد�ستورية ما قبل الا�ستقلال، وقد مرت بمراحل متعددة على

النحو التالي:ل�شنة الذاتي الحكم ق�نون الاأول: الفرع 1953م: لعل اأول وثيقة يمكن الا�ستناد عليها في هذا في ال�سودان في الد�ستورية التجربة تاريخ الجانب؛ هي الوثيقة الم�سماة "بقانون الحكم الذاتي الاأولى الملامح ت�سمنت حيث 1953م"، ل�سنة القوانين؛ د�ستورية على الق�سائية الرقابة لتقنين ت في مادتها العا�سرة: حق الاأفراد في رفع فقد اأقردعوى اأمام المحكمة العليا؛ لحماية اأي من الحقوق الد�ستورية الواردة في الوثيقة، كما اأ�سند للمحكمة تلك لحماية الاإجراءات من اأي اتخاذ �سلطة العليا اأن الق�ساء "على الحقوق، بل تم الن�ض �سراحة: بها يناط خا�سة المدنية العليا المحكمة و عموما

حرا�سة الد�ستور وحمايته)55(.الموؤقت ال�شودان د�شتور الثاني: الفرع 1956م: يعد هذا الد�ستور امتدادا لوثيقة الحكم �سمو مبداأ على ن�ض فقد 1953م، ل�سنة الذاتي على:" ن�ست والتي الثالثة مادته في الد�ستور القوانين جميع على الد�ستور هذا اأحكام �سيادة

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {112}

والنظر والقانونية، الد�ستورية الن�سو�ض تف�سير والحريات، والحرمات الحقوق حماية دعوى في

ونق�ض اأي ت�سريع اأو اأمر مخالف للد�ستور)60(.ل�سنة الد�ستورية المحكمة قانون �سدر وقد هذا 1998م، الذي كان ا�ستجابة طبيعية لهذا التحول، واأعاد القانوني، الد�ستورية المحكمة اإطار فو�سع الد�ستورية المحكمة اخت�سا�سات على الن�ض الدعاوى في النظر مقدمتها في و التقليدية؛ المقدمة من الاأ�سخا�ض لحماية الحريات والحرمات

والحقوق الد�ستورية في مواجهة اأي قانون)61(.القومي ال�شودان د�شتور ال�سابع: الفرع الد�ستور هذا يعد 2005م: ل�شنة الانتق�لي امتدادا لد�ستور �سنة 1998م في هذا الجانب، فقد ن�ض على مبداأ �سيادة الد�ستور، وحق الاأ�سخا�ض لحماية طلبا الد�ستورية المحكمة اإلى اللجوء في الن�ض اأعاد كما الد�ستورية، وحرياتهم حقوقهم اأ�س�ض الد�ستورية، ولكن وفق المحكمة اإن�ساء على ال�سابق، الد�ستور ظل في عليه كانت لما مغايرة يتفق بما اخت�سا�ساتها ومو�سحا مف�سلا والتحولات القانونية وال�سيا�سية الم�ساحبة ل�سدور المحكمة قانون �سدر وقد هذا الد�ستور)62(، هذا اخت�سا�ساتها، ما منظ 2005م، ل�سنة الد�ستورية وفقا القوانين د�ستورية في بالف�سل �سواء اأو غيرها الولائية، للد�ستور الاتحادي والد�ساتير بيان اأكثر و�سوحا في من الاخت�سا�سات، وكان الحق لها جعل التي الد�ستورية المحكمة �سلطات اإلغاء اأي قانون مخالف للد�ستور الاتحادي اأو في

الد�ساتير الولائية)63(.

المدنية المحكمة دور على الن�ض واأعاد الد�ستور؛ العليا في حرا�سة الد�ستور مف�سلا اخت�سا�ساتها، ومنها حماية الحقوق والحريات الد�ستورية، ونظر

دعاوى الطعن في د�ستورية القوانين)58(.الانتق�لي ال�شودان د�شتور الخام�ض: الفرع امتدادا الد�ستور هذا يعد 1985م: ل�شنة هذا في 1973م �سنة د�ستور قبل ما لد�ساتير لكن ذاتها الاأحكام على الن�ض فاأعاد الجانب، على ن�ض فنجده فقط، التبويب في اختلاف مع �سائر على اأحكامه و�سيادة الد�ستور، �سمو مبداأ القواعد القانونية الاأخرى، و الخ�سوع لمبداأ �سيادة واأعطى الق�ساء، ا�ستقلال ومبداأ القانون، حكم اأمام دعوى رفع في الاأ�سخا�ض-ن�سبيا-الحق المحكمة العليا لحماية الحقوق الد�ستورية، كما اأعاد التاأكيد على دور المحكمة العليا كحار�سة للد�ستور من خلال اخت�سا�سها بتف�سير ن�سو�ض الد�ستور د�ستورية في الطعن دعاوى ونظر والقوانين،

القوانين)59(.ل�شنة ال�شودان د�شتور ال�ساد�ض: الفرع هناك كانت الد�ستور هذا �سدور قبيل 1998م: بع�ض الموؤ�سرات على تحول ت�سريعي في هذا الجانب في اإطاره الد�ستوري والقانوني، فقد �سدر قانون وقد 1996م، �سنة والد�ستوري الاإداري الق�ساء الرقابة الد�ستور تحولا جذريا في هيكل ل هذا مثالتجربة في القوانين د�ستورية على الق�سائية في مرة لاأول ن�ض فقد ال�سودانية، الد�ستورية تاريخ ال�سودان على اإن�ساء محكمة د�ستورية تنتقل اإليها الاخت�سا�سات الد�ستورية التي كانت للمحكمة كاخت�سا�ض الد�ستورية، دائرتها في ممثلة العليا

{113}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

والحريات، الحقوق وحماية القوانين، د�ستورية ال�سودان د�ستور في مجددا تبنيه تم ما وهذا

الانتقالي ل�سنة 1985م)64(.على الرق�بة اخت�ش��س اإ�شن�د الثاني: الفرع د�شتورية القوانين اإلى المحكمة الد�شتورية: ل �سدور د�ستور ال�سودان ل�سنة 1998م، تحولا مثمخت�سة محكمة اأن�سئت حيث المجال، هذا في بالم�سائل الد�ستورية، و اأ�سندت اإليها الاخت�سا�سات العليا المحكمة بها تخت�ض كانت التي الد�ستورية ما وهذا الد�ستورية، دائرتها �سمن م�سى فيما في الد�ستوري الم�سرع قبل من مجددا تبنيه تم

د�ستور ال�سودان الانتقالي ل�سنة 2005م.المطلب الثالث

الجه�ت التي يحق له� تقديم دعوى الطعن في د�شتورية القوانين

ذهبت د�ساتير ال�سودان المتعاقبة اإلى اإعطاء الحق في الطعن في د�ستورية القوانين لكل ذي م�سلحة)هيئة، حماية بدعوى يتعلق فيما جليا ذلك ونجد فرد(، الد�ستوري التراث ظل فقد الد�ستورية؛ الحقوق على الدعوى؛ لهذه تبنيه في وفيا ال�سودان في الرغم من تعدد التجارب الد�ستورية؛ هذه الدعوى ترفع حال م�سا�ض اأي من القوانين بحق من حقوق الطاعن الد�ستورية، وترجع بدايات هذا التوجه اإلى قانون الحكم الذاتي ل�سنة 1953م؛ الذي ن�ض على حق كل �سخ�ض في الطلب من المحكمة العليا حماية وللمحكمة وتطبيقها، الد�ستورية الحقوق من اأي اللازمة الاأوامر جميع اإ�سدار �سلطة العليا باأي الا�ستمتاع الطلب لمقدم تكفل لكي والمنا�سبة من الحقوق المذكورة)65(، كذلك الحال جاء د�ستور

المطلب الثانيالمحكمة المخت�شة برق�بة د�شتورية القوانين الاأ�سلوب ال�سودان في الد�ستوري النظام يتبنى على الق�سائية بالرقابة يتعلق فبما المركزي الاخت�سا�ض هذا ي�سند حيث القوانين، د�ستورية لمحكمة واحدة فقط وهي المحكمة الد�ستورية حاليا والمحكمة العليا �سابقا، وجدير بالذكر اأن هذا التوجه تعود بدايات تبنيه اإلى ما قبل فترة الحكم الوطني، ولا زال النظام الد�ستوري وفيا لهذا التوجه، غير اأنه ي�ستح�سن بنا اأن نميز في هذا المقام بين مرحلتين

نرى اأهميتهما:على الرق�بة اخت�ش��س اإ�شن�د الاأول: الفرع العلي�: المحكمة اإلى القوانين د�شتورية ظهرت بدايات هذا التوجه في اتفاقية الحكم الذاتي حرا�سة عامة للق�ساء اأ�سند عندما 1953م؛ ل�سنة الد�ستور، و للمحكمة العليا خا�سة اخت�سا�ض البت في اأي م�ساألة تتعلق بتطبيق و حماية اأي من الحقوق في تبنيه اأعيد ما وهذا فيه، الواردة والحريات الوطني، مع اختلاف العهد ال�سودان في د�ساتير 1964م عام د�ستور في الحال هو كما ب�سيط الا�ستئناف محكمة اأوجد حيث 1966م، المعدل وعلى العليا المحكمة على الاإبقاء مع العليا، المدنية اخت�سا�ساتها الد�ستورية، واأ�سند اإليها حق النظر اأي قرار ي�سدر اإليها �سد ا�ستئناف يرفع اأي في لاخت�سا�ساتها مبا�سرتها عند العليا المحكمة عن الدائم ال�سودان د�ستور وبظهور الد�ستورية، د�ستورية على الرقابة تنظيم كان 1973م، ل�سنة �سراحة الن�ض تم حيث و�سوحا، اأكثر القوانين في الطعون بنظر العليا المحكمة اخت�سا�ض على

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {114}

تقدم من الاأفراد اأو الجماعات، وبطبيعة الحال يمكن رفعها من قبل الهيئات والاأ�سخا�ض المعنوية �سواء اأم عامة، فلم يقيد الن�ض حق رفعها اأكانت خا�سة في جهة معينة؛ حيث يحق لاأي �سخ�ض رفعها طالما

توافر فيه �سرط الم�سلحة)69(.المطلب الرابع

كيفية تحريك دعوى الطعنفي د�شتورية القوانين

تبنى النظام الد�ستوري في ال�سودان اأ�سلوب الرقابة الق�سائية بطريق الدعوى الاأ�سلية "رقابة الاإلغاء"، المحكمة هي المخت�سة المحكمة كانت عندما وذلك اإلى الاخت�سا�ض انتقال بعد الحال وكذلك العليا، الدعوى هذه في والاأ�سل الد�ستورية، المحكمة اأو حكما فعلا المت�سرر الم�سلحة يقوم �ساحب اأن من قانون ما بتقديم عري�سة عدم د�ستورية قانون �سابقا، العليا المخت�سة-المحكمة المحكمة اأمام �ساحب فيها حاليا-يطلب الد�ستورية المحكمة الم�سلحة اإلغاء القانون بناء على ادعائه باأنه مخالف عليه في القانون تطبيق ينتظر اأن للد�ستور، دون دعوى ق�سائية عادية، غير اأن الواقع قد يكون على خلاف ذلك؛ فقد يرى اأحد اأطراف الخ�سومة اأثناء قيام دعوى ق�سائية عادية اأن يدفع بعدم د�ستورية الحالة ذهب ففي هذه عليه، تطبيقه المراد القانون جدية راأت اإذا المو�سوع محكمة اأن اإلى الق�ساء الدفع؛ فاإن لها اأن تحدد ميعادا للخ�سم لرفع دعوى المحكمة " المخت�سة المحكمة اأمام د�ستوري طعن العليا �سابقا-المحكمة الد�ستورية حاليا "، ولا تملك محكمة المو�سوع �سلطة اإحالة الق�سية اإلى المحكمة

المخت�سة)70(.

ل�سنة ال�سودان ود�ستور 1956م ل�سنة ال�سودان اأمام الطعن في الحق فرد لاأي جعلا 1964م،قد حقوقه من اأي يهدر قانون اأي في العليا المحكمة الدائم ال�سودان د�ستور ن�ض كذلك الد�ستورية، اأ�سير من "لكل �سخ�ض 1973م،على ذلك بقوله: جراء اأي ت�سريع اأ�سدرته اأية �سلطة ذات اخت�سا�ض ت�سريعي اأن يرفع دعوى اأمام المحكمة العليا لاإعلان التي والحقوق للحريات اإهداره ب�سبب بطلانه اأن قانون الاإجراءات المدنية كفلها الد�ستور"، كما �سراحة الن�ض اأعاد �سدوره، عند 1983م ل�سنة العليا بنظر دعوى حماية على اخت�سا�ض المحكمة الحقوق والحريات الد�ستورية، ودعوى الطعن في د�ستورية القوانين، بالنظر اإليه كقانون يبين اإجراءات وقد المحاكم)66(، اخت�سا�سات ويحدد التقا�سي 1985م ل�سنة الانتقالي ال�سودان د�ستور اأعاد الن�ض على ذلك على النحو الذي نظمته د�ساتير ما قبل د�ستور ال�سودان الدائم 1973م، ولم يختلف د�ستور ال�سودان ل�سنة 1998م عن توجه الد�ساتير لمحكمة باإن�سائه �سوى الجانب هذا في ال�سابقة

د�ستورية مخت�سة)67(.الانتقالي ال�سودان د�ستور اأن اإلى هنا ون�سير ل�سنة 2005م؛ قد ن�ض على اخت�سا�سات المحكمة الحق حماية دعوى في بالف�سل الد�ستورية في الطعن دعوى في بالف�سل كذلك الد�ستوري، للد�ستور وفقا والن�سو�ض القانون د�ستورية قانون جاء الحال كذلك الولائي)68(، اأو الاتحادي الد�ستور اإليه ذهب لما موؤكدا الد�ستورية المحكمة فاأ�سار الجانب، هذا في تف�سيلا اأكثر ب�سورة �سراحة اإلى اأن دعوى الطعن في د�ستورية القوانين

{115}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

م�ساألة د�ستورية تثار بطريقة ودية ولي�ست خلافية، لاأن التزامها بذلك التوجه يحول دون خلق م�سكلة ال�سادر الت�سريع اأن اأنها تفتر�ض د�ستورية، كما وفقا �سدر اأنه فيه الاأ�سل المخت�سة الجهات من

للد�ستور "قرينة الد�ستورية")73(.المحكمة قبل من القوانين د�ستورية فح�ض اأن اإلا الد�ستورية من تلقاء نف�سها "اأ�سلوب الت�سدي" قد يمثل توجها حميدا لو اأن الم�سرع الد�ستوري ن�ض خا�سة الد�ستورية؛ للمحكمة كاخت�سا�ض عليه د�ستور ظل في الد�ستوري الم�سرع تبني ظل في الفدرالي ل�سنة 2005م الحكم الانتقالي ال�سودان الاتحادية الت�سريعات من هائل كم عنه الذي نجم تحريك طرق تكون اأن ي�ستدعي مما والولائية، القوانين د�ستورية على الد�ستورية المحكمة رقابة اأي�سر و اأكثر �سهولة، طالما اأن الرقابة على د�ستورية القوانين تهدف اإلى حماية الد�ستور وحماية الحقوق

والحريات.المطلب الخام�ض

�شلط�ت المحكمة المخت�شة ب�لرق�بة على د�شتورية القوانين

ات�ساقا مع تبنى الم�سرع ال�سوداني اأ�سلوب الدعوى اأ�سند اإلى المحكمة الد�ستورية �سلطة الاأ�سلية، فقد مخالفته لها ثبت اإذا فيه المطعون القانون اإلغاء طعن دعوى نظرها عند فالمحكمة للد�ستور، الطاعن، مها قد التي الدفوع في تنظر د�ستوري؛ محل القانون بمخالفة الادعاء �سحة لها ثبت فاإن الحكم �سلطة تملك حالئذ فاإنها للد�ستور؛ الطعن بعدم د�ستورية ذلك القانون؛ و يحوز حكمها عندئذ

حجية مطلقة في مواجهة الجميع)74(.

يحق لا الد�ستورية المحكمة اأن هنا بالذكر وجدير في الت�سدي-النظر نف�سها-اأ�سلوب تلقاء من لها اأي قانون بزعم حماية الحقوق والحريات د�ستورية كما ذهب اإلى ذلك بع�ض الباحثين على اأ�سا�ض ن�ض فما 1998م، ل�سنة ال�سودان د�ستور من 34 المادة اأن ال�سودان؛ في الد�ستوري الق�ساء عليه جرى المحكمة الد�ستورية لا �سبيل لها للنظر في د�ستورية اإلا من خلال دعاوى القوانين والت�سريعات الفرعية؛ الذين الم�سلحة؛ اأ�سحاب قبل من المقدمة الطعون ما وهذا والت�سريعات، القوانين تلك من ت�سرروا لعقود ال�سودان في الد�ستوري الق�ساء عليه كان طويلة �سواء في ظل المحكمة العليا؛ اأم في ظل المحكمة كما الق�سائية)71(، ال�سوابق به و�سهدت الد�ستورية اأن المحكمة العليا ذهبت في اأحد اأحكامها الد�ستورية الد�ستورية الدعوى بها ترفع التي الطرق اأن: اإلى القوانين؛ ولي�ست من نظمتها قد العليا المحكمة اأمام العليا، اإلى المحكمة الاأدنى الاإحالة من المحكمة بنيها فاإذا امتنع هذا في حق المحاكم عبر الاإحالة؛ فاإنه من باب اأولى اأن يمتنع على المحكمة العليا ابتداء، هذا ولم ال�سودان في الد�ستوري الق�ساء تعر�ض اأن يحدث

من تلقاء نف�سه للبت في د�ستورية قانون ما)72(.المحكمة وت�سبيب منهج اإلى ننوه المقام هذا في ق�سايا في النظر تجنبها في الاأمريكية العليا د�ستورية من تلقاء نف�سها-اأ�سلوب الت�سدي-باأنها ت�سترط �سرورة وجود ق�سية اأو نزاع قائم ليت�سنى ن�ض مع ان�سجاما وذلك الق�سية، في النظر لها ذهبت فقد الاأمريكي، الد�ستور من الثالثة المادة Ashwander v Tennessee Valley في ق�سيةاأي في تف�سل لا اأنها القول: اإلى Authority

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {116}

باإلغائه، ومع ذلك فاإن ذلك التوجه من قبل المحكمة الد�ستوري للق�ساء اعتباره �سيا�سة عامة لا يمكن قانوني ن�ض ال�سودان؛ خا�سة في ظل وجود في قانون اأي اإلغاء �سلطة الد�ستورية المحكمة يعطي

مخالف للد�ستور)77(. المحكمة لحكم المو�سوعي بالنطاق يتعلق وفيما فقد ذهبت اأم �سمنيا، اأكان �سريحا بالاإلغاء �سواء اأن: اإلى الد�ستورية الق�سايا اإحدى في المحكمة تجريم يعنى رجعي؛ باأثر جريمة ين�سئ ن�ض "اأي كان اأ�سد مما لعقوبة فر�ض واأي مباحا؛ كان فعل يق�سى به ن�ض �سابق لقانون نافذ؛ اأو قانون اآخر حل للد�ستور يعد تجريما مخالفا الجديد؛ الن�ض محله الحكم اأن التوجه هذا من ي�ستفاد اأي�سا")78(، بالامتناع اأو الاإلغاء ال�سمني ي�ستهدف فقط الن�ض اأو المادة التي �سكلت مخالفة لاأحكام الد�ستور كجزء من كل، ومن ثم فلا يمتد حكم الاإلغاء اإلى باقي ن�سو�ض القانون المطعون في د�ستوريته، لاأن مخالفة اأحكام القانون ن�سو�ض من على جزء اقت�سرت الد�ستور منطقيا ي�ستتبع الذي الاأمر باأكمله، القانون ولي�ض الن�سو�ض تلك حدود في الاإلغاء حكم يكون اأن لذلك باأكمله، القانون اإلى يتجاوزها ولا المخالفة؛ جاءت عبارة المحكمة في ثنايا الحكم اأعلاه بقولها: "تجريما مخالفا للد�ستور" الاأمر الذي ي�ستفاد منه له الن�ض اأن المخالفة الد�ستورية هي للتجريم الذي مثتطلق لم لذا باأكمله، القانون لي�ض و الم�ستحدث المحكمة هذا الو�سف على بقية اأحكام القانون محل الطعن، يوؤكد ذلك الا�ستنتاج اأن ما �سدر من اأحكام اإ�سدار اإلى المحكمة تذهب لم ندرتها على الاإلغاء

حكم باإلغاء القانون محل الطعن كاملا.

الد�ستورية المحكمة ا�ستحداث قبل الاأمر اأن غير لم يكن على هذا النحو؛ فقد �سلكت المحكمة العليا د�ستورية على الرقابة اخت�سا�ض مبا�سرتها عند القوانين م�سلكا تف�سيريا؛ اإذ تف�سر القانون وتطبقه طالما كان د�ستوريا، وتمتنع عن تطبيقه اإذا خالف الحكم اإلى العليا المحكمة لجاأت وقلما الد�ستور، بل �سراحة؛ للد�ستور المخالفة الت�سريعات باإلغاء تتجه اإلى الامتناع عن تطبيق تلك الت�سريعات، وقد ذهب البع�ض اإلى القول: باأنه "يوؤخذ على المحكمة العليا عدم الميل نحو اإلغاء اأي ن�ض ت�سريعي م�سكوك في موافقته لن�سو�ض الد�ستور؛ ما لم تعدم الحيلة ت�ستجيب فقلما اإلغائه؛ عدم وفي اإجازته؛ في ما فنادرا ت�سريعي، ن�ض باإلغاء اإلى طلب المحكمة الت�سريع باإلغاء ق�سائيا حكما اإ�سدار على تقدم اإليه خل�ست ما ذلك يوؤكد �سراحة")75(، المخالف المحكمة العليا باأنه: "اإذا تعار�ض القانون مع حكم تطبيق عن الامتناع المحاكم على الد�ستور؛ وجب يتميز الد�ستور اأن على تاأ�سي�سا وذلك القانون؛ مما وال�سيادة العلو ب�سفة العادية القوانين عن

ي�ستوجب اأن تقديم الد�ستور على القانون")76(.في بالامتناع العليا المحكمة قبل من الم�سلك هذا حقيقته لا يختلف عن حكم الاإلغاء، ف�سدور الحكم من يجعل الق�سائي؛ النظام في محكمة اأعلى عن غير القانون تطبيق عن بالامتناع المحكمة حكم خا�سة كافة، للمحاكم ملزما م�سلكا الد�ستوري، ثم ومن الق�سائية، ال�سوابق بنظام الاأخذ ظل في القانون غير العليا عن تطبيق فاإن امتناع المحكمة الد�ستوري له اأثر يعادل قوة اإلغاء القانون المخالف؛ �سراحة الحكم المحكمة تجنب من الرغم على

{117}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

لعدم للتجريم نظرا قانوني كاأ�سا�ض الت�سريع هذا فقدانه ي�ستتبع مما الر�سمية، الجريدة في ن�سره لاأي قيمة قانونية لانتفاء قرينة علم الكافة به، وبذلك فاإن الاإدانة التي تمت بناء عليه هي اإدانة تنتهك مبداأ

ال�سرعية الذي ن�ض عليه الد�ستور)81(.في الد�ستوري الق�ساء تبناه الذي التوجه هذا العامة الد�ستورية للمبادئ موافقا ياأتي ال�سودان وللمنطق ال�سليم للاأمور، فمن جهة لا يمكن اإهدار القيمة القانونية للقانون محل الطعن باأكمله؛ ن�سبة لمخالفة ن�ض اأو عدة ن�سو�ض للد�ستور، خا�سة في ظل اأن الاأ�سل افترا�ض د�ستورية العمل الت�سريعي "قرينة الد�ستورية"، كما اأن الاإلغاء الكلي يعني من اإلى طرف الق�سائية تحولت ال�سلطة اأن اأخر وجه ال�سلطة بها تخت�ض التي الت�سريعية العملية في

الت�سريعية.

المبحث الرابعالرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين

في الفقه الد�شتوري الاإ�شلاميالمطلب الاأول

المب�دئ الع�مة للرق�بة في ال�شريعة الاإ�شلامية

ال�شريعة الرق�بة في م�شروعية الاأول: الفرع الاإ�شلامية:

الكريم القراآن يزخر الكريم: القراآن اأولا: الرقابي الح�ض تفعيل على كثيرة تحث بن�سو�ض في كافة مناحي الحياة على ال�سعيد الجماعي كما ال�سعيد فعلى الفردي، ال�سعيد على الحال هو الله فسيرى ملوان اعن {وقل تعالى: قوله ياأتي الفردي

واإلى ذلك فقد ذهبت المحكمة العليا اإلى اأن المادتين "1"و "2" من قانون معاقبة الف�ساد ل�سنة 1969م؛ بالن�سبة رجعيا اأثرا القانون لاأحكام جعلتا اللتين لجرائم تعود ل�سنة 1965م غير د�ستوريتين، كذلك من "1" الفقرة طال الذي 1972م �سنة تعديل قانون من 4 والمادة القانون، ذلك "2" من المادة التعديلات المتنوعة ل�سنة 1974م؛ والتي اأبقت على مفعول المادتين ال�سابقتين من قانون معاقبة الف�ساد ل�سنة 1969م، ذهبت المحكمة اأي�سا اإلى اأنه تعديل اأو اإ�سدار الد�ستور لحظر نظرا د�ستوري؛ غير اإبقاء قانون جنائي ذو اأثر رجعي �سواء بالتجريم اأو بت�سديد التجريم، لذلك كان حكمها بعدم د�ستورية على قا�سرا 1969م ل�سنة الف�ساد معاقبة قانون

الن�سو�ض ذات الاأثر الرجعي فقط)79(.المحكمة قيام بعد المعتمد هو بقي الم�سلك هذا الد�ستورية ففي اأحد اأحكامها، ق�ست بعدم د�ستورية اأحكام المادة 46 الفقرة 1؛ والمادة 50 الفقرة 2؛ من ل�سنة 2008م؛ والمتعلقتان ال�سودان قانون �سرطة و�سـلطاتها واخت�سا�ساتها ال�سرطة بمحاكم الاإيجازية وغير الاإيجازية، ولم تتطرق في حكمها

بالاإلغاء اإلى بقية ن�سو�ض القانون)80(.الد�ستورية المحكمة ق�ست اأخرى ق�سية وفي وزير اأ�سدرها "لائحة" فرعي ت�سريع ببطلان الداخلية، وببطلان الاإدانة التي تمت بموجبه للمتهم الت�سريع ذلك اأن يذكر الد�ستورية، الدعوى مقدم قائمة اإلى القات نبتة اإ�سافة الفرعي تمت بموجبه المخدرات؛ غير اأن ذلك الت�سريع الفرعي لم ي�ستوف الذي الاأمر الر�سمية، الجريدة في الن�سر مرحلة م�سروعية بعدم الد�ستورية المحكمة عليه ا�ستندت

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {118}

لذا عنه، الظلم ورفع لاإن�سافه الق�ساء اإلى اللجوء فالقا�سي نظرا لاأنه معني بالف�سل في الخ�سومات عليه المدعى اأكان �سواء اأمامه؛ تعر�ض التي باأن اأم معنوي، فهو ماأمور �سرعا �سخ�ض طبيعي يحكم بالعدل، وطالما كان اإر�ساء العدل واجب، فاإن "ما لا يتم اإليه ت�سبح واجبة وفقا لقاعدة الو�سيلة الواجب اإلا به فهو واجب"، لذا يمكن الذهاب اإلى تعد القوانين د�ستورية على الق�سائية الرقابة اأن وحريات حقوق حماية �سبيل في جدية �سمانة الاأفراد؛ خا�سة في ظل الطبيعة الخا�سة للق�ساء في الاإ�سلام؛ فالذي يتولى مهمة الق�ساء يتعين عليه اأن يكون عالما باأحكام ال�سريعة الاإ�سلامية، وفي المقابل

يتمتع القا�سي با�ستقلالية في مبا�سرة مهمته. ال�سنة في به الم�سلم من المطهرة: ال�شنة ثانيا: ( قد با�سر بنف�سه الق�ساء العملية اأن الر�سول )اأم روت فقد النا�ض، بين الخ�سومات في للف�سل الله ر�سول اإلى "اخت�سم عنها: الله ر�سي �سلمة متقادمة مواريث في الاأن�سار من رجلان ) (( بينهما في بيتي")82(، ومنه فق�سى الر�سول )اأي�سا: " اأن عليا ق�سى في جماعة من اأهل اليمن ق�ساء؛ غير اأنهم لم ير�سوا بذلك الحكم حتى الواقعة له فذكروا ) ( الله ر�سول على قدموا علي")83(، اجتهاد وال�سلام ال�سلاة عليه فاأجاز ( :"اإذا حكم الحاكم القولية قوله ) ال�سنة ومن فاجتهد ثم اأ�ساب فله اأجران و اإذا حكم فاجتهد ثم ( : "لا �سرر اأخطاأ فله اأجر")84(، ومنها قوله )

ولا �سرار")85(.هذه الاحاديث ي�ستفاد منها م�سروعية الق�ساء وباأن ( قد با�سره بنف�سه، بل اإنها اأعلت من الر�سول )

هادة ون إلى عال النغينب والش ؤنمنون وستد عملكمن ورسوله والنال�سعيد وعلى ،]105 تعنملون}]التوبة: كنتمن با ئكم

فينب

اآلية فاعلية تعزيز خلال من ذلك يت�سح الجماعي الق�ساء عبر الالتزام بالت�سريع الرباني لرفع الظلم و اإحقاق العدل بين النا�ض، ومن ذلك قوله تعالى: لها وإذا حكمنتم بين وان الأمانات إلى أهن {إن الله يأنمركمن أن تؤدكان الله إن به يعظكم ا نعم الله إن ل بالنعدن تنكموان أن الناس الذين أيها {ا تعالى: وقوله ،]58 بصيرا}]الن�ش�ء: سيعا أو أنفسكمن على ولون لله شهداء ط بالنقسن امي قو كونوان آمنوان إلينك أنزلننا {إنا تعالى: وقوله ،]135 النوالدينن}]الن�ش�ء: لنخآئني

كم بين الناس با أراك الله ولا تكن ل لتحن

ق النكتاب بالن

إنا داوود {يا تعالى: وقوله ،]105 خصيما}]الن�ش�ء: تتبع ولا

ق بالن الناس بين كم فاحن ض رن الأن ف خليفة جعلنناك

الاآيات }]�س: 26[، في هذه سبيل الل فيضلك عن وى الننجد اأن الخطاب القراآني باإر�ساء قيمة العدل يتوجه في عمومه للمكلفين جميعا �سواء اأكانوا حكاما اأم محكومين، وفي خ�سو�سه يتوجه لمن ي�سطلع بمهمة الف�سل في الخ�سومات بين النا�ض؛ ومن المعلوم اأن الاأ�سخا�ض بين وقوعها يت�سور الخ�سومات هذه بينهم؛ فيما معنويين اأم طبيعيين اأكانوا �سواء وبين ال�سخ�ض الطبيعي وبين الدولة ممثلة في اأحد الدولة اأجهزة اأحد الت�سريعية وال�سلطة اأجهزتها، التي من بين مهامها و�سع الت�سريعات الاجتهادية، بالمخالفة �سنها ت�سور يمكن الت�سريعات هذه من ولمقا�سدها الاإ�سلامية لل�سريعة العامة للقواعد جلب للمنافع ودرء للمفا�سد؛ ومن ثم يوؤدي تطبيقها اإلى انتهاك حقوق وحريات الاأفراد التي كفلتها لهم اإلا للمواطن ملاذ فلا عندئذ الاإ�سلامية، ال�سريعة

{119}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

يهدف ت�سرف وكل الو�سائل، باأف�سل للاأمة اإلى غير ذلك فاإن حكمه عدم الجواز)89(.

الاأمور")90(، جميع في به ماأمور العدل " -2ال�سيء في مو�سعه، بخلاف العدل هو و�سع مو�سعه، غير في ال�سيء و�سع فهو الظلم ومن ثمرات العدل ا�ستقامة الاأمور على الوجه مق�سد هو وهذا كافة؛ المجالات في ال�سليم عن والنهي بالعدل الاأمر من ال�سارع الحكيم الظلم، يقول الاإمام ابن تيمية: "مبنى الوجود والملاب�ض المطاعم في حتى العدل، على كله والاأبنية ونحو ذلك")91(، ومعلوم اأن تدبير هذه اجتهاد اإلى �سك بلا تحتاج وغيرها؛ الاأمور العدل تحقيق اإلى يهدف اأن يتعين ت�سريعي في كل اأمر ينظمه، وفي مو�سع اأخر يقول ابن اأمر اأقيم فاإذا �سيء، كل نظام "العدل تيمية: الدنيا بعدل قامت، واإن لم يكن ل�ساحبها في الاآخرة من خلاق، ومتى لم يقم بعدل لم تقم، واإن كان �ساحبها من الاإيمان ما يجزي به في الاآخرة")92(، لذا فاإن من �سنن الله ن�سره للدولة للدولة خذلانه و كافرة، كانت اإن و العادلة الظالمة وان كانت م�سلمة، واإلى ذلك فاإن العدل مطلوب في كل �سيء ولا يخرج عن ذلك جميع ت�سرفات الدولة ممثلة ب�سلطاتها المتعددة، ولا ي�ستثنى من ذلك العمل الت�سريعي "الت�سريعات الاجتهادية" فيتعين على ال�سلطة الت�سريعية اأن يكون مق�سدها من وراء ما ت�سنه من ت�سريعات

تحقيق العدل بين النا�ض.اإلى تهدف الاجتهادية الت�سريعات اأن فالاأ�سل اأو م�سلحة بجلب �سواء العامة الم�سلحة تحقيق

المنازعات في ف�سلهم عند الق�ساة اجتهاد �ساأن ) الر�سول ) اأقر اأجور عظيمة؛ كما بما لهم من �سحابته الكرام عليه؛ بل وراجع اأحكامهم ليرى هل اأ�سابت �سحيح الت�سريع اأم لا؟، كل ذلك الاهتمام قيمة لاإر�ساء ال�سبيل هو الق�ساء جهاز اأن مرده العدل التي تعد اإحدى ركائز المجتمع الم�سلم، ولعل (: " لا �سرر ولا �سرار" من اأعظم ما قيل قوله )في هذا الباب؛ وهي قاعدة ت�سلح اأ�سا�سا للحيلولة دون اأي حيف اأو تجاوز؛ وهذا ما تهدف اإليه الرقابة

الق�سائية على اأعمال ال�سلطة الت�سريعية.ثالثا: القواعد الفقهية: و�سنتخير بع�ض منها مما

له �سلة بمو�سوع البحث على النحو التالي:بالم�سلحة" منوط الرعية على "الت�سرف -1" كل مت�سرف عن اأخرى جاءت وفي �سيغة هذه بالم�سلحة)86(، يت�سرف اأن فعليه الغير والاإدارات ال�سلطات حدود تو�سح القاعدة في بت�سرفاتها يتعلق فيما الدولة في العامة اأعمال اأن فالاأ�سل "الرعية"، المواطنين حق تحقيق على مبنية وت�سرفاتها ال�سلطات هذه ت�سرف فكل لذا الجماعة، وخير م�سلحة اأو منع �سلاحا فهو منهي عنه)87(، جر ف�ساد فتحري الحق الموافق للم�سلحة العامة من األزم واجبات الدولة لكي يكون ت�سرفها على الرعية هذه اأمر على فالقائمين بالم�سلحة)88(، منوط ال�سلطات الاأ�سل فيهم اأنهم لا يعملون لم�سلحة اأنف�سهم بل للم�سلحة العامة باعتبارهم وكلاء باأف�سل بالقيام مطالبون اأنهم بل الاأمة، عن الظلم ودفع العدل لاإقامة واأ�سلحها التدابير خير كل وتحقيق والاأخلاق الحقوق و�سيانة

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {120}

الم�سلمون الفقهاء ا�ستنبطه ما كذلك عنهم( الله في المحا�سبة و للرقابة واأ�س�ض قواعد من لاحقا؛ مجال الحكم ب�سفة عامة؛ لذا فلا يوجد ما يمنع من اإعمال اآلية الرقابة على د�ستورية الت�سريعيات؛ مع الاإ�سلامي الفقه خ�سو�سية الاعتبار بعين الاأخذ

بم�سدره الرباني بين النظم القانونية.ال�سريعة في ال�سلطة فكرة اأن ذلك اإلى اأ�سف طبيعة ذات الاأيام من يوم في تكن لم الاإ�سلامية وتلازمها بل مقيدة؛ اأنها فيها الاأ�سل بل مطلقة؛ فكرة الم�سوؤولية انطلاقا من اأحكام الت�سريع الرباني؛ هذا الت�سريع الرباني لا يمكن تجاوزه باأي حال من الاأحوال، فاإذا نظرنا اإلى �سلطة الت�سريع �سنجد اأن للمكلفين، بها ولم يتركها ا�ستقل ال�سارع الحكيم خا�سة في جانب الاأحكام الكلية؛ وكل ما �سوى ذلك من اأحكام ت�سريعية تف�سيلية والتي تركت للمكلفين؛ لا يمكن اأن تخرج على تلك الاأحكام الكلية الربانية، فال�سلطة الت�سريعية في الفقه الد�ستوري الاإ�سلامي �ساأنها في ذلك �ساأن بقية ال�سلطات العامة في الدولة يمكن ولا الاإ�سلامية؛ ال�سريعة باأحكام مقيدة هذا باأن العلم مع الاأحكام، تلك على الخروج لها الحيز الت�سريعي "الاجتهاد الت�سريعي" الذي ترك كال�سورى عدة و�سوابط بمبادئ مقيد للم�سلمين مراعاة و�سرورة الحكيم، ال�سارع فر�سها التي النفع وغايات الاأحكام وروح ال�سريعة؛ مقا�سد تقت�سيه ظروف ما العام والخا�ض وفق وال�سالح الزمان والمكان، كل ذلك اأك�سب هذه المنظومة فاعلية

فريدة على مر الع�سور.واإلى ذلك نجد اأن ال�سريعة الاإ�سلامية لم تمنح اأية ح�سانة لمن ت�سند له �سلطة الت�سريع الاجتهادي من

مناط هو العامة الم�سلحة وابتغاء مف�سدة، درء م�سروعية هذه الت�سريعات، غير اأن الم�سلحة العامة يجب األا تكون بحال من الاأحوال مخالفا لما قررته فاإن لذا ومبادئ، قواعد من الاإ�سلامية ال�سريعة د�ستورية على الرقابة ق�سائي بمهمة جهاز قيام كما منه)93(، مانع لا اأمر الاجتهادية الت�سريعات د�ستورية على الق�ساء رقابة في الاأرجح اأن تخو�ض لا حتى الامتناع؛ رقابة هو القوانين ال�سلطة الق�سائية �سراعا مع ال�سلطة الت�سريعية؛ باعتبار اأن ال�سلطة الت�سريعية في الفقه الاإ�سلامي ذات خ�سو�سية، كما اأن رقابة الامتناع تبقي باب

التنا�سح بين الم�سلمين مفتوحا.على الرق�بة مبداأ توافق مدى الثاني: الفرع للفقه الع�مة المب�دئ مع القوانين د�شتورية الرقابة على د�ستورية اإلى النظر الاإ�شلامي: عند ما �سمن تهدف نجدها مجردة؛ كفكرة القوانين الت�سريعات مطابقة تاأكيد و�سمان اإلى اإليه تهدف مع الاخت�سا�ض؛ ذات الجهات عن ال�سادرة ن�سو�ض في ممثلة الاأمة؛ ارت�ستها التي الثوابت النظام في الاأعلى الوثيقة باعتباره د�ستورها؛ على باإ�سقاطها الفكرة هذه للدولة، القانوني الد�ستوري؛ لا نجدها للنظام الاإ�سلامي الاأنموذج اأر�سته ما مع وروحها جوهرها في متعار�سة ال�سريعة الاإ�سلامية من مبادئ رقابية؛ �سواء اأكان ن�سو�ض في المتمثل النظري" "ال�سق في ذلك التجربة في اأم النبوية، ة وال�سن الكريم القراآن العملية للدولة الم�سلمة ممثلة في �سوابقها التاريخية في الحكم خا�سة في العهد الاأول -فترة الر�سول الرا�سدين )ر�سي اإلى عهد الخلفاء ( و�سولا (

{121}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

د�ستورية رقابة بمهمة للقيام والكفاءة؛ النزاهة و غايات تحقق الاآلية فهذه الاجتهادية، الت�سريعات ال�سريعة الاإ�سلامية في اإر�ساء العدل واإقامة �سرع لد�ستور حار�سا تمثل اأنها ذلك اإلى اأ�سف الله،

الدولة الم�سلمة)96(.من الد�ستورية رقابة فكرة اأ�سول فاإن وبذلك ال�سريعة اأحكام في مظاهرها بع�ض وجدت جهة دون لكن الحية تجاربها خلال من الاإ�سلامية، تنظيريا قالبا الم�سلمون الفقهاء عليها ي�سبغ اأن غ في قالب موؤ�س�سي كما هي عليه وفل�سفيا ولم تفرالاآن؛ لذا فهي لم تعط الا�سم اأو الم�سطلح الاإجرائي باأن القول: اإلى البع�ض قاد الذي الاأمر المعا�سر، ال�سريعة الاإ�سلامية كان لها ف�سل ال�سبق في اإعمال ومن الد�ستوري، المجال في الرقابي المبداأ هذا �سقها في الاإ�سلامية ال�سريعة فاإن الاأخرى الجهة الد�ستوري وال�سيا�سي عامة والاإجرائي منه خا�سة، ي�ستهان الاإن�ساني حيزا لا الم�سترك جعلت لاإعمال (: "اأنتم اأعلم به اأخذا وتطبيقا ا�ستهداء بقوله )"اإنما بعثت لاأتمم :) باأمر دنياكم")97(، وقوله )(: "الكلمة الحكمة مكارم الاأخلاق")98(، وقوله )بها")99(، اأحق فهو وجدها؛ حيثما الموؤمن؛ �سالة وعلى الرغم من �سعف هذا الحديث فت�سهد لمعناه ال�سريعة، ومقا�سد ال�سرعية الن�سو�ض عموميات هو ما كل تبني الم�سلمة للدولة اأن اإلى يقود فهذا مفيد والعمل به؛ بغ�ض النظر عن من�سئه طالما اأنه لا

يتعار�ض مع ال�سرع )100(.

مبا�سرة له ت�سند فمن المهمة؛ بهذه قيامه تبعات الرقابة من مح�سنا لي�ض العامة ال�سلطات من اأي النقد اإبداء حرية م�سلم لكل يحق كما والم�ساءلة؛ في اأداء تلك الجهات؛ كل ذلك في ظل وجود ق�ساء م�ستقل ونزيه، وهذا ما لم تكن تعرفه اأمة من الاأمم نادى التي الم�سوؤولة ال�سلطة هذه الاإ�سلام؛ قبل اأ�سحت ولا العهد الاأول؛ بها الاإ�سلام وطبقها في العالم د�ساتير معظم في الرئي�سة الركيزة تزال

الحديث)94(.اأن اإقرار هذه الم�سوؤولية ترتب عليها واجب مفاده للخليفة اأمر اأي تنفيذ عن الامتناع الق�ساة على لاأحكام مخالفا كان طالما التنفيذية"؛ "ال�سلطة للق�ساة بالن�سبة الواجب الاإ�سلامية، هذا ال�سريعة هو فرع عن الواجب العام الذي يقع على عاتق كل فرد م�سلم؛ وفقا للمبادئ الاإ�سلامية نحو مبداأ "لا طاعة لمخلوق في مع�سية الخالق"، ومبداأ "وجوب هذه ت�سل المنكر"، عن والنهي بالمعروف الاأمر راأ�ض خ�سوع باإقرار درجاتها اأعلى الم�سوؤولية الدولة للمقا�ساة في �ستى المجالات؛ �ساأنه في ذلك النظم بع�ض عليه ما بخلاف العادي، الفرد �ساأن الد�ستورية المعا�سرة)95(، هذه الم�سوؤولية بما تمثله من جانب مو�سوعي لا يمكن لها اأن تتحقق دون رقابة مركزها وفي للرقابة واآلية �سكل وجود فالفقه لذا الاجتهادية، الت�سريعات د�ستورية يمنع لا الاإ�سلامية ال�سريعة ومرتكزه الاإ�سلامي محكمة في تمثلت �سواء الاآلية؛ هذه مثل وجود الثوابت اأو هيئة؛ طالما كانت مرجعيتها اأو مجل�ض الاإ�سلامية، وتوفرت في القائمين بها �سمات الحيدة

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {122}

النيابية والحكومات التي ت�سارك المجل�ض اأو رئي�ض الدولة في ال�سلطة الت�سريعية)103(.

يقول العز بن عبد ال�سلام في معر�ض تف�سيره لقوله سن حتى يبنلغ تعالى: {ولا تقنربوان مال النيتيم إلا بالت هي أحنالولاة يت�سرف اأن "يتعين :]152 ه}]الاأنع�م: أشد

ونوابهم من الت�سرفات بما هو اأ�سلح للمولى عليه للنفع والر�ساد، ولا لل�سرر والف�ساد، وجلبا درءا يقت�سر اأحدهم على ال�سلاح مع القدرة على الاأ�سلح، اإلى م�سقة �سديدة، ولا يتخيرون في يوؤدي اأن اإلا اأنف�سهم، فاإن الت�سرف ح�سب تخيرهم في حقوق كان هذا في حقوق اليتامى فاأولى اأن يثبت في حق عامة الم�سلمين فيما يت�سرف فيه الاأئمة من الاأموال اأوفر العامة بالم�سالح ال�سرع اعتناء لاأن العامة، فولي الخا�سة")104(، بالم�سالح اعتنائه من واأكثر ولخدمة العباد، لم�سلحة ال�سلطة له اأ�سندت الاأمر وتحقيق فيهم العدل اإقامة و ولايته تحت هم من ولي ت�سرفات فنفاذ لذلك لهم، والخير الم�سلحة الاأمر لا تنفذ �سرعا اإلا اإذا كان المراد منها تحقيق الم�سلحة للنا�ض، و في ذلك يقول الفقيه ابن نجيم : "اإذا كان فعل الاإمام مبنيا على الم�سلحة فيما يتعلق بالاأمور العامة لم ينفذ اأمره �سرعا اإلا اإذا وافقه فاإن خالفه لم ينفذ")105(، واإلى ذلك فاإن الدولة الم�سلمة ممثلة في هيئتها الت�سريعية لا يحق لها �سن ت�سريع لتنظيم دور البغاء، ومحلات بيع الخمور، اأو اأندية القمار، اأو ت�سجيع ال�سياحة الفا�سحة؛ بحجة جباية وزيادة اإيرادات الدولة، بل يتعين على الق�ساء عندئذ

الحكم بعدم د�ستوريته.

المطلب الثانياأ�ش�س الرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية

القوانين في الفقه الاإ�شلاميالاإلهي الت�شريع �شي�دة مبداأ الاأول: الفرع الم�سلمة الدولة في الد�شتورية": "الن�شو�س القراآن بن�سو�ض المتمثل الاإلهي الت�سريع ي�سود في الواردة فالاأحكام المطهرة، وال�سنة الكريم، هذين الم�سدرين تمثلان الت�سريع الاأعلى في الدولة "الد�ستور"، وكل ما �سوى ذلك من ت�سريعات يتعين البطلان، كان حكمها واإلا لهما؛ موافقة تكون اأن آمنوان الذين أيها {يا وجل: عز الله يقول ذلك وفي تمن تنازعن فإن منكمن الأمنر وأونلي سول الر وأطيعوان الله أطيعوان والنيونم بالله تؤنمنون كنتمن إن سول والر الله إلى وه فرد

ء شين ف

سن تأنويلا}]الن�ش�ء: 59[، فهنا جاءت الآخر ذلك خيرن وأحنالطاعة الماأمور بها على النا�ض لله عز وجل اأولا؛ ثم ( ثانيا، ثم لاأولي الاأمر "الدولة" من للر�سول )طاعة و تجاوزها، يمكن لا تراتبية في ذلك، بعد لقوله مطلقة، ولي�ست "الدولة" مقيدة الاأمر اأولي "لا طاعة لمخلوق في مع�سية الخالق")101(، ) (المعروف")102(، في الطاعة "اإنما ) ( وقوله فالت�سريعات الاجتهادية ال�سادرة عن الدولة يحب الم�سالح جلب منها الغاية كانت طالما بها الالتزام ودرء المفا�سد؛ فال�سارع الحكيم و�سع اأ�س�ض هذه فيما ال�سريعة؛ لمقا�سد حماية الت�سريعية الاأداة تدعوا له الحاجيات اأو التح�سينات، وهي ت�سريعات ملزمة ما لم تكن مخالفة لاأ�سل من اأ�سول الدين، و بطبيعة الحال فاإن الحق الذي يعطيه الاإ�سلام لولي للمجال�ض المعطاة الاخت�سا�سات مع ينتقل الاأمر

{123}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

ما اأو المر�سلة...الخ، الم�سلحة اأو الا�ستح�سان اأو يعرف بـ "الت�سريعات الاجتهادية")106(.

هذا التدرج في القواعد الحاكمة للمنظومة القانونية رقابية اآلية ي�ستدعي وجود الاإ�سلامي، النظام في لحماية �سمو القواعد العليا التي تعد بمثابة د�ستور للدولة، والتاأكد من اأن جميع القواعد الاأدنى درجة؛ يجب اأن تاأتي متوافقة مع تلك القواعد العليا، و اإلا كان وجود هذا التدرج لا قيمة له، وهذا ما لا يذهب

اإلى القول به عاقل.المطلب الثالث

تطبيق�ت الرق�بة على د�شتورية القوانين في الت�ريخ الاإ�شلامي

منذ كدة موؤ وقائع على عامة الرقابة فكرة ت�ستند ال�سدر الاأول للاإ�سلام، وكذلك الحال في الع�سور

اللاحقة:الفرع الاأول: تطبيق�ت الرق�بة في عهد الخلف�ء

الرا�شدين:هذه : الـ�شديق بكـر اأبي خطبة اأولا: الاإ�سلام ( في ( الله الخطبة هي لخليفة ر�سول ( يقول فيها: "اأيها النا�ض: اأبي بكـر الـ�سديق )اأح�سنت فاإن بخيـركم، ولـ�ست عليكم وليت قد اأمانـة، ال�سدق فقوموني، اأ�ساأت واإن فاأعينوني، الكذب خيانة، ال�سعيف فيكم قوي عندي حتى اأريح عليه حقه اإن �ساء الله، والقوي فيكـم �سعيف عنــدي حتـى اآخذ الحق منه اإن �ساء الله تعالى، اأطيعوني ما اأطعت الله ور�سوله، فاإذا ع�سيت الله ور�سوله فلا التي ت�سمنتها المعاني عليكم")107(، هذه طاعة لي واإيمان الرقابة فكرة �سيوع بجلاء توؤكد الخطبة

راأ�ض الدولة بها.

الاإ�شلامي: الت�شريع تدرج مبداأ الثاني: الفرع القواعد الح�كمة للمنظومة الق�نونية في النظ�م الاإ�شلامية؛ ال�شريعة في وا�شحة الاإ�شلامي وتت�سم بتدرج كما هو م�سلم به وفق ترتيب م�سادر هو ما على تدرجها في �سابقة فهي وبذا الت�سريع، المعا�سرة، الو�سعية القانونية الاأنظمة في قائم في القانونية القواعد الم�سلمون الفقهاء ف ن �س فقد وذلك ومحكما، دقيقا ت�سنيفا الاإ�سلامية ال�سريعة القاعدة موافقة �سرورة وا رتب بل لم�سدرها وفقا

الاأدنى للقاعدة الاأعلى على النحو التالي: القراآن من الم�شتمدة الق�نونية الق�عدة اأولا: الكريم: وفي العموم هي الاأعلى والاأ�سمى من بين وفي الاإ�سلامية، ال�سريعة في القانونية القواعد القراآن من الم�ستمدة القاعدة تلك تتقدم التف�سيل الكريم ذات الم�سدر قطعي الدلالة على مثيلتها ذات

الم�سدر الظني الدلالة. ة ال�شن الم�شتمدة من الق�نونية الق�عدة ثانيا: القاعدة مع متفقة تاأتي العموم وفي النبوية: القانونية الم�ستمدة من القراآن، وفي التف�سيل هذه القاعدة لي�ست على درجة واحدة؛ فالاأولى م�ستمدة من الحديث المتواتر، والثانية م�ستمدة من الحديث

الم�سهور، والثالثة م�ستمدة من حديث الاآحاد.ثالثا: الق�عدة الق�نونية الم�شتمدة من الاإجم�ع: من وحجيته �سرعيته ي�ستمد الذي الاإجماع هذا

الم�سدرين الاأوليان.من الم�شتمدة الق�نونية الق�عدة رابعا: الاجته�د: وهي قاعدة ت�ستمد حجيتها و�سرعيتها من الم�سادر ال�سابقة و يدخل في هذا الق�سم القاعدة القيا�ض لها عن طريق التو�سل يتم التي القانونية

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {124}

ر�سول وحديث وجل، عز الله كتاب من القا�سي: • الذين ؤنمنون الن أفنلح {قدن تعالى: الله قال ،) ( الله • معنرضون اللغنو عن همن والذين • خاشعون صلاتهمن ف همن • حافظون لفروجهمن همن والذين • فاعلون كاة للز همن والذين • فمن ملومي فإنهمن غيرن انهمن أيمن ملكتن ما واجهمن أون أزن على إلا ابنتغى وراء ذلك فأونلئك هم النعادون}]الموؤمنون: 1-7[، يا اأمير لا، الماأمون: قال ؟ يمين ملك المتعـــة زوجة الموؤمنين: عند التي الزوجة اأهي اأكثم: بن يحيى القا�سي قال الله ترث و تورث وتلحق الولد ولها �سرائطها ؟ قال فقد �سار اأكثم: بن يحيى القا�سي قال لا، الماأمون: متجاوز هذين من العادين، ثم قال القا�سي يحيى بن اأكثم: و هذا الزهري يا اأمير الموؤمنين روى عن عبد الله والح�سن ابني محمد بن الحنفية عن اأبيهما عن علي بن ( اأن اأبي طالـب قال: اأمرني ر�سـول الله )اأنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها بعد اأن كان اأمر بها، فالتفت الخليفة الماأمون اإلى من في المجل�ض من العلماء فقال: اأمحفوظ هذا من حديث الزهري ؟، فقالوا: نعم يا اأمير الموؤمنين، وقد رواه جماعة منهم الاإمام مالك رحمه الله، فقال الخليفة الماأمون: اأ�ستغفر الله، نادوا بتحريم

المتعة، فنادوا بتحريمها)109(.وهكذا نرى اأن الق�ساء ممثلا في القا�سي يحيى بن اأكثم قد ت�سدى لراأ�ض الدولة من تلقاء نف�سه، لاإبطال ما اأقدم عليه راأ�ض الدولة من �سن قانون يبيح المتعة؛ ورد لما القانون هذا مخالفة له تبين اأن بعد وذلك ة وال�سن الكريم القراآن عليا؛ وردت في قواعد من المطهرة، فما كان من راأ�ض الدولة اإلا اأن ا�ستجاب لما ذهب اإليه القا�سي فعدل عن المناداة باإباحة المتعة

اإلى المناداة بتحريمها.

اأمير عهد في المهور تحديد واقعة ثانيا: روي فقد : الخط�ب بن عمر الموؤمنين في تغالوا لا قال: الخطاب بن عمر اأن عمر، يا ذلك لك لي�ض امراأة فقالت الن�ساء، مهور تبندال زونج مكان زونج وآتينتمن اسن اإن الله يقول: {وإنن أردتاإن : فقال عمر قنطارا}]الن�ش�ء: 20[، داهن إحن

امراأة خا�سمت عمر فخ�سمته )108(. الخليفة وهو الدولة راأ�ض يريد الواقعة هذه ففي بهدف الن�ساء مهور تحديد عمر الفاروق المق�سد �سلامة ورغم الزواج، اأ�سباب التي�سير في وارد في اأعلى ن�ض مع يتعار�ض التوجه هذا كان رته به تلك المراأة التي بادرت القراآن الكريم، وهو ما ذكبمبا�سرة حقها الذي تعطيه ال�سريعة الاإ�سلامية لكل على حر�سا بالمعروف والاأمر بالن�سح م�سلم فرد �سيادة الت�سريع الاإلهي على ما �سواه، فما كان من راأ�ض الدولة وهو "الخليفة" اإلا اأن نزل عند حكم الله

عز وجل، مبطلا ما كان يرغب في تقنينه.الفرع الثاني: تطبيق�ت الرق�بة في عهد الدولة

العب��شية:ق�نون الم�أمون الخليفة اإ�شدار واقعة اأولا: القا�سي باأن الروايات تذكر المتعة: نك�ح يبيح الفقيه يحيى بن اأكثم وقف في مواجهة الماأمون وهو المتعة بتحليل قانونا اأ�سدر عندما الدولة؛ راأ�ض راأ�ض على دخل حيث النا�ض: بين باإ�سهاره و�سرع بينهما: قال التالي الدولة في مجل�سه، ودار الحوار الماأمون ليحيى: مالي اأراك متغيرا ؟ فقال: هو غم يا اأمير الموؤمنين لما حدث في الاإ�سلام، قال: وما حدث قال: ؟! الزنا قال: الزنا، بتحليل النداء قال: ؟ فيه نعم، المتعة زنا، قال الماأمون: ومن اأين قلت هذا ؟ قال

{125}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

لحقوقه حماية القوانين؛ د�ستورية في الطعن وحرياته، التي كفلها له الد�ستور.

حكم ال�سودان في الد�ستوري الق�ساء ق�سر -عدم د�ستورية القانون على الجزء المخالف من

ن�سو�ض القانون. في الرقابة مبداأ الاإ�سلامية ال�سريعة اأقرت -

الاإطار الفردي والاطار الجماعي.الق�سائية الرقابة مبداأ الاإ�سلامي الفقه تناول -على د�ستورية القوانين في غاياته الكلية؛ دون باعتبار الم�سطلحي، التو�سيف عند الوقوف اأن رقابة وم�ساءلة القائمين على �سوؤون الحكم؛ م؛ انطلاقا من �ض ويمار�ض ويقو يعد فرعا يوؤ�سفي ثلة مم الغراء؛ الاإ�سلامية ال�سريعة اأ�سول وحاكمية وال�سورى والم�ساواة العدل مبادئ لذا الحياة؛ مفا�سل لكل الاإلهي الت�سريع لها يكون اأن الاإ�سلامية ال�سريعة ا�ستحقت على الرقابة دعائم اإر�ساء في ال�سبق ف�سل

ال�سلطات العامة .على الرقابة مبداأ اإعمال الاإ�سلامي الفقه تبنى -د�ستورية القوانين؛ وقد �سهد الواقع الاإ�سلامي

بذلك.التو�شي�ت:

في النظر في الحق الد�ستورية المحكمة منح -"اأ�سلوب نف�سها تلقاء من القوانين د�ستورية

الت�سدي". الد�ستوري الفقه الاأبحاث في من مزيد اإجراء -

الاإ�سلامي مقارنة مع النظم المعا�سرة.الوعي لزيادة الد�ستورية المحكمة اأحكام ن�سر -

باأهمية دور الق�ساء الد�ستوري.

الخ�تمــــــــةالرقابة اأحكام فيه تناولنا الذي البحث خاتمة في على بالتركيز القوانين، د�ستورية على الق�سائية بعد جذريا تحولا �سهدت والتي ال�سودان، تجربة اإن�ساء المحكمة الد�ستورية؛ عقب عقود من ا�سطلاع المحكمة العليا بمهمة الرقابة الق�سائية؛ روح وجوهر هذه المهمة لم يكن في يوم من الاأيام من مهام الق�ساء عظيمة مهمة هي بل فقط، الد�ستوري اأو العادي تتحمل عبء القيام بها اإلى جانب الق�ساء ال�سلطتين العام الراأي اإلى بالاإ�سافة والت�سريعية؛ التنفيذية هذا من خل�سنا وقد المدني، المجتمع وموؤ�س�سات

البحث بنتائج وتو�سيات جاءت على النحو التالي:النت�ئج:

الرقابة مفهوم حول الد�ستوري الفقه يتفق -الق�سائية على د�ستورية القوانين؛ لكنه يختلف

في اآليات الرقابة.الرقابة تنظيم في الد�ستورية الاأنظمة توزعت -الق�سائية على د�ستورية القوانين؛ اإلى الاأنموذج الاأمريكي الاأنموذج و "المركزي" الاأوروبي

"اللامركزي".تعاقب الد�ساتير في ال�سودان وتنوع مرجعيتها، -رقابة مبداأ في جذريا تحولا معه ي�ستتبع لم

د�ستورية القوانين �سورها واأ�ساليبها.ظل الم�سرع الد�ستوري في ال�سودان منذ ما قبل -الا�ستقلال؛ وفيا للاأ�سلوب المركزي في تنظيمه على القوانين د�ستورية على الق�سائية للرقابة

الرغم من تعدد وتعاقب الد�ساتير.تمتع المواطن ال�سوداني في ظل كافة الد�ساتير -دعوى تحريك في بالحق زال؛ ولا المتعاقبة

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {126}

الطبعة م�سلم، �سحيح الحجاج، بن م�سلم -81427هـ طيبة، دار القاهرة: الاأولى؛

-2006م.ثالثا: كتب المع�جم اللغوية:

العربية اللغة معجم عمر، مختار اأحمد -9الاأولى؛ الطبعة الثاني، المجلد المعا�سرة،

بيروت عالم الكتب1429هـ-2008م. الطبعة الب�ستان، معجم الب�ستاني، عبدالله -10

الاأولى؛ بيروت: مكتبة لبنان 1992م.محمد بن اأبي بكر عبد القادر الرازي، مختار -11ال�سحاح، الطبعة الاأولى؛ 2008 م 1429هـ،

القاهرة، دار الحديث. محمد بن مكرم جمال الدين اأبو الف�سل "ابن -12العرب، د. ط؛ بيروت: دار ل�سان منظور"،

�سادر.رابعا: كتب ال�شي��شة ال�شرعية:

محمد اأ�سد، منهاج الاإ�سلام في الحكم، دار العلم -13للملايين، بيروت، الطبعة الخام�سة 1978م.

جامعة الفقهية، النظريات الدريني، فتحي -14دم�سق، الطبعة الرابعة،1417هـ-1997م.

اأحمد بن محمد بن الدين العبا�ض �سم�ض 15-اأبو وفيات خلكان"، "ابن بـ الم�سهور بكر اأبي الاأعيان، تحقيق اإح�سان عبا�ض، بيروت، دار

�سادر طبعة 1978م، المجلد ال�ساد�ض. خام�سا: كتب المق��شد و القواعد الفقهية:

القواعد في الوجيز زيدان، الكريم عبد -16الطبعة الاإ�سلامية، ال�سريعة في الفقهية الاأولى؛ بيروت: موؤ�س�سة الر�سالة 1422هـ-

2001م.

المراجــــــــــــع اأولا: القراآن الكريم.

ثانيا: كتب الحديث وال�شيرة:�سليمان بن الاأ�سعث بن اإ�سحاق بن ب�سير بن -1�سنن ال�سج�ستاني، الاأزدي بن عمرو �سداد المكتبة بيروت: الثالثة؛ الطبعة داوود، اأبي

الع�سرية.اأبي م�سند بن الجارود، داوود بن �سليمان -2عبد بن محمد تحقيق الطيال�سي، داوود للطباعة؛ هجر دار د.ط، التركي، المح�سن

الجزء الاأول.الحميري نافع بن همام بن الرزاق عبد -3ال�سنعاني، الم�سنف، تحقيق حبيب الرحمن المكتب الهند، العلمي، المجل�ض الاأعظمي، الثانية:1403هـ- الطبعة الاإ�سلامي بيروت،

1970م، الجزء ال�ساد�ض.ال�سيرة الحميري، اأيوب ه�سام الملك عبد -4الكتاب الثالثة؛ بيروت: دار الطبعة النبوية،

العربي، 1410هـ ت1990م.محمد بن اإ�سماعيل البخاري، الاأدب المفرد، -5الطبعة الاألباني، الدين نا�سر تحقيق محمد ال�سعودية: العربية المملكة الجبيل، الرابعة؛

مكتبة الدليل،1418هـ ـ1997م.�سحيح البخاري، اإ�سماعيل بن محمد -6ابن دار دم�سق: الاأولى؛ الطبعة البخاري،

كثير، 2002م.�سنن القزويني، ماجة بن يزيد بن محمد -7ابن ماجة، د.ط، القاهرة: دار اإحياء التراث

العربي ،د.ت .

{127}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

م�سطفى محمد ترجمة بارون، اأ جيروم -26الد�ستوري القانون في الوجيز غنيم، الاأمريكي، للد�ستور الاأ�سا�سية المبادئ الم�سرية الجمعية القاهرة: الاأولى؛ الطبعة

لن�سر المعرفة، 1998م.ح�سن م�سطفى البحري، القانون الد�ستوري -27النظرية العامة، الطبعة الاأولى؛ دم�سق: جامعة

دم�سق، كلية الحقوق، 1430هـ- 2009م.القانون في الوجيز بوديار، ح�سني -28دار الجزائر-عنابة: د.ط؛ الد�ستوري،

العلوم للن�سر، 2003م-1423هـ.الرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين في -29الاأنظمة الديمقراطية الجديدة، ورقة توجيهية، كلية الد�ستورية، الانتقالية العمليات مركز الدولية ال�سبكة نيويورك، جامعة الحقوق، www. التالي، الرابط على للمعلومات

.،democracy-reporting.org

رمزي ال�ساعر، الق�ساء الد�ستوري في مملكة -30البحرين، الطبعة الثانية؛ د.ن، 1992م.

�سامي عبد الحليم �سعيد، المحكمة الد�ستورية -31في ال�سودان، د.ط، الخرطوم: �سركة مطابع

ال�سودان للعملة المحدودة 2008م،.في واآدابها الدولة نظرية عالية، �سمير -32الموؤ�س�سة بيروت: الاأولى؛ الطبعة الاإ�سلام،

الجامعية للدرا�سات 1988م 1408هـ.الد�ستوري، القانون علي، مرغني �سم�ض -33

د.ط؛ القاهرة: د.ن، 1977م.عبدالرزاق اأحمد ال�سنهوري، فقه الخلافة، الطبعة -34

الاأولى؛ بيروت: موؤ�س�سة الر�سالة،2008م.

وال�سوابط الفقهية القواعد �سبير، عثمان -17الفقهية في ال�سريعة الاإ�سلامية، الطبعة الثانية،

ان، دار النفائ�ض. 1428هــ-2007م، عمالعز بن عبد ال�سلام، �سيخ الاإ�سلام عز الدين -18العزيز بن عبد ال�سلام، قواعد الاأحكام عبد دم�سق: الاأولى؛ الطبعة الاأنام، اإ�سلاح في

دار القلم،1421هـ-2000م.مع الفقهية القواعد الدعا�ض، عبيد عزت -19الثالثة؛ دم�سق: دار الطبعة الموجز، ال�سرح

الترمذي، 1409هـ -1989م.الاإ�سلامية ال�سريعة مقا�سد الفا�سي، علال -20ومكارمها، الطبعة الخام�سة؛ الدار البي�ساء:

دار الغرب الاإ�سلامي، 1993م.وال�سوابط القواعد ح�سن، عثمان فوزي -21الفقهية في ال�سيا�سة ال�سرعية، دار العا�سمة،

الريا�ض: الطبعة الاأولى1432هـ- 2011م.�ساد�سا: كتب الق�نون:

القانون مبادئ محمود، �سوقي اأحمد -22جامعة مطبعة الخرطوم: د.ط؛ الد�ستوري،

القاهرة "فرع الخرطوم" 1990.1991م.المبادئ الخالدي، الحميد عبد اأحمد -23القاهرة: الاأولى؛ الطبعة العامة، الد�ستورية

دار الكتب القانونية 2011م.اأحمد كمال اأبو المجد، الرقابة على د�ستورية -24الاأمريكية المتحدة الولايات في القوانين مكتبة القاهرة: د.ط؛ الم�سري، والاإقليم

النه�سة الم�سرية 1960م.اإ�سماعيل مرزة، القانون الد�ستوري، د. ط ؛ -25

من�سورات الجامعة الليبية، د. ت.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {128}

�سابعا: المجلات الق�نونية والاأوراق العلمية:44-الرقابة الق�سائية على د�ستورية القوانين، ورقة نيويورك، جامعة الحقوق، كلية توجيهية، ال�سبكة الدولية للمعلومات على الرابط التالي،

.www.democracyreporting.org

د�ستورية على الرقابة الاإمام، اإبراهيم علي -45القوانين، مجلة الاأحكام الق�سائية، 1987م.

الرقابة حتاملة، و�سليم �سطناوي في�سل -46والاأنظمة القوانين د�ستورية على الق�سائية مجلة الاأردن، في الد�ستورية المحكمة اأمام علوم ال�سريعة والقانون، المجلد 40، العدد2،

2013م، الجامعة الاأردنية.الاإ�سلام"، في "الدولة الدواليبي، معروف محمد -47باري�ض: منظمة اليون�سكو، 7- 10 دي�سمبر 1982.

ثامنا: الد�ش�تير والت�شريع�ت:قانون الحكم الذاتي ل�سنة 1953م. -48

د�ستور ال�سودان الموؤقت ل�سنة 1956م. -49د�ستور ال�سودان الموؤقت ل�سنة 1964م -50

د�ستور الدائم لجمهورية ال�سودان ل�سنة 1973م. -51د�ستور ال�سودان الانتقالي ل�سنة 1985م. -52د�ستور ال�سودان الانتقالي ل�سنة 1998م. -53

د�ستور ال�سودان القومي الانتقالي ل�سنة 2005م. -54قانون الاإجراءات المدنية ل�سنة 1983م. -55

قانون المحكمة الد�ستورية ل�سنة 1998م. -56

قانون المحكمة الد�ستورية ل�سنة 2005م. -57تا�سعا: مجلات الاأحك�م الق�ش�ئية:

مجلة الاأحكام الق�سائية ل�سنة 1974م. -58

مجلة الاأحكام الق�سائية ل�سنة 1976م. -59

عبد العزيز محمد �سالمان، اإجراءات الدعوى -35دار القاهرة: الاأولى؛ الطبعة الد�ستورية،

�سعد �سمك، 2015م.د.ط؛ الد�ستورية، النظم عويدات، عبده -36

بيروت: من�سورات عويدات، د.ت.القانون مبادئ ال�سكري، يو�سف علي -37الد�ستوري، الطبعة الاأولى؛ القاهرة: اإيتراك

للن�سر، 2004م.والقانون ال�سيا�سية النظم العطار، فوؤاد -38النه�سة دار القاهرة: د.ط؛ الد�ستوري،

العربية، د.ت.الاأ�سا�سية المبادئ حماد، بن ر�سا محمد -39تون�ض: الثانية؛ الطبعة الد�ستوري، للقانون

د. ن، 2010م.ال�سيا�سي النظام البياتي، حميد منير -40الطبعة القانونية، بالدولة مقارنا الاإ�سلامي 1434هـ النفائ�ض، دار عمان: الرابعة؛

2013م.النظم في الو�سيط الخطيب، اأحمد نعمان -41دار عمان: ال�سابعة؛ الطبعة ال�سيا�سية،

الثقافة، 2011م.ي�ض عمر يو�سف، د�ستورية القوانين، د ط؛ -42الدرا�سات كلية النيلين، جامعة الخرطوم:

العليا، د ت.القانون الب�سير، محمد ح�سين يو�سف -43الد�ستوري، د،ط؛ الخرطوم: د.ن، 2001م.

{129}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الهوام�س :كلية الق�نون، و ال�شريعة ق�شم الم�ش�عد، الع�م الق�نون اأ�شت�ذ

ال�شريعة، ج�معة القراآن الكريم وت�أ�شيل العلوم. الطبعة ال�شح�ح، مخت�ر الرازي، الق�در عبد بكر اأبي بن محمد -1

الاأولى؛ الق�هرة: دار الحديث،2008 م 1429هـ، �س144. الاأولى؛ بيروت: مكتبة الطبعة الب�شت�ن، الب�شت�ني، معجم عبدالله -2

لبن�ن، 2002م،�س421-420.الاأولى؛ الطبعة المع��شرة، العربية اللغة معجم عمر، مخت�ر اأحمد -3

بيروت: ع�لم الكتب، 1429هـ -2008م، المجلد الث�ني، �س421-420.الكريم، القراآن لاألف�ظ الا�شتق�قي المعجم جبل، ح�شن ح�شن محمد -4

الطبعة الاأولى؛ الق�هرة: مكتبة الاآداب، 2010 م، �س839.ابن منظور، محمد جم�ل الدين اأبو الف�شل، ل�ش�ن العرب، بيروت: -5

دار �ش�در؛ مج 15، ف�شل الق�ف: م�دة ق�شى، �س186.تحقيق التعريف�ت، معجم الجرج�ني، ال�شريف ال�شيد محمد علي -6

محمد �شديق المن�ش�وي، الق�هرة: دار الف�شيلة، د ت، �س91.مجد الدين محمد يعقوب الفيروزاآب�دي، الق�مو�س المحيط، الطبعة -7

الث�منة؛ بيروت: موؤ�ش�شة الر�ش�لة، 2005م، �س392-391.الطبعة البحرين، مملكة في الد�شتوري الق�ش�ء ال�ش�عر، رمزي -8

الث�نية؛ 1992م، �س9.علي يو�شف ال�شكري، مب�دئ الق�نون الد�شتوري والنظم ال�شي��شية، -9

الطبعة الاأولى؛ الق�هرة: اإيتراك للن�شر، 2004م، �س462.الطبعة الد�شتورية، الدعوى اإجراءات �ش�لم�ن، محمد العزيز عبد -10

الاأولى؛ الق�هرة: دار �شعد �شمك، الجزء الاأول، 2015م، �س59.النه�شة دار الد�شتوري، والق�نون ال�شي��شية النظم العط�ر، فوؤاد -11

العربية، الق�هرة، د.ت، د.ت،�س257.النيلين، ج�معة الخرطوم، القوانين، د�شتورية يو�شف، عمر ي�س -12

كلية الدرا�ش�ت العلي�، د ط، د ت، د ن، �س17.�شم�س مرغني علي، الق�نون الد�شتوري، طبعة �شنة 1977م؛ د ط، د -13

ن، �س180.النه�شة دار الد�شتوري، الق�نون و ال�شي��شية النظم العط�ر، فوؤاد -14

العربية، الق�هرة، �س249.1991م، طبعة الد�شتوري، الق�نون مب�دئ محمود، �شوقي اأحمد -15

مطبعة ج�معة الق�هرة "فرع الخرطوم"، الخرطوم، �س60.محمد ر�ش� بن حم�د ،المب�دئ الاأ�ش��شية للق�نون الد�شتوري، الطبعة -16

الث�نية؛ تون�س: 2010م ، �س 263.محمد ر�ش� بن حم�د ،المب�دئ الاأ�ش��شية للق�نون الد�شتوري، مرجع -17

�ش�بق، �س 259.من�شورات بيروت: د.ت، د.ط، الد�شتورية، النظم عويدات، عبده -18

عويدات، �س53-52.�ش�بق، مرجع الد�شتوري، الق�نون مب�دئ محمود، �شوقي اأحمد -19

�س60.فوؤاد العط�ر، النظم ال�شي��شية و الق�نون الد�شتوري، الق�هرة: دار -20

النه�شة العربية، �س249.محمد ر�ش� بن حم�د ، المب�دئ الاأ�ش��شية للق�نون الد�شتوري، مرجع -21

�ش�بق، �س 264.�شنة طبعة الد�شتوري، الق�نون الب�شير، محمد ح�شين يو�شف -222001م - 1422هـ؛ الخرطوم: د ن،ج 1، �س145. ينظر كذلك م 15،

فقرة هـ من ق�نون المحكمة الد�شتورية ل�شنة 2005م.

فوؤاد العط�ر، النظم ال�شي��شية و الق�نون الد�شتوري، مرجع �ش�بق، -23�س 251.

فوؤاد العط�ر، النظم ال�شي��شية و الق�نون الد�شتوري، مرجع �ش�بق، -24�س 252.

اإ�شم�عيل مرزة، الق�نون الد�شتوري ،من�شورات الج�معة الليبية، د. -25ط، د. ت، د. ن،�س391-390.

ي�س عمر يو�شف، د�شتورية القوانين، مرجع �ش�بق، �س38، اأي�ش�: -26اإ�شم�عيل مرزة، الق�نون الد�شتوري، مرجع �ش�بق، �س392.

الطبعة الع�مة، الد�شتورية المب�دئ الخ�لدي، الحميد عبد اأحمد -27الاأولى 2011م؛ الق�هرة: دار الكتب الق�نونية، 2011م، �س101.

الق�هرة: 1977م؛ طبعة الد�شتوري، الق�نون علي، مرغني �شم�س -28د.ن، �س189.

اأحمد عبد الحميد الخ�لدي، المب�دئ الد�شتورية الع�مة، مرجع �ش�بق، -29�س102.

فوؤاد العط�ر، النظم ال�شي��شية و الق�نون الد�شتوري، الق�هرة: دار -30النه�شة العربية، د ت، �س260.

فوؤاد العط�ر، النظم ال�شي��شية و الق�نون الد�شتوري، مرجع �ش�بق، -31�س264-263.

الق�نون في الوجيز غنيم، م�شطفى محمد ب�رون، اأ جيروم -32الاأولى؛ الطبعة الاأمريكي، للد�شتور الاأ�ش��شية المب�دئ الد�شتوري

الق�هرة: الجمعية الم�شرية لن�شر المعرفة،1998م، �س50. الطبعة القوانين، د�شتورية على الرق�بة المجد، اأبو كم�ل اأحمد -33

الث�لثة؛ الق�هرة: مكتبة النه�شة الم�شرية، 1975، �س185.الاأولى؛ الطبعة الد�شتوري، الق�نون البحري، م�شطفى ح�شن -34

دم�شق: 1430هـ 2009م، �س278.الاأولى؛ الطبعة الد�شتوري، الق�نون في الوجيز بودي�ر، ح�شني -35

الجزائر- عن�بة: دار العلوم، 2003م، �س65.�شم�س مرغني علي، الق�نون الد�شتوري، مرجع �ش�بق، �س192. -36الم�دة 105 من د�شتور 1998م، والم�دة 119 من د�شتور 2005م. -37

الرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين في الاأنظمة الديمقراطية -38الجديدة، ورقة توجيهية، مركز العملي�ت الانتق�لية الد�شتورية، كلية الحقوق، ج�معة نيويورك، ال�شبكة الدولية للمعلوم�ت على الرابط

الت�لي:www.democracy-reporting.org، �س2.الرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين في الاأنظمة الديمقراطية -39

الجديدة، مرجع �ش�بق �س8.من 8 الم�دة و 1956م ل�شنة الموؤقت ال�شودان د�شتور من 8 الم�دة -40د�شتور من 58 الم�دة 1964م، ل�شنة الموؤقت ال�شودان د�شتور جمهورية ال�شودان الدائم ل�شنة 1973م، والم�دة 32 والم�دة 125 من د�شتور ال�شودان الانتق�لي ل�شنة 1985م، والم�دة 34 والم�دة 105 من د�شتور ال�شودان ل�شنة 1998م، والم�دة 48، والم�دة 122 من د�شتور

ال�شودان القومي الانتق�لي ل�شنة 2005م.والاأنظمة الد�شتوري للق�نون الاأ�ش��شية المب�دئ ، حم�د بن ر�ش� -41

ال�شي��شية، مرجع �ش�بق، �س 300.د�شتورية على الق�ش�ئية الرق�بة حت�ملة، و�شليم �شطن�وي في�شل -42العدد2، ،40 المجلد والق�نون، ال�شريعة علوم مجلة القوانين،

2013م، الج�معة الاأردنية، �س 623.ينظر د�شتور �شوري� ل�شنة 1973م، الم�دة 145. -43

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {130}

ينظر للم�دة 122 البند 1 الفقرة "هـ"، من د�شتور ال�شودان القومي -68الانتق�لي 2005م.

ينظر الم�دة 18 من ق�نون المحكمة الد�شتورية ل�شنة 2005م. -69حكومة ال�شودان �شد محمد جلال الدين عبدالرحمن، مجلة الاأحك�م -70

الق�ش�ئية ل�شنة 1976م، �س247.�ش�مي عبد الحليم �شعيد، المحكمة الد�شتورية في ال�شودان، الطبعة -71

الاأولى؛ الخرطوم: مط�بع ال�شودان للعملة، 2008م، �س 146.حكومة ال�شودان �شد محمد جلال الدين عبدالرحمن، مجلة الاأحك�م -72

الق�ش�ئية ل�شنة 1976م،�س510.�ش�بق، مرجع الد�شتوري، الق�نون في الوجيز ب�رون، اأ جيروم -73

�س65-64.الم�دة 16 من ق�نون المحكمة الد�شتورية ل�شنة 2005م. -74

علي اإبراهيم الاإم�م، الرق�بة على د�شتورية القوانين، مجلة الاأحك�م -75الق�ش�ئية، 1987م.

ن�شر عبد الرحمن �شد ال�شلطة الت�شريعية، مجلة الاأحك�م الق�ش�ئية -76ل�شنة 1974م.

ل�شنة الد�شتورية المحكمة ق�نون من اأ، الفقرة ،1 البند ،16 الم�دة -772005م.

ن�شر عبد الرحمن �شد ال�شلطة الت�شريعية، مجلة الاأحك�م الق�ش�ئية -78ل�شنة 1974م.

ن�شر عبد الرحمن �شد ال�شلطة الت�شريعية، مجلة الاأحك�م الق�ش�ئية -79ل�شنة 1974م.

الداخلية، وزارة و ال�شودان حكومة �شد �ش�لح عبدالله اأبوزيد -80ق�شية غير من�شورة، �شدر الحكم بت�ريخ 9-11-2014م.

ق�شية الداخلية، ووزارة ال�شودان حكومة �شد محمد الرحيم عبد -81غير من�شورة، �شدر الحكم فيه� بت�ريخ 4-8-2018م.

ال�شج�شت�ني، الاأزدي عمرو �شداد ب�شير اإ�شح�ق الاأ�شعث �شليم�ن -82م�شند اأبو داوود، حديث رقم 3585.

�شليم�ن داوود الج�رود الطي�ل�شي في، �شنن اأبي داوود، حديث رقم -83.116

اأجر بي�ن ب�ب الاأق�شية، كت�ب م�شلم، �شحيح الحج�ج، بن م�شلم -84الح�كم اإذا اجتهد ف�أ�ش�ب اأو اأخط�أ، حديث رقم 1342.

محمد بن يزيد بن م�جة القزويني، �شنن ابن م�جة، كت�ب الاأحك�م ، -85حديث رقم 2340.

ال�شريعة في الفقهية وال�شوابط الفقهية القواعد �شبير، عثم�ن -86�ن: دار النف�ئ�س، 2007م، �س352. الاإ�شلامية، الطبعة الث�نية؛ عم

قواعد ال�شلام، عبد بن العزيز عبد الدين عز ال�شلام، عبد بن العز -87القلم، دار دم�شق: الاأولى؛ الطبعة الاأن�م، اإ�شلاح في الاأحك�م

1421هـ- 2000م، الجزء الث�ني، �س 158.دم�شق: الرابعة؛ الطبعة الفقهية، النظري�ت الدريني، فتحي -88

من�شورات ج�معة دم�شق،1997م، �س90. الطبعة الموجز، ال�شرح مع الفقهية القواعد الدع��س، عبيد عزت -89

الث�لثة؛ دم�شق: دار الترمذي،1989م، �س108- 109.ال�شي��شة في الفقهية وال�شوابط القواعد ح�شن، عثم�ن فوزي -901432هـ- الع��شمة، دار الري��س: الاأولى؛ الطبعة ال�شرعية،

2011م، �س194.ابن تيمية، الرد على المنطقيين، تحقيق: عبد ال�شمد الكتبي، الطبعة -91

الاأولى؛ بيروت: موؤ�ش�شة الري�ن، 1426هـ ـ2005م، �س481.

والق�نون ال�شي��شية النظم في الو�شيط الخطيب، اأحمد نعم�ن -44الد�شتوري، الطبعة ال�ش�بعة؛ عم�ن: دار الثق�فة، 2011م، �س556.

والاأنظمة الد�شتوري للق�نون الاأ�ش��شية المب�دئ حم�د، بن ر�ش� -45ال�شي��شية، مرجع �ش�بق، 293-292.

اإ�شم�عيل مرزة، مب�دئ الق�نون الد�شتوري، مرجع �ش�بق، �س 188. -46اإ�شم�عيل مرزة، الق�نون الد�شتوري، مرجع �ش�بق، �س190. -47

اأحمد كم�ل اأبو المجد، الرق�بة على د�شتورية القوانين في الولاي�ت -48المتحدة الاأمريكية والاإقليم الم�شري، �س165-164.

�س192- �ش�بق، مرجع الد�شتوري، الق�نون علي، مرغني �شم�س -49.193

ح�شن م�شطفى البحري، الق�نون الد�شتوري النظرية الع�مة، الطبعة -502009م، 1430هـ- دم�شق، ج�معة الحقوق، كلية دم�شق: الاأولى؛

�س 287.�س185- �ش�بق، مرجع الد�شتوري، الق�نون علي، مرغني �شم�س -51

.186�ش�بق، �س186، ح�شن الد�شتوري، مرجع الق�نون �شم�س مرغني، -52

م�شطفى البحري، الق�نون الد�شتوري، مرجع �ش�بق، �س 289.والاأنظمة الد�شتوري للق�نون الاأ�ش��شية المب�دئ حم�د، بن ر�ش� -53

ال�شي��شية، مرجع �ش�بق، �س 302.الرق�بة الق�ش�ئية على د�شتورية القوانين في الاأنظمة الديمقراطية -54الجديدة، ورقة توجيهية، مركز العملي�ت الانتق�لية الد�شتورية، كلية الحقوق، ج�معة نيويورك، ال�شبكة الدولية للمعلوم�ت على الرابط

الت�لي،www.democracy-reporting.org، �س9. المواد 8، 9، 10، 82 من ق�نون الحكم الذاتي ل�شنة 1953م. -55

المواد 3، 9، 8، 102 من د�شتور ال�شودان الموؤقت ل�شنة 1956م. -56المواد 3، 8، 9، 89، 92، 94، 99 من د�شتور ال�شودان الموؤقت ل�شنة -57

1964م والتعديل الد�شتوري ل�شنة 1966م.الدائم الد�شتور من 190 ،187 ،185 ،79 ،61 ،59 ،58 المواد -58

لجمهورية ال�شودان ل�شنة 1973م.المواد 3، 11، 32، 121، 125 من د�شتور ال�شودان الانتق�لي ل�شنة -59

1985م.المواد 34، 99، 105 من د�شتور ال�شودان الانتق�لي ل�شنة 1998م. -60الم�دة 11، "اأ"، "ب"، من ق�نون المحكمة الد�شتورية ل�شنة 1998م. -61

الانتق�لي القومي ال�شودان د�شتور من 122 ،119 ،48 ،3 المواد -62ل�شنة 2005م.

المواد 15 الفقرة 1"هـ" من ق�نون المحكمة الد�شتورية ل�شنة 2005م. -63د�شتور من والم�دة 1973م، الدائم ال�شودان د�شتور من الم�دة -64

ال�شودان الانتق�لي ل�شنة 1985مالم�دة 10 من ق�نون الحكم الذاتي ل�شنة 1953م. -65

ينظر: الم�دة 8 من د�شتور ال�شودان الموؤقت ل�شنة 1956م و م 8 من -66د�شتور ال�شودان الموؤقت ل�شنة 1964م، وم 58 من د�شتور جمهورية د�شتور من 125 والم�دة 32 وم 1973م، ل�شنة الدائم ال�شودان د�شتور من 105 وم 34 وم 1985م، ل�شنة الانتق�لي ال�شودان ال�شودان د�شتور من 122 وم ،48 وم 1998م، ل�شنة ال�شودان

القومي الانتق�لي ل�شنة 2005م. 1983م"تم ل�شنة المدنية الاإجراءات ق�نون من 16 الم�دة ينظر -67اإلغ�ء هذه الم�دة ب�شدور ق�نون الق�ش�ء الاإداري و الد�شتوري �شنة

1996م".

{131}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الطبعة ومك�رمه�، الاإ�شلامية ال�شريعة مق��شد الف��شي، علال -103الاإ�شلامي،1993م، الغرب دار البي�ش�ء: الدار الخ�م�شة؛

�س61.الاأن�م، مرجع اإ�شلاح الاأحك�م في ال�شلام، قواعد العز بن عبد -104

�ش�بق، �س158.ال�شريعة في الفقهية القواعد في الوجيز زيدان، الكريم عبد -105الاإ�شلامية، الطبعة الاأولى؛ بيروت: موؤ�ش�شة الر�ش�لة، 1422هـ-

2001م، �س122-121. منير حميد البي�تي، النظ�م ال�شي��شي الاإ�شلامي مق�رن� ب�لدولة -1061434هـ النف�ئ�س، دار �ن: عم الرابعة؛ الطبعة الق�نونية،

2013م، �س 87-85.ابن ه�ش�م، ال�شيرة النبوية، الطبعة الث�لثة؛ بيروت: دار الكت�ب -107

العربي، 1410هـ ت1990م، الجزء الرابع، �س312.الم�شنف، ال�شنع�ني، الحميري ن�فع بن هم�م بن الرزاق عبد -108بيروت: الث�نية؛ الطبعة الاأعظمي، الرحمن حبيب تحقيق المكتب الاإ�شلامي، 1403هـ- 1970م، الجزء ال�ش�د�س، ب�ب غلاء

ال�شداق، حديث رقم 10420.اأبو العب��س �شم�س الدين اأحمد بن محمد بن اأبي بكر الم�شهور -109بـ "ابن خلك�ن"، وفي�ت الاأعي�ن، تحقيق اإح�ش�ن عب��س، الطبعة الث�نية؛ بيروت: دار �ش�در، 1978م، المجلد ال�ش�د�س، �س150-

.151

ابن تيمية، الرد على المنطقيين، مرجع �ش�بق، �س481. -92فتحي الدريني، النظري�ت الفقهية، مرجع �ش�بق، �س21-19. -93

، الدولية الندوة الاإ�شلام، في الدولة الدواليبي، معروف محمد -94اليون�شكو، ب�ري�س 7- 10 دي�شمبر 1982، �س 44-43.

اأحمد توفيق تحقيق الخلافة، فقه ال�شنهوري، اأحمد الرزاق عبد -95بيروت: الاأولى؛ الطبعة ال�شنهوري، عبدالرزاق ن�دية ال�ش�وي،

موؤ�ش�شة الر�ش�لة،2008م، �س195. بيروت: الخ�م�شة؛ الطبعة الحكم، في الاإ�شلام منه�ج اأ�شد، محمد -96

دار العلم للملايين، 1978م، �س125.محمد بن يزيد بن م�جة القزويني، �شنن ابن م�جة، كت�ب الرهون، -97

ب�ب تلقيح النخل، حديث رقم: 2471.محمد بن اإ�شم�عيل البخ�ري، الاأدب المفرد، ب�ب ح�شن الخلق، حديث -95

رقم 273/207.محمد بن يزيد بن م�جة القزويني، �شنن ابن م�جة، كت�ب الزهد، ب�ب -99

الحكمة، حديث رقم: 4169.�شمير ع�لية، نظرية الدولة واآدابه� في الاإ�شلام، الطبعة الاأولى؛ -100

بيروت: الموؤ�ش�شة الج�معية للدرا�ش�ت، 1988م، �س99-98.رقم الاإم�رة، كت�ب م�شلم، �شحيح الحج�ج، بن م�شلم -101

.1469/3/39محمد بن اإ�شم�عيل البخ�ري، �شحيح البخ�ري، كت�ب الاأحك�م، -102

ب�ب 106/8/4

{133}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

اأن البحث اإليها تو�سل التي النتائج اأهم ومن في ت�ساعد المدنية الدعوى في الطلبات ح�سر ح�سمها ب�سورة نهائية، وتحقق اقت�ساديات العدالة اأن يجب الطلبات واأن ، والمو�سوعية الاإجرائية تكون مرتبطة بالطلب الاأ�سلي للمطالبة الق�سائية ، الم�سرع ل يف�س اأن البحث تو�سيات هذا اأهم ومن ال�سوداني في هذه الطلبات ويو�سح الاآثار المترتبة

عليها .

مقدمــــــــــــة القيام �سلطة لطرفيها تخول المدنية الخ�سومة اإن بن�ساط يرمي اإلى تحقيق مطالبهم الق�سائية، فطلبات المدعي تهدف اإلى تحقيق الحماية لمركزه القانوني عليه المدعى وطلبات �سالحه، في حكم ب�سدور ترمي اإلى تحقيق مركزه بمنع �سدور حكم ل�سالح المدعي، ويبرر مبداأ تقديم هذه الطلبات اأن الحماية اأقدر ولي�ض اإليها، يحتاج لمن اإنما تمنح الق�سائية من �ساحب الطلب على تقدير حاجته، وهو يف�سح عنها بوا�سطة هذه الطلبات وقد يكون الطلب المقدم

طلبا اأ�سليا اأو اإ�سافيا اأو مقابلا .اأهمية البحث :

تكمن اأهمية هذا البحث في الاآتي : التي والمقابلة الاإ�سافية الطلبات مفهوم بيان -1 ، واأنواعها ، المدنية الدعوى اأطراف يقدمها

و�سروطها اأثناء �سير الدعوى المدنية .عليها تقوم التي والمباديء الاأ�س�ض معرفة -2

الطلبات الاإ�سافية والمقابلة.

م�شتخل�س البحثعلى وال�سلام وال�سلاة العالمين رب لله الحمد و�سحبه اآله وعلى محمد �سيدنا المر�سلين اأ�سرف

و�سلم، وبعد..الاإ�سافية بالطلبات المو�سوم البحث هذا اأهمية اإن الدعوى الاأطراف في على حقوق واأثرها والمقابلة الاإ�سافية الطلبات مفهوم بيان في تكمن المدنية اأثناء المدنية الدعوى اأطراف يقدمها التي والمقابلة ومعرفة و�سروطها، اأنواعها اإي�ساح مع �سيرها، الاأ�س�ض والمبادئ التي تقوم عليها، وما يحققه تقديم هذه الطلبات من اقت�ساديات في العدالة الاإجرائية والمو�سوعية، وذلك من خلال ح�سر وح�سم جميع تفادي اإلى اإ�سافة المقدمة، المدنية الدعوى طلبات ت�سارب تفادي وكذلك فيه، المق�سي الاأمر حجية الاأحكام في الثقة يعزز مما الق�سائية الاأحكام الف�سائية ، وتبرز م�سكلة هذا البحث في اأنه يتناول مفهوم الطلبات الاإ�سافية والمقابلة التي تكون دائما الاأ�سا�سية والمباديء الاأ�سلية، بالطلبات مرتبطة التي تقوم عليها هذه الطلبات، و�سروطها، والاآثار المدني النزاع وح�سم وح�سر عليها، المترتبة الباحث المنهج اتبع ب�سورة �سريعة ونهائية ، وقد الباحث عمد حيث المقارن، الو�سفي الا�ستقرائي اإلى تتبع المادة العلمية في مظانها الاأ�سلية، وو�سفها من خلال مفهومها واأنواعها و�سروطها واآثارها ، ومقارنتها بالقوانين المقارنة ذات ال�سلة ، وترجيح

الاآراء اإن اقت�سى الاأمر ذلك.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {134}

م�شكلة البحث :مفهوم يعالج اأنه في البحث هذا م�سكلة تكمن الطلبات الاإ�سافية والمقابلة التي تقدم من قبل اأطراف الاأ�سا�سية والمباديء �سيرها، اأثناء الدعوىالمدنية التي تقوم عليها هذه الطلبات ، و�سروطها ، والاآثار وح�سم ح�سر حيث من ، تقديمها على المترتبة حجية وتفادي ، نهائية ب�سورة المدني النزاع الاأمر المق�سي ، وتعزيز الثقة في الاأحكام الق�سائية وكل ذلك مما يحقق اقت�ساديات العدالة الاإجرائية

والمو�سوعية .وتتفرع عن هذه الم�سكلة الاأ�سئلة التالية :

والاإ�سافية الاأ�سلية الطلبات مفهوم هو ما -والمقابلة ؟

عليها تقوم التي الاأ�سا�سية المباديء هي ما -الطلبات الاإ�سافية والمقابلة؟

التي والمقابلة الاإ�سافية �سروطالطلبات ماهي -تقدم من طرفي الدعوىالمدنية اأثناء �سيرها؟

الطلبات تقديم على المترتبة الاأثار هي ما -الاإ�سافية والمقابلة ؟

منهج البحث:الا�ستقرائي المنهج البحث هذا في البحث اتبع تتبع اإلى الباحث عمد حيث ، المقارن الو�سفي المادة العلمية في مظانها الاأ�سلية ، ثم قام بو�سفها من خلال مفهومها واأنواعها و�سروطها واآثارها ، ومقارنتها بالقوانين المقارنة ذات ال�سلة ، وترجيح

الاآراء اإ اقت�سى الاأمر ذلك . هيكل البحث :

ق�سم البحث هذا البحث اإلى مقدمة وخم�سة مباحث وخاتمة ، وذلك على النحو التالي :

بيان مبداأ تحقيق اقت�ساديات العدالة الاإجرائية -3الطلبات جميع ح�سر خلال والمو�سوعيةمن مما المدنية الدعوى في والمقابلة الاإ�سافية يحقق اخت�سار الوقت والجهد ويمنع ت�سارب

الاأحكام الق�سائية ويعزز الثقة فيها.مواجهة في فيه المق�سي الاأمر حجية تفادي -4جميع ح�سر عدم عند ، الخ�سومة اأطراف الاأ�سلية، بالطلبات المتعلقة الق�سائية الطلبات لارتباطها تقدم اأن حتما يفتر�ض التي اأو

بالطلبات الاأ�سلية في الدعوى المدنية. الطلبات تقديم على المترتبة الاآثار معرفة -5اأطراف الاإ�سافية والمقابلة في ا�ستيفاء حقوق

الدعوى المدنية.اأهداف البحث :

يهدف هذا البحث اإلى :بيان مفهوم الطلبات الاأ�سلية التي تقدم من قبل -1المدعي ، وما يعقبها من طلبات اإ�سافية مرتبطة بهذه الطلبات الاأ�سلية في مواجهة المدعى عليه

اأثناء �سير الدعوى المدنية للحكم للمدعي بها.والفرعية المقابلة الطلبات مفهوم اي�ساح -2الطلبات عليه في مواجهة المدعي يقدمها التي الحكم لتفادي وذلك والاإ�سافية الاأ�سلية

للمدعي بطلباته.عليها يقوم التي الاأ�سا�سية المباديء معرفة -3الطلبات الاإ�سافية والمقابلة ، وال�سروط تقديم

التي ينبغي توافرها عند تقديمها.الاإ�سافية الطلبات تقديم على المترتبة الاآثار -4الاأطراف حقوق ا�ستيفاء في واأثرها والمقابلة

في الدعوى المدنية.

{135}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

مطالبة الاإن�سان بحق له عند اآخر. تعريف الطلب في الق�نون: هو الفرع الثاني: العملاأو الاإجراء الذي يتقدم به المدعي اأو من يمثله فيه يقرر المحكمة اإلى بعري�سة المدنية الدعوى في اأعتدي عليه من اأو مركز قانوني معين وجود حق المدعى عليه ويعلن رغبته في حمايته)2(، وهو قبل اأو تن�ساأ الاأ�سليالذي الطلب يعني التعريف بهذا من موجودة تكن لم جديدة خ�سومة به تفتتح الخ�سومة نطاق الطلب هذا يحدد حيث قبل)3(، واأطرافها)4(، و�سببها مو�سوعها جهة من المدنية وهو اأي�سا و�سيلة اإجرائية يتم بها طرح اإدعاء اأمام الق�ساء ، ويجوز تعدد الطلب الاأ�سلي في عري�سة الدعوى ب�سرط وجود ارتباط بين هذه الطلبات)5(، ويمكن ت�سور هذا الطلب قبل اأن يقدم اإلى المحكمة

عن طريق الاإنذار القانوني.1983م ل�سنة المدنية الاإجراءات قانون يعرف لم تحت منه )1/31( المادة في ن�ض لكنه الطلب اأن "يجب اأنه: على الدعوى م�ستملات عنوان ت�سمل الدعوى كافةالطلبات التي يجوز للمدعي المطالبة بها، ومع ذلك يجوز للمدعي اأن ي�سقط جزءا نطاق اخت�سا�ض الدعوى في من مطالبته لاإدخال المحكمة"، وهذا يو�سح اأن على المدعي عند تقديم الطلبات جميع على م�ستملة تكون اأن دعواه الاأ�سلية، والطلبات الاإ�سافية التي لها علاقة بالطلب بجزء المقا�ساة المدعي ترك اإذا اأنه غير الاأ�سلي، من هذه الطلبات اأو اأ�سقطه عمدا ، فلا يحق له فيما الاأمر يحوز حجية الجزء، مما بذلك المقا�ساة بعد )2( من الفقرة عليه ن�ست ما ، وهذا فيه المق�سي

ذات المادة اأعلاه.

مقدمة المبحث الاأول : مفهوم الطلبات الاأ�سلية والاإ�سافية

والمقابلة.يقوم التي الاأ�سا�سية المبادئ : الث�ني المبحث

عليها تقديم الطلبات الاإ�سافية والمقابلة. المبحث الث�لث : الطلبات الاإ�سافية التي تقدم من

المدعي و�سروطها.من تقدم التي المقابلة الطلبات : الرابع المبحث

المدعى عليه و�سروطها.تقديم على المترتبة الاآثار : الخ�م�س المبحث

الطلبات الاإ�سافية والمقابلة .النتائج اأهم على وت�ستمل البحث: خ�تمة

والتو�سيات.

المبحث الاأولمفهوم الطلب�ت الاأ�شلية والاإ�ش�فية والمق�بلة

المطلب الاأولمفهوم الطلب�ت الاأ�شلية

الفرع الاأول : تعريف الطلب لغة: الطلب من طلب محاولة لب: والط طلبه، ما اأعطاه : واأطلبه الحق، لبة ماكان لك عند اآخر يء واأخذه، والط وجدان ال�سمن حق تطالبه به، والمطالبة اأن تطالب اإن�سانا بحق وطلب بذلك، وتطالبه تتقا�ساه ولاتزال عنده لك اإلي ، وطلب افتعله واطلبه على يطلبه طلبا ال�سيء طلبا رغب ، واأطلبه اأعطاه ما طلب ، واأطلبه األجاأه اإلى اأن يطلب، والطلبة بك�سر اللام ما طلبته من �سيء، ، والطلبة الحاجة واإطلابها اإنجازها وق�ساوؤها يقال

طلب اإلى فاأطلبته اأي اأ�سعفته بما طلب)1(.هو الطلب اأن اللغوية التعريفات هذه من ويت�سح

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {136}

وارتباطه بتقديمه اإذنالمحكمة هو ذلك كل و�سرط بالطلب الاأ�سلي)9(.

المطلب الثالثتعريف الطلب المق�بل

على ردا عليه المدعى به يتقدم الذي الطلب هو األا بق�سد ، المدعي به تقدم الذي الاإ�سافي الطلب الاأ�سلي الطلب في �سواء بطلباته للمدعي يحكم طلبا المقابل الطلب يكون وقد الاإ�سافي)10(، اأم الذي ال�سرر عن المدعي مواجهه في للتعوي�ض الاأ�سلي الطلب رفع جراء من عليه المدعى اأ�ساب اأو الاإ�سافي، اأو من اأي اإجراء فيها)11(، وقد يكون قانونيا مما اأو �سكليا اأو المقابل مو�سوعيا الطلب �سيرد تف�سيله لاحقا في هذا البحث ، وعوما فاإن الق�سد عليه المدعى من تقدم التي المقابلة الطلبات منها األا يحكم للمدعي بطلباته كلها اأو بع�سها، اأو

اأن يحكم له بها مقيدة لم�سلحة المدعى عليه.

المبحث الثاني المب�ديء الاأ�ش��شية التي يقوم عليه� تقديم

الطلب�ت الاإ�ش�فية والمق�بلةالمطلب الاأول

مبداأ المط�لبة الق�ش�ئية )الطلب(الدعوى في الق�سائية وظيفته يبا�سر القا�سي اإن المدنية بناء على طلب يقدم له �سواء كان طلبا اأ�سليا اأو اإ�سافيا اأو مقابلا، وذلك لمن يدعي حقا على اآخر، فلو علم القا�سي بوجود نزاع بين �سخ�سين فاإنه لا فالقا�سي ، اأحدهما من طلب دون نظره ي�ستطيع لا يق�سي من تلقاء نف�سه، ويعتبر هذا المبداأ تطبيقا لمبداأ حياد القا�سي ، اإذ لو بداأ القا�سي الخ�سومة

وقد تتعدد الطلبات النا�سئة عن �سبب واحد للدعوى، فيكون منها طلبات اأ�سلية وطلبات اإ�سافية، فيجوز تلك بجميع يقا�سى اأن الحالة هذه في للمدعي المقا�ساة ترك اإذا اأنه غير ، بع�سها اأو الطلبات يجوز فلا المحكمة اإذن بغير الطلبات تلك ببع�ض له المقا�ساة بما تركه من طلبات ، لحيازتها لحجية الاأمر المق�سي فيه )م3/31من ذات القانون(، وذلك لارتباط بع�سها ببع�ض، ويعتبر لاأغرا�ض هذه المادة �سببا عنه نا�سئة اأخرى اأومطالبات التزام اأي اأن واحدا للدعوى المدنية بحيث يجب اأن تكون مرتبطة وقد القانون(، ذات من البع�ض)م 4/31 ببع�سها ن�ض اأي�سا قانون الاإجراءات المدنية ل�سنة 1983م م�ستملات عنوان تحت منه )36/ز/ح( المادة في اأن ت�ستمل على : طلبات المدعى ، عري�سة الدعوى واإذا ترك المدعى جزءا من طلباته على �سبيل المقا�سة

اأو الاإ�سقاط يجب تحديد قيمة ذلك الجزء.المطلب الثاني

تعريف الطلب الاإ�ش�فيلطلبه بعد تقديمه المدعي يقدم من الذي الطلب هو بالطلب مرتبطا الطلب هذا يكون بحيث الاأ�سلي ت�سحيح الاإ�سافي الطلب الاأ�سلي)6(، وقديت�سمن الطلب الاأ�سلي ، اأو تعديل مو�سوعه ، وذلك لمواجهة ظروف طراأت اأو تبينت بعد رفع الدعوى، اأو مكملا للطلب الاأ�سلي ، اأو مترتبا عليه اأو مت�سلا به ات�سالا الطلب تقديمه عند وللمدعي التجزئة)7(، يقبل لا الاإ�سافي اأن ي�سيف �سببا جديدا له اأو يغير ال�سبب فيه ما دام لا يعدل في مو�سوع الطلب الاأ�سلي)8(، ويعتبر كذلك في اإطار الطلب الاإ�سافي طلب المدعي اإجراء تحفظي اأو موؤقت في مواجهة المدعى عليه ،

{137}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

اأول اأمام محاكم كان �سواء التقا�سي كل مراحل احترام يكفي ولا درجة، ثاني محاكم اأم درجة احترامه يجب بل ال�سكلية الناحية من المبداأ هذا الخ�سم يمكن باأن كذلك المو�سوعية الناحية من يخل حكم وكل كاملا، ودفاعه طلباته عر�ض من اأن كل ن�ض ت�سريعي بهذا المبداأ يعتبر باطلا، كما يخالف هذا المبداأ يعتبر غير د�ستوري، وكذلك من التي بالطلبات يبلغ اأن الدعوى حق كل طرف في للمحكمة فلي�ض للمحكمة، الاآخر الخ�سم يقدمها اأن ت�ستند اإلى ما يقدم اإليها من طرف دون اطلاع الطرف الاآخر وتمكينه من اإبداء ملاحظاته ب�ساأنها ، ويجب على القا�سي تنفيذا لهذا المبداأ اأن يعتمد على للقا�سي فلي�ض ، الاإثبات اأدلة تقديم الاأطراف في

يق�سي بعلمه ال�سخ�سي.المطلب الثالث

مبداأ الم�شلحة في الطلبالقيام �سلطة الطرفان فيها يخول المدنية الدعوى اأنواعها بكافة طلباتهم تحقيق اإلى يرمي بن�ساط ، فطلبات اأم مقابلة اإ�سافية اأم اأ�سلية �سواء كانت تحقيق اإلى تهدف والاإ�سافية الاأ�سلية المدعي الحماية لمركزه القانوني ب�سدور حكم في �سالحه ، وطلبات المدعى عليه المقابلة ترمي اإلى تحقيق مركزه بمنع �سدور حكم ل�سالح المدعي)14(، واإعمالا لمبداأ الاقت�ساد في الخ�سومة المدنية فاإن اأي طلب يبديه اأي طرف في الخ�سومة المدنية لا ي�ساهم في تحقيق الحماية الق�سائية له لا يجوز قبوله ، وذلك حتى لا ي�سيع الوقت وتنحرف الخ�سومة عن هدفها، وهذا م�سلحة لا اإذ الطلب، في الم�سلحة ي�سمى المبداأ لطرف في تقديم طلب لا يمكن اأن ي�ساهم في حماية

المدنية دون طلب لاأ�سبح مدعيا وقا�سيا في نف�ض الق�سائية المطالبة تقديم مبداأ ويبرر الوقت)12(، )الطلب( اأن الحماية الق�سائية اإنما تمنح لمن يحتاج تقدير على الطلب �ساحب من اأقدر ولي�ض اإليها، الطلب)13(، بوا�سطة عنها يف�سح وهو حاجته، وي�سرى هذا المبداأ لي�ض فقط لبدء مرحلة الخ�سومة المدنية اأو لبدء مرحلة الطعن، بل اأي�سا لا�ستمرارها، على امتنع طلبه عن المدعي نزل اإذا فاإنه ولهذا المطالبة مبداأ ي�سري كما الق�سية، نظر القا�سي اأن للقا�سي فلي�ض الحكم �سدور على الق�سائية اأن اأو له، المقدم الطلب حدود حكمه في يتجاوز اأنه لي�ض له اأن يحكم يحكم بغير ما طلب منه، كما لم�سلحة اأو �سد �سخ�ض لي�ض طرفا في الطلب المقدم

له.المطلب الثاني

مبداأ المواجهة في الطلبعلى المدنية الدعوى في الخ�سومة تنظم اأن يجب اأ�سا�ض مبداأ المواجهة بين اأطرافها، فتطبيق القا�سي للقانون في الدعوى المدنية لا يكون اإلا في مواجهة اأطرافها، وبالنظر كذلك اإلى مركز هوؤلاء الاأطراف، وعلة مبداأ المواجهة اأن الحماية الق�سائية اإنما تمنح بالنظر اإلى الحق المدعى به في الدعوى، والذي هو اأن يحكم دون للقا�سي رابطة بين طرفين ، ولي�ض اإذ بغير �سماعهم لا يمكنه �سماع هوؤلاء الاأطراف؛ معرفة الحقيقة، ويكفي لتحقيق هذا المبداأ واحترامه اإبداء طلباتهم عن القا�سي الخ�سوم من اأن يمكن ح�سر �سواء ال�سحيح، القانوني الاإعلان طريق هوؤلاء الاأطراف اأم لم يح�سروا، �سواء اأبدوا طلباتهم ودفاعهم اأم لم يبدوا، ويجب احترام هذا المبداأ في

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {138}

النحو على طلباته تحديد في اأخطاأ اأنه م�ستنداته الذي ذكره في عري�سة الدعوى، فيكون له حينئذ الطلب طريق عن الدعوى مو�سوع في يعدل اأن الاإ�سافي من حيث مقدار اأو حدود الطلب ، ب�سرط نف�ض اإلى وي�ستندان الطلبين عنا�سر تتداخل اأن اأن للمدعي فمثلا ال�سبب وبين ذات الخ�سوم)19(، اإذا معين بدين يطالب باأن الاأ�سلي طلبه ي�سحح تبين له عند التحقيق اأنه ي�ستحق في ذمة المدين مبلغا مو�سوع يعدل اأن للمدعي كذلك يمكن منه، اأكبر ت�ستند اأخرى اإلى دعوى الاأ�سلية طلبه في دعواه اإلى وترمي الاأول، ال�سبب نف�ض اإلى الاأولى مع العدالة، لاقت�ساديات تحقيقا الهدف نف�ض تحقيق ومثال ذلك الانتقال من طلب ف�سخ العقد اإلى طلب طلبه اإلى المدعي ي�سيف وقد العك�ض، اأو تنفيذه ال�سبب، نف�ض اإلى معه ي�ستند اآخرا طلبا الاأ�سلي �سحة دعوى رفع )المدعي( للم�ستري ذلك ومثال ي�سيف ثم الت�سليم طلب اإليه ي�سيف ثم التعاقد م�ساحة من نق�ض لما المقابل الجزء رد كذلك اإليه الاإ�سافية الطلبات هذه اإبداء ويجوز المبيع)20(،

الثلاثة مع بع�سها البع�ض في عري�سة واحدة.يجوز للمدعي تقديم طلبات اإ�سافية ت�ستند لاأ�سباب اأخرى غير التي قدمت في الطلب الاأ�سلي للدعوى الاإ�سافي الطلب مو�سوع كان اإذا فمثلا المدنية، فيجوز الاأ�سلي الطلب مو�سوع عن يختلف للمدعي اأن يغير �سبب الطلب الاإ�سافي في الدعوى ب�سرط وجود ارتباط بينهما، اأو اأن يغير مو�سوع ال�سبب بين ارتباط ب�سرط وجود الاإ�سافي الطلب والاأطراف، ولكن في كل الاأحوال لا يجوز للمدعي الدعوى، في ال�سفة تغيير اأو الاأطراف تغيير

المبداأ وهذا ، المو�سوعي القانوني مركزه اأو حقه عام ي�سري على كل طلب في الخ�سومة المدنية �سواء قدم من اأحد الخ�سوم اأو من الغير ، و�سواء تعلق

بتقديم طلب اأ�سلي اأو اإ�سافي اأو مقابل...الخ .في البحث ي�سبق الطلب م�سلحة في والبحث فاإن جزاء عدم توافر هذه الطلب؛ ولهذا مو�سوع عدم اأي الطلب النظر في جواز عدم هو الم�سلحة تعتبر الطلب في الم�سلحة فاإن ولذا قبوله)15(، �سرطا لقبول اأي طلب، والم�سلحة في الطلب تختلف بوجود توجد فالثانية الدعوى، في الم�سلحة عن في الم�سلحة اأما الق�سائية، الحماية اإلى الحاجة الطلب فتتعلق ب�سلاحية الطلب لتحقيق هذه الحماية

اأو الم�ساهمة في تحقيقها.

المبحث الثالثالطلب�ت الاإ�ش�فية التي تقدم من المدعي

في الدعوى المدنيةالطلبات الاإ�سافية كما ذكرنا في طيات هذا البحث)16(هي الطلبات التي تقدم من المدعي في مواجهة المدعى عليه بعد تقديم الاأول لطلباته الاأ�سلية، مع ارتباطها الطلبات حالات ت�سور ويمكن الاأ�سلي بالطلب

الاإ�سافية للمدعي في الاآتي)17(:المطلب الاأول

م� يت�شمن ت�شحيح الطلب الاأ�شلي اأوتعديل مو�شوعه لمواجهة ظروف طراأت

اأو تبينت بعد رفع الدعوىاإلى نف�ض الطلب الاإ�سافي م�ستندا اأن يكون يجب الخ�سوم)18(، ذات وبين الاأ�سلي الطلب اأ�سباب مراجعة ومن الدعوى رفع بعد للمدعي يتبين فقد

{139}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

، ويعتبر الطلب الاإ�سافي مكملا للطلب الاأ�سلي اأو مع متحدا يكون عندما به مت�سلا اأو عليه مترتبا الاأ�سلي الطلب في الواردين وال�سبب المو�سوع بتقرير الاإ�سافي الطلب ذلك: ومثال نف�سه)22(، باإلزام الاأ�سلية للمطالبة اإ�سافة ايجار عقد �سحة الم�ستاأجر بدفع اأجرة دورية م�ستحقة، اأما اإذا كان فلا الاأ�سلي بالطلب مت�سل غير الاإ�سافي الطلب الاأ�سلي يهدف الطلب اإذا كان يجوز قبوله، فمثلا اإلى ف�سخ عقد اأجراه و�سيط لح�ساب �سخ�ض اآخر المدعي يقدم اأن يجوز فلا التغرير، ب�سبب وذلك طلبا اإ�سافيا لمحا�سبة هذا الو�سيط لاأن هذا الطلب غير مت�سل بالطلب الاأ�سلي، ويجب اأن يدخل الطلب الاإ�سافي في اخت�سا�ض المحكمة النوعي والقيمي

والتي تنظر في الطلب الاأ�سلي . المطلب الثالث

اأن يقدم المدعي طلب� اإ�ش�في� ب�إجراءتحفظي اأو موؤقت

في هذه الحالة يحق للمدعي اأن يطلب من المحكمة بطلب اإ�سافي اتخاذ اإجراءات تحفظية ت�سمن له حقه في دعواه الاأ�سلية ، كتعيين حار�ض ق�سائي للعين التحفظي الحجز طلب اأو ، ملكيتها على المتنازع طبيعة وتقت�سي ، لدينه تاأمينا مدينه اأموال على الا�ستعجال فيه على وجه الف�سل التحفظي الطلب قبل الف�سل في الدعوى الاأ�سلية ، وذلك لاأن الحكم طعن ولو فورا تنفيذه يجوز التحفظي الطلب في فيه بالا�ستئناف ، اأما الحكم في الطلب الاأ�سلي فلا

يجوز تنفيذه اإلا اإذا اأ�سبح نهائيا)23(.يكون اأن يجب اأعلاه المتقدمة الاأحوال كل وفي ارتباطا الاأ�سلي بالطلب مرتبطا الاإ�سافي الطلب

الطلب تعديل المت�سمن الاإ�سافي الطلب يقبل ولا الاأ�سلي اإذا كان المدعي على علم بالوقائع الواردة بالطلب الاأ�سلي قبل تقديم دعواه، لاأن المدعي هنا قانون من )م31 الطلبات)21( لتلك تاركا يعتبر

الاإجراءات المدنية ل�سنة 1983م(.اأن ي�سيف �سببا جديدا في للمدعي ويجوز كذلك الطلب الاإ�سافي اأو يغير ال�سبب ما دام لا يعدل في مو�سوع الطلب الاأ�سلي ،والهدف من ذلك هو عدم تكرار رفع ذات الدعوى بنف�ض المو�سوع بين نف�ض للمدعي ، فيجوز ال�سبب الخ�سوم لمجرد اختلاف في هذه الحالة اأن يقدم طلبا يغير به �سبب الدعوى اأو ي�سيف اإليه �سببا جديدا ، ولهذا فاإن لمدعي الملكية الذي ا�ستند اإلى عقد الملكية بال�سراء اأن ي�سيف اإليه

التقادم المك�سب اأو الميراث اأو الو�سية.اإ�سافيا طلبا المدعي م يقد اأن : الثاني المطلب اأو مت�سلا اأو مترتبا عليه ، للطلب الاأ�سلي مكملا طلبا المدعي م يقد قد : التجزئة يقبل لا ات�سالا به اأو اأو مترتبا عليه اإ�سافيا مكملا للطلب الاأ�سلي ، اإكمال التجزئة ، بهدف به ات�سالا لا يقبل مت�سلا طلباته وح�سرها في عري�سة دعواه ، ومثال ذلك : اأن يقدم المدعي طلبا اإ�سافيا مكملا لطلبه الاأ�سلي الاأ�سليبت�سلم لطلبه اإ�سافة بناء اإزالة يت�سمن بطريقة غير م�سروعة البناء عليها هذا اأقيم اأر�ض بثبوت اإ�سافيا طلبا يقدم اأن للمدعي يجوز ،كما لطلبه تقديمه بعد وذلك لطريق، الم�ستركة ملكيته اإذ ، هذاالطريق على ارتفاق حق بثبوت الاأ�سلي اإن هدفه من الطلبين في الواقع واحد ، كما يجوز اأن بعد اأر�ض بقيمة اإ�سافيا طلبا يقدم للمدعياأن الم�ستركة العينية ملكيته بثبوت الاأ�سلي طلبه قدم

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {140}

له م�سلحة تن�ساأ على �سخ�ض الدعوى رفع واقعة في عدم الحكم لخ�سمه بطلباته ، وهو ما يعبر عنه بالحق في الدفاع ، وهذا الحق للمدعى عليه يقابل حق المدعي في الالتجاء اإلى الق�ساء ، وين�ساأ نتيجة

لا�ستعماله)27(.باعتباره المدنية الدعوى في عليه المدعى ودفاع ينق�سم للمدعي الاأ�سلي الطلب يقابل اأ�سليا طلبا

اإلى ثلاثة اأنواع تف�سليها على النحو التالي :الدفع اأو المو�شوعي الدف�ع : الاأول الفرع المو�شوعي : وهو الدفع الذي يوجه اإلى ذات الحق اأو اأو يزعم �سقوطه المدعى به، كاأن ينكر وجوده، انق�ساوؤه كالدفع بانق�ساء الدين بالوفاء)28(، واأي�سا هو كل ما يعتر�ض به المدعى عليه على الحق المطلوب المو�سوعية والدفوع المدعي)29(، قبل من حمايته ت�سمل كل دفع يترتب على قبوله رف�ض طلب المدعي فكل ، ح�سر تحت يقع لا المو�سوعي والدفاع ،اأو كليا المدعي قبوله رف�ض طلب على يترتب دفع جزئيا يمكن اأن يكون دفعا مو�سوعيا)30(، والدفع عليها كانت حالة اأية اإبداوؤه في يجوز المو�سوعي الدعوي ، بمعنى اأن المدعى عليه لا يتقيد في اإبداء يترتب لا كما ، معين بترتيب المو�سوعية الدفوع عليه المدعى اعتبار المو�سوعي الدفع تقديم على المو�سوعية الدفوع من غيره عن �سمنا متنازلا الاأخرى ، على اأنه يجب التنبيه اأن الدفع المو�سوعي لا يتعلق بالنظام العام فاإن لم يتم�سك به المدعى عليه اإثارته في حقه �سقط قانونا المحددة مواعيده في

مرة اأخرى.تقديمها حيث من المو�سوعية الدفوع وتخ�سع والحكم فيها اإلى مجموعة من القواعد العامة التي

اأو ف�سخه طلب بعد عقد بتنفيذ كالمطالبة وثيقا، تاأذن المحكمة بتقديم الطلب اأن العك�ض، كما يجب �سلطة للمحكمة يكون حيث المدعي، من الاإ�سافي حتى وذلك رف�سه، اأو الطلب قبول في تقديرية لاإعنات و�سيلة الرخ�سة هذه من المدعي يتخذ لا ويجوز ، الدعوى في الف�سل تعطيل اأو خ�سمه، للمدعى عليه الاعترا�ض على قبول الطلب الاإ�سافي على يجب الحالة هذه ، وفي �سروطه توافر لعدم قبل �سكلا الطلب قبول في تف�سل اأن المحكمة

التعر�ض لمو�سوعه.

المبحث الرابع الطلب�ت المق�بلة التي تقدم من المدعى عليه

في الدعوى المدنيةالطلبات المقابلة كما ذكرنا في طيات هذا البحث)24(هي الطلبات التي تقدم من المدعى عليه في مواجهة للمدعي يحكم األا بغر�ض دعواه على المدعيردا ويمكن الاأ�سلي بالطلب ارتباطها مع ، بطلباته في عليه للمدعى المقابلة الطلبات حالات ت�سور

الاآتي)25(:المطلب الاأول

الطلب الاأ�شلي )دف�ع المدعى عليه(يتعلق له معنى خا�ض ا�سطلاح دفاع المدعى عليه بالمدعى عليه ، ويعني جواب المدعى عليه على ادعاء له بما يدعيه)26(، فهدف المدعي بق�سد منع الحكم بطلبات الخ�سم على الحكم تجنب هو الدفاع الخ�سم بها اإجراءيجيب اأو و�سيلة وهو خ�سمه، الحكم منع اأو تفادي بق�سد خ�سمه طلب على لخ�سمه بما يدعيه من طلبات ، ومن المقرر اأنه لمجرد

{141}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

هذه وتمنع ، المو�سوع حيث من الحجية الحكم التي المحكمة اأمام ذات النزاع الحجية من تجديد

اأ�سدرت الحكم . خ�م�ش�: لا تلتزم محكمة المو�سوع باتباع ترتيب معين في الف�سل في الدفوع المو�سوعية ، بالاإ�سافة اأنه لا يجوز لها اأن تثير هذه الدفوع من تلقاء نف�سها

اإلا اإذا تعلق الدفع بالنظام العام)35(. الفرع الثاني: الدفوع الق�نونية : الدفع القانوني على ردا للمحكمة عليه المدعى به يتقدم دفع هو الاأ�سلية الدعوى ب�سطب مطالبا خ�سمه دعوى لمخالفتها للقانون، وذلك لاأن المحكمة غير مخت�سة نوعيا اأو قيميا مثلا، بحيث يجب على المحكمة بعد المدعى اإلى والا�ستماع الدعوى عري�سة فح�ض العري�سة تو�سح لم اإيجازيا العري�سة �سطب المحكمة غير مخت�سة كانت اإذا اأو للدعوى، �سببا اأن اأو بالتقادم، �سقط الحق اأن اأو بالدعوى)36(، حين اإلى اأو م�سمى، غير لاأجل تاأجلت الدعوى تقديم طلب ب�ساأنها ، اأو اإذا �سدر اأمر بوقفها حيث يجب على المحكمة �سطبها اإذا لم يقدم اأحد الخ�سوم طلبا ب�ساأنها خلال �سنة من التاريخ الذي �سدر فيه قرار التاأجيل اأو الوقف)37(، اأو اأن الدعوى �سبق اأن حكم فيها وحازت حجية الاأمر المق�سي فيه ، بحيث كان اأمر اأي في تنظر اأن محكمة لاأية يجوز لا مو�سوع خلاف جوهري ومبا�سر في دعوى �سالفة عن الحق نف�ض يدعون من اأو الاأطراف نف�ض بين اأو ال�سودان اأية محكمة مخت�سة في اأمام طريقهم من�ساأة بموجب اأحكام هذا القانون اأو اأي قانون اآخر ال�سالفة الدعوى �سمعت قد المحكمة تلك كانت اإذا وف�سلت فيها نهائيا)38(، اأو اأن الدعوى لا زالت قيد

تميزها عن غيرها من الدفوع الاأخرى ، تتمثل في الاآتي:

اأولا : اأن تكون الدفوع المو�سوعية اإنكارا للوقائع كاأ�سا�ض المدعي بها تم�سك التي للدعوى المن�سئة ين�سبها التي القانونية للاآثار اإنكارا اأو لطلبه، المدعي اإلى هذه الوقائع ، كما لو اأنكر المدعى عليه في دعوى المطالبة المالية العقد م�سدر الالتزام، اأو اأنكر اأنه يلتزم ـ كما هو مدعى به ـ وفقا لهذا العقد، المق�سي ال�سيء بقوة والدفع ، بالتقادم كالدفع اأو المن�سئة الوقائع اإنكار اأن مجرد والواقع فيه)31(، اأن يمكن لا عليه المدعى قبل من اآثارها اإنكار اأو القا�سي لا اأن ، ذلك ال�سحيح بالمعنى يعتبر دفعا يحكم بمقت�سى هذه الوقائع المن�سئة اإلا بعد اثباتها عليه المدعى اإنكار يعدو لا لذلك ، المدعي قبل من للقيام للقا�سي تنبيها اإلا اآثارها اإنكار اأو للواقعة

بواجبه بالن�سبة لها.بواقعة تم�سكا المو�سوعية الدفوع تعتبر : ث�ني� منهية للخ�سومة ، اأي من �ساأنها اإنهاء اآثار الواقعة التي تم�سك بها المدعي ، كما لو تم�سك المدعى عليه

بالوفاء)32(.بواقعة تم�سكا المو�سوعية الدفوع تكون : ث�لث� ؛ المدعي بها يتم�سك التي الواقعة لن�ساأة معا�سرة من �ساأنها منع هذه الواقعة الاأخيرة من انتاج كل اأو بع�ض اآثارها القانونية ، كما لو تم�سك المدعى عليه

ب�سورية العقد اأو اإبطاله للغلط)33(.المو�سوعي الدفع ال�سادر في الحكم اأن : رابع� الدعوى، مو�سوع في �سادرا حكما يعتبر الدعوى عر�ض اإلى يوؤدي الحكم هذا وا�ستئناف برمتها اأمام المحكمة الا�ستئنافية)34(، لذا يحوز هذا

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {142}

ويعتبر اإبداء اأي طلب اأو دفاع من المدعى عليه فيما في لحقه م�سقطا المدنية الدعوى بمو�سوع يتعلق الطلب هذا اأبدي �سواء ، ال�سكلية الدفوع اإبداء و�سواء ، مكتوبة مذكرة اأو في �سفاهة الدفاع اأو ت�سمن اعترا�سا على اإدعاء المدعي اأم لا)42(، غير اأنه لا يعتبر اإبداء في مو�سوع الدعوى مجرد التعر�ض ذات بعبارات محددة غير عامة ب�سفة لمو�سوعها طابع �سكلي مح�ض، كالقول باأن الاإدعاء لا اأ�سا�ض طلب لاأي اإبداء هذا يعتبر لا اإذ حال، اأية على له بالمعنى الق�سية مو�سوع في دخولا اأو دفاع اأو المو�سوع في اإبداء يعتبر لا اأي�سا ال�سحيح، اأو الم�ستندات لتقديم تاأجيل الجل�سة طلب الخ�سم المذكرات ، اأو للاطلاع على الم�ستندات، لاأن الهدف من هذا التاأجيل هنا التمهيد لاإبداء الدفع ال�سكلي، كذلك لا ي�سقط الدفع ال�سكلي لمجرد اإبداء الخ�سم التي الورقة نف�ض في ابتداء المو�سوعية للدفوع اأبدى فيها الدفع ال�سكلي من حيث الترتيب، اإلا اأنه لا يجوز اأن يطالب الخ�سم بالاحتفاظ في حقه في الدفع ال�سكلي بعد اأن تكلم في مو�سوع الدعوى ، كذلك لا ي�سقط حقه في الدفع ال�سكلي اإذا كان مع اإبدائه لهذا الدفع قد تكلم في المو�سوع على �سبيل

الاحتياط. ال�سكلية معا واإلا �سقط الدفوع اإبداء ث�ني� : يجب الحق فيما لم يبد منها : مثل اأن يبدي الخ�سم دفعا ببطلان دفعا يبد ذلك بعد ثم الاخت�سا�ض بعدم عري�سة الدعوى)43(، والعلة في اإبداء الدفوع ال�سكلية

معا ت�سفية الم�ساكل المتعلقة بالاإجراءات معا .ث�لث� : يجب اإبداء جميع الوجوه التي تنبني عليها عليه المدعى حق �سقط واإلا معا ال�سكلية الدفوع

النظر اأمام محكمة اأخرى مخت�سة ، حيث لا يجوز النظر قيد يزال لا نزاع في للف�سل دعوى قبول الدفوع من ذلك وغير مخت�سة)39(، محكمة اأمام حيث ، اإثارتها عليه للمدعى يمكن التي القانونية يتمثل هدفه الوحيد في �سطب الدعوى الاأ�سلية ولا

يتعداه اإلى طلب الحكم له ب�سيء معين . ال�سكلي الدفع ال�شكلية: الدفوع : الثالث الفرع هو الذي يوجه اإلى الخ�سومة اأو اإلى بع�ض اأجزائها المتنازع اأو به المدعى الحق لذات التعر�ض دون عليه)40(، ففي الدفع ال�سكلي لا ينازع الخ�سم في الحق المدعى به ، واإنما ينازع في �سحة الخ�سومة تفادي اأو منع اإلى ، ويهدف المحكمة اأمام �سكلا مثلا يتعلق ل�سبب الدعوى مو�سوع في الحكم باخت�سا�ض المحكمة اأو الدفع بالبطلان ، اأو �سقوط ال�سكلي الدفع يكون ولكي الخ، الخ�سومة... القا�سي ، ويمكن الق�سائية مقبولا في الخ�سومة اأن عليه يجب اإ�سدار حكمه اإليه في الا�ستناد من

تتوافر فيه ال�سروط التالية:في الكلام قبل ال�سكلي الدفع اإبداء يجب : اأولا مو�سوع الدعوى )الدفع المو�سوعي( اأو قبل اإبداء المحكمة يغني قد ذلك لاأن القبول)41(، بعدم الدفع عن الخو�ض في المو�سوع، مثل اأن تحكم المحكمة بعدم اخت�سا�سها اأو ب�سقوط الخ�سومة، كذلك اإذا اأتيحت الفر�سة لاإبداء الدفوع ال�سكلية في اأية حالة الخ�سم ذلك ل�سجع المدنية الخ�سومة عليها كانت الاآخر الانتظار حتى قرب نهاية الاإجراءات للتم�سك والنفقات والجهد الوقت في�سيع ال�سكلي، بالدفع دون فائدة، وي�سطر المدعي اإلى بدء الخ�سومة من

جديد بعد اأن تكون قد قطعت �سوطا كبيرا .

{143}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الدعوى مو�سوع في النظر اإلى بحاجة المحكمة حتى تف�سل في الدفع ال�سكلي، فهنا يجوز لها �سم الدفع ال�سكلي اإلى مو�سوع الدعوى للف�سل فيهما الدعوى لطرفي ما هذا يتعار�ض األا ب�سرط ، معا من حق الدفاع، فاإذا لم يبدوا الخ�سوم دفاعهم في المو�سوع اأو لم تكن المحكمة قد نبهتهم للتكلم فيه، فاإن حكمها في الدفع والمو�سوع معا يكون باطلا لاإخلاله بحق الخ�سوم في الدفاع، كذلك يجب على المحكمة اأن تبين ما حكمت به في كل من المو�سوع والدفع ، ذلك اأن الف�سل فيهما معا لا يعني اأن الاأمر يتعلق بقرارين يجب الاأمر يتعلق بقرار واحد، بل

اأن ينبني كل قرار منهما على اأ�سبابه المتعلقة به .اإن طلب �سم الدفع ال�سكلي اإلى المو�سوع لي�ض حقا ، فيه منهم لاأي م�سلحة لا اإذ الخ�سوم، من لاأي فالم�ساألة تدخل في ال�سلطة التقديرية للمحكمة، كما اأن قرار ال�سم لا يعني وجوب الف�سل في كل من المحكمة تاأمر فقد والمو�سوع)47(، ال�سكلي الدفع ال�سكلي وحده الدفع ثم ت�سدر قرارا في بال�سم لو كما الدعوى، مو�سوع في الف�سل عن يغني اخت�سا�سها، بعدم ال�سكلي الدفع في حكمت كذلك الحكم في الدفع ال�سكلي لا يعتبر ف�سلا في اإذا الدعوى المدنية ولا يحوز حجية الاأمر المق�سي قررت المحكمة قبول الدفع ال�سكلي، كما لو حكمت الدعوى، عري�سة بطلان اأو الاخت�سا�ض بعدم ال�سكلي لا يعتبر ف�سلا في الدفع فاإن قرارها في هذا على ترتب فاإن الحجية، يحوز ولا الدعوى يبداأ اأن للمدعي فاإن الخ�سومة انتهاء الف�سل خ�سومة جديدة بنف�ض �سبب الدعوى ال�سابق مالم طعن اإذا كذلك بالتقادم، انق�ست قد دعواه تكن

فيما بعد)44(، ومثال ذلك اأن يبدي المدعى عليه دفعا ببطلان عري�سة الدعوى لرفعها من ناق�ض الاأهلية حيث لم يمثل تمثيلا �سحيحا، ثم بيدي دفعا اآخرا ببطلان نف�ض العري�سة لعيب �سكلي فيها، والهدف من اإبداء جميع الدفوع ال�سكلية هو ح�سم اأي خلاف حول ما اإذا كان التم�سك بوجه جديد يعتبر تم�سكا يعتبر اأنه اأم منف�سلا اإبداوؤه يجوز لا بدفع جديد وبالتالي ذلك، قبل اأبدي الذي الدفع لنف�ض اإبداء بقاعدة وجوب عليه الاعترا�ض دون اإبداوؤه يمكن اإبداء جميع الدفوع معا ، وبالتالي يعتبر اإبداء اأي وجه جديد هو دفع جديد لا يجوز اإبداوؤه منف�سلا الدفع اأو الوجه في حكم �سبقه يكن لم ولو حتى

الذي اأبدي قبل ذلك . في كذلك ال�سكلية الدفوع اإبداء يجب : رابع� عري�سة الطعن والا �سقط الحق فيما بعد)45(، ومثال باإعلان يبداأ الطعن في الحكم ميعاد اإذا كان ذلك عليه المحكوم وطعن باطلا الاإعلان وكان الحكم، الاإعلان �سقط ببطلان يتم�سك اأن في الحكم دون حقه في الدفع به، ويتم�سك ب�سقوط الحق في الدفع فاإذا الدفع، فيها التي يبدي المحكمة اأمام ال�سكلي ب�سقوط التم�سك يجوز فاإنه الدفع المحكمة قبلت الحق فيه عند الطعن في الحكم ال�سادر في الدفع، اأما اإذا اأ�سبح هذا الحكم نهائيا بعدم الطعن فيه فاإنه

يمتنع بعد هذا التم�سك ب�سقوط الحق في الدفع.الدفع في المحكمة تف�سل اأن الاأ�سل : خ�م�ش� لو كما الدعوى)46(، مو�سوع نظر قبل ال�سكلي بعدم اأو الدعوى عري�سة ببطلان المحكمة ق�ست نظر عن يغنيها فهذا ، بالدعوى اخت�سا�سها مو�سوع الدعوى والحكم فيه ، على اأنه قد تكون

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {144}

اأمامه، الدعوى المطروحة القا�سي عن نظر يتخلى نظر عن تخلى اإن القا�سي فاإن الحالة هذه وفي هذه الدعوى فاإنه غير ملزم بتعيين الجهة الق�سائية الدفع ، القبول بعدم الدفع اأمثلة ومن المخت�سة، باإنكار �سفة الخ�سم، اأو نفي �سفة المدعى عليه باأنه هو من تقام عليه الدعوى، اأو اإنكارهلوجود دعوى لدى خ�سمه ل�سبق �سدور حكم في مو�سوعها، اأو عر�ض على الاتفاق ل�سبق اأو فيها، ال�سلح ل�سبق غير في الدعوى لرفع اأو محكمين، على النزاع اأو قبل كرفعها ، لذلك المحدد الميعاد اأو المنا�سبة بعد هذا الميعاد اأو تلك المنا�سبة، اأو لعدم رفعها على لعدم رفعها اأو اخت�سامهم القانون يوجب كل من رفعها القانون يوجب معينين اأ�سخا�ض جانب من يوجبه الذي الاإجراء اتخاذ لعدم اأو ، جانبهم من

القانون قبل رفع الدعوى.والدفع بعدم القبول اإذا ق�ست فيه محكمة المو�سوع تكون قد ا�ستنفدت ولايتها في الف�سل في مو�سوع الدعوى، بحيث يطرح الا�ستئناف المرفوع �سد هذا لا حيث ، الا�ستئنافية المحكمة اأمام برمته الحكم األغت ما اإذا ـ الا�ستئنافية للمحكمة اأي ـ لها يجوز الحكم اأن تعيد الدعوى اإلى محكمة اأول درجة لنظر

مو�سوعها .وقد انتقد الفقه)49(ـ بحق ـ هذا الاتجاه على اأ�سا�ض حكما يعتبر لا الدفع بقبول ال�سادر الحكم اأن فا�سلا في مو�سوع الدعوى، ومن ثم فاإنه لا يجوز للمحكمة الا�ستئنافية اأن تف�سل في المو�سوع اإذا ما األغت حكم محكمة اأول درجة، واإنما يتعين عليها اأن اإليها لتنظر في مو�سوعها ، والقول تعيد الدعوى بغير ذلك معناه اأن تف�سل المحكمة الا�ستئنافية في

المحكمة واألغت الحكم مع بالا�ستئناف الدفع في مو�سوع تنظر لا فاإنها ، الحكم هذا الا�ستئنافية المو�سوع لمحكمة الدعوى تعيد واإنما الدعوى لنظرها ، ذلك اأن محكمة المو�سوع لم تكن بحكمها في الدفع قد ف�سلت في المو�سوع ، فنظر المحكمة الا�ستئنافية للمو�سوع يعتبر مخالفا لمبداأ التقا�سي

على درجتين.والدفوع ال�سكلية المتعلقة بالنظام العام كالدفع بعدم الاخت�سا�ض النوعي اأو القيمي يجب على القا�سي اأن يبديها من تلقاء نف�سه دون طلب من الخ�سوم ، فاإذا اأبداها المدعى عليه فيعتبر هذا تنبيها للقا�سي

للقيام بواجبه نحو هذه الدفوع.الفرع الرابع : الدفع بعد القبول اأو الدفع بعدم �شم�ع الدعوى: هو الدفع الذي يرمي اإلى الطعن اأو الدعوى ل�سماع اللازمة ال�سروط توافر بعدم وقد والم�سلحة)48(، ال�سفة وهي العار�ض، الطلب تكون هذه ال�سروط اللازمة �سروط عامة اأو خا�سة الطلب، تقديم اأو الدعوى ل�سماع توافرها يتعين ويت�سم الدفع بعد القبول بطابع مختلط، فهو ي�سبه الدفاع المو�سوعي لكونه يترتب عليه اإف�سال الطلب نهائيا، ويقترب من الدفوع الاأخرى لكونه لا يتطرق اإلى مو�سوع الدعوي ، والدفع بعدم القبول لا ينعي مو�سوعها، اأو الخ�سومة �سكل على الخ�سم به الدعوى، رفع في المدعي حق على به ينعي واإنما الذي الحق ذات عن م�ستقلا حقا باعتباره وذلك اأن الدفع ترفع الدعوى بطلب تقريره، ويعني ذلك به المدعى الحق ذات اإلى يوجه لا القبول بعدم اإجراءات اإلى يوجه ولا مو�سوعيا، دفعا يعد فلا اأن اإلى يرمي بل �سكليا، دفعا فيعد الخ�سومة

{145}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

وجوده اأو مقداره لي�سبح �سالحا لاإجراء المقا�سة بينه وبين دين المدعي)53(، ولا ي�سترط في المقا�سة الق�سائية اأن يكون هناك ارتباط بين الدينين ، كما اأنه لا يهم اأن يكون دين المدعى عليه اأكبر اأو اأ�سغر من دين المدعي ، فالمقا�سة الق�سائية تقع بحكم من بعد اأحد الخ�سمين طلب على بناء ي�سدر الق�ساء تقدير حقوق كل منهما ، وي�سترط لاإجراء المقا�سة الق�سائية اأن ترفع بطلبها دعوى اأ�سلية من المدعي ، اأو دعوى فرعية من المدعى عليه ، وهي من الطلبات العار�سة التي تلزم المحكمة بقبولها)54(، وقد ق�سي المقا�سة اإجراء اإلى الرامي العار�ض الطلب بقبول الق�سائية بين ما ي�ستحق لل�سركاء في ذمة اأحدهم من حا�سلات الاأر�ض الم�ستركة وبين ما يترتب لهذا التي الان�ساءات قيمة من �سركائه ذمة في الاأخير

اأقامها في تلك الاأر�ض)55(.قد ما تفادي الق�سائية المقا�سة طلب من والعلة رفع اإلى ا�سطر اإذا �سرر من عليه للمدعى يعود واأع�سر دينه، بطلب المدعي �سد اأ�سلية دعوى المدين الاأ�سلي"المدعي" بعد تنفيذ الحكم ال�سادر في حكم على عليه المدعى ح�سول قبل بالدين له

دعواه .المطلب الثالث

طلب التعوي�س عن �شرر من الدعوى الاأ�شلية اأو من اإجراء فيه�

رفع عليه الحق في للمدعى الم�سري الم�سرع منح مطالبا الاأ�سلية الدعوى على ردا فرعية دعوى بتعوي�ض ال�سرر الذي لحقه ب�سبب تع�سف خ�سمه في مخا�سمته، اأو في طريق ال�سلوك فيها، اأو ب�سبب تجاوزه في ا�ستعمال حقه، وعن �سوء نيته في الادعاء

اأول محكمة من فيه الف�سل ي�سبق لم مو�سوع يفوت على الخ�سوم درجة من الذي الاأمر درجة، درجات التقا�سي ، ويجب اإبداء الدفع بعدم القبول قبل اإبداء اأي دفع اأو دفاع اآخر ، ما عدا حالة عدم اخت�سا�ض المحكمة ب�سبب نوع الدعوى اأو قيمتها به تق�سي حيث ، العام النظام من تعتبر والتي المحكمة من تلقاء نف�سها وفي اأية حالة كانت عليها

الدعوى.المطلب الثاني

طلب المق��شة الق�ش�ئيةالمقا�سة الق�سائية هي طلب عار�ض يتقدم به المدعى الم�سرع �سماها وقد المدعي)50(، مواجهة في عليه ل�سنة المدنية الاإجراءات قانون في ال�سوداني الفرعية بالدعوى 2108م()51( )تعديل 1983م للمدعى :" يجوز منه 78/اأ المادة في ن�ض حيث فرعية تقديم دعوى ، الدعوى على الرد عند عليه مع وقائعها ارتباط حالة في وذلك ، المدعي �سد تختلف الق�سائية والمقا�سة ، " المرفوعة الدعوى عن المقا�سة القانونية التي تفتر�ض اأن دين المدعى عليه خاليا من النزاع ومحققا لا �سك في ثبوته في القانونية والمقا�سة المقدار)52(، ومعلوم المدين ذمة مو�سوعي كدفع تقدم بل عار�ض كطلب تقدم لا الدين اعتبار اإلى تهدف لاأنها دفاع و�سيلة اأو �سقط بحكم القانون ، وتقت�سر وظيفة المحكمة في التحقق من توافر �سروطها فقط، هذه الحالة على المقا�سة اأما ، الاإجباري الوفاء معنى تحمل وهي الق�سائية فتفتر�ض اأن الدين متنازعا في وجوده اأو في مقداره ، فالمدعى عليه يطلب من المحكمة اأن على النزاع ح�سم بعد المدعي قبل بدينه له تحكم

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {146}

ا�ستهداء الفرعية الدعوى تقنن و�سريحة وا�سحة حتى الم�سري القانون في الواردة بالن�سو�ض مواجهة في طلباته تقديم من عليه المدعى يمكن المدعي والمطالبة بالتعوي�ض عن ال�سرر الذي لحقه من دعوى المدعي، وذلك اأثناء �سير الدعوى الاأ�سلية اأن يثبت المرفوعة منه ، وي�سترط على المدعى عليه ال�سرر الواقع عليه من دعوى المدعي حتى تحكم له

المحكمة بالتعوي�ض المنا�سب جراء هذا ال�سرر .المطلب الرابع

الطلب�ت التي يترتب على اإج�بته� األا يحكم للمدعي بطلب�ته كله� اأو بع�شه�، اأو اأن يحكم له به� مقيدة لم�شلحة المدعى عليه

كالدفوع العار�سة الطلبات من النوع هذا للمدعي الحكم تفادي بها وبق�سد ، المو�سوعية الدعوى بطلب تنفيذ اأن ترفع بطلباته)57(، ومثالها العقد ، فيتقدم المدعى عليه بطلب عار�ض يهدف اإلى هذا ي�سترط في ولا ، بطلانه اأو العقد ف�سخ طلب بالطلب ال�سبب حيث من مرتبطا يكون اأن الطلب الاأ�سلي ، فيجوز اأن يكون مبنيا على �سبب يختلف

عن ال�سبب الذي بنيت عليه الدعوى الاأ�سلية .المدعى العار�ض من الطلب تقديم وقد يترتب على عليه اأن يحكم للمدعي بطلباته مقيدة ل�سالح المدعى عليه ، ومثال ذلك طلب المدعى عليه تكاليف البناء ، اأو مطالبة المدعى عليه بحق ارتفاق على العين التي

يطالب المدعي اإثبات ملكيتها له)58( .وقد ثاأر الت�ساوؤل هل يجوز للمدعي اأن يتقدم بطلب عليه المدعى المقدم من العار�ض الطلب مقابل �سد

جوابا على الطلب العار�ض ؟القانوني لا يمنع من للفقه الاإتجاه الحديث)59( اإن

)المادتين 224،188( من قانون المرافعات الم�سري )تعديل 1992م(، ومن الثابت اأن حق الالتجاء اإلى الق�ساء هو من الحقوق العامة التي تثبت للكافة اإذا اأنه اإلا وم�سروعة، جدية م�سلحة على قائما كان �سررا ي�سبب باإجراء يقوم اأن للمدعي ي�سوغ لا للمدعى عليه باأن يكون هذا الاإجراء غير �سروري ، عليه للمدعى م�سارة فيه اأو م�سروع، غير اأو فيحق للمدعى عليه عندئذ الادعاء على المدعي في عن بالتعوي�ض عار�ض بطلب المو�سوع محكمة الواقع)56(، ومثال الاإجراء الذي لحقه في ال�سرر ذلك اأن يرفع المدعي دعوى اأ�سلية يطلب فيها اإخلاء تاأخر اأنه اأ�سا�ض على الموؤجرة العين من الم�ستاأجر المدعى فيتقدم معينة، فترة عن الاأجرة �سداد في اأجرة، من قب�سه ما برد المدعي اإلزام بطلب عليه لاأنه لم ينتفع بالعين الموؤجرة في هذه الفترة نتيجة الانتفاع من منعه الغير من قانوني �سدر تعر�ض بها ، وي�سترط لقبول هذا الطلب اأن تكون الدعوى

الاأ�سلية قائمة.وبعد البحث يرى الباحث اأن القانون ال�سوداني لم الدعوى من �سرر عن التعوي�ض طلب على ين�ض للمدعى اأجاز بل فيها، اإجراء اأي من اأو الاأ�سلية عليه رفع دعوى بالتعوي�ض �سد المدعي اإذا اأ�سابه �سرر من دعوى المدعي بعد �سطب الدعوى الاأ�سلية التي تقدم بها المدعي وتحقق ال�سرر للمدعى عليه، ين�ض لم ال�سوداني القانون اأن ذلك مبرر ولعل لاجتهادات الاأمر ترك بل الفرعية، الدعوى على

الق�ساء.ويرى الباحث اأن يفرد القانون ال�سوداني "قانون ن�سو�سا " 1983م ل�سنة المدنية الاإجراءات

{147}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

المبحث الخام�ضاآث�ر تقديم الطلب�ت الاإ�ش�فية والمق�بلة

المطلب الاأولالاآث�ر الاإجرائية

والمقابلة الاإ�سافية للطلبات الاإجرائية الاآثار تتمثل في الاآتي :

لحجية والمقابلة الاإ�سافية الطلبات حيازة : اأولا الاأمر المق�سي بعد تقديمها ، فاإذا رفعت نف�ض هذه اأخرى جاز الدفع بحجية اأية محكمة اأمام الطلبات

الاأمر المق�سي فيه ، في هذه الطلبات)60(.ث�ني� : ي�سبح الحق الوارد في الطلبات الاإ�سافية

والمقابلة منازعا فيه حيث تقدم فيه البينة.ث�لث�: الطلبات الاأ�سلية والاإ�سافية والمقابلة تحدد الدعوى اأ�سخا�ض ثبات مع المدنية الدعوى نطاق اإغفال عدم يعني وهذا ،)61( و�سببها ومحلها فاإذا له، قدمت التي الطلبات في الف�سل القا�سي �سبب يبين اأن طلبفعليه اأي رف�ض القا�سي اأراد رف�سه ولا يكتفي بتجاهله ، كذلك لي�ض للقا�سي اأن يق�سي خارج اإطار ما قدم له من طلبات ، على اأنه واإن كان القا�سي ملزما بالحكم في اإطار الطلبات لوقائع بتكييف الخ�سوم مقيد اأنه غير اإلا المقدمة المطالبة اأو الوقوف عند حد الظاهر من عباراتهم ،

اإذ عليه التكييف ال�سحيح الموافق للقانون .رابع� : تن�ساأ الدعوى المدنية في الطلبات الاأ�سلية ، الدعوىالمعينين اأطراف بين والمقابلة والاإ�سافية فاإذا توفي اأحد الاأطراف بعد بدء الدعوى لا تنق�سي الخ�سومة المدنية بل ت�ستمر في مواجهة الورثة ، اإلا

اإذا كانت طبيعة الدعوى �سخ�سية )62(.

على ردا المدعي من المقابلة الطلبات تقديم قبول تكون اأن ب�سرط العار�سة عليه المدعى طلبات مرتبطة بها، لا جديدة عليها، بمعنى اأن يقدم المدعي المقدم العار�ض الطلب عليه ا�ستمل ما على رده من المدعى عليه فقط ، وقبول طلب رد المدعي على العدالة، وذلك لاأن المدعى عليه المدعى عليه يحقق المدعي ويكون مدعيا، يعد عار�سا طلبا بتقديمه الاأ�سلي في مركز المدعى عليه، فله عندئذ تقديم طلب مقابل لدعوى المدعى عليه، كما اأن من الاآثار الهامة المترتبة على حرية الدفاع ازدواج ال�سفة الاإجرائية اإن حيث ، المدنية الدعوى في الخ�سوم من لكل المدعي لا يظل مدعيا طوال �سير الخ�سومة، وكذلك الحال بالن�سبة للمدعى عليه ، فالخ�سوم يتبادلون مراكزهم الاإجرائية خلال تقديم الطلبات والدفوع، طلبات بتقديم الاأ�سلي للمدعي ال�سماح اأن كما يعد العار�سة عليه المدعي طلبات على ردا مقابلة

تطبيقا لمبداأ الم�ساواة بين الخ�سوم .المقدمة العار�سة الطلبات على المدعي رد وقبول المدعي في مع واجب يتعار�ض لا عليه المدعى من ا�ستمال عري�سة دعواه على كل طلباته ، وذلك لاأن فيه عليه المدعى من تقدم التي العار�سة الطلبات مفاجاأة للمدعي بطلبات عار�سة لم تكن في ح�سبانه تقت�سي هنا فالعدالة ، دعواه عري�سة تقديم عند على ردا مقابلة طلبات بتقديم للمدعي ال�سماح بها، مرتبطة تكون اأن ب�سرط عليه المدعى دعوى

حيث لا يجوز للمدعي اأن يتقدم بطلبات جديدة .

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {148}

تقديم الطلبات الاإ�سافية والمقابلة يوؤدي اكتمال -4ي�ساعد النهائية مما ب�سورتها المدنية الدعوى

في ح�سم النزاع ب�سورة نهائية.الطلبات الاإ�سافية والمقابلة توفر الوقت والجهد -5للمحاكم والمتقا�سين، وتعزز الثقة في الق�ساء، فيه المق�سي للاأمر الحكم حيازة اإلى وتوؤدي

من خلال اكتمال جميع جوانبه. ثانيا : التو�شي�ت:

يو�سي الباحث من خلال هذا البحث بالاآتي :قانون في ، ال�سوداني الم�سرع ل يف�س اأن -1الاإجراءات المدنية ال�سوداني في بيان الطلبات الاإ�سافية والمقابلة من حيث اأنواعها و�سروطها

واإجراءاتها اأثناء �سير الدعوى المدنية .ل في الاآثار اأن يبين الم�سرع ال�سوداني ويف�س -2في والمقابلة الاإ�سافية الطلبات على المترتبة

الدعوى المدنية.

فهر�س الم�ش�در والمراجعاأولا : القراآن الكريم. ثانيا : كتب الق�نون:

د.اأحمد ، اللبناني المدنية المحاكمات اأ�سول -1اأبو الوفا ، مطبعة مكاوي ، بيروت ، 1979م.

اأ�سول المرافعات ، د. اأحمد م�سلم ، دار الفكر -2العربي ، القاهرة ، 1997م.

الاأوامر والاأحكام وطرق الطعن ، د.ال�سيد عبد -3العال ، مطبعة حماد ، المنوفية ، 1995م.

الدين عز ، المرافعات قانون على التعليق -4الدنا�سوري ، حامد عكاز، ط2، الاأ�سكندرية،

1996م.

المطلب الثانيالاآث�ر المو�شوعية

نفقات تقت�سي الق�سائية الطلبات اأن المعلوم من وقد ، الوقت بع�ض انفاق تتطلب كما ، خ�سومة اأوجب القانون األا ي�سار �ساحب الحق من التجائه اإلى الق�ساء اإذ لا �سبيل له اإلا هو ، وبالتالي تتمثل

الاآثار المو�سوعية)63( في : اأولا : من يك�سب الدعوى المدنية من خلال الطلبات

المقدمة يحكم له بالم�ساريف التي تكبدها .الطلبات نظر في ينق�سي الذي الوقت : ث�ني� ي�سار األا يجب والمقابلة والاإ�سافية الاأ�سلية اأنيحفظ يجب بحيث عليه، المدعى اأو المدعي منه

لهماالحق حتى �سدور الحكم.

خ�تمة البحث الحمد لله رب العالمين وال�سلاة وال�سلام على اأ�سرف المر�سلين �سيدنا محمد وعلى اآله و�سحبه و�سلم، فقد و�سل المطاف اإلى نهاية هذا البحث والذي بعنوان: حقوق على واأثرها والمقابلة الاإ�سافية الطلبات الباحث تو�سل وقد المدنية، الدعوى الاأطراف في

اإلى اأهم النتائج والتو�سيات التالية :اأولا : النت�ئج:

عليه تنبني الذي الطلب هو الاأ�سلي الطلب -1جميع الطلبات الاإ�سافية والمقابلة .

الاإ�سافية الطلبات تقبل لا المدنية المحاكم اإن -2والمقابلة اإلا اإذا ارتبطت بالطلبات الاأ�سلية .

يجب اأن تقدم الطلبات الاإ�سافية والمقابلة اإثناء -3�سير الدعوى المدنية وقبل الحكم فيها.

{149}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

د. ، المرافعات وقواعد اأ�سول في الموجز -13اأحمد ماهر زغلول ، دار اأبو المجد للطباعة،

القاهرة ، 1991م.نظرية الدفوع في قانون المرافعات ، د.اأحمد -14

اأبو الوفا ، ط6، د .ن. 1980م. ، والتجارية المدنية المرافعات في الوجيز -15النه�سة مكتبة ، ال�سرقاوي المنعم د.عبد

العربية ، القاهرة ، 1954م.د. ، المدني الق�ساء قانون في الوجيز -16 ، الجامعية المطبوعات دار ، اأحمد ح�سي�ض

الاأ�سكندرية ، 2000م.المدنية المرافعات قانون �سرح في الو�سيط -17دار ، �ساوي ال�سيد اأحمد د. ، والتجارية

النه�سة العربية ، 2008م.المدنية المرافعات قانون �سرح في الو�سيط -18دار ط7، ، �سيف رمزي د. ، والتجارية

النه�سة العربية ، القاهرة ، 1967م. الو�سيط في قانون الق�ساء المدني ، د. فتحي -19والي ، ط3، دار النه�سة العربية ، القاهرة ،

1993م. ثالثا : كتب المع�جم اللغوية:

ل�سان العرب، ابن منظور ، محمد بن مكرم -20دار �سادر، ، الم�سري الاأفريقي بن منظور

بيروت ، الطبعة الاأولى.

التعليق على ن�سو�ض قانون المرافعات، د.اأحمد -5اأبو الوفا، ط 7، من�ساأة المعارف، الاأ�سكندرية ،

2000م.)مباديء والتجارية المدنية المرافعات قانون -6ح�سن الاأن�ساري د. ، ) المدية الخ�سومة التوحيد مطابع ، الاأول الكتاب النيداني،

الحديثة ، �سبين الكوم ، 1999م .اأحمد د. ، والتجارية المدنية المرافعات قانون -7اأبو الوفا ، من�ساأة المعارف ، الاأ�سكندرية ، ط

13 ، 1980م .وعبد الع�سماوي محمد ، المرافعات قواعد -8الوهاب الع�سماوي ، معهد البحوث والدرا�سات

العربية ، 1957م.اأمينة د. ، والتجارية المدنية المرافعات قواعد -9ط والترجمة، التاأليف لجنة مطبعة ، النمر

1951م.مباديء الخ�سومة المدنية ، د. وجدي راغب -10

، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1986م. مباديء المرافعات المدنية والتجارية ، د. عبد -11البا�سط جميعي ، دار الفكر العربي ، القاهرة

، 1980م.المدنية المرافعات قانون في محا�سرات -12النه�سة دار ، مليجي د.اأحمد ، والتجارية

العربية ، القاهرة ، 1999م .

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {150}

الهوام�س :اأ. م�ش�رك بكلية ال�شريعة - ج�معة القراآن الكريم وت�أ�شيل العلوم.

الاأفريقي منظور بن مكرم بن محمد ، منظور ابن - العرب ل�ش�ن -1الم�شري ، دار �ش�در – بيروت ، الطبعة الاأولى ، ج1، �س559.

ق�نون المرافع�ت المدنية والتج�رية )مب�ديء الخ�شومة المدية( ، د. -2الاأن�ش�ري ح�شن النيداني ، الكت�ب الاأول ، مط�بع التوحيد الحديثة،

�شبين الكوم ، ط 1999م ، �س44.مب�ديء المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د. عبد الب��شط جميعي ، دار -3

الفكر العربي ، الق�هرة ، ط 1980م، �س 121.التعليق على ق�نون المرافع�ت ، عز الدين الدن��شوري ، ح�مد عك�ز، -4

الاأ�شكندرية، ط2 1996م ، �س 221.من�ش�أة ، الوف� اأبو اأحمد د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون -5

المع�رف ، الاأ�شكندرية ، ط 13 ، 1980م ، �س 254. الوجيز في ق�نون الق�ش�ء المدني ، د. اأحمد ح�شي�س ، دار المطبوع�ت -6

الج�معية ، الاأ�شكندرية ، ط 2000م ، �س 112مح��شرات في ق�نون المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د. اأحمد مليجي -7

، دار النه�شة العربية ، الق�هرة ، 1999م ، �س 89.اأحمد د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون �شرح في الو�شيط -8

ال�شيد �ش�وي ، دار النه�شة العربية ، 2008م، �س 343 ، الق�هرة ، العربي الفكر دار ، م�شلم اأحمد د. ، المرافع�ت اأ�شول -9

1997م ، �س 176.الموجز في اأ�شول وقواعد المرافع�ت ، د. اأحمد م�هر زغلول ، دار اأبو -10

المجد للطب�عة ، الق�هرة ، 1991م ، �س 229.رمزي د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون �شرح في الو�شيط -11

�شيف ، ط7، دار النه�شة العربية ، الق�هرة ، 1967م ، �س192. الاأوامر والاأحك�م وطرق الطعن ، د.ال�شيد عبد الع�ل ، مطبعة حم�د ، -12

المنوفية ، 1995م، �س 272.مح��شرات في ق�نون المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د.اأحمد مليجي ، -13

دار النه�شة العربية ، الق�هرة ، 1999م ، �س 167.الموجز في اأ�شول وقواعد المرافع�ت ، د. اأحمد م�هر زغلول ، دار اأبو -14

المجد للطب�عة ، الق�هرة ، 1991م، �س 342.رمزي د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون �شرح في الو�شيط -15

�شيف ، ط7، دار النه�شة العربية ، الق�هرة ، 1967م ، �س327.انظر �س )6( من هذا البحث . -16

الوجيز في المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د.عبد المنعم ال�شرق�وي ، -17مرجع �ش�بق ، �س298

التعليق على ق�نون المرافع�ت ، عز الدين الدن��شوري ، ح�مد عك�ز، -18مرجع �ش�بق ، �س228.

رمزي د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون �شرح في الو�شيط -19�شيف ،مرجع �ش�بق ، �س334.

الموجز في اأ�شول وقواعد المرافع�ت ، د. اأحمد م�هر زغلول ،مرجع -20�ش�بق ، �س344.

الوجيز في المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د عبد المنعم ال�شرق�وي ، -21مرجع �ش�بق ، �س302.

اأحمد د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون �شرح في الو�شيط -22ال�شيد �ش�وي ، مرجع �ش�بق ، �س356

وقد نظم ق�نون الاإجراءات المدنية ل�شنة 1983م الاإجراءات التحفظية -23التي تجوز للمدعي المط�لبة به� في المواد )139ــ156(.

انظر �س )6( من هذا البحث . -24الوجيز في المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د.عبد المنعم ال�شرق�وي ، -25

مرجع �ش�بق ، �س298 ، جميعي الب��شط عبد د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت مب�ديء -26

مرجع �ش�بق ، �س129.اأحمد د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون �شرح في الو�شيط -27

ال�شيد �ش�وي ، مرجع �ش�بق ، �س361. ، العربي الفكر دار ، راغب وجدي د. ، المدنية الخ�شومة مب�ديء -28

مرجع �ش�بق ، �س238.الوجيز في المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د عبد المنعم ال�شرق�وي ، -29

مرجع �ش�بق ، �س306. ،7 ط الوف�، اأبو د.اأحمد ، المرافع�ت ق�نون ن�شو�س على التعليق -30

من�ش�أة المع�رف ، الاأ�شكندرية ، 2000م، �س 211الو�شيط في ق�نون الق�ش�ء المدني ، د. فتحي والي ، ط3، دار النه�شة -31

العربية ، الق�هرة ، 1993م. ، �س511. ، العربي الفكر دار ، راغب وجدي د. ، المدنية الخ�شومة مب�ديء -32

الق�هرة ، 1986م ، �س123. الوجيز في المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د. عبد المنعم ال�شرق�وي ، -33

مكتبة النه�شة العربية ، الق�هرة ، 1954م ، �س 125.مطبعة ، الوف� اأبو د.اأحمد ، اللبن�ني المدنية المح�كم�ت اأ�شول -34

مك�وي ، بيروت ، 1979م ، �س 435.الو�شيط في ق�نون الق�ش�ء المدني ، د. فتحي والي ، مرجع �ش�بق ، -35

�س522.الم�دة 38 من ق�نون الاإجراءات المدنية ل�شنة 1983م. -36

الم�دة 100 من ق�نون الاإجراءات المدنية ل�شنة 1983م. -37الم�دة 29من ق�نون الاإجراءات المدنية ل�شنة 1983م. -38الم�دة 30من ق�نون الاإجراءات المدنية ل�شنة 1983م. -39

ق�نون المرافع�ت المدنية والتج�رية )مب�ديء الخ�شومة المدية ( ، د. -40الاأن�ش�ري ح�شن النيداني ، الكت�ب الاأول ، مرجع �ش�بق ، �س 211.

مرجع ، الوف� اأبو اأحمد د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون -41�ش�بق، �س 245.

مح��شرات في ق�نون المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د.اأحمد مليجي ، -42مرجع �ش�بق ، �س 143.

اأ�شول المرافع�ت ، د. اأحمد م�شلم ، مرجع �ش�بق ، �س 98. -43الموجز في اأ�شول وقواعد المرافع�ت ، د. اأحمد م�هر زغلول ، مرجع -44

�ش�بق ، �س 87. مب�ديء الخ�شومة المدنية ، د. وجدي راغب ، مرجع �ش�بق ، �س 165. -46 ، جميعي الب��شط عبد د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت مب�ديء -47

مرجع �ش�بق ، �س 129. الوجيز في المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د.عبد المنعم ال�شرق�وي ، -48

مرجع �ش�بق ، �س 287.لجنة مطبعة النمر، اأمينة ،د. والتج�رية المدنية المرافع�ت قواعد -49

الت�أليف والترجمة، ط 1951م، �س 127. قواعد المرافع�ت .محمد الع�شم�وي وعبد الوه�ب الع�شم�وي ، معهد -50

البحوث والدرا�ش�ت العربية ، 1957م ، �س236. الوف�، مرجع اأبو د.اأحمد ، المرافع�ت ق�نون التعليق على ن�شو�س -51

�ش�بق ، �س361.في 1878الموؤرخة العدد ، ال�شودان لحمهورية الر�شمية الجريدة -52

30اأبريل 2108م .

{151}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

، مع اإذن المحكمة بتقديمه ، ومث�له : اأن يطلب المدعي تعوي�س ال�شرر الذي اأ�ش�به من جراء ح�دثة معينة ، فيطلب اأي�ش� المدعى عليه تعوي�شه عن نف�س الح�دثة ، اأو اأن يقيم المدعي دعواه الاأ�شلية على وكيله بطلب ح�ش�ب ب�شبب الوك�لة ، فيق�بله المدعى عليه بطلب ع�ر�س مف�ده الحكم له بم�ش�ريفه واأتع�به من جراء الوك�لة ، الوجيز في المرافع�ت المدنية

والتج�رية ، د. عبد المنعم ال�شرق�وي ، مرجع �ش�بق ، �س303.مرجع ، الوف� اأبو اأحمد د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون -60

�ش�بق، �س 325. مح��شرات في ق�نون المرافع�ت المدنية والتج�رية ، د.اأحمد مليجي ، -61

مرجع �ش�بق ، �س 287. الو�شيط في ق�نون الق�ش�ء المدني ، د. فتحي والي ، مرجع �ش�بق ، -62

�س655. �س ، �ش�بق مرجع ، راغب وجدي د. ، المدنية الخ�شومة مب�ديء -63

.291

نظرية الدفوع في ق�نون المرافع�ت ، د.اأحمد اأبو الوف� ، مرجع �ش�بق، -53�س179.

ق�نون المرافع�ت المدنية والتج�رية )_مب�ديء الخ�شومة المدية ( ، -54د. الاأن�ش�ري ح�شن النيداني ، ج1، مرجع �ش�بق ، �س49.

قواعد المرافع�ت .محمد الع�شم�وي وعبد الوه�ب الع�شم�وي ، معهد -55البحوث والدرا�ش�ت العربية ، 1957م ، �س236.

المرجع نف�شه ، �س239. -56الوف�، مرجع اأبو د.اأحمد ، المرافع�ت ق�نون التعليق على ن�شو�س -57

�ش�بق ، �س366.رمزي د. ، والتج�رية المدنية المرافع�ت ق�نون �شرح في الو�شيط -58

�شيف ، مرجع �ش�بق ، �س347.مواجهة في عليه المدعى به� يتقدم اأن يمكن التي الطلب�ت من كذلك -59ويكون عليه المدعى يقدمه الذي الطلب : الاأ�شلية دعواه في المدعي ات�ش�ل اأو ارتب�ط ب�لدعوى الاأ�شلية ات�ش�لا اأو ارتب�ط� لا يقبل التجزئة

{153}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

مقدمـــــــــــــــــةالات�سالات عالم في العلمي التقدم اأن لا�سك جديدة وو�سائل �سبلا اأتاح قد المعلومات، وتقانة للتعامل بين الاأفراد والدول على حد �سواء، قوامها ا�ستغلال و�سائل الات�سال الحديثة وخا�سة ال�سبكة المعلومات، تقنية ا�ستخدام تزايد المعلوماتية، ومع هذه با�ستخدام المرتكبة الجريمة ن�سبة تزايدت التقانات، كما اأدى ذلك اإلى ظهور عدد من الم�ساكل القانونية والاإجرائية، التي اأ�سبحت تقف عقبة اأمام

التحري وجمع الاأدلة .التقليدية القواعد تطبيق العقبات هذه اأبرز ومن الجرائم على والتفتي�ض المعاينة اإجراءات على المعلوماتية، التي يندر اأن يتخلف عن ارتكابها اآثار

مادية . في المعاينة تتم اأن يمكن هل ما�سبق �سوء وعلى المجال الاإلكتروني بعد وقوع الجريمة كما هو الحال المادية الاآثار توجد حيث التقليدية؟، الجرائم في للاأماكن والاأ�سخا�ض عقب وقوع الجريمة مبا�سرة، عن عبارة الاإلكترونية الجرائم معظم اأن حين في

كيان معنوي لا تتوافر فيه �سفة المادية)1(. اأهمية الدرا�شة:

الاإجرام تتبع �سرورة من الدرا�سة، اأهمية تنبع الاإلكتروني، وبيان اإمكانية ا�ستخلا�ض دليل رقمي م�سرح معاينة خلال من الاإثبات، في حجية له

الجريمة المعلوماتية.

ملخ�س البحثالقانونية الاإجراءات مو�سوع الدرا�سة تناولت الجريمة م�سرح معاينة من الم�ستمدة الاأدلة وحجية تقديم كيفية في الدرا�سة م�سكلة تمثلت المعلوماتية، معاينة خلال من الاإثبات، في حجية له رقمي دليل الدرا�سة، اأهمية وتاأتي المعلوماتية، الجريمة م�سرح في الاإلكتروني الاإجرام تتبع �سرورة خلال من تنظم قانونية ن�سو�ض وجود وعدم افترا�سي، عالم اإجراءات التحري والمحاكمة وتقديم الاأدلة في الجرائم قانوني علمي باأ�سلوب الا�ستعانة مع المعلوماتية، مع ويتنا�سب الاإلكترونية الجريمة واآثار اأدلة ل�سبط معاينة على ال�سوء لت�سليط الدرا�سة طبيعتها، هدفت المعلوماتية لا�ستخلا�ض دليل رقمي، م�سرح الجريمة يبين الاإثبات قانون في ن�ض وجود لعدم اإ�سافة حجية الاأدلة الرقمية، مما يقت�سي الاأمر بيان الاأحكام المتعلقة بذلك. وقد ا�ستخدمت الدرا�سة منهج الو�سف الدرا�سة وتو�سلت المقارن، والمنهج التحليل ومنهج الرقمية الاأدلة اأن اأهمها النتائج، من مجموعة اإلى الم�ستخل�سة من الو�سائل المعلوماتية الحديثة غنية فيما تحتويه من معلومات، ومن الممكن اأن ت�سبح ذات حجية الاإجرائية، بالم�سروعية الالتزام تم اإذا الاإثبات، في الجريمة م�سرح بمعاينة المتعلقة الفنية وال�سوابط اإلى الدار�سة تو�سلت النتائج المعلوماتية، وفي �سوء ت�سريع اإ�سدار �سرورة اأهمها، التو�سيات من عدد ينظم اإجراءات التحري في الجرائم المعلوماتية واإ�سافة

ن�ض في قانون الاإثبات على حجية الاأدلة الرقمية.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {154}

والدليل الرقمي. المنظمة القانونية الاإجراءات الث�ني: المبحث

لمعاينة الجرائم المعلوماتية.المبحث الث�لث: حجية الاأدلة الم�ستمدة من معاينة

م�سرح الجريمة المعلوماتية خ�تمة : ت�سمل ما تو�سلت اإليه الدرا�سة من نتائج

وتو�سيات.

المبحث الاأولمفهوم م�شرح الجريمة المعلوم�تية

والدليل الرقميالمطلب الاأول

م�هية م�شرح الجريمة المعلوم�تيةالفرع الاأول: تعريف م�شرح الجريمة:

اأولا: تعريف م�شرح الجريمة لغة :ي�سرح �سرح من العرب، لغة في م�سرح كلمة خرج ال�سخ�ض: و�سرح �سارح، فهو �سرحا، يتعر�ض اأن دون ي�ساء ما يفعل وي�سرح بالغداة،

له اأحد)2(.ا�سم مكان �سرح ، وجمعه والم�سرح: المرعي وهو م�سارح )3(، وم�سرح الجريمة المكان الذي ارتكبت

الجريمة فيه)4(.ثانيا: تعريف الجريمة لغة :

الذنب، والجرم الاإثم، واكت�ساب التعدي جرم واأجرم اأرتكب جرما فهو مجرم، والمجرم المذنب )5(. وتجرم عليه اأي اأدعي عليه ذنبا لم يفعله، وهي من باب �سرب واأكت�سب الاإثم، والجارم: الجاني، ولا يجرمنكم اأي لا يك�سبنكم ولا يدخلنكم في الجرم،

اأي الاآثم)6(.

اأهداف الدرا�شة:معاينة على ال�سوء لت�سليط الدرا�سة هذه تهدف دليل لا�ستخلا�ض المعلوماتية، الجريمة م�سرح اإيجاد اإلى بالاإ�سافة ، الاإثبات له حجية في رقمي ن�سو�ض ت�سريعية تحكم اإجراءات التحري والمعاينة

في الجريمة المعلوماتية . م�شكلة الدرا�شة:

تمثلت م�سكلة الدرا�سة في كيفية ا�ستخلا�ض دليل رقمي له حجية في الاإثبات من خلال معاينة م�سرح في المتبعة الاإجراءات واأن ، المعلوماتية الجريمة الجرائم وطبيعة تتنا�سب لا والمحاكمة التحري

المعلوماتية . اأ�شئلة الدرا�شة:

تطرح هذه الدرا�سة العديد من الاأ�سئلة اأهمها:ما المق�سود والمراد بم�سرح الجريمة المعلوماتية؟ -ماهو الدليل الرقمي ومدي حجيته في الاإثبات؟ -المعلوماتية الجريمة م�سرح معاينة يمكن هل -ظل في رقمية اأدلة على خلاله من والح�سول

القواعد والاإجراءات التقليدية للمعاينة ؟التحري في المتبعة القانونية الاإجراءات هل -والمحاكمة تتنا�سب وطبيعة الجريمة المعلوماتية؟

منهج الدرا�شة:والتحليلي والمنهج الو�سفي المنهج الدرا�سة تتبع

والمنهج المقارن .هيكل الدرا�شة:

انح�سرت الدرا�سة في مقدمة وثلاث مباحثوخاتمة على النحو الاأتي:

مقدمة.المبحث الاأول: مفهوم م�سرح الجريمة المعلوماتية

{155}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

والتي المعلوماتية الجريمة لتطور وذلك له دائما يمكن لا تلقائية ب�سورة الم�سرح معها يتطور نعرف اأن يمكن ولكن ، الم�ستقبل في ت�سورها الحالية المعطيات وفق المعلوماتية الجريمة م�سرح تقليدييقع اأحدهما م�سرحين اإلى ينق�سم اأنه على رئي�سي ب�سكل ويتكون الاإلكترونية، البيئة خارج من المكونات المادية المح�سو�سة للمكان الذي وقعت اأي م�سرح اإلى يكون ما اأقرب فيه الجريمة، وهو عدة اآثار الجاني فيها يترك قد تقليدية، جريمة كالب�سمات وبع�ض متعلقاته ال�سخ�سية اأو و�سائط

تخزين رقمية)10(.اأما الاآخر فهو م�سرح افترا�سي ، واأنه يقع داخل رقمية بيانات من ويتكون الاإلكترونية البيئة اإلكترونية موجودة داخل حوا�سيب اأو على ال�سبكة الجانب يثير الذي وهو )الاإنترنت(، العنكبوتية الاأكبر من الم�ساكل في مجال التحقيق في الجرائم

المعلوماتية)11(.وا�سع مجال هو المعلوماتية الجريمة وم�سرح ومتجددوتختلف فيه اأوعية الجريمة ، وهو م�سرح المعلوماتية،لم الجرائم ظهور مع ن�ساأ م�ستحدث، الت�سريعية والاأنظمة القوانين في ن�ض على نعثر قانون ين�ض نطاقه،ولم يحدد اأو يعرفه المختلفة اأنه رغم تعريفه على 2007م المعلوماتية جرائم قانون وكذلك المعلوماتية، بالجرائم المخت�ض ن�ض به يوجد لا ال�سوداني الجنائية الاإجراءات الجريمة م�سرح وحدود نطاق تحديد يو�سح وحدة بال�سودان، توجد اأنه رغم عامة، ب�سورة للتعامل مع م�سرح الجرائم، متخ�س�سة ومتفرغة

تعرف باإدارة م�سرح الجريمة)12(.

في الجريمة م�شرح تعريف الثاني: الفرع الا�شطلاح الق�نوني:

"محل باأنه قانونا الجريمة م�سرح تعريف يمكن اأو وحدة اأو من�ساأة اأو رقعة من الاأر�ض ت�سم بوؤرة لاأن�سطة ميدانا تكون بحيث ، ومركزها الجريمة الجاني اأو الجناة من الفاعلين الاأ�سليين عند ارتكاب الاأفعال الموؤثمة جنائيا والتي تدخل في عداد الاأعمال

التنفيذية المكونة للجريمة اأو ال�سروع فيها ")7(.وقد عرف مكتب الاأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة فيه وقعت م�سرح "اأي باأنه الجريمة م�سرح م�سطلح

حادثة وي�سمل اآثار اأن�سطة �سابقة لوقوعها")8(.وهو تعريف مخت�سر و�سامل لم�سرح الجريمة بحيث وما المعلوماتي الف�ساء نطاقه في يدخل اأن يمكن

يرتكب فيه من جرائم عبر الو�سائل المعلوماتية.ويدخل في عداد م�سرح الجريمة الملحقات المت�سلة التي تكون مع المكان وحدة واحدة ، وهذا النطاق المكاني يكت�سب �سفة م�سرح ارتكاب الجريمة من بداخله ووجود اإحتوائيه على مركز وقوعها واقع ، ذلك وجود احتمال اأو ارتكابها ومخلفات اآثار ويجب اأن تكون هذه المواقع ميدانا لاأن�سطة الجاني الذي اأرتكب الجريمة وحده اأو الجناة من الفاعلين

الاأ�سليين عند تعددهم)9(.وطبيعتها الجرائم نوع ح�سب على فانه وعليه يختلف كذلك م�سرح الجريمة وتكون مهمة جهات

التحري تحديده والربط بين الاأحداث المكونة له.الجريمة م�شرح تعريف الثالث: الفرع

المعلوم�تية:الجريمة م�سرح تعريف بمكان ال�سعوبة من و�سفا تكون اأن ت�سلح دقيقة ب�سورة المعلوماتية

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {156}

كالتج�س�ض الع�سكري عبر الاأقمار ال�سناعية ، كما يمكن اأن يكون الاعتداء واقعا على اأ�سخا�ض طبيعيين كما هو الحال بالن�سبة لجرائم القذف كذلك المعلوماتية، الو�سائل عبر والت�سهير

جرائم الن�سب عبر ال�سبكات)13(.هناك العديد من البلاغات التي تعاملت معها دائرة جرائم المعلوماتية تدل على ما ذكر،منها على �سبيل

لا الح�سر:خير محمد محمد المهند�ض ال�ساكي بلاغ -1فيه اأفاد والذي بالاإر�ساد، غ�سان المتهم �سد ال�ساكي باأن المتهم بالاإر�ساد قام بالدخول في

موقع الهيئة القومية للات�سالات)14(.بلاغ ال�ساكي المعز ال�سيد، �سابط اأمن متقاعد، -2المتهمين طارق/خ�سر/اأباذر بالاإر�ساد ، اأفاد المذكورين المتهمين باأن ، بلاغه في ال�ساكي ب�سورة ، ندي ابنته �سورة بدبلجة قاموا قد مواقع على با�سمها تعليق وفيها فا�سحة،

التوا�سل)15(. قامت حملة م�ستركة مع اأفراد الرقابة والتفتي�ض -3 ، للم�سنفات األاإتحادي المجل�ض في الميداني ال�سعبي ال�سوق مناطق الحملة وا�ستهدفت الحملة اأ�سفرت ال�سهداء، و�سوق والثورات عن �سبط 12 جهاز كمبيوتر تحوي على اأغاني �سودانية هابطة، و�سور مخلة وكليبات فا�سحة، في جنائية دعوي تقييد تم فا�سحة، واأفلام المواد 29/17/15 من المتهمين تحت مواجهة 547/546/545 بالاأرقام الم�سنفات قانون المجل�ض ال�ساكي �سمال، الخرطوم بق�سم

األاإتحادي للم�سنفات الاأدبية والفنية)16(.

الفرع الرابع: اأثر الطبيعة الخ��شة ب�لجريمة المعلوم�تية على م�شرح الجريمة:

اإن الطبيعة الخا�سة التي تتميز بها الجريمةالمعلوماتية لها اأثرعلي بيئة م�سرح الجريمة وعلى طبيعة الاأدلة، �سواء تعلق هذا بطبيعة المحل الذي يقع عليه الاعتداء اأو باأ�سلوب ارتكابها، اأو تعلق الاأمر بالنطاق المكاني

للجريمة وذلك على النحو الاأتي:اأ�سبحت فقد الاعتداء محل للمال بالن�سبة .1وبرامج معطيات من ت�سمله بما المعلومات المعلوماتية، الجرائم لمرتكبي الرئي�ض الهدف التي العالية الاقت�سادية للقيمة نتيجة وذلك

تمثلها والتي تفوق قيمة الاأموال المادية.هادئ اأ�سلوب المعلوماتية الجرائم اأ�سلوب .2اأزرار على اللم�سات من عدد يتطلبه ما وكل لوحة المفاتيح حتى توؤدي اإلى اإ�سقاط الحواجز الاأمنية وال�سبكات، حيث يحتاج الاأمر اإلى قدرة و�سائل مع التعامل مجال في وعملية علمية

الات�سال والمعلوماتية و�سبكاتها .المجتمع المعلوماتي لا يعرف الحدود الجغرافية .3تخترق �سبكات عبر منفتح مجتمع فهو الزمان والمكان ، حيث يمكن نقل كم هائل من اآلاف بينها يف�سل اأنظمة عدة بين المعلومات اأن تقع الجريمة من جان في الاأميال، ويمكن دولة على مجني عليه في دولة اأخري وفي وقت

ي�سير جدا.ما غالبا عليه المجني ال�سخ�ض طبيعة اأما .4اأ�سخا�سا المعلوماتي المجرم ي�ستهدف كما ، مالية موؤ�س�سات في ممثلين اعتباريين وذلك الع�سكرية، الموؤ�س�سات اأي�سا ي�ستهدف

{157}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

القا�سي لاإعمال حكم القانون عليها")19(.يعتبر والذي الجنائي بالدليل يعرف ما وهو معلومة يقبلها المنطق والعقل ويتم الح�سول عليها ارتكاب افترا�ض �سحة لاإثبات قانونية باإجراءات

�سخ�ض للجريمة اأو نفيه. هو )Digital Evidence( الرقمي فالدليل وعليه الدليل الكامن في العالم الافترا�سي، ويعرفباأنه " تحقيقات اأي في القيمة ذات والبيانات المعلومات بوا�سطة المعالجة اأو منقولة، اأو ومخزنة جارية

الاأجهزة الاإلكترونية")20(.وحقول دوائر من الرقمي الدليل ويتكون ، ملمو�سة غير كهربائية ونب�سات مغناطي�سية، الو�سائط على الموجود الدليل من وللا�ستفادة المعلوماتية، وحتى ي�سبح م�ستندا اإلكترونيا ، يجب منه، ن�سخه وتخزين وطباعته، وتوثيقه، تعريفه، وتحريزه بالقدر الذي يوفر له الم�سداقية، ويحمي

الدليل من اأي طعن ب�سبب �سوء التعامل معه.الفرع الثاني: �شروط ا�شتخدام الدليل الرقمي

في مج�لات البحث والتحقيق:الاأدلة الرقمية الم�ستخل�سة من اأجهزة تقنية المعلومات ما هي اإلا تطبيق من تطبيقات الدليل العلمي الذي اإقناع في والكفاءة والحياد بالمو�سوعية يتميز العلمية والو�سائل وتطبيقه، القانون اإنفاذ اأجهزة اأنها اإلا الغائبة الك�سف مهمة في تفيد كانت واإن قد تع�سف بحريات وحقوق الاأفراد اإذا لم يح�سن القانونية الاأحكام مراعاة ينبغي لذلك ا�ستخدامها العلمية حتى يمكن قبولها، الاأدلة عند ا�ستخلا�ض الدليل قبول �سروط ا�ستخلا�ض يمكن وعليه الرقمي في مجالات البحث والتحقيق في الجرائم

م�سرح معاينة باأن القول يمكن ذلك �سوء وعلى المتح�سل الدليل على ترتكز المعلوماتية الجريمة من الو�سائل الاإلكترونية باعتباره الو�سيلة الوحيدة لاإثبات هذا النوع من الجرائم، وي�ستمد هذا الدليل طبيعته من ذات البيئة الاإلكترونية التي نتج منها في حالة الاعتداء عليها بالاأفعال الغير م�سروعة، وهذه البيئة ممثلة في الاأجهزة المعلوماتية بكل مكوناتها والاأدوات والمعدات الاأجهزة في المتمثلة المادية، المتمثلة في المعنوية ، ومكوناتها به المت�سلة المادية البيئة فهذه وعليه الحا�سوبية، والنظم البرامج الاإلكترونية قد انعك�ست على طبيعة م�سرح الجريمة وعلي طبيعة الدليل الم�ستمد منه، ولذلك نجد الدليل ، بحيث ي�سعب على اإلكترونية اأي�سا طبيعة يتخذ اإجراءات باإتباع اإلا عنه الك�سف التحقيق جهات

معينة يكون الغالب منها ذو طبيعة فنية)17(. المطلب الثاني

م�هية الدليل الرقميالفرع الاأول: تعريف الدليل الرقمي:

اأولا: تعريف الدليل لغة: يق�سد به ما ي�ستدل به ويقال اأدل، وفلانا يدل فلان، والدليل يعني المر�سد،

وجمعه اأدله)18(.وقد جاء الدليل في القران الكريم بمعني الاإر�ساد ربهك كينف مد إلي تر {ألن : الله تعالي اأي�سا، في قول دليلا} علينه منس الش جعلننا ثم ساكنا لعله شاء ولون الظله

]الفرق�ن: 45[.

ثانيا: تعريف الدليل في الا�شطلاح الق�نوني: للو�سول القا�سي بها ي�ستعين التي "الو�سيلة هو للحقيقة التي ين�سدها، والمق�سود بالحقيقة في هذا على المعرو�سة بالوقائع يتعلق ما كل هو ال�سياق

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {158}

الفرع الثالث: ميزات الدليل الرقمي عن الدليل الم�دي التقليدي:

التقليدي المادي الدليل عن الرقمي الدليل يمتاز الماأخوذ من م�سرح الجريمة بميزات عدة اأهمها :

تم الرقمي الدليل كان اإذا ما تحديد ال�سهل من .1العبث به اأم لا، وذلك با�ستخدام التطبيقات والبرامج

ال�سحيحة ومقارنته مع الدليل الاأ�سلي. اأجهزة من الرقمي الدليل ن�سخ طريقة .2الكمبيوتر تقلل اأو تعدم تقريبا مخاطر اإتلاف طريقة مع الن�سخ طريقة تتطابق حيث الدليل الم�سرع قام الخا�سية هذه الاإن�ساء، وبموجب قانون في )39( المادة باإ�سافة البلجيكي التحقيق الجنائي الموؤرخ في 28نوفمبر2000، والتي �سمحت ب�سبط الاأدلة الرقمية، مثل ن�سخ

البيانات المخزنة في نظم المعالجة الاآلية)24(.ن�ساط الجاني لمحو الدليل ي�سجل كدليل �سده .3

اأي�سا)25(.ال�سعوبة الن�سبية لتحطيم اأو محو الدليل، حتى .4في حالة اإ�سدار الاأمر من قبل الجاني باإزالته من اأجهزة الكمبيوتر فيمكن للدليل الرقمي اأن

يعاد تظهيره مرة اأخري.يمكن الرقمي الدليل لم�سرح العالمي الات�ساع .5الرقمية المعرفة تبادل من الدليل م�ستغلي ب�سرعة عالية وبمناطق مختلفة من العالم، مما واأفعالهم الجناة على الا�ستدلال في ي�ساهم

ب�سرعة اأقل ن�سبيا. يمكن من خلال الر�سد الرقمي ر�سد المعلومات .6حيث ، الوقت ذات في وتحليلها الجاني من يمكن للدليل الرقمي اأن ي�سجل تحركات الفرد

المعلوماتية فيما يلي :�سمانات �سمن الدليل ا�ستخلا�ض يتم اأن -1قانونية اإجرائية ت�سمن �سلامته و�سحته ودقته.اأن يتم التاأكد من حجية الدليل لاإجراء اختبارات -2

الثقة والتي ت�سمل ثلاث عنا�سر هي:اأن ذلك ويعني الدليل: ا�شتخراج على الق�ئم الدليل ا�ستخلا�ض ا�ستهدف الذي الاإجراء يكون الرقمي عملا اإراديا �سادر عن �سخ�ض له �سلاحية يكون اأن ويجب معين، �سبب على بناء به القيام ذلك ال�سخ�ض ملما بكل ما يتعلق بالحا�سب الاآلي وملحقاته، بالاإ�سافة اإلى وجوب تمكنه وفهمه للبيئة الموكلة المهام اأداء على والقدرة ، فيها يعمل التي له ،دون اأن يترتب على ذلك �سررا للدليل الجنائي

الرقمي)21(. الجه�ز الم�شتخدم: يجب التاأكد من دقة الجهاز اأو ، التقني الدليل ا�ستخلا�ض الم�ستخدمة في الاأداة بالتحقق من مدي قدرتها على عر�ض كافة البيانات المتعلقة بالدليل الجنائي الرقمي، كما يجب الاعتماد الدرا�سات اأثبتت التي والاأدوات الاأجهزة على

العلمية كفاءتها في تقديم اأف�سل النتائج)22(.عملية ا�ستعمال عن عبارة المق�رنة: التطبيق�ت التحليل التناظري الرقمي ، التي تعتبر من الو�سائل من ، الرقمي الدليل م�سداقية عن للك�سف المهمة خلال القيام بعملية مقارنة الدليل الجنائي الرقمي )الاأ�سلي( المقدم للق�ساء بالن�سخة الم�ستخرجة)23(.

الم�ستخل�سة الجنائية الاأدلة تعتبر �سلاحية حيث الاأ�سا�سية القواعد من �سلامتها ممن والتاأكد الجرائم في الجنائي التحقيق عليه يقوم التي

المعلوماتية.

{159}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

وتعتبر المعاينة اإجراء من اإجراءات التحقيق، اإلا اأنها يمكن اأن تكون من اإجراءات المحاكمة اإذ يجوز اأن اإذا ما راأت المحكمة في ذلك �سبيلا تجري المعاينة اإلى ك�سف الحقيقة وهي تتخذ هذا الاإجراء من تلقاء

نف�سها اأو بناء على طلب الخ�سوم)29(.عملية الجريمة م�سرح في والتحري والتحقيق ت�ستهدف تدوين واقع م�سرح الجريمة لدي معاينته تكون قد التي المادية الاأدلة كل وا�ستبانه الاأولى

مهمة لحل الق�سية وجمع هذه البينات )30(الجريمة م�شرح مع�ينة تعريف ثالثا: المعلوماتية الجريمة م�سرح معاينة المعلوم�تية: م�ستخدم يتركها التي الاآثار "معاينة به يق�سد الر�سائل وت�سمل الاإنترنت، اأو المعلوماتية ال�سبكة الات�سالات وكافة ي�ستقبلها التي اأو منه المر�سلة

التي تمت من الحا�سوب وال�سبكة العالمية ")31(.تقت�سي التحري في ال�سحيحة العملية والقاعدة يقوم الذي الاأول الاإجراء هي المعاينة تكون باأن به المتحري ولها ال�سدارة في جميع ما عداها من مراعاة المتحري على ويجب ، الاإجراءات �سائر

الدقة التامة اأثناء المعاينة)32(. 18UScode sec )1( وقد اأجاز القانون الاأمريكييعجل اأن CTC المعلوماتية نيابة لع�سو 2703

باإجراء المعاينة خ�سية �سياع الاأدلة، وذلك باإر�سال بالتحفظ على اإلى مزود الخدمة يلزمه فيها ر�سالة المحكمة اأمر �سدور حين اإلى المطلوبة ال�سجلات

باتخاذها لذلك الاإجراء اأو غيره)33(.رفع بعد الم�سئول ال�سابط على كان ذلك وعلي مح�سر التحري، الانتقال اإلى مكان الجريمة لمعاينته عليها، والمحافظة للجريمة المادية الاآثار واإثبات

خ�سو�سياته، وبع�ض و�سلوكياته وعاداته ب�سهولة غايته يجد الحالة هذه في فالبحث

اأي�سر من الدليل المادي)26(. من و�سيلة الرقمية الاأدلة باأن القول يمكن وعليه الخ�سائ�ض من ولها المتميزة، الاإثبات و�سائل الاإثبات لو�سائل جديدة كاإ�سافة لتقوم يوؤهلها ما

الجنائي العلمي.

المبحث الثانيالاإجراءات الق�نونية المنظمة لمع�ينة م�شرح

الجريمة المعلوم�تيةالمطلب الاأول

م�هية مع�ينة م�شرح الجريمة المعلوم�تية تعريف مع�ينة م�شرح الجريمة الفرع الاأول:

المعلوم�تية:اأولا: تعريف المع�ينة لغة: المعاينة في لغة العرب اأو وم�ساهدته، ال�سئ اإلى والنظر الروؤية تعني بعينه راآه اإذ ال�سيء فعاين ، والمراجعة الفح�ض و�ساهده وتحقق منه بنف�سه بنظرة عامة و�ساملة ،

وعاين المري�ض اإذا فح�سه)27(.اإجراء كونها حول المعاني اأغلب ترتكز وعموما مكان اأو �سخ�ض اأو �سئ حالة اإثبات اإلى يهدف

وذلك عن طريق الروؤية والفح�ض المبا�سر.الا�شطلاح في المع�ينة تعريف ثانيا: الق�نوني: لا يختلف معنى المعاينة في الا�سطلاح القانوني عنه في المعنى اللغوي، في ق�سد بالمعاينة روؤية العين المجردة لمكان اأو �سخ�ض اأو �سي لاإثبات

حالته و�سبط كل ما يلزم لك�سف الحقيقة)28(.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {160}

المعاينة وتقت�سي بنف�سه اآثارها لي�ساهد الجريمة بمكان الموجودة والاأ�سياء الاأ�سخا�ض حالة اإثبات الجريمة ، وتلك المكونات غير المادية تثير �سعوبات عديدة تحول دون فاعلية المعاينة ، وهذه ال�سعوبات

اأهمها:الاإلكترونية، تنتجه الجريمة الذي الدليل طبيعة .1عبر تن�ساب اإلكترونية نب�سات عن عبارة فهو النظام المعلوماتي، مما ي�سعب ملاحقته وك�سفه.الاأعداد الكبيرة من الاأ�سخا�ض اللذين يترددون .2الذي الاأمر المعلوماتية، الجريمة م�سرح على يمنح فر�سة لاإحداث تغييرات اأو العبث بالاآثار المادية اأو زوال بع�سها ، مما يوؤدي اإلى غمو�ض

الدليل المتح�سل من المعاينة . يحجم ما فعادة عليه للمجني ال�سالب الدور .3اأو يتاأخر عن الاإبلاغ عن وقوع الجريمة، مما

يزيد من ال�سعوبة في الاإثبات. هذا وقد اأو�سي الموؤتمر الدولي الخام�ض ع�سر عقد والذي العقوبات، لقانون العامة للجمعية بالبرازيل في الفترة ما بين الرابع اإلى التا�سع من �سبتمبر1994، ب�سرورة ت�سجيع المجني عليهم في هذه الجرائم على الاإبلاغ عنها فور وقوعها،

وهو ما قد اأو�سي به المجل�ض الاأوربي)36(. الفنية الخبرة نق�ض فان ذلك اإلى بالاإ�سافة .4والتحقيق التحري �سلطات لدي والتقنية التحري اإجراءات اأمام اأ�سا�سيا عائقا ي�سكل في الجرائم المعلوماتية ، ونتيجة لنق�ض الخبرة التحري في تخفق جهات ما كثيرا والتدريب تقدير اأهمية الدليل اأثناء المعاينة ، بل اأن المحقق قد يدمر الدليل عن خطاأ اأو اإهمال منه اأو ب�سبب

ك�سف في يفيد ما وكل الاأ�سخا�ض حالة واإثبات الحقيقة وذلك بعد رفع التحري لوكيل النيابة)34(.

لم�شرح المع�ينة اإجراء كيفية الثاني: الفرع الجريمة الاإلكترونية :

لمعاينة م�سرح الجريمة المعلوماتية يجب التفرقة بين حالتين:

على الواقعة الجرائم معاينة الاأولي: الح�لة المكونات المادية للحا�سوب "Hardware" ك�سا�سة العر�ض ومفاتيح الت�سغيل والاأقرا�ض وغيرها من مكونات الحا�سوب ذات الطابع المادي المح�سو�ض، فهي لا تثير اأية م�سكلة ، بحيث يمكن لماأمور ال�سبط الق�سائي معاينتها والتحفظ على الاأ�سياء التي تعد

اأدلة مادية للك�سف عن الجريمة .والاأدلة المادية في اإثبات الجريمة المعلوماتية تتمثل في الاأوراق وجهاز الحا�سب الاآلي وملحقاته، مثل وحدات الاإدخال، وكذلك وحدات المعالجة المركزية، وحدات واأي�سا ، الاإخراج وحدات اإلى بالاإ�سافة الاآلي الحا�سب اأجزاء اأهم من تعد التي التخزين لاأنها تحتوي على البرامج التي ي�ستخدمها الم�ستفيد ، التحقيق نظر وجهة من كبري اأهمية وتكت�سب لاأنها مجال خ�سب لجمع الاإ�ستدلالت ، حيث يمكن لمرتكب الجريمة الاإلكترونية اأن يخزن فيها الملفات

والبيانات التي تفيده في ارتكاب جريمته)35(. على الواقعة الجرائم معاينة الث�نية: الح�لة "Software" بوا�سطتها اأو المادية غير المكونات وبياناته، الحا�سوب برامج على الواقعة كتلك وهنا تعتبر المعاينة اأكبر العقبات التي تواجه جهات التحري والتحقيق في الجرائم المعلوماتية، فالمعاينة وقوع مكان اإلى المحقق ينتقل بمقت�ساه اإجراء

{161}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

لحفظه الرقمي الدليل توثيق من العدلية الاأجهزة اإلى حين انتهاء الاإجراءات اأمام المحكمة ،وي�ستطيع ع�سو �سلطة التحري اأن ينتقل اإلى العالم الافترا�سي لمعاينته من مكتبه ومن خلال الحا�سوب المو�سوع مقهى اإلى اللجوء اأنه يمكن كما ، الاأخير ذلك في ، اأي�سا الا�ست�سارية بيت الخبرة اإلى اأو الاإنترنت واأي�سا ، ذلك له مايبيح الت�سريع له في توفر اإذا يجوز له اللجوء اإلى مقر مزود خدمة الاإنترنت)39(، اإجراء خلاله من يمكن مكان اأف�سل يعتبر الذي

المعاينة)40(. مختلفة اأ�سكال المعلوماتية الجرائم في وللمعاينة ويتم ، المرتكبة الجريمة نوعية بح�سب تختلف الات�سال طبيعة مع تتوافق طرق بعدة التوثيق بالاإنترنت اأو الو�سيلة التي يتم بها ذلك الات�سال ، قد والتي ، �سا�سة الحا�سوب ت�سوير هناك فمثلا تكون بوا�سطة اآلة �سور لما يظهر على ال�سا�سة ، اأو عن طريق ا�ستخدام برامج حا�سوب متخ�س�سة في اأخذ ال�سور لما يظهر على ال�سا�سة ، وهذا ما ي�سطلح عليه ب" تجميد مخرجات ال�سا�سة" Frozen ، اأو اأن يكون ذلك عن طريق حفظ الموقع "save as "من نظام الت�سغيل ، والخرائط الكروكية ، وطباعة ن�سخ من الملفات المخزنة في جهاز الحا�سوب اأو المحفوظة

في الاأقرا�ض)41(. واإلى جانب ذلك ونظرا لما تتميز به جرائم المعلوماتية للمعاينة خا�سة قواعد اإتباع يمكن خ�سائ�ض من المتعلقة كتلك ، الخ�سو�سية تلك مع تتما�سي باإنزال ن�سخة من م�سنف في جرائم العدوان على ال�سور من ن�سخة على التحفظ اأو الفكرية الملكية في جرائم العدوان على ال�سور والعلامات، وذلك

�سوؤ التعامل مع مختلف الو�سائط التي ت�سمن الدليل كالاأقرا�ض المرنة وغيرها)37(.

وال�سوؤال المطروح يتمثل في كيفية الانتقال لاإجراء تدركه اأن يمكن لا اإلكتروني ف�ساء في المعاينة

الحوا�ض ؟ . مع العلم اأن م�سرح الجريمة المعلوماتية كما اأ�سلفنا بال�سورة معاينته وتتم تقليدي اأحدهما م�سرحين الاآخر اأما التقليدية، الجرائم المتبعة في التقليدية فم�سرح افترا�سي ، وهذا تتطلب المعاينة فيه الخبرة

التقنية العالية ، والمهارة الفنية المتقدمة . الرقمية اأو المعلوماتية الاآثار اأن ويلاحظ اأن الممكن من الكمبيوتر اأجهزة من الم�ستخل�سة مثل معلومات، من تحتويه فيما جدا غنية تكون والبريد ،Web Page المختلفة المواقع �سفحات Digital الرقمي والفيديو ،E-mail الاإلكتروني ،Digital Audio الرقمي وال�سوت ،Video

Digital Logs of والمحادثة الدرد�سة وغرف والملفات ،Synchronous Chat Sessions

Files Stored ال�سخ�سي الكمبيوتر في المخزنة من يعتبر وكذلك ،on Personal Computer

الاآثار الهامة الدخول للخدمة والات�سال بالاإنترنت Internet Service الخدمة مزود طريق عن

. Provider - ISP

روؤية المعلوماتيةت�سمل الجرائم معاينة فاأن لذلك الجريمة وم�سرح التقليدي، الجريمة م�سرح

الافترا�سي)38(. ويتطلب الاأمر وجود قدر كبير من التعاون والثقة بين اأجهزة تنفيذ القانون المختلفة والموؤ�س�سات التي لتمكين والات�سالات المعلومات خدمة بتقديم تقوم

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {162}

على يجب الخطوات هذه اتباع من التاأكد وبعد ال�سابط المخت�ض بمعاينة م�سرح الجريمة المعلوماتية

مراعاة عدة �سوابط اأهمها:في الموجود الاآلي الحا�سب اأجهزة تحديد .1مكان المعاينة، وتحديد موقعها باأ�سرع فر�سة ممكنة، وفي حالة وجود �سبكة ات�سالات يجب البحث عن خادم "File server" وذلك لتعطيل اأو الموجودة الاأدلة تخزين لمنع الات�سالات

محوها، ويراعي ت�سوير الاأجهزة الموجودة.و�سع حرا�سة كافية على مكان المعاينة ومراقبة .2اإبطال مع الجريمة م�سرح داخل التحركات ت�ساعد قد التي المتحرك الهاتف اأجهزة مفعول الجريمة اأداة تدمير في معينة تقنية طريق عن المعلوماتية عند تو�سيلها بالاأجهزة محل المعاينة.النظام اإعداد بها يتم التي بالطريقة العناية .3

المعلوماتي. م�سرح خارج المعلوماتية المواد نقل عدم .4قد التي المغنطي�سية للقوة تح�سبا الجريمة،

تت�سبب في محو البيانات.وعلي المهملات، �سلة محتويات على التحفظ .5لاحتمال والمخرجات، الاإدخال م�ستندات

�سلتها بالجريمة ورفع ما عليها من ب�سمات.6. الاعتماد على اأ�سحاب المهارات والخبرات الفنية من واأنه المتقدم، والتدريب العالية والتقنية من اأ�سخا�سا المعاينة فريق ي�سم اأن الاأف�سل للح�سول والتحري بال�سبط المخت�سة الجهة

على الاأدلة اأو تحليل الاأدلة و�سوؤال ال�سهود.اأن تتم هذه الاإجراءات وفق مبداأ الم�سروعية في .7

اإطار ما تن�ض عليه القوانين الجنائية)44(.

بطباعتها وا�ستخراجها في هيئة ورقية عن طريق الطابعة)42(.

وبالنظر للطبيعة العابرة لتلك الاآثار، فاأن الثقة في اإلى حد يعتمدان ، وحفظ �سلامتها الرقمية الاأدلة كبير على الت�سرفات الاأولية في م�سرح الجريمة، جدا، محدودة بو�سائل الاأدلة �سلامة وتتحقق الاأ�سا�سية المبادئ من مجموعة مراعاة في تتمثل عملية طوال ومهنية بعناية فالت�سرف الاإر�سادية، التحقيق والتحري في م�سرح الجريمة عن�سر مهم

لقبول الاأدلة الرقمية للاأغرا�ض الق�سائية.المطلب الثاني

ال�شوابط الفنية المتعلقة بمع�ينة م�شرح الجريمة المعلوم�تية

اإتب�عه� قبل الواجب الخطوات الاأول: الفرع التحرك والانتق�ل لم�شرح الجريمة :

معينة اإتباع خطوات يجب اأنه اإلى الاإ�سارة تجدر قبل الانتقال اإلى م�سرح الجريمة منها:

الجريمة، مكان عن م�سبقة معلومات توفير .1مداهمتها المتوقع الاأجهزة وعدد نوع وعن و�سبكاتها ، لتحديد اإمكانية التعامل معها فنيا

من حيث ال�سبط والتاأمين وحفظ المعلومات.اإعداد خريطة للموقع الذي تتم مداهمته واإعداد .2

خطة لذلك . من ال�سرورية الاحتياجات على الح�سول .3بها للا�ستعانة الاإلكترونية والبرامج الاأجهزة

في الفح�ض والت�سغيل.تاأمين التيار الكهربائي بحيث لا يتم التلاعب اأو .4التخريب عن طريق قطع التيار اأو تعديل الطاقة

الكهربائية)43(.

{163}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

معالجة الملفات: الذي يمكن المحقق من العثور على القر�ض اأو على ال�سبكة اأي مكان على الملفات في ال�سلب ، وبرنامج الن�سخ : الذي يمكن ت�سغيله من قر�ض مرن وي�سمح بن�سخ البيانات من الحا�سوب على �سرا اآخر قر�ض اإلى ونقلها بالمتهم الخا�ض التوازي اأو على التوالي، وبرنامج الات�سالات: وهو برنامج يمكن به ربط جهاز حا�سوب المحقق مع جهاز حا�سب المتهم لنقل ما به من معلومات وحفظها في جهاز ن�سخ المعلومات ثم اإلى القر�ض ال�سلب، وهذه تعتبر اأهم الطرق لجمع الاأدلة الرقمية التي يقوم بها المتحري في مجال معاينة الجريمة المعلوماتية نظرا

لعلمية ودقة هذه الاأدلة . فعلى ، زالت جارية لا اأو وقعت الجريمة و�سواء لت�سكيل النتائج عن مف�سل تقرير تجهيز المحقق الق�سية ، والمحققون في ذلك يجدون اأنف�سهم اأمام ر�سائل تق�سي عن الم�سئولون فهم �سعبة مهمة المخفية في الملفات اأو المحذوفة الاإلكتروني البريد للملفات الهائل اإليالكم بالاإ�سافة المتهمين، اأجهزة التي يجب معاينتها ، مع عمل ن�سخة طبق الاأ�سل بالحا�سب( التخزين )ذاكرة دي�سك الهارد من

تجنبا لتغير اأو تخريب الاأدلة)47(. يجب الاأقرا�ض على الرقمية الاأدلة حفظ وعند تدوين عدة بيانات اأهمها: الوقت والتاريخ، وتوقيع اأو وا�سم الن�سخة، باأعداد قام الذي ال�سخ�ض الاأوامر اأو البرامج وا�سم الت�سغيل، نظام نوع في الم�سمنة ،والمعلومات الن�سخ لاإعداد الم�ستعملة والتوقيعات الت�سديق ور�سالة المحفوظ، الملف الرقمية، ثم يتم بعد ذلك تقييم الاأ�سياء التي وجدت اإيجاد علاقة بين للبحث حول في م�سرح الجريمة

اأهمية ذو ال�سابقة وال�سوابط الخطوات اتباع اإن اأن يمكن الوقائية التدابير غياب لاأن ، ق�سوى المحققين ي�سلل مما مهمة، اأدلة اإتلاف اإلى يوؤدي وفي للتحقيق، النهائية النتيجة على �سلبا ويوؤثر اأو يوؤدي اأ�سواأ الحالات قد يمنع ذلك حل الق�سية

اإلى ا�ستنتاج خاطئ)45(.الفرع الثاني: اإجراءات مع�ينة م�شرح الجرائم

معلوم�تية الم�شتمرة:الجريمة م�سرح في المعاينة اإجراءات تختلف التامة عنها في م�سرح الجريمة الم�ستمرة والتي ما يرتكز الاأولي المحقق في فدور التنفيذ، قيد تزال �سبيل على منها اأ�سا�سية، اإجراءات اإتباع على المعاينة اأما وتحريزها، الاأدلة وحفظ جمع المثال تتخذ الاإجراءات فاإن ارتكابها جاري جريمة في مجرد لي�ست هنا الحالة اأن حيث اآخر، منحني م�سرح جريمة �ساكن مع مجموعة من الاأدلة، بل هنا ال�سطح على تظهر جديدة باأدلة حي م�سرح لدينا مراقبة معدات المحققون يحتاج وقد با�ستمرار، تكون واأن المتهم، لاأن�سطة ال�سرية للمتابعة خا�سة على تعمل ال�سبكة، م�ستخدمي عن معدات مخفية متابعة اأن�سطة الم�ستخدم، وك�سف اأنماط الا�ستخدام المثيرة للت�ساوؤل ، بالاإ�سافة اإلى ك�سف الاختراقات

الاأمنية.الن�ساطات لمراقبة البرامج يعد اأن للمحقق ويمكن الممنوعة اأو غير المعتادة وا�سعا في الاعتبار القوانين

المتعلقة ب�سرية الم�ستخدم وخ�سو�سيته)46(.الجريمة م�سرح معاينة في الا�ستعانة وللمحقق المعلوماتية الم�ستمرة بعدة برامج ت�ساهم في متابعة الاأدلة الرقمية وجمعها منها على �سبيل المثال برنامج

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {164}

قد ال�سوداني الم�سرع ومنها العربية فالت�سريعات بتنظيم وقامت الاإلكترونية، بالو�سائل اعترفت يجعلها الذي بال�سكل الو�سائل هذه قبول �سروط حجة للوقائع التي ت�سمنتها، اإلا اأنه في مقابل هذا الاعتراف ظلت اإجراءات الح�سول على هذه الاأدلة لجمع التقليدية الاإجرائية القواعد نف�ض تحكمها وا�ستخلا�ض الدليل الم�ستمد من البيئة اأو الو�سط الم�سرح عن كثيرا يختلف والذي الاإلكتروني،

التقليدي الذي ترتكب فيه الجريمة .قانون في ين�ض ال�سوداني الم�سرع اأن فنجد �سرورة على 1991م ل�سنة الجنائية الاإجراءات مكان اإلى التحري عن الم�سئول ال�سابط انتقال ووجود والاأ�سخا�ض الاأمكنة حالة ليثبت الوقائع

الجريمة ماديا)51(. المعلوماتية وجود مادي يمكن للجريمة يكون فهل ال�سوداني الم�سرع اأن حيث معاينته؟ للمتحري مادي وجود لها جريمة ل�سبط الن�ض هذا و�سع ن�سطدم وهنا الخارجي، العالم في مح�سو�ض المعلوماتية الجريمة معاينة اأمام الاأ�سا�سية بالعقبة فالمتحري المعلوماتي، الف�ساء داخل ترتكب التي الاإلكترونية بالنب�سات مليئة بيئة مع يتعامل هنا والبيانات داخل نظم معلوماتية �سديدة الح�سا�سية، لل�سبط قابلة اأوراق اأو اأ�سلحة مع يتعامل ولا والتحريز، وهو ما يوؤكد اأن القواعد التقليدية التي اأمام و�سعت لتواجه �سلوكا ماديا قد تقف عاجزة مواجهة ال�سلوك الاإجرامي في الجريمة المعلوماتية معلوماتي. نظام في مخزنة بيانات عبارة لاأنه ويكون متخ�س�ض متحري انتقال اإثباته يتطلب ملما بمهارات التقنية كما تحتاج لخبير يكون ملما

الجاني وم�سرح الجريمة)48(.وتجمع جميع الاأدلة على مرحلتين :

الجريمة، بم�سرح ماي�سمي اأو ميدانية: الاأولى خلالها ومن المادية، الاأدلة كافة تنبثق منه والذي

يمكن الا�ستدلال والا�ستنتاج، والا�ستنطاق.الدليل تح�سيل يتم مختبريه:وفيها والثانية بدرجاتها للمحاكم وتقديمه حوله التقرير وكتابة

المختلفة)49(.الفنية والمهارات المعرفة اأن لنا يتبين �سبق ومما تتفاوت المعلوماتية الجرائم معاينة في المطلوبة من حالة لاآخرى ، ولكن الذي لا يتغير هو الهدف المعلومات تق�سي في يتلخ�ض والذي الاأ�سا�ض يتحتم بذلك وللقيام المعلوماتية الجريمة لك�سف البيئة في المعاينة اإجراءات لنجاح المحققين على الرقمية الاإلمام بكيفية عمل الحا�سوب وكيفية تفاعل كل مكوناته، ويجب اأن يكون ملما بمهارات كثيرة متعلقة با�ستخراج الدليل الرقمي، من خلال معاينة تدابير اإتباع و�سرورة الرقمي الجريمة م�سرح علمية للحفظ ذلك الدليل وتحريزه، ومن ثم تقديمه

للمحاكم لاإثبات الدعاوي.على القائمين تدريب �سرورة تنبع هنا ومن التحقيق في مجال الجرائم المعلوماتية ، حيث يعد تدريب الاأجهزة العدلية من اأهم عوامل مكافحة هذه الجرائم ، ويظهر ذلك جليا في �سابقة محاكمة عبد ق�سي اإذ ع، م ح�سن/�سد/ اأحمد محمد العزيز التقليدية بالطريقة تم التحقيق لاأن المتهم، ببراءة ولم يتم بال�سكل العلمي ، ح�سب ما اأورده القا�سي الرحمن عبد محمد الرحمن عبد مولانا/ العالم

�سرفي)50(.

{165}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

واأجهزة الت�سنت، تلك الاأدلة التي اأخذ بها الم�سرع ال�سروط من مجموعة اإطار في الق�ساء وقبلها م�سروعة بطريقة عليها الح�سول يتم اأن اأهمها طريق عن ح�سوريا مناق�ستها يتم واأن ، ونزيهة الفرن�سية النق�ض محكمة حكمت وقد ، الاأطراف لها قيمة التي يكون الممغنطة الت�سجيل اأ�سرطة اأن اأمام للتقديم اأن تكون �سالحة اإثبات يمكن كدليل

الق�ساء الجنائي)54(. وقد �ساد مذهب الاإثبات الحر معظم قوانين الوطن العربي فقد ن�ض عليه الم�سرع الم�سري والجزائري وال�سوري والاأردني والليبي والكويتي والقطري.

الفرع الثاني: نظ�م الاإثب�ت الق�نوني المقيد:اأدلة الاإثبات في نظام الاإثبات المقيد يحدد الم�سرع حجية اإلى وبالنظر الاإقناعية، قيمتها ويقدر الذي الق�ساء الجنائي اأمام الاإلكترونية المخرجات يتبني نظام الاإثبات القانوني المقيد كما هو ال�سائد اأن هذا النظام يتميز القانون الاإنجليزي، نجد في في الاإيجابي بالدور يقوم الذي هو الم�سرع بان قبول ينظم الذي فهو الدعوي في الاإثبات عملية الاأدلة، ودور القا�سي فيه دور اآلي لا يتعدي مراعاة توفر الاأدلة و�سوابطها القانونية ويكون ملتزما بما حدده الم�سرع، بيد اأنه قد طراأت عليه بع�ض المرونة بنظرية ياأخذ يعد لم العام القانون اأن نجد حيث مبداأ يتقبل بداأ بل اإطلاقها على القانونية الاأدلة حرية تقدير الاأدلة ، وفي مقدمة الدول التي تتبني هذا النظام ، بريطانيا ، التي اأ�سدرت قانون اإ�ساءة

ا�ستخدام الحا�سوب في عام 1990م .في الولايات المتحدة تناولت بع�ض القوانين حجية الاأدلة الاإلكترونية، كقانون الحا�سوب ل�سنة 1984م،

بتحليل البيانات، حتى لا يتكرر ما وقعت فيه جهات فيفلت الذكر اآنفة ال�سابقة في والتحري التحقيق العقاب من المتهمين التقليدية الاإجراءات بتلك

وت�سيع الحقوق من اأ�سحابها.

المبحث الثالثحجية الاأدلة الم�شتمدة من مع�ينة م�شرح

الجريمة المعلوم�تيةالمطلب الاأول

حجية الاأدلة الرقمية في �شوء نظم الاإثب�تنظ�م في الرقمية الاأدلة حجية الاأول: الفرع

الاإثب�ت الحر اأو نظ�م الاأدلة المعنوية:الرقمية لا تثير �سعوبات في هذا الاأدلة اإن حجية الجرائم لاإثبات الاأدلة هذه تقديم ،لحرية النظام المعلوماتية ، حيث لا ير�سم القانون للعائلة المنتمية العربية والدول فرن�سا مثل اللاتيني الاأ�سل اإلى المتاأثرة بها كم�سر والجزائر، طرقا محددة للاإثبات يتقيد بها القا�سي الجنائي ، بل يترك حرية الاإثبات للاأطراف المتخا�سمين اأن يقدموا ما يرونه منا�سبا في الحرية للقا�سي يترك كما القا�سي، لاقتناع

تكوين اعتقاده في اأي دليل يطرح اأمامه)52(. وقد خول الم�سرع الفرن�سي لرئي�ض محكمة الجنايات كافة يتخذ اأن يمكنه بمقت�ساها تفوي�سية �سلطة عن الك�سف في مفيدة اأنها يعتقد التي الاإجراءات الحقيقة حيث لا قيد عليه �سوي �سرفه و�سميره)53(.

المخرجات حجية يدر�ض الفرن�سي الفقه اأن كما المواد الجنائية �سمن م�ساألة قبول الاإلكترونية في مثل العلمية الاأدلة اأو الاآلة عن النا�سئة الاأدلة اأ�سرطة الت�سجيل الرادارات والاأجهزة ال�سينمائية

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {166}

في مقبولا يكون اأن يمكن والاإنترنت الحا�سوب النظم اأو م�ستندي مثله مثل المحكمة كدليل كتابي الحديثة الاأخرى لجمع وت�سجيل المعلومات، وحجة الو�سائل مظلة تو�سيع ت�ستهدف ال�سيلي الفقه العنا�سر لتغطي الاإثبات في الحديثة العلمية

الاإثباتية الناتجة عن جرائم المعلوماتية)58(.اأما الت�سريع ال�سوداني فنجده اأخذ طريقا و�سطا بين المذهبين ويظهر ذلك في قانون الاإثبات ال�سوداني ل�سنة 1983م الملغي، وقانون 1994م النافذ،حيث نجد اأدلة الاإثبات في جرائم الحدود والنكول مثلا ومح�سورة، محددة الاإثبات اأدلة من وغيرها وتكون مطلقة في جرائم التعازير التي من �سمنها يتطلب درجة الم�سرع واإن كان المعلوماتية، جرائم

عالية من الاإثبات واأن يكون حكمه م�سببا)59(.المطلب الثاني

اأ�ش�س قبول الدليل الرقمي في الاإثب�ت الجن�ئيالفرع الاأول: في النظ�م اللاتيني:

يحظر على الم�سرع في هذا النظام اإ�سفاء قوة معينة لاأي دليل من �ساأنه اأن يقيد �سلطة القا�سي في تكوين قناعته، اأو ي�سبغ على بع�سها �سكا اأو عدم ثقة لكي ي�ستبعدها القا�سي، لاأن الدول المنتمية لهذا النظام ت�ستند اإلى مبداأ حرية الاإثبات في الم�سائل الجنائية، كما اأن النظام يخول للقا�سي �سلطة تقييم الاأدلة دون اأن يفر�ض عليه قيدا اأو �سرطا، فالقا�سي حر في اأن ي�ستعين بكل طرق الاإثبات للبحث عن الحقيقة وهو كذلك حر في وزن وتقدير كل دليل، وفي التن�سيق

بين الاأدلة)60(.مما �سبق يت�سح لنا اأنه يجوز للقا�سي الجنائي في الفعل لاإثبات الاإلكتروني الدليل قبول النظام هذا

اإيوا الذي ن�ض : )اأن مخرجات ال�سادر في ولاية الحا�سوب تكون مقبولة بو�سفها اأدلة اإثبات بالن�سبة اأن نجد كما فيه()55(، المخزنة والبيانات للبرامج اأن على تن�ض الاأمريكية الفيدرالية الاإثبات قواعد الن�سخة المطابقة للاأ�سل لها ذات حجية الاأ�سل، اأيا الن�سخ، في الم�ستخدمة الو�سيلة اأو الطريقة كانت بما الاإلكتروني، والت�سجيل والت�سوير، كالطباعة الاإثبات، في الحا�سوب مخرجات بقبول ي�سمح والغالب في الق�ساء الاأمريكي اأنه يعول على قبول

دليل ال�سجلات المحتفظة بها على الحا�سوب)56(. الفرع الثالث: نظ�م الاإثب�ت المختلط:

هو النظام الذي يجمع بين النظامين الحر والمقيد، لو�سع عامة اأ�سا�سية ومبادئ �سوابط اإطار في عملية الاإثبات في الاإطار ال�سحيح، فيعتمد النظام لاإثبات معينة اأدلة القانون يحدد اأن على المختلط يعطي اأو الاآخر، بع�سها دون الوقائع بع�ض مثل القانونية، الاأدلة تقدير في الحرية القا�سي القانون الاإجرائي الياباني، حيث قرر الفقه الياباني اأن ال�سجلات الاإلكترومغناطي�سية تكون غير مرئية المعلوماتية، لاإثبات الجرائم بالن�سبة في حد ذاتها المحكمة، في كدليل ت�ستخدم اأن يمكن لا ولذلك اإذا تم تحويلها اإلى �سورة مرئية ومقروءة عن اإلا طريق مخرجات الطباعة لمثل هذه ال�سجلات، وفي عن الناتجة الاأدلة هذه قبول يتم الحالة هذه مثل اأم الاأ�سل هي كانت �سواء والاإنترنت الحا�سوب

ن�سخة من هذا الاأ�سل)57(.الت�سيلي الجنائية الاإجراءات قانون ين�ض كذلك على اإمكانية قبول الاأدلة الرقمية في المحكمة كدليل عن الناتج الدليل اأن الت�سيلي الفقه ويري اإثبات،

{167}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

�سيما واأنه قد تم الاعتراف بالحجية القانونية لملفات الاإلكترونية والر�سائل وم�ستخرجاته الكمبيوتر المعاملات قانون في المعلوماتي المحتوي ذات

الاإلكترونية ال�سوداني ل�سنة 2007م)64(.اإلى عادة الق�ساء يلجاأ الم�سكلة هذه ولتجاوز والتثبت الك�سف عمليات لاإجراء الخبراء انتداب تقديم ثم ومن الاإلكترونية الوثائق محتوي من الوثائق لا الاأ�سا�سية البينة هو يعد الذي التقرير حكومة �سابقة في جليا ذلك ويبدو ، الاإلكترونية

ال�سودان/�سد/ �ض.م.اأ)65(.الوثائق يعتمد اأن الم�سرع على الاأولى وكان بع�سها ويقدم اأ�سا�سية كبينة الاإلكترونية الحا�سوب كجهاز - المحكمة اأمام كمعرو�سات مناق�سة تتم ثم ومن - الجريمة اأداة والهواتف الفنيين المخت�سين في الجوانب المعلوماتية في تلك يتطلب وهذا ، المعلوماتية والمعرو�سات الوثائق الخبرة الفنية العالية للق�ساء والتدريب المتقدم في

مجال المعلوماتية .والملاحظ مما تقدم اأن الاأنظمة القانونية المختلفة قد قبلت الاأدلة المتح�سلة من الو�سائل المعلوماتية كاأدلة اإثبات، واإن كان النظام الاأنجلو�سك�سوني قد اأورد كذلك اإثبات، كاأدلة لقبولها ال�سروط من الكثير ت�سمن توجيهات لكيفية تقدير قيمة اأو وزن البينة نظرا وذلك المعلوماتية، الو�سائط من الم�ستخرجة على الاأ�سل في يعتمد والذي النظام هذا لطبيعة واإعلائه التوجيه مبداأ على القائم الاإتهامي النظام الق�ساء، اأمام الاأدلة وتحقيق بال�سهادة للاإثبات الرقمية الاأدلة ب�سلاحية الت�سليم من الرغم وعلي لتكون اأدلة اإثبات فاأنها لا تكون معبرة عن الحقيقة

المعلوماتية الجرائم،والجرائم �سائر في الجنائي على وجه الخ�سو�ض.

الفرع الثاني: في النظ�م الاأنجلو�شك�شوني:يقبل الاإنجليزي الم�سرع اأن نجد النظام هذا في الجنائي الاإثبات في كدليل الاإلكتروني الدليل وذلك خروجا عن الاأ�سل العام الذي يتبناه القانون ال�سماعية)61( ال�سهادة قبول عدم في الاإنجليزي اإلا اأن هذا القبول مقيد ب�سروط ن�ض عليها قانون

ال�سرطة والاإثبات الجنائي ل�سنة 1984م)62(. قبول اأن نجد ال�سوداني الاإثبات قانون في اأما البينة اأمر يحكمه القانون اأما وزنها فهو اأمر متعلق بالوقائع ، وقد ا�ستقر الفقه والق�ساء باأن للقا�سي �سلطة تقديرية وا�سعة في تقدير الاأدلة ، وا�ستنباط �سريطة دلالات من الوقائع تحمله وما الاأحكام، اليقين، ومرتبطا الدليل ثابت على درجة اأن يكون بالواقعة الرئي�سية ومن�سجما مع الت�سل�سل المنطقي العدل، ح�سب ن�سو�ض للاأحداث، وفق ما يحقق

قانون الاإثبات ل�سنة 1994م)63(.وين�سحب ذلك على الاأدلة الرقمية ، والتي تعد من علمية، بقواعد محكمة لاأنها العلمية، المادية الاأدلة معالجة وهي التاأويل، تقبل لا قاطعة وح�سابية في القاعدة اأن وبما ، معلوماتية تقنية بو�سائل الدعاوي الجنائية جواز الاإثبات بكافة طرق الاإثبات القانونية ، ويقيد على هذه القاعدة اأن الدليل يتعين هنا من القانون، يقبلها التي الاأدلة من يكون اأن الحديثة المعلوماتية الو�سائل اإدراج اأهمية تظهر القانون واعتراف الاإثبات، و�سائل من كو�سيلة قانون في �سراحة عليها والن�ض الرقمية بالاأدلة لا المعلوماتية، جرائم تزايد مع خا�سة الاإثبات،

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {168}

فنية لا�ستخلا�سها وتحليلها . قبول للقا�سي يتيح قانوني ن�ض وجود عدم .7في مبا�سرة ب�سورة الاإلكترونية الم�ستندات

الت�سريع ال�سوداني.ثانيا: التو�شي�ت :

الاإجرائية التقليدية القواعد في النظر اإعادة .1المتعلقة بالمعاينة لاأن اإثبات الجريمة المعلوماتية

يتطلب قواعد خا�سة للتعامل مع الاأدلة .والق�ساء والنيابة ال�سرطة تاأكيد حاجة رجال .2بالتقنية تامة معرفة لاكت�ساب التدريب اإلى

المعلوماتية المت�سلة بالجريمة.الاإثبات قانون في �سراحة الن�ض �سرورة .3ي�ستند اأن في الحق للقا�سي باأن ال�سوداني على الاأدلة الم�ستخرجة من الو�سائط المعلوماتية

كاأدلة رئي�سة في الاإثبات.

فهر�س الم�ش�در والمراجعاأولا: القراآن الكريم.ثانيا: كتب الق�نون:

جرائم في والتحقيق التحري اإجراءات .1 ، الحلبي عياد خالد والاإنترنت، الحا�سوب

دار الثقافة للن�سر والتوزيع ، الاأردن .الاإجراءات الجنائية، د. محمد ذكي اأبو عامر، .2دار الجامعة الجديدة، الاإ�سكندرية،1999م.

عبد د.فهد المعلوماتية، الجنائية الاإجراءات .3الجديدة الجامعة العازمي،دار العبيد الله

للن�سر، الاإ�سكندرية، 2016م.الاإلكترونية، الجريمة في الجنائي الاإثبات .4الجامعة دار قنديل، القادر عبد د.اأ�سرف

اإلا اإذا توفرت لها ذات ال�سروط التي يجب توفرها في اأدلة الاإثبات الجنائي .

خ�تمة البحث

اإليه تو�سلت ما اأهم نورد الدرا�سة هذه في ختام من نتائج وتو�سيات.

اأولا: النت�ئج :الجريمة م�سرح معاينة تتم الغالب في .1في المعاينة عن تختلف ب�سورة المعلوماتية الجريمة التقليدية تتمثل في الانتقال اإلى العالم

الافترا�سي، باإتباع خطوات فنية معينة. بالاآثار المعلوماتية الحديثة ثرية جدا الو�سائل .2بمعاينة يتعلق فيما الرقمية اأو المعلوماتية ذات وت�سبح الاإلكترونية الجريمة م�سرح ا�ستخلا�سها، في روعي اإذا ق�سائية، حجية وال�سوابط القانونية الاإجرائية الم�سروعية

الفنية المتعلقة بمعاينة م�سرح الجريمة. اإن الدليل في الجرائم المعلوماتية يكون عبارة .3نب�سات �سكل على ومعلومات بيانات عن اإلكترونية مما يجعل التحري عنه و�سبطه اأمر

في غاية التعقيد.عليه المجني من والحذر الحيطة اتخاذ عدم .4الجريمة وقوع عند التبليغ عن واإحجامه

ي�ساعد على �سياع معالمها.�سعف من عموما تعاني العدلية الجهات اإن .5

الخبرة الفنية اللازمة في المجال المعلوماتي.والتحقيق التحري اإجراءات على الاعتماد .6مع التعامل عن وعاجز كافي غير التقليدي و�سائل توفر تقت�سي التي الاإلكترونية الاأدلة

{169}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

التزام ال�ساهد بالاإعلام في الجرائم المعلوماتية .14)درا�سة قانونية مقارنة(، د.هلالي عبد األلاه

اأحمد، دار النه�سة العربية، 1997.التحقيق الجنائي والاأدلة الجرمية، د. محمد .15اإلهيتي، دار المناهج للن�سر والتوزيع، حماد

الاأردن، 2006م.البحث والتحقيق الجنائي الرقمي في جرائم .16الحميد عبد ممدوح والاإنترنت، الكمبيوتر م�سر، القانونية، الكتب دار المطلب، عبد

2006م، �ض 125جرائم الن�سر ال�سحفي الاإلكتروني واأحكام .17الم�سوؤليه الجنائية – درا�سة مقارنة ، د. اأحمد عبد الحميد الحاج، وزارة الثقافة والاإعلام،

الاإمارات العربية المتحدة، 2007. المواد في الكمبيوترية المخرجات حجية .18دار اأحمد، األلاه عبد د.هلالي الجنائية

النه�سة العربية ، القاهرة ، 1997م. الواقعة والجرائم الكمبيوتر جرائم لاإثبات .19عبر الاإنترنت في مجال تكنولوجيا المعلومات، النه�سة دار ح�سن، اللطيف عبد د.�سعيد

العربية ، القاهرة،1999م.مبادئ الاإجراءات الجنائية في جرائم الكمبيوتر .20دار حجازي، بيومي الفتاح والاإنترنت،عبد

الفكر الجامعي، م�سر، 2006م.المادية،مكتب والاأدلة الجريمة م�سرح .21والجريمة، بالمخدرات المعني المتحدة الاأمم

فيينا،2009.فن التحقيق الجنائي في الجرائم المعلوماتية، .22د.خالد ممدوح اإبراهيم، دار الفكر الجامعي،

العربية، الاإ�سكندرية،2015.الجرائم النا�سئة عن ا�ستخدام الاإنترنت، د. .5عمر بابكر بن يون�ض، دار النه�سة العربية ،

القاهرة،2004م. في الاإنترنت لجرائم الاإجرائية الجوانب .6هبة نبيلة الاأ�ستاذة الا�ستدلال، مرحلة الاإ�سكندرية، الجامعي، الفكر دار هروال،

2007م. الجرائم الاإلكترونية مابين الت�سريع والتطبيق .7معمر د. المردودة، والاأدلة المقبولة والاأدلة اإبراهيم، �سركة مطابع ال�سودان للعملة علي

المحدودة، ال�سودان، 2017م.الاإثبات، في وحجيتها الاإلكترونية الاأدلة .8الخرطوم، محمد، اإبراهيم علي معمر د.

.2014الدليل الجنائي والتزوير في جرائم الكمبيوتر .9الاآلي الحا�سب بجرائم متعلقة )درا�سة والاإنترنت(، د. عبد الفتاح بيومي حجازي،

دار الكتب القانونية، م�سر، 2002م.الجنائية، الاإجراءات قانون في الو�سيط .10العربية، النه�سة �سرور،دار فتحي د.اأحمد

القاهرة ، 1979م.الو�سيط في �سرح قانون الاإجراءات الجنائية، .11

د. ي�ض عمر يو�سف، الخرطوم، 2002م.الاإلكترونية، الجريمة في الجنائي الاإثبات .12الجامعة دار قنديل، القادر عبد اأ�سرف د.

العربية، الاإ�سكندرية، 2015.التقا�سي الاإلكتروني، د.خالد ممدوح اإبراهيم، .13

دار الفكر الجامعي، الاإ�سكندرية، 2007.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {170}

خالد ممدوح اإبراهيم، الملتقي العلمي لمكافحة الريا�ض،23-25�سوال، المعلوماتية، جرائم

الموافق20-28اأكتوبر1993م.الجرائم في والتحري التحقيق اإجراءات .3المعلوماتية، د.محمد عبد الكريم، ورقة علمية لور�سة عمل تدريب العاملين في المجال ال�سرفي والق�ساء والاإدعاء في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية، مركز طيبة،المدينة المنورة، المملكة

العربية ال�سعودية، 7-9ذوالحجة 1453هـ.دائرة جرائم المعلوماتية "الواقع- الم�ستقبل" .4ماأمون م�سرف اللواء/د. تطبيقية، درا�سة عبا�ض النعمة، اأكاديمية الاأمن العلياء، دورة

الزمالة رقم )4(، 2009-2010م.دليل الاإثبات الاإلكتروني،قا�سي الا�ستئناف/ .5�سو�سن �سندي �سعيد، مجلة جامعة �سندي،

العدد الحادي ع�سر، يوليو2011.في المعا�سرة الجنائية ال�سيا�سة م�سكلات .6الدين محي المعلومات،د.محمد نظم جرائم عو�ض، ورقة علمية للموؤتمر ال�ساد�ض للجمعية الم�سرية للقانون الجنائي، القاهرة،1993م.

نموذج مقترح لقواعد اعتماد الدليل الرقمي .7الكمبيوتر،موؤتمر عبر الجرائم في للاإثبات ال�سريعة بين الاإلكترونية الم�سرفية الاأعمال والقانون،د.ممدوح عبد الحميد عبد المطلب، زبيدة جا�سم ، وعبد الله عبد العزيز ، المجلد

الخام�ض ، في 10-12مايو2003م.�سلطة القا�سي الجنائي في تقدير الاأدلة - درا�سة .8

الاإ�سكندرية ، 2009م. تدريب رجال العدالة، د. محمد ال�سيد عرفة، .23جامعة نايف العربية للعلوم الاأمنية، الريا�ض،

2005م.ثالثا: كتب اللغة العربية والمع�جم:

للمجمعات العامة الاإدارة الو�سيط، المعجم .1الطبعة ج.م.ع(، العربي) التراث واإحياء

الرابعة، مطبعة ال�سروق الدولية، 2004م.الم�سباح المنير في غريب ال�سرح الكبير للرافعي، .2دار الفيومي، المقري علي بن محمد بن اأحمد

الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2010م.ال�سحاح تاج اللغة وال�سحاح العربية ، اأبي .3،دار الجوهري حماد بن اإ�سماعيل ن�سر

الحديث ، القاهرة ،2009م.مختار ال�سحاح ، محمد بن اأبي بكر الرازي، .4

دار الر�سالة ، الكويت،1983م.مختار ال�سحاح ، محمد بن اأبي بكر الرازي، .5 ، بيروت ، لبنان مكتبة ، المعاجم دائرة

1989م ، �ض 89 .احمد د. ، المعا�سرة العربية اللغة معجم .6مختار عبد الحميد عمر، مطبعة عالم الكتب،

ط1، 2008م، ج2 �ض.رابعا: البحوث والاأوراق العلمية:

التحقيقفي الجرائم الم�ستحدثة، اللواء/د.محمد .1الاأمين الب�سري، ورقة علمية مقدمة اإلى موؤتمر بكلية والاإنترنت، الاآلي والحا�سب القانون العربية الاإمارات جامعة والقانون، ال�سريعة

المتحدة، في الفترة ما بين 1-4 مايو2000م.اإجراءات التحقيق في الجرائم المعلوماتية، د. .2

{171}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

رقم الفرن�سي الجنائية الاإجراءات قانون .6150 ل�سنة 1950م، تعديل 2000م .

قانون اإ�ساءة ا�ستخدام الحا�سوب البريطاني .7ل�سنة 1990م .

رقم ال�سيلي الجنائية الاإجراءات قانون .820217، ل�سنة 2007م.

�ساد�سا: المجلات وال�شوابق الق�ش�ئية:مجلة الاأحكام الق�سائية ال�سودانية 2013م .1

�سابقة محاكمة عبد المجيد عبد العزيز محمد .2ح/2007م ع/ف م /�سد/ ح�سن اأحمد

)غير من�سورة(.

مقارنة، د. فا�سل زيدان، ر�سالة دكتوراه، كلية الحقوق، جامعة بغداد، 1992م.

خام�سا: القوانين:ل�سنة ال�سوداني الجنائية الاإجراءات قانون .1

.1991قانون الاإثبات ال�سوداني ل�سنة1994. .2

قانون المعاملات الاإلكترونية ال�سوداني ل�سنة .3.2007

ل�سنة الاإنجليزي والاإثبات ال�سرطة قانون .41984م.

البلجيكي، الجنائي التحقيق قانون .5نوفمبر2000م.

الهوام�س :اأميمه محمود محمد ب�شير - مح�مي.

ال�شريعة كلية - م�ش�عد اأ�شت�ذ - اأحمد الخزين العركي الله د.دفع والق�نون ج�معة الزعيم الاأزهري.

كلية - م�ش�رك اأ�شت�ذ - محمد الف�شيل عبد الكريم عبد د.محمد الق�نون ج�معة بحري.

المعلوم�ت، نظم جرائم في المع��شرة الجن�ئية ال�شي��شة م�شكلات -1الم�شرية للجمعية ال�ش�د�س الموؤتمر عو�س، الدين محي د.محمد

للق�نون الجن�ئي، الق�هرة، 1993، �س361.المعجم الو�شيط ، الاإدارة الع�مة للمجمع�ت واإحي�ء التراث العربي ، -2

ط4، مطبعة ال�شرق الدولية ،2004م ، �س 426، م�دة �شرح.مخت�ر ال�شح�ح، محمد بن اأبي بكر الرازي، دار الر�ش�لة ، الكويت ، -3

1983م ، �س 124، مجمع اللغة العربية المعجم الو�شيط ،�س 426عمر، الحميد عبد مخت�ر احمد د. ، المع��شرة العربية اللغة معجم -4

مطبعة ع�لم الكتب ، ط1 ، 2008م ، ج2 �س 1053 .مخت�ر ال�شح�ح ، الاإم�م محمد بن اأبي بكر الرازي ، ، دائرة المع�جم، -5

لبن�ن ، بيروت، 1989م، �س 89 .الم�شب�ح المنير في غريب ال�شرح الكبير للرافعي، اأحمد بن محمد بن علي -6المقري الفيومي، 01/97، دار الكتب العلمية، بيروت، لبن�ن،2010م،

مخت�ر ال�شح�ح محمد بن اأبي بكر الرازي، مرجع �ش�بق ، �س721.فن التحقيق الجن�ئي، د.خ�لد ممدوح اإبراهيم، دار الفكر الج�معي، -7

2006، �س87.م�شرح الجريمة والاأدلة الم�دية ،مكتب الاأمم المتحدة المعني ب�لمخدرات -8

والجريمة، فيين�، 2009، �س1التحقيق الجن�ئي والاأدلة الجرمية، محمد حم�د الهيتي، دار المن�هج -9

للن�شر والتوزيع، الاأردن، 2006م ،ط1، �س69-68.الفكر دار الاإلكترونية، الجرائم في الجن�ئي التحقيق فن -10

الج�معي،الاإ�شكندرية،2009م،�س75.

المقبولة والاأدلة والتطبيق الت�شريع م�بين الاإلكترونية الجرائم -11ال�شودان، المحدودة، للعملة ال�شودان مط�بع �شركة والمردودة،

2017م، �س64.الميداني ب�لعمل تقوم ،وهي 2003م في الجريمة م�شرح اإدارة اأن�شئت -12اأهم الجرائم،ومن م�شرح بمع�ينة تقوم حيث الجن�ئية، الاأدلة لدائرة اخت�ش��ش�ته� تقديم الدعم الفني في عملية اكت�ش�ف الجرائم، ومن اأهدافه� 1/المع�ينة وتفتي�س ودرا�شة م�شرح الجريمة، 2/ رفع العين�ت للاأدلة اإ�شدار تقرير وافي بم� الفنية وتحريزه� وت�شليمه� للمتحري، 3/ تم في م�شرح الجريمة،4/ ت�أمين م�شرح الجريمة وحفظه،5/ تقديم ال�شه�دة العلمية للمح�كم ب�أنواعه� و�شه�دة الخبرة. اأنظر:دائرة م�شرح

.www.gafe.gov.sd:الجريمة على الموقع الر�شمي ال�شودانيالق�در عبد د.اأ�شرف الاإلكترونية، الجريمة في الجن�ئي الاإثب�ت -13

قنديل، دار الج�معة العربية، الاإ�شكندرية، 2015م، �س116.تطبيقية، الم�شتقبل" – درا�شة " الواقع- المعلوم�تية دائرة جرائم -14العلي�ء، الاأمن اأك�ديمية النعمة، عب��س م�أمون م�شرف د. اللواء/ الم�دة تحت 2009/1م، رقم بلاغ 2010م، -2009 الزم�لة دورة

17/4،�س 98.تطبيقية، الم�شتقبل" – درا�شة " الواقع- المعلوم�تية دائرة جرائم -15رقم بلاغ �ش�بق، مرجع النعمة، عب��س م�أمون م�شرف د. اللواء/

2009/4، تحت المواد 17/16/15/14، �س 99.تطبيقية، الم�شتقبل" – درا�شة " الواقع- المعلوم�تية دائرة جرائم -16

اللواء/ د. م�شرف م�أمون عب��س النعمة، مرجع �ش�بق، �س 99.التق��شي الاإلكتروني، د.خ�لد ممدوح اإبراهيم، دار الفكر الج�معي، -17

الاإ�شكندرية، ط1، 2003م، �س323.�س �ش�بق، مرجع الرازي، بكر اأبي بن ،محمد ال�شح�ح مخت�ر -18

.209الو�شيط في ق�نون الاإجراءات الجن�ئية، د.اأحمد فتحي �شرور، دار -19

النه�شة العربية، الق�هرة، ط2، 1981م، �س481.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {172}

الجن�ئية الم�شئولية واأحك�م الاإلكتروني ال�شحفي الن�شر جرائم -20)درا�شة مق�رنة(، د. اأحمد عبد الحميد الح�ج ،وزارة الثق�فة والاإعلام

الاإم�رات العربية المتحدة،2007، �س44.والاإنترنت،عبد الكمبيوتر جرائم في الجن�ئية الاإجراءات مب�دئ -21الفت�ح بيومي حج�زي، دار الفكر الج�معي ، م�شر، 2006، �س 331.

البحث والتحقيق الجن�ئي الرقمي في جرائم الكمبيوتر والاإنترنت، -22ممدوح عبد الحميد عبد المطلب، دار الكتب الق�نونية،م�شر، 2006م،

�س 125اإجراءات التحري والتحقيق في جرائم الح��شوب والاإنترنت ،خ�لد -23

عي�د الحلبي ، دار الثق�فة للن�شر والتوزيع ، الاأردن ،�س249 .الاإثب�ت الجن�ئي في الاأدلة الاإلكترونية، د.اأ�شرف عبد الق�در قنديل، -24

مرجع �ش�بق، �س126-125.نموذج مقترح لقواعد اعتم�د الدليل الرقمي في الاإثب�ت في الجرائم -25عبر الكمبيوتر ، د.ممدوح عبد المجيد عبد المطلب واآخرين ، موؤتمر اأعم�ل المعرفة الاإلكترونية بين ال�شريعة والق�نون، المجلد الخ�م�س،

دبي، المنعقد في 10-12/م�يو2003م، �س224.دائرة جرائم المعلوم�تية " الواقع – الم�شتقبل" ، د. م�شرف م�أمون -26

عب��س النعمة، مرجع �ش�بق، �س82-81.بن اإ�شم�عيل ن�شر لاأبي ، العربية وال�شح�ح اللغة ت�ج ال�شح�ح -27

حم�د الجوهري ، دار الحديث ، الق�هرة ، 2009 م ، �س 833.الجديدة، الج�معة دار ع�مر، اأبو ذكي د.محمد الجن�ئية، الاإجراءات /

ط7، الجن�ئية الاإجراءات ق�نون )158(من الم�دة عليه ن�شت م� هذا -28اأثن�ء للق��شي يجوز ك�لاأتي:)اأنه وذلك 1991م، ل�شنة ال�شوداني المح�كمة اأن يقوم بمع�ينة المك�ن الذي اأدعي ارتك�ب الجريمة فيه اأو

مع�ينة مك�ن اآخر اإذا قرر اأن ذلك لازم لاكتم�ل البينة (.م�شرح الجريمة، مكتب الاأمم المتحدة المعني ب�لمخدرات والجريمة، -29

مرجع �ش�بق، �س4. ممدوح د.خ�لد المعلوم�تية، الجرائم في الجن�ئي التحقيق فن -30

اإبراهيم/ مرجع �ش�بق، �س 92.الو�شيط في �شرح ق�نون الاإجراءات الجن�ئية، د.ي�س عمر يو�شف، -31

الخرطوم،ط1، 2003م،�س224-223.الجرائم الن��شئة عن ا�شتخدام الاإنترنت، د.عمر اأبوبكر بن يون�س، -32

دار النه�شة العربية الق�هرة، 2004م، �س 895.الجن�ئية الاإجراءات ق�نون من الم�دة)1/48/اأ( عليه تن�س م� هذا -33ال�شوداني ل�شنة 1991م، وذلك ك�لاأتي:- )علي ال�ش�بط الم�شئول بعد

رفع التحري اأن : )اأ( ينتقل فورا اإلى مك�ن الوق�ئع ليتحري فيه�.الاأدلة الاإلكترونية وحجيته� في الاإثب�ت، اأ.معمر علي اإبراهيم محمد، -34

الخرطوم، 2014م، �س30.الق�در عبد د.اأ�شرف الاإلكترونية، الجريمة في الجن�ئي الاإثب�ت -35

قنديل، مرجع �ش�بق، �س121-120.متعلقة درا�شة الكمبيوتر- جرائم في والتزوير الجن�ئي الدليل -36الفت�ح بيومي حج�زي، د.عبد ، الاآلي والاإنترنت بجرائم الح��شب

دار الكتب الق�نونية، م�شر، 2003م، �س29-28.ممدوح د.خ�لد الاإلكترونية، الجرائم في الجن�ئي التحقيق فن -37

اإبراهيم، مرجع �ش�بق، �س175. Internet( ل اخت�ش�را وهي )ISP( الاإنترنت خدمة مزود -38Service Provider( وهو ال�شركة التي تزود لعملائه� اإمك�نية

الو�شول للاإنترنت .

الجرائم الن��شئة عن ا�شتخدام الاإنترنت ، د.عمر اأبوبكر بن يون�س ، -39مرجع �ش�بق، �س 859.

دليل الاإثب�ت الاإلكتروني ، ق��شي الا�شتئن�ف/ �شو�شن �شعيد �شندي، -40مرجع �ش�بق ،�س 143 .

الاإ�شتدلالت جمع مرحلة في الاإنترنت لجرائم الاإجرائية الجوانب -41 ، الاإ�شكندرية الج�معي، الفكر دار هروال، هبة ،د.نبيلة والتحري

2007م، �س219الب�شري، الاأمين اللواء/د.محمد الم�شتحدثة، الجرائم في التحقيق -42ورقة علمية مقدمة اإلى موؤتمر الق�نون والح��شب الاآلي والاإنترنت، في المتحدة، العربية الاإم�رات بج�معة والق�نون ال�شريعة بكلية

الفترة بين 1-4م�يو2000م، �س 113.الب�شري، اللواء/ د.محمد الاأمين التحقيق في الجرائم الم�شتحدثة، -43

مرجع �ش�بق، 115.م�شرح الجريمة والاأدلة الم�دية، مكتب الاأمم المتحدة المعني ب�لمخدرات -44

والجريمة، مرجع �ش�بق، �س3.الاإجراءات الجن�ئية المعلوم�تية، د.فهد عبد الله العبيد الع�زمي، دار -45

الج�معة الجديدة، الاإ�شكندرية، 2016م، 578.النظ�م ت�شغيل هو الجن�ئي التوثيق اأخط�ء اأكبر من اأنه حيث -46المن�شب على الجه�ز والعمل على مع�ينته مب��شرة دون اأخذ ن�شخة المتهم يملك خبرة ف�أن ك�ن الرئي�شية من الح��شب، ذاكرة ك�ملة من برمجية ب�شيطة ي�شتطيع ت�شميم برامج يقوم بحذف الملف�ت ب�شكل تلق�ئي عند بدء الت�شغيل في الح�ل اإذا لم تدخل كلمة المرور المعنية

اأو تم اإدخ�ل كلمة خ�طئة. محمد د. المجتمعية، العدالة نظ�م اإلى الجن�ئية العدالة نظ�م من -47

الاأمين الب�شري، الطبعة الاأولي، 2007، �س 84.�شندي،مرجع �شعيد �شو�شن الق��شي/ ، الاإلكتروني الاإثب�ت دليل -48

�ش�بق، �س143ب�أخذ لل�ش�كي،وق�م ال�شري الرقم ب��شتخدام اأتهم قد المتهم وك�ن -49اأموال الم�شتركين م�شبب� ك�شب� غير م�شروع لنف�شه ، وخ�ش�رة لل�ش�كي حيث ك�ن المتهم يعمل لدي �شركة الخدم�ت ، ويقوم بتح�شيل اإيرادات ال�شركة، ويودعه� في ح�ش�ب ال�شركة عن طريق الح��شوب ، الذي هو تحت اإ�شراف ال�ش�كي وم�شئوليته ، وعن طريق الغ�س تح�شل على كلمة ال�شر Password((، الخ��شة ب�ل�ش�كي ، وق�م بتحويل مبلغ ثلاثة وثلاثين مليون جنيه اإلى ح�ش�ب وهمي، وحوله� لم�شلحته ، لم ي�شتطيع الاته�م تقديم بينة ، لذلك ق�شي ببراءته.اأنظر �ش�بقة رقم ف

ح/2007/130م ) غير من�شورة(.ل�شنة ال�شوداني الجن�ئية الاإجراءات ق�نون من )48( الم�دة اأنظر -50

1991م.حجية المخرج�ت الكمبيوترية في المواد الجن�ئية، د.هلالي عبد الاإله -51

اأحمد، دار النه�شة العربية ، الق�هرة،1997م، �س42.الم�دة 310 من ق�نون الاإجراءات الجن�ئية الفرن�شي رقم 150 ل�شنة -52

1950، تعديل 2003م .التزام ال�ش�هد ب�لاإعلام في الجرائم المعلوم�تية- درا�شة ق�نونية مق�رنة، -53

د.هلالي عبد الاإله اأحمد ، دار النه�شة العربية ، 1997م ،�س 42. الم�دة 716 / اأ/ 16 من ق�نون الح��شوب ل�شنة 1984م ،ال�ش�در في -54

ولاية اإيوا الاأمريكية .لاإثب�ت جرائم الكمبيوتر والجرائم عبر الاإنترنت- الجرائم الواقعة -55دار ح�شن، اللطيف عبد د.�شعيد المعلوم�ت، تكنولوجي� مج�ل في

النه�شة العربية، الق�هرة، 1999م، �س165.

{173}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الم�دة من ق�نون الاإثب�ت ل�شنة 1994م. -63ال�شوداني الاإلكترونية المع�ملات ق�نون من )4( الم�دة ن�شت حيث -64ل�شنة 2007م على اأن ) العقد الاإلكتروني يكون �شحيح� ون�فذا عند ارتب�ط الاإيج�ب ب�لقبول عبر ر�ش�لة البي�ن�ت ( ، والمق�شود بر�ش�لة البي�ن�ت في هذا الق�نون ح�شب ن�س الم�دة )2( هي ) المعلوم�ت التي يتم اإنت�جه� اأو اإر�ش�له� اأو ا�شتلامه� اأو تخزينه� بو�ش�ئل اإلكترونية اأو ب�شرية اأو و�ش�ئل تقنية و البرق اأو التلك�س اأو الن�شخ البرقي (، ب�لاإرادة الت�شرف )اأن الق�نون على ذات )7( من الم�دة كذلك ن�شت الم�شتند حكم ي�أخذ بي�ن�ت �شكل في �شدوره ح�لة في المنفردة التي الجهة على حجة الر�شمية الم�شتندات تكون حيث الر�شمي(، اأ�شدرته� وعلي الك�فة م� لم يثبت تزويره� كم� ورد في الم�دة )41(

من ق�نون الاإثب�ت ال�شوداني ل�شنة 1994م .ال�شه�دة من اأخذ اأن مع�لجة ( ق�شت محكمة الا�شتئن�ف في حكمه� -65المح�دث�ت التي جرت بين المتهم وال�شهود هي تم�م� كمقت�شي الم�دة �شركة من الم�شتند دون من اأن ب�عتب�ر ، الاإثب�ت ق�نون من )30(الات�ش�لات تعتبر �شه�دته �شه�دة خبير، كم� اأن ذات الم�شتند الذي اأف�د بتدوين المك�لم�ت ت�شري عليه اأحك�م الم�دة )40( من ق�نون الاإثب�ت ، واأري الاأخذ بذلك الم�شتند كحجة ق�طعة، كن�س الم�دة )41( من ق�نون حكومة 2013م، ال�شودانية الق�ش�ئية الاأحك�م مجلة الاإثب�ت(، مح�دث�ت 1994م، ل�شنة الاإثب�ت ق�نون �س.م.اأ، /�شد/ ال�شودان

الموب�يل – وزنه�، �س142.

، اإبراهيم علي اأ.معمر ، الاإثب�ت في وحجيته� الاإلكترونية الاأدلة -56مرجع �ش�بق، �س92.

رقم ال�شيلي الجن�ئية الاإجراءات ق�نون من 113 الم�دة راجع -5720217ل�شنة 2007م.

اأنظر الم�دة )4( من ق�نون الاإثب�ت ال�شوداني ل�شنة 1994م. -58د.ف��شل مق�رنة، دار�شة الاأدلة- تقدير في الجن�ئي الق��شي �شلطة -59

زيدان ،كلية الحقوق، ج�معة بغداد، 1992م، �س60.ولقد ق�شت المحكمة الجن�ئية في اإنجلترا بذلك ، حيث بينت في حكمه� -61كيفية التع�مل مع الاأدلة الم�شتخرجة من الح��شوب ، ويتلخ�س الحكم اإنك�ر اأو اأنه من الخ�طئ رف�س اأنه يبدو لهذه المحكمة ) فيم� يلي اأية مزاي� اأو �شلاحي�ت مقررة وفق� لق�نون الاإثب�ت، يمكن بمقت�ش�ه� التو�شل عن طريق التقني�ت الجديدة والو�ش�ئل الحديثة الت�أكد من �شحة و�شدق الت�شجيل ، حيث يمكن التثبت من ذلك ، وكذلك يمكن التعرف بو�شوح على الاأ�شوات الم�شجلة . والم�شتخل�س هو اأن الدليل توؤيد ثم ومن قبوله، يمكن ، ب�لمو�شوع ال�شلة وثيق الاإلكتروني الاعتب�ر بعين دائم� ينظر اأن ويجب ، الاأ�شرطة هذه قبول المحكمة اإلى مثل هذا الدليل ، وتقدير قيمته في �شوء جميع الظروف ب�لن�شبة لكل ق�شية(.اأنظر: لاإثب�ت جرائم الكمبيوتر والجرائم المرتكبة عبر

الاإنترنت ،د.�شعيد عبد اللطيف ح�شن،مرجع �ش�بق، �س199. ل�شنة الاإنجليزي الجن�ئي والاإثب�ت ال�شرطة ق�نون من 69 الم�دة -62

1984م.

{175}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الاإجتهاد وكذلك وجوب وروحا، بالاإن�سان ج�سدا في البراهين التي تدح�ض النظريات الملحدة والتي الاإن�سان اأن تقرر التي الاإ�سلامية ال�سريعة تبطلها خلق في اأح�سن تقويم واأف�سل �سورة، كما اأنه على الاآباء مراعاة التربية ال�سوية لاأبنائهم لاأن الاإن�سان من بمحيطه يتاأثر ثم التدين على مفطورا يولد اأبويه واأ�سرته والمجتمع من حوله في الخير وال�سر من المزيد اإجراء يجب كما والجريمة، وال�سوية الدرا�سات عن علم الاإجرام لتفادي حتمية ارتكاب المجرم بالميلاد للجريمة للو�سول اإلى حل م�ستمد من المنطق الم�سهود اأو دين الفطرة المحمود، بالاإ�سافة اإلى التدريب العملي والم�ستمر على ا�ستخدام المناهج

العلمية في درا�سة الظاهرة الاإجرامية.

مقدمـــــــــــــةالفلا�سفة لدى الاإجرامية الظاهرة تف�سير ظل يخ�سع منحى ياأخذ والعقاب الاإجرام وعلماء الاإلهــي، الهدى عن البعيدة الاإجتهادية للتقديرات باأهواء مختلفة واأغرا�ض اأخرى، والنظريات المادية المنكرة لدور الاأديان ال�سماوية وتقويمها و�سبطها

لل�سلوك الب�سري.الاإيمانية الفطرة عن هوؤلاء درا�سة بعدت ولذلك ال�سليمة في تف�سير ال�سلوك الاإجرامي خا�سة لدى الطبيب العالم دفتها يقود التي التقليدية المدر�سة المجرم نظرية ابتدع والذي لمبروزو، الاإيطالي

بالفطرة اأو الميلاد.

ملخ�س الدرا�شةعلى ارتكزت درا�سات على لمبروزو نظرية قامت الجانب المنهجي في البحث، وذلك من خلال درا�سة الفرد الجانح با�ستخدام المقايي�ض وطرق البحث في المادية الوقت بالاتجاهات الدرا�سة متاأثرا في ذلك التي ظهرت في الفل�سفة الاألمانية والتي ترتكز على البحث عن الحقائق المو�سوعية وتاأثر برجال الفكر نتائج البيولوجية من العلوم وانبهارهم بما حققته اتبعت العلوم. هذه في العلمي المنهج تطبيق من التحليلي الا�ستنباطي التاريخي المنهج الدرا�سة لتحليل وقائع ما اأ�سفرت عنه درا�سات �سابقة في علم الاإجرام عن هذا المو�سوع. وقد تو�سلت الدرا�سة يولد مفطورا الاإن�سان بينها: النتائج من من لعدد واأ�سرته اأبويه من بمحيطه يتاأثر ثم التدين على وال�سوية وال�سر الخير في حوله من والمجتمع قامت حول لمبوروزو نظرية فاإن كذلك والجريمة، وا�ستق�ساء كافية درا�سة دون بالميلاد المجرم علمي ودقيق لمخرجات النظرية، واأنها تولدت الفكر الفل�سفي المادي الذي ينظر اإلى الاإن�سان من خلال الج�سد ونزواته والذي ينكر النفحة الروحية الاإلهية الجبلية الفطرة مع م�سطدمة جاءت ولذلك فيه الاإيمانية الم�ستقيمة لدى الاإن�سان منذ ولادته، وبناء ربط بالاآتي: الدرا�سة تو�سي الدرا�سة نتائج على بما الغربية المادية والنف�سية الاجتماعية العلوم يقابلها من قيم اإيمانية �سحيحة في الاإ�سلام، مثل والمحيط الكون مدبر العليم الحكيم بالله الاإيمان

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {176}

الروحية النفحة ينكر والذي ونزواته الج�سد الجبلية الفطرة مع م�سطدمة جاءت الاإلهية

الاإيمانية الم�ستقيمة لدى الاإن�سان منذ ولادته.بالميلاد المجرم حول لمبوروزو نظرية قامت -2ودقيق علمي وا�ستق�ساء كافية درا�سة دون

لمخرجات النظرية.لذلك فهناك بع�ض النقد الذي وجه للنظرية، مما جعل هذا المو�سوع في حاجة لمراجعة درا�سته ومقارنته بالفقه الاإ�سلامي، حيث اإن ما قام به لمبوروزو في

تجربته كان في عينات محدودة. فر�شي�ت البحث:

اأ�سا�ض على الدرا�سة هذه فر�سيات الباحث بنى وجود بع�ض الاإ�سافات التي يمكن و�سعها لنظرية الاإجرام. لعلم متكاملا ا�سلا لتكون لمبوروزو وكذلك هناك الكثير من الجوانب التي تم درا�ستها في �سوء النظرية ولكنها لم تجد الكثير من التحليل

والا�ستفادة منها. اأ�شب�ب اختي�ر المو�شوع:

التطور على ال�سوء اإلقاء في الباحث رغبة -1التاريخي لعلم الاإجرام.

بع�ض في لمبوروزو لنظرية وجه الذي النقد -2الموا�سيع.

3- حاجة المكتبة القانونية لمثل هذه الاأدبيات. منهج البحث:

اتبع الباحث في بحثه المنهج الا�ستقرائي الو�سفي معلومة تتبع على يعتمد والذي المقارن، التحليلي وتحليلها، و�سفها ثم الاأ�سلية مظانها في البحث معتمدا على هذا الو�سف ومقارنتها مع ترجيحها

اإن اقت�سى الاأمر ذلك.

لجريمة والجرائم من المو�سوعات التي وجدت منذ القدم، من زمن اآدم عليـه ال�سـلام.

قديما والفقهاء العلماء اهتم وقد زماننا، وحتى اأحكامهـا وبيـان الجريمـة، بدرا�سـة وحـديثا و�سوابطها، و�ساأتحدث في هذا المبحث عن مفهوم الا�سطلاح فـي مفهومهـا وعـن اللغـة، الجريمة في

العام والخا�ض.بالبحث واإفراده المو�سوع هذا اختيار جاء لذلك ال�سليمة الفطرة دين الحق- بالدين مقارنته مع وهو الاإ�سلام من خلال عدة مباحثـ وخاتمة وهيكل

تت�سمن اأهم النتائج والتو�سيات.اأهمية البحث:

بما والمادية والنف�سية الاجتماعية العلوم ربط -1يقابلها من قيم اإيمانية �سحيحة في الاإ�سلام.

حتمية ارتكاب المجرم بالميلاد للجريمة و�سرورة -2من اأ�سل لهما لي�ض المجتمع من ا�ستئ�ساله

المنطق الم�سهود اأو دين الفطرة المحمود. و�سائلها وتعددت الجريمة اأ�ساليب تطورت -3

وتقنياتها. اأهداف البحث:

والمجرم الجريمة اأ�سول بين العلاقة تو�سيح -1في الاإ�سلاموالعلوم الاجتماعية.

بال�سلوك العقلي الاإدراك علاقة بيان -2الاإجرامي.

3- التعرف على اأثر المعتقدات الدينية المختلفة في ارتكاب الجرائم.

م�سكلة البحث:الفل�سفي الفكر عن تولدت لمبوروزو نظرية -1خلال من الاإن�سان اإلى ينظر الذي المادي

{177}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

في درا�سة اأنماط الجريمة، حيث قام بفح�ض اآلاف الع�سكريين واأعد درا�سات في الموؤ�س�سات العقابية عقوبة فيهم نفذت الذين المجرمين جماجم وكل للمجرمين جمجمة )383( فح�سه مثل الاإعدام، الاأحياء المجرمين من )5907( اإلى اإ�سافة الجنود مع مقارنات باإجراء الاأبحاث هذه واأكمل الملاحظات �سحة من للتحقق المدار�ض وتلاميذ اأن اإلى درا�سته وخل�ست اإليها)4(. تو�سل التي تولد تكوينية عوامل اإلى يعود الاإجرامي ال�سلوك هذا ظل وقد الاإجرام، اإلى وتدفعه الاإن�سان مع الو�سعية ولم يختلف الاعتقاد هو اعتقاد المدر�سة بين فيما الاآراء تباينت واإن حتى كثيرا الاأمر الحتمية المطلقة للعوامل التكوينية والحتمية المقيدة ب�سرط توافر عوامل اأخرى م�ساعدة لهذه العوامل للاإجرام المحركة العوامل هذه وتتمثل التكوينية، من الطويلة القوائم تلك المدر�سة في هذه نظر في المقايي�ض والاأطوال والاأحجام والاأو�ساف المختلفة لاأع�ساء الج�سم الخارجية اأو الداخلية، وتعدها هذه اإلى تعود ارتدادية و�سمات اأو�ساف اإلى المدر�سة �سفات الاإن�سان البدائي المتوح�ض ولذلك يكون من تكوينه، ال�سفات مجرما بح�سب فيه هذه توافرت فاإن النتيجة هذه وليوؤكد بالميلاد)5(. مجرما اأي الحيوانات بين درا�سة الجريمة قد حاول لمبروزو وبين الجماعات البدائية وا�ستق�سى �سلوك الاأطفال اأن مفادها نتائج اإلى فيها وتو�سل وت�سرفاتهم الطراز الاإجرامي الولادي طراز اإرتدادي اإلى اأبعد مدى، بمعنى اأنه اعتقد اأن كثيرا من ال�سمات المميزة ب�سرية نماذج من تنحدر ارتدادية الطراز لهذا قديمة واإنها تنت�سب اإلى اأ�سلاف الاإن�سان في مرحلة

المبحث الاأول المجرم ب�لميلاد وفق� لنظرية لمبروزو

بالخ�سائ�ض الجانح الخلق ارتباط فكرة اإن حولها وجرت قديمة فكرة الج�سمية وال�سمات �سقراط عن الباحثون ذكر فقد �سابقة، درا�سات الق�سوة على تدل الاإن�سان وجه ق�سمات اإن قوله: اأ�سار قد اأر�سطو اأن كما الخمور، لتعاطي والميل اإلى اأن علامات اأو �سمات ج�سمية معينة تدل بجلاء تبع ثم ونف�سيته، اإن�سان كل ومزاج اأخلاء على ذلك درا�سات لاحقة حول �سكل الجمجمة والراأ�ض وبين الخ�سائ�ض ال�سخ�سية التي يت�سم بها الفرد، منهم عالم الت�سريح الاأوروبي فرانز جول والطبيب

الاأمريكي �سارل�ض كالدويل وغيرهم)1(. �سيراوزي والطبيب الاإيطالي العالم اأن بيد في البيولوجي الاتجاه قاد الذي هو لمبروزو)2( تف�سير ال�سلوك الاإجرامي، حيث قامت نظريته في المنهجي الجانب على ارتكزت درا�سات على ذلك الجانح الفرد درا�سة من خلال وذلك البحث، في الدرا�سة في البحث وطرق المقايي�ض با�ستخدام متاأثرا في ذلك الوقت بالاتجاهات المادية التي ظهرت عن البحث على ترتكز والتي الاألمانية الفل�سفة في الحقائق المو�سوعية وتاأثر برجال الفكر وانبهارهم نتائج من تطبيق البيولوجية من العلوم بما حققته

المنهج العلمي في هذه العلوم)3(. تف�شير الظ�هرة الاإجرامية لدى لمبروزو:

المدر�سة اأو بالنظرية لمبروزو نظرية عرفت خلال من ون�ساأت اللمبروزية الاأنثروبولوجية* وبحكم الاإيطالي، الجي�ض طبيبا في لمبروزو عمل هوايته خلال ومن ال�سرعي، الطب في تخ�س�سه

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {178}

اإلى الخارج ب�سكل وا�سح، ومن ال�سفات النف�سية الاإح�سا�ض �سعف الم�ساعدة والمزاجية والعقلية للحياء، منافية ب�سورة الو�سم نحو والميل بالاألم بالذنب ال�سعور وعدم الاأخلاقي، الوازع و�سعف الجروح لالتئام ال�سديدة والقابلية والرعونة الك�سل اإلى والميل الاأمرا�ض، من ال�سفاء و�سرعة الا�ستقرار بعدم وال�سعور والمغامرة والخمول

النف�سي والعاطفي.. الخ)9(. وهكذا فاإن المنطق العام لنظرية لمبروزو ي�ستند اإلى قاعدة اأ�سا�سية قوامها الت�سليم بوجود نمط ج�سمي الو�سمات ببع�ض تحديده يمكن المجرم للاإن�سان

اإلى ردة وراثية اأو انحطاط يلاب�ض المجرم)10(. ولما كان التف�سير للظاهرة الاإجرامية لدى لمبروزو، قائما تزعمها التي الاإيطالية الو�سعية والمدر�سة عن منبتا الب�سري، لل�سلوك المادي التف�سير على فقد عليها، الاإن�سان فطر التي الروحية النزعة المجرم بين التمييز يتمك اأن هذا تف�سيره اقت�سى وغير المجرم من خلال الخوا�ض الطبيعية التكوينية في ج�سم الاإن�سان، ولذلك ذهب موؤيدو هذه النظرية اإلى القول باأن القبح باأن القبح الطبيعي اأو الت�سوه �سبيل في المناف�سة عن بهما المت�سف يعرقلان الن�ساء واإر�ساء الجن�ض لديهن، وفي �سبيل اأن يثاأر المت�سف بهذه ال�سمات تزيد رغبته في المال لير�سو عجزه ويدفعه يريدها، التي المراأة على يوؤثر اأو الح�سول عليه ب�سرعة كافية بو�سائل م�سروعة اإلى �سحيحا هذا كان واإذا بال�سرقة، عليه الح�سول القاتل اإلى بالن�سبة �سحة اأكثر فهو ال�سارق اإلى والخاطف)11(. وبناء على نظرية الاإن�سان البدائي اأو المجرم بالميلاد خل�ض لمبوروزو اإلى قاعدة قانونية

حيوانية)6(.لهذه لمبروزو قادت التي الدرا�سات اأهم وكانت النتائج درا�سة ت�سريحية لجثة مجرم �سر�ض ي�سمى موؤخرة جمجمته تجويفا غير فقد وجد في )فيلا( عادي ي�سبه ذلك الذي يوجد لدى الحيوانات ال�سفلى كالقرود والطيور، وكان لمبروزو قد قام بالك�سف عن هذا المجرم وهو على قيد الحياة، فلاحظ عليه المباهاة اإلى وجنوحا الحركة في عادية غير خفة والتفاخر بنف�سه، وميله للتهكم وال�سخرية من الغير، كما اكت�سف من خلال مجرم اآخر يدعى )فر�سيني( بع�ض ملامح الاإن�سان البدائي في تكوينه الج�سمي قتل لقد المفتر�سة، الحيوانات ق�سوة اإلى ونزوعه هذا المجرم حوالي ع�سرين اإمراأة واعترف باأنه كان مكان في يدفنهم اأن قبل �سحاياه دم من ي�سرب

خا�ض اأعده لذلك)7(. وبناء على هذه النتائج قد اأجرى مزيدا من الدرا�سات التي قادته اإلى عر�ض نظريته حول المجرم بالميلاد والتي 1876م �سنة المجرم( )الاإن�سان موؤلفه في ال�سذوذ اأوجه من بطائفة يتميز املجم اأن تقرر ما ع�سور اإلى بانتمائه تف�سر التي الج�سماني اإن�سان بدائي لا ينتمي بتكوينه قبل التاريخ ، فهو الع�سوي اأو النف�سي اإلى المجتمع الذي يعي�ض فيه، ومن ثم فهو يت�سرف ت�سرفات تنتمي اإلى الما�سي ال�سحيق ولا تتفق مع ما يفر�سه المجتمع الحديث

من قيم وتقاليد)8(. ومن اأهم ال�سمات التي ت�سكل عند لمبروزو المجرم �سكل انتظام بعدم يت�سف اأنه الفطرة اأو بالميلاد الجمجمة، و�سخامة الفكين، وبروز عظام الفخذين، و�سيق الجبهة وانحدارها وكبر الاأذنين وبروزهما

{179}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

يعنلمون}]الروم: 30[.يقول تعالى ذكره: ف�سدد وجهك نحو الوجه الذي الدين، وهي لطاعته، محمد يا ربك اإليه وجهك الل )فطرة الدين هو طاعته م�ستقيم يقول: )حنيفا( خلق التي الله �سنعة يقول: علينها( الناس فطر الت من الم�سدر على "فطرة" ون�سبت عليها النا�ض ين حنيفا( وذلك اأن معنى هك للده معنى قوله: )فأقم وجنذلك: فطر الله النا�ض على ذلك فطرة. وبنحو الذي

قلنا في ذلك قال اأهل التاأويل.

المبحث الثانيمفهوم الفطرة في الاإ�شلام وموقفه� من

نظرية لمبروزو حول المجرم ب�لميلاداليونانيون وخا�سة قديما الفلا�سفة تكلم عندما كان )الميتافيزيقا( اأو الطبيعة( )وراء ي�سمى عما وفقوا �سواء فيه- بحثهم و�سبب ذلك في دافعهم فطرتهم اأن هو – لا اأم الحق اإلى الو�سول في ووجدانهم يقر ويعلم اأن هنالك �سيئا وراء الكون، بل لحاله، الكون هذا يكون اأن الممكن من ولي�ض وهذه الطبيعة، خلف �سيء هناك يكون اأن لابد الاأفكار لم تكن في اأمور عر�سية لاأنها لا تكون محل �سغل العقل ولا بالبحث)14(. ولهذا فاإن الاإن�سان لا ينف�سل عن التدين لاأنه غريزة طبيعية ثابتة و�سعور كان �سواء الاإن�سان لدى وقد وجد للكون، بالمدبر كافرا اأو موؤمنا بوجود الخالق اأو موؤمنا بالمادة اأو الطبيعة، وهذا ال�سعور الاإن�ساني حتمي لاأنه يخلق للتدين الغريزة وهذه تكوينه، من جزء وهو معه عنه يغيب وقد الخالق هذا عن باحثا دائما جعلته

تقرر عدم جواز م�ساءلة مثل هذا المجرم على �سوء اأية م�سئولية جنائية، ويتعين لدفع خطره ا�ستبعاده اإلى الجريمة قطعا، باأخرى لاأنه مدفوع اأو بطريقة ومغلوب على اأمره لاأنه طبع على الاإجرام ل�سذوذه

الخلقي)12(. وبنائها اأ�سلها على قائمة النظرية هذه ظلت وقد اإليها هو اأن ابتدعها لمبروزو واأ�ساف الاأكمل منذ النف�سية الاأخرى العوامل بع�ض بعده من واأتباعه في العاملين بال ت�سغل تظل اأنها اإلا والبيئية. لامتداد والاجتماعية والنف�سية القانونية المجالات اآثارها ب�سكل اأو باآخر في الدرا�سات اللاحقة لها.

بع�ض من الانتقاد اإلى النظرية هذه تعر�ست وقد نق�سهم مثل جزئياتها بع�ض في الاإجرام علماء الفكرة الارتدادية في النظرية، وذلك بناء على عدم وعدم البدائي، الرجل بموا�سفات لمبروزو اإلمام المجتمع اأفراد اأن على نظريته في دليل وجود بحتمية وقولها مجرمين، جميعا كانوا البدائي التدابير الاإجرام واإنكارها حرية الاختيار واتخاذ ال�سرعية.. بمبداأ اعترافها وعدم الا�ستئ�سالية

اإلخ)13(. نقد نظرية لمبروزو:

اإلا اأن اأكبر عيوب هذه النظرية تكن في مخالفتها للفطرة ال�سليمة للاإن�سان منذ ولادته وميوله للتدين، قبل ال�سابقة ال�سماوية الاأديان في يعرف لا واأنه اأن ونجد الخاتم. الاإ�سلامي الدين اأو تحريفها الاإ�سلام قام بتغطية هذه الجوانب ب�سورة �ساملة، الله يقول فطرة دين الاإ�سلامي الدين اإن حيث الت فطر الناس رة الل ين حنيفا فطن

هك للد تعالى: {فأقمن وجن

الناس لا أكنثر ولكن م ين النقي

ذلك الد تبنديل للنق الل علينها لا

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {180}

اأبو يقول ثم فيها من جدعاء( جمعا هل تح�سون الناس فطر الت الل رة {فطن �سئتم اإن واأقرءوا هريرة

}]الروم: 30[. علينها لا تبنديل للنق اللالبغا ديب م�سطفى د. للحديث المحقق اأورد وقد التي الخلقة اأ�سل الفطرة: فقل: للفطرة، تعريفا ت�سلكه م�سالك الهدى اإذا �سلم من الموؤثرات المحيطة محمد الدكتور اأي�سا ذهب المعنى هذا وفي به، عن حديثه معر�ض في البوطي رم�سان �سعيد ما اأنه اإلى اأ�سار فقد ال�سلالة، اأو الهداية اأ�س�ض من اإن�سان يولد اإلا وقد غر�ض الله فيه فطرة التوجه اإلى م�ساعر الطماأنينة الاإيمان بالخالق وفطرة اإلى عبوديته للخالق جلا جلاله وا�ستدل في ذلك بقول الت الل رة فطن حنيفا ين

للد هك وجن {فأقمن تعالى: الله

ولكن م النقي ين

الد ذلك الل للنق تبنديل لا علينها الناس فطر

ذلك على وا�ستدل .]30 يعنلمون}]الروم: لا الناس أكنثر عبادي خلقت واإني ..( القد�سي بالحديث اأي�سا فاأجتالتهم عن ال�سياطين اأتتهم حنفاء كلهم واإنهم دينهم)19( فالله هو خالق الخلق الب�سري وهو الذي اأنزل اإليه هذا الدين ليحكمه وي�سرفه ويطب له من اأعلم بمن خلقه المر�ض ويقومه من الاإنحراف وهو

وهو اللطيف الخبير)20(. وعلى هذا فاإن الهداية اإلى الحق هي الن�سيب الاأول الذي يكلم الله به كل اإن�سان عند ولادته واإقباله على الحياة الدنيا. واأن الله قد خلق النا�ض جميعا على اإلا اأحد ال�سليمة والجبلة الم�ستقيمة لا يولد الفطرة على ذلك ولا تفاوت بينهم في ذلك وهي معرفة الله

وتوحيده واأنه لا اإله غيره)21(. وتدل لاآية بكل و�سوح على هذه الفطرة والتي معناها الاإيمان والاهتداء ولا ي�سرف عن هذه الفطرة اإلا

الحق فيعبد ال�سم�ض والكواكب والنار والاأ�سنام، هذه عن ع�سر يخلو ولا �سعب، اأو اأمة توجد ولا الغريزة المركوزة في النفو�ض ولذلك تجد ال�سعوب التي يجبرها حكامها اأو �سلاطينها على ترك التدين على بقائها �سبيل في والعنت الاأذى يتحملون غريزتها الدينية)15(. فالفطرة ثابتة في النفو�ض فاإذا انحرفت عنها لم يردها اإليها اإلا هذا الدين الاإ�سلامي الوجود)16(. وفطرة الب�سرية الفطرة مع المتنا�سق واعتقدوا الطبيعة وراء فيما بحثوا الذين ومن بوجود قوة قاهرة في الكون الفيل�سوف الاأمريكي وليم جيم�ض الذي يعرف الدين باأنه )الاعتقاد بعالم اإيجاد في كائن الاأ�سمى خيرن واأن منظور غير

الملاءمة الناجحة بيننا وبين ذلك العالم)17(.التدين اإلى يهتد لم الفيل�سوف هذا كان واإن لهذا قوة حاكمة بوجود نف�سه تحدثه اأن اإلا الحق القوة لهذه تدفعه وغريزته فيه، مت�سرفة الكون وتقوده اإليها وتوؤكد له با�ستحالة تحكم الب�سرية فيه هذه عن يبحثون الفلا�سفة نجد ولذلك بمفردها، القوة دائما وعن الدليل وعن وجود الخالق ل�سبب قوي واأ�سا�سي وهو اأن الاإيمان الفطري الوجداني العقل اأن كما لذلك يقودهم النف�ض في المركوز اأن اإلا اأبدا العالم لا يمكن باأن القول اإلى يدعوهم

يكون وراءه قوى)18(. الفطرة اأو بالتدين الغريزة هذه هي فما اإذا من ذلك فقهاوؤنا ناق�ض .. النفو�ض؟ في المركوزة عليه الله الله �سلى ر�سول �سرحهم لحديث خلال )ما عنه الله ر�سي هريرة اأبي عن المروي و�سلم يهودانه فاأبواه الفطرة، على ويولد اإلا مولود من بهيمة البهيمة تنتج كما ويمج�سان، وين�سرانه

{181}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

ويوؤكد ذلك الاإمام ابن العربي بقوله )ولم يخل زمان واأهم �سرع من بعده زمن ولا ال�سلام عليه اآدم قواعد الت�سريع حماية الدماء وحياطته بالق�سا�ض كفا وردعا للظالمين الجائرين)24( ف�سربت الاإن�سانية تقاليدها والر�سالي الفطري الاإلهي المعين هذا من وقيمها ومثلها العليا في كل بقعة من الاأر�ض وفي كل زمان في الجوانب الاإيمانية العقدية والاأخلاقية وال�سلوكية بحفظها عن الانحراف اأو الاعتداء ظلما وجورا. فجاءت النذر من المر�سلين جميعا وفي كل اأمة اأو �سعب وكان البلاغ المبين منهم على نحو ما اأراد الله من اإنقاذ الب�سرية عن الاإنحراف والميل عن الفطرة ال�سليمة والجبلة الم�ستقيمة، قال الله تعالى: حاب أصن عنن أل تسن ولا ونذيرا بشيرا

ق بالن سلنناك أرن {إنا

حيم}]البقرة: 119[. النعليه الله �سلى النبي ال�سحابة بع�ض �ساأل وقد وهو يموت عمن الفطرة لحديث ذكره بعد و�سلم يا قالوا: التكليف حيث بلوغ �سن قبل اأي �سغير فقال �سغير؟ وهو يموت من اأفراأيت الله ر�سول ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم ردا على �سوؤالهم

)الله اأعلم بما كانوا عاملين()25(. فاإن الاإمام النووي تكلم عن رد الر�سول �سلى الله عليه و�سلم لل�سحابة )الله اأعلم بما كانوا عاملين(، وخل�ض بترجيحه اإلى اأن الطفل حال ما كان �سغيرا فاإنه يكون على فطرة الاإيمان، ولكن لما يبلغ فاإن الله اأو الاإيمان عليه حاله من �سيكون كان علم بما قد الكفر بعد البلوغ، اأما اأنه مات وهو �سغير فاإنه لم يبلغ هذه ال�سن ولذا فاإنه يموت على فطرته الاإيمانية واأجاب عن النار، يكون في ويكون في الجنة ولا على كان حاله في باأنه قتله الذي الخ�سر، غلام

تعالى: قوله ذلك وفي والتقليد والغفلة العلم عدم هدهمن يتهمن وأشن

بن آدم من ظهورهمن ذر أخذ ربك من {وإذن

يونم تقولوان أن نا شهدن بلى قالوان كمن برب ت ألسن أنفسهمن على

رك آباؤنا من ا أشن النقيامة إنا كنا عنن هذا غافلي • أون تقولوان إنبنطلون }]الاعرف: ن بعندهمن أفتهنلكنا با فعل الن

ية م

قبنل وكنا ذر

بالفطرة النا�ض على الحجة تقوم فاإذن .]173-172

بها ير�سل التي والر�سالة ال�سافية ال�سليمة النقية الله الر�سل اإلى العباد)22(. اإن الله �سبحانه وتعالى تكرما منها وتف�سلا قد اأيد فطرة الاإيمان المغروزة في النفو�ض المتبداأة من ولادة الاإن�سان بالر�سالات ال�سماوية وفي ذلك قوله تعالى: {وإذن قال ربك للنملائكة اأول من خليفة}]البقرة: 30[. فكان ض ي جاعل ف الأرن

إن

هو فيها الله اأحكام الاأر�ض لجريان قدماه وطاأت اأبو الب�سر اآدم عليه ال�سلام ثم بارك الله في دعوته عليه بنوح قريب عهد اإلى ذريته في وعمت هذه ال�سلام ويوؤكد قول الله تعالى: {ان الناس أمة واحدة

ق رين ومنذرين وأنزل معهم النكتاب بالن

ي مبش

فبعث الله النبي

تلفوان فيه...}]البقرة: 213[. كم بين الناس فيما اخن ليحناأول من الاإن�سان الربانية الر�سالات لازمت فقد خلافته على الاأر�ض، ولم تتخلف اأبدا من عهد اآدم بن والر�سل محمد الاأنبياء اإلى خاتم ال�سلام عليه عبد الله عليه وعليهم ال�سلاة وال�سلام حتى بلغ عدد الاأنبياء مائة واأربعة وع�سرين األف نبي، عدد الر�سل ر�سولا ع�سر وثلاثة ثلاثمائة ال�سلام عليهم منهم تعاقبوا بع�سهم على اإثر بع�ض دون انقطاع،وذلك ا}]الموؤمنون: 44[. وقد سلننا رسلنا تتن قوله تعالى: {ثم أرن�سنع الله بهم التاريخ الب�سري على امتداده الزماني المعمورة جميعا اإن بع�سهم قد ملك والمكاني حتى مثل �سيدنا �سليمان وذي القرنين عليهما ال�سلام)23(.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {182}

لاأج�سادهم، الع�سوي التكوين ت�سكيلات اأو والاأحمر والاأ�سود الاأبي�ض منهم النا�ض فاإن كما الاألوان، هذه فيهم تتداخل وقد والاأ�سفر في ق�سيرا يكون واآخر طويلا يكون بع�سهم اأن قامته وبع�سهم يكون نحيلا واآخر بدينا، وتت�سكل و�سخامة وق�سرا طويلا الاأخرى الج�سد اأع�ساء العليم الحكيم.. ولا يكون ذلك اأراد الخالق كيفما �سالحا اعتقادا عند الم�سلم للنظر اإليه باأنه مرجم اأم �سوي، كما اأن ال�سواهد المرئية والعقلية لا توؤيد ما ذهب اإليه لمبروزو واأتباعه في نظريته حول المجرم تم النظرية اأن من وبالرغم بالميلاد، اأو بالفطرة لكن المجردة والبحثية العلمية الجواب من نقدها ال�سحيح تماما هو عك�سها اأن هو لها هادم اأكبر وهو اأن الاإن�سان – كل اإن�سان – يولد على الفطرة عن النقية ال�سافية الم�ستقيمة والجبلة ال�سليمة �سفات الاإجرام وال�سلوك الاإجرامي المطبوع، وهذا والمدار�ض لمبروزو نظرية في منظور غير الجانب الو�سعية الاأخرى بحكم اأنها متعار�سة منذ ن�ساأتها ومت�سادمة مع الاأديان ال�سماوية ومبادئها وقيمها فهي متقطعة ال�سلة بالدين ومتاأثرة بالاأفكار المادية ورا�سعة من ثديها وقائمة على اأعتابها وت�سوراتها للاأديان بع�سهم ت�سور ويلقى الكون. في للحياة مغلوط للدين ت�سورهم اأن بحكم اي�سا معها الباطلة، الاأر�سية والمعتقدات الاأوهام وتخالطه بتحريفهم الكني�سة رجال اأي�سا ذلك في واأ�سهم ب�سورة للنا�ض ونقله للب�سر وتاأليههم للدين الحق الاإيمانية العقدية ومبادئه اأ�سله مع متعار�سة

للفطرة ال�سليمة)28(.عن بمفاهيم غنية الا�سلامية ال�سريعة جاءت لقد

فيتاأول موؤمنني، كانا اأبويه لاأن الاإيمانية الفطرة باأن الله قد علم اأنه لو بلغ لكان كافرا لا اأنه كافر في الحال، في الكفار اأحكام عليه تجري ولا الحال، والله اأعلم)26(. ويوؤكد. د. البوطي هذا المعنى باأننا لو ف�سرنا قول النبي �سلى الله عليه و�سلم )الله اأعلم اأو لناق�ض بكفرهم وهم �سغار عاملين( كانوا بما الحديث اإذ اأن اأوله ن�ض قاطع على اأن كل طفل يولد مفطورا على الحنيفية ال�سمحاء لهو م�سلم حكما في هذه المرحلة نطق ل�سانه بمقت�سى فطرته الاإيمانية اأم الاإمام تف�سير بخلاف الجملة تف�سير جاء فاإذا لا. كل فاأ�سبح اآخره الحديث اأول اأبطل فقد النووي �سق مناق�سا للاآخر، وهو ما يتنزه عنه كلام ر�سول الله �سلى الله عليه و�سلم. وما يوؤكد هذا التاأويل اأنه لا تكليف اإلا بعد البلوغ اأما قبله فيكون كل مولود على الفطرة الاإيمانية. فيكون ف�سل الله على اأبويه اإراحتهما من طغيان وكفره اإذا كان حيا اإلى بلوغه عليه ف�سله فكان الاإيمان. على الكفر واختياره

وعليهما اأن قب�سه على فطرة الاإيمان. اإذن قدر الله اأن يولد كل اإن�سان على الفطرة الاإيمانية الدين الم�ستقيمة فهو مفطور على ال�سليمة والجبلة وعلى الخير في هذه المرحلة،واإنما ينحرف ويميل باإرادته الفطرية الخيرية ال�سليمة الجبلة هذه عن

واختياره بعد البلوغ ل�سن التكليف)27(.اأفعاله اإلى ولا اإليه تت�سبب لا اأن ذلك ويقت�سى الاإيماني النظر هذا ويحتم والاإجرام، المعا�سي قبل ما مرحلة في الاإن�سان عن ينفي اأن للم�سلم اأو اإلى مجرمين وغير مجرمين، ت�سنيفه التكليف اأو ميلادهم منذ مجرمون باأنهم بع�سهم و�سف اأنهم مفطورون على الجريمة ا�ستنادا اإلى �سورهم

{183}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

وحفظ تعالى، الله �سرع تحكيم هو العقوبة من وزجر العدل، واقامة المجتمع، واأمن الم�سالح ظهر لقد غيره، وردع اعوجاجه، وتقويم المجرم هذا المفهوم لل�سلوك الاجرامي والعقاب في الا�سلام كانت الذي الوقت للميلاد، في ال�سابع القرن منذ الجريمة فيه، في المجتمع الغربي، هي الاعتداء على القانون والفكر الكن�سي، ب�سبب الاأرواح ال�سريرة المع�سية، بفعل وتاأمره الان�سان تدخل ج�سم التي الغرب حتى للجريمة في المفهوم ا�ستمر هذا ولقد الا�سلام فقاء ان في حين الحديث، الع�سر اأوائل بتعاريف كثيرة خلال قد عرفوا الجريمة والعقاب الرابع القرن الى ال�سابع القرن من الممتدة الفترة ع�سر للميلاد، من اأ�سهرها واأكثرها تداولا تعريف تعالى، الله رحمه 450هـ �سنة المتوفى الماوردي، عنها الله زجر �سرعية محظورات باأنها: للجريمة زواجر : باأنها للعقوبة وتعريفه ، تعزير اأو بحد ، ما حظره ارتكاب عن للردع تعالى الله و�سعها الله، �سنة 728هـ رحمه المتوفى تيمية، ابن وحدد بانه: الا�سلامية، ال�سريعة في العقاب من الهدف الاح�سان وارادة بعباده، تعالى الله من رحمة اليهم، ولهذا ينبغي لمن يعاقب النا�ض على اخطائهم ان يق�سد بذلك الاح�سان اليهم والرحمة بهم، كما الطبيب يق�سد وكما ولده تاأديب الوالد يق�سد

معالجة مري�سه)29(.ويفهم من تعريف الماوردي اأربعة اأمور هي:

ان التجريم منوط بالله تعالى وحده. .1ان هذا التعريف يت�سع للفعل والترك، .2

ان الفعل لي�ض جريمة الا اذا كان الله قد زجر .3عنه بعقوبة.

القراآن في الاجرامي ال�سلوك واأ�سباب الجريمة الفقه في للجريمة عدة تعاريف فظهرت وال�سنة، الجريمة لفظ فيه ذكر ما الاآيات فمن الا�سلامي، من كانوان رموا أجن الذين {إن تعالى: كقوله مبا�سرة، حكون}]المطففين: 29[، ومنها ما ذكر فيه آمنوا يضن الذين والظلم وال�سرقة كالقتل الاجرامي، ال�سلوك نمط والتكبر والجبروت، الى غير ذلك من الاأفعال التي اأو طبيعتها، خلال من جرائم انها الم�سلمون فهم ما خلال من اأو لمرتكبيها، الله تعنيف خلال من ل ذلك فر�سه من عقاب ازاءها كقوله تعالى : {منن أجنفساد أون نفنس بغيرن نفنسا قتل من أنه رائيل إسن بن على كتبننا يا ا أحن ياها فكأن ومنن أحن قتل الناس جيعا ا ض فكأن ف الأرنننهم

م كثيرا إن ثم نات

بالبي رسلنا ولقدن جاءتنهمن الناس جيعا

رفون}]الم�ئدة: 32[، وفي الحديث ض لسن ذلك ف الأرن بعند ال�سريف ربط الر�سول �سلى الله عليه و�سلم �سبب فقد تعالى، بالله الايمان بفقد الاجرامي ال�سلوك ورد في �سحيح م�سلم انه، �سلى الله عليه و�سلم، قال: )لا يزني الزاني حين يزني وهو موؤمن(، وورد في �سحيح م�سلم، اأي�سا، انه �سلى الله عليه و�سلم قال: )ولا ي�سرب الخمر حين ي�سربها وهو موؤمن(، وورد في �سحيح م�سلم، اأي�سا انه �سلى الله عليه عما لاأمتي تجاوز وجل عز الله )ان قال: و�سلم حدثت به اأنف�سها ما لم تعمل اأو تتكلم به(، كل ذلك جعل من الجلي الوا�سح عند الم�سلمين، منذ الع�سور ناتج الاجرامي ال�سلوك ان اليوم، حتى الو�سطى هي الجريمة وان للان�سان، ال�سيطان اغواء عن كل عمل اأو قول خالف �سريعة الله تعالى ور�سوله الكريم، �سواء بفعل ما نهى الله ور�سوله عن فعله اأو الامتناع عن ما اأمر الله ور�سوله بفعله، وان الهدف

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {184}

عامة، والتعريف ال�سابق للماوردي لم ي�سر الى حق ولي الاأمر في هذا الجانب، ومن حيث دقة الاألفاظ وهو مطلب اأي تعريف نجد ان التعزير قد ورد في الموؤازرة بمعنى الكريم القراآن من موا�سع ثلاثة

والتعظيم والاحترام)30(.على فر�سة الح�سول يتيح الاتجاه هذا كان واذا ان حقيقة الاعتبار ياأخذ في لم فانه خا�سة نتائج خلال من المجرم في يتكون الاجرامي ال�سلوك ال�سوي، ال�سلوك بها يتكون التي نف�سها العمليات �سيء من الان�سان، وكل بكل �سيء في يتاأثر فهو متكاملة، وحدة ال�سلوك ان الى ا�سافة حوله، اأو �سكل �سلوك، بمثابة كاأي الاجرامي، فال�سلوك �سورة كلية )gestalt( وقد برهنت احدى نظريات علم النف�ض على انه لا يمكن ادراك �سورة ما وفهمها اليها كاملة، ولي�ض النظر النظر ب�سكل كامل دون الى كل عن�سر من عنا�سرها بمفرده لاأن كل عن�سر في حالته المفردة يعطي معنى اأو دورا يختلف عما هو عليه عند النظر الى ال�سكل الكلي لل�سورة في اآن واحد، وقد ياأتي من يقول انه يمكن النظر الى كل عن�سر في ال�سورة منفردا، ومن ثم تجميع تلك وبالمثل متكاملا، كلا اأو �سورة لت�سكل العنا�سر خلال من الاجرامي ال�سلوك تف�سير يمكن فانه نتائج درا�سة كل نمط اجرامي على حده، وبجمع لل�سلوك كلي تف�سير على نح�سل الدرا�سات كل لكنه العقلية الناحية من مقبول وهذا الاجرامي، ب�سبب العملية، الناحية ال�سعوبة من اأمر في غاية ناحية ومن ناحية، من الاجرامية الافعال كثرة اأخرى فان تف�سير ال�سلوك الاجرامي بهذه الطريقة �سيكون اأ�سبه بلوحة من الف�سيف�ساء لن تلبث حباتها

ان الجريمة في الا�سلام، تنق�سم الى: .4اأ- جرائم حدية.

ب- جرائم تعزيرية. ماآخذ بعدة فانه يمكن الخروج الفكر اعمال وعند خلال من بع�سها تت�سح التعريف، هذا على

المناق�سة الاآتية:اأو زيادة فيه يجوز فلا الحد، قدر تعالى فالله نق�سان، اأما التعزير فهو عار عن التقدير ومفو�ض الى راأي الامام اأو نائبه ي�ساف الى ذلك ان الاأفعال اأما الاأفعال اأفعال محددة، التي عليها عقوبة حدية التي عليها عقوبة تعزيرية فلم يرد لها تحديد، لا في على ومتجددة كثيرة فهي ال�سنة، في ولا القراآن ما وبين الحقيقة هذه بين نوفق فكيف الزمن، مر من ال�سابق تعريفه في الله رحمه الماوردي ذكره تعزير، اأو بحد عنه الله زجر ما هي الجريمة ان فهذا التعريف يوحي بان الافعال التي عليها عقوبة من محددة عقوبتها وان محددة، اأفعال تعزيرية الفقه الا�سلامي قد بين ان هناك اأي�سا، ثم ان الله وهي حدية غير بعقوبة عنها الله زجر جرائم هذا اليها يتطرق ولم والديات، الق�سا�ض جرائم تعد جرائم، افعالا هناك ان الى ا�سافة التعريف، عقوبة لها يقدر ولم عباده، على حرمها الله لان دنيوية كالتعامل بالربا، ولم يفر�ض عليها الر�سول �سلى الله عليه و�سلم عقوبة في حياته، حتى يمكن انه لا ينطق الحاقها بالجرائم الحدية، على اعتبار في لا تحرم لم اأفعالا هناك ان كما الهوى، عن القراآن ولا في ال�سنة، بل جرمها اأولو الاأمر وعاقبوا لولي يجوز انه الى الا�سلام فقهاء ويذهب عليها، الاأمر اباحة هذه الاأفعال اذا اقت�ست ذلك م�سلحة

{185}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

بالدرا�سة اأ�سحت الجريمة ظاهرة جديرة ثم ومن قبل وقوعها ولحظة ارتكابها وبعد اكتمال عنا�سرها اأدت التي لها وذلك بدرا�سة كافة الجوانب المكونة اإليها و�ساهمت في وقوعها ومحاولة اقتراح حلول مانعة لوقوعها ومقللة من اآثارها في المجتمع وو�سع و�سائل مانعة للمجرم من تكرارها، وقد تكون هذه نف�سية، بح�سب اأو اأو اجتماعية الدرا�سات جنائية اآراء منظري المدار�ض الفكرية الو�سعية في تف�سير

الظاهرة الاإجرامية)31(.تف�شير الظ�هرة الاجرامية:

منذ الاجرامية للظاهرة العلمية الدرا�سات بداأت محاولة ، ع�سر التا�سع القرن من الثاني الن�سف البحث عن الا�سباب التي تدفع البع�ض الي ارتكاب الجرائم دون باقي المجتمع ، وكونها – اأي الظاهرة الاجرامية - ظاهرة حتمية في حياة المجتمع وظاهرة احتمالية في حياة الفرد دفع العديد من العلماء في مجالات متفرقة كالطب والقانون وعلم النف�ض وعلم الاجتماع واأي�سا رجال دين للبحث عن اأ�سول هذه الظاهرة من اأجل التو�سل الي يفية تعامل المجتمع

معها .في بها قيل التي والمذاهب الاتجاهات تعددت على العلماء وا�ستقر ، الاجرامية الظاهرة تف�سير

ثلاث اتجاهات رئي�سية نتناولها كالاآتي : الظ�هرة تف�شير في الفردي الاتج�ه

الاجرامية:ب�سبب تقع الجريمة اأن الى الاتجاه هذا ي�ستند الدافع ال�سخ�ض يكون هو تكوين وجود خلل في للجريمة وقد يكون هذا الخلل ع�سويا اأو بدنيا اأو

نف�سيا.

ان تتناثر، و�ستظل عوامل التنافر والاختلاف بين النظريات المف�سرة لل�سلوك الاجرامي كثيرة وعميقة، وذلك الى ان يتم اثبات تف�سير ما بالتجربة العملية

وهي مع�سلة ال�سلوك الان�ساني ب�سكل عام.والمذهبية، المنهجية الاختلافات من الرغم وعلى لل�سلوك موحد تف�سير على الاتفاق وعدم تف�سير في حدث قد مهما تحولا فان الاجرامي، اذ ع�سر، التا�سع القرن خلال الاجرامي ال�سلوك اأ�سبحت معظم الثقافات تنظر للجريمة على اأنها من الاأفعال الاجتماعية، اأي اأنها �سلوك من ال�سلوكيات الاجتماعية، ولي�ض فيها م�ض من ال�سيطان اأو غ�سب من قوى خفية �سريرة، اأو اأي من تلك الافكار ال�سائدة الجريمة، فاأ�سبحت الميدان، هذا في ال�سابق في المجتمع، في ال�سارة الاجتماعية الاأفعال من اذا، وانطلق العلماء والباحثون يعرفون الجريمة، بوحي

من هذا التطور في مفهوم ال�سلوك الاجرامي.

المبحث الثالثتف�شير الظ�هرة الاإجرامية في الق�نون

مقدمة:الدول لت�سرفات الحاكمة القانونية الن�سو�ض اإن وليدة الجريمة مجال في والاأفراد وال�سعوب النظريات والاأفكار التي ابتكرها العلماء في مجال البيئية النواحي من والمجرم الجريمة درا�سة المحيطة بالمجتمع والع�سوية والنف�سية للمجرم وقد خلال من هذه اأفكارهم في العلماء هوؤلاء اهتدى وال�سيا�سية والثقافية الاأيدلوجية الفكرية الخلفية اأو المجرم بالفرد تحيط اأنها يعتقدون التي اإلخ..

توؤثر في المجتمع الذي تن�ساأ فيه الجريمة.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {186}

– وكذلك غزارة في ال�سعر(( وقد دعم بع�ض اأفكار بهذه يت�سف الذي المجرم ت�سبيه في لومبروزو الخ�سائ�ض بالاإن�سان البدائي ظهور نظرية داروين

عن التطور والارتقاء .النتيجة الث�نية : اأن المجرم يتميز ببع�ض ال�سمات التي ي�ستدل منها على وجود خلل نف�سي النف�سية الاح�سا�ض �سعف (( مثل المجرمين هوؤلاء لدي انعدام – الم�ساعر وق�سوة القلب غلظة – بالالم ال�سعور بالخجل(( وقد ا�ستدل لومبروزو على هذه والر�سوم الو�سمات من كثرة ال�سمات مما لاحظه المجرمون هوؤلاء ير�سمها التي والخليعة القبيحة

على اأج�سادهم)33(.اأن من تتوافر لديه هذه ال�سفات فهو وخل�ض الي ان�سان مطبوع على الاجرام لذا �سيرتكب الجريمة حتما في حياته واأطلق عليه تعبير المجرم بالميلاد اأو

المجرم بالفطرة .عديدة طوائف وجود لاحظ لاحقة مرحلة وفي الوحيد النموذج من المجرمين لا تندرج تحت هذا المعروف بالمجرم بالميلاد ولذلك اأ�سار في الطبعات التالية من كتابه الان�سان المجرم الي وجود طوائف اأخري ومن بين ذلك ما اأطلق عليه المجرم ال�سرعي، ومر�ض الاجرام بين علاقة وجود اأثبت حيث

ال�سرع .في جندي بفح�ض قام قد لومبروزو كان حيث حكايته وملخ�ض بالقتل متهم الايطالي الجي�ض لم �سنوات ولعدة بالجي�ض الجندي هذا ))التحق �سخر اأن الي م�سروع غير فعل اأي فيها يرتكب هذا اليها ينتمي التي مقاطعته من زملائه اأحد من ثمانية بمطاردة الجندي هذا فقام الجندي

1- نظرية الخلل الع�شوي:نظرية لومبروزو:

ثم الايطالي الجي�ض في طبيبا لومبروزر كان اأ�سبح اأ�ستاذا للطب ال�سرعي في اإحدي الجامعات الايطالية، وقد اأتاحت له طبيعة عمة كطبيب و�سابط بفح�ض يقوم اأن بالجامعة وكاأ�ستاذ الجي�ض في عدد كبير من ال�سباط المجرمين والاأ�سوياء وكذلك من عدد جماجم بت�سريح قام للجي�ض تركه بعد وقد ، المجرمين لغير بجماجم وقارنها المجرمين تجويف وجود اأبحاثه بداية في لومبروزو لاحظ الطرق قطاع اأحد جمجمة موؤخرة في عادي غير ت�سبه تلك التي توجد عند القردة ، ودعاه ذلك الي جمجمة 383 بفح�ض قام حيث اأبحاثة موا�سلة لمجرمين بعد وفاتهم وقارنها مه عدد اأخر لجماجم

مجرمين اأحياء يبلغ عددهم 5907)32(.وكان من بين هوؤلاء مجرم اتهم بقتل ع�سرين �سيدة هذا اأن الي لومبروزو وخل�ض وح�سية بطريقة المجرم ي�سبه في خ�سائ�سة الان�سان البدائي ، وقد اأفكاره في كتاب �سهير في عام جمع لومبروزو 1876 تحت عنوان " الان�سان المجرم " خل�ض فيه

الي نتيجتين تف�سران الظاهرة الاجرامية هما :ب�سذوذ المجرم الان�سان يتميز الاولى: النتيجة تتوافر لا بدنية وخ�سائ�ض الع�سوي تكوينه في لدي غير المجرمين ومنها ))عدم الانتظام في �سكل في �سخامة يقابله الجبهة في – �سيق الجمجمة الفكين – �سذوذ في تركيب الا�سنان – بروز في - الانف اعوجاج في اأو – فرطحة الخدين عظم طول اأو ق�سر غير عادي في الاذنين – طول غير عادي في الاطراف اأو الا�سابع مع ق�سر في القامة

{187}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

ت�سبيه من النظرية به قالت ما عدم �سحة رابع�: المجرم بالان�سان البدائي، لاأنه لم يثبت اأن لومبروزو حقيقة على للوقوف الان�ساني التاريخ در�ض الحديث العلم اأن يثبت لم كمل البدائي الان�سان بالكامل تو�سل الي ر�سم �سورة للاإن�سان البدائي بدائي اإن�سان كل اأن فكرة قبول يمكن لا واأخيرا

كان مجرما .تهدم بالميلاد المجرم بفكرة الت�سليم اأن خ�م�ش�: مبداأ �سرعية الجرائم والعقوبات الذي م�سمونه ))لا جريمة ولا عقوبة اإلا بناء على قانون(( وعند تدخل لم�سلحة ذلك يكون معين لفعل بالتجريم القانون جنائيا، حمايتها �سرورة ال�سارع يري اجتماعية تختلف ن�سبية فكرة الجريمة اأن المعلوم ومن الربط ي�سعب عليه وبناء والزمن المكان باإختلاف ج�سدية �سفات وبين الن�سبية الجريمة فكرة بين

ثابته لدي المجرمين عبر الع�سور.2- نظرية التحليل النف�شي:

نظرية فرويد:ركزت النظرية على الجانب النف�سي لدي الفرد مع اأو للفرد البدني بالتكوين المرتبطة العوامل اإهمال بالمجرم، المحيطة الاجتماعية الخارجية العوامل "فرويد"، ال�سهير العالم الدرا�سة بهذه قام وقد اأ�سا�سية و�سع ب�سفة اأبحاثه من فرويد يهدف لم تف�سير لل�سلوك الاجرامي ب�سفة خا�سة)35(، واإنما على للفرد النف�سي الجهاز تاأثير درا�سة اأراد

�سلوكياته ومن ينها ال�سلوك الاجرامي .ق�سم فرويد النف�ض الي ثلاثة اأق�سام ، وهي النف�ض

والعقل وال�سمير وذلك على التف�سيل التالي :

لمدة الوعي فاقدا �سقط ثم جميعا وقتلهم زملائه اثنتي ع�سرة �ساعة وعندما اأفاق لم يتذكر �سيء(( وعندما فح�سه لومبروزر وجد اأنه يعاني من مر�ض ال�سرع واأنه يتميز ببع�ض ال�سفات الوح�سية فقام باإدخال ت�سنيف المجرم ال�سرعي �سمن ت�سنيفات

اأخري من المجرمين .تقدير النظرية:

الي التنبية في الف�سل لومبروزو لاأفكار كان �سرورة درا�سة التكوين البدني للمجرم والتكوين الع�سوي وكذلك التكوين النف�سي ، وات�سمت درا�سة لومبروزو بالطابع العلمي القائم على اأ�سلوب البحث التجريبي في الدرا�سة ، ولكن وجهت اليها العديد

من الانتقادات اأهمها : خ�سائ�ض و�سع في في النظرية بالغت اأولا: عن المجرمين تميز ونف�سية بدنية و�سفات هذه توافر الي الجريمة واأرجعت غيرالمجرمين ال�سفات ، والحقيقة اأنه ي�سعب من الناحية العلمية الربط بين توافر هذه ال�سفات وبين ارتكاب الجريمة �ساكنة الا حالة لاأن هذه الخ�سائ�ض لا تمثل ذلك العالم في ملمو�سة نتيجة اإحداث على قادرة غير

الخارجي .ولا يها مبالغ نتائج الي النظرية هذه اأدت ث�ني�: هذه اأن ذلك ، علمية كحقيقة بها ات�سليم يمكن وبنف�ض تتوافر النظرية بها قالت التتي ال�سفات تتوافر كما المجرمين غير من الكثير لدي الدرجة

لدي المجرمين )34(.به تقوم اأن ممكن دور اأي النظرية اأغفلت ث�لث�: العوامل الخارجية المحيطة بالفرد في دفعه لارتكاب

الجريمة .

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {188}

ال�سلوك فرويد ف�سر التق�سيم ذلك �سوء وعلي الاجرامي باأحد اأمرين :

تهذيب الانما في اأو العقل اإخفاق : الاول الامر النف�ض وتحقيق التوافق المطلوب بين الميول والنزعات

الغريزية وبين المبادئ الاجتماعية ال�سائدة .اأو العليا الانا اأو ال�سمير اإنعدام : الث�ني الامر عجزها عن ممار�سة وظيفته في ال�سمو بهذه الميول

وذلك لعدم قيامه بتاأنيب العقل .من الغريزية النزعات ت�سعد الحالتين كلتا وفي منطقة اللا�سعور الي منطقة ال�سعور دون احترام اأو والاخلاقية الاجتماعية وال�سوابط بالقواعد تقييد

الواجبة و الاتباع .وقدم فرويد �سورا عديدة لما يحدث للنف�ض الب�سرية من خلل يوؤدي الي ارتكاب الجريمة نذكر منها عقدة

الذنب وعقدة اأوديب .ويق�سد بعقدة الذنب ما ي�سيب الفرد من اح�سا�ض بالذنب بعد ارتكاب جريمة ما اأو �سلوكا غير م�سروع مراقبة في وظيفته ال�سمير ممار�سة عدم نتيجة الاح�سا�ض هذا ال�سخ�ض وينتاب وردعه، العقل عندما ي�ستيقظ ال�سمير وي�ستعيد وظيفته في تاأنيب ال�سعور هذا ي�سيطر وقد بالذنب واإ�سعاره العقل بالعقاب جدير باأنه الاح�سا�ض لدرجة الفرد على فيندفع تحت تاأثير هذا ال�سعور الي ارتكاب جريمة مف�سلا الم العقوبة على الم الاح�سا�ض بالذنب حتي وغالبا منه يعاني الذي النف�سي الالم يتخل�ض من ما يحر�ض هذا النوع من المجرمين على ترك دليل اأو اثر ي�ساعد في التعرف عليه والقب�ض عليه وقد ي�سل الامر الي حد الاعتراف بجريمة لم يرتكبها

من الا�سا�ض .

اأولا : النف�س ))الان� الدني� اأو الذات الدني�(( فيها تكم حيث ال�سهوة ذات النف�ض عليها ويطلق فيما وتقف ، الغريزية والنزعات الفطرية الميول اإ�سباع على الاهتمام فيها ويتركز ال�سعور وراء الرغبات وال�سهوات دون مراعاة القيود الاجتماعية

التي تفر�سها المبادئ والقيم الاجتماعية .تتطلب المثال �سبيل على الجن�سية الغريزة فمثلا اإ�سباعا فاإن ال�سخ�ض الذي يريد الالتزام بالمبادئ المقبول بال�سكل ي�سبعها اإما فهو الاجتماعية

اجتماعيا وهو الزواج واإما يكبتها ويتحكم فيها .الذات عليها ويطلق ))العقل(( الاأن� : ث�ني� ال�سعوري الجانب في تتركز حيث ال�سعورية لاأ، بالواقع، دائمة �سلة على هو والذي للاإن�سان النف�ض في المدرك اأو الواعي الجانب يمثل العقل

الب�سرية .محاولة هي العقل اأو للاأنا الرئي�سية والوظيفة وبين الغريزية والنزعات الميول بين بين التوفيق للقيم احترام من الاجتماعية الحياة تقت�سيه ما

والمبادئ ال�سائدة في المجتمع .عليها ويطلق ))ال�شمير(( العلي� الاأن� : ث�لث� للنف�ض المثالي الجانب تمثل حيث المثالية الذات الب�سرية حيث تتركز فيها المبادئ والقيم الاخلاقية عبر والمتوارثه ال�سماوية الاديانم من الم�ستمدة

الاجيال ال�سابقة)36(.وتتمثل وظيفتها في اأنها تمد العقل بالقوة اللازمة من ت�سعد التي الغريزية والنزعات الميول لردع تاأنيب عبر الوظيفة هذه وتمار�ض ، الدنيا الانا العقل واإ�سعاره بالذنب كلما �سمح بتغليب الغرائز

وال�سهوات على مقت�سيات الحياة الاجتماعية .

{189}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

جميع اأن اعتبار الي النظرية منطق يقود ث�لث�: وانعدام القلب وغلظة بالق�سوة يتميزن المجرمون العواطف وذلك كنتيجة منطقية لتخل الانا العليا اأو ال�سمير و�سيطرة الانا الدنيا اأو النف�ض وهذه النتيجة لا يمكن الت�سليم بها حيث اأثبتت الدرا�سات والاأبحاث

اأن هذه ال�سفات لا ت�سدق على كافة المجرمين .الاتج�ه الاجتم�عي في تف�شير الظ�هرة الاجرامية:

الظاهرة يف�سر الذي الفردي الاتجاه عك�ض علي بال�سخ�ض دائما تتعلق فردية باأ�سباب الاجرامية ذاته ، جاء الاتجاه الاجتماعي في تف�سير الظاهرة تتعلق اأ�سباب الي ذلك في وي�ستند ، الاجرامية الظروف �سواء الفرد على الخارجة بالظروف اأوال�سيا�سية اأوالثقافية اأوالاقت�سادية الاجتماعية

وغيرها من الظروف المحيطة .الولايات المتحدة ون�ساأ هذا المذهب الاجتماعي في ال�سلوك هذا الاجتماع علماء حيث ، الامريكية كافة لها يخ�سع التي القواعد لنف�ض الاجرامي �سور ال�سلوك الاجتماعي ، وقد تعددت الدرا�سات التي اأجريت في هذا الخ�سو�ض وات�سمت في بادئ الامر بالطابع الفردي وذلك بدرا�سة حالات فردية وبحث نوعية معينة من الجرائم كل على حدة. وفي ظهرت عام تف�سير لو�سع ومحاولة لاحق تطور بع�ض النظريات المف�سرة لل�سلوك الاجرامي ا�ستنادا

لعوامل اجتماعية .وقد �سلكت هذه الدرا�سات الاأخيرة اأحد طريقين :

الاأول : درا�سة �سور التنظيم الاإجرامي وعلاقته كيفية على التعرف لمحاولة وذلك الجريمة بمعدل التركيب اأو بالتنظيم وارتباطها الجريمة ظهور

الاجتماعي .

في كامن �سراع نتيجة فتن�ساأ اأوديب عقدة اأما اللا�سعور وتف�سر ارتكاب بع�ض الجرائم ، وموؤدي لا تتجه للاإبن الجن�سية الغريزة اأن اأوديب عقدة الابن اح�سا�ض عنه ينتج والذي الام نحو �سعوريا تربط التي العاطفية العلاقة نتيجة اأبيه من بالغيرة الاب والام ، وفي نف�ض الوقت ي�سعر الابن نحو اأبيه وتلبية الابن هذا برعاية الاب قيام نتيجة بالحب مزدوج �سعور فيتولد ، حياته ومتطلبات رغباته بالحب والكراهية داخل الابن نحو اأبيه ، واذا لم يقم العقل هنا بوظيفته في �سبط هذه الم�ساعر وو�سعها في الاطار الذي يتفق مع القيم والتقاليد ال�سائدة في

المجتمع فاإناابن �سيقدم على ارتكاب جريمة)37(.اليكترا وهي اأوديب ما يعرف بعقدة ويقابل عقدة

ميل البنت الي اأبيها جن�سيا.تقدير النظرية:

لل�سخ�سية النف�سي الجانب دور النظرية هذه اأبروت الان�سانية وتف�سيره لل�سلوك الاجرامي ، وهو ما ك�سف الم�سابين المجرمين طوائف بع�ض علاج اإمكانية عن بخلل نف�سي ومع ذلك وجهت اليها عدة انتقدات منها :

اأولا: حاولت هذه النظرية اإرجاع كل �سور �سلوك الفرد وردود اأفعاله الي عامل نف�سي والحقيقة اأن طريقة التحليل النف�سي توؤدي الي نتائج مبالغ فيها

ولا يمكن الت�سليم بها ب�سورة كلية .ث�ني�: لي�ض �سحيحا اأن �سعف ال�سمير يقود حتما الي ارتكاب الجريمة ، فهناك من النا�ض من ي�سعف �سميرهم ولكنهم لا يقدمون على ارتكاب جريمة ، الاخري العوامل دور النظرية هذه اأغفلت فقد التي قد ت�ساهم مع الخلل النف�سي في الاقدام على

ارتكاب جريمة)38(.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {190}

نظرية النظ�م الراأ�شم�لي:االاجرامية للظاهرة الاقت�سادي التف�سير ظهر ب�سورة وا�سحة على دي مارك�ض واأنجلز اأ�سحاب فكرة النظام ال�سيوعي الا�ستراكي ، وترتكز النظرية وما م�ساوئ من الراأ�سمالي النظام ماي�سوب على

يتميز به من غياب لفكرة العدالة الاجتماعية .المناف�سة باب فتح الي يوؤدي الراأ�سمالي فالنظام احتكار الي يوؤدي مما التجار بين الم�سروعة غير ال�سلع والخدمات ويدفعهم الي بذل الا�ساليب غير الم�سروعة لتحقيق اأكبر ربح مثل الغ�ض والاحتيال جودة من والانتقا�ض الا�سعار رفع في والمبالغة

ال�سلع والخدمات التي يقدمونها)40(.الاتجاه التكاملي في تف�سير الظاهرة الاجرامية

بعد اأن تناولنا محاولات الاتجاه الفردي والاتجاه نتناول ، الاجرامية الظاهرة لتف�سير الاجتماعي الان الاتجاه التكاملي في تف�سير الظاهرة الاجرامية الذي حاول الجمع بين الا�ستناد الي العوامل الفردية الخا�سة بالفرد والعوامل الاجتماعية الخارجة عن الفرد لتلافي ما وجه اليهم من انتقادات ، ومن اأهم نظرية االاتجاه بها �سمن هذا قيل التي النظريات بها قال التي الاجرامي الا�ستعداد اأو التكوين

العالم الايطالي دي توليو .نظرية التكوين اأو الا�شتعداد الاجرامي:

الا�سباب تعدد فكرة على النظرية هذه تقت�سر لم واإنما ، الاجرامي ال�سلوك تحقق الي توؤدي التي في بع�سها مع الا�سباب هذه تفاعل كيفية بينت

اإنتاج الظاهرة الاجرامية .لديه يكون المجرم اأن على النظرية هذه وتقوم الاجتماعي ال�سلوك قواعد تقبل بعدم ا�ستعداد

وفقا الفرد ي�سير التي الكيفية درا�سة : الث�ني مع متما�سيا �سلوكه ياأتي اأن من بدلا مجرما لها تعددت ولذلك الاجتماعية وال�سوابط القانون النظريات الاجتماعية المف�سرة لل�سلوك الاجرامي ، اإلا اأننا �سوف نقت�سر على بيان اأهم النظريات)39(.

نظرية المخ�لطة الف�رقة:الامريكي الاجتماع عالم الي النظرية هذه تن�سب الاجتماعي التفكك بنظرية ي�سلم الذي ، �سذرلاند نتائج ومع ذلك فقد و�سع اليه من وبما خل�ست باإعتباره الاجرامي ال�سلوك لتف�سير نظرية جديدة

ظاهرة اإجتماعية .على الاجرامي ال�سلوك تف�سير �سذرلاند ويرف�ض اأنه تعبير عن مجموعة من الحاجات ، لاأن ال�سلوك نف�ض عن تعبير الاخر هو يكون الاجرامي غير ال�سلوك لتف�سير ت�سلح كما فالحاجة ، الحاجات لتف�سير الدرجة وبنف�ض اأي�سا ت�سلح الاجرامي قد المال الي فالحاجة ، للقانون المطابق ال�سلوك تدفع الي ال�سرقة كما قد تدفع الي م�ساعفة العمل

ال�سريف .من ياأتي الاجرامي ال�سلوك اأن �سذرلاند ويري خلال التعلم فهو لي�ض �سلوكا موروثا ، فال�سخ�ض اختلاطه خلال من الاجرامي ال�سلوك يكت�سب الجماعة عن وانف�ساله ال�سوء وخلطاء بالا�سرار ال�سلوك اأن ملاحظة مع . القانون تحترم التي من تف�سيره يتم �سذرلاند يراه لما وفقا الاجرامي خلال التعلم المبا�سر من خلال العلاقات ال�سخ�سية تلعب الاعلام و�سائل اأن يري ولذلك ، المبا�سرة و�سائل باعتباره الخ�سو�ض هذا في دورثانويا

تعليم غير مبا�سر .

{191}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

الاعتداء جرائم ارتكاب الي توؤدي التي الجن�سية على العر�ض .

الاجرامي الا�ستعداد اأن الي توليو دي وذهب ويتفاعل يوقظه اأن الي كامنا يظل ال�سخ�ض لدي معه بع�ض العوامل والموؤثرات الخارجية مما يدفع اأن توليو . ويقرر دي ارتكاب الجريمة الفرد الي جميع لدي يتوافر لا الاجرامي الا�ستعداد هذا تدفع التي الخارجية العوامل اأن بدليل النا�ض، المجرم لارتكاب الجريمة لا تحدث هذا التاأثير لدي

غير المجرمين .والعلة في ذلك اأن ال�سلوك الاجرامي اأ�سبه بالمر�ض يتمتع ما قدر على به اإ�سابة الج�سم تتوقف الذي به من مناعة وقدرة على مقاومة جراثيمه . وكذلك يتوقف حيث الاجرامي لل�سلوك بالن�سبة الو�سع على ال�سخ�ض قدرة على �سعف الجريمة ارتكاب ب�سبب الاجتماعية الحياة مقت�سيات مع التكييف ما ي�سيبه من خلل ع�سوي و نف�سي اأدي الي توافر

الا�ستعداد الاإجرامي لديه)42(.الي الاجرامي الا�ستعداد توليو دي ق�سم وقد والثاني اأ�سيل اجرامي ا�ستعداد الاول نوعين، ا�ستعداد اجرامي عار�ض . فالا�ستعداد الاجرامي الي ويرجع والا�ستمرار بالثبات يتميز الا�سيل يجعله الفرد لدي ونف�سي ع�سوي خلل وجود يميل الي ارتكاب الجريمة وقد ي�سل ذلك الي حد اأ�سدها على الاإقدام ارتكابها وكذلك الاعتياد على فهو العار�ض الاجراي الا�ستعداد اأما . خطورة ذو �سفة عار�سة ويرجع الي عوامل داخلية تتعلق بتكوين الفرد والي عوامل خارجية توؤثر على الفرد وت�سعف من قدرته على التحكم في نزعاته الفطرية

اأن ، وهو ما يمكن المجتمع واحترام الاخرين في يطلق عليه الا�ستعداد الاجرامي لدي الفرد . ولكن لا �ساكنة حاله يعتبر الاجرامي الا�ستعداد هذا توؤدي بال�سرورة الي ارتكاب الجريمة واإنما تخلق لدي الفرد ميلا تجاه الاإجرام . وهذا الميل لا يتحول الي جريمة الا اإذا اقترن وتفاعل مع عوامل اأخري ما الجريمة اأن اأن القول يمكن بحيث ، خارجية بتكوين تتعلق داخلية تفاعل عوامل نتيجة اإلا هي ال�سخ�ض وعوامل خارجية تتعلق بالبيئة المحيطة .

الا�ستعداد عن الك�سف اأن الي توليو دي وذهب الاجرامي لدي الفرد يتطلب درا�سة متكاملة لتكوينة

من ثلاث نواحي هي : الن�حية الاولي تتعلق بدرا�سة الاع�ساء الخارجية ، �سذوذ من لديه يتوافر ما على للتعرف للج�سم غيرهم عن المجرمين تميز توليو دي لاحظ حيث

بن�سة كبيرة من العيوب الج�سمانية)41(.الن�حية الث�نية تتعلق بدرا�سة وظائف الاأع�ساء والتنف�سي الدوري كالجهاز الداخلية والاجهزة والبولي واله�سمي والتنا�سلي ، ودرا�سة اإفرازات الغدد الي غير ذلك ، حيث لاحظ دي توليو وجود خلل في بع�ض هذه الوظائف والاجهزة لدي المجرمين

بن�سبة اأكبر من وجودها لدي غير المجرمين .النف�سية الناحية بدرا�سة تتعلق الث�لثة الن�حية للفرد للوقوف على مدي ن�ساط غرائزه وحاجاته . وقد لوحظ اأن المجرم غالبا ما يكون م�سابا ب�سذوذ في بع�ض الغرائز مثل ال�سذوذ الذي ي�سيب غريزة على الاعتداء جرائم ارتكاب الي فيوؤدي التملك المال، و�سذوذ غريزة الدفاع الذي يدفع الي ارتكاب جرائم الاعتداء على الا�سخا�ض ، و�سذوذ الغريزة

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {192}

هذا يتفق مع تف�سيرهما للظاهرة الاإجرامية باعتبار اأن الجريمة تقع من المجرم بطريقة حتمية ف حالة والبيئية في وال�سخ�سية التكوينية العوامل توافر �سخ�ض المجرم، وذلك بحكم اأن هذه المدر�سة لا تير تقرها والتي المجرم، لدى الاإرادة لحرية اهتماما كل الاأديان واأثبتتها للنظريات العلمية الحديثة في للمجرم، و اتجاه هذه الم�سئولية الجنائية تقريرها المدر�سة ناتج عن التحريف الذي وقع في الديانتين اليهودية والم�سيحية وما اأ�سيف اإليهما من خرافات واأباطيل، وفي المقابل ما حذف منهما من قيم اأخلاقية وتربوية دينية �سحيحة ونتج عن كل ذلك اأن خلط هوؤلاء الباحثون بين الديانات ال�سماوية والمعتقدات الاأر�سية التي �سادت المجتمعات الغربية ويوؤكد ذلك قول الفيل�سوف الاإنجليزي جون لوك عن الدين )اإن الدين فردي خا�ض معينه في نف�سي وا�ستنبطه من ذات نف�سي، وي�ستحيل على اإن�سان اآخر في الدنيا باأ�سرها اأن يهديني في الدين �سراطا م�ستقيما اإذا لم تهدني نف�سي(. فاإنه لا ياأخذ الدين عن غيره حتى ت�ستنبطه ما هو عنده الدين واأن ر�سولا كان ولو

نف�سه دون هداية من الغير اأو الوحي. وفي ذات الاتجاه اأي�سا ذهب الفيل�سوف الاأمريكي )توم�ض بين( اإلى اأن الكفر بهداية الاآخرين في الاأخذ ك�سف بذلك عن الاهتداء يكون واإنما عنهم، بدين قونين الطبيعية بالعقل فقط فيقول )واإذا اأردت اأن تعرف كيف ينبغي للاإن�سان اأن ي�سلك واأن يفكر في العبادات، وفي كل الاقت�ساد وفي ال�سيا�سة وفي جانب من جوانب الحياة فعليك بالعقل، يك�سف لك عما يحقق الا�سطراد والات�ساق والنظام، ولا تركن في ذلك اإلى حكم تحكم به الحكومة اأو فتوى يفتي

فيرتكب الجريمة على �سبيل الم�سادفة .ق�سم الاجرامي الا�ستعداد فكرة الي وا�ستنادا دي توليو المجرمين الي نوعين هما المجرم المجنون

والمجنون المجرم .فالمجرم المجنون هو �سخ�ض يرجع ارتكابه للجريمة الي تكوين كامن فيه و�سابق على اإ�سابته بالجنون، يمنع لا جنونه من المجرم هذا �سفاء فاإن ولذلك لديه لاأن الجريمة ارتكاب الي عودته احتمال من الا�ستعداد الاجرامي لذلك وهذا الا�ستعداد يت�سف فيرجع المجرم المجنون اأما . والا�ستمرار بالثبات اإ�سابته بالجنون فقط، �سبب ارتكابه للجريمه الي ولذلك فاإن �سفاء هذا المجرم من جنونه يوؤدي الي ا�ستعداد توافر لعدم وذلك اإجرامه زوال �سبب

اإجرامي لديه �سابق على اإ�سابته بالجنون .المدر�سة التقليدية المدر�سة اأنقا�ض على جاءت ثم الاإيطالية الو�سعية وتزعمها لمبروزو واهتمت هذه حرية بمبداأ تهتم ولم المجرم، ب�سخ�سية المدر�سة الاختيار، وقررت حتمية الظاهرة الاإجرامية، بمعنى يملك لا اإجرامية لعوامل لازمة ثمرة الجريمة اأن ال�سمات هي العوامل وهذه اأمامها حرية، الجاني ال�سخ�سية والعوامل البيئية التي اإن وجدت مركبة في �سخ�ض ما فاإن قدره هو اأن يكون مجرما، وفي هذه الحالة تعالج حال المجرم، با�ستئ�سال العوامل ي�ستاأ�سل اأن اأو التهذيب اأو بالعلاج الاإجرامية المجرم نف�سه اإذا تعذر ا�ستئ�سال هذه العوامل عنه

وذلك حماية للمجتمع منها)43(. ورائد هذه المدر�سة لمبروزو وفيري قد ذهبا اإلى اأن معظم المجرمين غير منقطعي ال�سلة بالدين واأن كثيرا وموقفهما حقيقته، غير على الدين يفهمون منهم

{193}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

النف�سية المدر�سة الفكرية المدار�ض هذه ومن فرويد.. �سيجموند النم�ساوي العالم قادها التي نتائج دائما هو ال�سلوك اأن في نظريته وتتلخ�ض في ورغبات لدوافع متعار�سة قوى عدة تفاعل ظاهرة وغير دفينة �سعورية غير الاأحوال غالب ولكنها ذات اأهمية ق�سوى في تف�سير �سلوك الفرد وت�سمل هذه الدوافع مجموعة من العقد التي ت�سيب

الفرد المجرم وتف�سر �سلوكه منها:لا تعلق عن تنتج وهي اأوديب: عقدة اأ- بغيرة م�سحوبا جن�سيا باأمه لاإبن �سعوري من الاأب كمناف�ض له في حب اأمه وذلك يورث لدى الاإبن �سعورا بالذنب يوقعه في ال�سراع

الوجداني.التعلق عن تنجم وهي الكترا: عقدة ب- اللا�سعوري للبنت باأبيها مما يترتب عليه من

غيرة نحو الاأم كمناف�ض. دافع وهي ب�لخطيئة: ال�شعور عقدة ج- يقوم الذي ال�سراع عن ينجم �سعوري لا النف�سية العقد نتيجة للفرد الجانب هذا في المكبوتة والتي تورث قلقا نف�سيا ي�سيطر على من يحمله ويخل بتوازنه ويدفعه اإلى ارتكاب ال�سلوك الاإجرامي لكي يقب�ض عليه ويعاقب ويتخل�ض بالتالي من هذا ال�سعور ويعود اإليه

توازنه بين الخير وال�سر)46(. والبنت الاأب بين العلاقة يقيم فرويد اأن يلاحظ حيوانية جن�سية ج�سدية علاقة باأنها والاأم والاإبن هابطة خلية من القيم الدينية والاأخلاق والمثل العليا التي تحكم ت�سرفات الاإن�سان الذي كرمه الله وميزه و�سف�سطائية جدلية النظرية جاءت ولذلك بالعقل،

بها رجال الدين()44( فهو يكت�سف الدين بعقله وبما يظهر له من انتظام الاأ�سياء دون الا�ستعانة برجال

الدين... الخ. رم�سي�ض الدكتور اأي�سا الاتجاه هذا نف�ض و�سلك بهنام حيث اأ�سار اإلى اأن المعتقدات الدينية ال�سائدة الجرائم بع�ض ارتكاب على ت�ساعد ما كثيرا بع�ض وذكر خارجيا، م�ساعدا عاملا باعتبارها النا�ض بع�ض يعتقده ما منها: الخرافية المعتقدات اإذا لم يغت�سب امراأة عذراء متمنعة اأن الرجل من بقهر مقاومتها واإتيانها كرها نزل ال�سعف برجولته واأ�سيبت مقدرته الجن�سية ب�سوء مما اأدى اإلى وقوع جرائم اغت�ساب الاإناث كرها. ومنها اأي�سا: عقيدة الاأخذ بالثاأر الموجودة في م�سر وغيرها باعتبارها عدم واأن وكرامة، فخار وعمل الرجولة من نوعا عقيدة كذلك: ومنها و�سعفا. جبنا يعد بها الاأخذ للمراأة ال�سرقي الرجل يبيح فلا للعر�ض، الانتقام ما ي�ستبيحه لنف�سه، ولي�ست المراأة في نظره خلافا للحال في الغرب �سيدة نف�سها من الناحية الجن�سية. ولذا يعد اأي ت�سرف منها في ج�سدها عارا خطيرا ما وكثيرا �سرعيا، زوجا لي�ض الغير هذا دام ما اأخ للعار �سواء من يقود ذلك اإلى قتل المراأة محوا

اأو من قريب لها)45(. اأنه خلط بين المعتقدات العرفية وبهذا يت�سح كيف خا�سة الدينية والمعتقدات الب�سر من المبتدعة اأو المراأة اغت�ساب تحرم التي الاإ�سلامية ال�سريعة الاأعرا�ض على الاعتداء تحرم اأنها كما والثاأر، الزواج وهو له، ال�سرعي البديل ت�سع وجه باأي وتحمي المراأة حياء تحفظ التي واأركانه ب�سروطه

قد�سية الاأعرا�ض في المجتمع.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {194}

النظريات الغربية الحديثة وكل الفل�سفات الم�سيطرة في مارك�ض كارل �سيوعية ن�ساأت منها عليها، والبراجماتيزم اأوروبا في فرويد وفل�سفة ال�سرق في اأمريكا، وكلها تمثل اأ�سلا واحدا واإن اختلفت

المظاهر والفروع)47(. وي�سير الاأ�ستاذ محمد قطب اإلى اأن اأثر هذه النظرية في المختلفة العلوم في العلماء اأنتجه ما كل طال العهد الاأخير)48( ومن اأهم هذه العلوم علم الاإجرام الت�سريعات الجنائية في اأثر في كل والذي بدوره جانبي التجريم والعقاب في كل الدول التي ارت�ست

القوانين الو�سعية. المبحث هذا في عر�سنا كل من نلاحظ وهكذا الغربية الفكرية والمدار�ض الدين بين العلاقة اأن عن اأي�سا ومتحررة ال�سلة منقطعة تكون تكاد لها مبتكرة بل ال�سماوية، الدينية المعتقدات كل في ال�سامية الاأخلاقية مبادئها مع ومت�سادمة اأما ما الروح والمادة والاأخلاق والعلم. جمعها بين ورد عن بع�ض مفكريها من اإ�سارات حول اأثر الدين في تف�سير ال�سلوك الاإجرامي اإيجابيا اأو �سلبيا اإنما المغلوط اأو الخاطئ للتدين فمهمهم خلال من هو الذي لا يفرق بين الديانات ال�سماوية والمعتقدات اأو القيم اأو الخرافات الاأر�سية. لذلك قد تكون الاإباحية مقبولة الجن�سية علاقتهما في والمراأة الرجل بين تناول وكذلك للجريمة، المدار�ض هذه لمنظور وفقا وفي ي�ساء كيفما لعقيدته الفرد وتغيير الم�سكرات اأي وقت، ولذلك تفتح اأندية خا�سة باللواط والعراة وغيرها والمقامرة المي�سر ولعب جن�سيا وال�سواذ بالفطرة اإجراميا �سلوكا تعد التي الاأفعال من ال�سماوية الاأديان اأحكام ال�سليمة وبموجب الدينية

خالية من المنطق العلمي والبحث المقروء والم�سهود في كل بقعة من البقاع في العالم من الرابطة العاطفية ال�سوية والاأنموذج الحي الملاحظ في قد�سية العلاقة العادات ال�سماوية وحتى الاأديان كل الاأ�سرية في الاأر�سية التي اأظلتها الفطرة ال�سليمة التي فطر الله

النا�ض عليها.منظورها في الفكرية المدار�ض هذه راأ�ض وعلى لمنظرها المادية الفل�سفة نظرية جاءت للاأديان في الكني�سة اأ�سابت فقد دارون، الفيل�سوف نزع اإلى وقادتها بموجبها زلزلة اأكبر اأوروبا �سلطان الكني�سة عن نف�سها واأي�سا �سلطان الدين، مج�سما الكني�سة في ممثلا لديها الدين كان اإذ فيها، واأغراهم بهذا اأن العقيدة الم�سيحية اأ�سبحت فيها ال�سماء اأنزلتها كما لا الكني�سة كما �سورتها كثير مما يناق�ض العقل ويثقل على الاأفهام ولي�ست ولذلك المتناق�سات. من واحدة اإلا التثليث م�سكلة تجردت اأوروبا من نير الكني�سة و�سلطان الدين معا، واإرتدت بذلك رومانية كاملة لا يقف �سيء في �سبيل نزعتها المادية التي لا تعرف غير الج�سد ونزواته، الحوا�ض. تبثه الذي المادي بالواقع اإلا توؤمن ولا حيث اأوروبا في الانقلاب هذا بطل دارون وكان قرر حيوانية الاإن�سان ونفى عنه النفحة الاإلهية التي الاأر�ض اإلى به رفعته عن م�ستوى الحيوان وهبط نظرية اإن الاأعلى. الملكوت اإلى ي�سمو ولا يحلق لا الحياة ن�سوء م�سالة في البحث من تهرب دارون بوجود الاعتراف من هروبا الاأر�ض، ظهر على ويتدخل والاأحياء الحياة على ي�سرف اأعلى كائن

في الخلق والاإن�ساء . كل عنها ن�ساأت المادية الفل�سفية النظرية هذه

{195}مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م

ي�سرق وهو موؤمن، ولا ي�سرب الخمر حين ي�سربها وهو موؤمن()50( .

كل ذلك جعل من الجلي الوا�سح عند الم�سلمين، ال�سلوك اأن اليوم، حتى الو�سطى الع�سور منذ اإغواء ال�سيطان للاإن�سان، واأن الاإجرامي ناتج عن الله �سريعة خالف قول اأو عمل كل هي الجريمة

تعالى ور�سوله الكريم فعلا اأو امتناعا اأو قولا.الاإ�سلامية ال�سريعة فقهاء عرف المنطلق هذا ومن الجريمة تعاريف كثيرة من اأهمها تعريف الماوردي الله زجر �سرعية محظورات "الجرائم بقوله: لها

تعالى عنها بحد اأو تعزير")51(.ورغم هذه الاإحاطة وهذا ال�سمول الذي ات�سف بهما الطرح الاإ�سلامي في هذا المجال فاإن هذه ال�سريعة تركت مجالا وا�سعا للمتغيرات وما يجد من اأحداث، فهناك اأفعال لم تجرم لا في القراآن الكريم ولا في ال�سنة المطهرة بل جرمها اأولو الاأمر وعاقبوا عليها، واأجازت ال�سريعة لولي الاأمر اإباحة هذه الاأفعال اإذا

اقت�ست ذلك م�سلحة عامة.

خ�تمة البحثتو�سل الباحث من خلال عر�سه ودرا�سته لمو�سوع

البحث اإلى اأهم النتائج والتو�سيات التالية:اأولا: النت�ئج:

بالميلاد المجرم حول لمبوروزو نظرية قامت .1دون درا�سة كافية وا�ستق�ساء علمي ودقيق

لمخرجات النظرية.اأو 2. لي�ض من الثابت اأن �سكل الاإن�سان طولا ق�سرا اأو لونا اأو في تكوينه الع�سوي وتقاطيعه

ما يقطع بتف�سير �سلوكه الاإجرامي.

ال�سريعة قررته وبما الاأول اأ�سلها في ال�سحيحة و�سابطة اآمرة وقواعد اأحكام من الاإ�سلامية لل�سلوك الاإن�ساني باعتباره الدين الخاتم الخالي من

التحريف والتبديل وال�سالح لكل زمان ومكان. عن بمفاهيم غنية الاإ�سلامية ال�سريعة جاءت لقد القراآن في الاإجرامي ال�سلوك واأ�سباب الجريمة وال�سنة، فظهرت تعريفات كثيرة للجريمة في الفقه الاإ�سلامي، فمن الاآيات ما ذكر فيه لفظ الجريمة من رموا أجن الذين {إن تعالى: كقوله الفاعل، ا�سم خلال

حكون}]المطففين: 29[ )49(. كانوان من الذين آمنوا يضنومنها ما ذكر فيه نمط ال�سلوك الاإجرامي، كالقتل غير اإلى والع�سيان، والف�سوق والزنا وال�سرقة جرائم اأنـها الم�سلمون فهم التي الاأفعال من ذلك من خلال طبيعتـها، اأو من خلال تعنيف الله تعالى لمرتكبيها، اأومن خــــــــــــــــــــــــلال ما فر�سه مــن عقاب بن على كتبننا ذلك ل أجن {منن تعالى: كقوله اإزاءها، ا ض فكأن نفنس أون فساد ف الأرن رائيل أنه من قتل نفنسا بغيرن إسنيا الناس جيعا ولقدن ا أحن ياها فكأن قتل الناس جيعا ومنن أحنض ننهم بعند ذلك ف الأرن

نات ثم إن كثيرا م

جاءتنهمن رسلنا بالبي

رفون} ]الم�ئدة: 32[. لسنننهما مئة

لدوا كل واحد م اني فاجن انية والز وقوله تعالى: {الز

بالل تؤنمنون كنتمن إن دين الل ف رأنفة بهما كم تأنخذن ولا جلندة ؤنمني} ]النور: 2[. ن الن

هدن عذابهما طائفة م خر ولنيشن والنيونم الآن

بعة بأرن يأنتوا لن ثم الننصنات يرنمون {والذين تعالى: وقوله أبدا شهادة لمن تقنبلوا ولا جلندة ثاني لدوهمن فاجن شهداء

وأونلئك هم النفاسقون} ]النور: 4[. وربط الر�سول �سلى الله عليه و�سلم �سبب ال�سلوك )لا قال: تعالى، حين بالله الاإيمان بفقد الاإجرامي يزني الزاني حين يزني وهو موؤمن، ولا ي�سرق حين

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {196}

العلمية والجوانب التطبيقية، ح�سبما تقت�سيه روح الع�سر،، ونقترح، للم�ساعدة في تحقق

هذه ال�سياغة، ما ياأتي:الله ور�سوله التي حرمها الاأفعال ان تعرف .9في بن�ض محددة عقوبة ازاءها وفر�ست

الكتاب اأو ال�سنة، باأنها جرائمالله ور�سوله التي حرمها الافعال ان تعرف .10ولي�ض لها عقوبة في الكتاب اأو ال�سنة، وتلك الاأمر، ولي اأو الا�سلام فقهاء جرمها التي ورتبوا لها عقوبة اجتهادية، بانها مخالفات.

ثانيا: التو�شي�ت:نظرية حول الدرا�سة هذه من الا�ستفادة -1الميلاد اأو بالفطرة المجرم حول لمبوروزو القراآنية الاآيات واأحكام معاني �سوء على والاأحاديث النبوية التي تبين مفهوم الفطرة الاإيمانية ال�سليمة للاإن�سان منذ ولادته وذلك

باإدخالها في مفردات علم الاإجرام. المادية والنف�سية الاجتماعية العلوم ربط -2الغربية بما يقابلها من قيم اإيمانية �سحيحة في الاإ�سلام، مثل الاإيمان بالله الحكيم العليم مدبر

الكون والمحيط بالاإن�سان ج�سدا وروحا. الاجتهاد في البراهين التي تدح�ض النظريات -3الاإ�سلامية ال�سريعة تبطلها والتي الملحدة التي تقرر اأن الاإن�سان خلق في اأح�سن تقويم

واأف�سل �سورة.على الاآباء مراعاة التربية ال�سوية لاأبنائهم لاأن -4يتاأثر ثم التدين على مفطورا يولد الاإن�سان بمحيطه من اأبويه واأ�سرته والمجتمع من حوله

في الخير وال�سر وال�سوية والجريمة.

الفل�سفي الفكر عن تولدت لمبوروزو نظرية .3المادي الذي ينظر اإلى الاإن�سان من خلال الج�سد الاإلهية الروحية النفحة ينكر والذي ونزواته الجبلية الفطرة مع م�سطدمة جاءت ولذلك فيه

الاإيمانية الم�ستقيمة لدى الاإن�سان منذ ولادته.اإلى المجرم للاإن�سان الاإرتدادية النظرة .4ال�سريعة تبطلها المتوح�ض البدائي الاإن�سان في خلق الاإن�سان اأن تقرر التي الاإ�سلامية بواجب وقام �سورة واأف�سل تقويم اأح�سن الخلافة واأجرى اأحكام الله على الاأر�ض منذ عليه اآدم الكريم النبي الاأكبر جده هبوط

ال�سلام. 5. الاإن�سان يولد مفطورا على التدين ثم يتاأثر بمحيطه من اأبويه واأ�سرته والمجتمع من حوله

في الخير وال�سر وال�سوية والجريمة.حتمية ارتكاب المجرم بالميلاد للجريمة و�سرورة .6من اأ�سل لهما لي�ض المجتمع من ا�ستئ�ساله

المنطق الم�سهود اأو دين الفطرة المحمود. يذكر الباحث اأن المذكورة النتائج تفيد لا .7مثل لمبروزو لنظرية الاإيجابية الاآثار بع�ض درا�سة في ال�سرعي الطب اإلى الالتفات الجريمة والطب النف�سي والدرا�سات المتعلقة ب�سلوك المجرم من خلاله وا�ستخدام المناهج العلمية في درا�سة الظاهرة الاإجرامية.. اإلخ.

تعريف ان يت�سح البحث هذا خلال من .8الى يحتاج الا�سلامي الفقه في الجريمة قدر اكبر تتلافى �سياغة، واعادة مراجعة غير عند مفهوما وتجعله الثغرات، من المتخ�س�سين، ودقيقا عند تداوله في المحافل

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {197}

د. فتوح عبد الرحمن ال�ساذلي، علم الاإجرام .8العام، ط2000م،

في درا�سات ال�ساذلي، الله عبد فتوح د. .9الجامعية، الثقافة موؤ�س�سة الاإجرام،، علم

الاإ�سكندرية، ط1، �سنة 1991م.10. د. محمد �سعيد البوطي، الاإن�سان م�سير اأم مخير، �ض106 و107، دار الفكر، مد�سق،

ط1418هـ - 1997م.المجتمع، في الجريمة عارف، محمد د. .111981م، �سنة ط2، بعدها، وما �ض111

ن�سر مكتبة الاأنجلو الم�سرية.�سميح عاطف الزين، طريق الاإيمان، �ض44 .12و45، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط4 �سنة

1981م.القراآن، ظلال في ، قطب �سيد ال�سهيد/ .13مجلده �ض 277، ط27، 1419هـ 1998م،

دار ال�سروق- القاهرة. عقيدة ال�سعراوي، متولي محمد ال�سيخ .14التوفيقية، المكتبة و117، �ض116 الموؤمن،

القاهرة.الاإجرام، علم قوتة، اأبو الرحمن محمد عبد .15الحديث، العربي المكتب 277و288، �ض

الاإ�سكندرية. بين والقدر الق�ساء الخطيب، الكريم عبد .16الفل�سفة والدين، �ض10، دار المعرفة للطباعة اإرادة عن نقلا لبنان، بيروت، والن�سر،

الاعتقاد، وليم جيم�ض، �ض154كري�ض رونالد، �ض134، ط1 �سنة 1968م، .17

موؤ�س�سة فرانكلين للطباعة والن�سر.

5- اإجراء المزيد من الدرا�سات عن علم الاإجرام لتفادي حتمية ارتكاب المجرم بالميلاد للجريمة للو�سول اإلى حل م�ستمد من المنطق الم�سهود

اأو دين الفطرة المحمود. العلمية في المناهج ا�ستخدام على التدريب .6

درا�سة الظاهرة الاإجرامية.

الم�ش�در والمراجعالعظيم، القراآن تف�سير كثير، بن الحافظ .1تحقيق الدكتور/ ال�سيد محمد �سيد واآخرين،

مجلد 6، ط1426هت -2005 الخطيب، اأحمد �سالح ال�سيد �سريف د. .2واأثر الاإن�سانية الحياة في الاإلهية ال�سنن الاإيمان بها في العقيدة وال�سلوك، ط1، ، وما العثمانية الدار ،2005 1425هـ ط1 بعدها

– عمان.التفا�سير اأي�سر الجزائري، بكر اأبو جابر .3

لكلام العلي الكبير، ج1 الحافظ زكي الدين عبد الحفيظ بن عبد القوي .4المنذري، مخت�سر �سحيح م�سلم، حديث رقم

1852 تحقيق.الاإن�سانية- العلوم دار البغا، ديب م�سطفى د. .5النووي، ل�سرح �سحيح حلبوني، دم�سق- ج16، �ض207 وما بعدها ، ط1407- 1987م.

لعلم العامة المبادئ الم�سعال، اإبراهيم د. .6الاإجرام، �ض194 و195، من�سورات جامعة

النقاط الخم�سة، ط1، 2003 م في ليبيا.العقاب، د. ثروت جلال، علم الاإجرام وعلم .7

�ض82، �ض129

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {198}

المراجع الاأجنبية:1. James William Coleman Coleman

and Donald R.Cressy, Social Problems،third edition, Ne YorK Harperand Ro, pblishers, p. 406 - 5.

ـ928 .2 Herschl Prins, Criminl Behavior An Introdcion to ItsStdy and Treatment, Ne York Pitmanpblishing, 1973, p.47. 93911ـ James Williamـ Coleman and DonaldR. Cressy, op.Cit, pp.407 - 406 12.

من والانحراف الجريمة رم�سان، ال�سيد .18المكتب )الا�سكندرية: الاجتماعي، المنظور

الجامعي الحديث، 1985م(، �ض.632.جرام الاإ علم القهوجي، عبدالقادر علي د. .19الجامعية الدار )بيروت: العقاب، وعلم

للطباعة والن�سر، بت( �ض.373.

الهوام�س :اأ�شت�ذ م�ش�عد - كلية الق�نون – ج�معة الجزيرة .

ط2، بعده�، وم� �س111 المجتمع، في الجريمة ع�رف، محمد د. -1�شنة 1981م، ن�شر مكتبة الاأنجلو الم�شرية.

الطب ب�إيط�لي� ع�م 1835 ودر�س فيني�س ولد لمبوروزو في مدينة -2وعمل العقلية ب�لم�شت�شفي�ت وعمل الاإيط�لي الجي�س في عمل ثم مح��شرا في الطب العقلي في ج�معة ب�في� ثم ا�شت�ذا للطلب العقلي وال�شرعي بج�معة تورنتو وهو �ش�حب كت�ب )الاإن�ش�ن المجرم( د.

عبد الرحمن اأبو قوتة ، علم الاإجرم، �س82 اله�م�س.المرجع ال�ش�بق، �س126و128. -3

علم عن خ��شة عديدة كت�ب�ت ع�شر الت��شع القرن منت�شف فى ظهر ثم Sir Henry/الاإن�ش�ن وك�ن اأبرز تلك الكتب كت�ب "ال�شير/ هنرى مين Ancient/القديم )الق�نون "James Sumner Maineفى المتخ�ش�شة المدار�س ظهور الكتب هذه ليلى ،1861 ع�م )Lawالمق�رن" الق�نون "مدر�شة المدار�س هذه اأ�شهر ومن الاأنثربولوجي� علم اأم� مع فى مرحلة لاحقة. النقد لهم� التطورية" التى وجهت و"المدر�شة بداية القرن الع�شرين ظهرت اأ�شم�ء �شهيرة فى هذا المج�ل مثل "اإميل دور ك�يم/Émile Durkheim"، ب�لاإ�ش�فة اإلى مدار�س اأنثروبولوجية ه�مة مثل )مدر�شة الانت�ش�ر الح�ش�ري( و )المدر�شة الوظيفية( وكلاهم�

ه�جمت� "المدر�شة التطورية"، هذا اإلى ج�نب "المدر�شة البيئية".د. فتوح عبد الرحمن ال�ش�ذلي، علم الاإجرام الع�م، من�ش�أة المع�رف ، -4

الاإ�شكندرية، 1993 �س55، ط2000م،و195، �س194 الاإجرام، لعلم الع�مة المب�دئ الم�شع�ل، اإبراهيم د. -5

من�شورات ج�معة النق�ط الخم�شة، ط1، 2003 م في ليبي�.الجريمة في المجتمع، مرجع �ش�بق، �س129. -6

المكتب �س83، الاإجرام، علم قوتة، اأبو محمد الرحمن عبد د. -7الج�معي الحديث، الاإ�شكندرية.

وم� �س91 الاإجرام، علم في درا�ش�ت ال�ش�ذلي، الله عبد فتوح د. -8بعده�، موؤ�ش�شة الثق�فة الج�معية، الاإ�شكندرية، ط1، �شنة 1991م.

علم الاإجرام، مرجع �ش�بق، د. محمد ع�رف، �س130-131 د. ثروت -9جلال، علم الاإجرام وعلم العق�ب، �س82، �س129.

الجريمة في المجتمع، مرجع �ش�بق، د. محمد ع�رف، �س129. -10فرانكلين موؤ�ش�شة 1968م، �شنة ط1 �س134، رون�لد، كري�س -11

للطب�عة والن�شر. �ش�بق، �س91 ال�ش�ذلي، مرجع فتوح د. الاإجرام، علم درا�ش�ت في -12

وم� بعده�.

�ش�بق، مرجع الاإجرام، لعلم الع�مة المب�دئ الم�شع�ل، اإبراهيم د. -13�س144 وم� بعده�.

و117، �س116 الموؤمن، عقيدة ال�شعراوي، متولي محمد ال�شيخ -14المكتبة التوفيقية، الق�هرة.

الكت�ب دار و45، �س44 الاإيم�ن، طريق الزين، ع�طف �شميح -15اللبن�ني، بيروت، ط4 �شنة 1981م.

ال�شهيد/ �شيد قطب في ظلال القراآن، مجلده �س277، ط27، 1419هـ -161998م، دار ال�شروق الق�هرة.

ط27، ،277 �س مجلده القراآن، ظلال في ، قطب �شيد ال�شهيد/ -171419هـ 1998م، دار ال�شروق- الق�هرة.

عبد الكريم الخطيب، الق�ش�ء والقدر بين الفل�شفة والدين، �س10، -18دار المعرفة للطب�عة والن�شر، بيروت، لبن�ن، نقلا عن اإرادة الاعتق�د،

وليم جيم�س، �س154.عقيدة الموؤمن، مرجع �ش�بق، �ش� 117-116. -19

مخت�شر المنذري، القوي عبد بن الحفيظ عبد الدين زكي الح�فظ -20م�شطفى د. تحقيق �س552 ،1852 رقم حديث م�شلم، �شحيح ديب البغ�، دار العلوم الاإن�ش�نية- دم�شق- حلبوني، �شحيح ل�شرح

النووي، ج16، �س207 وم� بعده� ، ط1407- 1987م، �س593.�شيد قطب، في ظلال القراآن مرجع �ش�بق، �س2767. -21

�ش�بق، حديث رقم 1993، المنذري، مرجع مخت�شر �شحيح م�شلم، -22�س592.

د. محمد �شعيد البوطي، الاإن�ش�ن م�شير اأم مخير، �س106 و107، -23دار الفكر، مد�شق، ط1418هـ - 1997م.

ال�شيد الدكتور/ تحقيق العظيم، القراآن تف�شير كثير، بن الح�فظ -24 ،2005- ط1426هت �س320، ،6 مجلد واآخرين، �شيد محمد الحي�ة في الاإلهية ال�شنن الخطيب، اأحمد �ش�لح ال�شيد �شريف د. العقيدة وال�شلوك، ط1، �س209م، به� في الاإيم�ن واأثر الاإن�ش�نية وم� بعده� ط1 1425هـ 2005، الدار العثم�نية – عم�ن، ج�بر اأبو

بكر الجزائري، اأي�شر التف��شير لكلام العلي الكبير، ج1 �س.مرجع بعده� وم� �س207 ج16، النووي، ب�شرح م�شلم �شحيح -25

�ش�بق.د. محمد �شعيد رم�ش�ن البوطي، مرجع �ش�بق، �س 141 و142، وقد -26نقله عن �شحيح م�شلم ب�شرح النووي، مرجع �ش�بق، ج16 �س206

و207 وم� بعدهم�.ال�شيد الدكتور/ تحقيق العظيم، القراآن تف�شير كثير، بن الح�فظ -27

محمد �شيد واآخرين، مجلد 6، �س330، ط1426هـ 2005م.

مجلة كلية ال�شريعة - العدد الرابع - �شوال 1439هـ / يونيو 2018م {199}

جرام وعلم العق�ب، )بيروت: الدار علي عبدالق�در القهوجي، علم الاإ -40الج�معية للطب�عة والن�شر، ب ت( �س.37.

الاجتم�عي، المنظور من والانحراف الجريمة رم�ش�ن، ال�شيد -41)الا�شكندرية: المكتب الج�معي الحديث،1985م(، �س.63.

الق�هرة:دار الجن�ئي، النف�س علم واآخرون، ربيع �شح�تة محمد -42غريب،1995م(،�س.92.

43- James William Coleman Coleman and Donald R.Cressy، Social Problems،third edition، Ne YorK Harperand Ro، pblishers، p. 406.

�ش�بق، مرجع الاإجرام، لعلم الع�مة المب�دئ الم�شع�ل، اإبراهيم د. -44�س130 وم� بعده�.

د. اإبراهيم الم�شع�ل، مرجع �ش�بق، �س138 وم� بعده�. -45عبد الرحمن محمد اأبو قوتة، علم الاإجرام، �س 277و288، المكتب -46

العربي الحديث، الاإ�شكندرية. �س80 والدين الفل�شفة بين والقدر، الق�ش�ء الخطيب، الكريم عبد -47

نقلا عن حي�ة الفكر في الع�لم الجديد، �س35.عبد الكريم الخطيب، مرجع �ش�بق، �س10، نقلا عن حي�ة الفكر في -48

الع�لم الجديد، �س34.المع�رف- من�ش�أة ن�شر ط3، �س140-139، ج1، الاإجرام، علم -49

الاإ�شكندرية.علي عبدالق�در القهوجي، مرجع �ش�بق، �س.38. -50

البخ�ري، �شحيح البخ�ري، 6772. -51وهبة الزحيلي، الفقه الاإ�شلامي واأدلته، -52

المرجع ال�ش�بق. -28محمد �شعيد رم�ش�ن البوطي، مرجع �ش�بق، �س 141 و142. -29

محمد �شعيد رم�ش�ن البوطي، مرجع �ش�بق، �س 141 و142، وقد -30نقله عن �شحيح م�شلم ب�شرح النووي، مرجع �ش�بق، ج16 �س206

و207 وم� بعدهم�.و195، �س194 الاإجرام، لعلم الع�مة المب�دئ الم�شع�ل، اإبراهيم د. -31

من�شورات ج�معة النق�ط الخم�شة، ط1، 2003 م في ليبي�.موجز اأحك�م ال�شريعة الاإ�شلامية في التجريم والعقـ�ب، ع�لم الكتب، -32

الق�هرة، ط ،1�شنة 1985م، �س .67خ�شر.المرجع ال�ش�بق. -33

، المع�رف من�ش�أة الع�م، الاإجرام علم ال�ش�ذلي، الرحمن عبد فتوح -34الاإ�شكندرية، 1993 �س55، ط2000م،

ح�شن ال�ش�ع�تي ، التحليل الاجتم�عي لل�شخ�شية ، المجلة الجن�ئية -35القومية ، م�ر�س ، 1958 ، ع1 ، �س80.

ح�شن ال�ش�ع�تي ، التحليل الاجتم�عي لل�شخ�شية ، المجلة الجن�ئية -36القومية ، م�ر�س ، 1958 ، ع1 ، �س80.

37- James William Coleman Coleman and Donald R.Cressy، Social Problems،third edition، Ne YorK Harperand Ro، pblishers، p. 406.

جرام وعلم العق�ب، )بيروت: الدار علي عبدالق�در القهوجي، علم الاإ -38الج�معية للطب�عة والن�شر، ب ت( �س.37.

جرام وعلم العق�ب، )بيروت: الدار علي عبدالق�در القهوجي، علم الاإ -39الج�معية للطب�عة والن�شر، ب ت( �س.37.